أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخمبس، 02 آب 2012


المعارك تشتد في حلب وتعود إلى دمشق و«الجيش الحر» ينفي مشاركة «القاعدة»

نيويورك – راغدة درغام

دمشق، بيروت، لندن – «الحياة»، ا ف ب، رويترز – تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم على مشروع قرار يدين «استمرار السلطات السورية في أعمال القتل والقصف واستخدام السلاح الثقيل ضد المدنيين» ويدعو الى «عملية سياسية انتقالية بين السلطات السورية والمعارضة بناء على حوار وطني»، فيما استمرت المداولات حتى مساء امس حول فقرة «ترحب بقرار جامعة الدول العربية المتخذ في 22 تموز (يوليو) الماضي وخصوصاً لجهة مطالبة الرئيس السوري بالتنحي عن السلطة».

ويأتي هذا التصويت بينما تتواصل الاشتباكات العنيفة في مدينة حلب بعد 13 يوماً على بدء المعارك فيها فيما عادت الاشتباكات الى احياء دمشق، رغم اعلان النظام سيطرته عليها منذ 23 الشهر الماضي. وسقط امس اكثر من 110 قتلى في المعارك في انحاء مختلفة من سورية. في حين اكدت بعثة المراقبين الدوليين ان قوات النظام تستخدم الطيران الحربي في قصف حلب وان المعارضة تملك اسلحة ثقيلة، بما فيها الدبابات.

وشهدت دمشق امس اشتباكات للمرة الاولى في احيائها المسيحية، خصوصاً في باب توما وباب شرقي، بعد اغتيال احد ضباط المخابرات الجوية في المنطقة ثم امتدت لتصل بعد الظهر الى سوق الثلثاء في حي التضامن جنوب العاصمة.

وفي ريف دمشق، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات النظامية اقتحمت جديدة عرطوز، واعتقلت اكثر من 100 شاب من البلدة واقتادتهم الى مدرسة فيها. فيما ذكرت مصادر معارضة ان قوات النظام اقدمت على تصفية عدد كبير منهم، كما ارتكبت مجزرة اخرى في بلدة يلدا، بريف دمشق، والتي تعرضت لقصف عنيف الهاون.

ونفى العقيد عبد الجبار العكيدي رئيس المجلس العسكري لـ «الجيش السوري الحر» في مدينة حلب في اتصال هاتفي مع «الحياة» مشاركة مقاتلين غير سوريين في المعارك، وذلك رداً على ما تردد عن وجود مقاتلين تابعين لتنظيم «القاعدة» او سواه من التنظيمات المتطرفة، خصوصاً في حلب والمناطق المحاذية للحدود التركية. وقال انه «اذا كان هناك مقاتلون اتوا من الخارج فهؤلاء سوريون عادوا الى وطنهم للمشاركة في الثورة ولا علاقة لهم بهذه التنظيمات». وذكر العكيدي «ان النظام يروج هذه الاتهامات للاساءة الى صورة المقاتلين والثورة السورية». واضاف ان عدد عناصر «الجيش الحر» يصل الى 50 الفاً، مؤكدا ان هذا الجيش «لا يحتاج الى مقاتلين بل يحتاج الى اسلحة، لأن 10 الى 20 في المئة فقط من عناصره مسلحون».

وبالنسبة الى المعارك في حلب، قال العكيدي ان الاشتباكات مستمرة بين قوات النظام الذي لا تزال لديه مواقع امنية كثيرة في حلب وبين مقاتلي «الجيش الحر». واكد ان هذا الجيش بات يسيطر على معظم احياء المدينة بما في ذلك حي صلاح الدين ومساكن هنانو وجسر الصالحين والانصاري والمرجة والشعار. ونفى استمرار المواجهات في هذه المناطق كما قال النظام. واضاف ان قوات النظام تستخدم الطيران الحربي والمروحي في قصف احياء حلب وريفها، واعتبر ان معركة حلب لن تطول وسيتمكن «الجيش الحر» من السيطرة عليها بالكامل في وقت قريب.

وأقدم مقاتلون تابعون لـ «الجيش الحر» امس على إعدام عدد من «الشبيحة» في حلب، وبثوا شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر فيه مسلحون يقتادون رجالاً الى مكان فيه رجال مسلحون يهتفون «الجيش الحر للأبد». وفتح المقاتلون النار على الرجال الذين اتهموهم بالانتماء الى عشيرة بري في حلب، وكانوا يقاتلون الى جانب القوات الحكومية. واعلن ضابط في «الجيش الحر» لوكالة «فرانس برس» ان قواته قتلت امس 12 جنديا نظاميا حاولوا استعادة السيطرة على معبر البوكمال الحدودي مع العراق. وكانت المعارضة سيطرت في الشهر الماضي على المعبر الذي يفصل مدينة القائم العراقية عن مدينة البوكمال السورية. وحاولت القوات النظامية استعادة المعبر عبر قصف مكثف لكن من دون جدوى.

من جهة اخرى قال الرئيس السوري بشار الأسد، في كلمة الى الجيش السوري امناسبة العيد السابع والستين لتأسيسه، ان المعركة التي يخوضها هذا الجيش ضد «العدو» يتوقف عليها «مصير» الشعب السوري والأمة. واكد ان «عدونا بات اليوم بين ظهرانينا يتخذ من عملاء الداخل جسر عبور له ومطية لضرب استقرار الوطن وزعزعة أمن المواطن».

وفي نيويورك، توقعت مصادر ديبلوماسية عربية أن يتم تبني مشروع القرار العربي اليوم داعية المبعوث الخاص المشترك الى سورية كوفي انان والأطراف المعنيين الى «قراءة القرار بعناية»، مشيرة الى أن تعديلات إضافية قد تحصل على نص المشروع في الفقرة المتعلقة بدعوة الرئيس السوري الى التنحي». وأكدت أن الدول العربية تعمل على حشد أكبر عدد من الأصوات لصالح القرار فيما «تجاوز عدد الدول الراعية لتقديم المشروع الى الجمعية العامة الثلاثين، بينها دول عربية وأوروبية وأفريقية وشرق أوروبية».

واعتبرت المصادر أن على أنان «أن يقرأ القرار بعناية ويتمعن بما بين السطور فيه»، مشيرة الى أن اللغة المستخدمة في المشروع تدل بوضوح على «شعور بالإحباط حيال فشل مجلس الأمن في شأن سورية». ولاحظت أن أنان بدأ مهمته في آذار (مارس) الماضي «وهي مدة كافية للتوصل الى استنتاجات واضحة حول مهمته وعليه أن يشارك مثل هذه الاستنتاجات مع الآخرين». وقالت إن قرار الجمعية العامة «سيكون بمثابة فرصة لتخطي فشل مجلس الأمن ورسالة سياسية الى الأطراف المعنية والى الشعب السوري بدعم المجتمع الدولي».

وأعلن السفير المصري لدى الأمم المتحدة معتز أحمدين خليل أن مصر «تقوم بجهود مكثفة لحشد الأصوات لدعم المشروع العربي في الجمعية العامة». وأكد أن «وفد مصر حرص على تضمين مشروع القرار عناصر تستند الى قرارات جامعة الدول العربية، بينها إدانة القتل وأعمال العنف الممنهجة من السلطات السورية والشبيحة، وتنفيذ تعهداتها السابقة بشأن وقف استخدام الأسلحة الثقيلة وسحب قواتها بشكل كامل، ودعم جهود كوفي أنان، ودعوة مجلس الأمن لتحمل المسؤولية وإتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية الشعب السوري، والمُطالبة ببدء عملية الانتقال السياسي في سورية وتحولها إلى نظام تعددي ديموقراطي».

وأوضح أن مشروع القرار العربي «نقلة نوعية على صعيد التحرك في الأمم المتحدة لوضوح صياغاته بشأن ضرورة حماية الشعب السوري بشكل لا يحتمل اللبس» مؤكداً «الثقة من صدور القرار من الجمعية العامة» اليوم.

وقال ديبلوماسيون إن الجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي تحفظت عن مشروع القرار العربي.

ويقدم نائب الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام اليوم تقريراً الى المجلس حول عمل بعثة المراقبين الدوليين في سورية (أنسميس). وأعلنت البعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة التي تتولى رئاسة مجلس الأمن للشهر الحالي أن «وزير الخارجية لوران فابيوس سيواصل مشاوراته حول سورية مع شركاء فرنسا الأساسيين بمن فيهم جامعة الدول العربية». وأضافت أن «طرق عمل مجلس الأمن تحت الرئاسة الفرنسية في شأن سورية سيتم تحديدها في المستقبل القريب».

ولفت الى انه شوهدت قافلة عسكرية مؤلفة من 22 الية بينها 12 قطعة مدفعية تسير شمالا على طريق حلب- دمشق الدولي في منطقة القطيفة.

من جانبه، افاد ابو مصعب، المقاتل في صفوف الجيش الحر من داخل حي صلاح الدين في حلب، فرانس برس ان الحي «شبه خال من السكان ومن فيه هم من المقاتلين الذين قدر عددهم في الحي بنحو 2000 مقاتل معظمهم اتوا الى حلب من ريفها ومن ريف ادلب».

ولفت ابو مصعب، وهو نفسه من محافظة ادلب واتى الى حلب ضمن كتيبة شهداء تفتنار التي انضمت الى لواء التوحيد، الى ان عدد المقاتلين في صلاح الدين من ابناء الحي اومن مدينة حلب هم نحو 500 مقاتل. وقال ان «الهجمات الرئيسية للجيش النظامي لدخول حي صلاح الدين تاتي من منطقة الحمدانية حيث تتمركز هذه القوات»، موضحا انه منذ «تحرير حاجز عندان يصل يوميا الى مدينة حلب مقاتلون من الريف». وشدد على ان الجيش الحر سيهاجم المقرات لامنية لكن «لم نتلق اي اوامر بذلك حتى الآن وتركيزنا هو الدفاع عن الحي ومنع القوات النظامية من التقدم».

وقال ان «انقطاع الكهرباء شبه دائم في الحي»، «اما خزانات المياه فيقوم جيش النظام باطلاق النار عليها لتفريغها».

وفي حمص وريفها (وسط)، تدور اشتباكات عنيفة في حي القرابيص بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين يحاولون استعادة السيطرة على الحي، بحسب المرصد الذي اشار الى ان احياء حمص القديمة وحي الخالدية تتعرض للقصف.

وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، لفت المرصد الى اشتباكات عنيفة على الطريق الدولي بين سراقب واريحا بعد ان هاجم مقاتلون معارضون قافلة عسكرية كانت في طريقهاالى حلب.

اشتباكات عنيفة بين الجيشين الأردني والسوري.. وتعزيزات عسكرية تصل الحدود الأردنية

عمّان- تامر الصمادي” الحياة الالكترونية”

اندلعت اشتباكات مسلحة بين الجيشين الأردني والسوري على حدود البلدين فجر اليوم الخميس، وصفت بأنها الأعنف منذ بدء الاشتباكات المتقطعة بين الجانبين قبل عدة أيام.

وقالت مصادر متعددة في الجانبين الأردني والسوري ، إن الاشتباكات اندلعت في المنطقة الواقعة بين تل شهاب التابعة لمحافظة درعا السورية وقرية الطرة التابعة للرمثا الأردنية.

وتعتبر هذه الاشتباكات الثالثة من نوعها بين الجيشين في أقل من أسبوع، حيث بدأت الجمعة الماضية واستمرت بشكل متقطع حتى عصر أول أمس الثلاثاء، بعد استهداف الجيش السوري النظامي للاجئين سوريين تمكنوا عبور الحد الأردني، وفق مصادر عسكرية أردنية وأخرى في الجيش الحر التابع للمعارضة السورية.

وقال سكان محليون في بلدة الطرة الأردنية لـ”الحياة”: “إن الاشتباكات أدت إلى قطع التيار الكهربائي عن بلدتهم”، مؤكدين وصول تعزيزات عسكرية أردنية مكثفة إلى المنطقة الحدودية فجر اليوم.

وأفاد علي الرفاعي أحد نشطاء الجيش السوري الحر لـ”الحياة”، باندلاع الاشتباكات على حدود البلدين بشكل مفاجئ.

وقال: “إن الأعيرة النارية الصادرة عن الجانبين أصابت العديد من المنازل في تل الشهاب، ولا نعرف ما هو السبب الحقيقي وراء هذه الاشتباكات، لكنها  الأعنف بين الجيشين منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في سورية”.

وقالت مصادر إغاثية أردنية “إن قدما طفل سوري بترت خلال اشتباكات، أثناء محاولته وعائلته عبور الحدود الأردنية فجر اليوم”. وأوضحت المصادر أن “لغما أرضيا انفجر بالطفل كان الجيش السوري النظامي زرعه على الحدود مع الأردن”.

واللافت في الأمر أن الاشتباكات جاءت عقب زيارة قام بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى أحد المعسكرات التابعة للحدود الشمالية المحاذية لسورية يوم أمس.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية الأردنية “بترا” إن الملك عبد الله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة زار مساء الأربعاء إحدى وحدات قوات حرس الحدود على الواجهة الشمالية، حيث كان في استقباله رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن وقائد قوات حرس الحدود.

وأضافت الوكالة أن الملك استمع إلى إيجاز عسكري قدمه قائد حرس الحدود حول المهام والواجبات التي تقوم بها تشكيلات ووحدات قوات حرس الحدود، وأن قائد الوحدة العسكرية قدم إيجازا تفصيليا حول الواجبات المناطة بالوحدة.

وتجددت الاشتباكات على الحدود السورية – الأردنية الثلاثاء، عندما قامت مجموعات من “الجيش السوري الحر” بنقل عشرات الجرحى السوريين إلى الجانب الأردني لتلقي العلاج، على وقع قصف مكثف تتعرض له مدن درعا القريبة من الأردن، وفق ناشطي الثورة السورية.

وقتل الطفل بلال اللبابيدي خلال عبوره مع والدته فجر الجمعة الماضية، وأصيب الجندي الأردني بلال الريموني بيده أثناء محاولته إنقاذ الطفل من نيران الجيش السوري النظامي.

الأسد: عدونا بات بين ظهرانينا يتخذ من عملاء الداخل جسر عبور

دمشق – أ ف ب

أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الجيش السوري يخوض «معارك بطولة وشرف» ضد «العدو» يتوقف عليها «مصير» الشعب السوري والأمة، على ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا). وجاء ذلك في كلمة وجّهها إلى الجيش السوري بمناسبة عيد تأسيسه السابع والستين عبر مجلة «جيش الشعب».

وقال الرئيس السوري في كلمته: «إن معركتنا مع العدو معركة متعددة الأشكال واضحة الأهداف والمعالم… معركة يتوقف عليها مصير شعبنا وأمتنا ماضياً وحاضراً ومستقبلاً».

وأكد الأسد أن «الجيش العربي السوري خاض ولا يزال معارك الشرف والبطولة دفاعاً عن سيادة الوطن وكرامة الأمة»، مضيفاً أن «عدونا بات اليوم بين ظهرانينا يتخذ من عملاء الداخل جسر عبور له ومطية لضرب استقرار الوطن وزعزعة أمن المواطن والاستمرار في استنزاف قدراتنا الاقتصادية وكفاءاتنا العلمية وصولاً إلى إضعافنا ومنعنا من رسم مستقبلنا والانطلاق بمجتمعنا إلى مصاف المجتمعات المتطورة القادرة على مواكبة العصر ومستجداته وعلى مواجهة الأخطار والتحديات والتصدي لها .. أرادوا حرمان شعبنا قراره الوطني ودفعه إلى الارتماء بأحضانهم ولكن أذهلهم أن يروا هذا الشعب الأبي على قلب رجل واحد يواجه مخططاتهم ويتصدى لها ويلحق الهزائم بها فاندفعوا بحثاً عن مخارج لهزائمهم إلى نسج المزيد من المخططات لاستهداف قطرنا الصامد وإسناد مهمة تنفيذها إلى وكلائهم المحليين».

وتابع «إلا أن شعبنا بوعيه أحبط تلك المخططات وأسقط رهانات مصدريها على التأثير في وعي الشعب الذي أثبت أنه عصي على الترويض أو الاحتواء».

واستنهض الأسد القوات المسلحة السورية داعياً إياها إلى «مزيد من الجاهزية والاستمرار في الاستعداد كي تبقى قواتنا المسلحة درع الوطن وسياجه وحصنه».

وقال «يا من لا يعرف الخوف أو التردد سبيلاً إلى نفوسكم بزنودكم المفتولة تكتبون نصر أمة وبثقتكم بالنصر تصنعون لأجيالها القادمة مستقبلاً زاهياً مشرقاً وبإيمانكم الراسخ بالحق تتحدون الصعاب وتخوضون غمارها غير هيابين ولا وجلين .. فتحية لكم أبثها في الذكرى السابعة والستين لتأسيس حامي الحمى .. جيشنا المقدام .. الجيش العربي السوري الذي خاض ولا يزال معارك الشرف والبطولة دفاعاً عن سيادة الوطن وكرامة الأمة والذي كان لمسيرته النضالية على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن دور بارز في الحفاظ على الهوية الحضارية للأمة وعلى مكوناتها الاجتماعية والثقافية والفكرية».

وأضاف: «إنكم اليوم مدعوون إلى مزيد من الجاهزية والاستمرار في الاستعداد كي تبقى قواتنا المسلحة درع الوطن وسياجه وحصنه .. ثقتي كبيرة بكم وجماهير شعبنا تنظر إليكم على أنكم صمام أمانها ومبعث فخارها وشرف انتمائها والمدافع عن قضاياها العادلة».

وشدد الأسد على أن الجيش كان وسيبقى «عنوان ذلك الانتماء الأصيل للأرض التي غرستم أقدامكم فيها لتحصنوها ولتحولوا بينها وبين أي معتد آثم».

داود أوغلو يبحث في أربيل تحركات أكراد سورية في المناطق الشمالية

أربيل (العراق) – اسطنبول – رويترز – أ ف ب

بدأ وزير خارجية تركيا احمد داود أوغلو امس زيارة إلى أربيل تهدف إلى بحث القلق التركي من تحركات أكراد سورية في المناطق الشمالية.

وحطت طائرة داود أوغلو عند حوالى الساعة 17 (14 تغ) في مطار أربيل.

والتقى داود أوغلو عدداً من المسؤولين على رأسهم رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني.

وقالت مصادر في حكومة إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي أن داود أوغلو يزور أربيل لبحث «وضع الأكراد في سورية». واستضافت أربيل في الأيام الماضية محادثات بين قيادات كردية سورية، في وقت كان رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا يتواجد في عاصمة الإقليم الكردي. في موازاة ذلك قال مسؤولون أتراك إن الجيش التركي أجرى تدريبات بالدبابات قرب الحدود السورية أمس في خطوة تبرز قلق أنقرة من الوضع الأمني على الحدود مع اتساع نطاق الصراع على الجانب الآخر من حدودها الجنوبية. وأجريت التدريبات بعد سلسلة من عمليات انتشار الجيش التركي في المنطقة بسبب تصاعد العنف في سورية.

وقالت وكالة الأناضول للأنباء إن نحو 25 دبابة شاركت في التدريبات في منطقة نصيبين في إقليم ماردين على بعد كيلومترين فقط من الحدود السورية ونقلت عن حاكم ماردين قوله إن التدريبات «ستستمر عدة أيام». وأكد مراد جيرجين المسؤول في نصيبين في مكالمة هاتفية إجراء التدريبات في المنطقة من دون اعطاء المزيد من التفاصيل.

وتقع مدينة القامشلي السورية على الجهة المقابلة مباشرة لنصيبين. وينتاب أنقرة قلق من الأنباء عن أن جماعات كردية مرتبطة بحزب العمال الكردستاني تسيطر على مناطق كردية في شمال سورية.

وتحذر تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي من أن أي هجوم مصدره وجود حزب العمال الكردستاني في شمال سورية من الممكن ان يعطيها مبررا للتدخل. وقصفت انقرة مرارا أجزاء من شمال العراق وأرسلت قوات إلى هناك حيث توجد معسكرات لحزب العمال الكردستاني.

كما طغى الصراع في سورية بشدة على اجتماع المجلس العسكري الأعلى التركي والذي بدأ امس. ويعقد المجلس برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ويضم كبار قادة الجيش مرتين سنوياً لبحث ترقيات الجيش وحالات التقاعد والإقالة.

واشنطن تسمح بدعم “الجيش الحر” مالياً

تركيا تواكب قتال حلب بمناورات حدودية

    واشنطن – هشام ملحم – العواصم الأخرى – الوكالات

اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد في رسالة في مناسبة العيد الـ67 لتأسيس الجيش السوري، أن المعركة التي تخوضها القوات النظامية ضد مقاتلي المعارضة ستحدد مصير البلاد، إلا أن الرسالة لم تشر إلى مكانه بعد أسبوعين من تفجير استهدف مبنى مكتب الامن القومي في دمشق.

وفي مدينة حلب، يسعى مقاتلو المعارضة الى السيطرة على مراكز المخابرات في المدينة الاستراتيجية. وحلقت طائرات هليكوبتر عسكرية في الفضاء، بينما تحاول القوات الحكومية طرد مقاتلي المعارضة من المدينة. وافاد المراقبون الدوليون ان القوات النظامية استخدمت مقاتلات في قصف مقاتلي المعارضة الذين قصفوا بدورهم مراكز القوات الموالية للاسد بالدبابات. وأظهرت لقطات فيديو بثت على الانترنت وروايات لشهود أن مقاتلين من المعارضة نفذوا أحكام اعدام من دون محاكمة في حلب وهو ما كانت قوات الحكومة اتهمت بالاقدام عليه في دمشق حيث استعاد الجيش السيطرة على المدينة الى حد كبير. لكن الاشتباكات في العاصمة بلغت للمرة الاولى حيي باب توما وباب شرقي اللذين تقطنهما غالبية مسيحية.      ص11

وأورد موقع إخباري سوري أن مجموعة مسلحة خطفت الشيخ محمود حسون من جامع أسامة بن زيد الواقع في منطقة أغير بحلب والمعروف بجامع أغير.

ونقلت مصادر إعلامية عن أحد أفراد العائلة أن مجموعة مؤلفة من عشرة مسلحين خطفته مساء الثلثاء أثناء صلاة التراويح. والشيخ محمود حسون هو شقيق مفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون.

واعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة ان “الوضع الانساني يتدهور في حلب وتتنامى حاجات الغذاء بسرعة”. وقال انه ارسل مساعدات غذائية الى 28 الف شخص في المدينة حيث لا تتمكن المستشفيات والمراكز الطبية الموقتة الا بشق الانفس من التعامل مع الاصابات بعد أكثر من اسبوع من القتال.

ودعا القيادي في تنظيم “فتح الاسلام” ابو حسام الشامي في تسجيل صوتي على الانترنت نقله موقع “سايت” المتخصص في رصد المواقع الجهادية، الى الجهاد في سوريا ضد نظام الاسد لوقف “مجازره التي لم يشهد لها التاريخ قذارة وبشاعة”. واضاف: “صبراً صبراً، فالفرج قريب وسينتهي هذا النظام النصيري الفاسد والظالم ومن خلفه دولة الفرس وحزب الله الفاجر”.

سياسياً، سجل انقسام جديد في صفوف المعارضة السورية غداة الاعلان في القاهرة الثلثاء عن تأسيس “مجلس الامناء الثوري السوري” من شخصيات غير حزبية، وتكليفه المعارض البارز هيثم المالح تأليف حكومة انتقالية في المنفى. وهاجم قائد “الجيش السوري الحر” العقيد رياض الاسعد الائتلاف السياسي الجديد ووصف زعماءه بأنهم انتهازيون يسعون الى شق صف المعارضة والاستفادة من مكاسب المقاتلين. كما حمل الاسعد في خطاب بث عبر موقع “يوتيوب” للتواصل على شبكة الانترنت على “عناصر ممن يدعون الانتساب الى جيشنا السوري الحر او قياداته في الداخل” الذين “اصابت البعض منهم حمى التسابق على الفرص واغتنام المناصب الى حد دعاهم الى انشاء وتأسيس حكومات انتقالية”.

وفي الجانب الاخر من الحدود، بدأ الجيش التركي مناورات عسكرية على سرعة دباباته وقدرتها على المناورة في المنطقة الجنوبية الشرقية المحاذية لسوريا. وبدأ وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو زيارة لأربيل للبحث في أوضاع الاكراد في سوريا.

واشنطن

وفي واشنطن، علق ناطق باسم البيت الابيض على دعوة الاسد قواته الى مواصلة القتال ضد متمردي المعارضة، فقال: “نعتقد بصراحة شديدة انه من الجبن أن يدعو رجل (الاسد) متخف عن الانظار قواته المسلحة الى الاستمرار في قتل المدنيين في بلاده”.

وفي تطور لافت، قررت وزارة الخزانة الاميركية السماح لـ”فريق دعم سوريا” وهو منظمة حديثة العهد مؤلفة من سوريين – أميركيين معارضين للنظام، بتقديم الدعم المادي والمالي لـ”الجيش السوري الحر”، وذلك في سياق تكثيف الدعم الاميركي للمعارضة السورية “والتعجيل في عملية اسقاط نظام الاسد، الذي نعتقد انه يقترب بسرعة من لحظة الانهيار الشامل” وفقا لما قاله مصدر مسؤول لـ”النهار”.

وجاء في قرار وزارة الخزانة الذي حصلت “النهار” على نسخة منه ان “الترخيص” يسمح للمعارضة “بتصدير، واعادة تصدير، وبيع او تزويد الجيش السوري الحر، الدعم المالي، واجهزة الاتصالات والخدمات اللوجستية وغيرها من الخدمات الممنوعة وفقا للقرار التنفيذي الرقم 13582 من اجل دعم الجيش السوري الحر…”. ووقع الترخيص في 23 تموز الماضي.

وقالت المصادر إن “فريق دعم سوريا” أكد للسلطات الاميركية ان المساعدات المالية والمادية سترسل الى حسابات مصرفية لافراد او تنظيمات موثوق بها. لكنها أشارت الى انها لا تستطيع ان تضمن ان الاموال بعد وصولها الى المعارضة في سوريا لن تستخدم لشراء الاسلحة. واضافت انه يجب عدم المبالغة في أهمية هذه الخطوة، ويجب النظر اليها على أنها عامل اضافي في سلسلة الخطوات المتلاحقة التي تتخذها واشنطن منذ ان تسارعت التطورات الميدانية في الايام والاسابيع الاخيرة والتي دفعت ادارة الرئيس باراك اوباما الى تكثيف اتصالاتها مع المعارضة في الداخل والخارج السوري لحضها على توحيد صفوفها والتحضير السياسي والتنظيمي لمرحلة ما بعد سقوط النظام.

ويتصرف المسؤولون الاميركيون الان وكأن فرص الحل الديبلوماسي للنزاع في سوريا قد تبخرت كليا، إذ بات هاجسهم الان يتلخص في دعم المعارضة والتعجيل في اسقاط نظام الاسد، وتكثيف الاجراءات الاحتياطية لضمان عدم وقوع الترسانة الكيميائية والبيولوجية السورية في أيدي عناصر متطرفة او غير منضبطة ولمنع النظام من استخدامها.

بوتين الى بريطانيا

وفي موسكو، صرح دميتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الرئيس الروسي سيدافع بقوة عن موقف روسيا من الازمة في سوريا عندما يلتقي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس. وقال: “نتوقع ان تتاح لنا فرصة أخرى لمواصلة حوارنا وأن نوضح للجانب البريطاني موقفنا الواضح والثابت في شأن المسألة السورية”.

ونفى بيسكوف كذلك تصريحات كاميرون التي لمح فيها الى ان بوتين يرى أن على الاسد التنحي. وقال: “نعتقد أن السبب في هذه التصريحات هو خطأ في الترجمة”.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن لقطات الفيديو التي تظهر كما يبدو مقاتلين من المعارضة يقتلون مؤيدين للأسد في حلب تثبت أن كلا الطرفين في الصراع ينتهك حقوق الانسان. وجاء في تعليق له في موقع “تويتر”: “المذبحة القاسية لمؤيدين للحكومة بأيدي المعارضة تؤكد أن انتهاكات حقوق الانسان تحدث من الطرفين… سيكون مفيدا اذا نظر السياسيون العرب والغربيون الى الوضع في سوريا من هذه الزاوية ايضا. ينبغي ان يوقف الجميع العنف”.

فابيوس

وفي باريس، أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن تأييد بلاده الحازم لمشروع الجامعة العربية المقدم الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة في شأن سوريا، مشيرا الى انه يجري اتصالات لعقد اجتماع وزاري في مجلس الامن قبل نهاية الشهر الجاري.

بغداد وموسكو لحل سلمي في سوريا

    رويترز، و ص ف، أ ش أ

 شدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الاوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف خلال لقائهما في بغداد، على ضرورة ايجاد “حل سلمي” يحقق “التحول المطلوب” في سوريا، بينما أظهرت حصيلة رسمية عراقية مقتل 325 شخصاً في تموز وهو ما يجعله الشهر الأكثر دموية في العراق منذ نحو سنتين.

 وجاء في بيان أورده موقع رئاسة الوزراء العراقية ان المالكي والمسؤول الروسي بحثا في “مختلف قضايا المنطقة وخصوصاً الاوضاع الحالية في سوريا”، وشددا على “ضرورة ايجاد حل سلمي يحقن دماء السوريين ويحقق التحول المطلوب دون سفك المزيد من الدماء”. واضاف ان المالكي تلقى دعوة رسمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة موسكو.

 أمنياً، افادت وزارة الداخلية العراقية ان 40 شخصاً بينهم ستة انتحاريين سقطوا بين قتيل وجريح في عملية اقتحام المديرية العامة لمكافحة الإرهاب وسط بغداد ليل الثلثاء، من أجل تهريب سجناء خطرين محتجزين داخلها.

وقال وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات اللواء حسن كوكز ان الخطة التي وضعها الإرهابيون كانت تقضي بتفجير سيارة مفخخة في ساحة الأندلس وثلاث سيارات قرب مبنى المديرية، وقد تمكنوا من تفجير سيارتين بينما فشلوا في تفجير الثالثة.

وأوضح ان الارهابيين اقتحموا مبنى المديرية وهم يرتدون الزي العسكري، وان الشرطة لاحقتهم داخل المبنى مما دفع أحدهم إلى تفجير نفسه. واشار الى ان العملية أسفرت عن مقتل ستة انتحاريين واستشهاد سبعة من أفراد حماية المبنى وجرح 27 شخصاً.

 وجاء في حصيلة اعدتها وزارات الدفاع والداخلية والصحة ان 325 عراقياً قتلوا في شهر تموز هم 241 مدنياً و44 عسكرياً و40 شرطياً، وهي الحصيلة العليا منذ مقتل 426 شخصا في آب 2010. كما قتل 55 ارهابياً واعتقل 300 خلال عمليات دهم الشهر الماضي.

وتنطوي هذه الحصيلة على زيادة مضاعفة في عدد ضحايا أعمال العنف عن شهر حزيران اذ قتل 131 شخصاً. وكانت الحصيلة العليا لهذه السنة في كانون الثاني وبلغت 151 قتيلاً.

على صعيد آخر، أبلغت السلطات العراقية منظمة “مجاهدين خلق” الإيرانية المعارضة التي منحها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين موطىء قدم في العراق أن عليها أن تخرج من مخيم أشرف فوراً وإلا أجبرت على ذلك.

وقال مستشار الأمن الوطني فالح الفياض: “وصلنا إلى طريق مسدود والتمديد ينتهي اليوم (امس). لابد أن ينتقلوا”. ولفت الى ان للسلطات الآن حرية تنفيذ الآليات المطلوبة لنقل افراد “مجاهدين خلق” المقيمين في مخيم أشرف إلى المكان الذي تراه ملائماً.

* في لندن، رفض النائب العام البريطاني “دومينيك غريف” كشف ملفات حرب العراق ممدداً بذلك الحظر الذي فرض عام 2009 في ظل حكومة حزب العمال السابقة.

وقال مكتب النائب العام إن قرار الرفض اتخذ بعد مناقشات مع عدد من اعضاء تلك الحكومة وأعضاء الحكومة الحالية، إلى زعيم المعارضة من حزب العمال إد ميليباند.

سـوريـا فـي ضيـافـة فلسطيـن.. فـي لبنـان

تجد العائلات أمامها خياراً وحيداً هو العيش معاً في منزل واحد

                      لا تسمح ظروف مخيم برج البراجنة باستقبال عدد أكبر من السكان الصور: مصطفى جمال الدين     عدد كبير من العمال السوريين يقيم في مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة منذ سنوات

هما شقيقتان فلسطينيتان، اختار أهلهما تسميتهما سوريا وفلسطين. سافرت الأولى مع زوجها الفلسطيني إلى درعا في العام 1982، في حين بقيت الثانية في مخيم برج البراجنة. وشاءت الظروف التي تمر بها سوريا حالياً، جمع الشقيقتين من جديد، بعدما جاءت سوريا إلى لبنان لإصدار أوراق رسمية، ولم تتمكن من العودة بسبب القصف على درعا، ولا تزال تقيم في منزل شقيقتها فلسطين، في انتظار معجزة ما، تخرج عائلتها العالقة تحت القصف.

ومن مخيم اليرموك، إلى مخيمات لبنان، نزح الفلسطينيون مرة جديدة. وقد سُجلت أسماؤهم في كشوف خاصة، من أجل تأمين المساعدات لهم، فجاءت الكشوف على الشكل التالي: عمر حسن منصور، البلد الأصلي: الطيرة. عنوان السكن: مخيم اليرموك، مكان الإقامة الحالية: منزل إبراهيم الشاعر. عائدة صالح عبد الغني، البلد الأصلي: صفورية، عنوان السكن: مخيم اليرموك، مكان الإقامة الحالية: منزل محمد الأشقر.

يعتبر مخيم اليرموك أكبر تجمّع للاجئين الفلسطينيين في سوريا، ويبعد ثمانية كيلومترات عن وسط العاصمة دمشق. وقد انتقل هؤلاء من نعمة مخيمات سوريا إلى بؤس مخيمات لبنان، هناك مُنحوا حق التملك، وهنا يستثنيهم القانون. وهناك لديهم الحق في العمل وهنا يُحرمون منه، لذلك يأملون العودة إلى منازلهم قريباً، وعدم البقاء في لبنان لفترة طويلة.

وللسوريين حصة أخرى في النزوح إلى المخيمات التي تكتظ أصلا بالآلاف منهم، لأن عدداً كبيراً من العمال السوريين يقيم في مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة منذ سنوات، وقد استدعوا عائلاتهم للعيش معهم، فانقلبت المعادلة: استقبل السوري اللاجئ الفلسطيني إبان الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982، وفي حرب تموز العام 2006، ثم وجد نفسه اليوم ضيفاً على تلك المخيمات. إلا أن الوضع الاقتصادي في المخيمات وموقعها الجغرافي واكتظاظها باللاجئين، لم يسمح للفلسطيني بتكريم ضيفه وتعزيزه، فاكتفى بالترحيب فيه على طريقة: «ما يصيبني يصيبك».

السوري وحيداً

لا إحصاءات مؤكدة حتى الساعة عن عدد اللاجئين السوريين المقيمين في المخيمات الفلسطينية، في حين أجرت اللجان الشعبية في المخيمات مسحاً يظهر نزوح ستين عائلة فلسطينية من سوريا إلى برج البراجنة، وخمسين عائلة إلى مخيم شاتيلا، وثماني عائلات إلى مخيم مار الياس، ومئة وأربعين عائلة إلى مخيم الجليل في بعلبك، بينما توزعت نحو مئة وأربعين عائلة على مخيمات الشمال.

ويلفت رئيس اللجان الشعبية أحمد مصطفى إلى أن الكشف الخاص بأسماء النازحين، رُفع إلى كل من وكالة «الأونروا» و«منظمة التحرير الفلسطينية» وعدد من الجمعيات المعنية بأوضاع الفلسطينيين، لتقديم المساعدات الإنسانية لهم.

وبعد جولة على مخيمي برج البراجنة وشاتيلا، تبيّن غياب المساعدات عن النازحين السوريين، فيما رفض غالبيتهم اللجوء إلى السفارة السورية في لبنان، بسبب تأييدهم الجيش السوري الحر، المنشقّ عن النظام، بخلاف اللاجئ الفلسطيني الذي تخوّله بطاقة لاجئ الحصول على المساعدات من «الأونروا».

يوجد في مخيم برج البراجنة العديد من السوريين النازحين من درعا وإدلب وشرق حلب، وقد أقاموا لدى عمّال يسكنون في المخيم منذ فترة طويلة، ويتقاسمون معهم منزلا بغرفتين، للتوفير في المصاريف.

علي شحادات، عامل سوري يسكن في المخيم منذ ثلاث سنوات، ويعمل في نقل البضائع لدى إحدى الشركات. كان يتشارك مع زملائه دفع الإيجار، ويرسل المال المتبقي من راتبه إلى عائلته في سوريا. اليوم اختلف الوضع بعدما استدعى العائلة للعيش معه، واضطر إلى البحث عن منزل جديد للإقامة فيه.

ولا تسمح ظروف المخيم باستقبال عدد أكبر من السكان، فهو يشهد كارثة انهيار بعض المنازل القديمة التي كانت آيلة للسقوط. لذلك، تجد العائلات أمامها خياراً وحيداً هو العيش معاً في منزل مؤلف من غرفتين.

وقد قام صاحب مبنى حديث الإنشاء في أحد أزقة المخيم، بتأجير شقق الطوابق الثلاثة، لعائلات سورية، تؤوي كل شقة أكثر من عائلة. ما دفع بعضها إلى نصب خيم فوق سطح المبنى، بسبب عدم اتساع المنزل لجميع أفرادها.

نزح أشقاء إبراهيم الثلاثة مع زوجاتهم وأطفالهم من شرق حلب منذ شهرين، بعد تعرض منازلهم للقصف، وجاؤوا إلى مخيم برج البراجنة، على اعتبار أن بدلات الإيجار فيه أقلّ كلفة. لكن النازحين، فلسطينيين وسوريين، يشكون حالياً من ارتفاع بدلات الإيجار التي وصلت إلى ثلاثمئة دولار أميركي بدل الشقة الواحدة. وحالة الاثنين هنا متشابهة، فإذا وجد الفلسطيني أقارب له في المخيم، لا يستطيع العيش معهم لضيق المكان.

وكان اللافت في مخيم برج البراجنة، تردّد اللاجئين السوريين في التحدث إلى الإعلام، بخلاف الفلسطيني الذي اعتاد على سرد قضيته أينما وجد في بلاد الشتات. وفي السياسة لا تعليق على كل من الموالين للنظام، والثائرين عليه.

لا منازل فارغة في شاتيلا

يختلف الوضع في مخيم شاتيلا. هنا، يعلن البعض تأييدهم «الجيش السوري الحر»، ويتهمون النظام بأنه وراء تدمير منازلهم، ولا يخشون الإفصاح عن أسمائهم، «لأننا سنعود إلى سوريا قريباً بعد إسقاط النظام».

يقول عبدو الذي نزح من حماه منذ ستة أشهر إنه يعيش وعائلته المؤلفة من زوجته وطفلين من راتبه الذي بالكاد يكفي لإطعام طفليه. وينتقد غياب المساعدات عن اللاجئين السوريين، مؤكداً أنه منذ وجوده في مخيم شاتيلا، لم يدق أحد بابه ليسأله ما إذا كان بجاجة إلى شيء.

وجاءت أديبة من حماه برفقة زوجها وعائلتها المؤلفة من أكثر من عشرة أشخاص. وتقول إنهم لا يتلقون المساعدات، بينما يعيل شابان العائلة من خلال عمل متواضع. تشيد بجيرة الفلسطينيين، لكنها تنزعج من معاملة الأطفال الفلسطينيين لأترابهم السوريين. وتؤكد أن هؤلاء يتعرضون للضرب والإهانات. ولم يعد في شاتيلا أي منزل فارغ لاستقبال اللاجئين. ويواجه اللاجئ الفلسطيني محمد عفيفي تلك المشكلة بعدما نزح من مخيم اليرموك مع عائلته، ليقيم مؤقتاً مع ابن عمه في المخيم. وحتى الساعة لم يجد منزلا للسكن فيه، فمنح نفسه مهلة أسبوع، وإلا سيضطر إلى العودة إلى سوريا والعيش تحت القصف.

الأسد: المعركة مصيرية وعملاء الداخل جسر عبور للعدو

أزمـة سـوريا فـي مهـب رصـاص حلـب

بلغ العنف في مدينة حلب السورية مستويات غير مسبوقة، مع استخدام الجيش السوري لطائرات حربية مقاتلة، والمعارضة المسلحة للدبابات والإعدامات بحقّ انصار النظام. وتعلو أصوات المدافع والرصاص في المدينة وغيرها من المحافظات السورية التي تشهد عنفاً متواصلاً، لتبدد أية مؤشرات على احتمال حدوث تسوية ما، فيما يشتد العمل المسلح ميدانيا من الطرفين، بانتظار الحسم في حلب لتتضح وجهة الازمة، وذلك بمؤازرة استخباراتية وأمنية وعسكرية من أطراف خارجية عديدة، أكدت واشنطن امس على دورها فيها.

واعتبر الرئيس السوري بشار الأسد في رسالة وجهها إلى الجيش السوري لمناسبة عيده أن «مصير الشعب والأمة» يتوقف على المعركة التي يخوضها الجيش، منبها إلى «عملاء الداخل» الذين اتهمهم بتشكيل «جسر عبور» لضرب استقرار سوريا.

واعتبرت واشنطن أن دعوة الرئيس السوري قواته لمواصلة القتال ضد المعارضة المسلحة هو عمل «جبان»، فيما رأت موسكو أن ممارسات المسلحين في حلب تؤكد ان طرفي القتال ينتهكان حقوق الإنسان.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فينتريل أن الإدارة الاميركية رصدت إلى الآن مبلغ 25 مليون دولار لمساعدة المعارضة السورية بمعدات «غير قاتلة»، مثل أجهزة الاتصال، قد أنفقت منها «ملايين الدولارات». وقال مسؤول أميركي إن المعدات المقدمة تشمل أدوات اتصال مشفّرة.

كما رصدت وزارة الخارجية الاميركية إلى جانب ذلك، 64 مليون دولار للمساعدة الإنسانية للسوريين، بما يتضمن مساعدات لبرنامج الغذاء العالمي، واللجنة الدولية للصليب الأحمر ووكالة إغاثة أخرى.

وأجرى الجيش التركي في هذه الأثناء، تدريبات بالدبابات قرب الحدود السورية، عشية تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة صباح اليوم، على مشروع قرار رمزي دفعت به الجامعة العربية، يطالب الأسد بالتنحي وتحويل السلطة إلى حكومة انتقالية، والذي يسبق اجتماعا وزاريا لمجلس الامن حول سوريا «قبل نهاية» شهر آب

واضافت غوشة ان الطائرات المقاتلة تستخدم الان في الصراع. وقالت «لدينا تقارير من مراقبين تفيد بأن هناك استخداما للاسلحة الثقيلة بما في ذلك الدبابات والمروحيات والرشاشات الثقيلة بالاضافة الى المدفعية. امس (الأول) وللمرة الاولى شاهد مراقبون اطلاقا للنار من طائرة مقاتلة.»

واظهرت مشاهد مصورة إعدام أربعة رجال موالين وجثث من يسمون بـ«الشبيحة» الموالين للحكومة في مركز للشرطة، أن مقاتلي المعارضة يستخدمون الأساليب ذاتها التي جرى التنديد بقوات الرئيس السوري لاستخدامها.

وفي تسجيل الفيديو قيل إن «الشبيحة» الأربعة من عشيرة بري. وكان اثنان منهم على الأقل يرتديان الملابس الداخلية بينما كان يجري اقتيادهما وجعلهما مع الآخرين يصطفون أمام جدار.

ويسعى المسلحون المعارضون الى السيطرة على مقرات الاستخبارات في مدينة حلب، وذلك بعد تمكنهم من الاستيلاء على ثلاثة مراكز للشرطة، بحسب ما افاد احد قادة «الجيش السوري الحر» عبد الناصر فرزات بالقرب من حلب.

وكما هي العادة وفق التقليد السنوي، وجه الأسد كلمة عبر مجلة «جيش الشعب» إلى الجيش السوري لمناسبة الذكرى السابعة والستين لتأسيسه. وبعدما وجه التحية للجنود مشيدا بأدائهم، قال الأسد «أيها الأخوة الضباط وصف الضباط والأفراد، إن معركتنا مع العدو معركة متعددة الأشكال واضحة الأهداف والمعالم. معركة يتوقف عليها مصير شعبنا وأمتنا، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، فعدونا بات اليوم بين ظهرانينا يتخذ من عملاء الداخل جسر عبور له، ومطية لضرب استقرار الوطن وزعزعة أمن المواطن، والاستمرار في استنزاف قدراتنا الاقتصادية وكفاءاتنا العلمية، وصولا إلى إضعافنا ومنعنا من رسم مستقبلنا والانطلاق بمجتمعنا إلى مصاف المجتمعات المتطورة القادرة على مواكبة العصر ومستجداته، وعلى مواجهة الأخطار والتحديات والتصدي لها».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في رد على رسالة الاسد الى جيشه «نعتقد وبصراحة شديدة انه من الجبن أن يقوم رجل (الاسد) متخف عن الانظار بدعوة قواته المسلحة الى الاستمرار في قتل المدنيين في بلاده».

في المقابل، أجرى الجيش التركي تدريبات بالدبابات قرب الحدود السورية في خطوة تبرز قلق أنقرة من الوضع الأمني على الحدود مع اتساع نطاق الصراع على الجانب الآخر من حدودها الجنوبية.

من جانبه، اكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الاجتماع الوزاري حول سوريا في مجلس الامن الدولي الذي ترأسه فرنسا هذا الشهر سيعقد «قبل نهاية آب»، بعدما صرح الاثنين انه يسعى الى عقد الاجتماع هذا الاسبوع. وقال فابيوس في بيان ان «الرئاسة الفرنسية لمجلس الامن الدولي ستلعب دورها كاملا للمساهمة في حل الازمة. اجريت الاتصالات اللازمة من اجل عقد اجتماع وزاري لمجلس الامن الدولي قبل نهاية آب الحالي».

وافادت مصادر دبلوماسية ان قرار تأخير اجتماع مجلس الامن يأتي لعدم التضارب مع اجراء بدأته الجامعة العربية من اجل تبني الجمعية العامة للامم المتحدة قرارا يدين القمع في سوريا.

وتصوت الجمعية العامة صباح اليوم على مشروع القرار العربي، الذي يمتلك قيمة رمزية فحسب، والذي يدعو الأسد إلى تسليم السلطة لحكومة انتقالية، ويطالب بوقف استخدام الأسلحة الثقيلة ضد التجمعات السكنية.  («السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب)

قوات المعارضة السورية تزحف نحو القلعة الاثرية في قلب حلب

حلب- (رويترز): على خط المواجهة في معركة السيطرة على مدينة حلب اصبحت القلعة القديمة قريبة المنال من أيدي قوات المعارضة السورية.

وبينما تزحف المعارضة نحو قلب اكبر المدن السورية يمكنها أن ترى على مرمى البصر الجدران الحجرية للحصن الذي بني قبل 800 عاما على تل تكسوه الاعشاب على بعد 200 متر فقط.

وقال احمد وهو شاب نحيل من مقاتلي المعارضة “يوما ما قريبا سنسير داخلها. سنصل إلى قلب المدينة”. ويضع احمد يده فوق عينيه من ضوء الشمس وهو ينظر نحو القلعة -التي كانت يوما ما رمزا للقوة العسكرية للعرب وكانت مؤخرا مقصدا للسياح- بينما كان يقف في شرفة صدئة بشقة سكنية مهجورة.

ويقول احمد “في المساء عندما يصبح الجو لطيفا يبدأ القتال. يحلقون بطائرات الهليكوبتر ويستهدفوننا بنيران القناصة من القلعة. ونحن نتحصن في مواقعنا ونرد عليهم باطلاق النار”.

ويقول مقاتلو المعارضة -الذين يقاتلون في الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا ضد الرئيس السوري بشار الاسد-ان الاراضي التي سيطروا عليها تثبت انهم يتقدمون نحو قلب اكبر مدينة في سوريا.

وتتفوق قوات الاسد بشكل كبير من حيث التسليح على قوات المعارضة لكن الاخيرة تعتقد ان ما ينقص القوات الحكومية هو ارادة النصر.

ومن اعمق نقطة لهم داخل المدينة في حي باب الحديد يجوب مقاتلو المعارضة المسلحين الشوارع وهم يحملون السلاح ويغطون وجوههم بالكوفيات. وتسير السيارات مسرعة على الشوارع الرئيسية إلى الميدان مرورا بموقعين اقام فيها مقاتلو المعارضة متاريس من اكياس الرمل. ويختبئ مقاتلو المعارضة في الحواري حاملين قذائف صاروخية وبنادق.

ويقول احد هؤلاء المقاتلين “جنود النظام في مكان ما على هذا الطريق على بعد بضعة مئات من الامتار فقط”. ويبدو هذا المقاتل هادئا لكنه أبدا لا يخفف قبضته على قاذفة الصواريخ المضادة للمدرعات التي يحملها على كتفه.

واغلق مقاتلو المعارضة الطرق المؤدية إلى ساحة باب الحديد بصناديق خشبية ومكاتب معدنية انزلوها إلى الشوارع. ومن هناك وعلى مسافة قصيرة يقع وسط المدينة التاريخي.

واصيبت البوابة الحجرية المؤدية الي الساحة -والتي نجت على مدار مئات السنين من الحكام المتعاقبين- بطلقات في القتال الجاري حاليا.

وفي حرارة الظهيرة لا يسمع في المدينة سوى اصوات السيارات العابرة والرجال الذين يتبادلون التحية في الشوارع. ويقول سكان ان اغلب النساء والاطفال فروا من المدينة.

وقال رجل مسن وهو يقف امام مخبزه -وهو واحد من متاجر قليلة لم تغلق في المدينة “الغريب حقا هو قلة القتال هنا. انا مندهش لأن النظام لم يأت إلى هذا المكان. انظر إلى اي مدى اقتربوا (مقاتلو المعارضة) من الرمز الرئيسي للمدينة”.وعلى الطريق الرئيسي نحو القلعة يقول مقاتلون معارضون انهم تقدموا ببطء لبضعة امتار في اليومين الماضيين. ويحدد المقاتلون نهاية ارضهم بحافلة حمراء محترقة عبر الطريق يرفرف فوقها علم الانتفاضة بألوانه الابيض والاخضر والاسود.

ونقشت على الحافلة عبارة باللون الاسود تقول “نحن الجيش السوري الحر”.

ويقود محمد (23 عاما) الذي تبرز عضلاته بوضوح من قميصه الاسود مجموعة من المقاتلين المعارضين الشبان يحرسون موقعهم في الطرف الشمالي للمدينة.

ويقول ان قناصة الحكومة ليسوا بعيدين لكن الابتسامة العريضة على وجهه لا تتأثر مطلقا.

وقال “نحن نقف في نقطة الدفاع الاولى للثوار ولحلب المحررة. من هذه النقطة هنا – الساحة الرئيسية بالمدينة – توجد منطقة سعد الله الجابري على بعد حوالي 700 متر من هنا”.

وتقع أغلب المصالح الحكومية في منطقة سعد الله الجابري مما يجعلها الهدف الاستراتيجي النهائي كما يقول ربما اكثر من القلعة الجميلة التي اعلنتها منظمة الامم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة (اليونسكو) موقعا للتراث العالمي.

وقال محمد “بعون الله سنواصل التقدم نحوها في الايام القادمة وسنحررها من العدو”.

ويؤكد مقاتلو المعارضة ان هجمات القوات الحكومية حتى بالمدفعية والدبابات لا يمكنها ان تجبرهم على التراجع.

وقال المقاتل محمد وهو يجمع شظايا صاروخ قال ان القوات الحكومية اطلقته على نقطة تفتيش يقف فيها رجاله “الطريقة الوحيدة التي يمكن ان يكونوا بها مؤثرين هي نشر قوات على الارض لكن رجالهم ليست لديهم الرغبة في خسائر كبيرة في الارواح.

“لذا فهم يقصفون فقط. ادخل إلى عمق المدينة فستجد المدينة القديمة عبارة عن شبكة من الحواري والازقة الصغيرة الملتوية”.

ويقول بعض السكان انهم يشعرون بانهم محصورون في منطقة وسط المدينة الهادئة التي تنتظر الانفجار.

وهمس رجل مسن بلحية بيضاء “لدينا نظام يقصف وثوار في الشوارع ونحن المدنيون محصورون بينهما”.

لكن مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون قوات الاسد لأكثر من عام لا ينظرون إلا إلى الامام. وقال المقاتل محمد “قريبا سترانا في القلعة. ومن هناك سترى حلب الحرة”.

سي أن أن تدخل معتقلاً للجيش السوري الحر وتتحدث عن تعرض المعتقلين للتعذيب

مقاتلون من الجيش السوري الحر يضربون مواليين للنظام

واشنطن- (يو بي اي): نشرت شبكة (سي أن أن) الأمريكية، الأربعاء، تقريراً عن أحد سجون “الجيش السوري الحر” بإحدى المدارس شمال سوريا، حيث أشارت إلى تعرّض المعتقلين للتعذيب رغم تأكيدات القيمين على السجن أنهم يعاملونهم أفضل مما يعامل النظام المعتقلين لديه.

وأوضحت الشبكة أنها زارت مدرسة ابتدائية في شمال البلاد اكتظت بعناصر أمن و”شبيحة” اعتقلهم معارضون مسلحون من وحدة (لواء التوحيد)، لافتة إلى أن هذه المدرسة التي لم تحدد موقعها، أصبحت منذ عدة شهور، معتقلاً مؤقتاً يضم نحو 112 سجيناً على الأقل.

وقالت إنه في أحد الغرف كان هناك نحو 40 معتقلاً، حفاة الأقدام وحليقي الرؤوس يحاولون إخفاء وجوههم من عدسات الصحافيين الذين يقومون بزيارة هذا المعتقل لتفقد الأحوال هناك.

ونقلت عن حارس المعتقل الذي طلب مناداته بـ(أبو حاتم)، قوله إن التسهيلات بالمعتقل تفوق بكل الأحوال جميع معتقلات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وقال إن “السجناء والحراس يأكلون من نفس الطعام”.

غير أن الشبكة تابعت أنه بنظرة تفقدية سريعة على تلك الغرفة، كانت هناك علامات واضحة تشير إلى تعرض المعتقلين للضرب المبرح من قبل المتمردين، أحدهم عيناه متورمتان مع احمرار شديد، وبالكاد يستطيع أن يرى.

واستدعى أبو حاتم أحد المعتقلين بتلك الغرفة، وأمره بخلع قميصه لتظهر مجموعة من الوشومات على صدره للرئيس السابق حافظ الأسد، وابنه المتوفى باسل، بجانب الرئيس الحالي بشار وكتابات مثل “سوريا ـ بشار الأسد” و”رجال الأسد” و”يحيا حزب الله”.

غير أن الشبكة قالت إن أكثر الأمور المقلقة على هذا الرجل، هي عشرات الجروح البالغة الحديثة التي تظهر بين الوشومات، والتي عجز الحارس عن إيجاد تبريرات لها، لكنه برر جرحاً عميقاً في جذعه قائلاً “لقد اعترف الرجل بارتكابه جرائم ضد الثوار، لذلك قام بجرح جذعه للتبرع بدمه لنا.. لقد كان قائداً لمجموعة من (الشبيحة) قامت بسحق الثوار، بجانب اتصاله المباشر بالمخابرات السورية”.

ونقلت الشبكة عن قائد المعتقل الملقّب بـ(جامبو)، قوله “أريد أن أعذب جميع الشبيحة، ولكننا نعمل حسب شريعة الله، حتى أننا لا نصفع أحد منهم بمجرد اعتقاله”، غير أن أحد رجال جامبو ما يلبث أن يحضر أحد المعتقلين لمحاورته، والذي تظهر على معصميه العديد من الكدمات قد تكون نتجت من الحبال التي وثق بها، وكان يرتجف من الفزع، وفي كل مرة تكلم فيها كان ينظر إلى جامبو بنظرات من الرعب وكأنه يخشى تعرضه للأذى.

وأنكر محمد الذي يتهمه خاطفوه بالإنضمام للشبيحة، هذه هي التهمة، مؤكدا أنه كان مجرد موظف حكومي في دائرة حسابات بلدية مدينة حلب قبل أن يفجرها المتمردون.

وحين حاول جامبو التأكيد على أن الرجل لم يعذب في المعتقل، أومأ إليه بأن يخلع قميصه، لكن محمد همس له قائلا “لا، ما زالت توجد علامات”.

في الجانب الأخر من المعتقل، هناك غرفة أخرى للمعتقلين تحوي 40 معتقلا تقريباً معظمهم في تلك الغرفة يقدمون أنفسهم على أنهم برتبة رائد أو عقيد، يجلسون جميعا على الأرض بالقرب من السبورة التي تمتلئ بالكثير من الآيات القرآنية.

وقالت سي أن أن إن المعتقلين في هذه الغرفة أكثر حظاً، حيث لوحظ أن “جامبو ورجاله” يعاملونهم باحترام وفير.

الإفراج عن شقيق مفتي سوريا الذي اختطف قبل يومين في حلب شمال البلاد

دمشق- (يو بي اي): أُطلق الخميس سراح الشيخ محمود حسون الأخ الشقيق لمفتي سوريا الشيخ أحمد بدرالدين حسون، الذي اختطف الثلاثاء في حلب شمال البلاد.

وقال مصدر سوري ليونايتد برس إنترناشونال إنه تم اليوم إطلاق سراح الشيخ محمود حسون الأخ الشقيق لمفتي الشيخ أحمد بدرالدين حسون الذين اختطف قبل يومين في حلب.

ولم يذكر المصدر المزيد من التفاصيل حول الجهة الخاطفة أو كيفية الإفراج عن الشيخ محمود حسون.

وكان شقيق مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون، قد اختطف الثلاثاء من داخل مسجد أسامة بن زيد في حلب.

الاسعد يتهم قيادة الداخل بالسعي لإعادة احياء النظام.. وفتح الاسلام تدعو للجهاد في سورية

الجيش الحر ينفذ اعدامات بحق شبيحة وموالين للنظام في حلب

الاشتباكات تصل الى حيين مسيحيين بدمشق.. والاسد يشيد بقواته

دمشق ـ عمان ـ بيروت ـ وكالات: وصلت المواجهات بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين الاربعاء، للمرة الاولى منذ بدء الاضطرابات الى مشارف حيي باب توما وباب شرقي المسيحيين في وسط دمشق، فيما تستمر المعارك على اشدها في حلب، كما أوضحت لقطات تظهر فيما يبدو إعدام أربعة رجال موالين للرئيس السوري بشار الأسد وكومة من جثث الشبيحة الموالين للحكومة في مركز للشرطة .

ويظهر تسجيل فيديو على موقع يوتيوب على الانترنت أربعة من أفراد الشبيحة يجري اقتيادهم إلى ساحة مزدحمة قبل إطلاق وابل طويل من النيران مع سماع تكبيرات، ومع انقشاع الدخان تظهر كومة من الجثث بجوار أحد الجدران.

ونفذ الإعدام فيما يبدو في فناء مدرسة بمكان غير معلوم بحلب، ووقع في الوقت الذي كانت تهاجم فيه قوات الأسد أحياء سكنية بنيران المدفعية ومن الجو لمحاولة إخراج مقاتلي المعارضة.

وفي تسجيل الفيديو الذي لم يتسن التحقق منه من جهة مستقلة قيل إن الشبيحة الأربعة من عائلة بري. وكان اثنان منهم على الأقل يرتديان الملابس الداخلية بينما كان يجري اقتيادهما وجعلهما يصطفان مع الآخرين أمام جدار.

وأظهر تسجيل فيديو آخر مقاتلي المعارضة وهم يتفاخرون الثلاثاء بعد السيطرة على مركز للشرطة في بلدة النيرب إلى الجنوب الشرقي من حلب.

وطلب أحد المقاتلين – قبل توجيه الكاميرا إلى مركز الشرطة وإظهار 15 جثة على الأقل في الحديقة وداخل المبنى الذي أحرق جزء منه – من الناس المجيء لمشاهدة جثث الناس الذين يموتون من أجل الأسد.

جاء ذلك فيما اسفرت اعمال العنف في سورية الاربعاء عن مقتل 110 اشخاص على الاقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتواصلت الاربعاء المعارك في حلب (شمال) بين الجيش النظامي و’الجيش السوري الحر’، المكون بشكل اساسي من جنود منشقين، للسيطرة على ثاني كبرى المدن السورية والعاصمة الاقتصادية للبلاد، في حين افادت بعثة المراقبين الدوليين ان القوات الحكومية تستخدم الطيران الحربي لقصف المدينة، وان المعارضة المسلحة ‘تملك اسلحة ثقيلة بما في ذلك دبابات’.

في هذا الوقت، اكد الرئيس بشار الاسد الاربعاء ان الجيش السوري يخوض ‘معارك بطولة وشرف’ ضد ‘العدو’ يتوقف عليها ‘مصير’ الشعب السوري والامة.

وقال الاسد في كلمة وجهها الى الجيش السوري بمناسبة عيد تأسيسه السابع والستين ونقلتها وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان ‘معركتنا مع العدو معركة متعددة الأشكال واضحة الأهداف والمعالم.. معركة يتوقف عليها مصير شعبنا وأمتنا ماضيا وحاضرا ومستقبلا’.

ومن جهته انتقد قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الاسعد الاربعاء قيادة الجيش السوري الحر في الداخل، معتبرا ان طرحها لمشروع حكومة انتقالية يؤكد سعيها للحصول على مناصب، ويساهم في اعادة احياء نظام الرئيس بشار الاسد.

وحمل الاسعد في خطاب تم بثه عبر موقع ‘يوتيوب’ للتواصل على شبكة الانترنت على ‘عناصر ممن يدعون الانتساب الى جيشنا السوري الحر او قياداته في الداخل’ الذين ‘اصابت البعض منهم حمى التسابق على الفرص واغتنام المناصب الى حد دعاهم الى انشاء وتأسيس حكومات انتقالية’.

من جهة ثانية، انتقد الاسعد ايضا المجلس الوطني السوري المعارض من دون ان يسميه سائلا ‘الساسة في المعارضة السياسية’ عن ‘الشح في الذخيرة والعتاد والعدة’ للجيش الحر، و’الى اين تذهب المعونات والدعم الخارجي؟’.

الى ذلك افاد احد قادة الجيش السوري الحر العميد عبد الناصر فرزات الاربعاء لمراسل وكالة فرانس برس قرب حلب، ان المقاتلين المعارضين يسعون الى السيطرة على مقرات المخابرات في مدينة حلب، بعد استيلائهم على ثلاثة مراكز للشرطة.

في هذا السياق، افاد مصدر امني في دمشق لفرانس برس ان ‘هدف المتمردين هو الاستيلاء على مقر المخابرات الجوية في حي الزهراء الذي يقع في الضواحي الغربية لمدينة حلب’.

وعلى الجانب الاخر من الحدود بدأ الجيش التركي تدريبات عسكرية على سرعة دباباته وقدرتها على المناورة في المنطقة الجنوبية الشرقية المحاذية لسورية، بحسب وكالة انباء الاناضول. وتأتي هذه التدريبات بعد ان ارسلت تركيا قافلة من الدبابات والاسلحة وبطاريات صواريخ ارض جو الى الحدود مع سورية لتعزيز دفاعاتها مع تصاعد العنف على الجانب الاخر من الحدود.

وافادت الناطقة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سورية سوسن غوشة لفرانس برس ان الجيش السوري يستخدم الطيران الحربي في قصف حلب.

ولفتت الى ان المراقبين الدوليين يملكون كذلك ‘معلومات مؤكدة عن ان المعارضة (المسلحة) في حلب تملك اسلحة ثقيلة بما في ذلك دبابات’.

واضافت ‘نحن قلقون جدا من القتال العنيف في حلب’، مشيرة الى ان هناك تقارير عن ‘نزوح جماعي من المنطقة’، ومؤكدة وجود ‘نقص في الاغذية والوقود والغاز’.

من جهة اخرى دعا قيادي في تنظيم فتح الاسلام الى الجهاد في سورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد لوقف ‘مجازره التي لم يشهد لها التاريخ قذارة وبشاعة’، وذلك في تسجيل صوتي نشر على الانترنت ونقله موقع ‘سايت’ المتخصص في رصد المواقع الجهادية.

وقال ابو حسام الشامي ‘امير كتائب الخلافة في الشام- تنظيم فتح الاسلام’ في رسالته الصوتية ان ‘هذه المجازر وتلك التي لم يشهد لها التاريخ قذارة وبشاعة قد حتمت علينا عهد الثأر والانتصار لكل نفس بريئة ازهقت’.

واضاف ان ‘كل من يريد ان يجاهد من ابناء الشام وابناء المسلمين ويقاتل الكفر والظلم والجور ليعلي كلمة الله فهو من فتح الاسلام وفتح الاسلام منه’.

الجيش السوري يؤجل معركة حلب لاستكمال الاعداد لحرب الشوارع

دمشق ـ ‘القدس العربي’ من كامل صقر: قال مصدر أمني سوري لـ ‘القدس العربي’ ان القيادة العسكرية في دمشق مستمرة في إرسال تعزيزات عسكرية إلى مدينة حلب استعداداً لما قال انها المعركة الكبرى هناك في مواجهة مقاتلي الجيش الحر المسيطرين على عدد من أحياء المدينة في الشمال السوري.

التعزيزات المتوالية إلى حلب تتبع لمختلف الاختصاصات العسكرية أبرزها المشاة والمدفعية والإشارة، وتتمركز قوات الجيش السوري حالياً بمعظمها في منطقتين رئيسيتين الأولى على اوتوستراد الحمدانية، والثانية في مدرسة المشاة العسكرية الموجودة بحي النيرب.

حسب آخر المعطيات التي حصلت عليها ‘القدس العربي’ فإن القوات النظامية تستعد لمواجهة أكثر من خمسة آلاف مقاتل معارض في حلب معظمهم قدموا من الأرياف وانضم إليهم إيضاً مئات آخرون من عدد من أحياء المدينة وأبرزهم من الميسر والسكري وصلاح الدين والصاخور، وحسب تلك المعطيات فإن هؤلاء المقاتلين باتوا حالياً ينتظمون في لواءين مقاتلين، الأول تحت اسم ‘لواء التوحيد’ الذي جرى تجميعه في إحدى القرى الحدودية في الشمال بالقرب من الأراضي التركية، والثاني هو ‘لواء الفتح’ وهو لواء حديث العهد تشكل في اليومين الماضيين من عدة كتائب مسلحة.

المعطيات الميدانية تؤكد أن الجيش النظامي لم يتجه حتى الآن للتعاطي ميدانياً بطريقة حرب الشوارع التي يعتمدها مقاتلو الجيش الحر، ويستند على عمليات القصف الثقيل بالمدفعية لمواقع محددة تقول معلومات الجيش ان مسلحين يختبئون فيها، لكن هؤلاء المسلحين يلجأون إلى الملاجئ التي تتوفر في معظم الأبنية السكنية الحلبية وذلك عندما تبدأ قوات الجيش النظامي القصف المدفعي أو القصف بالدبابات، وبلجوء المقاتلين للملاجئ وبالتالي فإن معظم هذا القصف لا يلحق خسائر كبيرة في صفوف الجيش الحر.

المصدر الأمني الذي تحدث لـ ‘القدس العربي’ قال ان التأخير في الدخول الجدي للجيش السوري إلى أحياء حلب مردّه بالدرجة الأولى الإعداد لدخول أرتال وسرايا من قوات النخبة التي سيوكل لها تنفيذ عمليات إنزال جوي واقتحامات في الشوارع، وكذلك تجنب إدخال آليات وعربات ستكون مكشوفة لمقاتلي الجيش الحر وفي مرمى نيرانهم.

الاسد يؤكد ان سورية تخوض معركة ضد ‘العدو’ يتوقف’عليها”مصير الشعب والامة

دمشق ـ ا ف ب: اكد الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء ان الجيش السوري يخوض ‘معارك بطولة وشرف’ ضد ‘العدو’ يتوقف عليها ‘مصير’ الشعب السوري والامة، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).

وجاء ذلك في كلمة وجهها الى الجيش السوري بمناسبة عيد تاسيسه السابع والستين عبر مجلة ‘جيش الشعب’.

وجاء في نص الكلمة ‘إن معركتنا مع العدو معركة متعددة الأشكال واضحة الأهداف والمعالم.. معركة يتوقف عليها مصير شعبنا وأمتنا ماضيا وحاضرا ومستقبلا’.

واكد الاسد ان ‘الجيش العربي السوري خاض وما يزال معارك الشرف والبطولة دفاعا عن سيادة الوطن وكرامة الأمة (…)’، مضيفا ان ‘عدونا بات اليوم بين ظهرانينا يتخذ من عملاء الداخل جسر عبور له ومطية لضرب استقرار الوطن وزعزعة أمن المواطن’.

واستنهض الاسد القوات المسلحة السورية داعيا اياها الى ‘مزيد من الجاهزية والاستمرار في الاستعداد كي تبقى قواتنا المسلحة درع الوطن وسياجه وحصنه’.

وقال ‘ثقتي كبيرة بكم وجماهير شعبنا تنظر إليكم على أنكم صمام أمانها ومبعث فخارها وشرف انتمائها والمدافع عن قضاياها العادلة’.

وشدد الاسد على ان الجيش كان وسيبقى ‘عنوان ذلك الانتماء الأصيل للارض التي غرستم اقدامكم فيها لتحصنوها ولتحولوا بينها وبين اي معتد آثم’.

واعتبر وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج، من جهته، في تصريح بثته سانا ان المعركة التي يقوم بها الجيش اليوم ‘جزء لا يتجزأ من معركة المصير في الصراع الرئيسي مع العدو الصهيوني ومن يدعمه وإفشال مخططاتهم في تقسيم بلادنا تمهيدا لتحطيمها’.

واكد فريج ان ‘النصر على هذه المؤامرة الكبرى قريب وأن سورية ستخرج أكثر قوة وحضورا إقليميا ودوليا فاعلا’.

كما اشار الى اصرار عناصر القوات السورية الذين ‘يخوضون معركة الدفاع عن عزة الوطن واستقلاله وسيادته ويتصدون بكل رجولة وحزم للمجموعات الإرهابية المسلحة ومن يدعمها بالمال والسلاح على ملاحقة فلول عناصر تلك المجموعات أينما وجدت والقضاء عليها وتخليص الوطن من شرورها وإعادة الأمن والأمان للوطن والمواطنين’.

ياتي ذلك في وقت تصاعدت حدة المعارك والاشتباكات في عدد من المناطق السورية وخصوصا في مدينة حلب حيث اعلن الجيش السوري الحر الثلاثاء استيلاءه على ثلاثة اقسام للشرطة. فيما تواصل استقدام الحشود من قوات النظام والجيش السوري الحر الى المدينة تمهيدا ل’معركة طويلة الامد’، بحسب مصدر امني سوري.

سوريا | المراقبون يؤكّدون دخول أسلحة ثقيلة للمعارضين… والأسعد ينفي تغلغل «القاعدة»

الأسد: عدونا بات بين ظهرانينا

لمناسبة عيد الجيش، وجّه الرئيس السوري بشار الأسد، كلمة إلى القوات المسلحة، أكّد فيها أنّ «عدونا بات اليوم بين ظهرانينا»، فيما استمرت الاشتباكات في حلب وعادت إلى أحياء في دمشق

في كلمة وجهها إلى الجيش السوري لمناسبة عيد تأسيسه السابع والستين، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنّ الجيش السوري يخوض «معارك بطولة وشرف ضد العدو»، يتوقف عليها «مصير» الشعب السوري والأمة. ولفت الأسد إلى أنّ «معركتنا مع العدو معركة متعددة الأشكال واضحة الأهداف والمعالم». وأكد أنّ «الجيش العربي السوري خاض ــ ولا يزال ــ معارك الشرف والبطولة دفاعاً عن سيادة الوطن وكرامة الأمة»، مضيفاً أنّ «عدونا بات اليوم بين ظهرانينا يتخذ من عملاء الداخل جسر عبور له، ومطية لضرب استقرار الوطن وزعزعة أمن المواطن».

ودعا القوات المسلحة السورية إلى «مزيد من الجاهزية والاستمرار في الاستعداد كي تبقى درع الوطن وسياجه وحصنه». وشدد الأسد على أن الجيش كان وسيبقى «عنوان ذلك الانتماء الأصيل للأرض التي غرستم أقدامكم فيها لتحصنوها ولتحولوا بينها وبين أي معتد آثم».

وفي السياق، رأى وزير الدفاع السوري، العماد فهد جاسم الفريج، في تصريح نقلته وكالة الأنباء السورية «سانا»، أنّ المعركة التي يخوضها الجيش اليوم «جزء لا يتجزأ من معركة المصير في الصراع الرئيسي مع العدو الصهيوني ومن يدعمه، وإفشال مخططاتهم في تقسيم بلادنا تمهيداً لتحطيمها». وأكد فريج أن «النصر على هذه المؤامرة الكبرى قريب، وأن سوريا ستخرج أكثر قوة وحضوراً إقليمياً ودولياً فاعلاً». وأشار إلى إصرار عناصر القوات السورية الذين «يخوضون معركة الدفاع عن عزة الوطن واستقلاله وسيادته، ويتصدون بكل رجولة وحزم للمجموعات الإرهابية المسلحة ومن يدعمها بالمال والسلاح على ملاحقة فلول عناصر تلك المجموعات أينما وجدت، والقضاء عليها وتخليص الوطن من شرورها وإعادة الأمن والأمان للوطن والمواطنين». ميدانياً، وصلت المواجهات بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين، أمس، إلى مشارف حيّي باب توما وباب شرقي المسيحيين في وسط دمشق. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أنّ «اشتباكات عنيفة دارت في سوق الثلاثاء في حي التضامن بالعاصمة السورية». وفي حلب، أفاد أحد قادة «الجيش السوري الحر»، العميد عبد الناصر فرزات، بأنّ المقاتلين المعارضين يسعون إلى السيطرة على مقارّ المخابرات في المدينة.

وفي السياق، أفاد مصدر أمني بأنّ «هدف المتمردين هو الاستيلاء على مقر المخابرات الجوية في حي الزهراء، الذي يقع في الضواحي الغربية لمدينة حلب». وأوضح المصدر أن تحقيق ذلك «سيفتح الباب أمام المتمردين على الأحياء القريبة والثرية في المدينة، التي لا يسيطرون عليها الآن»، مشيراً إلى أنّ المقاتلين المعارضين «يحاولون منذ خمسة أيام الاستيلاء على هذا المقر من دون أن يحققوا أي نجاح».

وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية»ب أنّ حيّ القدم تعرض «للاقتحام بموكب كبير من قوات الأمن، وسط مخاوف من حملة دهم في الحي». وفي ريف دمشق، ذكر المرصد أن القوات النظامية اقتحمت جديدة عرطوز، واعتقلت أكثر من 100 شاب من البلدة، واقتادتهم إلى مدرسة في البلدة.

وفي حمص وريفها، تدور اشتباكات عنيفة في حي القرابيص بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين يحاولون استعادة السيطرة على الحي، بحسب المرصد، الذي اشار إلى أن أحياء حمص القديمة وحي الخالدية تتعرض للقصف. وفي محافظة إدلب، لفت المرصد إلى اشتباكات عنيفة على الطريق الدولي بين سراقب وأريحا، بعد أن هاجم مقاتلون معارضون قافلة عسكرية كانت في طريقها إلى حلب.

وأدت أعمال العنف في سوريا، أمس، إلى مقتل 110 أشخاص على الأقل، بحسب المرصد. وقال المرصد إن بين القتلى 67 مدنياً، نصفهم في ريف دمشق، حيث سقط 30 مدنياً بينهم 28 في عرطوز، بالإضافة إلى 14 مقاتلاً معارضاً. وقتل ما لا يقل عن 29 من القوات النظامية بينهم ضابط، خلال اشتباكات في محافظات دمشق وإدلب ودرعا وحمص.

من ناحيته، نفى قائد «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الأسعد، أمس، تغلغل «القاعدة» في صفوف قواته، واتهم النظام السوري بالتعاون مع التنظيم، ومحاولة تشويه صورة «الحراك الثوري» وجرّ البلاد إلى حرب طائفية. ولم يستبعد الأسعد، في اتصال مع موقع «روسيا اليوم» دخول بعض العناصر للقتال ضد النظام في أماكن عدة، لكنه أشار إلى صعوبة تأكيد «أنهم يتبعون القاعدة أو جماعات جهادية»، وقال: «المؤكد أن عناصر القاعدة لا يتغلغلون في صفوف الجيش السوري الحر». وأضاف العقيد المنشق، الذي يعيش في تركيا أن هذه الشائعات قديمة جداً، مشيراً إلى أنّه «منذ بداية الثورة كنا نحذر من أن النظام سيلعب ورقة القاعدة، ويمكن أن يدس عناصر قد يكونون من داخل النظام نفسه ليقوموا ببعض الأعمال التخريبية، وبعض التفجيرات لإثبات أن هناك وجوداً للقاعدة». وقال الأسعد إنه ورفاقه يعيشون في مخيمات في تركيا «ولا يسمح لنا بالحركة»، واستبعد أن تدعم تركيا تنظيم القاعدة وتسهّل حركته. وأوضح أن «قلة الدعم للجيش السوري الحر، ونفاد السلاح والعتاد في بعض الأماكن يمكن أن يكون قد دفع بعض الأفراد إلى اللجوء إلى تنظيمات مختلفة للتزود بالسلاح والعتاد». ورأى أنه «لا يوجد أي تغيّر باتجاه أسلمة الثورة والحراك في سوريا»، لافتاً إلى أن «الحراك بدأ في المساجد، نظراً إلى ظروف يعرفها الجميع، تعود إلى كونها مكان التجمع الأكبر للسوريين». وقال الأسعد إنه «لم يلحظ أي بوادر لحرب طائفية في سوريا، رغم مرور عام ونصف عام من عمر الثورة، ولم تظهر في سوريا الطائفية التي يحذّر منها الشرق والغرب، وخاصة روسيا للأسف».

من جهتها، أفادت الناطقة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، سوسن غوشة، بأنّ الجيش السوري يستخدم الطيران الحربي في قصف حلب. ولفتت إلى أن المراقبين الدوليين يملكون كذلك «معلومات مؤكدة عن أنّ المعارضة في حلب تملك أسلحة ثقيلة، بما في ذلك دبابات». وأضافت: «نحن قلقون جداً من القتال العنيف في حلب»، مشيرةً إلى أن هناك تقارير عن «نزوح جماعي من المنطقة»، ومؤكدة وجود «نقص في الأغذية والوقود والغاز»، فيما تحدثت تقارير عن دخول أسلحة أرض جو إلى المعارضين.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)

تعزيزات غير تقليديّة على الحدود: ولّى زمن الهجّانة

لم تعد الجولة الميدانية على طول خط الحدود مع سوريا من ناحية البقاع آمنة وسالكة. إذ سحب الجيش السوري فرق شرطة الحدود غير المؤهلة للقتال واستبدلها بنخبة قواته القتالية، معززاً انتشاره قرب الحدود ببطاريات صواريخ أرض ــــ جو ومرابض مدفعية ثقيلة، إضافة الى تسيير دوريات راجلة ومؤللة غير مألوفة سابقاً

عفيف دياب

تغير مشهد الحدود السورية اللبنانية خلال الساعات الماضية. لم يعد متاحاً للمستطلع التجول بحرية لمتابعة ما يجري من تطورات عسكرية ميدانية على مقربة من حدود لبنان، أو التواصل مع مقاتلي «الجيش السوري الحر» الذين كانوا يتسللون ليلاً الى داخل الأراضي اللبنانية للعلاج من إصابة أو لنقل معدات عسكرية ومدنية ومواد تموينية وخلافه. لم يعد الجيش السوري يسمح لأي تحرك مشبوه أو مثير للريبة بأن يمر بسلام، فزمن عناصر الهجانة (شرطة الحدود) قد ولى وأصبح التحرك والتجول، وإن كان داخل الأراضي اللبنانية المتاخمة، هدفاً مشروعاً للرصاص.

سحب الجيش السوري كل عناصر الهجانة ونشر جنوداً مدججين بمختلف أنواع الأسلحة، وأصبح ما كان يعرف بالتهريب البشري والمادي مستحيلاً، في ظل هذه الإجراءات والتعزيزات العسكرية التي باشرت برسم حزامها الأمني والعسكري داخل الأراضي اللبنانية بعمق يتراوح ما بين 2 و5 كلم. وقال مصدر أمني لبناني لـ«الأخبار» إن التعزيزات العسكرية السورية خلال الساعات الماضية على طول خط الحدود مع لبنان «تعتبر الأكثر نوعية». وأضاف إن هذه الإجراءات العسكرية السورية «أُبلغ الجانب اللبناني ببعض تفاصيلها الميدانية»، موضحاً أن الجانب العسكري السوري «وضع خطة عسكرية شاملة على طول خط الحدود مع لبنان من دير العشاير جنوباً، مروراً بطفيل ومرتفعات عرسال، وصولاً الى مشاريع القاع ومختلف المعابر غير الشرعية». ولفت المصدر الى أن التعزيزات «العسكرية القتالية السورية شملت نقاط العبور الرسمية نحو لبنان كمعبر جديدة يابوس وجوسيه قرب القاع». وأشار الى أن الجيش السوري ينفذ ليلاً انتشاراً عسكرياً واسعاً على طول الطريق الممتدة من أطراف معبر المصنع اللبناني الشرقية، مروراً بجديدة يابوس ومرتفعاتها، وصولاً الى أطراف الزبداني، لافتاً الى أن معبر جديدة يابوس أصبح أكثر تحصيناً وتدعيماً، وأن انتشار الجنود على الطريق الدولية من داخل المنطقة المحايدة بين معبري المصنع وجديدة يابوس «يتخذ الطابع القتالي مدعّمين بدبابات ومدافع هاون ورشاشات ثقيلة ومتوسطة». ولفت المصدر الى أن «الجيش السوري الحر» حاول خلال اليومين الماضيين السيطرة على الطريق الدولية من أطراف جديدة يابوس الشرقية حتى الزبداني و«فشلت المحاولة بسبب التعزيزات العسكرية النظامية التي أسرت أكثر من 10 مقاتلين من الجيش الحر حاولوا إقامة حاجز على الطريق الدولية في منطقة زرزر القريبة من الزبداني». وكشف المصدر لـ«الأخبار» أن الجيش السوري نشر بطاريات صواريخ أرض ــــ جو جديدة قرب الحدود مع لبنان في مناطق سهل كفر يابوس ومشارف الطفيل اللبنانية، اضافة الى بطاريات مدفعية ثقيلة استخدمت منذ ايام في قصف الزبداني ومضايا، وقد سمع دويها بوضوح في القرى اللبنانية المتاخمة.

التعزيزات على طول خط الحدود مع لبنان، بدأ يلحظها رعاة ماشية كانوا يجتازون الحدود بسهولة في دير العشاير وحلوة وكفرقوق. ويقول بعض هؤلاء انهم منذ ايام عدة لم يعودوا قادرين على العبور بمواشيهم الى المراعي الخصبة داخل الاراضي السورية. ولفتوا الى ان الانتشار القتالي السوري المدعّم بمدرعات ودبابات ورفع سواتر ودشم قتالية «لم نر مثيلاً له».

هذه التطورات الميدانية العسكرية السورية قرب الحدود الجنوبية الشرقية، لا تختلف عن تلك المتخذة منذ أيام وخلال الساعات الماضية في محيط قرية الطفيل اللبنانية، وصولاً الى مرتفعات أعالي جرد عرسال، ونزولاً الى مشاريع القاع التي تشهد بين حين وآخر اشتباكات بين الجيش ومقاتلين سوريين يلقون دعماً من مقاتلين لبنانيين. وكشف مصدر أمني لـ«الأخبار» أن الجيش السوري رفع سواتر ودشماً جديدة على طول خط الحدود مع عرسال وشرق مشاريع القاع، وبدأ إزالة الأشجار التي تعرقل رؤية الأراضي اللبنانية المتاخمة. وأوضح المصدر أن الجيش اللبناني عزز مواقعه في المنطقة وأقام مراكز مراقبة جديدة، فيما تحدث مواطنون لبنانيون عن صعوبة في التنقل ليلاً داخل بساتين مشاريع القاع وحقولها الزراعية بسبب الرصاص السوري. وقال أبو محمد ف. إن حركة العبور غير الشرعي من القرى والمزارع السورية المتاخمة لمشاريع القاع «تراجعت الى حدود الصفر منذ عدة أيام، ولم نعد نرى سوريين يعبرون». وأوضح أن الجرحى السوريين الذين كانوا يُنقلون الى مشاريع القاع، ومنها الى مستشفيات في البقاع وشمال لبنان «لم يعد من الممكن وصولهم الى هنا لأن الإجراءات العسكرية السورية أصبحت أكثر تشدداً». وأكد أن جميع سكان المنازل المتاخمة للساتر الترابي (خط الحدود) غادروا منازلهم الى عمق منطقة المشاريع.

أبو محمد الداعم لـ«الثورة السورية»، والذي يتواصل مع مقاتلين من «الجيش الحر» ومع أقرانه اللبنانيين بواسطة جهاز لاسلكي، تحدث عن محاولة جرت قبل أيام للسيطرة على معبر جوسيه السوري. وأوضح أن مقاتلين من «الجيش الحر» شنوا هجوماً على المعبر «لكنهم لم ينجحوا»، ما أدى الى تعزيز الوجود العسكري السوري قرب المعبر، حيث أدخلت دبابات ومدرعات وعززت المواقع بمقاتلين من نخبة الجيش السوري. وأكد أن أعمال التهريب توقفت بشكل نهائي و«لم نعد قادرين على إدخال أو إخراج إبرة»، لافتاً الى أن الجيش اللبناني عزز مواقعه في منطقة المشاريع، و«هناك دوريات دائمة تمنع اقترابنا من خط الحدود».

الانتشار العسكري السوري الجديد والمعزز والمدعم شمل أيضاً خط الحدود مع لبنان في منطقة حوش السيد علي والنزارية والنهرية والدورة. ولوحظت خلال الساعات الماضية تعزيزات عسكرية قتالية لم يلحظها السكان من قبل. ففي بلدة حوش السيد علي، التي تفصلها ساقية مياه عن الأراضي السورية لا يتجاوز عرضها نصف المتر، تشاهد الدوريات العسكرية السورية وحالات الاستنفار الدائم. ويقول سكان من القرية اللبنانية ان الهدوء عاد الى محيط قريتهم من الجانب السوري بعد تعزيز الجيش السوري انتشاره وسحب عناصر الهجانة. وكشفوا ان الجيش السوري يسمح للأهالي بالعبور نحو أراضيهم الزراعية في سوريا بسهولة ومن دون إجراءات معقدة.

حوش السيد علي وأخواتها تعتبر من المناطق الصديقة للجيش السوري، ويكشف الأهالي الذين يتحركون داخل القرية تحت انظار الجيش السوري ان تفاهماً جرى بين الطرفين يقضي بمنع الأهالي «الغرباء» من دخول قريتهم والتسلل منها نحو الأراضي السورية. وأوضحوا أن «التفاهم الودي» يقضي بمنع الصحافيين من التقاط الصور للجيش السوري ومواقعه وآلياته. وقال بعض المواطنين في البلدة ان جنوداً من الجيش السوري يضطرون الى عبور خط الحدود للتزود بمواد غذائية وعلب السجائر، و«هذا أمر طبيعي قائم منذ عام 2005». وينفي الأهالي في القرية المعلومات التي تحدثت عن اشتباكات حصلت قرب قريتهم بين مقاتلين من حزب الله و«الجيش الحر»، مؤكدين أن لا وجود لـ«الجيش الحر» قرب الحوش و«نحن بالأساس مع الرئيس بشار الأسد».

عبور إعلامي

سجل في الأيام القليلة الماضية عبور أكثر من مجموعة من الصحافيين اللبنانيين والعرب والأجانب الى داخل الأراضي السورية من مناطق حدودية وعبر معابر غير شرعية. وقال متابعون إن قوة من «الجيش السوري الحر»، بالتعاون مع مهربين محترفين، نقلت أكثر من فريق إعلامي لبناني وعربي وأجنبي مع أطقم تصوير فنيين الى داخل الأراضي السورية بعد وصولهم الى منطقة متاخمة للحدود مع سوريا من ناحية البقاع، حيث تولت مجموعات من «الجيش الحر» نقلهم سيراً على الأقدام الى مناطق في ريفَي دمشق وحمص. وقالت المصادر إن مؤسسات إعلامية عالمية تستعد لإرسال فرق منها الى داخل الأراضي السورية، وإن كلفة عبور الشخص الواحد بطريقة غير شرعية من لبنان الى سوريا وصلت الى حدود الألفي دولار بعدما كانت لا تتجاوز مبلغ 500 دولار قبل التعزيزات العسكرية السورية النظامية. وأفادت معلومات «الأخبار» بأن أكثر من صحافي أجنبي يستعد للدخول الى دمشق من لبنان، وأن بعضهم عبر فعلاً بطريقة شرعية، فيما ينتظر الآخرون العبور مع معداتهم التقنية الى العاصمة السورية عبر مسالك غير شرعية.

أوباما يجيز دعم المعارضة السورية

خاص بالموقع – فيما لا تزال المعارك دائرة في حلب بين مسلحي المعارضة والجيش النظامي، ذكرت محطات تلفزيونية أميركية، أمس، أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وقّع وثيقة سرية تسمح بتقديم المساعدة للمقاتلين المعارضين السوريين الذين يسعون إلى إطاحة نظام بشار الأسد.

وأفادت محطتا «أن بي سي» و«سي أن أن»، نقلاً عن مصادر لم تحددها، بأن الأمر جاء من ضمن ما يعرف بـ«التقرير الرئاسي»، وهي مذكرة تجيز لوكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» القيام بتحركات سرية.

من ناحيتهم، رفض مسؤولون في البيت الأبيض التعليق على هذه المعلومات، لكنهم لم يستبعدوا أن تقدم واشنطن المزيد من الدعم للمعارضة السورية في مجال الاستخبارات، وهو الأمر الذي اعتُرف به سابقاً.

ولم يتضح ما إذا كان أوباما قد وقع المذكرة السرية، كذلك لم ترد أي مؤشرات تكشف ما إذا كانت واشنطن قد بدلت سياستها المتبعة حتى الآن، التي تقضي بعدم إمداد المقاتلين السوريين بالأسلحة مباشرة.

وكان أوباما قد أجرى، أمس، مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، اتفقا خلالها على «تسريع الانتقال السياسي» في سوريا، بحسب ما أعلن البيت الأبيض.

ورأى البيت الأبيض في بيان أن ذلك «سيتضمن رحيل بشار الأسد وسيستجيب للتطلعات المشروعة للشعب السوري».

وتجدر الإشارة إلى أن واشنطن أعلنت من قبل أنها تقدم مساعدة طبية ولوجستية لمقاتلي المعارضة السورية، إلا أنها ترفض تقديم أسلحة، محذرة من أن إضفاء طابع عسكري أكبر على النزاع الجاري في سوريا «لن يكون مثمراً».

(أ ف ب)

وحيدي: الغرب يهرّب السلاح إلى سوريا

رأى وزير الدفاع الإيراني، أحمد وحيدي، أن تورط المسؤولین الغربیین على نحو كامل في تهریب السلاح الی سوریا، يبدو واضحاً من خلال تصريحاتهم، فيما اتفق وزير الخارجية التركي، احمد داود واغلو، ورئيس اقليم كردستان العراق، مسعود بارازاني، على مواجهة اي محاولة لاستغلال الفراغ في السلطة في سوريا. جاء ذلك في الوقت الذي يزور فيه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لندن لإجراء محادثات.

نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «ارنا» عن وزیر الدفاع، أحمد وحیدي، قوله إن بعض تصریحات المسؤولین الغربیین «كشفت تورطهم على نحو كامل في تهریب السلاح الی سوریا، ویهدفون الی تضلیل الرأي العام عن القضیة الفلسطینیة والظلم الذی یعانيه الشعب الفلسطینی، وتبدیله الی موضوع آخر»، معتبراً أن تهریب السلاح الی سوریا من قبل بعض دول المنطقة هو «إجراء مستهجن جداً یلطخ مطالب الشعب بالدماء».

وقال وحيدي إن الشعب السوري رفض التدخل الأجنبي، مضيفاً أن «أطیافاً من الشعب السوري لدیها مطالب مشروعة، والحكومة السوریة سعت الی تلبیة تلك المطالب، لكن بعض دول المنطقة ودول من خارج المنطقة حولت هذه المطالب الی نزاعات مسلحة».

واتهم وحيدي من وصفها بـ«التیارات الإرهابیة» بأنها «تعمل الآن علی مقاتلة الشعب والحكومة السوریة، وأخرجت حتی المطالب الوطنیة العادیة والمحددة من الساحة».

من جهة أخرى، يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لندن، اليوم، للمرة الأولى منذ 9 سنوات لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ومتابعة بعض مباريات الجودو في أولمبياد لندن.

وذكرت شبكة «سكاي نيوز» أن المباحثات ستتناول «الحرب الأهلية» في سوريا، ومن المرجح أن يثير كاميرون خلالها عرقلة روسيا المستمر لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي حولها، بهدف زيادة الضغوط على الرئيس بشار الأسد.

ونسبت الشبكة إلى أحد مساعدي بوتين قوله إن الأخير «سيدافع عن موقف موسكو الواضح والثابت حيال المسألة السورية خلال المحادثات مع كاميرون، كما أن الدعم الذي يقدمه المجتمع الدولي للمعارضة السورية غير منطقي وغير مسؤول».

وفي سياق منفصل، اتفق وزير الخارجية التركي، احمد داود أوغلو، ورئيس اقليم كردستان العراق، مسعود بارازاني، على مواجهة اي محاولة لاستغلال الفراغ في السلطة في سوريا من قبل «جماعات متشددة».

وذكر بيان نشره موقع رئاسة الاقليم الكردي، اليوم، ان داود اوغلو وبارازاني اتفقا ايضا على «التعاون والتنسيق في جهودهما لمساعدةالشعب السوري على تحقيق تطلعاته المشروعة إلى سوريا ديموقراطية حرة وتعددية».

وقال البيان، الذي صدر بعد لقاء أوغلو وبارازاني في اربيل امس، ان الجانبين اعربا عن «قلق عميق ازاء عدم الاستقرار والفوضى التي تعم سوريا».

وأضاف البيان ان الرجلين شددا على انه «سيتم النظر في اي محاولة لاستغلال الفراغ في السلطة من قبل اي جماعة او تنظيم متشدد، وان امرا كهذا يعدّ تهديدا مشتركا، وينبغي معالجته بتنسيق مشترك»، موضحين أنه «يجب ان تكون سوريا الجديدة خالية من المجموعات والمنظمات المتشددة والارهابية المتطرفة».

ورأى داود اوغلو وبارازاني ان «الوضع في سوريا خطير وكارثي (…) وتصرفات النظام السوري وسياسته في اثارة الصراع الطائفي والعرقي في تصاعد مستمر، والمستجدات في سوريا تمثل تهديدا للامن والاستقرار الاقليمي»، مؤكدين «التزامهما بالانتقال السلمي السياسي في سوريا».

من ناحية ثانية، اعلنت منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة «الفاو» أن ثلاثة ملايين سوري بحاجة عاجلة الى الغذاء والمساعدة في مجالات المحاصيل الزراعية والمواشي، مستندة في تقديراتها الى احصاء للامم المتحدة والحكومة السورية.

وقالت «الفاو» انه من اصل الرقم المذكور هناك 1,5 مليون سوري يحتاجون الى «مساعدة غذائية ملحة وفورية خلال الاشهر الثلاثة الى الستة المقبلة»، ولا سيما في المناطق التي طاولها النزاع ونزوح السكان بصورة خاصة.

ويحتاج نحو مليون شخص إلى المساعدة على صعيد المزروعات والعلف والوقود واصلاح مضخات الري.

وخلال الاثني عشر شهرا المقبلة ترى الفاو انه يجب تعزيز الاعانات الغذائية والمساعدة في وسائل العيش، فيما يتوقع ان يصل عدد الاشخاص الذين يحتاجون الى المساعدة الغذائية الى ثلاثة ملايين.

وتستند هذه الارقام الى تقويم للحاجات في مجال الامن الغذائي قامت به «الفاو» وبرنامج الاغذية العالمي ووزارة الزراعة والاصلاح الزراعي السورية.

ويشير التقرير النهائي الى ان القطاع الزراعي السوري خسر هذا العام 1,8 مليار دولار في الاجمال (1,46 مليار يورو) بسبب الازمة التي تمر بها البلاد.

وتتضمن هذه الحصيلة الخسائر والاضرار التي سجلت في القطاعات الزراعية والمواشي وانظمة الري.

(أ ف ب، يو بي آي)

محلل إسرائيلي: هناك مصلحة واضحة للدولة العبرية بتعجيل إسقاط الأسد

زهير أندراوس

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ قال المحلل للشؤون العسكرية في موقع صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ على الإنترنت، رون بن يشاي، إن هناك مصلحة واضحة لدى إسرائيل في التعجيل بنهاية نظام الرئيس السوري بشار الأسد، لأن ذلك من شأنه أن يقضي على الحلقة الأساسية في المحور الإيراني، بيد أن الحكومة الإسرائيلية، أضاف المحلل، اتخذت قرارها بعدم التدخل فيما يجري في سورية إلا في حال تعرضت البلاد إلى خطر مباشر نتيجة لهذه الأحداث.

وتابع المحلل، المرتبط جدًا بالمؤسسة الأمنية في الدولة العبرية، أنه مع اقتراب نهاية النظام في دمشق، تتزايد المخاوف هنا في إسرائيل ولدى الأجهزة الأمنية والاستخباراتية من نشوء تهديدات إستراتيجية، ويجري التداول في أروقة هذه الأجهزة في ثلاثة سيناريوهات، الأول: قيام النظام السوري بقصف إسرائيل قصفا عنيفا بالصواريخ أو القذائف، بهدف توحيد الناس والجيش من حوله، أو لتطلع الرئيس السوري وكبار المسؤولين في نظامه إلى أن يذكرهم تاريخ الأمة العربية كأبطال مظلومين.

ثانيا: أن تنقل سورية إلى حزب الله رؤوسا حربية وكيماوية أو بيولوجية قابلة للتركيب في الصواريخ أو القذائف التي يملكها الحزب في لبنان. ثالثا: أن تنقل سورية إلى حزب الله في لبنان أنواعا من السلاح تعتبرها إسرائيل تخرق التوازن والاستقرار في المنطقة، مثل كميات جديدة من الصواريخ البالستية أرض- أرض من طراز سكود ـ دي، ومنصات متحركة لإطلاق هذه الصواريخ، وصواريخ مضادة للطائرات من نوعية أس إيه- 6 أو أس إيه-8، أو أنواع أكثر تطورا من هذه النوعية من الصواريخ مثل أس إيه- 17، أو أس إيه- 22، وصواريخ برـ بحر، وأرض ـ أرض متطورة بعيدة المدة ودقيقة حصلت عليها سورة من روسيا. وبرأي المحلل الإسرائيلي فإنه مما لا شك فيه أن حصول مثل هذه السيناريوهات هو بمثابة خط أحمر بالنسبة إلى إسرائيل، إذ سيقوم الجيش الإسرائيلي بإحباطها مسبقا أو سيرد عليها في حال حدوثها بصورة قاسية للغاية.

لكن، أوضح بن يشاي، استنادًا إلى مصادر أمنية وصفها بالرفيعة في تل أبيب، أنه باستثناء ذلك فإنه لا مصلحة لإسرائيل في التدخل فيما يجري في سورية وذلك للأسباب التالية: أولاً، أن أي ضربة إسرائيلية ضد سورية ستعيد توحيد صفوف الجمهور الذي كان في الماضي من المؤيدين للنظام وبات اليوم مترددا بهذا الشأن حول الأسد، أما السبب الثاني، يقول المحلل إن محاربة نظام الأسد في هذا الوقت ستكون بالنسبة إلى الثوار والدول العربية وتركيا بمثابة الطعن في الظهر، الأمر الذي قد يؤدي إلى توقف القتال ضد الأسد ونظامه، وفي ما يتعلق بالسبب الثالث والأخير فإن العالم لن ينظر بعين الرضا إلى عملية إسرائيلية ضد سورية، في حال أدى سقوط النظام في دمشق بسبب مثل هذه العملية إلى هزة ارتدادية في الشرق الأوسط على خلفية الصراع الديني المذهبي، وانتقال الاضطرابات إلى لبنان أو العراق أو الأردن أو تركيا، على حد تعبيره.

ولفت المحلل بن يشاي إلى إن الحاصل هو أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في إسرائيل ترغب في سقوط نظام الأسد في أقرب وقت ممكن، وفي تقديرها فإن سقوط النظام في وقت قريب سيسمح ببقاء بنية تحتية سياسية وعسكرية تسمح بقيام حكم مستقر في سورية في فترة ما بعد الأسد، لافتًا إلى أنه ومع كل هذا فإن هناك قلة أمنية وعسكرية تعتقد أن على إسرائيل التدخل فيما يجري هناك، على حد قوله.

وأضاف أن منظومة الصواريخ تلك وضعتها إيران في لبنان لتكون بمثابة قوة ردع ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لمنعهما من شن هجوم عسكري ضد منشآتها النووية، وفى الوقت نفسه لحماية النظام السوري الحالي من قيام إسرائيل بشن هجوم عسكري ضده في حالة تدهور الأوضاع في سوريا على ضوء ثورة شعبها ضد نظامها الفاسد.

ووضع بن يشاي ثلاثة سيناريوهات متوقعة لموعد اندلاع حرب لبنان الثالثة، مؤكدًا على أن إيران ستكون صاحبة القرار الأول فيها: الأول، في إطاره تندلع تلك الحرب عندما تقرر القيادة الإيرانية وبشكل نهائي إنتاج السلاح النووي وتشغيله، حينها من المتوقع أن تقوم إسرائيل بمهاجمتها للقضاء عليه، عندئذ ولإجهاض تلك المحاولة سيقوم حزب الله، وبأمر مباشر من طهران بإطلاق منظومة الصواريخ لديه في لبنان نحو العمق الإسرائيلي، لإشغالها عن مهاجمة إيران، الثاني، يقوم الجيش الإسرائيلي بشن هجوم عسكري موسع ضد لبنان، على ضوء قيام حزب الله باستهداف المصالح الإسرائيلية في عدد من دول العالم انتقامًا لاغتيالها لعماد مغنية القائد العسكري السابق بحزب الله.

السيناريو الثالث: الذي في إطاره تندلع حرب لبنان الثالثة عندما يشعر النظام السوري المترنح برئاسة بشار الأسد بقرب انهياره نتيجة لتعاظم العمليات ضده، حينها يقوم بتوجيه أوامره لحزب الله بشن هجوم على إسرائيل لتخفيف حدة الضغوط الشعبية ضده، ولكي يلجأ إليه الغرب لكبح جماح حزب الله، وإنهاء حربه مع إسرائيل. وفى ختام تحليله دعا بن يشاي قادة تل أبيب إلى ضرورة منع تزود حزب الله بمزيد من الصواريخ خاصة بعد فتح نظام الرئيس السوري أبواب مخازنه العسكرية على مصراعيها أمام حزب الله لتدعيم قوته العسكرية، لحماية نظامه من جهة، ومن جهة أخرى لشن حرب جديدة ضد إسرائيل وقتما يقرر الأسد بما فيه مصلحة لنظامه، مشيرا إلى ضرورة أن تكون النتائج الإستراتيجية لحرب لبنان الثالثة حاسمة، وتدعم من قوة الردع الإسرائيلية لفترة طويلة، على الأقل أمام حزب الله وسورية، وأن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يتم التوقيع عليه يجب أن يشتمل على شروط تتيح لإسرائيل بشكل قاطع استخدام القوة لمنع إعادة تسلح حزب الله، على حد تعبيره.

جدل في الادارة الاميركية بشأن موقفها الجديد من الأزمة السورية

عبدالاله مجيد

يدير مستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون مجموعة مختارة من كبار المسؤوليين الأميركيين لبحث الموقف الجديد للولايات المتحدة اتجاه الأزمة السورية، وسط تعدد وجهات النظر بشأن الطريقة التي يمكن من خلالها دعم المعارضة السورية.

اشارت ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما علنا الى تغيير موقفها في التعامل مع الأزمة السورية بعد انهيار المفاوضات في اطار الأمم المتحدة في منتصف تموز/يوليو.  ولكن تفاصيل هذا التغيير ما زالت موضع نقاش داخل الادارة التي سبقت خطابيتها حقيقة سياستها النهائية ، كما افاد مسؤولون وخبراء واعضاء في الكونغرس.

وقالت مصادر متعددة لمجلة فورين بولسي ان تفاصيل الموقف الجديد تُبحث بين مجموعة مختارة من كبار المسؤولين في عملية مغلقة يديرها مستشار الأمن القومي توم دونيلون. ويجادل بعض المسؤولين في هذه المجموعة لصالح مد المعارضة بمساعدات مباشرة  ، بما في ذلك مساعدات الى الجيش السوري الحر من شأنها أن تعزز قدراته على مقاتلة جيش النظام.

ويطالب السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد بمثل هذه الاجراءات الأشد فاعلية فيما يبقى فريقه في وزارة الخارجية الاميركية على اتصال وثيق بفصائل معارضة في الداخل ، بحسب مصادر متعددة في الادارة أكدت ان هذه الاتصالات شملت لقاءات عُقدت مؤخرا في القاهرة مع قياديين من معارضة الداخل.

ويركز مسؤولون كبار آخرون بينهم نائب وزيرة الخارجية بيل برنز والمستشار فريد هوف على تطوير استراتيجيات دبلوماسية مع معارضة الخارج ولاعبين اقليميين مثل تركيا

في البنتاغون يعمل المكتب المسؤول عن الملف السوري ومكتب اسرائيل ساعات اضافية لإعداد خطط طوارئ هدفها رصد اسلحة الأسد الكيمياوية وتحديد اماكن خزنها وامكانية الرد في حال استخدامها.  وكانت صحيفة واشنطن ايكزامنر ذكرت في 21 تموز/يوليو ان وزارة الدفاع الاميركية شكلت خلية ازمة تحسبا لانهيار النظام.  وقال مسؤولون لمجلة فورين بولسي ان هيئة الاركان المشتركة تعد سيناريو اسوأ الاحتمالات.  ويجري هذا النشاط كله في اطار التوجهات العامة التي حددها البيت الأبيض بشأن حدود ما يمكن ان تفعله الأجهزة الاميركية داخل سوريا.

وأكد مصدران في الادارة ان الرئيس اوباما اصدر توجيها يجيز تقديم مساعدات غير فتاكة الى فصائل لاعنفية داخل سوريا وان هذا يفتح الباب لمزيد من المعونات في مجال الاتصالات والمعلومات الى المجالس المحلية ولكنه يغلق الباب على فكرة مد الجيش السوري الحر بالسلاح والتدريب العسكري أو غير ذلك من المساعدات الفتاكة بصورة مباشرة.  كما انه يغلق الباب على فكرة توفير ملاذات آمنة داخل سوريا تستخدم امدادات اميركية.

ويريد البيت الأبيض ان يحدد نطاق التدخل الاميركي في الأزمة قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر ، كما افادت هذه المصادر في الادارة.  وقال احد المسؤولين ان ذلك يشكل “غطاء سياسيا” وان الأجهزة ذات العلاقة تحاول ان ترسم استراتيجيات هدفها تشديد الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد ضمن هذه الحدود.

ويتردد ان وكالة المخابرات المركزية مثلا تساعد في تدفق السلاح من بلدان خليجية وتتعاون في تدقيق هوية الجهات التي تتلقى هذه الأسلحة ، في اطار التوجيه الذي يقصر التدخل على المساعدات غير الفتاكة.  كما كتب ديفيد اغناتيوس في صحيفة واشنطن بوست ان التوجيه الرئاسي يجيز لوكالة المخابرات المركزية ان تساعد الثوار في ميدان “القيادة والسيطرة”.

ولكن آخرين في ادارة اوباما يضغطون من اجل المزيد.  وقال مسؤول اميركي لمجلة فورين بولسي “نحن نساعد الثوار مساعدة تكفي للبقاء والحفاظ على مستوى من الزخم ولكنها لا تكفيهم لمقارعة النظام في مواجهة مباشرة”.

وكانت السفيرة الاميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس اعلنت في 19 تموز/يوليو ان مجلس الأمن فشل “فشلا ذريعا” وان الولايات المتحدة ستبدأ بالعمل “مع طائفة متنوعة من الشركاء خارج مجلس الأمن” للضغط على نظام الأسد وزيادة المساعدات الى الشعب السوري.  وفي 22 تموز/يوليو قالت صحيفة نيويورك تايمز على صفحتها الأولى ان الادارة قررت التخلي عن السعي الى استصدار قرار في مجلس الأمن بدلا من زيادة مساعداتها المباشرة لمعارضة الداخل والتركيز على استراتيجيات هدفها “فرض سقوط” النظام السوري.  وذكرت الصحيفة ان البيت الأبيض يعقد اجتماعات يومية عالية المستوى ينصب البحث فيها على سبل “ادارة انهيار النظام السوري” ولكن مسؤولين في الادارة امتنعوا عن ان يبينوا كيف على وجه الدقة يعتزمون دفع الوضع الى حد سقوط النظام.

ورفضت وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون حين سُئلت عن ذلك في 24 تموز/يوليو ان تفصح عما إذا كانت الولايات المتحدة ستبدأ بزيادة مساعداتها للثوار مثل المعلومات العسكرية الميدانية أو الدعم اللوجستي.  وقالت كلنتون ان الولايات المتحدة توفر معدات اتصالات تذهب الى معارضين في الداخل لتمكينهم من حمايتة انفسهم على نحو أفضل ضد حملة النظام المستمرة.

وامتنع المتحدث باسم وزارة الخارجية باتريك فيرنتيل ايضا عن تأكيد أي مبادرات جديدة لمساعدة معارضة الداخل السورية عندما ألح عليه الصحفيون ان يحدد عناصر النهج الجديد الذي قررت الادارة ان تتَّبعه.

القفز الكبيرة التالية

قال محللون ان التغير الذي طرا على موقف الادارة من الأزمة السورية زيادة كمية في انواع المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة اصلا وليس تغيرا نوعيا يؤدي الى تقديم مواد جديدة من المعونة الاميركية الى معارضة الداخل.  وقال الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى اندرو تابلر “انها حتى الآن سياسة زاحفة وهي تقترب الآن من تقديم مساعدات عسكرية الى معارضة الداخل ولكنها ما زالت اقل من ذلك”.  وحذر تابلر من ان تردد الادارة في تقديم هذه المساعدات يهدد باستعداء الثوار عليها ، وقال ان التوجيه الذي يقصر الدعم على المساعدات غير الفتاكة “يعني ان بامكانك ان تعرف وضع هذه الفصائل وان تساعدها ولكنك لا تستطيع ان تفعل شيئا لمساعدتها بفاعلية على اسقاط النظام”.  ولفت تابلر الى “ان المعارضين المسلحين هم الذين ستكون لهم السيطرة على الأرض وبالتالي يتعين التأثير في هذه المجموعات تحديدا ، وهذا يكون صعبا إذا كنتَ لا تساعدهم وإذا كانوا غاضبين لأننا لم نساعدهم في ساعة الشدة”.

وهناك بوادر على ان ان الادارة تتخذ خطوات لمساعدة الثوار بصورة غير مباشرة.  وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال ان مكتب مراقبة الأرصدة الخارجية في وزارة الخزانة الاميركية اصدر ترخيصا يجيز لمجموعة دعم سوريا ، وهي تنظيم سوري معارض في واشنطن ، ارسال مساعدات مالية الى المعارضة السورية في الداخل.

وحذر روب مالي مدير قسم الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية ، من ان مستويات عليا في الادارة  ما زالت تحجم عن عبور الخط الى تقديم مساعدات عسكرية رغم موافقة الادارة على قيام اطراف أخرى بتسليح الثوار.  وقال مالي ان مثل هذا الاحساس بالمسؤولية سيكون مبررا لو وقعت الأسلحة الاميركية بالأيدي الخطأ ولكن المتحفظين يتمسكون بتحفظهم حتى لو كان الأمر خلاف ذلك.

وما يريده الثوار حقا هو اسلحة مضادة للطائرات مثل صواريخ ستنغر ولكن هذه على وجه التحديد هي الأسلحة التي لا تريد الادارة ان تقدمها ، كما لاحظ مالي.  وذكر الصحفي ريتشار انغيل من شبكة ان بي سي ان المقاتلين في حلب تلقوا شحنة صغيرة من صواريخ ارض ـ جو محمولة على الكتف من تركيا فيما قال مالي ان غياب الدعم الاميركي المباشر يشيع بين المقاتلين احساسا بأن الولايات المتحدة ليست معهم.

واكد مالي “ان هناك تصورا بين السوريين والمعارضة بأن الولايات المتحدة والغرب راضيان برؤية سوريا ضعيفة دون اسقاط النظام… وان هناك احساسا متزايدا في سوريا بأن هذه نتيجة يمكن ان يقبلها الغرب”.  واشار مالي الى ان سوريا “ستكون بنظر البعض في العالم العربي حجة أخرى في الرأي القائل بأن الولايات المتحدة لم تفعل ما فيه الكفاية”.

وتكمن هذه القضية في صلب الحجة التي يسوقها اعضاء مجلس الشيوخ جون ماكين وجو ليبرمان ولندسي غراهام الذين قالوا في بيان في 27 تموز/يوليو ان على الولايات المتحدة ان تمد الجيش السوري الحر بالسلاح والتدريب والمعلومات.  وكتب الشيوخ الثلاثة “ان الشعب السوري سيتذكر انه في ساعة شدته ، عندما كان ينتظر من العالم ان يسعفه ، وقفت الولايات المتحدة مكتوفة اليدين فيما كان السوريون الشجعان يناضلون ويموتون من اجل حريتهم في معركة غير متكافئة بشكل صارخ”.  وحذروا من وقوع مجزرة في حلب إذا استمرت ادارة اوباما في نهجها قائلين ان لدى الولايات المتحدة “القدرة على منع هذا الموت العبثي وفي الوقت نفسه خدمة مصالحنا الاستراتيجية في الشرق الأوسط .  وإذا لم نفعل فان ذلك سيكون فشلا مخزيا في القيادة سيلاحقنا لزمن طويل قادم”.

أوباما وقع أمرًا سريًا لدعم المقاتلين المعارضين لنظام الأسد

أ. ف. ب.

فيما أعلنت وسائل إعلام أميركية أنّ الرئيس باراك أوباما وقع وثيقة سرية تسمح بتقديم المساعدة للمقاتلين المعارضين السوريين، قتلت القوات النظامية 43 شخصًا في ريف دمشق بعضهم في إطلاق نار وآخرون في إعدامات ميدانية.

بيروت: قتل 43 شخصا الاربعاء في عملية عسكرية نفذتها القوات النظامية السورية في بلدة جديدة عرطوز في ريف دمشق الاربعاء، بعضهم في اطلاق نار وآخرون في “اعدامات ميدانية”، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الخميس.

وقال المرصد في بيان “تم توثيق اسماء 43 قتيلا سقطوا خلال العملية العسكرية التي شهدتها بلدة جديدة عرطوز ورافقها اطلاق نار وسقوط قذائف واعدامات ميدانية نفذتها القوات النظامية السورية”.

وكان المرصد افاد بعد ظهر الاربعاء عن اقتحام قوات النظام للبلدة الواقعة على بعد 14 كلم جنوب شرق دمشق حيث “اعتقلت اكثر من 100 شاب واقتادتهم الى مدرسة”، مشيرا الى انه تم سماع اصوات من المدرسة “تدل على تعرض هؤلاء الشبان للتعذيب”.

وتسببت اعمال العنف في سوريا الاربعاء بمقتل 163 شخصا هم 98 مدنيا وعشرون مقاتلا معارضا و45 عنصرا من قوات النظام قتلوا خلال اشتباكات في محافظات دمشق وحلب (شمال) وادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب) واللاذقية (غرب) ودير الزور (شرق) وحمص (وسط).

أوباما يسمح بتقديم المساعدة للمعارضين السوريين

من جانب آخر، ذكرت محطات تلفزيونية اميركية الاربعاء ان الرئيس الاميركي باراك أوباما وقع وثيقة سرية تسمح بتقديم المساعدة للمقاتلين المعارضين السوريين الذين يسعون للاطاحة بنظام بشار الأسد. وافادت محطتا “ان بي سي” و”سي ان ان” نقلا عن مصادر لم تحددها ان الامر جاء من ضمن ما يعرف ب”التقرير الرئاسي” وهي مذكرة تجيز لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) القيام بتحركات سرية.

ورفض مسؤولون في البيت الابيض التعليق على هذه المعلومات لكنهم لم يستبعدوا ان تكون واشنطن تقدم للقوات المناهضة للأسد المزيد من الدعم في مجال الاستخبارات مما تم الاعتراف به سابقا. وكانت واشنطن اعلنت من قبل انها تقدم مساعدة طبية ولوجستية لمقاتلي المعارضة السورية الا انها ترفض تقديم اسلحة محذرة من ان اضفاء طابع عسكري اكبر الى النزاع الجاري في سوريا لن يكون مثمرا.

ووردت هذه المعلومات عن توطيد العلاقة بين الولايات المتحدة والمعارضة السورية في وقت تدور معارك طاحنة في حلب ثاني مدن سوريا بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة في ما وصف بـ “أم المعارك”.

كما تتزامن من تشديد الضغط السياسي على البيض الابيض لحضه على تقديم المزيد من الدعم للمعارضة السورية بالرغم من تمنع الولايات المتحدة عن الانخراط بشكل مباشر اكثر في حرب جديدة في الشرق الاوسط. ولم يتضح ما اذا كان أوباما وقع المذكرة السرية، ولم ترد اي مؤشرات تكشف عما اذا كانت واشنطن بدلت سياستها المتبعة حتى الان والتي تقضي بعدم امداد المقاتلين السوريين بالاسلحة بشكل مباشر.

واجرى أوباما الاثنين مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اتفقا خلالها على “تسريع الانتقال السياسي” في سوريا، بحسب ما اعلن البيت الابيض. وراى البيت الابيض في بيان ان ذلك “سيتضمن رحيل بشار الأسد وسيستجيب للتطلعات المشروعة للشعب السوري”.

وتشهد سوريا حركة احتجاج بدأت سلمية قبل 17 شهرا وتحولت الى مواجهات واشتباكات يقابلها النظام بحملة قمع شديدة. واوقعت المواجهات حتى الان اكثر من 20 الف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

 تأجيل التصويت على مشروع القرار بشأن سوريا

إلى ذلك، أجلت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة التصويت على مشروع قرار سعودي معدل يدين العنف في سوريا إلى يوم الجمعة 3 آب (أغسطس). وكانت الجمعية قررت في وقت سابق أن يكون التصويت يوم الخميس ولكن تم تأجيله يوما واحدا لاجراء المزيد من النقاشات حوله مع جماعات إقليمية متنوعة بمقر المنظمة الدولية في نيويورك.

ويدعو مشروع القرار الذي تدعمه دول عربية، سورية إلى إنهاء الصراع وعدم استخدام أو نقل الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية، إضافة إلى بدء محادثات من شأنها أن تؤدي إلى تحول سياسي لإقامة نظام حكم ديمقراطي.

وتوقع دبلوماسيون أن ينال مشروع القرار تأييدا قويا من أعضاء الجمعية. وعرف نص القرار تعديلات حيث أنه يستبعد الدعوة لفرض عقوبات من جانب واحد على دمشق، ويعتبر أن تنحي الرئيس السوري بشار الأسد شرطٌ ضروري لنقل السلطة.

موازاةً مع ذلك أفادت مصادرُ فرنسيةٌ بأن اجتماعَ مجلسِ الأمن الطارئَ على مستوى وزراء الخارجية تم تأجيلُه إلى الاسبوع المقبل، في حين أعلنت فرنسا التي تولت الأربعاء رئاسة مجلس الأمن إنها ستحدد قريبا خُططَها لإعطاء دُفعة لمجلس الأمن للتحرك بشأن الأزمة السورية.

الطيران يقصف حلب.. والأسد يعتبرها معركة مصير

البيت الأبيض يصف الأسد بالجبن * الأسعد يهاجم «مجلس أمناء الثورة».. والمالح يرد: الآخرون يريدون أن يكونوا الزعماء

بيروت: كارولين عاكوم و يوسف دياب وليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

استخدم الجيش السوري الطيران الحربي في قصف مدينة حلب، بحسب ما أفادت الناطقة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا لوكالة الصحافة الفرنسية، حيث أكدت سوسن غوشة، في رد على أسئلة للوكالة عبر الإنترنت، أن وفدا من المراقبين في حلب «شاهدوا أول من أمس طائرة حربية تقصف» المدينة.

وفي دمشق، اندلعت اشتباكات عنيفة فجر أمس للمرة الأولى في محيط حيي باب توما وباب شرقي المسيحيين وسط العاصمة القديمة. وفي غضون ذلك اعتبر الرئيس السوري بشار الاسد امس ان الجيش السوري يخوض معركة مصير ضد «العدو» يتوقف عليها «مصير» الشعب السوري والامة» حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية «سانا».

وجاء ذلك في كلمة وجهها الى الجيش السوري بمناسبة عيد تأسيسه السابع والستين عبر مجلة «جيش الشعب».

وجاء في نص الكلمة «إن معركتنا مع العدو معركة متعددة الأشكال واضحة الأهداف والمعالم.. معركة يتوقف عليها مصير شعبنا وأمتنا ماضيا وحاضرا ومستقبلا».

وتعليقا على تصريحات الأسد قال المتحدث بأسم البيت الأبيض جاي كارني للصحافيين ان هذه التصريحات تظهر جبنه، فهو يختفي عن الانظار ويشجع القوات المسلحة على مواصلة ذبح المدنيين باسمه.

فليس هناك اي شرف عسكري في قصف مدينة مزدحمة بالمدنيين مؤدية الى نزوح الآلاف بثيابهم فقط. وشدد على ان مهندس هذه الأزمة هو بشار الأسد.

الى ذلك عمق الإعلان عن تشكيل «مجلس أمناء الثورة السورية» في القاهرة، وبدء المشاورات لتشكيل حكومة انتقالية برئاسة المعارض السوري هيثم المالح، الخلاف بين أطراف المعارضة السورية، وقوبلت هذه الخطوة باعتراض صريح من المجلس الوطني السوري». بدوره هاجم قائد الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، تشكيل «مجلس أمناء الثورة السورية» برئاسة هيثم المالح، الذي رد على الانتقادات التي وجهت إليه على خلفية مشروع تشكيل الحكومة الانتقالية، فرأى أن «الآخرين يريدون أن يكونوا هم الزعماء ولا دور لأحد غيرهم». من جهة اخرى قدمت المجموعة العربية مشروع قرار رمزي الى الجمعية العامة للأمم المتحدة تطالب الرئيس الأسد بالتنحي ونقل السلطة الى حكومة انتقالية, ووقف القصف وعودة الجيش الى الثكنات. ويتوقع التصويت على القرار اليوم.

معركة حلب: الجيش الحر يتوقع حسما قريبا.. والمراقبون يرصدون استخدام الطيران الحربي

اشتباكات في أحياء مسيحية وسط دمشق للمرة الأولى.. ومجزرتان في بلدتي جديدة عرطوز ويلدا

بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»

تجددت الاشتباكات بين قوات الأمن السورية والجيش السوري الحر أمس في العاصمة دمشق، لتبلغ وسط العاصمة للمرة الأولى، قرب حي باب توما المسيحي، في وقت استخدمت فيه القوات النظامية مجددا الطائرات والمدافع لقصف أحياء عدة في مدينة حلب. وأعلنت الناطقة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا سوسن غوشة، وفق ما نقلته عنها وكالة الصحافة الفرنسية، أن «وفدا من المراقبين في حلب شاهدوا أول من أمس طائرة حربية تقصف المدينة».

وقال ناشطون سوريون إن حي صلاح الدين تعرض لقصف عنيف أمس بطائرات «ميغ» روسية ومروحيات هجومية ومدفعية، كما طال القصف أحياء أخرى يسيطر عليها «الجيش الحر»، الذي واصل محاولات الاستيلاء على مزيد من المقرات الأمنية السورية، ومنها مقر الأمن العسكري. وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن اشتباكات وقعت فجر أمس في محيط قاعدة عسكرية في قرية حندارات استمرت لساعات، وأسفرت الاشتباكات عن مقتل قائد سرية من «الجيش الحر».

وأكد أحد الناشطين في مدينة حلب لـ«الشرق الأوسط» أن عناصر من «الجيش الحر» تمكنوا من السيطرة في اليومين الأخيرين على عدد من المراكز الأمنية ومخافر الشرطة تحديدا في أحياء هنانو وباب النيرب والصالحين، حيث أسروا عددا من الجنود النظاميين والشبيحة الذين يقاتلون بضراوة أكثر من الجنود النظاميين في حلب.

ويستخدم الجيش السوري الطيران الحربي في قصف مدينة حلب، بحسب ما أفادت الناطقة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا وكالة الصحافة الفرنسية، حيث أكدت سوسن غوشة، في رد على أسئلة للوكالة عبر الإنترنت، أن وفدا من المراقبين في حلب «شاهدوا أول من أمس طائرة حربية تقصف» المدينة. ولفتت إلى أن المراقبين الدوليين يملكون كذلك «معلومات مؤكدة عن أن المعارضة (المسلحة) في حلب تملك أسلحة ثقيلة بما في ذلك دبابات».

وقالت غوشة إن هناك تقارير عن «نزوح جماعي من المنطقة»، مضيفة أن العديد من السكان يلجأون إلى المدارس وغيرها من المباني الرسمية في الأحياء المجاورة التي يعتبرونها أكثر أمنا. وأشارت إلى وجود «نقص في الأغذية والوقود والغاز».

ولفتت إلى أن الأمم المتحدة «ذكرت الطرفين (المتقاتلين) بالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي الذي يفرض عليهما حماية المدنيين». وأضافت «دعونا الطرفين إلى إظهار أقصى درجات ضبط النفس والانتقال من عقلية المواجهة إلى الحوار».

وبينما نقلت تقارير إخبارية أن وحدات من الجيش الحر تمكنت من ضرب مجموعة قوية من الشبيحة تعرف باسم شبيحة آل بري في حلب، تساند النظام في قمع المظاهرات والتحركات الاحتجاجية، وقتلت زعيمها ويدعى «زينو بري»، أكد مصدر قيادي في الجيش السوري الحر، لـ«الشرق الأوسط»، أن «اشتباكات عنيفة وقعت بين عناصر من الجيش الحر وشبيحة آل بري المسلحين وتحديدا في حي باب النيرب»، مشددا على أن «القوات الأسدية ورغم كل عتادها العسكري واستخدامها للطيران الحربي فإنها لم تتمكن بعد مرور 5 أيام من التقدم والسيطرة على حي واحد». وأشار إلى أن «معنويات وحداتنا مرتفعة والوضع تحت السيطرة في معظم أحياء حلب»، متوقعا «معارك حاسمة في الأيام المقبلة».

وقام مسلحون «شبيحة» من عائلة بري بمهاجمة مواقع للجيش الحر في أحياء حلب بقذائف الـ«آر بي جي» بعد أقل من 24 ساعة من إعدام الجيش الحر لزعيم عائلة بري زين العابدين بري. وقالت وسائل إعلام سورية مؤيدة للنظام إن شبابا من عشائر في محافظة حلب أصدروا بيانا أعلنوا فيه «النفير العام» ضد الجيش الحر، ووضعوا أنفسهم «تحت تصرف القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية في حربها ضد الإرهاب وداعميه»، وذلك في رد فعل على قيام مقاتلين في لواء التحرير التابع للجيش الحر يوم أول من أمس الثلاثاء باعتقال زعيم عائلة بري زين العابدين بري الملقب بـ«زينو» مع عشرات من أفراد العائلة، ليتم تنفيذ إعدام ميداني بحقهم، إثر اشتباكات عنيفة استمرت لعدة ساعات.

وعائلة بري البدوية معروفة في حلب بموالاتها للنظام، والانخراط مع الشبيحة في قمع المتظاهرين، الذين يلقبون زينو بزعيم «الشبيحة». وقال الناشط خالد الحلبي لـ«الشرق الأوسط» إن «عائلة بري معروفة في محافظة حلب كأكبر وأكثر العشائر الحلبية تأييدا للنظام، تم تسليحها من قبل النظام». ويقدر الناشط عدد أفراد عائلة بري بأكثر من 5000 شخص شكلت منهم «مجموعات شبيحة انتشرت في حلب وريفها» ومقرهم الرئيسي في النيرب القريب من مطار حلب.

ويتابع الناشط «يوم الثلاثاء تمكن لواء التوحيد من السيطرة على مقر آل بري، واعتقلوا زينو لينفذوا فيه حكم الإعدام، وذلك كرد فعل على نقض هدنة تجمع الطرفين وفي البيان الذي نشرته وسائل إعلام موالية للنظام وعلى صلة وثيقة مع الأجهزة الأمنية وقالت إنه صادر عن شباب من عشائر حلب، أعلن «النفير العام» ضد من وصفهم بـ«مرتزقة الناتو من الجيش الحر»، وتوعد البيان بالقصاص من «آخر عنصر ممن يسمون أنفسهم الجيش الحر، وأن «حلب مقبرتهم». إلا أن عضو القيادة العسكرية المشتركة عدنان الأحمد نفى أن يكون الجيش الحر من قام بعملية إعدام لمن سمي بـ«زعيم الشبيحة» وعائلة بري، مشيرا إلى أن هذا «الفعل ليس من أخلاق الجيش الحر». وقال العميد الركن في اتصال مع «سكاي نيوز عربية» إن «من قاموا بعملية القصاص هم أهالي القتلى الذين فقدوا أبناءهم تحت تعذيب الشبيحة أمثال بري الذين بالمقابل لقنوا المتظاهرين دروسا لن ينسوها وانتهكوا الأعراض وأعدموا الكثيرين».

وبالإشارة إلى اتفاقية جنيف الرابعة المختصة بمعاملة الأسرى، أكد الأحمد على أن «الجيش الحر يلتزم بها ويعامل الأسرى بشكل جيد». وأعلن الأحمد عن تشكيل مجموعات محاسبة مهمتها تقديم من يخالف القانون ويقوم بإعدامات عشوائية إلى القضاء، قائلا «نحن لا نعامل بالمثل ولا نريد الانتقام، فنحن بصدد تشكيل نظام جديد خال من تصفية الحسابات».

وبعد مرور أقل من أربع وعشرين ساعة على قيام لواء التوحيد بالهجوم على مقر آل بري في باب النيرب حلب، نقلت مواقع إلكترونية حلبية عن مصادر من آل بري أن «مجموعة من مسلحي العائلة هاجمت يوم أمس الأربعاء تجمعات للجيش الحر في بعض أحياء حلب: الشعار والميسر والجزماتي والمدرسة التي أعدم فيها زينو بري». وبحسب هذه المصادر، استخدم المسلحون القذائف الصاروخية في استهداف المدرسة. وتنذر هذه التطورات بتعقيد الأوضاع في حلب التي تشهد اشتباكات عنيفة من 20 يوليو (تموز) الماضي، مع تقدم مقاتلي الجيش الحر للاستيلاء على مقرات النظام في المدينة، رغم القصف العنيف لقوات النظام على المدينة واستخدام الطيران الحربي والمروحيات.

يأتي هذا في وقت تقول فيه السلطات السورية إن وحدات الجيش النظامي تواصل «عمليتها التطهيرية ضد الإرهاب والإرهابيين في أحياء ومناطق عدة من محافظة حلب»، وإنها «تمكنت من توجيه ضربات موجعة للإرهابيين».

وفي دمشق، اندلعت اشتباكات عنيفة فجر أمس للمرة الأولى في محيط حيي باب توما وباب شرقي المسيحيين، في وسط العاصمة القديمة. وأوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن هذه الاشتباكات «وقعت في مناطق كانت لا تزال تعد بعيدة جدا عن متناول مقاتلي المعارضة»، مشيرا إلى أن «إطلاق النار الكثيف خلال الاشتباكات يدل على اشتراك أعداد كبيرة من المقاتلين من الجهتين في المعارك». وفيما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شاهد عيان قوله ن «مسلحين مجهولين هاجموا مركزا للجيش النظامي مقابل باب شرقي حيث استمرت الاشتباكات زهاء ربع ساعة»، ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن أصوات إطلاق النار الكثيف تجددت في وسط دمشق وتحديدا في شارع بغداد وشارع الملك فيصل، وحيي العمارة وباب توما. وأفادت بأن «قصفا عنيفا بقذائف الهاون حدث على جنوب حي التضامن»، بينما شهد حي قبر عاتكة «خروج مظاهرة بعد صلاة الفجر تهتف للحرية ولإسقاط النظام».

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن حي القدم تعرض «لاقتحام بموكب كبير من قوات الأمن والشبيحة وسط مخاوف من حملة دهم في الحي»، لافتة إلى «قصف بالهاون تتعرض له بلدات الغوطة الشرقية ودير العصافير والضمير وجسرين في ريف دمشق».

وفي ريف دمشق، واصل النظام السوري تصعيد عملياته العسكرية ضد مدن وبلدات عدة، فاقتحمت قوات الأمن مدينة جديدة عرطوز «بالمدرعات والدبابات وأعداد كبيرة من الجنود والأمن من المحاور كافة»، وقالت لجان التنسيق المحلية إن أكثر من «25 شخصا قتلوا في حصيلة أولية نتيجة حملة عسكرية شنتها قوات النظام على المدينة بعد يومين من الحصار، وأسفرت عن تدمير مبان سكنية ومنازل ودهس السيارات في الشوارع بالدبابات»، لافتة إلى «أنباء عن إعدامات ميدانية وحرق للجثث». كما أسفرت الحملة عن اعتقال نحو 150 شخصا.

تشكيل «مجلس أمناء الثورة» برئاسة المالح يعمق الخلاف بين أطراف المعارضة السورية

غليون لـ«الشرق الأوسط»: التسابق على الحكومات معيب بينما الثوار يخوضون معارك طاحنة

بيروت: يوسف دياب لندن: «الشرق الأوسط»

عمق الإعلان عن تشكيل «مجلس أمناء الثورة السورية» في القاهرة، وبدء المشاورات لتشكيل حكومة انتقالية برئاسة المعارض السوري هيثم المالح، الخلاف بين أطراف المعارضة السورية، وقوبلت هذه الخطوة باعتراض صريح من المجلس الوطني السوري، الذي رأى أنه «من المعيب التسابق على الحكومات في الوقت الذي يخوض فيه الثوار معركة طاحنة في حلب وفي كل الأراضي السورية». وبهجوم عنيف عليها من الجيش السوري الحر، وصف أصحاب هذا المشروع بأنهم «انتهازيون يسعون لتقسيم المعارضة والاستفادة من المكاسب التي حققها مقاتلوها».

ورأى الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، برهان غليون، أنه «من المعيب في الفترة التي يخوض فيها الثوار على الأرض معارك طاحنة في حلب وغيرها من المدن السورية، أن نتسابق على تشكيل الحكومات». وأبدى غليون في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أسفه لأن «يقدم المناضل هيثم المالح على هذه المبادرة المنفردة، من دون الاتصال بشخصيات كبيرة في المعارضة». وقال: «هذا عمل سيئ لوحدة المعارضة وللثورة السورية، ولن يخرج منها سوى التشويش على الثورة والثوار، لا يجوز الانفراد بهكذا قرار من دون التشاور مع الثورة وباقي الشخصيات البارزة في المعارضة». واعترف غليون بأن المجلس الوطني «ارتكب خطأ من خلال الإدلاء بعدة تصريحات عن تشكيل حكومة». وأبدى اعتقاده أن «الحكومة لا تشكل على وسائل الإعلام في ظل الحرب الدموية ومئات القتلى الذين يسقطون يوميا في حلب وعلى كل الأراضي السورية، ولا يوجد حد أدنى من المسؤولية في تشكيل حكومة على الإعلام؛ لأنها ستخلق خلافا وانقساما، ومن قام بذلك وقع في فخ تحويل الأجندة كلها من تحرير المدن السورية من هذا النظام إلى حكومة انتقالية، وجعل من الصراع في المعارضة احتمالا أكبر من تفاهمها على المرحلة الانتقالية، وأظهرت بعض أطراف المعارضة عدم مسؤولية في التعاطي مع الثورة». ودعا غليون «جميع أطراف المعارضة إلى المسارعة للاجتماع والاتفاق على قرار بإجراء مشاورات سرية بين الشخصيات والقوى المعارضة، للتنادي والخروج من مأزق التسابق على الحكومات».

أما عضو المجلس الوطني السوري، محمد سرميني، فأوضح أن «كل أطراف المعارضة مع تشكيل حكومة انتقالية كضرورة لإدارة المرحلة المقبلة، ولكن ليس بهذه الطريقة». وأكد سرميني لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك ضرورة لحكومة تكون قادرة على إدارة المرحلة المقبلة، إنما ضمن تنسيق وترتيب ومشاورات على مستوى كل المعارضة ومع الثوار والجيش السوري الحر، لكن الأهم من كل ذلك في هذه المرحلة هو العمل الجاد وتضافر الجهود من أجل دعم الجيش الحر لاستكمال معركة حلب»، مشيرا إلى أن «المجلس الوطني يخطط الآن للعودة إلى داخل سوريا، ليس للزيارة وإنما للإقامة وترتيب أمور المناطق المحررة، وأن تؤلف الحكومة الانتقالية في الداخل السوري وليس في الخارج»، لافتا إلى أنه «جرى توفير الطرق الآمنة لهذا الموضوع للدخول إلى سوريا والإقامة هناك بشكل دائم».

وردا على سؤال عما إذا كان لدى المجلس الوطني علم بأن بعض الدول تقف وراء تشكيل «مجلس أمناء الثورة السورية» في القاهرة، والشخصيات التي يتألف منها، والبدء بمشاورات لتشكيل حكومة انتقالية، أوضح أن «هناك أسماء محترمة داخل هذا المجلس، مثل نواف بشير ومحمود غنيم، كما أن شائعات ترددت عن وقوف دول خليجية وراء هذا الاجتماع تبين أنها غير دقيقة». بدوره هاجم قائد الجيش السوري الحر، العقيد رياض الأسعد، تشكيل «مجلس أمناء الثورة السورية» برئاسة هيثم المالح، الذي يخطط لإقامة حكومة انتقالية، واصفا قادته بأنهم «انتهازيون يسعون لتقسيم المعارضة والاستفادة من المكاسب التي حققها مقاتلوها». وقال الأسعد في تصريح له: «إن السياسيين الذين شكلوا الائتلاف الجديد أصابتهم حمى التسلق على الفرص واغتنام المناصب.. الأمر دعاهم إلى أن يعلنوا إنشاء وتأسيس حكومة انتقالية في محاولة صريحة وواضحة لركوب ثورتنا والاتجار بدماء شهدائنا». وأضاف: «لكنهم في الواقع يحاولون إعادة إحياء نظام الأسد الساقط، في اتخاذ قرار من دون الرجوع إلى الشعب الذي بذل الدم والدموع، لكي يحصل على استقلاله من صابة الأسد المجرمة». وختم العقيد الأسعد: «إن الإعلان عن خطط لتشكيل حكومة انتقالية يهدف بشكل رئيسي إلى إرضاء الخارج وضرب الداخل بعضه بالبعض الآخر، وتفكيك يد الشعب الضاربة والمتمثلة في الجيش السوري الحر».

أما رئيس «مجلس أمناء الثورة السورية»، هيثم المالح، فرد على الانتقادات التي وجهت إليه على خلفية مشروع تشكيل الحكومة الانتقالية، فرأى أن «الآخرين يريدون أن يكونوا هم الزعماء ولا دور لأحد غيرهم». وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «قبل أيام اتصلت بالدكتور برهان غليون، وأبلغته بمسألة البحث بتشكيل حكومة انتقالية، واستغرب نقمة المجلس الوطني على هذه المبادرة، علما بأن المجلس أعلن أن فرنسا طلبت منه تشكيل حكومة، كما أن الداخل السوري يريد هكذا حكومة». وأضاف: «نحن كهيئة سياسية خرجنا من سوريا على أثر الثورة، وأنا من وجهة نظري طرحت فكرة أن تكون الحكومة بعيدة عن التجاذبات السياسية وتتمتع بحرية حركة، لأنها إذا كانت ترتبط بأحزاب فلن يكون لديها حرية التحرك، ولأنهم في المجلس الوطني يدارون من الخارج جاءت فكرتنا بتأليف حكومة تكنوقراط، فإذا طرحنا هذه الفكرة فهل نكون كفرنا؟ نحن أدلينا بدلونا وقلنا إننا بدأنا مشاوراتنا لتشكيل هذه الحكومة، بعكس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الذي أقصى الآخرين منذ تشكيله وبات يستأثر بكل شيء». وردا على سؤال عما إذا كان اجتماع مجلس الأمناء الذي انعقد في القاهرة (أول من أمس) جرى برعاية إحدى الدول العربية، أجاب المالح: «اجتماعنا نابع من قناعاتنا ولم يشرف عليه أحد، نحن سوريون ولا ننتمي إلى تنظيمات أخرى، والأشخاص الذين اجتمعوا يحملون شهادات عليا بالعلوم السياسية والدراسات»، مؤكدا أن «هناك قرارا اتخذ لفتح مكاتب في القاهرة وكل العواصم العربية من أجل تنظيم عمل المعارضة السورية على الساحة العربية والدفاع عن وجهة نظرنا وتمثيلنا في الخارج، وعندما يسقط النظام فسنعود فورا إلى سوريا».

ويبدو أن المؤتمر الصحافي والإعلان الذي قام به المالح والمجموعة المرتبطة به جاء على هامش اجتماع عقده فرع الدوحة لمركز بروكينغز الأميركي في القاهرة أول من أمس، وحضرته شخصيات معارضة سورية وشخصيات دولية، بمن فيها السفير الأميركي المخول التعامل مع الملف السوري، روبرت فورد، والمسؤول البريطاني المخول التعامل مع المعارضة السورية، جون ويلكس. وقالت مسؤولة في المكتب الإعلامي لمعهد «بروكينغز» لـ«الشرق الأوسط» إن «الاجتماع هو مواصلة لسلسلة مركز الدوحة لورش العمل حول سوريا التي تجمع بين جهات عدة من المعارضة السورية وبين ممثلين دوليين». وأضافت: «الهدف من ورشة العمل هي دعم التفاعل الأفضل بين تلك الجماعات والمجتمع الدولي والإقليمي الأوسع».

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»: «مثلما حدث في اجتماع القاهرة السابق، فإن السفير فورد هناك ليدعم جهود المعارضة في دفع خططهم حول الانتقال الآتي لا محالة». وأضاف: «لديهم خطة انتقال ونحن نشجعهم على الترويج لها داخل سوريا وفي المجتمع الدولي».

االاتحاد الاوروبي يؤيد الانتقال السلمي للسلطة في سوريا

دعا مجلس الامن لتحمل مسؤولياته

بروكسل: عبد الله مصطفى

لا يزال الاتحاد الأوروبي يؤيد انتقالا سلميا للسلطة في سورية، هذا ما أكدته مايا كوسيانيتش، المتحدثة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، وأوضحت المتحدثة أن الاتحاد يرى أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد الممكن لإنهاء الأزمة وإعادة الاستقرار لسورية. وكانت المتحدثة تعلق على تصريحات سابقة لوزير الخارجية البلجيكي ديديه رايندرس، أشار خلالها إلى أنه «لا حل للوضع السوري إلا عبر تواجد عسكري، ولكنه يختلف عن النموذج الليبي». وشددت المتحدثة على أهمية العمل في إطار مجلس الأمن الدولي، بالقول «نحن في أوروبا نريد أن نرى مجلس الأمن الدولي يتحمل مسؤولياته تجاه الوضع السوري». كما أعادت المتحدثة إلى الأذهان ما اعتبرته موقفا أوروبيا «ثابتا» تجاه الصراع في سورية، وأضافت «نحن نرفض المزيد من عسكرة السلاح، وقمنا بالكثير من الجهود لدعم كافة فصائل المعارضة، كما أننا فرضنا العديد من العقوبات لتضييق الخناق على النظام السوري ومن يدعمه».

من جهتها، طالبت المفوضة الأوروبية المكلفة شؤون إدارة الأزمات كريستيالينا جيورجيفا، طرفي النزاع في سورية العمل على تحييد المدنيين من أماكن القتال وفتح طرق آمنة لتوصيل المساعدات الانسانية واحترام القانون الدولي الإنساني.

وكان الوزير البلجيكي قد صرح قبل يومين بان التواجد العسكري ولكن بشكل مختلف عن التدخل الذي جرى في ليبيا، هو الحل المطلوب للازمة السورية ويمكن ان يتحقق ذلك من خلال الجمعية العامة للامم المتحدة وليس عبر مجلس الامن وذلك لتفادي الفيتو الروسي – الصيني، كما يمكن التحرك في اطار تحالف خارج اطار الامم المتحدة. من جانبه أعرب وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي عن شكوك بشأن فرضية قبول الرئيس السوري بشار الأسد ما يسمى «المخرج الآمن» الذى يضمن الحصانة له ولأسرته مقابل التنحي عن سدة الحكم، وقال «أشك في أن الأسد سيستجيب لهذه الدعوة». وأضاف تيرسي الثلاثاء في تصريحات متلفزة «لقد رأينا في حالات أخرى في دول الربيع العربي قادة لم يستجبوا «لدعوات ترك السلطة (باستثناء الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي)، ولكن الظروف كانت مختلفة، بينما القذافي ومبارك لم يقبلا» بحلول مماثلة. وحذر رئيس الدبلوماسية الإيطالية من أن الأزمة في سوريا، «ماضية في التدهور» خاصة مع الصراع في مدينة حلب، التى هي «قلب البورجوازية والاقتصاد السوري حيث لم يكن من المتوقع قبل أشهر قليلة، أن تكون هناك مقاومة بهذه القوة». واختتم رئيس الدبلوماسية الايطالية منوها بأن «تحرك 200 الف مواطن سوري باتجاه الحدود التركية وخارج المدينة جعل الاوضاع الإنسانية في غاية المأساوية». ونشرت الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي مؤخرا، تفاصيل العقوبات الاضافية الجديدة التي اعتمدها اجتماع لوزراء الخارجية الاسبوع الماضي في بروكسل، وحسب ما جاء في الجريدة الرسمية للاتحاد، هناك 3 كيانات هي شركة خطوط الطيران السورية، ويسيطر عليها النظام وتوفر له الدعم المالي، ومؤسسة تسويق القطن في حلب وهي مملوكة بالكامل للدولة، ومؤسسة تقنيات دركس وهي مملوكة لرامي مخلوف والموجود في قائمة العقوبات، وهي شركة تأسست في يونيو 2004، اما بالنسبة للاشخاص وعددهم 26 شخصا فهم من رجال الجيش والاستخبارات والمؤسسات الامنية الاخرى.

وقالت النشرة انهم شاركوا في تعذيب المحتجين، وفي الاجراءات القمعية ضد السكان المدنيين، وتعذيب المساجين، وملاحقة المعارضة السورية.

والقائمة تضم كلا من العميد شفيق ماسا رئيس فرع 215 في دمشق التابع لجهاز الاستخبارات بالجيش السوري، والعميد برهان قادور رئيس فرع 291 في دشمق التابع للاستخبارات العسكرية، ونائبه العميد صلاح حمد، والرابع هو محمد خلوف المعروف باسم ابوعزت وهو قائد فرع 235، ثم اللواء رياض الاحمد نائب رئيس فرع المخابرات العسكرية في اللاذقية، والعميد عبد السلام محمود رئيس فرع باب دمشق التابع لاستخبارات سلاح الجو، والعميد جودت الاحمد رئيس فرع حمص في استخبارات سلاح الجو، ثم الكولونيل قصي ميهوب رئيس فرع درعا، والكولونيل سهيل العبد الله رئيس فرع اللاذقية، والعميد خضر خضر رئيس فرع لمديرية المخابرات في اللاذقية، والعميد ابراهيم مالا رئيس فرع 285 في مديرية المخابرات العامة في دمشق، والعميد فراس الحامد رئيس فرع 318 في حمص التابع لمديرية المخابرات، والعميد حسام لوقا رئيس فرع حمص التابع لمديرية الامن السياسي، والعميد طه طه مدير فرع اللاذقية، والعميد ناصر علي مدير فرع درعا، ثم ضباط شرطة في السجن المركزي في ادلب، وغيرهم آخرين.

وتقرر اضافة 26 شخصا و3 كيانات الى قائمة العقوبات الاوروبية على اللائحة التي تضم أصلا 129 شخصا و49 كيانا ممن طُبِّقت عليها التدابير التقييدية» بالفعل.

لانديز: حتى وإن سقطت العاصمة في يد الثوار سيحاول الأسد الصمود كقائد لميليشيا على النمط اللبناني

خبير أميركي قال إن الرئيس السوري لا يبدي مؤشرات على استعداده للتنازل عن السلطة بهدوء

واشنطن: آن غيران وجوبي واريك*

رغم اقتراب قوات الثوار من معقله، لم يبد الرئيس السوري بشار الأسد أي إشارة على استعداده للتنازل عن السلطة، ما يثير التوقعات بفصل ختامي طويل دام وكارثي لهذه الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد، بحسب مسؤولين عسكريين أميركيين وخبراء في شؤون الشرق الأوسط.

رفض الأسد، رغم القتال الدائر بين قواته والثوار في حلب والمدن الرئيسية الأخرى، المناشدات الجديدة بقبول المنفى له ولأسرته، وأكد مرارا ثقته في أن القوات الموالية له ستنتصر، بحسب مسؤولين ومحللين.

وتشير التصريحات العلنية والخاصة إلى أن الأسد يعد لاتباع نموذج معمر القذافي، رابطا حياته ببقاء نظامه. وهناك إجماع واسع في واشنطن وعواصم الشرق الأوسط الآن على أن الأسد، الذي اعتبر في السابق شخصية معتدلة قادرة على الإصلاح، سيترك السلطة إما بالقتل أو الأسر.

وقال جيفري وايت، محلل شؤون الشرق الأوسط السابق في استخبارات وزارة الدفاع الأميركية: «لن تكون هناك أي مفاوضات. سيواصل القتال وربما يفعل ذلك في دمشق».

ووصفه محللون أميركيون قاموا بدراسة المناسبات العامة التي حضرها بأنه منفصل عن الواقع. ورغم قولهم إن الأسد ليس غبيا ولا جبانا، فإنه يؤمن بقوة خطابه، ويدرك أنه مخلص الطائفة العلوية، وتجسيد للدولة السورية، وأنه متقبل أيضا لحالة العزلة التي يعيشها. وقال مسؤول أميركي حصل على معلومات استخبارية من داخل سوريا والذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسية التقييم إن «الأسد شخص يدعي الورع، وديكتاتور صاحب عقلية تآمرية لم يبد أي مؤشر حتى الآن على استعداده للتخلي عن الحكم، كما فعل الكثير من الطغاة الذين سبقوه. وغطرسة الأسد هي التي تقوده إلى بعض القرارات السيئة».

ورغم صعوبة التكهنات ما يمكن أن يفعله الأسد إذا ما ووجه بهزيمة مباغتة، تشير تحركاته حتى الآن إلى أنه ينوي المضي قدما فيما هو مقدم عليه.

وقال المسؤول: «لقد حبس نفسه في زاوية ضيقة للغاية».

تعنت الأسد خلال الأسابيع الأخيرة قضى على كل الآمال بإمكانية التوصل إلى اتفاق سياسي يسارع من إمكانية رحيله ويقلل من خسائر القتال الكثيف الذي يدور من شارع إلى آخر في أضخم المدن السورية. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية قد صرحت في بداية يوليو (تموز) الماضي بأن الوقت لم يفت بعد بالنسبة للأسد لقبول مثل هذا الاتفاق، كما تحدث مسؤولو البيت الأبيض عن إمكانية التوصل إلى اتفاق مشابه لما جرى في اليمن الذي تنحى بموجبه علي عبد الله صالح من الرئاسة.

على صعيد آخر، تقدم قادة الدول الأعضاء في الجامعة العربية بخطة جديدة للأسد لنقل السلطة إلى حكومة انتقالية في مقابل النفي. وحث رئيس الوزراء القطري، حمد بن جاسم آل ثاني، الأسد على اتخاذ قرار «شجاع» بالتنحي من أجل صالح بلاده.

لكن الاقتراح الذي أعقب سلسلة من العروض الشخصية من الكثير من الدول العربية للتوسط في اتفاقات خروج الأسد قوبل بالرفض من جانب دمشق.

جاء الرفض أثناء قصف القوات السورية أحياء دمشق لطرد قوات الثوار من الجيوب التي سيطرت عليها بعد أسبوع كامل من الحصار. وقد شن الأسد حملة مدمرة على معاقل الثوار في العاصمة وحلب، أضخم مدن سوريا.

ويقول محللون عسكريون ومسؤولون أميركيون إن وحشية الهجوم الذي تشنه قوات الأسد يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأسد يعتقد أن القتال حتى النهاية هو الخيار الوحيد.

ويرى جوشوا لانديز، الخبير في الشأن السوري مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، أن تقديم أي تنازلات الآن يتعارض مع قيم حكم عائلة الأسد. وقال: «إنها تظهر ضعفا، وإن طبيعة نظامه هي ألا تظهر الضعف على الإطلاق».

خيار الديكتاتور لاستخدام المدفعية الثقيلة والمروحيات الحربية في الأحياء المدنية يأتي مماثلا لقرار والده، الذي أصدر أمرا بقتل عشرات الآلاف من السنة لإخماد الثورة عام 1982.

ويشير لانديز إلى أنه حتى وإن سقطت العاصمة في يد الثوار، ربما يشعر الأسد برغبة في التقهقر إلى أحد معاقل العلويين في سوريا ويحاول الصمود كقائد لميليشيا على النمط اللبناني.

عادات الأسد الغربية وآراؤه المعتدلة ألهمت في البداية المتفائلين من الغرب والسوريين بشأن قيادته لدولة استراتيجية حيوية عدد سكانها 20 مليون نسمة. تعهدات الأسد بتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية أكسبته في السابق الكثير من المؤيدين في الولايات المتحدة بما في ذلك السيناتور جون إف كيندي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.

كان بشار الأسد، طبيب العيون الذي تلقى تدريبه في بريطانيا والمتزوج من مواطنة بريطانية، اختيارا غير متوقع لخلافة الوالد الذي اشتهر بالوحشية، حافظ الأسد، والذي توفي عام 2000. وقال الأسد الابن، 34 عاما في ذلك الوقت، عن نفسه مازحا: أنا «رئيس بالصدفة» لسوريا، بحسب واحد من كتاب سيرته الذاتية، ديفيد ليش، مؤرخ الشرق الأوسط.

وقال ليش، الذي يكتب عن تحول الأسد في كتاب جديد بعنوان «سوريا: سقوط عائلة الأسد»: «كان يعمد إلى نكران الذات، والتواضع وهو رجل عائلة. وبصورة تدريجية أصبح أكثر تجبرا في سلوكه. لكنه على عكس صدام حسين أو القذافي لم يكن غريب الأطوار».

ويشير ليش إلى أنه التقى الأسد مرات كثيرة بين عامي 2004 و2009 ورأى كيف بدأت شخصيته تعكس ضيق الأفق والعالم المذعور من حوله.

يؤكد ليش على أنه خلال السنوات الأولى من حكم الأسد، كان الرئيس الشاب يسخر من أساليب جهاز المخابرات السوري المرهوب الجانب. لكنه بمرور الوقت بدأ الأسد في ترديد وجهات نظر المسؤولين الأمنيين الذين كانوا يدبرون المؤامرات والمكائد في كل مكان.

وقال ليش: «كانت الحقيقة البديلة تنسج من حوله، وفي النهاية تشبع بها»، ونتيجة لذلك أخطأ الأسد في قراءة رسالة الربيع العربي وظن أن الثورة السورية صنيعة متآمرين أجانب، وأنه يقف وحيدا كضامن لخلاص سوريا. ويقول ليش: «يعتقد أنه يقاتل ضد الإمبرياليين، وأن حلفاءهم ضد الشعب السوري».

يرى المحللون أنه نتيجة هذا الموقف المتعنت والانعزالي، قد لا يجد الوسطاء ما يمكنهم القيام به. فالولايات المتحدة قد قطعت معظم روابطها الاقتصادية مع سوريا قبل سنوات، ولا تحظى بنفوذ كبير هناك، وفي أغلب الأحيان كان الأسد يطلب من الحلفاء العرب وروسيا التحاور مع الغرب. وقد رفضت روسيا مطالبة الأسد بالرحيل عن سوريا.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»

مناورات تركية على الحدود والرئيس السوري “المجهول الإقامة” يدعو جيشه في حلب إلى “معركة مصير أمتنا

الأسد يوزّع مجازره في ريف دمشق

                                            تتكشف كلّ يوم مجازر جديدة لنظام الأسد في مختلف أنحاء سوريا، كانت محطتها أمس في ريف دمشق حيث سقط 50 شهيداً في جديدة عرطوز و27 شهيداً في مجزرة يلدا، من إجمالي 170 شهيداً سقطوا في مختلف أنحاء سوريا برصاص ومدفعية وصواريخ قوات النظام السوري الذي يستمرّ في إعداد العدة العسكرية الثقيلة من دبابات ومدرعات وحشد كبير من الجنود والعسكريين لاقتحام مدينة حلب، التي توسع في السيطرة على أحيائها الجيش السوري الحر حيث أقام الحواجز الثابتة والمتحركة في أنحاء واسعة من العاصمة الاقتصادية للبلاد.

وبثت وسائل الإعلام السورية الرسمية بياناً على لسان الأسد يدعو فيه جيشه إلى “معركة يتوقف عليها مصير شعبنا وأمتنا ماضياً وحاضراً ومستقبلاً”، في إشارة إلى معركة حلب التي لا تزال قوات النظام تقصفها بالمدفعية ومن الجو، كان اللافت في البيان أنه لا يظهر شخص الأسد، ما أثار تساؤلات كثيرة عن مكان الرئيس السوري، وهل لا يزال في دمشق أم أنه غادرها إلى مكان غير معروف.

ولم تتأخر الولايات المتحدة في التعليق على بيان الرئيس السوري، معتبرة أن دعوته قوات النظام إلى مواصلة قتال الثوار المعارضين له، “عملاً حقيراً وجباناً” حسبما قال البيت الأبيض أمس.

وقالت الولايات المتحدة ليل أمس إنها خصصت 25 مليون دولار مساعدات لمقاتلي المعارضة السورية، لكنها إمدادات غير مميتة حسبما قال المتحدث باسم الخارجية باتريك فينتريل، موضحاً أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما كانت خصصت 15 مليون دولار، لكنها أضافت إليها مبلغ عشرة ملايين دولار.

ميدانياً، وصلت المواجهات بين قوات النظام والمقاتلين المعارضين أمس، للمرة الأولى منذ بدء الاضطرابات قبل أكثر من 16 شهراً، الى مشارف حيي باب توما وباب شرقي المسيحيين في وسط دمشق، فيما تستمر المعارك على أشدها في حلب.

وتواصلت الأربعاء المعارك في حلب (شمال) بين جيش النظام والجيش الحر المكون بشكل أساسي من جنود منشقين، للسيطرة على ثاني كبرى المدن السورية والعاصمة الاقتصادية للبلاد، في حين أفادت بعثة المراقبين الدوليين أن القوات الحكومية تستخدم الطيران الحربي لقصف المدينة، وأن المعارضة المسلحة “تملك أسلحة ثقيلة بما في ذلك دبابات”.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان عصر أمس أن “اشتباكات عنيفة تدور منذ أكثر من ساعة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في سوق الثلاثاء بحي التضامن بالعاصمة السورية”، موضحاً أن الحي “يتعرض لقصف مدفعي ولم ترد حتى اللحظة معلومات عن خسائر بشرية”.

وشهدت دمشق فجر أمس لأول مرة اشتباكات في محيط حيي باب توما وباب شرقي المسيحيين بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، بحسب المرصد.

ويقع هذان الحيان بوسط دمشق القديمة ويتميزان بوجود الكثير من الفنادق وبحركة سياحية لافتة.

وفي حلب التي تشهد منذ السبت هجوماً واسع النطاق شنه الجيش السوري لاستعادة السيطرة عليها، تدور معارك في الأحياء التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر.

ومنذ الثلاثاء، أفاد مصدر أمني سوري عن استقدام تعزيزات إضافية من الطرفين تمهيداً لـ”معركة طويلة الأمد” في حلب، فيما أعلن الجيش الحر الاستيلاء على ثلاثة أقسام للشرطة في المدينة بعد معارك سقط فيها العديد من عناصر قوات الأمن والمقاتلين المعارضين.

وأفاد أحد قادة الجيش السوري الحر العميد عبد الناصر فرزات أمس لمراسل وكالة “فرانس برس” قرب حلب، أن المقاتلين المعارضين يسعون الى السيطرة على مقرات المخابرات في مدينة حلب، بعد استيلائهم على ثلاثة مراكز للشرطة.

في هذا السياق، أفاد مصدر أمني في دمشق أن “هدف المتمردين هو الاستيلاء على مقر المخابرات الجوية في حي الزهراء الذي يقع في الضواحي الغربية لمدينة حلب”. وأوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن تحقيق ذلك “سيفتح الباب (أمام المتمردين) على الأحياء القريبة والثرية في المدينة والتي لا يسيطرون عليها الآن”، مشيراً الى أن المقاتلين المعارضين “يحاولون منذ خمسة أيام الاستيلاء على هذا المقر من دون أن يحققوا أي نجاح”.

ويسعى الجيش الحر من خلال معركة حلب، بحسب خبراء ومحللين عسكريين، الى الحصول على منطقة آمنة بشمال البلاد، لا سيما بعد أن سيطر المعارضون على مناطق واسعة في ريف حلب قريبة من الحدود التركية.

وأفادت الناطقة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا سوسن غوشة “فرانس برس” أن الجيش السوري يستخدم الطيران الحربي في قصف حلب. ولفتت الى أن المراقبين الدوليين يملكون كذلك “معلومات مؤكدة عن أن المعارضة (المسلحة) في حلب تملك أسلحة ثقيلة بما في ذلك دبابات”. وأضافت “نحن قلقون جداً من القتال العنيف في حلب”، مشيرة الى أن هناك تقارير عن “نزوح جماعي من المنطقة”، ومؤكدة وجود “نقص في الأغذية والوقود والغاز”.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي أمس، أنه أرسل مساعدة غذائية الى حلب، مضيفاً أن “الوضع الإنساني يتدهور في حلب والاحتياجات الغذائية في تزايد”.

وقالت منظمة العفو الدولية في بيان “إن الهجوم الجاري على مدينة حلب والذي يعرض حياة المدنيين لمخاطر أكبر، هو تطور متوقع جاء بعد نمط مقلق من الانتهاكات التي ترتكبها قوات الأمن الحكومية في أرجاء البلاد”.

وأفاد مراسل “فرانس برس” من منطقة في ريف حلب عن قصف استمر معظم الليل على مناطق في شمال غرب المحافظة، مشيراً الى “سقوط صواريخ غراد في المنطقة”. (التفاصيل ص 14)

وفي هذا الوقت، أكد الأسد أمس أن الجيش السوري يخوض “معارك بطولة وشرف” ضد “العدو” يتوقف عليها “مصير” الشعب السوري والأمة.

وقال الأسد في كلمة وجهها الى الجيش السوري بمناسبة عيد تأسيسه السابع والستين ونقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن “معركتنا مع العدو معركة متعددة الأشكال واضحة الأهداف والمعالم.. معركة يتوقف عليها مصير شعبنا وأمتنا ماضياً وحاضراً ومستقبلاً”.

وقال البيت الأبيض أمس إن دعوة الرئيس السوري بشار الأسد قواته لمواصلة القتال ضد متمردي المعارضة عمل “جبان وحقير”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في رد على رسالة وجهها الأسد الى جيشه “نعتقد وبصراحة شديدة أنه من الجبن أن يقوم رجل (الأسد) متخفٍ عن الانظار بدعوة قواته المسلحة الى الاستمرار في قتل المدنيين في بلاده”.

وعلى الجانب الآخر من الحدود بدأ الجيش التركي تدريبات عسكرية على سرعة دباباته وقدرتها على المناورة في المنطقة الجنوبية الشرقية المحاذية لسوريا، بحسب وكالة أنباء “الأناضول”. وتأتي هذه التدريبات بعد أن أرسلت تركيا قافلة من الدبابات والأسلحة وبطاريات صواريخ أرض – جو الى الحدود مع سوريا لتعزيز دفاعاتها مع تصاعد العنف على الجانب الآخر من الحدود.

وفي بغداد أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل ليونيدفيج خلال لقاء الأربعاء على ضرورة ايجاد “حل سلمي يحقن دماء السوريين ويحقق التحول المطلوب” في سوريا.

في هذه الأثناء بدأ وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو الأربعاء زيارة الى أربيل بهدف بحث أوضاع الأكراد في سوريا، وفقاً لمصادر حكومية في إقليم كردستان العراق.

(ا ف ب، رويترز، يو بي أي)

 حلب العصيّة على قوات الأسد تتعرض لغارات جوية.. واشتباكات في قلب دمشق

                                            استخدمت قوات الأسد التي فشلت حملتها ضد مدينة حلب، سلاح الجو في قصف ثوار المدينة والمدنيين فيها، من دون ان تحقق اي من اهدافها، وخصوصا أن “الجيش الحر” يواصل قضم المقارّ الرسمية وقد وضع نصب عينيه المقار التابعة لأجهزة المخابرات كأهداف للسيطرة عليها.

تصرفات القوات التابعة لنظام بشار الأسد في حلب، كانت في صلب موقف مندد لمنظمة “العفو الدولية” التي اتهمت تلك القوات بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان هناك.

وفيما معركة حلب تتواصل، دخلت دمشق مجددا الى خارطة المعارك العسكرية، وسجلت اشتباكات لاول مرة في محيط حيي باب توما وباب شرقي المسيحيين.

سياسيا، مثل اعلان الشروع بتشكيل حكومة انتقالية من قبل معارضين في القاهرة، شرخا جديدا لدى المعارضة السورية، وخصوصا ان الجيش الحر سواء في الداخل او الخارج، ندد بتلك الخطوة.

عربيا، رحب الأمين العام للجامعة العربية محمد العربي بدعوة فرنسا الى عقد اجتماع وزاري عاجل لمجلس الأمن لبحث الأزمة في سوريا، ودوليا ابدى الرئيس الأميركي باراك اوباما قلقه من الوضع في سوريا، فيما قالت وزارة خارجيته، ان الولايات المتحدة تسرع الجهود لحمل الأسد على التنحي.

غارات جوية على حلب

اذا، يستخدم الجيش السوري الطيران الحربي في قصف مدينة حلب بحسب ما افادت الناطقة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا وكالة “فرانس برس”.

واكدت سوسن غوشة في رد على اسئلة للوكالة عبر الانترنت ان وفدا من المراقبين في حلب “شاهدوا امس (الثلاثاء) طائرة حربية تقصف” المدينة.

ولفتت الى ان المراقبين الدوليين يملكون كذلك “معلومات مؤكدة عن ان المعارضة (المسلحة) في حلب تملك اسلحة ثقيلة بما في ذلك دبابات”. واضافت “نحن قلقون جدا من القتال العنيف في حلب”، موضحة ان”الساعات الـ72 الماضية شهدت تصعيدا ملموسا في مستوى العنف في الاحياء الجنوبية الشرقية من حلب، خصوصا حول منطقة صلاح الدين”.

واشارت الى ان “مراقبينا يرسلون تقارير (من حلب) عن تبادل لاطلاق النار والقصف والتفجيرات بالاضافة الى استخدام المروحيات والدبابات والمدافع الرشاشة الثقيلة والقصف المدفعي”.

وقالت غوشة ان هناك تقارير عن “نزوح جماعي من المنطقة”، مضيفة ان العديد من السكان يلجأون الى المدارس وغيرها من المباني الرسمية في الاحياء المجاورة التي يعتبرونها اكثر امنا.

واشارت الى وجود “نقص في الاغذية والوقود والغاز”.

ولفتت الى ان الامم المتحدة “ذكرت الطرفين (المتقاتلين) بالتزاماتهما بموجب القانون الانساني الدولي الذي يفرض عليهما حماية المدنيين”. واضافت “دعونا الطرفين الى اظهر اقصى درجات ضبط النفس والانتقال من عقلية المواجهة الى الحوار”.

واعتبارا من 20 تموز، اندلعت المعارك في مدينة حلب في شمال البلاد في احياء يسيطر عليها الجيش السوري الحر وتحاول القوات النظامية عبر هجوم بدأته السبت الماضي استعادة السيطرة عليها.

وجدد مجلس الامن في 20 تموز مهمة بعثة المراقبين الدوليين شهرا واحدا وتتألف البعثة من نحو 300 مراقب عسكري غير مسلح، تم خفض عددهم الى النصف قبل ايام.

مقارّ المخابرات هدف مقبل

ويسعى المقاتلون المعارضون الى السيطرة على مقرات المخابرات في مدينة حلب، وذلك بعد تمكنهم من الاستيلاء على ثلاثة مراكز للشرطة، بحسب ما افاد احد قادة الجيش السوري الحر العميد عبد الناصر فرزات مراسل “فرانس برس” بالقرب من حلب.

ووصف فرزات سيطرة عناصر “الجيش الحر” الثلاثاء على ثلاثة مراكز للشرطة في باب النيرب والمنطقة الجنوبية من الصالحية وحي هنانو بانه “نصر صغير” يرفع المعنويات.

لكنه شدد على ان “الامر الاكثر اهمية بالنسبة لنا هو الاستيلاء على فروع المخابرات”، موضحا انه “في حال سقوط هذه المقرات فان النصر يصبح ممكنا”.

وكان مراسل “فرانس برس” الى المنطقة شهد الثلاثاء سيطرة الجيش الحر على مركز الشرطة في صالحين، وهو الاكبر جنوب الوسط التجاري للمدينة.

وقتل خلال المواجهات عميد من القوات النظامية عرف عنه مشاركته في القمع الدموي للتظاهرات التي تشهدها سوريا منذ نحو 16 شهرا ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

واحتدمت حدة المعارك في حلب، العاصمة الاقتصادية للبلاد، بشكل خاص منذ 20 تموز حين بدأ كل من “الجيش الحر” والجيش التابع لنظام الأسد بارسال تعزيزات الى المدينة لخوض معركة يعتبرها الطرفان مصيرية وقد تستمر لاسابيع، بحسب مصدر امني في دمشق.

انتهاكات وحشية لحقوق الإنسان

“منظمة العفو الدولية” اتهمت في تقرير جديد أصدرته امس، قوات الحكومة السورية بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في حلب، وأشارت إلى أن الهجوم الذي شنّته على المدينة كان تتويجاً لأشهر من حملة قمع وصفتها بـ”الوحشية” ضد الأصوات المعارضة.

وقالت المنظمة إن تقريرها (القمع الشامل) إستند إلى “تحقيقات ميدانية مباشرة أجرتها في حلب بنهاية شهر أيار الماضي، ويوثّق كيف استخدت قوات الأمن والميليشيات سيئة السمعة المدعومة من قبل الحكومة بشكل روتيني الذخيرة الحّية ضد التظاهرات السلمية وقتل وجرح المتظاهرين والمارّة، بمن فيهم الأطفال، وملاحقة الجرحى والممرضات والأطباء الذين عالجوهم ونشطاء المعارضة”.

وتابعت أن التقرير “يقدم دليلاً على إجبار عائلات المتظاهرين والمارة الذين قُتلوا برصاص قوات الأمن السورية على توقيع إفادات بأن عصابات إرهابية مسلحة قتلت أبناءها، ويورد تفاصيل مجموعة واسعة من الإنتهاكات المنهجية الموجهة من قبل الدولة، بما في ذلك الإستهداف المتعمّد للمتظاهرين السلميين والنشطاء، ومطاردة المتظاهرين الجرحى، والإستخدام الروتيني للتعذيب، واستهداف الأطباء الذين يُعالجون المتظاهرين الجرحى، والإعتقالات التعسفية، وحالات الإختفاء القسري”.

وقالت دوناتيلا روفيرا، كبيرة مستشاري الرد على الأزمات في منظمة “العفو الدولية”، إن “الهجوم الحالي على مدينة حلب، والذي يعرّض السكان المدنيين لخطر أكبر، كان تطوراً متوقعاً تلا نمطاً مقلقاً من الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الحكومية في جميع أنحاء البلاد”.

وتابعت روفيرا، التي أمضت عدة أسابيع في الآونة الأخيرة في مهمة للتحقيق في الإنتهاكات في شمال سوريا بما في ذلك مدينة حلب، أن “التظاهرات السلمية التي شاهدتها في أجزاء مختلفة من المدينة انتهت دائماً بقيام قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين بشكل متهوّر وعشوائي أدّى إلى مقتل أو إصابة المارة في الكثير من الأحيان، فضلاً عن المتظاهرين”.

وجدّدت “منظمة العفو الدولية “دعوة مجلس الأمن الدولي إلى “ضمان وجود مهمة مراقبة لحقوق الإنسان في سوريا، سواء من خلال تعزيز وتوسيع نطاق مهمة المراقبين الدوليين المشلولة التي تنتهي مهمتها في آب الجاري، أو تأسيس آلية أخرى للمراقبة، وإحالة الوضع في سوريا إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، وفرض حظر للأسلحة على سوريا بهدف وقف تدفق الأسلحة إلى حكومتها”.

ودعت “جميع الحكومات التي تنظر في توريد الأسلحة إلى “الجيش السوري الحر” أو غيره من جماعات المعارضة السورية المسلّحة إلى إجراء تقييم صارم للمخاطر يستند إلى معلومات موضوعية لضمان عدم وجود خطر كبير بأن هذه الأسلحة ستُستخدم لارتكاب أو تسهيل ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك الجرائم بموجب القانون الدولي”.

إشتباكات قرب باب توما وباب شرقي

دمشق عادت الى واجهة الحدث الأمني، حيث شهدت فجر امس لاول مرة اشتباكات في محيط حيي باب توما وباب شرقي المسيحيين بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، بحسب “المرصد السوري لحقوق الانسان”.

ولفت المرصد في بيان الى ان “المعلومات الاولية تشير الى سقوط قتيل على الاقل في صفوف القوات النظامية” نتيجة هذه الاشتباكات.

ويقع الحيان المسيحيان في وسط دمشق القديمة ويتميزان بوجود الكثير من الفنادق وبحركة سياحية لافتة.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة “فرانس برس” ان هذه الاشتباكات “وقعت في مناطق كانت لا تزال بعيدة عن متناول المقاتلين المعارضين”. واضاف ان الاشتباكات بدأت قرابة الساعة الثانية من فجر امس، مشيرا الى ان “اطلاق النار الكثيف خلال الاشتباكات يدل على اشتراك اعداد كبيرة من المقاتلين من الجهتين في المعارك”.

وافاد شاهد في المنطقة بأن “مسلحين مجهولين هاجموا مركزا للجيش النظامي مقابل باب شرقي”، مشيرا الى ان “الاشتباكات استمرت زهاء ربع ساعة”.

وكانت “لجان التنسيق المحلية” اشارت في وقت سابق الى اصوات اطلاق نار كثيف في وسط دمشق وتحديدا في شارعي بغداد والملك فيصل وحي العمارة، مشيرة الى “قصف عنيف بقذائف الهاون على جنوب حي التضامن” في جنوب العاصمة الذي شهد قبل نحو اسبوعين اشتباكات عنيفة.

وافادت الهيئة العامة للثورة السورية ان حي القدم (في جنوب دمشق) تعرض “للاقتحام بموكب كبير من قوات الامن والشبيحة وسط مخاوف من حملة مداهمات في الحي”.

وفي محافظة ريف دمشق، ذكر المرصد ان قوات نظامية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة وشاحنات عسكرية وسيارات دخلت بلدة جديدة عرطوز وبدأت حملة مداهمات واعتقالات وتحطيم لبعض المحال التجارية.

الوضع في حمص

في مدينة حمص (وسط)، اشار المرصد الى ان “القوات النظامية سيطرت بشكل كامل على حي القرابيص بعد انسحاب اخر كتيبة من الكتائب الثائرة المقاتلة كانت متواجدة فيه”. وكانت القوات النظامية سيطرت على حوالى سبعين في المئة من الحي قبل يومين.

وتابع المرصد ان “اشتباكات عنيفة” وقعت صباحا بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حي دير بعلبة في حمص.

ولفت الى تعرض احياء باب هود وحمص القديمة والسوق المسقوف والسلطانية وجوبر لقصف بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء.

في ريف حمص، قتل مواطن بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء في قصف على بلدة تلبيسة.

دير الزور ودرعا

في دير الزور (شرق)، وقعت اشتباكات عنيفة فجرا في مدينة الميادين بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين هاجموا قسم الامن السياسي في المدينة.

في درعا (جنوب)، تعرضت مدينة الحراك لقصف عنيف بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء، بينما هاجم مقاتلون معارضون في مدينة درعا قافلة عسكرية وسقط قتلى وجرحى من قوات الاسد خلال الهجوم، بحسب المرصد.

الأسد يشيد بقواته

رئيس النظام السوري بشار الأسد قال أمس إن المعركة التي يخوضها جيشه حاليا ستحدد مصير البلاد، إلا أن بيانه المكتوب لم يشر إلى مكانه بعد أسبوعين من تفجير استهدف دائرته المقربة.

ولم يتحدث الأسد علنا منذ التفجير الذي وقع في دمشق في 18 تموز وقتل أربعة من كبار مساعديه الأمنيين رغم أنه ظهر في التلفزيون.

وجاءت تصريحاته امس في بيان نشر في مجلة عسكرية بمناسبة عيد القوات المسلحة.

إلا أنه لم يتضح على وجه الدقة متى أدلى بهذه التصريحات أو أين أدلى بها مما يشير إلى قلق متزايد إزاء أمنه الشخصي في أعقاب التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي في دمشق.

وقال الأسد إن مصير الشعب ومصير البلاد وماضيه وحاضره ومستقبله يتوقف على هذه المعركة. وأضاف أن الجيش أثبت من خلال مواجهة “العصابات الإرهابية” خلال الفترة الماضية تحليه بالصمود والضمير وأنه أمين على قيم الشعب. و”العصابات الإرهابية” تعبير تستخدمه عادة الحكومة السورية في الإشارة إلى مقاتلي المعارضة.

خلافات حول حكومة انتقالية

في تداعيات اعلان “مجلس الامناء الثوري السوري” تكليف هيثم المالح تشكيل مثل هذه الحكومة. قال الناطق باسم “القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل” العقيد قاسم سعد الدين ردا على اسئلة لوكالة “فرانس برس” عبر “سكايب”، ان فكرة “تشكيل حكومة انتقالية ولدت ميتة، كونها صدرت عن فصيل واحد لا يمثل اطياف المعارضة ولا يلبي مطالب الشعب”. واضاف “لم يتم التشاور معنا في هذا الموضوع”، معتبرا ان تفرد “مجموعة محددة في تكليف شخص معين بتشكيل حكومة هو تصرف غير مسؤول”.

وقال قاسم ان اي حكومة انتقالية “يجب ان تضم اطراف المعارضة الداخلية والخارجية والمجلس الوطني والحراك الثوري وكل المجموعات على الارض”، مؤكدا ان “اي حكومة لن تبصر النور اذا لم تلب مطالب الثورة”.

واعتبر المتحدث باسم “الجيش الحر” في الداخل الذي عرض قبل ايام مشروعه لمرحلة انتقالية بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد، ان “القرار هو للشعب السوري الثائر في مسألة تشكيل اي حكومة، ويتطلب ذلك اجماعا بين القوى الوطنية”، مضيفا ان “اي تهميش للداخل يفشل كل مشاريع الحكومات”.

وكان “الجيش الحر” في الداخل عرض الاثنين “مشروع انقاذ وطني” للمرحلة الانتقالية ينص على انشاء مجلس اعلى للدفاع يتولى تأسيس مجلس رئاسي من ست شخصيات عسكرية وسياسية يدير المرحلة الانتقالية في سوريا.

واكدت وثيقة المشروع على وجوب مشاركة “المجلس الوطني السوري” وكل القوى السياسية والشخصيات الوطنية والهيئة العامة للثورة والتنسيقيات والحراك الثوري والجيش السوري الحر “في صنع المؤسسات الجديدة”.

وردا على سؤال حول ما اذا كان “الجيش الحر” على تشاور مع المجلس الوطني حول تشكيل الحكومة الانتقالية، قال قاسم سعد الدين: “اننا نتشاور منذ اسابيع مع كل السياسيين، ونحن على مسافة واحدة من كل المعارضة”، مشددا على ان الهدف من مشروع الجيش الحر للمرحلة الانتقالية “يهدف الى وضع حد للتشرذم داخل المعارضة”. واضاف “لا انتماءات حزبية لنا ولا اجندات سياسية. بعد سقوط النظام وتشكيل حكومة وبرلمان، سنعود الى ثكناتنا”.

كما هاجم قائد “الجيش السوري الحر” رياض الأسعد إعلان “مجلس أمناء الثورة” الذي أعلن عن تشكيله في وقت سابق أمس، واصفا زعماء المجلس بأنهم انتهازيون يسعون لتقسيم المعارضة والاستفادة من المكاسب التي حققها مقاتلوها.

وقال الأسعد في تصريح اوردته قناة الجزيرة الفضائية امس إن السياسيين الذين شكلوا الائتلاف الجديد أصابتهم حمى التسلق على الفرص واغتنام المناصب الأمر الذي دفعهم للاعلان عن إنشاء وتأسيس حكومة انتقالية في محاولة صريحة وواضحة لركوب ثورتنا والاتجار بدماء شهدائنا”.

ونفى الأسعد تغلغل “القاعدة” في صفوف قواته، واتهم النظام السوري بالتعاون مع التنظيم، ومحاولة تشويه صورة “الحراك الثوري” وجر البلاد إلى حرب طائفية.

ولم يستبعد الأسعد في اتصال مع موقع “روسيا اليوم” دخول بعض العناصر للقتال ضد النظام في أماكن عدة، ولكنه أشار إلى صعوبة تأكيد “أنهم يتبعون القاعدة أو جماعات جهادية”، وقال “المؤكد أن عناصر القاعدة لا تتغلغل في صفوف الجيش السوري الحر”.

وتابع العقيد المنشق عن الجيش السوري منذ منتصف العام الماضي والذي يعيش في تركيا إن هذه الإشاعات قديمة جداً. وقال “منذ بداية الثورة كنا نحذر من أن النظام سوف يلعب ورقة القاعدة، ويمكن أن يدس عناصر قد تكون من داخل النظام نفسه ليقوموا ببعض الأعمال التخريبية، وبعض التفجيرات لإثبات أن هناك وجوداً للقاعدة”.

مناورات تركية

الجيش التركي اجرى امس تدريبات عسكرية على سرعة دباباته وقدرتها على المناورة في المنطقة الجنوبية الشرقية المحاذية لسوريا، بحسب ما اوردت وكالة الاناضول للانباء.

وتأتي هذه التدريبات بعد ان ارسلت تركيا قافلة من الدبابات والاسلحة وبطاريات صواريخ ارض جو الى الحدود مع سوريا لتعزيز دفاعاتها مع تصاعد العنف على الجانب الاخر من الحدود.

وتشارك نحو 25 دبابة في التدريبات التي تجري في منطقة نسيبين في محافظة ماردين التي لا تبعد سوى كيلومترين عن الحدود مع سوريا، بحسب الوكالة.

وصرح تورهان ايفاز حاكم المنطقة “هذا تدريب عسكري. وهو تدريب روتيني سيستمر يومين”.

وتعزز تركيا تواجدها العسكري على الحدود بعد سقوط طائرة تركية مقاتلة بنيران سورية في 22 حزيران. والاسبوع الماضي ارسلت انقرة قطارا يحمل العديد من بطاريات صواريخ ارض جو الى عدة وحدات في الجيش منتشرة على الحدود.

وجاءت تلك التعزيزات فيما استولى المتمردون على العديد من المواقع على الحدود السورية مع تركيا والبالغ طولها 900 كلم.

“الجامعة العربية”

في المواقف العربية، رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بدعوة لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية لبحث مستجدات الوضع الخطير في سوريا واتخاذ الاجراءات اللازمة لوقف العمليات العسكرية الدائرة حاليا.

وناشد الأمين العام فى بيان صحافي صدر عن مكتبه المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن تحمل مسؤولياته واتخاذ التدابير العاجلة لوقف المأساة الانسانية التي يتعرض لها المدنيون السوريون في المدن والأحياء السكنية المحاصرة وخاصةً في مدينتي حلب ودمشق، مذكرا المجلس بمسؤولياته في المحافظة على السلم والأمن الدولي بما يتطلب توفير الحماية للمدنيين السوريين ازاء ما يتعرضون له من مجازر وجرائم وانتهاكات جسيمة وتدمير للبنى التحتية والمؤسسات الوطنية السورية.

وذكر الأمين العام أنه أصبح من المخزي أن يظل المجتمع الدولي عاجزا عن التحرك الجماعي الفعال لوضع حد لهذه المأساة الانسانية التي يعيشها الشعب السوري، والتي تهدد بتداعياتها الخطيرة حاضر سوريا ومستقبلها وأمن واستقرار المنطقة، وبالتالي تمثل تهديداً للسلم والأمن الدولي.

كما أكد الأمين العام ضرورة مواصلة الجهود من أجل وضع الأزمة السورية على مسار الحل السياسي وبدء ترتيبات الانتقال السلمي للسلطة، كما جاء في قرار مجلس وزراء الخارجية العرب بتاريخ 22 تموز الماضي. وأوضح الأمين العام أن المجموعة العربية في نيويورك تواصل اتصالاتها ومشاوراتها من أجل عرض مشروع القرار العربي الخاص بسوريا على الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي من المنتظر أن يطرح للتصويت في اليومين المقبلين، وذلك تنفيذا لقرار مجلس الجامعة الوزاري الأخير في هذا الشأن.

العراق وروسيا و”الحل السلمي”

في بغداد، اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الاوسط ميخائيل ليونيدفيج خلال لقائهما الاربعاء في بغداد على ضرورة ايجاد “حل سلمي” يحقق “التحول المطلوب” في سوريا.

وذكر بيان نشر على موقع رئاسة الوزراء العراقية ان المالكي والمسؤول الروسي بحثا في مكتب رئيس الوزراء العراقي “مختلف قضايا المنطقة خصوصا الاوضاع الحالية في سوريا”. واضاف ان الجانبين ناقشا “ضرورة ايجاد حل سلمي يحقن دماء السوريين ويحقق التحول المطلوب دون سفك المزيد من الدماء”.

كما ذكر البيان ان رئيس الوزراء العراقي تلقى دعوة رسمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة موسكو.

واشنطن

الرئيس الأميركي باراك أوباما جدد في اتصال برئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي مخاوفه بشأن سوريا، وأكد ضرورة التعاون الوثيق بين أميركا وحلفائها الأوروبيين للضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد ودعم الشعب السوري، فيما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فينتريل، ان الولايات المتحدة تسرّع الجهود لحمل الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي.

وقال فينتريل رداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي عقده بوزارة الخارجية ان “الوضع (في سوريا) خطير ونحن نشهد استمرار النظام باعتدائه على شعبه”. وأضاف “نحن مستمرون ونسّرع كل الجهود التي تبذل لحمل الأسد على التنحي في أقرب وقت ممكن”.

وأوضح “نحن بالتأكيد لا نستمر في العمل مع دول تشاطرنا الرأي عينه بشأن العقوبات، بل نعمل أيضاً على توفير الدعم للمعارضة وتوفير ملايين الدولارات للدعم الإنساني بغية مساعدة السوريين داخل سوريا والذين فروا إلى خارجها، ومن الواضح ان مشاريع المحاسبة التي وضعناها مستمرة أيضاً”.

وقال فينتريل “لدينا إذا كل هذه العناصر في إستراتيجيتا، وهي مستمرة وسنستمر في العمل مع كل شركائنا الذين يعملون جميعاً، وعددهم نحو100 دولة، بتنسيق تام حتى نرى الأسد يتنحى في وقت قريب، وهذه هي الطريقة المثلى لتخفيف إراقة الدماء ولوقف ما يحصل في أقرب وقت ممكن”.

وسئل عن مدى فداحة الأمور في حال سقطت حلب في هذه المرحلة، وإذا جدد الأسد سيطرته على الشمال، فأجاب “نحن ما زلنا نشهد ان سيطرته على البلاد تتراجع والمعارضة أكثر تنظيماً.. لا يمكننا التنبؤ بما سيحصل ولكن لا بد أن يتوقف العنف وتبدأ العملية الانتقالية في أقرب وقت ممكن، من الصعب التنبؤ لكن من الواضح ان العنف مستمر ومئات المدنيين تقريباً قتلوا لذا فإن نظام الأسد مستمر في قتل شعبه”.

(أ ف ب، رويترز، يو بي اي)

الجمعية العامة تجتمع الجمعة بشأن سوريا

واشنطن: دعوة الأسد للقتال عمل جبان

                                            وصفت الولايات المتحدة دعوة الرئيس السوري بشار الأسد قواته إلى مواصلة القتال ضد المعارضين المناوئين له بأنها عمل جبان وحقير، وأعلنت تقديم مساعدات بقيمة 25 مليون دولار للمعارضة، فيما يتوقع أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة غدا الجمعة على مشروع قرار يدين استخدام جيش النظام الأسلحة الثقيلة في المدن.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فيندريل -في رد على رسالة وجهها الأسد إلى جيشه وبثتها وكالة الأنباء السورية الرسمية- “نعتقد وبصراحة شديدة أنه من الجبن أن يقوم رجل  متخف عن الأنظار بدعوة قواته المسلحة إلى الاستمرار في قتل المدنيين في بلاده”.

وكان الأسد قد وجه كلمة مكتوبة إلى القوات المسلحة بمناسبة الذكرى 67 لتأسيس الجيش السوري. اعتبر فيها أن “العدو يتخذ من عملاء الداخل جسر عبور له ومطية لضرب استقرار الوطن وزعزعة أمن المواطن”.

وكرر الأسد أن جيش بلاده يخوض ما سماهما “معركة يتوقف عليها مصير الشعب السوري والأمة العربية”، مضيفا أن “الجيش أثبت من خلال مواجهة العصابات الإرهابية في الفترة الماضية تحليه بالصمود والضمير”.

دعم للمعارضة

في غضون ذلك، قالت الولايات المتحدة إنها خصصت 25 مليون دولار مساعدات لمقاتلي المعارضة السورية، لكنها ستقتصر على “إمدادات غير مميتة” مثل معدات الاتصال.

واشنطن أعلنت تقديم مساعدات بقيمة 25 مليون دولار للمعارضة السورية (الجزيرة-أرشيف)

وقال المتحدث فينتريل إن إدارة الرئيس باراك أوباما كانت خصصت في الأصل 15 مليون دولار لمساعدة المعارضة السورية، لكنها أضافت لها مؤخرا مبلغ عشرة ملايين دولار.

ومن المقرر أن تخصص واشنطن أيضا 64 مليون دولار للمساعدات الإنسانية عن طريق الأمم المتحدة ومنظمات أخرى.

ويجيء الإعلان عن هذه المساعدات في وقت دعا فيه خبراء أميركيون واشنطن إلى زيادة دعمها للمسلحين في سوريا بتقديم أسلحة ودعم جوي لهم.

وحذر هؤلاء الخبراء في مجلس الشيوخ الأميركي من أنه لم يعد هناك وقت في ظل تزايد المجازر التي يرتكبها النظام السوري.

وقال مارتن إنديك -وهو سفير أميركي سابق في إسرائيل، أثناء جلسة استماع في مجلس الشيوخ- إن الوضع الراهن في سوريا سيئ جدا، مضيفا أنه “من المهم أن نتدخل بطريقة فعالة، ولكن يجب أن يكون التدخل بطريقة ذكية”.

أما أندرو تابلر -الذي يعمل في معهد الشرق الأوسط- فحذر لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ من خطر استعمال نظام الأسد لأسلحة كيميائية، وقال “يجب على واشنطن وحلفائها رسم خطر أحمر وفرض احترامه لمنع سوريا من استعمال أسلحتها الكيميائية”.

قرار أممي

ومن المقرر أن تجتمع الجمعية العامة للأمم المتحدة غدا الجمعة للتصويت على مشروع قرار يقضي بمنع استخدام الأسلحة الكيمائية والبيولوجية في سوريا، ويدين أعمال العنف الجارية هناك منذ 17 شهرا.

وكانت الجمعية قررت في وقت سابق أن يكون التصويت اليوم الخميس، ولكن تم تأجيله يوما لإتاحة الفرصة لمزيد من النقاش بشأن مشروع القرار.

ويدعو مشروع القرار -الذي تدعمه دول عربية- سوريا إلى إنهاء الصراع وعدم استخدام أو نقل الأسلحة الكيمائية أو البيولوجية، ويدين استخدام الحكومة للأسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان. إضافة إلى دعوته لبدء محادثات من شأنها أن تؤدي إلى تحول سياسي لإقامة نظام حكم ديمقراطي.

قلق تركي

على صعيد آخر، بحث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني في أربيل الوضع في المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا.

وقد أبدت تركيا قلقها من التطورات الأخيرة هناك، وقالت إن موالين لحزب العمال الكردستاني سيطروا على المنطقة.  وتطلب تركيا دعما من البارزاني لمنع أي تطور في الوضع من شأنه أن يهدد الأمن التركي.

 وكان البارزاني قد حث الأطراف الكردية السورية على الإسراع لطمأنة تركيا، وطمأنة السوريين أنفسهم، بأنهم ليسوا عاملا لتقسيم سوريا، ولا عاملا لتشكيل خطر على تركيا.

وفي وقت سابق أمس، هاجم قائد الجيش السوري الحر رياض الأسعد الإعلان عن تشكيل حكومة انتقالية منبثقة عن مجلس أمناء الثورة الذي أعلِن تشكيله أول أمس الثلاثاء في القاهرة.

ووصف الأسعد زعماء المجلس بأنهم “انتهازيون يسعون لتقسيم المعارضة والاستفادة من المكاسب التي حققها مقاتلوها”، وقال إن السياسيين الذين شكلوا الائتلاف الجديد “أصابتهم حمى التسلق على الفرص”.

الفلسطينيون يعيشون تفاصيل الموت بسوريا

                                            أحمد فياض-غزة

مع اشتداد وتيرة الأحداث في سوريا وامتداد حملات النظام إلى شتى المناطق، بات الوجود الفلسطيني المنخرط بتركيبة المجتمع السوري في دائرة الاستهداف، ليس لأنه فلسطيني الجنسية ولكن بحكم تداخل العلاقة التي جعلت من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا إبان نكبة عام 1948 جزءا من النسيج السوري، لما يتمتعون به من حقوقٍ أكثر من أقرانهم في الدول العربية الأخرى.

ويؤكد عدد من الفلسطينيين ممن عادوا خلال الأيام القليلة الماضية إلى قطاع غزة فراراً من القتال الناشب هناك، أن الدائرة بدأت تضيق على الفلسطينيين في سوريا، نظراً لامتداد الاشتباكات إلى أماكن وجودهم، خصوصاً على أطراف مخيم اليرموك الذي يقطنه ربع اللاجئين الفلسطينيين المقيمين بسوريا والمقدر عددهم بنحو نصف مليون لاجئ.

خطورة المستقبل

يؤكد أحد العائدين أن أوضاع الفلسطينيين القاطنين خارج المخيمات أو على أطرافها أشد وطأة من القاطنين داخلها؛ لقربهم من بؤر الصراع ما بين قوات النظام والثوار.

وأضاف أن خطورة مستقبل الوجود الفلسطيني بسوريا في ظل استمرار الثورة السورية نابع من غياب عنصر الأمان ولجوء سوريين من ضحايا النظام للمخيمات للاحتماء فيها، وضيق هامش تحرك الفلسطينيين خارج سوريا أسوة بالنازحين السوريين الفارين من جرائم النظام.

ورغم الإعلان الفلسطيني المتكرر من كافة المستويات بأن أبناء الشعب الفلسطيني ضيوفٌ على سوريا ولا دخل لهم بما يدور، إلا أن أحداث سوريا نالت من حياة نحو ثلاثمائة فلسطيني.

ويسرد عائد آخر كيف أن أفرادا من الجيش الحر قدموا إلى منزل أحد الأطباء الفلسطينيين في أحد المخيمات الفلسطينية واصطحبوه لمعالجة عدد من الجرحى، فما إن عاد  إلى منزله حتى قدمت قوة من نظام الأسد وأوسعته ضرباً وألقت به إلى الشارع مكسر الأطراف.

وأكد أخر من سكان أطراف أحد الأحياء الدمشقية، أن فقدان الأمن والشلل الذي أصاب الحياة في سوريا دفع الفلسطينيين المتاح لهم الخروج منها إلى مغادرتها.

هوية المغادرين

ولفت إلى أن معظم من غادروا عبر المنافذ الرسمية هم ممن بحوزتهم جوازات سفر فلسطينية أو وثائق سفر مصرية أو جوازات سفر أردنية، وعادوا للضفة الغربية وقطاع غزة أو لجؤوا إلى إحدى الدول الإسكندنافية لدى أقاربهم أو أبنائهم هناك.

وأكد أن انعدام الأمن حال مؤخراً دون تمكنهم من الصلاة في المساجد أو حتى الذهاب للتسوق إلا في الحالات الضرورية جداً،  مشيراً إلى أن الفلسطيني أسوة بالسوري يتوقع نشوب مواجهات أو عمليات قتل في أية لحظة.

وذكر للجزيرة نت أنه لو يتاح لكافة الفلسطينيين مغادرة سوريا لما تبق منهم أحد، لأن دوامة العنف -حسب رأيه – مستمرة ولا تفرق بين سوري أو فلسطيني، لكن حال السوريين يبقى أفضل بكثير من الفلسطينيين، لأن السوري يستطيع اللجوء لأي من دول الجوار، بينما هامش تحرك الفلسطينيين محدود لكونهم لاجئين، ولا تقبل بنزوحهم إليها أي من الدول المجاورة لسوريا.

دافع المغادرة

وأوضح أن ما دفعه لمغادرة سوريا التي أمضى فيها أكثر من ثلاثين عاماً هو انعدام الأمن وإحساسه بأن البعد الطائفي بدأ يدخل بقوة في معادلة الصراع هناك، لافتاً إلى أنه سمع أن السوريين العلويين القاطنين في جبل حيي قدسيا والهامة أقسموا ألا يبقوا سني في الحيين، وبالمقابل أقسم السنة القاطنين أسفل منهم ألا يبقوا علوياً هناك.

بدوره أكد أحد المسؤولين السابقين بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والذي عاد مؤخراً لغزة برفقة العشرات من قيادات وكوادر الحركة؛ أن مسؤولي الحركة وقياداتها غادروا جميعاً دمشق ولم يتبق منهم سوى بضعة أشخاص لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، وبقوا على مسؤوليتهم الشخصية.

وأشارت منظمة العفو الدولية في مدونتها على شبكة الإنترنت أن نحو 140 فلسطينياً لا يزالون محتجزين منذ أبريل/نيسان في مخيم مؤقت يدعى “سايبر سيتي” على الحدود الأردنية، ولم يسمح لهم بالانتقال لداخل الأردن أسوة بالنازحين السوريين.

71 قتيلا بسوريا والحر يهاجم مطارا بحلب

                                            قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن واحدا وسبعين شخصا على الأقل قتلوا برصاص الأمن، معظمهم في ريف دمشق، في وقت  يستمر فيه الجيش السوري في هجوم كبير على مطار منّغ العسكري الإستراتيجي الذي يعد أهم قواعد الجيش النظامي في ريف حلب.

وحسب مراسل الجزيرة في حلب فإن كتيبة عمرو بن العاص التابعة للجيش السوري الحر شنت فجر اليوم هجوما كبيرا على مطار منغ العسكري قرب مدينة إعزاز بريف حلب. وقال المراسل إن الجيش الحر شن هجومه باستخدام الدبابات والأسلحة الثقيلة.

ويعتبر هذا المطار واحدا من أهم القواعد العسكرية للجيش النظامي بريف حلب، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يعلن الجيش السوري الحر بأنه يستخدم أسلحة ومعدات ثقيلة بهدف السيطرة على المطار الإستراتيجي.

وفي تطور آخر أعلن الجيش الحر سيطرته تماما على مخفر المملحة الحدودي على الحدود مع العراق، وقال مراسل الجزيرة إن الجيش الحر بسط سيطرته على المخفر الحدودي بشكل كامل، وأن القوات النظامية لم تحاول الاقتراب من المخفر أو شن أي هجوم لمحاولة استعادته.

في الأثناء سقط نحو تسعة سوريين برصاص الجيش السوري في كل من حمص والقصير التي قتل فيها ثلاثة سوريين، وجد الأهالي جثامينهم بالقرب من المشفى الأهلي بعد أن أعدموا ميدانيا.

وقالت لجان التنسيق المحلية إن قوات النظام شنت حملة دهم واسعة على القابون من قبل قوات النظام السوري، كما قتل شخص وأصيب عدد آخر باشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في منطقة اللجاة في درعا.

وفي تطور آخر كشف نشطاء وسكان عن ارتكاب القوات السورية مجزرة جديدة في ضاحية جديدة عرطوز، ذهب ضحيتها نحو 35 شخصا.

ووفقا لإفادات الشهود فإن دبابات الجيش غادرت المنطقة بعد ظهر أمس الأربعاء، وعندما اطمأن الأهالي ونزلوا للشوارع اكتشفوا وجود 35 جثة لرجال قتل معظمهم بطلقات في الوجه والرأس والرقبة في منازل وحدائق وأقبية.

وقال شاهد عيان إن الأهالي جمعوا الجثث في مسجد عمر بن الخطاب ودفنوها بمقبرة جماعية بمزرعة مجاورة، فيما أشار مصدر في المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 26 من الجثث تم التعرف عليها، وأن الغالبية العظمى من الضحايا مدنيون.

الجيش الأردني

وفي تطور مهم اندلعت اشتباكات هي الأعنف بين الجيش الأردني والسوري للمرة الثالثة خلال أسبوع، وأسفرت عن إصابة لاجئين سوريين وجندي أردني، عندما فتح الجيش السوري النار على دورية أردنية كانت بانتظار لاجئين سوريين فارين من أعمال العنف ببلادهم.

وقال مراسل الجزيرة إن الاشتباك كان الأعنف بين الاشتباكات الثلاثة التي وقعت بين الجانبين خلال الأسبوع الماضي، وإنه استخدم فيها الأسلحة المتوسطة.

وقال مسؤول أمني أردني إن الاشتباك استغرق عشرين دقيقة، وإن القوات السورية هي التي بدأت بإطلاق النار، وقال سكان بقرية الطرة الحدودية الأردنية إنهم سمعوا أصوات طلقات ومدفعية ثقيلة خلال الاشتباك.

فيما قالت مصادر أردنية طلبت عدم الكشف عن هويتها إن الاشتباك الأحدث كان أول استهداف مباشر من القوات السورية للقوات الأردنية، في خطوة قالوا إنها تهدف للضغط على عمّان لإغلاق حدودها بوجه اللاجئين.

ونفت الحكومة الأردنية مرارا أي تصعيد في التوتر عبر الحدود، قائلة إنه بالرغم من أن دمشق فتحت النار على السوريين الفارين إلى الأردن، إلا أن القوات الأردنية لم تتدخل ولم تشتبك مع القوات السورية.

وقال نشطاء سوريون وقوات أمن إن عمّان عززت التعاون مع الجيش السوري الحر في الأسابيع القليلة الماضية لضمان مرور آمن لأكثر من ألف لاجئ إلى الأردن كل ليلة.

ثلاثة ملايين سوري يحتاجون لمساعدات

                                            قالت الأمم المتحدة اليوم الخميس إن ما يصل إلى ثلاثة ملايين سوري يحتاجون خلال الأشهر القليلة المقبلة إلى دعم عاجل يشمل غذاء ومساعدات للمزارعين وسط مخاوف من تلف المحاصيل الزراعية في سوريا بسبب العمليات العسكرية.

وقال برنامج الأغذية العالمي, ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) إن 10.5 ملايين سوري, خاصة في المناطق التي تشهد قتالا ونزوحا, يحتاجون إلى مساعدة غذائية عاجلة في مدة تتراوح بين ثلاثة وستة شهور.

ونقلت المنظمتان عن تقرير اشتركت فيه الأمم المتحدة والحكومة السورية أن هناك احتمالا لخسارة جزء كبير من محاصيل الحبوب في حال حصل تأخير أكبر في جمعها. وأشار إلى أن عمليات حصاد القمح تأخرت في مناطق إنتاج رئيسية مثل درعا وريف دمشق وحمص بسبب الوضع الأمني المضطرب الذي تسبب في خفض أعداد العمال, وامتناع مُلاك آلات الحصاد عن تأجيرها في هذا الظرف.

ورجحت منظمة الأغذية والزراعية أن عدد السوريين الذين سيحتاجون إلى الدعم الغذائي قد يرتفع إلى ثلاثة ملايين خلال الشهور الاثني عشر المقبلة. ووفقا للتقديرات ذاتها, فإن ما يقرب من مليون سوري في حاجة إلى دعم لزراعاتهم وماشيتهم وأنظمة ريّهم.

ويوجد في سوريا أيضا ما يقرب أو يفوق مليون نازح بالإضافة إلى نحو 250 ألفا موزعين على الأردن وتركيا ولبنان.

خسائر ومخاطر

وأشار التقرير إلى أن القطاع الزراعي في سوريا يخسر هذا العام 1.46 مليار دولار, وتشمل الخسائر الأضرار التي لحقت المحاصيل والماشية وأنظمة الري. وكانت الحكومة السورية توقعت في وقت سابق من هذا العام أن يبلغ إنتاج البلاد من القمح مليوني طن.

وأشار ممثل برنامج الأغذية العالمي في سوريا محمد هادي إلى خطورة التداعيات الاقتصادية لتلك الخسائر, لكنه شدد على أن التداعيات الأكثر خطورة تمس الجوانب الإنسانية, وهي الأكثر إلحاحا.

وأضاف هادي أن السوريين الأكثر فقرا هم الأشد تضررا من هذه الأزمة خاصة بسبب تراجع المداخيل وزيادة النفقات. وقال برنامج الأغذية إنه بدأ منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي برنامجا لمساعدة الفئات السورية الأكثر هشاشة. وأكد أن تدخلاته شملت في يوليو/ تموز الماضي 540 ألف شخص, وأن هذا العدد سيرتفع هذا الشهر إلى 850 ألفا.

ويعتزم البرنامج توسيع نطاق عملياته في المناطق المتضررة من القتال في سوريا, وقال إنه يحتاج إلى 62 مليون دولار لإتمام ميزانية عملياته في سوريا التي تبلغ 103 ملايين دولار.

ووفقا لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة, فإنها تحتاج بصورة عاجلة إلى 38 مليون دولار لمساعدة 112 ألف عائلة سورية (تسعمائة ألف شخص تقريبا) على زراعة الحبوب في فصل الخريف والمحافظة على الماشية.

ويؤكد ناشطون سوريون أن القوات النظامية تحرق مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية انتقاما من المناطق المؤيدة للثورة.

اختفاء الأسد عن الأنظار منذ تفجير الأمن القومي

لم يشارك في تشييع جثمان آصف شوكت زوج شقيقته

العربية.نت

اختفى الرئيس السوري بشار الأسد عن الأنظار، وآثر عدم الظهور على الملأ منذ التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي في دمشق في 18 يوليو/تموز الماضي، وأودى بحياة صهره القوي وثلاثة من كبار مسؤولي الأمن، حسب ما أوردته صحيفة “ذي غارديان”.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أن الرسالة التي وجهها الأسد أمس الأربعاء لمن وصفهم بأبطال القوات المسلحة السورية كانت رسالة خطية نُشرت في إحدى المجلات العسكرية.

ولم يشارك الرئيس السوري في تشييع جثمان اللواء آصف شوكت زوج شقيقته بشرى، لكنه شوهد على شاشات التلفزيون في مراسم أداء وزير الدفاع الجديد العماد فهد جاسم الفريج اليمين الدستورية، خلفاً لداود راجحة، الذي لقي مصرعه في حادث التفجير.

وعزت الصحيفة البريطانية أسباب اختفاء الأسد إلى مخاوف على حياته قالت إنها هي التي أجبرته على ما يبدو على البقاء داخل قصره بعيدا عن الأنظار، في وقت استطاعت فيه “القوات المعارضة” شن هجمات في قلب العاصمة دمشق.

وأشارت “ذي غارديان” إلى أنه لم يتسن التأكد من صحة الشائعات التي راجت حول فرار الأسد إلى مدينة اللاذقية الساحلية، وطلب زوجته أسماء البريطانية المولد اللجوء إلى روسيا.

وتتوقع الصحيفة أنه لا مناص أمام الرئيس من الظهور بشحمه ولحمه وإظهار سمات القيادة قبل فوات الأوان.

الجيش السوري الحر يقصف مطار منغ العسكري قرب حلب

للاستيلاء على المركز الذي تنطلق منه المروحيات التي تقصف حلب

العربية.نت

تعرض مطار منغ العسكري قرب مدينة حلب في شمال سوريا صباح اليوم الخميس لقصف من الجيش السوري الحر.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان أصدره أن “مطار منغ العسكري تعرض للقصف بدبابة كان قد استولى عليها مقاتلون من الكتائب الثائرة في عمليات سابقة”.

وأفادت وكالة “فرانس برس” عن سماع أصوات انفجارات ورشقات رشاشة، من جهة المطار الواقع على بعد حوالي 30 كيلومترا شمال غرب حلب.

وذكر مقاتلون أن القصف ناتج عن “هجوم من أجل الاستيلاء على المطار الذي تنطلق منه المروحيات والطائرات التي تقصف حلب”.

يذكر أن الأمم المتحدة ذكرت أمس الأربعاء أن مقاتلي المعارضة في حلب يمتلكون دبابات وأسلحة ثقيلة أخرى غنموها من القوات الحكومية.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي إن “المراقبين أكدوا المعلومة القائلة بأن المعارضة في حلب تمتلك أسلحة ثقيلة، بما في ذلك دبابات”.

الجيش الحر يزحف نحو قلعة حلب

من جهة أخرى، يبدو أن السيطرة على القلعة القديمة في حلب أصبحت قريبة المنال من أيدي الجيش الحر السوري.

وبينما تزحف المعارضة نحو قلب أكبر المدن السورية، يمكنها أن ترى على مرمى البصر الجدران الحجرية للحصن الذي بني قبل 800 عام على تل تكسوه الأعشاب على بعد 200 متر فقط.

ويقول مقاتلو الجيش الحر الذين يقاتلون في الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرا ضد الرئيس السوري بشار الأسد إن الأراضي التي سيطروا عليها تثبت أنهم يتقدمون نحو قلب أكبر مدينة في سوريا.

إلى ذلك، قال ناشطون سوريون إن مناوشات وقعت بين الجيشين السوري والأردني في 4 مواقع حدودية، بالقرب من قرى الشجرة والطرة وعمراوة وذنيبة.

وقال المركز الإعلامي السوري إن حرس الحدود السوري تمركزوا في منطقة تل الشهاب الحدودية وراحوا يطلقون النار باتجاه الحدود الأردنية.

حقيقة الصحافي الياباني الذي أشهر إسلامه باللاذقية

لم يكن محتجزاً ولم يُجبر على شيء وما فعله كان لمجرد إعجابه بأفراد الجيش الحر

العربية.نت

أثار شريطا فيديو بُثّا على “يوتيوب” يظهر فيهما صحافي ياباني وسط الثوار السوريين في اللاذقية وهو ينطق الشهادتين ويتوضأ قبل الصلاة، جدلاً ولغطاً كبيرين في اليابان.

وشرحت الهيئة العامة لتنسيقية اللاذقية ملابسات هذه المقاطع، مؤكدةً أن الصحافي كان قد دخل إلى سوريا في 26 يوليو/تموز 2012 لنقل ما يجري في سوريا.

وبحسب الهيئة، دخل الشاب إلى منطقة ريف اللاذقية في قرى جبل التركمان وأجرى مقابلات مع عناصر من الجيش الحر بالمنطقة وأقام معهم عدة أيام، فوجدهم خلالها يواظبون على الغسل بالماء بطريقة أعجبته كثيراً (الوضوء) فبدأ يفعل مثلهم.

وعندها سأله أحد عناصر الجيش الحر: “هل أنت مسلم؟”، فاجاب الصحافي بالنفي، فرد العنصر: “لماذا تتوضأ إذاً؟”. وأوضح الصحافي قائلاً: “أنا أفعل مثلكم وأعجبتني طريقتكم في النظافة”.

فشرح له العنصر أنهم مسلمون وأن طريقة النظافة هذه تسمى الوضوء وتقام قبل الصلاة، سائلاً الصحافي: “هل تحب أن تكون مثلنا مسلماً؟”، فأجاب هذا الأخير بـ”نعم”، رغم عدم فهمه للموضوع لكن لمجرد احترامه لعناصر الجيش الحر ولإظهار إعجابه بهم، حسب ما أكدته الهيئة.

فقام عناصر الجيش الحر بتصوير الصحافي خلال نطقه الشهادتين، وبث المقطع على “يوتيوب”، ما أثار رعباً في الأوساط الصحافية اليابانية.

عادات اليابانيين

واستغربت الهيئة ادعائات البعض بأن الصحافي محتجز وأجبر على الوضوء وإشهار إسلامه، مذكرةً بأن الشاب يظهر مرتاحاً في المقاطع المبثة على “يوتيوب”.

وذكرت أن الأخلاق الراقية لأفراد المجتمع الياباني تملي عليهم احترام مضيفيهم فيتصرفون مثلهم من مبدأ احترام عاداتهم وتقاليدهم.

وكشفت الهيئة أن الشاب ترك الأراضي السورية متوجهاً الى ولاية أنطاكيا على الحدود التركية، إلا أنه عازم على العودة في المستقل القريب الى سوريا ليتابع مهمته.

وأشارت الى أن الجيش السوري الحر يساعد الصحافين الذي يتسللون الى سوريا، بسبب منع السلطات كافة أشكال التغطية الصحافية، ويتعامل معهم بكثير من الصدقية ويساعدهم على إتمام مهامهم الصحافية على أكمل وجه وذلك لإيصال معاناة الشعب السوري من نظام الأسد لكل دول وشعوب العالم.

الاشتباكات تشتد في حلب وسقوط 117 قتيلا بسوريا

بشار الأسد يؤكد أن نتيجة المعركة ستحدد مصير الشعب السوري

العربية.نت

وصلت المواجهات بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين، الأربعاء، للمرة الأولى منذ بدء الثورة قبل أكثر من 16 شهرا، الى مشارف حيي باب توما وباب شرقي المسيحيين في وسط دمشق، فيما تستمر المعارك عل أشدها في حلب.

واعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن مقتل 117 في محافظات مختلفة أغلبهم في دمشق وريفها التي شهدت مجزرة راح ضحيتـها العشرات، إضافة إلى حلب.

وتواصلت الاربعاء المعارك في حلب (شمال) بين الجيش النظامي و”الجيش السوري الحر”، المكون بشكل اساسي من جنود منشقين، للسيطرة على ثاني كبرى المدن السورية والعاصمة الاقتصادية للبلاد، في حين افادت بعثة المراقبين الدوليين ان القوات الحكومية تستخدم الطيران الحربي لقصف المدينة، وان المعارضة المسلحة “تملك اسلحة ثقيلة بما في ذلك دبابات”.

وإلى ذلك قال الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الأربعاء، إن المعركة التي يخوضها جيشه حالياً ستحدد مصير البلاد، وأشاد بالجنود لمواجهتهم ما وصفهم بـ”العصابات الإرهابية الإجرامية”، حسب ما قالت وكالة الأنباء الرسمية “سانا”.

وأضاف أن قواته تخوض معركة في حلب يتوقف عليها مصير الشعب السوري، وأن الجيش يخوض معارك “بطولة وشرف ضد العدو”.

وذكرت الوكالة أن الأسد وجّه إلى الجيش كلمة عبر مجلة “جيش الشعب” جاء فيها: “إن معركتنا مع العدو معركة متعددة الأشكال واضحة الأهداف والمعالم.. معركة يتوقف عليها مصير شعبنا وأمتنا ماضياً وحاضراً ومستقبلاً”.

معركة حلب

وفي وقت سابق، باشر الجيش النظامي بالقصف المدفعي وبالغارات الجوية على مدينة لإضعاف دفاعات الثوّار قبل الهجوم عليهم.

وبحسب تقريري لمؤسسة ستراتفور تمثّل معركة حلب لحظة حاسمة بالنسبة للانتفاضة السورية، فإذا تمكّن الجيش النظامي من استعادة السيطرة على حلب، سيبرهن النظام السوري مرة أخرى على أنه قادر على قمع الثوّار كلما سخّر الإمكانات اللازمة لذلك، كما فعل في دمشق مؤخراً.

ويضيف التقرير: “لكنّ النظام السوري سيتلقى ضربة قاسية إذا بسط الثوّار سيطرتهم على كامل مدينة حلب، علماً بأنهم يعلنون حالياً السيطرة على نحو 50% منها، أو إذا استطاعوا أنْ يصدوا هجوم الجيش السوري النظامي”.

ولمنع حدوث مثل هذا السيناريو، قد تسعى المؤسسة العسكرية السورية إلى القضاء على الثوار في مدينة حلب، بحسب التقرير الذي يضيف انه طالما ظلّ بعض الثوّار قادرين على الإنسحاب بسلام ومواصلة عملياتهم في ظل تآكل النظام السوري، سيتمكّن الثوار من تعويض خسارة حلب حتى في حال فقدان كامل السيطرة عليها.

يذكر أن حلب مدينة مهمة لأسباب عدّة، فهي أكبر مدينة في سوريا وتمتاز بموروث ثقافي وتاريخي فريد من نوعه. كما أنّها تقع على طريق الحرير الذي يَصل بين آسيا وبلاد الرافديْن وأوروبا.

وتُعتبر حلب عاصمة سوريا الاقتصادية لأنها مرفق اقتصادي وتجاري رئيسي. إلى ذلك، تُعدّ محافظة حلب مركزاً زراعياً مهماً لأنها تساهم بجزء كبير من إمدادات البلاد الغذائية. لذا، فإنه من غير المفاجئ أنْ يُمثّل تسلل الثوّار المستمر إلى داخل حلب قلقاً جدياً للحكومة السورية.

وبحسب التقرير يقيم الثوار في المرحلة الراهنة حواجز مرور ومواقع دفاعية. ولدى الثوار حالياً بعض الآليات المدرّعة والمموّهة التي ينشرونها بالقرب من التقاطعات الحساسة. ومن الواضح أنّ الثوّار عازمون على التصدي لأيّ هجوم من جانب الجيش السوري النظامي، لكنّ هذا التصميم لا ينفي الحاجة إلى خطّه انسحاب يتم تطبيقها إذا مالت موازين المعركة لصالح الجيش السوري النظامي، بحسب مؤسسة ستراتفور.

وكقوة متمرّدة، استفاد الثوّار كثيراً من قدرتهم على الانسحاب من المعارك وضرب أهداف أخرى للنظام. وحتى وقت قريب، أرغمت هذه الأساليب القتالية النظام السوري على نشر قواته في أنحاء البلاد كافة. وحجم الجيش السوري ليس كبيراً بما يكفي للردّ على جميع التهديدات في آنٍ معاً. الأمر الذي فرض إعادة نشر القوات المسلحة السورية مرّات عدة وفي أماكن مختلفة؛ وهو ما أنهك الجنود ورفع فاتورة المحروقات وولّد صعوبات في مجال الصيانة، فضلاً عن فرص الوقوع في كمائن الثوّار.

وفي هذا السياق، سحب الجيش السوري بعض وحداته القتالية من محافظة إدلب لتعزيز قدرته على اقتحام حلب. وفيما تُنقل هذه التعزيزات إلى حلب، يستهدفها الثوّار الناشطون في محافظة إدلب لإضعافها وإبطاء حركتها بواسطة الكمائن، والعبوات الناسفة المحلية الصنع.

وبحسب التقرير، وخلافاً للنظام السوري، لا تمثّل السيطرة على حلب مسألة حيوية بالنسبة للثوار. إذ يستطيع الثوّار أن يتحمّلوا خسارة معركة حلب شريطة ألا يُطوقوا أو أنْ يتم القضاء عليهم. في ذات الوقت، يدرك الثوار مدى أهمية مدينة حلب.

ومن خلال السيطرة التامة على هذه المدينة، سيتمكن الثوّار من إضعاف معنويات الجيش السوري وسيشجعون المزيد من جنوده ورتبائه على الإنشقاق عنه. وإذا تمكن الثوار من صدّ هجوم الجيش النظامي على حلب، سيكون لديهم فرصة حقيقية لحسم النزاع في سوريا لصالحهم.

النظام السوري يترك القمامة في المدن والشعب يرد

شباب داريا وأطفالها يطلقون حملة تنظيف متظاهرين على وقع نظافة المدينة

دمشق – جفرا بهاء

يبدو ثوار سوريا وجيشها الحر كالأم التي تخاف على أبنائها، ويبدو خروجهم في حملة “إذا البلدية ما اشتغلت البركة بالشباب” في مدينة داريا بريف دمشق لتنظيف المدينة كمن يرعى بيته، خصوصاً بعد الحالة المزرية التي وصلت لها المدينة بسبب عقاب النظام لها بتكديس أكوام القمامة، لدرجة بات من الصعب الوقوف في وجه الأمراض التي تسببها تلك القمامة.

وتبدو المظاهرة التي هتفت لإسقاط النظام بعد الانتهاء من الحملة، ورفع أدوات التنظيف في تلك المظاهرة دليلاً جديداً على أن هناك شعبا لا يقهر..

حملة التنظيف اشترك فيها الأطفال والشباب والثوار وأفراد من الجيش الحر، غابت عنها البنادق وحضرت الروح الواحدة.

مظاهرة تحمل في طياتها وهتافاتها وتلاحم أبنائها الكثير من الروح الواحدة التي افتقدها الشعب السوري لسنوات طويلة، وإن كانت داريا أول من أطلق هتافا “وهي داريا هه” باللغة السورية الدارجة والتي تعني أن داريا موجودة هنا، فإنها لا تتخلى عن هتافها هذا في كل المظاهرات.

عرفت داريا بوقوفها في وجه النظام السوري مع بداية الثورة السورية، وسمع العالم كله بقصف داريا واقتحامها المتكرر، وفقدانها للكثير من أبنائها على مدة سنة و8 أشهر.

النظام السوري قرر أن يعاقب شعبه بالقمامة والحشرات والأمراض السارية المؤكدة، وهي بالتأكيد ابتكار جديد يحسب له على اعتبار أنه استنفذ الأساليب الأخرى من قتل وقصف واعتقال وتعذيب.

82 قتيلا والحر يقصف مطارا بحلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قصف الجيش السوري الحر صباح الخميس مطار منغ العسكري قرب مدينة حلب شمالي سوريا بحسب ما نقل صحفي في وكالة فرانس برس عن مقاتلين معارضين، في حين أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بسقوط 82 قتيلا بينهم 9 أطفال و6 سيدات ومجندين منشقين، وذلك في مناطق سورية عدة.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان من جهته في بيان أن “مطار منغ العسكري تعرض للقصف بدبابة كان قد استولى عليها مقاتلون من الكتائب الثائرة في عمليات سابقة”.

من جهة أخرى قال المرصد إن 43 شخصا قتلوا في عملية عسكرية نفذتها القوات السورية في بلدة “جديدة عرطوز” بريف دمشق الأربعاء.

وأضاف المرصد في بيان لفرانس برس أن بعض القتلى سقط في إطلاق نار وآخرون في “إعدامات ميدانية”.

وقال المرصد “تم توثيق أسماء 43 قتيلا سقطوا خلال العملية العسكرية التي شهدتها بلدة جديدة عرطوز ورافقها إطلاق نار وسقوط قذائف وإعدامات ميدانية نفذتها القوات النظامية السورية”.

وكان المرصد أفاد بعد ظهر الأربعاء عن اقتحام القوات الحكومية للبلدة الواقعة على بعد 14 كيلومترا جنوب شرقي دمشق حيث “اعتقلت أكثر من 100 شاب واقتادتهم إلى مدرسة”، مشيرا إلى أنه تم سماع أصوات من المدرسة” تدل على تعرض هؤلاء الشبان للتعذيب”.

وتسببت أعمال العنف في سوريا الأربعاء بمقتل 180 قتيلا، وفقا للجان التنسيق المحلية.

رحلة بريطاني للثأر من الأسد

بريطانيا , سوريا قصف , الجيش السوري النظامي , حماة مجزرة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تأثر الطالب البريطاني السوري الأصل محمد قاضي ريحا بحكايات والدته عن فظائع وقعت في بلدها سوريا قبل ثلاثة عقود فقرر السفر إلى هناك للانضمام إلى المقاومة المسلحة ضد حكم الرئيس بشار الأسد.

وأقنع محمد والدته التي نجت من مذبحة ارتكبت عام 1982 في مدينة حماة السورية بأنه ذاهب إلى سوريا لمجرد تصوير لقطات لوسائل إعلام بريطانية. وبمجرد وصوله إلى سوريا في مايو قدم له المقاتلون الذين قال إنه قضى معهم ستة أسابيع تدريبا أوليا على القتال واصطحبوه في المهمات التي كانوا ينفذونها.

وقال محمد الذي قدم له المقاتلون في كتيبة جبل شحشبو مسدسا إنه شاهد ما حدث في أعقاب قصف مدفعي دمر أجزاء من قلعة المضيق في سهل الغاب بحماة.

وكانت القلعة موقعا دفاعيا ضد الصليبيين في الماضي ويحتمي بها المقاتلون السوريون في الوقت الحالي.

وأضاف أنه صور هجوما لرفاقه عند حاجز أقامه الجيش رغم أن المقاتلين كانوا حريصين على وضعه في مؤخرة الكتيبة المهاجمة.

محمد البالغ من العمر 22 عاما والذي يدرس الهندسة الكهربائية في جامعة إيست لندن قال إن المرء يتملكه شعور هائل عندما يقدم على هجوم.. شعور من يسمع لأول مرة دوي قصف شديد أو إطلاق نار كثيف.

وأضاف أنه في تلك المرة كان يحمل الكاميرا والسلاح في نفس الوقت وكان هذا بمثابة خط فاصل بالنسبة له.

ظلم تاريخي

محمد الذي لم يحمل سلاحا قط قبل أن يذهب إلى سوريا، دفعه شعور بظلم تاريخي ورغبة في رؤية أبناء بلده يعيشون بحرية مثلما يعيش هو في بريطانيا، على حد تعبيره.

ومضى قائلا إنه يتصور دمشق مثل لندن.. يتمتع السوريون فيها بحق انتخاب ممثليهم بحرية ولا يحظى أبناء عائلة أو طائفة معينة بالوظائف بينما يضطر الآخرون إلى الهجرة لكسب العيش في الخارج.

وأضاف الشاب السني أن سوريا ستصبح ديمقراطية على النمط الغربي ولكن بطابع عربي يضرب بجذوره في التاريخ.

وكان الدم هو أول ما قابل محمد عندما وصل إلى سوريا حيث كان يجري نقل مدنيين ومقاتلين أصيبوا في القصف ونيران طائرات الهليكوبتر إلى تركيا.

ورافق محمد المقاتلين إلى مدينة حماة الواقعة على بعد 210 كيلومترات شمال دمشق في سيارة لتوصيل جثة مقاتل لقي حتفه في الشمال إلى عائلته.

وقال الشاب البريطاني إنه ولد في العراق حيث هاجرت أسرته هربا من حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد في ثمانينيات القرن العشرين ثم أصبح مواطنا بريطانيا بعدما هاجر والده إلى بريطانيا للعمل في محل بقالة يملكه سوري هناك.

وشب محمد في منطقة وايت سيتي في لندن وسمع من أمه حكايات عن فرق الاغتيالات التي كانت تراها من منزلها في حماة وكيف كانت توقف الرجال في صف بمحاذاة جدار ثم تقتلهم.

قذائف عمياء

وذهب محمد إلى سوريا مرة أخرى منذ ثلاثة أسابيع وكان يحمل هذه المرة معدات اتصال وأموال جمعها من مغتربين سوريين للمقاتلين.

وروي الشاب النحيف الملتحي إن زيارته الثانية لسوريا كانت أصعب.

وقال إنه اعتاد الجلوس في المساء ورؤية القذائف في السماء وسماع صوتها. ومضى قائلا إن أحدا لم يكن يعلم أين ستسقط القذيفة لكن كل من يراها يظن أنها ستسقط عليه. وأضاف أن قوات الأسد نفسها لا تعرف أين ستسقط القذيفة أو من ستقتل.

وأحيت حملة الجيش السوري على المعارضين حكايات خمسة من أقارب محمد قتلوا في حماة عندما أرسل حافظ الأسد والد بشار قوات دكت أحياء بكاملها في المدينة وقتلت عدة آلاف من سكانها قبل ثلاثة عقود.

وأضاف أن والده نجا من مذبحة حماة إلا لأنه كان في السجن وقتها وأنه روى للعائلة كيف كان يعيش في الثمانينيات وكيف اعتقل وعذب.

وقالت مصادر في المعارضة إن آلاف السوريين في الخارج يساعدون الانتفاضة إما بتقديم المال في الأغلب وإما عن طريق عرض آرائهم المعارضة على الإنترنت أو باستضافة لاجئين أو التوجه إلى مناطق حدودية في الأردن ولبنان وتركيا لعرض خدماتهم مثل الأطباء الذين يساعدون في علاج المصابين.

ولا توجد أرقام بشأن الأجانب الذين انضموا للمقاتلين داخل سوريا لكن السلطات السورية تقول إن البعض قدموا من شمال إفريقيا واليمن ودول خليجية وأفغانستان.

وقال محمد الذي وصف نفسه بأنه مسلم متدين وليس جهاديا إنه يؤيد كل من يقاوم الأسد سواء بالطرق السلمية أو بالقتال. وأضاف أنه يعتزم قضاء المزيد من الوقت مع أسرته في لندن قبل أن يعود في زيارة ثالثة لسوريا.

لبنان: تنديد بالحكومة والأمن العام بعد تسليم 14 سوريا

بيروت، لبنان(CNN) — نددت قيادات سياسية لبنانية بتسليم جهاز الأمن العام لمجموعة من السوريين إلى دمشق، مبدية خشيتها من تعرضهم للموت أو التعذيب.

ودعا مصطفى علوش، القيادي بتيار المستقبل، الذي يقود المعارضة اللبنانية حالياً، إلى التحقيق مع قائد الجهاز، اللواء عباس إبراهيم، وإقالته، متهماً الحكومة بالتبعة الكاملة للنظام السوري.

وقال علوش، في اتصال مع CNN بالعربية، رداً على سؤال حول الموقف من تسليم 14 سوريا إلى دمشق: “بالنسبة لتيار المستقبل ولبنان المؤيد للثورة السورية، فإننا نعتبر أن ما جرى يخالف الشرعية الدولية، ونخشى أن يتعرض السوريون المسلمون إلى السلطات في دمشق لخطر الموت أو التعذيب.”

وأضاف القيادي بتيار المستقبل، الذي يقوده رئيس الوزراء السابق سعدالدين الحريري: “يتوجب على الأمم المتحدة وضع السلطات اللبنانية أمام مسؤولياتها ومواجهتها حيال هذا الواقع.”

وحول جهاز الأمن العام اللبناني الذي يقوده اللواء عباس إبراهيم، أحد الضباط الشيعة المقربين من القوى الحليفة لسوريا في لبنان، وعلى رأسها حركة أمل وحزب الله، قال علوش: “جهاز الأمن العام تابع بقيادته وجزء كبير من تركيبته إلى توجيهات القيادة السورية الحالية، وهو جزء من المخابرات السورية، ويعمل بتوجيهاتها.”

وبالنسبة للمطالبات بإقالة إبراهيم، قال علوش: “يجب إقالة قائد جهاز الأمن العام، ولكن بعد إجراء تحقيق كامل يعمل على تحديد المسؤوليات، لأن هناك قوى محلية إقليمية تقف خلف ما جرى، وعلينا بالتالي التحقيق مع قائد الجهاز قبل إقالته.”

ونفى علوش أن تكون القوى السياسية اللبنانية المنضوية ضمن تحالف “14 آذار” المعارض للحكومة اللبنانية الحالية ولنظام دمشق، قد علمت بوجود موقوفين سوريين لدى الأجهزة الأمنية، مؤكداً أن تيار المستقبل “كلف أحد نوابه بمتابعة القضية والبحث في موضوع وجود معتقلين آخرين.”

وحول انعكاس الخطوة على الموقف اللبناني الذي يعتمد رسمياً شعار “النأي بالنفس” عن الأوضاع في سوريا، قال علوش: “النأي بالنفس هو كذبة بعيدة عن الحقيقة منذ عدة أشهر، وظهر ذلك من خلال عمليات خطف معارضين سوريين، وكذلك اختطاف (نائب الرئيس السوري السابق) شبلي العيسمي.”

وأضاف النائب اللبناني السابق، أن هذا الأمر ظهر أيضاً من خلال “ممارسات السفير السوري في بيروت، والاعتداءات على الحدود،” واعتبر أن هذه القضية “مجرد استكمال لهذا الواقع” فحكومة (رئيس الوزراء نجيب) ميقاتي تابعة لسوريا وليست جهة نائية بنفسها.”

وكانت تقارير إعلامية في لبنان قد أشارت إلى قيام جهاز الأمن العام بتسليم 14 سوريا إلى دمشق الأربعاء، مضيفة أن مجلس الوزراء ناقش الأمر بعد تسرب المعلومات بشأنه، وسط جدل حول قانونية الخطوة.

ونقل موقع الحزب التقدمي الاشتراكي المشارك في الحكومة أن أحد ممثليه في الحكومة، وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، أكد وجود ناشطين سياسيين بين من جرى تسليمهم.

كما نقل الموقع تصريحات بارزة لرئيس الحزب، النائب وليد جنبلاط، الذي يتصاعد منذ أشهر موقفه المعارض للنظام السوري، إذ قال: “ها هو مدير عام الأمن العام يقدم دليلاً جديداً على انصياعه المطلق للنظام السوري. فإذا به يقوم بتسليم 14 مواطناً سورياً لجأوا إلى لبنان هرباً من قمع النظام، ومن بينهم أربعة ناشطين سياسيين، تحت حجة أنهم مطلوبون للقضاء السوري في تهم مختلفة.”

وأضاف جنبلاط: “قد يكون من المفيد تذكير سعادة اللواء أن سوريا في زمن البعث وما سُمّي بمرحلة الاستقرار لم يكن هناك فيها أي مفهوم فعلي للقضاء المستقل، اسوةً بكل الأنظمة الاستبدادية، فكم بالحري في هذه المرحلة التي سقطت فيها كل الضوابط الأخلاقية والسياسية عند النظام الذي امتهن القتل والاستبداد والقمع من دون رأفة أو رحمة.”

وأكد جنبلاط رفضه الكامل لتسليم أي مواطن سوري لجأ إلى لبنان “تحت أي ذريعة من الذرائع ولأي سبب كان،” واعتبر في الأمر “انحيازاً إلى النظام السوري وخضوعاً له، وهذا ما قد يتطلب إعادة النظر بكامل الموقف السياسي المتعلق بما إصطلح على تسميته ‘النأي بالنفس،'” وطالب بإقالة إبراهيم إذا اقتضى الأمر.

من جانبها، نقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية عن رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في بيروت، السفيرة أنجلينا إيخهورست، قولها: “أخذنا علما بالتقارير حول ترحيل 14 سوريا إلى بلادهم. ونحن على اتصال بجميع شركائنا، الحكومة والأمن العام والمنظمات غير الحكومية، للاطلاع على الوقائع. إن هذا النوع من التقارير يثير قلقنا ، وإنما يجب التأكد من هذه المعلومات.”

وأضافت: “لقد صادق لبنان على اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، ويتعين عليه احترام التزاماته الدولية، ويجب ألا يعمد إلى ترحيل أشخاص من الممكن أن يتعرضوا للتعذيب أو سوء المعاملة. وقد سبق أن حصلنا على ضمانات من الحكومة اللبنانية تؤكد فيها على أنها ستبذل كل ما في وسعها لحماية السوريين اللاجئين في لبنان.”

كما حاول جهاز الأمن العام توضيح موقفه فنشر عبر الوكالة الرسمية بياناً، جاء فيه أن أي قرار يقضي بترحيل رعايا سوريين أو عرب أو أجانب، “هو قرار مبني على ملفات قضائية وأمنية تلتزم المعايير التي نصت عليها اتفاقيات ومعاهدات إقليمية ودولية، ويستثنى من هؤلاء من يثبت أنه قد يتعرض للخطر في بلاده إذا تم ترحيله، وهذه الإجراءات الخاصة بالرعايا السوريين بوشر العمل بها منذ بدء الأحداث الأليمة في بلادهم.”

وتابع البيان: “وعليه، فإن القرار الذي قضى بترحيل السوريين الأربعة عشر قد استند إلى أفعال جرمية ومخالفات ارتكبت خلال وجودهم في لبنان،” ونسب إليهم مجموعة جرائم بينها السرقة والتعدي على منزل ضابط وشتم المؤسسة العسكرية، واستعمال مستندات مزورة، والتحرش الجنسي، والتعدي على ملكية فردية.

وتمنت المديرية من جميع المعنيين “إخراج هذا الملف من البازار السياسي والإعلامي ووضعه في إطاره الطبيعي، وعدم التشويش على الدور الذي تقوم به المؤسسة” وفقاً للبيان.

يشار إلى أن عشرات الآلاف من السوريين نزحوا إلى لبنان بسبب الأوضاع الأمنية في بلادهم، حيث تقول الحكومة اللبنانية، التي تسيطر عليها قوى “8 آذار” المرتبطة بعلاقات تحالف مع النظام السوري، إنها “تنأى بنفسها” عن الأوضاع في ذلك البلد.

أما المعارضة اللبنانية فتتهم الحكومة بالخضوع للسياسات السورية ومخالفة الموقف العربي المشترك من الوضع في دمشق، والسكوت عن التجاوزات الحدودية التي يقوم بها الجيش السوري، والتي راح ضحيتها عدة قتلى وجرحى على الجانب اللبناني، كما اندلعت اشتباكات بين مؤيدين للنظام السوري ومعارضين له بشمالي لبنان.

حازم نهار يشترط توافق المعارضة السورية والجيش الحر لتشكيل حكومة انتقالية

روما (2 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

وصف الكاتب السوري المعارض حازم نهار فكرة تشكيل المعارضة السورية لحكومة انتقالية بأنها “قفزة في الهواء وعبئاً جديداً على كاهل الثورة السورية”، وقال إن المعارضة السورية تستند إلى منطق التجربة والخطأ في الممارسة السياسية، وتقفز فوق مهامها الأساسية الملحة نحو خطوة شكلية، ودعا إلى تحقيق توافق بين أطراف المعارضة وإلى تنظيم الجيش الحر وتحويله إلى مؤسسة عسكرية لها ضوابط وآليات واضحة وقيادة موحدة قبل التفكير بتشكيل حكومة انتقالية

وقال حازم نهار، الكاتب السوري المعارض لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لعل أهم ما يميز تجربة القسم الأكبر من المعارضة السورية هو استنادها إلى منطق التجربة والخطأ في الممارسة السياسية، وقد تجلى ذلك في طرح شعارات متلاحقة دون دراسة واقعيتها وإمكانيات تحقيقها، وكلما انسدت الآفاق أمام أحدها تردفه بشعار جديد، لكن استناداً إلى المنطق ذاته، ولا يزال منطق التفكير والتحليل السياسي بعيدين عن معظم مجموعات المعارضة”

وأضاف “لم ينجح المجلس الوطني خلال عام كامل في التحول إلى واجهة سياسية حقيقية للثورة، وربما كان السبب الأساسي هو الإمكانيات الضعيفة لشخصياته في الحيز السياسي، إذ كان الهاجس الأساسي لغالبيتهم هو الحصول على تصفيق الشارع الثائر، ولعلهم اعتقدوا أن الموقف المعارض للنظام يتحدد بمستوى الصراخ والادعاء على الفضائيات”، حسب تقديره

وتابع “وطالما لم ينجح المجلس الوطني، فلنجرب إذن تشكيل حكومة انتقالية… هذا هو لسان حال معظم المؤيدين لتشكيل هذه الحكومة، وبدلاً من التفرغ للقيام بمهام حل إشكاليات المعارضة والثورة يجري القفز فوق هذه المهام الملحة نحو خطوة شكلية لن تقدم أو تؤخِّر، ولن تحل الإشكاليات الموجودة، بل على العكس ستتحول إلى عبء جديد على الثورة، كما كان المجلس الوطني وسائر التشكيلات السياسية” وفق قناعته.

وحول المهام الملحة التي تشكّل تحدياً للمعارضة السورية قبل التفكير بتشكيل حكومة انتقالية قال المعارض السوري البارز “لعل أولى المهام المطروحة اليوم هي تحقيق توافق بين أطراف المعارضة، خاصة مع الأطراف الكردية، إذ من البديهي القول أن وجود التوافق يسهل بالضرورة تشكيل هذه الحكومة الانتقالية في المستقبل، وهذا التوافق أصبح ممكناً بعد اتضاح أوهام النقاط الخلافية كالتدخل العسكري الخارجي، وبعد وضع المعايير الضرورية لضبط العسكرة وتنظيمها طالما أنها أصبحت أمراً واقعاً رغم أنف الجميع”

وتابع “المهمة الثانية هي القيام بدور سريع وعاجل لتنظيم الجيش الحر وتحقيق التواصل بين كتائبه وتحويله إلى مؤسسة عسكرية لها ضوابط وآليات واضحة وقيادة موحدة، طالما أن ذلك أصبح حقيقة واقعة، وضرورة التوافق على خضوع هذه المؤسسة لقيادة سياسية تتوافق عليها أطراف المعارضة. إذ إن القيام بهذه المهمة يسهِّل على الأقل اختيار شخصية عسكرية معينة لتشارك في أي حكومة انتقالية مزمعة. ويتعلق بهذه المهمة الاتفاق على رؤية تتعلق ببناء المؤسسة العسكرية والأمنية بالمجمل بحيث تستوعب قطع ووحدات الجيش النظامي التي لم تشارك في القمع والقتل”

وأضاف “المهمة الثالثة، وهي مهمة عاجلة تتعلق بالقيام بدور إغاثي سريع، عبر استنفار الدول العربية والهيئات الدولية، بالإضافة للأفراد، من أجل دعم النازحين واللاجئين السوريين، فإذا لم تقم المعارضة السياسية بهذا الدور فما هو مبرر قيامها بتشكيل حكومة انتقالية، إلا إذا كانت المعارضة مقتنعة بأن شرعية هذه الحكومة تعتمد فحسب على تبني الدول لها”، حسب قوله

ورأى أن “هذه المهام الثلاث سابقة لتشكيل أي حكومة انتقالية، وإلا فإن الذهاب في طريق التشكيل لا يعدو إلا أن يكون قفزة في الهواء، ولا يعني ذلك إلا تحول الممارسة السياسية إلى مجرد لعبة تبديل كلمات ومصطلحات لا وزن ولا دور لها”، على حد تقديره

ورغم قناعته بأن النظام السوري “سينتهي عاجلاً أم آجلاً”، إلا أن نهار رأى أن تشكيل مثل هذه الحكومة “يحتاج إلى ظهور أفق مؤكد لسقوط النظام”، كما نبّه من أن “طبيعة اللحظة الراهنة تشير بوضوح إلى عدم إمكانية مشاركة شخصيات من داخل البلد في هذه الحكومة المزمعة، بحكم الظرف الأمني المعقد”، ونوّه بضرورة “إدراك العلاقة ما بين الكتلة الثورية والكتلة الانتخابية في اللحظة الراهنة” في إشارة إلى حق جميع السوريين في المشاركة في أي حكومة انتقالية مقبلة

وشدد على أن موضوع الحكومة الانتقالية “بحاجة إلى التريث، سواء لجهة المهمات الأساسية التي يفترض بالمعارضة السورية إنجازها أو لجهة انتقاء اللحظة السياسية المناسبة لإطلاقها، كي لا تكون هذه الحكومة مجرد قفزة في الهواء أو عبئاً جديداً على كاهل ثورة السوريين”، على حد تعبيره

خدام للمنتسبين للجيش: اخرجوا عن النظام وقاتلوا مع شعبكم

روما (2 آب/أغسطس ) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

حث عبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري، المنتسبين للجيش على أن ” تخرجوا عن النظام وأن تقاتلوا مع شعبكم وعندئذ يمكن أن يصفح عنكم وفي غير ذلك مصيركم سيكون أسود وستندمون على اليوم الذي قبلتم أن تكونوا أدوات لطعن الشعب وتدمير الوطن” حسب تعبيره

وأوضح خدام في بيان صادر عنه بمناسبة حلول عيد الجيش السوري، أنه “خلال سبعين عاما منذ الاستقلال دفع السوريون من دماء أبنائهم ومن أموالهم وأرزاقهم من أجل جيش الوطن حامي الديار” حيث “كان أمل السوريون أن يحمي الجيش الوطن وليس تدميره وأن يحمي الشعب وليس قتله واذلاله وأن يحمي حريتهم وليس القضاء عليها” على حد قوله

وتابع “لقد حولكم النظام القاتل والمستبد الى أدوات لتدمير الوطن وقتل أبنائه من أجل حماية الأسرة الحاكمة المستبدة والفاسدة وحماية نظام القتل والاستبداد، فهل سألتم أنفسكم عن مصيركم بعد سقوط النظام ؟” و “هل تتصورون لحظة واحدة أن نظام القتل والاستبداد سيقضي على ثورة الحرية والكرامة ؟” حسب تعبيره

وخلص إلى القول “ليس في التاريخ حكم مستبد وقاتل وفاسد استطاع أن ينتصر على شعب مكافح من أجل حريته ومن أجل حقه في تقرير مصيره” وأضاف “أنتم أيها العسكريون المنشقون حماة الديار فأقدموا على تحمل مسؤولياتكم والله مع هذه الثورة ومع شعبنا ومعكم” على حد قوله

فرنسا “قلقة” من إعدامات ميدانية تمارسها مجموعات منسوبة للمعارضة بسورية

باريس (2 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعربت فرنسا اليوم عن “القلق” من إعدامات ميدانية تمارسها مجموعات نسبت إلى المعارضة المسلحة السورية، مشددة على ضرورة وجود حل للأزمة مع مراعاة تنوع المجتمع السوري

وقال فينسان فلوران الناطق المساعد باسم الخارجية الفرنسية “نحن قلقون من المعلومات حول عمليات قتل ميدانية في سوريا، والتي يمكن أن تكون قد ارتكبت من قبل جماعات تدعي تمثيل المعارضة” مضيفا ان “أي شيء يتجاوز الدفاع المنضبط والمتناسب عن المدنيين لمواجهة الفظائع التي يرتكبها النظام السوري لا يخدم قضية المعارضة السورية والتطلعات المشروعة للشعب السوري من أجل الديمقراطية” وفق تعبيره

ونوه فلوران ان “هذه الأحداث تظهر مرة أخرى ضرورة إيجاد حل للأزمة السورية، الأمر الذي يتطلب وضع حد للعنف والقمع، وإنشاء عملية انتقالية سياسية ذات مصداقية، مع مراعاة تنوع المجتمع السوري” مؤكدا أن ” فرنسا تعمل بهذا الإتجاه” حسب قوله

هذا وكان “اقدم متمردون سوريون تابعون للجيش السوري الحر الثلاثاء على اعدام اشخاص موالين للنظام في حلب”، وذلك حسب صور التقطها احد الهواة وبثها ناشطون على موقع يوتيوب

كما أعرب الناطق المساعد باسم الخارجية الفرنسية عن “قلق فرنسا الشديد إزاء معلومات عن ترحيل السلطات اللبنانية لمواطنين سوريين الى سوريا” مذكرا بأنه “وفقا للقانون الدولي الإنساني، يجب تطبيق مبدأ حماية وعدم الإعادة القسرية للأشخاص الذين تتعرض حياتهم للخطر” في بلادهم، مشيرا الى ان فرنسا ” تعتمد على السلطات اللبنانية لتوضيح هذه المعلومات، وبشكل عام، لحماية اللاجئين” وفق تعبيره

عنان يعلن تخليه عن مهمته في سوريا واشتداد القتال في حلب

أبلغ عنان بان كي مون ونبيل العربي بقرار استقالته

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استقالة كوفي عنان من منصبه كمبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا.

وأوضح بان كي مون أن عنان أبلغه رسميا بنيته عدم الموافقة على تجديد تفويضه بالمهمة الموكل لها بعد انتهائها في 31 من أغسطس / اب الجاري.

كما أبلغ عنان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بقرار الاستقالة.

ويأتي قرار عنان في الوقت الذي اشتد فيه القتال في حلب، ثاني المدن السورية،حسبما ذكرت الأمم المتحدة.

وقالت سوسن غوشه، الناطقة باسم بعثة المنظمة الدولية في سوريا، لبي بي سي إن القوات التابعة للمعارضة تمتلك الآن اسلحة ثقيلة بما فيها بعض الدبابات التي استولت عليها من الجيش السوري.

وحثت غوشه جانبي الصراع على التحلي بضبط النفس والتفريق بين المدنيين والمقاتلين اثناء العمليات الحربية.

في غضون ذلك، اشارت تقارير الى ان قوات الجيش السوري قتلت 35 شخصا قرب العاصمة دمشق جلهم من المدنيين العزل.

وقد قتل هؤلاء بعد ان قصفت القوات الحكومية واقتحمت ضاحية جديدة عرتوز جنوب غربي دمشق يوم الاربعاء حسبما افاد ناشطون وسكان محليون.

وفي وقت لاحق، قصف مسلحو المعارضة الخميس قاعدة جوية كان يستخدمها طيران النظام لقصف مدينة حلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره العاصمة البريطانية لندن إن “قاعدة منغ الجوية تعرضت صباح الخميس للقصف بواسطة دبابة كان قد غنمها المعارضون.”

وتقول الامم المتحدة إن اكثر من مئتي الف شخص قد نزحوا عن حلب في الاسابيع الاخيرة بينما تحاول القوات السورية طرد عناصر الجيش السوري الحر المعارض منها.

ويبدو ان المسلحين المعارضين ما زالوا يسيطرون على اجزاء كبيرة من حلب رغم اصرار الحكومة على انها كبدتهم خسائر جسيمة.

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان قد اعلن ان حصيلة القتال الذي دار الاربعاء بلغت 135 قتيلا، بينما قالت التنسيقيات المحلية إن العدد بلغ 170.

وقالت سوسن غوشه “في الساعات الـ 72 الاخيرة، شهدنا تصعيدا ملحوظا في مستوى العنف، فقد قال مراقبونا إنهم شهدوا تبادلا كثيفا لاطلاق النار واستخداما واسعا لطائرات الهليكوبتر والدبابات والرشاشات الثقيلة والمدفعية. وشهدنا يوم امس للمرة الاولى طائرات حربية وهي تطلق النار على اهداف على الارض.”

وأكدت الناطقة الاممية ما جاء في التقارير الاخبارية من ان الجيش السوري الحر “يمتلك الآن مختلف انواع الاسلحة الثقيلة بما فيها الدبابات.”

ويقول مراسل بي بي سي في لبنان جيم ميور إن ثمة تقارير تتحدث عن تزويد الجيش السوري الحر بصواريخ مضادة للطائرات تطلق من الكتف، مما قد يخفف من التهديد الذي يشكله الطيران الحكومي.

مشاهد دموية

على صعيد آخر، انتقد المجلس الوطني السوري المعارض مسلحي المعارضة الذين اعدموا عددا من اسراهم بدعوى انهم من عناصر ما يطلق عليهم “بالشبيحة” في حلب، وذلك بعد ان نشرت اشرطة على الانترنت تصور الحادثة.

وقالت منظمة (هيومان رايتس ووتش) لحقوق الانسان معلقة إن الحادثة قد ترقى الى جريمة حرب.

وتظهر الاشرطة التي نشرت على الانترنت عددا من الرجال وقد كست اجسادهم الكدمات والدماء وهم يقتلون رميا بالرصاص.

ويقال إن احد الذين قتلوا يدعى علي زين الدين البري، المعروف بـ “زينو”، المتهم بقيادة وحدة من الشبيحة قامت بقتل 15 من عناصر الجيش السوري الحر في حلب يوم الثلاثاء الماضي.

وقال شخص يدعى عبدالله عمر، وهو ابن عم احد مقاتلي الجيش الحر قضى على ايدي الشبيحة، إنه من السذاجة الاعتقاد بأن المتمردين يمكن ان يتحلوا بنفس درجات الانضباط التي يتحلى بها الجيش النظامي.

وقال عمر “علينا ان نتذكر بطبيعة الحال ان الجيش السوري الحر مكون بغالبيته من منشقين عن الجيش السوري، ومن العبث الاعتقاد ان هؤلاء سيتحولون بمجرد انشقاقهم الى منظمة تتقيد بالمعايير الدولية للحرب.”

جديدة عرطوز

وقالت المعارضة السورية إن القوات الحكومية نفذت عمليتين في دمشق يوم امس الاربعاء لتطهيرها من الناشطين المعارضين وقتلت 70 منهم.

وقال ناشطون معارضون إن الجنود الحكوميين داهموا ضاحية جديدة عرطوز جنوب غربي دمشق وفتشوا دورها مطالبين سكانها بابراز وثائق هوياتهم، وقد اعدموا عددا من السكان بشكل فوري.

ونقلت وكالة رويترز عن احد سكان الحي واسمه فارس قوله إن الجنود فحصوا بطاقة هويته ثم اطلقوه، ولكنه شاهد بعد ذلك جثث 35 رجلا وهي ملقاة في الطريق. واضاف “اعدموا جميعا تقريبا باطلاق النار على الوجه والرأس والرقبة.”

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن القوات الموالية للحكومة اعتقلت حوالي مئة من سكان الحي وعذبتهم.

من جانب آخر، قال ناطق عسكري حكومي إن عددا من المسلحين اشتبكوا مع قوة للجيش داهمت مزرعة في المنطقة.

وقال ناشطون إن عملية عسكرية نفذها الجيش الحكومي في حي يالدا جنوبي دمشق ادت هي الاخرى الى مقتل 27 على الاقل من سكانها.

أمر سري

في غضون ذلك، اوردت وكالة رويترز للانباء ان الرئيس الامريكي باراك اوباما كان قد صدق في وقت سابق من العام الحالي على امر يخول الاجهزة الحكومية الامريكية دعم المعارضة السورية.

ويسمح الامر لوكالة المخابرات المركزية الامريكية وغيرها من الوكالات الحكومية بمساعدة المتمردين السوريين.

وما برح البيت الابيض – الذي رفض التعليق على ما جاء في التقرير – يبدي تأييده علنا للمعارضة السورية، ولكنه كان يمتنع عن تسليحها.

مشروع قرار

وفي نيويورك، يستعد مجلس الامن التابع للامم المتحدة للتصويت غدا الجمعة على مشروع قرار تقدمت به الدول العربية يطالب الرئيس السوري بشار الاسد بالتنحي.

ورغم الطبيعة الرمزية لمشروع القرار، يقول دبلوماسيون إنه يشير الى الغضب والاحباط الذي يسود المجتمع الدولي ازاء اخفاق الدول الكبرى في الاتفاق على تحرك دولي موحد ضد نظام الرئيس الاسد.

BBC © 2012

روايات متضاربة بشأن مقتل العشرات في هجوم للجيش السوري بريف دمشق

قال سكان وناشطون سوريون إن قوات الجيش النظامي السوري قتلت الاربعاء 35 شخصا على الاقل معظمهم مدنيون غير مسلحين في ريف دمشق.

غير أن الحكومة السورية تقول إن القتلى إرهابيون بعضهم استسلم بأسلحته.

وقال الناشطون إن الجيش قصف ثم اجتاح ضاحية بالعاصمة السورية.

ونقلت وكالة رويترز عن أحد سكان ضاحية “جديدة عرطوظ”، جنوب غربي دمشق قوله عبر الهاتف إن “الدبابات والجنود غادروا في حوالى الساعة الرابعة بعد الظهر. وعندما خلت الشوارع عثرنا على جثث 35 رجلا على الاقل.”

واضاف “كلهم تقريبا اعدموا بطلقات في الوجه والرأس والرقبة في منازل وحدائق وأقبية.”

غير أنه حسب رواية وكالة الأنباء السورية الرسمية” سانا” ، فإن وحدة من القوات المسلحة النظامية تعقبت ما وصفتهم بفلول المجموعات الإرهابية بالتعاون مع الأهالي.

وقالت الوكالة إن القوات اشتبكت مع أفراد تلك المجموعات وأوقعتهم بين قتيل وجريح.

وأضافت أنه “استسلم العشرات منهم مع أسلحتهم كما تم ضبط وكر لتصنيع العبوات الناسفة وبداخله كمية من العبوات والألغام والمواد الأولية الداخلة في صناعة المتفجرات.”

وبثت سانا صورا فوتوغرافية لما قالت إنهم إرهابيون استسلموا للقوات الحكومية في جديدة عرطوظ.

دعم أميركي

من ناحية أخرى، قالت مصادر أميركية إن الرئيس باراك أوباما وقع أمرا سريا يجيز تقديم دعم أميركي لمقاتلي المعارضة لمساعدتهم في الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد .

ونقلت وكالة رويترز عن المصادر التي وصفتها بأنها مطلعة قولها إن الامر الذي وقعه اوباما في وقت سابق هذا العام يسمح بشكل عام لوكالة المخابرات المركزية ” سي آي آيه ” ووكالات أميركية أخرى بتقديم دعم قد يساعد مقاتلي المعارضة في الاطاحة بالاسد.

لم تحدد المصادر توقيت توقع اوباما الأمر الذي يجيز عملية سرية للمخابرات. كما لم يتضح نطاق الدعم السري الذي قد تقدمه وكالات مثل المخابرات المركزية.

قد امتنع المتحدث باسم البيت الابيض تومي فيتور عن التعقيب على هذه المعلومات.

BBC © 2012

مسيحيو سوريا يخشون المستقبل مع تفاقم العنف في البلاد

فرغال كين

بي بي سي – لبنان

فرت الكثير من العائلات المسيحية إلى لبنان هربا من أعمال العنف التي تجتاح سوريا.

وهناك في إحدى المدن اللبنانية القديمة، وقفت امرأة سورية تبدو عليها علامات الخوف بوضوح، وقد شرحت لنا أكثر من مرة كيف أن المجتمع الدولي يجب أن يعرف ما يحدث للمسيحيين في سوريا.

لكن هذه المرأة لن تظهر أمام الكاميرات أو تسمح بستجيل شيء بصوتها لأنها تعتقد أن ذلك سيجلب لها مشاكل كبيرة، وقالت لنا “زوجي لا يريد أن نجلب المشاكل لأنفسنا بالتحدث علانية.”

وقد فرت هذه المرأة هي وعائلتها إلى لبنان لأن الأمر ببساطة أصبح مخيفا للمسيحيين داخل سوريا كما تقول.

وقد التقينا بالعديد من اللاجئين المسيحيين من العديد من الخلفيات السياسية، وكانوا جميعا يخشون من استهدافهم إذا ما تحدثوا لوسائل الإعلام.

ووافق أحدهم، ويدعى “ميشيل” على إجراء مقابلة معه بشرط عدم الافصاح عن هويته الحقيقية.

كان الرجل يدخن كثيرا، وكان شاحبا ويبدو عليه أنه يعاني قلة النوم.

ويروى ميشيل حكايته فيقول إن المتاعب بدأت في حياته عند اندلاع المظاهرات الأولى ضد نظام بشار الاسد، والتي كان يؤيدها كما يقول.

ويقول “فجأة أستُخدمت الأسلحة ضدنا، وكان هناك عرب من دول مختلفة، واقتحموا منازل المسيحيين واتهموهم بالكفر.”

وقال إنهم استهدفوا بيته عندما كان بالخارج، بينما كانت زوجته وطفليه بالمنزل.

وأضاف “لقد كان خوف لا يوصف، فقد أحرقوا إطارات السيارات أمام المنزل وأرادوا أن يحرقوا البيت.”

وتابع قائلا “أخذت زوجتي الأطفال وقفزت من فوق الأسوار من شارع لآخر حتى تمكنوا من الفرار.”

صورة معقدة

كانت هناك تقارير متتالية بشأن وجود عنف موجه ضد المسيحيين في سوريا منذ بداية الاحتجاجات ضد النظام السوري في مارس/آذار 2011، بالإضافة إلى الهجوم على الكنائس.

إلا أنه من غير الممكن التأكد من صحة هذه التقارير، وذلك لأن السلطات السورية تفرض قيودا صارمة على الصحافة المستقلة.

كما أنه من غير الممكن تحليل كم من هذه الهجمات كانت لها دوافع طائفية، وكم منها كان موجه ضد المسيحيين لوجود اعتقاد سائد بأن بعضهم مؤيد للنظام.

ويشكل المسيحيون نحو 10 في المئة من السكان في سوريا، ويعتبر المجتمع المسيحي في دمشق من أقدم المجتمعات المسيحية في العالم.

وتمتعت الطائفة المسيحية بالتسامح الديني في ظل حكم بشار الأسد ووالدة حافظ الأسد، وقد شغل العديد منهم مناصب بارزة في الحكومة.

وحذر البطريرك غريغوريوس الثالث، بطريرك كنيسة الملكيين الكاثوليك اليونانية، والتي تعد أكبر تجمع كاثوليكي في سوريا، من التدخل الأجنبي في سوريا، كما اتهم وسائل الاعلام بتشويه الوضع في البلاد.

واعترف أن بعض أعمال العنف ضد المسيحيين في سوريا وقعت بسبب وجود اعتقاد بأن المسيحيين يدعمون الرئيس بشار الأسد.

وأضاف “نعم، ليس كل أعمال العنف ضدهم، ولكن بعضا منها.”

إلا أن الصورة لا تزال أكثر تعقيدا، حيث تتنوع آراء المسيحيين تنوعا كبيرا بين تأييد ومعارضة النظام السوري.

“لا مستقبل”

وفي لبنان، التقيت لاجئين مسيحيين ممن يعارضون الرئيس السوري بشار الأسد والذين فروا خلال الأشهر الستة الماضية.

وقد التقيت بممثلي العديد من العائلات المسيحية بالقرب من بلدة جبيل التاريخية.

وأخبرني رجل قدم نفسه باسم هشام أنهم فروا من حمص بعد قصف المدينة من قبل القوات الحكومية.

وقال هشام “قبل اندلاع العنف كان الناس يعيشون بشكل طبيعي، لكن النظام كان يقصف الجميع، ولم يفرق بين مسيحي ومسلم وهذا ما دفعنا للفرار من سوريا.”

وسألت امراة ما إذا كانت تشعر أن المسيحيين سيكون لهم مستقبل في سوريا، وهي التي فرت وابنتها الصغيرة إلى لبنان بعد مقتل زوجها.

فأجابت “لا، لست أرى أي مستقبل، ليس فقط في سوريا ولكن في الشرق الأوسط بأكمله، ولو وجد الناس فرصة لمغادرة هذه المنطقة، فسوف يفعلون ذلك.”

وما يدور في عقول المسيحيين السوريين، سواء من المؤيدين أو المعارضين لبشار، هي تجربة اخوانهم المسيحيين في العراق.

فهناك تقديرات تشير إلى أن ما لا يقل عن نصف عدد السكان المسيحيين العراقيين قد فروا من البلاد بعد أعمال العنف الطائفي التي اندلعت في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

وقد ذهب الكثيرون منهم إلى سوريا معتقدين أنها ستكون ملاذا للتسامح الديني.

وقد حذرت حكومة الأسد المسيحيين وأقليات أخرى من أنهم قد يواجهون الاضطهاد على أيدي الإسلاميين حال سقوط النظام السوري.

وفي حين أن هناك مسيحيين بارزين في المجلس الوطني السوري، وهو تجمع رئيسي للمعارضة السورية، هناك مخاوف من تأثير جماعة الإخوان المسلمين عليهم، وهي الحركة الاسلامية التي تعرضت لتدمير شبه كامل من قبل الرئيس السابق حافظ الأسد في أوائل الثمانينات.

وقد أعادت أحداث الربيع العربي النشاط للاخوان في سوريا.

وقال ملهم الدروبي أحد قادة الجماعة لبي بي سي إن المسيحيين ليس لديهم ما يخشونه.

وأضاف “نحن لا نعمل لإقامة دولة دينية، ولا نعتقد أن سوريا هي المكان الذي يمكن أن تكون فيه دولة دينية، لأن سوريا لديها أديان مختلفة، وجماعات عرقية مختلفة، وأجناس مختلفة.”

وفي هذه الأجواء المخيفة، سيحاول المسيحيون جاهدين قبول هذه التطمينات.

BBC © 2012

مقاتلو المعارضة السورية يستولون على دبابة ومعركة حلب تشتد

حلب (سوريا) (رويترز) – وجه مقاتلو المعارضة السورية نيران دبابة استولوا عليها الى القوات الحكومية يوم الخميس وقصفوا قاعدة جوية عسكرية يتوقع أن تستخدم كنقطة انطلاق لتعزيزات الجيش في المعركة للسيطرة على حلب.

من ناحية اخرى قصفت قوات الرئيس بشار الأسد منطقة صلاح الدين الاستراتيجية في حلب بالدبابات والمدفعية بينما حاول مقاتلو المعارضة تعزيز سيطرتهم على المناطق التي استولوا عليها.

وفي العاصمة دمشق اقتحمت القوات ضاحية يوم الاربعاء وقتلت 35 شخصا على الأقل أغلبهم من المدنيين العزل وفقا لما ذكره سكان ومنظمات نشطاء.

ويبرز القتال على اكبر مدينتين سوريتين انزلاق البلاد السريع نحو حرب أهلية شاملة بعد 17 شهرا من اندلاع الاحتجاجات الشعبية التي مثلت بداية الانتفاضة على حكم الأسد.

وتتابع القوى العالمية الوضع في سوريا بقلق متزايد فيما تداعت الجهود الدبلوماسية للتوصل الى حل عن طريق التفاوض وتفاقم العنف الذي أودى بحياة ما يقدر بنحو 18 الف شخص.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن اكثر من 180 شخصا قتلوا في سوريا يوم الاربعاء بينهم 133 مدنيا و45 من قوات الاسد.

وارتفعت الروح المعنوية لمقاتلي المعارضة حين وجهوا نيران الدبابة الى قاعدة المناخ الجوية على بعد 35 كيلومترا شمالي حلب وهي نقطة انطلاق محتملة لتعزيزات الجيش.

وقال مقاتل من المعارضة يدعى ابو علي لرويترز “ضربنا المطار باستخدام دبابة استولينا عليها من جيش الاسد. هاجمنا المطار بضع مرات لكننا قررنا التقهقر هذه المرة.”

وقال المرصد السوري الموالي للمعارضة إن القوات الحكومية بالقاعدة الجوية استخدمت المدفعية ومنصات إطلاق الصواريخ لقصف بلدة تل رفعت التي تقع بين القاعدة وحلب.

سمع مراسلو رويترز دوي نيران اسلحة ثقيلة صباح يوم الخميس من منطقة صلاح الدين بجنوب غرب حلب وهي بوابة للمدينة البالغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة.

وتحاول القوات الحكومية المزودة بالأسلحة الثقيلة إخراج قوة من بضعة آلاف من مقاتلي المعارضة من المدينة في معركة يمكن أن تمثل نتيجتها نقطة تحول في الصراع.

وعلى الرغم من بذل القوات الحكومية جهودا للسيطرة على صلاح الدين فإنها لم تشن حملة شاملة على المدينة بالكامل بعد.

وانقطعت خطوط الهواتف المحمولة منذ ليل الاربعاء مما اثار تكهنات بين السكان بأن تكثيف العمل العسكري ربما يكون وشيكا.

ويعزز مقاتلو المعارضة سيطرتهم على المناطق التي استولوا عليها في حلب فيهاجمون مواقع للشرطة ومنشآت عسكرية صغيرة محرزين قدرا من النجاح. وأعلنوا أنهم سيطروا على ثلاثة مراكز للشرطة هذا الأسبوع.

وفي دمشق التي لاتزال معقلا للحكومة وكانت مسرحا للقتال على مدى الاسبوعين الماضيين واجهت القوات الحكومية اتهامات جديدة بارتكاب أعمال وحشية بعد أن اقتحمت ضاحية يوم الاربعاء.

وقال مواطن يدعى فارس بالهاتف من ضاحية جديدة عرطوز جنوب غربي دمشق “حين خلت الشوارع عثرنا على جثث 35 رجلا على الاقل.”

وأضاف “كلهم تقريبا اعدموا برصاص في الوجه والرأس والرقبة في المنازل والحدائق والأقبية.”

وقال التلفزيون السوري إن عشرات “الإرهابيين والمرتزقة” استسلموا او قتلوا حين داهم الجيش جديدة عرطوز والمزارع المحيطة بها.

ووجه الأسد حديثه الى قواته يوم الاربعاء وقال ان معركتهم ضد مقاتلي المعارضة ستحدد مصير سوريا.

لكن دعوته الى القتال في بيان مكتوب لم تشر الى مكان وجوده بعد مرور اسبوعين على تفجير استهدف دائرته المقربة.

ولم يتحدث الاسد علنا منذ تفجير دمشق الذي أودى بحياة اربعة من كبار مسؤوليه الامنيين غير أنه ظهر في مقاطع مسجلة على شاشة التلفزيون.

وأثار عدم ظهور الأسد على الملأ تهنات بشأن مدى إحكام قبضته على السلطة منذ الهجوم الذي أودى بحياة صهره.

وخلال القتال في منطقة صلاح الدين التي هي جزء من قوس تسيطر عليه المعارضة ويمتد الى شمال شرق حلب لم يستطع اي من الطرفين تحقيق السيطرة الكاملة.

وفي شارع الشرقية نظر سكان واصحاب متاجر الى الدمار في ألم. وبحث البعض بين ما تبقى من مبانيهم من كتل خرسانية ضخمة وحديد معوج.

وقال ابو احمد وهو يغادر منزله “رأيت الموت امام عيني. كنت مختبئا في الزقاق الذي يوجد به بيتي حين سمعت صوت المدفعية. فلتنظر الى شارعي الآن.”

وذكر السكان ان الاضرار نجمت عن نيران طائرات هليكوبتر استهدفت كتيبة لمقاتلي المعارضة تتخذ مدرسة مقرا لها. ولم تصب المدرسة وإنما أصيبت مبان سكنية.

وقال ابو احمد “هذا الكلب الاسد ورجاله أصيبوا بالعمى لدرجة أنهم لا يستطيعون استهداف كتيبة استهدافا صحيحا.”

وقال التلفزيون الحكومي يوم الاربعاء إن الجيش يلاحق فلول “الإرهابيين” في احدى مناطق حلب وإنه قتل العديد منهم وبينهم مقاتلون عرب.

وانضم بعض المقاتلين الأجانب وبينهم إسلاميون متشددون الى المعركة ضد الأسد الذي يتهم قوى خارجية بتمويل وتسليح مقاتلي المعارضة.

وقال برنامج الأغذية العالمي “الوضع الانساني في حلب يتدهور والاحتياجات الغذائية تتزايد بشدة.”

وقال البرنامج إن ما يصل الى ثلاثة ملايين سوري سيحتاجون على الارجح لغذاء ومساعدات اخرى في الاثني عشر شهرا القادمة لأن الصراع حال دون جني المحاصيل.

وفيما يمثل تعزيزا للتدخل الخارجي في الصراع قالت مصادر امريكية مطلعة إن الرئيس باراك أوباما وقع امرا سريا يسمح بتقديم دعم أمريكي لمقاتلي المعارضة.

ويسمح الأمر الذي وقع في وقت سابق من العام الحالي لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.ايه) وغيرها من الوكالات الأمريكية بتقديم دعم يمكن أن يساعد مقاتلي المعارضة على الإطاحة بالأسد.

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود )

من هديل الشالجي

روسيا تعارض مشروع قرار بشأن سوريا في الجمعية العامة للأمم المتحدة

موسكو (رويترز) – قالت روسيا يوم الخميس إنها لن تؤيد مشروع قرار صاغته السعودية بشأن سوريا في الجمعية العامة للأمم المتحدة معتبرة أنه غير متوازن وسيشجع المعارضة على مواصلة القتال ضد حكومة الرئيس بشار الاسد.

ومن المتوقع ان تصوت الجمعية العامة للامم المتحدة يوم الخميس على مشروع القرار والذي يؤيد علنا قوات المعارضة التي تسعى للاطاحة بالاسد.

ووصف بيان لوزارة الخارجية الروسية النص بانه “منحاز وغير متوازن” وقال ان موسكو لن تؤيده بصورته الحالية.

وقال البيان ان مشروع القرار يضع “المسؤولية بالكامل عما يحدث في البلاد … على السلطات السورية وحدها” بينما يترك المعارضة “خارج حدود مطالب المجتمع الدولي.”

وقال البيان “هذه الطريقة تشجع نهج (المعارضة) الرافض لتقديم تنازلات في القتال ضد الحكومة السورية.”

وتقول روسيا ان طرفي الصراع يجب ان يكفا عن العنف في توقيت متزامن وحمت حكومة الاسد من الضغوط الدولية المتزايدة باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة مشروعات قرارات في مجلس الامن كانت تؤيدها دول غربية وعربية.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

سورية: النظام مستمر في استهداف الصحفيين والنشطاء الإعلاميين

ارتفاع حصيلة شهداء الإعلام إلى 54 صحفياً منذ اندلاع الثورة

سجل شهر تموز ارتفاعاً كبيراً في سجل ضحايا الثورة السورية من الإعلاميين والصحفيين المواطنين، حيث وثقت لجنة الحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السورية، والمعنية برصد الانتهاكات التي تطال الصحفيين والنشطاء الإعلاميين في سورية مقتل سبعة صحفيين اثنان منهم عراقيان. لترتفع بذلك حصيلة شهداء الثورة السورية من الإعلاميين إلى 54 صحفياً وناشطاً إعلامياً منذ اندلاع الثورة في آذار مارس 2011.

كما واعتقلت قوات الأمن السورية الإعلامي المواطن وعضو لجان التنسيق المحلية سليم قباني في 14/7، أثناء تواجده في العاصمة دمشق. حيث كان يتحدث قباني مع عدة قنوات إخبارية عن الحراك السلمي والإعلامي للثورة السورية، وعمل في مجال تحرير الأخبار وتوزيعها على وسائل الإعلام، و ينشط من مدينة حمص.

وأصيب مراسل قناة الجزيرة الفضائية عمر خشرم في مدينة حلب أثناء اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر بتاريخ 30/7. حيث أصيب خشرم بشظايا قذيفة سقطت بالقرب منه أثناء تغطيته للأحداث في أحد أحياء مدينة حلب وأنه يتلقى العلاج في أحد المستشفيات التركية.

كما أعلنت وكالة الأناضول التركية للأنباء إصابة مصورها سنان غول بطلقة نارية، بتاريخ 30/7 أثناء تواجده في حي الشعار بمدينة حلب حيث تشهد المدينة مواجهات بين الجيش النظامي والجيش الحر. وغول يتلقى العلاج حالياً في مستشفى بمحافظة كيليس جنوبي تركيا.

إن لجنة الحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين، إذ تدين وتستنكر استمرار استهداف النظام السوري للصحفيين والنشطاء الإعلاميين. معتبرة استهداف النظام للصحفيين ليس إلا استمراراً في غلق البلاد أمام الإعلام والإعلاميين، وذلك لمنع نقل وتصوير ما يجري في سورية من مجازر. وإننا نكرر مطالبتنا كافة هيئات المجتمع الدولي والمنظمات الدولية التدخل لحماية الشعب السوري، وحماية المراسلين الصحفيين والنشطاء الإعلاميين، أولئك الذين يساهمون في نقل مآسي الشعب السوري، وينشرونها للعالم أجمع كي يقف على حقيقة ما يجري في سورية منذ قرابة سنة ونصف من عمر الثورة.

أسماء شهداء الثورة من الإعلاميين في شهر تموز 2012:

1- محمود حمدو حلاق، مصور مواطن: قتل إثر سقوط قذيفة هاون على مدينة إعزاز في ريف حلب بتاريخ 02-07-2012.

2- علاء عمر جمعة، صحفي ومصور مواطن: استهدف بقذيفة هاون قتلته مع صديقين آخرين له هما غسان حجو وهاني ضهرو بالقرب من ناحية كنسبا، على الحدود السورية التركية، بتاريخ 4-7-2012. وتوفي في تركيا متأثراً بجراحه.

3- إحسان البني، مصور: اغتالته مجموعة إرهابية في داريا في ريف دمشق أثناء ذهابه إلى عمله بتاريخ 12-07-2012

4- علي جبور الكعبي، صحفي عراقي: قتل بالرصاص وبطعنات سكاكين في جرمانا في ضواحي دمشق بتاريخ 14-07-2012.

5- فلاح طه، صحفي عراقي: قتل بالرصاص وبطعنات سكين في جرمانا بضاحية دمشق بتاريخ 14-07-2012.

6- محمد الحصني، مصور ومدير المركز الإعلامي لحي القصور: قتل إثر قصف تعرض له الحي في مدينة حمص بتاريخ 19 – 07- 2012.

7- محمود صدقي سخيطة، صحفي مواطن، ومراسل شبكة أخبار إدلب: قتل تحت التعذيب في حيث تم اعتقاله من قبل الجيش على أحد الحواجز في جبل الزاوية ومعه كمبيوتر محمول وكاميرا حيث حقق معه وتعرض للتعذيب وتمت تصفيته ليرمى جثة هامدة تركت في العراء لأيام لتختفي معالمها ثم دفن في قرية المغارة دون أن يتم التعرف عليه وتم التعرف عليه من خلال ملابسه المضرجة بدمه في ناحية أريحا، في محافظة إدلب بتاريخ 2012-07-22.

لجنة الحريات الصحفية في رابطة الصحفيين السوريين

دمشق في 1/8/2012

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى