أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 8 تشرين الثاني 2013

قوات النظام تتقدم في محيط دمشق

لندن، امستردام، عمان، موسكو، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

في الوقت الذي استعادت القوات النظامية السورية، مدعومة بميليشيا شيعية، السيطرة على بلدة السبينة المهمة جنوب دمشق ما يقطع خطوط امداد مقاتلي المعارضة عن هذه المنطقة، يبدأ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض اجتماعاته في اسطنبول مساء اليوم لبت الموقف من مؤتمر «جنيف 2» الذي اعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري عن الأمل بأن يتم في الأيام المقلبة تحديد موعده. فيما اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان موسكو بإفشال الاتفاق على موعد للمؤتمر لأنها تريد تشكيل حكومة انتقالية بمشاركة الرئيس بشار الأسد.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «القوات النظامية مدعومة بقوات الدفاع الوطني وعناصر «حزب الله» اللبناني ومقاتلي لواء أبو الفضل العباس الذي يضم مقاتلين شيعة من جنسيات سورية وأجنبية، سيطرت على بلدة السبينة الواقعة في الريف الجنوبي لدمشق، عقب اشتباكات عنيفة» استمرت تسعة أيام مع مقاتلي المعارضة. وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»، إن «السبينة كانت أحد المعاقل الأساسية لمقاتلي المعارضة (قرب دمشق). عملياً باتت كل خطوط الإمداد مقطوعة عن مقاتلي المعارضة في جنوب دمشق».

ويأتي التقدم الجديد للقوات النظامية بعد أسابيع قليلة من سيطرتها على بلدات الحسينية والذيابية والبويضة، الواقعة جنوب العاصمة وعلى طريق مطار دمشق الدولي. ويؤدي تقدم القوات السورية في هذه المناطق الى قطع خطوط الإمداد على مقاتلي المعارضة وعزل دمشق عن الغوطة الشرقية المعقل الرئيسي للمعارضة. كما انه يحكم الحصار على «الجيش الحر» في مخيم اليرموك الذي يخضع لحصار من طرفه الغربي باتجاه حي القدم وداريا ومعضمية الشام. وتوقعت مصادر المعارضة أن تكثف قوات النظام عملياتها للسيطرة على المخيم في الأيام المقبلة، مشيرة الى وصول امدادات عسكرية الى مناطق محيطة به.

سياسياً، قال كيري، في مؤتمر صحافي في عمان: «أنا واثق من انه في غضون الأيام القادمة سيتم تحديد موعد وإذا كان الأمر يتعلق بتأخير أسبوع. سيتيح للناس وقتاً للاستعداد وإتاحة فرصة أكبر لاستكشاف مختلف الخيارات»، ذلك في اشارة الى اجتماع الهيئة العامة لـ «الائتلاف» في اسطنبول يومي السبت والأحد المقبلين.

في المقابل، قال اردوغان في مؤتمر صحافي في استوكهولم: ««تأجلت العملية مرة أخرى. لماذا؟ لأن موسكو تطلب من المعارضة أن تقبل حكومة انتقالية بمشاركة الأسد».

الى ذلك، قالت مصادر المعارضة لـ «الحياة» إن الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» ستجتمع اليوم قبل اجتماع الهيئة العامة، مشيرة الى ان ثلاث قضايا ستبحث في الاجتماعات، تتعلق باتخاذ موقف من «جنيف 2» والتصويت على الحكومة الانتقالية برئاسة احمد طعمة وضم «المجلس الوطني الكردي» الى الهيئة العامة. وقالت المصادر ان المعارضة تتجه الى المشاركة بمحددات تتعلق بتوافر ضمانات لتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة خلال الربع الأول من العام المقبل.

وفي لندن، قال مسؤولون كبار في أجهزة الاستخبارات البريطانية أمس إن سورية باتت الوجهة الأولى لما بات يُعرف بـ «سياحة الجهاد»، وقدّروا عدد البريطانيين الذين سافروا إلى سورية للقتال إلى جانب فصائل المعارضة بـ «المئات». وهذه المرة الأولى التي يتم فيها تقديم مثل هذا الرقم لعدد المقاتلين من دولة أوروبية واحدة في سورية. وقال رئيس جهاز الأمن البريطاني «أم آي 5» (الاستخبارات الداخلية) أندرو باركر أمام لجنة نيابية إن الأزمة السورية باتت عنصراً جاذباً للمتعاطفين مع «القاعدة» في بريطانيا، وإن احتكاك هؤلاء بجماعات متشددة في الخارج صار مصدر تهديد لأمن بريطانيا.

وفي نيويورك، بدأت المجموعة العربية في الأمم المتحدة تحركاً يمكن أن يؤدي الى طرح مشروع قرار إنساني في شأن سورية في مجلس الأمن «يدعم إيصال المساعدات الإنسانية الى سورية تطبيقاً لبيان مجلس الأمن الرئاسي الذي صدر مطلع الشهر الماضي»، بحسب ديبلوماسيين عرب.

وتقود المملكة العربية السعودية التحرك الذي «سيكون ترجمة عملية للقرار الوزاري العربي الأخير الذي شدد على ضرورة امتثال كل الأطراف في سورية وخصوصاً الحكومة الى بيان مجلس الأمن».

وعقدت المجموعة العربية مشاورات على مستوى السفراء مساء الأربعاء «وكان طرح مشروع قرار على مجلس الأمن أحد الخيارات التي طرحت لدعم عمل منظمات الإغاثة الإنسانية في سورية خصوصاً في ضوء مناشدة مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس المجلس للتحرك».

ويستند التحرك العربي الى الاقتراحات التي قدمتها آموس الى مجلس الأمن في رسائل وتقارير دعت فيها المجلس الى ممارسة الضغط السياسي لتأمين ممرات إنسانية وتوسيع نطاق المساعدات داخل سورية وتسهيل دخول المنظمات الدولية وإعادة نشر مراكز المساعدات داخل البلاد ورفع عددها لتغطي المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحكومة، فضلاً عن نشر مراقبين في كل أنحاء البلاد.

الظواهري يلغي “داعش”: “جبهة النصرة” هي “القاعدة” في سورية

دبي – ا ف ب

أمر زعيم القاعدة ايمن الظواهري في تسجيل بثته قناة “الجزيرة” الفضائية بإلغاء الدولة الاسلامية في العراق والشام، مؤكداً ان “جبهة النصرة” هي فرع التنظيم في سورية.

وقال الظواهري “تلغى دولة العراق والشام الاسلامية ويستمر العمل باسم دولة العراق الاسلامية”، مؤكداً ان “جبهة النصرة لأهل الشام فرع مستقل لجماعة قاعدة الجهاد يتبع القيادة العامة”.

واوضح الظواهري ان “الولاية المكانية لدولة العراق هي العراق، الولاية لجبهة النصرة لاهل الشام هي سورية”.

الجيش السوري يستعيد اجزاء واسعة من قاعدة استراتيجية قرب حلب

بيروت – ا ف ب

اكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش السوري استعاد “اجزاء واسعة” من “اللواء 80” المكلف امن مطار حلب الدولي (شمال) الذي سيطر عليه مقاتلون معارضون لنظام الرئيس بشار الاسد في شباط/فبراير الماضي.

وافاد المرصد ان “اشتباكات عنيفة تدور منذ الساعة الرابعة فجراً بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وضباط من حزب الله اللبناني من طرف ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة والدولة الاسلامية في العراق والشام (المرتبطة بالقاعدة) من طرف اخر في اللواء 80 المجاور لمطار حلب الدولي”.

وتحدث المرصد عن “تقدم القوات النظامية داخل اللواء وسيطرتها على اجزاء واسعة منه وسط استقدام الكتائب المقاتلة والدولة الاسلامية تعزيزات الى المنطقة”.

وفي وقت لاحق، افاد المرصد ان الطيران الحربي “قصف مناطق تمركز الكتائب المقاتلة والدولة الاسلامية في محيط مطار حلب الدولي واللواء 80″، في حين تستمر الاشتباكات في القاعدة العسكرية.

واشار المرصد الى سقوط “ما لا يقل عن 15 مقاتلا من الكتائب المقاتلة”، اضافة الى “قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية” لم يحدد عددهم.

وكان مسلحو المعارضة شنوا “معركة المطارات” في منطقة حلب في شباط/فبراير الماضي وهاجموا قواعد جوية ومطارات. وقد تمكنوا من السيطرة على “اللواء 80” المكلف حماية مطار حلب الدولي، اضافة الى مطاب النيرب العسكري.

ويفرض المقاتلون حصارا على مطار حلب الدولي ومطار كويرس العسكري اللذين لا يزال تحت سيطرة النظام.

وفي محافظة حمص (وسط)، افاد المرصد عن “اشتباكات عنيفة” في منطقة مستودعات الاسلحة في بلدة مهين، والتي يحاول مقاتلو المعارضة السيطرة عليها منذ نحو اسبوعين.

وقال المرصد ان القوات النظامية استقدمت تعزيزات واستخدمت الطيران الحربي في القصف، بينما يحشد المقاتلون وبينهم جهاديون، عناصر اضافية للسيطرة على المستودعات التي تعد من الاكبر في سورية.

وكان المرصد افاد الاربعاء ان المقاتلين سيطروا على اجزاء من المستودعات الضخمة وغنموا اسلحة وذخائر. الا ان مصدرا امنيا سورية نفى هذا الامر، مشيرا الى تواصل المعارك.

في دمشق، تعرضت الاحياء الجنوبية ومنها العسالي والحجر الاسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، للقصف بعد منتصف ليل الخميس الجمعة.

يأتي ذلك بعد ساعات من سيطرة النظام مدعوما بعناصر من حزب الله على بلدة السبينة جنوب دمشق، والتي كانت تشكل خط امداد اساسي لمقاتلي المعارضة المتحصنين في جنوب العاصمة.

وتشهد الاحياء الجنوبية لدمشق معارك منذ اشهر، في محاولة من القوات النظامية لاستعادة السيطرة عليها.

روسيا: الإتهامات الأميركية لدمشق حول إخفاء معلومات عن الكيماوي لا أساس لها

موسكو – يو بي أي

إعتبر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أن الاتهامات الأميركية لدمشق بأنها تخفي معلومات عن ترسانتها الكيماوية لا تستند إلى أسس، معلناً عن رفض الإئتلاف الوطني السوري حضور اجتماع مع ممثلين عن الحكومة السورية في روسيا.

ونقلت إذاعة صوت روسيا، عن لوكاشيفيتش قوله، اليوم الجمعة، خلال مؤتمر صحافي في موسكو، إن الاتهامات الأميركية لدمشق بأنها تخفي معلومات عن ترسانتها الكيماوية لا تستند إلى أي أسس، مضيفاً “لا يمكن اعتبارها إلا بمثابة عدم احترام لعمل المنظمات (الدولية) في سورية”.

وكانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامانتا باور، أعلنت في وقت سابق أن بلادها تواصل التثبت من صحة قائمة الأسلحة الكيماوية التي قدمتها سوريا للمجتمع الدولي.

وفي سياق آخر، أعلن لوكاشيفيتش عن أن الإئتلاف الوطني السوري المعارض، رفض المشاركة في لقاء غير رسمي مع ممثلين عن الحكومة السورية في موسكو.

وقال “مما يؤسف رفض الإئتلاف الوطني وبعض القادة حضور الإجتماع.. يرجحون أن تقود هذه الفكرة إلى نتائج عكسية”.

يشار الى أن موسكو أعلنت في وقت سابق عن استعدادها لاستضافة لقاء غير رسمي بين ممثلين عن الحكومة السورية وآخرين عن المعارضة قبل مؤتمر “جنيف 2”.

النظام سيطر على السبينة جنوب دمشق والمعارضة مستعدة لـ”حوار إنساني” في موسكو

 (و ص ف، رويترز، أ ب، أ ش أ)

بعد تسعة ايام من المعارك الضارية تمكن الجيش السوري النظامي يدعمه مقاتلو “حزب الله” اللبناني ومقاتلون عراقيون من السيطرة على بلدة السبينة الاستراتيجية جنوب دمشق، الأمر الذي يهدد سيطرة المعارضة على المنطقة الأوسع ويقطع خط إمدادات لمقاتليها حول العاصمة.

في غضون ذلك، صرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري في عمان بان مؤتمر جنيف – 2 للسلام في سوريا الذي ارجئ مرارا كانت آخرها قبل يومين، يمكن ان يعقد في الاسابيع المقبلة، فيما يدرس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” دعوة موسكو الى استضافة حوار غير رسمي بين ممثلين للنظام والمعارضة.

وقال كيري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الاردني ناصر جودة في عمان ان مؤتمر جنيف – 2، الذي كان مأمولا ان يعقد في نهاية تشرين الثاني قبل ان يبدد اجتماع الثلثاء الماضي هذه الامال، يمكن ان يؤجل اسبوعا او نحوه”. واضاف ان سبب التأجيل هو الاجتماع المقرر ان تعقده المعارضة السورية السبت في اسطنبول لرص صفوفها والخروج بموقف موحد من المشاركة او عدم المشاركة في هذا المؤتمر، وانا واثق من انه… خلال الايام المقبلة يمكن تحديد موعد”.

وفي موسكو، اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان ممثلي المعارضة السورية ابدوا اهتماما بعقد لقاءات غير رسمية في موسكو في إطار التحضير لجنيف – 2. وأوضحت أن اللقاءات تناولت تبادلاً للآراء في شأن الوضع في سوريا وحولها وتركزت على موضوع التحضير للمؤتمر الدولي بما يتفق والمبادرة الروسية – الأميركية في تاريخ 7 ايار 2013.

وأفادت عقب سلسلة من اللقاءات عقدها في جنيف نائب وزير الخارجية الروسي المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف مع المعارضة السورية في الخارج، انه تم تأكيد ضرورة الإسراع في التسوية السياسية للأزمة عبر حوار سوري شامل من دون شروط مسبقة بمشاركة ممثلين للحكومة السورية والأطراف الرئيسيين في المعارضة والمجموعات العرقية والطوائف.

ورداً على الدعوة الروسية، قال عضو الائتلاف السوري المعارض كمال اللبواني ان الائتلاف يدرس الاقتراح الروسي. لكنه لفت الى ان المحادثات ستكون مقتصرة على خبراء من الذراع الانسانية في الائتلاف ومنظمات انسانية تابعة للحكومة السورية.

ونقلت وكالة “الاسوشيتدبرس” عن مسؤول آخر في الائتلاف طلب عدم ذكر اسمه، ان الائتلاف قرر ارسال خبراء الى موسكو لاجراء مناقشات محدودة في شأن فتح ممرات انسانية الى المناطق المحاصرة.

واشنطن مستاءة من بندر .. وأنقرة تضيّق على «جهادييه»

صراع استخباري أميركي ـ سعودي على سوريا

محمد بلوط

وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي ايه) ووزارة الخارجية الأميركية في مواجهة رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان.

التباين الأميركي ــ السعودي بشأن سوريا، والذي اتسع بعد تراجع الولايات المتحدة عن قرارها توجيه ضربة عسكرية إلى دمشق، لا يزال يتفاعل.

وبحسب مصادر سورية مطلعة، فقد رفض وزير الخارجية الأميركي جون كيري لقاء الأمير بندر بن سلطان، خلال زيارته الرياض الأحد الماضي.

ولم يظهر رئيس الاستخبارات السعودية في الاجتماع الذي ضم كيري والملك عبدالله ووزير خارجيته الأمير سعود الفيصل.

ويسيطر الاستياء في أوساط الاستخبارات الأميركية من الاستراتيجية المستقلة التي بات يتبعها الأمير بندر في سوريا، والاتجاه إلى تكتيل الجماعات «الجهادية» في إطار عسكري واحد، وتعزيز مكانتها داخل «هيئة الأركان العليا للجيش الحر».

وطالبت الفصائل «الجهادية» بالحصول على عشرة مقاعد من أصل 30 في «هيئة الأركان»، فيما قدم اللواء سليم إدريس موقعين في «هيئة الأركان» كان احدهما قد شغر بعد اغتيال تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) محمد كمال حمامي (أبو بصير)، والآخر بعد استقالة العقيد عبد الجبار العكيدي من رئاسة «المجلس العسكري لحلب».

وفي مطلع الأسبوع الحالي، شهدت الريحانية في الاسكندرون اجتماعات لقيادات «أحرار الشام» و«صقور الشام» و«لواء التوحيد» و«لواء الإسلام»، وممثلين عن عشرين فصيلاً مثل «أنصار الشام» وتجمع «ألوية أحفاد الرسول».

وقال المصدر السوري إن الأميركيين يشعرون بالغضب جراء التصريحات التي أدلى بها بندر بن سلطان، وهدّد فيها بوقف التعاون الأمني مع الاستخبارات الأميركية، بعد تخلي الرئيس باراك أوباما عن خيار الضربة العسكرية ضد دمشق.

وأضاف المصدر أن الأوساط الأمنية الأميركية المعنية بتنسيق المساعدات العسكرية للمعارضة السورية تشن حملة على الأمير السعودي، وتصف استراتيجيته في سوريا بالغبية والخطرة، لأنها تهدد المصالح الأميركية عبر تشجيع الجماعات «الجهادية»، التي تشكل، برأي الأجهزة الأميركية، امتداداً لتنظيم «القاعدة»، لا سيما «جبهة النصرة».

وقالت مصادر أميركية شاركت في اجتماع جنيف الثلاثاء الماضي أن بندر بات يشكل حجر عثرة في العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية.

ونسب معارض سوري إلى مسؤول أمني أميركي في باريس قوله إن بندر لم يتعلم كثيراً من الأميركيين برغم إقامته سفيراً في واشنطن عقدين من الزمن. ويقول المصدر إن الملف السوري سيكون حصرياً من الآن فصاعداً في يد الملك عبدالله والفيصل.

وقال أحد الخبراء الغربيين العاملين في ملف تسليح المعارضة السورية، لـ«السفير»، أنه من المنتظر أن يقوم السعوديون، تحت ضغط أميركي، بتخفيض عمليات تسليح وتمويل الجماعات التي تعتبرها الولايات المتحدة حليفاً لـ«القاعدة».

ومن دون انتظار أن يفي السعوديون بتعهداتهم كاملة، تتعاون الأجهزة التركية مع الأميركيين في اعتراض بعض عمليات الاستخبارات السعودية، بعد ظهور التباين في العمل ضد سوريا بين الاستخبارات الأميركية والأمير بندر. وقد طلب الأتراك من السعوديين في إنطاكيا والمناطق القريبة من الحدود مع سوريا إغلاق بعض غرف العمليات، التي يقومون من خلالها بتنسيق إمدادات الأسلحة نحو الشمال السوري.

وبدأ الأتراك ينشطون في اعتراض بعض قوافل الأسلحة التي يطلب الأميركيون اعتراضها، فقاموا قبل عشرة أيام بمصادرة حمولة باخرة محمّلة بالأسلحة المرسلة للمعارضة السورية. وأمس أوقفوا شاحنات متجهة إلى الشمال السوري، تحمل 1200 رأس حربي، بعد أيام من إعلانهم توقيف أشخاص بحوزتهم مواد كيميائية. (تفاصيل صفحة 16)

وأدّى تراجع عمليات التسليح الواسعة، وتقييدها بالشروط الأميركية، إلى احتدام المعارك في حرب مستودعات الأسلحة، التي تطوّرت جبهاتها، لاسيما في هجوم اليومين الأخيرين، الذي شنته جماعات «لواء الإسلام» و«النصرة» ضد مستودعات الجيش السوري الضخمة في مهين.

ويختبر السعوديون، في المقابل، اقتراحاً جديداً لتأكيد الاستقلال عن الاستخبارات الأميركية والتركية في سوريا، عبر تطوير «جيش عشائري» انطلاقاً من الأردن، قادر على مقاتلة النظام السوري بمعونة وتوجيه خليجي وحيدين. ويقول خبير غربي أن مشاورات تجري بين الاستخبارات السعودية والإماراتية على تطوير الفكرة، وأن القرار قد اتخذ منذ أسبوعين بشأنه. ويقوم الاقتراح على تجنيد فرقتين من أبناء العشائر في الشرق السوري، تضم ٤٠ ألف مقاتل، يقودهم عشرات الضباط الذين يقيمون في معسكرات أردنية ويتعاونون مع الاستخبارات الأردنية والسعودية. وبحسب المصدر اقترح السعوديون رصد أربعة مليارات دولار لتنفيذ المشروع الجديد، على أن تستقبل السعودية المجندين من أبناء العشائر في معسكرات تقام في الطائف، وأن يشرف على تدريبهم ضباط باكستانيون.

وبحسب معهد «كارنيغي» ومجلة «فورين بوليسي»، فقد طلبت السعودية من وزارة الدفاع الباكستانية، تولي تدريب الجيش الجديد.

ويقول مصدر مقرّب من الاستخبارات العسكرية الباكستانية التي أنشأت وسلحت ودربت «طالبان» أن القوات المسلحة الباكستانية، لن تكون قادرة على تلبية الطلب السعودي بسبب حجم «الجيش السوري العشائري». ويبدو أن تعثر عمليات بناء «الجيش الوطني»، الذي كان اقترحه رئيس «الائتلاف» احمد الجربا، قد دفعت بالسعوديين للتفكير «بجيش عشائري» أكثر إخلاصاً من «الجيش» المؤلف من ثلاثة آلاف مقاتل، تستمر عمليات تدريبهم في الأردن منذ عام تقريباً، من دون أن يخرج من معسكراته الأردنية إلى سوريا حتى الآن.

«جنيف 2»

من جهة ثانية، قالت مصادر ديبلوماسية لـ«السفير» أن المبعوث العربي والدولي إلى ســوريا الأخضر الإبراهيمي ليس متفائلاً بقرب انعقاد مؤتمر «جنيف 2».

وقالت المصادر الديبلوماسية أن الابراهيمي يعتقد أن على الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ان يقوم خلال الاجتماع المقبل لـ«الثلاثي الدولي» (الامم المتحدة، الولايات المتحدة، وروسيا) في 25 تشرين الثاني الحالي في جنيف، بتحديد موعد للمؤتمر الدولي، ليضع الجميع امام الامر الواقع.

وكشفت اجتماعات جنيف، بحسب المصادر الديبلوماسية، وجود تضارب في مقاربة الملف السوري، والتعاطي مع المعارضة السورية، بين وزير الخارجية جون كيري والسفير الأميركي روبرت فورد المكلف بمتابعة الملف مع «الائتلاف السوري» المعارض.

وكان فورد قد دافع، ولا يزال يدافع، عن ضرورة إعطاء «الائتلاف» المزيد من الوقت ليصبح جاهزاً تقنياً وسياسياً، لمواجهة وفد تفاوضي من النظام، يقوده مفاوض محنك كوزير الخارجية وليد المعلم.

وقال كيري، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني ناصر جودة، أن المؤتمر، الذي كان مأمولاً أن يعقد نهاية تشرين الثاني الحالي قبل أن يبدد اجتماع جنيف الثلاثاء الماضي هذه الآمال، «يمكن أن يؤجل أسبوعاً أو نحوه».

وأضاف أن السبب وراء هذا التأجيل هو الاجتماع المقرر أن يعقده «الائتلاف» في اسطنبول السبت للخروج بموقف من «جنيف 2».

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف التقى في جنيف بعضو «الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير» قدري جميل، وذلك بعد يوم من عقده اجتماعات مكثفة مع قيادات أخرى في المعارضة.

وأوضحت الخارجية الروسية أن اللقاءات بين بوغدانوف وقيادات المعارضة «تركزت على موضوع التحضير للمؤتمر الدولي بما يتوافق مع المبادرة الروسية ـ الأميركية».

إلى ذلك، ابلغ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الإبراهيمي، في جنيف، أن «إيران تدعم حل الأزمة السورية عن طريق محادثات سياسية سورية – سورية، وتقدر الجهود التي يبذلها الإبراهيمي».

القوات السورية تسيطر على الغوطة الغربية: قطع أهم طرق إمداد المسلحين في ريف دمشق

طارق العبد

الغوطة الغربية في ريف دمشق باتت تحت سيطرة القوات السورية، بعد استرداد بلدات السبينة الصغرى والكبرى وغزال، التي تفصل الغوطة الغربية عن القسم الشرقي، في وقت استمرت الاشتباكات حول مخازن الأسلحة في مهين، وكذلك في دير الزور، التي تسعى القوات السورية لاستعادة ما فقدته فيها من أحياء ومناطق.

وحقق الجيش تقدماً استراتيجيا جديدا في ريف دمشق بسيطرته على بلدة السبينة جنوب العاصمة، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السورية («سانا»)، فيما أقرت «تنسيقيات» المعارضة بسقوط المنطقة، ملقية اللوم على من أسمتهم «بالكتائب المتخاذلة ونقص الذخيرة والسلاح».

وكانت السبينة شهدت اشتباكات عنيفة بين القوات السورية والمسلحين استمرت تسعة أيام.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، إن البلدة كانت تشكل خط إمداد رئيسياً للمسلحين المتحصنين في الأحياء الجنوبية.

وأدت سيطرة القوات السورية عليها إلى قطع كل خطوط الإمداد بالمسلحين والسلاح.

وتقع السبينة على الطريق السريع الذي يربط دمشق بالحدود الأردنية، وهي متاخمة لمنطقة الحجر الأسود بالضواحي الجنوبية للعاصمة.

وقال مصدر امني سوري إن «المنطقة كانت تشكل صلة وصل بين الغوطتين الشرقية والغربية، وكانت مركز إمداد للمسلحين بالذخيرة والعناصر»، مشيراً إلى «استكمال السيطرة على الغوطة الغربية بالكامل تقريبا، وتضييق الخناق على القسم الشرقي منها».

وقال ضابط في الجيش للتلفزيون السوري إن «الإرهابيـــين فروا باتجــــاه منطـــقتي الحــــجر الأســــود والقـــدم والمناطق المحيطة بهما، وإن الجيش سيلاحقهم هناك».

وأكد التلفزيون السوري السيطرة على بلدات السبينة الكبرى والسبينة الصغرى وغزال في ريف دمشق. وعرض لقطات مباشرة من السبينة، أظهرت دمارا هائلا وشوارع مقفرة وتحصينات عسكرية.

وتأتي المعركة الأخيرة بعد سلسلة من النجاحات الميدانية التي عمدت القوات السورية خلالها إلى اعتماد طريقة «القضم التدريجي»، بداية من الحسينية والذيابية ثم الحجيرة فالبويضة وأخيرا السبينة، لتصبح بلدات يلدا وببيلا ومخيم اليرموك تحت مرمى النيران المباشرة تمهيداً للتقدم نحوها والسيطرة عليها.

ويشير بعض نشطاء المعارضة إلى ان المشكلة الأساسية تتعلق بصعوبة فتح طرق الإمداد من جهة والخلافات الداخلية بين الكتائب، سواء لجهة الانسحابات وسط المعركة أو لجهة تخزين السلاح ورفض استعماله في الجبهات الكبرى.

في هذا الوقت، سقطــت قذائـــف هـــاون في محيط ساحة باب توما في المدينة القديمة في دمشق، وكذلك في حي القصاع، ما اسفر عن سقوط سبعة جرحى وفق «المرصد».

وفي دير الزور، ذكرت «تنسيقيات» المنطقة و«المرصد» إن قذائف عدة قد سقطت على المتحف الوطني والمصرف العقاري، فيما تشهد الأحياء التي تقع تحت سيطرة المعارضة هجوماً ضاريا تشنه القوات السورية في مسعى لاستعادتها.

وفي هضبة الجولان المحتلة، بث معارضون عبر الإنترنت مقطعاً مصوراً يقولون فيه إن ألوية وكتائب في «الجيش الحر»، منها ألوية «الصحابة» و«أحفاد الرسول» سيطرت على تلة حربون في جبل الشيخ، وهي أعلى قمة عسكرية في سوريا، من دون أن يصدر أي تأكيد أو نفي رسمي.

وفي ريف حمص، تواصلت المعارك الضارية بين القوات السورية والمسلحين في مهين، برغم إعلان «تنسيقيات المعارضة» السيطرة التامة على البلدة والاستيلاء على مخازن ضخمة للأسلحة والذخيرة. وقالت مصادر في المعارضة إن «البلدة تعرضت إلى قصف عنيف بالصواريخ اثر تـــسريب عدد من النــشطاء صوراً لمخـــازن ومواقع تمت السيطرة عليها، إضــافة إلى ذكر تفاصـــيل مهمة سواء عبر الفضائيات أو عبر مواقـــع التواصل الاجتماعي، ما أعطى القوات السورية معلومات عن أماكن تواجد الكتائب».

وقال مصدر عسكري لوكالة «سانا» إن «وحـــدات من الجـــيش قضـــت على مجموعات إرهابيـــة مســلحة على الطـــريق الواصل بين بلدة الحميرة التابعة لريف دمشـــق وبـــلدة مهـــين بريف حمص وأحكمت سيطرتها عليه».

وفي محافظة الحسكة، أشار «المرصد» إلى ان «المقاتلين الأكراد حققوا تقدما إضافيا على حساب الجهاديين المرتبطين بتنظيم القاعدة، بسيطرتهم على قريتين تضافان إلى المناطق الواسعة التي سيطروا عليها في الأسابيع الماضية».

أعمال تنظيف وصيانة لمخلفات قصف قوات النظام في حلب

الأنضول- إسطنبول: تقوم عدة كتائب من الجيش الحر والفصائل الإسلامية والمجالس المحلية مشاريع خدمية، وأعمال لإعادة تأهيل لمدينة حلب، عبر صيانة ما خلفه قصف قوات النظام للشوارع والأزقة.

وذكر “أبومجاهد الحلبي”، مراسل شبكة شام الإخبارية، لمراسل الأناضول عبر سكايب أن “المجالس المحلية في مدينة حلب، إضافة إلى عدد من كتائب الجيش الحر، وضعت نصب أعينها تحسين وضع الكهرباء في المدينة مع حلول فصل الشتاء”.

وأضاف أن “فصائل الجيش الحر تزود المجالس المحلية” المرتبطة بمجلس حلب/ بالدعم اللوجستي المطلوب للقيام بأعمال الصيانة”.

وأشار إلى أن كميات كبيرة من الأعمدة والأشرطة الكهربائية غنمها الثوار بعد معارك “خان العسل”، تسهم في تحسين قطاع الكهرباء، لكن تبقى المعضلة الرئيسية في صعوبة إصلاح ما دمره قصف قوات النظام في ظل استمرار القصف بشكل يومي في العديد من الأحياء، وانتشار القناصة على حد قوله.

وأكد الناشط الإعلامي، أن الفصائل الإسلامية سيطرت بالكامل، أمس الخميس، على “محطة تحويل الكهرباء الحرارية” في حلب، التي تعتبر المغذي الرئيس للمحافظة بالتيار الكهربائي، حيث تمنح المحافظة أكثر من نصف حاجتها.

ويأمل الحلبي أن يتمكن الثوار من إعادة تشغيل المحطة الكهربائية، التي تعمل بتقنيات عالية، وتصل قيمتها إلى ملايين الدولارات الأمريكية، ولم يخف الناشط الإعلامي قلقه من احتمال تعرض المحطة الكهربائية للقصف.

وتقدم المجالس المحلية في حلب خدمات في تنظيف مياه الشرب والشوارع، إضافة لإعادة إعمار المدارس المدمرة جراء القصف.

لافروف: الإئتلاف السوري لا يمكن أن يمثل المعارضة في بلاده بمفرده

موسكو- (يو بي اي): أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن المشاورات الأخيرة التي جرت تحضيراً لمؤتمر (جنيف 2)، لم تنجح بتحديد موعد عقده بسبب عدم استعداد المعارضة السورية لحضوره من دون شروط مسبقة، مشيراً إلى أنه لا يحق “للإئتلاف الوطني” أن يمثل المعارضة السورية بأكملها في المؤتمر.

ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن لافروف قوله خلال مؤتمر صحافي الجمعة، مع الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لامبرتو زينر، إن “لدى بحث المسائل العملية، بما فيها المواعيد والجوانب الأخرى لتنظيم المؤتمر، لم نتمكن حتى الآن من التوصل الى اتفاق، وذلك بالدرجة الأولى، بسبب عدم استعداد المعارضة السورية لقبول الدعوة لحضور المؤتمر من دون شروط مسبقة”.

وأضاف لافروف أن “الشروط التي تقدمها المعارضة معروفة جيدا، وهي قبل كل شيء تحييد الرئيس السوري بشار الأسد عن العملية السياسية”.

وشدد على أن “الائتلاف الوطني السوري لا يمكن أن يمثل في مؤتمر (جنيف 2) كافة أطياف المعارضة”.

وقال “هذا التعنت والمطالب يقدمها الائتلاف الوطني الذي يدّعي بأنه ممثل شرعي وحيد للشعب السوري، لكنه، في الحقيقة لا يمثل أغلبية في صفوف مجموعات المعارضة التي تواجه نظام الأسد”.

وتابع “تأكدنا أكثر من مرة أن الإئتلاف الوطني لا يمكن أن يصبح مظلة جامعة للمعارضين السوريين”.

وفي سياق آخر، تناول لافروف إقتراح موسكو إستضافة اجتماع لأطياف النزاع في سوريا، وقال إن “العديد من ممثلي المعارضة السورية وافقوا على حضور اللقاء لمختلف أطياف القوى السياسية السورية، الذي تسعى موسكو لاستضافته”.

وأعرب عن أمله في أن يكون الرد على الإقتراح الروسي إيجابيا، و”أن يرسل الجانب الأميركي خبراءه لحضور اللقاء، بجانب ممثلي المبعوث الأممي العربي الى سورية الأخضر الابراهيمي”.

وأضاف “لدينا أسس للإعتقاد بأن مثل هذا اللقاء سيكون مفيدا، كي يلتقي المعارضون وجها لوجه، وأن يتفقوا بشأن مقاربة مشتركة لا تتعارض مع المبادرة الروسية- الأميركية، بل ستعرب عن موقفهم الإيجابي من هذه المبادرة والمشاركة في مؤتمر جنيف”.

الغارديان: السعودية ستنفق ملايين الدولارات على تدريب وتسليح قوة جديدة من المعارضة السورية

لندن- (يو بي اي): ذكرت صحيفة (الغارديان) الجمعة، أن السعودية تستعد لانفاق الملايين من الدولارات على تسليح وتدريب الآلاف من المقاتلين السوريين بإطار قوة جديدة من المعارضة المسلحة، للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، ولتكون بمثابة ثقل موازن للمنظمات الجهادية القوية.

وقالت الصحيفة، نقلاً عن مصادر سورية وعربية وغربية، إن الجهود السعودية المكثّفة ستركز على “جيش الاسلام” الذي جرى تشكيله في أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي من خلال اندماج 43 مجموعة سورية باستثناء الجماعات التابعة لتنظيم “القاعدة” مثل “الدولة الاسلامية في العراق والشام” و”جبهة النصرة”، ووصف بأنه لاعب جديد هام على ساحة الفصائل المسلحة المجزّأة.

واضافت أن “جيش الاسلام”، واستناداً إلى تقرير غير مؤكد، سيتم تدريبه بمساعدة باكستانية وستتراوح قوته بين 5000 وأكثر من 50 ألف مقاتل، غير أن دبلوماسيين وخبراء حذّروا من وجود شكوك جدية حول آفاقه ومخاوف من وقوع نكسة من قبل المتطرفين العائدين من سوريا.

واشارت الغارديان، إلى أن رئيس الإستخبارات السعودية، الأمير بندر بن سلطان، يضغط على الولايات المتحدة أيضاً للتخلي عن اعتراضها على تزويد “جيش الاسلام” بصواريخ مضادة للطائرات والدبابات، فيما يجري حثّ الأردن على السماح باستخدام أراضيه كطريق لإيصال الإمدادات العسكرية إلى سوريا.

ونقلت عن دبلوماسيين أن الرياض “ستقوم في المقابل بتشجع جيش الإسلام على القبول بسلطة المجلس العسكري الأعلى الذي يقوده اللواء سليم ادريس، والائتلاف السوري المعارض”.

وقالت الصحيفة إن السعودية، التي دعت علناً ومنذ فترة طويلة إلى تسليح المعارضة السورية ورفضت تحفظ الولايات المتحدة على الخطوة، تلعب دوراً أكثر حزماً منذ الإتفاق الأميركي ـ الروسي حول ترسانة الأسلحة الكيميائية في أيلول/ سبتمبر الماضي، لاعتقادها بأنه جنّب النظام السوري الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة ومنحته درجة من التأهيل الدولي.

واضافت أن زهران علوش، السلفي والرئيس السابق لـ”لواء الإسلام”، يقود “جيش الاسلام” وأجرى مؤخراً محادثات مع رئيس الاستخبارات السعودية، ورجال أعمال سعوديين يمولون الكتائب الفردية المنضوية تحت راية “جيش الاسلام”، كما جرت اجتماعات تنسيقية سرية أخرى في تركيا وشارك فيها وزير الخارجية القطري خالد العطية، والمبعوث الأميركي إلى سوريا، روبرت فورد.

ولفتت الصحيفة إلى أن “جيش الإسلام” نشر اعلاناً هذا الأسبوع على شبكة الإنترنت عن حاجته لإعلاميين من ذوي الخبرة لدعم قضيته، وفي مؤشر على تنامي ثقته وموارده.

ونسبت إلى مسؤول غربي وصفته بالبارز، قوله “من السابق لأوانه رؤية أي أثر للتحرك السعودي على الأرض في سوريا.. ولا اعتقد أنه سيحقق أي تغيير جذري لأنه خطوة سياسية، ويبدو أن تشكيل جماعة متمردة جديدة تهدف إلى خلق هياكل سياسية جديدة وجزء من لعبة سياسية ضيقة جداً”.

الجيش السوري يستعيد أجزاء واسعة من قاعدة استراتيجية قرب حلب

بيروت- (ا ف ب): أكد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة ان الجيش السوري استعاد أجزاء واسعة من (اللواء 80) المكلف أمن مطار حلب الدولي (شمال) الذي سيطر عليها مقاتلون معارضون لنظام الرئيس بشار الأسد في شباط/ فبراير الماضي.

وقالت هذه المنظمة غير الحكومية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها ان “اشتباكات عنيفة تدور منذ الساعة الرابعة فجرا بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وضباط من حزب الله اللبناني من طرف ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة والدولة الاسلامية من طرف اخر في اللواء 80 المجاور لمطار حلب الدولي”.

وتحدث المرصد عن “تقدم القوات النظامية داخل اللواء وسيطرتها على اجزاء واسعة منه وسط استقدام الكتائب المقاتلة والدولة الاسلامية تعزيزات إلى المنطقة”.

واشار المرصد الذي يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين على الارض والمصادر الطبية الى “معلومات عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين بالتزامن مع قصف عنيف جدا منذ اكثر من ساعتين” على احياء قريبة من هذه القاعدة.

وكان مسلحو المعارضة شنوا “معركة المطارات” في منطقة حلب في شباط/ فبراير الماضي وهاجموا قواعد جوية ومطارات. وقد تمكنوا من السيطرة على (اللواء 80) المكلف حماية مطار حلب الدولي وقاعدة النيرب الجوية.

وهذا المطار والقاعدة الجوية تحت سيطرة النظام السوري.

نصرالله: تم إحباط معظم ما كان يخطط لسوريا

بيروت- (يو بي اي): اعتبر الأمين العام لحزب الله في لبنان، السيد حسن نصرالله، انه تم إحباط معظم ما كان يخطط لسوريا.

ونقلت صحيفة (السفير) اللبنانية الجمعة، عن نصرالله قوله لكوادر حزبه الذي تقاتل قواته إلى جانب القوات الحكومية في سوريا، إنه “تم احباط معظم ما كان يُخطط لسوريا برغم مكابرة بعض الدول بالمنطقة وعرقلتها الحل السياسي”.

واضاف “لكن في نهاية الأمر لن يصح إلا الصحيح.. سوريا ستتعافى، وهذا الحل السياسي سنصل إليه، خاصة أنّ محور الحرب على سوريا قد وصل إلى حائط مسدود”.

وقال “يمكن القول إننا أصبحنا الآن في ربع الساعة الأخير قبيل تحقيق انتصار تاريخي واستراتيجي جديد”.

واشار نصرالله الى انه “بعد فشل مخطط ضرب المقاومة في لبنان واستهداف ايران، قرروا التآمر على سوريا، ونحن بتقديرنا، ما كان مخططاً لسوريا أكبر مما كان مخططاً لـحزب الله في تموز- يوليو 2006 (الحرب الاسرائيلية على لبنان ).. هناك مؤامرة لإسقاط النظام (السوري) بخياراته السياسية التي جعلته يقف الى جانب المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان وهم أرادوا تدفيعه ثمن هذه الخيارات، لذلك وقفنا الى جانب النظام”.

واضاف “ان ذهاب حزب الله إلى سوريا كان أكثر من ضرورة وواجب،.. لو لم نذهب الى سوريا، لتحوّل لبنان عراقاً ثانياً، بدليل أنه استشهد في العراق في الشهر الماضي 900 شخص وسقط المئات من الجرحى، نتيجة 300 سيارة مفخخة أو عملية انتحارية”.

ودعا نصرالله، إلى مواجهة “الخطر الكبير المتمثل بمشروع استهداف بيئة المقاومة بالسيارات المفخخة”.

وقال “اننا اليوم نواجه تحديات مستمرة وأولها تحدي المضي في تعزيز قدرات المقاومة لمواجهة الخطر الإسرائيلي”.

واضاف أن “تضحياتنا لن تتوقف في سبيل رفعة بلدنا وأمتنا”.

كيري: تحديد موعد ‘جنيف 2’ خلال اسبوعين

وصف بشار الأسد بـ’الوحشي’

لندن ـ وكالات: أعلن وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، امس الخميس، أن تحديد موعد عقد مؤتمر ‘جنيف 2′ بشأن الأزمة السورية سيتم خلال أسبوع أو أسبوعين، ووصف الرئيس السوري بشار الأسد بـ’الوحشي’.

وأشار كيري في مؤتمر صحافي مشترك عقده في العاصمة عمّان مع نظيره الأردني ناصر جودة إلى أن ‘ما يحدث في سورية له انعكاساته السلبية على المنطقة’، واصفاً الرئيس السوري بشار الأسد بـ’الوحشي’.

وقال إن ‘الحرب في سورية تحمل أكثر من مجرد (الرئيس السوري) بشار الأسد، إنها تتعلق بعشرات آلاف العائلات التي فقدت أحبّاءها وبيوتها ولا تريد أن تفقد بلدها العظيم لصراع لا نهائي’.

واعتبر جودة أن إنهاء الملف السوري ‘مصلحة أردنية’، مشدّداً على ضرورة ‘الحل السياسي للأزمة في سورية’، مشيراً إلى أن الأردن ‘حذّر كثيراً من خطورة وجود أسلحة كيميائية في سورية’.

وفي ما يتعلق بالأزمة السورية، أكد الملك خلال لقائه زير الخارجية الامريكية جون كيري عبدالله الثاني ‘موقف الأردن الداعم لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة هناك يوقف مأساة الشعب السوري، وينهي الصراع الدائر، بما يجنّب المنطقة أثارها الكارثية، ويحفظ وحدة سورية أرضا وشعبا ‘.

وقال البيان إن وزير الخارجية الامريكية ثمـّن خلال اللقاء ‘الجهود التي يبذلها الأردن للتخفيف من معاناة الشعب السوري’، مؤكداً ‘استمرار الولايات المتحدة في مساندة المملكة لتتمكّن من التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، والعمل على حث المجتمع الدولي للعب دور أكبر وتحمل مسؤولياته في هذا المجال’.

كما أطلع كيري، خلال اللقاء، الملك على ‘الجهود الامريكية لعقد مؤتمر جنيف 2′.

من جهة أخرى، اندلعت اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات المعارضة السورية وقوات النظام السوري على أكثر من محور في البلاد، وسط قصف من قبل قوات النظام للعديد من المدن والبلدات والقرى السورية.

وتجددت الاشتباكات بين الجانبين في بلدة ‘مهين’ في ريف حمص، والتي تقع قرب مستودعات ذخيرة وأسلحة تابعة لقوات النظام.

وقاتلت قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد مسلحي المعارضة في بلدة صغيرة على بعد 100 كيلومتر شمالي دمشق الخميس بعد أن أظهرت لقطات فيديو سيطرة المعارضة على مخزن أسلحة كبير.

وسيساعد الاستيلاء على المئات من قطع السلاح في بلدة مهين مقاتلي المعارضة المتمركزين في البلدة الواقعة في منتصف المسافة بين العاصمة وحمص وهما مدينتان تحاول المعارضة السيطرة على أراض فيهما.

وقال ناشط معارض في شريط فيديو إن المخزن به صواريخ وقذائف مدفعية وقذائف مورتر.

وأضاف وهو ينظر في صندوق مفتوح أن قذائف المورتر الموجودة بداخله طويلة جدا ولا تملك مثلها سوى قوات الأسد.

وظهر مقاتل آخر في مقطع فيديو نشر على الانترنت امس الخميس وهو يقف أمام دبابة ويقول إنها واحدة من ثلاث استولت عليها قوات المعارضة من قوات الأسد في مهين.

وقال اليوت هيجينز وهو باحث مقيم في بريطانيا يتتبع مقاطع الفيديو من الحرب الأهلية السورية بصفة يومية ويتحقق من الأسلحة التي تظهر فيها إنه لم ير ‘مخزن أسلحة كبيرا كهذا منذ عدة شهور’.

وتابع أنه إلى جانب قذائف المورتر وقذائف المدفعية والدبابات فإن حجم وطول بعض الصناديق في أحد مقاطع الفيديو التي نشرها مقاتلو المعارضة على الانترنت يشير الى وجود صواريخ.

وأردف قائلا ‘سيفيد هذا (مقاتلي المعارضة) في الحرب. توجد كمية كبيرة للغاية … لكن من الممكن أن يستهلكوا كل هذا في غضون أسبوعين ويتوقف هذا على شدة القتال.’

وتقول الأمم المتحدة إن الصراع في سوريا أسفر عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص منذ بدايته قبل نحو عامين ونصف العام.

الجيش يقتحم السبينة معقل ‘النُصرة’ جنوب دمشق وترقب للمعركة الكبرى في الحجر الأسود

كامل صقر

دمشق ـ ‘القدس العربي’ يكاد ما تبقى من بلدات الغوطة الغربية بريف دمشق يسقط بيد الجيش السوري بعد اختراقه لأبرز المعاقل المسلحة هناك، آخر نقطة سجلها الجيش السوري في سلة المعارضة كانت عبر بلدة ‘السبينة’، بلدة مجاورة لمنطقة السيدة زينب سقطت بيد المسلحين منذ ما يزيد عن عام. الآن استعادها الجيش السوري مدعوماً بعناصر من حزب الله المكلفة حماية مقام السيدة زينب، افتتح هجومه عليها باقتحام الحي الصناعي لـ ‘السبينة’ وسيطر على مقرات التحصين الاستراتيجية داخل الورش الصناعية لينطلق بعدها نحو الأبنية السكنية، قبل ذلك سيطر الجيش السوري على بلدتي الذيابية والحسينية وبلدة حتيتة التركمان.

بسيطرته على السبينة يسيطر الجيش السوري على المعقل الأم لجبهة النصرة، تقول معلومات لـ ‘القدس العربي’ أن بلدة السبية منها خرجت البيانات الأولى لعمليات جبهة النصرة وبين أحيائها جرى إعداد أكبر كميات المواد المتفجرى ومنها انطلقت أولى السيارات التي استهدفت عمق العاصمة دمشق وضربات مؤسسات ومبانٍ حساسة من بينها مقرات أمنية.

وحسب معلومات ‘القدس العربي’ أيضاً فإن لواء أحفاد الرسول، اللواء المدلل لجبهة النصرة تشكل في بلدة السبينة ومقاتلوه هم مَن سيطروا على مخفر هذه البلدة في تموز (يوليو) من العام الماضي.

المعركة الكبرى والفاصلة بريف الدمشق الجنوبي وعلى مستوى الغوطة الغربية ستكون في بلدة الحجر الأسود حيث يتجه إليها مَن ينسحب من مسلحي جبهة النصرة وبقية الألوية الإسلامية التي تحارب الجيش السوري ويتجمعون فيها، ولكن قبلها ثمة معارك أخرى ذات أهمية كبيرة أيضاً في بلدات الحجيرة والبويضة ويلدا وببيلا، وتبقى حسابات معارك مخيم اليرموك متفردة عن غيرها من الحسابات الميدانية لبقية الريف الدمشقي لكونه المخيم الأكبر الذي يضم لاجئين فلسطينيين.

زيادة بأعداد الصواريخ المضادة للطائرات في يد المقاتلين السوريين ومعظمها قادم من ليبيا

إبراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ تعتبر صواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف ‘مانبادس′ من الأسلحة المفضلة للجماعات المقاتلة والجهادية، وهي من الأسلحة التي يطالب بها المقاتلون السوريون منذ فترة طويلة حيث يرون فيها سلاحا مهما كفيلا بحرف ميزان الحرب لصالحهم.

وقد بدأ هذا السلاح الذي طال انتظاره يجد طريقه لسورية، وزادت كميات الصواريخ التي أصبحت بيد المقاتلين لدرجة أصبحت تثير مخاوف الغرب من إمكانية وقوع هذه الأسلحة بأيدي مقاتلي القاعدة أو الجماعات المرتبطة بها.

ويقول محللون في الأمن القومي الأمريكي أن عشرات من هذه الصواريخ أصبح متوفرا للجماعات الإسلامية وتلك التابعة للجيش السوري الحر.

ونقلت صحيفة ‘واشنطن تايمز′ عن مات شرودر الذي يراقب انتشار هذا السلاح الفعال لصالح ‘فدرالية العلماء الأمريكيين’ قوله أن شاهد ‘عشرات’ من هذه الصواريخ، والتي قال أنها اصبحت بيد قطاع واسع من المقاتلين ‘كما أشاهد فهي في يد قطاع واسع من اللاعبين، من الجيش السوري الحر المعتدل إلى الجماعات ذات الميل الأيديولوجي الواضح.

ولست متأكدا فيما إن كانت الجماعات الموالية للقاعدة قد حصلت عليها، وهو أمر لا زلنا ننظر فيه’.

ويقول شرودر أنه أقام تحليله عن انتشار هذه الصواريخ على مراقبة أشرطة الفيديو المتوفرة على الإنترنت وصور تظهر أنظمة إطلاق لهذه الصواريخ ومواسير، والأهداف مما يعني أن المقاتلين ‘قد حصلوا عليها’.

الدور السعودي

وترى الصحيفة أن الجهود التي تقوم بها الحكومة السعودية لدعم المقاتلين السوريين تعقد من محاولات الإدارة الأمريكية منع انتشار هذا السلاح الفعال.

ونقلت عن مصدر عسكري قوله ان الإدارة مارست ضغوطا على السعودية بعدم تزويد المعارضة خاصة الجيش السوري الحر بصواريخ ‘مانبادس′، حيث ذكرت السعودية بأنها أرسلت لهم صواريخ مضادة للدبابات.

وفي الوقت الذي تقوم فيه الحكومة الأمريكية بتسليح المعارضة بأسلحة خفيفة وأخرى غير فتاكة، إضافة للطعام والدواء إلا انها لم ترسل لهم معدات قتالية متقدمة، من مثل الصواريخ الموجهة بدقة.

ونقل عن مصدر قوله أن السعوديين يقومون بدعم الجيش الحر بالأسلحة منذ عام تقريبا ولم يصل أي منها للجهاديين.

وقال المصدر أن المقاتلين ‘ لديهم صواريخ محمولة على الكتف، ولكنها ليست أمريكية الصنع، وهي ليست جيدة كصواريخنا، مع أنهم اي المقاتلين حققوا بعض النجاحات من خلالها’.

مصدر للقلق

وتمثل الصواريخ المعروفة باسم ‘مانبادس′ من الأسلحة التي تثير قلق وكالات مكافحة الإرهاب الغربية إلى جانب الأسلحة الكيماوية والنووية.

والسبب وراء اهتمام الإستخبارات فيها لخشيتها من استخدامها في ضرب طائرات مدنية، فسهولة حملها تعطي المقاتلين الفرصة للتمركز قريبا من أي مطار ومن ثم ضرب الطائرات المدنية والتي كانت وتظل هدفا محبذا للقاعدة والجماعات الموالية لها.

ولا يتجاوز وزن الصاروخ المحمول 14 كيلو غراما، ولهذا فمن السهل حمله وأخفاؤه، ويصل مداه الى ميلين.

وتقول الصحيفة ان وقوع هذه الصواريخ في يد الجماعات المقاتلة يزيد من التهديدات، مشيرة إلى الصاروخ الذي اطلق باتجاه طائرة إسرائيلية كانت تحضر لمغادرة مطار مومباسا في كينيا عام 2002 عندما استهدفت بصاروخ سوفييتي الصنع ‘أس إي-7).

ويقدر مكتب المحاسبة القانوني الأمريكي عدد الصواريخ المنتشرة في أنحاء العالم بـ 500 ألف صاروخ متوزعة على 100 دولة.

العامل الليبي

وقد زاد من مخاطر انتشار هذه الصواريخ الفوضى التي تبعت انهيار نظام معمر القذافي هو وقوع هذه الصواريخ في أيدي قطاع واسع من الميليشيات بعضها معتدل وآخر متطرف.

وتقدر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عدد الصواريخ الليبية بحوالي 20 ألف صاروخ معظمها مصممة حسب التصميم الأصلي السوفييتي وزنة الواحد منها 14 كيلو غراما، ومع هذه الصواريخ انظمة إطلاق صغيرة.

وبالنسبة للمقاتلين السوريين فيبدو أنهم يقومون بحمل نماذج جديدة من ‘مانبادس′ إضافة للتصاميم الأولى مما يعني أن مصدر الحصول عليها ليس فقط هو السوق السوداء للسلاح الليبي.

وتقول الصحيفة أن وحدة المهام الخاصة للوكالات الأمنية الأمريكية قد أعلنت عن حملة لجمع ما أمكن من هذه الصواريخ، وتترافق هذه الحملة مع أخرى أعلنت عنها الأمم المتحدة.

وكانت وحدة الإستخبارات الأمريكية الملحقة بقنصلية الولايات المتحدة في بنغازي والتي تعرضت لهجوم في 11 إيلول (سبتمبر) 2012 مشاركة في عمليات الجمع.ومع ذلك فقد اعترفت الأمم المتحدة الشهر الماضي بأن عملية الجمع بطيئة، ونقل عن ماريك ديمتري الذي يرأس وحدة دعم الأمم المتحدة في ليبيا قوله ‘ لا تزال البلاد مغمورة بالأسلحة والذخائر التي لا تزال تمثل تهديدا على أمن المنطقة، في ضوء حدود ليبيا الطويلة والسهل عبورها’.

ويرى نقاد الإدارة الأمريكية أن حقيقة وصول هذه الأسلحة لأيدي المقاتلين السوريين تعني أن إدارة باراك أوباما لا تقوم بأداء مهمة جيدة في سورية.

ونقل عن لاري جونسون، المسؤول السابق لمكافحة الإرهاب في الخارجية الأمريكية قوله’ وضع الصواريخ المحمولة على الكتف في يد المقاتلين الإسلاميين في سورية ما هو إلا وصفة لهجمات في المستقبل على الطائرات المدنية’، مضيفا أنه بدلا من منع وصولها من الأصل فقد تبنت الإدارة موقفا يقوم على ‘لا تسأل، لا تحكي’.

ونقلت عن جنرال متقاعد عمل في إدارة جورج بوش وهو ويليام بويكين قوله أن المشكلة تتعلق ‘بفقر التخطيط’، خاصة فيما يتعلق في ليبيا فقد كانت الإدارة عندما سلحت المعارضة الليبية كانت تعرف أن نظام القذافي يملك ترسانة هائلة من ‘مانبادس′ سواء ‘أس إي-7′ او ‘أس إي-14′.

وقال أنه وغيره قد حذروا الإدارة علنا من المخاطر التي ستنتج عندما ‘يصل هؤلاء الآبقون للحكم’ على حد قوله.مضيفا أن هذه الأسلحة بالتأكيد أصبحت متوفرة في سوق السلاح العالمي.وترفض وزارة الدفاع الأمريكية تقديم معلومات عن عدد الأسلحة التي جمعتها من ليبيا فيما تقول وزارة الخارجية الأمريكية الولايات المتحدة قد ساعدت الحكومة الليبية على استعادة 5 ألاف من صواريخ ‘مانبادس′.

وأكد مسؤول ان الإدارة تواصل جهودها لمساعدة الليبيين لجمع هذه الأسلحة وإحلال الإستقرار في البلاد، من خلال توفير المساعدة الفنية والتي تشمل على أمور تتعلق بنزع الأسلحة وأمن الحدود.

في لبنان والجزائر

وإلى جانب سورية هناك تقارير تؤكد استخدام ‘مانبادس′ في لبنان وتونس، فيما اشارت أخرى لم تتأكد عن استخدامها من قبل المقاتلين الإسلاميين في الجزائر ومالي، وعن ظهورها في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.

ولاحظ فريق الأمم المتحدة الذي يراقب حظر الأسلحة على ليبيا أن تجار الأسلحة فتحوا مكاتب لهم في بنغازي لمتابعة عملياتهم بدون أن تتدخل الحكومة المركزية الضعيفة.

وأشار تقرير المجموعة أن السلطات اللبنانية قامت بمصادرة شحنة سلاح جاءت من مدينة مصراتة في ليبيا وحملتها فرقاطة ‘لطف الله-2′ ومن بين الأسلحة التي كانت في طريقها للمقاتلين السوريين صواريخ ‘مانبادس′ (أس إي-7 ).

ومن ضمن الشحنة حاوية تحتوي على 10 صواريخ مانبادس، وست بطاريات وكذلك صاروخين متقدمين من نوع (أس إي-24).

وقال التقرير أن الحكومة التونسية إعترضت العام الماضي شحنة من هذه الصواريخ تم تهريبها من ليبيا.

ويرى شرودر أن حجم المهمة الكبيرة يعني أن جمع كل سلاح وصاروخ نهب من مخازن الحكومة السابقة أمر صعب، إضافة إلى أنه لا يتم توثيق وتسجيل ما يجمع منها.

ترسانة النظام

وفي تقريره ‘تهديد المانبادس وجهود المجتمع الدولي لمواجهتها’ (89 صفحة) أن التهديد الأكبر قد يأتي من الترسانة السورية التي قام المقاتلون بنهب بعض مخازنها.فسورية تملك مجموعة من الأسلحة المحمولة على الكتف متفوقة ومتقدمة، فلو حصل لسورية ما حصل لليبيا والعراق فسيواجه المجتمع الدولي مشكلة تتلخص في فقدان الحكومة السيطرة على الاف جديدة من صواريخ المانبادس.

ويرتبط الدعم العسكري وحصول المقاتلين على أسلحة جديدة بالخطط السعودية التي تحدثت عنها صحيفة ‘واشنطن بوست’ في يوم السبت والتي قالت أنها تطمح لتقديم دعم عسكري مستقل عن الدعم الأمريكي بسبب ما تراه فشلا في القيادة الأمريكية في المنطقة.

ونسبت الصحيفة معلوماتها إلى مسؤول بارز في الخليج والذي قال أن السعوديين قرروا التخلي عن جهود تنسيق وصول الأسلحة للمقاتلين السوريين بعد قرار أوباما التخلي عن توجيه ضربات عسكرية ضد النظام السوري عقابا له على استخدامه السلاح الكيماوي في منطقة الغوطة قرب دمشق في 21 آب (أغسطس) الماضي.

وقالت الصحيفة أن السعوديين قرروا توسيع عمليات تدريب المقاتلين في معسكرات سرية في الأردن وزيادة شحن الأسلحة وقدرات المقاتلين العسكرية.وتحدث المسؤول عن محادثات تتم بين دول في المنطقة معنية بالأزمة السورية عن القيام بـ ‘عملية موازية’ بعيدة عن الجهود الأمريكية.وجاء التقرير وسط توتر في العلاقات السعودية ـ الأمريكية بسبب سورية والتقارب الأمريكي- الإيراني.

وقام جون كيري وزير الخارجية بزيارة للسعودية بداية الأسبوع الحالي والتي بحث فيها العلاقات بين البلدين.

الائتلاف السوري المعارض يشكك في جهود الإبراهيمي ويلتقي فورد غدا بتركيا

انتقد لقاءاته «شخصيات متصالحة مع النظام».. وطلاس نفى أن يكون في عدادها

بيروت: كارولين عاكوم

وجه «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» انتقادات للمبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي، مشككا بالجهود التي يقوم بها لحل الأزمة السورية، ولا سيما لقاءاته الأخيرة مع شخصيات وصفها بـ«المعارضة المتصالحة مع النظام». وفي حين اعتبرت مصادر المجلس الوطني السوري أنّ الهدف من إعطاء دور لهذه الأسماء هو تشكيل «جهة تحمل صفة المعارضة محسوبة على روسيا وإيران في مواجهة الائتلاف الوطني»، مرجحة عدم انعقاد «جنيف2» قبل شهر فبراير (شباط) أو حتى مارس (آذار) المقبل، موعد الانتخابات الرئاسية السورية، رفض مناف خليل، المسؤول في الحزب الاتحاد الكردي، الذي اجتمع رئيسه صالح مسلم بدبلوماسيين أميركيين وروس في جنيف، القول أن يكون الهدف من هذه اللقاءات «استبعاد الائتلاف الوطني» أو التحضير لتشكيل «معارضة بديلة».

ونفى العميد المنشق مناف طلاس، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، نفيا قاطعا المعلومات التي أشارت إلى أنّه كان من ضمن الشخصيات السورية في جنيف والتقى بدبلوماسيين روس وأميركيين، مكتفيا بالقول: «ما يتم تداوله لا يمت إلى الحقيقة بصلة».

وأصدرت وزارة الخارجية الروسية أمس بيانا، أكدت فيه أنّ نائب وزير الخارجية الروسي، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، أجرى سلسلة لقاءات في جنيف، يوم الأربعاء الماضي، مع رئيس هيئة التنسيق الوطنية في الخارج هيثم مناع، ورئيسة الائتلاف العلماني الديمقراطي السوري رندى قسيس، ورئيس الحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم، ورئيس التجمع الديمقراطي الموحد رفعت الأسد، ونائب رئيس مجلس الوزراء المقال ورئيس حزب الإرادة الشعبية للتغيير والتحرير، قدري جميل، مشيرة إلى أنّ اللقاءات تناولت تبادلا للآراء حول الوضع في سوريا، وتركزت على موضوع التحضير للمؤتمر الدولي «جنيف2» بما يتوافق مع المبادرة الروسية – الأميركية المؤرخة في 7 مايو (أيار) 2013.

وفي هذا الإطار، قالت مصادر في المجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط» إن «محاولة تشكيل جبهة معارضة جديدة من هذه الأسماء المعروفة بعلاقاتها الوطيدة مع روسيا، تهدف إلى إدخالها كطرف معارض ثان في المباحثات إلى جانب الائتلاف الوطني، وقد يتم بعد ذلك التوصل إلى تسوية معهم، في حال رفض الائتلاف الوطني ما قد يطرح من حلول وتمسك بشروطه».

وفي حين اعتبرت هذه المصادر أن إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأنّ موعد «جنيف2» سيحدد خلال أيام، ينطلق من الموقف الذي سيصدره الائتلاف في اجتماع الهيئة العامة المقرر غدا السبت، أشارت إلى زيارة متوقعة لسفير الولايات المتحدة روبرت فورد إلى تركيا للقاء الائتلاف الوطني في اليومين المقبلين. وأشارت إلى أنّ استحضار رفعت الأسد يلقى استياء كبيرا في أوساط المعارضة والموالاة على حد سواء بينما تبقى الشخصيات الأخرى في الموقع «الرمادي» بالنسبة إلى الطرفين أيضا.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد اعتبر أمس أن الحرب في سوريا هي «حرب كبيرة وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك»، مشيرا إلى أن «جنيف2 هو الحل الوحيد لإنهاء هذا النزاع ويجب الإسراع في عقده»، معربا عن ثقته بأنه سيتم تحديد موعده خلال أيام.

من جهته، أكّد نواف خليل، المسؤول في الحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، لـ«الشرق الأوسط»، أنّه لن يكون هناك أي بديل عن الائتلاف الوطني، آملا في حديثه أنّ تمثل المعارضة في جنيف2 كوفد مشترك مؤلف من «الائتلاف الوطني» و«هيئة التنسيق الوطنية» و«الهيئة الكردية العليا»، لما لها من دور في النضال الطويل في مواجهة حزب البعث الحاكم في سوريا. وسأل خليل: «أي وزن لهؤلاء المعارضين الطارئين الذين تتداول أسماؤهم في سوريا ولا سيما في الحراك الثوري، وماذا ومن يمثلون على أرض الواقع؟» من دون أن يستبعد أن «يقدموا ربما كجزء من الحكومة الانتقالية». وأوضح خليل أن «إسقاط النظام هو من أبرز الأمور التي نطالب بها، لكن نعتبر الإصرار على رفض مشاركة إيران طلب غير واقعي نظرا إلى الدور الإيراني في سوريا الذي يوازي أدوار دول أخرى ستشارك أيضا في المؤتمر، وبالتالي يجب أن يكون لها دور في أي حل في سوريا».

وكانت وزارة الخارجية الروسية، قد أشارت في بيانها، إلى أنّه «تم التأكيد خلال الاجتماعات على ضرورة الإسراع في التسوية السياسية للأزمة عبر حوار سوري شامل من دون شروط مسبقة، بمشاركة ممثلين عن الحكومة السورية والأطراف الرئيسية في المعارضة والمجموعات العرقية والطوائف». وأشارت إلى أن «المعارضين السوريين، أشادوا بالجهود الروسية لتطبيق إعلان جنيف بشكل كامل، وأنهم تقبلوا بإيجابية العرض الروسي لإجراء اتصالات غير رسمية في موسكو لجميع أطياف القوى السياسية والاجتماعية السورية، معربين عن اهتمامهم للمشاركة بهذه اللقاءات».

من جهته، رأى الائتلاف الوطني السوري بأن «مهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية – كما يفهمها الشعب السوري – هي السعي لتحقيق تطلعاته المشروعة، ورفع المعاناة عنه، أو التزام الحيادية على أقل تقدير». واعتبر في بيان له، أن «الجهود الأخيرة للإبراهيمي صبت في إطار الحوار مع المعارضة المتصالحة مع النظام والتي تولت مناصب في حكومة الأسد، وشهدت سوريا خلال أيام تسلمها للحقائب الوزارية أسوأ تصعيد عسكري ممكن، بدءا من استخدام الكيميائي ضد غوطتي دمشق، مرورا بانتهاج التجويع كوسيلة حرب، وصولا لتصعيد أعمال القتل والتدمير، إضافة لتعميق الأزمة الإنسانية».

واعتبر الائتلاف، في البيان ذاته، أنّ «إلقاء الإبراهيمي اللوم على المعارضة يعكس فشله في التوصل إلى صيغة مناسبة لانعقاد جنيف2 مع النظام، وعليه أن يلتزم الحياد وألاّ يخرج عن السياق المقبول في الطرح السياسي»، مشددا على أن «الائتلاف والجيش الحر يعلمون تماما بأن لا نتائج مرجوة من أي مؤتمر للحل السياسي لم يضع رحيل الأسد ومحاسبة المجرمين في رأس الأولويات، لأن كل ذلك لن يؤدي إلى إقامة الديمقراطية أو تحقيق العدالة في سوريا»

كيري: الاهتمام الدولي بالأزمة السورية غير كاف.. والسوريون أكلوا الكلاب والقطط

جودة: الأردن يتحمل أعباء اللاجئين السوريين نيابة عن المجتمع الدولي

عمان: ماجد الأمير

قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن «الأزمة السورية لم تحصل على الاهتمام الكافي من المجتمع الدولي، وخاصة ما حدث من تشريد وتجويع للشعب السوري الذي أكل لحم القطط والكلاب»، مؤكدا «استمرار بلاده في العمل مع الأردن للوصول إلى عقد مؤتمر (جنيف 2)».

وأضاف كيري في مؤتمر صحافي مشترك أمس مع نظيره الأردني ناصر جودة، عقب اجتماع بينهما في عمان بحثا فيه تطورات الأزمة السورية، وأهمية انعقاد مؤتمر «جنيف 2» للتوصل إلى حل سياسي، وانعكاسات هذه الأزمة الإنسانية على الأردن، إلى جانب عملية السلام. ولفت كيري إلى «إننا ندرك تأثير ما يجري في سوريا على الأردن، ونحن ممتنون جدا للشعب الأردني وللحكومة الأردنية على كرمهم وسخائهم في استقبال اللاجئين السوريين ومساعدتهم وإيوائهم، حيث ناقشنا خلال مباحثاتنا الأزمة الإنسانية في سوريا».

وأشار إلى أن «الملك عبد الله الثاني قدم لنا الكثير من الأفكار والاقتراحات المهمة»، مؤكدا «حرص الولايات المتحدة الأميركية على استمرار التواصل والتشاور والتنسيق مع الأردن حيال عملية السلام وقضايا المنطقة». وأكد كيري أن «الأردن ليس مجرد جار أو متفرج فيما يخص عملية السلام، إنما طرف أساسي، وله مصالح كبيرة في نتائج الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وهو شريك في السلام مع جميع الأطراف».

وقال إنه «أجرى مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومع الرئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأنه سوف يعود اليوم (الخميس) للقاء الرئيس عباس و(الجمعة) للقاء الرئيس نتنياهو»، مشيرا إلى أنه «جاء إلى الأردن من القدس وبيت لحم مباشرة نيابة عن الرئيس الأميركي باراك أوباما».

وقال: «رغم وجود صعوبات، فإن المحادثات بين الطرفين كانت مثمرة وستستمر»، مؤكدا «التزام الولايات المتحدة الأميركية بتحقيق السلام». وقال إن «الرئيسين عباس ونتنياهو أكدا له التزامهم تحقيق السلام رغم وجود صعوبات»، مشيرا إلى أنه «رغم الصعوبات، فإنه لا يوجد بديل للسلام»، مؤكدا «رغبة جميع الأطراف، بما فيها لجنة مبادرة السلام العربية، في تحقيق السلام».

وقال كيري إن «السلام الذي يضمن تطبيع إسرائيل علاقاتها مع 57 دولة عربية وإسلامية سوف يجعل المنطقة أكثر المناطق غنى ويخلق فرصا اقتصادية لا يمكن تخيلها».

من جهته، أكد وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، أهمية تجسيد حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة وذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية استنادا إلى المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، لافتا إلى أن الأردن يعد إقامة الدولة الفلسطينية مصلحة وطنية أردنية عليا. وأضاف جودة أن الملك عبد الله الثاني أجرى مع الوزير كيري مباحثات مهمة وواضحة وشاملة حول الكثير من القضايا، مشيرا إلى اتصال هاتفي أجراه كيري مع الملك قبل أيام حول طبيعة هذه الزيارة إلى المنطقة وأهدافها.

وأكد جودة أهمية الدور الأميركي ودور وزير الخارجية الأميركي من خلال رعايته المفاوضات الجارية حاليا بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتواصل الوزير كيري مع لجنة مبادرة السلام العربية وجهودهم المستمرة لتحقيق السلام، مؤكدا موقف الأردن المتمسك بحل الدولتين، حيث إن الأردن صاحب مصلحة وليس وسيطا أو مراقبا.

وأشار جودة إلى الانعكاسات الإنسانية للأزمة السورية على الأردن من خلال استقباله أكثر من 600 ألف لاجئ سوري على أراضيه وتقديم الخدمات لهم رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به الأردن، مؤكدا أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته لمساعدة الأردن للاستمرار في أداء هذا الدور الذي يتحمله نيابة عن العالم، ومعربا عن شكره لمساندة ودعم الولايات المتحدة الأميركية للأردن. وفي رده على سؤال، قال إن الملك عبد الله الثاني يؤكد أن «قلوبنا وأبوابنا مفتوحة لاستقبال أشقائنا السوريين، ولكن لا يوجد أي بلد في العالم، مهما كانت قوته الاقتصادية أو السياسية أو موارده، يستطيع أن يتحمل زيادة سكانية بمقدار 20 إلى 21% في فترة لا تتجاوز السنتين».

وبين أن «الأردن مستمر في استقبال اللاجئين، وهو يطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه هذا الدور الذي يقوم به نيابة عن العالم، وفي غياب هذا الدعم فإن جميع الخيارات مفتوحة لحماية مصالحنا وحماية شعبنا، حيث إن المساعدات التي تأتي ما زالت أقل بكثير من حاجة الأردن». وفي رده على سؤال، أشار المسؤول الأردني إلى أن أهم ما في المفاوضات أنها محددة بجدول زمني مدته 9 أشهر، بدأ في 30 يوليو (تموز) الماضي ودخل في شهره الرابع، داعيا إلى أهمية وقف الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب، مشيرا إلى أن «كل العالم يجمع على أن الاستيطان عقبة أمام السلام، وهو غير شرعي وغير قانوني، لذلك يجب تسريع المفاوضات لترسيم الحدود التي تضمن وقف الاستيطان».

وقال: «إننا بحثنا تطورات الأزمة السورية»، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا روسيا – أميركيا بخصوص الأسلحة الكيماوية في سوريا، ولطالما حذر الملك عبد الله الثاني والأردن من خطورة هذه الأسلحة وإنهاء العنف، ولا بد من تحقيق الحل السياسي الذي من شأنه أن يعيد الاستقرار والأمن»، مشيرا إلى الجهود المبذولة لعقد مؤتمر «جنيف 2» الذي سيفتح الطريق أمام تحقيق الحل السياسي.

«إخوان سوريا» يشهرون حزبا سياسيا في إسطنبول الثلاثاء.. ومنصب نائب رئيسه لمسيحي

البيانوني لـ «الشرق الأوسط»: توجهه وطني ليبرالي بمرجعية إسلامية

علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لـ«إخوان سوريا» السابق

لندن: محمد الشافعي

أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا انتهاء المشاورات السياسية بين مختلف مكوناتها لإطلاق حزب سياسي جديد تحت اسم «الحزب الوطني للعدالة والدستور»، والمعروف اختصارا باسم «وعد» أسندت رئاسته للدكتور محمد وليد، وهو طبيب عيون من محافظة اللاذقية على الساحل السوري، بحسب القيادي علي صدر الدين البيانوني (أبو أنس) المراقب العام لـ«إخوان سوريا» السابق. وقال البيانوني في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» في تركيا أمس، إن الإعلان رسميا عن ميلاد هذا الحزب سيتم في إسطنبول يوم الثلاثاء المقبل. وأكد أن نائب رئيس الحزب سيكون لشخصية مسيحية. وقال إنه شخصيا مدعو لحضور اجتماعات إشهار الحزب الجديد في إسطنبول الثلاثاء.

وقال أبو أنس، إن اجتماعات الهيئة التأسيسية للحزب اتفقت على أن ثلث أعضاء الحزب سيكون لأعضاء من «الإخوان»، والثلث الآخر من الإسلاميين، والثلث الباقي من شخصيات وطنية ليبرالية. وأكد أنه حزب وطني ليبرالي مفتوح لكل فئات الشعب، ولكن بمرجعية إسلامية.

وحصرت الجماعة مبادئ الحزب في عشر نقاط، تتمحور حول مفاهيم الحرية والكرامة والعدالة والمساواة والآليات الديمقراطية، والمرجعية الإسلامية، وتبني أهداف الثورة، والتمسك بوحدة الشعب والأرض السورية، وتبني القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والانفتاح على العالم الخارجي بما يحقق مصالح سوريا ويدعم سيادتها.

وأعلن الحزب تبنيه نموذج النظام البرلماني بما يحقق العدالة والتنمية على كل المستويات، وتعهد بضمان الفصل بين السلطات وتحقيق استقلال القضاء ونزاهته، كما تعهد بالاهتمام بقضايا المرأة والشباب. وأضاف البيانوني لـ«الشرق الأوسط»: «اتفق القائمون على الحزب على الالتزام بمبادئ الحياة الحرة والديمقراطية لأبناء شعبنا ولا استقصاء لأحد».

والحزب الجديد بحسب المقربين من «إخوان سوريا» يهدف إلى «نصرة المظلوم وإحقاق الحق والوقوف مع الضعيف حتى يقوى، وإعادة جميع الحقوق لكل مكونات الشعب السوري على مختلف القوميات والإثنيات دون تمييز، وتعويض المتضررين».

وذكرت الجماعة في بطاقة تعريفية بالحزب، أن وسائل الحزب لتحقيق هذه الأهداف الوسائل الديمقراطية والأيادي النظيفة والوعي الفكري والثقافي والسياسي عبر إنشاء مراكز بحث ودراسات استراتيجية».

يذكر أن المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، محمد رياض الشقفة (أبو حازم)، أعلن في تغريدة على «تويتر»، أن الجماعة ستشكل حزبا سياسيا جديدا يرسخ مفهوم المواطنة دون تهميش أو إقصاء.

وجرى التحضير للحزب في شهر يونيو (حزيران) الماضي، في مؤتمر ضم أكثر من 100 شخصية سياسية سورية، وجرى خلاله صياغة مبادئ الحزب وأهدافه وإقرار النظام الداخلي، إضافة إلى انتخاب رئيسه ونائب رئيسه والأمين العام له والهيئة التنفيذية فيه والمكونة من 11 عضوا.

وذكرت مصادر من «إخوان سوريا»، أن منصب نائب رئيس الحزب سيكون لنبيل قسيس، المنتمي إلى المسيحية، على أن يضم الحزب في صفوف هيئته التنفيذية عددا آخر من المسيحيين وشخصيات علوية وكردية، في حين ستكون لجماعة الإخوان المسلمين نسبة مؤثرة فيه تبلغ الثلث، بينما يتولى القيادي الإخواني محمد حكمت وليد رئاسة الحزب.

ونشأ رئيس الحزب في اللاذقية وتخرج في كلية الطب بجامعة دمشق وأكمل دراسة الطب في بريطانيا، ونقلت الوكالة أن مؤسسي الحزب يؤكدون تبني سياسة الحزب المفتوح لكل مكونات الشعب السوري دون تهميش أو إقصاء.

كيري يصف الأسد بـ “الوحش” ويقول إن “جنيف 2” يحدّد خلال أسبوع أو أسبوعين

فابيوس: المجموعات الإرهابية متواطئة مع الأسد ضد المعارضة المعتدلة

                                            لخص وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس في لقاء متلفز الوضع الميداني في سوريا حالياً مشيراً الى وجود ثلاث مجموعات في الصراع الدائر. مجمموعة بشار الأسد ونظامه ومجموعة الجماعات الارهابية، وفي الوسط تقف المعارضة المعتدلة التي تعكس تطلعات غالبية الشعب السوري، مشيراً إلى أن المجموعات الإرهابية متواطئة مع الأسد ضد المعارضة المعتدلة.

وشدد فابيوس على ان مؤتمر “جنيف 2” من المهم ان ينعقد “لكن الأهم أن يؤدي انعقاده الى النتائج المرجوة ولهذا لا يمكن انعقاده في الوقت الحالي”، فيما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن موعد المؤتمر سيتحدد خلال أسبوع أو أسبوعين، واصفاً الأسد بـ”الوحش”.

جاء كلام فابيوس خلال لقاء صباح أمس مع قناة “اي تيلي” الفرنسية، وقال الوزير الفرنسي في مطلع حديثه عن الأزمة السورية إن وزارة الخارجية الفرنسية تلقت تأكيدات أن الصحافيين الفرنسيين الأربعة المعتقلين في سوريا هم على قيد الحياة وأن الوزارة أخطرت ذويهم بذلك وهي تقوم ببذل الجهود اللازمة لإطلاق سراحهم”. ثم انتقل فابيوس للكلام عن “جنيف 2” وتأجيل انعقاده، وقال “جنيف 2 ضروري لكن الأهم هو أن يعطي النتائج المرجوة”. عن مراكز القوى المسلحة قالت: “يوجد في سوريا الآن ثلاث مجموعات قوة: هناك الديكتاتور بشار الأسد الذي يشهد العالم للأسف على أساليبه, وبالنسبة لنا هو لا يمكن أن يستمر في السلطة في ظل مقتل أكثر من 120 الف سوري وتشريد ملايين السوريين داخل بلادهم وخارجها، لكنه يملك قوة معتبرة خاصة وانه مدعوم بشدة من قبل إيران وروسيا. وفي أقصى الجهة المقابلة، رغم وجود ما يمكن أن أقول بأنه تواطوء بينهما، هناك مجموعة الجماعات الارهابية التي تطور وجودها مع الوقت. وفي الوسط هناك مجموعة القوى المعارضة المعتدلة التي ندعمها نحن ولا أعني نحن فقط الفرنسيين بل أيضاً الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والولايات المتحدة الأميركية”. وشدد على أن “ما يجب القيام به ليس حلاً عسكرياً إنما مفاوضات تسمى جنيف 2 هدفها الرئيسي تشكيل حكومة انتقالية تستلم صلاحيات إدارة البلاد كاملة وتحل مكان بشار وأن تحتوي هذه الحكومة معارضين معتدلين وعناصر من نظام الأسد لكن ليس الأسد نفسه. إنه حل صعب جداً لأنه كلما اقترب هذا المؤتمر من الانعقاد نجد بشار الأسد يقول لماذا علي إرسال وفد ليمثلني في مفاوضات كي يحل مكاني أنا؟ ومن الجهة المقابلة هناك أيضاً انقسامات في المعارضة المعتدلة. ويبقى واجبنا كفرنسيين أن نحرص على حصول هذه المفاوضات لكن همنا الأكبر هو أن تؤدي هذه المفاوضات إلى نتائج”.

وعن احتمال مشاركة إيران 2 أوضح فابيوس “لقد التقيت نظيري الإيراني منذ يومين وقد تحدثنا في هذا الأمر. هناك قاعدة معروفة هو إن أراد بلد ما أن يشارك في مؤتمر يجب أن يكون مؤمناً بأهداف هذا المؤتمر. والهدف الرئيسي من جنيف 2 هو تطبيق ما ورد في جنيف 1, أي تشكيل حكومة انتقالية تحل مكان بشار الأسد وهو موضوع لا تزال إيران غامضة بشأنه”.

وفيما يتصل بـ”جنيف 2″، أعلن وزير الخارجية الأميركي أمس، أن تحديد موعد عقد المؤتمر سيتم خلال أسبوع أو أسبوعين، ووصف الأسد بـ”الوحش”.

وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك عقده في العاصمة عمّان مع نظيره الأردني ناصر جودة، إن الولايات المتحدة الأميركية تعمل مع روسيا لحل النزاع في سوريا، لافتاً إلى أن ما يحدث في سوريا له انعكاساته السلبية على المنطقة. وأضاف أن “الحرب في سوريا تحمل أكثر من مجرد بشار الأسد، إنها تتعلق بعشرات آلاف العائلات التي فقدت أحبّاءها وبيوتها ولا تريد أن تفقد بلدها العظيم لصراع لا نهائي.

ميدانياً، سيطرت قوات النظام مدعمة بـ”قوات الدفاع الوطني” وعناصر “حزب الله” ومقاتلي “لواء أبو الفضل العباس” الذي يضم مقاتلين شيعة من جنسيات سورية وأجنبية، على بلدة السبينة الواقعة في الريف الجنوبي، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي “الكتيبة الخضراء” التي تعرف باسم كتيبة “الاستشهاديين”، وعدة كتائب مقاتلة أخرى، منذ نهاية الشهر المنصرم، حيث تزامنت الاشتباكات خلال الأيام الفائتة، مع قصف من قوات النظام على مناطق في البلدة، وحالات نزوح لأهالي البلدة إلى المناطق المجاورة، ووسط معلومات مؤكدة عن سقوط خسائر بشرية من الطرفين.

باريس ـ مراد مراد

ووكالات

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة يطالب الإبراهيمي بـ “التزام الحياد” أثناء أدائه مهامه

خبراء الأسلحة الكيميائية لم يفتشوا موقعاً واحداً فقط في سوريا

(اف ب، يو بي اي)

اعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية المكلفة الاشراف على عملية التخلص من هذه الترسانة، انها فتشت بواسطة كاميرات موقعا من اثنين كانت تجنبتهما لاسباب امنية، مشيرة الى ان البعثة المشتركة بينها وبين الامم المتحدة تكون بذلك “22 من 23 موقعا حتى الآن”.

واعلنت المنظمة الخميس الفائت ان كل مخزون سوريا المعلن من هذه الاسلحة وضع تحت الاختام، الا ان سبل تدميرها تبقى موضع جدل.

واعلن ناطق باسم وزارة الخارجية البلجيكية امس ان واشنطن طلبت بشكل غير رسمي من بعض حلفائها المساعدة على تدمير الترسانة السورية. وقال ان “الاميركيين قاموا بزيارة عمل استطلاعية بداية تشرين الاول الى بلجيكا والنروج وفرنسا والبانيا للاطلاع على قدرات هذه البلدان في مجال معالجة الاسلحة الكيميائية”، مؤكدا انه “لم يصدر طلب رسمي بل كان اتصال يهدف الى مطالبة تلك الدول بسلسلة من الخيارات”.

وفي حين تمنع المنظمة الدول من نقل مخزونها الى دول اخرى، اجاز قرار مجلس الامن 2118 للدول الاعضاء المساعدة في نقل مخزونات لتدميرها “في اسرع وقت”. ويفترض ان تعلن المنظمة قبل 15 تشرين الثاني خارطة طريق لتدمير الترسانة الكيميائية.

سياسيا، طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي ب “التزام الحياد اثناء ادائه لمهامه”، وذلك غداة قوله ان المعارضة “منقسمة وليست جاهزة” للمشاركة في مؤتمر جنيف 2.

واعتبر الائتلاف المنقسم حول المؤتمر والذي يواجه ضغوطا دولية للمشاركة، ان مهمة الابراهيمي “كما يفهمها الشعب السوري، هي السعي الى تحقيق تطلعاته المشروعة، ورفع المعاناة عنه، أو التزام الحيادية على أقل تقدير”.

واعتبر الائتلاف ان “إلقاء الابراهيمي اللوم على المعارضة” يعكس “فشله في التوصل إلى صيغة مناسبة” لجنيف 2.

وكان لقاء ثلاثي عقد الثلاثاء في جنيف بين الابراهيمي ومسؤولين روس واميركيين، فشل في الاتفاق على موعد للمؤتمر الذي كان يؤمل عقده نهاية تشرين الثاني، بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة.

ويشكل مستقبل الاسد نقطة خلاف جوهرية، اذ تريد المعارضة ان يكون المؤتمر مقدمة لمرحلة انتقالية وجدول زمني لنقل السلطة، في حين ترفض دمشق مجرد البحث في مصير الرئيس الاسد.

من جهة اخرى، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان لدى بلاده “ادلة جديدة” على ان الصحافيين الفرنسيين الاربعة الذين خطفوا في سوريا، لا يزالون على قيد الحياة.

والصحافيون هم ديدييه فرنسوا (53 سنة) مراسل اذاعة اوروبا-1، وادوار الياس (22 سنة) المصور المستقل المكلف بمهمة من الاذاعة، وخطفا في السادس من حزيران 2013 عند حاجز على الطريق عندما كانا متوجهين الى حلب، اضافة الى المراسل نيكولا اينان (37 سنة) والمصور بيار توريس (29 سنة) اللذين خطفا في 22 حزيران في الرقة (شمال).

من جهته، قال مدير قناة اوروبا-1 دينيس اوليفين “نعرف انهما على قيد الحياة والسلطات العامة تعرف من يحتجزهما والاتصال قائم لفتح امكانية مفاوضات”، مشيرا بذلك الى الصحافيين اللذين يعملان في مؤسسته.

ميدانيا، تواصلت اعمال العنف في مناطق عدة. ففي محافظة الحسكة (شمال شرق)، حقق المقاتلون الاكراد تقدما اضافيا على حساب الجهاديين المرتبطين بتنظيم “القاعدة”، بسيطرتهم على قريتين تضافان الى المناطق الواسعة التي سيطروا عليها في الاسابيع الماضية، بحسب المرصد.

وفي دمشق، اصيب سبعة اشخاص على الاقل بجروح في سقوط قذيفتي هاون على حيي القصاع وباب توما المسيحيين وسط دمشق، بحسب المرصد. ويتكرر في شكل يومي سقوط قذائف الهاون على احياء في دمشق. ويتهم النظام المقاتلين باطلاقها من معاقل لهم قرب العاصمة.

في عمان، اكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري للعاهل الاردني الملك عبد الله مساندة بلاده للمملكة في التعامل مع ازمة اللاجئين السوريين الذين تستضيف قرابة نصف مليون منهم.

وفي تركيا، صادرت الشرطة شحنة من الاسلحة في مدينة اضنة القريبة من الحدود السورية، تشمل “1200 رأس صاروخ”. ورجحت ان يكون المكان الذي تنقل اليه الاسلحة “خارج الحدود التركية”.

وقال والي اضنة حسين عوني جوش للصحافيين انه “تمت مصادرة 1200 رأس صاروخ في آلية ثقيلة في عملية ضد تهريب المخدرات”، مؤكدا ان تحقيقا جاريا لتحديد المكان الذي كانت تنقل اليه الاسلحة.

وتحدث عن توقيف اشخاص بدون ان يوضح عددهم او جنسيتهم. وقال ان “كل الفرضيات تدرس. كانت الشحنة مرسلة على ما يبدو الى خارج الحدود التركية”.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر “حزب الله” ومقاتلي لواء أبو الفضل العباس المؤلف بغالبيته من مقاتلين عراقيين شيعة سيطروا على بلدة السبينة، اثر “اشتباكات عنيفة” استمرت تسعة ايام.

واوضح ان البلدة المحاصرة منذ نحو عام، تشكل خط امداد رئيسي لمقاتلي المعارضة المتحصنين في الاحياء الجنوبية لدمشق، والتي تحاول القوات النظامية استعادتها.

واعلن مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من بيروت ان السبينة كانت تعد “أحد المعاقل الاساسية” لمقاتلي المعارضة، وان سيطرة النظام عليها تقطع “كل خطوط الامداد” عنهم نحو جنوب العاصمة.

من جهته، اكد التلفزيون الرسمي السوري السيطرة على بلدات السبينة الكبرى والسبينة الصغرى وغزال في ريف دمشق. وعرض التلفزيون لقطات مباشرة من السبينة، اظهرت دمارا هائلا وشوارع مقفرة وتحصينات عسكرية.

وافاد مصدر امني سوري فرانس برس ان السيطرة على السبينة “مهمة جدا” لان البلدة “كانت تشكل صلة وصل بين الغوطة الشرقية والغوطة الغربية، وكانت مركز امداد للمسلحين بالسلاح والعناصر”.

واشار الى انه “بطرد المسلحين، اغلق هذا الباب واستكمل انجاز (السيطرة) على الغوطة الغربية بالكامل تقريبا، وتضييق الخناق على الغوطة الشرقية”.

ويأتي التقدم الجديد بعد اسابيع قليلة من استعادة النظام بلدات الحسينية والذيابية والبويضة جنوب العاصمة قرب طريق مطار دمشق الدولي.

واشار عبد الرحمن الى “خلافات بين المقاتلين”، تتيح للقوات النظامية التقدم في الفترة الماضية، علما انها استعادت كذلك الاسبوع الماضي مدينة السفيرة الاستراتيجية في ريف محافظة حلب (شمال).

غليـون: لن نقاطع جنيف 2

كشف القيادي في الائتلاف السوري المعارض والرئيس السابق للمجلس الوطني الدكتور برهان غليون، أن اجتماع الائتلاف الوطني في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي في إسطنبول، لن يتجه إلى اتخاذ قرار بمقاطعة مؤتمر جنيف 2 حال انعقاده.

اعتبر غليون أن راعيتا المؤتمر، أمريكا وروسيا، لا تتعاملان معه بجدية

ونقلت صحيفة عكاظ السعودية عن غليون قوله إن الحوارات الدائرة حتى الآن لا تشهد مناخاً يتجه لإعلان مقاطعة المؤتمر، مضيفاً “سنقدم وثيقة تتضمن النقاط التي طرحها رئيس الائتلاف أحمد الجربا أمام مجلس وزراء الخارجية العرب الأخير، وبالتالي لن تكون هناك مقاطعة بل القبول بالمشاركة وفق هذه النقاط التي تتمثل قرار مجلس الأمن في هذا الشأن، وبيان جنيف 1”.

واعتبر غليون أن راعيتا المؤتمر، أمريكا وروسيا، لا تتعاملان معه بجدية، “وبالتالي لا أرى أن هناك موعداً قريباً لانعقاده”، مدللاً على ذلك بالاجتماع الذي دعت إليه روسيا لشخصيات أسمتها زوراً بـ”المعارضة”.

معارك عنيفة والنظام يتقدم بريفي حلب ودمشق

                                            اقتحمت قوات النظام السوري بلدة تل عرن في ريف حلب بعد اشتباكات عنيفة مع المعارضة، بينما استهدف الجيش السوري الحر مبنى البحوث العلمية ومطار النيرب العسكري بالمحافظة، وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أمس الخميس مقتل 44 شخصا في أنحاء سوريا وسط نداءات استغاثة لمساعدة آلاف النازحين في حمص.

وتقدمت القوات النظامية في بلدة تل عرن مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني وكتائب “أبو الفضل العباس العراقية” وسيطرت على أجزاء من البلدة، وقال مراسل الجزيرة إن الجيش النظامي يحاول أيضاً اقتحام بلدة تل حاصل وحيي الخالدية وبني زيد.

من جانبها قالت الهيئة العامة للثورة إن الجيش السوري الحر استهدف مبنى البحوث العلمية ومطار النيرب العسكري بالمحافظة، في حين أعلن مجلس محافظة حلب مدينة السفيرة وجبل الحص بريف المحافظة منطقة منكوبة.

اقتحام سبينة

يأتي ذلك بعد إعلان الجيش النظامي مدعوما بعناصر من حزب الله وكتائب “أبو الفضل العباس العراقية” سيطرته على بلدة سبينة في ريف دمشق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن منطقة “سبينة” شهدت نزوحا جماعيا لسكانها بعد سيطرة قوات النظام عليها.

وذكر المرصد أن البلدة المحاصرة منذ نحو عام، كانت تشكل خط إمداد رئيسيا لمقاتلي المعارضة المتحصنين بالأحياء الجنوبية لدمشق، وأبدى خشيته “على حياة المدنيين في سبينة” مشيرا إلى أن القوات النظامية “قد تلجأ إلى إعدامهم واتهام مقاتلي المعارضة بذلك”.

وبالتزامن مع سيطرتها على سبينة قصفت قوات النظام أحياء التضامن ومخيم اليرموك والحجر الأسود وبلدات يلدا وببيلا وحجيرة، المحاذية للبلدة، في حين تتواصل الاشتباكات في حي التضامن ومخيم اليرموك والقدم بدمشق.

ومن جهته يواصل الجيش الحر تصديه لمحاولات اقتحام قوات النظام معضمية الشام، وسط قصف تشنه القوات الحكومية على الأحياء السكنية بالمدينة.

كما تواصل قصف قوات النظام بالمدفعية وقذائف الهاون على بلدة بيت سحم، وسقطت أكثر من سبعين قذيفة على البلدة في غضون ساعة.

وطال القصف مدينة الزبداني، في حين سقط قتيل وعدد من الجرحى في يبرود، إثر قصف صاروخي من اللواء 18، استهدف حيي القاعة والقامعية بالمدينة، بينما دارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام قرب معمل تاميكو في المليحة.

وتتعرض بلدة كفرزيتا في ريف حماة بدورها لغارات جوية مكثفة ألحقت دمارا بمنازل المدنيين، وبالبنية التحتية، ودفعت آلاف السكان إلى النزوح من البلدة.

استغاثة بحمص

وفي حمص، وجهت تنسيقيات المحافظة نداء استغاثة لمساعدة آلاف النازحين إلى مدينة القْرَيْتين. جاء هذا بينما حذر ناشطون من وضع كارثي داخل أحياء حمص المحاصرة منذ عام ونصف العام، بسبب تدني مستوى الخدمات الصحية وانعدام الاحتياجات الأساسية.

وفي ريف حمص أيضا، قال المركز الإعلامي السوري إن قوات النظام قصفت حي الوعر في حمص ومدن وبلدات مْهين وحوارين والحولة في ريف المحافظة.

وكانت المعارضة المسلحة أعلنت أنها استولت على دبابات ومدرعات، وذلك أثناء سيطرتها على مستودعات جبل بلدة مهين بريف حمص أحد أكبر مستودعات الذخيرة في البلاد.

وأظهرت لقطات فيديو نشرها معارضون سيطرة المسلحين على  صواريخ وقذائف مدفعية وقذائف مورتر. وظهر مقاتل آخر وهو يقف أمام دبابة ويقول إنها واحدة من ثلاث استولت عليها قوات المعارضة من قوات الأسد في مهين.

معارضة سوريا تدرس محادثات غير رسمية بموسكو

                                            قال أعضاء بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إن الائتلاف يدرس دعوة لعقد اجتماعات غير رسمية في موسكو تضم ممثلين عن النظام السوري، تركز على فتح ممرات إنسانية، في حين أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن تحديد موعد مؤتمر جنيف2 الخاص بمناقشة حل سياسي للأزمة سيتم خلال أسبوع أو أسبوعين.

ولم يتضح على الفور موعد هذه المحادثات، أو ما إذا كانت ستشمل لقاءات مباشرة بين ممثلين لنظام الرئيس بشار الأسد والائتلاف السوري، ولكنها ستعزز في حال حصولها انعقاد مؤتمر جنيف 2 للسلام المقترح من الولايات المتحدة وروسيا، وفقا للوكالة.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس، عن كمال اللبواني أحد أعضاء الائتلاف، قوله إن المعارضة تدرس ما إذا كانت ستقبل العرض الروسي، لكنه قال إن المحادثات قد تقتصر على خبراء من الجانب الإنساني للطرفين.

ومن جهته صرح مسؤول آخر بالمعارضة لأسوشيتد برس طلب عدم ذكر اسمه أن تحالف المعارضة قرر إرسال خبراء إلى موسكو لإجراء مناقشات تقتصر على ممرات إنسانية.

وكانت موسكو كشفت أمس عن استعدادها لاستقبال لقاء غير رسمي لممثلين عن النظام السوري وآخرين من المعارضة قبل مؤتمر جنيف2 للسلام في سوريا، والذي تعثرت جهود الولايات المتحدة وروسيا لعقده بسبب تباين المواقف بين طرفي الأزمة السورية.

ونقلت وكالة إيتار تاس الروسية للأنباء عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن اقتراح بلاده احتضان محادثات بين ممثلين عن النظام والمعارضة السوريين، لا يستهدف التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، بل يسعى أولاً إلى خلق أجواء ملائمة وإتاحة الفرصة لمناقشة المشاكل القائمة قبل عقد مؤتمر جنيف2.

وذكر المسؤول الروسي، الذي كان يتحدث على هامش اللقاء الذي جمع المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أمس بمسؤولين من الأمم المتحدة وروسيا والولايات المتحدة في جنيف، أن عددا من ممثلي المعارضة أبدوا استعدادهم لحضور تلك المحادثات، دون أن يقدم تفاصيل إضافية عن هوية هؤلاء الممثلين. وعبّر ذات المسؤول عن أمله بأن تسهم تلك المفاوضات في تمهيد الطريق نحو مؤتمر جنيف2.

موعد جنيف

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أمس الخميس إن تحديد موعد عقد مؤتمر جنيف2 الخاص بالأزمة السورية سيتم خلال أسبوع أو أسبوعين.

وأكد كيري، في مؤتمر صحفي مشترك عقده بالعاصمة الأردنية عمّان مع نظيره الأردني ناصر جودة، أن الولايات المتحدة تعمل مع روسيا لحل النزاع، لافتا إلى أن ما يحدث في سوريا له انعكاساته السلبية على المنطقة، وواصفا الرئيس السوري بشار الأسد “بالوحشي”.

واعتبر أن الحرب في سوريا “تتعلق بعشرات آلاف العائلات التي فقدت أحبّاءها وبيوتها، ولا تريد أن تفقد بلدها العظيم في صراع غير منته”.

وتأتي تصريحات كيري في وقت انتقد فيه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اللقاءات التي أجراها المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي مع عناصر بالمعارضة مشاركة بالحكومة ضمن إطار التحضير للمؤتمر، مؤكدا أنه لا فائدة من أي حل سياسي لا يتضمن رحيل الأسد.

وقال الائتلاف في بيان إن “مهمة الإبراهيمي تتلخص في السعي لتحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري ورفع المعاناة عنه، أو التزام الحيادية على أقل تقدير”. وأوضح أن إلقاء الإبراهيمي اللوم على المعارضة (في فشل التوافق بشأن جنيف2) يعكس فشله في التوصل إلى صيغة مناسبة لانعقاد المؤتمر، وطالبه “بالتزام الحياد وعدم الخروج عن السياق المقبول في الطرح السياسي”.

ويطالب الائتلاف بعدم مشاركة الأسد بأية حكومة انتقالية كشرط قبل الذهاب لجنيف. في حين يصر مسؤولون سوريون أن الأسد سيبقى بمنصبه على الأقل حتى انتهاء فترة رئاسته عام 2014، مع إمكانية ترشيحه لفترة أخرى.

في غضون ذلك، طلبت الولايات المتحدة بشكل غير رسمي من عدة حلفاء، بينها فرنسا وبلجيكا، مساعدتها على تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية في سوريا.

ووافقت سوريا بموجب اتفاق تم التوصل إليه بوساطة روسية وأميركية على تدمير كامل ترسانتها الكيميائية بحلول منتصف 2014. وأعلنت عن ثلاثين منشأة لإنتاج وتعبئة وتخزين الأسلحة الكيميائية، وثماني وحدات تعبئة متحركة، وثلاث منشآت لها علاقة بالأسلحة الكيميائية، واحتوت على نحو ألف طن من هذه الأسلحة معظمها بشكل مواد خام، و290 طنا ذخيرة معبأة، و1230 طنا غير معبأة.

المعارضة السورية تحسم موقفها من “جنيف 2” غداً

اجتماعات تحضيرية للهيئة السياسية للائتلاف تسبق اجتماعات الهيئة العامة

دبي – قناة العربية

بدأ الائتلاف الوطني السوري المعارض اجتماعات تمهيدية في إسطنبول مساء اليوم الجمعة، وذلك عشية البت في موقفه من مؤتمر جنيف 2.

وكانت مصادر المعارضة قد أفادت بأن الهيئة السياسية لـ”الائتلاف” ستجتمع الجمعة قبل اجتماع الهيئة العامة غداً، مشيرة إلى أن المعارضة ستؤكد أن مشاركتها في جنيف 2 تكون فقط، وفق ضمانات لتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة خلال الربع الأول من العام المقبل.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن أن تأخير إعلان موعد انعقاد المؤتمر هو بسبب انتظار ما سينتج عن اجتماع المعارضة السورية، مضيفاً أنه سيتم خلال أيام تحديد موعد انعقاد مؤتمر جنيف 2 لبحث حل ينهي الأزمة في سوريا.

قبل ذلك كانت روسيا أعلنت استعدادها لاستضافة حوار بين النظام والمعارضة بعد إجراء مسؤولين فيها لقاءات مع معارضين سوريين مقربين من النظام.

رغم فشل كافة المحاولات السابقة لتحديد موعد لعقد مؤتمر جنيف 2، عاد الحديث عن قرب حدوث ذلك من قبل وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ومن عمّان أكد أن العمل مستمر لانعقاد مؤتمر جنيف 2.

التأكيد الأميركي كان سبقه محاولة أخرى لإعادة إحياء جهود عقد المؤتمر تمثلت بعقد لقاءات من قبل المفاوضين الأميركيين والروس الموجودين في جنيف مع معارضين سوريين مقربين من النظام ومن خارج الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة.

لقاءات تمّت مع شخصيات مثل رئيس جناح لجنة التنسيق الوطنية في الخارج هيثم مناع، ورئيس حزب الوحدة الكردي صالح مسلم، ورئيس التجمع الديمقراطي الموحد وعم الرئيس السوري رفعت الأسد وممثلين عن حزب الإرادة الشعبية للتغيير والتحرير، الذي يرأسه نائب رئيس مجلس الوزراء المقال قدري جميل وهؤلاء يطلق عليهم الائتلاف السوري المعارض المعارضة الموالية لنظام الاسد.

هذه اللقاءات وبحسب الخارجية الروسية أسفرت عن قبول وتجاوب من تم لقاؤهم بالمقترح الروسي المتمثل باستضافة حوار غير رسمي بين المعارضة وبين النظام السوري على أراضيها برعاية دولية.

هذه التطورات تلت تصاعد الخلاف بين المعارضة السورية وبين المبعوث المشترك الى سوريا بعد تحميل الأخير لها جزءاً من مسؤولية الفشل في عقد المؤتمر.

الائتلاف رد بإعلانه أن ما يجري ليس إلا محاولة لتقديم شخصيات مؤيدة للنظام بديلة عنه ورفض المقترح الروسي، فيما يتوقع أن يبدأ الائتلاف مشاورات مع الجيش الحر والقوى العسكرية في الداخل لإطلاعها على ما يجري من تطورات.

لاجئو سوريا في إيطاليا.. شتات ومعاناة قاسية

السلطات الإيطالية وفرت لهم بيوتاً وخيماً مؤقتة لكنها غير كافية

ميلانو(إيطاليا)- حسين قنيبر

من التهجير في الداخل إلى التشرد في الخارج، هذا هو حال اللاجئين السوريين المطحونين بالحرب منذ قرابة 3 سنوات.

وقد هربوا إلى إيطاليا من جحيم المعارك في بلادهم ليقعوا فريسة المعاناة في مخيمات معزولة، كما هو حال عائلات تقطعت أوصالها وأطفال بلا مدارس وشبان يتطلعون الى هروب آخر الى دول أوروبية يعتقدونها ملاذا أفضل في رحلة التشرد.

وبعض السوريين الموجودين في إيطاليا كانوا قدر هربوا عبر قوارب الموت، حيث تكدست عشرات العائلات السورية في قارب صغير حملها من ليبيا الى لامبيدوزا في الجنوب الإيطالي، وكادوا يغرقون لأن القارب محمل بخمسة أضعاف طاقته.

ومعظمهم لا يحمل جوازات سفر ولا حتى بطاقة هوية، ولأنهم كذلك عزلوا في مخيم في ميلانو شمال إيطاليا.

وقد أمنت لهم سلطات المدينة بيوتا جاهزة يتألف كل منها من ثلاث غرف، لكنهم يرغبون في التوجه إلى ألمانيا والسويد والنرويج لأن ظروف اللجوء فيها أكثر سخاء كما يعتقدون، ويحاولون يوميا العبور إلى هذه الدول عبر فرنسا وسويسرا والنمسا، غير أن سلطات هذه الدول تعيدهم إلى إيطاليا.

وفي ميلانو، تبين أن معظم اللاجئين فيها جاؤوا من ليبيا ومن بينهم سوريون من أصل فلسطيني انتقلوا من شتات الى آخر، وقصدوا بلدية ميلانو حيث قيل لهم إنهم يسعون لإقناع الحكومة الإيطالية بتأمين بطاقات عبور للاجئين نحو دول شمال أوروبا.

وفي هذا الإطار، أوضح بيار فرنشيسكو ماجوريني مدير الشؤون الاجتماعية في بلدية ميلانو لـ”لعربية” بقوله: “ساعدناهم في إيجاد مأوى ونتفاوض مع الحكومة لتأمين بطاقة عبور لهم الى دول أخرى، لأن هذا ليس من صلاحياتنا نحن كبلدية”.

القوات السورية تستعيد اللواء 80 في حلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم أن الجيش السوري استعاد فجر الجمعة أجزاء واسعة مما يعرف باللواء 80 المكلف أمن مطار حلب الدولي، كان سيطر عليها مقاتلو المعارضة في فبراير الماضي.

وأضاف أن اشتباكات تدور منذ ساعات الفجر بين قوات الجيش مدعومة بقوات الدفاع الوطني وضباط من حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلين من عدة كتائب معارضة من جهة أخرى وسط أنباء عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

وقال مصور محلي يتعاون مع رويترز، توجه إلى المنطقة، إنه شاهد نحو 20 ضربة جوية وهجمات بالمدفعية على مواقع المقاتلين.

وأبلغه مقاتلون من لواء التوحيد، أكبر فصيل للمقاتلين في حلب، أن وحدتهم وعشرات من الوحدات الأخرى طردوا من معظم أجزاء القاعدة لكنهم يعيدون تنظيم أنفسهم لاستعادة المنطقة القريبة من مطار حلب الدولي الذي لا يزال تحت سيطرة الحكومة، مشيرين إلى أنه قتل من بينهم 25 شخصاً.

وكانت القوات الحكومية استعادت السيطرة على بلدة السفيرة على بعد 20 كيلومتراً جنوب شرقي حلب قبل نحو أسبوع.

كما أعلن الجيش السوري أنه استعاد ثلاث مناطق وصفها بالاستراتيجية في ريف دمشق هي السبينة الكبرى والسبينة الصغرى وغزال، وتحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة في بلدة المليحة في ريف دمشق.

وقال ناشطون إن أطراف حي جوبر في دمشق شهدت اشتباكات بين الجيش السوري الحر والقوات الحكومية.

كما استهدف الجيش الحر مواقع للقوات الحكومية المتمركزة بحي الصناعة في إدلب.

وقتل أكثر من 100 ألف شخص منذ بدأ الصراع في سوريا قبل نحو عامين ونصف وشرد الملايين وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة.

تقرير: أكثر من ثلاثة أرباع السوريين باتوا تحت خط الفقر

روما (8 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد تقرير أصدره “مشروع الأجندة الوطنية لمستقبل سورية” الذي تعده الإسكوا وشارك في وضعه أكثر من 150 خبيراً سورياً ودولياً اجتمعوا في بيروت مؤخراً، أن 78% من السوريين باتوا تحت خط الفقر وأن نسبة البطالة قاربت الخمسين بالمئة من اليد العاملة.

ووضع التقرير الذي وُزّع على نطاق ضيق، جملة من البيانات حول ما نتج عن الأزمة السورية، مصنّفة وفقاً للقطاعات، ففي القطاع الزراعي أشار إلى أن مساهمته في الناتج المحلي تراجعت من 17% إلى 5%، وأن هذا القطاع خسر 101 مليار ليرة

أما القطاع الصناعي فقد خسر 237 مليار ليرة، لتتراجع مساهمته في الناتج المحلي من 7% إلى 5%، أما في القطاع النفطي، فقد تراجع إنتاج سورية من النفط بنسبة 95% وإنتاجها من الغاز تراجع إلى 50%، وخسر هذا القطاع 633 مليار ليرة، لتتراجع مساهمته في الناتج المحلي من 13% إلى 3% فقط

وفي قطاع البناء، خسرت سورية 526 مليار ليرة، كما خسرت في قطاع التجارة 100 مليار، وفي قطاع الخدمات الحكومية 155 مليار

أما المؤشرات الاقتصادية للتقرير، فقد أفادت بارتفاع نسبة البطالة من 8.4% عام 2010 إلى 49% في الربع الأول من العام 2013، كما ارتفع عجز الميزانية من 3.6% عام 2010 إلى 21.4% العام الجاري، وارتفع الدين العام من 26% إلى 65% لنفس الفترة

وفيما يتعلق بقطاع السكن، الذي أكّد التقرير على أنه من أكثر قطاعات الاقتصاد السوري تضرراً، إن استخدام المدن كساحات للقتال أثر بشكل كبير على قطاع الإسكان والبنية التحتية، وأوضح التقرير أن ما يقارب من 1.5 مليون منزل في سورية تعرض للدمار، منها 315 ألف دمر بالكامل، و300 ألف تضرر جزئياً، والبقية تضررت بشكل جزئي مع تدمير البنية التحتية (المياه والكهرباء والصرف الصحي)

وقدّر التقرير حجم المتأثرين بالدمار بين 6 و7 مليون سوري، منهم 3 ملايين اضطروا للنزوح وفقد مليون ممتلكاتهم بشكل كامل، وأشار إلى أن المحافظات الأكثر تأثراً بالدمار هي دمشق ودرعا وحمص وحلب والرقة ودير الزور وإدلب، وأوضح أن بين 26 ـ 35% من سكان سورية يعيشون في العشوائيات، وتصل الكثافة السكانية بين 400 و800 شخص في كم2، وقدّر خسارة قطاع السكن بما يقارب 692 مليار ليرة.

وشدد على أن موارد الحكومة لن تكون كافية للتعامل مع حجم الضرر، حتى إذا كانت سورية قادرة على تأمين القروض الأجنبية، وستواجه جهود إعادة الإعمار تحديات قانونية هائلة وستنشأ مشاكل قضائية تتعلق بحقوق الملكية غير الواضحة في المناطق المدمرة، وقد يكون هذا ذريعة لعودة العنف

وعن القطاع الصحي جزم التقرير بأنه لم تعد أبسط أنواع الرعاية الصحية متوفرة في سورية، ويتجنب المرضى المستشفيات خوفاً من العنف، وأثقل النزوح الداخلي والخارجي كاهل الخدمات الصحية في المناطق المستقبلة، وانتشرت الأمراض المعدية والمزمنة، فيما تراجع الإنتاج الدوائي إلى 35% من حجمه قبل الأزمة، وتواجه سورية نقص في اللقاحات، وحرم الجرحى من العلاج على أساس الانتماء السياسي، وأشار كذلك إلى أن 55% من أصل 88 مستشفى تضررت، منها 31% خارج الخدمة من أصل ما مجموعه 1919 مركزاً صحياً، و10% تعرضت للتلف، وأن المستشفيات الخارج الخدمة استخدمت كمأوى للاجئين، كما تضررت ونهبت المولدات والأنابيب والمركبات والنظم الكهربائية في العديد من محطات المياه

وفي قطاع التعليم أشار التقرير إلى انخفاض عدد الطلاب وأرجع الأسباب وراء عزوف الأطفال عن المدارس انعدام الأمن، والمدارس المتضررة وعدم وجود كادر تدريسي. وأن معدلات الدوام في طرطوس واللاذقية والسويداء 100% لينخفض في حلب مثلاً إلى 6%. كما أشار إلى انخفاض مؤشر دوام الموظفين والمدرسين ليصل إلى 55% في إدلب مثلاً، وأن خُمس المدارس أصيبت بأضرار مادية مباشرة أو استخدمت لإيواء النازحين، وتأثرت أكثر من 2400 مدرسة

وحول الفقر أشار التقرير إلى أن 78% من السوريين باتوا تحت خط الفقر الأعلى، و54% منهم تحت خط الفقر الأدنى، و19% تحت خط الفقر الغذائي. وأن تقديرات نسبة البطالة ستصل إلى 44.5% إذا انتهي الصراع في عام 2013 وقد تصل البطالة إلى 58.1% إذا استمر النزاع حتى 2015

ويذكر أن مشروع الأجندة الوطنية لمستقبل سورية يهدف إلى اقتراح برنامج إطاري لإعادة البناء والتنمية على مدى عشر سنوات ويكون قادراً على احتواء الآثار التدميرية على الصعيدين الإنساني والاقتصادي وعلى وضع البلاد عند مستوى من النمو والفقر والبطالة محققاً لأهداف الألفية للتنمية التي كان من المفترض أن تنجز عام 2015

الجيش السوري يطرد قوات المعارضة من قاعدة عسكرية قرب حلب

حلب (رويترز) – قال مصور محلي إن قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد مدعومة بنيران المدفعية وضربات جوية طردت مقاتلين من المعارضة من قاعدة عسكرية استراتيجية قرب مدينة حلب الشمالية في هجوم فجر يوم الجمعة.

وسيساعد التقدم إلى القاعدة 80 وهي موقع عسكري كبير سيطر عليه مقاتلو المعارضة منذ فبراير شباط قوات الأسد على التحرك صوب المناطق التي تهيمن عليها المعارضة في مدينة حلب وجاء بعد سلسلة من الهجمات الناجحة هذا الشهر.

ووصل مصور يتعاون مع رويترز إلى الموقع على بعد نحو كيلومتر من القاعدة عند الفجر وقال إنه شاهد نحو 20 ضربة جوية وهجمات بالمدفعية على مواقع المقاتلين.

وأبلغه مقاتلون من لواء التوحيد أكبر فصيل للمقاتلين في حلب أن وحدتهم وعشرات من الوحدات الأخرى طردوا من معظم أجزاء القاعدة لكنهم يعيدون تنظيم أنفسهم لاستعادة المنطقة القريبة من مطار حلب الدولي الذي لا يزال تحت سيطرة الحكومة.

وأضافوا أن 25 من بينهم قتلوا.

وذكرت المرصد السوري لحقوق الانسان وهو جماعة مراقبة تستعين بشبكة من المصادر الموالية والمعارضة للأسد أن الهجوم نفذ بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني وميليشيا موالية للأسد.

وذكر المرصد السوري أن وحدات من المقاتلين الاسلاميين المرتبطين بالقاعدة شاركت ايضا في الاشتباكات التي قال إنها أسفرت عن مقتل 15 مقاتلا على الأقل وعدد من أفراد الميليشا الموالية للأسد.

ولم يرد أي ذكر للهجوم في وسائل الاعلام الرسمية.

واستعادت القوات الحكومية السيطرة على بلدة السفيرة على بعد 20 كيلومترا جنوب شرقي حلب قبل نحو أسبوع.

وذكر الجيش حينها أن السفيرة ستستخدم لارسال الأدوية والامدادات إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في حلب.

واستولت قوات الأسد على بلدة السبينة جنوبي دمشق يوم الخميس لتهدد بذلك سيطرة المعارضة على المنطقة الأوسع وتقطع خط إمدادات للمقاتلين حول العاصمة.

وقتل أكثر من 100 ألف شخص منذ بدأ الصراع في سوريا قبل نحو عامين ونصف وشرد الملايين وفقا لاحصاءات الأمم المتحدة.

(إعداد سها جادو للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى