أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 17 تشرين الأول 2015

روسيا تخطط لبناء قاعدة عسكرية كبرى في اللاذقية

موسكو – رائد جبر

لندن، أنقرة، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – فتح «مهندس» التدخل العسكري الروسي الباب أمام احتمال بناء قاعدة عسكرية كبرى تضمّ القوى الجوية والبحرية والبرية واستخدام الأسطول في البحر المتوسط لشنّ هجمات في سورية في حال تسلّمت المعارضة أسلحة مضادة للطيران، بالتزامن مع توسيع التنسيق الجوي مع أميركا وتركيا وإسرائيل والدول المجاورة لسورية، في وقت قال مسؤول أميركي إن الجيش التركي أسقط طائرة من دون طيار يعتقد بأنها روسية قرب حدود سورية، لكن تركيا لم تؤكد ذلك. وشنّت القوات النظامية السورية وحلفاؤها هجوما جنوب حلب.

وتحدث الرئيس فلاديمير بوتين في مؤتمر دول سوفياتية سابقة في كازاخستان عن «نتائج ملموسة حققتها الضربات الروسية» في سورية، داعياً إلى «إقامة أوسع تحالف ممكن ضد الإرهاب»، فيما قال الجنرال أندريه كارتابولوف رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية إن الطيران الحربي الروسي قام بنحو 600 طلعة وضرب 480 هدفاً منذ بداية الغارات نهاية الشهر الماضي.

وأشار إلى احتمال توسيع نطاق العمليات باستخدام القطع البحرية الروسية المرابطة في البحر المتوسط.

وكان الجنرال كارتابولوف، الذي يعرف بأنه «مهندس» التدخل الروسي، تحدث عن خداع أميركا لإخفاء الأعداد لإرسال الطائرات والمعدات العسكرية إلى سورية، قائلاً: «قمنا باستخدام عدد من الوسائل التقنية والتكتيكات والاتصالات» لشحن الأسلحة إلى سورية في شكل خفي، مؤكداً أن الولايات المتحدة «لم تشاهد شيئاً». وزاد: «أمر معيب، بالنسبة إلى الإدارة الأميركية، الإقرار بأنه لا يمكنها تسوية هذه المشكلة من دون روسيا»، ولذا، فإن واشنطن ترفض الانضمام إلى مركز التنسيق وتبادل المعلومات الاستخباراتية الذي أقامته موسكو ودمشق وطهران والعراق في بغداد.

وأعلن وزير الخارجية الروسي لشؤون مكافحة الإرهاب أوليغ سيرومولوتوف أنه «لم تسجّل حتى الآن حالات إطلاق نار من مضادات للطائرات»، لكنه حذّر من أن بلاده «لن تسمح بتزويد الإرهابيين صواريخ محمولة».

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت إنها اتفقت على كل المسائل الفنية اللازمة لإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة عن سلامة الطلعات الجوية فوق سورية، وأن مذكرة نهائية ستوقّع في المستقبل القريب. وأوضح الجنرال كارتابولوف: «تم الاتفاق على كل المسائل الفنية والمحامون الروس والأميركيون يدرسون الآن نص الوثيقة. ونأمل بتوقيع الوثيقة في المستقبل القريب جداً». وأشار إلى أن وزارة الدفاع الروسية أجرت اتصالات مباشرة مع الجيش التركي تجنباً لوقوع حوادث مع الطائرات الحربية بعدما أقامت «خطاً ساخناً» بين مطار اللاذقية وإسرائيل.

إلى ذلك، قال مسؤول أميركي إن الطائرة من دون طيار التي أسقطتها تركيا هي روسية، نافياً بذلك ما أعلنته موسكو أن كل طائراتها تعمل في شكل طبيعي. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه إن «كل الدلائل تشير إلى أنها طائرة روسية من دون طيار». وأعلن الجيش التركي في بيان الجمعة أن مطاردات تركية أسقطت طائرة من دون طيار انتهكت المجال الجوي قرب سورية لكن أنقرة لم تُحدد هويتها.

ميدانياً، وسّع الجيش النظامي السوري عملياته العسكرية البريّة ضد الفصائل المقاتلة مطلقاً حملة جديدة في شمال البلاد بتغطية جوية روسية. وأعلن مصدر عسكري ميداني لوكالة «فرانس برس» انطلاق «عملية عسكرية كبرى فجر الجمعة في ريف حلب الجنوبي بمشاركة الحلفاء والأصدقاء»، مشيراً إلى أن «الحلفاء» هم الروس و»الأصدقاء» هم الإيرانيون و «حزب الله»، في وقت استمرت الاشتباكات في محيط مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي ترافقها غارات روسية على مناطق عدة.

في جنيف، قال ستيفن أوبريان مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة إن النزاع الدامي في سورية يزيد من تعقيد مهمة توزيع المساعدات لملايين المحتاجين في البلاد. وقال لوكالة «فرانس برس» إن «تصاعد حملة القصف الجوي من أي جهة كانت، يعرّض طرق الإمدادات إلى مزيد من الخطر». وأضاف أن ذلك «يعني أننا غير قادرين على إرسال عدد كاف من قوافل الشاحنات لتوصيل الإمدادات إلى المحتاجين».

 

واشنطن: الطائرة المسيّرة التي أسقطتها تركيا روسية

واشنطن – أ ف ب

أفاد مسؤول أميركي اليوم (الجمعة) أن الجيش الأميركي يعتقد أن الطائرة من دون طيار التي أسقطتها تركيا هي روسية، نافياً بذلك ما أعلنته موسكو أن جميع طائراتها تعمل في شكل طبيعي.

وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه إن “كل الدلائل تشير إلى أنها روسية”.

وأضاف أن لا تقارير عن استخدام الجيش السوري لنوع مماثل من الطائرات.

وأعلن الجيش التركي في بيان اليوم أن مطاردات تركية أسقطت طائرة من دون طيار انتهكت المجال الجوي قرب الحدود السورية.

ولم يشر المسؤولون الأتراك إلى جنسية هذه الطائرة.

وانتهكت طائرات روسية في سورية حالياً المجال الجوي التركي مرتين منذ مطلع الشهر الحالي على رغم تحذيرات أنقرة المتكررة.

وبثت القناة التلفزيونية التركية الخاصة “إن تي في” صوراً لعسكريين يعاينون موقع الحادث، ونشرت وكالة “الأناضول” الرسمية لقطات لحطام الطائرة تناقلها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن على رغم ذلك، أكد الجيش الروسي أن كل الطائرات الروسية التي تعمل في سورية عادت إلى قاعدتها، وأن الطائرات المسيّرة تعمل في شكل طبيعي.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الروسية “تاس”، إن “كل الطائرات الروسية في سورية عادت إلى قاعدتها الجوية في حميميم والطائرات الروسية من دون طيار التي تراقب الوضع وتجمع المعلومات تعمل في شكل طبيعي كما هو مقرر”.

 

«داعش» وحكومة دمشق يتقاسمان إنتاج الغاز و«خيراته»

لندن – «الحياة»

ظهرت أمس أدلة جديدة على «تعاون» بين الحكومة السورية وتنظيم «داعش» في مجال الطاقة خصوصاً إنتاج الغاز و «خيراته». واستعرض تحقيق بريطاني معلومات مفصّلة عن اتفاقات تحصل بين الجانبين وتسمح باستمرار العمل في منشآت النفط والغاز وتقاسم الإنتاج بين مناطق سيطرة الحكومة وتلك الخارجة عنها.

ودأبت حكومة دمشق على نفي المزاعم عن عقدها اتفاقات نفطية مع «داعش»، غير أن موظفين في شركات تابعة للحكومة لكنها تقع في مناطق سيطرة التنظيم، قالوا إن هذه الاتفاقات موجودة بالفعل وتتم عبر وسطاء.

ويسيطر «داعش» حالياً على معظم آبار النفط ومعامل انتاج الغاز في شرق سورية ووسطها وشمالها، لكن النظام يقاتل بشراسة للاحتفاظ ببعض المنشآت المهمة التي ما زالت تحت سيطرته في ريف حمص الشرقي. ووفق مقابلات أجرتها صحيفة «فاينانشال تايمز» مع موظفين في قطاع الطاقة السوري فإن الاتفاقات التي تحصل بين النظام و «داعش» تتركز في قطاع الغاز وليس النفط، كما أنها ليست صفقات مالية بقدر ما هي ترتيبات لضمان تقديم الخدمات. وعقد الاتفاقات بين الجانبين لا يُترجم كذلك وقفاً للنار، إذ إن القتال يتواصل بينهما بلا هوادة.

وتمسكت وزارة النفط والموارد الطبيعية السورية، في بيان أمس، بأن ليس هناك اتفاقات مع «داعش»، لكنها أقرت بأن بعض موظفيها يعمل في مناطق سيطرة التنظيم «من أجل الحفاظ على أمن المنشآت وحمايتها».

ووفق تقرير الصحيفة فإن معظم العاملين في المؤسسات الواقعة تحت سيطرة «داعش» هم من المسلمين السنّة، مشيرة إلى تعرض بعض الموظفين المسيحيين إلى مضايقات على رغم أن «داعش» تلقى الجزية منهم ذهباً. وروى موظفون كيف أن «داعش» يُشرف مباشرة عليهم داخل مراكز عملهم ويفرض عليهم تفسيره للشريعة، بما في ذلك جلدهم.

ومن بين المنشآت التي يتحدث عنها التقرير تفصيلاً معمل غاز توينان الذي يقع على بعد 80 كلم جنوب غربي مدينة الطبقة (محافظة الرقة). ويوضح أن الغاز المنتج في المعمل يذهب إلى منشأة توليد الطاقة الحرارية قرب حلب، حيث تحصل مناطق النظام على 50 ميغاوات يومياً، فيما يحصل «داعش» على 70 ميغاوات. وتدير معمل توينان جزئياً شركة «هسكو» التي يملكها رجل الأعمال السوري جورج حسواني المدرج على لوائح العقوبات الأوروبية بسبب تعامله مع النظام و «داعش». وأوردت الصحيفة البريطانية أن «هسكو» تدفع للتنظيم 15 مليون ليرة سورية (50 ألف دولار) لقاء حماية معداتها التي تبلغ قيمتها بضعة ملايين من الدولارات. ونفى ميشال حسواني، نجل جورج، أن تكون الشركة تدفع أموالاً إلى «داعش»، لكنه أقر بأن التنظيم يدير جزئياً المعمل.

ووفق صفحة «الرقة تُذبح بصمت» سيطر «داعش» في نيسان (ابريل) 2014 على منشأة توينان بعدما كانت في أيدي «لواء أويس القرني»، وتم مباشرة بعد ذلك عقد اتفاق جديد مع دمشق غير ذلك الذي كان مبرماً مع الفصيل الإسلامي. ونص الاتفاق الجديد على أن «يقوم الفنيون الحكوميون بتأمين الصيانة تحت إشراف المهندسين الرسميين، وتُقسم الأرباح إلى قسمين 60 في المئة لحكومة دمشق و40 في المئة للتنظيم».

وانخفض عدد العاملين في توينان من 1600 إلى قرابة 300 شخص، علماً أن «داعش» أعدم هذه السنة مدير العمليات في المنشأة والذي كان وراء الاتفاق مع دمشق.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن ظروف العمل في منشآت «كونوكو» في دير الزور أفضل من تلك الموجودة في منشآت أخرى خاضعة لسيطرة «داعش»، مثل توينان في الرقة. ونقلت عن موظفين في منشأة دير الزور أن «أمير داعش» المشرف عليهم يدعى أبو عبدالرحمن الجزراوي (سعودي) ولديه خبرة سنوات في هذا المجال، كاشفين أنه يعطي الموظفين كل شهر برميلاً من المواد التي يتم انتاجها، أي قرابة 100 دولار (أعلى من الراتب الشهري للموظفين).

ونقل التقرير عن «مروان» وهو عامل في منشأة غاز ايبلا في الفرقلس قرب حمص إنهم يقومون دورياً بتدريب على عملية إخلاء المنشأة خشية تعرضها لهجوم، مضيفاً: «أنا سنّي وإذا هربت بسرعة (خلال الإجلاء) سيظن العلويون إنني متآمر. أما إذا تباطأت طويلاً فإنني قد أقع في أيدي داعش».

وتتغذى شبكة الكهرباء السورية بالغاز بنسبة 90 في المئة، وهي تزود مناطق النظام و «داعش». ويسيطر التنظيم على ما لا يقل عن 8 منشآت لتوليد الطاقة بما فيها ثلاث منشآت هيدرو- كهربائية وأكبر منشأة لإنتاج الغاز في البلاد. ولكن في حين يمسك «داعش» بمعامل الإنتاج، فإن النظام يملك الشركات التي تشغلها.

 

القوات السورية وحلفاؤها يشنون هجوماً جنوب مدينة حلب

بيروت – رويترز

قال مصدر عسكري كبير في سورية اليوم (الجمعة)، إن مئات من المقاتلين من إيران و«حزب الله» اللبناني يدعمون هجمات للجيش السوري جنوب مدينة حلب، في مستهل هجوم كبير حول المدينة الشمالية.

وأوضح المصدر ان “هذه هي المعركة الموعودة”، مضيفاً أن غالبية القوات البرية مؤلفة من جنود سوريين تدعمهم ضربات جوية روسية.

ومن جهته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم، بأن القوات السورية النظامية وحلفاءها، هاجموا بدعم من الطائرات الروسية مقاتلي المعارضة جنوب حلب، حيث يوسع الجيش نطاق هجوم مضاد بدعم من الضربات الجوية التي بدأتها موسكو منذ أسبوعين.

وصرح مدير«المرصد» رامي عبدالرحمن بأنه “وقعت اشتباكات عنيفة قرب منطقة جبل عزان على بعد نحو 12 كلم جنوب مدينة حلب التي تتقاسم القوات الحكومية ومقاتلو المعارضة السيطرة عليها”.

وأضاف عبدالرحمن أن “المنطقة التي يستهدفها الجيش والقوات الروسية تقع بالقرب من طريق رئيس، يتجه جنوباً صوب العاصمة دمشق”.

ومنذ أن بدأت موسكو ضرباتها الجوية في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي  لعم الرئيس السوري، شن الجيش هجمات على مناطق تسيطر عليها المعارضة في غرب سورية من بينها جيب للمعارضة شمال مدينة حمص، ومناطق في محافظات حماة وإدلب واللاذقية كانت قوات المعارضة سيطرت عليها خلال الصيف.

وذكر عبد الرحمن أن “الجيش استعاد السيطرة على قرية عبطين من قبضة مقاتلي المعارضة، فضلاً عن قاعدة لكتيبة دبابات بقرية السابقية. وتقع القريتان على مقربة من جبل عزان ،موضحاً إنه تم “إعطاب دبابة لقوات النظام بصاروخ تاو اميركي.” ولم يتسن التأكد من مشاركة جنود ايرانيين لكن مصدرين اقليميين كبيرين قالا في وقت سابق إن “ايران أرسلت آلافاً من قواتها لسورية في الأيام القليلة الماضية، لدعم العملية الحالية في محافظة حماة واستعداداً لهجوم آخر في منطقة حلب بشمال سورية”. وتابع «المرصد» إن عدد القتلى الذين سقطوا في الاشتباكات والضربات الجوية أمس شمال حمص ارتفع إلى 60 بينهم 30 امرأة وطفلاً.

 

أكثر من ربع مليون شخص قتل منذ بدء النزاع في سورية

بيروت – أ ف ب

أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم (الجمعة) أن حصيلة قتلى النزاع السوري في عامه الخامس، بلغت أكثر من 250 ألف شخص.

وأفاد بأنه “وثق مقتل 250 ألفاً و124 شخصاً من آذار (مارس) عام 2011 وحتى يوم أمس، بينهم 74 ألفاً و426 مدنياً، ويتضمن هؤلاء 12 ألفاً و517 طفلاً وثمانية آلاف و62 امرأة”.

وكانت آخر حصيلة أعلنها “المرصد” في آب (أغسطس) الماضي بلغت 240 ألفاً.

وأوضح “المرصد”، أنه “قُتل 43 ألفاً و752 عنصراً من الفصائل المقاتلة و37 ألفاً وعشرة متطرفين من جنسيات أجنبية”، مشيراً إلى “مقتل 91 ألفاً و678 من القوات والفصائل الموالية للنظام السوري، بينهم 52 ألفاً و77 جندياً، بينما خسر حزب الله اللبناني 971 مقاتلاً”. وتحدث عن ثلاثة آلاف و258 قتيلاً مجهول الهوية.

وتتلقى قوات النظام السوري دعماً من ميليشيات سورية موالية، إضافة إلى “حزب الله” ومقاتلين من إيران والعراق وأفغانستان.

ولا تشمل حصيلة “المرصد” أكثر من 20 ألف مفقود داخل معتقلات قوات النظام، فضلاً عن حوالى 2000 مختطف لدى الكتائب المقاتلة والكتائب المتطرفة وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، و “جبهة النصرة”، بتهمة موالاة النظام.

ولم تتضمن الحصيلة المئات من المقاتلين الأكراد من جنسيات غير سورية الذين قضوا خلال قتالهم إلى جانب “وحدات حماية الشعب الكردي” في سورية.

وتشهد سورية نزاعاً بدأ في منتصف آذار عام 2011، بحركة احتجاج سلمية، قبل أن يتحول النزاع إلى حرب دموية متعددة الطرف أدت إلى تدمير كبير في البنى التحتية، بإضافة إلى نزوح ملايين السكان إلى مناطق أخرى داخل البلاد أو إلى الخارج.

 

داود أوغلو:النظام السوري متغلغل داخل «داعش» و«العمال الكردستاني»

أنقرة – الأناضول

قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس (الجمعة) إن عناصر تابعة إلى النظام السوري متغلغة داخل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وإن النظام وعملاء استخبارات من بلدان مختلفة يخترقون حزب “الاتحاد الديموقراطي” (السوري الكردي)، وحزب “العمال الكردستاني”.

وأوضح داود أغلو خلال مقابلة مساء أمس الجمعة مع قناة تلفزيونية محلية، أن “أهداف جميع التنظيمات الإرهابية واحدة وهي نشر الفوضى”، مضيفاً أن “العمال الكردستاني وداعش وجبهة حزب التحرير الشعبي الثوري يريدون خلق حال من الفوضى في تركيا، فهم في الظاهر يبدون أعداء، لكن وجهتهم واحدة من حيث المبدأ والقاسم المشترك بينهم نشر الفوضى”.

ولفت إلى أن “مشكلة تركيا هي مع المجموعات التي تريد أن تزعزع استقرارها وسلامها، وتنشر الإرهاب في المنطقة مع بعض شركائها.

وأشار إلى أن “داعش تأسس على يد بعض المجرمين الذين أفرج عنهم النظام السوري من سجونه”، مؤكداً أن “المورد البشري لتنظيم الدولة الإسلامية ليس المقاتلين الأجانب كما يظن البعض خصوصاً وأن هؤلاء انضموا للتنظيم لاحقاً”.

وأوضح رئيس الحكومة التركية إلى أن “تلك القوى تقاسمت المناطق في سورية بالتعاون فيما بينها”، مشيراً إلى أن النظام السوري ” هو من أكثر الراغبين في نشر الفوضى في تركيا”.

وأكد أحقية الأكراد والعرب والتركمان في الحصول على المواطنة المتساوية في سورية، مبيناً أن تركيا حاولت مراراً إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بإعطاء هويات شخصية للأكراد الذي لا يملكونها، مضيفاً “طلبت من الأسد خلال زيارتي إلى سورية العام 2011 أن يمنح الجنسية السورية للأكراد المحرومين منها”.

 

النظام فتح معركة حلب بتغطية روسية ومشاركة إيرانية

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ، روسيا اليوم)

بدأ جنود سوريون يدعمهم “حزب الله” اللبناني ومقاتلون إيرانيون هجوماً جنوب مدينة حلب أمس، حيث يوسع الجيش نطاق هجوم في غرب سوريا على مقاتلي المعارضة بدعم من غارات جوية روسية. ويعني الهجوم أن الجيش الآن يضغط على مقاتلي المعارضة على جبهات عدة قرب المدن السورية الرئيسية في الغرب التي ستعزز السيطرة عليها قبضة الرئيس بشار الأسد على السلطة حتى إذا كان شرق البلاد لا يزال تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

 

وقال مصدر عسكري كبير عن الهجوم الذي يدعمه مئات من مقاتلي “حزب الله” والقوات الإيرانية والذي أشار الى أنه حقق بعض المكاسب على الأرض: “هذه هي المعركة الموعودة”. ولفت الى أن هذه المرة الاولى يشارك مقاتلون إيرانيون بهذا العدد في الصراع السوري على رغم أن أعدادهم متواضعة مقارنة بالقوات السورية. وأضاف: “الأساس هو الجيش السوري”.

وأصدر الجيش بياناً جاء فيه أن قواته خاضت معارك في مناطق عدة بالبلاد منها جوبر ومدينة حرستا قرب العاصمة دمشق ومحافظتا حمص وحلب. وقال: “العمليات العسكرية التي تنفذها تشكيلات من قواتنا المسلحة في مواجهة التنظيمات الإرهابية تستمر بالتزامن مع الضربات الجوية المركزة التي ينفذها سلاح الجو السوري واستثمار نتائج ضربات الطيران الروسي”.

وقال “حزب الله” في بيان مقتضب إن الجيش السوري ينفذ عملية عسكرية موسعة بدعم من طائرات روسية وسورية. ولم يتحدث عن أي مقاتلين تابعين له.

وأكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أن “قواتنا المسلحة أجرت عملية عسكرية في جوبر وحرستا في الغوطة الشرقية بريف دمشق ، حيث دمرت مقار قيادة ومراكز اتصال للإرهابيين وقضت على أعداد كبيرة منهم” في المنطقتين.

 

الجيش يستعيد قرى

وأوضح مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له أن اشتباكات عنيفة دارت قرب منطقة جبل عزان على مسافة نحو 12 كيلومترا جنوب مدينة حلب.

وقال إن المنطقة التي يستهدفها الجيش والقوات الروسية تقع قرب طريق رئيسي يتجه جنوباً صوب العاصمة دمشق.

وأكد أن الجيش استعاد السيطرة على قرية عبطين من قبضة مقاتلي المعارضة، فضلاً عن قاعدة لكتيبة دبابات بقرية السابقية. وتقع القريتان على مقربة من جبل عزان. كذلك تم “إعطاب دبابة لقوات النظام بصاروخ تاو أميركي”.

وتكهن مسؤول أميركي بأنه “ربما هناك نحو الفي” مقاتل ايراني او يحظون بدعم ايران يشنون هجوما في جنوب شرق حلب، وان هؤلاء ربما كانوا ينتمون الى قوات ايرانية مثل الحرس الثوري او الى مجموعات تمولها طهران مثل “حزب الله” اللبناني او مجموعات من المقاتلين العراقيين.

وأعلنت تركيا اسقاط طائرة مجهولة انتهكت اجواءها قرب الحدود السورية، فيما قال مسؤول أميركي إن الدلائل تشير الى انها طائرة روسية من دون طيار.

 

روسيا

وصرّح قائد العمليات في الجيش الروسي الجنرال اندريه كارتابولوف ان الطيران الروسي شن غارات جوية على 456 هدفا لـ”داعش” في سوريا منذ بدء حملته العسكرية في 30 ايلول.

وقال في بيان انه بعد اكثر من اسبوعين من التدخل: “قمنا بـ669 طلعة جوية …وفي المحصلة تم تدمير 456 هدفاً مما يشكل ضربة قاسية للبنية التحتية… ولانظمة الامداد والقيادة للمجموعات الارهابية” وبينها “داعش”.

وأشار الى ان الغارات الجوية تتجنب المناطق التي يعتقد ان “الجيش السوري الحر” المدعوم من الغرب ينشط فيها، قائلاً: “نحن نضرب فقط الجماعات التي يصنفها العالم ارهابية. فطائراتنا لا تعمل في جنوب سوريا حيث تنتشر جماعات الجيش السوري الحر بحسب معلوماتنا”.

وفي وقت سابق قال كارتابولوف مهندس التدخل الروسي في سوريا في مقابلة مع صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الواسعة الانتشار: “استخدمنا عدداً من الوسائل التقنية والتكتيكات والاتصالات” لشحن الاسلحة الى سوريا بشكل خفي وان الولايات المتحدة “لم تشاهد شيئا”.

وأيد بناء قاعدة عسكرية روسية كبيرة في سوريا تستخدم في الوقت عينه امكانات المنشآت اللوجستية في ميناء طرطوس ومطار اللاذقية حيث تتمركز المقاتلات والمروحيات الروسية التي تشن غارات في سوريا.

 

تركيا تُسقط طائرة بلا طيار والجيش السوري يُهاجم حلب روسيا أعلنت قصفها 380 هدفاً لـ”داعش” منذ 30 أيلول

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

وسّع الجيش السوري عملياته العسكرية البرية ضد الفصائل المقاتلة وأطلق حملة جديدة في شمال البلاد بتغطية جوية روسية، في حين ارتفعت حصيلة قتلى النزاع في هذا البلد الى أكثر من ربع مليون شخص. وتزامنت التطورات الميدانية مع اعلان تركيا اسقاط طائرة مجهولة انتهكت اجواءها قرب الحدود السورية، فيما قال مسؤول أميركي ان الدلائل تشير الى انها طائرة روسية من دون طيار.

أبلغ مصدر عسكري ميداني “وكالة الصحافة الفرنسية” “انطلاق عملية عسكرية كبيرة فجر الجمعة في ريف حلب الجنوبي بمشاركة الحلفاء والأصدقاء”، موضحاً ان “الحلفاء” هم الروس و”الأصدقاء” هم الايرانيون و”حزب الله”.

“المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، قال: “تقدمت قوات النظام لتسيطر على قريتي عبطين وكدار” على مسافة نحو 15 كيلومتراً جنوب مدينة حلب.

وأفاد مصدر سوري ميداني ان العملية بدأت “انطلاقا من ريف حلب الجنوبي في اتجاه القرى الخاضعة لسيطرة المسلحين في الريف الغربي والجنوبي الغربي”.

وتحدث مصدر عسكري آخر عن “حشود عسكرية ضخمة معززة بالآليات والمدرعات وصلت الى مواقع متقدمة في ريفي حلب الجنوبي والشرقي تحت تغطية سلاح الجو الروسي”.

وتحدث الناشط الاعلامي في مدينة حلب محمد الخطيب عن “تقدم للنظام، ولكن ليس سيطرة، الامر عبارة عن معارك كر وفر”، مشيرا الى ان مقاتلي المعارضة يستخدمون صواريخ “تاو” الاميركية، فيما “ينزح السكان الى الريف الغربي او المخيمات القريبة من الحدود التركية بسبب القصف الروسي المكثف”.

ووصف مصدر عسكري حكومي كبير الهجوم بقوله: “هذه هي المعركة الموعودة”، وإن العمليات التي يدعمها مئات من مقاتلي “حزب الله” والقوات الإيرانية حققت بعض المكاسب على الأرض. وأضاف أن هذه المرة الاولى يشارك مقاتلون إيرانيون بهذا الحجم في الصراع السوري وإن تكن أعدادهم متواضعة مقارنة بالقوات السورية، ذلك ان “الأساس هو الجيش السوري”.

ونسبت “رويترز” الى مصدرين اقليميين رفيعين هذا الأسبوع أن إيران أرسلت آلاف الجنود الى سوريا لدعم الهجوم الحالي في محافظة حماه واستعداداً لهجوم حلب. أما إيران، فتقول إنها أرسلت أسلحة ومستشارين عسكريين لدعم حليفها الأسد لكنها تنفي إرسال جنود.

وقال المرصد ان الطائرات الحربية الروسية شنت “عشرات” الغارات خلال الساعات الـ24 الاخيرة في تلك المنطقة واستهدفت أساساً قريتي الحاضرة وخان طومان وبلدات أخرى في محيطها . وتسيطر على هذه المنطقة فصائل مقاتلة واسلامية بينها “جبهة النصرة” (ذراع تنظيم “القاعدة” في سوريا).

وأعلنت موسكو قصفها أكثر من 380 هدفاً لتنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) منذ بدء الحملة الجوية في 30 أيلول.

وقال المسؤول العسكري الروسي الجنرال أندريه كارتابولوف إن روسيا قد تستخدم سفنها في البحر المتوسط لإطلاق صواريخ على متشددي “داعش” في سوريا.

وسبق لروسيا أن أطلقت صواريخ “كروز” على متشددين من بحر قزوين وعبرت هذه الصواريخ فوق إيران والعراق.

وعندما سألت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” اليومية كارتابولوف هل تشن روسيا هجمات مماثلة من البحر المتوسط إذا اقتضت الضرورة، أجاب “من دون شك”.

 

ريف حمص الشمالي

وتأتي العملية البرية في حلب غداة شن عمليات أخرى في ريف حمص الشمالي، حيث قتل 43 شخصاً بينهم ثمانية أطفال و22 امرأة الخميس نتيجة المعارك والغارات الروسية، استناداً الى المرصد السوري. وتستمر الاشتباكات في محيط مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي.

ويبدو ان هدف العمليات يتمحور على تأمين طريق حلب -دمشق الدولي الذي ينطلق من جنوب مدينة حلب ليمر بمحافظتي ادلب في الشمال الغربي وحماه في الوسط وصولاً الى حمص في الوسط فدمشق. وقد شق هذا الطريق بطول 360 كيلومتراً في الستينات من القرن الماضي ليربط المدن السورية الاساسية. وفيما يسيطر النظام على جزء منه بين دمشق وحمص، سقطت الكيلومترات الـ185 الاخرى تباعا في أيدي الفصائل المقاتلة.

ولاحظ مسؤول المساعدات الانسانية في الامم المتحدة ستيفن أوبراين ان “تصاعد حملة القصف الجوي من أي جهة كانت، يعرض طرق الامدادات لمزيد من الخطر”. ويعني ذلك على حد قوله “اننا غير قادرين على ارسال عدد كاف من قوافل الشاحنات لإيصال الامدادات الى المحتاجين”.

وأعلن المرصد ان حصيلة قتلى النزاع السوري في سنته الخامسة بلغت أكثر من ربع مليون شخص، بينهم 74426 مدنياً ومن هؤلاء 12517 طفلاً و8062 امرأة.

 

تركيا أسقطت طائرة بلا طيار

 

وبعيداً من الجبهات البرية، أعلن الجيش التركي ان طائراته اسقطت الجمعة طائرة لم يعرف نوعها أو جنسيتها، انتهكت المجال الجوي التركي قرب الحدود السورية.

وكانت تركيا اتهمت روسيا مرات عدة منذ مطلع الشهر الجاري بانتهاك مجالها الجوي.

وقال مسؤول أميركي ان “كل الدلائل تشير الى انها طائرة روسية من دون طيار”، مضيفاً ان لا تقارير عن استخدام الجيش السوري نوعاً مماثلاً من الطائرات، لينفي بذلك ما أكدته موسكو من أن كل طائراتها تعمل بشكل طبيعي.

ونقلت وكالة “أنترفاكس” الروسية المستقلة للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية إنها أجرت اتصالات مباشرة مع الجيش التركي لتجنب حصول حوادث مع الطائرات الحربية قرب الحدود.

وأنشأت روسيا أيضاً خطاً ساخناً بين قاعدة تستخدمها قواتها الجوية في سوريا ومركز قيادة القوات الجوية الإسرائيلية لتنسيق الطلعات الجوية فوق سوريا.

وقالت أيضاً إنها اتفقت على كل المسائل الفنية اللازمة لتوقيع اتفاق مع الولايات المتحدة لضمان سلامة الطلعات الجوية فوق سوريا وإن مذكرة نهائية ستوقع قريباً.

 

روسيا تهدّد الساعين لـ«أفغنة» سوريا.. وهجوم حلب يتقدّم

محمد بلوط

«الأفغنة» تطل برأسها في سوريا عبر الصواريخ المضادة للطائرات، وإرسال المزيد من «الجهاديين» إلى سوريا عبر تركيا. الروس بدأوا بالاستعداد لها بتحذير من يسعى إلى شرائها، وتزويد المجموعات المسلحة بها.

وزارة الخارجية الروسية هددت «جدياً من يحاول توريد صواريخ محمولة للإرهابيين في سوريا، باعتبار ذلك مساعدة مباشرة لهم، مع كل الآثار المترتبة على ذلك».

الأنباء عن بحث الحلف السعودي ـ التركي ـ القطري والغربي عن تزويد المجموعات المسلحة في سوريا بتلك الصواريخ لم تعد مجرد شائعات. نائب وزير الخارجية الروسي لمكافحة الإرهاب اوليغ سيرومولوتوف تولى تأكيد المعلومات التي كانت قد نشرتها «السفير» أمس. وهو التأكيد الرسمي الروسي الأول والعلني عن اتجاه الحلف الإقليمي المضاد إلى تسعير الحرب في سوريا، ورفض نتائج الانخراط الروسي فيها.

وقال سيرومولوتوف «لم تسجل حتى الآن أية وسائل دفاع جوي لدى الإرهابيين، إلا أن هناك دلائل تشير إلى محاولة الإرهابيين الحصول على منظومات صواريخ جوية متنقلة (محمولة على الكتف) غربية الصنع في الدول الإقليمية المجاورة» لسوريا. وأكد أن «توريد هذه المنظومات لأي من المجموعات الإرهابية في سوريا سيعني أن الدولة التي فعلت ذلك وقفت عملياً إلى جانب الإرهاب الدولي، مع كل العواقب المترتبة على ذلك، وأريد أن يتم الاستماع إلى ذلك كتحذير جدي».

ذلك أن عمليات البحث عن تغيير قواعد الاشتباك كما فرضها الروس في سوريا لم تبدأ مع صولات الطوافات الروسية المقاتلة في أرياف حماه، التي أتاحت، حتى الآن، فتح الجيش السوري خمس جبهات متتالية في أرياف ادلب وحمص وحماه وسهل الغاب واللاذقية وحلب، وشن هجمات متزامنة لتشتيت المجموعات المسلحة ومنعها من إعادة الانتشار، أو استقدام تعزيزات.

ويتقدم الجيش السوري على جنبات الطريق الدولي حلب ـ دمشق، لتفكيك طرق الإمداد التي تتفرع من هذا الشريط الحيوي، الذي يشطر سوريا من الجنوب إلى الشمال، وتعبر منه أرتال التدخل التركي في سوريا، من الحدود في باب الهوى الادلبي، إلى قلب سوريا مخترقة الشمال والمنطقة الوسطى وصولا إلى الطوق الدمشقي. وتعد معركة استعادة الشريط الحلبي الدمشقي، معركة سوريا بامتياز، ومنع تقسيمها، وضرب المشروع التركي بالدخول إلى حلب. ومن دون إيقاف العمليات الجوية، أو عرقلتها، لن يكون بوسع الحلف الإقليمي المضاد لسوريا، وقف تقدم الجيش السوري.

والأرجح أن الحلف الإقليمي المضاد لسوريا وروسيا حسم أمر تصعيد الحرب و «أفغنتها» عندما فشل لقاء 19 حزيران بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان في التفاهم جدياً على تسوية مقبولة من الطرفين، تحت عنوان التحالف ضد الإرهاب، والإبقاء على الدولة السورية، وإشراك المعارضة الوطنية بالحكم، وتأجيل أي بحث بموقع الرئيس بشار الأسد أو مستقبله السياسي في سوريا. وهذه النقطة هي التي تراجع عنها السعوديون في الزيارة التالية لوزير الخارجية عادل الجبير، الذي أعاد، في تموز، البحث مع الروس، إلى الوراء، بالتمسك مجددا بأن الحل في سوريا لا يقوم إلا بشرط تنحي الأسد مسبقاً، وهو ما لا يقبله بوتين.

وتعكس النبرة الروسية الحادة، وتهديد الحلف الإقليمي «جدياً» برد روسي، نكسة التفاهمات السعودية ـ الروسية مجدداً بعد لقاء الاثنين الماضي، بين بوتين وبن سلمان. ويقول مصدر غربي إن لقاء بوتين ببن سلمان كشف مرة ثانية انعدام الثقة بين الطرفين، خصوصاً أن السعوديين لم يفوا بوعودهم التي قطعت خلال لقاء 19 حزيران الماضي بفتح باب التعاون مع المسؤولين الأمنيين السوريين، بعد الزيارة اليتيمة التي قام بها إلى السعودية بناءً على اقتراح روسي رئيس مكتب الأمن القومي اللواء علي مملوك، والتي لم تتكرر. كما لم يحدث أي اختراق جدي في المسألة السورية.

ويقول مصدر غربي إن الروس يرغبون بعقد صفقة مع السعوديين، والعمل معهم لرفع أسعار النفط، لكن بوتين رفض أي تفاهم مع السعوديين يقوم على شروط مسبقة في سوريا، وتركيزه على ضرورة تأجيل أي حل سياسي إلى حين انتهاء الحرب على الإرهاب.

ويقول المصدر إن الأمير بن سلمان حاول مجدداً تقديم وعود بتوسيع الاستثمارات، وتسريع اتفاقات وقعت بالأحرف الأولى تعهدت فيها الرياض باستثمار 10 مليارات دولار بمشاريع في روسيا في إطار شراكة ما بين صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي وصندوق الاستثمارات العامة السيادي السعودي. وكرر بن سلمان موافقة السعودية على حل يقوم على وحدة سوريا واستمرار الدولة، ولكن من دون الأسد. وحذر من أن التدخل الروسي في سوريا سيؤدي إلى انتشار الإرهاب. ويقول مصدر إن الرئيس الروسي رد بأن التهديد الإرهابي يطال السعودية أيضاً، وأن الإرهاب يتوسع وهو خطر على الجميع، وليس على سوريا وحدها.

وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن نقطة التفاهم الوحيدة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا هي كيفية منع وقوع تصادمات غير مقصودة بين الطائرات المنخرطة في الصراع، لكنه أوضح أن البلدين يختلفان حول المبادئ والاستراتيجيات الرامية لإحلال السلام. وكرر أن «الحرب السورية مغناطيس للمتشددين ولا يمكن وقفها سوى بحل سياسي يتمخض عنه تشكيل حكومية شرعية شاملة».

إلى ذلك، أعلن قائد العمليات في الجيش الروسي الجنرال اندريه كارتابولوف تأييده تشييد قاعدة عسكرية روسية كبيرة في سوريا. وقال «على الأرجح كنت سأتحدث عن إقامة قاعدة عسكرية روسية موحدة، وانها ستكون قاعدة تضم عناصر عدة، الجوية والبحرية والبرية». وأشار إلى أن روسيا قد تستخدم سفنها في البحر المتوسط لإطلاق صواريخ على مواقع «داعش» في سوريا.

 

ميدانيات

وقال مسؤول أميركي «ربما هناك نحو ألفي» مقاتل إيراني أو يحظون بدعم طهران يشنون هجوماً في جنوب شرق حلب. وأوضح ان هؤلاء قد ينتمون الى قوات إيرانية مثل الحرس الثوري أو الى «حزب الله» أو مجموعات من المقاتلين العراقيين. وأضاف «ثمة أمور كثيرة تحصل حاليا تكمن خلفيتها في الزيارة التي قام بها هذا الصيف لموسكو الجنرال الإيراني (قاسم) سليماني» في آب الماضي.

وبدأ الجيش السوري مدعوماً بفصائل محلية عمليات عسكرية واسعة في مدينة حلب، اختار أن تنطلق من الريف الجنوبي للمدينة، الأمر الذي يساهم بتوضيح طبيعة العمليات العسكرية الممتدة من حمص وصولا إلى حلب.

العملية التي انطلقت فجر أمس بعد قصف تمهيدي شارك فيه سلاح الجو الروسي وسلاح المدفعية انطلق على أربعة محاور في ريف حلب الجنوبي، والجنوبي الغربي، حيث انطلقت العمليات على محاور خان طومان، تل شغيب، الوضيحي وجبل عزان، وتمكن الجيش بخطى سريعة من السيطرة على 10 قرى ونقاط في الريف المتشابك مع ريف إدلب غرباً، فبسط سيطرته على حدادين، والوضيحي، وعبطين، وقلعة نجم، وكتيبة الدبابات قرب عبطين، والكسارات، وحدادين غربية، والمليحة، ومداجن الزيتونة، والكدار، إضافة إلى تلة الشهيد الإستراتيجية.

وفي خطوة هي الأولى من نوعها، أعلنت القيادة العسكرية تشكيل غرفة عمليات حملت اسم «القيادة الموحدة لعمليات الجيش العربي السوري في حلب»، الأمر الذي يعني أن هذه العمليات في الريف الجنوبي جزء من سلسلة عمليات ستمتد إلى الأرياف الأخرى ضمن ما أطلق عليه مصدر عسكري «معركة حلب الكبرى». وأصدرت «القيادة الموحدة» بياناً في بداية العمليات، أعلنت فيه بدء معاركها، ألحقته ببيان آخر موجه للفصائل المسلحة في المنطقة حمل خطاباً شديد اللهجة، حيث اعتبر أن أي «تعاون أو إيواء للمسلحين يعتبر هدفا للقوات المسلحة»، و «أي قرية تنطلق منها مؤازرات للمسلحين تعتبر شريكة لهم، وبالتالي تدخل ضمن إطار العمليات الحربية»، فيما أشار إلى أن «كل من يرفع الراية البيضاء فهو آمن».

وعلى الرغم من الحشد الكبير لقوات «غرفة عمليات فتح حلب» في الريف الجنوبي، وهي الفصائل التي أعلنت قبل نحو شهرين عملها ضمن غرفة عمليات واحدة هدفها اقتحام مدينة حلب، تمكنت قوات الجيش السوري من السيطرة على سلسلة من المناطق، تعتبر تلة الشهيد أبرزها، حيث إنها تطل على الطريق الدولي حلب – دمشق وترصد نارياً الطريق وصولاً إلى سراقب وفق مصدر ميداني. وتسيطر على هذه المنطقة فصائل إسلامية، بينها «جبهة النصرة».

وبموازاة العمل العسكري الذي انطلق في ريف حلب الشمالي، تابعت قوات الجيش السوري عملياتها في ريف حلب الشرقي، التي تهدف إلى فك الحصار عن مطار كويرس الذي يحاصره مسلحو تنظيم «داعش»، حيث بسطت سيطرتها على قريتي قصير الورد والناصرية.

جريدة السفير 2015©

 

تركيا نحو مقايضة الأوروبيين: سنريحكم من اللاجئين تدريجياً!

وسيم ابراهيم

حينما تحضر ضروراتهم السياسية، يشمّر الأوروبيون عن سواعدهم وأرجلهم، ويمضون بكامل أناقة ابتساماتهم… حتى إلى المستنقع.

هناك يمكن أيضا للقيم الأوروبية، عن الإنسان وحقوقه، أن تسبح مثل أسماك ماهرة. لم تكن أقل من ذلك صور المفوض الأوروبي للهجرة ديمتريس افرامابوليس، مع مسؤولين أوروبيين آخرين، يتجولون على مراكز احتجاز اللاجئين في الجزر اليونانية. تحدثوا إليهم من خلف السياجات الحديدية العالية، كما لو أنهم في أقفاص. اللاجئون المقرفصون، أو الملتصقون بالسياج، أخذوا يصفقون، ويصفقون، بعدما تلقوا الوعود في تلك المجمّعات المنشأة كيفما اتفق.

المسؤولون الأوروبيون لم يكونوا يقولون، طبعاً، لجموع اليائسين كل الحقيقة. الجزء الأكبر منها كان يقفز من على منابر القمة الأوروبية في بروكسل، حين انتهت فجر أمس. أعلن قادة المؤسسات الأوروبية الاتفاق مع تركيا على خطة عمل، من أجل «معالجة أزمة اللاجئين» على حدّ وصفهم. التفاصيل كثيرة بما يكفي لتغليف الصفقة المنتظرة بالإنسانيات. لكنها بالنهاية قائمتان: ما يجب على كل جانب فعله لإنجاز المقايضة.

أمام عدم وضوح الثمن الدقيق، والجداول الزمنية للتطبيق، لم يجد الصحافيون إلا السؤال: ماذا يعني، في النهاية، كل هذا؟ المسؤولون الأوروبيون يحتاجون بعض الوضوح هنا، ليقولوا لسكان الاتحاد الأوروبي إنهم يعملون من أجله، خصوصاً وسط تنامي موجة اليمين المتشدد المعادي لبروكسل. هكذا وجد رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك نفسه غير قادر على منع تلك الابتسامة الماكرة، وهو يقول «نحتاج مسؤولية ودوراً أكبر من الجانب التركي»، قبل أن يضيف مع بعض التردد «المزيد من أجل المزيد، يجب أن يتم التطبيق (لخطة العمل)، أنتم تساعدوننا ونحن نساعدكم، فالأمر بهذه البساطة».

أكثر الحريصين على مكانة بروكسل، كعاصمة للاتحاد، فضّل الحديث إلى الأوروبيين بمنتهى البراغماتية كي يؤكد لهم أنه ينجز مهمة رعاية مصلحتهم. رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر قال إن جوهر خطة العمل واضح: «ضمان أن اللاجئين سيبقون في تركيا، هذه القضية الأولى، والثانية منع سفر اللاجئين والمهاجرين من تركيا للقدوم إلى الاتحاد الأوروبي».

أهم ما ستحصل عليه تركيا هو تسريع مفاوضات اتفاقية مهمّة، لسفر مواطنيها إلى دول الاتحاد الأوروبي من دون تأشيرة دخول. الاتفاقية في الأحوال العادية تتضمن خمسة أبواب، من إدارة الحدود والهجرة إلى القضايا الأمنية والحريات الأساسية وصولا إلى مكافحة الجريمة، لتتضمن عشرات الشروط التفصيلية. الأوروبيون يعدون أنقرة بتسهيل المفاوضات، ودعمها مالياً وتقنياً لتلبية الشروط الكثيرة.

عمليتا الدفع والتسليم، لإتمام الصفقة، ستجريان بالتوازي، خطوة بخطوة، ليتمكن كل طرف من ضمان الحصول على ما يريد. الأوروبيون هنا يعدون تركيا بتجاوز مصاعب سياسية، ناتجة أصلاً من اعتراض اليونان وقبرص، إضافة إلى فرنسا ودول أخرى. جميعها قالت إنه لا يمكن إعطاء تركيا وضعا خاصا بل عليها الإيفاء بشروط «تحرير الفيزا».

على المستوى نفسه، تتعهد أنقرة بمكافحة شبكات تهريب البشر. القصد هو منع وصول القوارب المطاطية إلى برّ الجزء اليوناني قادمة من اليابسة التركية، بعدما حوّلها التغاضي المقصود للسلطات هناك إلى ما يشبه ميناءً نظامياً ينزح إليه الآلاف يوميا.

سياق الصدّ لا يتوقف هنا، بل يمتدّ إلى تعهدات تركيا بأنها، في مرحلة لاحقة، ستعيد استقبال كل اللاجئين العابرين منها إلى أوروبا. المقصود أيضا اللاجئون السوريون، كما أكدت مصادر أوروبية لـ «السفير».

قبل كل شيء، هذه القضية مؤطّرة في ما يعرف باتفاقية «إعادة القبول»، التي شددت على تسريع سريانها أيضا خطة العمل، بعدما تم توقيعها بين الجانبين أواخر عام 2013. هنا أيضا ستطبق قاعدة الدفع والتسليم المتزامنة. وفق الاتفاقية الأصلية، يفترض أن يبدأ نفاذ اتفاقية «إعادة القبول» عام 2017، لكن التطبيق سيتسارع وفق شروط الصفقة الجديدة.

حين سألت «السفير» مسؤولاً أوروبياً، عمل في نطاق التفاوض مع أنقرة حول وضع اللاجئين السوريين ضمن الاتفاقية، أكّد أن «الإعادة» ستطالهم في النهاية. مفضلا عدم كشف هويته، قال بكلمات واضحة «هناك في اتفاقية إعادة القبول بند حول الالتزام بقبول مواطني دول الطرف الثالث (غير الأوروبيين وغير الأتراك) الذين يهاجرون بشكل غير شرعي إلى الاتحاد الأوروبي، وهذا البند سيكون ساريا حين تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ». لتجنب الالتباس، أكد أن «السوريين مشمولون بذلك طبعا، فهم مسجّلون في تركيا».

لتأكيد هذا المنحى، تتعهد أنقرة ضمن خطة العمل بمواصلة تسجيل اللاجئين. المسؤولون في بروكسل أكدوا أن التسجيل تحت مسمّى «ضيف» لا «لاجئ» لا يحول دون تطبيق اتفاقية «الإعادة» على السوريين، طبعا وغيرهم من مواطني الدول الذين يعبرون من تركيا إلى أوروبا، ما داموا قد عبروا بشكل «غير شرعي». الاتفاقية هذه لا تشمل إعادة من سيحصلون على وضع لاجئ في الدول الأوروبية، لأنهم سينتقلون حينها إلى وضع قانون مختلف تماما، لكنها ستشمل كل من لم يصلوا بعد سريان الاتفاقية.

تقييم كيفية تعمل الصفقة، بناءً على وتيرة تنفيذ كل طرف لتعهداته، سيتم في ربيع العام المقبل. الصفقة تشمل ترتيبات كثيرة، تمتد للتعاون القضائي والشرطي وفي إدارة الحدود، يجري استكمالها ووضع إطار زمني لتطبيقها. رفضت أنقرة إقامة ستة مخيمات جديدة، كانت الدول الأوروبية تطالب بها سابقاً. الدول الأوروبية ستقدم مساعدات بحوالي 3 مليارات يورو، يفترض أن تذهب من أجل «تقليل حوافز» مغادرة اللاجئين. يشمل ذلك تحسين شروط حياتهم في المخيمات التركية، أنظمة العناية الصحية والمدارس ووصولهم إلى سوق العمل. يسري ذلك أيضا، مع فرق معتبر في حجم المساعدات، على مساعدة لبنان والأردن والعراق، في سياق عملية «تقليل الحوافز» الشاملة. لكن هذا لا يلغي أن الأوروبيين يواجهون مشكلة في تأمين التمويل، خصوصا أن برامج مساعدة اللاجئين الحالية تواجه فجوة بنحو 2.3 مليار يورو، هي أموال وعدت بها الدول الأوروبية ولم تسددها حتى الآن.

سياسة هنغاريا المتصلبة ستنقل الأزمة إلى مستوى آخر، إذا ما نفذت تهديداتها بإغلاق حدودها مع كرواتيا. آلاف اللاجئين سيجدون أنفسهم ينتظرون في العراء ومن دون أفق.

القضايا السياسية لم تكن خارج النقاش على ما يبدو، وإن لم توضع طبعاً في قوائم تعهدات الطرفين. صحيح أن أنقرة تقف في موقع متقدم، بخصوص العداء لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، لكن أوروبا على اختلاف موقفها تبقى في الضفة نفسها. الجميع يقول إن وقف الحرب السورية بات ملحّا، ليكون بمثابة إبطال المضخة الأساسية لسيل اللجوء. أنقرة تقول إن لا حل مع الأسد، وأوروبا باتت تجمع على أن لا حل طويل الأجل معه، مع قبول ببقائه في فترة انتقالية.

القمة الأوروبية ناقشت تطورات المشهد السوري في حربه العابرة للدول. رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي قال معلقا على محادثاتهم «لا بد من تطبيع الوضع في هذا البلد»، قبل أن يضيف «العدو الرئيسي هو داعش، ومن هذه النقطة يجب أن تكون هناك حكومة مع أوسع تمثيل ممكن، لا يقودها الأسد».

هناك زعماء آخرون عزفوا على النغمة نفسها تقريباً. الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تحدّث عن ضرورة «التحرك بأقصى سرعة ممكنة نحو عملية انتقالية سياسية». شدد على أن التدخل الروسي العسكري «قد يقوّي النظام السوري»، قبل أن يؤكد أنه «لن ينقذ الأسد».

لكن هذا لا يمنع وجود بعض التفاوت، يمكن قياسه بالتفسيرات المختلفة لمتى يجب أن يحين «المدى الطويل». حين سألت «السفير» رئيس الوزراء الايطالي ماثيو رينزي، عن الموقف من التحرك الروسي في سوريا، لم يتحدث بالنبرة التي يعتمدها نظيره الفرنسي. رد بالقول إنه «من المهم إشراك تحالف دولي واسع.. من المهم إشراك روسيا في هذا التحالف، لكن من الخطأ أن نترك فقط لروسيا أن تقود هذه الإستراتيجية»، قبل أن يشير إلى ضرورة ضبط الاختلافات الأوروبية في أوركسترا نافذة: «نحتاج إلى استراتيجية شاملة، لهذا السبب، مع كل الشركاء والزملاء، كل واحد (يجب أن يعمل) لنجد حلا، لكن هذا الحل يجب ألا يكون ببساطة ردّ فعل منقاداً خلف الرأي العام أو خلف الأخبار الساخنة، بل نحتاج استراتيجية للسنوات المقبلة وليس فقط للأيام المقبلة».

جريدة السفير 2015©

 

مصرع 34 متطوعا علويا في «جبلة» الساحلية إثر انقلاب حافلة روسية كانت تقلهم

النظام السوري يخفي الحادثة

سلامي محمد

جبلة ـ «القدس العربي»: هوت سيارة نقل عسكرية تابعة لقوات النظام السوري مساء أمس في أحد الأودية الواقعة بالقرب من النهر البارد (نهر العاصي) على الطريق الرابط بين منطقة بيت ياشوط في مدينة جبلة الساحلية، وبين سهل الغاب في محافظة حماة، ما أدى إلى مصرع 34 متطوعا من الطائفة العلوية غالبيتهم من محافظة حمص، ونجاة ستة عناصر فقط حالتهم حرجة للغاية تم نقلهم إلى مشافي قوات النظام السوري في مدينة جبلة.

مصادر إعلامية موالية للنظام السوري أكدت عبر وسائل التواصل الاجتماعي انقلاب الحافلة العسكرية المُصنعة في روسيا، والتي كانت محملة بأربعين متطوعا جديدا من الطائفة (العلوية) كانوا قد انتسبوا قبل أيام فقط إلى مدرسة المحاسبة في مدينة مصياف، لتهوي بهم الحافلة في الوادي الواقع بين بيت ياشوط وسهل الغاب، أثناء نقلهم إلى سهل الغاب لاستلام الأسلحة والذخائر،مما أدى إلى مقتل 34 منهم ونجاة ستة فقط بينهم سائق المركبة العسكرية.

موالون للنظام السوري من أبناء مدينتي حمص وجبلة اتهموا سائق الحافلة العسكرية بالوقوف وراء الحادث للتخلص من المتطوعين الجدد، وان الحادث هو عمل «انتحاري» على حد وصفهم، في حين هاجم موالون آخرون مدير مدرسة المحاسبة العسكرية في قوات النظام السوري، موجهين إليه تهمة المشاركة في قتل المتطوعين بسبب نقله لهذا العدد الكبير من المتطوعين بمركبة واحدة، كي يسرق البنزين من بقية السيارات التي كانت من المفترض أن تعمل على نقلهم إلى ريف حماة، على حد قولهم.

إعلام النظام السوري الرسمي أخفى بدوره أي خبر حول حادثة انقلاب المركبة العسكرية ومصرع العناصر المتطوعين، كما لم تنقل وسائله المرئية أو المقروءة أو المسموعة أي خبر حولها، الأمر الذي أثار استفزاز الطيف الموالي له بسبب تجاهله تغطية الخبر، الذين طالبوا بكشف حقيقة الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه.

من جانب أخر زار العماد علي أيوب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات السورية عدة مناطق في ريف حماة الغربي بتكليف من الرئيس الأسد، والتي التقى خلالها أيوب عدد من قادة النظام السوري للاطلاع على تطورات المعارك العنيفة المستمرة بغطاء جوي روسي، والتي تدور مع قوات المعارضة السورية المسلحة في ريف حماة منذ عدة أيام.

ويعد ريف حماة من أكثر المناطق المشتعلة في عموم البلاد، لأن النظام السوري يسعى لتحصين المناطق العلوية الموالية له، بمساندة الطائرات الحربية والمروحية الروسية، إلا أن المعارضة السورية المسلحة نجحت في استعادة السيطرة على بلدة «كفر نبودة» أحد أبرز مناطق المواجهات المباشرة بين الجانبين، والتي كانت قد نجحت المعارضة السورية في التقدم إلى أطرافها الجنوبية قبل أيام، إضافة إلى تل وقرية «سكيك».

وكان لـ»حزب الله» اللبناني نصيبه هو الآخر من القتلى في ريف حماة خلال سير المعارك، حيث نعت مصادر إعلامية من الحزب مقتل قائد عملياته الجديد في ريف حماة، مهدي حسن عـبيد، بعد مصرع القائد السابق للحزب «أبو محمد» خلال الهجـوم العكسي الذي نفذته المعـارضة السـورية لاستعادة المناطق التي كانت قد تقدمت إليها قـوات النـظام السـوري و»حـزب الله» قبل سـاعات.

 

البنتاغون: الاكراد لم يحصلوا على ذخائر اميركية

واشنطن – (أ ف ب) – لم يحصل الاكراد السوريون على ذخائر القاها الاحد في سوريا الجيش الاميركي الى مجموعات تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية، حسب ما اعلن الجمعة متحدث عسكري اميركي.

 

وقال الكولونيل باتريك ريدر المتحدث باسم قيادة القوات الاميركية في الشرق الاوسط “نحن واثقون جدا من كون التجيهزات التي القيناها قد حصلت عليها قوات التحالف العربي السوري” التي خصصت له.

 

واضاف “لن نلقي ذخائر اخرى للاكراد”.

 

ولم يشأ البنتاغون ان يكشف اسماء المجموعات العربية الاعضاء في “التحالف العربي السوري” التي القيت الذخائر له.

 

مقتل قيادي اسلامي في سوريا بغارة جوية

بيروت – (أ ف ب) – اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة ان قياديا سعوديا في جبهة النصرة قتل بغارة جوية في شمال سوريا.

 

وقال المرصد ان صنفي النصر قتل في محافظة حلب مع اثنين اخرين من كبار قادة جبهة النصرة.

 

واضاف المرصد ومقره لندن، ان الرجال الثلاثة قتلوا جراء استهداف سيارتهم من طائرة لم يعرف بعد اذا ما كانت للتحالف بقيادة الولايات المتحدة او للقوات الجوية الروسية.

 

ويعتبر صنفي النصر بانه احد الاسماء الحركية الممكنة لعبد المحسن عبد الله ابراهيم الشريخ وهو سعودي صنفته وزارة الخزانة الاميركية عام 2014 بانه “ارهابي عالمي” وينشط في سوريا لحساب النصرة والقاعدة.

 

وقال المرصد ان القتيلين الاخرين هما ابو ياسر المغربي وابو محمد الجزراوي.

 

ومن جهتها، نشرت جبهة النصرة على موقعها في تويتر صورة لسيارة مدمرة قالت انها اصيبت بغارة من “تحالف الصليبيين والعرب” في الدانا بغرب حلب. ولم تعط الجبهة مع ذلك لا حصيلة ولا اسماء الضحايا.

 

وكان اعلن عن مقتل صنفي النصر خطأ في الماضي.

 

تركيا تسقط طائرة بدون طيار قرب حدود سوريا وواشنطن تؤكد أنها روسية

موسكو تقيم اتصالات مع أنقرة وتل ابيب بشأن الضربات الجوية

عواصم ـ وكالات: أسقطت طائرات حربية تركية طائرة بدون طيار مجهولة الجنسية في المجال الجوي التركي قرب الحدود مع سوريا، أمس الجمعة، فيما افاد مسؤول أمريكي أن الجيش الأمريكي يعتقد أن الطائرة من دون طيار التي أسقطتها تركيا هي روسية، نافيا بذلك ما أعلنته موسكو أن جميع طائراتها تعمل بشكل طبيعي.

وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه إن «كل الدلائل تشير إلى أنها طائرة روسية من دون طيار»، مضيفا أن لا تقارير عن استخدام الجيش السوري لنوع مماثل من الطائرات.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن كل طائراتها في سوريا عادت بسلام إلى قواعدها، وإن كل الطائرات بدون طيار تعمل «وفقا لما هو مخطط».

ويسلط إسقاط الطائرة بدون طيار الضوء على المخاطر التي تواجهها تركيا، فيما تنفذ طائرات من سوريا وروسيا والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مهمات قتالية قرب حدودها.

وذكر الجيش التركي أن طائراته أسقطت الطائرة بعد أن واصلت مسارها رغم تحذيرها ثلاث مرات بما يتماشى مع قواعد الاشتباك التركية. وقال تلفزيون (إن.تي.في) إن الطائرة أسقطت على بعد نحو ثلاثة كيلومترات داخل المجال الجوي التركي.

وقال مسؤول بارز في الحكومة التركية «إنها طائرة بدون طيار. نحاول تحديد جنسيتها.»

وانتهكت طائرات روسية المجال الجوي التركي مرتين في وقت سابق هذا الشهر، وحذرت تركيا من أنها سترد إذا تكررت الانتهاكات.

وتعني الضربات الجوية الروسية في سوريا أن طائرات روسيا وحلف شمال الأطلسي تنفذ مهمات قتالية الآن في المجال الجوي ذاته للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي يعزز القلق من أن خصوم الحرب الباردة قد يطلقون النار على بعضهم البعض.

وأبلغت القوات الجوية الروسية الجيش التركي رسميا الخميس عن انتهاك الطائرات الروسية للمجال الجوي في وقت سابق هذا الشهر، وعن التحركات التي ستتخذها لمنع تكرار ذلك.

كما أبلغت تركيا عن تعرض طائراتها الحربية لمضايقات عدة مرات في الشهور الأخيرة من طائرات مجهولة وأنظمة دفاع جوية صاروخية مقرها سوريا.

إلى ذلك قالت وكالة «انترفاكس» للأنباء نقلا عن الكولونيل جنرال اندري كارتابولوف قوله إن وزارة الدفاع الروسية ذكرت، أمس الجمعة، أنها أجرت اتصالات مباشرة مع الجيش التركي تجنبا لوقوع حوادث مع الطائرات الحربية التي تحلق قرب الحدود التركية.

وأضاف كارتابولوف للصحافيين أن روسيا أنشأت أيضا خطا ساخنا بين قاعدة تستخدمها القوات الجوية الروسية في سوريا ومركز قيادة القوات الجوية الإسرائيلية لتنسيق الطلعات الجوية فوق سوريا.

 

جنبلاط يتهكّم على بوتين وينشر صورة مركّبة لوجهه مع حافظ الأسد

بيروت ـ «القدس العربي» من سعد الياس: نشر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عبر حسابه الخاص على موقع «تويتر» صورة تجمع بين وجهي الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأرفقها برموز ساخرة. وعلّق على الصورة قائلاً: «انتخبوا الرئيس المحبوب حافظ فلاديمير».

تصادفت تغريدة جنبلاط بعد عودته من الرياض ولقائه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وعدداً من كبار المسؤولين مما أدى إلى طرح تساؤلات حول ما اذا كانت طريق المختارة (مقر جنبلاط) – الرياض قد فتحت بعد فترة طويلة من الانقطاع إثر انعطافة الزعيم الدرزي السياسية وتسميته الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة بدلاً من الرئيس سعد الحريري، وهل هذه الزيارة الى الرياض تعني بداية تموضع جديد لجنبلاط الى جانب قوى 14 آذار أم أنه سيحافظ على وسطيته بعد التقارب المستجد مع رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون؟

وكان المغرّدون على الصورة التي نشرها جنبلاط انقسموا بين مؤيد ومعارض مع ترجيح كفة المعارضين.

ومما جاء في بعض التعليقات « الرئيس حافظ الاسد فلاديمير روحاني إبن منتظري رفضاني»، وكتب خالد عزام « الثلم الاعوج من الثور الكبير هذا ما أوصلنا إليه شعار الاسد للأبد «.

في المقابل، سألت سحر «هل تتذكّر يا بيك شو كنت تحبو؟»، وقال وائل «بلّشت الريالات السعودية تاخد مفعولها، حافظ فلاديمير يبقى أهم من الملك سلمان»، ودوّنت سمر عمر «طالما في بلبنان سياسيين حرامية وكذابين من دون استثناء حدا منهم وكمان في متلك سخيفين ومنافقين فالعوض بهالبلد»، وكتب الملحن سمير صفير «نعم صار عندك تسونامي بلبنان وتسونامي روسي وفي تسونامي ثالث صار جاهز شامل روكز»، ولفت أحدهم الى «أن حافظ فلاديمير أحلى منك بمليون مرة، ما حدن انتخبك يا بيك»، وأشار آخر «شوف الصورة يا أواكس «حافظ جنبلاط « خللي يقرقع متي ع رواق».

وجاء تعليق من حساب «سوريا فوق الجميع» وفيه «إنت راحت عليك هلق دور تيمور والايام ستثبت يا صغير».

 

السوريون في «عرسال» على أبوابِ فصل البرد المميت

محمد أصلان

الحدود السورية اللبنانية ـ «القدس العربي»: يعيش اللاجئون السوريون في مخيمات اللجوء على الأراضي اللبنانية، في ظل التضييق الأمني الذي تفرضه السلطات عليهم، وشح المساعدات الإغاثية، وتتباين نسب معاناة اللاجئين حسب المناطق التي يتواجدون فيها.

فالإحصائيات الرسمية التي تقوم بها المنظمات الإغاثية تشير إلى مأساة اللاجئين السوريين المتواجدين في بلدة عرسال الحدودية، وتؤكد أنهم الأكثر تضررا بين السوريين المنتشرين في أنحاء لبنان، فالسلطات اللبنانية تعتبر عرسال منطقة عسكرية لتواجد قوات المعارضة السورية المسلحة في جبال القلمون المحاذية لها، إضافة للمجموعات التي بايعت تنظيم «الدولة الإسلامية» في جرودها، الأمر الذي أدى إلى فرض الحكومة تضييق أمني شديد على المنطقة، ونشر حواجز عديدة منذ أكثر من عام خشية وصول المواد الغذائية وغيرها إلى تلك الجبال.

كما منعت المنظمات الدولية والمحلية من الدخول إلى مخيمات عرسال، وتقديم المساعدة للاجئيين السوريين هناك، لتزداد أوضاع اللاجئين سوءا يوما بعد آخر. تروي لـ «القدس العربي» الجدة «أم احمد» ما يحدث في المخيم الذي تقطن فيه والواقع في منطقة رأس السرج، مؤكدة أنها لم تحصل على السلال الغذائية منذ أربعة عشر شهرا، وقالت «نعيش تحت رحمة ربنا، من سنة وشهرين لم تصلنا معونات. قبل معركة عرسال كنا نستعين بالسلال الغذائية التي كانت توزع علينا، ولكن انقطعت بعد ذلك».

وتضيف أم أحمد، التي ناهزت الستين من العمر، أن اثنين من أولاها قتلا إثر الصواريخ التي سقطت على منزلها في مدينة القصير، ريف حمص، وهي الآن تعيش مع أحفادها السبعة وأمهاتهم في خيمة صغيرة في منطقة عرسال، وتقول «نحنا جايين ع شتوية يا ابني والمنطقة هون جبلية، هديك السنة مات أكتر من عشرة بالبرد، وما منعرف إذا لح نعيش أو لاء، بس بدنا من يلي بقي عنده ضمير يساعدنا أو يرجعونا ع ضيعتنا ويطالعوا حزب الله منها».

هذه رواية بسيطة عن المعاناة التي يعيشها اللاجئون السوريون في عرسال التي تتميز بأنها منطقة جبلية، وتبقى درجات الحرارة دون الصفر في فصل الشتاء الذي يصفه السوريون بـ»فصل الموت الأبيض»، لكثرة أعداد الوفيات فيه نتيجة البرد الشديد، الذي يواجهونه في خيامهم التي لا تقيهم حر الصيف ولا برد الشتاء، فقد وصلت أعداد الوفيات نتيجة البرد العام الماضي 13 شخصا.

لا يتجاوز عدد سكان بلدة عرسال 30 ألف نسمة، وتحتضن اليوم أكثر من 60 ألف سوري، دخلوا الشريط الحدودي بطرق غير شرعية، عندما اقتحم «حزب الله» اللبناني والنظام السوري منهم وبلداتهم في سورية.

 

موسكو تحذّر دولاً إقليمية من تزويد “الإرهابيين” بمضادات طائرات

قالت هيئة الأركان الروسية، الجمعة، إن الغارات الروسية خلال الأسبوع الأخير قد أدت الى تغيير جذري في  الوضع داخل سوريا. وذكر رئيس المديرية العامة للعمليات في هيئة الأركان العامة الروسية  الجنرال أندريه كارتابولوف، في مؤتمر صحافي للملحقين العسكريين والصحافيين الأجانب، إن الطيران الحربي الروسي دمر “456 منشأة للإرهابيين”، وخلال الأسبوع الأخير دمرت “46 مراكزاً للقيادة والاتصال، و6 ورشات لصناعة المتفجرات، و22 مخزناً للوقود، و272 من معسكرات وتجمعات المسلحين”.

 

وبيّن كارتابولوف أن القوات الجوية الروسية نفذت منذ بدء عملياتها في30 سبتمبر/أيلول، وإلى الآن 669 طلعة جوية، منها 115 طلعة ليلية، موضحاً أن 394 طلعة نفذت خلال الأسبوع الأخير فقط.

 

من جهته قال نائب وزير الخارجية الروسي لشؤون مكافحة الإرهاب أوليغ سيرومولوتوف، إن محاولة إرسال “أسلحة للإرهابين” بما فيها “الصواريخ المحمولة على الكتف” تعتبر مساعدة مباشرة لهم لن تقبل بها موسكو. ولفت إلى أنه “لم تسجل حتى الآن أي وسائل دفاع جوي لدى الإرهابيين، إلا أنه توجد دلائل تشير الى محاولة الإرهابيين الحصول على منظومات صواريخ جوية متنقلة (محمولة على الكتف) غربية الصنع في الدول الإقليمية المجاورة (لسوريا)”. واعتبر سيرومولوتوف أن “توريد هذه المنظومات لأي من المجموعات الإرهابية في سوريا سيعني أن الدولة التي فعلت ذلك، وقفت عملياً إلى جانب الإرهاب الدولي، مع كل العواقب المترتبة على ذلك، وأريد أن يتم الاستماع الى ذلك كتحذير جدي”.

 

وكانت أنقرة قد أعلنت عن إسقاط طائرة مجهولة، انتهكت مجالها الجو بالقرب من الحدود الجنوبية مع سوريا. وذكر بيان صادر عن قيادة الأركان التركية أن الطائرة من دون طيار، ولم يعرف نوعها أو جنسيتها، أسقطتها المقاتلات التركية “طبقاً لقواعد الاشتباك” بعد تحذيرها ثلاث مرات من دون أن تستجيب.

 

وفي الوقت الذي اتجهت فيه الأنظار إلى أن تكون الطائرة روسية، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن جميع طائراتها العاملة ضمن الحملة الجوية في سوريا، خلال الجمعة، عادت إلى قواعدها سالمة. ونقلت وكالة الأنباء الروسية “ايتار تاس”، عن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشنكوف، قوله إن  “كل الطائرات الروسية في سوريا عادت الى قاعدتها الجوية في حميميم (مطار باسل الأسد) بما فيها طائرات الإستطلاع من دون طيار (بسلام)”.

 

إلى ذلك، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أن التدخل العسكري الروسي في سوريا “لن ينقذ الرئيس السوري بشار الأسد” لكنه “قد يرسخ النظام”. وجدد موقف فرنسا من مصير الأسد في مستقبل سوريا، لشنّه حرباً أوقعت اكثر من 250 ألف قتيل.

 

كلام هولاند جاء خلال مؤتمر صحافي، في ختام قمة أوروبية في بروكسل، دعا من خلاله إلى التحرك بسرعة لإتمام عملية انتقال سياسي في سوريا. وأشار إلى أن هناك أولويات حالياً، من أكثرها أهمية وقف القصف على المدنيين من قبل النظام السوري، معرباً عن أسفه أن لا يساهم القصف الروسي في “الحرب على الارهاب ضد داعش”.

 

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن في مجلس قادة رابطة الدول المستقلة، المنعقد في كازاخستان، صباح الجمعة، أن العناصر الروس وغيرهم من بلدان الرابطة الذين يحاربون في صفوف “داعش”، يتراوح عددهم بين 5 و 7 آلاف شخص، مؤكداً على عدم السماح لهم “أن يستعملوا الخبرة التي يكتسبونها في سوريا اليوم في ديارنا مستقبلاً”. مشدداً على ضرورة استعداد دول الرابطة للتصدي لمحاولات الإرهابيين المتسللين من أفغانستان  إلى آسيا الوسطى. واعتبر أن “الوضع (في أفغانستان) على وشك أزمة بالفعل. ويزداد نفوذ إرهابيين من مختلف الأنواع ولا يخفون خططهم للتوسع في المستقبل”. وأضاف “حقق عسكريونا نتائج ملموسة في سوريا بتدمير العشرات من مراكز القيادة ومخازن الذخيرة، وتصفية مئات الإرهابيين، وكمية كبيرة من الآليات العسكرية”.

 

وأكد بوتين على دعوة موسكو الدائمة لإقامة أوسع تحالف ممكن لمكافحة الإرهابيين والمتطرفين، كاشفاً عن تحقيق تقدم في مجال التنسيق مع عدد من الدول، من بينها “السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن وإسرائيل” التي تتحاور معها موسكو في هذا الخصوص، كما أشار إلى محاولات لإقامة “التعاون مع الولايات المتحدة وتركيا”.

 

في السياق، أعلنت بلغاريا، الجمعة، أنها رفضت السماح لطائرة روسية تحمل مساعدات إنسانية إلى سوريا باستخدام مجالها الجوي. وبيّنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية البلغارية بيتينا جوتيفا، أن الرفض يعود لأسباب تتعلق بتأخر الجانب الروسي بتوجيه طلب السماح للطائرة بالمرور ضمن الأجواء البلغارية، المفترض أن يقدم قبل خمسة أيام، بينما تم إرساله قبل يومين فقط.

 

سوريا.. معرض حيّ لتسويق السلاح الروسي

نذير رضا

ليست الدعاية الروسية المرافقة للحملة العسكرية في سوريا، استعراض قوة فحسب. أقحمت وسائل الاعلام الروسية في تغطيتها الإعلامية، مبادئ التسويق التجاري، في خليط يُقدم لأول مرة في تاريخ تغطية الحروب، جمعت بين البروباغندا، وتقديم المعلومة، والتسويق التجاري. وما كان ليتحقق ذلك، لولا تحول الميدان السوري الى ميدان مفتوح لاختبار القوة.

 

والميدان هنا، يتخطى، من وجهة نظر روسية، نطاق عمليات ضد “الارهاب”. كما في المعارض العسكرية، تقدم وسائل الاعلام الروسية الناطقة بالعربية والانكليزية، نبذة عن كل طائرة مشاركة، وكل سلاح يُستخدم، وتاريخ وضعه في الخدمة، والذخائر المناسبة لكل طائرة.

 

تعرّف المشاهد، حديثاً، الى قنبلة “كاب – 250″، وقاذفة “سو 34″، وقاذفة “سو 30″، ومقاتلات ومروحيات هجومية. أرادت موسكو الساحة السورية، معرضاً مفتوحاً، بعدما رفعت المعارض العسكرية الروسية في وقت سابق، ومن بينها “منتدى الجيش 2015” في ايار/مايو الماضي، مبيعات السلاح الروسية.

 

في الواقع، لا تتوجه الدعاية الروسية الى فصائل المعارضة السورية أو “داعش” فحسب. تدرك أنه في عقل العسكر الخصم، توقعات بنوع الاهداف، ومستوى القصف، واحتمالات النفاذ منها. روسيا، في الحقيقة، تتوجه الى “المهتمين” في سوق السلاح. أرادت الحرب، معرضاً لتسويق سلاحها. وتختبره في سوريا، لتتخذ الضربات، على اشكالها، منحى الإختبار الميداني على أهداف حقيقية ومباشرة. هي مناورة بالذخيرة الحية، على أهداف حيّة وحقيقية. وسيكون الضحايا، المدنيون منهم، مجرد أرقام لتسويق منتجات أصيبت في وقت سابق بالترهل، وتتنامى حديثاً، مع ذروة نفوذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

من هذا المنطلق، يصبح الاداء الاعلامي المرافق، جزءاً من خطة الترويج التسويقي. تدرك موسكو أن وسائل الاعلام الحليفة (السورية الرسمية والايرانية وبعض المواقع الالكترونية اللبنانية)، لن تسير معها، مجاناً، في الترويج لأسلحة معروضة “لمن يرغب”. تقتنص هذه المنصات الإعلامية خارج موسكو، من “الداتا” المتوفرة، ما يصب في خانة “ترهيب الخصم”، ويخدم الدعاية المضادة لصورة “التاو”. عليه، تولت وسائل الاعلام الرسمية الروسية هذه المهمة.

 

“روسيا اليوم”، تقتطع من النشرات الاخبارية، الوقت المخصص للفواصل الاعلانية، لتعرض إعلانات الاسلحة المستخدمة يومياً. ويضطلع موقع “سبونتيك” بالمهمة ذاتها؛ تُقدم نبذة عن كل سلاح. مقاتلات، قاذفات استراتيجية، قنابل، مروحيات هجومية، صواريخ عابرة للبحار مثل “كاليبر” الذي اطلق من بحر قزوين الاسبوع الماضي.

 

قد يكون هذا الهدف التسويقي، سبباً في منع وسائل الاعلام الحليفة من أن تكون جزءاً من الدعاية العسكرية الروسية. لكنه ليس السبب كاملاً. فالحملة الاعلامية الروسية، تفتقد الى استراتيجية غريمتها الولايات المتحدة، إثر غزو العراق 2003. ولم تنشئ دائرة “علاقات عامة” لتنسيق مواكبة الحدث. أبقت على وسائل الاعلام الرسمية، مصدراً وحيداً للأنباء، فضلاً عن فيديوهات مقتضبة تبثها وزارة الدفاع الروسية.

 

هنا، لا دور لاعلام يغطي المشهد من عدسات مختلفة، ويصب في صالح الحملة الدعائية. فقد أثبت الاداء، أن روسيا، لم تخرج، بعد، من منظومة “الاعلام الشمولي” الذي كان سائداً في عهد الاتحاد السوفياتي. وعليه، يبقى الاداء الإعلامي ناقصاً. لن يشارك في الحملة الدعائية الروسية المرافقة، الا الصحف الموالية.

 

انطلاقاً من ذلك، تحددت وجهة استخدام الاعلام في الحرب القائمة. فسيُصاب سوق الاسلحة الروسية بالكساد، وتفشل صفقات السلاح المتنامية في موسكو، في حال فشلت الاستراتيجية العسكرية الروسية في سوريا. التجربة الروسية في سوريا، تتخطى دعم نظام الرئيس السوري، أو كونها تحدياً لنفوذ أميركا في الشرق الاوسط. هي معرض مفتوح لتسويق السلاح الروسي، الحديث منه والقديم، وحقل تجارب عسكرية ومناورة بالذخيرة الحية.

 

الأزمة السورية تعيد الإعلام التركي الى عصر البروباغندا

عبد القادر عبد اللي

من المألوف في الخطاب السياسي التركي أن تستخدم الأحزاب السياسية مقولات متناقضة. وإذا ما قال حزب سياسي أمراً، يقول الحزب المنافس عكسه تماماً. ولكن هذا التنافر وصل إلى انقسام حاد، وباتت هوة الانقسام السياسي التركي عميقة إلى درجة يصعب معها تصور كيفية ردمها. وبالطبع فإن هذا الانقسام السياسي ينتشر أفقياً وعمودياً في المجتمع التركي، ولكن الأخطر منه أن يجرف الإعلام إلى درجة يصبح فيها هذا الانقسام أشد حدة من الانقسام السياسي ذاته.

 

نشأت الصحافة في الجمهورية التركية على طريقة دول الحزب الواحد. وبعد الانتقال إلى التعددية السياسية في العام 1950، بدأت الصحافة تشهد نوعاً بسيطاً من التعددية، فقد كانت تنقل أخبار الأحزاب السياسية وتصريحات قادتها التي يقيدها الدستور والقانون بشدة.

 

ضيقُ هامش العمل الصحافي التركي في أزمنة الرقابة دفعه إلى الاعتماد على نشر أخبار الحوادث المرورية، والمنوعات والرياضة. ولم يُكسر احتكار الدولة للتلفزيون حتى العام 1990 في فترة حكم طورغوت أوزال، إذ أقدم رجل الأعمال، والسياسي لاحقاً جم أوظان، على تأسيس أول تلفزيون خاص “ستار”، ثم تحول إلى إمبراطورية إعلامية، امتلكت 28 محطة تلفزيونية حتى العام 2004 عندما خسر قضية “صندوق ضمان ودائع الادخار”، وتم القضاء على هذه الإمبراطورية الاقتصادية الإعلامية عام 2007. وهرب أوظان من تركيا، وسكن الأردن لأنه يحمل جنسيته، ثم حصل على لجوء سياسي في فرنسا.

 

لم ينعكس كسر الاحتكار الإعلامي كثيراً على الحياة السياسية، لأنه اعتمد أيضاً على الترفيه والمنوعات، ولكنه كان شرارة لإحداث تغيير تدريجي في الحياة الإعلامية التركية؛ فبعد أن كان رجال الأعمال يدعمون الصحافة، باتوا هم يصدرونها. ووضع حجر الأساس لأكبر إمبراطورية إعلامية آيضن ضوغان، الذي اشترى صحيفة “ملييت” عام 1979، ولم تبق معه أكثر من عام. ضوغان بعدما كُسر احتكار الإعلام في التسعينيات، اشترى “حريت”، ومنها أسس عشرات الصحف والتلفزيونات، وأهمها “سي إن إن” التركية وتلفزيون “دي”، إضافة إلى وكالة أنباء. وأصبح ضوغان من أهم مراكز القوة في تركيا، وقد لعب دوراً بإسقاط حكومة أربكان-تشيلر، وهو يباهي بالدور الذي لعبه بإسقاطها.

 

في التسعينيات، دخلت جماعة فتح الله غولان إلى الإعلام، وأصدرت جريدة “زمان”، ووكالة أنباء “جيهان”. وتصدر جريدة “زمان” بلغات عديدة، وفي دول عديدة أيضاً.

 

دخلت “مجموعة تركواز” الإعلامية إلى الساحة التركية في العام 2007، واشترت وسائل إعلامية أهمها جريدة “صباح”، وتلفزيون “آ”. وهناك جريدة “يني شفق” الإسلامية القريبة من خط حكومة “العدالة والتنمية”.

 

الحياة الإعلامية التركية تبدو متنوعة، وبالإضافة إلى ما ذكر، هناك عدد من الشركات والمجموعات الإعلامية الأخرى تتبع تيارات سياسية معينة، ودينية ويسارية، وقومية يسارية.

 

منذ أواسط التسعينيات بقي الإعلام التركي يمارس عمله النقدي القريب من المهنية حتى بداية الربيع العربي، ولكن الانقسام الحاد، لم يبرز بشكل جلي إلا بعد انطلاق الاحتجاجات في سوريا. ويحار المتابع بما تنشره هذه الوسائل. فاتخذت مجموعة ضوغان موقفاً معاكساً للحكومة التركية، وهي تصور نظام الأسد محارباً للتطرف الإسلامي. والأكثر من هذا، بعدما كانت تعتبر أن الحكومة التركية تقود البلاد لتجعلها “إيران ثانية” ستنتهي بتحجيب النساء ومنع المشروب والميني جيب والشورت للنساء، باتت ترى القضية السورية من المنظور الرسمي الإيراني. فلا يمكن أن نجد في هذه الوسائل الإعلامية خبراً حول قصف الطيران التابع للنظام السوري مدرسة للأطفال. وهي تتطابق في نقلها للأخبار مع وكالتي “سانا” و”فارس”. ولا تجد هذه الوسائل في اللاجئ السوري سوى فاسق، لص، مهرب، وإرهابي. وتصل بها الأمور عندما لا تكون هناك قضية تهريب أو جريمة أحد أطرافها سوري إلى استحضار أخبار سيئة قديمة مضى عليها أشهر لتعيد صياغتها، وتقدمها من جديد.

 

صادف اشتداد الأزمة السورية الخلاف بين جماعة فتح الله غولان والحكومة التركية، ما جعل وسائل إعلام هذه المجموعة تنهج النهج ذاته الذي تنهجه وسائل “ضوغان”، وتعتبر أن رئيس الحكومة السابق، ورئيس الجمهورية الحالي هو المسؤول الأول والأخير “عن سفك الدم السوري” هذا الشعار الذي استخدمه “سانا” في العام 2011.

 

السوري بالنسبة إلى كثير من وسائل الإعلام الشيوعية هو “داعش”، فقبل أسبوع نقل أحد هذه المواقع عنواناً على النحو التالي: “أهالي الحربية يقبضون على عشرين عنصراً من داعش، وتنقذهم الشرطة من بين أيدي الأهالي”. وحين استطلعتُ عن أصل الخبر، عرفت أن عشرين عاملاً سورياً تنقلهم شاحنة، تعرضت لحادث مرور في أطراف البلدة العلوية، فانقض عليهم الأهالي بالهراوات والضرب، وقد أنقذتهم الشرطة التركية في الرمق الأخير.

 

لا يختلف ما يسمى الإعلام الموالي للحكومة التركية بابتعاده عن المهنية في تناول القضية السورية، فهو ينشر المبالغات التي ينقلها الناشطون.

 

ولكن الأمر الأغرب هو النظرة إلى التدخل الروسي في سوريا؛ فصحيح أن وسائل الإعلام تنقل اختراقات الطيران الروسي للأجواء التركية، ونقلت بعض المواقع خبر دعم الكنيسة الروسية للتدخل الروسي في سوريا، ولكن وسائل الإعلام الموالية والمعارضة على حد سواء لم تنقل ولو خبراً صغيراً حول اعتبار الكنيسة الروسية هذا التدخل “حرباً مقدسة”.

 

إذا كان موقف الإعلام المعارض للحكومة التركية مفهوماً بحجبه تصريحات الكنيسة الروسية، ولكن ما الذي منع الإعلام الموالي من نشر هذه الأخبار؟ لعل العلاقات المتشعبة بين الحكومتين التركية والروسية، منعت هذا الإعلام الموالي من نشر حتى الخبر حول “الحرب المقدسة”.

 

ما نضربه من أمثلة على رؤية ما يجري في سوريا يمكن سحبه إلى الحياة السياسية التركية كلها. وهكذا يمكن اعتبار الإعلام التركي تحوّل من أداة دعائية “بروباغندا” منذ مطلع عصر الجمهورية إلى مطلع التسعينيات، إلى ممارسة عمل إعلامي يحظى بشيء من المهنية، ليعود مع انطلاق الاحتجاجات الشعبية إلى الدور الدعائي بطريقة أكثر تخلفاً وبدائية عما كان عليه في مرحلته الدعائية الأولى.

 

معركة حلب الأعنف والأخطر بدأت للتو

خالد الخطيب

تمكنت قوات النظام والمليشيات الإيرانية، من السيطرة على بلدة تل نعام شمال شرقي مدينة السفيرة، في ريف حلب الجنوبي الشرقي، والخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”. ويبعد تل نعام عن مطار كويرس العسكري حوالي 15 كيلومتراً فقط.

 

وجاء تقدم قوت النظام والمليشيات، بعد تمهيد جوي وفره الطيران الحربي الروسي الذي شن أكثر من عشرين غارة بالقنابل الموجهة والعنقودية، وطالت تل نعام وريان والرضوانية ورسم العبد وتل أحمر والشيخ أحمد والصبيحة. كما طال القصف المواقع المتقدمة لتنظيم “الدولة الإسلامية” مستهدفاً الآليات الثقيلة وسيارات الدفع الرباعي.

 

وعلى الرغم من تعرضها لكمين نصبه مقاتلو “الدولة الإسلامية” في قلب بلدة تل نعام، وخسارتها أكثر من ثلاثين عنصراً، حافظت القوات المُهاجمة على مواقعها، وتمكنت من تأمين المنطقة المحيطة بالبلدة، وطردت عناصر التنظيم الذين انسحبوا إلى مواقعهم الخلفية في الجبول والشيخ أحمد.

 

عضو “المكتب الإعلامي الموحد” في ريف حلب الجنوبي زكريا أحمد، أكد لـ”المدن”، أن العمليات العسكرية التي تخوضها قوات النظام لفك الحصار عن “مطار كويرس العسكري” هي بقيادة ضباط إيرانيين وخبراء روس. وأضاف الأحمد أن تقدم قوات النظام الأخير كان تتويجاً لحملة عنيفة من التمهيد الناري جواً وأرضاً، منذ بداية تشرين أول/أكتوبر.

 

وأشار أحمد إلى أن قوات النظام فشلت بالتقدم من محاور صبيحة والمحطة الحرارية إلى الشمال من مدينة السفيرة، ما دفعها لتحويل جهدها العسكري باتجاه الخاصرة الأضعف للتنظيم في بلدة تل نعام. وأضاف الأحمد أن خسائر تنظيم “الدولة الإسلامية” كانت كبيرة خلال اليومين الماضيين، في الأرواح والعتاد، بسبب ضراوة المعارك التي تخللها قصف مكثف بالأسلحة الثقيلة من مدفعية وراجمات صواريخ. ووصلت خسائر التنظيم خلال الأيام القليلة الماضية، إلى أكثر من 200 عنصر، أغلبهم قتلوا في معارك تل نعام ومحيطها.

 

من جانب آخر، شنت المقاتلات الحربية الروسية أكثر من ثلاثين غارة جوية، مساء الخميس، على قرى وبلدات تل الطوقان والحاضر والعيس والوضيحي وخان طومان ومحطة العالمية وزيتان والزربة وكفركار وبنان الحص وبلاس وإيكاردا والبوابية، في ريف حلب الجنوبي. وشمل القصف مواقع ومقاراً عسكرية للمعارضة المسلحة في ريف حلب الجنوبي.

 

وطال القصف المشافي الميدانية في الوضيحي والعيس والحاضر، ما تسبب بإخراجها من الخدمة، بعد تضررها بشكل كبير، وقتل على إثرها أكثر من عشرة أشخاص من الكوادر الطبية والتمريضية. وبذلك أضحى ريف حلب الجنوبي بلا مشافٍ ميدانية تابعة للمعارضة المسلحة.

 

واستهدفت مدفعية النظام وراجمات الصواريخ الرابضة على جبل عزان، بالقذائف الصاروخية والمدفعية، أغلب قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي الواقع تحت سيطرة المعارضة. واستمر القصف حتى ساعات فجر الجمعة الأولى، ليتبعه تحليق كثيف للطيران المروحي، الذي قصف الوضيحي وخان طومان والحاضر بالبراميل المتفجرة، بالتزامن مع تحليق مكثف لسرب طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام. ونفذت الطائرات غاراتها على مواقع المعارضة في الخطوط الأمامية، في مواجهة جبل عزان. وفي صباح الجمعة، بدأت عمليات برية لقوات النظام والمليشيات الإيرانية، ترافقها 20 دبابة ومدرعة.

 

وأكد زكريا أحمد، أن قوات النظام تمكنت من السيطرة على بلدة السابقية و”كتيبة الدفاع الجوي” إلى الشرق منها، بالإضافة إلى بلدات عبطين وكدار وحدادين والمليحة وتل الشهيد وقلعة نجم، بعد معارك عنيفة شهدتها المنطقة. فيما تشهد الجبهات الشمالية الغربية من محيط جبل عزان وتلة الوضيحي، باتجاه بلدات الوضيحي وخان طومان، معارك عنيفة بين قوات النظام والمعارضة. وتمكنت المعارضة من التصدي لقوات النظام في تلك الجبهات، ودمرت 3 مدرعات ومدفع رشاش ثقيل، واغتنمت ناقلة جند “بي أم بي”، وقتلت عدداً من عناصر قوات النظام والمليشيات. ولا تزال المعارك على أشدها في ظل قصف مكثف من قبل قوات النظام المتمركزة في المناطق المرتفعة حول معامل الدفاع، لكل القرى والبلدات في ريف حلب الجنوبي.

 

وأشار زكريا أحمد إلى أن قوات النظام أقامت مخيماً على جبل عزان منذ بداية تشرين أول/أوكتوبر، واستقدمت تعزيزات كبيرة من جنود ومرتزقة من مختلف الجنسيات، لشن هجوم واسع على مناطق ريف حلب الجنوبي التي تعتبر الجبهة الأضعف بالنسبة للمعارضة المسلحة، التي تركز على ريفي حلب الشمالي والغربي اللذين يشهدان معارك مستمرة مع قوات النظام وتنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

وتسعى قوات النظام مدعومة بخبراء وعسكريين إيرانيين، وبغطاء جوي روسي، إلى التقدم في ريف حلب الجنوبي، والوصول إلى مناطق سيطرتها في الأحياء الغربية من حلب. وإذا ما تمت سيطرتها فعلاً على بلدات الوضيحي وبلاس والحاضر والعيس والزربة وخان طومان، وصولاً الى طريق حلب-دمشق الدولي، ومنه إلى الأحياء الغربية؛ تكون قوات النظام قد حققت هدفها بأقل وقت وجهد عسكري، لتحاصر الأحياء الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة شرقي مدينة حلب، وفصلها عن الريف الجنوبي.

 

بدورها، دفعت المعارضة المسلحة في حلب، بتعزيزات جديدة، وصلت صباح الجمعة، إلى مواقعها المتقدمة في ريف حلب الجنوبي، لمواجهة القوات المُهاجمة. وكانت تتسلم تلك الجبهات كتائب من “جبهة النصرة” والحركات الإسلامية، بالإضافة إلى كتائب تابعة لحركة “نور الدين زنكي” وحركة “أحرار الشام الإسلامية” و”الجبهة الشامية” و”ثوار الشام”.

 

الناطق الرسمي باسم “الجبهة الشامية” العقيد محمد الأحمد، أكد بأن قوات النظام شنت هجومها على محاور متعددة في ريف حلب الجنوبي، ونقطة انطلاقتها الأولى كانت من جبل عزان غربي معامل الدفاع، والذي يشرف بشكل كامل على القرى والبلدات المستهدفة بالعملية العسكرية المتوقعة. وأضاف العقيد الأحمد أن قوات النظام تدرك تماماً مدى هشاشة دفاعات المعارضة الموجودة في ريف حلب الجنوبي البعيد عن خطوط الإمداد والتذخير. وأن قوات النظام تريد تحقيق انجاز عسكري سريع، والوصول إلى الطريق الدولي حلب-دمشق.

 

وأكد العقيد الأحمد أن الوضع خطير جداً في ريف حلب الجنوبي، بالنظر إلى حجم الاستعدادات العسكرية التي حشدتها قوات النظام على مدى الأيام الماضية هناك. وذلك في ظل كثافة نيرانية هائلة توفرها أسراب الطيران الروسي التي دمرت البنى التحتية للمعارضة المسلحة. وتوقع العقيد الأحمد أن يشهد ريف حلب الجنوبي معارك عنيفة بين قوات النظام والمعارضة التي ستحاول بكل قواها منعه من التقدم باتجاه الطريق الدولي، لما يشكله من خطر مباشر على أرياف: حلب الغربي وإدلب الشمالي والشمالي الشرقي.

 

وفي السياق، تمكن تنظيم “الدولة الإسلامية” من السيطرة على بلدة المقبلة وتلتها المشرفة على المدينة الصناعية، الخاضعة لسيطرة قوات النظام، شمال شرقي حلب. ويأتي تقدم التنظيم ووصوله إلى مشارف المدينة الصناعية في ظل انشغال قوات النظام في ريفي حلب الجنوبي والشرقي، واستكمالاً لسيطرة التنظيم على البلدات القريبة من كلية المشاة، التي كان قد احتلها مؤخراً بعد معارك عنيفة مع المعارضة المسلحة في ريف حلب الشمالي.

 

مطار باسل الأسد.. قاعدة تنسيق روسي-إسرائيلي للأجواء السورية

بعد جولتين من المشاورات العسكرية التي أجراها ضباط روس وإسرائيليون على مستوى الأركان في وقت سابق، انتهت المرحلة الأولى من التدريبات الجوية المشتركة بين موسكو وتل أبيب، التي اتفق عليها الطرفان لضمان السلامة الجوية وعدم التصادم ضمن الأجواء السورية.

 

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف خلال مؤتمر صحافي عقده، الليلة الماضية، إن روسيا وإسرائيل اختتمتا الأربعاء 14 أكتوبر/تشرين الأول، المرحلة الأولى من التدريبات بنجاح. وكشف كوناشينكوف عن إطلاق الطرفين خط اتصال ساخن بين مراكز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي، ومركز إدارة الطيران الروسي، في قاعدة حميميم “مطار باسل الأسد الدولي” في الساحل السوري، للتخابر في ما بينهما حول الطلعات الجوية ومواعيد كل منهما في الأجواء السورية.

 

كما ذكر كوناشينكوف أن ثمة تقارباً في المواقف العسكرية بين روسيا والولايات المتحدة قد تحقق خلال جولة المشاورات الأخيرة، التي جرت بين الخبراء العسكريين عبر دائرة الاتصال التلفزيونية المغلق، يوم الأربعاء الماضي.

 

ووصف المتحدث باسم وزارة الدفاع المشاورات الحاصلة  بـ “البنّاءة” وتميزت بطابعها المهني، حيث تمكن العسكريون من تقريب مواقفهم  في البنود الرئيسية الهادفة إلى تحقيق اتفاق مستقبلي خاص بضمان أمن طياري البلدين في الأجواء السورية. ولفت كوناشينكوف أن موسكو بصدد إجراء اتصالات أخرى مع دول ثانية تشارك طائراتها بعمليات جوية ضمن الأراضي السورية.

 

في السياق، قالت وزارة الخارجية الروسية أن مناخاً إيجابياً ساد بين الجانبيين الروسي والأمريكي خلال المكالمة الهاتفية التي جمعت وزيري خارجية البلدين سيرغي لافروف وجون كيري، حيث أبدى الوزيران ارتياحهما لعمل وزارتي دفاع البلدين والتقدم في تنسيق الإجراءات الأمنية بين البلدين لضمان سلامة الطيارين ضمن الأجواء السورية. ولفتت الوزارة إلى أن كيري ولافروف اتفقا على مواصلة الإتصالات بينهما لبحث مختلف الجوانب الخاصة بالتسوية السورية، إنطلاقاً من بيان “جنيف-1”.

 

من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، على موقف السعودية الثابت والحريص على دعم المعارضة السورية المعتدلة. كلام الجبير جاء خلال زيارة أجراها إلى تركيا، التقى خلالها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وقال الجبير خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره التركي فريدون سينيرلي أوغلو، في أنقرة، إن الجانبين السعودي والتركي يتمسكان بوحدة العراق وسوريا ويدركان خطورة التداعيات الناتجة عن التدخلات الإقليمية في الشأن السوري. مشدداً على ضرورة الحل السلمي للأزمة السورية مع عدم وجود بشار الأسد في المرحلة الإنتقالية وما بعدها. وأشار الجبير إلى أن السعودية طالبت الجانب الروسي بالعمل معها لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

 

تركيا ترفض صفقة الاتحاد الأوروبي حول اللاجئين

تضمنت 3 مليارات يورو وإلغاء تأشيرة دخول منطقة شينغين

نصر المجالي

رأى تقرير صحافي نشر في لندن أن الصفقة التي عرضها الاتحاد الأوروبي على تركيا مقابل المساعدة على وقف تدفق اللاجئين لا يأتي بنتيجة.

 

نصر المجالي: عرض الاتحاد الأوروبي منح 3 مليارات يورو لتركيا وإلغاء التأشيرة للمواطنين الأتراك لدخول منطقة شينغن، ووعدها بإحياء ملف انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، لكن أنقرة رفضت العرض.

 

وقالت صحيفة (إنديبندانت) اللندنية إن تركيا، على غرار لبنان والأردن، استقبلت اللاجئين برعاية واهتمام منقطعي النظير، ولكن ليس من مصلحتها منع الذين يرغبون في الذهاب إلى أوروبا، لأن أعداد اللاجئين الكبيرة أصبحت تثير انقسامات سياسية قبيل انتخابات خلال الشهر المقبل.

 

وتضيف إن تركيا استقبلت مليونين من اللاجئين، معظمهم من سوريا، ولأن الحدود بين الدولتين طويلة وغير مراقبة تمامًا، يستحيل وقف تدفق اللاجئين عبرها. وتستقبل تركيا رسميًا على أراضيها 2.5 مليون لاجئ، منهم 2.2 مليون سوري فرّوا من الحرب في بلادهم منذ العام 2011.

 

وتؤكد الصحيفة أنه لا يوجد عمليًا ما يمنع اللاجئين من مواصلة التدفق على أوروبا، في غياب موقف والتزام صارمين بمعالجة الأزمة، لكنها ترى أن الحل في ضمان التكفل باللاجئين، الذين هربوا فعلًا من الحرب، وإعادة المهاجرين الذين لا يملكون صفة اللاجئ إلى بلدانهم.

 

أنقرة ترفض

وكانت أنقرة اعتبرت على لسان وزير خارجيتها فريدون سنيرلي أوغلو أن خطة العمل المشتركة مع الاتحاد الأوروبي لوقف تدفق اللاجئين إلى أراضيه لا تزال “مشروعًا” والقبول بالعرض المالي الذي قدمته بروكسل “غير وارد” بالنسبة إلى تركيا.

 

قال وزير الخارجية التركي إن “الاتحاد الأوروبي عرض علينا مساعدة مالية، كنا أبلغناهم بأنها غير مقبولة”، مشيرًا إلى أن بلاده تحتاج 3 مليارات يورو على الأقل في العام الأول للاتفاق.

 

وأضاف أنه “إذا قرر الاتحاد الأوروبي تقاسم العبء المالي، فلن يكون من دون تخصيص مبلغ كاف لتركيا (…) لن يكون بالمبلغ الضئيل وغير المقبول الذي عرضوه علينا”.

واعتبر سنيرلي أوغلو أن “تركيا ليست بلدًا نتذكره فقط في أوقات الأزمات أو بلدًا علينا ألا نتعاون معه لأسباب تكتيكية فقط”.

 

وأعلنت المفوضية الأوروبية ليل الخميس الجمعة التوصل إلى “خطة عمل مشتركة” مع تركيا، عقب قمة لرؤساء دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وقالت المفوضية إن الخطة تنص على إعادة إطلاق المحادثات حول طلب دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وتسهيل منح تأشيرات دخول للرعايا الأتراك، الذين يريدون السفر إلى الاتحاد الأوروبي، في مقابل تعاون في استقبال مزيد من اللاجئين وتعزيز مراقبة حدودها.

 

ثوار سوريا لدبابات النظام: جيناكم بـ”فاغوت” الروسي

صاروخ قصير المدى أثبت فاعليته في الهجمات الليلية

مروان شلالا

حصل الجيش الحر على دفعة من صواريخ فاغوت الروسية المضادة للدروع، التي أثبتت فاعليتها في المعارك الليلية، وهو يستخدمها لتحويل دبابات النظام روسية الصنع إلى حطام.

 

مروان شلالا من بيروت: يحاول النظام السوري التقدم إلى مناطق في ريفي حمص وحماه، مستظلًا القصف الروسي الجوي العنيف، والذي بلغ في عنف أن استهدف حاجز ملوك الأسدي الأشد تحصينًا في حمص. إلا أن فصائل المعارضة السورية المسلحة في هذه المناطق كانت للدبابات الروسية الصنع بالمرصاد، مستعيضين هذه المرة عن صواريخ “تاو” الأميركية بصواريخ “فاغوت” الروسية المضادة للدروع، التي تسلمتها الفصائل المدعومة من غرفة الدعم (موم) أخيرًا، ودمرت بها الفرقة الوسطى، التابعة للجيش الحر، دبابتين في جبهة المغير بريف حماه الشمالي.

 

وكانت فصائل المعارضة دمرت بصواريخ “تاو” 50 آلية عسكرية للنظام في أقل من أسبوع، في خلال معارك ريف حماه.

 

قدرة ليلة عالية

 

نقل موقع “السورية نت” المعارض عن قيادي عسكري في الفرقة الوسطى، فضل عدم نشر اسمه، قوله: “تم تسليم صواريخ فاغوت روسية الصنع للفرقة الوسطى بعد بدء معارك حماه، بالتوازي مع إنشاء غرفة عمليات تضم فصائل الجيش الحر في المنطقة بدعم من غرفة الموم المشكلة من دول أصدقاء الشعب السوري”.

 

ويذكر أن الولايات المتحدة ودول أخرى كبريطانيا وفرنسا والسعودية وقطر أنشأت في بداية 2014 غرفتي “موم” في تركيا و”موك” في درعا لتزويد الفصائل المعتدلة بصواريخ مضادة للدروع وذخائر.

 

أضاف: “الصاروخ الجديد سيشكل إضافة جديدة للفصائل المقاتلة، لأنه يتمتع بقدرة عالية على إصابة الأهداف ليلًا أكثر من الأنواع الأخرى، وهو من الجيل الرابع المطور، وقد أثبت فاعليته في الميدان سريعًا”.

 

و”فاغوت” مختلف عن صاروخي “تاو” و”كونكرس” اللذين تسلمتهما فصائل سورية معارضة. فمداه 2000 متر، أي أقل من مدى صاروخ “تاو” الذي يبلغ مداه 3000 متر، وهو أبطأ وأقل تدميرًا، لكنه أخف وزنًا، وأفعل في المواجهات الليلية، إذ يتميز بميزة إصابة الأهداف من خلال توجيهه بالأشعة تحت الحمراء التي يشغّلها الثوار، وتتم السيطرة في الصاروخ بواسطة كوابل كهربائية.

 

خفيف وقوي

 

صاروخ “فاغوت” هذا روسي من الجيل القديم، خضع للتطوير منذ البدء بإنتاجه في عام 1973، وهذا المستخدم اليوم من الجيل الرابع. يبلغ وزن الصاروخ 26.5 كيلوغرام، ووزن قاعدة إطلاقه 22.5 كيلوغرام. تم اختباره في خلال حرب الخليج الأولى، فنجح في اختراق دبابة أم أي أبرامس الأميركية، التي تبلغ سماكة دروعها 700 ملم. كما استخدم في حرب تموز 2006 بجنوب لبنان، واستعان به حزب الله لإيقاف تقدم دبابة “ميركافا” الاسرائيلية المشهورة.

 

تمكنت حركة أحرار الشام، وتجمع كتائب الغوطة الغربية من اغتنام الكثير من صواريخ “فاغوت” قبل عامين، بعد سيطرتها على مقرات النظام، إلا أن عناصرها لم يستطيعوا الاستفادة من قدرات هذا الصاروخ بشكل فاعل نتيجة عدم وجود قواعد. ويعتبر “فاغوت” جزءًا من ترسانة جيش النظام السوري العسكرية.

 

وهذا الصاروخ اليوم بحوزة معظم فصائل الجيش الحر في حلب وإدلب واللاذقية وحماه ودرعا.

 

«أوباما» يبحث مع «محمد بن زايد» الوضع في سوريا

بحث الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، مع ولي عهد أبو ظبي «محمد بن زايد آل نهيان»، التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا في سوريا واليمن وليبيا.

 

جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه «أوباما» مع «آل نهيان»، أمس الجمعة، اتفقا خلاله على أن العمليات العسكرية الروسية في سوريا يجب أن تركز على تنظيم الدولة الإسلامية وليس جماعات المعارضة السورية المعتدلة، كما شددا على أهمية تهيئة الظروف اللازمة لانتقال سياسي في سوريا، حسب بيان للبيت الأبيض.

 

وفيما يتعلق باليمن، اتفق الزعيمان على أهمية توسيع عملية توزيع المساعدة الإنسانية بشكل فوري، وأن على جميع الأطراف استئناف المفاوضات على وجه السرعة بهدف إنهاء الصراع.

 

وأكدا على أهمية تحرك الأطراف في ليبيا سريعاً لإقرار الاتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه من خلال المفاوضات التي رعتها الأمم المتحدة.

 

وتعارض الولايات المتحدة التدخل الروسي في سوريا، وتعتبر أن  دعم روسيا للرئيس السوري «بشار الأسد» «يثير مخاطر بتفاقم وتمديد الصراع».

 

وفيما تدعي روسيا قصفها لمواقع «الدولة الإسلامية» تشير الإحصائيات إلى أن المستهدف الرئيسي لروسيا هو ضرب المعارضة السورية في سوريا والتمكين لـ «بشار الأسد».

 

أوباما: لا تقارب في الأفكار مع روسيا بشأن سوريا

قال إن الحرب السورية تستقطب المتطرفين ولا يمكن وقفها سوى بحل سياسي

واشنطن – رويترز

قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اليوم الجمعة، إن نقطة التفاهم الوحيدة بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا هي كيفية منع وقوع تصادمات غير مقصودة بين الطائرات المنخرطة في الصراع، لكنه أوضح أن البلدين يختلفان حول المبادئ والاستراتيجيات الرامية لإحلال السلام.

وقال أوباما خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماعه برئيسة كوريا الجنوبية، باك جون هاي، إن الحرب الأهلية السورية تستقطب المتطرفين ولا يمكن وقفها سوى بحل سياسي يتمخض عنه تشكيل حكومة شرعية شاملة.

كما أوضح الرئيس الأميركي أن إيران انتهكت كثيرا حظر التجارب الصاروخية، مشيرا إلى أن الاتفاق النووي لن يحل القضايا الأخرى مع إيران.

 

مسؤول سابق بالخارجية الأمريكية لـCNN: سوريا ليست مهمة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة وعلينا استيعاب ذلك.. وإرسال روسيا لقوات لن يكون منبعا لقوتها

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قال جيريمي شابيرو، العضو السابق بدائرة تخطيط السياسية بوزارة الخارجية الأمريكية، إن سوريا وما تشهده حاليا من أحداث ليست مهمة للإدارة الأمريكية مؤكدا على أنه من الضروري استيعاب ذلك.

 

جاء ذلك في مقابلة أجراها شابيرو مع CNN، حيث قال: “اعتقد أن من الأمور التي أعترف بها الرئيس أوباما هي أنه وبالطبع لدينا مصالح في الشرق الأوسط وبالطبع يتوجب علينا الانخراط فيما يجري هناك ولكن علينا أن نكون أذكياء في كيفية تحقيق ذلك، وعلينا الاعتراف بمحدودية قدراتنا في الشرق الأوسط ومحدودية الأمور التي نريدها في هذه المنطقة، سوريا ليست مهمة لأمريكا، بالطبع هناك مشكلة إنسانية ونحن نقوم بأمور لمقابلة هذه المشكلة ولكن لا اعتقد أنها مهمة للغاية لأمريكا وعلينا استيعاب ذلك.”

 

وأردف المسؤول الأمريكي السابق قائلا: “من الدارج في واشنطن وفي عواصم أخرى القول بأن السياسة الخارجية لأمريكا ضعيفة هذه الأيام، ولكن كما قال الرئيس بنفسه بأن هذا سوء فهم وتقدير لنقاط القوة والضعف، إرسال جنود أمريكيين لخوض معارك غير مهمة للولايات المتحدة الأمريكية في بلدان بعيدة هو ليس المنبع الذي تأتي منه القوة الأمريكية ولن يكون منبعا للقوة الروسية أيضا.”

 

وتابع قائلا: “فكرة أن أمريكا استخلصت قوى لها في الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة الماضية لا تبدو فكرة صائبة من وجهة نظري، عندما ننظر إلى نتائج التدخل الأمريكي في العراق فلا أعتقد أن ذلك جعل أمريكا أكثر قوة بعد انفاقها تريليونات الدولارات وارسالها لمئات الآلاف من الجنود فلم نعزز مصداقيتنا أو قوتنا بتلك الخطوة.”

 

وأضاف: “القوة الأمريكية لا تبنى من خلال مغامرات عسكرية بل بمعرفة أين تقف مصالحك الحقيقية وتسخير الموارد لذلك.”

 

محلل لـCNN: روسيا تحاول إثبات أنها قوة يمكن الاعتماد عليها بسوريا.. وأسلوب الضفدع هو طريقة حفاظ بوتين على سلطته طوال السنين

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— شبه بيرت ستيفنز، المحلل والكاتب بصحيفة نيويورك تايمز، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وطريقه استمراره في السلطة منذ العام 1999 متنقلا بين منصب رئيس الوزراء إلى الرئيس ثم إلى رئيس الوزراء مجددا وحاليا في الرئاسة، بالضفدع الذي يقفز على أوراق زنبق الماء.

 

جاء ذلك في مقابلة لستيفنز مع CNN حيث قال إن الرئيس بوتين “يحاول تقديم نفسه على أنه راع مقتدر لحلفائه ويريد تأكيد أن القوة الروسية هي قوة يمكن الاعتماد عليها.”

 

وأضاف المحلل: “إذا فكرنا بالطريقة التي تمكن فيها بوتين من الحفاظ على سلطته على مر السنوات من عميل بالاستخبارات الروسية الـKGB وتحوله إلى الطبقة التكنوقراطية وبعدها ليصبح الرئيس المُصلح في ولايته الأولى ثم ليتحول إلى راع لنخبة المجتمع أو ما يُعرف بـ’اوليغاركس‘ سنرى أن أسلوبه أشبه بالضفدع الذي يقفز من ورقة زنبق ماء إلى أخرى فكلما شعر بأن الورقة التي يقف عليها تغرق قفز إلى الورقة التالية، وهكذا حافظ على سلطته.”

 

ولفت المحلل إلى أن عمليات بوتين في سوريا “يُراد منها تحويل اهتمام الشعب الروسي وتضليله بعيدا عن الوضع الاقتصادي في البلاد، تماما كما يفعله أي ديكتاتور.”

 

بوتين: الآلاف من الروس يحاربون في صفوف داعش في سوريا

يقول الرئيس بوتين إن المسلحين الذين يحاربون في صفوف داعش سيشكلون خطرا حقيقيا اذا عادوا الى مواطنهم

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن ثمة نحو 5 آلاف و7 آلاف من مواطني روسيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق يحاربون في صفوف تنظيم “الدولة الاسلامية” في سوريا.

وقال الرئيس الروسي في قمة اقليمية إن هؤلاء المسلحين سيشكلون تهديدا حقيقيا اذا عادوا الى بلدانهم.

كما حذر الرئيس بوتين بأن العنف المستشري في افغانستان قد ينتشر الى دول وسط آسيا.

وقال بهذا الصدد إن الموقف في افغانستان “يوشك ان يكون حرجا”، وإنه ينبغي على دول آسيا الوسطى “أن تكون مستعدة للتصرف.”

تجاوز ميديا بلايرمساعدة خاصة بميديا بلايرخارج ميديا بلاير. اضغط ‘enter’ للعودة أو tab للمواصلة.

وقال الرئيس الروسي لقادة دول اتحاد الدول المستقلة المجتمعين في كازاخستان إن “الارهابيين من مختلف التوجهات يزدادون نفوذا ولا يخفون خططهم التوسعية.”

واتفق القادة الذين يشاركون في قمة الاتحاد المكون من دول الاتحاد السوفييتي السابق على تشكيل قوة مشتركة لحماية دولهم وقت الازمات.

ويقول مراسل بي بي سي في موسكو ستبف روزنبيرغ إن طاجيكستان، التي لها حدود أطول مع افغانستان من اي من دول الاتحاد السوفييتي السابق، تعد الدولة الاكثر تعرضا لهذه المخاطر.

ولروسيا قاعدة عسكرية في طاجيكستان، ومن شأن الاتفاق الاخير ان يتيح نشر قوات روسية وغيرها على الحدود الطاجيكية الافغانية.

وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما قد أعلن يوم الخميس إنه قرر الابقاء على الوجود العسكري الامريكي في افغانستان لما بعد عام 2016.

وقال الرئيس الامريكي إن 5500 من العسكريين الامريكيين سيظلون في افغانستان لمساعدة القوات الافغانية في التصدي للتهديد الذي تشكله حركة طالبان.

كما قال الرئيس بوتين إن الحملة الجوية الروسية الداعمة لحكومة الرئيس بشار الأسد في سوريا قد نجحت في قتل “المئات من الارهابيين.”

وقلل الرئيس الروسي من أهمية الانتقادات الموجهة الى تدخل بلاده في سوريا، وقال الجمعة إن العمليات العسكرية الروسية في سوريا ستتواصل “طيلة فترة الهجوم السوري على الارهابيين.”

كما قال إن روسيا “تخوض مفاوضات” مع قوى اقليمية بما فيها السعودية، وانها “تبذل الجهود لبناء صروح تعاون” مع تركيا والولايات المتحدة.

ويقول المتمردون السوريون وحكومات غربية إن روسيا لا تستهدف داعش بالدرجة الاولى.

واتهمت الولايات المتحدة روسيا بادارة حملة عسكرية “ذات عيوب اساسية” في سوريا من شأنها اذكاء نار الحرب الدائرة هناك.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى