أحداث الخميس، 01 تشرين الثاني 2012
مصير الأسد عقدة التسوية بين روسيا والغرب
باريس – رندة تقي الدين؛ القاهرة – محمد الشاذلي؛ دمشق، بيروت، بكين – «الحياة»، ا ف ب، رويترز
اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الفرنسي لوران فابيوس، في ختام محادثاتهما في العاصمة الفرنسية امس، ان بقاء الرئيس بشار الاسد في السلطة هو العقبة الرئيسية التي تقف في طريق التفاهم بين روسيا والدول الغربية للتوصل الى تسوية للازمة السورية.
وعرض فابيوس ولافروف خلافهما على القضية السورية ورحيل الاسد، في مؤتمر صحافي مشترك في وزارة الخارجية الفرنسية حيث عقد اجتماع للجنة المشتركة الفرنسية – الروسية التي ضمت ايضا وزراء دفاع البلدين .
وقال فابيوس انه ناقش مع لافروف مسألة رحيل الاسد مضيفا: ”كنا موجودين مع لافروف في جنيف عندما وقعنا بيان جنيف. وبعد المؤتمر كان هناك خلاف في قراءة البيان. فنحن اعتبرنا ان لا حل ممكناً ببقاء بشار الاسد في الحكم في حين ان زملاءنا الروس قالوا ان بشار الاسد موجود وينبغي العمل معه. وهذه صعوبة اساسية. فكلما استمرت الازمة السورية يزداد عدد الضحايا وتزيد صعوبة السيطرة على الصراع لان التشدد والانقسام الطائفي يزيد، ويزداد تدخل اشخاص من خارج سورية. ونحن والروس نؤكد ضرورة ضمان حقوق كل الطوائف في سورية، لكن نحن نقول اننا لن نجد حلاً يبقى فيه بشار الاسد في السلطة. فالتغيير ضروري ولكن يجب ان تستمر مؤسسات الدولة والا نواجه الخطر الذي واجهناه في العراق حيث تغير الرئيس ولكن خلق فراغ ادى الى صراعات داخل البلد».
اما لافروف فقال انه يتفق مع نظيره الفرنسي على ضرورة حماية حقوق الاقليات والحفاظ على التوازن الطائفي في سورية. واوضح ان بيان جنيف تتضمن جملة ان من يتولى السلطة في سورية عليه ان يرحل ولكن في البيان الختامي هذه الجملة غير موجودة اذن لقد رفضنا ان يتدخل اتفاق جنيف في مصير بشار الاسد. فهذا للشعب السوري وبيان جنيف يدعو الحكومة والمعارضة الى الاتفاق على المرحلة الانتقالية.
وكان اعضاء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن توصلوا الى بيان خلال مؤتمر عقدوه في جنيف في 30 حزيران (يونيو) الماضي على انشاء هيئة حكومية انتقالية يتمثل فيها النظام السوري والمعارضة. لكن خلافات ظهرت بعد ذلك على تفسير البيان، فبينما استبعد الغربيون اي مشاركة للرئيس السوري في المرحلة الانتقالية شددت روسيا والصين على انه يعود الى السوريين تقرير مصيرهم.
في هذا الوقت يتابع المبعوث الدولي – العربي الاخضر الابراهيمي اتصالاته لمحاولة احداث اختراق في الازمة السورية. وينتظر ان يصل اليوم إلى القاهرة من بكين، ويلتقي الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي للتشاور حول التطورات.
وذكرت مصادر ديبلوماسية عربية في القاهرة ان هناك ترتيبات لعقد اجتماع للجنة الوزارية المعنية بالازمة السورية برئاسة قطر يوم 12 تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري على هامش اجتماع مجلس الجامعة برئاسة لبنان في اليوم نفسه.
والتقى الابراهيمي التقى امس في العاصمة الصينية وزير الخارجية يانغ جيه تشي الذي قال إن على العالم التحرك بسرعة أكبر لدعم جهود الوساطة التي يقوم بها الموفد الدولي لأن الوضع آخذ في التدهور. وكرر الوزير الصيني دعوة كل الاطراف في الصراع السوري الى وقف إطلاق النار واتخاذ خطوات نحو تشكيل حكومة انتقالية. وقال ان الصين تعتقد ان «الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة هو حل القضية السورية عبر القنوات السياسية».
وبينما تحدثت وسائل اعلامية عن خطة من اربع نقاط عرضتها بكين على الابراهيمي لم تكشف الخارجية الصينية مضمون المحادثات لكنها كررت القول ان بكين ستدفع في اتجاه «حل سياسي في سورية».
من جهة اخرى اختتمت مجموعات معارضة مؤتمراً استمر ثلاثة ايام عقدته في احدى ضواحي اسطنبول. واوضح المسؤول عن المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية رضوان زيادة ان المؤتمرين اتفقوا على «وضع الخلافات الايديولوجية جانباً وتشكيل حكومة في المنفى». وقال ان جمعية عامة ستعقد لهذه الغاية و»ستجتمع على الاراضي السورية واذا امكن في المناطق المحررة». وشارك في هذا المؤتمر اكثر اطراف المعارضة، ومن بينها اعضاء في «المجلس الوطني» وقادة عسكريون من «الجيس السوري الحر» الى جانب «الاخوان المسلمين» و»المجلس الوطني الكردي».
وعلى الصعيد الامني، انفجرت امس عبوة ناسفة قرب مقام السيدة زينب جنوب شرقي دمشق ادت الى مقتل ثمانية اشخاص على الاقل واصابة العشرات بجروح. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان العبوة كانت مزروعة في دراجة نارية، وانفجرت امام فندق ال ياسر قرب مقام السيدة زينب. ومن جهة اخرى، افاد التلفزيون الرسمي بوقوع انفجار في معضمية الشام جنوب غربي دمشق، ونقل في شريط اخباري عاجل عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق قوله «تفجير ارهابي بسيارة مفخخة في الشارع الرئيسي في معضمية الشام في ريف دمشق اسفر عن وقوع عدد من الاصابات».
الى ذلك شن الطيران الحربي غارات جديدة على مناطق مختلفة في ريف دمشق ومحافظتي ادلب ودير الزور. ففي الغوطة شنت الطائرات غارات على سقبا ودوما وكفربطنا، كما تعرضت بلدة رنكوس التي اصبحت موقعاً لـ «الجيش الحر» للقصف. وذكرت الشبكة السورية لحقوق الانسان في توثيقها اليومي لاعداد القتلى ان حصيلة امس، حتى المساء، بلغت 70 قتيلاً، بينهم 35 في حلب و20 في دمشق وريفها.
عيتاني في اتصال مباشر: الاتراك يرفضون استلامي
بيروت – “الحياة”
اكد الصحافي اللبناني فداء عيتاني عبر اتصال مباشر مع قناة “ال بي سي” التي يعمل لمصلحتها، ان “ابو ابراهيم جاهز لتسليمه منذ ساعات ولكن يبدو ان المشكلة لدى الاتراك”، موضحاً ان الاتراك يؤجلون تسليمه بحجة “واهية” انهم سيأخذونه عبر طائرة خاصة الى بيروت”، واكد عيتاني ان ابو ابراهيم ما زال على قيد الحياة، بعد ورود انباء عن مقتله.
في حين أكد الزميل حسام عيتاني عبر صفحته على “الفايسبوك” ان شقيقه فداء، المحتجز في سورية، انه “لا زال على الاراضي السورية ولم يعبر الحدود مع تركيا بعد”، تضاربت المعلومات حول عملية الافراج عنه.
وكانت الاتصالات من جانب أهل عيتاني لإطلاقه تواصلت مع الأطراف المعنية بالملف، ووعدت الجهة الخاطفة صباح امس بإطلاقه «قريباً»، ودعت إلى انتظار بيان يصدر عنها، وعصراً نشرت الجهة الخاطفة بياناً على موقعها على «فايسبوك» أكدت فيه أنه سيطلق سراحه «بعد ساعات قليلة، وسيتم إرساله إلى بلده عبر الأراضي التركية من دون وساطة أي طرف أو دفع فدية، لأن الصحافي عيتاني كان تحت الإقامة الجبرية فحسب”.
ولفتت القيادة إلى أن احتجاز عيتاني جرى على خلفية «وصول معلومات إلينا حول تحركاته في مدينة حلب وريفها، وتفيد أن عمله كصحافي لا ينضوي تحت المعايير والقوانين الدولية للصحافة، أو ميثاق الأمم المتحدة للعمل الصحافي، كما أن هناك معلومات أخرى غير قابلة للطرح الإعلامي يمكن أن نعطيها لجهات ثورية موجودة على الأرض ومعروفة، وسيكون للصحافي عيتاني الحق بالعودة إلى سورية بعد ما لا يقل عن شهر، وذلك بعد إرسال القناة أو الوكالة الإعلامية التي يعمل لها تكليفاً واضحاً يشرح عمله في سورية، ونود أن نُطلع كل الجهات المتابعة لهذه القضية على أن أمن الثورة وخصوصيتها واجب على كل ثائر يخاف على ثورته، وذلك يفرضه علينا واقع الحرب التي يعيشها السوريون مع النظام”.
وأضاف البيان الموقّع من «مكتب الأمن الإعلامي»: «لكن هذا غير مرتبط ببناء سورية الجديدة بعد سقوط النظام، فحرية العمل الصحافي وفتح المجال لعمل القنوات والوكالات الإخبارية سيكونان متاحين وبحرية كاملة ومن دون أي قيود أو شروط تحت قوانين الدستور الجديد”.
ثم أعلن وزير الداخلية اللبناني مروان شربل، أن الزميل عيتاني وصل إلى الأراضي التركية.
وكان «المجلس الثقافي للبنان الجنوبي» أكد مشاركته في الحملة التضامنية مع عيتاني لإطلاق سراحه، وطالب السلطات «ببذل أقصى الجهد للإفراج عنه وبقية المخطوفين”.
كلينتون لتجاوز “المجلس الوطني السوري“:
مع معارضة تمثّل من يموتون على الجبهات
واشنطن – هشام ملحم / العواصم الأخرى – الوكالات
دعت الولايات المتحدة الى اعادة هيكلة قيادة المعارضة السورية جذرياً لتعكس التمثيل والوزن للقوى الفاعلة على الارض التي تقاوم نظام الرئيس بشار الاسد، وحضّت المعارضة على ان “تقاوم بشدة جهود القوى المتطرفة لخطف الثورة السورية”.
وصرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحافي عقب لقائها الرئيس الكرواتي ايفو يوسيوفيتش في زغرب: “يجب ان يكون هناك تمثيل لاولئك الذين يقاتلون ويموتون على الجبهات اليوم للحصول على حرياتهم”.
وفي تحول نوعي وعلني في الموقف الاميركي من “المجلس الوطني السوري” المعارض، الذي اعتبرته واشنطن في السابق ممثلا للشعب السوري، اضافت كلينتون: “هذه يجب ألا تكون معارضة يمثلها افراد لديهم صفات جيدة، لكنهم في حالات كثيرة لم يعيشوا في سوريا عشرين وثلاثين او أريعين سنة”. وأكدت ان “ثمة حاجة الى بنية قيادية للمعارضة مكرسة لتمثيل جميع السوريين وحمايتهم. وليس سرا ان كثيرين داخل سوريا قلقون مما سيأتي في المرحلة المقبلة، وهم لا يحبون نظام الاسد، لكنهم قلقون، وهم محقون في ذلك، من المستقبل”.
ثم قالت: “لقد اوضحنا انه لا يمكن بعد الان اعتبار المجلس الوطني السوري القائد المنظور للمعارضة، يمكنهم ان يكونوا جزءا من معارضة أوسع، لكن هذه المعارضة يجب ان تشمل شخصيات من داخل سوريا وغيرهم من الذين يمتلكون صوتا شرعيا يستحق سماعه، ولهذا فان جهودنا تتركز على هذه المسألة”.
وتحدثت عما سمته “تقارير مقلقة عن المتطرفين الذين يدخلون سوريا ويحاولون السيطرة على ما هو ثورة شرعية على نظام قمعي لاغراضهم الخاصة”.
واعتبرت ان مؤتمر المعارضة المقرر عقده في الدوحة الاسبوع المقبل خطوة مهمة، وكشفت ان واشنطن “أوصت باسماء وتنظيمات كي تضمها البنية الجديدة للمعارضة”.
والتحول الاميركي حيال “المجلس الوطني السوري” غير مفاجيء، ويأتي بعد محاولات عدة بذلتها واشنطن لدفع المجلس الى توسيع رقعة تمثيله لمختلف اطياف المعارضة السورية وخصوصاً القوى المقاتلة على الارض. وجاءت الخلافات داخل المجلس واخفاقه في توسيع رقعة تمثيله لقوى المعارضة وازدياد انتقاد بعض القوى داخل سوريا لادائه، لتعمق مشاعر الاحباط في صفوف المسؤولين الاميركيين المعنيين بالازمة السورية، الامر الذي وسع المسافة بين الطرفين، وأفضى الى توقف واشنطن عن اعتبار المجلس ممثلا شرعيا للشعب السوري.
وأسفت لفشل الهدنة التي اقترحها الممثل الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا الاخضر الابرهيمي خلال عطلة عيد الاضحى، قائلة: “أسفت لكنني لم أفاجأ بفشل محاولة وقف النار الاخيرة”.
وفيما كانت كلينتون تتحدث في زغرب، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يؤكد بعد لقائه نظيره الفرنسي لوران فابيوس في باريس ان لا تغيير في الموقف الروسي، محذرا من أنه “اذا أصر شركاؤنا على موقفهم المطالب برحيل هذا الزعيم الذي لا يحبونه (الأسد) فان حمام الدم سيستمر”.
الابرهيمي في الصين
في بيجينغ التي زارها الابرهيمي، كشف مسؤول صيني مقترحات صينية من أربع نقاط قدمها وزير الخارجية يانغ جيشي لحل سياسي للأزمة السورية، حض خلالها كل الاطراف على وقف النار وأعمال العنف وبدء انتقال سياسي في أقرب وقت.
وقال “إن يانغ قدم هذه المقترحات خلال محادثاته اليوم (أمس) مع الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الاخضر الابرهيمي خلال زيارته الاولى للصين منذ تولى منصبه بدل الامين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان وسيطا دوليا لسوريا في الاول من تموز الماضي”.
وأضاف ان وزير الخارجية الصيني وصف الوضع في سوريا بأنه “يمر بمرحلة حرجة، كما أنه يجب النظر الى المصالح الجوهرية للشعب السوري فضلا عن السلام والاستقرار في الشرق الاوسط. وأوضح ان الحل السياسي هو الخيار الوحيد في سوريا، وأن مستقبل سوريا يجب ان يحدده الشعب السوري بنفسه كما يجب احترام سيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامة اراضيها والحفاظ عليها”.
كلينتون تدعو المعارضة السورية للتوسع الى ما هو ابعد من “المجلس الوطني السوري“
اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون انها تنتظر من المعارضة السورية ان تتوسع الى ما هو ابعد من “المجلس الوطني السوري” وان “تقاوم بشكل اقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة” في سوريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وقالت كلينتون “هناك معلومات مثيرة للقلق عن متطرفين يتوجهون الى سوريا ويعملون على تحويل مسار ما كان حتى الان ثورة مشروعة ضد نظام قمعي، بما يحقق مصالحهم”.
وتابعت وزيرة الخارجية الاميركية انه لهذه الاسباب فان الولايات المتحدة تريد “مساعدة المعارضة على توحيد صفوفها بحزم كي تتصدى لنظام الاسد”.
واضافت “لم يعد من الممكن النظر الى المجلس الوطني السوري على انه الزعامة المرئية للمعارضة.. يمكن ان يكون جزءا من المعارضة التي يجب ان تضم اشخاصا من الداخل السوري وغيرهم”.
وتابعت كلينتون “نعمل بقوة مع العديد من العناصر المتنوعة للمعارضة في داخل سوريا وخارجها”، معتبرة ان قيام ائتلاف واسع للمعارضة “بحاجة لبنية قيادية قادرة على تمثيل كل السوريين وحمايتهم، معارضة قادرة على مخاطبة اي طيف او مكون جغرافي في سوريا”.
واشارت الى ان الولايات المتحدة تريد “مساعدة المعارضة على التوحد حول استراتيجية فاعلة قادرة على مقاومة عنف النظام والبدء بالاعداد لانتقال سياسي”.
(ا ف ب)
موسكو وباريس تتبادلان الاتهامات حول سوريا: خلاف على قراءة اتفاق جنيف.. و«المناطق المحرّرة»
محمد بلوط
لا أحد يذكر تماما لماذا التقى وزراء دفاع وخارجية باريس وموسكو مراراً. الشراكة الإستراتيجية التي تضع الوزراء الأربعة حول طاولة، طورا في موسكو، وطورا آخر في باريس، لم يتسنَّ لأحد في قاعة المؤتمرات الصحافية في الكي دورسيه، مقر «الخارجية» الفرنسية، أمس أن يجد فيها ما يغري.
تمحورت غالبية الأسئلة والإجابات في القاعة حول اتفاق جنيف كفرصة وحيدة للتسوية السورية بين الغربيين والروس. واكتشف الصحافيون جميعا أن ما انتظروا سماعه حول حل في سوريا ضاع في مهب الاجتهادات، الفرنسية والروسية بشكل خاص، لكثرة ما أسهب لوران فابيوس وسيرغي لافروف في نقد قراءة الآخر لنقطة اتفاق جنيف الجوهرية: هل قضى الأخير، الذي عقد ظهيرة الثلاثين من حزيران خلال الاجتماع اليتيم لمجموعة العمل الدولية حول سوريا، برحيل الأسد فور تأليف هيئة سورية تنفيذية من معارضين وموالين، كما قرأ فابيوس الاتفاق، أم أن بقاءه في الحكم رغم تأليفها لا يفسد للتسوية قضية، كما يردد لافروف؟
وأظهر كل من فابيوس ولافروف ما اختبأ منذ أشهر من خلاف على اعتبارات شخصية حول فرصة جنيف الضائعة، وتفننا دبلوماسيا في تبادل ركلات الذاكرة. قال فابيوس «أذكر أننا ذهبنا إلى جنيف ووقعنا الاتفاق سويا، وقد اعتبرنا على ضوئه أن لا حل ممكنا في سوريا إذا بقي الأسد في منصبه»، بدوره ردّ لافروف «لقد بحثنا في جنيف في المسودة الأولى للاتفاق مع شركائنا الغربيين جملة تقول إن من يقود البلاد حاليا ينبغي عليه أن يختفي في سوريا الجديدة، لكن تلك الجملة لم تظهر في البيان النهائي لاتفاق جنيف».
بعد ذلك قال لافروف «نحن متفقون مع فرنسا على مبدأ الحفاظ على حقوق الأقليات والتوازن الطائفي في سوريا، وهو توازن وضعته فرنسا المنتدبة على سوريا». في وقت رد فابيوس، محملا الروس مسؤولية بقاء الأسد في السلطة، بالقول «الآن بقاء الأسد يطيل الصراع في سوريا وكلما طال سيصبح الحل صعباً، بعد أن تطرفت المعارضة خصوصا الطائفية منها وجذبت الساحة السورية غرباء إليها وأضحى التعايش بين المركبات السورية أصعب. لا حل في سوريا ما بقي الأسد، لكن ينبغي أن تبقى المؤسسات صامدة، لكي لا تتكرر سابقة العراق».
وأعاد لافروف ردا مألوفا «الشعب السوري يحددّ مصير بلاده بنفسه، وكنا قد طلبنا من الحكومة أن تعيّن ممثليها لمفاوضات مع المعارضة ففعلت، ولكن المعارضة لم تفعل، وهي تقول إنها لا تريد المشاركة في أي مفاوضات على قاعدة اتفاق جنيف». يذكّر لافروف الغربيين أنهم أفشلوا تحويل اتفاق جنيف إلى قرار ملزم في مجلس الأمن، مذكراً «لقد عارض الغربيون وحاول الأميركيون تقييد تنفيذه بمهلة وهي طريقة غير عملية لتنفيذه، وبعض شركائنا الغربيين لا تقودهم للأسف الاعتبارات العملية وإنما الدوافع الإيديولوجية، وإذا لم يغير الغرب موقفه، فإن حمام الدم سيستمر في سوريا».
الخلاف انتقل أيضا إلى الموقف من رؤية «المناطق المحررة». فابيوس قال إنها كـ«البقع على جلد نمر بعضها كسبته المعارضة بالقتال، وبعضها الآخر خرج منه النظام ولم يعد إليه، وما نحاوله هو بذل الجهد لمساعدة المدنيين على تشغيل الأفران مثلا، وتسليم المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها مباشرة عوضا من أن تضيع في الطريق، وهو مفهوم فرنسي للعمل والمساعدة على استباق سقوط النظام» كي لا تعمّ الفوضى سوريا.
لافروف لم ير «جلد نمر وبقع»، إنما «لوحة شطرنج، كحلب مثلا التي يتبادل السيطرة على مربعاتها النظام والمعارضة، وبكل الأحوال لكي يكون هناك مناطق محررة وجب أن تكون محتلة قبلا، وهذا ليس الوضع في سوريا، كما أن هناك مرتزقة يتدفقون من بلدان مجاورة».
الوزير الروسي الذي سئل عن رأيه بأحياء دمشق تقصف بـ«ميغ» روسية، أجاب «خلال عقود كدست دول المنطقة أسلحة كثيرة، روسية وأميركية وفرنسية وغيرها، وقد استُخدمت هذه الأسلحة في القصف في غير مكان. ينبغي أن نكون واقعيين لكي يتوقف نزف الدماء في سوريا، فعلى الحكومات أن ترد ما استمرت الحركات الإرهابية في هجماتها، وهذا أمر لا نمليه نحن على أي حكومة ولكنها دوامة العنف. قد يكون الرد غير مناسب، وقد رأينا ذلك في أماكن كثيرة لذا ينبغي وقف العنف».
الإرهاب يطال مقام السيدة زينب مجدداً
ادى انفجار عبوة ناسفة قرب مقام السيدة زينب، جنوب شرق دمشق، الى مقتل ستة اشخاص على الاقل واصيب 13 بجروح بحسب ما افاد التلفزيون السوري الرسمي، والى مقتل ثمانية اشخاص على الاقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية «سانا» عن مصدر في قيادة شرطة دمشق ان «مجموعة ارهابية مسلحة فجرت عبوة ناسفة وضعتها في كيس للقمامة في شارع مزدحم في منطقة السيدة زينب»، مشيرة الى ان الحادث اسفر عن وقوع «عدد من الضحايا والاصابات»، من دون ذكر تفاصيل اضافية.
ولاحقا اوردت الوكالة نقلا عن مصدر مسؤول ان «ارهابيين استهدفوا بقذيفة هاون مبنى سكنياً في حي غربة في منطقة السيدة زينب، ما اسفر عن استشهاد واصابة عدد من سكان المبنى»، من دون ان تقدم تفاصيل اضافية.
وليست المرة الاولى التي يُستهدف فيها مقام السيدة زينب بتفجير منذ النزاع السوري، اذ ادى تفجير انتحاري في حزيران الماضي الى جرح 14 شخصاً في المقام.
من جهة اخرى، افاد التلفزيون الرسمي عن وقوع انفجار في معضمية الشام جنوب غرب العاصمة السورية، من دون ان يقدم تفاصيل اضافية. وأشار المرصد السوري الى ان «انفجاراً شديداً هزّ بلدة معضمية الشام، وتشير المعلومات الاولية انه ناجم عن سيارة مفخخة وأسفر عن خسائر بشرية».
على صعيد آخر، واصلت الطائرات الحربية السورية غاراتها الجوّية لا سيما في ريف دمشق وشمال غرب البلاد.
وتعرّضت مناطق الغوطة الشرقية الى الشرق من العاصمة «لأكثر من 20 غارة جوية استهدفت بساتين ومدن وبلدات الغوطة وسقبا ودوما»، منها «اربع غارات جوية على مدينة عربين ومحيطها»، بحسب المرصد.
وأفاد المرصد عن وقوع اشتباكات بين المسلّحين والقوات النظامية التي تحاول تطهير مدينة حرستا في ريف دمشق، بينما تتعرض بلدة زملكا للقصف.
وذكرت «سانا» أن «وحدة من الجيش السوري اشتبكت مع مجموعة ارهابية على دوار الثانوية في حرستا، وقضت على عدد من أفرادها من بينهم الإرهابي بسام علوش متزعم ما يُسمى «درع العاصمة»».
وفي ريف حماة، تصدّى الجيش السوري «لمجموعة إرهابية مسلحة حاولت الاعتداء على أهالي بلدتي الجيد والعزيزية في الغاب في ريف حماة، وألحقت خسائر في صفوفها»، بحسب «سانا».
وهاجم مسلّحون «حواجز تابعة للقوات النظامية على طريق اللاذقية ـ ادلب في ريف جسر الشغور»، بحسب المرصد الذي أشار الى اشتباكات «رافقها تحليق للطيران الحربي وسقوط قذائف على المناطق المحيطة».
من جهته، أعلن الجيش السوري الحرّ سيطرته على حاجز المعصرة، في جسر الشغور في إدلب بعد معركة ضارية مع قوات النظام.
(ا ش ا، أ ف ب، «سانا»)
كلينتون تطعن بتمثيل «المجلس الوطني» وتحذر من «المتطرفين» موسـكو: حمام الدم سيستمر إذا لم يغيّر الغرب موقفه من الأسـد
حذّرت موسكو، أمس، الدول الغربية، من أن «حمام الدم» سيتواصل في سوريا إذا تمسّكت هذه الدول بموقفها الداعي إلى رحيل الرئيس بشار الأسد، فيما طعنت واشنطن، بأهلية المجلس الوطني السوري في ادعاء تمثيل المعارضة السورية بشكل كامل، معتبرة أن المجلس الذي يعقد اجتماعا في الدوحة خلال أيام، يمكنه أن يكون جزءا من معارضة أوسع. وبينما أكدت الوزيرة الاميركية ضرورة توحيد صفوف المعارضة، أعربت عن قلق اميركي من تزايد تأثير «المتطرفين» واحتمال حرف «الثورة» عن مسارها.
وفي حين حثَّ المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بكين على القيام بدور ناشط من أجل إيجاد حل للأزمة، تمسّكت الصين بأن مستقبل سوريا يجب أن يحدده الشعب السوري بنفسه، وضرورة حلّ الأزمة بطريقة سياسية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق قوله، إن «مجموعة إرهابية مسلّحة فجّرت عبوة وضعتها في كيس للقمامة بشارع مزدحم في منطقة السيدة زينب، ما أسفر عن وقوع عدد من الضحايا والإصابات»، فيما أشار التلفزيون السوري إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 13. وقال آخر إن «إرهابيين استهدفوا بقذيفة هاون مبنى سكنيا في حي غربة بمنطقة السيدة زينب، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من سكان المبنى».
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «تعرّضت مناطق الغوطة الشرقية لأكثر من 20 غارة جوية استهدفت بساتين
الغوطة وبلداتها ، كما شنّت غارات على بساتين بلدة سقبا ودوما» في ريف دمشق. وأضاف «استهدفت الغارات الجوية مناطق في محافظة إدلب، لا سيما مدينة معرّة النعمان»، مشيرا إلى أن «اشتباكات عنيفة تدور عند المدخل الجنوبي للمدينة بين المسلّحين والقوات النظامية التي تحاول اقتحام معرّة النعمان». وتابع «حصدت أعمال العنف 45 قتيلا».
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في باريس، «إذا أصرَّ شركاؤنا على موقفهم المطالب برحيل هذا الزعيم الذي لا يحبّونه فإن حمام الدم سيستمر». وشدّد على أن البيان الختامي الذي اعتمد في جنيف «لا يتحدث عن ضرورة رحيل القادة السوريين، فإن الشعب السوري هو الذي يجب أن يقرر رحيل بشار الأسد».
وأقرَّ فابيوس قائلا «نعم، هناك خلاف في التقدير بشأن وجود بشار الأسد في هيئة حكومية انتقالية»، لكنه أشار إلى وجود «نقاط اتفاق على الرغبة في وقف النزاع وتجنب انتشاره إلى دول أخرى، وان تتمكن كل المجموعات من العيش معا». (تفاصيل صفحة10)
كلينتون
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في مؤتمر صحافي عقدته في العاصمة الكرواتية زغرب، إنها تنتظر من المعارضة السورية، التي ستجتمع في الدوحة الأسبوع المقبل، أن «تقاوم بشكل أقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة» ضد النظام. وأضافت «هناك معلومات مثيرة للقلق حول متطرفين يتوجهون إلى سوريا ويعملون على تحويل مسار ما كان حتى الآن ثورة مشروعة ضد نظام قمعي لصالحهم».
وأعلنت أن واشنطن تريد «مساعدة المعارضة على توحيد صفوفها بحزم كي تتصدى لنظام الأسد». وتابعت «لقد أوضحنا بشكل لا لبس فيه أنه لم يعد من الممكن النظر إلى المجلس الوطني السوري على أنه الزعيم المرئي للمعارضة. يمكنه أن يكون جزءا من معارضة أوسع، ولكن هذه المعارضة يجب أن تشمل أشخاصا داخل سوريا وغيرهم».
وقالت «لا يمكن أن تكون معارضة، حيث أنهم (قيادات المجلس) لم يدخلوا إلى سوريا منذ 20 و30 و40 سنة». وتابعت «هناك حاجة إلى وجود بنية للمعارضة تمثل كل السوريين وتحميهم».
وأشارت إلى أن اجتماع المعارضة في الدوحة الأسبوع المقبل قد يمثل فرصة لمجموعات المعارضة من أجل ضم ممثلين عن «أولئك الذين يقاتلون على الجبهة ويموتون اليوم». وأعلنت أن واشنطن سهّلت هذا التحرك خلال لقاء تمّ على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقالت «لقد اقترحنا أسماء ومنظمات نعتقد انه يجب أن تضم إلى القيادة».
واعتبرت أن قيام ائتلاف واسع للمعارضة «بحاجة لبنية قيادية قادرة على تمثيل كل السوريين وحمايتهم، معارضة قادرة على مخاطبة أي طيف أو مكوّن جغرافي في سوريا». وتابعت إن الولايات المتحدة تريد «مساعدة المعارضة على الاتحاد حول إستراتيجية فاعلة قادرة على مقاومة عنف النظام والبدء بالإعداد لانتقال سياسي».
الإبراهيمي في بكين
وأعرب الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيــر الخارجية الصيني يانغ جيتشي في بكـــين، عن أمله أن «تتمكن الصـــين من لعب دور ناشط في إيجاد حـــل للأحداث في سوريا»، مضيفا أن «الحلّ السياسي يشـــكّل المقاربة الوحيدة المناسبة للوضع المعقّد والحساس في سوريا، وعـــلى جميع الأطراف أن توقف إطلاق النار والعنف من أجل تهيئة الظروف للحل السياسي».
ونقلت وكالة «شينخوا» الصينية عن جيتشي دعوته كل الأطراف في الصراع السوري لوقف إطلاق النار فوراً واتخاذ خطوات نحو تشكيل حكومة انتقالية. وقال «يجب أن يتعاون المجتمع الدولي بشكل كامل ويدعم جهود الوساطة التي يقوم بها الوسيط الإبراهيمي بشعور أكبر بالحاجة الملحة والمسؤولية».
وأضاف «على الأطراف المعنية أن تعيّن في أسرع وقت ممكن ممثلين لهم سلطة لوضع خريطة طريق لعملية التحول السياسي بمساعدة من الإبراهيمي والمجتمع الدولي»، لكنه شدد على أن «مستقبل سوريا يجب أن يحدده الشعب السوري بنفسه، ويجب احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها ووحدة أراضيها والحفاظ عليها». وتابع «تعتقد الصين أن الوضع في سوريا يتدهور يوما بعد يوم. الطريقة الوحيدة للخروج من الأزمة هو حل القضية السورية عبر القنوات السياسية».
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، إن الإبراهيمي سيصل إلى القاهرة اليوم، وذلك للتشاور حول آخر تطورات الأزمة في سوريا بعد فشل هدنة عيد الأضحى.
ويعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، اجتماعا في القاهرة في 12 تشرين الثاني الحالي، برئاسة وزير خارجية لبنان عدنان منصور، لبحث تطورات الأوضاع في سوريا والقضية الفلسطينية.
وفي طهران، أعرب وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، خلال لقائه وزير النفط السوري سعيد هنيدي، عن اعتقاده بأن «أي تطور سلبي في سوريا من شأنه أن يترك آثاراً سلبية على دول المنطقة كافة وخصوصاً دول الجوار»، مشدداً على ضرورة حل الأزمة السورية سياسياً.
(«السفير»، «سانا»،
ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
أعنف الاشتباكات شمالاً تشهد استخدام الصواريخ ومضادات الطيران والجيش السوري يرسل تعزيزاته
مقاتلو “الحر” يسعون لإنشاء منطقة عازلة في “حارم” الحدودية
دمشق ـ “القدس العربي” ـ من كامل صقر: في أقصى الشمال السوري بمحافظة إدلب وتحديداً بمنطقة حارم الحدودية تجري حتى الآن واحدة من أعنف الاشتباكات بين الجيش السوري ومقاتلي الجيش الحر، معظم أنواع الاسلحة المتوسطة والثقيلة تُستخدم في تلك الاشتباكات.
تقول مصادر ميدانية لـ “القدس العربي” ان الجيش السوري لا يتفوق في السلاح الذي يستخدم على مقاتلي الجيش الحر سوى في سلاح الجو والمروحيات المقاتلة.
أعداد كبيرة من مقاتلي المعارضة يقارب عددهم ألفي مسلح معظمهم مما يسمى “لواء شهداء إدلب” و”كتيبة أنصار التوحيد والسنة” يقاتلون أعداداً أقلّ منهم بكثير من جنود الجيش السوري هناك.
مليشيات الجيش الحر تحاصر منطقة حارم التي تبعد 2 كم عن الحدود التركية منذ أيام وتمتلك أسلحة رشاشات مضادة للطيران وصواريخ خفيفة محمولة على الكتف ومدفعية هاون ورشاشات الدوشكا إضافة للأسلحة الخفية الفردية، تقول مصادر مطلعة لـ “القدس العربي” انها تتوقع أن يكون مسلحو منطقة حارم قد حصلوا على الدفعة الأولى من صواريخ ستينغر المتطورة والتي وصلت للمعارضة السورية في الداخل.
المصادر ذاتها أكدت أيضاً أن تعزيزات عسكرية برية ومدرعة ترسلها القيادة العسكرية إلى جنود الجيش السوري ومَن يقاتل إلى جانبهم هناك، وتضيف أن المروحيات العسكرية السورية تواجه صعوبات في القصف على المسلحين بسبب امتلاكهم الرشاشات المضادة للطيران.
اللافت في حديث تلك المصادر تأكيدها أن الجيش السوري لديه معلومات مؤكدة عن نية المعارضة المسلحة جعل منطقة حارم منطقة عازلة بدعم لوجستي واستخباراتي تركي مكثف وذلك في حال السيطرة عليها من قبل المعارضة، لكن المصادر تجزم في قدرة الجيش السوري في السيطرة على حارم.
معلومات “القدس العربي” تشير إلى إمدادت بالمقاتلين وبالسلاح يتلقاها مقاتلو حارم من لواء التوحيد أحد أكبر المليشيات المسلحة والذي مقره في ريف حلب ويملك موطئ قدم في قرية سلقين القريبة من حارم.
وفي تفاصيل متعلقة تقول المعلومات الميدانية أن الجيش السوري أوقع خسائر كبيرة في الساعات الماضية بصفوف المسلحين تتجاوز 200 مسلح سقطوا يوم الأربعاء، كما سقط عدد من جنود الجيش السوري بين قتيل وجريح.
معارضون سوريون يسلحون فلسطينيين مناهضين للأسد
بيروت- (رويترز): قال مقاتلون من المعارضة السورية الأربعاء إنهم بدأوا في تسليح فلسطينيين متعاطفين معهم لمحاربة فصيل موال للرئيس بشار الأسد في جيب للفلسطينيين بدمشق في خطوة يمكن أن تشعل العنف بين الفلسطينيين.
وقال قائدان لمقاتلي المعارضة لرويترز إنهما يتوقعان أن يحارب الفلسطينيون المتحالفون معهم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة التي تهيمن على جيب اليرموك الذي كان مخيما للاجئين الفلسطينيين وتحول إلى مبان سكنية متشعبة يديرها الفلسطينيون بأنفسهم.
وقال قائد لمقاتلي المعارضة من كتيبة صقور الجولان لرويترز “نسلح فلسطينيين مستعدين للقتال… شكلنا لواء العاصفة المؤلف من مقاتلين فلسطينيين فقط”.
وأضاف “مهمته هي تولي المسؤولية عن مخيم اليرموك. كلنا نؤيده وندعمه”.
ويقع اليرموك في قلب عدد من الأحياء في جنوب دمشق التي شهدت قتالا عنيفا بين الجيش السوري الحر المعارض والقوات الحكومية.
ومن المتوقع أن يهاجم الفلسطينيون مقاتلين موالين لأحمد جبريل زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة الذي يتهمه مقاتلو المعارضة السورية بمضايقتهم ومهاجمتهم دعما للأسد.
وقال قائد آخر لمقاتلي المعارضة السوريين طلب عدم نشر اسمه “هم (مقاتلو الجبهة الشعبية- القيادة العامة) الآن أهداف لنا.. أهداف لكل الجيش السوري الحر. كلهم بلا استثناء”.
وتستضيف سوريا نصف مليون لاجيء فلسطيني أغلبهم من نسل من دخلوا البلاد بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948 وتصور نفسها دائما على أنها مدافعة عن الكفاح الفلسطيني ودعمت عددا من الفصائل الفلسطينية.
لكن الانتفاضة السورية قسمت الفلسطينيين من حيث الجهة التي يدينون لها بالولاء حيث يتعاطف كثيرون مع الاحتجاجات المناهضة للأسد.
وأغلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مقرها في دمشق في وقت سابق من العام الجاري.
وتسود الانقسامات بالفعل بين الفلسطينيين منذ عقود وتفاقمت الخلافات بينهم نتيجة للحرب الأهلية في لبنان في الفترة بين 1975 و1990 حيث يوجد لهم أيضا وجود قوي هناك. ومن شأن الاقتتال بين الفلسطينيين في سوريا أن يؤدي إلى توترات مماثلة في لبنان.
وقال سكان في اليرموك الذي يقطنه نحو 150 ألف فلسطيني إن مسلحين شوهدوا في الشوارع وإن بعض الناس خطفوا في الأيام القليلة الماضية وقتل ثمانية منهم. ولم يتضح بعد من المسؤول عن تلك الحوادث.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض الذي يتخذ من بريطانيا مقرا إن قنبلة انفجرت اليوم أسفل سيارة عقيد بالجيش السوري في اليرموك لكنه لم يكن بالسيارة.
وأعلن قائد في المعارضة السورية المسلحة مسؤوليته عن التفجير قائلا إنه “هدية لرجال جبريل ستعقبها هدايا أخرى”.
وتستضيف سوريا الكثير من الفصائل الفلسطينية التي حاربت إسرائيل وحاربت بعضها في السبعينات والثمانينات. وحارب بعضها مثل حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس القوات السورية في لبنان خلال الحرب الأهلية ولا يزال مقاتلو الحركة يكنون ضغينة ضد الأسد ووالده الرئيس الراحل حافظ الأسد.
ويمكن أن يشكل تكوين جماعة فلسطينية معارضة فرصة لتسوية حسابات تاريخية مع أسرة الأسد.
ورفض مسؤولون فلسطينيون في سوريا التعليق لكن مسؤولا فلسطينيا في لبنان قال “لا نريد أي مشاركة فلسطينية في الأحداث في سوريا.. ما يحدث هناك شأن داخلي”.
ويقدر نشطاء أن 32 ألف شخص على الأقل قتلوا في الصراع السوري.
كلينتون تدعو إلى معارضة سورية موسعة تقاوم جنوح الثورة نحو التطرف
زغرب- (ا ف ب): اعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون انها تنتظر من المعارضة السورية أن تتوسع إلى ما هو ابعد من المجلس الوطني السوري وان “تقاوم بشكل اقوى محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة” في سوريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
واضافت كلينتون في مؤتمر صحافي عقدته في زغرب “هناك معلومات مثيرة للقلق عن متطرفين يتوجهون إلى سوريا ويعملون على تحويل مسار ما كان حتى الان ثورة مشروعة ضد نظام قمعي، بما يحقق مصالحهم”.
وتابعت وزيرة الخارجية الامريكية انه لهذه الاسباب تريد الولايات المتحدة مع شركائها في الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية “مساعدة المعارضة على توحيد صفوفها في اطار استراتيجية فاعلة قادرة على التصدي لعنف النظام السوري والبدء بالاعداد لانتقال سياسي”.
واضافت “لم يعد من الممكن النظر الى المجلس الوطني السوري على انه الزعامة المرئية للمعارضة (…) يمكن ان يكون جزءا من المعارضة التي يجب ان تضم اشخاصا من الداخل السوري وغيرهم”.
وقالت كلينتون في ختام لقاء مع الرئيس الكرواتي ايفو جوسيبوفيتش “نعمل بقوة مع العديد من العناصر المتنوعة للمعارضة في داخل سوريا وخارجها”.
واعتبرت ان قيام ائتلاف واسع للمعارضة “بحاجة لبنية قيادية قادرة على تمثيل كل السوريين وحمايتهم، معارضة قادرة على مخاطبة اي طيف او مكون جغرافي في سوريا”.
وتأتي تصريحات كلينتون اثر التقاء مجموعات عدة للمعارضة السورية في تركيا للعمل على تشكيل حكومة في المنفى تكون قادرة على النطق باسم المعارضة والحصول على اعتراف دولي بها.
خبراء يراقبون تحركات منصات الصواريخ السورية لمنع نقلها لحزب الله أو سيطرة مجموعات جهادية عليها
عمان ـ ‘القدس العربي’ من بسام البدارين: تحديد إحداثيات المواقع والمناطق التي توجد فيها منصات سلاح الصواريخ السوري قد يكون الهدف الأهم الذي يشغل صناع قرار عدة دول بعيدا عن الإعلام والوضع الميداني واحتمالات التسوية التي ستتقدم بها موسكو قريبا في سورية.
واكدت مصادر اردنية مطلعة انه يجري الاستعداد ‘لأسوأ السيناريوهات’ في سورية وهو إستعداد يتخذ حتى الان شكلا سريا أملا في التمكن من وضع خطة عسكرية وأمنية ميدانية تتعامل مع أي مفاجآت على هذا الصعيد.
ولم يعد سرا أن أجهزة الرصد الحديثة المزروعة بكثافة على الحدود بين سورية وكل من الأردن وتركيا هدفها مراقبة حركة محتملة لبعض القطاعات العسكرية السورية ميدانيا وهذه قضية تشغل بوضوح ثلاث دول في المنطقة برعاية أمريكية هي تركيا والأردن وإسرائيل.
لذلك وجدت إسرائيل مقعدا أساسيا لها في أي اتصالات أو تنسيقات إستخبارية وعسكرية تناقش حصريا ملف السلاح الكيماوي في سورية ليس فقط خوفا من استعماله ضد الشعب السوري في لحظات اليأس كما يؤكد مصدر مطلع، لكن أيضا خوفا من وقوعه في لحظة فوضى بين يدي مجموعات جهادية يزداد تأثيرها في الميدان السوري.
على الأرجح زار رئيس الأركان الأمريكي مارتن ديمبسي المنطقة مؤخرا لهذا الغرض خصوصا بعدما تم الإعلان بصورة رسمية عن وجود مخاوف أردنية وإسرائيلية من تأثيرات محتملة للعب بورقة الصواريخ السورية الثقيلة والتي تؤكد مصادر مطلعة جدا لـ’القدس العربي’ بأن مواقعها وإحداثياتها باتت بين يدي خبراء محددين في غرفة أمنية مغلقة تضم الأتراك والأمريكيين والإسرائيليين والأردنيين.
أردنيا عبرت الحكومة علنا عدة مرات عن مخاوفها ليس فقط من ما سمي بخلايا بشار الأسد النائمة في الساحة الأردنيــــة ولكن أيضا من منصات الصواريخ والسلاح الثــــقيل الذي يمكن أن يستخدم في لحظات اليأس، فقد قال وزير الاتصـــال سمــيح المعايطة بأن الأردن قلق من مثل هذه التداعيات.
القلق الأردني يبقي عمان عمليا ‘على اتصال’ بجميع الأطراف في الوقت الذي يتجاهل فيه الخائفون من قوة سلاح الصواريخ السورية خلافاتهم البينية والسياسية لصالح اتخاذ تدابير واحتياطات جماعية تحت عنوان السيطرة على مخازن الصواريخ السورية المخبأة جيدا حتى الان وبصورة أخص مخازن الذخيرة الكيميائية.
لذلك عقدت سلسلة اجتماعات في أنقرة وتل أبيب ولاحقا إستضاف الأمريكيون في عمان إجتماعا فنيا رفيع المستوى تحت نفس اللافتة.
هذا الجهد ينظر له في المستوى الرسمي الأردني على أساس أنه ترتيبات احتياطية، فقد صرح رئيس الوزراء الأسبق فايز الطراونة بأن بلاده تشعر بالقلق لكن داخل الاجتماعات يركز الجانب التركي على احتمالات تخزين السلاح الكيميائي والصاروخي الثقيل في مناطق النفوذ العلوية، الأمر الذي ترى فيه أنقرة تهديدا مباشرا لأمنها القومي في ظل موقفها السياسي الحالي.
بالنسبة للأمريكيين والإسرائيليين المسألة الأهم هي ضمان عدم انتقال أجزاء من السلاح الصاروخي لحزب الله اللبناني أو لتنظيم القاعدة أو لغيره من الجبهات الجهادية مع تدمير البنية التحتية لهذه الذخائر وشبكاتها قدر الإمكان، وهو هاجس دفع الأمريكيين ‘لتشفير’ حتى بعض قطع السلاح والقذائف الصاروخية التي سلمت فعلا للجيش السوري الحر سابقا لضمان أن لا توجه نحو إسرائيل.
لذلك وفيما يتحدث العالم برمته عن آفاق واحتمالات التصعيد والتسوية على مسار الملف السوري المعقد تنشغل نخبة من أرفع العسكريين في عدة دول بالبحث وراء الكواليس عن طريقة آمنة لاحتواء ذخائر الصواريخ الثقيلة والسلاح الكيميائي السوري.
مقاتلو ‘الحر’ يسعون لإنشاء منطقة عازلة في ‘حارم’ الحدودية
أعنف الاشتباكات شمالاً تشهد استخدام الصواريخ ومضادات الطيران والجيش السوري يرسل تعزيزاته
دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: في أقصى الشمال السوري بمحافظة إدلب وتحديداً بمنطقة حارم الحدودية تجري حتى الآن واحدة من أعنف الاشتباكات بين الجيش السوري ومقاتلي الجيش الحر، حيث تُستخدم معظم أنواع الاسلحة المتوسطة والثقيلة في تلك الاشتباكات.
وتقول مصادر ميدانية لـ ‘القدس العربي’ ان الجيش السوري لا يتفوق في السلاح الذي يستخدم على مقاتلي الجيش الحر سوى في سلاح الجو والمروحيات المقاتلة.
أعداد كبيرة من مقاتلي المعارضة يقارب عددهم ألفي مسلح معظمهم مما يسمى ‘لواء شهداء إدلب’ و’كتيبة أنصار التوحيد والسنة’ يقاتلون أعداداً أقلّ منهم بكثير من جنود الجيش السوري هناك.
ميليشيات الجيش الحر تحاصر منطقة حارم التي تبعد 2 كم عن الحدود التركية منذ أيام وتمتلك أسلحة رشاشات مضادة للطيران وصواريخ خفيفة محمولة على الكتف ومدفعية هاون ورشاشات الدوشكا إضافة للأسلحة الخفيفة الفردية، تقول مصادر مطلعة لـ ‘القدس العربي’ انها تتوقع أن يكون مسلحو منطقة حارم قد حصلوا على الدفعة الأولى من صواريخ ستينغر المتطورة والتي وصلت للمعارضة السورية في الداخل.
المصادر ذاتها أكدت أيضاً أن تعزيزات عسكرية برية ومدرعة ترسلها القيادة العسكرية إلى جنود الجيش السوري ومَن يقاتل إلى جانبهم هناك، وتضيف أن المروحيات العسكرية السورية تواجه صعوبات في القصف على المسلحين بسبب امتلاكهم الرشاشات المضادة للطيران.
اللافت في حديث تلك المصادر تأكيدها أن الجيش السوري لديه معلومات، مؤكدة نية المعارضة المسلحة جعل منطقة حارم منطقة عازلة بدعم لوجستي واستخباراتي تركي مكثف وذلك في حال السيطرة عليها من قبل المعارضة، لكن المصادر تجزم في قدرة الجيش السوري في السيطرة على حارم.
معلومات ‘القدس العربي’ تشير إلى إمدادت بالمقاتلين وبالسلاح يتلقاها مقاتلو حارم من لواء التوحيد أحد أكبر المليشيات المسلحة والذي مقره في ريف حلب ويملك موطئ قدم في قرية سلقين القريبة من حارم.
وفي تفاصيل متعلقة تقول المعلومات الميدانية أن الجيش السوري أوقع خسائر كبيرة في الساعات الماضية بصفوف المسلحين تتجاوز 200 مسلح سقطوا يوم أمس الأربعاء، كما سقط عدد من جنود الجيش السوري بين قتيل وجريح.
روسيا في مقابل نتائج الربيع العربي
صحف عبرية
ان المسار الثوري في الشرق الاوسط يُحدث واقعا جديدا له آثار معقدة في الصعيدين الاقليمي والعالمي. ومن بين خصائص هذا المسار البارزة مشاركة القوى العظمى التي تعمل على الدفع قدما بمصالحها الاستراتيجية. وفي خلال ذلك تتم مواجهة مستمرة بين روسيا بمشاركة الصين وبين الغرب، ولهذه المواجهة تأثير في مسار ‘الربيع العربي’ عامة.
فوجئت روسيا ايضا غير مستعدة للزعزعة في العالم العربي والتي خسرت فيها أملاكا مهمة. وتعمل منذ ذلك الحين في ظروف عدم يقين على مضاءلة الاضرار وملاءمة حلولها للوضع. وكانت سياستها السابقة تعتمد على رعاية المحور المعادي للغرب في الشرق الاوسط (ايران وسوريا ومنظمات متطرفة تدعمها ايران كحزب الله وحماس). وصرفت في الآن نفسه سياسة ذات قيمتين في منافسة للغرب في التأثير في المنطقة. وقد منحتها جهودها للظهور بمظهر لاعبة دولية فعالة ووسيطة ناجعة في تصورها نقطة استحقاق في النظام الدولي. ومن بين تقديراتها للعمل في المنطقة ايضا وقف التآمر الاسلامي في داخل اراضيها الذي أصبح اليوم تهديدا حقيقيا والدفع قدما بأهداف اقتصادية مع تأكيد مجالات مصادر الطاقة وتصدير السلاح.
عملت روسيا منذ بدأت الثورات على ملاءمة سياستها للظروف الجديدة للحفاظ على انجازاتها السابقة بل للخروج رابحة من الوضع الجديد. ولهذا تعاونت مع المجتمع الدولي والنظم الجديدة في المنطقة وأدارت ظهرها للنظم المستبدة المنهارة، بل انها أيدت التدخل الدولي في ليبيا وكان ذلك قرارا ندمت عليه بعد ذلك. وحدث تغير لتوجه روسيا منذ ان فقدت موطئ قدمها المهم وبقيت لها العلاقة مع دول ‘محور الشر’ ـ ايران وسوريا ـ فقط وهي تجري الآن معركة انسحاب لحماية هذه الصلات.
ان التفتيش عن الاضرار الى الآن يجعل روسيا تخلص الى استنتاج معوج يقول انه في الواقع الناشئ يُترجم المسار الثوري في الشرق الاوسط الى توجه اسلامي شامل في المنطقة. وتقود هذا المسار في رأيها الدول السنية بقيادة السعودية التي تنشئ جبهة اقليمية لمواجهة النظام الشيعي الذي يشمل الآن دول المحور المعادية للغرب ايران وسوريا. وترى بحسب فهمها ان النظام السني الذي يؤيده الغرب ينجح في ان يدفع الى الأمام بنظم اسلامية في كل الدول التي جرت عليها الثورة مع زعزعة قدمي ايران التي تنهار استراتيجيتها الآن باعتبارها قائدة الجهاد الاسلامي الموحد لمواجهة الغرب واسرائيل. وفي هذا الواقع فان روسيا في حماستها لحماية سوريا من الثورة والضغط الدولي وحماية ايران من العقوبات الدولية بقيت أسيرة المعسكر الشيعي خاصة. وروسيا التي تذكر دروس تدخل سلفها الاتحاد السوفييتي في الشرق الاوسط والتي تحذر من ان تظهر أنها تختار طرفا ما في المواجهة الاقليمية، تجد نفسها مدفوعة الى اختيار طرف ليس هو المنتصر خاصة.
تعمل روسيا في هذا الواقع المركب بصورة محمومة لتجد مخرجا من الورطة التي دُفعت اليها، ووجدت نفسها في شراكة مصيرية لا تريدها مع النظام الشيعي، وتشعر بأن اللاعبات المحلية تستغلها. لكن يرى صاغة السياسة فيها ان ثباتها الصلب في دعم ‘محور الشر’ المنتقض ما يزال يمنحها الصلة الدولية؛ لكن احدى النتائج السلبية لهذا التوجه هي زيادة التهديد الناشئ لروسيا من قبل المعسكر السني في الشرق الاوسط. ان سياسة روسيا تثير في الحقيقة غضب معارضي النظام في سوريا والمعسكر السني بعامة، وتخشى روسيا الآن تجنيدهم أنفسهم لمواجهتها وارسال القوى المتطرفة للعمل على مجابهة روسيا. ويخشى قادة روسيا ايضا من تفاهمات في المستقبل بين أهل السنة والغرب تترجم الى اخراج روسيا من الشرق الاوسط. وأخذت المواجهة مع تركيا تزداد قوة في الوقت الذي تُبنى فيه تركيا لتصبح لاعبة اقليمية مركزية وتترجم سريعا نتائج الربيع العربي الى مزايا لها (يُذكر ان الاسطول الروسي قد واجه الاتراك من قبل في ماء قبرص). والجبهة الفلسطينية ايضا لا تسبب الراحة بعد ان تركت منظمة حماس المعسكر الشيعي.
تحتار روسيا الآن في شأن متابعة طريقها بازاء تحدي فقدانها تأثيرها في المنطقة. فما هي الاتجاهات المحتملة من جهتها اذا؟ يبدو انه ما يزال عند روسيا شعور بأن لها دورا حقيقيا في حال عدم استقرار وعدم يقين في المنطقة. ولروسيا عناية سافرة بمحاولة صوغ كتلة من الدول المؤيدة تكون ذخرا استراتيجيا لها مع افتراض ان يظل القاسم المشترك في الشرق الاوسط في المستقبل هو معاداة الغرب. ولهذا يبدو ان الاتجاه الذي تفضله روسيا سيكون محاولة انشاء تحادث مع جميع الاطراف في المنطقة ومنها النظام الاسلامي الجديد، وبكل ثمن. وتسعى روسيا ايضا الى دورها التقليدي الكثير المزايا، دور الوسيطة الرابطة بين المعسكرات وبين اللاعبات الاقليميات. والحديث في ضمن ذلك عن جهد لمساعدة ايران على عقد جسر فوق الهوة الشيعية السنية. وروسيا تعمل ايضا مع حمايتها لسوريا على الربط بين المتمردين ونظام الاسد. ويبدو انه لم يعد عند روسيا أوهام تتعلق ببقاء النظام، لكن حينما ينهار ستخرج رابحة من صلتها الايجابية بسلطة المستقبل. وهناك قناة حيوية اخرى هي إحياء مسيرة السلام بين اسرائيل والفلسطينيين مع مشاركتها الفاعلة اذا أمكن ذلك. ولذلك تواصل روسيا برغم الصعاب السعي الى عقد مؤتمر سلام في موسكو هذا العام كما تم الاتفاق على ذلك في الرباعية، ويبدو مجرد اجراء المسيرة ربحا مناسبا في نظرها.
في مقابل كل ذلك يوجد في روسيا من يدعون الى ترك سياسة الشرق الاوسط الحالية ومنها تأييد شركاء روسيا المريبين المعسكر الشيعي الذين أصبحوا عبئا، لكن ليس من المعقول ان تتخلى قيادة روسيا بسهولة عما يبدو أنه ذخائرها، وهذا مؤكد اذا لم يوجد مقابل مناسب من الغرب. وقد تكون هذه في الحقيقة هي اللعبة الحقيقية التي تلعبها روسيا. ونقول تلخيصا ان روسيا ما تزال ترى نفسها لاعبة مهمة في شؤون الشرق الاوسط وستعمل على إقرار مكانتها المضعضعة. ويبدو ان استعدادها لمصالحة مع الغرب على شأن الشرق الاوسط أكبر الآن مما كان من قبل وذلك بسبب مسار انهيار موطئ قدمها ودفعها الى موقف غير مريح، ومن المعقول ان نفترض ان هذه المصالحة ستوجد قريبا وهو ما سيجعل الضغط الدولي على النظام في سوريا والعقوبات على ايران تأتي قريبا، وسيمنح روسيا مخرج كرامة ايضا. لكن هذا السيناريو ايضا اذا تحقق لن يطول أكثر من الوقت الذي تحتاجه روسيا لتنظيم نفسها وللعودة من جديد الى شؤون المنطقة التي تعتبر حيوية لمصالحها.
تسفي مغين
‘ معهد ابحاث الامن القومي
إيران: أمريكا أدركت أن الحل العسكري غير ممكن في سورية
طهران ـ يو بي آي: قالت إيران الأربعاء إن أمريكا والدول الأجنبية التي تتدخل بالشأن السوري أدركت أن الحل العسكري في سورية غير ممكن وأن السبيل الوحيد لحل الأزمة هو المفاوضات.
ونقلت قناة ‘العالم’ عن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، قوله إن المقاومة التي أبدتها سورية خلال العامين الماضيين جعلت نظام الهيمنة والدول الأجنبية التي تتدخل بالشأن السوري تصل إلى هذه النتيجة بأن الحل العسكري في سورية يواجه طريقاً مسدوداً وان السبيل الوحيد لتسوية الأمور هي العودة إلى طاولة المفاوضات’.
وقال جليلي خلال استقباله وزير النفط السوري سعيد هنيدي الذي يزور طهران إن ‘الشعب السوري أظهر خلال السنوات الماضية بأنه لا يسمح للأجانب بالتدخل في شؤونه الداخلية والعمل على تقرير مصيره’. وأضاف أن ‘المؤامرات التي يتم تنظيمها حالياً ضد الشعب والحكومة في سوريا هي في الحقيقة انتقام نظام الهيمنة من سورية المقاومة التي عملت ضد الكيان الغاصب للقدس’.
وشدد جليلي على أن إيران ‘تقوم حالياً بتقديم الدعم لمقاومة الشعب السوري’، مضيفاً ‘نعتقد بأن الحوار الوطني ومشاركة مختلف أطياف الشعب السوري فيه من أفضل الحلول وأكثرها تأثيراً للخروج من الظروف الراهنة وان التدخلات الأجنبية لا تترك تأثيراً سوى المزيد من تأجيج نيران الحرب’.
من جانبه، أشاد وزير النفط السوري بدعم الشعب الإيراني وحكومته ‘للمقاومة السورية’، وقال إن ‘كافة الجهود التي تبذلها الحكومة السورية لاستتباب الأمن والاستقرار تستلزم عدم تدخل الأجانب في الشؤون الداخلية للبلاد’.
أردوغان: لا نستطيع إنشاء منطقة عازلة في سورية دون قرار دولي
برلين ـ د ب أ: أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لا تستطيع إنشاء منطقة عازلة في سورية دون قرار دولي.
ودعا أردوغان في مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين المجتمع الدولي إلى القيام بدوره حيال الأزمة ، وأكد أنه لا يمكن لبلاده الوقوف مكتوفة الأيدي تجاه ما يجري هناك.
وتحدث عن تحمل بلاده الكثير من الضرر بسبب الأزمة السورية حيث تستضيف حاليا نحو 105 ألاف لاجئ سوري. وشدد على أهمية الدور الألماني لحل الأزمة السورية.
وأكد أردوغان في كلمته على أن بلاده لا تزال مصرة على اعتذار إسرائيل عن الاعتداء على السفينة التركية ‘مافي مرمرة’ التي قتل على متنها تسعة ناشطين أتراك كانوا في طريقهم لكسر الحصار عن قطاع غزة.
مقاتلو المعارضة في سورية يشكلون لواء من المتعاطفين معهم لتولي المسؤولية على مخيم اليرموك
بيروت ـ رويترز: قال مقاتلو معارضة سوريون الأربعاء إنهم شكلوا لواء من الفلسطينيين المتعاطفين معهم في منطقة بدمشق لمحاربة فلسطينيين مسلحين موالين للرئيس السوري بشار الأسد.
ويعيش نحو 150 ألف لاجيء فلسطيني في مخيم اليرموك بالعاصمة السورية وهي منطقة شاسعة المساحة من مبان سكنية حيث يؤيد بعض سكانه الانتفاضة المستمرة منذ 19 شهرا في حين أن آخرين يحاربون في صفوف قوات الأسد. وقال قائد لمقاتلي المعارضة من كتيبة صقور الجولان لرويترز ‘نسلح فلسطينيين مستعدين للقتال. شكلنا لواء العاصفة المؤلف من مقاتلين فلسطينيين فقط’.
وأضاف ‘وظيفته هي تولي المسؤولية عن مخيم اليرموك. كلنا نؤيده وندعمه’.
وقال مقاتلو معارضة إنهم واللواء الجديد سيهاجمون المقاتلين في مخيم اليرموك الموالين لأحمد جبريل قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة التي تدعمها سورية واتهموا رجال جبريل بمضايقة سكان المخيم ومهاجمة مقاتلي الجيش السوري الحر.
وقال قائد آخر لمقاتلي المعارضة السوريين طلب عدم نشر اسمه ‘هم الآن مستهدفون بالنسبة لنا.. مستهدفون لكل الجيش السوري الحر. كلهم بلا استثناء’.
وقال القائد إن بعض مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة سلموا السلاح إلى مقاتلي المعارضة ودعا آخرين إلى اتخاذ الخطوة ذاتها وهدد باغتيال الشخصيات الموالية للأسد. وتستضيف سورية نصف مليون لاجيء فلسطيني أغلبهم من ابناء من دخلوا البلاد بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948 وظلت تصور نفسها على أنها مدافعة عن الكفاح الفلسطيني ودعمت عددا من الفصائل الفلسطينية.
لكن الانتفاضة الفلسطينية سببت انقساما بين الفصائل من حيث الجهة التي يدين كل منها بالولاء لها وانضم كثيرون إلى الاحتجاجات المناهضة للأسد. وأغلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مقرها في دمشق في وقت سابق من العام الجاري. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض الذي يتخذ من بريطانيا مقرا إن قنبلة انفجرت في وقت مبكر امس أسفل سيارة عقيد بالجيش السوري في اليرموك لكنه لم يكن بالسيارة ولم تقع خسائر. ولم يتضح ما إذا كان الحادث مرتبطا بالتوترات بين مقاتلي المعارضة السوريين وفصائل فلسطينية في اليرموك.
وقال المرصد السوري إن أكثر من 180 شخصا قتلوا في سورية الثلاثاء والكثير منهم في غارات جوية شنتها الحكومة.
معارضو الأسد يشترون الأسلحة من أنصاره: إله الشبيحة المال
أ. ف. ب.
يعتبر المقاتلون المعارضون الرئيس السوري بشار الأسد عدوهم اللدود ويسعون لاطاحته لكنهم لا يترددون في دفع المال لبعض أنصاره من أجل الحصول على الأسلحة والذخيرة.
حلب: تقول مجموعات السورية المعارضة المسلحة الغاضبة من رفض القوى الغربية تزويدها بالأسلحة الثقيلة التي تطالب بها بالحاح، ان ليس امامها من خيار اخر سوى ملء جيوب بعض أنصار الأسد الذين لا يتوانون عن القيام بصفقات.
ففي بلد الخدمة العسكرية فيه اجبارية وحيث يمكن ان ينتمي اشقاء الى معسكرين نقيضين رغما عنهم في حال كانوا جنودا، يؤكد المتمردون انه من السهل ايجاد “وسيط” او “صديق قديم” لتسهيل الصفقات.
وقال “الرائد” ابو ماهر وهو يدخن سيجارته في قاعة رياضة تحولت الى قاعدة لمجموعته المسلحة في حلب (شمال)، “نشتري (السلاح) من جواسيس الأسد”. واضاف ان المقاتلين المئتين الذين يقودهم يقومون “بمهمات خاصة” ضد قوات الأسد. لكنهم يملكون على غرار فصائل المعارضة المسلحة الاخرى، فقط رشاشات وقذائف مضادة للدبابات وبنادق قنص وقذائف وقنابل مصنعة يدويا.
وفي إحدى زوايا مكتب أبو ماهر المشرف على القاعة التي كانت قبل بضعة اشهر تستقبل رياضيين للتدريب، هناك سبعة كلاشنيكوفات معلقة على حمال ووعاء مليء بالرصاص. فهذا الرجل انشق خلال الصيف عن سلاح الجو. ومثل اخرين من المعارضين المسلحين لا يزال لديه معارف في القوات المسلحة والامن.
وأوضح أبو ماهر أن الرصاصة الواحدة تكلف 110 ليرات سورية (1.60 دولار) اذا حصل عليها من اشخاص مرتبطين بالنظام، مقابل دولارين “في السوق”، رافضا الافصاح عن اي سوق يقصد. واكد ان معظم رصاصات مجموعته تأتي من “الشبيحة” وهم عناصر الميليشيات الموالية للنظام.
وتابع “اننا نشتريها من عملاء مزدوجين بحاجة للمال. اله الشبيحة هو المال. ولا يهتمون باي شيء اخر وهم مستعدون لبيع امهم”. واضاف هذا الرجل الذي خط الشيب لحيته مبتسما “انهم يصلون بسهولة الى مخازن الذخيرة لدى الجيش والشرطة واجهزة الاستخبارات. وهم يجمعون مدخرات تحسبا لسقوط النظام”.
لكنه بقي غامضا بشأن وتيرة الصفقات والاماكن التي تجري فيها. ويبدو ان المسلحين لا ينزعجون كثيرا لفكرة تمويل أنصار عدوهم. وقال عضو في الجيش السوري الحر المعارض بالقرب من الحدود التركية “انهم اخذوا مالنا خلال الاربعين سنة الاخيرة، وذهبنا ونفوسنا، فاين هو الفرق؟”
ورأى يوسف عبود احد قادة لواء التوحيد في الجيش الحر انها مسالة بقاء مع تأكيده انه اشترى رصاصا من النظام “مرة او مرتين”. وقال “ما عساي افعل؟ احيانا ليس لدي ما يكفي من الأسلحة او الرصاص. لا احبذ ذلك، لكن بدون هذه الأسلحة والرصاص لكان العديد من (مقاتلي) الجيش الحر في عداد القتلى”.
كذلك يتزود المتمردون بالأسلحة من جنود قتلوا في ساحة المعركة. واخرون من عسكريين نجحوا في الفرار مع اسلحتهم. وقال محمد ابو عصام الحلبي (49 عاما) الذي يقوم بحراسة مجمع رياضي قديم يقع على خط الجبهة في حلب، انه اشترى كلاشنيكوفه من “اشرار النظام” بالف دولار عندما قرر ان يصبح “مجاهدا” قبل ثمانية اشهر.
واضاف هذا المسؤول سابقا عن مصنع “لا تستطيع شراء ذلك من السوق وانا بحاجة لسلاح. فكيف العمل غير ذلك؟” واكد ابو عصام الحلبي صاحب اللحية الكثيفة والذي يضع العصابة السوداء الاسلامية على رأسه، ان السلاح لم يكن ثمنه قبل الانتفاضة اكثر من 200 او 300 دولار.
وفي الجانب الاخر من الطريق لا يرى “الملازم” احمد سعدين (24 عاما) اي مانع لشراء أسلحة من النظام، منتقدا بشدة الرفض الغربي تزويد المتمردين بالأسلحة المضادة للطائرات والدبابات. وقال “فمن اي جهة اخرى يمكننا شراؤها؟” قبل أن يبدأ بالركض هربًا من رصاص قناص.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/771200.html
مصير الأسد… العقبة الرئيسية أمام تفاهم روسيا والدول الغربيّة
يقف الأسد عائقًأ في طريق التفاهم بين روسيا والدول الغربية. ولم يتمكن وزيرا الخارجية الروسي والفرنسي من تجاوز الخلافات بشأن مشاركته في حكومة انتقالية محتملة في سوريا.
باريس: لم يتمكن وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والفرنسي لوران فابيوس من تجاوز خلافاتهما بشأن مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في حكومة انتقالية محتملة في سوريا مع تمسك كل منهما بموقفه.
واجتمع الوزيران في وزارة الخارجية في باريس مع وزيري دفاع البلدين جان ايف لو دريان واناتولي سرديوكوف في اطار الاجتماع السنوي لمجلس التعاون الفرنسي الروسي بشان الامن الذي انشأ منذ عشر سنوات. وعلى الاثر استقبل الرئيس فرنسوا هولاند الوزراء الاربعة.
وقال الوزير الروسي بعد مباحثاته مع فابيوس “اذا اصر شركاؤنا على موقفهم المطالب برحيل هذا الزعيم الذي لا يحبونه فان حمام الدم سيستمر”. واوقعت اعمال العنف في سوريا اكثر من 36 الف قتيل خلال حوالي 20 شهرا من النزاع. واقر لوران فابيوس قائلا “نعم، هناك خلاف في التقويم بشأن وجود بشار الاسد في هيئة حكومية انتقالية”.
وتتمسك روسيا، الحليف الوثيق للنظام السوري، بالاتفاق الذي عقد في جنيف في نهاية حزيران/يونيو الماضي خلال اجتماع لمجموعة العمل التي تضم الاعضاء الدائمين في مجلس الامن (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا) وينص على انشاء هيئة حكومية انتقالية تمثل فيها المعارضة والنظام.
الا ان اعضاء المجموعة يختلفون على تفسير النص. ففي حين يستبعد الغربيون مشاركة بشار الاسد فيها، تؤكد روسيا والصين ان السوريين هم اصحاب القرار في تحديد مستقبلهم.
وشدد لافروف في باريس على انه بما ان البيان الختامي الذي اعتمد في جنيف “لا يتحدث عن ضرورة رحيل القادة السوريين فان الشعب السوري اذا هو الذي يجب ان يقرر رحيل بشار الاسد” مشيرا الى ان “هذه النظرية القائلة ان السوريين هم الذين يجب ان يقرروا مصيرهم هي موقف مجلس الامن الدولي”.
من جانبه ذكر فابيوس بـ”صعوبة مفاوضات جنيف” داعيا الى ان يتم اختيار السلطة الانتقالية “بطريقة تتيح تحقيق وفاق (…) وهو ما لا يبدو لي انه يتفق مع (وجود) بشار الاسد”. لكنه اشار الى وجود “نقاط اتفاق” مع نظيره الروسي بشان “الرغبة في وقف النزاع وتجنب انتشاره الى دول اخرى، وان تتمكن كل المجموعات من العيش معا”.
واضاف “نامل جميعا في توحيد قوى المعارضة. نامل ايضا في ان يتمكن مجلس الامن من استعادة دوره للتوصل الى حل” للازمة. واكد لافروف ان روسيا وفرنسا “متفقتان على المحافظة على حقوق الاقليات وعلى التوازن الطائفي” وعلى “ضرورة وضع حد للعنف”.
واكد فابيوس ان المباحثات بشان ما بعد جنيف مستمرة. من جانبه اشار لافروف الى انه تم الاتفاق في جنيف على ان يختار كل طرف، الحكومة السورية والمعارضة، مفاوضين للاعداد لانتخابات وهو ما فعلته الحكومة، حسب قول لافروف، وليس المعارضة.
واشنطن تحذر المعارضة
من ناحية أخرى حثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المعارضة على عدم السماح “لمجموعات متطرفة باختطاف الثورة”. وخلال رحلة عمل إلى كرواتيا، قالت كلينتون إن غدارة الرئيس باراك أوباما اقترحت تشكيلة قيادة المعارضة، وقالت “إن الذين يقاتلون في الصفوف الأمامية ويموتون يجب أن يكونوا ممثلين في القيادة”.
واضافت “يجب أن لا تطغى على القيادة شخصيات ذات نوايا حسنة لكنها لم تدخل سوريا منذ 20 او 30 أو 40 سنة”. وقالت كلينتون”إن تقارير ترددت عن دخول متطرفين إسلاميين من بلدان أخرى إلى سوريا والقتال في صفوف المعارضة” وإن على المعارضة عدم السماح لهم “بخطف الثورة.
وقالت إدارة اوباما الأربعاء إنها تسعى الى الضغط من أجل تغيير تركيبة قيادة المعارضة السورية حتى تمثل بشكل أفضل الذين يموتون في الصفوف الأمامية. ويعكس هذا التغير في السياسة الأميركية تجاه المعارضة السورية فشل المجلس الوطني السوري في الحصول على نفوذ سياسي واسع النطاق.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/11/771210.html
مسيحيو سوريا رفضوا تسلم أسلحة الأسد
بوعلام غبشي
يحاول النظام السوري، بكل ما أوتي من دهاء، أن يلعب ورقة الطائفية لإعطاب الثورة القائمة ضده. وبحسب ناشطة مسيحية سورية، عرض النظام سلاحًا على المسيحيين رفضت الكنائس تسلمها. فالمسيحيون فئة بين فئات المجتمع السوري تتطلع إلى الحرية والكرامة والعدالة.
باريس: المسيحيون مشاركون فعليًا في الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد. هكذا قالت سمر ذياب، الناشطة المسيحية في المعارضة السورية، موضحة أنها ثورة “لا تعرف صراعات طائفية، ثورة كل فئات الشعب السوري وليست ملك فئة معينة.
وبحسب ذياب، ظل النظام يدّعي حماية الأقليات، “لكنه في واقع الأمر لم يحم المسيحيين ولا الدروز ولا السنة ولا حتى العلويين، بل حاول اللعب بورقة الطائفية، ولم ينجح في ذلك”.
وتشير ذياب إلى أن رئيس الوزراء في سوريا كان مسيحيًا قبل وصول حزب البعث إلى السلطة، وهو الأمر الذي لم يحصل منذ وصول البعث إلى الحكم.
ثورة غير طائفية
تستحضر ذياب نماذج من الدور الذي يلعبه المسيحيون اليوم في الثورة السورية. ففي درعا مثلًا، كانت الكنائس تستقبل الجرحى والمصابين بعدما تحولت ردهاتها مستشفيات ميدانية، وفي دمشق قدم المسيحيون الطعام، “واستشهدوا أيضًا لأن ثمة مسيحيين كثر في الجيش السوري الحر”.
وتؤكد سمر ذياب في هذا السياق أن هذه الثورة “لا تعترف بالطائفية، والجميع انصهر في بوتقة واحدة من أجل هدف واحد، إسقاط النظام”، لافتة إلى أن النظام السوري يحاول تخويف المسيحيين باستحضار النموذج العراقي، “كأنه يقول لهم لاحظوا ما وقع للمسيحيين في العراق”.
ثقة بالديمقراطية
ذهبت المناورات الجهنمية للنظام السوري أخطر من ذلك، إذ تفيد ذياب أنه حاول أخيرًا أن يوزع أسلحة على الكنائس، إلا أنها رفضت تسلمها، كما أن سعى أن يقوم بالأمرنفسه مع عائلات مسيحية منفردة”.
ولا تنفي الناشطة السورية المسيحية “وجود بعض الشخصيات الدينية المسيحية التي استفادت من النظام، وهي تدافع عنه خوفًا على مصالحها، إلا أن هؤلاء لا يمثلون كافة المسيحيين السوريين”. فهؤلاء ينظرون إلى مستقبل بلدهم بتفاؤل، لأن هذه الثورة قامت على مبادئ وحقوق، ونحن نسعى جميعًا إلى إحقاق الديمقراطية. وهذا لا يمنع ذياب من القول إن المسيحيين “متخوفون من مخاطر انتقال الحكم إلى الإسلاميين، إلا أن ذلك لا يبرر الوقوف إلى جانب نظام الأسد الاستبدادي وعدم إسقاطه”.
ثقة المسيحيين بالمستقبل في سوريا نابعة من قناعتهم بأن الديمقراطية إذا توافرت “ستمكن جميع السوريين من اختيار من يمثلهم، ومن لم يؤمن باللعبة الاديمقراطية، أكانوا إسلاميين أو غيرهم، سيخضع لحق الشعب في انتخاب من يراه صالحًا للحكم”، بحسب ذياب.
ويتطلع المسيحيون السوريون إلى قيام دولة مدنية على مبادئ الحرية والكرامة والعدالة، تعترف بجميع مكونات الشعب السوري. وتشير ذياب إلى أن “نسبة المسيحيين في سوريا بلغت 15 بالمئة قبل وصول البعث الى السلطة، فيما بلغت 8 بالمئة قبل اندلاع الثورة”.
لا خوف على الأقليات
من جانب آخر، عبر عبد الرؤوف درويش، رئيس تجمع 15 آذار، عن أسفه لمحدودية الانخراط الفعلي للمسيحيين السوريين في الثورة، رادًا ذلك إلى مجموعة من عوامل أبرزها أن “قسمًا من المسيحيين يستفيد من النظام الحالي، وليس في مصلحته انهياره، كما هو شأن السنة، وقسمًا ثانيًا يتخوف من المستقبل المجهول وهو عامل تتقاسمه معه طوائف أخرى، وقسمًا ثالثًا أقنعه النظام بأكاذيب من قبيل أن ذهاب الأسد سيؤدي إلى وصول الإسلاميين أو السلفيين إلى السلطة”.
ويلفت درويش، الذي ينشط في باريس، إلى أن “المسيحيين استقبلوا عددًا كبيرًا من اللاجئين السوريين، الذين نزحوا نحو مناطقهم”، مؤكدًا أن المعارضة السورية قدمت كل الضمانات لهذه الشريحة من المجتمع السوري، “باعتبار أن الهدف هو بناء نظام تعددي تحترم فيه حقوق الأقليات سواء كانت مسيحية أو كردية أو شيعية أو غيرها”.
ويتهم درويش الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي، بأنه هو “الذي خلق إشكالية الأقليات وحول سوريا إلى مجتمع طائفي”، مؤكدًا أن لا خوف على الأقليات في سوريا ما بعد الأسد.
العنصر المسيحي مهم
يؤكد براء ميكائيل، الباحث المختص في شؤون الشرق الأوسط أهمية العنصر المسيحي في المجتمع السوري، “فالمسيحيون يمثّلون نحو 10 بالمئة من مجموع السّوريّين، وهم بذلك أقلية لا يستهان بها عدديًا”.
وأشار ميكائيل إلى أن المسيحيين في سوريا “لم يوحّدوا موقفهم تجاه النظام، فهناك من يؤيّده، وهناك من يقف ضدّه، وبالتالي اضعف عدم توافق المسيحيّين قوتهم كقوّة فاعلة في الظروف الحاليّة، بالرغم من بروزهم التاريخي في سوريا روادًا لفكرة القوميّة العربيّة”.
ويرى ميكائيل أن “أغلب المسيحيّين مؤيّدون للنظام السّوري، إذ يتخوّفون من المجهول إن وصلت إلى السلطة مجموعات لا تضمن حقوق المسيحيّين كأقلّيّة”.
http://www.elaph.com/Web/news/2012/10/771140.html
انفجار عبوة ناسفة قرب مقام السيدة زينب وسيارة مفخخة في معضمية الشام
أهالي تلكلخ بحمص يستغيثون.. واستمرار الغارات الجوية على ريف دمشق
بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»
شهدت مناطق سورية عدة أمس قصفا عنيفا واشتباكات واسعة، مع استمرار القوات النظامية في استهداف النقاط التي يوجد فيها عناصر من «الجيش السوري الحر»، مما أسفر في حصيلة أولية أمس عن مقتل 90 شخصا على الأقل، فيما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «25 ألفا و667 مدنيا، وتسعة آلاف و44 جنديا نظاميا، و1296 منشقا» قتلوا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد منتصف شهر مارس (آذار) 2011.
وأدى انفجار عبوة ناسفة أمس قرب مقام السيدة زينب، جنوب شرقي دمشق، إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، فيما أصيب العشرات بجروح، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي أفاد في بيان أن الانفجار نجم «عن عبوة ناسفة كانت مزروعة في دراجة نارية بحسب معلومات أولية»، وذكر أنها «انفجرت أمام فندق (ياسر) قرب مقام السيدة زينب». وقال تلفزيون «الدنيا» شبه الرسمي إنه تم إبطال مفعول قنبلة أخرى كانت معدة للتفجير في المنطقة نفسها.
من ناحيتها، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) نقلا عن مصدر في قيادة شرطة دمشق أن «مجموعة إرهابية مسلحة فجرت عبوة ناسفة، كانت قد وضعتها في كيس للقمامة بشارع مزدحم في منطقة السيدة زينب»، مشيرة إلى أن الحادث أسفر عن وقوع «عدد من الضحايا والإصابات»، من دون ذكر تفاصيل إضافية. ويعد مقام السيدة زينب، الواقع على أطراف القسم الجنوبي الشرقي من دمشق، مقصدا مهما للسياحة الدينية لا سيما للطائفة الشيعية، ويؤمه آلاف القادمين من العراق وإيران ولبنان.
ولاحقا أوردت وكالة «سانا» نقلا عن مصدر مسؤول أن «إرهابيين يستهدفون بقذيفة (هاون) مبنى سكنيا في حي غربة بمنطقة السيدة زينب، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من سكان المبنى»، من دون أن تقدم تفاصيل إضافية.. بينما أكد ناشطون أن «قوات الأسد تقصف بقذائف الهاون منطقة السيدة زينب بدمشق».
من جهة أخرى، أفاد التلفزيون الرسمي عن وقوع انفجار آخر في معضمية الشام جنوب غربي العاصمة السورية، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية. ونقل التلفزيون في شريط إخباري عاجل عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق قوله: «تفجير إرهابي بسيارة مفخخة في الشارع الرئيسي في معضمية الشام في ريف دمشق يسفر عن وقوع عدد من الإصابات». ونقلت صحافية في وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد سكان المنطقة أن «الانفجار وقع على بعد 60 مترا من محطة للوقود، لكن لحسن الحظ النيران لم تندلع فيها، وذلك في شارع متفرع من الشارع الرئيسي في معضمية الشام، والدخان الكثيف غطى المنطقة».
وكانت الاشتباكات قد تجددت أمس في حي كفرسوسة وفي منطقة درب جديد بين القوات النظامية والجيش الحر، فيما قتل خمسة عشر شخصا على الأقل وأصيب العشرات خلال غارتين جويتين استهدفتا وسط مدينة زملكا، في ريف دمشق.
وقال محمد، وهو أحد الناشطين الميدانيين، لـ«الشرق الأوسط» إن «طائرات حربية نفذت غارات جوية عدة فوق بلدات الغوطة الشرقية وتحديدا بلدتا سقبا ودوما»، مشيرا إلى أن «قصفا مدفعيا عنيفا استهدف مدينة معضمية الشام في ريف دمشق مما أدى إلى تضرر عدد كبير من المنازل واحتراق قسم منها، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منها».
وسجل ناشطون أكثر من عشرين غارة جوية استهدفت بساتين ومدن وبلدات الغوطة الشرقية، منها أربع غارات جوية على بلدة عربين ومحيطها، حيث لقي مقاتل معارض مصرعه في اشتباكات مع القوات النظامية، إضافة إلى خمس غارات على بساتين بلدتي سقبا ودوما، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من تلك المناطق.
كما تعرضت بلدة جوبر المتصلة بحي العباسيين شرق العاصمة لأعنف الغارات الجوية لليوم الثاني على التوالي، وقال شهود عيان في حي العباسيين إن أصوات القصف الجوي لم تهدأ طوال يومي أمس وأول من أمس. وبالتوازي مع ذلك، وقعت اشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية لدى محاولتها اقتحام مدينة حرستا في ريف دمشق.
من جهة أخرى، أعلنت قيادة اللواء «يوسف العظمي» في «الجيش الحر»، في شريط فيديو عن «تطهير مجموعة من القرى الحدودية (مع تركيا) من عصابات (الرئيس السوري بشار) الأسد وشبيحته»، شملت مجموعة من القرى بينها «كفرحوم، كفررنة، البلانة، القامشلي، التلول، عين البكارة، حي الجاموس، وسواها»، وقد أعلنت «مناطق آمنة وعازلة للمدنيين، تحت حماية اللواء التابع للقيادة المشتركة». وأظهر شريط الفيديو مجموعة من الجنود النظاميين الأسرى الذي رفعوا بطاقاتهم العسكرية، وقال المتحدث إنه «ستتم محاكمتهم محاكمة عادلة وفق اتفاقيات معاملة الأسرى».
كذلك، بث ناشطون شريط فيديو لعناصر من «الجيش السوري الحر» أعلنوا خلاله بدء تنفيذ «عملية (العاصفة) في ريف إدلب، ردا على مجازر النظام في معرة النعمان وجبل الزاوية والوسطاني»، ستقوم بها «قوات (أحرار جبل الوسطاني)، و(كتائب شهداء سوريا)، و(كتائب الفاروق)، و(لواء الكرم)، لتحرير الساحل من عصابات الأسد المجرمة».
وكان عناصر من «الجيش الحر» قد تمكنوا من السيطرة أمس على حاجز المعصرة القريب من بلدة محميل، فيما ذكر المرصد السوري أن «طائرات حربية قصفت مدينة معرة النعمان الاستراتيجية وقريتي دير شرقي ومعرشمشة»، فيما دارت «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر من (الجيش الحر) هاجموا حواجز تابعة للقوات النظامية على طريق اللاذقية – إدلب في ريف جسر الشغور، بالتزامن مع تحليق للطيران الحربي وسقوط قذائف على المناطق المحيطة».
وفي حلب، واصلت القوات النظامية قصفها المدن والقرى الحاضنة لمقاتلي الجيش الحر، فاستهدفت مدرستي الفارابي وأحمد منير قجة في حي الميسر في حلب، مما ألحق بهما دمارا واسعا. كما قصفت أحياء الشعار وقاضي عسكر والشيخ سعد، وألقت طائرات الجيش النظامي قذائفها على مخبز في الأتارب، مخلفة قتلى وجرحى، وعلى أحياء سكنية في قرى دابق وأرشاف وكفرة حمرة وكفرناها بريف حلب.
وشهدت مدينة حمص قصفا مدفعيا على أحياء الخالدية وجورة الشياح ودير بعلبة وجوبر والسلطانية، فيما طال القصف مدن الرستن والحولة وبلدات المباركية والبويضة الشرقية.
وقد استمر الحصار أمس على مدينة تلكلخ لليوم التاسع على التوالي، ووجه أهالي المدينة، وفق ما نقله ناشطون، نداءات استغاثة نتيجة عدم توافر الطعام والحاجات الإنسانية وعدم القدرة على معالجة الجرحى. وكانت وكالة «سانا» قد أعلنت أول من أمس عن تسوية أوضاع 13 مواطنا في تلكلخ «ممن غرر بهم وتورطوا في الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد ولم تتلطخ أيديهم بجريمة سفك الدم السوري مستفيدين من مرسوم العفو رقم 71»، بحسب الوكالة. وذكرت أن «مواطنين سلموا أنفسهم وأسلحتهم إلى الجهات المختصة بجهود أعضاء هيئة المصالحة الوطنية في محافظة حمص ووجهاء منطقة تلكلخ متعهدين بعدم حمل السلاح مجددا أو القيام بأي أعمال تخريب أو ما يمس أمن واستقرار الوطن».
كذلك، تعرضت مدينة حماه لحملات دهم واعتقالات، طالت وفق «شبكة شام» الإعلامية، أحياء الجلاء ومشاع الطيار وجنوب الملعب ووادي الحوارنة. في حين بثت «شبكة شام» الإخبارية صورا لقصف مدفعي على بلدة داعل في درعا جنوبي البلاد». وأفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا عن «اشتباكات عنيفة بين (الجيش الحر) وجيش النظام لدى محاولة اقتحام جيش النظام المدينة من ناحية المنطقة الشرقية».
وفي دير الزور، قالت «شبكة شام» إن «القصف تواصل على حي الجبيلة في دير الزور، وعلى مدينة موحسن»، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أحياء الجبيلة والشيخ ياسين والعرفي والرشدية تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء والسيطرة عليها منذ أسابيع. وأفاد بتعرض مدينة موحسن، التي تعتبر من أهم معاقل «الجيش الحر» في ريف دير الزور، للقصف بالطيران الحربي.
كوادر في القيادة العامة لجبهة التحرير في مخيم اليرموك تتبرأ من أحمد جبريل
الإعلان عن تشكيل لواء «العاصفة» الفلسطيني لمحاربة الموالين للأسد
بيروت: «الشرق الأوسط»
بعد اندلاع اشتباكات بين مجموعات من «الجيش السوري الحر» وعناصر تابعة لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين– القيادة العامة» في شوارع مخيم اليرموك قرب دمشق، ليل الاثنين–الثلاثاء، أعلنت كوادر حزبية داخل الجبهة تبرؤها الكامل من مواقف وسلوكيات الأمين العام أحمد جبريل، بسبب ما اعتبرته «مصادرة (جبريل) قرار الجبهة وتقييده حرية كوادرها»، و«تسليم المعترضين منهم إلى المخابرات السورية».. فيما قالت مجموعة من الثوار السوريين إنهم شكلوا لواء من الفلسطينيين المتعاطفين معهم لمحاربة فلسطينيين مسلحين موالين للرئيس السوري بشار الأسد.
وذكرت الكوادر في بيان باسمها، نشرته تنسيقية «مخيم اليرموك–الثورة السورية» في صفحتها على «فيس بوك» أن «جميع أفراد الميليشيات المشكلة في مخيم اليرموك، التي تعمل باسم القيادة العامة، لا علاقة لها من بعيد أو قريب بكوادر الجبهة وهي لم تنضم يوما أو كانت من داخل التنظيم، بل هي من تدبير أحمد جبريل شخصيا وابنه خالد جبريل الذي يشرف عليهم ويسلمهم الأسلحة وينظمهم في مجموعات». وأوضحت أن «غالبية هؤلاء من أصحاب السوابق والسمعة السيئة ومتعاطي الكحول والمخدرات، بل إن بينهم من كان يعمل في مجال الدعارة والسرقات والسلب والتشبيح وإرهاب الناس في المخيم».
وكان المسؤول الإعلامي في الجبهة الشعبية – القيادة العامة أنور رجا قد أشار أول من أمس إلى أن «جماعة من المسلحين الإرهابيين حاولوا التسلل عند الساعة الثانية والنصف فجرا إلى مخيم اليرموك قادمين من محيط الحجر الأسود، وقامت اللجان الشعبية التي شكلناها لمنع اختراق المخيم بالتصدي للمجموعة».
واتهم موقعو البيان جبريل «بمصادرة قرار الجبهة وإلغاء حرية الرأي داخل التنظيم وتحويله إلى ما يشبه الفرع الأمني تابع لنظام الأسد»، متحدثين عن «تقييد حركة كوادر الجبهة ووضعهم تحت الوصاية الجبرية وتحريم إبداء أي رأي، أو حق تقديم الاستقالة. وقيامه بالملاحقة الأمنية لكل من يثبت لديه الاعتراض على ما يقوم به من مشاركة النظام في التشبيح واضطهاد الثوار السوريين».
وبحسب البيان، فإنه «ليس لدى تنظيم الجبهة الشعبية – القيادة العامة، أي قوات عسكرية في سوريا أو في الداخل الفلسطيني، بل لديه معسكر واحد في عين الصاحب بالقرب من عين منين، وعلى الرغم من وجود الأسلحة فيه فهو يفتقر للمقاتلين، حيث اقتصر عمله في السابق على تنظيم الدورات العسكرية الصيفية لتنظيم الشباب لمدة لا تتجاوز الأسبوع الواحد فقط».
وكان مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق قد شهد جولتي اشتباكات عنيفة بين مجموعات من «الجيش الحر» وعناصر تابعة «للجبهة»، الأولى في سبتمبر (أيلول) الماضي، والثانية قبل يومين. ووفق آخر الإحصائيات الموثقة بالاسم والتاريخ، تقول المعارضة إن 528 فلسطينيا قتلوا منذ بداية الثورة السورية.
ووجه الموقعون على البيان رسالة إلى «أحرار سوريا»، قالوا فيها: «اعلموا أننا معكم في كل ما تطالبون به، وما تتطلعون إليه، ولا اعتراض لنا على أي حق من حقوقكم المشروعة، سوى أننا نعاني من نفس التشبيح الذي يعانيه شعبنا السوري والفلسطيني على يد هذا النظام الفاجر وأياديه الأخرى القذرة المنتشرة على مساحات الوطن السوري». وأضافوا: «إذا كانت فلسطين سببا لمعاناة السوريين واستمرار اضطهادهم وقمعهم حسب ادعاء النظام، فلتبقى محتلة، ولا شرف لنا في المطلق ولا لشعبنا أن يحررها هذا النظام، ولا نعتقد أنه سيفعلها يوما حتى ولو حكم سوريا مئات السنين». وأعلنوا ترقبهم «الساعة التي نتحرر بدورنا من نظام زعيم العصابة في جبهتنا، وإفلات قبضته عليها، حتى تعود إلى خطها الطبيعي وهو الدفاع عن حريات الشعوب الواقعة تحت نير الطغيان والفساد والديكتاتورية وحكم العائلة والحزب الواحد».
وفي غضون ذلك، قال مقاتلو معارضة سوريون أمس إنهم شكلوا لواء من الفلسطينيين المتعاطفين معهم لمحاربة فلسطينيين مسلحين موالين للرئيس السوري بشار الأسد. وقال قائد لمقاتلي المعارضة من كتيبة «صقور الجولان» لوكالة «رويترز»: «نسلح فلسطينيين مستعدين للقتال. شكلنا لواء العاصفة المؤلف من مقاتلين فلسطينيين فقط». وأضاف: «وظيفته هي تولي المسؤولية عن مخيم اليرموك.. كلنا نؤيده وندعمه».
وقال مقاتلو المعارضة إنهم واللواء الجديد سيهاجمون المقاتلين في مخيم اليرموك الموالين لأحمد جبريل، الذين يدعمهم النظام السوري. وقال قائد آخر لمقاتلي المعارضة السوريين، طلب عدم نشر اسمه: «هم الآن مستهدفون بالنسبة لنا.. مستهدفون لكل الجيش السوري الحر، كلهم بلا استثناء». موضحا أن بعض مقاتلي «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة» سلموا السلاح إلى مقاتلي المعارضة، ودعا آخرين إلى اتخاذ الخطوة ذاتها وهدد باغتيال الشخصيات الموالية للأسد.
إلى ذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إن قنبلة انفجرت في وقت مبكر أمس أسفل سيارة عقيد بالجيش السوري في اليرموك، لكنه لم يكن بالسيارة ولم تقع خسائر. ولم يتضح ما إذا كان الحادث مرتبطا بالتوترات بين مقاتلي المعارضة السوريين وفصائل فلسطينية في اليرموك.
المجلس الوطني الكردي يحذر العمال الكردستاني من مغبة مواصلة دعمه لنظام الأسد
مصادر داخل عفرين تؤكد هدوء الأوضاع وإن شابها التوتر
أربيل: شيرزاد شيخاني
أوردت وكالات الأنباء العربية تقارير حول معارك يخوضها الجيش الحر ضد عناصر من حزب العمال الكردستاني بمدينة عفرين بريف حلب القريبة من الحدود التركية، وأن كتيبة كردية باسم «يوسف العظمة» تساند الجيش الحر في هجومه على عناصر تابعة لهذا الحزب، ولكن مصادر تمكنت «الشرق الأوسط» من الاتصال بها في حلب أكدت أن «المنطقة هادئة حاليا، ولم تحدث أي اشتباكات مسلحة، ولكن الجو العام هناك متوتر للغاية بعد التصعيدات الأخيرة من جانب حزب العمال الكردستاني؛ الذي يبدو أنه يريد نقل الحرب إلى المناطق الكردية لتخفيف الضغط على جيش النظام السوري.
في غضون ذلك كشف قيادي كردي سوري طلب عدم نشر اسمه أن «المجلس الوطني الكردي السوري عقد اجتماعا طارئا أمس لتدارس الموقف المتفجر في المناطق الكردية إثر اعتداءات عناصر من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني) على مقرات عدد من الأحزاب الكردية في مدينة كوباني في حلب، وأصدرت بيانا شديد اللهجة يطالب فيه الحزب المذكور بتقديم اعتذار رسمي للأحزاب الأربعة، ووقف انتهاكاته ضد المدنيين الأكراد في المنطقة».
وقال المصدر: «دعا بيان المجلس حزب العمال الكردستاني إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين والمخطوفين من قبل الحزب المذكور، والالتزام الكامل بالاتفاقات السياسية التي وقعها مجلس شعب غربي كردستان في أربيل مع أحزاب المجلس الوطني، وإلا فإن المجلس سيكون له موقف آخر للتعامل مع هذا الحزب وعناصره المسلحة التي تبث الذعر والفوضى في المناطق الكردية». وأضاف المصدر القيادي الكردي السوري أن «تصرفات عناصر هذا الحزب مرفوضة من قبل الشارع الكردي بالداخل، ونحن أحزاب المجلس الوطني لم نعد نتحمل ضغط الشارع الكردي الذي يطلب منا عدم السكوت والرد على تهديدات وتجاوزات هذا الحزب، الذي يبدو أنه بات ينفذ أجندة خاصة للنظام السوري من خلال جر المنطقة الكردية إلى حرب داخلية على مقربة من الحدود التركية بهدف تسويق أزمته إلى الدول الإقليمية».
وأوضح أن «المسألة لم تعد مسألة رفع علم الاستقلال السوري، بل إن حزب الاتحاد الديمقراطي التابع للعمال الكردستاني يحاول توسيع نطاق الحرب الحالية بتوريط المناطق الكردية بمواجهات غير محسوبة النتائج، ويبدو أن النظام في دمشق يضغط على هذا الحزب لتحقيق هذا الهدف، والحزب يفعل ما يأمره به النظام الديكتاتوري، ولكن الشارع الكردي الذي ظل طوال الفترة الماضية محافظا على سلمية مطالبه بات مدركا لخطورة تحويل مسار المواجهات بين الجيش الحر والنظام الأسدي نحو المناطق الكردية، ولذلك يريد منا موقفا واضحا يضع حدا لتطاول عناصر هذا الحزب على مقدرات الشعب الكردي».
وكان اجتماعا طارئا دعت إليه الهيئة الكردية العليا التي تمثل أحزاب المجلس الوطني الكردي ومجلس شعب غربي كردستان قد فشل بسبب غياب أكثر من نصف أعضائه عن الحضور، واكتفى الحاضرون فيه بإصدار بيان دعوا فيه إلى «وحدة الصف الكردي في مواجهة المخططات الهادفة إلى توريط المناطق الكردية بالحرب التي يخوضها الجيش الحر ضد النظام القائم بدمشق».
يذكر أن وسائل الإعلام العربية قد أشارت في وقت سابق يوم أمس إلى أن «بلدة عفرين بريف حلب على الحدود التركية شهدت اشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية وحزب العمال الكردستاني وانضمت «كتيبة يوسف العظمة» الكردية لهجوم الجيش الحر، وأعلنت السيطرة على كتيبة 137 المتمركزة على مشارف بلدة عفرين، وأعلنت الكتيبة الاستنفار محذرة حزب العمال الكردستاني من مغبة الاستمرار بمساندة نظام بشار الأسد والتعرض للنشطاء الأكراد المعارضين للنظام.
شكوك حول من يقف وراء اغتيال قائد بالقوات الجوية السورية
ناشطون قالوا إن النظام قتله لمنعه من الانشقاق أو للتخلص من أصحاب الآراء المخالفة
لندن: «الشرق الأوسط»
أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لها أمس إلى اتهامات وجهها ناشطون سوريون إلى نظام الرئيس بشار الأسد بالضلوع في اغتيال اللواء عبد الله محمود الخالدي بإحدى ضواحي دمشق ليلة الاثنين الماضي.
وكان التلفزيون الرسمي السوري أعلن الثلاثاء أن متمردين اغتالوا قائدا بالقوات الجوية في دمشق، حيث سجلت تقارير إخبارية واردة من نشطاء معارضين للنظام حملة قصف جوي شرسة ضد أهداف من الثوار، بما في ذلك أول هجوم بطائرة حربية داخل العاصمة السورية منذ المعركة التي اندلعت قبل نحو 20 شهرا.
وقالت الصحيفة إن البيان الذي تم بثه على التلفزيون الرسمي أشار إلى أن قائد القوات الجوية، اللواء عبد الله محمود الخالدي، قد قتل في ضاحية ركن الدين بدمشق يوم الاثنين على يد جماعات إرهابية مسلحة، وهو المصطلح الذي اعتاد النظام استخدامه في الإشارة إلى معارضيه.. غير أن البيان لم يذكر على وجه التفصيل كيف قتل القائد، لكنه وصفه بأنه أحد أكبر خبراء الطيران في الدولة. واستشهدت وكالة أنباء الصحافة الفرنسية في تقرير من دمشق، بقول مصدر أمني غير معروف يشير إلى أنه قد قتل على يد عملاء للنظام لمنعه من الانشقاق. كما استشهدت محطة «الجزيرة» بقول نشطاء لم يتم الكشف عن هويتهم بأن «النظام قد تخلص منه قبل أن يقوم هو بالمثل».
وأوضحت الصحيفة أن الثوار السوريين لم يخفوا رغبتهم في قتل أكبر معاوني الأسد، ففي تفجير وقع في يوليو (تموز) قتل وزير الدفاع ونائب وزير الدفاع ومساعد نائب الرئيس أثناء اجتماعهم في منزل آمن في دمشق، وهي أكبر ضربة للحلقة المقربة من الرئيس الأسد منذ اندلاع الثورة ضده في مارس (آذار) 2011.
لكن كثيرا من الناشطين السوريين المعارضين أشاروا أكثر من مرة – منذ تفجير خلية الأزمة – إلى إمكانية أن يكون النظام «شخصيا» خلفها، وذلك للتخلص من عدد من كبار القادة الذين «كادت معارضتهم للتصعيد ضد الثورة السورية تصبح علنية، وتتحول إلى قنبلة موقوتة تهدد كرسي الأسد»، بحسب قول أحد المراقبين لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم ذكر اسمه.
ويضيف المراقب أن «تصعيد النظام لحملاته منذ يوليو الماضي، وازدياد شراسته، قد لا يكون مرجعه – كما يدعي النظام – هو الانتقام لمقتل أفراد خلية الأزمة.. ولكنه قد يكون بسبب انتهاء المعارضة الداخلية في دائرة الأسد؛ بعد مقتل وانشقاق من لهم وجهات نظر مخالفة».
ويقول ناشطون، ممن وجهوا أصابع الاتهام للنظام في اغتيال الخالدي، إن «التصعيد اللاإنساني الذي شهدته أيام هدنة العيد (المفترضة) في عمليات القصف الجوي، قد تكون واجهتها معارضة من بعض قادة سلاح الجو؛ ومن بينهم الخالدي.. وهو ما قد يكون سبب التخلص منه».
وذكرت تقارير من جماعات لنشطاء المعارضة، من بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجماعة التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها والتي لها شبكة اتصالات في سوريا، أن أيام الهدنة شهدت أعنف استخدام لغارات الطيران منذ بدء الأزمة في سوريا، كما أن الوقف الرسمي لإطلاق النار يوم الاثنين أدى لاتساع نطاق أعمال القصف الجوي يوم الثلاثاء، بما في ذلك غارة لطائرة مقاتلة أسقطت أربع قذائف على ضاحية الخبر في دمشق. وذكر المرصد أنها كانت أول حالة تم الإعلان عنها لهجوم طائرة مقاتلة في المجال الجوي لدمشق، حيث كان الجيش قد سبق أن استخدم مروحيات حربية.
شكوك حول من يقف وراء اغتيال قائد بالقوات الجوية السورية
ناشطون قالوا إن النظام قتله لمنعه من الانشقاق أو للتخلص من أصحاب الآراء المخالفة
لندن: «الشرق الأوسط»
أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لها أمس إلى اتهامات وجهها ناشطون سوريون إلى نظام الرئيس بشار الأسد بالضلوع في اغتيال اللواء عبد الله محمود الخالدي بإحدى ضواحي دمشق ليلة الاثنين الماضي.
وكان التلفزيون الرسمي السوري أعلن الثلاثاء أن متمردين اغتالوا قائدا بالقوات الجوية في دمشق، حيث سجلت تقارير إخبارية واردة من نشطاء معارضين للنظام حملة قصف جوي شرسة ضد أهداف من الثوار، بما في ذلك أول هجوم بطائرة حربية داخل العاصمة السورية منذ المعركة التي اندلعت قبل نحو 20 شهرا.
وقالت الصحيفة إن البيان الذي تم بثه على التلفزيون الرسمي أشار إلى أن قائد القوات الجوية، اللواء عبد الله محمود الخالدي، قد قتل في ضاحية ركن الدين بدمشق يوم الاثنين على يد جماعات إرهابية مسلحة، وهو المصطلح الذي اعتاد النظام استخدامه في الإشارة إلى معارضيه.. غير أن البيان لم يذكر على وجه التفصيل كيف قتل القائد، لكنه وصفه بأنه أحد أكبر خبراء الطيران في الدولة. واستشهدت وكالة أنباء الصحافة الفرنسية في تقرير من دمشق، بقول مصدر أمني غير معروف يشير إلى أنه قد قتل على يد عملاء للنظام لمنعه من الانشقاق. كما استشهدت محطة «الجزيرة» بقول نشطاء لم يتم الكشف عن هويتهم بأن «النظام قد تخلص منه قبل أن يقوم هو بالمثل».
وأوضحت الصحيفة أن الثوار السوريين لم يخفوا رغبتهم في قتل أكبر معاوني الأسد، ففي تفجير وقع في يوليو (تموز) قتل وزير الدفاع ونائب وزير الدفاع ومساعد نائب الرئيس أثناء اجتماعهم في منزل آمن في دمشق، وهي أكبر ضربة للحلقة المقربة من الرئيس الأسد منذ اندلاع الثورة ضده في مارس (آذار) 2011.
لكن كثيرا من الناشطين السوريين المعارضين أشاروا أكثر من مرة – منذ تفجير خلية الأزمة – إلى إمكانية أن يكون النظام «شخصيا» خلفها، وذلك للتخلص من عدد من كبار القادة الذين «كادت معارضتهم للتصعيد ضد الثورة السورية تصبح علنية، وتتحول إلى قنبلة موقوتة تهدد كرسي الأسد»، بحسب قول أحد المراقبين لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم ذكر اسمه.
ويضيف المراقب أن «تصعيد النظام لحملاته منذ يوليو الماضي، وازدياد شراسته، قد لا يكون مرجعه – كما يدعي النظام – هو الانتقام لمقتل أفراد خلية الأزمة.. ولكنه قد يكون بسبب انتهاء المعارضة الداخلية في دائرة الأسد؛ بعد مقتل وانشقاق من لهم وجهات نظر مخالفة».
ويقول ناشطون، ممن وجهوا أصابع الاتهام للنظام في اغتيال الخالدي، إن «التصعيد اللاإنساني الذي شهدته أيام هدنة العيد (المفترضة) في عمليات القصف الجوي، قد تكون واجهتها معارضة من بعض قادة سلاح الجو؛ ومن بينهم الخالدي.. وهو ما قد يكون سبب التخلص منه».
وذكرت تقارير من جماعات لنشطاء المعارضة، من بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجماعة التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها والتي لها شبكة اتصالات في سوريا، أن أيام الهدنة شهدت أعنف استخدام لغارات الطيران منذ بدء الأزمة في سوريا، كما أن الوقف الرسمي لإطلاق النار يوم الاثنين أدى لاتساع نطاق أعمال القصف الجوي يوم الثلاثاء، بما في ذلك غارة لطائرة مقاتلة أسقطت أربع قذائف على ضاحية الخبر في دمشق. وذكر المرصد أنها كانت أول حالة تم الإعلان عنها لهجوم طائرة مقاتلة في المجال الجوي لدمشق، حيث كان الجيش قد سبق أن استخدم مروحيات حربية.
لافروف: «حمام الدم» في سوريا سيستمر إذا لم يغير الغرب موقفه بشأن الأسد.. وفابيوس: الخلاف لا يزال قائما
حاولا البحث عن «نقاط الاتفاق»
باريس: ميشال أبو نجم
أخفق المسؤولون الفرنسيون والروس مجددا في التوصل إلى «قراءة مشتركة» لـ«ورقة جنيف»، وعاد كل طرف ليرى فيها ما يدعم موقفه. ومجددا، أكد الجانب الروسي تمسكه ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة ورغبته في أن يكون جزءا من الحل، بينما الجانب الفرنسي (ومعه الغربيون وعدد كبير من البلدان العربية) يرى في الأسد المشكلة، وبالتالي لا يمكن أن يكون جزءا من الحل.
وسعى الوزيران لوران فابيوس وسيرغي لافروف، رغم ذلك، إلى إبراز جوانب التوافق بين باريس وموسكو في النظرة إلى الأزمة السورية من خلال التأكيد على «نقاط الاتفاق» التي عددها لوران فابيوس كالتالي: الرغبة في وضع حد للنزاع، تحاشي أن تمتد العدوى السورية إلى بلدان الجوار، التعايش بين كافة الطوائف ومكونات الشعب السوري، التوازن الطائفي ووضع حد للعنف، دعم مهمة المبعوث العربي الدولي الأخضر الإبراهيمي وترقب مقترحاته وأفكاره، غير أن الخلاف الأساسي الذي برز بين الطرفين بقوة حول مصير الأسد كان هو الغالب.
وقال سيرغي لافروف بحزم: «إذا أصر شركاؤنا على طلب رحيل هذا القائد (الأسد) الذي لا يحبونه، فإن حمام الدم في سوريا سيستمر».
وليست المرة الأولى التي يتمسك بها لافروف بمواقف بالغة التشدد، رغم قوله في أكثر من مناسبة إن بلاده «لا تتمسك بالأسد». وسبق له أن نبه في اجتماع سابق مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على أن الأسد «لن يتخلى عن السلطة أبدا». ويقوم الموقف الروسي، كما كرره لافروف أمس في المؤتمر الصحافي المشترك مع فابيوس ووزيري الدفاع في البلدين، على التأكيد على القراءة الروسية التي تشدد على ترك القرار بخصوص تشكيل سلطة انتقالية وفق ورقة جنيف للسوريين أنفسهم من جانب، وعلى رفض إخراج الرئيس السوري ونظامه من إدارة المرحلة الانتقالية. أما الوزير الفرنسي فقد اعترف من غير مواربة بـ«وجود خلافات» حول هذا الموضوع بالذات. وكانت مصادر فرنسية رفيعة المستوى قالت أول من أمس لـ«الشرق الأوسط» إن السير بورقة جنيف يفترض أن يقبل الروس بتحديد المراحل التي ستقود إلى تخلي الأسد عن السلطة ووجود برنامج زمني واضح مع توافر ضمانات لتطبيقه. وأملت هذه المصادر بالتوصل إلى قراءة مشتركة «بالحد الأدنى» لورقة جنيف التي هي الوثيقة الوحيدة التي قبلها الخمسة الكبار في مجلس الأمن، وحظيت بدعم الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وتركيا.
وترفض المعارضة السورية رفضا قاطعا مشاركة الأسد في المرحلة الانتقالية، وتجعل من رحيله عن السلطة «الشرط» الذي لا مهرب منه للسير في العملية السياسية. لكن الكلام الروسي أمس في باريس لم يفاجئ الجانب الفرنسي الذي تقول مصادره إن موسكو «لن تغير موقفها جديا إلا عندما ترى أن الأسد سينهار حقيقة، والحال أنها تعتبر أنه ما زال يقاوم وأن ميزان القوى لم يمل بشكل فاضح إلى جانب المعارضة». فضلا عن ذلك، ترجح المصادر الفرنسية أن تكون موسكو بانتظار مرور الانتخابات الأميركية لترى ما إذا كانت واشنطن ستضع ثقلها في الميزان ولتبدأ عندها المفاوضات.
وتنص ورقة جنيف على تشكيل هيئة أو سلطة مؤقتة تتولى إدارة المرحلة الانتقالية مع قبول وجود أعضاء من الحكومة السورية فيها، لكن شرط أن يتوافق الأطراف (النظام والمعارضة) على تشكيلها. وبحسب القراءة الفرنسية، فإن الورقة أعطت الأطراف حق النقض (الفيتو) لأنها تحدثت عن «التوافق». وبالمقابل، قال لافروف إن بيان جنيف «لا يتحدث عن اختفاء المسؤولين السوريين، ولذا فإن الشعب السوري هو من يقرر»، ما يعني أنه لا يعود للأطراف الخارجية أن تفرض قراءتها لورقة جنيف. كذلك أخذ لافروف على المعارضة أنها لم تعين ممثلا لها ليقوم بالتفاوض نيابة عنها، بينما عمد النظام إلى ذلك. واختلف الوزيران على توصيف المعارضة المسلحة التي تمثل بالنسبة لباريس «المقاومة»، بينما وصفها لافروف بـ«الإرهابيين».
مؤتمر المعارضة السورية يوصي بتشكيل «حكومة منفى» ويطالب بـ«حظر جوي»
الشيشكلي لـ«الشرق الأوسط»: أهميته تكمن في «إجماع» مختلف أطراف المعارضة على خطة للمرحلة الانتقالية
بيروت: كارولين عاكوم
أوصى المجتمعون في مؤتمر المعارضة لـ«إدارة المرحلة الانتقالية بعد سقوط الأسد» في إسطنبول، الذي عقد بدعوة من «المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية»، بتشكيل «حكومة منفى»، مع تأكيدهم على دعم الجيش السوري الحر، والمطالبة بفرض حظر جوي على سوريا.
وكان المؤتمر الذي استمر لثلاثة أيام عقد لبحث آليات بناء مؤسسات الدولة السورية، لا سيما الأمنية والعسكرية والقانونية، تجنبا لأي فراغ ينتج عن سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، مع العلم بأنه كان قد عقد في فترات سابقة – منذ بدء الثورة السورية – مؤتمرات مماثلة في العاصمة التركية.
وتعليقا على التوصيات التي صدرت في هذا البيان، يعتبر أديب الشيشكلي، عضو المجلس الوطني السوري، أن أهمية هذا المؤتمر تكمن في أنه جمع للمرة الأولى مختلف الأطراف المعارضة، الشعبية والسياسية والعسكرية والقانونية والاقتصادية، إضافة إلى ناشطين على الأرض، وتم الاطلاع على وجهات نظرهم وآرائهم في ما يتعلق بمسار الثورة والخطوات المستقبلية الواجب القيام بها، الأمر الذي انعكس إيجابا على التوصيات، إضافة إلى الإجماع على خطة المرحلة الانتقالية والعمل عليها، بما في ذلك تشكيل حكومة انتقالية، لافتا إلى أن أعماله التي استمرت لثلاثة أيام تمحورت حول ورش عمل عدة، أهمها السياسية والأمنية والاقتصادية والقانونية. وستتم مواصلة العمل على تحقيق ما توصلت إليه هذه الورش في المستقبل وتنفيذها في المستقبل القريب.
وجاء في البيان الذي صدر أمس أنه «بحضور أكثر من مائتين من قادة سياسيين ومعارضين ونشطاء ينتمون إلى كل التيارات السياسية، التي شملت المجلس الوطني السوري، والمجلس الوطني الكردي، والمنظمة الآثورية الديمقراطية، والحركة التركمانية الديمقراطية السورية، وتيار المستقبل الكردي في سوريا، ومجلس القضاء السوري الحر، والائتلاف العلماني الديمقراطي السوري، وإعلان دمشق، والإخوان المسلمين، والهيئة العامة للثورة السورية، ولجان التنسيق المحلية، وهيئة علماء الشام، واتجاه القوى الديمقراطية الكردية، والتجمع السوري للإصلاح، وتيار التغيير الوطني، ومجلس القبائل العربية، وغيرها من القوى السياسية والمجالس الثورية والعسكرية في محافظات حلب وحمص وإدلب ودير الزور وريف دمشق، فضلا عن عدد الوزراء والسفراء والدبلوماسيين وأعضاء مجلس الشعب المنشقين عن النظام، وعددا كبيرا من الكوادر المستقلة في المعارضة السورية، عُقد مؤتمر إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا تحت عنوان (مواجهة التحديات وبناء رؤية مشتركة من أجل المستقبل)».
وناقش المجتمعون استمرار نظام الأسد في ارتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب السوري، كما استعرضوا آليات إسقاط النظام ودور المجتمع المدني في توفير الدعم الضروري من أجل تحرير سوريا من خلال دعم الجيش الحر والمقاومة الوطنية المسلحة وفرض حظر جوي لتوفير مناطق آمنة من أجل حماية المدنيين.
واعتبر البيان أنه ومع قدرة الثوار على الأرض على تحرير مساحات واسعة من الأراضي السورية في محافظات إدلب وحلب ودير الزور وحمص وريف دمشق، فقد برزت الحاجة إلى إدارة المناطق المحررة وبناء سلطة مركزية قادرة على ضبط الأمن، وتأمين الاستقرار للسكان المدنيين في تلك المناطق. وهو ما يحتم على المعارضة السورية تشكيل حكومة منفى أو حكومة انتقالية قادرة على قيادة العمل السياسي وحشد الرأي العام العربي والدولي عبر نزع الشرعية عن نظام الأسد على المستوى العربي والإقليمي والدولي وتمثيل الثورة في المحافل الإقليمية والدولية، لا سيما الأمم المتحدة.
واتفق المجتمعون على أن «المرجعية السياسية والشعبية الحقيقية التي يحق لها تشكيل هذه الحكومة إنما هي مؤتمر وطني عام وجامع يضم كل القوى السياسية والوطنية الثورية والعسكرية، التي تضع نصب عينيها خدمة الثورة السورية وتحقيق أهدافها في إسقاط نظام الأسد وبناء دولة مدنية ديمقراطية يتساوى فيها كل السوريين في حقوقهم وواجباتهم، وتسعى لكسب الاعتراف الدولي والداخلي بهذه الحكومة التي يجمع عليها الشعب السوري وقياداته الثورية لتشكيل لجنة تحضيرية من شأنها دراسة المقترح المقدم من كل القوى المعارضة الملتزمة بأهداف الثورة بالإعداد لهذا المؤتمر الوطني الجامع، على أن يعقد على أرض الوطن إن أمكن ذلك، وبناء الشرعية الحقيقية القائمة على حق الشعب السوري في اختيار نظامه ورئيسه وحكومته على أرض وطنه».
كما شارك المجتمعون في اليوم الثاني في أربع ورش عمل تخصصية، شملت محاور الإصلاح الدستوري والقانوني، والإصلاح السياسي والإداري، ونظام الأحزاب والانتخابات، وإصلاح الأجهزة الأمنية، وتحديات بناء جيش وطني حديث، بهدف تقديم رؤية مشتركة للمعارضة السورية في المرحلة الانتقالية. وأكدوا على دعم جهود المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في تأسيس «بيت الخبرة السوري» للمرحلة الانتقالية، الذي سيعقد اجتماعه بشكل دوري، ويضم مجموعات من فرق العمل الرئيسية الأربع، بهدف تقديم التصور النهائي للمرحلة الانتقالية.
كلينتون: على المعارضة مقاومة الجنوح للتطرف.. وتجاوز مرحلة «المجلس الوطني»
قالت: اقترحنا أسماء ومنظمات نعتقد أنها ينبغي أن تدرج في هيكل القيادة
لندن: «الشرق الأوسط»
أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أمس، أنها تنتظر من المعارضة السورية أن «تقاوم، بشكل أقوى، محاولات المتطرفين لتحويل مسار الثورة» في سوريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، كما أشارت إلى ضرورة إجراء إصلاح جذري للمعارضة السورية، وقالت إن الوقت قد حان لتجاوز دور المجلس الوطني السوري، وجلب أولئك الذين هم «في الخطوط الأمامية للقتال والموت اليوم» للمقدمة.
وأضافت كلينتون، في مؤتمر صحافي عقدته بزغرب، أن «هناك معلومات مثيرة للقلق حول متطرفين يتوجهون إلى سوريا ويعملون على تحويل مسار ما كان حتى الآن ثورة مشروعة ضد نظام قمعي لصالحهم».. ونقلت عنها وكالة «رويترز» قولها أيضا إن محادثات المعارضة السورية في قطر الأسبوع المقبل ينبغي أن تؤدي إلى توسيع الائتلاف؛ الذي من شأنه الحديث بقوة ضد «الجهود التي يبذلها المتطرفون لاختطاف الثورة السورية».
وبينما يبدو أنه «نفاد صبر» غربي من نجاح «المجلس الوطني السوري» في تجاوز خلافات المعارضة وتوحيدها، وكسب قوة دافعة داخلية ودولية، قالت كلينتون: «لقد أوضحنا أنه لم يعد ينظر إلى المجلس الوطني باعتباره زعيم المعارضة»، وأضافت: «يمكن أن يكونوا (أعضاء المجلس) جزءا من مشروع أكبر للمعارضة، ولكن هذا يجب أن يشمل الشعب (المعارضة) من داخل سوريا وخارجها.. يجب أن يكون هناك هيكل للمعارضة مكرس لتمثيل وحماية جميع السوريين».
وأشارت كلينتون إلى أن اجتماع المجلس الوطني الأسبوع المقبل في قطر قد يكون بمثابة فرصة لمجموعات المعارضة السورية المتباينة لجلب ممثلين عن من هم «في الخطوط الأمامية يقاتلون ويموتون اليوم». وأضافت أن الولايات المتحدة قد سهلت حركة الكثير من ممثلي هذه المجموعات لحضور اجتماع عقد الشهر الماضي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، «ونحن بحاجة أيضا لمعارضة قادرة على المقاومة بقوة لجهود المتطرفين لاختطاف الثورة السورية»، مؤكدة: «لقد اقترحنا أسماء ومنظمات؛ نعتقد أنها ينبغي أن تدرج في هيكل القيادة».
الإبراهيمي يطلب عون الصين وروسيا في انتظار نتائج لقاء القاهرة
غاتيلوف: المبعوث لم يطرح رؤية محددة خلال زيارته موسكو
موسكو: سامي عمارة القاهرة: صلاح جمعة ومحمد عبد الرازق
بينما أعرب الوسيط الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في بكين أمس، لدى لقائه وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي، عن أمله في أن تلعب الصين «دورا نشطا» من أجل المساهمة في وقف العنف في سوريا، أعلنت موسكو الرسمية أن الإبراهيمي لم يطرح رؤية محددة للخروج من الأزمة السورية خلال زيارته الأخيرة للعاصمة الروسية.. وفيما أكد نبيل العربي الأمين العام لجامعة العربية أن الإبراهيمي سيصل إلى القاهرة اليوم (الخميس) للتشاور حول آخر تطورات الأزمة في سوريا بعد فشل هدنة عيد الأضحى، قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إن القاهرة تدرس عقد مؤتمر قريبا للتنسيق بين أطياف المعارضة السورية. وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس إن الإبراهيمي أجرى العديد من الاتصالات في مختلف العواصم العالمية؛ بما فيها موسكو وبكين، مشيرا إلى أن «الإبراهيمي قد يتوصل إلى أفكار جديدة بعد زيارته بكين»، وأضاف أن موسكو ستربط كل الخطوات المقبلة لتسوية الأزمة السورية بالقرارات التي تضمنها البيان الختامي للقاء جنيف. وأكد غاتيلوف: «نحن نعتقد أن قرارات لقاء جنيف ما زالت حيوية وتشكل قاعدة للتسوية السياسية للأزمة السورية.. لذلك نحن مستعدون – ضمن إطار مجموعة العمل – لأي شكل من أشكال التشاور مع شركائنا – وضمنهم الأميركيون – بمشاركة الإبراهيمي»، وأضاف أن «موقفنا بشأن تسوية الأزمة السورية لم يتغير».
من جانبه، قال الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي، إنه يأمل أن «تتمكن الصين من لعب دور نشط في إيجاد حل للأحداث في سوريا»، من دون إضافة أي تفاصيل أخرى، فيما شكر يانغ الإبراهيمي على العمل الذي يقوم به، مبديا أمله بأن تدفع محادثاتهما وهي الثالثة خلال شهرين في اتجاه «تفاهم متبادل» و«معالجة ملائمة للملف السوري». ولم تكشف الخارجية الصينية مضمون المحادثات، لكنها كررت القول إن بكين ستدفع في اتجاه «حل سياسي في سوريا». وقال المتحدث باسم الخارجية هونغ لي إن «الصين تلعب دورا مهما وإيجابيا في الدفع في اتجاه حل سياسية للقضية السورية وستواصل العمل مع المجموعة الدولية».
في غضون ذلك، أكد الدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية، أن الإبراهيمي سيصل إلى القاهرة اليوم (الخميس) للتشاور حول آخر تطورات الأزمة في سوريا. ورفض العربي خلال مؤتمر صحافي عقده عقب مباحثاته مع وزيرة خارجية باكستان، الإفصاح عن تفاصيل نتائج زيارة الإبراهيمي لكل من روسيا والصين.وردا على سؤال حول طلب الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير خارجية قطر عقد اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية لمعرفة ماذا بعد فشل الهدنة التي دعا لها الإبراهيمي خلال أيام عيد الأضحى، قال العربي: «ربما هناك اجتماع؛ لكن لم يتحدد بعد موعد له».
لكن مصادر دبلوماسية عربية مسؤولة بالقاهرة توقعت عقد اجتماع عاجل للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على هامش اجتماعات مجلس الجامعة العربية.
وفي سياق ذي صلة، أشار ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية والممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط، قبيل سفره مع سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية إلى القاهرة يوم الأحد المقبل 4 نوفمبر الحالي، إلى أن لافروف سوف يلتقي في القاهرة مع الإبراهيمي لاستيضاح الموقف من الأزمة السورية؛ على ضوء زيارة الأخير التي قام بها للصين بعد زيارته لموسكو.
وقال بوغدانوف لـ«الشرق الأوسط» إن الأزمة السورية ستتصدر مباحثات لافروف في القاهرة مع المسؤولين المصريين، ومع نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، كاشفا عن أن زيارة لافروف التي كانت مقررة للرياض في أعقاب زيارته للقاهرة تأجلت إلى 14 نوفمبر الحالي بالتنسيق مع الجانب السعودي، وأن الزيارة ستبحث قضايا العلاقات الثنائية إلى جانب القضايا الخاصة بالحوار الاستراتيجي «روسيا – بلدان مجلس التعاون الخليجي».
وكانت الخارجية الروسية كشفت أمس أيضا عن المفاوضات التي تجرى مع تركيا بشأن إعادة حمولة الطائرة السورية التي كانت في طريقها من موسكو إلى دمشق وأرغمتها أنقرة على الهبوط ثم سمحت لها بمواصلة الرحلة بعد مصادرة جزء من الحمولة بحجة أنها «أجهزة ذات طابع عسكري».
ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن غاتيلوف قوله إن «أنقرة لم تبلغ موسكو بعد بموعد تسليم الحمولة إلى الجانب الروسي»، وأضاف: «الاتصالات تستمر. وحسب معرفتي، لم تتخذ حتى الآن آية خطوات عملية». ونقلت الوكالة ما نشرته صحيفة «كوميرسانت» الروسية في وقت سابق حول أنه «من غير المستبعد أن لا تتم إعادة الحمولة إلى روسيا، وذلك لأن الجانب التركي – عند مصادرة الصناديق المشبوهة – لم يعط إيصالا لقائد الطائرة؛ على الرغم من أنه كان يصر على ذلك».
إلى ذلك، قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إن القاهرة تدرس عقد مؤتمر للمعارضة السورية يضم كل أطيافها في المستقبل القريب للتوصل لرؤية منسقة وموحدة بالنسبة للوضع في سوريا، وأعرب عمرو عن اعتقاده بأن تنسيق موقف المعارضة السورية من شأنه أن يمنحها «قوة إضافية» في المفاوضات التي تستهدف وقف نزف الدم في البلاد، مشيرا إلى أنه «لم يتم تحديد موعد مؤتمر المعارضة السورية»؛ لكنه استطرد قائلا: «سيتم قريبا، وهناك اتصالات مستمرة مع المعارضة منذ أسابيع، حيث إن هناك لقاءات مصرية مع كل أطياف المعارضة السورية سواء في القاهرة أو من خلال بعثاتنا في الخارج لدى الدول التي توجد بها أطياف المعارضة»، موضحا أن «الاجتماع سيكون مصريا ويمكن التعاون مع الجامعة العربية في هذا الشأن».
أردوغان: لا نستطيع إنشاء منطقة عازلة في سوريا دون قرار دولي
ميركل: الوضع يمثل مشكلة لتركيا
لندن: «الشرق الأوسط»
أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لا تستطيع إنشاء منطقة عازلة في سوريا دون قرار دولي. ودعا أردوغان في مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين المجتمع الدولي إلى القيام بدوره حيال الأزمة، وأكد أنه لا يمكن لبلاده الوقوف مكتوفة الأيدي تجاه ما يجري هناك. وتحدث أردوغان عن تحمل بلاده كثيرا من الضرر بسبب الأزمة السورية حيث تستضيف حاليا نحو 105 ألاف لاجئ سوري، وشدد على أهمية الدور الألماني لحل الأزمة السورية، قائلا: «إننا بحاجة إلى مساعدة ألمانيا ودعمها».
من جهتها، وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل العنف الحالي في سوريا بأنه بمثابة مشكلة لتركيا، وقالت إن «الوضع في سوريا يمثل عبئا حقيقيا لتركيا». وأثنت ميركل على انفتاح تركيا أمام اللاجئين السوريين، وشكرت رئيس الوزراء التركي على التعامل بحكمة وأناة مع النزاع السوري ووعدته بمشاركة تركيا في تحمل المسؤولية الناجمة عن الصراع في سوريا بصفة تركيا عضوا في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تنتمي إليه ألمانيا أيضا.
وكانت برلين شددت حتى الآن على المساعدة الإنسانية عند الحدود بين تركيا وسوريا، مؤكدة أن معظم اللاجئين يريدون العودة إلى بلادهم فور انتهاء المعارك. واللاجئون موزعون على 13 مخيما في محافظات جنوب شرقي تركيا على الحدود مع سوريا. وقدرت الحكومة التركية هذا الصيف العدد الأقصى للاجئين بـ100 ألف، الذين هي مستعدة لاستقبالهم إلا إذا قدمت الأسرة الدولية مساعدة. وشددت ميركل على أنه من «الأهمية الكبرى» أن تقدم ألمانيا مساعدة في مكافحة الأنشطة الإرهابية خصوصا أنشطة حزب العمال الكردستاني، المنظمة المحظورة. وكان أردوغان اتهم في نهاية سبتمبر (أيلول) باريس وبرلين بعدم مساعدة تركيا على مكافحة متمردي حزب العمال.
لافروف يتحدّث عن “حمّام دم” وكلينتون تشجع قيادة “من يقاتلون ويموتون“
“لواء العاصفة” الحر ضد جبريل ـ الأسد
ردّ الجيش السوري الحر سريعاً على إقحام أحمد جبريل شبيحة الجبهة الشعبية القيادة العامة في التصدي لثورة الشعب السوري ضد نظام الأسد، وأعلن الجيش الثائر تشكيل “لواء العاصفة” من مقاتلين فلسطينيين متعاطفين معه، لمحاربة بعض من الفلسطينيين المسلحين الموالين لنظام دمشق.
ودعت الولايات المتحدة أمس إلى إصلاح واسع للمعارضة السورية، معتبرة على لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون أن الوقت حان لتجاوز المجلس الوطني السوري وضمّ من يقفون “في خطوط المواجهة يقاتلون ويموتون اليوم في سبيل حريتهم”.
وفي باريس، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اثر مباحثاته مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس أمس، “إذا أصرّ شركاؤنا على موقفهم المطالب برحيل هذا الزعيم الذي لا يحبونه، فإن حمام الدم سيستمر”، في إشارة إلى بشار الأسد.
وأوقعت أعمال العنف في سوريا لغاية الآن أكثر من 36 ألف قتيل خلال نحو 20 شهراً من النزاع الذي يسقط ضحيته كل يوم اكثر من مائة شهيد، في ظل تصعيد الرئيس السوري حملات مقاتلاته الجوية ضد المدن والقرى الرافضة لاستمراره في حكم البلاد، ما يشير إلى تقلص كبير في المساحة الفعلية على الأرض التي يسيطر عليها جنود النظام.
وفي سوريا قال مقاتلون من المعارضة أمس، إنهم شكلوا لواء من الفلسطينيين المتعاطفين معهم في منطقة من دمشق لمحاربة فلسطينيين مسلحين موالين للأسد ينتمون إلى الجبهة الشعبية القيادة العامة بقيادة احمد جبريل يسيطرون على مخيم اليرموك الرئيسي المتداخل مع العاصمة دمشق قريبا من أحياء تنتشر فيها أعداد من مقاتلي المعارضة لم يتمكن نظام الأسد من إخضاعهم.
ويعيش نحو 150 ألف لاجئ فلسطيني في مخيم اليرموك وهي منطقة شاسعة فيها مبان سكنية يؤيد بعض سكانه الانتفاضة المستمرة منذ أكثر من 19 شهراً في حين أن آخرين يحاربون في صفوف الشبيحة الموالين للأسد.
وقال قائد من مقاتلي المعارضة من “كتيبة صقور الجولان”، “نسلح فلسطينيين مستعدين للقتال. شكلنا لواء العاصفة المؤلف من مقاتلين فلسطينيين فقط”، وأضاف أن “لواء العاصفة” “وظيفته هي تولي المسؤولية عن مخيم اليرموك. كلنا نؤيده وندعمه”.
وقال مقاتلو المعارضة إنهم واللواء الجديد سيهاجمون المقاتلين في مخيم اليرموك الموالين لأحمد جبريل قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة التي تدعمها سوريا، واتهموا رجال جبريل بمضايقة سكان المخيم ومهاجمة مقاتلي الجيش الحر.
وقال قائد آخر لمقاتلي المعارضة السوريين طلب عدم نشر اسمه، “هم الآن مستهدفون بالنسبة لنا.. مستهدفون لكل الجيش الحر. كلهم بلا استثناء”.
وقال هذا القائد إن بعض مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة سلموا السلاح إلى مقاتلي المعارضة، ودعا الآخرين إلى اتخاذ الخطوة ذاتها وهدد باغتيال الشخصيات الموالية للأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض الذي يتخذ من بريطانيا مقرا إن قنبلة انفجرت في وقت مبكر امس، أسفل سيارة عقيد بالجيش السوري في اليرموك، لكنه لم يكن بالسيارة ولم تقع خسائر.
ولم يتضح ما إذا كان الحادث مرتبطا بالتوترات بين مقاتلي المعارضة السوريين وفصائل فلسطينية في اليرموك.
وبلغ عدد القتلى لغاية الآن في سوريا اكثر من 36 الف شخص بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء وكالة “فرانس برس”.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي ان “25 الفا و667 مدنيا، وتسعة آلاف و44 جنديا نظاميا، و1296 منشقا” قتلوا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد في منتصف آذار 2011.
ويحصي المرصد بين المدنيين، المقاتلين من غير العسكريين الذين حملوا السلاح ضد قوات النظام.
وأكد عبد الرحمن ان الحصيلة لا تشمل آلاف المفقودين او الضحايا الذين لم يتم توثيق اسمائهم، اضافة الى العديد من افراد الميليشيات المؤيدة للنظام والمعروفين باسم “الشبيحة”.
وارتفعت حصيلة شهداء سوريا أمس إلى 131 شهداء بينهم سيدات وأطفال: سبعة واربعون شهيداً في حلب بينهم ستة شهداء في قصف على فرن الأتارب وثلاثة شهداء في قصف على فرن كفرحمرة، خمسه وثلاثون شهيداً في دمشق وريفها، احد عشر شهيدا في حمص، خمسة شهداء في حماه، ثلاثة شهداء في درعا، شهيدان في إدلب، وشهيد في دير الزور، حسبما قالت لجان التنسيق المحلية أمس.
وقال المرصد السوري إن أكثر من 180 شخصا قتلوا في سوريا أول من أمس الكثير منهم في غارات جوية شنتها الحكومة. (التفاصيل ص 16)
ودعت الولايات المتحدة أمس إلى إصلاح واسع للمعارضة السورية قائلة إنه قد حان الوقت لتجاوز المجلس الوطني السوري وضم من يقفون “في خطوط المواجهة يقاتلون ويموتون اليوم”.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في علامة على موقف أميركي أكثر نشاطا في محاولة تشكيل معارضة جديرة بالثقة في مواجهة الرئيس السوري، ان اجتماعا للمعارضة الاسبوع القادم في قطر سيكون فرصة لجذب المزيد من الناس إلى طاولة المحادثات وتوسيع التحالف ضده.
وأضافت خلال زيارة لكرواتيا “لا يمكن أن تكون هذه معارضة يمثلها أشخاص يتمتعون بخصال جيدة كثيرة لكنهم في كثير من الأمثلة لم يذهبوا إلى سوريا منذ 20 او 30 او 40 عاماً، يجب ان يكون هناك تمثيل لمن يقفون في خطوط المواجهة يقاتلون ويموتون اليوم في سبيل حريتهم.”
وتمثل تصريحات كلينتون انفصالاً واضحاً عن المجلس الوطني السوري الذي يتكون أغلبه من نشطاء معارضين في الخارج كانوا من أشد أنصار التدخل الدولي في الصراع السوري.
وعبر مسؤولون أميركيون في تصريحات خاصة عن خيبة أملهم لعدم قدرة المجلس الوطني السوري على الخروج بخطة متماسكة وبسبب ضعف اتصاله بجماعات المعارضة المسلحة المتفرقة داخل سوريا.
وعقد أعضاء بارزون في المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر ومجموعات معارضة أخرى اجتماعا في تركيا وتعهدوا بالوحدة وراء حكومة انتقالية خلال الأشهر القادمة.
وقال عمار الواوي القائد في قوات المعارضة بعد المحادثات التي جرت خارج اسطنبول إن الانقسامات في صفوف المعارضة هي التي سمحت لقوات الأسد بالوصول إلى هذه النقطة. وأضاف أن المعارضة متحدة على هدف إسقاط الأسد وأن الجميع بمن فيهم كل مقاتلي المعارضة سيتجمعون تحت لواء الحكومة الانتقالية.
وقال محمد الحاج علي وهو ضابط كبير منشق عن الجيش السوري في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع إن المعارضة ما زالت تواجه بعض الصعوبات بين السياسيين وجماعات المعارضة المختلفة وقادة الجيش الحر على الأرض.
وأشارت كلينتون إلى مسعى أميركي أشد قوة للمساعدة في تشكيل وجه المعارضة السياسية وذكرت أنه مع تزايد التوتر الطائفي اصبح من المهم ان يكون حكام سوريا القادمون اكثر شمولا والتزاما بنبذ التطرف.
وقالت “ينبغي أن تكون هناك معارضة يمكنها التحدث مع كل شريحة وكل منطقة جغرافية في سوريا. ونريد أيضا معارضة تواجه بقوة محاولات المتطرفين لخطف الثورة السورية.”
وقالت كلينتون ان اجتماع المعارضة السورية في الدوحة يمثل فرصة لتشكيل قيادة جديدة واضافت ان الولايات المتحدة ساعدت في “تهريب” ممثلين لجماعات معارضة سورية من الداخل لحضور اجتماع في نيويورك الشهر الماضي بشأن توسيع تمثيل المعارضة.
وقالت في مؤتمر صحفي “اقترحنا اسماء ومنظمات نعتقد انها يجب ان تنضم إلى هيكل أي قيادة، وأكدنا أن المجلس الوطني السوري لم يعد من الممكن اعتباره القيادة الظاهرة للمعارضة. يمكنهم ان يكونوا جزءا من معارضة أكبر لكن هذه المعارضة يجب ان تضم اشخاصا من داخل سوريا وآخرين لديهم صوت شرعي يجب الاستماع إليه.”
وذكرت كلينتون انها تشعر بالأسف لكنها لم تفاجأ لفشل وقف اطلاق النار في سوريا الذي سعى إليه الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي خلال أيام عيد الاضحى. وقالت “نظام الأسد لم يوقف استخدام الاسلحة المتطورة ضد الشعب السوري ولو ليوم واحد.” واضافت “في الوقت الذي ندعو فيه المبعوث الخاص الابراهيمي لبذل كل ما بوسعه في موسكو وبكين لاقناعهما بتغيير موقفهما ودعم تحرك أقوى للأمم المتحدة.. فإنه لا يمكننا أن ننتظر ذلك.”
وتابعت كلينتون ان الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها لتشديد العقوبات على حكومة الاسد وتقديم المساعدات الانسانية للمتضررين من الصراع.
وفي باريس لم يتمكن وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والفرنسي لوران فابيوس أمس من تجاوز خلافاتهما بشأن مشاركة بشار الاسد في حكومة انتقالية محتملة مع تمسك كل منهما بموقفه.
واجتمع الوزيران في وزارة الخارجية مع وزيري دفاع البلدين جان ايف لو دريان واناتولي سرديوكوف في اطار الاجتماع السنوي لمجلس التعاون الفرنسي – الروسي بشأن الامن الذي أنشئ منذ عشر سنوات. وعلى الاثر استقبل الرئيس فرنسوا هولاند الوزراء الاربعة.
وقال الوزير الروسي بعد مباحثاته مع فابيوس “اذا اصر شركاؤنا على موقفهم المطالب برحيل هذا الزعيم الذي لا يحبونه فان حمام الدم سيستمر”.
وأقر لوران فابيوس قائلا “نعم، هناك خلاف في التقويم بشأن وجود بشار الاسد في هيئة حكومية انتقالية”.
وتتمسك روسيا الحليف الوثيق للنظام السوري، بالاتفاق الذي عقد في جنيف في نهاية حزيران الماضي خلال اجتماع لمجموعة العمل التي تضم الاعضاء الدائمين في مجلس الامن (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا) وينص على انشاء هيئة حكومية انتقالية تمثل فيها المعارضة والنظام.
الا ان اعضاء المجموعة يختلفون على تفسير النص، ففي حين يستبعد الغربيون مشاركة بشار الاسد فيها، تؤكد روسيا والصين ان السوريين هم اصحاب القرار في تحديد مستقبلهم.
وشدد لافروف في باريس على انه بما ان البيان الختامي الذي اعتمد في جنيف “لا يتحدث عن ضرورة رحيل القادة السوريين، فإن الشعب السوري اذا هو الذي يجب ان يقرر رحيل بشار الاسد”، مشيرا الى ان “هذه النظرية القائلة ان السوريين هم الذين يجب ان يقرروا مصيرهم هي موقف مجلس الامن الدولي”.
وذكر فابيوس بـ”صعوبة مفاوضات جنيف”، داعياً الى ان يتم اختيار السلطة الانتقالية “بطريقة تتيح تحقيق وفاق(..) وهو ما لا يبدو لي انه يتفق مع (وجود) بشار الاسد”، لكنه اشار الى وجود “نقاط اتفاق” مع نظيره الروسي بشأن “الرغبة في وقف النزاع وتجنب انتشاره الى دول اخرى، وأن تتمكن كل المجموعات من العيش معا”.
واضاف “نامل جميعا في توحيد قوى المعارضة. نامل ايضا في ان يتمكن مجلس الامن من استعادة دوره للتوصل الى حل” للازمة.
واكد لافروف ان روسيا وفرنسا “متفقتان على المحافظة على حقوق الاقليات وعلى التوازن الطائفي” وعلى “ضرورة وضع حد للعنف”.
واكد فابيوس ان المباحثات بشان ما بعد جنيف مستمرة. من جانبه اشار لافروف الى انه تم الاتفاق في جنيف على ان يختار كل طرف، الحكومة السورية والمعارضة، مفاوضين للاعداد لانتخابات وهو ما فعلته الحكومة، حسب قول لافروف، وليس المعارضة.
(ا ف ب، رويترز، لجان التنسيق المحلية)
113 قتيلا واشتباكات بحلب وقصف بدمشق
قال ناشطون سوريون إن اشتباكات عنيفة دارت في محيط فرع المخابرات الجوية بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر في مدينة حلب (شمال البلاد)، بعد يوم دام لقي فيه 113 شخصا مصرعهم، سقط معظمهم في حلب ودمشق التي تجددت فيها القصف بالمدفعية الثقيلة على المناطق الجنوبية، خاصة أحياء الحجر الأسود والعسالي والسيدة زينب.
وفي أبرز تطورات أمس الأربعاء، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن عددا من القتلى سقطوا في انفجار عبوة ناسفة في حي السيدة زينب بالعاصمة دمشق، في وقت شهدت فيه عدة مناطق سورية اشتباكات بين الجيشين النظامي والحر.
وقالت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري إن انفجارا وقع في حي السيدة زينب بدمشق وأدى إلى وقوع ضحايا، مضيفة أنه تم إبطال مفعول قنبلة أخرى بنفس المنطقة، بينما تحدثت رواية ناشطين من المعارضة عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل في الانفجار الذي لم تتبنه أي جهة حتى الآن.
وتجددت الاشتباكات أمس الأربعاء في حي كفر سوسة بدمشق على المتحلق الجنوبي وفي منطقة درب جديد، كما شهدت العاصمة تشكيل لواء جديد من الفلسطينيين المتعاطفين مع الثورة في حي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.
وقال قيادي في كتيبة صقور الجولان المعارضة لوكالة رويترز إن وظيفة اللواء الجديد تتلخص في الدفاع عن مخيم اليرموك، حيث يشير معارضون إلى أن سكان المخيم يتعرضون لمضايقة مقاتلين فلسطينيين يتبعون قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/القيادة العامة أحمد جبريل الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد.
وفي سياق متصل، استمرت الاشتباكات في منطقة الليرمون بحلب، بعد أن أعلن الجيش الحر سيطرته على الشركة السورية للنفط الموجودة فيها.
وفي مدينة حمص، أكد ناشطون وقوع اشتباكات عنيفة لمنع جيش النظام من اقتحام الأحياء المحاصرة مثل جورة الشياح والخالدية.
كما تواصلت الاشتباكات في محمبل بريف إدلب، وفي مدينة الحفة وريفها باللاذقية، وعند حاجز الأمن السياسي بدير الزور، مع اندلاع اشتباكات في بلدة رويحينة بريف القنطيرة على مقربة من الجولان المحتل.
قصف ولجوء
وبالتزامن مع الاشتباكات بين جيش النظام ومعارضيه، تواصل قوات النظام قصفها للمدن والقرى الحاضنة لمقاتلي الجيش الحر، حيث قصفت مدرستيْ الفارابي وأحمد منير قجة في حي الميسر بحلب، مما ألحق بهما دمارا واسعا.
كما قصفت أحياء الشعار وقاضي عسكر والشيخ سعد، بينما ألقت طائرات الجيش النظامي قذائفها على مخبز في الأتارب مخلفة قتلى وجرحى، وعلى أحياء سكنية في قرى دابق وأرشاف وكفرة حمرة وكفرناها بريف حلب.
وبث ناشطون صورا تظهر دمارا كبيرا في الغوطة بريف دمشق، حيث يتواصل القصف بالمدفعية الثقيلة على مدينة زملكا، كما تجدد القصف الجوي على مدن حرستا وعربين ودوما ودير العصافير ومعظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية، تزامنا مع حملة دهم للمنازل واعتقالات في مدينة قطنا.
وشهدت حمص أيضا قصفا مدفعيا على أحياء الخالدية وجورة الشياح ودير بعلبة وجوبر والسلطانية، إضافة للقصف على مدن الرستن والحولة وبلدات المباركية والبويضة الشرقية.
أما مدينة حماة، فما زالت تتعرض يوميا لحملات دهم واعتقالات يشنها جيش النظام، كما يؤكد ناشطون، إذ رصدت شبكة شام الإعلامية حملة اعتقالات اليوم في أحياء الجلاء ومشاع الطيار وجنوب الملعب ووادي الحوارنة.
وذكرت الشبكة أن القصف الجوي والمدفعي تواصل أمس على مدن وبلدات عدة في إدلب، مثل معرة النعمان وكفرومة وتفتناز وكفرنبل وحمامة ومحمبل، وكذلك الحال في اللاذقية مثل مصيف سلمى وبلدات كنسيا وعكو وكبانة.
وأضافت شام أن القصف تواصل اليوم على حي الجبيلة في دير الزور، وعلى مدينة موحسن بالمحافظة، كما بثت صورا لقصف مدفعي على بلدة داعل في درعا جنوبي البلاد.
روسيا تحذر من “حمام دم” إن رحل الأسد
كلينتون تدعو لـ”إصلاح” المعارضة السورية
دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى “إصلاح واسع” بالمعارضة السورية، وفيما اعتبرت روسيا أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد سيتسبب في “حمام دم”، قدمت الصين مقترحات جديدة لتسوية الأزمة التي تعصف بسوريا منذ 19 شهرا.
واعتبرت كلينتون أن المجلس الوطني السوري ما عاد يعتبر الزعيم المرئي للمعارضة السورية، وعابت -في ختام محادثات مع الرئيس الكرواتي إيفو جوسيبوفيتش في زغرب- على الكثير من أعضاء المجلس غيابهم عن سوريا لعشرات السنين.
وقالت إن المجلس الحالي يمكن أن يكون جزءا من معارضة أكبر، “لكن هذه المعارضة يجب أن تضم أشخاصا من داخل سوريا وآخرين لديهم صوت شرعي يجب الاستماع إليه”.
وأوضحت الوزيرة أن اجتماعا للمعارضة سيقام الأسبوع القادم في الدوحة سيكون فرصة لجذب المزيد من الناس إلى طاولة المحادثات، وتوسيع التحالف ضد نظام الرئيس بشار الأسد.
وكشفت أن الولايات المتحدة ساعدت في “تهريب” ممثلين لجماعات معارضة سورية من الداخل لحضور اجتماع في نيويورك الشهر الماضي بشأن توسيع تمثيل المعارضة. وقالت إن واشنطن اقترحت “أسماء ومنظمات نعتقد أنها يجب أن تنضم إلى هيكل أي قيادة”.
وقالت إنه مع تزايد التوتر الطائفي تريد واشنطن “معارضة تواجه بقوة محاولات المتطرفين لخطف الثورة السورية”.
وأشارت كلينتون إلى أنها “تشعر بالأسف -لكنها لم تفاجأ”- لفشل هدنة العيد في سوريا، واعتبرت أن “نظام الأسد لم يوقف استخدام الأسلحة المتطورة ضد الشعب السوري ولو ليوم واحد”.
وأضافت أنه “في الوقت الذي ندعو فيه المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي لبذل كل ما بوسعه في موسكو وبكين لإقناعهما بتغيير موقفهما ودعم تحرك أقوى للأمم المتحدة، فإنه لا يمكننا أن ننتظر ذلك”، وأكدت أن واشنطن ستواصل العمل مع شركائها لتشديد العقوبات على حكومة الأسد وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الصراع.
حمام دم
من جانب آخر، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في باريس إن “حمام الدم” في سوريا سيستمر إذا ما أصر الغربيون على المطالبة برحيل الأسد، وذلك إثر لقاء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس الذي أقر بوجود “اختلاف في التقدير”.
وتتمسك روسيا -وهي الحليف الوثيق للنظام السوري- بالاتفاق الذي عقد في جنيف نهاية يونيو/حزيران الماضي خلال اجتماع لمجموعة العمل التي تضم الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا)، وينص على إنشاء هيئة حكومية انتقالية تمثل فيها المعارضة والنظام.
غير أن أعضاء المجموعة يختلفون في تفسير النص، ففي حين يستبعد الغربيون مشاركة الأسد، تؤكد روسيا والصين أن السوريين هم أصحاب القرار في تحديد مستقبلهم.
وشدد لافروف على أنه بما أن البيان الختامي الذي اعتمد في جنيف “لا يتحدث عن ضرورة رحيل القادة السوريين، فإن الشعب السوري إذن هو الذي يجب أن يقرر رحيل بشار الأسد”. وأقر فابيوس قائلا “نعم، هناك خلاف في التقدير بشأن وجود بشار الأسد في هيئة حكومية انتقالية”. لكنه أشار لوجود “نقاط اتفاق” على “الرغبة في وقف النزاع وتجنب انتشاره إلى دول أخرى، وأن تتمكن كل المجموعات من العيش معا”.
وأضاف “نأمل جميعا توحيد قوى المعارضة. نأمل أيضا أن يتمكن مجلس الأمن من استعادة دوره للتوصل لحل” للأزمة. وأكد لافروف أن بلاده وفرنسا “متفقتان على المحافظة على حقوق الأقليات وعلى التوازن الطائفي”، وعلى “ضرورة وضع حد للعنف”.
مقترحات الصين
في غضون ذلك، قالت وسائل الإعلام الصينية إن وزير الخارجي الصيني يانغ جيتشي طرح على الأخضر الإبراهيمي -خلال لقائهما في بكين- مقترحات لحل سلمي للأزمة، تشمل حث جميع الأطراف السورية على وقف إطلاق النار، واتخاذ خطوات فعالة لتحقيق هدنة على مراحل، يعقبها فك للارتباط وإنهاء للاشتباكات والأعمال المسلحة بشكل تام وشامل.
ودعت الصين إلى تعيين ممثلين لكافة الأطراف للمشاركة في مفاوضات حول إعداد خريطة طريق للانتقال السياسي، وطالبت المجتمع الدولي بدعم جهود الإبراهيمي.
من جهة ثانية، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لا تستطيع إنشاء منطقة عازلة في سوريا دون قرار دولي. ودعا أردوغان -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية نجيلا ميركل ببرلين- المجتمع الدولي للقيام بدوره حيال الأزمة السورية، مؤكدا أنه ليس بإمكان بلاده أن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يجري هناك.
وتحدث رئيس وزراء تركيا عن تحمل بلاده الكثير من الضرر بسبب هذه الأزمة، حيث تستضيف حاليا نحو 105 آلاف لاجئ سوري.
ومن القاهرة، كشف وزير خارجية مصر محمد كامل عمرو عن مساع تبذلها بلاده لاستقبال مؤتمر للمعارضة السورية يضم كافة أطياف المعارضة السورية في المستقبل القريب، بحيث يمكنهم التوصل لرؤية منسقة وموحدة بالنسبة للوضع في سوريا، لأن هذا بالطبع سيعطي للمعارضة قوة إضافية في المفاوضات.
سوريا.. 140 قتيلا نصفهم في حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل 140 شخصا الأربعاء في مناطق سورية عدة، بينهم 9 على الأقل في قصف فرنين في حلب، إضافة إلى 8 قتلوا قرب مقام السيدة زينب جنوب شرقي العاصمة دمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان: “قتل 8 مواطنين على الأقل وأصيب العشرات إثر انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة بدراجة نارية بحسب المعلومات الأولية، انفجرت أمام فندق آل ياسر قرب مقام السيدة زينب المقدس لدى الطائفة الشيعية”.
وقالت قناة الدنيا الحكومية السورية إن الشرطة نزعت فتيل قنبلة أخرى في مكان قريب من مكان التفجير الأول قبل انفجارها.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر في قيادة شرطة دمشق أن “مجموعة إرهابية مسلحة تفجر عبوة ناسفة وضعتها في كيس للقمامة بشارع مزدحم في منطقة السيدة زينب”، مشيرة إلى أن الحادث أسفر عن وقوع “عدد من الضحايا والإصابات”، دون ذكر تفاصيل إضافية.
وليست المرة الأولى التي تستهدف فيها منطقة السيدة زينب بتفجير منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد منتصف مارس 2011، ففي 14 يونيو الماضي، أصيب 14 شخصا بتفجير انتحاري في موقف للسيارات وسط منطقة تضم مقام السيدة زينب ومشفى الإمام الصدر ومركزين أمنيين.
وتعد هذه النطقة الواقعة على أطراف القسم الجنوبي الشرقي من دمشق مقصدا مهما للسياحة الدينية لا سيما للزوار الشيعة، ويؤمها الآلاف من القادمين من دول الخليج والعراق وإيران ولبنان لزيارة مقام السيدة زينب ابنة الإمام علي بن أبي طالب.
وارتفع عدد القتلى في مختلف المحافظات السورية الأربعاء إلى 113 شخصاً، نصفهم في حلب، وبينهم 6 نساء و9 أطفال، بحسب مصادر المعارضة.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن حلب شهدت مقتل 57 شخصاً، بينما قتل 27 في دمشق وريفها و12 في حمص و11 في إدلب و4 في درعا و2 في دير الزور.
وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن انفجاراً قوياً مجهول المصدر وقع في حي التضامن في دمشق، وتبعه إطلاق نار كثيف في منطقة شارع الشهداء.
وفي وقت سابق، أعلنت شبكة “سوريا مباشر” المعارضة أن الجيش الحر أسقط مروحية في محمبل في إدلب.
وشنت طائرات حربية نظامية غارات جوية على مناطق مختلفة في البلاد الأربعاء، لا سيما على ريف دمشق وشمال غربي البلاد، حسبما أفاد المرصد.
وفي ريف دمشق، “نفذت طائرات حربية 5 غارات جوية على بساتين بلدة سقبا ودوما في الغوطة الشرقية”، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من المناطق المستهدفة.
من جهتها، قالت لجان التنسيق المحلية إن الطيران الحربي استهدف مدينة دوما في ريف العاصمة.
وكانت مناطق الريف، لا سيما الواقعة إلى الشرق من العاصمة، هدفا لغارات جوية مكثفة الثلاثاء، تزامنا مع شن طائرات مقاتلة غارة هي الأولى على مدينة دمشق استهدفت حي جوبر (شرق).
كما سقطت قذائف على بلدة حرستا والمزارع المحيطة ببلدة رنكوس “التي تعتبر معقلا لمقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة” في ريف العاصمة، بحسب المرصد.
في محافظة إدلب، قال المرصد إن طائرات حربية قصفت مدينة معرة النعمان الاستراتيجية وقريتي دير شرقي ومعرشمشة.
كما تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين هاجموا “حواجز تابعة للقوات النظامية على طريق اللاذقية-إدلب في ريف جسر الشغور”، بحسب المرصد الذي أشار إلى اشتباكات “رافقها تحليق للطيران الحربي وسقوط قذائف على المناطق المحيطة”.
وتستمر الاشتباكات في محيط معكسر وادي الضيف المحاصر بين القوات النظامية من جهة ومقاتلين من جبهة النصرة الإسلامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة من جهة أخرى، بحسب المرصد.
ويحاصر المقاتلون المعارضون المعسكر القريب من مدينة معرة النعمان منذ سيطرتهم عليها في التاسع من أكتوبر، ما سمح لهم بإعاقة إمدادات القوات النظامية.
وفي دير الزور، شن الطيران الحربي غارات على بلدة الموحسن “التي تعتبر من اهم معاقل الكتائب الثائرة المقاتلة”، بحسب المرصد.
سر المهمة الغامضة لـ”هيلاري الإيرانية” في سوريا
ترتيبات بين طهران ودمشق لتبادل كميات من البنزين بوقود الديزل
دبي – قناة العربية
اتخذت إيران وسوريا ترتيبات لمبادلة كميات من البنزين بوقود الديزل لتساعد إحداهما الأخرى في التغلب على العقوبات الدولية التي تمنع عنهما إمدادات الوقود، التي يحتاجها الاقتصاد والجيش في كلا البلدين، نقلاً عن قناة “العربية”، الخميس.
وأظهرت بيانات لتتبع حركة السفن أن ناقلة من إيران وصلت الى سوريا محملة بشحنة من الوقود.
وقال مصدر ملاحي يعمل في المنطقة إن إيران تسلّم الديزل إلى سوريا مقابل البنزين.
وأفاد المصدر بأن ناقلة نفط إيرانية تدعى هيلاري، وصلت إلى ميناء بانياس قبل أسبوع، وسلمت شحنة زنتها 34500 طن من زيت الغاز، وهو مصطلح مستخدم في قطاع الطاقة للإشارة إلى الديزل.
كما انتهت الناقلة نفسها من تحميل شحنة من البنزين بنفس الحجم من الميناء السوري، ومن المرجح أن تتجه الناقلة إلى إيران، حيث ستقوم برحلة أخرى لنقل إمدادات الوقود التي يحتاجها البلدان بشدة.
وبالرغم من أن البلدين مصدران للنفط إلا أنهما يفتقران لطاقة التكرير اللازمة لإنتاج أنواع معينة من الوقود. ونظراً الى أن سوريا تضخ خاماً خفيفاً، فهي تنتج كميات من البنزين والنفتا تزيد على حاجتها ما يسمح لها بتصدير البعض منها.
وفي المقابل، يسهل على طهران إنتاج أنواع ثقيلة من الوقود مثل الديزل من الخام العالي الكبريت، لكنها تحتاج للبنزين.
عصيان شامل في سجن حمص بسوريا وسط مخاوف من مجازر
مرسوم العفو الرئاسي لم يشمل سجناء الرأي وتسبب بتفجير الوضع داخ المعتقل
واشنطن – محمد زيد مستو
فيما كان يتوقع أن يلقى العفو الرئاسي، الذي أعلنت عنه السلطات السورية، ترحيباً لدى السجناء في سوريا، فقد تسبب هذا القرار في تفجير الوضع داخل سجن حمص المركزي، وأدى إلى الإعلان عن عصيان شامل داخل أروقة السجن، وسط تخوف من ارتكاب مجازر في وقت لا تصل فيه معلومات مفصلة عما يجري داخله، جراء الحصار المتواصل على مدينة حمص من قبل قوات النظام السورية منذ أشهر.
وبحسب المعلومات الواردة من داخل السجن، فإن معتقلي الرأي كانت لديهم نية الإضراب قبل 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي موعد المرسوم الرئاسي للرئيس السوري بشار الأسد، والقاضي بإصدار عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخه.
لكن استثناء معظم معتقلي الرأي، حسب ما تؤكده عدة مصادر، دفعت السجناء إلى تفجير الوضع داخل السجن وإعلان العصيان العام.
وبحسب ناجي طيارة، عضو المجلس الوطني السوري، فإن الأسباب التي دفعت السجناء إلى تنظيم الإضراب، كانت وراءها إدارة السجن التي تنقل ملفات المعتقلين إلى محكمة جديدة مستحدثة في دمشق يطلق عليها “محكمة الإرهاب” التي تصدر أحكاماً بحق المتهمين، دون أن تكون لهم فرصة الدفاع عن أنفسهم ورؤية القاضي، كما يعانون من ظروف إنسانية صعبة وإهمال طبي، إضافة إلى التعذيب ومصادرة المساعدات العينية والمالية التي ترسل من قبل عائلات المعتقلين.
ويؤكد طيارة الذي ينحدر من مدينة حمص لـ”العربية.نت” أن عدد معتقلي جناح “الشغب” الذي يحتجز فيه المعتقلون السياسيون على خلفية الثورة، يبلغ نحو 1700 معتقل، كما يضم السجن أكثر من 800 كبير في السن، و100 إمرأة لم يشملهم العفو الرئاسي.
عصيان
وتسبب ذلك العفو الذي استثنى في مادته 13 ما يصفه بـ”جرائم الإرهاب”، وهي التي تطلق، حسب وصف أحد السجناء الذي تمكن من إجراء اتصال هاتفي مع أقارب له، على معتقلي الرأي والمتظاهرين المشاركين بالاحتجاجات ونشطاء حقوق الإنسان، بحالة غضب شديد لدى المعتقلين الذين أثاروا حالة فوضى كبيرة.
وبحسب ما أكد ناجي طيارة فإن إدارة السجن اضطرت بعد ذلك إلى دعوة وفد لجنة المصالحة الوطنية، الذي قدّم وعوداً بتسوية أوضاعهم خارج إطار العفو، والإفراج عنهم على ثلاث دفعات، إلا أن الإدارة أبلغتهم في وقت لاحق أنه ليست لديها أوامر بإطلاق سراح المعتقلين، كما أن لجنة المصالحة بدورها ليس لديها أية صلاحية بإصدار أوامر للإفراج عن أي سجين، مما دفع السجناء الغاضبين إلى السيطرة على مرافق السجن بما فيها الإذاعة التي بدأوا يتواصلون مع باقي السجناء من خلالها.
وتقول المصادر إن المفاوضات بين السجناء وقوات الأمن التي تحاصر السجن فشلت في إعادة الهدوء إليه في وقت يتواصل فيه العصيان داخله، وهو ما يدفع للتخوف من ارتكاب قوات النظام مجازر، لاسيما بعد إطلاقها الرصاص الحي، وهو ما أكده ناجي طيارة، مشيراً إلى عدم ورود معلومات عن وقوع ضحايا.
كما تعرض مدير السجن خلال العصيان للاعتداء، وهو ما أكده سجناء قالوا إن سجينا اعتدى على مدير السجن لأسباب انتقامية، بحسب ما قال طيارة أيضاً.
ويعتبر عصيان سجن حمص هو الرابع من نوعه خلال الثورة، في وقت تتعرض فيه مدينة حمص لحصار متواصل من قبل قوات الرئيس الأسد منذ أشهر، ودفعت المدينة خلال الثورة أكبر عدد من الضحايا بلغ 8326 قتيلاً موثقاً حتى الاثنين الماضي.
تيار سوري معارض لـ آكي: اتفقنا مع الإبراهيمي على عدم الحاجة لمراقبين دوليين قبل وقف إطلاق النار
روما (31 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أشار رئيس تيار سياسي سوري معارض إلى وجود اتفاق مع المبعوث الأممي والعربي لسورية الأخضر الإبراهيمي على عدم الحاجة لمراقبين دوليين قبل إحراز تقدّم واضح على مسار وقف إطلاق النار في سورية، ورأى أن التهدئة غير المبرمجة التي نادى بها الإبراهيمي مكّنته من معرفة طبيعة القوى المتنازعة ومن منها مستعد لوقف إطلاق النار والالتزام بالهدنة
وحول مهمة الإبراهيمي عموماً، واعتباره ما يجري في سورية حرباً أهلية، قال رئيس تيار بناء الدولة المعارض لؤي حسين، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء الأربعاء، “لقد استمد الأخضر الإبراهيمي رؤيته لما يجري في سورية من تقارير عديدة، ومن رؤية قوى سياسية ومدنية سورية، وقد نكون نحن، في تيار بناء الدولة السورية، ممن أكدوا للإبراهيمي بأن جانباً مهما من النزاع المسلح والصراع السياسي في البلاد هو حرب أهلية متعددة المستويات، أي أن الحرب الأهلية في سورية ليس بالضرورة تأخذ صورة الحرب الطائفية فقط، بل هي تتعداها إلى الحرب الأهلية على المستوى السياسي والديني والقومي كذلك” وفق قوله
وأضاف حسين “ليس في كلام الإبراهيمي كثير مما يدل على أن واقع الحال هو مجرد ثورة شعب ضد نظام استبدادي قاتل، وأعتقد أنه جاء متأخراً ليرى هذه الصورة للصراع، فحوادث التفجيرات من جهة، واستخدام الطيران الحربي من جهة ثانية، وإسقاط طائرات حربية من قبل المجموعات المسلحة المناوئة للسلطة، هي أكثر ما يمكن للإبراهيمي وفريقه أن يروه بكثافة في البلاد، أكثر بكثير من مشاهد الحراك الاحتجاجي” حسب رأيه
وعن فرص نجاح مهمة الأخضر الإبراهيمي بعد فشله في تحقيق هدنة مؤقتة خلال العيد وعدم امتلاكه لخطة واضحة المعالم رغم مرور نحو شهر ونصف على استلامه مهامه، قال المعارض السوري حسين “هذا الواقع المستجد على لوحة الصراع في البلاد يجعل من مهمة الإبراهيمي غاية في الصعوبة والتعقيد، وكذلك مهمة القوى والجهات الداعمة فعلياً لمهمته، ومدة الشهر والنصف التي مضت على تولي الإبراهيمي مهمته غير كافية إطلاقاً لتحقيق نجاحات ملموسة على أرض الواقع، خاصة من ناحية إنهاء النزاع المسلح أو تهدئته، هذا على ضوء تعقيد لوحة النزاع المسلح، إن كان من ناحية تعدد أطرافه الميدانيين، وخاصة في جهة مناوئي السلطة، أو حتى بالتواجد الذي بات ملحوظاً بوضوح لمجموعات مسلحة ومنظمة موالية للسلطة، والتي يُطلق عليها تسمية اللجان الشعبية” وفق قوله
وتابع “ما حصّله الإبراهيمي بالتهدئة غير المبرمجة التي نادى بها في عيد الأضحى، كانت حصيلة جيدة قياساً لتعقيد لوحة الصراع، ولعدم وجود توافق دولي يدعم إنهاء الأزمة، إن لم نقل تزايد شدة (الكبّاش) الدولي على الحالة السورية، ولكن مع ذلك فقد لوحظ بوضوح انخفاضاً نسبياً في حجم الاشتباكات وعدد القتلى اليومي خلال أيام الهدنة، وهذا أراه من ناحيتي أنه مكّن الإبراهيمي أكثر في معرفة طبيعة القوى المتنازعة، واستعداد بعضها، ولو كان قليلاً، لوقف دائم لإطلاق النار، وأقصد تلك القوى والمجموعات التي التزمت بالهدنة” حسب قوله
وأضاف “هذا يجعلنا نتصور أن فرص نجاح مهمة الإبراهيمي أصبحت أكثر، بعد تمايز مواقف بعض المجموعات، وبعد النجاح النسبي الذي حظيت به الهدنة”، وتابع “لقد توافقنا في اجتماع سابق مع الإبراهيمي على عدم الحاجة لمراقبين دوليين قبل إحراز تقدم واضح على مسار وقف إطلاق النار، وقد كانت القاعدة التي يعتمدها في توسيع فريقه هي عدم استحضار مراقبين عسكريين أو مساعدين سياسيين ومن ثم البحث عن عمل لهم، بل العكس من ذلك تماماً، ولا أعتقد أن الإبراهيمي تمكّن من الحصول على اتفاق لوقف إطلاق النار ولو على صعيد مناطقي حتى يطلب مراقبين دوليين لتنفيذه” وفق تأكيده
كلينتون تدعو إلى إصلاح واسع للمعارضة السورية
زغرب (رويترز) – دعت الولايات المتحدة يوم الأربعاء إلى إصلاح واسع للمعارضة السورية قائلة إنه قد حان الوقت لتجاوز المجلس الوطني السوري وضم من يقفون “في خطوط المواجهة يقاتلون ويموتون اليوم”.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في علامة على موقف أمريكي أكثر نشاطا في محاولة تشكيل معارضة جديرة بالثقة في مواجهة الرئيس بشار الاسد ان اجتماعا للمعارضة الاسبوع القادم في قطر سيكون فرصة لجذب المزيد من الناس إلى طاولة المحادثات وتوسيع التحالف ضده.
وأضافت خلال زيارة لكرواتيا “لا يمكن أن تكون هذه معارضة يمثلها أشخاص يتمتعون بخصال جيدة كثيرة لكنهم في كثير من الأمثلة لم يذهبوا إلى سوريا منذ 20 او 30 او 40 عاما.
“يجب ان يكون هناك تمثيل لمن يقفون في خطوط المواجهة يقاتلون ويموتون اليوم في سبيل حريتهم.”
وتمثل تصريحات كلينتون انفصالا واضحا عن المجلس الوطني السوري الذي يتكون أغلبه من نشطاء معارضين في الخارج كانوا من أشد أنصار التدخل الدولي في الصراع السوري.
وعبر مسؤولون أمريكيون في تصريحات خاصة عن خيبة أملهم لعدم قدرة المجلس الوطني السوري على الخروج بخطة متماسكة وبسبب ضعف اتصاله بجماعات المعارضة المسلحة المتفرقة داخل سوريا.
وعقد أعضاء بارزون في المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر ومجموعات معارضة أخرى اجتماعا في تركيا اليوم الأربعاء وتعهدوا بالوحدة وراء حكومة انتقالية خلال الأشهر القادمة.
وقال عمار الواوي القائد في قوات المعارضة لرويترز بعد المحادثات التي جرت خارج اسطنبول إن الانقسامات في صفوف المعارضة هي التي سمحت لقوات الأسد بالوصول إلى هذه النقطة.
وأضاف أن المعارضة متحدة على هدف إسقاط الأسد وأن الجميع بمن فيهم كل مقاتلي المعارضة سيتجمعون تحت لواء الحكومة الانتقالية.
وقال محمد الحاج علي وهو ضابط كبير منشق عن الجيش السوري في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع إن المعارضة ما زالت تواجه بعض الصعوبات بين السياسيين وجماعات المعارضة المختلفة وقادة الجيش السوري الحر على الأرض.
وأشارت كلينتون إلى مسعى أمريكي أشد قوة للمساعدة في تشكيل وجه المعارضة السياسية وذكرت أنه مع تزايد التوتر الطائفي اصبح من المهم ان يكون حكام سوريا القادمون اكثر شمولا والتزاما بنبذ التطرف.
وقالت “ينبغي أن تكون هناك معارضة يمكنها التحدث مع كل شريحة وكل منطقة جغرافية في سوريا. ونريد أيضا معارضة تواجه بقوة محاولات المتطرفين لخطف الثورة السورية.”
وأسفرت الانتفاضة السورية حتى الآن عن مقتل نحو 32 الف شخص وما زال العنف مستمرا دون هوادة. وقالت وسائل إعلام حكومية ونشطاء معارضون ان ستة اشخاص على الأقل قتلوا يوم الأربعاء عندما انفجرت قنبلة بالقرب من ضريح شيعي في إحدى ضواحي دمشق.
وقالت كلينتون ان اجتماع المعارضة السورية في الدوحة يمثل فرصة لتشكيل قيادة جديدة واضافت ان الولايات المتحدة ساعدت في “تهريب” ممثلين لجماعات معارضة سورية من الداخل لحضور اجتماع في نيويورك الشهر الماضي بشأن توسيع تمثيل المعارضة.
وقالت في مؤتمر صحفي “اقترحنا اسماء ومنظمات نعتقد انها يجب ان تنضم إلى هيكل أي قيادة.
“وأكدنا أن المجلس الوطني السوري لم يعد من الممكن اعتباره القيادة الظاهرة للمعارضة. يمكنهم ان يكونوا جزءا من معارضة أكبر لكن هذه المعارضة يجب ان تضم اشخاصا من داخل سوريا وآخرين لديهم صوت شرعي يجب الاستماع إليه.”
وتسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها بجد منذ أشهر لصياغة تحالف معارض للاسد جدير بالثقة قائلين ان هذه الخطوة ضرورية في أي خطة يقولون انها يجب أن تنتهي بالإطاحة به.
لكن محاولات متكررة لتوحيد المعارضة كانت مخيبة للامال في حين يتهم منتقدون الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى بعدم التصرف بحزم كاف لمنع إراقة المزيد من الدماء.
وقالت حكومة الرئيس الامريكي باراك اوباما انها لا تمد المعارضة في الداخل بالسلاح وتقصر دعمها على المساعدات الإنسانية غير الفتاكة.
لكنها في الوقت نفسه تقر بأن بعض حلفائها يمدون المعارضة بالاسلحة وهو ما تقول روسيا الحليف الرئيسي للاسد إنه يظهر أن القوى الغربية عازمة على تقرير المستقبل السياسي لسوريا.
وقالت كلينتون انها تشعر بالأسف لكنها لم تفاجأ لفشل وقف اطلاق النار في سوريا الذي سعى إليه الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي خلال أيام عيد الاضحى. وألقى كل جانب في سوريا باللوم على الآخر في خرق الهدنة.
وقالت كلينتون “نظام الأسد لم يوقف استخدام الاسلحة المتطورة ضد الشعب السوري ولو ليوم واحد.”
واضافت “في الوقت الذي ندعو فيه المبعوث الخاص الابراهيمي لبذل كل ما بوسعه في موسكو وبكين لاقناعهما بتغيير موقفهما ودعم تحرك أقوى للأمم المتحدة .. فإنه لا يمكننا أن ننتظر ذلك.”
وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها لتشديد العقوبات على حكومة الاسد وتقديم المساعدات الانسانية للمتضررين من الصراع.
من اندرو كين
(إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)
إدارة أوباما تعمل على تشكيل مجلس جديد للمعارضة السورية
يجتمع قادة المعارضة السورية على اختلاف فصائلها في قطر في الأسبوع المقبل لتشكيل هيئة قيادية جديدة تحلّ محلّ المجلس الوطني السوري، الذي يُعدّ على نطاق واسع إطارًا غير فاعل، تستهلكه الصراعات الداخلية وبلا هيبة تُذكر على الأرض، كما علمت مجلة فورين بولسي.
إعداد عبد الاله مجيد: ايلاف
تساهم وزارة الخارجية الاميركية بدور نشيط في تشكيل المجلس الجديد امتدادًا لجهودها من اجل إسقاط الرئيس بشار الأسد وبناء معارضة أشد فاعلية وأمتن وحدة.
في هذا السياق يأتي، على سبيل المثال، لقاء وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مع ناشطين سوريين نُقلوا جوًا الى نيويورك لعقد اجتماع على مستوى عال، لم تتحدث عنه وسائل الإعلام حتى الآن.
وكان المرشح الجمهوري ميت رومني انتقد سياسة الرئيس باراك اوباما تجاه سوريا خلال المناظرة الثالثة والأخيرة، قائلا انها أخفقت في تصدر العمل على تمهيد الأرض لمرحلة ما بعد الأسد، ودعا الى بديل يقود هذا التحرك.
ونقلت مجلة فورين بولسي عن مسؤولين اميركيين وشخصيات سورية معارضة ان وزارة الخارجية الاميركية عملت خلال الأشهر الماضية على توسيع اتصالاتها داخل سوريا بالاجتماع مع قادة ميدانيين وممثلين عن المجالس التي شكلتها المعارضة المسلحة لادارة المناطق الواقعة تحت سيطرتها، في محاولة لتجاوز المجلس الوطني السوري المثقل بالانقسامات.
وفي مواجهة هذا الموقف، يشعر كثيرون في المجلس الوطني السوري بالإحباط إزاء مستوى الدعم الذي يلقاه المجلس من واشنطن. وقال قيادي في المجلس الوطني السوري لمجلة فورين بولسي “ان ادارة اوباما تحاول إضعاف المجلس بصورة منهجية. وهذا أمر مؤسف جدا”.
لكن المسؤولين الاميركيين يشعرون بالقدر نفسه من الإحباط في تعاملهم مع المجلس الوطني السوري، الذي يقولون انه أخفق في نيل تأييد واسع، وخاصة بين الأقلية العلوية والأقلية الكردية. ويعتبر المجلس الجديد محاولة لتغيير هذا الوضع. إذ سيجتمع عشرات من قادة المعارضة السورية في الدوحة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر بأمل الاعلان عن المجلس الجديد ممثلا شرعيًا لكل فصائل المعارضة في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، بعد يوم على الانتخابات الرئاسية الاميركية.
وتنظر ادارة اوباما الى المجلس الجديد بوصفه نواة حكومة انتقالية يمكن ان تتفاوض مع المجتمع الدولي، وفي مرحلة لاحقة قد تتفاوض مع النظام السوري ايضًا، بحسب مجلة فورين بولسي، مشيرة الى ان المجلس الوطني السوري سيكون أقلية في الإطار الجديد، ولكن بعض قادة المعارضة ما زالوا يشكُّون في نجاح التحرك الجديد.
وستنضم الى اجتماع قطر عشرات من قادة المعارضة في الداخل، بينهم ممثلون عن المجالس الثورية في المحافظات ولجان التنسيق المحلية وعناصر مختارة من المجالس الادارية المحلية حديثة التأسيس.
وقال مسؤول رفيع في الادارة الاميركية “نحن نسميه برلمانًا اوليًا، ويمكن ان يعتبر مؤتمرا قاريا ايضا”، على حد تعبيره. ويطلق مسؤولون اميركيون وقياديون في المعارضة على المبادرة الجديدة اسم “خطة رياض سيف” نسبة إلى البرلماني والمعارض السوري الذي سُجن بعد توقيعه “اعلان دمشق” عام 2005. وأُفرج عن سيف في عام 2011. واعتدت عليه بالضرب عصابة من شبيحة النظام في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 ثم سمح له بالسفر ليغادر سوريا في حزيران/يونيو 2012.
ويعتبر سيف شخصية مركزية في تشكيل المجلس الجديد، حيث يعد شخصية ذات مصداقية واسعة بين اوساط المعارضة السورية في الداخل والخارج.
وشدد المسؤول الاميركي على ضرورة كسب تأييد معارضة الداخل للقيادة السياسية الجديدة “وليس تأييد الإطار الجديد فحسب، بل المشاركة فيه باسماء ايضا”. وقال ان هيكل المجلس سيُحدد على وجه الدقة في قطر، وليس قبل ذلك.
وتابع المسؤول الاميركي “انه من الضروري ان نكون واضحين. فان هذا ما يدعمه الاميركيون، ومن يريد ان يعمل معنا، عليه ان يعمل بهذه الخطة، وان يعمل بها الآن. فنحن لن نهدر مزيدًا من الوقت. الوضع يزداد تفاقمًا، وعلينا ان نتحرك الآن”.
ودخلت كلنتون شخصيًا على الخط عندما التقت مع عدد محدود من اعضاء مجموعة اصدقاء سوريا، التي تضم 80 عضوا في نيويورك، بينهم شخصيات من معارضة الداخل، ووزراء خارجية دول اعضاء في المجموعة الأساسية التي تضم 22 دولة.
وقال المسؤول الاميركي “ان الهدف من اجتماع نيويورك كان بلورة الفكرة القائلة بضرورة إيجاد اطار سياسي جديد، وليس المجلس الوطني وحده”.
حضر الاجتماع اثنان من قادة المجلس الوطني السوري مع اربعة من ممثلي معارضة الداخل، رغم ان واحدا فقط منهم جاء فعلا من داخل سوريا. وحضر احد الثلاثة الآخرين من السويد، وآخر من الاردن، والثالث من الكويت. والقى جميعهم كلمات قصيرة، ثم غادروا قاعة الاجتماع، فيما بقي وزراء الخارجية لبحث الخطوات التالية.
وقال المسؤول الاميركي “كنا نريد عددا اكبر من معارضة الداخل، ولكننا لم نتمكن من إخراجهم، والذين حضروا اختارهم معارضون في الداخل”.
ولكن حتى إخراج الوحيد الذي حضر من الداخل لم يكن مهمة سهلة، لأنه لم يكن يحمل جواز سفر. وتطلب إخراجه تدخلاً على مستوى عال بين وزارة الخارجية ووزارة الأمن الوطني. وركب المعارض القادم من سوريا الطائرة المتوجهة الى نيويورك، ولكن في اللحظة الأخيرة.
وستكون الولايات المتحدة ممثلة في اجتماع قطر بالسفير الاميركي في سوريا روبرت فورد، الذي يتعامل مع فصائل مختلفة من المعارضة، ويشارك في بحث قوام المجلس الجديد، كما افاد مسؤول رفيع في الادارة. وعلى سبيل المثال فإن فورد ضغط ليكون عدد اعضاء المجلس الجديد 50 عضوًا، بحيث يضم 20 ممثلا عن معارضة الداخل، الى جانب 15 من اعضاء المجلس الوطني السوري، و15 عضوا آخر يمثلون فصائل مختلفة من المعارضة السورية.
كما تشتمل الخطة على تشكيل مكتب تنفيذي يضم 8 الى 10 اعضاء من التكنوقراط غير الأعضاء في المجلس الجديد ليتمكنوا من التعامل مباشرة مع الحكومات الأجنبية على أساس يومي بشأن قضايا عملية، مثل إيصال المساعدات الانسانية وتوجيهها.
وقال المسؤول الاميركي “ان من شأن صيغة كهذه ان تتيح القول اخيرًا ان حاجات هذا المكان أكبر من حاجات الناس في ذلك المكان، لذا نرجوكم ان توجهوا المساعدات الى هنا أو هناك”.
واضاف المسؤول ان الحكومة الاميركية تنسق مع حكومات في اوروبا والمنطقة للتوصل الى توافق على الخطوات التالية مع المعارضة السياسية في الداخل والخارج.
وتنظر الحكومة التركية بحذر الى التحرك الجديد بسبب ما وظفته من جهود كبيرة في المجلس الوطني السوري، ولأن المجلس الجديد يتعمد وضع المجلس الوطني السوري في موقع الأقلية داخله. ولكن علاقة واشنطن مع المجلس الوطني السوري تتردى منذ اشهر، بحسب مسؤولين اميركيين، والادارة ترى ان الاتراك سيقبلون في نهاية المطاف بصيغة المجلس الجديد.
وكانت الاتهامات المتبادلة بين ادارة اوباما والمجلس الوطني السوري بلغت نقطة حرجة في اواخر الربيع وخلال الصيف عندما أُلغيت زيارتان رسميتان كان من المقرر ان يقوم بهما المجلس الوطني السوري الى واشنطن، الأولى في ايار/مايو والثانية في تموز/يوليو. وألغى الجانب الاميركي الزيارة الأولى، لأن الإدارة كانت تريد من المجلس ان يزور موسكو اولاً، وهي زيارة كانت فاشلة، بحسب المسؤول الاميركي. أما الزيارة الثانية في تموز/يوليو فان المجلس الوطني نفسه قرر الغاءها.
ولكن المجلس الوطني لن يختفي تمامًا، بل سيعقد اجتماعا خاصًا به في قطر في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، لتشكيل مكتب تنفيذي جديد من 15 عضوًا وانتخاب رئيس جديد.
وحذر ناشطون سوريون آخرون من ان تشكيل المجلس الجديد ليس مؤكدا مئة بالمئة. وقال ناشط من معارضة الخارج على اتصال وثيق بقادة عسكريين ميدانيين في الداخل لمجلة فورين بولسي ان الخطر الذي يهدد اجتماع الدوحة يتمثل في انه “قد لا يكون إلا أحدث مثال على فشل المعارضة في الالتفاف حول رؤية مشتركة ومشروع مشترك لسوريا ما بعد الأسد”.
وقال هذا الناشط ان فصائل المعارضة في وضع شديد الالتباس حاليًا، “وليس هناك اتفاق على مَنْ يمثل مَنْ وماذا وأين. وهناك خطر كبير في ان تكون هذه معالجة فاشلة أخرى لن تحقق شيئا”. ولكن مساعي ادارة اوباما تذهب إلى أبعد من تشكيل المجلس الجديد وإطلاقه.
ورغم ان العاملين في مكتب السفير فورد على اتصال مع ممثلي الجيش السوري الحر منذ فترة فإن فورد نفسه اجرى في تموز/يوليو أول اتصال مباشر مع الجيش الحر خلال زيارة للقاهرة. وأكد مسؤول اميركي ان لقاء خاصًا عبر دائرة الفيديو نُظم هذا الشهر بين فورد وعدد من قادة الجيش السوري الحر.
وتدرك ادارة اوباما النفوذ المتزايد للقادة الميدانيين من جهة والمتطرفين الاسلاميين من الجهة الأخرى، بما في ذلك جماعات لها ارتباطات بتنظيم القاعدة تخوض صراعًا مع الأطراف الأخرى لتحديد وجهة الحرب الأهلية المستعرة في سوريا.
وقال المسؤول الاميركي “هناك وجود متزايد للمتطرفين الاسلاميين، لذا علينا ان نساعد قادة المجالس العسكرية الذين غالبيتهم علمانيون ومعتدلون نسبيًا، ولا ينفذون اجندة تتسم بالغلو”.
ولكن ادارة اوباما ما زالت تمتنع عن تسليح الجيش السوري الحر بصورة مباشرة، واستبعدت زجّ قوات اميركية في النزاع، رغم رهان العديد من رموز المعارضة على تغير هذا الموقف بعد 6 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال المسؤول الاميركي “نحن نقدم إلى المعارضة مساعدة من كل صنف، وسنزيد هذه المساعدات، كما قالت الوزيرة. ولا أعتقد ان تغييرًا كبيرًا سيحدث بعد الانتخابات”.
حرب اليوتيوب في سوريا قد تكسب الحرب
التحرير/كريستيان ساينس مونيتور
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
أكثر من 30000 شخص قتلوا في الصراع الذي اندلع قبل 19 شهرا عندما قام الجيش باعتقال 15 طفلا كانوا يكتبون شعار :” الشعب يريد إسقاط النظام” وهو الشعار الذي كان يشي بحقيقة مكتومة. منذ ذلك الوقت, مهدت المظاهرات السلمية الطريق بشكل كبير للحرب الأهلية التي امتدت خارج الحدود السورية أيضا. روسيا و الولايات المتحدة لا يستطيعان التوافق على ما يجب عمله, وما تم فعله من الخارج ضئيل جدا.
و هذا الأمر يعني القيام بمزيد من العنف من أجل حل الصراع أو القيام بشيء آخر. ترى ما الذي يمكن أن يكون عليه هذا الأمر الآخر؟
لربما تكون الحرب الموازية التي تدور رحاها من قبل المعارضة على اليوتيوب من أجل إقناع ما تبقى من السوريين الذين يدعمون بشار الأسد بأن النظام يعيش الآن خلف شفافة رقيقة من الأكاذيب.
أحد أكثر الهتافات انتشارا خلال المظاهرات كان :”الإعلام السوري كاذب” من أجل تحدي رقابة الدولة و ماكينة الدعاية الضخمة التي تملكها, لقد استخدمت المعارضة الإنترنت بذكاء من خلال الاتصال بالأقمار الصناعية من أجل رفع مشاهد الفيديو على اليوتيوب. إن العديد من السوريين يعتمدون بشكل كبير على صحون الستالايت من أجل مشاهدة الوصف الحقيقي لما يقوم به النظام على الأرض.
إن التأثير كبير جدا. لقد تم طرح الأساطير جانبا, ابتداء من محاولة السيد الأسد الإدعاء بالقيام بالإصلاح السياسي السنة الماضية. كما تم تفنيد ادعاء النظام بأنه يحظى بدعم واسع النطاق في العالم العربي والإسلامي.
كما أن مقاطع الفيديو وضعت حدا لإدعاء الأسد بأنه يمثل تنوع الشعب السوري عبر إظهار اعتماده الكبير على الدعم من قبل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها. إن مقاطع الفيديو الحالية تواجه ادعاء النظام بأن المعارضة المؤيدة للديمقراطية يتم التحكم بها من قبل إرهابيين إسلاميين.
إن الأسد يخسر حرب الحقيقة مع تيقظ المزيد من السوريين أمام عدم حقيقة كذب النظام. و هذا الأمر يجبره على استخدام إعلام الدولة من أجل إظهار الجيش على أنه رمز موحد بدلا من اعتماده هو كرمز. البرامج التلفزيونية تصور الجنود على أنهم شجعان و يتسمون بالسماحة تجاه شعبهم. و بعض المقاطع تظهر حشودا تصرخ :”الله يحمي الجيش”.
في هذه الأثناء, الجنود على الأرض أنفسهم, و الذين ينتمون بشكل كبير إلى الغالبية السنية, يتم أمرهم بعدم مشاهدة الإنترنت. و مع مقدرة المعارضة على كشف مذابح الجيش النظامي ضد النساء و الأطفال الأبرياء إضافة إلى قرى بأكملها, فإن الجيش نفسه يخسر مصداقيته.
إن قدرة الإنترنت على دمقرطة المعلومات يمكن أن يكون الطريق لجلب الديمقراطية السياسية إلى سوريا. إن قوتها تكمن في السماح للجمهور بالتمييز ما بين الحقيقة و الخيال, وهو الأمر الذي يساعد أيضا في التخلص من مخاوفهم. إن السوريين يمكن أن يحصلوا على خيارات أفضل للعيش في الحقيقة ضمن مجتمعهم الكبير. إن الكذبات القديمة التي كان ينسجها الأسد أصبحت عاجزة الآن.
إن العديد من الأنظمة القمعية عديمة الرحمة تهاوت دون أن تطلق عليها أي طلقة و ذلك عندما تسللت الحقيقة إلى البلاد فقط. الألمان الشرقيون انتفضوا على حكامهم من الشيوعيين بعد سنوات من قدرتهم على مشاهدة التلفزيون الألماني الغربي عبر الحدود. خلال ثورة عام 1986 في الفلبين, واجهت محطة إذاعية مسيحية كذب النظام حول مدى الدعم الشعبي الذي يحظى به.
خارج سوريا, الولايات المتحدة و دول أخرى تقوم بتقديم تكنولوجيا الاتصال و التدريب من أجل مساعدة المعارضة لنشر مقاطع الفيديو. مع وجود القليل من الصحفيين الأجانب في سوريا, فإن باقي العالم يعتمد على هذه التقارير المرئية.
كلما حاول الأسد استخدام طرق جديدة لادعاء أنه باق في السلطة, كلما كان من الأسهل على المعارضة أن تكسب حرب اليوتيوب. مع كم كاف من عدم التعاون من قبل السوريين, فإن النظام سوف يحشر في الزاوية, و لربما قد يقوم بخلق مزيد من العنف لفترة من الوقت, و لكنه سوف ينهار في نهاية المطاف.
إن الديمقراطية بحد ذاتها أفضل الطرق الإنسانية لجلب الحقائق لإدارة المجتمع. في سوريا, فإن تفريغ الأكاذيب هي الخطوة الأولى نحو إنشاء مثل جديدة للحقيقة. مع هذا النصر, فإن ثورة اليوتيوب يمكن أن تقود إلى مثل ديمقراطية لجميع السوريين.