أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 13 أيلول، 2012


«مجازر» متلاحقة تسبق لقاء «الاختبار» بين الأسد والإبراهيمي غداً

القاهرة – محمد الشاذلي؛ عمان – تامر الصمادي؛ دمشق، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

استبقت المجازر في سورية، حيث قتل أمس العشرات في اعدامات ميدانية في حماة وتفجير سيارة مفخخة في أدلب، زيارة الموفد الدولي والعربي الخاص الأخضر الإبراهيمي لدمشق اليوم حيث سيلتقي غدا الرئيس بشار الاسد، إضافة إلى أطياف من المعارضة السياسية في الداخل وناشطين من تنظيمات المجتمع المدني. وتعد محادثات الإبراهيمي مع الأسد «أول اختبار حقيقي» لإمكان بلورة «مبادرة» للحل، ولكون الرئيس السوري بات مستعدا للدخول في تسوية سياسية تشدد معظم الأطراف الدولية والإقليمية على أنها يجب أن تتضمن «انتقالا سياسيا». وقالت مصادر ديبلوماسية عربية في القاهرة لـ «الحياة» أن الإبراهيمي «لم يبلور مبادرته بشكل نهائي وأنه سيكون بحاجة لسماع المسؤولين في سورية».

وكان الإبراهيمي عقد أمس محادثات مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة تناولت مستجدات الوضع في سورية ومهمة الإبراهيمي والخطوط الرئيسية لخطته في العمل.

ونقل مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية قيس العزاوي، عن الإبراهيمي، عقب اجتماعه مع المندوبين العرب لدى الجامعة، انه يعتزم مقابلة «المسؤوليين السوريين والأطراف المعارضة الاخرى لكي يبدأ في خطوات تنفيذ مهمته».

واكد أن «بعض الدول العربية طلبت تحديد سقف زمني لمهمته وهذا ما رفضه العراق رفضا قاطعا لكونه سوف يقيده ولا يمكن القيام بمهمة صعبة في وقت محدد وقد توافقت الدول العربية على الموقف العراقي».

من جهة أخرى، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير اللاهيان، الذي ترأس وفد بلاده في الاجتماع الرباعي في القاهرة أن «هناك خطة لتأديب سورية بسبب وقوفها الى جانب محور المقاومة»، موضحا في لقاء مع عدد من الصحافيين في القاهرة أن بلاده «ستساعد سورية بالجدية والقوة التي ساعدت بها حزب الله وحماس… وإيران تعتبر نفسها مسؤولة وملتزمة على إبقاء سورية في محور المقاومة ضد الكيان الصهيوني».

وتأتي الزيارة المرتقبة للإبراهيمي إلى دمشق، وسط تحذيرات من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني من أحتمال تفكك سورية مع ارتفاع وتيرة العنف الطائفي فيها. وقال العاهل الأردني في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»: «أنا قلق جدا من احتمال تفكك سورية، فقد شهدنا في الشهور القليلة الأخيرة ارتفاعا في وتيرة العنف الطائفي». وأوضح أن ذلك «لا يهدد وحدة سورية فقط، بل قد يكون مقدمة لامتداد الصراع إلى دول مجاورة ذات تركيبة طائفية مشابهة، وقد شهدنا بالفعل اشارات على أن هذا الخطر يقترب أكثر فأكثر».

إلى ذلك، أكدت مصادر رفيعة المستوى في المعارضة السورية لـ «الحياة»، أن لقاءات بعض قوى المعارضة السورية الجارية في العاصمة الأردنية عمان منذ أيام، تسعى إلى توحيد المعارضة وخلق إطار جامع يكون بديلاً عن «المجلس الوطني السوري»، بقيادة رياض حجاب رئيس الوزراء السوري المنشق الموجود في عمان حالياً.

وقال ياسر عبود قائد العمليات الميدانية في «الجيش السوري الحر» في المنطقة السورية الجنوبية، والموجود في عمان حالياً: «إن «اللقاءات الجارية تضم قادة سياسيين وعسكريين أعلنوا انشقاقهم… إضافة إلى أعضاء في المجلس الوطني السوري يحضرون بصفتهم الشخصية». وأكد عبود وهو قائد المجموعة التي نجحت في تهريب حجاب إلى الأردن «أن رياض حجاب سيتولى القيادة السياسية للكيان السوري الجديد، فيما سيتولى اللواء المنشق محمد الحاج علي القيادة العسكرية والميدانية للجيش الحر وباقي المجالس العسكرية والثورية، ضمن كيان آخر يتبع للقيادة السياسية ويحمل اسم الجيش الوطني السوري».

لكن عبد السلام البيطار أمين سر المكتب الإقليمي لـ «المجلس الوطني» في الأردن، هاجم اللقاءات المذكورة. وقال لـ «الحياة»: «إنها تدار من الخارج». ميدانيا، عاشت سورية يوماً دامياً جديداً مع إعلان ناشطين وشهود العثور على 13 جثة في منطقة حلفايا في حماة، اثنتان منها لطفلين، ما يرفع عدد الضحايا الذين سقطوا في العملية العسكرية التي نفذتها القوات النظامية في البلدة أول من أمس إلى ما لا يقل عن 20 قتيلاً. ووصفت الهيئة العامة للثورة ولجان التنسيق المحلية ما حصل في حلفايا بـ «المجزرة»، وذكر الناشطون في بيانات متلاحقة أنه حصل «إعدام ميداني» في حق هؤلاء.

كما قتل 18 جندياً نظامياً على الأقل وأصيب العشرات بجروح في عملية نفذها مقاتلون معارضون بواسطة سيارة مفخخة استهدفت تجمعاً عسكرياً في مدينة سراقب في محافظة إدلب. وتواصلت الاشتباكات وعمليات القصف في حلب، بعد معارك ليلية على طريق مطار حلب الدولي، في وقت حصدت أعمال العنف في مناطق مختلفة عشرات القتلى والجرحي بحسب المرصد السوري. ووقعت اشتباكات فجراً قرب مطار حلب بين جنود نظاميين ومجموعات مقاتلة معارضة.

وقال ناشطون والمرصد السوري إن ثلاثة مواطنين ارمن قتلوا اثر استهداف سيارة تقلهم على طريق المطار إلى حلب عند منتصف ليل الثلثاء – الاربعاء، لدى عودتهم من يريفان. وقال سوريون ارمن إن الآلاف منهم غادروا سورية اخيرا.

كما تجددت الاشتباكات في بعض أحياء دمشق وقتلت فتاة من حي القابون (جنوب العاصمة). وأصيبت شقيقتها ونجل شقيقتها بجروح وذلك اثر إطلاق الرصاص عليهم من حاجز للقوات النظامية على مداخل الحي. وتعرض حي الحجر الأسود (جنوب) لقصف من القوات النظامية السورية التي استخدمت الطائرات الحوامة.

وفي شرق البلاد، تعرضت بضعة أحياء في مدينة دير الزور للقصف أيضاً. وتعرضت مدينة البوكمال في هذه المحافظة لغارات جوية أيضاً أسفرت عن قتلى وجرحى.

سيدا لـ «الحياة»: مؤتمر وطني لتشكيل حكومة انتقالية ولا تعامل مع مهمة الإبراهيمي إذا سارت وفق آليات أنان

باريس – رندة تقي الدين

وضم الوفد كلاً من رئيس «المجلس الوطني السوري» عبد الباسط سيدا والمعارضين البارزين رياض سيف وجورج صبرا. وأكد سيدا لـ «الحياة» أن اللقاء كان بطلب من نائب وزير الخارجية الروسي، مما أعطى الانطباع لأعضاء المعارضة «أنه آت مع رسالة جديدة ومهمة بالنسبة للموقف الروسي من النظام السوري»، حتى أن سيدا قطع اجتماع المكتب التنفيذي للمجلس الوطني في تركيا وحضر اللقاء مع بوغدانوف.

وقال سيدا لـ «الحياة»: «بوغدانوف عاش في منطقة الشرق الأوسط ويعرف طبيعتها وهو قريب لبنية المجتمع السوري. قدمنا له نظرتنا لما يجري في سورية وإنها ثورة شعب نتيجة حاجات داخلية للشعب السوري. وقلنا إننا نعرف أن هناك تاريخاً مشتركاً بين سورية وروسيا وطلبنا منه وقوف روسيا إلى جانب تطلعات الشعب السوري، قائلين إن السلاح الذي تمد به روسيا النظام السوري وإعطاء النظام غطاء سياسياً أمر لا يليق بمكانة روسيا ويسيء لموقعها والعلاقة التاريخية مع سورية. كما قلنا له إنه لا بد أن يدافع الشعب السوري عن نفسه عندما يقطع الأمل من التحرك الدولي. وأن استمرار تدهور الأوضاع في سورية لا يؤثر فقط في سورية بل أيضاً في المنطقة من لبنان والعراق».

وأضاف سيدا أن مسؤولي المعارضة السورية سألوا بوغدانوف إذا كانت روسيا مستعدة لتحمل نتائج سياساتها في الملف السوري، كما سألوا بوغدانوف ما إذا كانت روسيا تريد أي ضمانات من المعارضة، مشيراً إلى أن المسؤول الروسي قال إنه لا يريد أي ضمانات باستثناء ضمانة مكونات المجتمع السوري بما في ذلك الأقليات من علويين ومسيحيين وغير ذلك.

وقال سيدا إنه أكد للمسؤول الروسي موقف المعارضة من تمسكها بالهوية الثقافية السورية التي لا يمكن فيها الفصل بين تاريخ المسيحيين والعلويين وتاريخ سورية فهو جزء أساسي من المجتمع السوري.

وتابع سيدا لبوغدانوف: أن المعارضة عندما تعطي هذه الضمانات فهي ليست لإرضاء أي جانب بل هي مبنية على حاجة وطنية وهي واجب يقومون به وضروري وبغير ذلك لن يكون هناك حل واطمئنان للمستقبل في سورية ما بعد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال سيدا للمسؤول الروسي إن الرئيس السوري «يستخدم كل أنواع الأسلحة بما فيها الطائرات الحربية ضد شعبه وبالتالي ليست بطولة استعادة السيطرة على مناطق كان المعارضون يسيطرون عليها». وأوضح سيدا أن بوغدانوف لم يقدم شيئاً جديداً واكتفى بالإصرار على «مبادرة جنيف».

فقال له سيدا إن «الموقعين على مبادرة جنيف تحدثوا عن مرحلة انتقالية». وسأله عن المرحلة التي تسبق المرحلة الانتقالية، مشيراً إلى أنه بالنسبة للمعارضة السورية «لا مكان للأسد والزمرة التي تتحكم بالدولة المسؤولة عن قتل السوريين في أي من هذه المراحل».

وأفاد سيدا أن بوغدانوف استمع إلى وجهة نظر المعارضة، لكنه أضاف: «عندما أتينا إلى الحديث عن جنيف وقلنا له إنكم تتحدثون عن حكومة انتقالية ولكن ماذا عن الأسد؟ قال بوغدانوف إن هذا الموضوع سنتركه. فقلنا له إن التفسير الغربي لنص اتفاق جنيف هو رحيل بشار الأسد، أما التفسير الروسي فهو أنه لا لرحيل للأسد. فكرر بوغدانوف موقفه من أنه لا بد من ترك هذا الموضوع جانباً».

وتابع سيدا أن المسؤول الروسي طلب الاستمرار في الحوار «وقلنا له أنه ليس لدينا أي مانع بذلك وأنه ليست لدينا أي قدرة ولا رغبة في مواجهة روسيا ولكن ما نريده ألا يكون موقفها على حساب دم الشعب السوري».

وسأل سيدا بوغدانوف في نهاية الاجتماع «عن ماهية الرسالة التي لديه للمجلس الوطني كونه أصر على لقاء قادة المجلس؟ فرد بوغدانوف أنه يريد معرفة موقفهم من نص اجتماع جنيف». فرد سيدا قائلاً: «إنه لا جديد بالنسبة لموقف المعارضة من نص جنيف… وخلال جولتنا الأوروبية طلبنا من المسؤولين الألمان أن يضغطوا على الروس كما طرحنا ذلك على الرئيس الفرنسي (فرنسوا هولاند) وأن يكون قرار مجلس الأمن تحت الفصل السابع».

وعما إذا كان لدى «المجلس الوطني» خطوة تحرك معينة قبل اجتماعات الجمعية العمومية في نيويورك أيلول (سبتمبر) المقبل، قال سيدا إن لديه زيارة قريباً إلى الجامعة العربية في القاهرة «وهناك بعض الأفكار للنقاش».

وتابع: أن تشكيل الحكومة الانتقالية مطلب مهم وتحدثنا به. لكن من أجل أن يكون هناك حل لا بد أن يكون موضع توافق بين سائر القوى الموجودة على الأرض بخاصة المجالس العسكرية في الجيش الحر والحراك الثوري للقوى السياسية الفاعلة على الأرض كي لا تكون حكومة تعقد الأمور».

وتابع: «لا بد لهذا مؤتمر وطني وهناك أفكار مع الجامعة العربية نحاول بحثها وأمس اتصلنا بأمين عام الجامعة (نبيل العربي) وسنرى معه كيف نتبلور ذلك».

وعما إذا كان بوسع المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي أن يقوم بأي اختراق في الأزمة، قال سيدا: «لقد قابلته الشهر الماضي وقلنا إننا تعاملنا مع كوفي أنان وخلال مبادرته سقط أكثر من 3 آلاف قتيل ونحن لا نريد الالتزام بأي مبادرة تفسر على أنها مهلة إضافية لما يقوم به النظام من قتل وقمع. وإذا كانت مهمة الإبراهيمي ضمن مجلس الأمن وفق نفس الآليات فليس لدينا استعداد للتعامل معها».

معارضون سوريون يسعون لتوحيد المعارضة سياسياً وعسكرياً برئاسة حجاب واللواء الحاج

عمان – تامر الصمادي

أكدت مصادر رفيعة المستوى في المعارضة السورية لـ «الحياة»، أن لقاءات بعض قوى المعارضة السورية الجارية في العاصمة الأردنية عمان منذ أيام، تسعى إلى توحيد المعارضة وخلق إطار جامع يكون بديلاً عن «المجلس الوطني السوري»، بقيادة رياض حجاب رئيس الوزراء السوري المنشق الموجود في عمان حالياً.

وقال ياسر عبود قائد العمليات الميدانية في «الجيش السوري الحر» بالمنطقة السورية الجنوبية، والموجود في عمان حالياً: «إن اللقاءات المذكورة انطلقت في العاصمة الأردنية الأسبوع الماضي وما زالت مستمرة». وأضاف في حديث خاص إلى «الحياة»: «اللقاءات الجارية تضم قادة سياسيين وعسكريين أعلنوا انشقاقهم عن النظام المجرم في سورية، إضافة إلى أعضاء في المجلس الوطني السوري يحضرون بصفتهم الشخصية». وأكد أن القادة العسكريين يمثلون مدن وقرى دمشق ومحافظة درعا المتاخمة للأردن.

وأوضح عبود أن اللقاءات المذكورة تسعى إلى توحيد صفوف المعارضة السياسية والعسكرية، والبحث في إمكانية إيجاد بديل سياسي عن «المجلس الوطني».

وأكد عبود وهو قائد المجموعة التي نجحت في تهريب حجاب إلى الأردن «أن رياض حجاب سيتولى القيادة السياسية للكيان السوري الجديد، فيما سيتولى اللواء المنشق محمد الحاج علي القيادة العسكرية والميدانية للجيش الحر وباقي المجالس العسكرية والثورية، ضمن كيان آخر يتبع للقيادة السياسية ويحمل اسم الجيش الوطني السوري».

وتابع عبود: «إن هذه اللقاءات تهدف إلى توحيد البندقية والكلمة، وتسعى لمخاطبة العالم بلسان واحد». وأضاف: «نعول على أشقائنا العرب وبعض الدول المتطلعة إلى سورية جديدة تسودها الحرية والكرامة… لن نحظى بمساعدة العالم ما لم نتوحد في إطار جامع، الجهود المبذولة حالياً تهدف إلى سرعة الخلاص ولمّ شمل الأسرة السورية الكبرى. لقد مللنا الشعارات والخلافات الشخصية داخل أطر المعارضة المشتتة والمتنازعة في ما بينها».

وتحدث عبود عما أسماها «ضمانات» طالبت بها بعض الدول «لدعم المولود الجديد». لكنه لم يسهب في التفاصيل. وأشار إلى أن تلك الدول طالبت المجتمعين بضرورة «الحفاظ على حقوق الأقليات»، وهو ما اعتبره «مطلباً لا يحتاج إلى أية تعهدات».

وزاد: «اتفقنا على الخطوط العامة للمرحلة المقبلة وما زلنا نبحث التفاصيل… ما يهمّنا حاليا أن يسقط النظام في أسرع وقت، وبخصوص المرحلة المقبلة الشارع السوري هو من سيحددها».

وفي السياق ذاته، قال محمد عناد عضو «المجلس الوطني» والمجلس الأعلى لقيادة الثورة السابق لـ «الحياة»: «إن اللقاءات المذكورة تهدف إلى إعادة هيكلة المجلس الوطني الانتقالي، بما يمنع وجود أشخاص وقيادات ثبت تورطها في إعاقة مسارات التغيير».

وأضاف: «جميع اللقاءات تصب في مصلحة المعارضة السياسية والعسكرية، وتبحث رؤية واقعية تكفل إسقاط النظام وتسرع خطوات الإعلان عن حكومة انتقالية تضم العديد من الخبرات والكفاءات».

وتحدث عناد عن سعي المجتمعين إلى «توحيد الكتائب المقاتلة على الأرض السورية، وتوحيد مصادر التمويل الخارجية أيضاً».

لكن عبد السلام البيطار أمين سر المكتب الإقليمي لـ «المجلس الوطني» في الأردن، هاجم اللقاءات المذكورة. وقال لـ «الحياة»: «إنها تدار من الخارج».

واعتبر البيطار أن الحديث عن مسألة توحيد المعارضة «كذبة كبرى»، تهدف إلى الإعلان عن حكومة موقتة «يتصدرها رموز النظام الذين أوغلوا في دماء الشعب السوري وأعلنوا انشقاقهم لاحقاً».

وأوضح المعارض السوري أن قيادات المجلس الوطني «أوصلت رسائل مباشرة إلى رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب، شددت جميعها على أن المجلس هو الممثل الشرعي للمعارضة، وأننا لن نقبل بتولي المسؤولين السابقين أية مناصب رسمية خلال المرحلة المقبلة».

وحاولت «الحياة» على مدار يوم أمس من دون جدوى الحصول على موقف رسمي من الحكومة الأردنية، حول لقاءات المعارضة. وكان الناطق باسم الحكومة الأردنية الوزير سميح المعايطة، قال في تصريحات صحافية سابقة: «إن اجتماعات المعارضة السورية في عمان، داخلية غير رسمية. ولا تعني تبني المملكة إياها سياسياً».

وكانت «الحياة» نشرت معلومات عن اجتماعات عقدت في الأردن قبل أيام، بين العميد السوري المنشق مناف طلاس وكبار الضباط السوريين المنشقين، لإقرار استراتيجية للثوار قد تكون استعداداً لعمليات نوعية ضد النظام ومستودعات «الأسلحة الحساسة» والصواريخ.

وكشفت المصادر عن جهود دولية وإقليمية تبذل في هذه الأثناء، لإنجاح المحادثات المذكورة، والرامية – بحسب المصادر – إلى إيجاد إطار سياسي وعسكري لمختلف القوى، إضافة إلى وضع الخطط الكفيلة بعدم تصدير الأزمة السورية إلى دول الجوار.

الإبرهيمي يبدأ اليوم مهمته في دمشق

وسراقب شهدت معركة عنيفة

    نيويورك – علي بردى، العواصم – الوكالات

يصل إليوم الى دمشق الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي على متن طائرة خاصة وفّرها إمام الإسماعيليين النزاريين الآغا خان الرابع، في مهمة تستمر ما بين يومين وأربعة أيام، على أن يلتقي بعد غد السبت الرئيس السوري بشار الأسد.

ويرافق الابرهيمي في زيارته الأولى لسوريا منذ تعيينه في هذا المنصب، رئيس مكتب الممثل الخاص المشترك الديبلوماسي الكندي المغربي الأصل مختار لماني والناطق باسمه، أحمد فوزي، الى آخرين من فريق العمل التابع له.

وأفاد ديبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه نظراً الى  “حساسية المهمة” أن “السلطات السورية عدلت أكثر من مرة برنامج اللقاءات التي سيعقدها الابرهيمي مع المسؤولين السوريين”، وهي تشمل الى الأسد، “اجتماعات مع وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد مساء (اليوم) الخميس وعدد آخر من المسؤولين (غداً) الجمعة”. بيد أن “البرنامج لا يتضمن أي لقاء مع نائب الرئيس فاروق الشرع، مع العلم أن الابرهيمي كان يأمل ذلك”.

 وسيجتمع الابرهيمي أيضاً مع أعضاء من المعارضة السورية في الداخل، وعدد من الناشطين في المجتمع المدني داخل البلاد وخارجها، بعدما التقى في اليومين الاخيرين عدداً من المعارضين المقيمين في القاهرة.

ورداً على أسئلة لـ”النهار”، رفض فوزي التعليق على ما سماه “تكهنات كثيرة نراها ونسمعها” عن زيارة الممثل الخاص المشترك لسوريا، موضحاً أن لدى الأمم المتحدة “سياسة” بعدم اعلان مواعيد زيارات مسؤوليها لـ”أسباب أمنية”. كذلك رفض الإفصاح عن الشخصيات المعارضة التي سيلتقيها الابرهيمي.

وقال فوزي إن الممثل الخاص المشترك “لم يضع أي تصور حتى الآن لتسوية الأزمة السورية. كل ما يشاع في هذا الشأن غير صحيح. وهو يريد أن يستمع الى الرئيس الأسد والمعارضة قبل أن يبدأ بتكوين هذا التصور”. ووصف الإجتماع الثلاثي الذي عقده الابرهيمي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيح حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بأنه “جيد”.

في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف في مدينة حلب، بينما شهدت مدينة سراقب في ادلب معركة عنيفة لدى محاولة مقاتلين معارضين السيطرة على مواقع القوات النظامية فيها، كما أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” وناشطون.

وأوقعت أعمال العنف في مناطق مختلفة من البلاد 82 قتيلا، استنادا الى المرصد.

الطبطبائـي: اشـتـريـنــا لـ«الجـيـش الحــر» مضـــادات جــويــة بـأمـــوال كـويـتـيـــة

كشف النائب الكويتي وليد الطبطبائي أن «الجيش السوري الحر حصل مؤخراً على أسلحة مضادة للطائرات من خلال التبرعات الكويتية التي قدّمت له»، وذلك بالتعاون مع الحكومة التركية. وقال الطبطبائي، في مقابلة مع صحيفة «الراي» الكويتية نشرت أمس، إن «الأسلحة التي زوّد بها الجيش الحر كانت من أموال التبرعات الكويتية، ونحن دخلنا إدلب عن طريق تركيا، والحمد لله كان الوضع آمناً، ولكن الخطر كان يأتي من طائرات النظام، فبين فترة وأخرى كانت المدينة تتعرّض إلى القصف».ودعا الطبطبائي إلى «تسليح الجيش الحر بأسلحة نوعية مضادة للدروع وللطيران، أو يعلن عن الحظر الجوي لحماية الأهالي من القصف العشوائي الذي يمارسه نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد».وأكد أن «الجيش الحر فرض سيطرته على الأرض، ولا يخشى دبابات العدو، ولكن المشكلة التي يحاولون إيجاد حل لها هي الطيران، خصوصاً أن نظام بشار يقصف بصورة عشوائية، ويستهدف المنازل لكسر إرادة الأهالي، ومع ذلك وجدنا سكان إدلب يزدادون إصراراً كلما ارتفعت وتيرة القصف، فهم يتسلحون بالإيمان، ومصرون على إسقاط نظام بشار».وتوقع الطبطبائي أن «بشار لن يتنحى وسيقاتل حتى الرمق الأخير، ولن يستسلم حتى آخر طائرة وآخر جندي، وهو يعرف في قرارة نفسه أنه خسر المعركة، لكنه يسعى بكل طاقته من أجل تأخير الهزيمة، ومن الواضح أنه سيقاتل حتى تنفد ذخيرته، وربما أن سقوطه يحتاج إلى أشهر، وقد تكون أياماً».ورداً على من يعتقد أن دخوله إدلب كان نوعاً من التكسب الانتخابي، رد الطبطبائي «ربما اعتقد من أشاع ذلك أنني أنوي الترشح في دائرة إدلب الانتخابية، ما دفعني إلى الدخول هو رفع معنويات المواطنين السوريين هناك، فعندما يرون شخصيات يعرفونها تزداد عزيمتهم، ويشعرون بأن هناك أشخاصاً يقفون إلى صفهم، وكم أسعدهم حضور بعض الشخصيات الكويتية». وأوضح أن «أهالي إدلب شعروا بلذة التحرير عندما رأونا، وازدادت عزيمتهم لأنهم شعروا بأننا نتحدى النظام معهم».واعتبر أن «أهالي ادلب يحترمون الكويتيين مثلما ذكر جمعان الحربش في ساحة الإرادة (وسط الكويت)، فهم يعتقدون أن العالم بأسره خذلهم، ولكن الكويت لها اعتبار آخر في نفوسهم رغم قلة الدعم، ولكنهم يشيدون بالمبادرة»

مسؤول سابق في «القاعدة»: الصراع السوري سيزداد تطرفاً

لم يعد جديداً الحديث عن اكتساب الجهاديين المتطرفين في سوريا نفوذاً متزايداً، ولكن ما نقلته صحيفة «الغارديان» البريطانية في هذا الإطار كان لافتاً. في تقرير نشره أحد مؤسسي «الجماعة الإسلامية المقاتلة» في ليبيا، وهي جماعة جهادية ليبية مرتبطة بـ«القاعدة»، كشف عن نفوذ متزايد للجهاديين على الأراضي السورية في المرحلة المقبلة وتكتيكات جديدة ستعتمد.صاحب التقرير يدعى نعمان بن عثمان، وهو اليوم كبير الباحثين في مؤسسة «كيليام» في لندن لدراسة شؤون التطرف، وقد أكد على أن ما تقوله وسائل الإعلام عن الجهاديين صحيح، لكن دورهم سيصبح أكبر بكثير في الأيام المقبلة. يُذكر أن بن عثمان كان على معرفة جيدة بزعيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن، كما أن نائب المسؤول السابق عن الجماعة عبد الحكيم بلحاج، ويدعى مهدي الحاراتي، يتولى اليوم قيادة «لواء الأمة» في سوريا.ويشير بن عثمان إلى أن المؤشرات التي يرصدها تشير إلى مرحلة أكثر تطرفاً، مؤكداً على كلام المؤيدين للحكومة السورية داخل سوريا وخارجها الذين يعملون على تسليط الضوء على المجموعات الجهادية والسلفية التي تقاتل في سوريا تحت مسمى «الجيش السوري الحر»، منوهين إلى ارتباط هذه المجموعات بحلف «الناتو»، تماماً كارتباط المقاتلين الليبيين مع الحلف، الذي أدى إلى ما هي عليه ليبيا اليوم.وأكد بن عثمان على أن التمويل والدعم المادي للمقاتلين في سوريا يأتي من عدة دول كالسعودية وقطر ودول أخرى من دول الخليج، وذلك من خلال حكومات هذه الدول ذاتها أو من مؤسسات دينية معينة أو من خلال أفراد ممولين. وقال بن عثمان إن عدد المقاتلين الأجانب في سوريا يتراوح بين 1200 و1500، موضحاً أنه «في معظم الصراعات، تمثل المجموعات الجهادية نسبة صغيرة من المقاتلين ولكنها تحاول دائما استغلال النزاع العسكري، كما في سوريا، لتوسيع نفوذها».

