أحداث الجمعة 28 نيسان 2017
إسرائيل تقصف مخازن أسلحة «حزب الله» في دمشق
طهران – محمد صالح صدقيان؛ لندن، نيويورك – «الحياة»
قصفت إسرائيل فجر أمس، مستودعات أسلحة يُعتقد أنها مرسلة من إيران إلى «حزب الله» اللبناني قرب مطار دمشق الدولي، في مؤشر إلى الاستمرار في سياستها لمنع وصول صواريخ مطورة إلى الحزب الذي يحارب إلى جانب القوات النظامية السورية. واعترفت دمشق بحصول الضربة واعتبرتها «في سياق دعم فصائل المعارضة»، في حين اكتفى الكرملين بالقول إنه «يجب على كل الدول تحاشي أي عمل من شأنه تصعيد التوتر في المنطقة واحترام السيادة السورية»
وقد يُفسّر هذا الموقف بأن الرئيس فلاديمير بوتين يريد القول إنه يعارض الضربة الإسرائيلية، لكنه لا يستطيع منعها كونها تأتي في إطار «الخطوط الحمر» لدى إسرائيل في خصوص صواريخ إيران المرسلة إلى «حزب الله». وقال رئيس الاستخبارات الإسرائيلية إسرائيل كاتس من واشنطن إنه يعمل من أجل دعم إدارة الرئيس ترامب لمنع «وجود عسكري دائم» لإيران في سورية.
وبالتزامن مع الضربة الإسرائيلية، أرسل بوتين مبعوثه الخاص إلى سورية ألكسندر لافرينتيف إلى طهران حيث قابل مسؤولين معنيين بالملف السوري وعرض عليهم «تصورات» الرئاسة الروسية في خصوص تطورات الأزمة و «آلية» التعاطي معها، من دون أن ترشح معلومات عن ماهية الأفكار التي حملها. لكن زيارته جاءت بعد يوم من محادثات روسية- سعودية تناولت في جزء منها الأزمة السورية وبرز خلالها تباين في شأن مصير الرئيس بشار الأسد في مستقبل بلاده. وقال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني الذي كان أحد مستقبلي لافرينتيف، إن إيران ملتزمة الحل السياسي لإنهاء الأزمة في سورية و «نعتقد أن استخدام الحل العسكري يكون مؤثراً فقط لمواجهة الجماعات التي لا تتخلی عن السلاح».
إلی ذلك، عقد أمس في موسكو الاجتماع الثاني المشترك لوزراء الدفاع الإيراني حسين دهقان، الروسي سيرغي شويغو والسوري فهد جاسم الفريج، للبحث في الأوضاع السورية وتأكيد تعاون البلدان الثلاثة «لمحاربة الإرهاب». ووفق المصادر الإيرانية، فإن الوزراء الثلاثة دانوا «الاعتداء الأميركي علی سورية (قصف قاعدة الشعيرات) والدعم الصارخ للجماعات الإرهابية».
وعلى صعيد الضربة الإسرائيلية، قالت مصادر في المعارضة السورية وفي أجهزة استخبارات، إن القصف أصاب مستودعاً للأسلحة يديره «حزب الله» قرب مطار دمشق، حيث تنقل طائرات تجارية وطائرات شحن عسكرية السلاح بانتظام من طهران. وأكد «مصدر عسكري» سوري في بيان نقلته وسائل الإعلام الحكومية «تعرّض أحد المواقع العسكرية جنوب غربي مطار دمشق الدولي فجر اليوم (أمس) إلى عدوان إسرائيلي بصواريخ عدة أطلقت من داخل الأراضي المحتلة». وأضاف: «إن هذا العدوان… محاولة يائسة لرفع معنويات المجموعات الإرهابية».
وقال إسرائيل كاتس وزير الاستخبارات الإسرائيلي في تصريحات إلى راديو الجيش من الولايات المتحدة حيث يلتقي مسؤولين أميركيين: «بوسعي التأكيد أن الواقعة التي حدثت في سورية تتماشى تماماً مع سياسة إسرائيل بالتحرك لمنع إيران من تهريب الأسلحة المتطورة لحزب الله عبر سورية». وقال مصدر كبير في الاستخبارات في المنطقة طلب عدم كشف اسمه، إن المستودع المستهدف يتعامل مع كميات كبيرة من الأسلحة التي ترسلها إيران جواً وتُسلّم إلى مجموعة من الفصائل على رأسها «حزب الله».
وفي باريس (رويترز)، أثار مساعد بارز لمارين لوبان، مرشحة أقصى اليمين في الانتخابات الرئاسية في فرنسا، شكوكاً أمس إزاء تقرير للاستخبارات الفرنسية اتهم القيادة السورية بشن هجوم بغاز سام، وهو موقف عارضه في شكل مباشر منافسها المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون.
وقال نائب زعيمة حزب الجبهة الوطنية فلوريان فيليبو لراديو فرنسا الدولي: «أعتقد أن المجتمع الدولي بإمكانه أن يرتاب في التقرير، لأنه لم يتم بعد إجراء تحقيق دولي برعاية الأمم المتحدة». وقال ماكرون الأربعاء، إنه سيدعم مزيداً من الضربات الجوية ضد منشآت الأسلحة الكيماوية التي لدى قوات الأسد.
وفي نيويورك أكدت الأمم المتحدة أن إجبار المدنيين على إخلاء مناطقهم في سورية يتعارض مع القانون الدولي، في إشارة الى «اتفاق البلدات» الأربع ونقل سكانها بموجبه.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين خلال جلسة لمجلس الأمن أمس إن إخلاء السكان المدنيين في سورية «لا يتم بالتشاور معهم، وهم ينقلون الى مناطق غير آمنة بعدما أجبروا على ترك منازلهم»، داعياً الى إعلان هدنة إنسانية عاجلة في سورية.
جاء ذلك في جلسة حول الوضع الإنساني في سورية أجمعت فيها الدول الغربية في مجلس الأمن على رفض الاتفاقات الأخيرة بنقل السكان في سورية وهو ما اعتبره ديبلوماسيون تخوفاً من «تكرار سيناريو تهجير السكان في الغوطة».
وقالت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي إن الضغوط «يجب أن تتركز على روسيا، لأن أي ضغط آخر على دمشق وسواها لم يجد سابقاً، وروسيا هي الحامي الوحيد للنظام الدكتاتوري في سورية».
وأضافت هايلي في جلسة لمجلس الأمن حول الوضع الإنساني في سورية آمس إن «روسيا تواصل استخدام الفيتو، والأسد يتمتع بهذه الحصانة لأنه يعلم أنه روسيا ستحميه، ولكن ذلك لن يوقفنا عن الاستمرار في التحرك بغض النظر إن استمرت روسيا في استخدام الفيتو أم لا».
وقالت إن على روسيا تلبية تعهداتها بالضغط على دمشق لاحترام وقف الأعمال القتالية، ووقف مصادرة المواد الطبية والسماح بمرور المساعدات.
ورد المندوب الروسي بيتر ليتشيف، معتبراً أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا «لم تقم بأي تحرك فعلي للضغط على الجماعات المسلحة سواء المعتدلة أو غير المعتدلة، فيما تؤدي روسيا دورها مع الضامنين الآخرين تركيا وإيران لتثبيت وقف النار».
وأبدى ليتشيف «الاستغراب حيال التهجم على اتفاق البلدات الأربع، على رغم أنه ساهم في حماية المدنيين».
يلدريم: يستحيل إجراء انتخابات نزيهة في بلد يُحكم بنظام “ديكتاتوري”
أنقرة- الأناضول- قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، تعليقاً على إدعاءات إنجرار بلاده نحو الديكتاتورية، إنه لا يمكن أن تنظم انتخابات نزيهة في بلد يُحكم بنظام دكتاتوري.
جاء ذلك في لقاء أجرته “بي بي سي وورلد” مع يلدريم، تحدث فيها عن الاستفتاء الذي جرى في تركيا 16 أبريل/ نيسان الحالي، حول تعديلات دستورية وقبِله الشعب، بحسب إعلان رسمي للجنة العليا للانتخابات مساء الخميس.
وتساءل رئيس الوزراء التركي، هل يمكن أن تنظم انتخابات في بلد يحكمه ديكتاتور؟ هل يمكن أن تمارس أحزاب سياسية أنشطتها فيه؟ هل يمكن أن يصوّت الشعب بحرية في بلد يحكمه ديكتاتور؟
ولفت يلدريم إلى أن نحو 24 مليون ناخب صوتوا بـ”لا” في الاستفتاء، وأكثر من 25 مليوناً صوتوا بـ”نعم”، بفارق مليونًا و400 ألف صوت.
وشدد على أنه لو كانت تركيا بلداً ديكتاتورياً لكنّا حددنا معدل الأصوات، ورفعنا مستوى النجاح إلى 80 أو 90 بالمئة.
وأضاف أن الحي (اسكودار) الذي أدلى به رئيس البلاد رجب طيب أردوغان، كانت نسبة المصوتين بـ “لا” أعلى من نسبة المصوتين بـ “نعم”، كما أن مدينة إزمير التي يمثلها يلدريم في البرلمان صوت غالبية سكانها ضد التعديلات الدستورية.
ودعا رئيس الوزراء التركي، المعارضة إلى تقبل نتيجة الاستفتاء، مؤكداً أنه لا يحق لأي جهة أن تطعن في قرار الشعب أمام المحاكم المحلية والأوروبية أوغيرها.
وفيما يتعلق بالشأن السوري، أوضح يلدريم أن موت الأطفال الأبرياء (في سوريا) أثار حفيظة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وردّت عليها (عبر استهداف قاعدة عسكرية للنظام بالصواريخ ردا على قصف كيميائي)، معرباً عن ترحيبه بهذ الرد.
ولفت إلى أن “إدارة الرئيس السباق باراك أوباما، أفسحت المجال لقوى أخرى في سوريا، ولم تكن تملك نهجا سياسيا فاعلاً، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمات، مما أدى إلى تعزيز قوة النظام، فيما لعبت البلدان الداعمة للنظام دوراً أكبر على هذا الصعيد”.
وأكد استحالة تحقيق حل سياسي وسلام دائم في سوريا مع بقاء النظام الحالي، وشدد على ضرورة رحيله في أقرب وقت ممكن، وإنشاء دولة تضم جميع مكونات البلاد من العرب والتركمان والأكراد وغيرهم.
يلدريم، أكد ضرورة مواصلة الولايات المتحدة دورها الفاعل حيال الأزمة السورية، وأضاف أن تركيا تعتبر أكبر بلد قدم تضحيات في المنطقة، وأكبر بلد يسعى لإحلال السلام في سوريا.
وأضاف أنه يجب إيجاد حل للأزمة السورية بمبادرة من واشنطن وعبر التعاون مع روسيا وتركيا ومع إيران بشكل جزئي وبقية دول المنطقة والأمم المتحدة.
وقال إنه يتوجب إنشاء منطقة آمنة للنازحين، واتخاذ خطوات لتحقيق حل سياسي دائم في سوريا.
وأشار رئيس الوزراء التركي، إلى أن بلاده تكافح منظمات إرهابية مثل “داعش” و”بي كا كا” و”فتح الله غولن”، وأنها تقع في منطفة جغرافية صعبة.
وأوضح أن بلاده تسعى من جهة لمكافحة المنظمات الإرهابية، وتحقيق السلام في العالم، وتعزيز ديمقراطيتها، ومن جهة أخرى تسعى لحماية أمن أوروبا.
وأضاف: “بلدان كثيرة على رأسها أوروبا، مطالبة بالتعبير عن شكرها لتركيا، ولكنها لا تُقدم على هذا، بل توجه اتهامات وكأننا نحن من نفذنا الانقلاب الفاشل، ويتم خلق تصور على أن الانقلابيين ليس لهم أية جريمة”.
وشدد على أن الشعب التركي لا يستحق هذه المعاملة.
وزير إسرائيلي يقترح خطة إسرائيلية أمريكية لطرد إيران من سوريا
تل ابيب- د ب ا- ذكرت صحيفة “يديعوت احرونوت” الاسرائيلية في موقعها الإلكتروني، الجمعة، أن وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس اقترح خلال زيارته للولايات المتحدة أن تقوم إدارة الرئيس دونالد ترامب بصياغة وثيقة تفاهم من خمس نقاط بين الولايات المتحدة وإسرائيل لإزالة النفوذ الإيراني من سوريا.
وتتضمن المذكرة سلسلة من النقاط الرئيسية التي تهدف لتشديد الخناق حول ايران ووكلائها من اجل منع عدوانها فى المنطقة وخاصة من خلال منظمة حزب الله “الإرهابية”، بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة إن من بين النقاط الواردة في مذكرة التفاهم، اعتراف أمريكي بالسيادة الاسرائيلية على مرتفعات الجولان، وهي منطقة استولت عليها اسرائيل في حرب 1967.
وتتضمن المذكرة معارضة عامة للوجود العسكري الدائم لإيران في سوريا، و فرض عقوبات على طهران لحملها على وقف المساعدات العسكرية والمالية لحزب الله والمنظمات الإرهابية في المنطقة وتكثيف العقوبات المفروضة على حزب الله.
وبالإضافة إلى ذلك، أثارت مذكرة التفاهم فكرة العمل الأمريكي الإسرائيلي لمنع التمدد الإقليمي لإيران، من خلال العراق وسورية إلى لبنان، من أجل تهدئة المخاوف الأمنية الإسرائيلية حيث أن مثل هذا التطور يمكن أن يؤدي إلى إنشاء جبهة شمالية، مما يجبر إسرائيل على حشد القوى ضد هجوم إيراني مفاجئ.
ونقلت الصحيفة عن كاتس قوله “إننا نعمل على بناء توافق امريكى فى الرأى لوقف إيران وتعزيز مبادرات التعاون الاقليمى”.
يذكر أن إيران تدعم عسكريا قويا، من خلال ماتصفهم طهران بمستشارين عسكريين، للقوات الحكومية السورية في قتالها ضد المعارضة المسلحة والتنظيمات المتطرفة في البلاد.
اعتقال رجل سوري يشتبه في انضمامه لتنظيم الدولة في ألمانيا
برلين- د ب أ- اعتقلت الشرطة الالمانية، صباح الجمعة، رجلا سوريا، يشتبه في انضمامه لتنظيم الدولة الاسلامية “داعش”.
وذكر ممثلو الادعاء الاتحادي أنه تم اعتقال الرجل (23 عاما) في ولاية بادن-فيرتمبرج جنوب غرب البلاد وتم تفتيش شقته.
ويتهم الرجل بانضمامه لجماعة مسلحة في الحرب الأهلية في سوريا.
وطبقا للتحقيقات، انضم الرجل إلى تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” في أوائل عام 2013 وشارك في عمل عسكري.
وتشير تقديرات هيئة مكافحة الجريمة الأخيرة إلى أن عدد الخطرين الإسلاميين الموجودين في ألمانيا يصل في الوقت الراهن إلى أكثر من 600 شخص، ويعد هذا رقما قياسيا جديدا في أعداد هؤلاء الأشخاص، ومنذ الصيف الماضي، لا يكاد يمر شهر في ألمانيا دون القبض على شخص مشتبه في صلته بالإرهاب.
إسرائيل تقصف مستودعاً لـ«حزب الله» قرب مطار دمشق وتعترض هدفاً في الجولان
استعداد بريطانيا لمشاركة واشنطن في ضرب الأسد في حال استخدامه الكيميائي
■ دمشق ـ لندن ـ «القدس العربي»: قصفت إسرائيل، أمس الخميس، مستودعا للأسلحة يديره «حزب الله» قرب مطار دمشق مستهدفة أسلحة تنقلها طائرات تجارية وطائرات شحن عسكرية من طهران.
وأظهر فيديو، عرضته قناة تلفزيونية لبنانية ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الضربات الجوية الإسرائيلية التي وقعت فجر أمس أدت لنشوب حريق في محيط المطار الواقع شرقي دمشق مما يشير إلى إصابة مصادر وقود أو أسلحة تحتوي على متفجرات.
وذكر التلفزيون السوري أن إسرائيل قصفت موقعا عسكريا سوريا جنوب غربي مطار دمشق بالصواريخ فجر أمس لكنه لم يذكر إصابة أي أسلحة أو مخازن وقود.
وأضاف، نقلا عن مصدر عسكري، إن «العدوان الإسرائيلي» أسفر عن انفجارات في الموقع نتجت عنها خسائر مادية.
ولاحقاً، أعلن الجيش الإسرائيلي أن منظومة صواريخ باتريوت الإسرائيلية المضادة للطائرات أسقطت هدفا في أجواء مرتفعات الجولان اليوم الخميس (أمس).
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن سكانا في بلدة صفد في شمال إسرائيل أبلغوا عن رؤية صاروخين يجري إطلاقهما وانفجارات تحدث بعد ذلك. ولم يتضح بعد ما إذا كان الهدف، الذي قالت وسائل الإعلام إنه طائرة بدون طيار، جرى إسقاطه فوق سوريا أو فوق الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل.
ورغم أن روسيا سارعت على انتقاد الضربات الإسرائيلية داعية «إسرائيل وغيرها إلى تحاشي أي عمل من شأنه تصعيد التوتر في المنطقة»، إلا أن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أكد إن الجيشين الروسي والإسرائيلي على اتصال دائم.
إلى ذلك أعلن وزير الخارجية البريطانية، بوريس جونسون، استعداد بلاده لمشاركة الولايات المتحدة في تنفيذ ضربات عسكرية ضد نظام الأسد في سوريا، في حال طلبت واشنطن مساعدتها.
وأوضح أنه في حال طلبت الولايات المتحدة دعمًا من بلاده لاتخاذ إجراءات عسكرية ضد النظام السوري، سيكون من الصعب جدًا عليهم رفض طلبها.
وسبق أن أعلنت الحكومة البريطانية «الدعم الكامل» للهجوم الصاروخي الأمريكي على قاعدة الشعيرات الجوية السورية في حمص، والذي جاء ردًا على الهجوم الكيميائي على خان شيخون في ريف إدلب.
وكان جونسون قال إن جميع الأدلة تشير إلى تورط النظام السوري في الهجوم الكيميائي، والذي أسفر عن مقتل وإصابة المئات.
إعلامية موالية للنظام خلال مؤتمر في العاصمة دمشق: الإعلام السوري كذَّاب وغير وطني
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: رغم كل محاولات التستر والتعمية التي يمارسها نظام بشار الأسد، على الفئة الموالية لتغييب الحقائق، تظهر بين الفينة والأخرى أصوات نشاز، من الفئة الموالية أوالطائفة العلوية، تدرك الحقائق، وتصرح بها.
وفي هذا الصدد ضج مدرج مكتبة الأسد في قلب العاصمة السورية دمشق، بصوت الإعلامية الموالية، وفاء سمور وهي تتهم الاعلام السوري بأعلى صوتها بـ «الاعلام الكذاب والغير وطني» واصفة بعض الإعلامين بالكذب، في إشارة إلى الدكتور «فايز الصايغ» مدير وكالة «سانا» الرسمية الأسبق.
اصطحب المؤتمر الوطني الأول الذي نظمته وزارة الإعلام السورية، في مكتبة الأسد تحت عنوان «حق المواطن في الإعلام» خلال جلسته الأولى ضجة كبيرة، بعد أن وصفت الإعلامية سمور في مداخلة لها خلال المؤتمر، الإعلام الرسمي بالكاذب وغير الوطني، ناعتة مؤسسات الإعلام السورية بالغير وطنية، وأنها لو كان وطنية «لما تفجر القضاء لأن الإعلام هو دار القضاء»، متهمة الإعلاميين ومسؤولي المواقع الإعلامية الموالية بالكذب على بشار الأسد، متابعة انتقادها للإعلام الموالي حيث اتهمت مسؤولي تحرير الصحف الرسمية بالخوف على مناصبهم، وعدم قدرتهم على العمل كإعلاميين وتأدية مهامهم بشكل وطني.
الإعلامي نضال زغبور، المنسق العام للمؤتمر حاول من على منصته الرئيسية، اسكات سمور وتهدئتها، إلا أنها رفضت ثنيها عن متابعة اتهاماتها، ودللت على صحة كلامها حول كذب الاعلام السوري، بأنها كانت في زيارة لمدير وكالة «سانا» الأسبق فايز الصايغ وأخبرها خلال الجلسة ان «رؤساء التحرير يخافون، خشية على مناصبهم»، وذلك بحضور الصايغ نفسه، حيث توجهت سمور في سؤالها إلى الحضور «اذا كان رئيس تحرير في «سانا» يخاف، فكيف ببقية الناس، بل كيف يمكننا كإعلاميين ممارسة عملنا، ومتى يمكن لهذا الاعلام أن يصدق، الاعلام بحاجة إلى قلم صادق، الاعلام السوري ليس وطنياً، ولو كان وطنياً لما تفجر القضاء، انتم كذبتم على الأسد، ولن أسمح لكم ان تسكتوني، انتم غير محترمين»، مما اضطر أحد منسقي الحفل، إلى اعتراض حديثها منتزعاً مكبر الصوت «المكرفون» من يدها، وذلك بحضور وزراء وباحثين وإعلاميين وكتّاب، للبحث في حوارات مفتوحة حول الحرية والإعلام «المرجعيات والرؤى» ودور المؤسسات في صناعة الرأي العام والإعلام «الوطني» والخاص والنخب والمرأة والثقافة والبعد الديني في الإعلام.
وحسب وكالة «سانا» للأنباء التي نقلت في شريط مصور فعاليات المؤتمر، واقتطعت منه مداخلة الإعلامية سمور فقد ركزت «مداخلات المشاركين في الجلسة الأولى للمؤتمر على ضرورة ضمان حق المواطن في الحصول على المعلومة الصحيحة ومنح وسائل الإعلام المساحة الكاملة للعمل بعيداً عن أي قيود ووجود نصوص قانونية واضحة وصريحة لمعرفة حقوق وواجبات هذه الوسائل».
ودعا المشاركون إلى «إعادة رسم الاستراتيجيات والأهداف للإعلام السوري للوصول بشكل أكبر إلى قضايا المواطنين الخدمية والمعيشية حيث من حقهم أن يلامس الإعلام مشاكلهم وهمومهم اليومية مؤكدين ضرورة إيلاء الإعلاميين اهتماما كبيرا وإيجاد صيغ قانونية تضمن لهم ممارسة عملهم والتطرق بمهنية وشفافية إلى مختلف القضايا التي يواجهونها»، حسب الوكالة.
فيما صرح زغبور خلال المؤتمر إلى أن «ما روجه الإعلام المعادي لسورية الذي تم تسخير تقنيات مذهلة وأموال خرافية لخدمته كان مجرد هراء وأكاذيب راهنت على الوقت والاحتيال والخديعة والإيهام وأن الأيام والوقائع أثبتت انحيازه وكذبه» حسب تعبيره.
فيما اعتبر الإعلامي والصحافي المعارض «سليم الجوخدار» ان الإعلامية «وفاء سمور» التي صرخت أمام حضور عشرات الشخصيات الهامة والمؤثرة في حكومة النظام، بأن «الاعلام كاذب، وغير وطني، لم تصرح بما صرحت به، لولا نفاد صبرها، وضيق صدرها بما يحصل من كذب وتغيير للواقع من قبل الوكالات الرسمية الناطقة باسم حكومة النظام، أو حتى الخاصة منها، والتي يترأسها ويمولها مسؤولو النظام وأزلامه».
عشرات القتلى والجرحى في قصف جوي على ريف إدلب شمالي سوريا وغارات على مرفقين طبيين تودي بحياة رضيعين
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قتل 18 مدنياً بينهم نساء وأطفال وسقط عشرات الجرحى بقصف جوي على عدة بلدات بريف إدلب شمالي سوريا، استهدف خلالها مستشفى ونقطة طبية.
وقال عبادة ذكرة مسؤول قطاع الدفاع المدني في مدينة معرة النعمان وريفها جنوب إدلب، إن أربعة أطفال وامرأة قتلوا وأصيب 8 آخرون بقصف جوي يعتقد أنه روسي على بلدة معرشورين كما خلف القصف دماراً وحرائق في المكان المستهدف.
وأوضح أن الطيران الحربي قصف مستشفى الجامعة بقرية دير شرقي مدينة معرة النعمان، بأربعة غارات جوية أدت لسقوط ثلاثة قتلى مدنيين وإصابة 10 آخرين بينهم عدد من كادر المستشفى الذي خرج من الخـدمة بشـكل كامـل.
ولفت إلى أن الطائرات تعمّدت استهداف فرق الدفاع المدني أثناء عمليات الإنقاذ حيث أدى القصف لأضرار في المعدات من دون سقوط ضحايا.
وأضاف ذكرة أن الطيران الروسي استهدف نقطة طبية في بلدة معر زيتا بذات المنطقة ما أدى لسقوط أربعة قتلى بينهم أطفال وإصابة 10 آخرين وخروج النقطة الطبية عن العمل.
وأكد المتحدث أن الطيران التابع لسلاح الجو الروسي يتعمد استهداف المستشفيات والنقاط الطبية في محافظة إدلب بشكل مباشر وهو ما أدى لخروج نحو 10 مراكز ونقاط طبية، من العمل كحصيلة لهذا الشهر.
وقتل ثلاثة أطفال ووالدتهم بقصف جوي روسي بتسع غارات جوية بصواريخ شديدة الانفجار استهدف بلدة خان شيخون جنوب ادلب ما أدى لدمار واسع وتمكنت فرق الدفاع المدني من انتشال عدة مصابين.
وقتلت طفلتان وأصيب ثلاثة آخرون بقصف جوي روسي استهدف بلدة سرجة بجبل الزاوية جنوب إدلب، كما أصيب عدد من المدنيين بقصف على حمام اثري وسط بلدة سرمين شمال مدينة إدلب حسب معلومات حصل عليها مراسل الأناضول من ناشطين محليين.
وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بقتل عشرة مدنيين بينهم رضيعان امس الخميس في غارات ان «طائرات روسية على الارجح» نفذتها على مرفقين طبيين في شمال غرب سوريا، متسببة بتضرر حاضنات أطفال.
وهذه هي المرة الثالثة التي تتعرض فيها مرافق طبية في محافظة ادلب لضربات جوية منذ السبت الماضي.
وأفاد المرصد بأن «طائرات حربية يرجح انها روسية استهدفت فجر الخميس بأربع غارات متتالية مستشفى قرب قرية دير شرقي» في ريف ادلب الجنوبي.
وأدى القصف إلى تضرر مضخة الأوكسيجين في المستشفى وبالتالي انقطاع الأوكسيجين عن المرضى، ما أودى بحياة «ستة مدنيين بينهم رضيعان، كانوا موجودين في العناية المشددة وحواضن الأطفال»، كما أصيب آخرون بجروح بعضهم في حالات خطرة.
وتضررت في قسم الأطفال حديثي الولادة حاضنة على الاقل وسقطت من مكانها ولحق دمار كبير بغالبية اقسام المستشفى وبينها العناية المركزة والاجهزة الطبية، كما انهار جدار الصيدلية التابعة للمستشفى، على رفوف وصناديق الادوية.
وتحولت جدران غرف عدة إلى ركام سقط على الاسرة، كما تدلت القضبان الحديدية من جدران اروقة المستشفى.
ويأتي استهداف المرفقين الطبيين الخميس بعد يومين من استهداف طائرات «يرجح انها روسية» محيط مستشفى ميداني في بلدة كفر تخاريم في ريف ادلب الشمالي الغربي ما أدى لخروجه عن الخدمة، وفق المرصد.
كما استهدفت طائرات لم يعرف ان كانت روسية أم سورية السبت مستشفى ميدانياً داخل مغارة في منطقة عابدين، وتسببت أيضا بخروجه من الخدمة وإصابة خمسة من أفراد طاقم عمله.
وتعرض ريف ادلب الجنوبي أمس لتصعيد في القصف الجوي، تسبب وفق المرصد بمقتل أربعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال في قرية معرشورين بالاضافة إلى ثلاثة مدنيين هم سيدة واثنان من أطفالها في خان شيخون إلى جانب طفلتين في قرية سرجة.
ولا يزال عدد القتلى مرشحاً للارتفاع نتيجة وجود جرحى في حالات خطرة فضلا عن مفقودين، حسـب المرصـد.
ويسيطر ائتلاف فصائل مقاتلة وإسلامية أبرزها «جبهة فتح الشام»، (النصرة سابقا) منذ صيف العام 2015 على كامل محافظة ادلب التي غالباً ما تتعرض لغارات جوية سورية وروسية. كما يستهدف التحالف الدولي بقيادة واشنطن دورياً قياديين جهاديين في المحافظة.
وتنفذ موسكو، أبرز حلفاء دمشق، منذ أيلول/سبتمبر 2015 ضربات جوية مساندة لقوات النظام في سوريا، تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية ومجموعات أخرى.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل أكثر من 320 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
إدموند موليت رئيساً لآلية التحقيق بالأسلحة الكيميائية في سورية
نيويورك ــ ابتسام عازم
عيّن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس، الدبلوماسي الغواتيمالي إدموند موليت رئيساً لآلية التحقيق المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة، للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية.
وجاء موليت خلفاً للأرجنتينية فرجينيا غامبا التي تقلدت مؤخراً منصب الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالنزاعات المسلحة والأطفال، وستخلف غامبا الجزائرية ليلى زروقي.
وجاء هذا الإعلان على لسان المتحدت الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دو جاريك.
وحول المناصب السابقة التي تقلدها موليت في الأمم المتحدة قال دو جاريك: “من ضمن المناصب التي شغلها موليت داخل الأمم المتحدة، كان منصب رئيس مكتب الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، ما بين عامي 2015-2016، وسبق له أن تولى منصب مساعد وكيل الأمين العام لعمليات حفـظ السلام ما بين الأعوام 2007-2010، ومن ثم 2011 إلى 2015، فضلاً عن عمله كممثل خاص للأمين العام ورئيس البعثة الدولية لتحقيق الاستقرار في هايتي ما بين عامي 2010-2011”.
وعمل موليت سفيراً لغواتيمالا لدى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، كذلك ترأس برلمان بلاده.
وولد موليت عام 1951 في غواتيمالا ودرس في كندا والولايات المتحدة وسويسرا، وعمل في القطاع الخاص والإعلام.
وكان مجلس الأمن قد أصدر قراره رقم 2235 (2015)، والذي نصّ على أن تقوم الآلية المشتركة بالتحقيق حول الجهات التي استخدمت الأسلحة الكيميائية في سورية في تسع حالات.
ووجدت الآلية أن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيميائية في أكثر من حالة، وخلصت تقارير الآلية المشتركة إلى أن “الجيش السوري استخدم المروحيات العسكرية لإسقاط قنابل تحتوي على غاز الكلور، خلال هجومين على الأقل، ما بين عامي 2014 و2015”.
والهجومان اللذان وثّق التقرير استخدام الكيميائي فيهما وقعا في بلدتي تلمنس، في 21 أبريل/نيسان 2014، وسرمين في شهر مارس/ آذار 2015، وكلتاهما تتبع محافظة إدلب.
وخلصت اللجنة كذلك إلى وجود ما يكفي من المعلومات للتوصل إلى استنتاج بأن “داعش” هو الفاعل الوحيد صاحب القدرة والدافع لاستخدام كبريت الخردل في الهجوم الذي وقع في بلدة مارع بريف حلب الشمالي، بتاريخ 21 أغسطس/ آب 2015.
ولم تتمكن آلية التحقيق من تحديد الجهات المسؤولة عن الحالات المتبقية.
ومدّد مجلس الأمن عمل آلية التحقيق عاماً إضافياً، في تشرين الثاني/ نوفمبر الأخير من خلال القرار رقم 2319 (2016). وكانت الآلية قد أعلنت عن جمعها أدلة بخصوص الجهات المسؤولة عن هجوم خان شيخون.
سورية: روسيا تواصل قصف إدلب وتركيا تستهدف المليشيات
جلال بكور
قتلت امرأة وجرح مدنيون، اليوم الجمعة، في قصف جوي روسي على مناطق متفرقة في ريف إدلب شمال سورية. وفي حين واصلت قوات النظام السوري محاولات اقتحام حي القابون شرق مدينة دمشق، جدّد الجيش التركي استهداف مواقع لمليشيات “وحدات حماية الشعب الكردي”.
وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد”، إنّ الطيران الحربي الروسي استهدف منازل في مدينة سرمين بريف إدلب، ما أدّى إلى مقتل امرأة وجرح عشرين مدنياً بينهم أطفال ونساء، فضلاً عن وقوع أضرار مادية كبيرة.
ووفقاً للمصادر ذاتها، وقع جرحى مدنيون جراء قصف جوي روسي على محيط مستشفى التوليد في بلدة كفرتخاريم، ومنازل مدنيين في جبل الأربعين وقرية حفسرجة بريف إدلب، كذلك طاولت الغارات محيط بلدة بزابور موقعة أضراراً مادية.
إلى ذلك، تحدّثت مصادر محلية مع “العربي الجديد” عن تواصل الاشتباكات في جبهات الأوتستراد الدولي في حي القابون شرق مدينة دمشق، إثر محاولات اقتحام الحي من قبل قوات النظام، بينما قتل خمسة عناصر من المعارضة السورية المسلحة خلال المواجهات.
وتشن قوات النظام السوري منذ سبعين يوماً هجوماً متواصلاً على منطقة شمال شرق دمشق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة وتمكّنت من السيطرة على مناطق بساتين برزة وحرستا الغربية وأجزاء من حي القابون.
وفي حمص، أفاد المركز الإعلامي بوقوع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في محيط حقل الشاعر للغاز شرق المحافظة، وسط غارات جوية من الطيران الروسي، إذ تحاول قوات النظام بسط سيطرتها على كامل أجزاء الحقل.
من جهة أخرى، أفادت مصادر بأن مدفعية الجيش التركي استهدفت، فجر اليوم الجمعة، نقاطاً عسكرية لمليشيات “وحدات حماية الشعب الكردي” في منطقة حمدون قرب مدينة عامودا في ريف الحسكة شمال شرق سورية، وأصابت مخفراً تابعاً للمليشيات، ما أدى إلى وقوع إصابات بين العناصر الموجودين هناك.
كذلك طاول القصف التركي موقعاً لـ”الوحدات الكردية” في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي الغربي، ومواقع في مناطق جنديرس وبنيراك وشنكيله وميدان اكبس قرب مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، في حين ذكرت مصادر مقربة من مليشيات “وحدات حماية الشعب الكردي” أن الأخيرة أمرت عناصرها بإخلاء المقرات القريبة من الحدود السورية التركية، وذلك بالتزامن مع تحليق مستمر من الطيران التركي على طول الحدود.
وفي السياق نفسه، تحدّثت مصادر محلية عن استقدام الجيش التركي تعزيزات عسكرية إلى الشريط الحدودي المقابل لمدينة تل أبيض، ما يشير إلى احتمال بدء هجوم عسكري وشيك على المدينة.
بريطانيا تنضم لأي تدخل أميركي عسكري في سوريا
أعلن وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون، الخميس، أن بلاده ستشارك في تحرّك عسكري أميركي في سوريا، في حال استخدم نظام الرئيس بشار الأسد الأسلحة الكيماوية مجدداً.
وقال جونسون إنه في هذه الحالة “بريطانيا ربما تجد صعوبة” في رفض طلب من الولايات المتحدة للمساعدة العسكرية في سوريا، إذا قرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخاذ إجراء جديد ضد الأسد. وأوضح جونسون في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”، أنه “إذا اضطرّ الأميركيون مجدداً بسبب أفعال نظام الأسد… وطلبوا منا المساعدة سيكون من الصعب جداً أن نقول لا”، لكنه أشار إلى ضرورة النظر في ما إذا كانت تلك المساعدة العسكرية “تحتاج” لموافقة البرلمان، الذي رفض في عام 2013 قصف قوات الأسد في سوريا، لردعها عن استخدام الأسلحة الكيماوية.
في غضون ذلك، قرّر ترامب إعطاء وزارة الدفاع سلطة تحديد مستوى تواجد القوات الأميركية في سوريا والعراق، في تغيير لنظام فرضته الإدارة السابقة، قلّص من صلاحيات وزارة الدفاع وحصرها في البيت الأبيض للتحكم في تفاصيل التواجد العسكري الأميركي في هذين البلدين.
وكان هذا النظام، الذي يُعرف باسم “نظام مستوى إدارة القوات” قد طُبّق في العراق وسوريا خلال حكم أوباما، كسبيل لبسط السيطرة على الجيش الأميركي. وعلى فترات، رفع أوباما القيود بما سمح بزيادة عدد القوات في العراق وسوريا مع تطوّر المعركة ضد “الدولة الإسلامية”، لكن هذه الأعداد لم تكن تعكس حجم الالتزام الأميركي على الأرض، خاصة وأن القادة العسكريين كانوا يجلبون قوات بشكل مؤقت أو يستعينون بمزيد من المتعاقدين، للتحايل على قيود أوباما.
المتحدثة باسم “البنتاغون” دانا وايت، قالت إن ترامب منح وزير الدفاع جيمس ماتيس، سلطة تحديد مستويات القوات في العراق وسوريا من الآن فصاعداً، لكنّها أشارت إلى أنه حتى الآن لم يطرأ أي تغيير على مستويات هذه القوات.
ولفتت وايت، في بيان، إلى أن الاستراتيجية الأميركية في العراق وسوريا ما زالت تركز على دعم قوات محلية تقاتل تنظيم “داعش”، وهو أسلوب يتجنّب الحاجة لقوة برية أميركية كبيرة. وأضاف البيان “سنجري مراجعة لضمان أن تعكس الأرقام التي نقدمها للكونغرس وللعامة الحقائق على الأرض بدقة. الأمر يتعلق بالشفافية”.
الأسد سأل:كيف تتحقق من صحة فيديو؟.. و”نيويورك تايمز” تجيب
“كيف يمكنك أن تتأكد من صحة فيديو؟”، هو السؤال الذي طرحه رئيس النظام السوري بشار الأسد، خلال مقابلته الأخيرة مع وكالة “فرانس برس”، في معرض نفيه لأن تكون قواته مسؤولة عن الهجوم الكيماوي المروع الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 86 شخصاً، معظمهم كانوا نياماً عند حدوث الهجوم. لكن صحيفة “نيويورك تايمز” قدمت إجابتها الخاصة لهذا السؤال، كي تثبت بالدليل القاطع أن النظام السوري مسؤول بالفعل عن المجزرة.
وعبر تحقيق مصغر قدمته في مقطع فيديو من سبع دقائق، أثبتت الصحيفة كذب ادعاءات النظام السوري والخلل الفاضح في الرواية الرسمية التي وصفتها بأنها رواية مختلقة متفق عليها بشكل عام بين النظام والكرملين على ما يبدو، رغم وجود اختلافات في التفاصيل الدقيقة التي قدمها الطرفان، وتحديداً في ما يخص المكان الذي قصفته الطائرات السورية، والتي تحددها الرواية الروسية بدقة على أنها مستودعات للإرهابيين شرق خان شيخون، بينما لا يحددها الأسد في حديثه مع “فرانس برس” بل يقدم المستودعات كواحدة من عشرات الاحتمالات حسب تعبيره التي يمكن أن تكون قد احتوت أسلحة كيماوية مزعومة للمعارضة هناك.
وقارنت الصحيفة بين مقاطع الفيديو والصور التي بثها الناشطون للحادثة ومع صور الأقمار الصناعية الملتقطة للموقع قبل وبعد الهجوم، وأثبتت بما لا يدع مجالاً للشك، بأن المكان الذي تعرض للقصف هو منطقة مدنية وليس منطقة واسعة على أطراف خان شيخون كما تقول الرواية الروسية، مضيفة أن الصور والفيديو تثبت وجود القصف في المكان والتوقيت ولا يثبتان بالضرورة استخدام السلاح الكيماوي حينها، لكن تلك الحقيقة يمكن التأكد منها عبر مقاطعة مجموعة من الرسائل عبر “واتس آب” التي تظهر تدفق المصابين بأعداد كبيرة في الصباح إلى المشافي الميدانية، مع طلب الأطباء هناك للدعم والمساعدة، إضافة لشهادات حية قدمتها الصحيفة من خان شيخون.
في السياق أكدت “نيويورك تايمز” عبر مقاطعات للصور والفيديو والمحادثات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن توقيت الضربة كان بعد الساعة السادسة والنصف يوم 4 نيسان/أبريل الجاري بما يتطابق مع الوقت الذي رصدت فيه الرادارات الأميركية الطيران السوري المتجه من الشعيرات نحو خان شيخون، وليس منتصف اليوم بين الساعة الحادية عشرة والنصف والثانية عشرة والنصف حسبما يدعي الأسد في مقابلته وكما يدعي الجيش الروسي أيضاً.
وبهذه الطريقة القائمة على قوة السوشيال ميديا والتكنولوجيا الحديثة، يبثت أن النظام السوري هو المسؤول عن القصف بالسلاح الكيميائي، ليس بتقديم دلائل على الحادثة بل بتفنيد الدلائل المضادة التي يسوقها النظام للتنصل من المسؤولية وإلقاء الاتهامات على المعارضة. ومع سقوط ادعاءات النظام بأن المعارضة هي من قامت بالهجوم، لا يبقى سوى الرواية الثانية بأن النظام هو المسؤول عن الهجوم، لعدم وجود أطراف فاعلة أخرى على الأرض هناك.
يتزامن ذلك مع إعلان مسؤولين فرنسيين أن نتائج تحليل عينات مأخوذة من موقع الهجوم في خان شيخون بريف إدلب، تحمل توقيع برنامج الرئيس السوري بشار الأسد للأسلحة الكيميائة وتشير إلى استخدامه في مجازر أخرى سابقة في البلاد، حيث حدد التقرير استخدام الهكسامين في خان شيخون، وهي مادة كيميائية صنّعت بطريقة العينات نفسها التي تم جمعها في الهجوم الكيماوي السابق في الغوطة العام 2013 وكذلك في هجمات كيماوية أخرى أقدم يعود تاريخها إلى نيسان/أبريل 2013.
وأصدرت الحكومة الفرنسية ملفاً جمعه مسؤولون في الاستخبارات الفرنسية تفيد بأن عينات من غاز السارين جمعت من مكان الهجوم، وأن غاز الأعصاب المستخدم تم إنتاجه وفقاً لعملية التصنيع نفسها التي استخدمت في هجوم سابق نسب إلى قوات النظام السوري. وتم تأكيد وجود السارين، وهو عامل كيميائي محظور، من خلال اختبارات مستقلة أجرتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وخبراء في الطب الشرعي من بريطانيا وتركيا.
مخيم اليرموك:هل يسمح”داعش”باخلاء”تحرير الشام”لمواقعها؟
مطر اسماعيل
بدأ تنظيم “الدولة الإسلامية” هجوماً واسعاً، صباح الخميس، ضد مواقع سيطرة “هيئة تحرير الشام” في مخيم اليرموك جنوبي دمشق، وفتح النار في جميع محاور الاشتباك، بدءاً من محيط ساحة الريجة شمالاً نزولاً باتجاه شارع حيفا جنوباً، وصولاً إلى “شارع 15” غرباً، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين ما أدى الى وقوع قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.
الهجوم الذي لم يسفر عن أي تقدم حقيقي أو تبدّل في خريطة الصراع الضيّقة أساساً، انعكس بشكل مباشر على حي القدم المجاور للمخيم. وكانت قد سادت في حي القدم خلال الأيام القليلة الماضية حالة من التوتر والاحتقان المتصاعد بين مقاتلي “الهيئة” و”لواء مجاهدي الشام” المتواجدين في الحي من جهة، وعناصر تنظيم “الدولة” المسيطرين على منطقة العسالي التابعة إدارياً لحي القدم من جهةٍ ثانية. ووردت أنباء من القدم عصر الخميس عن بدء مقاتلي “الهيئة” و”اللواء” بفتح طلاقات ورفع سواتر، تمهيداً على ما يبدو لنقل الصدام المسلّح في المخيم إلى حي القدم، للتخفيف عن مقاتلي “الهيئة” المحاصرين في مساحة صغيرة لا تتعدّى 25 في المئة من مساحة مخيم اليرموك الكليّة. وذلك في مقابل آلة عسكرية قوية من ناحية العدّة والعتاد لتنظيم “الدولة”.
احتمال فتح معركة انطلاقاً من حي القدم ما زال مستبعداً إن لم يحسم الفصيل الأقوى في الحي وهو “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” قراره بالالتحاق بـ”الهيئة” و”اللواء”، خصوصاً أن “الأجناد” كانوا قد وقّعوا اتفاق هدنة مع تنظيم “الدولة” بعد معركةٍ شرسة بين الطرفين دارت في أيلول/سبتمبر في العام 2015.
سياق العمل العسكري الحالي للتنظيم مفهوم ومتوقع، فغاية الهجوم هي إفشال عملية خروج مقاتلي “هيئة تحرير الشام” مع عائلاتهم من مخيم اليرموك المحاصر إلى الشمال السوري، ضمن اتفاق “المدن الأربع” الذي بدأ تنفيذه منذ أسبوعين تقريباً، والذي يقضي في مرحلته الثانية بعد 60 يوماً (مضى منها 15 يوماً) بإخلاء مقاتلي “الهيئة” وعائلاتهم من منطقة شمال غربي المخيم إلى محافظة إدلب. وبالتالي، سيتسلم النظام وحلفاؤه من المليشيات الفلسطينية الموالية وبالأخص “الجبهة الشعبية/القيادة العامة” و”فتح الانتفاضة” المواقع التي سيتم إخلاؤها، لتتسع مساحة سيطرتهم على المخيم من قرابة 15 إلى 45 في المئة، مع فارق استراتيجي لم يستطع النظام تحقيقه منذ سنوات: وصول قوات النظام والمليشيات الحليفة إلى عمق مخيم اليرموك في شارعي حيفا وصفورية.
عدا عن ذلك، فإن من مصلحة تنظيم “الدولة” جنوبي دمشق تظل في بقاء الوضع على ما هو عليه، بين الهدنة غير المعلنة والحرب الشكليّة الصوريّة، سواء مع النظام أو فصائل المعارضة. فبقاء التنظيم قائم أساساً على جملة من التفاهمات مع النظام صاحب الموقف الأقوى في المنطقة عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وحتى اجتماعياً. وإنّ حدوث أي تغيّر في خريطة الصراع على حساب التنظيم، سينسحب بالضرورة على هذه التفاهمات، ما قد يضطّره لتقديم تنازلات هي خارج حساباته حالياً، فيما لو وُضع ملفّه المؤجل على الطاولة مجدداً وبدأ بازارٌ صعبٌ حول مصيره، المتأرجح بين خيارين؛ الأول وهو الخيار الذي يصرّ عليه الأمير الحالي للتنظيم أبو هشام الخابوري، ابن حي الحجر الأسود، وهو خروج كامل مقاتلي التنظيم مع عائلاتهم إلى مناطق سيطرة “الدولة الإسلامية” في الشمال الشرقي من سوريا، والخيار الثاني وهو خيار الأمير السابق أبو صيّاح طيّارة الملقّب “فرامة” وجماعته المتبقين في المنطقة، وهو خروج قسم من التنظيم وعائلاتهم، وبالتحديد القيادات العسكرية مع بقاء القسم الأكبر من عناصر التنظيم، ليُفتح المجال أمامهم لتسوية الوضع.
وطرح “فرامة” هو الأفضل بالنسبة للنظام وهو المصر على إخراج قسم وإبقاء قسم تحت مسمى “اللجان الشعبية”، كما تشير معلومات وتحليلات مقرّبين من التنظيم في الحجر الأسود. ما يعني ترك الكتلة الأكبر من عناصر “داعش” لتواجه مصيرها بمفردها، وهم من تنظر إليهم قيادة التنظيم السابقة “فرامة” كمرتزقة مأجورين. وتعود أسباب الخلاف بين القيادة السابقة ومعظم قواعد التنظيم، في أحد وجوهها، إلى الحساسيات المناطقية بين جماعة الأمير السابق “فرامة” وهو فلاح من يلدا، وبين أبناء الجولان “النازحين” من جماعة الأمير الحالي أبو هشام.
الضربة الاستباقية للتنظيم والتي يسعى من خلالها إلى قضم مناطق من سيطرة “الهيئة”، وبحسب المعلومات الواردة من مخيم اليرموك، ورغم تعثّرها اليوم، فهي مرشحة للاستمرار. ولن تكون الضربة مجرّد هجمة واحدة، فليس الهدف منها عسكريّاً فقط، بل سياسي بالدرجة الأولى، وميداني له علاقة بجغرافية مخيم اليرموك وطبيعة بنيته التحتية التي تعطي تفوّقاً للمدافع على المهاجم، فيما لو حصل أي تحرك عسكري من النظام للسيطرة عليه. فسياسة قيادة التنظيم الحالية، وبناءً على رفض النظام لما تطرحه حول مصير التنظيم وعملية الخروج الجماعية، قائمة على التجهيز لمعركة طويلة الأمد مع مختلف الأطراف المواجهة، وبشكل رئيس مليشيات النظام.
التجهيزات الدفاعية المستمرة منذ شهور طويلة، من بناء شبكات الأنفاق وخطوط الدفاع القويّة على خطوط التماس في محيط سيطرة التنظيم، وتجهيز الأقبية في الحجر الأسود وربطها بأنفاق تحت الأرض، تؤكد أن التنظيم يستعد لشتّى الاحتمالات. وفي حال وقعت المعركة فالتنظيم جاهز لمرحلة استنزاف طويلة، وفي حال تم الاتفاق مع النظام على الخروج، فلن يكون قد خسر التنظيم شيئاً في ظل إمكانياته الماديّة الكبيرة.
مرحلةٌ جديدةٌ من الصراع العسكري بين تنظيم “الدولة” و”هيئة تحرير الشام” بدأت تتجلّى معالمها مع مرور الوقت، ولا تصبّ في صالح الطرفين. فحصار التنظيم لمناطق “الهيئة” شمال غربي المخيم شهوراً طويلة لإنهاك مقاتليها وإرضاخهم، لم يؤتِ أُكُله بعد إدخال مساعدات إغاثية “غذائية وطبية” من العاصمة دمشق للمنطقة المحاصرة ضمن اتفاق “المدن الأربع”، في 16 نيسان/إبريل. عدا عن أن التنظيم لن يقف مكتوف الأيدي أمام تمدد النظام المفترض عند تنفيذ عملية الإخلاء. فسيطرة النظام على مناطق محيط ساحة الريجة وجادة عين غزال ومنطقة المشروع، وأجزاء من شارعي حيفا وصفّورية، سيجعله في وسط المخيم، على بعد أمتار قليلة من شارع المدارس الاستراتيجي ومسجد “عبد القادر الحسيني”. وذلك يعني انتقال المعركة إلى قلب اليرموك بعد سنوات من بقائها على أطرافه الشمالية والشمالية الشرقية.
أما “هيئة تحرير الشام” التي كانت تتجهّز لعملية الإخلاء، التي ستتم بعد قرابة 45 يوماً، فستقاتل بشراسة دفاعاً عن مواقعها، رغم قلّة العدّة والعتاد. فمقاتلوها المنهكين من قتال طويل وظروف إنسانية صعبة، باتوا يرون تنفيذ الاتفاق وخروجهم من الحصار أشبه بالولادة من جديد، مع انعدام الخيارات أمامهم، بعد خسارتهم في عام 2015 لمواقعهم في بيت سحم بعد انتفاضةٍ شعبية ضدّهم أدت لطردهم إلى المخيم، وخسارتهم في ما بعد لمواقعهم في المخيم وحي العسالي أمام تنظيم “الدولة” عام 2016.
تبقى بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، في موقف المترقّب للهجوم العسكري الحالي، من دون وجود نيّةٍ حقيقيةٍ بالتحرك لمؤازرة “الهيئة”، بسبب العداء والعلاقة السيئة بين الطرفين منذ عامين ونيّف. بالإضافة إلى أن مصير هذه البلدات وقرارها مختلف تماماً عن خيارات جيرانها في المخيم والحجر والتضامن، ولا يتوقّع بشكل كبير أن يحدث خرقٌ مفصليّ في حي القدم، إلّا في ما يتعلّق بخطوات التهديد والتصعيد الممكنة ضد التنظيم، لإشغاله وإلهائه عن معركته الرئيسية المفتوحة في شمال غرب المخيم.
سيناريوهات الحرب المقبلة بين تركيا و”وحدات حماية الشعب”/ خالد الخطيب
على الرغم من توقف الغارات الجوية التركية ضد معاقل “وحدات حماية الشعب” منذ الثلاثاء، إلا أن المقاتلات الحربية وطائرات الاستطلاع والمروحيات التركية ظلت تحلق في الأجواء الحدودية، وتخترق بين الحين والآخر الأجواء السورية التي تقع تحت سيطرة “الوحدات”. تحليق الطيران التركي تركز في ثلاث مناطق؛ الشريط الحدودي شمالي الحسكة ومنطقة تل أبيض والشريط الحدودي شمالي وغربي عفرين في ريف حلب الغربي.
القصف التركي خلال الساعات الـ48 الماضية قتل وجرح أكثر من 15 عنصراً من “الوحدات” في مواقع متفرقة استهدفتها المدفعية والراجمات التركية، وشمل مواقع تمركزها في محيط قرى جنديرس وراجو وبلبل وحاج خليل وشيخ الحديد ودير بلوط، وغيرها من القرى التابعة لمنطقة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي. القصف التركي استهدف أيضاً أبراج المراقبة والنقاط العسكرية المتقدمة فوق التلال التابعة لقرية راجو القريبة من الحدود التركية.
وردت “الوحدات” على قصف الجيش التركي المتواصل بقصف مواقعه بالهاون والصواريخ الحرارية التي أطلقت العشرات منها لعرقلة تمركز تعزيزات القوات التركية التي وفدت بكثرة خلال الساعات الماضية نحو المناطق الحدودية المقابلة لمنطقة عفرين. التعزيزات التركية امتدت لتشمل قواعدها العسكرية في ريف حلب الشمالي، حيث استقدمت أرتالاً جديدة من المدرعات وقواعد المدفعية والتي تم نشرها في مواقع متعددة على خط التماس مع الوحدات بين مدينتي مارع وإعزاز شمالي حلب. النيران التركية ضد معاقل “الوحدات” انطلقت أيضاً من قواعدها العسكرية في ريف حلب الشمالي مستهدفة القرى التي تسيطر عليها “الوحدات” غربي إعزاز وتل رفعت ومطار منغ العسكري.
كما شمل القصف المدفعي التركي مواقع “الوحدات” في مدينة رأس العين في ريف الحسكة، وريف مدينة تل أبيض. وتناقل ناشطون مقطعاً مصوراً لـ”الوحدات” يظهر فيه استهدافها لمرابض المدفعية التركية على التلال المقابلة لمدينة تل أبيض، لكن لم يعرف ما إذا كان الاستهداف قد أوقع خسائر في صفوف القوات التركية.
الناشط سراج الحسكاوي أكد لـ”المدن” أن الغارات الجوية التركية، الثلاثاء، كانت قاسية جداً على “وحدات الحماية” واستهدفت مقرات قيادة وعمليات في قره تشوك بمنطقة المالكية في ريف الحسكة، وتسببت بمقتل قيادات مرموقة في المليشيا. وأوضح الحسكاوي أن المقاتلات التركية وطائرات الاستطلاع لا تزال تنفذ طلعاتها الجوية في المنطقة وهناك احتمال كبير لتكرار الضربات على الرغم من أن “الوحدات” قد بدأت فعلاً باتخاذ إجراءات الحماية والتمويه بعد الضربة الأخيرة.
وأضاف الحسكاوي أن التصعيد التركي والقصف المتصاعد والتلميحات بقرب خوض معركة ضد “الوحدات” لقي ترحيباً واسعاً بين أبناء المناطق التي تسيطر عليها “الوحدات” من مختلف القوميات وبات الناس هنا يعلقون آمال كبيرة على الخطوات التركية اللاحقة التي من شأنها بحسب اعتقادهم أن تقلص دور المليشيات في مناطقهم وتنهي دورها بشكل كامل في المناطق الحدودية. وأكد الحسكاوي أن عدداً من القرى والبلدات القريبة من الحدود التركية، في ريفي رأس العين والدرباسية شهدت نزوح المئات من المدنيين خلال الساعات الماضية على خلفية استمرار القصف التركي. وتركز نزوح المدنيين بشكل خاص من المنازل والمزارع القريبة من المواقع والثكنات العسكرية التابعة لـ”الوحدات”.
وتشير التطورات الأخيرة في الشمال السوري إلى قرب انطلاق عملية عسكرية تركية ضد معاقل “وحدات حماية الشعب” الكردية، الذراع العسكرية لحزب “الاتحاد الديموقراطي”، إذ شهدت الأيام الثلاثة الماضية قصفاً جوياً ومدفعياً تركياً متصاعداً شمل معظم المدن والبلدات التي تسيطر عليها “الوحدات” قرب الحدود السورية–التركية، من الحسكة شمال شرقي سوريا حتى راجو شمال غربي عفرين في ريف حلب.
وتزامن ذلك مع حراك ديبلوماسي تركي وتصريحات توحي بقرب المعركة وحتمية انطلاقها، نظراً لما تمثله “الوحدات” من خطر على الأمن القومي التركي، بحسب تصريحات المسؤولين الأتراك. وتعتبر تركيا “وحدات الحماية” امتداداً لحزب “العمال الكردستاني” الذي تخوض معه حرباً منذ 40 عاماً. وتزامن ذلك أيضاً مع موقف أميركي غامض إزاء التطورات المتسارعة، ما أصاب “الوحدات” بخيبة أمل جعلتها تُطلق تصريحات تهدد فيها تارة بانسحابها من معركة الرقة وتارة تستجدي العطف الأميركي للضغط على تركيا لوقف التصعيد وفرض حظر جوي لمنع طائراتها من التحليق في أجواء المناطق التي تسيطر عليها شمالي سوريا.
وصف الأميركيين للضربات النوعية التي نفذها الجيش التركي ضد معاقل “الوحدات” في ريف الحسكة بـ”المقلقة” أقلق الوحدات، وأثار لديها مخاوف جدية من احتمال تحول التهديدات التركية إلى واقع.
الضربة الجوية التركية الموجعة للوحدات في ريف الحسكة لا تعني بالتأكيد أن المنطقة المستهدفة أو الشريط الحدودي المقابل لمحافظة الحسكة سوف تكون محوراً للعملية البرية التركية المفترضة، وذلك لاعتبارات عديدة أهمها التعقيد الذي تتميز به المنطقة هناك والتي تتقاسمها “الوحدات” مع النظام، كما أن مركز الثقل البشري والعسكري لـ”الوحدات” يتركز في محافظة الحسكة من المالكية شرقاً وحتى رأس العين في الغرب، مروراً بالقامشلي، وعامودا.
ومن المرجح أن تكون مدينة تل أبيض وريفها الشرقي والغربي هي المحور الأوفر حظاً بالنسبة للجيش التركي والمعارضة المسلحة لشن معركة ناجحة بكل المقاييس، ويمكن من خلالها تحقيق العديد من الأهداف العسكرية والجيوسياسية، بسبب قربها من مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإٍسلامية”، وتحكمها بعقدة مواصلات حدودية. وتُمكّنُ السيطرة على تل أبيض والتوغل جنوبها، الجيش التركي والمعارضة المسلحة، من تقطيع أوصال مناطق سيطرة “الوحدات” شرقي نهر الفرات والتي تتوزع بين أرياف حلب والرقة والحسكة. وذلك إذا ما قرر الجيش التركي جعل محور الاقتحام واسعاً ليصل بين مدينتي تل أبيض ورأس العين بخط عرض 115 كيلومتراً تقريباً.
وما يعقد الوضع أكثر أن التعاون بين النظام و”الوحدات” يسير بخطى متصاعدة. صفحات ومواقع كردية أكدت أن النظام أخبر القيادة العامة لقوات “وحدات حماية الشعب”، الأربعاء، بأن طائرة استطلاع تركية التقطت الثلاثاء صوراً لمراكز أمنية استراتيجية تابعة لـ”الإدارة الذاتية” في مدينة القامشلي هي؛ مركز “هيمو” لـ”وحدات حماية الشعب” ومقر القيادة العامة لقوات الأمن “الآسايش” بالقرب من دوار سوني، ومراكز أمنية أخرى في حي العنترية. وكان النظام، بحسب تلك المواقع، قد أبلغ “وحدات الحماية” بأن سرباً من الطائرات التركية سيشن غارات جوية في منطقة ديريك، قبل غارات الثلاثاء، إلا أن “الوحدات” لم تأخذ تلك المعلومات التحذيرية بجدية، معتمدة على وجود قاعدة عسكرية أميركية قريبة من مراكزها الاستراتيجية في ديريك.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات بين “لواء المعتصم” ممثل المعارضة المسلحة في ريف حلب مع “وحدات الحماية” بشأن انسحابها من تل رفعت و10 بلدات أخرى وتسليمها للمعارضة. المفاوضات تبدو متعثرة، و”وحدات الحماية” منقسمة على نفسها بين شرقية تمثل قيادة “الوحدات” في الشرق السوري وهي الحليفة للولايات المتحدة وغربية في الشيخ مقصود وعدد من الأحياء داخل مدينة حلب وعفرين وريفها وهي الحليفة لروسيا. الانقسام لم يعد يرضي الإدارة الأميركية، وكان من نتائجه التطورات الأخيرة والتصعيد التركي الذي لا يُمكن أن يكون إلا بعلم الأميركيين.
احتمال فشل المفاوضات بشأن تل رفعت وقرى ريف حلب الشمالي قد يُشكل بدوره فرصة للمعارضة لفتح جبهة ضد “الوحدات” في ريف حلب الشمالي لا يقل طولها عن 20 كيلومتراً تستهدف المناطق التي احتلتها “الوحدات” شرقي عفرين، وربما التقدم أكثر باتجاه مناطق في عمق منطقة عفرين غربي طريق حلب–غازي عينتاب الدولي.
ويبقى لدى تركيا جبهة ثالثة من المحتمل أن تشهد عملية عسكرية محدودة في ريف عفرين الغربي المطل على ريفي ادلب وحلب الغربي، ومن المتوقع أن تكون المناطق من راجو وصولاً إلى معبر أطمة المحور الرئيس للعملية، وهدفها أن تصل في العمق شرقاً حتى دارة عزة وقبتان الجبل والتلال في محيطهما. هذا المحور يمثل خياراً استراتيجياً للمعارضة بشكل خاص إذا ما أرادت أن توقف تطلعات إيران والنظام وروسيا التي ترغب في الوصول إلى مشارف إدلب. ويُمكن العمل على هذا المحور تركيا من حصار “الوحدات” في عفرين التي لا يبقى لها سوى طريق بري مع النظام في حلب، ومنها نحو شرق سوريا.
متنوعة هي خيارات تركيا وفصائل المعارضة المسلحة التي تنتظر بفارغ الصبر اطلاق معركة جديدة بعد اعلان نهاية “درع الفرات”. وهي منذ ذلك التاريخ لم توفر أي جهد في التحضير لانطلاقة جديدة، من حيث التدريب والتطوير لكوادرها وإعادة هيكلة فصائلها المسلحة تنظيمياً وضم المزيد من المقاتلين إلى صفوفها. فهل سوف يحالف الحظ تركيا وحلفائها، إلى أن تنطلق المعركة بالاستفادة من تعقد العلاقات بين الأطراف في الشمال، والتقارب التركي-الأميركي، ونجاح الاستفتاء في تركيا؟ وهل يمكن القول إن المعارضة وتركيا قد ضمنتا بالفعل مقعدهما في معركة الرقة ضد “الدولة الإسلامية”، أم أن للأطراف الأخرى، روسيا وإيران والنظام، والولايات المتحدة الأميركية أقوالاً أخرى قد تغير مسار الأحداث؟
المدن
روسيا تتغاضى عن ضرب إسرائيل أسلحة حزب الله في سوريا
إسرائيل غير معنية برغبة روسيا وإيران في مواجهة السياسة الأميركية في سوريا.
بيروت – كشفت الغارات الخمس التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي أمس على مخازن صواريخ وذخيرة تابعة لحزب الله قرب مطار دمشق الدولي هشاشة الكلام الروسي عن توفير شبكة دفاع جوّي تغطي كل الأراضي السورية.
ولاحظت مصادر سياسية أن الغارات الإسرائيلية جاءت بعد أربع وعشرين ساعة من إعلان موسكو أنّها قررت تغيير طبيعة الانتشار العسكري الروسي في الأراضي السورية.
ويعكس هذا التغيير الرغبة في طمأنة إيران إلى سياسة موسكو السورية، وهو يشمل نقل طائرات من مطار قاعدة حميميم القريبة من اللاذقية إلى قواعد أخرى لمواجهة احتمالات شنّ غارات أميركية على مواقع تابعة للنظام أو ضرب هذه المواقع بصواريخ “توماهوك” كما حصل في الرابع من الشهر الجاري.
وكانت القوات الأميركية استهدفت في الرابع من الشهر الجاري قاعدة الشعيرات الجوية قرب حمص ردّا على استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي في بلدة خان شيخون ذات الأهمّية الاستراتيجية.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أنّ الغارات الإسرائيلية الجديدة التي سمعت أصداء الانفجارات التي تسببت بها في دمشق، تكشف عمق علاقات التنسيق القائمة بين إسرائيل وروسيا في شأن الوضع في سوريا.
وقالت إن الغارات الإسرائيلية تؤكد وجود تفاهم في العمق على امتلاك إسرائيل حرية التحرّك في الأجواء السورية عندما يتعلّق الأمر بأسلحة وصواريخ يمتلكها حزب الله.
وتساءلت هل الكلام الروسي عن شبكة الدفاع الجوية موجّه فقط إلى الولايات المتحدة التي بات لديها ما يزيد على ألفي جندي في الأراضي السورية، خصوصا في منطقة الطبقة؟
واعتبرت أن ما قامت به إسرائيل كان رسالة فحواها أنّها لا تأخذ الكلام الروسي عن شبكة الدفاع الجويّة على محمل الجدّ، وأنّه إذا كان لدى موسكو همّ أن يتحول الوجود الأميركي إلى اللاعب الأوّل في سوريا، فإنّ هذا لا يعني بأي شكل أنّها غيّرت الخطوط العريضة للتفاهمات بينهما بشأن سوريا.
وجاء بيان الكرملين خجولا بشأن الضربة الإسرائيلية، داعيا كل الدول إلى ضبط النفس ومحذرا من تصاعد التوتر في سوريا.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين “نعتبر أنه على كل الدول ممارسة ضبط النفس لتجنب تصاعد التوتر في منطقة مضطربة أساسا وندعو إلى احترام سيادة سوريا”.
يذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قام أخيرا بزيارات عدّة لموسكو، بما في ذلك زيارة أداها عشية التدخل الروسي المباشر في سوريا في سبتمبر من العام 2015.
واتفق نتانياهو مع الرئيس فلاديمير بوتين على أهمّية بقاء صواريخ حزب الله والوجود العسكري الإيراني بعيدا عن خط وقف النار الإسرائيلي ـ السوري في الجولان.
وذكرت المصادر السياسية التي تراقب الوضع في منطقة دمشق ومحيطها وعلى طول الحدود الأردنية ـ السورية أنّ هناك رسالة إسرائيلية أخرى أرادت تل أبيب تأكيدها من خلال الغارات، أنّها تمتلك استراتيجية خاصة بها في سوريا وأنّها غير معنية بأيّ تغييرات على الأرض أو في الساحة الدولية، بما في ذلك التقارب الروسي ـ الإيراني في ما يخصّ تغطية استخدام النظام للسلاح الكيميائي من جهة ومواجهة روسيا وإسرائيل السياسة الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط من جهة أخرى.
وأدلى يسرائيل كاتس وزير المخابرات الإسرائيلية بتصريحات لراديو الجيش تؤكد التحرك الإسرائيلي. وقال كاتس من واشنطن إنه يسعى إلى تفاهم مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بألا يسمح لإيران بتأسيس موطئ قدم عسكري دائم في سوريا.
وقالت مصادر من المعارضة السورية المسلحة إن إسرائيل قصفت الخميس مستودعا للأسلحة يديره حزب الله قرب مطار دمشق حيث تنقل طائرات تجارية وطائرات شحن عسكرية السلاح بانتظام من طهران.
وقال وائل علوان، وهو مسؤول بفيلق الرحمن أحد فصائل المعارضة التي لها وجود على مشارف دمشق إن “الواقعة التي حدثت في سوريا تتماشى تماما مع سياسة إسرائيل بالتحرك لمنع إيران من تهريب الأسلحة المتطورة لحزب الله عبر سوريا”.
ويقول منشقون عن الجيش السوري على دراية بالمطار إنه يلعب دورا كبيرا في نقل الأسلحة من طهران.
وتحلق طائرات عسكرية وطائرات شحن تجاري بانتظام من إيران لإمداد حزب الله وفصائل أخرى بالسلاح. وتتوجه مباشرة من إيران إلى سوريا عبر المجال الجوي العراقي.
ويتوجه المئات من المقاتلين الشيعة من العراق وإيران جوا إلى مطار دمشق. وتتراوح أعدادهم بين 10 آلاف و20 ألفا ويلعبون دورا كبيرا في حملات الجيش السوري.
وتنأى إسرائيل بنفسها عن الحرب في سوريا إلى حد بعيد، لكن دائما ما يشير مسؤولوها إلى خطوط حمراء سبق وأن دفع تجاوزها إلى رد عسكري بضرب عمليات نقل الأسلحة المتطورة لحزب الله.
وقال دبلوماسي غربي إن الضربات الجوية بعثت برسالة سياسية قوية لإيران مفادها أنها لن تستطيع بعد الآن استخدام المجال الجوي لسوريا والعراق في إعادة إمداد وكلائها في سوريا.
الأسد ينفض غبار القصف الإسرائيلي بالانتقام من المدنيين
عبدالله حاتم
ساعات من سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مطار دمشق الدولي، خرج النظام السوري عن صمته وأقر بوقوع الغارات ومسؤولية “إسرائيل” عنها.
إعلان النظام السوري جاء مقتضباً وعن مصدر عسكري لم تكشف وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن هويته، حيث ذكر أن “أحد المواقع العسكرية جنوب غرب مطار دمشق الدولي، تعرض فجر الخميس إلى عدوان إسرائيلي بعدة صواريخ”.
وأكد المصدر أن “الصواريخ انطلقت من داخل الأراضي الإسرائيلية، وأدت إلى حدوث انفجارات في المكان نتج عنها بعض الخسائر المادية”، دون أن يتحدث عن وقوع خسائر بشرية.
وأرجع المصدر “المجهول” الهجوم إلى أنه “يأتي كمحاولة يائسة لرفع معنويات المجموعات الإرهابية التي تنهار”، متعهداً “بمواصلة الحرب على الإرهاب وسحقه” على حد تعبيره.
وكالة “رويترز” نقلت عن مصدر استخباراتي قوله إن الطيران الإسرائيلي استهدف مستودعاً للذخيرة، ووحدة إطلاق صواريخ، ومخازن سلاح كيماوي، وقاعدة قرب المطار تستخدمها مليشيات تدعمها طهران، بخمس غارات، موضحاً أن “إيران تستغل المطار كجسر جوي لإمداد حلفائها في سوريا”.
ووقعت الغارات بعد ساعات من إعلان وزير الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مساء الأربعاء، أن تل أبيب تسعى إلى “تفاهم” مع إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على وجوب عدم السماح لإيران بإقامة موطئ قدم عسكري دائم في سوريا، وبعد ساعات أيضاً من إعلان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، نصب منظومة صاورخية جديدة لحماية القواعد العسكرية التابعة للنظام.
-ينتقم من المدنيين
ومنذ بداية العام الجاري 2017 قصفت القوات الإسرائيلية 5 مرات مواقع عسكرية لقوات النظام تستخدمها إيران وحزب الله، وتركزت الضربات في محيط العاصمة دمشق وتدمر والقنيطرة الحدودية معها.
ومن اللافت أن تعهد النظام السوري الذي حافظ عليه طيلة السنوات 14 الماضية من حكم الأسد الابن، بالرد بالزمان والمكان المناسبين على الغارات الإسرائيلية قد تغير منذ الضربة الأمريكية على قاعدة الشعيرات (وسط سوريا)، كرد على مجزرة خان شيخون الكيماوية التي أوقعت 100 قتيل (شمالي سوريا)، حيث دأب النظام منذ ذلك الحين على التعهد باستهداف من وصفهم بـ “فلول الإرهابيين وأذرع المؤامرة الصهيوأمريكية على سوريا”.
لكن طيران النظام السوري كان يرد على مناطق المعارضة السورية ويستهدف المدنيين، وبالتزامن مع إعلان بيان المصدر “المجهول” عن ضربة مطار دمشق، كان سلاح جو النظام يرد بقصف درعا (جنوب) وإدلب (شمال).
بسام اليوسف، الكاتب والمحلل السوري المعارض، اعتبر أن ردة فعل الأسد عندما كان يشهر وعده بالرد بالزمان والمكان المناسبين، لا تختلف مطلقاً عن توعده بالرد على من يسميهم “فلول الإرهابين”.
وأوضح قائلاً في حديث مع “الخليج أونلاين” أن “الأسد لطالما كان رده طيلة السنوات الماضية على المدنيين في المحافظات السورية، فهو لا يجرؤ على الرد على إسرائيل لأنه لن يحتمل ردهم العنيف حينها”.
ولفت إلى أن “إسرائيل لا ينظر لها الأسد كعدو، بل يرحب بالتعاون معها إن كان ذلك يخدم بقاءه في الحكم”، مبيناً أن “العدو الأوحد للأسد هم المدنيون الثائرون على حكمه وحكم أسرته”.
وأشار الكاتب السوري إلى أن “عائلة الأسد صدعوا رؤوسنا منذ خمسين سنة بأنهم جاؤوا للحكم من أجل تحرير الأرض وحفظ السيادة، لكن تبين لاحقاً أن همهم جميعاً هو المحافظة على النظام إلى الأبد، وترك خيار القوة العسكرية لذلك”.
-استخفاف
وللمرة الأولى أيضاً تقر الحكومة الإسرائيلية صراحة بمسؤوليتها عن قصف مواقع عسكرية لنظام الأسد، حيث أعلن وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في تصريح مقتضب مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن الضربة تنسجم تماماً مع سياسة إسرائيل القاضية بمنع نقل الأسلحة الإيرانية المتطورة من سوريا إلى حزب الله في لبنان.
وتعهد الوزير الإسرائيلي باستخدام سياسة القوة “في أي لحظة تصل فيها معلومات، تُظهر نية تمرير أسلحة متطورة إلى حزب الله”.
هذه الخطوة اللافتة من الإسرائيليين، وصفها اليوسف بأنها دليل على استخفاف بالأسد وداعميه، لا سيما أن الروس لطالما أكدوا منح النظام صواريخ متطورة تحمي مواقعه العسكرية.
الكاتب السوري بيّن أيضاً أن “الجانب الروسي ربما أُخطِر بالعملية من قبل الإسرائيليين قبل تنفيذها؛ ليس من أجل سلامة الأسد بالطبع، بل من أجل الحفاظ على المقاتلين الروس المنتشرين في قواعد النظام العسكرية”.
ولم يستبعد اليوسف أن “تكون الغارات الإسرائيلية نوعاً من التغطية على جرائم النظام بحق السوريين المستمرة منذ 7 سنوات”، مستدلاً بذلك بأن الغارات لا تستهدف إسقاط الأسد، أو حتى إضعافه؛ لكون جميع الغارات السابقة استهدفت أهدافاً إيرانية، وأرادت إسرائيل فقط منعها من الوصول إلى حزب الله اللبناني.
غارديان: سياسة بريطانيا بسوريا مبنية على التمني
أشارت صحيفة غارديان إلى تلميح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بإمكانية مشاركة بلاده للولايات المتحدة في أي عمل عسكري ضد سوريا دون موافقة البرلمان البريطاني، الأمر الذي أثار احتجاجا من السياسيين البريطانيين على مختلف أطيافهم.
وقال جونسون إنه تفاهم مع رئيس الوزراء تيريزا ماي على أنه في حالة حدوث هجوم كيميائي آخر من قبل نظام الأسد على شعبه فسيصعب على بريطانيا رفض أي طلب من الولايات المتحدة لمشاركتها في أي ضربات جوية ضد النظام.
وأردفت الصحيفة أن ماي رفضت دعم جونسون ثلاث مرات عندما ضغط عليها الصحفيون أثناء تجمع في ليدز مساء أمس الخميس وقالت “هذه قضية افتراضية لعدم وجود ضربات مقترحة على الطاولة ضد سوريا”. وأضافت “ما هو مهم في سوريا هو ضمان أننا نعمل من أجل استقرارها في المستقبل والانتقال السياسي من حكم الرئيس الأسد”.
وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا حاليا تنفذ ضربات جوية في سوريا والعراق ضد تنظيم الدولة لكنها لم تتخذ أي إجراء عسكري ضد نظام الأسد بعد أن نفذ هجمات كيميائية. وأضافت أن النواب أيدوا إجراء ضد التنظيم في تصويت بمجلس العموم في ديسمبر/كانون الأول 2015 لكنهم رفضوا الضربات ضد نظام الأسد في عام 2013.
مغامرات عسكرية
وفي السياق، علق باتريك كوكبرن على تصريحات جونسون بشأن مشاركة بريطانيا للولايات المتحدة في أي ضربات ضد نظام سوريا ردا على الهجوم الكيميائي بأنه ليس هناك ما يدعو إلى الدهشة لأن الحكومات البريطانية المتعاقبة منذ الحرب العالمية الثانية كانت تحاول تعزيز مكانة المملكة المتحدة كأهم حليف عسكري للولايات المتحدة.
ولكن بعد هجمات سبتمبر/أيلول 2011 تراجع هذا الولاء وأصبح أكثر جبنا ووهنا بعد المغامرات العسكرية البريطانية الفاشلة في العراق وأفغانستان.
ويرى الكاتب أن الجهود البريطانية لإثبات فائدتها وموثوقيتها لواشنطن بعد تقلد إدارة ترمب السلطة أصبحت أكثر تهورا. وأضاف أن مغادرة بريطانيا لتحالف هام مثل الاتحاد الأوروبي والمواجهة المحتملة معه بسبب شروط الخروج من شأنها أن تجعل بريطانيا أقل قوة في العالم. ولهذا هي تحتاج إلى تعزيز علاقات أوثق مع ترمب أميركا.
وأضاف أن الخطر الذي يواجه بريطانيا هو أن كثيرا من سياستها الخارجية تقوم على مجرد التمني والخيال، وهو ما ظهرت حقيقته في العراق وأفغانستان وليبيا بعد عام 2001، وظهرت مرة أخرى في سوريا اليوم.
وختمت الصحيفة بأن كلمات جونسون ربما لن تؤدي إلى شيء سوى بعض العناوين الرئيسية، لكن اللعب في مكان خطير مثل الشرق الأوسط يمكن أن يكون عملا محفوفا بالمخاطر.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
شباب حلب يواصلون إنقاذ المصابين رغم تهجيرهم
رغم تهجيرهم من مدينتهم حلب يواصل عدد من الشباب مهمتهم الإنسانية في إسعاف المصابين من القصف بأرياف المدينة.
وكانت هذه المجموعة من الشباب قد عايشت حصار حلب والمحرقة فيها لحظة بلحظة قبل أن يهجر أفرادها من المدينة في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويقول محمد حمزة -الذي كان خياطا قبل الثورة- “نحن الآن صحيح هجرنا من حلب لكننا موجودون، نحن على أطراف مدينة حلب وإن شاء الله مستمرون في عملنا”.
أما محمد رسول الذي كان طالبا جامعيا يدرس الأدب العربي فيقول إن مجموعته أعادت هيكلة السيارات بما يتناسب من الوضع في أرياف حلب، وخصصت فقرة ترفيهية لإخراج أفرادها من الحالة النفسية الصعبة بسبب المشاهد المؤلمة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
قتلى بغارات على أحياء سكنية في ريف إدلب
قتل ستة أشخاص وأصيب آخرون بجروح جراء غارات جوية يعتقد أنها روسية، استهدفت أحياء سكنية في مدينة سرمين وقرية خرب قيس بريف إدلب.
وقال مراسل الجزيرة في سوريا إن مدنيين اثنين قتلا أيضا وجرح آخرون في غارات أخرى استهدفت مستشفى التوليد في مدينة كفرتخاريم بريف إدلب الشمالي الغربي، مما أسفر عن دمار كبير لحق بالتجهيزات الطبية.
وصعّد الطيران حملته الجوية على مدن وبلدات محافظة إدلب شمال غرب سوريا، باستهداف مشاف ونقاط طبية ومناطق مدنية.
وقتل أمس الخميس 19 شخصا وأصيب آخرون بجروح جراء غارات جوية روسية وسورية استهدفت منظومة الإسعاف في بلدة معرزيتا ومستشفى الجامعة بريف معرة النعمان جنوب إدلب.
استهداف مستشفيات
وأسفرت الغارات عن احتراق أكثر من ثماني سيارات إسعاف وإلحاق دمار كبير بأبنية مستشفى الجامعة وتجهيزاته.
وتتعرض مدن وبلدات ريف محافظة إدلب لأكبر حملة تصعيد جوية، وقد استهدفت عدة مستشفيات ونقاط طبية ومناطق مدنية.
وقال مراسل الجزيرة إن الطائرات الروسية صعدت من استهدافها للمستشفيات والنقاط الطبية في ريف إدلب عموما منذ بداية أبريل/نيسان الجاري، لتصبح حصيلة المستشفيات والنقاط الطبية التي خرجت من الخدمة جراء القصف ثمانية.
تطورات أخرى
من جهة أخرى، أفاد ناشطون أن طائرات حربية نفذت غارات عدة على قريتي الطيبة والكوم في ريف حمص.
كما استهدفت قوات النظام حي القابون شرقي العاصمة دمشق بأكثر من عشرين صاروخ “أرض أرض”.
وفي درعا جنوب البلاد قصفت كتائب المعارضة المربع الأمني والحواجز التابعة لقوات النظام بالقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ، ردا على قصف المدنيين في بلدة النعيمة بصواريخ الفيل والقصف المدفعي والصاروخي لقوات النظام على محيط المدينة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
أردوغان: لن نسمح بدولة كردية شمال سوريا
توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرد على القصف الذي يستهدف مواقع تركية حدودية انطلاقا من مواقع تسيطر عليها وحدات الشعب الكردية في سوريا، مؤكدا أن بلاده لن تسمح بإنشاء دولة كردية شمالي سوريا.
وقال في كلمة له في الاجتماع الثامن للمجلس الأطلسي للطاقة والاقتصاد إنه منذ يومين يجري استهداف الحدود التركية بقذائف الهاون، وتركيا لا يمكنها أن تبقى صامتة وستقوم بما ينبغي عليها القيام به وتستخدم حقوقها في الرد.
وأضاف أردوغان أن وحدات حماية الشعب الكردية السورية لا تزال موجودة في منطقة بشمال سوريا إلى الغرب من نهر الفرات ويجب طردهم من هذه المنطقة.
وتابع “سنواصل اتخاذ أي إجراءات طالما استمرت التهديدات… لن نسمح بإقامة ممر إرهابي على حدودنا الجنوبية”.
وقال “لن نسمح بتأسيس دولة شمالي سوريا، لن نسمح للمنظمات الجاهلة بتأسيس دولة. فنحن ندعم وحدة التراب السوري، ولن نسمح بتقسيم سوريا”.
وذكر أردوغان أنه من الخطأ تركيز الجهود العسكرية في سوريا على تنظيم الدولة الإسلامية وحده، لأن ذلك سيقوي شوكة جماعات متشددة أخرى، حسب تعبيره.
إرهاب دولة
واعتبر الرئيس التركي أن الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لمقاتلين أكراد داخل سوريا يضر بروح التضامن بين واشنطن وأنقرة، لكن العلاقات قد تشهد فتح صفحة جديدة في عهد الرئيس دونالد ترمب.
ووصف ما يقوم به الرئيس السوري بشار الأسد بإرهاب دولة، مضيفا أنه لو اتخذت الإجراءات اللازمة من البداية لما قتل مليون سوري، وما نزح الملايين خارج سوريا.
وفي الشأن العراقي اعتبر أردوغان أن ما يحدث في العراق ليس تعصبا مذهبيا فقط، بل سياسة بسط نفوذ عرقية قائمة على التعصب المذهبي.
وقال “علينا أن نفهم منطق سياسة بسط النفوذ الفارسية هذه. وعلينا أن نتخذ الآن التدابير اللازمة لوقف هذه السياسة وإلا فإن التاريخ سيتكرر”.
وصرح أردوغان بأن مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي باتا ضحيتين للمصالح قصيرة الأجل وحسابات بعض الدول صاحبة النفوذ.
وقال “نتوقع من حلفائنا أن يستمروا في علاقاتهم مع تركيا مع التخلي عن الأحكام المسبقة والكيل بمكيالين”.
وأكد معارضة بلاده، وبشكل قطعي، التسامح الذي يظهره بعض حلفاء أنقرة تجاه المنظمات الإرهابية.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
الأقمار الصناعية تكذّب رواية النظام وروسيا عن خان شيخون
دبي – قناة العربية
كذبت صحيفة “نيويورك تايمز” جملة وتفصيلاً كل التبريرات التي ساغها #النظام_السوري و #روسيا لدحض الاتهامات بشأن نفي مسؤوليتهما عن #الهجوم_الكيمياوي في #خان_شيخون.
وقدمت الصحيفة في تقرير مفصل قرائن وأدلة تشكك بثلاث ذرائع تتعلق بالتوقيت والمواقع والأسلحة المستخدمة.
كما كشفت أن الهجوم الفعلي وقع صباحاً، وتحديداً قرب الساعة السابعة بالتوقيت المحلي، وذلك في رد على ادعاء النظام وروسيا أنه وقع ظهراً.
واستناداً إلى صور الأقمار الصناعية الأميركية وصور الضحايا التي نشرها ناشطون، إضافة إلى شهادة طبيب قابلته “نيويورك تايمز”، بدأت معالجة الضحايا بعيد ساعة من الهجوم.
أما بالنسبة إلى موقع الاستهداف، فهنا المفاجأة. فقد حددت الصحيفة الأماكن ليتبين من خلال مقارنة صور الأقمار الصناعية قبل وبعد الحادث أنه تم استهداف مبانٍ صغيرة في أحياء سكنية ووسط شوارع وفي أحياء مدنية تقع جغرافياً بعيداً عن مستودعات زعم النظام أنها تضم مواد كيمياوية.
وفيما يتعلق بنفي النظام امتلاكه السلاح الكيمياوي، مستنداً إلى ما أعلنته المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيمياوية، أعادت نيويورك تايمز نشر ما صرحت به المنظمة، لجهة عدم التأكد من تخلص النظام السوري من كامل ترسانته الكيمياوية.
“وحدات الحماية” الكردية تهدد بوقف معركة الرقة
دبي – قناة العربية
تجددت الخميس الاشتباكات بين القوات التركية ومقاتلين #أكراد في شمال #سوريا ، في وقت هددت فيه #وحدات_الحماية_الكردية بإيقاف معركة #الرقة.
وقضى ثلاثة مقاتلين أكراد، الخميس، برصاص #الجيش_التركي خلال اشتباك جديد عبر الحدود السورية – التركية ، هو الثاني في يومين، بحسب ما نقلت وكالة “دوغان” للانباء.
وأفادت الوكالة بتعرض جنود أتراك متمركزين في محافظة #شانلي_اورفه التركية المتاخمة لسوريا لقذائف هاون ثم لرصاص بنادق رشاشة من مناطق خاضعة لسيطرة #وحدات_الحماية الكردية.
وبحسب الوكالة، ردت القوات التركية على النيران، ما أدى الى اشتباك وجيز قتل فيه ثلاثة من عناصر المجموعة المسلحة الكردية.
وفي وقت سابق، هدّدت وحدات #حماية_الشعب الكردية #الولايات_المتحدة الأميركية بإيقاف معارك الرقة في حال لم تتخذ إجراءات تجاه الضربات التركية ضد قواتها في سوريا.
وقالت الناطقة الرسمية باسم الوحدات #نسرين_عبدالله ، إن الوحدات ستنسحب من الرقة في حال لم تتحرك #واشنطن وتقوم برد فعل ملموس تجاه الضربات التركية المتواصلة، واصفةً إياها بأنها “غير مقبولة بحسب القانون الدولي”.
سجال وتوتر أميركي روسي بشأن سوريا
الأمم المتحدة – فرانس برس
دعت #واشنطن الخميس أمام #مجلس_الأمن الدولي المجتمع حول النزاع في #سوريا إلى ممارسة “كل الضغوط” الممكنة على #روسيا حليفة #النظام_السوري لفرض وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية.
وقالت المندوبة الأميركية لدى #الأمم_المتحدة #نيكي_هيلي التي ترأس بلادها مجلس الأمن خلال نيسان/إبريل إنه “يجب أن تتجه كل الأنظار وأن تمارس كل الضغوط الآن على روسيا، لأنها هي القادرة على وقف كل هذا إن أرادت”.
وتساءلت سفيرة #الولايات_المتحدة خلال اجتماع مخصص للوضع الإنساني في سوريا: “من هو البلد العضو (في المجلس) الذي يواصل حماية نظام (بشار #الأسد) الذي يمنع إيصال المساعدات الإنسانية؟”.
واعتبرت هيلي أن على روسيا أن تفي بوعدها بإجراء #مفاوضات سلام حقيقية والتوصل إلى حل سياسي.
وجاء الرد الروسي خلال مؤتمر موسكو السادس حول الأمن الدولي، حيث لوحت موسكو بإجراءات مضادة لما وصفته بسلوك واشنطن المزعزع للاستقرار في سوريا.
وجدد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، انتقاد #الغارات_الأميركية على مطار #الشعيرات في السابع من نيسان/إبريل الحالي، واصفاً إياها بالخرق الفاضح للقانون الدولي. وفي سابقة من نوعها، اعتبرها أيضاً تهديدا للقوات الروسية في سوريا.
من جهته، قال مساعد الأمين العام لشؤون الإغاثة الإنسانية #ستيفن_أوبراين في تقرير عرضه على المجلس إن الوضع الإنساني في سوريا يزداد سوءاً مع دخول النزاع عامه السابع.
وأكد أوبراين أن الفشل في إيصال المساعدات الإنسانية إلى آلاف المدنيين المحاصرين في سوريا، يشكل وصمةَ عار للمجتمع الدولي، ومجلس الأمن خاصة، موضحاً أن الاتفاقات التي عقدت مؤخراً بشأن إجلاء مدنيين عن بعض المدن السورية المحاصرة هي اتفاقات قد لا تستوفي المعايير القانونية الدولية أو تتقيد بالمبادئ الإنسانية.
كما دعا إلى وقف القتال في #الغوطة الشرقية قرب #دمشق، حيث قال إن جيش #نظام_الأسد يحاصر نحو 400 ألف مدني.
ولم تتمكن قوافل المساعدات الدولية من الوصول إلى الغوطة الشرقية منذ تشرين الأول/أكتوبر.
من جانبه، وصف سفير #فرنسا فرنسوا دولاتر الوضع الإنساني بأنه “مفجع”.
وقال دولاتر إن “وقف إطلاق النار لم يعد قائماً. المساعدات الإنسانية بكل بساطة لم تعد تصل”، في تصريح أمام الصحافيين قبل دخول قاعة الاجتماع.
كذلك دعا #موسكو إلى ممارسة “ضغوط أكبر على #النظام_السوري وإلى التزام أوضح من الولايات المتحدة بعد الضربات الأميركية الأخيرة فجر 7 نيسان/إبريل على مطار #الشعيرات العسكري.
إردوغان: الحدود مع سوريا تعرضت لقدر كبير من نيران المورتر
اسطنبول (رويترز) – قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الجمعة إن منطقة الحدود الجنوبية مع سوريا تعرضت لقدر كبير من نيران المورتر خلال اليومين الماضيين وإن القوات التركية ترد على النحو اللازم.
وذكر إردوغان في مؤتمر صحفي في اسطنبول أن الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لمقاتلين أكراد داخل سوريا يضر بروح التضامن بين واشنطن وأنقرة لكن العلاقات قد تشهد فتح صفحة جديدة في عهد الرئيس دونالد ترامب.
وتابع “سنواصل اتخاذ أي إجراءات طالما استمرت التهديدات… لن نسمح بإقامة ممر إرهابي على حدودنا الجنوبية.”
(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي)
قوات سوريا الديمقراطية تنتزع ثلاثة أحياء من الدولة الإسلامية
بيروت (رويترز) – قالت قوات سوريا الديمقراطية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في بيان إنها انتزعت السيطرة على عدة أحياء من قبضة التنظيم في مدينة الطبقة يوم الجمعة في إطار حملتها لطرد التنظيم المتشدد من معقله في مدينة الرقة.
وبدأت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة حملة متعددة المراحل ضد المتشددين في نوفمبر تشرين الثاني لكنها تباطأت في الأسابيع الأخيرة. وقوات سوريا الديمقراطية تحالف يضم فصائل كردية وعربية سورية.
وتطوق قوات سوريا الديمقراطية مدينة الطبقة بعد أن عزلتها في أواخر مارس آذار عن أراض يسيطر عليها التنظيم المتشدد في سوريا والعراق.
ويوم الجمعة ذكرت القوات أنها توغلت في المدينة وسيطرت على حي النبابلة وحي الزهراء جنوبي الطبقة بعد أن انتزعت حي الوهب إلى الجنوب يوم الخميس.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية قلصت قوات سوريا الديمقراطية جيبا من الأراضي التابعة للدولة الإسلامية حول الرقة كان يستخدمه المتشددون كقاعدة للتخطيط لهجمات وإدارة جزء كبير من دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم منذ أن استولى على الرقة في 2014.
وتعد وحدات حماية الشعب الكردية السورية أقوى عناصر قوات سوريا الديمقراطية وتشارك في الهجوم على الطبقة والرقة لكن تركيا تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل أنقرة من ثلاثة عقود.
(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير ليليان وجدي)