مقتل برلماني سوري سابق وقصف في أنحاء متفرقة من سورية

دمشق- (د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن برلمانيا سوريا سابقا قتل اليوم الخميس اثر اطلاق الرصاص عليه لدى مداهمة منزله في مدينة حرستا بمحافظة ريف دمشق.

وذكر المرصد، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه الخميس، أن أحمد الترك العضو السابق في مجلس الشعب السوري قتل اثر اطلاق الرصاص عليه لدى مداهمة منزله في مدينة حرستا من قبل القوات النظامية السورية فجر الخميس بحسب نشطاء من المدينة.

وأضاف المرصد أن القوات النظامية اعتقلت نجل الترك، مشيرا إلى أن الترك تعرض للاعتقال في شهر أيار/ مايو الماضي.

وقال المرصد إن قرى وبلدات المزيريب وتل شهاب ونوى في درعا بجنوب سورية تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.

وأوضح المرصد أن سيارة مفخخة انفجرت بعد منتصف ليل الأربعاء/ الخميس في صلاح الدين بمنطقة ركن الدين بدمشق ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.

وذكر أن أحياء “بستان القصر” و”طريق الباب” و”السكري” و”الصاخور” بمدينة حلب شمال سورية تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية.

حلب من منظار قناص في المعارضة السورية المسلحة

حلب (سورية) ـ ا ف ب: متواريا خلف حافة شرفة حجرية تطل على حلب القديمة، يعاين ‘ابو احمد’ مدرعة للجيش عبر منظار بندقيته القناصة الدقيقة التصويب. بطلقة واحدة اصاب الهدف.

متجاهلا قاعدة اساسية لدى القناصة تقضي بالاختفاء بعيد الضغط على الزناد، يلزم ‘ابو احمد’ موقعه. ثم يعيد تلقيم البندقية وهي دراغونوف روسيا قديمة، يعيد التصويب ويراقب حاجز الجيش السوري الذي اغلق مدخل احد الشوارع الرئيسية في المدينة القديمة بحثا عن الجندي المتهور.

وقال الشاب البالغ 25 عاما الوافد من احدى القرى شمال حلب حيث يسيطر الثوار ‘لدينا مواقع اطلاق نار على جميع اسطح الحي، بالتالي من الصعب عليهم تحديد مكاننا’. وتابع انهم ‘احيانا يردون ولكن عشوائيا’.

وكان الشاب النحيل القصير البنية الذي رفض الكشف عن اسمه الحقيقي يركب الستائر قبل انطلاق الاحتجاجات في سورية، وقرر بعدها ان يكون قناصا لان القناص يجب ان ‘يتحلى بالهدوء والتركيز’.

ويمضي الى جانب اثنين من رفاقه ايامهم على شرفة هذه الشقة وداخلها. وقال ان الشقة ‘تعود الى عائلة كردية قررت مغادرتها لقربها من الجبهة’. المكان كما كان عليه باثاثه وستائره.

ينبغي شق باب الشرفة والزحف الى موقع اطلاق النار، وهو ثقب من عدة سنتيمترات حفر بالازميل في حجر الشرفة الابيض. على بعد 500 م بمواجهة الشقة تبدو اسوار قلعة حلب التي تشرف على المدينة، ويحتل قناصة الجيش النظامي فتحاتها الدفاعية.

عند حوالى الساعة 05.00 كل صباح يتسلق ‘ابو احمد’ ورفيقاه درج المبنى بعد العبور من الباحة الخلفية لتجنب الظهور. وقال ‘نتتالى على الشرفة كل 3 الى 4 ساعات. في الوقت الباقي ننام او نراقب بالمنظار’. وتابع ‘الهدف هو منعهم من التقدم، وازعاجهم بشكل دائم’.

على الارض حوله تناثرت عشرات الرصاصات الفارغة وعلبة رصاص مفتوحة وزجاجة مياه ملفوفة بخرقة مبللة وجهاز اتصال لاسلكي ووجبات سريعة.

اكد ابو احمد انه قتل ‘على الاقل عشرين شخصا من جنود بشار’ واصاب حوالى مئة بجروح. سدد على خوذة بدت خلف اكياس الرمل. ‘طق’: لا شيء، تعطلت البندقية.

مع هبوط الليل ينسحب الثلاثة ويعودون الى مقر كتيبتهم للنوم على بعد عدة شوارع.

ويؤكد قائد الكتيبة الذي يعرف عن نفسه باسم ‘خطاب’ انه يرغب في نشر قناصين طوال 24 ساعة يوميا لكنه يأسف لعدم حيازة نظارات الرؤية الليلية. وقال ان ‘تجار الاسلحة يرفضون بيعنا اياها’.

واضاف ‘الامر سيان بالنسبة الى الاسلحة’. واوضح ان الرئيس السوري ‘بشار (الاسد) اخطر جميع تجار الاسلحة في المنطقة بانه مستعد لدفع مبالغ اكبر بكثير مقابل كل ما يمكنهم بيعنا اياه. من الصعب جدا العثور على السلاح’.

واخرج من جيبه لفافتين من اوراق المئة دولار مربوطة بحلقة مطاطية. قال ‘لدينا المال. وهذه البندقية’ مشيرا الى بندقية قناصة بلجيكية من طراز اس سي جي عيار 7.62 تم اسنادها الى كنبة. وتابع ‘اشتريناها من احد جنود بشار مقابل اربعة الاف دولار’. احد رجاله باعد شفرات الستار في احدى الغرف ليراقب بالمنظار. وقال خطاب ان ‘جميع حواجز الجيش تتعرض لنيران عدة مواقع مثل هذا…لا يمكنهم التحرك الا في المدرعات. عندما نحصل على اسلحة اكثر قوة فسينتهي الامر بالنسبة لهم’.

لكن الشرفة التي تنطلق منها رصاصتان او ثلاث في الدقيقة كان يمكن رصدها وتدميرها بقذائف مدفعية من احدى الدبابات المتمركزة في الاسفل على الدوار.

وقال خطاب ‘لا يجرؤون على الاقتراب’ موضحا ‘فخخنا الطريق بكمية ضخمة من المتفجرات. انهم يعلمون ذلك’.

الإبراهيمي في دمشق اليوم ويلتقي الأسد غدًا

أ. ف. ب.

الموفد الدولي والعربي الأخضر الابراهيمي (يمين) والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في القاهرة يوم الاثنين

يزو الموفد الدولي والعربي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي زيارته دمشق الخميس لكي يبدأ في خطوات تنفيذ مهمته التي طلب بعض الدول العربية تحديد سقف زمني لها ما رفضه العراق رفضًا قاطعًا.

حلب: يزور الموفد الدولي والعربي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي اليوم الخميس سوريا حيث يلتقي الجمعة الرئيس السوري بشار الاسد، في الوقت الذي تواصلت فيه اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا وشهدت المنطقة المحيطة بمطار حلب معارك عنيفة.

وقال مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية قيس العزاوي للصحافيين في ختام اجتماع عقد في مقر الجامعة العربية في القاهرة بين الابراهيمي والمندوبين الدائمين للدول العربية لدى الجامعة ان الابراهيمي “سيكون في دمشق الخميس وسيلتقي الاسد الجمعة”.

واضاف ان الابراهيمي يعتزم مقابلة “المسؤولين السوريين والاطراف المعارضة الاخرى لكي يبدأ في خطوات تنفيذ مهمته”. واكد ان “بعض الدول العربية طلبت تحديد سقف زمني لمهمته وهذا ما رفضه العراق رفضا قاطعا لكونه سوف يقيده ولا يمكن القيام بمهمة صعبة في وقت محدد وقد توافقت الدول العربية على الموقف العراقي”.

وكان الابراهيمي اكد الاثنين في بداية زيارته للقاهرة انه يدرك ان مهمته “صعبة جدا” مشددا على انه سيسعى الى بذل قصارى جهده من اجل حل سلمي يخدم الشعب السوري.

وتابع العزاوي ان “العراق يسعى الى حل سلمي في الازمة السورية كونها تؤثر عليه بصورة مباشرة وسوف تنتقل تداعياتها الى الداخل العراقي لذلك نصر نحن على الحل السلمي وعدم الدخول في حرب تؤثر علينا بشكل مباشر”.

واكدت الجامعة العربية في بيان ان الابراهيمي عقد اجتماعا الاربعاء مع امينها العام نبيل العربي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الذي يترأس اللجنة الوزارية العربية بشأن سوريا. واكد البيان ان “هذا الاجتماع الثلاثي جاء في اطار متابعة المشاورات لبلورة تصور لمهمة” الابراهيمي، من دون مزيد من التفاصيل.

ميدانيا تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف الاربعاء في مدينة حلب وحول مطارها، فيما شهدت مدينة سراقب في ادلب (شمال غرب) معركة عنيفة نتيجة محاولة مقاتلين معارضين السيطرة على مواقع القوات النظامية فيها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون. وحصدت اعمال العنف الاربعاء في مناطق مختلفة من البلاد 82 قتيلا، بحسب المرصد.

وافاد المرصد في بيان مساء الاربعاء عن اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في حي بستان الباشا (في شمال المدينة) بينما تعرض حي العرقوب (شرق) للقصف من قبل القوات النظامية. وكانت اشتباكات وعمليات قصف سجلت خلال النهار في احياء اخرى من المدينة التي قتل فيها ثمانية اشخاص بينهم ثلاثة مقاتلين معارضين.

وبين القتلى ثلاثة مواطنين ارمن استهدفت سيارة تقلهم على طريق المطار عند منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء باطلاق النار. وذكر شخص قريب من احد القتلى ان عدد القتلى اربعة، بالاضافة الى اكثر من 13 جريحا. وكان الضحايا عائدين من يريفان في ارمينيا الى حلب.

وقال المصدر لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي رافضا الكشف عن اسمه “البعض يقول ان الجهة المعتدية هي الجيش السوري الحر، لكننا لا نملك اثباتا على ذلك. علينا ان ننتظر لنرى”، مشككا في احتمال ان يطلق الجيش الحر النار على سيارات تمر في الطريق.

وتابع ان “احد القتلى كان ترك زوجته واولاده في ارمينيا، وكان يريد تفقد بعض الامور في حلب والعودة الى عائلته”. كما قتل خمسة مواطنين جراء القصف على مدينة الباب بريف حلب، بحسب المرصد.

وكانت اشتباكات وقعت فجر الاربعاء قرب مطار حلب بين جنود نظاميين ومجموعات مقاتلة معارضة، كما ذكر المرصد السوري. وذكرت لجان التنسيق المحلية مساء الاربعاء ان الاشتباكات تجددت في محيط مطار حلب الدولي وان الطيران المروحي وراجمات الصواريخ تضرب منطقة جسر النيرب.

في دمشق، قتلت فتاة في حي القابون (جنوب) اثر اطلاق الرصاص عليها من حاجز للقوات النظامية، ورجلان من حي جوبر (شرق) برصاص القوات النظامية على طريق المتحلق الجنوبي. وتعرض حي الحجر الاسود (جنوب) لقصف من القوات النظامية السورية التي استخدمت الطائرات الحوامة، كما طال القصف احياء القدم والتضامن ومخيم فلسطين في جنوب العاصمة كذلك.

واستمرت العمليات العسكرية في ريف دمشق حيث تعرضت مدن وبلدات للقصف، ترافقت مع عمليات دهم واطلاق نار. وتسببت هذه العمليات بمقتل ثلاثة مواطنين.

على صعيد آخر، عثر الاربعاء في بلدة حلفايا في ريف حماة (وسط) على 13 جثة، اثنتان منها لطفلين، ما يرفع عدد الضحايا الذين سقطوا في العملية العسكرية التي نفذتها القوات النظامية في البلدة الثلاثاء الى عشرين. ووصفت الهيئة العامة للثورة ولجان التنسيق المحلية ما حصل في حلفايا ب”المجزرة”، وذكر الناشطون في بيانات متلاحقة ان “اعداما ميدانيا” نفذ في حق هؤلاء.

وقتل صباح الاربعاء 18 جنديا نظاميا على الاقل واصيب العشرات بجروح في عملية نفذها مقاتلون معارضون بواسطة سيارة مفخخة استهدفت تجمعا عسكريا في مدينة سراقب في محافظة ادلب (شمال غرب)، كما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. وترافق الهجوم مع اشتباكات عنيفة في المنطقة لا تزال مستمرة وقتل فيها خمسة مقاتلين معارضين ومدني.

وفي محافظة اللاذقية (غرب)، قتل ما لا يقل عن تسعة جنود من القوات النظامية واصيب اكثر من اربعين بجروح في كمين تعرضت له قافلة للقوات النظامية في قسطل معاف، ما رفع عدد عناصر القوات النظامية الذين قتلوا الاربعاء في مناطق مختلفة الى 36، بحسب المرصد.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/761427.html

آموس: المجتمع الدولي ترك الملايين من المدنيين السوريين لمواجهة محنتهم بمفردهم

غوتيريس وأنجلينا جولي يشكران حكومة لبنان على إبقاء الحدود مفتوحة أمام النازحين

بيروت: ليال أبو رحال

تتفاقم أزمة اللاجئين السوريين إلى دول الجوار مع تخطي أعدادهم ربع مليون لاجئ، وفق ما أعلنته أول من أمس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فيما اتهمت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس أمس «المجتمع الدولي بترك الملايين من المدنيين السوريين العاديين لمواجهة محنتهم بمفردهم»، وحذرت من «ازدياد أوضاع السوريين سوءا مع تصاعد وتيرة العنف واقتراب فصل الشتاء»، داعية العالم «إلى ضرورة تكاتف الجهود لمواجهة هذه المأساة الإنسانية التي يعانيها الشعب السوري».

وتحدثت آموس، في مقال نشرته صحيفة «تايم» البريطانية، عن «صعوبات تواجه جهود إغاثة اللاجئين السوريين على المستويين الداخلي والخارجي في ظل تصاعد العنف في البلاد»، فيما أكد عمر إدلبي، عضو المجلس الوطني وأحد الناطقين الرسميين باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا، لـ«الشرق الأوسط» أن «معالجة النتائج لم تعد تكفي، والمطلوب معالجة الأسباب التي أفرزت حالات اللجوء كلها»، مشيرا إلى «اننا نقدر عدد اللاجئين السوريين بأكثر من 400 ألف لاجئ في دول الجوار، 250 ألفا منهم مسجلون لدى مفوضية شؤون اللاجئين».

ودعا إدلبي «الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين وتقديم المساعدات إلى تحمل مسؤولياتها»، معتبرا أنها «لا تزال متأخرة عن القيام بواجباتها، وهو ما أفرز صعوبات عدة تواجه النازحين تحديدا في تركيا والأردن ولبنان». ورأى أن «تحرك الدول العربية لا يزال خجولا، وثمة جهد تقوم به جمعيات خيرية إسلامية ومدنية»، موضحا أن «إجراءات وآليات تقديم المساعدات السعودية بدعوة من القيادة السعودية أقرت اليوم، فيما المساعدات القطرية التي جمعت خلال شهر رمضان تم توجيهها إلى الداخل». وشدد على أن «مفوضية شؤون اللاجئين معنية أولا وأخيرا بمساعدة السوريين وبتنظيم وضعهم وتحديدا إقامتهم، فهم مشتتون مثلا في لبنان وفي الأردن، وثمة ظروف صعبة في مخيم الزعتري تحديدا»، معربا عن اعتقاده أنه «قد آن الأوان لتحرك فعال وجدي لإغاثة النازحين السوريين».

وفي حين قالت آموس إن «محاولة إنشاء مناطق عازلة من دون ضمانات كافية ليس من شأنها أن تضمن حماية أرواح المدنيين»، داعية المجتمع الدولي إلى «زيادة دعمه لجهود الإغاثة» و«لدعم الدول المجاورة لسوريا التي تستضيف مئات آلاف اللاجئين السوريين»، شدد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس، من لبنان، على وجوب أن «يبذل المجتمع الدولي المزيد من الجهد للتعبير عن تضامنه مع اللاجئين السوريين أنفسهم الذين يعانون الكثير، وكذلك مع الدول المضيفة كلبنان، الذي على الرغم من الظروف الصعبة المحيطة باقتصاده ومجتمعه وبنيته التحتية، فإنه يستقبل بقلب مفتوح اللاجئين من سوريا».

وأوضح غوتيريس، الذي وصل إلى بيروت أمس ترافقه كل من ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان نينت كيلي وسفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين الممثلة العالمية أنجلينا جولي والوفد المرافق قادمين من الأردن، إنه يزور والوفد المرافق «الدول المستضيفة للاجئين السوريين». وشكر بعد زيارته رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، في حضور الوزيرين وائل أبو فاعور وحسان دياب «الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني على كرم الضيافة حيال اللاجئين السوريين»، معتبرا أن «لبنان أبقى حدوده مفتوحة، وأبقى اللبنانيون منازلهم وقلوبهم مفتوحة أيضا لإخوانهم وأخواتهم القادمين من سوريا، وهذا مثال يحتذى».

وأوضح غوتيريس أن الزيارة كانت مناسبة «لتحليل جوانب التعاون المكثفة بين الحكومة اللبنانية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركائها في هذا المجال»، مشددا على أنه «سيتم العمل على تحسين هذا التعاون للتأكد من أن اللاجئين السوريين يحصلون على الدعم والحماية والمساعدة في لبنان، مع الاحترام الكامل لحاجاتهم وكراماتهم».

وفي كلمة لها، أعربت أنجلينا جولي عن سرورها «للعودة مجددا إلى لبنان، الذي سبق لي أن زرته قبل عامين في ظل الظروف الصعبة التي كان يمر بها». وقالت «التقيت عددا من العائلات، حيث يتم استقبالهم وحمايتهم في المنازل وليس في المخيمات، وهم ممتنون للشعب اللبناني وللبنان، وأنا أيضا ممتنة كذلك نيابة عنهم». وأوضحت جولي أنها التقت والوفد المرافق «العائلات السورية التي هربت من أعمال العنف في سوريا والتقت النسوة والعائلات، وزارت مدارس تحتضن طلابا يتلقون التعليم بعدما تخلفوا عن الدراسة لمدة عامين ثم عادوا وانخرطوا في المدارس». واختتمت جولي والوفد المرافق يومهم اللبناني بزيارة مقر مفوضية شؤون اللاجئين والاجتماع بالعاملين فيها.

إعدامات ميدانية في ريف حماه وانفجارات واعتقالات في دمشق

استمرار العمليات العسكرية في حلب وقصف على حمص ودير الزور وإسقاط مروحية في إدلب

بيروت: كارولين عاكوم

عاد القصف إلى العاصمة دمشق يوم أمس في موازاة استمرار العمليات العسكرية في معظم المناطق السورية، إضافة إلى العثور على المزيد من جثث لأشخاص أعدموا ميدانيا. وقد وصل عدد ضحايا أمس إلى أكثر من 100 قتيل كحصيلة أولية بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فيما أفادت الهيئة العامة للثورة بأن معظم القتلى سقطوا في دير الزور وحمص ودمشق، وأوضحت أن نحو 23 طفلا وامرأة سقطوا خلال هجمات القوات النظامية.

وفي دمشق حيث تركز القصف المدفعي أمس على حي التضامن وسمعت أصوات انفجارات قوية في معضمية الشام هزت المدينة نتيجة القصف بالمدفعية والدبابات، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن اقتحمت بلدة كناكر وسط إطلاق رصاص كثيف وقتل عدد من الأشخاص، بينما قامت قوات النظام بجرف منازل في حي القابون، كما شنت حملة اعتقالات في حي المزة. وتعرض حي الحجر الأسود لقصف من القوات النظامية السورية التي استخدمت الطائرات الحوامة، بالإضافة إلى قصف على أحياء القدم والتضامن ومخيم فلسطين في جنوب العاصمة كذلك.

وفي ريف دمشق، ذكرت لجان التنسيق أن الدبابات والمصفحات انتشرت في شارع الثورة في داريا، إضافة إلى تحليق الطيران المروحي في سماء المدينة.

وفي حماه وريفها، أكد ناشطون العثور على 13 جثة لأشخاص أعدموا ميدانيا في مدينة حلفايا بريف حماة، بينما قال المرصد إنه عثر على جثامين 8 مواطنين في مزارع بلدة حلفايا، كانوا قد فقدوا إثر الحملة العسكرية التي نفذتها القوات النظامية في مزارع البلدة. والعدد مرشح للارتفاع بسبب وجود المزيد من المفقودين في المزارع، علما بأن قوات النظام قامت بإعدام ستة معارضين ليل أمس، ليرتفع العدد إلى 17 قتيلا.

بدوره، أكد أبو غازي الحموي، عضو مجلس ثوار حماه، لـ«الشرق الأوسط»، أن معظم الجثث التي وجدت في حلفايا تعود إلى أفراد من عائلة الناصر، لافتا إلى أن أهالي بلدة كفر ظبتا التي تتعرض للقصف منذ يومين، يعانون من وضع إنساني مأساوي في ظل غياب المواد الطبية الأولية وصعوبة توصيل المواد الغذائية. وأشار الحموي إلى أن حماه تحولت في هذه الفترة إلى ثكنة عسكرية بسبب انتشار الحواجز العسكرية في كل مكان وتنفيذها حملات اعتقالات مستمرة، وخروج الجيش الحر منها، وذلك بعد قرار من بعض المعارضين المسؤولين في المنطقة يقضي بتحييدها وعدم تحويلها إلى حمص ثانية خوفا من تدميرها.

ولفت المرصد إلى تعرض قرية قسطون للقصف من قبل حواجز القوات النظامية المجاورة مما أسفر عن احتراق عدة مبان من ضمنها مخبز البلدة، وفي بلدة طيبة الإمام نفذت القوات النظامية حملة مداهمات واعتقالات في الأحياء الشرقية ترافقت مع إطلاق رصاص كثيف. كما أفادت شبكة «شام» الإخبارية بسقوط طفلين أخوين في القصف العنيف والعشوائي على مدينة اللطامنة في ريف حماه. وقد استهدفت قوات النظام في قرية قسطون مخبز المدينة والعديد من المنازل.

وفي إدلب، حيث قامت قوات النظام بقصف مدينة سراقب بالطيران، قال «لواء شهداء سوريا» إنه أسقط مروحية، وذكر المرصد أن ما لا يقل عن 18 عنصرا من القوات النظامية قتلوا أمس وأصيب العشرات بجراح بعضهم بحالة خطرة، وذلك إثر الهجوم بسيارة مفخخة على تجمع عسكري قرب معمل لويس الواقع شمال غربي مدينة سراقب عند جسر افس، وتبع الهجوم بسيارة مفخخة هجوم من قبل مقاتلين من الجيش الحر على التجمع العسكري الذي كان يضم ما بين 70 إلى 100 عسكري من القوات النظامية. وبحسب نشطاء من المنطقة فإن حاجز لويس قد دمر بشكل كامل، كما قال ناشط من المنطقة إن نحو 20 عسكريا تمكنوا من الفرار، واستمرت الاشتباكات لساعات طويلة، فيما حاصر مقاتلون من الجيش الحر مركزين للقوات النظامية في معمل الزيت والإذاعة قرب سراقب.

كما تعرضت بلدة تفتناز للقصف من قبل القوات النظامية السورية التي تستخدم الطائرات في القصف الذي يواجه بالرشاشات من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة في البلدة. وسمعت أصوات الانفجارات والاشتباكات في مناطق مجاورة لمدينة سراقب التي تعرضت مناولها لقصف مباشر وتسببت في موجة نزوح. وأكد نشطاء من المنطقة أن أعمدة الدخان تصاعدت من الحواجز بعد قصفها والهجوم عليها، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر البشرية نتيجة القصف على المدينة أو الهجوم على الحواجز.

وفي حلب أيضا، لم يتوقف القصف العنيف على عدد من الأحياء والبلدات، ودارت اشتباكات بين الثوار والجيش النظامي في عدد من أحياء المدينة، وفق ما أكده ناشطون، وذلك بعد معارك ليلية على طريق مطار حلب الدولي بين جنود نظاميين ومجموعات مقاتلة معارضة، كما ذكر المرصد السوري الذي أشار إلى مقتل ثلاثة مواطنين أرمن إثر استهداف سيارة تقلهم على طريق المطار عند منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء.

وقال شخص قريب من أحد القتلى إن «عدد القتلى أربعة، بالإضافة إلى أكثر من 13 جريحا». وكان الضحايا عائدين من يريفان في أرمينيا إلى حلب. وذكر المرصد أن أحياء قاضي عسكر والشيخ خضر وسليمان الحلبي تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية السورية، كما تعرض مبنى فرع أمني في حي الميدان للقصف بقذيفة صاروخية. وفي ريف حلب تعرضت بلدات راعل وصوران للقصف من قبل القوات النظامية، وقتل عنصر من الجيش الحر وهو عسكري منشق من بلدة كفرة.

وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن الطيران الحربي قام بإلقاء برميل متفجر في منطقة الميسر بالقرب من مسجد أبو بكر الصديق، مما تسبب في هدم مبنيين بالكامل وسقوط عشرات الجرحى. كما استهدف حي الصاخور بالقصف العنيف بالطيران الحربي.

وفي حمص، اقتحمت قوات النظام بلدات في حمص، وتعرضت مدينتا الرستن وتلبيسة للقصف بالمدفعية، ولفت المرصد إلى تعرض أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء حمص القديمة لقصف متقطع. كذلك، نفذت حملات دهم واقتحام لبلدات عدة في دير الزور، كما قصفت طائرات الـ«ميغ» أمس البوكمال وأحياء عدة بدير الزور. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن حي الجبيلة بدير الزور تعرض لقصف «عنيف» بالطيران الحربي، وأضافت أن حيي الحميدية والشيخ ياسين يتعرضان لقصف مدفعي متواصل.

بينما أفاد المركز الإعلامي السوري بأن قصفا على قرية السويعية في البوكمال أسفر عن مقتل 6 أشخاص إضافة إلى إصابة عدد آخر من المدنيين. كما قامت قوات النظام بقصف حي الشيخ ياسين وأحياء أخرى في دير الزور بالمدفعية الثقيلة. وذكر المرصد تعرض حيي الجبيلة والبعاجين للقصف بقذائف الهاون من قبل القوات النظامية السورية، كما تعرض مبنى في قرية السوسة التابعة لمدينة البوكمال للقصف مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

وفي درعا، اقتحمت قوات النظام بلدة كفر شمس، وشنت حملة مداهمات لعدد من المنازل، واعتقلت عددا من الشبان، وفرضت حصارا خانقا على البلدة، ونصبت حاجزين طيارين على طريق كفر شمس وكفر ناسج، وحاجزا على طريق دير العدس الترابي.

الفلبينيون الفارون من جحيم سوريا يروون قصص العنف والرعب

هربوا من البطالة إلى الأزمة.. ثم عادوا إلى المجهول

مانيلا (الفلبين): «الشرق الأوسط»

لا تزال الفلبينية روث بانا تتذكر نافذة صاحب المنزل في دمشق التي أمطرت بوابل من الرصاص. ولا تزال الخادمة، التي فرت في البداية إلى السفارة الفلبينية في دمشق ثم إلى مانيلا على متن رحلة إجلاء، تذكر مقتل أحد أبناء مخدومها السوري على يد القوات الحكومية. وقالت وهي تنتحب: «كان صدره مفتوحا كما لو أن قطعة كبيرة من الصلب شقته. أتعلم أننا دفناه في الباحة الخلفية للمنزل لأن المقابر في المدينة امتلأت ولم يعد بها مكان؟». بانا، بحسب تقرير وكالة الأسوشييتد برس الأميركية، هي واحدة من 300 فلبينية شابة فررن من البطالة في بلدهن سعيا للحصول على عمل في الخارج كخادمات وجليسات أطفال.. قبل أن يهربن من حرب أهلية تزداد سوءا في أضخم عودة جماعية إلى البلاد تم التفاوض عليها بين الحكومة الفلبينية وسوريا. تم نقل العمال الفلبينيين إلى مانيلا يوم الثلاثاء عبر المنظمة الدولية للهجرة حاملين معهم روايات عن الرعب وليالي الأرق، مع خروج العنف الدائر بين القوات الحكومية والثوار الساعين للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد عن السيطرة.

قالت إنا (29 عاما) إن صاحب المنزل الذي كانت تعمل لديه يدعم المعارضة، وإن ابنه قتل خلال مظاهرة مؤخرا. وبعدما دمرت قذائف المدفعية منزل العائلة الذي كانت تسكن وتعمل فيه، توجهوا جميعا إلى قبو منزل جارهم خشية أن يعلقوا وسط تبادل إطلاق النار بين القوات الحكومية ومقاتلي الجيش السوري الحر.

وأشارت إلى أنها كانت تحب عائلة مخدومها وعملت لديهم ثلاث سنوات حتى عام 2010، ثم عادت قبل أشهر من اندلاع القتال في مارس (آذار) 2011.

وقالت إنا إن معسكر الجيش الواقع خلف منزل مخدومها كان مقرا للثوار لكن الجيش شن هجوما مضادا وقصفوه الأسبوع الماضي باستخدام المروحيات. وقالت في مقابلة الأسبوع الماضي: «لو رأيت الجثث لأصبت بالغثيان».

وأشارت إلى أن مخدومها عندما انتقل مع عائلته إلى منزل مستأجر اتصلت بالسفارة الفلبينية، التي أرسلت سيارة إليها لتضعها تحت إشراف الدبلوماسيين الفلبينيين، إلى أن عادت هي والآخرون إلى الفلبين.

وقالت إنا إن مخدومها لم يرغب في البداية في رحيلها قائلا إنها لا تزال ملتزمة بالعقد، لكنه سرعان ما وافق.

وتقول غليمير كابيدوج (34 عاما)، التي كانت تعمل مديرة لفيللا في دمشق يملكها رجل أعمال كويتي ثري آثر العودة إلى بلده مع اندلاع الحرب: «لولا الحرب لما عدت إلى الفلبين. طلبنا الإذن من مخدومنا لكنه بعد ثلاثة أشهر قال إنه لن يسمح لنا بالمغادرة، ولهذا هربنا».

كابيدوج التي كانت تتقاضى 200 دولار شهريا قالت إنها قررت هي وعاملة فلبينية أخرى الرحيل بعد صدام وقع قبل أسبوعين بين القوات السورية ومتظاهرين في الحي. وأضافت: «عندئذ قررنا الرحيل، لأننا لم نكن نريد أن نموت هناك».

وأشارت إلى أنهن أجرين الترتيبات اللازمة مع السفارة الفلبينية كي تقلهن بعد أسبوع. وقالت إن مخدومها يقيم في الكويت منذ تسعة أشهر، وإنها كانت تحصل على الطعام والمستلزمات الأخرى عبر معاونيه الذين كانوا ينقلونها إلى الفيللا.

لجأ 236 فلبينيا، استهلوا عودتهم إلى الديار بدموع الفرح، إلى مجمع السفارة إلى أن وصل ألبرت ديل روزاريو وزير الخارجية الفلبيني إلى سوريا الأسبوع الماضي للإشراف على إجلائهم. وتقول ساسولايا عبد الله: «كنت خائفة وأرغب حقا في العودة إلى الوطن. الآن أنا في منزلي وسعيدة للغاية». كانت بعض النساء يبكين.. بينما حاول آخرون التسرية عنهن خلال الانتظار لإنهاء الأوراق من قبل ضباط إدارة العمال في الخارج، وهي الوكالة الحكومية المسؤولة عما يقرب من 10 ملايين فلبيني يعملون بالخارج. وبعد الترحيب بهم في مطار مانيلا، قال ديل روزاريو إن ما يقرب من 600 شخص آخرين يريدون العودة إلى الفلبين.

وقد قرر البقية (ما يقرب من 3 آلاف عامل فلبيني) البقاء في سوريا خلال الفترة الراهنة.

اجتماع تشاوري بين العربي وحمد والإبراهيمي لبحث مستجدات الأزمة السورية

هيغ يؤكد سعي بلاده لفرض مزيد من العقوبات على نظام الأسد

القاهرة: سوسن أبو حسين وصلاح جمعة

انعقد بمقر الجامعة العربية أمس (الأربعاء) اجتماعا ضم كلا من الشيخ حمد بن جاسم بن جبر رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر ورئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا، والدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، والأخضر الإبراهيمي الممثل الخاص المشترك للأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة العربية، وذلك للتشاور بشأن مستجدات الوضع في سوريا ومهمة الإبراهيمي، الذي من المنتظر أن يقوم اليوم بزيارة إلى دمشق يجري خلالها مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد غدا الجمعة، إضافة إلى عدد من المسؤولين السوريين، وممثلي هيئات المجتمع المدني، وكثير من الشخصيات السياسية السورية على اختلاف أطيافها.

وبينما أعلنت جامعة الدول العربية أن المندوبين الدائمين للدول الأعضاء بالجامعة عبروا خلال اجتماعهم أمس عن دعمهم الكامل لمهمة الإبراهيمي وتقديرهم الكبير للجهود المقدرة التي يبذلها لمعالجة هذه الأزمة ومساعدة السوريين على الخروج من نفق هذه الأزمة. أكد ويليام هيغ وزير الخارجية البريطاني، أن بلاده تسعى إلى فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية والسياسية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد للضغط عليه من أجل وقف أعمال القتل والموافقة بالحل السلمي للتحول الديمقراطي في سوريا، مشيرا إلى أن بريطانيا لا تزال تؤمن بالحل الدبلوماسي للأزمة السورية.

واستعرض الإبراهيمي، في الاجتماع التشاوري لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، بناء على دعوة من الأمين العام للجامعة العربية، حصيلة اتصالاته ولقاءاته مع مختلف الأطراف المعنية بالشأن السوري، والتي أجراها خلال الأسبوعين الماضيين مع ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن وعدد من وزراء الخارجية وأطراف من المعارضة السورية في نيويورك وباريس.

كما جرى في هذا الاجتماع التداول في مختلف الجوانب المتعلقة بمهمة الإبراهيمي ومستجدات الأوضاع المتدهورة في سوريا، حيث عبّر الإبراهيمي عن إدراكه التام لخطورة الوضع القائم وأهمية العمل من أجل وقف نزيف الدماء والتدهور الخطير للأوضاع الإنسانية والمعاناة القاسية للشعب السوري، مشددا على أهمية التوصل إلى معالجة سياسية صحيحة وسريعة للأزمة السورية حتى لا يزداد الوضع سوءا والمخاطر تصاعدا مهددة، ليس فقط الداخل السوري؛ وإنما الجوار القريب والبعيد لسوريا.

وفي سياق متصل، قال مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية قيس العزاوي للصحافيين أمس إن الإبراهيمي سيزور سوريا اليوم، حيث سيلتقي الجمعة الرئيس السوري بشار الأسد. وقال العزاوي – بحسب وكالة الصحافة الفرنسية – إن الإبراهيمي أبلغ المندوبين الدائمين خلال الاجتماع أنه «سيكون في دمشق الخميس وسيلتقي الأسد الجمعة».

من جهة أخري، قال هيغ في تصريحات للصحافيين أمس، عقب لقائه الدكتور نبيل العربي، إنه «بحث مع العربي آخر التطورات الخاصة بالأزمة السورية، خاصة بعد تعيين الأخضر الإبراهيمي ممثلا للأمم المتحدة والجامعة العربية والحلول السياسية التي عليه أن يخرج بها بعد زيارته لدمشق قريبا». وأشار هيج إلى أن حكومة بريطانيا على اتصال دائم بالمعارضة السورية للمساهمة في تحقيق التوافق بين أطيافها والعمل على تقديم الدعم الإنساني للاجئين السوريين في الدول المجاورة لسوريا.

القاهرة تحاول إغراء طهران بـ«التخلي الآمن» عن الأسد.. مقابل تخفيف العزلة وعودة العلاقات

مساعد وزير الخارجية الإيراني: طرح موضوع «التنحي» سيفشل المبادرة ونرفض أي شروط مسبقة

القاهرة: عبد الستار حتيتة ومحمد عبد الرازق

قالت مصادر حكومية مصرية إن القاهرة تحاول إغراء طهران بالتخلي عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد والموافقة على خروجه الآمن من السلطة، مقابل تخفيف عزلة إيران والعمل على العودة الكاملة لعلاقتها بمصر المقطوعة منذ نحو ثلاثة عقود، إلا إن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير، شدد على أن طرح موضوع «تنحي الأسد» سيفشل مبادرة الحل في سوريا التي طرحها الرئيس المصري محمد مرسي، وتضم مصر والسعودية وإيران وتركيا. وقال أمير خلال وجوده في القاهرة أمس: «نرفض أي شروط مسبقة».

وكشفت مصادر قريبة من الحكومة المصرية أن القاهرة تسعى للتقارب مع إيران في مقابل تخلي طهران عن مساندة النظام السوري، والموافقة على «الخروج الآمن» للرئيس بشار الأسد، مشيرة إلى أن أطرافا مصرية رسمية تلقت بالفعل عروضا من إيران خلال الأيام الأخيرة لتصدير شحنات نفط للقاهرة التي تواجه مشكلة وقود، على الرغم من الحظر الغربي على الصادرات النفطية الإيرانية.

وتعاني إيران من صعوبات اقتصادية مع استمرار تطبيق الحظر من جانب دول غربية ضمن عقوبات بسبب البرنامج النووي الإيراني. وتحاول طهران إيجاد منافذ تجارية جديدة للاستيراد والتصدير. ويقول مراقبون إن استمرار دعمها للأسد أصبح يزيد من المصاعب التي تواجها داخليا وإقليميا ودوليا.

وأضافت المصادر المصرية أنه على الرغم من الانتقادات شديدة اللهجة التي وجهها مرسي للموقف الإيراني من نظام الأسد، إلا أن لقاءات بين كبار المسؤولين الإيرانيين والمصريين تجري في طهران والقاهرة منذ زيارة الرئيس المصري لطهران الشهر الماضي لحضور اجتماع لدول عدم الانحياز.

وتابعت المصادر أن وجود إيران في المجموعة الرباعية التي بدأ التحضير لأعمالها لحل الأزمة السورية، والتي اقترحتها القاهرة وتضم كلا من مصر والسعودية وإيران وتركيا، أعطى المسؤولين المصريين والإيرانيين فرصة يمكن البناء عليها لترتيب الأوضاع الإقليمية، بما فيها محاولة إقناع الجانب الإيراني بالالتفاف بعيدا عن النظام السوري.

وقالت المصادر التي كان من بينها شخصيات رافقت الرئيس مرسي في زيارته الأخيرة لطهران، أن مصر ترى أن إيران في حال تخليها عن بعض السياسيات المثيرة للجدل في المنطقة والعالم، ومن بينها دعم النظام السوري، يمكنها أن تجد التعويض عن ذلك ويمكن زيادة مستوى التمثيل الدبلوماسي بين القاهرة وطهران، على أن تلعب مصر دورا في تخفيف العزلة والحصار المفروض على إيران، بما في ذلك العمل على تهدئة مخاوف دول الخليج.

وبينما تحدث مسؤولون إيرانيون، من بينهم وزير النفط الإيراني، رستم قاسم، عن أن طهران ستدخل في مفاوضات مع مصر من أجل شراء النفط، وأشارت مصادر إيرانية أخرى إلى أن هذه المساعي تشمل بيع أكثر من مليوني برميل متوقفة قرب السواحل المصرية منذ الحظر الغربي على بيع النفط الإيراني، لكن وزير البترول المصري، أسامة كمال نفى دخول بلاده في مباحثات مع إيران لشراء النفط منها.

ومن جانبه قال مساعد وزير الخارجية الإيراني، خلال لقاء في القاهرة، إن بلاده تريد نجاح مصر بعد الثورة والمبادرة المصرية (بشأن سوريا) برعاية مرسي؛ لأننا نعتبره ممثل الشعب المصري وقد اقترحنا انضمام دول أخرى مثل فنزويلا والعراق للمجموعة الرباعية، وكذا المبعوث العربي الأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، «وقلنا إننا نرفض أي شروط مسبقة»، مشيرا إلى أن طرح مسألة تنحي الأسد سيفشل المبادرة بشكل مسبق، مشددا على أن مستقبل سوريا يحدده الشعب السوري.

وكان أمير، الذي يشغل أيضا موقع رئيس وفد بلاده في الاجتماع الرباعي الذي استضافته مصر لحل الأزمة السورية، يتحدث مع عدد من الصحافيين المصريين أمس بمقر إقامة السفير مجتبي أماني، رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة.

ومن المعروف أن العلاقات المصرية الإيرانية مقطوعة منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، بسبب اختلاف وجهات نظر الدولتين تجاه عدد من الملفات الخاصة بالمنطقة. وحاولت طهران عودة العلاقات مع القاهرة عدة مرات في عهد الرئيس السابق حسني مبارك (1981 – 2011)، إلا أن مصر كان لها عدة شروط أهمها توقف التدخل الإيراني في شؤون المنطقة العربية. ويقول المراقبون إن الصعوبات التي تواجهها إيران بسبب برنامجها النووي، والتي بدأت منذ عدة سنوات، أصبحت تزيد من مشاكلها الداخلية وعزلتها الإقليمية والدولية.

وتابع حسين أمير قائلا عن الاجتماع الأخير للمجموعة الرباعية: اتفقنا بشكل مبدئي على أن يكون البيان الذي صدر عن مصر هو محور نقاشنا، وعلى أهمية سيادة ووحدة أراضي الشعب السوري، مشيرا إلى أنه سيتم إبلاغ نتائج الاجتماع إلى المسؤولين السوريين، والمهم هو الحوار وأن يستمر، لكن لا نتوقع الحل في جلسة واحدة.

وأضاف أن زيارة مرسي الشهر الماضي لإيران شكلت نقطة تحول تاريخية في مسار العلاقات بين البلدين، وأن اللقاء الأخير لمرسي مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد جرى في أجواء ودية بناءة وحميمة للغاية.

وقال حسين أمير في معرض حديثه عن مشاركة بلاده في الاجتماعات التشاورية الحالية بشأن المبادرة المصرية للحل في سوريا، إن الجلسة التي عقدت يوم أول من أمس (بشأن المبادرة المصرية) أظهرت وجود وجهات نظر متقاربة بين المشاركين وأن «المشتركات أكثر من الخلافات، وسنستمر في التعاون على أساس المشتركات في الرؤى».

وأضاف حسين أمير أن الرئيس مرسي طرح خلال زيارته لطهران رؤية واضحة بشأن التطورات الإقليمية والدولية.. «كما تحدث نجاد (مع مرسي) بشكل ودي وأخوي وطرح رؤيته.. وتستطيع القول إن رؤية البلدين كانت في بعض الأحيان متقاربة جدا وربما متطابقة تماما». وقال أمير، «من وجهة نظرنا فإن العلاقات بعد الثورة المصرية تتجه لمسار التقدم وفي مستوى عال جدا»، مشيرا إلى أن النقطة الوحيدة المتبقية هي الإعلان الرسمي لبداية العلاقات، «وهو ما سيتم في الوقت المناسب، ونحن في إيران نتفهم الظروف الموجودة في مصر في الفترة الحالية».

وقال المسؤول الإيراني، إننا رحبنا بمبادرة الرئيس مرسي حول سوريا، ونتوقع أن تشارك مصر بسبب دورها ومكانتها التاريخية في التطورات الإقليمية ومنها ملف سوريا، «وقد تحدثنا أول من أمس على مستوى كبار المسؤولين للمجموعة الرباعية»، في هذا الشأن. موضحا أن بلاده تشاورت مع الصين وروسيا (وهما مساندان آخران للأسد) قبل الحضور للاجتماع الرباعي بالقاهرة، نافيا في نفس السياق أن تكون إيران تعاني عزلة دولية.

المجلس الوطني يشكك في نجاح «مبادرة مرسي» ويعتبرها وسيلة لملء الفراغ

غليون لـ «الشرق الأوسط»: إيران تعادي الشعب السوري وهي جزء من المشكلة

بيروت: يوسف دياب

تتخذ مبادرة الرئيس المصري محمد مرسي بشأن حل الأزمة السورية، حيزا مهما من اهتمامات المجلس الوطني السوري، الذي عبر عن قبوله بأي مبادرة توقف القتل في سوريا، تحت عنوان أساسي وهو نقل السلطة ورحيل الرئيس بشار الأسد. خصوصا أن هذه المبادرة هي قيد البحث من اللجنة الرباعية التي تضم الدول المؤثرة في الوضع السوري وهي المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا وإيران، لكنه شكك في خروج هذه المبادرة بأي نتيجة ما دامت طهران جزءا من المشكلة وليست جزءا من الحل.

وأبدى الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري السابق برهان غليون اعتقاده، أن «مبادرة الرئيس مرسي التي أدخل فيها إيران لن تفضي إلى نتيجة، لأن إيران جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل». وقال غليون في حديث لـ«الشرق الأوسط»»: «طالما أن طهران لم تعبر عن موقفها بشكل صريح عن إرادتها في حل الأزمة السورية وإعطاء الشعب السوري حقه، وطالما أنها تعلن دعمها لبشار الأسد، لذلك استبعد أن تخرج هذه المبادرة واجتماعات اللجنة الرباعية بأية نتيجة إيجابية». ورأى أن «المبادرة ليست إلا وسيلة لملء الفراغ، ما دامت مواقف إيران معادية للشعب السوري، وطالما أن الإيرانيين يتصرفون كما لو أن سوريا جزء من ممتلكاتهم وقطعة من إمبراطوريتهم، وأن الأسد هو أحد أدواتهم، وهم يتصرفون على هذا الأساس». أضاف «إذا أراد الإيرانيون أن تكون لديهم مصلحة مع الشعب السوري وأن تستمر العلاقات بين البلدين، يفترض أن تتغير مواقفهم، لكني لست متفائلا بتطور الموقف الإيراني إلا إذا سحب رجال الدين في إيران يدهم من السلطة السياسية، وتركوا الخيار للشعب الإيراني».

من جهته، رأى عضو المجلس الوطني نجيب الغضبان، أن «مبادرة الرئيس مرسي هي ككل المبادرات السابقة، لكن أي شيء يؤدي إلى وقف القتل في سوريا مقبول منا ونرحب به». ورأى في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الفكرة التي طرحها الرئيس المصري التي تبحث من قبل اللجنة الرباعية فيها بعض الإيجابيات خصوصا في ظل الموقف الواضح للرئيس مرسي، الذي ينطلق من مسلّمة تنحي بشار الأسد عن السلطة». وقال: «إن مصير هذه المبادرة يتوقف على موقف إيران وما إذا كانت ستقبل بها أم لا، سيما أن هناك محاولات سابقة وصلت إلى طريق مسدود بسبب عدم التزام النظام السوري بها والدعم الإيراني لهذا النظام، وفي غياب قرار ملزم لمجلس الأمن الدولي، ولذلك يصعب التفاؤل بنجاح المبادرة لغياب القرار الملزم». وقال: «ما زلنا نراهن على الموقف المصري الذي يفترض أن يكون منطلقا من خطاب الرئيس مرسي، الذي يشدد على ضرورة نقل السلطة وتنحي الأسد». وشدد الغضبان على أن «الشعب السوري سيحسم أمره بيده، وبات واجبا على من يهتم بأمر هذا الشعب أن يعطي الجيش السوري الحر السلاح النوعي الذي يمكنه من مواجهة هذا النظام وإسقاطه».

موسكو ترحب بمهمة الإبراهيمي.. وتحذر من مغبة التدخل الخارجي في سوريا

لافروف: سأكون سعيدا لو رفض الغرب مزاعمي حول تغير مواقفهم من قضية الإرهاب

موسكو: سامي عمارة

وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف، في كلمته بمؤتمر «التفاعل وبناء إجراءات الثقة في آسيا» الذي بدأ أعماله أمس في الأستانة عاصمة كازاخستان، إن «الأزمة السورية باتت من القضايا الدولية الأشد إلحاحا، وصار من غير المقبول متابعة مجرياتها هناك بلا مبالاة، أو التدخل في النزاع لدعم طرف على حساب آخر على حد سواء». وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «إيتار تاس» أن «كل اللاعبين الخارجيين، بما فيهم البلدان أعضاء منظمة (التفاعل وبناء إجراءات الثقة في آسيا)، مدعوون إلى مطالبة كل أطراف النزاع في سوريا بالعمل من أجل سرعة وقف إراقة الدماء وتأمين الظروف المناسبة لاجتماع السوريين (الذين حرص على أن يستثني منهم من وصفهم بـ«المرتزقة») حول مائدة الحوار بعيدا عن أي تدخل خارجي، من أجل البحث عن سبل تحقيق المصالحة الوطنية استنادا إلى الأساس المتفق عليه بالإجماع، وهو قرارات مجلس الأمن الدولي وخطة كوفي أنان للسلام والوثيقة التي جرى توقيعها في ختام الاجتماع الوزاري في جنيف».

وأعرب لافروف عن دعم بلاده لمهمة الإبراهيمي إلى سوريا، التي قال إنها تستند إلى الوثائق والقرارات السابقة. واستطرد ليقول إن «الأزمة السورية جزء من التطورات الدراماتيكية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط»، مضيفا أن هذه التطورات «تقوض الاستقرار في دول كثيرة، والأمر الأكثر خطورة أنه يجري استغلال هذه التطورات للتحريض على مواجهات طائفية وإثنية».

وتعليقا على رفض مجلس الأمن الدولي إدانة ما وصفه بالأعمال الإرهابية في سوريا والعراق، قال لافروف: «الغرب يعتبر الأعمال الإرهابية أمرا مقبولا، حينما يدور الحديث عن الجدوى السياسية من حيث وجهة نظر الغرب». ووصف رفض مجلس الأمن إدانة الهجمات الإرهابية بأنه «أمر مؤسف»، مشيرا إلى أن المجلس «كان حتى الآن يرد على كل العمليات الإرهابية دون استثناء بإعلان إدانته الشديدة، وكان يشدد دائما على موقفه الثابت الرافض للإرهاب بغض النظر عن الأسباب التي تقف وراءه.. إلا أن الشركاء الغربيين تخلوا عن مثل هذا الموقف للمرة الأولى بعد العملية الإرهابية في دمشق التي استهدفت مبنى الأمن القومي السوري وراح ضحيتها الكثير من كبار المسؤولين الأمنيين». ونقلت وكالة «إيتار تاس» عن لافروف ما قاله حول أن الموقف الغربي من هذا الاعتداء أثار استغرابه الشديد، موضحا أن «محاولات تبرير هذا الموقف تلخصت في أن هذه العملية لم تكن إرهابية بكل معنى الكلمة، لأنها استهدفت قادة القوات المسلحة التي تحارب المتمردين».

وأعاد لافروف إلى الأذهان ما اقترحته روسيا حول إدانة العمليات الإرهابية في حلب في 9 سبتمبر (أيلول)، التي أسفرت عن مقتل 27 شخصا، وأيضا التفجيرات الدموية التي حصلت في العراق في اليوم ذاته، مشيرا إلى أن الشركاء الغربيين امتنعوا عن الرد على هذا الاقتراح. واعتبر أن «ذلك يفرض استنتاجا بحدوث تغيير مبدئي في موقف بعض الدول الغربية من هذه القضية». وأضاف أن «مغزى هذا الموقف يتلخص الآن في أنه حينما يدور الحديث عن الجدوى السياسية، فإن الغرب يعتبر الأعمال الإرهابية أمرا مقبولا». واستطرد الوزير الروسي ليقول: «سأكون سعيدا جدا في حال رفض شركائنا هذه المزاعم، ولكن حتى الآن لا يبقى لي سوى التمسك برأيي».

وكان لافروف أشار أيضا في معرض تناوله لقضايا الأمن في المؤتمر إلى أن موسكو ترى ما وصفه بالتناقض في نيات إبقاء القواعد الأجنبية في أفغانستان بعد سحب القوات الائتلافية منها عام 2014، موضحا أن بلاده تعرب عن قلقها تجاه ما قد ينشأ من أوضاع هناك، و«خصوصا على خلفية البيانات المتضاربة التي تقول بسحب القوات الأجنبية من أفغانستان في عام 2014 من جانب، والإبقاء على القواعد الأجنبية فيها من جانب آخر»، معربا عن شكوكه تجاه هذه النيات، وطالب بالمزيد من الوضوح قائلا إنه «إذا ما أنجزت مهمة مكافحة الإرهاب – الأمر الذي لم يثبت – فيعني ذلك أن القواعد تبقى بهدف آخر لا علاقة له بأفغانستان».

الإبراهيمي في دمشق اليوم والمعارك تتواصل في العاصمة وحلب

                                            يزور الموفد الدولي والعربي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي اليوم سوريا حيث سيلتقي غدا رئيس النظام السوري بشار الاسد، فيما تتواصل المعارك بين قوات النظام و”الجيش السوري الحر” في حلب وفي دمشق، وتتعرض المناطق الآهلة لقصف بري وجوي من قبل جيش الأسد. وقبل توجه الإبراهيمي الى العاصمة السورية، أعلنت جامعة الدول العربية أن المندوبين الدائمين للدول الأعضاء بالجامعة، عبروا خلال اجتماعهم أمس عن دعمهم الكامل لمهمة الإبراهيمي في سوريا.

الإبراهيمي

وقال مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية قيس العزاوي للصحافيين، عقب اجتماع عقد بعد ظهر امس في مقر الجامعة العربية في القاهرة بين الابراهيمي والمندوبين الدائمين للدول العربية لدى الجامعة، ان الابراهيمي ابلغ المندوبين الدائمين خلال الاجتماع انه “سيكون في دمشق الخميس وسيلتقي الاسد الجمعة”. واضاف ان الابراهيمي يعتزم مقابلة “المسؤوليين السوريين والاطراف المعارضة الاخرى لكي يبدأ في خطوات تنفيذ مهمته”.

واكد ان “بعض الدول العربية طلبت تحديد سقف زمني لمهمته وهذا ما رفضه العراق رفضا قاطعا لكونه سوف يقيده ولا يمكن القيام بمهمة صعبة في وقت محدد وقد توافقت الدول العربية على الموقف العراقي”.

وتابع العزاوي ان “العراق يسعى الى حل سلمي في الازمة السورية كونها تؤثر عليه بصورة مباشرة وسوف تنتقل تداعياتها الى الداخل العراقي لذلك نصر نحن على الحل السلمي وعدم الدخول في حرب تؤثر علينا بشكل مباشر”.

واكدت الجامعة العربية في بيان أن المندوبين الدائمين للدول الأعضاء في الجامعة، عبروا خلال اجتماعهم امس عن دعمهم الكامل لمهمة الإبراهيمي.

وأوضح بيان صادر عن الأمانة العامة للجامعة العربية امس أن الإبراهيمي سيزور سوريا خلال الأيام القليلة المقبلة لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين وممثلي هيئات المجتمع المدني والعديد من الشخصيات السياسية السورية على اختلاف أطيافها.

وقال إنه عقد في مقر الجامعة اجتماع ضم كلا من بن جاسم والإبراهيمي والعربي للتشاور حول مستجدات الوضع في سوريا ومهمة المبعوث الأممي. وأفاد البيان بأن هذا الاجتماع الثلاثي في إطار متابعة الاتصالات والمشاورات لبلورة الأخير الصادر بتاريخ في 5 أيلول الجاري.

وأشار إلى أن الإبراهيمي في الاجتماع التشاوري لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين الذي انعقد ظهر امس بناء على دعوة من الأمين العام حصيلة اتصالاته ولقاءاته مع مختلف الأطراف المعنية بالشأن السوري والتي أجراها خلال الأسبوعين الماضيين مع ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن وعدد من من وزراء الخارجية وأطراف من المعارضة السورية في نيويورك وباريس.

كما أشار إلى أنه جرى في هذا الاجتماع التداول في مختلف الجوانب المتعلقة بمهمة الإبراهيمي ومستجدات الأوضاع المتدهورة في سوريا، حيث عبر المبعوث الأممي عن إدراكه التام لخطورة الوضع القائم وأهمية العمل من أجل وقف نزيف الدماء والتدهور الخطير للأوضاع الإنسانية والمعاناة القاسية للشعب السوري.

وشدد على أهمية التواصل إلى معالجة سياسية صحيحة وسريعة للأزمة السورية حتى لايزداد الوضع سوءا والمخاطر تصاعدا مهددة ليس فقط للداخل السوري وإنما الجوار القريب والبعيد لسوريا.

تطورات ميدانية

ميدانيا، تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف في مدينة حلب، بعد معارك ليلية على طريق مطار حلب الدولي، كما تجددت الاشتباكات الاربعاء في بعض احياء دمشق.

ووقعت اشتباكات فجر امس قرب مطار حلب بين جنود نظاميين ومجموعات مقاتلة معارضة، كما ذكر “المرصد السوري لحقوق الانسان”، الذي اشار الى مقتل ثلاثة مواطنين ارمن اثر استهداف سيارة تقلهم على طريق المطار عند منتصف ليل الثلاثاء ـ الاربعاء.

وذكر شخص قريب من احد القتلى ان عدد القتلى اربعة، بالاضافة الى اكثر من 13 جريحا. وكان الضحايا عائدين من يريفان في ارمينيا الى حلب.

وقال المصدر لوكالة “فرانس برس” في اتصال هاتفي رافضا الكشف عن اسمه “الجهة التي اطلقت النار غير معروفة”، مشيرا الى ان خمس سيارات تعرضت للهجوم. واضاف “البعض يقول ان الجهة المعتدية هي الجيش السوري الحر، لكننا لا نملك اثباتا على ذلك. علينا ان ننتظر لنرى”، مشككا في احتمال ان يطلق “الجيش الحر” النار على سيارات تمر في الطريق. وتابع ان “احد القتلى كان ترك زوجته واولاده في ارمينيا، وكان يريد تفقد بعض الامور في حلب قبل العودة الى عائلته”.

وافاد المرصد عن تعرض احياء الفردوس (جنوب) وقاضي عسكر ومساكن هنانو والصاخور (شرق) في حلب للقصف من القوات النظامية.

في دمشق، قتلت فتاة من حي القابون (جنوب) واصيبت شقيقتها وابنها بجروح وذلك اثر اطلاق الرصاص عليهم من حاجز لقوات النظام على مداخل الحي. وتعرض حي الحجر الاسود (جنوب) لقصف من قوات نظام بشار الأسد التي استخدمت الطائرات الحوامة، بالاضافة الى قصف على احياء القدم والتضامن ومخيم فلسطين في جنوب العاصمة كذلك.

واستمرت العمليات العسكرية في ريف دمشق حيث تعرضت مدن وبلدات للقصف، ترافقت مع عمليات دهم واطلاق نار. وتسببت هذه العمليات بمقتل ثلاثة مواطنين.

وقتل صبي صغير وطفلة واصيب عشرات المدنيين في قصف على قرية اللطامنة في حماة (وسط) صباح امس.

وتسبب قصف الجيش النظامي باندلاع حرائق في بضعة مبان وفي المخبز الرئيسي في قسطون في المحافظة نفسها.

وفي بلدة حلفايا في ريف حماة، عثر على 13 جثة الاربعاء، اثنتان منها لطفلين، ما يرفع عدد الضحايا الذين سقطوا في العملية العسكرية التي نفذتها القوات النظامية في البلدة الثلاثاء الى عشرين. ووصفت الهيئة العامة للثورة ولجان التنسيق المحلية ما حصل في حلفايا ب”المجزرة”، وذكر الناشطون في بيانات متلاحقة انه حصل “اعدام ميداني” في حق هؤلاء.

وقتل صباح الاربعاء 18 جنديا نظاميا على الاقل واصيب العشرات بجروح في عملية نفذها مقاتلون معارضون بواسطة سيارة مفخخة استهدفت تجمعا عسكريا في مدينة سراقب في محافظة ادلب (شمال غرب)، كما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان: “قتل ما لا يقل عن 18 من القوات النظامية واصيب العشرات بجراح، بعضهم بحالة خطرة، وذلك اثر الهجوم بسيارة مفخخة على تجمع عسكري قرب معمل لويس الواقع شمال غرب مدينة سراقب عند جسر افس تبعه هجوم من قبل مقاتلين من الكتائب الثائرة على التجمع العسكري الذي كان يضم ما بين 70 الى 100 عسكري نظامي”.

واكد المرصد ان الحاجز “دمر بشكل كامل”، واضاف نقلا عن نشطاء في المنطقة ان “نحو 20 عسكريا تمكنوا من الفرار، ولا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة في المنطقة منذ الصباح ويحاصر مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة مركزين للقوات النظامية في معمل الزيت والاذاعة قرب سراقب”.

القاهرة

في القاهرة، حذرت وزارة الخارجية مجددا المواطنين المصريين من مخاطر السفر الى سوريا، فيما تتواصل الإشتباكات في انحاء البلاد خصوصا في دمشق وحلب.

وصرح مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية لإرشادات السفر الوزير مفوض رجائي توفيق نصر بأن وزارة الخارجية تحذر مجددا المواطنين المصريين من السفر الى سوريا أو لبنان مرورا بالاراضي السورية، نظرا للمشكلات التي قد يتعرضون لها سواء بالقبض عليهم أو قيام السلطات السورية بترحيلهم واعادتهم مرة أخرى إلى مصر، او بما قد يمتد الى المخاطرة بحياتهم نظرا للظروف الامنية الصعبة التي تتعرض لها الكثير من المدن السورية. وأضاف أن “وزارة الخارجية تهيب المواطنين المصريين الالتزام بهذه التعليمات حفاظا على أرواحهم”.

(أ ش أ، أ ف ب)

تجدد القصف وثوار سوريا يتوحدون

                                            قصفت قوات النظام السوري مناطق متفرقة من البلاد بعد يوم دام آخر شهد سقوط نحو 170 قتيلا معظمهم في حلب ودرعا، وذلك في وقت أعلنت فيه مجموعة من الكتائب والألوية المقاتلة في أنحاء مختلفة من البلاد انضواءها تحت جبهة واحدة أطلقت عليها “جبهة تحرير سوريا”.

وأفات مصادر إعلامية سورية مقربة من الثورة بأن القوات النظامية قصفت بالمدفعية صباح اليوم بساتين جديدة عرطوز الجنوبية في ريف دمشق، كما قصفت بقذائف الهاون حي الشيخ ياسين في دير الزور (شرق).

وفي دمشق واصلت قوات النظام والشبيحة أمس الأربعاء قصف الأحياء الجنوبية للعاصمة وشمل ذلك أحياء الحجر الأسود والقدم والتضامن، وتلته عمليات هدم للمنازل بالجرافات مدعومة بقوات من النظام والشبيحة في حي القابون.

وكان يوم أمس الأربعاء داميا حيث وثقت لجان التنسيق المحلية في سوريا سقوط 170 قتيلا. وأشارت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى سقوط 65 قتيلا في حلب وحدها، من بينهم 25 مدنيا أعدموا ميدانيا في مجزرة بحي الأعظمية وعثر على جثثهم مكبلة الأيدي، كما عثر على جثث ستة أشخاص آخرين قرب حاجز لقوات النظام عند مدخل جمعية الزهراء الغربي وعليها آثار تعذيب.

أوضاع سكان مناطق متفرقة بحلب تتأثر كثيرا بقصف قوات النظام

قصف حلب

وتسبب القصف بالبراميل المتفجرة الملقاة من الطائرات في سقوط عشرات الجرحى في حي الميسر بحلب بعد تدمير مبنيين بالكامل، كما شمل القصف حيي السكري والقاطرجي ومناطق من ريف حلب، وفق الهيئة العامة للثورة.

في هذه الأثناء قال المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره بريطانيا- إن معارك عنيفة دارت قرب مطار حلب الدولي، وذلك بعد ليل من القصف العنيف الذي استهدف عددا من أحياء المدينة التي تعتبر العاصمة الاقتصادية للبلاد.

وأفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن أحياء العرقوب ومساكن هنانو والصاخور تعرضت أمس الأربعاء إلى قصف من قبل الطائرات الحربية للنظام. كما قصف جيش النظام حيي قاضي عسكر وبستان القصر بالمدفعية.

وفي إدلب المجاورة قتل أمس 18 جنديا من قوات النظام على الأقل وأصيب العشرات بجروح في عملية نفذتها كتائب من الثوار بواسطة سيارة مفخخة استهدفت تجمعا عسكريا في سراقب، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأشار المصدر نفسه إلى أن الاشتباكات العنيفة دارت أمس في المنطقة حيث حاصر مقاتلون من الثوار مركزين آخرين للقوات النظامية في حين أعلن لواء شهداء سوريا أنه أسقط مروحية في سراقب. وقد واصل طيران النظام قصف تفتناز بالمحافظة نفسها بالبراميل المتفجرة مما أوقع دمارا هائلا في المدينة.

الثوار يتوحدون

في غضون ذلك أعلنت مجموعة من الكتائب والألوية المقاتلة في الأراضي السورية عن انضوائها تحت جبهة واحدة أطلقت عليها “جبهة تحرير سوريا”.

وتضم الجبهة تجمع أنصار الإسلام في دمشق وريفها، وكتائب الفاروق ولواء صقور الشام ولواء عمرو بن العاص ومجلس ثوار دير الزور وغيرها. ودعت الجبهة بقية الألوية إلى الانضمام إليها.

وفي تطور آخر أعلن الجيش السوري الحر توسيع سيطرته في حلب على مركزي أمن في حي الميدان والشيخ، وقال ناشطون إن اشتباكات حصلت الأربعاء بين الجيشين الحر والنظامي في الميدان والشيخ وحي العرقوب.

وفي محافظة إدلب تسبب قصف قوات النظام في حرائق في عدد من الأبنية في بلدة قسطون بريف حماة، كما ارتكبت قوات النظام مجزرة -وفق ناشطين- في بلدة حلفايا راح ضحيتها 13 مزارعا أعدموا ميدانيا.

وفي دير الزور سقط 17 قتيلا بينهم تسعة قتلى جراء قصف طيران النظام من طراز ميغ مدرسة يقيم فيها نازحون في قرية السويعة، وأدى القصف لمقتل عائلتين كاملتين بينهم نساء وأطفال، وتعرضت أحياء في دير الزور والبوكمال للقصف أيضا، وفق ناشطين.

الإبراهيمي إلى دمشق ولندن تستبعد التدخل

                                            يتوجه المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق الخميس حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس بشار الأسد الجمعة.

وقد عبر الإبراهيمي عن إدراكه التام لخطورة الوضع القائم وأهمية العمل من أجل وقف نزيف الدم والتدهور الخطير للأوضاع الإنسانية. وعقد في مقر الجامعة العربية اجتماعا ثلاثيا ضم الإبراهيمي والأمين العام للجامعة ورئيس الوزراء القطري، في حين استبعد وزير الدفاع البريطاني مجددا تدخلا عسكريا غربيا في سوريا في ظل عدم وجود موافقة من روسيا والصين.

وقال مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية قيس العزاوي للصحفيين عقب اجتماع عقد بعد ظهر الأربعاء في مقر الجامعة في القاهرة بين الإبراهيمي والمندوبين الدائمين للدول العربية إن الإبراهيمي يعتزم مقابلة “المسؤولين السوريين والأطراف المعارضة الأخرى لكي يبدأ في خطوات تنفيذ مهمته”.

وأشار إلى أن بعض الدول العربية طلبت تحديد سقف زمني لمهمة الإبراهيمي “وهذا ما رفضه العراق رفضا قاطعا لكونه سوف يقيده ولا يمكن القيام بمهمة صعبة في وقت محدد وقد توافقت الدول العربية على الموقف العراقي”.

وكان الإبراهيمي قد أطلع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين على حصيلة اتصالاته ولقاءاته مع مختلف الأطراف المعنية بالشأن السوري.

وفي هذا السياق أكدت الجامعة العربية في بيان لها أن الإبراهيمي عقد أيضا اجتماعا الأربعاء مع أمينها العام نبيل العربي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي يترأس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية.

وأكد البيان أن “هذا الاجتماع الثلاثي جاء في إطار متابعة المشاورات لبلورة تصور لمهمة” الإبراهيمي، من دون مزيد من التفاصيل.

وكان الإبراهيمي قد قال الاثنين في بداية زيارته للقاهرة إنه يدرك أن مهمته “صعبة جدا”، مشددا على أنه سيسعى إلى بذل قصارى جهده من أجل حل سلمي يخدم الشعب السوري.

استبعاد التدخل

وفي تطور متصل استبعد وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند من جديد الأربعاء تدخلا عسكريا غربيا في سوريا في ظل عدم وجود موافقة من روسيا والصين.

وقال في مؤتمر صحفي في الدوحة -التي يزورها حاليا- “طالما أن هناك قوتين عظميين تعارضان بفاعلية أي تدخل في سوريا فإن الدول الغربية لا تستطيع طرح هذا الأمر”. وكان هاموند يشير إلى روسيا والصين اللتين تعارضان القيام بعمل عسكري ضد نظام الأسد رغم مقتل أكثر من 27 ألف شخص منذ اندلاع الثورة السورية منتصف مارس/ آذار 2011.

واعتبر الوزير البريطاني أن النزاع في سوريا “يجب أن يحل برحيل الأسد” واصفا النظام السوري بأنه “وحشي”. كما اعتبر أن مفتاح تشديد الضغط على نظام الأسد هو إقناع الروس بأن من مصلحتهم على المدى البعيد دعم عملية انتقالية منسقة وهادئة بقدر الإمكان.

اتهام روسي

ومن جهتها اتهمت روسيا الأربعاء الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بدعم “الإرهاب” بسبب إخفاقهم في إدانة الهجمات على القوات الحكومية السورية.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحفيين في كزاخستان  “أي عمل إرهابي هو عمل إرهابي. إذا كان يبدو ويخطط له وينفذ كعمل إرهابي فهو عمل إرهابي”.

يشار إلى أن روسيا والصين تدعمان بشدة حكومة الأسد  في الصراع الدائر في سوريا واستخدمتا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرارات صارمة ضد النظام السوري.

وتتعرض بكين وموسكو، حليفتا نظام الأسد، لانتقادات عنيفة بسبب استخدامهما حق الفيتو لعرقلة أي قرارات ضد دمشق.

وفي الوقت نفسه عززت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة العقوبات على النظام السوري مع الدعوة إلى انتقال سياسي، لكن روسيا تصر على إيجاد تسوية تفاوضية تشارك فيها كل أطراف النزاع مع استمرارها في تزويد نظام دمشق بالأسلحة بموجب عقود موقعة قبل اندلاع الأزمة على حد قولها.

وفي تطور متصل بالأزمة السورية اتهم زعيم المعارضة اللبنانية المناهضة للنظام السوري سعد الحريري حزب الله بإرسال مقاتلين إلى سوريا للمشاركة في قمع حركة الاحتجاج، وذلك في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية نشرت الأربعاء.

ودعا الحريري الذي يتزعم تيار المستقبل أيضا المجتمع الدولي إلى تقديم أسلحة إلى المعارضين السوريين. وقال “اليوم هناك نقاش حول المناطق الآمنة التي يقال إنه لا يمكن إقامتها من دون موافقة الأمم المتحدة. فإذا شجعت فرنسا حلفاءها لإعطاء المعارضة السورية ما تحتاج إليه، فإن هذه المعارضة ستتمكن من إقامة هذه المناطق الآمنة بنفسها”.

مرسي: “مصممون” على رحيل الأسد

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال الرئيس المصري محمد مرسي إنه وقادة الاتحاد الأوروبي “مصممون” على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.

جاء ذلك بمؤتمر صحفي عقده مرسي مع رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه باروسو، في أول زيارة يقوم بها مرسي لأوروبا منذ أن أصبح رئيسا لمصر.

وشدد الطرفان على ضرورة تغيير نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حيث قال باروسو: “لا بد أن يرحل الأسد”، من جانبه أكد مرسي ذلك بقوله: “نحن مصرون على أن يتغير النظام في سوريا. رحيل الأسد أمر تم الاتفاق عليه، حيث لا مجال للحديث عن إصلاحات في سوريا. النظام يجب أن يتغير”.

وأشار مرسي إلى أن المبعوث الأممي العربي لحل الأزمة في سوريا الأخضر الإبراهيمي سيجتمع باللجنة الرباعية بعد عودته من دمشق.

وفي سياق آخر دان باروسو الهجمات على السفارات الأميركية خاصة في بنغازي، على خلفية الاحتجاجات على الفيلم المسيء للرسول محمد، بقوله: “نكن الاحترام للدين الإسلامي لكن لا يجب أن تواجه الإساءات بالعنف”.

من جانبه أكد مرسي على أن “الحريات العامة مكفولة بمصر”، وأن “المسلمين والمسيحيين في مصر أصحاب حقوق متساوية”.

ورفض مرسي الاعتداء على السفارات الأجنبية في أي بلد، داعيا الشعب الأميركي لرفض الممارسات المسيئة للإسلام.

وفي رده على أعمال العنف التي تشهدها البلاد بمحيط السفارة الأميركية قال: ” مصر قادرة على حماية الأجانب على أراضيها”.

من جهته أعلن باروسو عن تقديم الاتحاد الأوروبي مساعدات مالية بقيمة 500 مليون يورو في سبيل تعزيز الاستقرار الاقتصادي، ودعم الاستثمارات بمصر.

وتحرص الحكومات الأوروبية على إقامة الروابط مع مصر بعد انهيار حكم الرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي لكنها تريد تأكيدات على أن الحكومة الإسلامية في مصر ستظل حليفة للغرب وتضرب مثلا للمنطقة كلها.

وتخيم على زيارة مرسي الهجمات التي بدأت ليل الثلاثاء حين تسلق محتجون على فيلم أميركي الإنتاج يسيء إلى الرسول محمد أسوارالسفارة الأميركية وانتزعوا العلم الأميركي وأحرقوه.

وفي ليبيا هاجم مسلحون القنصلية الأميركية في بنغازي وقتلوا السفير الأميركي في ليبيا وثلاثة دبلوماسيين أميركيين.

وقال مسؤول أوروبي رفيع “السياق السياسي لهذه الزيارة في غاية الأهمية. تناقش مصر الآن دستورها المستقبلي الذي سيكون مفتاحا للبلاد… ونأمل أن يكون مرجعا لباقي الدول العربية.”

والمساعدات المالية أمر حيوي بالنسبة لمرسي بعد انتفاضة العام الماضي ضد حكم مبارك الذي استمر عقودا والتي أضرت بالسياحة والاستثمارات الأجنبية.

ومن المتوقع أن تتطرق محادثاته في بروكسل إلى المساعدات الاقتصادية وخلق وظائف والزراعة والطاقة واستثمارات القطاع الخاص الأوروبي في مصر إلى جانب تطلعات الحكومة المصرية لتطوير صناعات الغاز والطاقة المتجددة.

وسيكون على مرسي أيضا التعامل مع أسئلة حول دستور مصر الجديد مع تعثر المناقشات في القاهرة حول دور الشريعة الإسلامية.

ويحرص مرسي على إقناع الغرب بأن بوسعه التعامل مع مصر التي يرأسها رئيس صعد إلى السلطة تحت عباءة جماعة الإخوان المسلمين التي تعارض إسرائيل والتي فتحت واشنطن قنوات حوار معها العام الماضي فقط.

ويقول مسؤولون أوروبيون إنهم يريدون أن يوضحوا العلاقة بين منح مساعدات لمصر والإصلاح الديمقراطي باعتبار هذه إشارة إلى دول شمال إفريقيا الأخرى.

22 قتيلا بسوريا والإبراهيمي يصل دمشق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت مصادر المعارضة السورية أن 22 شخصا قتلوا الخميس برصاص قوات الأمن السورية في مختلف أنحاء سوريا، في حين وصل الموفد الدولي العربي لحل الأزمة الأخضر الإبراهيمي إلى العاصمة دمشق، حيث سيلتقي الجمعة الرئيس بشار الأسد.

وقال مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية قيس العزاوي أن الإبراهيمي يعتزم مقابلة “المسؤوليين السوريين والأطراف المعارضة الأخرى، لكي يبدأ في خطوات تنفيذ مهمته”.

وأكد أن “بعض الدول العربية طلبت تحديد سقف زمني لمهمته، وهذا ما رفضه العراق رفضا قاطعا، لكونه سوف يقيده ولا يمكن القيام بمهمة صعبة في وقت محدد وقد توافقت الدول العربية على الموقف العراقي”.

وكان 172 شخصا قتلوا الأربعاء في مختلف أنحاء سوريا، بينهم 18 جنديا نظاميا لقوا مصرعهم بانفجار سيارة مفخخة في هجوم شنه مقاتلون معارضون، استهدف تجمعا عسكريا في مدينة سراقب بمحافظة إدلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان تلقت وكالة “فرانس برس” نسخة منه “قتل ما لا يقل عن 18 من القوات النظامية وأصيب العشرات بجراح، بعضهم بحالة خطرة، وذلك إثر الهجوم بسيارة مفخخة على تجمع عسكري قرب معمل لويس الواقع شمال غرب مدينة سراقب تبعه هجوم من قبل مقاتلين من الكتائب الثائرة على التجمع العسكري الذي كان يضم ما بين 70 إلى 100 عسكري نظامي”.

وأكد المرصد أن الحاجز “دمر بشكل كامل”، وأضاف نقلا عن نشطاء في المنطقة أن “نحو 20 عسكريا تمكنوا من الفرار، ولا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة في المنطقة منذ الصباح ويحاصر مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة مركزين للقوات النظامية في معمل الزيت والإذاعة قرب سراقب”.

ودارت معارك عنيفة بين متمردين وجنود قرب مطار حلب الدولي، المدينة الثانية في سوريا، حيث قتل أرمن كانوا عائدين من يريفان في القطاع نفسه، كما ذكرت منظمة سورية غير حكومية وسكان.

ودارت المعارك قرب مطار حلب الذي ما زال يعمل بصورة طبيعية، في قطاع النيرب، وقصف الجيش السوري من جهة أخرى طوال الليل بضعة أحياء في حلب خصوصا في شرقها.

انجلينا جولي تتفقد اللاجئين السوريين في لبنان

بيروت (رويترز) – قامت نجمة السينما ومبعوثة الامم المتحدة الخاصة انجلينا جولي بزيارة مفاجئة الى لبنان واستمعت الى لاجئين سوريين فارين من القتال الدائر منذ 17 شهرا.

وتقوم الامم المتحدة بعملية لتسجيل أكثر من 250 ألف لاجيء سوري فروا من الصراع الدائر منذ اكثر من 17 شهرا الى اربع دول مجاورة من بينهم نحو 130 الفا فروا الى لبنان.

وقالت جولي للصحفيين بعد اجتماعها مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في المقر الحكومي انها التقت وستلتقي باللاجئين السوريين في لبنان وشكرت اهتمام الدولة اللبنانية وفتح حدودها لهم واستقبالهم.

وقالت جولي “انا سعيدة جدا بالعودة الى لبنان. كنت هنا قبل بضعة اعوام في ظروف مختلفة وتحركت مشاعري اليوم عندما قابلت العائلات السورية.”

وأضافت جولي التي كانت ترتدي ثوبا حريريا بني اللون وشعرها متدل على كتفيها “انهم (اللاجئون) ممتنون للغاية وانا ممتنة للغاية بالنيابة عنهم للشعب اللبناني بجعلهم آمنين. لقد ذهبت الى عدد قليل من المنازل اليوم ورأيت حالة واحدة خاصة حيث كان هناك ثلاث نساء بمفردهن مع اطفالهن. لقد عبروا بمفردهم.”

ومضت تقول “انا اعلم انه امر صعب. الشعب اللبناني نفسه يتخبط في مشاكله الخاصة واقتصاده الخاص. كل هذا ذو معنى عن السخاء وآمل ان يعترف العالم بذلك.”

وانعكست الازمة السورية على لبنان حيث شهدت الاشهر الماضية اشتباكات في مدينة طرابلس بشمال لبنان بين مسلحين من الاقلية العلوية والمسلمين السنة ادت الى سقوط عشرات القتلى.

وقال انطونيو جوتيريس مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين الذي رافق جولي في زيارتها الى لبنان ان الشعب اللبناني ابقى حدوده مفتوحة ومنازله مفتوحة وقلوبه مفتوحة لاخوانه القادمين من سوريا.

وأضاف “هذا مثال للعالم. واعتقد ان المجتمع الدولي بحاجة الى بذل المزيد من الجهد في التعبير اكثر عن التضامن مع اللاجئين السوريين انفسهم الذين يعانون كثيرا وفي التعبير ايضا عن التضامن مع دول مثل لبنان.”

وهربا من حملة عسكرية متصاعدة لقوات الرئيس السوري بشار الاسد يتجمع لاجئون في مدارس وبيوت في شمال وشرق لبنان.

وسافرت جولي الى سوريا عام 2007 ومرة اخرى عام 2009 للالتقاء بلاجئين عراقيين مع صديقها الممثل الأمريكي براد بيت. وخلال احدى الزيارتين التقيا مع الاسد وزوجته أسماء.

(اعداد ليلى بسام للنشرة العربية – تحرير علا شوقي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى