أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 09 آب 2012


حلب: صلاح الدين على طريق بابا عمرو؟

دمشق – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

مع تأكيد كل من النظام السوري ومصادر المعارضة امس بدء المعركة الحاسمة التي يخوضها الحكم لاستعادة سيطرته على مدينة حلب، تضاربت المعلومات عن حقيقة التقدم الذي يحرزه كل من الفريقين، في حين ظهرت مخاوف من ان يكون مصير هذا الحي شبيهاً بما حصل في بابا عمرو في حمص، خصوصاً ان الثقل العسكري لقوات المعارضة يتركز فيه.

وفي حين اكد النظام اقتحام قواته الحي الواقع غرب المدينة و»سيطرتها الكاملة» عليه، نفى «الجيش السوري الحر» ذلك. وقال العقيد عبد الجبار العكيدي رئيس «المجلس العسكري» في حلب التابع لهذا الجيش ان الهجوم «همجي وعنيف، لكن النظام لم يسيطر على الحي». وذكر ان النظام يقصف بالمدفعية والمروحيات مختلف المناطق التي سبق ان سيطرت عليها قوات المعارضة في الاسابيع الماضية لكن المعركة الرئيسية تتركز على حي صلاح الدين.

وذكر قائد «كتيبة الحق» في «الجيش الحر» النقيب واصل ايوب ان هذا الجيش استعاد في هجوم مضاد شنه بعد الظهر ثلاثة شوارع من اصل خمسة سبق ان سيطرت عليها القوات الحكومية. وقال ان الهجوم المضاد اتى بعد وصول تعزيزات قوامها نحو 700 مقاتل من احياء السكري وبستان القصر والشعار ومساكن هنانو التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شرق حلب وجنوبها. واضاف ان الجيش النظامي «يسيطر الآن فقط على دوار صلاح الدين وشارعين محاذيين لكنهما ليسا رئيسيين». وقال ان الدليل على تراجع جيش النظام هو القصف المدفعي من قبل قواته والذي بدأ يستهدف الحي، مضيفا ان ثلاث مروحيات وطائرة نفاثة تشارك في عمليات القصف».

غير ان التلفزيون السوري نفى هذه المعلومات. واكد في نشرات متلاحقة بثها طوال النهار ان قوات النظام شقت طريقها في حي صلاح الدين وقتلت غالبية مقاتلي المعارضة هناك ودخلت أجزاء أخرى في المدينة في هجوم جديد. وقال أن عشرات «الإرهابيين» قتلوا في حي باب الحديد القريب من القلعة القديمة وباب النيرب في الجنوب الشرقي.

وذكرت مصادر امنية سورية ان الجيش النظامي حشد نحو 20 الف جندي، مقابل ما بين ستة الى ثمانية آلاف من عناصر «الجيش الحر»، حيث يعتبر الطرفان معركة السيطرة على حلب بانها «حاسمة»، خصوصا مع وقوع مناطق ريف حلب شمال المدينة في قبضة «الجيش الحر» وصولا الى الحدود التركية.

وافاد مصدر امني سوري ان الهجوم على صلاح الدين بدأ الساعة الرابعة فجرا. وقال ان الجيش سيطر على شارعي الملعب والشرعية (في صلاح الدين) بعد معارك عنيفة. ولفت الى ان القوات النظامية «فوجئت بعد هذه الاشتباكات العنيفة بالانهيار الشامل» الذي اصاب مواقع المقاتلين المعارضين، مضيفا ان «هناك الكثير من الخسائر» في صفوفهم. وكشف المصدر الامني ان «خطة الجيش النظامي تقضي بالسيطرة على حيي صلاح الدين وسيف الدولة غرب مدينة حلب تمهيدا للهجوم على الاحياء الشرقية من المدينة». وتوقع ان يستمر تنظيف جيوب المقاومة حتى صباح اليوم.

واكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات عنيفة كانت تدور طوال النهار في شارعي العشرة والشرعية في صلاح الدين، وقال ان الجيش النظامي دمر ثانوية الشرعية بالكامل كما دمر مدرسة القنيطرة التي كانت مقرا لاحدى كتائب الثوار. واشار المرصد الى ان القوات النظامية تتكبد خسائر فادحة نتيجة المقاومة الشرسة من قبل مقاتلي المعارضة لاستعادة السيطرة على حي صلاح الدين.

من جهة اخرى، تراجعت ايران امس عن الاتهامات السابقة للمملكة العربية السعودية وقطر وتركيا بالمسؤولية عن اختطاف 48 زائرا ايرانيا في سورية، بينما يستمر الغموض بشأن الاجتماع الوزاري التشاوري الذي دعت طهران الى عقده اليوم لمناقشة الازمة السورية. اذ التزمت وزارة الخارجية الايرانية الصمت حول اسماء الدول المشاركة في هذا الاجتماع، في حين اعلن سابقا موافقة 12 بلدا على المشاركة، بينها الجزائر والكويت وسلطنة عمان والسودان والعراق.

وعلمت « الحياة » ان اجتماعا عقد في وزارة الخارجية برئاسة معاون وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان لدراسة ظروف عقد الاجتماع التشاوري وامكان عقده اليوم او تأجيله، او عقده علی مستوی سفراء الدول بعد اعتذار اكثر الدول المدعوة لهذا الاجتماع عن ارسال وزير خارجيتها.

في هذا الوقت رد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على تصريحات رئيس الاركان الايراني فيروز ابادي التي حمّل فيها تركيا مسؤولية اراقة الدماء في سورية واتهمها بمساعدة الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها. وقال داود اوغلو إن بلاده حذرت إيران «على نحو صريح وودي» من إلقاء المسؤولية على أنقرة في أعمال العنف في سورية. واعتبر داود أوغلو، بعد المحادثات التي أجراها مع وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، ان تصريحات ابادي تنطوي أيضا على إمكان الإضرار بإيران. وأضاف «نتوقع أن يفكر هؤلاء المسؤولون (الايرانيون) مرات قبل الإدلاء بأي تصريحات. وجرى شرح موقفنا من المشكلة للسيد صالحي بشكل صريح وودي».

في موازاة ذلك، ذكر رئيس «المجلس الوطني السوري» عبد الباسط سيدا أنه طلب حضور قمة التضامن الإسلامي التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وستعقد نهاية الأسبوع المقبل في مكة المكرمة. وقال سيدا في اتصال مع «الحياة» من مقر إقامته في إسطنبول ان المجلس ابدى رغبته في حضور القمة بصفة مراقب، واضاف: «نحن ننتظر الجواب من الأشقاء في السعودية، وقمة مكة مهم بالنسبة إلينا، لأنها جاءت بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الذي عودنا على المواقف النبيلة تجاه أهلنا في سورية، وهي مواقف دائماً ما تأتي في الوقت المناسب».

وفي نيويورك، برز إسما الأخضر الإبراهيمي الديبلوماسي الجزائري المخضرم والوسيط الدولي، ومحمد البرادعي المدير العام السابق لوكالة الطاقة الذرية، الى جانب مرشحين آخرين محتملين لخلافة المبعوث الخاص المشترك الى سورية كوفي أنان، فيما توقع ديبلوماسي في مجلس الأمن أن يعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إسم المبعوث الجديد هذا الأسبوع.

وعلمت «الحياة» أن المنصب عرض على رئيسة وزراء النروج السابقة غروهارلم بروندتلاند لكنها رفضته، فيما اعترضت روسيا على إسم مارتي إهتيساري، الرئيس الفنلندي السابق، بسبب دوره أثناء توليه مهمة الوساطة الدولية في كوسوفو. وفيما لم يعلن أي من المرشحين موافقته بعد على تولي المهمة، تردد كذلك إسم الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى.

وقال ديبلوماسيون إن للأمين العام للأمم المتحدة سلطة تعيين مبعوث خاص من دون الحاجة الى قرار في مجلس الأمن أو الجمعية العامة، وهو ما ينطبق على مسألة إبقاء «وجود» للأمم المتحدة في سورية بعد انتهاء ولاية بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية (أنسميس) في ١٩ الشهر الحالي. واضافوا ان بان «يعمل بالتشاور مع الأمين العام لجامعة الدول العربية على إيجاد خلف لأنان بحيث لا تقتصر مهمته على الوساطة لإنهاء النزاع بل لتشمل أيضاً مرحلة ما بعد النزاع».

في جانب آخر، أعلنت فرنسا، التي تترأس المجلس الشهر الحالي، أنها تعمل على عقد اجتماع على المستوى الوزاري في مجلس الأمن في ٣٠ آب أغسطس الحالي، وأن وزير خارجيتها لوران فابيوس سيرأس الجلسة.

مخيم الزعتري: معاناة اللجوء لناجين من الجحيم السوري

الزعتري (الأردن) – تامر الصمادي

هبت الزوابع الرملية العاتية على المنطقة الحدودية الصحراوية بين الأردن وسورية، فكست خيام اللاجئين السوريين في بلدة الزعتري، بمدينة المفرق شمال المملكة، طبقات من الغبار والأتربة الداكنة.

ليست المرة الأولى التي تهب فيها الزوابع على أرض المخيم الذي أقيم حديثا على صحراء قاحلة تحاصرها الرياح الحارة وجحيم الشمس الحارقة.

والداخل إلى المخيم الموغل في عمق الصحراء، لا يسمع سوى الصراخ والعويل لنساء وأطفال أجبرهم ليل الشام الثقيل على استجداء قليل من ربطات الخبز وزجاجات الحليب، بعدما تقطعت بهم السبل وأنهكتهم رحلة عبور الحدود المحفوفة بحقول الموت المليئة بالألغام.

يسود الصمت الخيام المرقمة والموزعة على ثماني دونمات. يتوجه سكانها، كل صباح إلى مدخل المخيم، علّهم يلتقون صديقا أو قريبا فر حديثا من سورية ليحكي لهم أحوال البلد في غيابهم وما آلت إليه أوضاع أقاربهم وأصدقائهم الذين لم يقدروا على الفرار.

«في سورية قتل وتشريد. وهنا مذلة وهدر لكرامة الإنسان»، تقول الحاجة السبعينية أم بسام التي فرت من بلدة طفس بدرعا قبل نحو أسبوعين. وأضافت باكية: «هربنا من قصف بشار وأتينا للصحراء والغبار والبهدلة».

أم برهان لاجئة أخرى من بلدة تسيل بدرعا، قالت إنها لا تعرف شيئا عن مصير ولدها الذي خرج في إحدى التظاهرات قبل ثلاثة أشهر، ولم يعد.

تحدثت هذه المرأة بصوت متهدج وعبرات مخنوقة، قائلة: «لا أعرف إن كان ولدي حيا أو ميتا». وواصلت حديثها وهي تجثو على ركبتيها: «أنا مريضة بالسرطان ولا أجد لا ماء ولا كهرباء، ولا حتى رغيف خبز».

يشكو سكان المخيم من ضعف التزود بالماء الصالح للشرب البارد، خاصة في وقت الإفطار، ونقص وجبات الطعام خصوصا تلك المقدمة للأطفال، إضافة إلى عدم توصيل التيار الكهربائي وندرة الأماكن المخصصة لقضاء الحاجة.

الحمصية إسراء عبرت مع طفليها الحدود ليلا، بعد رحلة طويلة وشاقة من بلدة جورة الشياح. ووصلت إلى درعا في سيارة، لكنها عبرت منها إلى الحدود الأردنية مشيا على الأقدام تحت عتمة الليل، حتى وصلت إلى مخيم الزعتري الصحراوي.

تقول إسراء: «أبحث منذ يومين عن رضعة حليب لطفلي الجائع من دون جدوى». وناشدت المرأة التي كانت ترتدي ثيابا متسخة مزقتها أسلاك الحدود الشائكة خلال عبورها، المسؤولين بالموافقة على تكفيلها لتلتحق بزوجها الذي يعمل في عمان التي لا تبعد عن المخيم سوى ثمانين كيلومترا.

وبين الخيام التي يقدر عددها بأكثر من 3 آلاف، التقتنا اللاجئة فداء، وهي أم لثلاثة أطفال فرت بهم إلى الأردن كما تقول، محتمية بالظلام الحالك. وقالت: «كنت شاهدة على مجزرة عرطوز، رأيت الناس مقطعين إلى أشلاء بالسكاكين، أبناء عمي قضوا جميعهم خلال القصف… ولا أعرف شيئا عن مصير زوجي». واضافت: «أعرف أن هذا المخيم سيئ، لكن ليس أسوأ من القصف في سورية».

ويقر رئيس الهيئة الخيرية الهاشمية (مؤسسة رسمية) أيمن المفلح، في لقاء مع «الحياة»، بصعوبة الأوضاع في المخيم نتيجة الأتربة والغبار والحرارة العالية.

ويقول: «لا أحد يريد العيش في الخيام الموجودة هنا، ونسعى الى استبدالها ببيوت معدنية»، ملاحظا ان «الجميع يتحدث عن اللاجئين، لكن مساعدتهم شيء مختلف… نحن في حاجة إلى المال».

كذلك أقر وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام والاتصال سميح المعايطة، خلال زيارة للمخيم بصعوبة الأوضاع فيه، لكنه طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين السوريين، قائلا: «إن الأردن لن يستطيع تحمل المسؤوليات بمفرده».

ويتجاوز عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى الحكومة الأردنية 142 ألفا.

جليلي وزيباري: النزاع السوري بلغ مرحلة مقلقة لدول المنطقة

بغداد – عدي حاتم

حذر الامين العام لمجلس الامن القومي الإيراني سعيد جليلي ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال لقائهما في بغداد امس من ان النزاع المسلح في سورية بلغ «مرحلة مقلقة لدول المنطقة». فيما رحبت بغداد باي دور ايراني لحل الخلافات مع تركيا، على رغم تشكيل الحكومة العراقية للجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني لمراجعة علاقاتها مع انقرة.

وذكرت الخارجية العراقية في بيان امس ان زيباري بحث مع ممثل المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي «تطورات الاوضاع الدولية والاقليمية والعلاقات العراقية الايرانية وكذلك الازمة السورية».

وتابع البيان انه «جرى التشاور وتبادل الآراء حول الوضع في سورية ووصول الامور الى مرحلة مقلقة لجميع دول المنطقة بسبب تصاعد وتيرة العنف وغياب الافق السياسي للحل».

وفي وقت سابق، اعلن رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي في مؤتمر صحافي انه ناقش مع جليلي «الازمة في المنطقة والتوتر المذهبي الذي بدا ينتشر في عدد من الدول وخطورة استمرار هذا التشنج».

وأضاف: «لا بد من ايجاد حلول للقضية السورية وكان لنا رأي بأن تكون للشعب السوري كلمة في تحديد مستقبل سورية ولا بد ان تكون هناك محاولات وامور جدية لاطفاء الحريق في سورية حتى يكون هناك كلام حول الانتقال وتداول السلطة».

وتابع النجيفي «لم نتفق على كل شيء ولكننا اتفقنا على الافكار العامة وهي ان يكون للمسلمين تقارب وتفاهم وعدم اعطاء الآخرين مجالاً للتدخل في الامة الاسلامية واثارة النعرات المذهبية والطائفية التي هي اخطر ما يهددها».

وتأتي زيارة جليلي الى بغداد والتي لم يكشف عن برنامجها او مدتها بعد زيارة مماثلة الى كل من سورية ولبنان. وكان جليلي قال الثلثاء خلال لقائه الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق ان بلاده لن تسمح «بكسر محور المقاومة» الذي تشكل سورية «ضلعاً اساسياً فيه».

إلى ذلك اعلنت بغداد امس تلقيها دعوة رسمية من المملكة العربية السعودية للمشاركة في مؤتمر التضامن العربي والاسلامي.

وقال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية لـ «الحياة» تلقي حكومته دعوة رسمية لحضور مؤتمر التضامن، واكد ان البحث يجري حالياً حول الوفد العراقي المشارك والشخصيات التي سيتضمنها الوفد العراقي.

ووصف «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، زيارة جليلي بأنها «تكتسب اهمية كبيرة للتطورات السريعة التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط».

وقال النائب عن «دولة القانون» عباس البياتي لـ «الحياة» ان «جليلي بحث ثلاثة ملفات مع الحكومة العراقية هي: تداعيات الازمة السورية والعلاقات بين العراق وايران، ودور طهران في تقريب وجهات النظر بين بغداد وانقرة».

وأضاف ان «الوضع في سورية ستكون له تداعيات على جميع المنطقة لذلك يجب بحث هذا الموضوع مع دول الجوار للوصول الى رؤية موحدة».

وتابع ان «طهران ستلعب دور الوسيط بين بغداد وانقرة لأن لها علاقات جيدة مع الطرفين»، مؤكداً ان «بغداد تريد الحفاظ على علاقات وطيدة مع تركيا لا سيما وانها (تركيا) اكبر شريك تجاري واقتصادي للعراق لان مجموع المصالح التجارية مع انقرة يفوق بثلاثة اضاعاف مجموع المصالح التجارية مع جميع الدول المجاورة للعراق وينبغي على تركيا ان تحافظ على هذه المصالح». ودعا البياتي وهو من القومية التركمانية ومقرب من المالكي، تركيا الى «مراجعة موقفها واعادة تقويمه وستجد بأن العراق مستعد لاقامة افضل العلاقات معها».

ووصف البياتي ما حصل اخيراً بين بغداد وانقرة لا سيما بعد زيارة وزير الخارجية التركية احمد داود اوغلو الى اقليم كردستان ومحافظة كركوك بانه «اهتزاز في العلاقات بين البلدين ولم يصل بعد الى مستوى الازمة»، مشيراً الى ان «العلاقات بين البلدين لم تصل بعد الى القطيعة والازمة وانما خلاف سياسي ونأمل ان لا تصل الى حد الازمة».

وفي شأن اعلان الحكومة العراقية مراجعتها للعلاقة مع انقرة، اكد البياتي ان «رئيس الوزراء نوري المالكي شكل لجنة برئاسة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني لمراجعة العلاقة مع تركيا وتقييمها، لكن مع ذلك فنحن حريصون على الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع انقرة اذا راجعت مواقفها».

معركة حلب تبدأ باقتحام الدبابات حي صلاح الدين و «الجيش الحر» ينفي سقوطه

دمشق، بيروت – «الحياة»، ا ف ب، رويترز

بعد حشد عسكري استمر ما يقرب من الشهر، بدأت أمس معركة حلب المنتظرة باقتحام القوات النظامية السورية الدبابات حي صلاح الدين الذي يعتبر احد معاقل المعارضين في المدينة. وفيما اعلن التلفزيون السوري ووكالة «سانا» الرسمية إن الجيش النظامي يتقدم في المدينة وسيطر على حى صلاح الدين، نفى الجيش السوري الحر ذلك، فيما قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن قتالاً هو الاعنف يدور في المدينة.

وبدأ الهجوم غداة اعلان الرئيس السوري بشار الاسد خلال لقائه مبعوث المرشد الاعلى لإيران سعيد جليلي، تصميمه على المضي قدماً في الحل الامني حتى «تطهير البلاد من الارهابيين»، في حين حصل على دعم كامل من ايران، التي قال موفدها جليلي إن بلاده لن تسمح «بكسر محور المقاومة» الذي تشكل سورية «ضلعاً اساسياً فيه».

وأفاد مصدر امني في دمشق وكالة «فرانس برس»، أن الجيش «يتقدم من اجل تقسيم الحي (صلاح الدين) الى شطرين»، متوقعاً ان «استعادته ستستغرق وقتاً قصيراً، حتى لو بقيت بعض جيوب المقاومة». فيما قالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا): «أحكمت قواتنا المسلحة الباسلة اليوم سيطرتها الكاملة على حي صلاح الدين في حلب». وقال مصدر امني سوري في دمشق لـ «فرانس برس»، إن «الهجوم على صلاح الدين بدأ الساعة الرابعة (الواحدة ت. غ.)» فجر امس، لافتاً الى ان «الجيش سيطر على شارعي الملعب والشرعية (في صلاح الدين) بعد معارك عنيفة». ولفت الى ان القوات النظامية «تفاجأت بعد هذه الاشتباكات العنيفة بالانهيار الشامل» الذي اصاب مواقع المقاتلين المعارضين، مضيفاً ان «هناك الكثير من الخسائر» في صفوف المقاتلين المعارضين.

وكشف المصدر ان «خطة الجيش النظامي تقضي بالسيطرة على حيي صلاح الدين وسيف الدولة غرب مدينة حلب، تمهيداً للهجوم على الأحياء الشرقية من المدينة» التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون.

وأوضح مصدر امني سوري، أن الجيش «يتقدم في حي صلاح الدين ويسيطر على المحاور الأساسية»، متوقعاً ان «يستمر تنظيف جيوب المقاومة حتى صباح الخميس». وأشار الى ان الجيش السوري كان يسيطر قرابة الساعة 13:00 (10:00 ت. غ.) على ثلاثة أرباع الحي «الذي يسقط بسرعة».

لكن قائد كتيبة «نور الحق» في الجيش الحر النقيب واصل ايوب، قال لـ «فرانس برس» إن الجيش السوري الحر استعاد بعد ظهر امس أجزاء من حي صلاح الدين بعد هجوم مضاد شنه مقاتلوه.

واوضح ايوب ان «الجيش السوري الحر يشن منذ نحو ساعة ونصف هجوماً مضاداً استعاد فيه ثلاثة شوارع من اصل خمسة سيطرت عليها القوات النظامية»، مشيراً الى ان ذلك «أتى بعد وصول تعزيزات قوامها نحو 700 مقاتل من احياء السكري وبستان القصر والشعار و(مساكن) هنانو» التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون شرق مدينة حلب وجنوبها.

وأضاف ان الجيش النظامي «يسيطر الآن فقط على دوار صلاح الدين وشارعين محاذيين، لكنهما ليسا رئيسيين»، لافتاً الى ان «الجيش الحر يقوم بعملية التفافية حول دوار صلاح الدين تمهيداً لتنظيفه» من الجيش النظامي.

وقال ان الدليل على تراجع جيش النظام هو «القصف المدفعي من قبل قوات النظام، والذي بدأ يستهدف الحي»، مضيفاً ان «ثلاث مروحيات بالإضافة الى طائرة نفاثة تشارك في عمليات القصف».

كما قال رئيس المجلس العسكري في منطقة حلب التابع للجيش السوري الحر المعارض عبد الجبار العكيدي، إن «الهجوم همجي وعنيف، لكن النظام لم يسيطر على الحي». فيما افاد ناطق باسم المعارضة أبو محمد لرويترز عبر الهاتف: «تمركزت القوات السورية على أحد جوانب صلاح الدين، إلا أنها لم تدخل والاشتباكات مستمرة».

وفي هذا السياق، افاد قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش الحر في حلب النقيب حسام ابو محمد «فرانس برس» من حي صلاح الدين، أن «الجيش الحر شن منذ العاشرة (7:00 ت. غ. صباح امس) هجوماً لمدة سبع ساعات، واستعدنا معظم السيطرة» على صلاح الدين. واوضح ان «هناك هجمات كر وفر في المنطقة الواقعة مقابل ملعب الحمدانية بيننا (الجيش الحر) وبين الجيش (النظامي)»، مشيراً الى أن «عدداً من قناصة النظام ما زالوا يتمركزون في مبنى عند شارع الإشارت المؤدي الى دوار صلاح الدين».

وقال ان الجيش النظامي «كان أعلن ساعة الصفر وبدأ هجومه على صلاح الدين نحو الساعة الخامسة (2:00 ت. غ.) فجراً (امس) ووصل الى دوار صلاح الدين، حيث نشر عربات بي ام بي وعدداً من الجنود». ولفت الى قصف بالمدفعية «المتوسطة والبعيدة» على أحياء صلاح الدين.

وذكر التلفزيون السوري الرسمي أن عشرات من «الإرهابيين» قتلوا في حي باب الحديد القريب من القلعة القديمة، وباب النيرب في الجنوب الشرقي. ويستخدم مقاتلو المعارضة صلاح الدين كقاعدة منذ ثلاثة أسابيع، إلا أن شاهداً من رويترز قال إنهم انسحبوا من بعض المواقع امس. وبدأت ذخيرة مقاتلي المعارضة في حلب تتناقص في الأيام الأخيرة، في الوقت الذي عزز فيه الأسد قواته استعداداً لهجوم على أحياء تسيطر عليها المعارضة.

وأفاد قائد كتيبة «نور الحق» النقيب ايوب: «اقتحمت القوات النظامية حي صلاح الدين من جهة شارع الملعب في غرب المدينة بالدبابات والمدرعات»، وأكد ان الجيش الحر «لم ينسحب من الحي»، موضحاً ان الجيش النظامي «موجود في مساحة تقل عن 15 بالمئة من صلاح الدين». وذكر ان «محاولات التقدم مستمرة»، مشيراً في الوقت نفسه الى «صعوبة شن هجوم مضاد من الجيش الحر بسبب وجود القناصة المنتشرين في كل مكان».

من جهته، اكد المرصد السوري لحقوق الانسان، ان صلاح الدين يشهد معارك وصفها بأنها «الأعنف» منذ بدء المواجهات في حلب قبل ثلاثة اسابيع. ولفت المرصد الى أن احياء هنانو وطريق الباب والشعار في المدينة، تتعرض بالتزامن مع اقتحام صلاح الدين الى «القصف من قبل القوات النظامية»، مضيفاً ان اشتباكات عنيفة دارت كذلك في حيي ميسلون والصاخور بمدينة حلب.

ولفت مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال مع «فرانس برس»، الى ان «اشتباكات عنيفة تدور في شارعي العشرة والشرعية في صلاح الدين»، مضيفاً ان «الجيش النظامي دمر ثانوية الشرعية بالكامل كما دمر مدرسة القنيطرة التي كانت مقراً لإحدى كتائب الثوار».

وقال ان جيش النظام «يهاجم صلاح الدين من محاور عدة»، موضحاً ان «الشارع الوحيد الذي يسيطر عليه جيش النظام من دون مقاومة في حلب هو شارع 15».

وأشار المرصد في بيان إلى ان «القوات النظامية تتكبد خسائر فادحة نتيجة المقاومة الشرسة من قبل مقاتلي الكتائب الثائرة المقاتلة لاستعادة السيطرة على الحي».

واعلن قائد العمليات الميدانية في لواء التوحيد في الجيش الحر عبد القادر الصالح، أن مقاتلي اللواء «استطاعوا (الثلثاء) تدمير خمس دبابات وطيارة ميغ بالقرب من مطار حلب الدولي». ويتعذر التأكد من الاحداث الميدانية والامنية، بسبب القيود المفروضة على تحركات الصحافيين والوضع الامني.

وحشد الجيش السوري النظامي والجيش السوري الحر قواتهما على اطراف احياء مدينة حلب وداخلها، وتشهد المدينة معارك عنيفة منذ 20 تموز (يوليو).

وذكرت مصادر امنية سورية، ان الجيش النظامي حشد نحو 20 الف جندي، مقابل ما بين ستة الى ثمانية آلاف من عناصر الجيش الحر، حيث يعتبر الطرفان معركة السيطرة على حلب بأنها «حاسمة»، خصوصاً مع وقوع مناطق ريف حلب شمال المدينة في قبضة الجيش الحر، وصولاً الى الحدود التركية.

وقتل 13 شخصاً على الاقل امس في حلب، في قصف عنيف للقوات النظامية على احياء يتمركز فيها مقاتلون معارضون، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. واوضح المرصد «قتل 12 شخصاً في مدينة حلب بينهم سيدة وطفلان، إثر سقوط قذيفة على منزلهم». وتابع المرصد من مقره في لندن، ان القصف «العنيف» يستهدف «أحياء القاطرجي وطريق الباب والشعار». واشار الى ان مواطناً قتل برصاص مسلحين تابعين للنظام في بلدة اورم في المحافظة.

وحصدت اعمال العنف في سورية اول من امس 29 قتيلاً هم 21 مدنياً بينهم 13 في مدينة حلب، بالإضافة الى ثلاثة مقاتلين معارضين، وما لا يقل عن خمسة من القوات النظامية.

حلب جائزة من يحسم معركة صلاح الدين

واشنطن تدرس “مختلف الخيارات” في سوريا

    واشنطن – هشام ملحم / العواصم الاخرى – الوكالات

التلفزيون السوري أعلن دخول الجيش النظامي حي صلاح الدين والمعارضة نفت

أنقرة حذّرت طهران “بشكل صريح وودي” من إلقاء المسؤولية على تركيا

هاجمت القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد معاقل للمعارضة في مدينة حلب أمس، في واحدة من اكبر هجماتها البرية منذ سيطرت قوات المعارضة المسلحة على اجزاء من كبرى المدن السورية قبل ثلاثة اسابيع. بيد ان التقارير تفاوتت عن السيطرة الميدانية على حي صلاح الدين البوابة الجنوبية للمدينة.

 وبث التلفزيون السوري أن القوات الحكومية دخلت صلاح الدين وقتلت غالبية مقاتلي المعارضة هناك، كما دخلت أجزاء أخرى من المدينة في هجوم جديد. وأضاف أن عشرات “الإرهابيين” قتلوا في حي باب الحديد بوسط حلب قرب القلعة القديمة وباب النيرب في الجنوب الشرقي.

 لكن ناطقاً باسم المعارضة المسلحة في صلاح الدين نفى تحقيق القوات النظامية السيطرة الكاملة. وقال: “القوات السورية تتمركز في جانب واحد من صلاح الدين، لكنها لم تدخل والاشتباكات مستمرة”.

 وافاد ناشطون ان قوات الحكومة السورية انسحبت من اجزاء من الحي بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة. وقال ناشط أوضح ان اسمه عمر عبر برنامج “سكايب” على الانترنت: “حدثت حرب شوارع. اوقعوا  (مقاتلو المعارضة) خسائر فادحة في قوات الاسد التي انسحبت الآن. صلاح الدين تحت سيطرة الجيش السوري الحر”.

 وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان اكثر من 60 شخصا قتلوا في انحاء سوريا بينهم 15 مدنيا في حلب. وتعتبر السيطرة على حي صلاح الدين حيوية لإحكام السلطة على حلب.

وتلت هجمات الجيش في حلب حملة ناجحة لاستعادة أحياء سيطرت عليها المعارضة في دمشق بعد هجوم في 18 تموز أسفر عن مقتل أربعة من أقرب مساعدي الأسد بينهم صهره آصف شوكت. والاثنين تعرض الاسد لحرج شديد نتيجة انشقاق رئيس وزرائه رياض حجاب بعد شهرين فقط من تعيينه. وامس اكد الاردن ان حجاب دخل  اراضيه مع اسرته.

اقليمياً، قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو إن بلاده حذرت إيران “بشكل صريح وودي” من القاء المسؤولية على أنقرة عن اراقة الدماء في سوريا.  وأضاف بعد محادثات اجراها مع نظيره الايراني علي أكبر صالحي أن “هذه التصريحات تنطوي على إمكان الإضرار بإيران ايضاً”.

 ودعا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد إلى حل سياسي في سوريا. ونقلت عنه وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للأنباء “ارنا” أن “كل يوم تستمر فيه الاشتباكات العسكرية في هذا البلد يصير الموقف اكثر تعقيدا ويزداد المستقبل ظلمة”.

* في واشنطن قال نائب مستشار الامن القومي الاميركي جون برينان ان تنظيم “القاعدة” يحاول استغلال النزاع في سوريا، لكن اقطاب المعارضة السورية أبدوا قلقهم من هذه المحاولات وقالوا انهم لن يسمحوا لهذا التنظيم باستغلال الوضع في سوريا، كما فعلوا في العراق والصومال واليمن. وأكد ان الولايات المتحدة تواصل دراسة مختلف الخيارات والخطط الطارئة التي يمكن ان تلجأ اليها في سوريا، قائلاً “لا اذكر ان الرئيس (باراك اوباما) قد قال ان أي خيار غير مطروح على الطاولة”.

وشدد في كلمة القاها أمام مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن على ضرورة تنحي الرئيس الاسد عن السلطة، مشيرا الى ان حكومته تدعم جهود المعارضة السورية لتحقيق هذا الهدف. وعن امكان تسليح واشنطن للمعارضة قال ان هناك اسلحة كثيرة في سوريا، و”نحن قلقون من العناصر المتطرفة… السلفيون من نوع القاعدة”. بيد انه أضاف ان “الغالبية الساحقة من المعارضين السوريين ليست من نوع القاعدة” بل هم مواطنون يريدون السيطرة على حياتهم.

وعن امكان انشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، قال ان حكومته تدرس مختلف الاحتمالات والخيارات بدقة وتقوّم مضاعفاتها، من غير ان تستثني أياً منها.

أردوغان يشكك في إسلام الأسد: لتحاسب إيران نفسها أولاً

محللون أتراك يتوقعون تحلّل سلطة «العدالة والتنمية»

محمد نور الدين

أطلق رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان العنان لشتى أصناف المصطلحات ضد سوريا وإيران، مشككاً في أن يكون الرئيس السوري بشار الأسد مسلماً في موقف سيثير استفزاز العلويين في الداخل التركي وخارجه، ومتهماً إيران بعدم الوفاء متوعّداً بمحاربة «أعداء تركيا» حتى النهاية.

وفي حفل إفطار أقيم مساء امس الأول، وجّه اردوغان رسائل قوية جداً الى ايران و«أعداء تركيا» قائلاً إن «المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) هي في خضم معركة لزّمها إياها أعداء تركيا. لكننا سوف نخوض المعركة ضد الدوائر المعادية لتركيا بأكثر الصور حدّة وتصميماً. ولن نتراجع خطوة واحدة الى الوراء». وقال إن «الأعداء يريدون تغيير أولويات اهتمامنا».

وانتقد اردوغان إيران بشدة قائلاً «إننا وقفنا مع ايران حين لم يكن أحد معها. وهل من معتقداتنا أن ندافع عن نظام قتل 25 ألف شخص؟ على القيادة الإيرانية أن تحاسب نفسها أولاً». وأضاف «إذا غادر 250 ألف سوري البلاد، ألا تقع المسؤولية في ذلك على إيران؟ بل قبل أن تحاسب ايران على ذلك عليها أن تحاسب نفسها اولا. نحن نحاسب انفسنا دائماً».

وانتقد اردوغان الرئيس السوري بشار الأسد متسائلاً «هل يمكن ان نقول عنه انه مسلم؟». وانكر اردوغان ان يتدخل في الشؤون الداخلية للدولة. وشن اردوغان هجوماً على زعيم «حزب الشعب الجمهوري» المعارض كمال كيليتشدار اوغلو، واصفاً اياه بأنه جزء من الحملة المعادية لتركيا «وكما يوجد في سوريا حزب البعث يوجد في تركيا حزب الشعب الجمهوري».

اما كيليتشدار اوغلو فقال إن الوضع الذي تمر فيه تركيا تجعله لا يعرف النوم. وقال «داخلي يؤلمني أنا قلق. لا أستطيع النوم لحال البلد، فيما رئيس الحكومة سعيد بالوضع». وقال «إن رئيس الحكومة يكون أعمى إن لم يكن يرى حال البلد المزرية. انه بعيد عن الواقع الذي يجري».

وفي صحيفة «حرييت» كتب جنكيز تشاندار منتقداً بشدة السياسة الكردية لحزب العدالة والتنمية، مشيراً الى ان رحلة هبوط اردوغان والحزب قد بدأت ولا يعرف ما اذا كان هذا الهبوط سيكون ناعماً ام لا.

يقول تشاندار «من الواضح مما يجري خلاصتان: الأولى أن زعامة تركيا للمنطقة لا يمكن ان تتحقق بالسياسة الكردية التي تتبعها الحكومة حالياً. والثاني أن تركيا لا يمكن لها ان تعرقل ظهور مشهد جديد في المنطقة يتصل بالأكراد السوريين وما سينتج عنه من تداعيات على تركيا».

«لقد نبّهنا دائماً الى ان تغيير تركيا لسياستها الكردية ضرورة للداخل، كما لسياستها الشرق اوسطية. وأقولها بصراحة للمرة الأولى إن الآمال المعقودة على رغبة وقدرة الحكومة على تحقيق مثل هذا التغيير قد استنفدت. والواقع الجديد لن يغير في ان تركيا تواجه مأزقاً وتعمل في مستنقع لا يمكن لها الخروج منه لتبني زعامة إقليمية». واضاف الكاتب «بهذه السياسة لا يمكن حل المشكلة الكردية ولكن يمكن أن يحدث العكس اي ان تتحلل سلطة العدالة والتنمية تدريجياً».

ويقول تشاندار «ان جبل ارسياس (التركي) يرتفع 3916 متراً. وحتى اليوم لا يزال يظهر ان اردوغان على قمة الجبل. لكن ليس على ارتفاع 3916 متراً بل على ارتفاع 3900 متر. الهبوط بدأ وبهذه السرعة للتاريخ في الشرق الاوسط لا يمكن ضمان ان يكون هذا الهبوط حتى العام 2014 (الانتخابات الرئاسية في تركيا وترشح اردوغان لها) هبوطاً ناعماً». ويقول تشاندار «إن هذه السلطة مجبرة على تغيير سياستها المستمرة منذ أكثر من سنة والابتعاد عن أعذار حزب العمال الكردستاني والإرهاب. وبقدر ما تصرّ السلطة على هذه السياسة بقدر ما سنواصل انتقادها».

وفي صحيفة «ميللييت» انتقد متين منير سياسة تركيا المذهبية تجاه سوريا والمنطقة قائلاً «إن الحكومة تسعى لجمع النقاط عبر سياساتها السنّية ومعاداة اليهود. ولقد بدأنا بدفع ثمن ذلك. وبعد فترة قصيرة من بدء الأحداث في سوريا تحوّل الأسد الى العدو رقم واحد لتركيا. وبدأت تركيا مع قطر والسعودية تسلح معارضي الأسد وتمدهم بالمال وقامت تركيا بكل ما يمكنها ان تفعل لتُسقط الأسد. وعملت على محاولة إقناع واشنطن بعملية في سوريا على غرار ليبيا. وذهبت تركيا الى ان ذهاب الأسد هو مصلحة تركية. لكنها لم تحصل على هذه النتيجة. لأن ذهاب الأسد ليس في مصلحة تركيا. بل على العكس. اذ إن سوريا تماماً مثل تركيا بلد متعدد المذاهب والأعراق. يوجد عرب وأكراد ومسيحيون وعلويون وسنة. وفي ظل النظام الاستبدادي للأسد ووالده أمكن الحفاظ على وحدة البلد».

وأضاف «اما اليوم فإن سوريا تتقسم. وهو ما سيجلب لتركيا خطراً عظيماً. والأسد بدأ يستخدم حزب العمال الكردستاني ضد تركيا. وسلم شمال البلاد الى الأكراد ومدّهم بالسلاح الثقيل. فجاء المقاتلون من جبال قنديل الى سوريا. وحوّل الأسد المنطقة الممتدة من حدود ايران الى البحر المتوسط الى ميدان حرب ضد تركيا».

ويتابع الكاتب «أن تركيا عليها أن تقدم مساعدات انسانية للشعب السوري لكن عليها ان تكون محايدة في الصراع السوري. هذا ما تتطلبه المصلحة التركية، لكن هذا لم يحدث. واكتسبنا عداوة الأسد بلا معنى. وهو يضربنا في النقطة المؤلمة اي المسألة الكردية. ولماذا نساعد أعداء الأسد على إلحاق الضرر بنا؟ لا تقولوا لمنع إراقة دماء السوريين اذ الأولى ان نعمل لمنع اراقة دماء شعبنا نحن. المثل الانكليزي يقول: إذا أردت أن تفعل خيراً فلتبدأ ببيتك».

وللمرة الأولى تصدر وزارة الداخلية بياناً عن المعارك الدائرة في منطقة شمدينلي وحقاري منذ 23 تموز الماضي. ويحمل البيان عبارات مثل «مضاعفة الجهوزية العسكرية وضمان السيادة الكاملة ومواصلة المعركة حتى تنظيف المنطقة من الإرهابيين». وتقول صحيفة «راديكال» إن «هذه مؤشرات على ان حزب العمال الكردستاني يريد إقامة منطقة خاصة به هناك وعدم مغادرتها وعلى أن الصدامات العنيفة هناك سوف تتصاعد في الأيام المقبلة».

محمد نور الدين

إيران: بعض مختطفينا عسكريون متقاعدون

اكد وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي أمس، وجود عسكريين «متقاعدين» من الجيش والحرس الثوري بين «الزوار» الايرانيين الذين خطفهم مقاتلون معارضون سوريون السبت الماضي، بينما نقلت صحيفة أميركية معلومات عن مصادر مرتبطة برحلة الايرانيين قولها إنهم كانوا من الحرس أو من الباسيج.

وقال صالحي ان «عددا من هؤلاء (المخطوفين) متقاعدون من الحرس الثوري والجيش وكذلك من ادارات اخرى». وشدد صالحي امام صحافيين على متن الطائرة التي نقلته من انقرة حيث طلب مساعدة السلطات التركية في المسألة، على ان المخطوفين الايرانيين هم «زوار» قصدوا سوريا لزيارة عتبات شيعية مقدسة فيها.

وأضاف صالحي «لحسن الحظ اننا نرى في التسجيل ان الاشخاص من الزوار ولم يكن لديهم سوى ملابس واغراض شخصية وبطاقات هوية». واضاف «عنـدما عاد الهدوء الى دمشق، بدأنا بارسال زوار الى سوريا خصوصا متقاعدين من الحرس الثـوري او من ادارات اخرى». وشـدد على انه «توجــه رسالة» الى المقاتلين المعارضين في سوريا لمطالبتهم باطلاق سراح المخطوفين الايرانيين.

وتابع صالحي قائلا «نحن في شهر رمضان والخاطفون والمخطوفون من المسلمين، لذلك نوجه اليهم رسالة عبر وسائل الاعلام بأن يتعاملوا تعامل الاخوة في الاسلام ويفرجوا عن مواطنينا».

وبعث وزير صالحي برسالة الى الامين العام لمنظمة الامم المتحدة بان كي مون دعا فيها الى بذل الجهود للافراج عن الايرانيين المخطوفين في سوريا وليبيا.

من جهتها، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن «مصادر مقربة من رحلة» الايرانيين الذين اختطفوا في سوريا ان «المختطفين جزء من قافلة كبــيرة لرحلة نظمتها وكالة سفريات تابعة للحرس الثوري الايراني» هي مؤسسة «ثامن الائمة». وبحسب هذه المصادر وضــع الايرانيون في 6 باصات انطلاقا من مطار دمشق نحو فندق «الفراديس»، عندما تم توقيف أحد الباصات عند حاجز للمــعارضة، بحسب ما أكد شخص مرتبط بتنظيم الرحلة.

وقال موظف في وكالة السفريات التي نظمت الرحلة «كل الذين على متن الرحلة، من الحرس الثوري أو الباسيج. لم تكن هذه مجموعة عادية». وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن مؤسسة «ثامن الائمة» لا تنظم رحلات إلا حصراً لعناصر الجهازين العسكري والأمني وعائلاتهم.

(«السفير»، أ ف ب)

حلب: أهلها بين احتضان ونفور من المسلحين… والجغرافيا تميز المعركة

طارق العبد

حلب عاصمة الاقتصاد السوري ومدينة تختصر في سوريا عصب التجارة والمال. بسحر حاراتها القديمة وروح الطرب الأصيل، ها هي تتذوق طعم الموت تحت شعار: الرصاص مر من هنا. فالمدينة التي تعرضت وما زالت لهجوم المعارضة بسبب تأخرها بالانضمام إلى قطار الاحتجاجات، تغرق اليوم في بحر من المعارك بين الجيش النظامي و«الجيش الحر» المتمترس في الأحياء وبين المدنيين.

معارك يشير النظام إلى أنها ليست سوى تمهيد لما يسميه «أم المعارك»، بينما يؤكد «الجيش الحر» أن حلب ليست بابا عمرو أو دوما ولا حتى دمشق، بالرغم من أن بعض مناصريه بدأوا التلميح إلى أن حلب لن تكون نقطة الحسم وأن الانسحاب من الشهباء وارد. وتزامن ذلك مع تسريبات ببدء نفاد الذخيرة وبالتالي اقتراب «الانسحاب التكتيكي».

لكن، بين قصف النظام للأحياء وبين «الجيش الحر» المصمم على حرب لا تخطيط عسكريا فيها، ولا أي عمل تنظيمي، ثمة روايات كثيرة على ألسنة أبناء حلب ممن غادروا إلى دمشق هرباً من الاشتباكات العنيفة. روايات قد تبدو مختلفة عن تلك التي يروج لها كل من إعلام النظام وإعلام المعارضة. لكنها تتفق معهما في الحديث عن معركة طويلة الأمد ربما تمتد لشهور عديدة، من دون أن تتمكن المعارضة من تحرير حلب وإعلانها منطقة عازلة ولا النظام من السيطرة وإعادة العاصمة الثانية إلى قبضته.

«الجيش الحر» والحلبيون

يسيطر حالياً «الجيش الحر» على أكثر من ستين في المئة من مساحة المدينة، متمركزاً في أحياء سيف الدولة، المرجة، السكري، صلاح الدين، والصاخور. وامتدت عملياته العسكرية إلى قلب المدينة القديمة وقلعة حلب وكذلك عشرات المقار الأمنية والتابعة لحزب البعث، بينما يشير المعارضون إلى أن الريف الحلبي بكامله بات تحت سلطة المعارضة بما في ذلك المنافذ الحدودية مع تركيا شمالاً.

لكن شيئاً ما يحدث في الداخل، ويشير إلى امتعاض الأهالي من تصرفات بعض المجموعات المسلحة واستهتارها بحياة المدنيين. وهو ما يشير إليه خالد (28 سنة مهندس) فـ«الجيش الحر لا قيادة موحدة له وهو ما يسمح للمقاتلين بان يعتبر كل منهم نفسه بمثابة الحاكم بأمره. اقتحموا العديد من المنازل ونهبوا بيوتنا تحت حجة دعم الثورة. ومن العادي بالنسبة لهم أن يتم إهدار دم أي شخص لمجرد الاشتباه في كونه يعمل مع النظام».

ويمضي المهندس الهارب بالحديث عن قرارات فردية بإغلاق أو فتح الشوارع متى شاء «الجيش الحر»، ومن دون أي سلطة رادعة لهم. بل ان عملياتهم العسكرية ضد قوات النظام «لا تبدو ذات علاقة بأي تخطيط عسكري بل هي أقرب لمجموعات مدنية لا تعرف الكثير عن تكتيك الحروب».

كلام الشاب يلاقيه حديث فادي (24 سنة – طالب)، الذي حاول الاحتكاك بمقاتلي «الجيش الحر»، ليكتشف أن معظمهم مدنيون قرروا حمل السلاح بالإضافة إلى جنود وصف ضباط منشقين. واخبره أحد المسلحين بأن معظم الضباط وخاصة أولئك أصحاب الرتب الكبيرة، يغادرون فوراً إلى الريف ومنه إلى تركيا، ما يفسر غياب التكتيك العسكري عن المعارك في مدينة سيف الدولة الحمداني.

وأبعد من ذلك بحسب قوله، يصمم معظم المقاتلين على تدمير الهدف دون أدنى اعتبار لسلامتهم الشخصية أو لمعرفة حقيقة الهدف، ولا حتى المنطقة المحيطة به. ويشير إلى أنهم بغالبيتهم قادمون من الريف الحلبي بالدرجة الأولى وكذلك من إدلب حيث ينضم إليهم من هناك من قدم للجهاد في سوريا.

في المقابل، يعتبر شاب آخر فضل عدم ذكر اسمه أن اغلب المسلحين يعتبرون أبناء حلب مؤيدين للسلطة وقد فرضت عليهم الثورة وخاصة أن حلب نأت بنفسها طويلا عن الحراك الشعبي. ويشير هؤلاء إلى أن الأهالي يرفضون دعم «الجيش الحر» أو فتح بيوتهم لهم وهي حجة تشبه تلك التي رددها المعارضون أيام الاشتباكات الأخيرة في دمشق لتبرير انسحابهم من الأحياء التي شهدت قصفاً عنيفاً.

والحقيقة أن جميع الأحياء التي يسيطر عليها «الجيش الحر» تخضع لسلطته المطلقة وتفتح وتغلق كل المحال التجارية والمدارس بأمر المسلحين من دون أي اعتراض. لكن النداءات لا تتوقف عن ضرورة الدعم من دون أن يدرك أحد ماهية هذا الدعم.

أما الأحياء التي لم يدخلها المسلحون فهي في حالة إغلاق تام وتسير الحياة فيها بالحد الأدنى مع قرار معظم المؤسسات التقليل قدر الإمكان من نشاطها، وكذلك الأهالي خوفاً من رصاص القناصين أو اقتحام الجيش النظامي أو المسلحين، ما يعني بكلمات أخرى توقف الحياة في العصب الاقتصادي للدولة.

على أن رأياً ثالثاً يتجه لعدم تعميم هذه الممارسات على مجمل كتائب «الجيش الحر». ويشير عبد الله (39 سنة ممرض) إلى مسلحين قاموا بأعمال إغاثة صعبة، ونجحوا في إخراج الكثير من المدنيين من المناطق الساخنة، بينما تمكنوا بالتعاون من الأهالي من افتتاح عشرات الملاجئ، والعمل على تأمين احتياجات أحياء أخرى.

وربما يعود ذلك إلى غياب القيادة لتنال بعض الكتائب رضى الأهالي ولتنال أخرى نصيبها من النقمة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الخطأ يتكرر دوماً بالإصرار على الوجود في مناطق مدنية، تحت قاعدة الحاضنة الشعبية للأهالي واعتبارها مركزاً لعملياته، بالرغم من أن طبيعة الأرض في حلب تختلف عن حمص ودوما وبقية المناطق .

جغرافيا الأرض والمعارك

يشرح الآتون من حلب الكثير عن طبيعة الأرض، وفرص السيطرة لكلا الطرفين، ما يوجه نحو فرضية أن معركة حلب لن تشبه غيرها من الاشتباكات التي جرت بين النظام والمعارضة.

فوفق كلام حسين (37 سنة ناشط مدني)، تتميز حلب بريف يخضع لسيطرة «الجيش الحر»، وكذلك كافة الطرق التي تربط حلب بتركيا، ما يعني أن الإمدادات العسكرية ستجد طريقها بسهولة إلى أيدي المسلحين.

وتساعد في ذلك الطبيعة السهلية لهذه المناطق في موازاة تلك الجبلية التي تتمتع بها إدلب والتي ينشط فيها مقاتلو «الجيش الحر» أيضا، حيث نجحوا في الحصول على أسلحة نوعية تمكنهم من التصدي لقوات الجيش النظامي. وبالتالي فإن أي حديث عن نفاد الذخيرة أو الانسحاب التكتيكي لا معنى له مطلقاً إلا في حال اتباع الجيش النظامي مبدأ حرب العصابات التي تعتبر عماد «الجيش الحر».

ويضيف الشاب ان التركيبة الديموغرافية لسكان المنطقة تساعد على العمل المعارض وخاصة في الريف المتصل مع جاره الإدلبي من الغرب ومع مناطق الجزيرة السورية ومجرى نهر الفرات حيث تسيطر العشائر على هذه المناطق. وجميع هذه المناطق هي ذات هوى معارض للنظام.

أضف إلى ذلك العنصر الكردي حيث تقطن غالبية كردية في مناطق عديدة في الريف الحلبي أبرزها عفرين وهؤلاء معارضون بشدة للنظام. وهي عوامل من شأنها التأكيد على خصوصية معركة حلب بالنسبة للنظام والمعارضة على حد سواء، فسقوطها يعني للمعارضة إنشاء منطقة عازلة تضمن الانشقاقات وتسهل وصول الأسلحة بغزارة اكبر وهو ما لن يسمح به النظام وفق قول طارق (33 سنة مدرس ).

ويرى طارق أن النظام مستعد لاستخدام كل قوته لاستعادة حلب، التي لا يمكن التساهل مع سيطرة المعارضين عليها. «وبمجرد استعادته حي صلاح الدين وهو الخط الرئيس لـ«الجيش الحر» فإن السيطرة على بقية الأحياء ستكون أمراً سهلاً بالنسبة للنظام، على الرغم من أن الأسلحة التي شاهدناها بين أيدي المسلحين بدت نوعية ومتطورة ولعل الأنباء التي تحدثت عن وصول صواريخ «ستينغر» المضادة للطائرات إلى المسلحين هي أنباء صحيحة على حد قول ابن حي سيف الدولة.

أما اقتصادياً، فلا يمكن للنظام الاستغناء عن حلب بثقلها التجاري ودورها الهام في موازنة الدولة. إذ لطالما كانت البوابة الاقتصادية الأولى لسوريا إلى تركيا وأوروبا وكذلك للعراق، من دون أي بديل عنها خصوصاً في غياب المشاريع الاقتصادية عن بقية المحافظات الحدودية مع تركيا. أضف إلى ذلك الثقل الصناعي المتمثل بمئات المعامل التي تشكل رافداً ذا أهمية كبرى للاقتصاد السوري، ما يعني في حال سيطرة المسلحين عليها ضربة موجعة للغاية لاقتصاد دولة تجهد في شد الأحزمة لمنع تفاقم الأزمة التي تضرب البلاد منذ أكثر من خمسمئة يوم.

حلب: صلاح الدين بين كرّ وفرّ في أعنف المعارك

طهـران ترسّـخ مقاربتـها السـوريـة دوليـاً اليـوم

تستضيف اليوم ايران اجتماعها الدولي الخاص حول سوريا. روسيا تشارك، ومعها 12 دولة أخرى لم يعرف منها بعد سوى روسيا. الاجتماع الذي تريده ايران لـ«نبذ العنف» والخروج من الأزمة بـ«الحوار الوطني»، يأتي على خلفية توتر «صريح» بين ايران وتركيا، ويسبق اجتماعاً موازياً لوزراء خارجية مجلس الأمن الذي تترأسه فرنسا في 30 آب الحالي.

تكثيف ايران لمستوى حضورها السياسي في الملف السوري، تزامن مع تصعيد واضح في المعارك بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة في حلب، حيث تكمن الإشارة إلى بدء العملية الهجومية المرتقبة للقوات النظامية من حي صلاح الدين الذي شهد مواجهات طاحنة متواصلة.

وقال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي إن 12 أو 13 دولة من آسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية ستشارك في «الاجتماع التشاوري» اليوم في طهران حول سوريا، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية (ارنا).

وأكد الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ضرورة تسوية الخلافات القائمة في سوريا على أساس الحل السياسي السوري. وانتقد تدخل بعض دول المنطقة في النزاعات العسكرية في سوريا، مشيراً إلى أنه «كلما مر يوم على النزاعات العسكرية في سوريا، فإن الوضع يتعقد أكثر فأكثر والمستقبل يصبح أكثر غموضاً».

واعتبر الرئيس الإيراني أن اجتماع وزراء الخارجية في طهران واجتماع قادة دول منظمة التعاون الإسلامي في مكة خلال الأسبوع المقبل، يمثلان فرصة مناسبة لاعتماد الحلول السياسية والمحلية لحل الأزمة السورية بدلاً من النزاعات العسكرية.

وأضاف إن «كل من يساعد على تصعيد النزاعات في سوريا، ليس من حلفاء وأصدقاء الشعب السوري»، مشدداً على «ضرورة أن يعمل الجميع كي تجلس المعارضة والحكومة السورية معاً للتفاهم بخصوص إيجاد حل سياسي على أساس إقرار حقوق الشعب»، ومعتبراً أن «هذا الأمر لن يكون بعيد المنال لو اتحدت آراء دول المنطقة كافة». كذلك، أيّد نجاد سياسات باكستان المبدئية بخصوص قضايا سوريا.

وأعلنت الخارجية الروسية في بيان لها أنها ستشارك في اجتماع طهران. وقال البيان إن السفير الروسي لدى إيران سيمثل روسيا في هذا المؤتمر.

من جهته، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن بلاده حذرت إيران «على نحو صريح وودي» ضد إلقاء المسؤولية على أنقرة في أعمال العنف في سوريا. جاء تصريح داود أوغلو بعد يوم من محادثات أجراها مع نظيره الإيراني. ومضى يقول إنه بالرغم من أن التصريحات لم تصدر عن زعماء كبار في إيران، إلا أنها جاءت من أفراد يشغلون مناصب رسمية.

وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا ستنظم اجتماعاً وزارياً في مجلس الامن الدولي في 30 آب الحالي «خصوصاً لبحث الوضع الانساني في سوريا وفي الدول المجاورة». وصرح مساعد المتحدث باسم الوزارة فنسان فلورياني بانه «وعلى الرغم من الانقسامات السائدة في الاشهر الماضية، فإن مجلس الامن الدولي لا يسعه الوقوف ساكتاً امام المأساة التي تشهدها سوريا».

وشهد حي صلاح الدين في مدينة حلب معارك وصفت بأنها «الأعنف» منذ ثلاثة اسابيع بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين تخللتها هجمات وهجمات مضادة بين الطرفين للسيطرة على الحي. وبعد نحو 12 ساعة من المعارك تخللها إعلان وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) إحكام القوات النظامية «سيطرتها الكاملة» على الحي، افاد قائد ميداني في «الجيش السوري الحر» من صلاح الدين بأن المقاتلين المعارضين استعادوا بعد الظهر أجزاء من الحي بعد هجوم مضاد.

وأوضح قائد كتيبة «نور الحق» النقيب واصل ايوب ان «الجيش الحر» «استعاد ثلاثة شوارع من اصل خمسة سيطرت عليها القوات النظامية». واشار الى ان الهجوم المضاد «أتى بعد وصول تعزيزات قوامها نحو 700 مقاتل من أحياء السكري وبستان القصر والشعار و(مساكن) هنانو» التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون شرقي وجنوبي مدينة حلب. واضاف إن «الجيش الحر يقوم بعملية التفافية حول دوار صلاح الدين تمهيداً لتنظيفه» من الجيش النظامي.

وكان ضباط في «الجيش الحر» في منطقة حلب نفوا قبل ساعات منذ ذلك انسحاب قواتهم من حي صلاح الدين وسيطرة القوات الحكومية عليه، لكنهم أقروا بحصول اقتحام للحي بالدبابات التي انتشرت في بعض الشوارع، لكنها تسيطر «في مساحة تقل عن 15 في المئة من صلاح الدين» فقط.

في المقابل، أفاد مصدر أمني في دمشق بأن الجيش «يتقدم في حي صلاح الدين ويسيطر على المحاور الأساسية»، متوقعاً ان «يستمر تنظيف جيوب المقاومة حتى صباح الخميس (اليوم) «. واشار الى ان الحي «يسقط بسرعة». وكشف أن «خطة الجيش النظامي تقضي بالسيطرة على حيي صلاح الدين وسيف الدولة غربي مدينة حلب تمهيداً للهجوم على الأحياء الشرقية من المدينة» التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة.

وقال ناشطون من حلب «حدثت حرب شوارع. اوقعوا (مقاتلو المعارضة) خسائر فادحة في قوات الاسد التي انسحبت الآن. صلاح الدين تحت سيطرة الجيش السوري الحر». وأكد مقاتلون آخرون من المعارضة روايتهم.

((«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب، أ ش ا

مسؤول أمريكي: فرض منطقة طيران محظور فوق سوريا ليس مستبعدا

واشنطن- (رويترز): قال مسؤول رفيع في حكومة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأربعاء إنه ليس مستبعدا في نهاية الأمر فرض منطقة طيران محظور فوق جزء من سوريا يبدو على نحو متزايد انه تحت سيطرة المعارضة المناهضة لحكومة بشار الأسد.

وكان بعض المنتقدين الجمهوريين لأسلوب أوباما في معالجة الأزمة السورية قد طالبوا بتفويض دولي لفرض منطقة حظر الطيران لمنع الطائرات الحربية السورية من القيام بعمليات فوق مناطق معينة وكذلك بتسليح مباشر بدرجة أكبر لقوات المعارضة التي تسعى للإطاحة بالرئيس الأسد.

وترفض الولايات المتحدة حتى الآن تقديم أسلحة بشكل مباشر إلى المعارضة المتشرذمة ويقول مسؤولون أمريكيون انه من الصعب تحديد هوية الفئات ومن تمثله. وركزت واشنطن بدلا من ذلك على المعونات الإنسانية ومعدات الاتصالات وغيرها من أشكال المساندة غير المميتة.

وقال جون برينان كبير مستشاري أوباما لمكافحة الإرهاب “تدرس الولايات المتحدة دوما المواقف لتتبين نوع السيناريوهات التي قد تتكشف عنها وبناء عليه تدرس بعد ذلك نوع خطط الطوارئ التي قد تكون متاحة لمعالجة ظروف معينة”.

واضاف قوله ان هناك خيارات مختلفة يجري الحديث عنها في وسائل الإعلام ويلقى بعضها تأييدا. وقال “ان هذه أمور تدرسها الحكومة الأمريكية بعناية شديدة محاولة تفهم انعكاساتها ومحاولة تفهم المحاسن والمساوئ”.

وسئل برينان خلال جلسة في مجلس العلاقات الخارجية بشكل محدد أكثر عن منطقة الطيران المحظور فرد بقوله “لا أذكر أن الرئيس قال إن شيئا ما مستبعد”.

وجاءت تصريحات برينان مع قيام حكومة أوباما بزيادة مساندتها للمعارضين السوريين وتسريعها للتخطيط لما بعد الأسد في سوريا.

ومن المقرر أن تجري وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون محادثات عن سوريا في تركيا يوم السبت. وكانت قد قالت يوم الثلاثاء إن الانباء تفيد أن المعارضين يسيطرون على اراض من حلب الشمالية أكبر مدن سوريا حتى الحدود مع تركيا.

ومع ذلك فإن الولايات المتحدة تتوخى الحذر من أن تتورط في صراع عسكري آخر وهي تسعى إلى أن تنفض يديها من الحروب في العراق وأفغانستان.

وقال برينان دونما إسهاب “لقد فعلنا عدة أشياء لمساندة المعارضة.والكثير من المساعدات الإنسانية يجري هناك. وما نريد فعله هو أن نتأكد من أننا نفهم على وجه الدقة من الذين سيتلقون اي نوع من المساعدات”.

واضاف برينان قوله انه مع أن القاعدة ستسعى إلى استغلال الوضع في سوريا “فإنه عند النظر إلى المعارضة السورية ككل نجد أن الغالبية العظمى منها ليست على غرار القاعدة. إنهم سوريون يحاولون حقا السيطرة على حياتهم ومستقبلهم”.

رياض حجاب في مكان (آمن جدا) وإقامته قد لا تكون دائمة بعمان

عمان- القدس العربي: تجنبت السلطات الأردنية الإعلان عن أي تفاصيل لها علاقة بطبيعة وتوقيت الإقامة المتوقعة التي سيحظى بها رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب بعد الإعلان رسميا عن إستضافته في الأردن دون تحديد وقت هذه الإستضافة أو حتى الإعلان عن منحه اللجوء السياسي كما حصل مع منشقين آخرين أقل شأنا.

وخلت وسائل الإعلام الرسمي الأردنية من أي معلومات عن الظروف التي ستحيط بإقامة حجاب في عمان خصوصا بعد كثرة الرويات والفبركات الإعلامية والصحفية التي طالت قضية هروبه والتي لا زالت بين الأسرار التي لم تتضح بعد تفاصيلها رغم إعلان قصة كاملة عن الهروب في محطة الجزيرة القطرية يتخللها الكثير من الثغرات حسب متابعين ومراقبين سياسيين.

وبوضوح تجنبت عمان الإعلان عن حجاب بإعتباره يقيم بصفة لاجيء سياسي في الأردن, الأمر الذي يؤشر على أن الرجل لم يحدد خياراته بعد بخصوص مكان الإقامة الدائم مع ترشيح إجراءءه سلسلة إتصالات مع عدة دول يقال أن بينها السعودية وقطر.

وعلمت (القدس العربي) بأن حجاب والوفد المرافق له الذي يضم 25 فردا يشكلون عائلته الكبيرة لم يتم ترتيب إقامتهم في مكان خاص داخل الحيز المعني باللاجئين أو حتى بالمنشقين في المملكة.

وكان وزير الإتصال الناطق الرسمي بإسم الحكومة سميح المعايطة قد أعلن بأن بلاده تستضيف حجاب وأنه لم يتحدد بعد ما إذا قرر الإقامة في الأردن أم سيفضل الإنتقال متحدثا عن ترتيبات عادية لتأمين الحماية للضيف السوري.

وتعني هذه التعليقات بأن المكان الدائم الذي سيقيم به حجاب بعد وصوله رسميا إلى عمان لم يتحدد بعد.

لكن (القدس العربي) علمت من مصدر أردني مطلع بأن حجاب حل ضيفا على الحكومة الأردنية وفي مقر رسمي وآمن ويحظى بحراسة خاصة ومعزولة حفاظا على حياته.

وعلم بأن ترتيبات حماية حجاب ليست صغيرة او عادية أو بسيطة كما ألمح المعايطة لكنها حماية خاصة جدا وفي مكان معزول.

وسبق للمعايطة أن قال: لا نعرف بعد ما إذا كان سيقيم بيننا أو سيغادر.

لكن مقالات الصحف المحلية إنشغلت في تحديد الدور السياسي المعارض الذي يمكن لحجاب أن يلعبه إنطلاقا من الساحة الأردنية حيث ألمح الكاتب الصحفي فهد الخيطان إلى أن إقامة الرجل بيننا قد لا تكون دائمة فمن غير المعروف ما إذا كانت إستراتيجية الحكومة الأردنية تتضمن إستضافة معارضين يتحركون علنا في الساحة المحلية ضد الرئيس بشار الأسد.

وتردد أن حجاب موجود في العاصمة عمان وليس في مناطق شمالي المملكة وأنه قابل شخصيات مهمة مساء أمس في عمان.

بالوقت نفسه يستبعد كثير من الساسة بقاء الرجل في عمان بصفة دائمة لإن ذلك يعني أن يعزل تماما ولا يقوم بأي نشاطات على أساس أن عمان غير راغبة بنشاطات علنية فيها ضد النظام السوري ويكفيها في هذه المرحلة التوترات الحدودية.

لكن جميع الأوساط السياسية في الأردن وفي الجيش السوري الحر تحت إنطباع عام يفيد بأن حجاب سيبدأ فورا مباحثاته مع المعارضة وسيلعب دورا ضد نظام بلاده الحالي في المستقبل القريب وهو أمر لم يتقرر بعد بالصورة التفصيلية بالنسبة للبلد الذي لجأ إليه على الأقل.

وكانت محطة الجزيرة قد بثت ونشرت فجر الخميس رواية طويلة يتبناها الجيش السوري الحر لقصة إنشقاق ومغادرة حجاب الذي يقول الجيش الحر أنه إحتفظ به ليومين على الأقل في منطقة جنوب سوريا قبل تأمين خروجه مع عائلته إلى منطقة درعا.

وحسب رواية الجزيرة الجديدة شاركت عدة كتائب من الجيش الحر في تأمين خروج حجاب بعد عملية إستخبارية جدا تضمنت نقله أولا إلى ريف دمشق ثم إلى ريف درعا مع عدة مواكب تمويه وفي ظل إنقطاع الإتصالات ومع العبور عبر مساحات تتضمن معسكرات ومطارات عسكرية.

ووصف قائد عسكري سوري عملية تأمين إنشقاق حجاب بأنها تأخرت 24 بسبب صعوبتها وبسبب إنكشاف المناطق التي تحرك فيها الرجل للطائرات المقاتلة وإنقطاع الإتصالات عدة مرات.

اقتحم حي صلاح الدين بالدبابات والقصف المدفعي

الجيش السوري يبدأ هجومه البري على حلب

حلب ـ دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ وكالات: شهد حي صلاح الدين في مدينة حلب (شمال) الاربعاء معارك وصفت بأنها ‘الاعنف’ منذ ثلاثة اسابيع بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين تخللتها هجمات وهجمات مضادة بين الطرفين للسيطرة على الحي استخدمت فيها الدبابات والقصف المدفعي، فيما وصفه مصدر امني في دمشق بأنه هجوم بري استعد له الجيش الحر في الاسابيع الماضية.

جاء ذلك فيما سلطت وسائل إعلام إيرانية الضوء على مهمة المختطفين العسكريين في سورية، حيث نشر موقع ‘بيك نت’ اليساري الإيراني معلومات تؤكد أن المجموعة كانت في طريقها للمطار بعد الانتهاء من مهمة تدريب قوات الأسد بشار على حرب الشوارع، وجاء ذلك قبل أن يؤكد وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، أن بعض المختطفين الإيرانيين الـ48 في سورية هم أعضاء متقاعدون في الحرس الثوري والجيش النظامي في إيران.

وأضاف تقرير الموقع الإيراني أن هذه العناصر وصلت إلى سورية قبل 3 أسابيع في مهمة عسكرية لتدريب قوات التدخل السريع السورية لخوض حرب الشوارع لمواجهة عناصر الجيش الحر، بالإضافة إلى تدريب حراس الأسد الشخصيين، حسب الموقع الذي لم تؤيد مصادر مستقلة المعلومات التي نشرها بشأن المختطفين.

الى ذلك قال المصدر الامني السوري ‘بدأ الهجوم فعليا’، مضيفا ان الجيش ‘يتقدم من اجل تقسيم الحي الى شطرين’، و’استعادته ستستغرق وقتا قصيرا، حتى لو بقيت بعض جيوب المقاومة’.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ‘لا تزال الاشتباكات العنيفة تدور داخل حي صلاح الدين بين مقاتلين من الكتائب الثائرة والقوات النظامية التي اقتحمت الحي’، مشيرا الى انها ‘الاشتباكات الاعنف’ منذ بدء المواجهات في حلب قبل ثلاثة اسابيع.

وقال قائد كتيبة ‘نور الحق’ في الجيش السوري الحر النقيب واصل ايوب في اتصال هاتفي من حلب مع وكالة فرانس برس ‘اقتحمت القوات النظامية حي صلاح الدين من جهة شارع الملعب في غرب المدينة بالدبابات والمدرعات’.

واكد ان الجيش الحر ‘لم ينسحب من الحي’، موضحا ان الجيش النظامي ‘موجود في مساحة تقل عن 15 بالمئة من صلاح الدين’.

وذكر ان ‘محاولات التقدم مستمرة’، مشيرا في الوقت نفسه الى ‘صعوبة شن هجوم مضاد من الجيش الحر بسبب وجود القناصة المنتشرين في كل مكان’.

وبعد نحو 12 ساعة من المعارك تخللها اعلان وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) احكام القوات النظامية ‘سيطرتها الكاملة’ على الحي، افاد قائد ميداني في ‘الجيش السوري الحر’ من صلاح الدين لوكالة فرانس برس ان المقاتلين المعارضين استعادوا بعد ظهر الاربعاء اجزاء من الحي بعد هجوم مضاد.

واشار الى ان الهجوم المضاد ‘اتى بعد وصول تعزيزات قوامها نحو 700 مقاتل من احياء السكري وبستان القصر والشعار و(مساكن) هنانو’ التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون شرق وجنوب مدينة حلب.

واضاف ان ‘الجيش الحر يقوم بعملية التفافية حول دوار صلاح الدين تمهيدا لتنظيفه’ من الجيش النظامي.

وقال ان الدليل على تراجع جيش النظام هو ‘القصف المدفعي من قبل قوات النظام والذي بدا يستهدف الحي’، مضيفا ان ‘ثلاث مروحيات بالاضافة الى طائرة نفاثة تشارك في عمليات القصف’.

في هذا السياق، افاد قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش الحر في حلب النقيب حسام ابو محمد لوكالة فرانس برس من حي صلاح الدين ان ‘الجيش الحر شن منذ العاشرة (7.00 تغ) من صباح (الاربعاء) هجوما لمدة سبع ساعات واستعدنا معظم السيطرة’ على صلاح الدين.

واوضح ان ‘هناك هجمات كر وفر في المنطقة الواقعة مقابل ملعب الحمدانية بيننا (الجيش الحر) والجيش (النظامي)’.

وبلغت الحصيلة الاجمالية للعنف في سورية الاربعاء بحسب المرصد ما لا يقل عن 95 قتيلا، هم 54 مدنيا و15 مقاتلا معارضا وما لا يقل عن 26 من القوات النظامية.

وذكرت مصادر امنية سورية، ان الجيش النظامي حشد نحو 20 الف جندي، مقابل ما بين ستة الى ثمانية آلاف من عناصر الجيش الحر، حيث يعتبر الطرفان معركة السيطرة على حلب بانها ‘حاسمة’، خصوصا مع وقوع مناطق ريف حلب شمال المدينة في قبضة الجيش الحر وصولا الى الحدود التركية.

ونددت منظمة العفو الدولية بالقصف العنيف الذي يشنه الجيش السوري على مدينة حلب استنادا الى صور بالاقمار الاصطناعية اظهرت اكثر من 600 فجوة نتيجة القصف في حلب وعندان المجاورة، داعية الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة الى الالتزام بالقوانين الدولية التي تحظر اللجوء الى ممارسات واسلحة لا تميز بين اهداف عسكرية ومدنية.

مصادر المعارضة: نواف الفارس لا يرحب في سره بانشقاق مدير مكتبه السابق د. رياض حجاب

دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: مع اعلان وصول رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب الى الاردن، تلقف السفير السوري المنشق نواف الفارس فرار حجاب معتبِراً أن تغييرا في الموقف الدولي سيحصل بعد انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب.

لكن أوساط المعارضة السورية قالت لـ ‘القدس العربي’ ان نواف الفارس ليس مسروراً في دواخله من انشقاق حجاب نظراً لطبيعة العلاقة التي كانت تربط بين الرجلين على مستوى العمل في مؤسسات الدولة السورية وأخذت منحى غير دافئ من جهة أخرى، ولكون حجاب أيضاً هو المسؤول السوري الأرفع من نواف الفارس وانشق عن النظام.

تلك الأوساط تقول ان رياض حجاب وخلال إجرائه مشاورات تشكيل حكومته التي عهد بها له الرئيس السوري بشار الأسد كان شديد الإعتراض على اسم السفير نواف الفارس كأحد المرشحين لمنصب وزير الداخلية وأن حجاب كان وراء منع الفارس من الوصول إلى هذا الموقع الذي كان يتمناه الأخير عندما استثنته القيادة السورية وأبقته سفيراً في العراق وبالتالي احتفظ اللواء محمد الشعار المصاب حالياً إثر تفجير مبنى الأمن القومي بمنصبه وزيراً للداخلية.

الإثنان ينحدران من محافظة دير الزور الشرقية وكلاهما ينحدران من خلفية عشائرية، لكن رياض حجاب كان مديراً لمكتب نواف الفارس عندما كان الفارس أميناً لفرع حزب البعث في دير الزور بعد العام 1994، وكان يناديه بـ ‘المعلم’، إلا أن السكرتير رياض حجاب أصبح رئيساً للحكومة السورية فيما لم يصل أمين الفرع نواف الفارس إلى منصب وزير، وهنا يقول مراقبون ان حساسية ذات بعد قيادي كانت تفرض تأثيرها الشديد على العلاقة شبه المقطوعة بين الرجلين قبل انشقاقهما وربما تستمر في وقعها السلبي على العلاقة بينهما بعد انشقاقهما، فما من شك ـ يُضيف المراقبون ـ من أن تنافساً غير معلن سيكون حاضراً بين حجاب والفارس على مستوى الموقع القيادي في صفوف ‘الثورة السورية’.

هل ستبقى سورية؟

صحف عبرية

يبدو ان ليس السؤال المهم في هذه الايام هل يبقى بشار الاسد بل هل تبقى سورية دولة. فسورية في حدودها الحالية ليست وحدة تاريخية أو عرقية متجانسة بل هي ثمرة تسويات استعمارية انكليزية فرنسية حددت على أثر الحرب العالمية الاولى حدود الدول التي نشأت على أنقاض الدولة العثمانية.

كان في البدء اتفاق سايكس بيكو والنتائج المعوجة لثورة الأمير فيصل؛ وبعد ذلك قرار فرنسا بفصل لبنان عن سورية وضم اراضي وراء جبل لبنان المسيحي التاريخي الى ‘لبنان الكبرى’. وفي آخر المطاف وفي عشية الحرب العالمية الثانية، خضوع فرنسا لمطالب تركيا ان يُنقل الى سيادتها اقليم اسكندرونة (هتاي).

وكانت فرنسا ايضا هي التي شجعت الأقلية العلوية على ان تخدم في الجيش ليكون ذلك وزنا معادِلا للأكثرية السنية وبحسب السياسة الاستعمارية التقليدية وهي ‘فرّق تسد’. ويلاحظ هذا التراث الى اليوم وهو الذي مكّن من سيطرة الأقلية العلوية برعاية حزب البعث العلماني. وهو الذي انشأ الوضع المتناقض الذي حظيت في اطاره سلطة الاسد وما زالت تحظى بتأييد ملحوظ من الأقلية المسيحية التي تبلغ 10 في المائة من مواطني الدولة والتي تراه برغم طبيعته القمعية أفضل ضمان في مواجهة طغيان أكثرية سنية. وكما هي الحال في العراق ومصر سارت العلمانية في سورية ايضا مع نظام قمع مع كل الفروق بين صدام حسين وحسني مبارك.

ليست الحرب الأهلية الحالية في سورية فقط حربا لنظام الاسد القمعي بل تحولت الى صراع ذي خصائص دينية وعرقية، وهي من هذه الناحية تُذكر بما حدث في يوغسلافيا. وتشير قوة جهات اسلامية متطرفة في صفوف المعارضة بتأييد السعودية احيانا وهي في جزء منها متصلة بالقاعدة تشير الى ان البديل عن نظام الاسد سيكون بعيدا عن ان يكون ديمقراطيا.

تفهم الأقليات هذا جيدا، فهناك مسيحيون بدأوا يغادرون سورية ويفكر الاكراد في الشمال الشرقي في منطقة حكم ذاتي ربما تنضم الى الاقليم الكردي الذي يُحكم ذاتيا في شمال العراق. اذا سقط الاسد فلا يمكن نفي سيناريو اجتماع العلويين في حصنهم الجبلي، ومن ذا يعلم كيف سيرد الاتراك الذين لهم حساب طويل مع سورية في كل ما يتعلق بالحدود بين الدولتين. وفي المقابل قد تكون ايضا تأثيرات في الأقلية العلوية الكبيرة في جنوب شرق تركيا وفي مصير السنيين في لبنان ايضا المركزين في الأساس في طرابلس التي تحاذي سورية.

يشهد هذا الانتقاض المحتمل لسورية على عمليات عميقة ذات شأن كبير لا تنحصر تأثيراتها فقط بمسألة مستقبل نظم الحكم بل تتصل بحقيقة وجود الدول. وقد بدأ يتضعضع الترتيب المناطقي الذي وجد بعد الحرب العالمية الاولى الذي كان جميع الحكام مهتمين الى الآن بالابقاء عليه. هذا ما حدث في العراق الذي لم يعد دولة عربية قومية وحدوية؛ وفي السودان التي حددت حدودها وقت الاحتلال البريطاني في نهاية القرن التاسع عشر والتي قُسمت الى اثنتين، وليس هذا آخر الامر؛ وفي ليبيا يصعب على اولئك الذين انتصروا على معمر القذافي الحفاظ على سلامة الدولة.

قد يُفسر محللون عرب هذه المقالة في الجو المشحون الحالي بأنها برهان آخر على مؤامرة صهيونية على العالم العربي، وكل دعوى تكون فقط تحليلا لتطور محتمل لن تقنع من يؤمنون بنظريات المؤامرة. لكن المسارات التاريخية لها احيانا نتائج غير متوقعة وكما لم يأت انحلال النظام في روسيا الشيوعية بالديمقراطية بل بفلاديمير بوتين، قد توجد ايضا في منطقتنا نتائج مفاجئة للربيع العربي.

شلومو أفنيري

هآرتس 8/8/2012

الجيش ينتقد تبذير المصادر العسكرية لانقاذ الاسد والصراع الداخلي ادى لخسارة ايران حرب الجواسيس

السعودية تدخلت باسم الطائفية لا الديمقراطية والدور الاجنبي يطيل امد الحرب ويزيد الضحايا

لندن ـ ‘القدس العربي’: مع خروج المقاتلين من حي صلاح الدين يتأكد ما قالوه وهو ان امريكا تخلت عنهم، فهم لم يحصلوا منها الا على الكلام كما يقول قيادي، خاصة انهم لا يطالبون بتدخل عسكري امريكي وجنود على الارض بل مساعدة في اقامة منطقة حظر جوي مثلما حدث في ليبيا العام الماضي.

ويرى المقاتلون هذه انهم لن ينسوا الموقف الامريكي السلبي وعدم تلبية مناشداتهم بعد الاطاحة بنظام الاسد، بل هدد قيادي منهم في حلب في تصريحات لصحيفة ‘واشنطن بوست’ قائلا ان امريكا ستدفع الثمن حيث ستخسر صداقة الشعب السوري الذي لن يثق بها.

نقاشات

وعلى الرغم من دعوة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون للتحضير لمرحلة ما بعد الاسد، والتقارير التي قالت ان امريكا فعلا تقوم بالتحضير لها، الا ان النقاش الدائر في ادارة اوباما لا يزال يتركز حول الموقف من تسليح المعارضة. وما يدفع النقاش الحالي في داخل الادارة هو فشل الحل الدبلوماسي.

ويرى محللون انه من الغبن اتهام امريكا، فهي قدمت للمعارضة اجهزة ومعدات اتصالات وهواتف ذكية، وقدمت مساعدات انسانية وارسلت فريقا من ضباط ‘سي اي ايه’ للعمل مع الجيش الحر في جنوب تركيا، وعوضا عن تلكؤ الادارة عن الدعم فقد كشف قبل ايام عن اصدار الرئيس باراك اوباما امرا لتزويد المقاتلين بمعدات غير قتالية والسماح للاستخبارات بالعمل داخل سورية، كما ان المعارضة تقول انها تلقت دعما ماليا من واشنطن لتسهيل عمليات شراء الاسلحة حسب الصحيفة.

واضافة لهذه الجهود فالخارجية الامريكية لم تتوقف عن اتصالاتها مع المعارضة من اجل تحديد الطرف الذي يمكن التحالف معه وتوصيل الدعم له.

سلاح المعارضة

ويظل الدعم المالي والعسكري للمقاتلين على قاعدة صغيرة ولم يعد يفي بحاجات المعركة التي تتوسع يوميا، خاصة مواجهة الحرب الجوية التي يشنها نظام بشار الاسد عليهم وقصفهم الدائم في حلب وغيرها من المدن. ولعل شكوى المقاتلين متعلقة بعدم معرفتهم بكل هذه الجهود حسب الصحيفة، فقد نقلت عن قيادي ميداني في بلدة الباب قرب حلب قوله انهم لا يتلقون اي دعم ويعتمدون على انفسهم فقط، ويتفق محلل يراقب نشاطات الجيش الحر مع هذا الزعم حيث يقول ان الكم الاكبر من اسلحة المقاتلين اما اشتراها المقاتلون من السوق السوداء او غنموها من الجيش او حملها معهم المنشقون عنه. ولعل الحديث عن الدعم العسكري للمعارضة مرتبط بالنقاش حول طبيعة المعارضة وغياب السيطرة على اراض يعمل منها الجيش الحر. لكن المقاتلين يقولون ان الوضع قد تغير وانهم يسيطرون على مناطق شاسعة من شمال البلاد. ويحذر الخبير اندرو تابلر من معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى قائلا ان استمرار واشنطن على موقفها يعني ان الكيان السياسي الذي سيظهر فيها لن يخدم مصالح امريكا لانه لن يكون نظاما ديمقراطيا علمانيا في اشارة لصعود التيارات الاسلامية المعتدل منها والمتشدد داخل الجماعات المقاتلة، وتقول تقارير ان هذه الجماعات تتلقى تمويلا خارجيا اكثر من الفصائل التابعة للجيش الحر.

تراقب بقلق

وفي الوقت الذي لا يتوقع فيه المقاتلون دعما من امريكا ولم يعودوا ينتظرونه الا ان الادارة نفسها تنظر بقلق من التطورات السريعة على الارض، فنهاية مبادرة عنان، وزيادة عمليات الانشقاق داخل النظام وعلى مستويات عالية، اضافة للانجازات التي حققها الجيش الحرـ يضع المصالح الامريكية في المنطقة امام تحديات، وهذا يفهم من تصريحات كلينتون التي ركزت على اهمية حماية الاقليات ووقف العنف ضدها او القيام بحملات انتقامية.

ووصف مسؤول امريكي تصريحاتها وخططها لمقابلة مسؤولين في المعارضة التركية بقوله ان كلينتون تحركت الآن للحديث مع الناشطين، بعد ان اقتنعت الاطراف المعنية بعدم التوصل لحل من خلال الامم المتحدة. وتغير الوضع الميداني بشكل يتطلب من جميع الاطراف العمل معا لتأمين انتقال السلطة. وما يقلق الادارة في المرحلة القادمة هي انها لم تتعرف بعد على هوية المقاتلين ونواياهم داخل سورية. ومن هنا يقرأ مسؤولون نقلت عنهم ‘واشنطن بوست’ في قرار كلينتون التوقف يوم السبت في انقرة على انها محاولة لاخذ رؤية عن الجماعات العاملة داخل سورية، مع انها لن تلتقي اثناء توقفها في انقرة مع ممثلين للجيش الحر.

ويقولون ان الزيارة تعكس المخاوف التركية من حرب طويلة في سورية وضعت حتى الآن اعباء كثيرة عليها من ناحية تدفق الالاف اللاجئين لاراضيها. ويعلق باحث انه لا امريكا ولا تركيا لديهما سياسة واضحة من الازمة، مشيرا الى ان الخطوة القادمة هي النشاط العسكري، والاتراك لا يريدون المشاركة فيها على الرغم من موقفهم المعادي للاسد ولكن لعدم دعم الرأي العام التركي لعمل عسكري. ولكن النقاش مستمر في واشنطن حول الخيارات التي يمكن عملها بناء على التطورات الجديدة، فهناك نقاش مثلا حول امكانية تأمين معبر من تركيا الى حلب حيث تقع المنطقة تحت سيطرة المقاتلين، وهذا الخيار وان بدا مغريا الا هناك عدة من المحاذير التي ترافقه منها استمرار القصف الجوي السوري على مواقع المقاتلين مما يطرح اسئلة حول تأمينه، مما يدعو الادارة لمناقشة امكانيات حماية الممر الى حلب، واضافة الى هذا الخيار زيادة التعاون مع الجيش الحر في مجال المعلومات الاستخباراتية وتزويده بمعدات متقدمة لمراقبة تحركات الجيش السوري اما الخيار الثالث فهو تسليح الجيش الحر. وهذه الخيارات مرتبطة بالتطورات على الارض خاصة ان ادارة اوباما ليست لديها فكرة عن المدة التي سيظل فيها الاسد متشبثا بالسلطة، فانهيار سريع للنظام قد يؤدي الى فراغ في السلطة وفوضى، ومن هنا كشف تقرير لصحيفة ‘نيويورك تايمز’ في الايام القليلة الماضية عن انشاء الخارجية والدفاع الامريكيتين خلايا عمل ناشطة تقوم الآن بدراسة مرحلة ما بعد الاسد والتخطيط لها، وتركز الخطط على اهمية عدم تكرار درس العراق بعد غزوه عام 2003 حيث ادى حل الجيش، وسياسة اجتثاث البعث الى فوضى اوصلت البلاد لحافة حرب اهلية. ومن هنا فستقوم كلينتون بنقل رسالة للمعارضة يوم السبت تركز على اهمية الابقاء على مؤسسات الدولة الامنية وعلى المؤسسات الخدماتية من اجل توفير الطعام والشراب والكهرباء والعمل على اعادة عجلة الاقتصاد من جديد.

ايران وحرب التجسس

وفي تقرير لصحيفة ‘ديلي تلغراف’ جاء فيه ان ايران تواجه مشاكل في عملياتها السرية في سورية وحول العالم وانها تخسر حرب الجواسيس مع كل من اسرائيل وامريكا.

وقال التقرير ان فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني والشبكات السرية التابعة لحزب الله حول العالم تبدو الآن كـ ‘عصابة’ غير قادرة على اصابة الهدف فسلسلة من العمليات الاخيرة تقترح ان الجهاز الامني للحرس الثوري ولحزب الله لم يعودا بنفس القدرة والذكاء في التخطيط كما في السابق. فبحسب مصدر في العاصمة الايرانية في طهران ان فشل جهاز الامن الخارجي للحرس الثوري ادى الى حرب داخلية بين المسؤولين في وقت تواجه فيه ايران مخاطر خسارتها اهم حليف لها في المنطقة العربية، اضافة للتهديدات الامريكية والاسرائيلية فيما يتعلق بالمشروع النووي. ولهذا ففشل عملياتها السرية يأتي في وقت غير مناسب. ويشير التقرير الى اعتقال المقاتلين السوريين 48 ايرانيا قالوا انهم من عناصر الحرس الثوري وذلك نهاية الاسبوع الماضي، كما انتشرت شائعات ان قائد فيلق القدس قاسم سليماني نفسه جرح في هجوم على موكبه في دمشق. ومشكلة الرهائن الايرانيين ليست الوحيدة فسلسلة من العمليات الفاشلة نسبت للحرس الثوري اظهرت ملامح عجزه مع ان عملية تفجير حافلة كانت تقل سياحا اسرائيليين في هنغايا كان نجاحا.

فشل على كل الجبهات

ويقول التقرير ان ايران تواجه فشلا على معظم الجبهات ان لم تكن كلها في حرب الجاسوسية مع امريكا واسرائيل. واشار الى نجاح الهجوم على اجهزة الطرد المركزي في المنشآت النووية من خلال فيروس ‘ستاكسنيت’ عام 2010 واستهداف واغتيال علمائها. وقد انكرت ايران اية علاقة لها بسلسلة من العمليات الفاشلة في امريكا، وقبرص والهند وتايلاند واخيرا عملية بلغاريا الناجحة على الرغم من اعتبار البعض لها انها محاولات انتقامية من اغتيال علمائها وباحثيها في المجال النووي. وكان التلفزيون الايراني قد بث يوم الاحد فيلما وثائقيا ‘نادي الارهاب’ واظهر فيه عملاء ايرانيين اعترفوا ان اسرائيل دربتهم للقيام بعمليات ضد العلماء الايرانيين، وفي اتجاه اخر قام محلل في شرطة نيويورك باعداد قائمة من عمليات دعمتها ايران في عدد من المدن حول العالم هذا العام وكلها كانت موجهة لاهداف اسرائيلية.

وفي الحديث عن العمليات هذه فانها معقدة وعصية على الفهم فمن الصعوبة مثلا التصديق ان تقوم ايران باستئجار مهرب مخدرات مكسيكي لقتل السفير السعودي، كما ان الرهائن في سورية تقول ايران انهم حجاج كانوا في زيارة لمسجد السيدة زينب في دمشق. ويذكرالتقرير بتاريخ العمليات الخارجية الايرانية والمثيرة للدهشة، حيث قامت بانجازات كبيرة في ملاحقة المعارضين واستهداف اهداف يهودية كما في بيونيس ايرس – الارجنتين عام 1981 وترد نجاحاتها الى ان الاستخبارات الخارجية كانت تابعة لوزارة الامن. وفي السنوات الاخيرة وبعد الانتخابات المزورة عام 2009 فقد تم استبعاد الوزارة واوكل العمل الى لجان تفتقد للكفاءة في الحرس الجمهوري او فيلق القدس.

وينقل عن عميل امريكي قوله ان الحرس الثوري يعتمد على عملاء من حزب الله انى وجدوا او استئجاره ولا يتورع عن استخدام عناصر اجرامية. وقال ان سبب الفشل يعود الى محاولة الايرانيين القيام بتسع عمليات في مدة لا تزيد عن ستة اشهر، حيث قال ان عملية او اثنتين كافية لكن تسعة فهذا كثير.

غضب في الجيش

ويقول مصدر نقل عنه التقرير ان قادة الجيش النظامي الذين همشهم الحرس الثوري يتهمونه بتبذير المصادر العسكرية والقدرات السياسية من اجل انقاذ نظام الاسد.

وقال المصدر ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد كان الداعم الرئيسي للاسد حيث زوده بمعدات عسكرية متقدمة لتعزيز قوة النظام، كما قام حلفاؤه في الحرس الثوري بنصح الاسد باستخدام القوة وعدم الاهتمام بالاصلاح.

وتختم بالقول ان القيادة الايرانية ربما اندفعت نحو اتخاذ هذا الموقف لحماية حليف مهم لدعم حزب الله، لكن الموقف متعلق بالصراع بين نجاد والمرشد الاعلى للثورة الايرانية علي خامنئي الذي قد يستغل سجل فشل الحرس الثوري من اجل عزل قادة ليسوا من معسكره.

نحو الظلام

وحذر الكاتب شيموس ميلين في مقال له في ‘الغارديان’ من مخاطر التدخل الاجنبي في الازمة السورية، وقال ان دعم القوى الاجنبية للمقاتلين لن يجلب الحرية لسورية بل الحرب والنزاع الطائفي. وقال ان تدمير سورية الان يتم بشكل كامل، فما بدأ كثورة شعبية قبل 17 شهرا اصبح حربا طائفية تساهم باشعالها قوى اقليمية ودولية وتهديد بابتلاع كل المنطقة. ويشير الى التطورات الاخيرة واهمها اختطاف 48 ايرانيا، حاجا ام من الحرس الثوري، ايا كانت الرواية تؤشر الى ما يمكن للمنطقة مواجهته.

معهد بيغن السادات: هجوم إسرائيلي أوْ غربي لتدمير الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية ليس واردًا لأن قصف المخازن سيؤدي إلى كارثة بيئية في الشرق الأوسط

زهير أندراوس

الناصرة ـ ‘القدس العربي’ ما زال السلاح الكيماوي والبيولوجي، الذي تمتلكه سورية يقض مضاجع صناع القرار في الدولة العبرية، وبموازاة ذلك، تعكف مراكز الأبحاث المختلفة، والتي ترفع توصياتها إلى الحكومة الإسرائيلية، تعكف على إجراء الدراسات لدرء هذا الخطر المحدق بالدولة العبرية، على حد تعبير الساسة في تل أبيب.

وفي هذا المضمار، نشر أمس معهد بيغن – السادات، التابع لجامعة بار إيلان بحثًا حول القضية، إن للدولة العبرية ما يكفي من الأسباب الوجيهة للتخوف من السلاح المذكور، وتحديدا من أنْ يقع في أيدي حزب الله أوْ تنظيمات إسلامية متشددة، التي كانت وما زالت وستبقى، على حد تعبير مُعد الدراسة، الجنرال في الاحتياط داني شوهام، وهو المحلل السابق في شعبة الاستخبارات العسكرية ووزارة الأمن الإسرائيلية، أكثر تطرفًا وعدائية لإسرائيل من النظام السوري الحاكم اليوم، ورأت الدراسة أن قيام دولة الاحتلال مع الغرب أوْ بدونه بقصف المواقع التي تخزن فيها سورية هذه الأسلحة من شأنها أنْ تسبب تلوثًا بيئيًا كبيرا، وبالتالي ينصح البحث المستويين السياسي والأمني في إسرائيل بالعزوف عن هذه الإمكانية، وصب جل اهتمامهم في العمل على إيجاد نظام سوري بديل لنظام الرئيس، الدكتور بشار الأسد، بحيث يكون النظام الجديد مستقرًا وعقلانيًا، على حد تعبير البحث.

وقالت الدراسة إن سورية تمتلك اليوم ترسانة عسكرية كبيرة ومذهلة للغاية، من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، وتمتلك أيضًا العديد من منصات إطلاق الصواريخ المتطورة، بالإضافة إلى القذائف والصواريخ والطائرات وقذائف المدفعية ورؤوس حربية عنقودية، وهي في معظمها ذات جودة عالية، كما أن لدى دمشق صواريخ من طراز (سكود) قادرة على حمل رؤوس كيماوية، وبإمكان هذه الصواريخ، أضافت الدراسة، يُمكن لسورية أنء تُصيب أي مكان في العمق الإسرائيلي، حتى إذا تم إطلاقها من بعيد، أي ليس بالقرب من الحدود الشمالية، لافتةً إلى أن نظام الأسد بات قريبًا من النهاية، ولكن حتى اليوم لم تُحسم قضية الأسلحة غير التقليدية التي يملكها، الأمر الذي يزيد من خطورة هذه الأسلحة.

وبرأي معد الدراسة فإن القضية معقدة أكثر مما يتصور العالم، ذلك أن سورية قد تلجأ لتزويد حزب الله بهذه الأسلحة من أجل جر الدولة العبرية إلى مواجهة عسكرية، الأمر الذي سيقود إلى حرب واسعة في منطقة الشرق الأوسط، لأن القصف الإسرائيلي سيمنح الشرعية لنظام الأسد باستعمال هذه الأسلحة ضد تل أبيب. وتابعت الدراسة قائلةً إن الأسد قد يلجأ إلى استعمال هذه الأسلحة ضد الشعب السوري، في حال فشله في قمع الاحتجاجات بالأسلحة العادية، وهذا ما يُفسر، تقرير المخابرات الأمريكية الأخير، الذي أكد على أن النظام في دمشق قام مؤخرا بنقل مخازن هذه الأسلحة من مكان إلى أخر، كما قالت الدراسة إن والد الرئيس، الراحل حافظ الأسد، استعمل هذه الأسلحة في العام 1982 عندما قتل المحتجين في حماة، واستعمل الغازات السامة المسماة (سيانيد).

ورأت الدراسة أن أجراس الخطر التي تقرعها المخابرات الأمريكية في هذا السياق، غير كافية، مشيرةً إلى أن البدائل المطروحة على الطاولة أكثر تعقيدًا، ذلك أن نقل الأسلحة من مكان إلى أخر، هو بمثابة رسالة تحذير إلى الغرب كي لا يُقدم على التدخل العسكري ضد سورية، كما أن هناك احتمالاً يُشير إلى أن القيادة السورية أخفت الأسلحة لاستعمالها في وقتٍ لاحقٍ، أو تسليمها إلى حزب الله وإيران، واتهمت الدراسة روسيا وإيران بتقديم المساعدة للسوريين في إنتاج هذه الأسلحة، كما قالت الدراسة إنه من المحتمل جدًا، وهذا تعقيد إضافي، أنْ كمية ملموسة من المواد الكيميائية في العراق تم تهريبها إلى سورية قبل وأثناء حرب الخليج الثانية، وهي الآن جزء من المخزون الاحتياطي السوري.

ولفتت الدراسة إلى أن سورية لم تنف حيازتها لهذه الأسلحة غير التقليدية، وتشير التقديرات إلى أن سورية تمتلك الآلاف من القنابل وأكثر من 100 صاروخ من طراز (سكود)، التي بإمكانها حمل الرؤوس الكيماوية والبيولوجية والتي تعتبرها الدراسة باليستية، وتمتلك غاز الأعصاب VX، بالإضافة إلى غاز الخردل. كما قالت الدراسة إن حقيقة أن سورية تحاول تطوير أسلحة نووية هو دليل آخر على طموحها لتجاوز الأسلحة الكيماوية على الرغم من ترسانتها الهائلة، لافتةً إلى أن إيران وكوريا الشمالية ساعدتا سورية بشكل كبير في مجال إنتاج وتطوير الأسلحة الكيماوية والنووية.

وتابعت الدراسة إن تحييد الأسلحة غير التقليدية السورية من قبل قوة دولية ستكون خطوة إيجابية، ولكن في الوقت الحاضر يبدو أن هذا السيناريو ليس واردًا، في هذا الوضع المتقلب للغاية، فإن أفضل سيناريو هو نقل الأسلحة غير التقليدية السورية إلى منظمات الأمم المتحدة المختصة، ولكن مرة أخرى، فإن فرص حدوث ذلك ضئيلة جدًا، أما أسوأ سيناريو، بحسب معهد بيغن-السادات فيتمثل باستخدام الرئيس الأسد هذه الأسلحة، داخليًا وخارجيًا أيضًا، أوْ أنْ ينقلها لحزب الله.

كما رأت الدراسة أن الرئيس الأسد لن يتورع عن نقل الأسلحة إلى إيران، مع أن ذلك يتطلب منه ومن إيران أنْ تتم عملية النقل جويا، في ما أن تزويد حزب الله بهذه الأسلحة يُمكن أنْ يتم عن طريق البر، أما السيناريو الأكثر احتمالاً لأن يتحول إلى واقع فيتمثل في استمرار السيطرة السورية على ترسانة الأسلحة غير التقليدية من قبل النظام الحالي، تليها محاولة لنقل الترسانة إلى إيران في حال وصول النظام إلى أيامه الأخيرة، وخلصت الدراسة إلى القول إن الغرب، بما في ذلك إسرائيل، ليس لديه خيارات جيدة كثيرة، لأن القصف المباشر لمادة كيميائية أو بيولوجية لمخازن الأسلحة يؤدي إلى تلوث بيئي كبير، وبالتالي فإن هذا السيناريو ليس واردًا على الإطلاق. وخلاصة القول، إنه توقع أحداث في وضع معقد مثل هذا يكاد يكون من المستحيل، بالمقابل، فإن الدول الغربية يجب أنْ تُعول على الوزراء والجنرالات السوريين الذين انشقوا للحصول على معلومات تُسهل المهمة، ولكن، في النهاية، أكدت الدراسة، أن مصير الترسانة السورية غير التقليدية سيبقى التحدي الأكبر للجميع.

مؤتمر طهران اليوم تحضير لما بعد حلب

تقارب إيران الملف السوري هذه الأيام من زاويتين: الأولى داخلية، ميزتها الاطمئنان إلى سيطرة النظام وقدرته على حسم معركة حلب، التي تعتبرها مفصلية. والثانية خارجية عبر الضغط باتجاه تحصين سوريا من أي تدخل خارجي، وخاصة تركي بلغ حد التهديد بتجميد العلاقات التجارية مع أنقرة، وعبر تمهيد الأرضية لمفاوضات إقليمية دولية تتوقع طهران أن تنطلق بعد استعادة الرئيس بشار الأسد لسيطرته على ثاني أكبر مدينة في البلاد

إيلي شلهوب

إيران لا تزال على موقفها: حل الأزمة السورية لن يكون إلا سورياً، ومستنداً إلى حوار الأطراف المتصارعة. هدفها: إقناع العدد الأكبر من الدول بدعم هذا الخيار. حراك تريده موازياً لتجمع المتورطين في سفك الدماء في هذا البلد. الغاية الاستراتيجية من وراء ذلك تحضير الأجواء لمرحلة ما بعد «انتصار» النظام في حلب. وقتها، تعتقد طهران، أنه لن يكون هناك بديل من التفاوض بين الدول التي تقف إلى جانب هذا الطرف وذاك. تركيا وضعها حساس في هذا الإطار. دورها مؤثر بلا شك إن هي قررت التدخل ميدانياً في معركة حلب. وعليه، يبدو جلياً لماذا تشنجت الأجواء فجأة على خط أنقرة ــــ طهران التي توعدت بتجميد العلاقات التجارية البينية، في خطوة يُرجح أن تحذو بغداد حذوها.

وتفيد المعلومات الورادة من طهران بأن المؤتمر، الذي يُعقد اليوم تحت عنوان «الاجتماع التشاوري حول سوريا»، تحضّر له الجمهورية الإسلامية منذ نحو 15 يوماً، ويجري تحت إشراف وزارة الخارجية الإيرانية التي ركزت اتصالاتها على «الدول غير المتورطة مباشرة بالأزمة السورية، باستثناء تركيا التي وجهت لها دعوة». وتضيف إن «المدعوين الأساسيين هم الصين وروسيا والمبعوث الدولي السابق كوفي أنان. كانت النية في دعوة هذا الأخير وضعه تحت الأمر الواقع وإقناعه بالبقاء في منصبه، أو توديعه بما يليق به، لكنه قرر عدم الحضور، على ما يبدو بفعل الضغوط الكثيرة التي تعرض لها». وتشير إلى أن عدد الدول التي أكدت حضور مؤتمر اليوم يبلغ 20 دولة، تتقدمها روسيا والصين وتركيا وباكستان والهند وموريتانيا والجزائر والكويت وعمان والإمارات والعراق وتونس، لافتة إلى أن ثماني دول ستتمثل بوزراء خارجيتها، فيما البقية بمستويات أدنى.

ومعروف أن لبنان قرر عدم حضور المؤتمر انسجاماً مع سياسة النأي بالنفس التي يتبعها. وتفيد مصادر عراقية وثيقة الاطلاع بأن العراق سيتمثل بوفد رفيع المستوى، غير وزير الخارجية هوشيار زيباري الذي «يمثل الوجه الأميركي في النظام العراقي». وتؤكد مصادر إيرانية معنية بهذا الملف أن المعلومات الموجودة بحوزة طهران تؤكد «ممارسة ضغوط هائلة على هذه الدول إما لمقاطعة المؤتمر، أو على الأقل تخفيض مستوى المشاركة فيه، كما حصل مع أنان الذي كان قد تعهد بالحضور».

أما الهدف الأساسي من المؤتمر، بحسب المصادر نفسها، فهو «جمع المعارضة والنظام السوريين إلى طاولة حوار بهدف التوصل إلى حل سوري للأزمة التي تعصف ببلاد الشام، وخاصة أننا (الإيرانيون) قد نجحنا في أن نأخذ تعهداً من عدد لا بأس به من قوى المعارضة بقبول الحوار»، مشيرة إلى أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي أبلغ ذلك إلى الرئيس السوري بشار الأسد في خلال اللقاء بينهما، والذي حصل فيه جليلي على موافقة الأسد على أمر كهذا». وتتابع المصادر أن طهران «تريد من هذا المؤتمر أن يكون الرد المقابل على مؤتمر أعداء سوريا («أصدقاء سوريا») الذي يهدف إلى التسليح والتعنيف والتطييف. الأمل في إقناع العدد الأكبر من الدول بالتشجيع والمساهمة بحل سوري سوري».

وتكشف المصادر عن أن الإيرانيين «يعتقدون أن سوريا ستكسب معركة حلب قطعاً، وأنه بعد هذه المرحلة سيأتي دور التفاوض بين القوى التي أرادت تدمير الدولة السورية وإسقاط نظامها وبين الدول التي تريد إنجاح الحل السياسي وإيجاد مخرج سوري للأزمة»، مشيرة إلى أن مؤتمر اليوم «سيكون بمثابة تحضير للأرضية لمفاوضات كهذه». وتوضح «بدت لهجة هيلاري كلينتون جلية عندما أعربت عن مخاوفها من أن تتحول سوريا إلى مرتع لتنظيم القاعدة. هذا يعني أن الأميركيين، ورغم دعمهم للمسلحين، يحضّرون تحت الطاولة لما بعد حلب». والدليل على ذلك، بحسب هذه المصادر، «حضور تركيا والكويت وسلطنة عمان والإمارات وتونس مؤتمر طهران، على الرغم من أنها تنتمي إلى المعسكر المقابل. وهذا الأمر ليس سهلاً، أخذاً بالاعتبار أن حضورها، وخاصة الكويت وسلطنة عمان، سيكون على مستوى وزير أو وكيل وزارة. إنه أبرز مؤشر على تصدع الجبهة المقابلة، وعلى استعدادها للدخول في حوار ما أن ينجلي غبار معركة حلب».

ويُفترض أن يُفتتح مؤتمر اليوم بكلمة لوزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، تليها كلمات موفدي الدول المشاركة، في جلسة ستكون مفتوحة للإعلام، يتبعها جلسة مغلقة، فمؤتمر صحافي ومن ثم إفطار، يتوقع أن يشهد في نهايته لقاء مع مسؤول إيراني رفيع المستوى، ترجح التكهنات أنه قد يكون المرشد علي خامنئي.

جليلي: لن نقف مكتوفي الأيدي

ويأتي المؤتمر في ختام جولة إقليمية بالغة الأهمية قام بها جليلي على كل من لبنان وسوريا والعراق، أكد في خلالها وجهة نظر إيران في موضوع الحوار السوري ـــ السوري، وفي الوقت نفسه على أن دمشق جزء أساسي من محور المقاومة و«لن نقبل بكسر هذا المحور». وتفيد مصادر إيرانية مطلعة على كواليس هذه الجولة بأن «الأسد شكر جليلي على هذا الموقف الإيراني الحازم، وأكد له أن السوريين قادرون بقواهم الذاتية على كسر هجمة المعتدين وصد الحرب الكونية التي تُشن عليهم»، فرد جليلي بأن «هذا أمن قومي إيراني، بل أمن قومي إقليمي ودولي. وفي حال تطور الأمور، لن نقف مكتوفي الأيدي. سنمنع أي تدخل من خارج الحدود السورية. داخل الحدود، نحن واثقون من أنكم قادرون على السيطرة وتجاوز الأزمة».

واللافت في زيارة جليلي لسوريا كان اجتماعه بوزير الحوار الوطني علي حيدر، الذي ناقش معه تفاصيل مؤتمر طهران. صحيح أن حيدر سبق أن زار موسكو حيث بحث ملف الحوار السوري، لكنها المرة الأولى التي يذهب فيها مبعوث رفيع المستوى إلى دولة مؤثرة في الملف السوري ويناقش معه تفاصيل موضوع كهذا.

أما بالنسبة إلى زيارة جليلي للعراق يوم أمس، فقد استهدفت «تعزيز الموقف الحالي للقيادة العراقية الداعم لسوريا والذي تحاول الولايات المتحدة، عبر بعض أدواتها في المنطقة والعراق نفسه، تقويضه، على غرار الضغوط التي تمارسها أنقرة على إقليم كردستان والذي تم التعبير عنها بالزيارة الأخيرة لوزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو لإربيل وكركوك». وتضيف المصادر إن أحد الأهداف الأساسية لجولة جليلي أيضاً يتمثل في «احتضان الأكراد جميعاً في المنطقة، والدفع باتجاه المزيد من التفهم لموضوعهم الإنساني».

وتفيد مصادر متقاطعة في طهران وبغداد ودمشق بأن هذا التفهم للموضوع الكردي قد أثمر «اتفاقاً عملياتياً بين جميع فروع حزب العمال الكردستاني التي تدين بالولاء للزعيم التركي عبد الله أوجلان في تركيا وإيران والعراق وسوريا، وتعهداً بعدم القيام بأي عملية في أراضي إيران والعراق وسوريا، بل حماية الحدود الشمالية لهذه الأخيرة من أي هجوم تركي». وتضيف إن «عناصر حزب العمال تسلموا بالفعل أربع محافظات سورية شمالية، حيث كلفوا أنفسهم بحمايتها من أي عدوان تركي. في المقابل، فإن الجهود التركية كلها، من أردوغان إلى داوود أوغلو، والتي بلغت حد طلب وساطة روسيا لإقناع الأكراد بهدنة ولو في شهر رمضان، قد باءت بالفشل. الأتراك يتوسلون الروس و(رئيس إقليم كردستان العراق مسعود) البرزاني لإقناع حزب العمال بوقف هجماته من دون جدوى. الهجمات مستمرة، ومعها تهديد الحزب لأنقرة بإحراق الأخضر واليابس في تركيا». ولعل ما يعزز هذه المعلومات تأكيد مسؤول عراقي كردي بأن البرزاني «بعث أخيراً موفداً إلى الأسد لطمأنته وليؤكد له أن أراضي كردستان لن تكون ممراً ولا مقراً لأي هجوم على سوريا».

صالحي يتوعد أنقرة

وترافقت الجولة الإقليمية لجليلي مع زيارة خاطفة قام بها صالحي لأنقرة، حيث كان له «لقاء عاصف جداً مع داوود أوغلو، أكد له فيه أنه ليس بإمكان إيران ولا قوى الممانعة أن تقبل بإسقاط الأسد أو تدمير سوريا. هذا خط أحمر». لقاء انعكس في بيان تركي عنيف جداً ضد طهران، صدر بينما كان صالحي لا يزال في أنقرة.

وتقول مصادر إيرانية قريبة من صالحي إن الأخير حذر الأتراك من الإتيان بأي حركة تهدد سوريا أو نظامها، مرفقة بتهديد بأن طهران تفكر جدياً في تجميد العلاقات التجارية مع تركيا.

ومعروف أن الأزمة السورية تحولت إلى أزمة حكم في الداخل التركي مع توقع مصادر إيرانية رفيعة المستوى بأن «داوود أوغلو سيعتزل الحياة السياسية بعد معركة حلب»، مشيرة إلى أن «الرد الشعبي في العراق ولبنان على تركيا يمكن أن يزيد من مأزق الأتراك». وتساءلت «ماذا ستفعل أنقرة لو قرر أحدهم في لبنان استضافة الكتيبة التركية في اليونيفيل على غرار استضافة المسلحين السوريين المدعومين من تركيا اللبنانيين الـ 11؟»، مشيرة إلى وجود «نقاش جدي في جنوب العراق بطرد كل المصالح التركية».

وتقول المصادر إن زيارة صالحي لتركيا استهدفت تحقيق أمرين: تغيير السلوك التركي حيال الأزمة السورية وإطلاق الإيرانيين الـ 48 المختطفين في هذا البلد، والذين حمّلت الجمهورية الإسلامية أنقرة والرياض والدوحة مسؤولية اختطافهم.

ويتوقع أن تحيّد إيران السعودية في تصريحات مسؤوليها خلال الأيام المقبلة بطلب من الرئيس محمود أحمدي نجاد، الذي سيشارك في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في مكة في 14 و15 الجاري، بناءً على تعهد من قبله بإقناع الملك السعودي عبد الله بالمشاركة في قمة عدم الانحياز في طهران.

وتشير المعلومات إلى أن كلاً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي عبد الله غول سيكونان ضيفي شرف في قمة منظمة دول عدم الانحياز التي ستنعقد في طهران في نهاية هذا الشهر. واللافت أن روسيا وتركيا ليستا عضوين في هذه المنظمة. وإذا كانت دعوة بوتين بديهية باعتباره النصير الأكبر لمحور الممانعة، فإن في دعوة غول مناكفة إيرانية مقصودة لأردوغان الذي عادةً هو من يشارك في مناسبات كهذه.

تجدر الإشارة إلى أن موقف إيران بأنها لن تسمح بتدمير الدولة السورية أو بإسقاط نظامها قد أبلغ إلى الرئيس المصري محمد مرسي، وذلك في خلال زيارة نائب الرئيس الإيراني حميد بقائي للقاهرة، حيث سلمه الدعوة إلى المشاركة في قمة عدم الانحياز، التي وعد بتلبيتها، علماً بأن الموقف المعلن لمرسي يؤكد أنه ضد العنف ومع الحل السياسي في سوريا، وإن كان يحمل الطرفين مسؤولية الأزمة.

المالكي مع تجنيب سوريا المآسي

أعلن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي (الصورة)، خلال لقائه جليلي، أمس، دعم بلاده لأي جهد يحقق للشعب السوري أهدافه بشكل سلمي وعبر الحوار والتفاهم. وقال إن «موقف العراق يدعو الى تجنيب سوريا وشعبها المزيد من المآسي، وبما يساعد على حفظ أمن المنطقة واستقرارها». وقالت وزارة الخارجية العراقية، في بيان، إن جليلي وزيباري حذرا من أن الأمور في سوريا «وصلت الى مرحلة مقلقة».

أما رئيس مجلس النواب العراقي، أسامة النجيفي، فقال «كان لنا رأي بأن يكون للشعب السوري كلمة في تحديد مستقبل سوريا، ولا بد أن تكون هناك محاولات وأمور جدية لإطفاء الحريق في سوريا حتى يكون هناك كلام حول الانتقال وتداول السلطة». وأضاف «لم نتفق (مع جليلي) على كل شيء، لكننا اتفقنا على الأفكار العامة وهي أن يكون للمسلمين تقارب وتفاهم وعدم إعطاء الآخرين مجالاً للتدخل في الأمة الإسلامية وإثارة النعرات المذهبية والطائفية التي هي أخطر ما يهددها».

(ا ف ب، يو بي آي)

تركيا تجني الخيبات من «الربيع العربي»

حسني محلي

إسطنبول | على الرغم من الحذر النسبي الذي سلكته أنقرة في علاقاتها مع طهران منذ بداية الأحداث في سوريا، يعرف الجميع جيداً أن حكومة رجب طيب أردوغان، التي دخلت تحالفاً استراتيجياً مع «الجبهة السنية» في الخليج، لا ولن تتأخر في إعلان موقف واضح في موضوع إيران. وجاءت تصريحات رئيس الأركان الإيراني فيروز آبادي الذي حمّل تركيا وقطر والسعودية مسؤولية الدماء التي سفكت في سوريا، لتضع أنقرة أمام تحديات حاسمة وواضحة في علاقاتها مع طهران التي اتهمها بعض المسؤولين الأتراك منذ البداية بالانحياز إلى جانب الرئيس «العلوي» لأن طهران «شيعية». واستغلت حكومة أردوغان تصريحات آبادي وسعيد جليلي في دمشق لتعلن موقفاً واضحاً جاء على لسان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أولاً ثم بنحو أوضح من وزير خارجيته أحمد داوود أوغلو الذي اعتبر إيران شريكاً للأسد في قتله للشعب السوري. وقال إن حكومته «لا ولن تقبل بسياسات إيران في سوريا». وأضاف «أن أنقرة لا يمكنها أن تقبل بتصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين»، مشيراً إلى اختلاف وجهات النظر الجدية بين إيران وتركيا في موضوع سوريا.

وصادفت كل هذه التطورات السريعة الاشتباكات العنيفة التي تشهدها منطقة هكاري جنوب شرق البلاد، بين المئات من عناصر حزب العمال الكردستاني والجيش التركي الذي أعلن المنطقة محظورة ومنع على الجميع، بمن فيهم الإعلاميون وأعضاء البرلمان، دخولها. وأشارت مصادر حكومية بأصابع الاتهام إلى سوريا وإيران، بدعم حزب العمال الكردستاني. ويعرف الجميع أنهم جاؤوا إلى المنطقة من شمال العراق. ويتهرب المسؤولون الأتراك من توجيه أصابع الاتهام إلى رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، الذي تعقد عليه أنقرة آمالاً كبيرة في مخططاتها للتخلص من حكومة نوري المالكي «الشيعية»، وبالتالي لضبط الأمور في المناطق الكردية شمال وشمال شرق سوريا، في حال تدهور الوضع الأمني في سوريا عموماً.

وتحدثت المعلومات الاستخبارية التركية عن احتمالات أن يسيطر أتباع وأنصار حزب العمال الكردستاني التركي على المنطقة وإعلان كيان فدرالي كردي هناك. ويبقى الدور التركي في سوريا مفتاح الأزمة التركية _ الإيرانية، التي انعكست وستنعكس على مجمل معطيات المنطقة، بعدما انتقلت تركيا إلى الخندق «المعادي» لسوريا، فيما وقفت إيران ومعها حكومة المالكي ونسبياً لبنان إلى جانب دمشق. ويعرف الجميع أنه لولا الدعم التركي للمعارضة السورية سياسياً وعسكرياً، لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه في سوريا التي كانت على وشك أن تتحد مع تركيا نهاية عام 2010. وهي الحال نفسها بالنسبة للعلاقات التركية _ العراقية، بعدما وقّع البلدان صيف 2009، 52 اتفاقية للتعاون الاستراتيجي انعكست معها العلاقات التركية _ السورية على العلاقات التركية _ الإيرانية في جميع المجالات. وكادت المنطقة تشهد انتصاراً تاريخياً عرقياً ومذهبياً، حيث نجح «العلوي» بشار الأسد في إقامة وتطوير علاقات استراتيجية مع «الإخوانجي السنّي» رجب طيب أردوغان، وانعكس ذلك على إيران «الشيعية» الحليف الاستراتيجي لسوريا، حالها حال الشيعة في لبنان.

وكان هذا الانتصار العقائدي الذي كاد يتحقق قد انعكس على الأرض، حيث ألغيت التأشيرات بين تركيا وكل من سوريا ولبنان والأردن والعراق وليبيا، وهو ما أسهم في تحقيق انفراج سياسي واقتصادي واجتماعي ونفسي في المنطقة عموماً، على الرغم من انزعاج جبهة «التحالف السنّي» في الخليج من هذا الانفراج الذي أسهم فيه في البداية الأمير القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وتبين لاحقاً أنه لعب اللعبة بذكاء من خلال علاقات مميزة مع الأسد والقيادة الإيرانية ودعم «الجزيرة» للمقاومة في لبنان. ولم تتردد أنقرة في التضحية بكل هذه الانتصارات بعد أن اتفقت مع واشنطن على أداء دور جديد في المنطقة عبر «الربيع العربي». وتراجعت أنقرة فجأة عن موقفها المعارض للتدخل الأجنبي في ليبيا. وقيل الكثير بعد ذلك عن المكاسب المحتملة لتركيا من خلال تحالفها مع واشنطن وبعد تسلّم الإخوان المسلمين للسلطة في مصر وتونس وليبيا، وهو ما لم يتحقق لأردوغان، ولا سيما بعد نجاح الليبراليين في ليبيا، واضطرار حركة النهضة إلى التحالف مع أحزاب ليبرالية وعلمانية في تونس، وأخيراً فشل المعارضة السورية «السنية» في إسقاط نظام الأسد. ودفع كل ذلك العديد من المراقبين للرهان على مستقبل المصالح التركية مع سوريا والعراق وإيران، ولا سيما إذا بقي الأسد في السلطة. ويعرف الجميع أن الأسد، ومعه العراق وإيران ولبنان، سيتحول إلى عدو جديد لأردوغان الذي يواجه ما يكفيه من المشاكل في موضوع حزب العمال الكردستاني بامتداداته في سوريا والعراق وإيران. كذلك يعرف الجميع أن استمرار الحرب في سوريا وانفجار الحرب الأهلية بين السنّة والعلويين، سينعكس أولاً وأخيراً على تركيا، قبل أي دولة أخرى، ولا سيما بوجود نحو 3 ملايين علوي هم امتداد للعلويين في سوريا ويعيشون في المناطق الحدودية المتاخمة لسوريا في أنطاكيا ومرسين وأضنة، ويضاف إليهم نحو 12 مليون علوي تركي لهم مشاكلهم مع الدولة التركية «العثمانية الجديدة».

ويبقى الرهان الأهم على الورقة الكردية تركياً وإقليمياً ودولياً، لأن حزب العمال الكردستاني سيستغل أحداث سوريا ليعلن حكماً ذاتياً أو فدرالياً في شمال وشمال شرق سوريا، وهو ما سيمثّل خطراً استراتيجياً على مجمل حسابات الجمهورية التركية التي في مثل هذه الحالة ستواجه أكبر تحدياتها منذ قيام الجمهورية التركية عام 1923، وستجد جميع دول المنطقة نفسها، نتيجة تطورات الوضع السوري، أمام تحديات قومية وعرقية ومذهية ودينية سببها الأساسي هو التغيير المفاجئ في سياسات أردوغان الذي قد يتحول كبش فداء لواشنطن.

ألغاز إنشقاق (حجاب ) تفضح اعداده لدور مستقبلي في التغيير السوري

عدنان أبو زيد

انشقاق حجاب قد يكون أيضاً قليل الأهمية، ولا يتعدى تأثيره الضجيج الإعلامي الذي تسبّب به أمس ما دام لا يخلّ بموازين القوى العسكرية خصوصاً، على الأرض.

إيلاف: يعتبر  محمد عاكف جمال ان النظام السوري من وجهة نظر مؤيديه ومعارضيه، وحتى أبرز أركانه داخل سوريا، “يعيش مرحلة النهاية لاسيما بعد انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب وما يمثله ذلك من  حلقة مهمة جدا من حلقات الابتعاد عن الأسد من قبل أقوى المقربين إليه، بعد أن غيبت الأحداث أبرز الرموز العسكرية والمخابراتية للنظام”.

ويصف جمال المرحلة التي يمر بها نظام الاسد بانها “مرحلة القفز من السفينة قبل الغرق النهائي”، وقد يكون هذا التشبيه هو الأقرب للواقع السوري، وبالتحديد للمقربين من الأسد الذين لديهم قراءتهم الأكثر واقعية، لأنهم على علم ودراية بما يجري، وبما يفكر به الأسد نفسه، وبعضهم بدأ يشعر بالنهاية.

وعلى ذات الصعيد نشرت صحيفة القدس العربي تفاصيل مثيرة عن رحلة انشقاق حجاب ووصوله الى الاردن . وبحسب عدة روايات لرحلة الانشقاق نشرتها وسائل الإعلام الإلكتروني الأردني فأن “حجاب قضى فيما يبدو الـ48 ساعة الماضية بين قوات الجيش السوري الحر داخل محافظة درعا وإنتقل فجر الأربعاء فقط إلى العاصمة الأردنية عمان.”

وترى الصحيفة ان عرض تفاصيل عملية عسكرية وإستخبارية معقدة بالطريقة التي عرضت بها  كانت الغرض منها تسويق ان ” حجاب هرب  بطريقة ذكية تطلبت عملا مكثفا لأكثر من 400 عسكري من ثوار الجيش الحر”.

كما سارعت وسائل الإعلام الأردنية لتلقف رواية ربطتها بحادثة غريبة وغير مألوفة وقعت في مناطق شمالي الأردن وهي إنقطاع التيار الكهربائي عن شمال المملكة نحو ثلاث ساعات . ووفقا للسيناريو فالهدف واضح هنا وهو إنجاح عملية تهريب حجاب وتأمين إنشقاقه.

لكن محللين يرون ان  حدث انشقاق حجاب قد يكون أيضاً قليل الأهمية، ولا يتعدى تأثيره الضجيج الإعلامي الذي تسبّب به أمس ما دام لا يخلّ بموازين القوى العسكرية خصوصاً، على الأرض.

وكان شريط فيديو خاص بث على الشبكة العنكبوتية يظهر حجاب وجميع أفراد عائلته بين بعض الأطفال و المواطنين والمقاتلين السوريين في مكان مجهول في محافظة درعا.

وثمة رواية اخرى لانشقاق حجاب كما ترويه وسائل اعلام  اردنية ، فبعض المصادر الأردنية لا زالت تصر على أن حجاب وصل الأردن قبل يومين على متن طائرة مروحية وغادر إلى قاعدة عسكرية في مدينة المفرق شرقي البلاد ثم توجه فورا إلى دولة قطر..

وترى الصحيفة ان “الإنطباع السياسي المتشكل هنا يشير الى ان الإثارة الإعلامية التي رافقت خروج حجاب سواء عبر الأردن أو غيرة أو أمس أو قبله بيومين مقصودة لذاتها ولأغراض (تضخيم) الرجل وإعداده لدور ما مهم مستقبلا”.

لكن مصادر  الجيش الحر تقول ان كتيبة المعتصم بالله من الجيش الحر نفذت عمليات عسكرية مكثفة وناجحة في القرى المحادية للشريط الحدود السوري الاردني وقد اختارت منطقة نصيب السورية بعد السيطرة عليها، وتمكنت من مساعدة حجاب على الوصول الى الاراضي الاردنية بسلام.

وقامت القوات المسلحة الاردنية باستقبال حجاب وإرساله الى عمان مباشرة في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء الاربعاء وفق مصادر موثوقة في مدينة الرمثا.

وإعترفت الحكومة الأردنية  الحمداني الاربعاء رسمياً بدخول رئيس الحكومة السورية السابق رياض حجاب الى أراضيها.

ويقارن الحمداني في مقاله المنشور في صحيفة الشرق الاوسط في عددها الصادر اليوم بين حال سوريا اليوم والوضع العراقي خلال فترة حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ، فيقول ” جميعنا يعرف أن إسقاط صدام في العراق كان سهلا للقوات الأميركية، ولكن ترتيبات ما بعد صدام ما زالت لم تنجز بعد، وهذا الحال ينطبق على الكثير من الدول العربية التي تخلصت من أنظمتها الشمولية وما زالت تتخبط في ملفات كثيرة، سواء أكانت أمنية أم سياسية أم اقتصادية في ظل التزاحم الكبير على السلطة الذي يصل أحيانا كثيرة إلى الاقتتال”.

الولايات المتحدة تستعد لمرحلة ما بعد الأسد

أ. ف. ب.

في الوقت الذي يشن فيه الرئيس السوري بشار الأسد حملة دامية للبقاء في الحكم، تعزز واشنطن استعداداتها لمرحلة ما بعد نظامه، مستفيدة من الدروس بعد غزو العراق في العام 2003.

واشنطن: لا يعلم المسؤولون الاميركيون الكبار الى متى يمكن أن يتمسك الرئيس السوري بشار الأسد بالنظام في مواجهة هجمات المعارضة، الا انهم يصرون على ان رحيله لا مفر منه ويقولون إن الحذر يحتم ضرورة الاستعداد لمشاكل السياسة الخارجية التي لن يكون من الممكن تفاديها لاحقا.

وتدعو واشنطن منذ فترة طويلة الى مرحلة “انتقالية” في دمشق، الا ان انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب هذا الاسبوع عزز الامال المتزايدة بان نظام الأسد شارف على الانهيار. وصرحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في جنوب افريقيا الثلاثاء “يمكننا ان نبدا بالحديث والاستعداد اكثر لما سيحصل لاحقا، غداة انهيار النظام”. واضافت “اعلم ان هذا سيحصل”.

وتغلب على السيناريوهات المتوقعة في سوريا بعد الأسد حتى الان الاسئلة الصعبة اكثر من وجود اجوبة. وهناك مخاوف من انهيار الدولة ونشوب حرب طائفية وانعكاسات امنية اقليمية بالاضافة الى ازمة انسانية. واحتمال ان يحصل كل ذلك في اوج حملة الرئيس باراك اوباما لاعادة انتخابه امام منافسه الجمهوري ميت رومني، يعطي البيت الابيض دفعا اخر للاستعداد لاسوا الاحتمالات وايجاد حلول ممكنة لها.

ومن بين دروس الربيع العربي، ان القوى الهائلة التي تحركت غالبا ما تحدت جهود الدول الغربية لمواكبتها مما جعل المسؤولين يواجهون صعوبات لاعتماد سياسيات جديدة تستجيب للتطورات المتسارعة. وشددت كلينتون وغيرها من كبار المسؤولين مرارا على ضرورة عدم المساس بمؤسسات الدولة السورية حتى تظل الدولة متماسكة بعد الاطاحة بنظام الأسد.

ويقول مسؤولون ان المداولات في الولايات المتحدة تستند بشكل جزئي الى دروس غزو العراق عندما ادت حملة اميركية لاجتثاث البعثيين الى استبعاد مسؤولين من الحزب الحاكم مما ساعد على تضافر شروط الفوضى واعمال العنف والتمرد التي اندلعت لاحقا.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني “من المنطق القول ان من المفيد النظر الى التجارب السابقة”، الا انه اشار الى انه وبالقياس الى ما حصل في الربيع العربي، فانه لا يوجد قالب واحد ينطبق على كل الثورات الاقليمية.

واقرت ريفا بالا الخبيرة لدى منظمة ستراتفور للتوقعات الجيوسياسية ان تجربة واشنطن المؤلمة في العراق تجعل المسؤولين الاميركيين يتريثون في تقييمهم وهم يحددون ما سيكون عليه المستقبل في سوريا. واضافت ان “الولايات المتحدة مدركة تماما لعواقب حملة اجتثاث البعثيين في العراق”.

ومضت تقول ان “الولايات المتحدة تفضل الا ينهار النظام فجاة في سوريا مما قد يحتم عليها (الولايات المتحدة) التدخل عسكريا لتامين مخزونات الاسلحة الكيميائية قبل وقوعها في ايدي جهاديين وعناصر مدعومين من ايران”.

وفي حال انهيار نظام الأسد، يقول المسؤولون انه من الضروري الحفاظ على الخدمات الاساسية مثل المياه والكهرباء مما يتطلب بقاء تكنوقراط غير متورطين مع اعوان الأسد السياسيين. وخلافا للعراق، فان الاستعداد للمستقبل في سوريا لن يقتصر على الولايات المتحدة فهي تجري حوارا مع حليفيها الاساسيين تركيا والاردن وغيرهما من القوى الاقليمية لاحتواء التاثير الاستراتيجي لايران.

وتباحث اوباما مرارا في النزاع السوري مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وحلفاء الولايات المتحدة الاوروبيين. ومن المقرر ان تعود كلينتون الى تركيا في نهاية هذا الاسبوع.

والاسبوع الماضي، زار وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الاردن للتباحث في الوضع في سوريا بعد الأسد مع الملك عبد الله الثاني. كما التقى السفير الاميركي السابق الى دمشق روبرت فورد مع مسؤولين بارزين من المعارضة السورية في القاهرة.

وفي الوقت الذي تلتزم به واشنطن بعدم تسليح المعارضة في سوريا، فان هناك اشارت واضحة بان الولايات المتحدة تؤدي دورا اكبر. واشارت تقارير الاسبوع الماضي الى ان اوباما وقع وثيقة تجيز لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية القيام بنشاطات سرية لدعم المعارضة المسلحة في سوريا.

كما قدم 12 مليون دولار اضافية على هيئة مساعدات انسانية للمدنيين السوريين. وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى “انه وضع انساني خطير ونحن نتكلم عن نصف مليون شخص يعانون من الجوع. كما هناك عشرات الاف الاشخاص الذين يفرون عبر الحدود”.

وقدمت واشنطن ايضا ما قيمته 25 مليون دولار من ادوات الاتصالات والمعدات الطبية للمقاتلين المسلحين في سوريا. وتواجه الجهات الخارجية التي لها دور في مستقبل سوريا مجموعة من المشاكل تتراوح بين التحقق من مخزون الاسلحة الكيميائية ومراقبة قدرات المعارضة المفككة وكيفية الانتقال نحو بناء المؤسسات السياسية.

كما تواجه هذه الجهات احتمال ان يؤدي انهيار نظام الأسد الى وقوع اعمال عنف اتنية وطائفية وغياب السلطة الذي يمكن ان تستغله مجموعات مثل تنظيم القاعدة. ويمكن ان يؤدي انفجار الوضع على هذا النحو وربما بدعم من ايران الى انتقال انعدام الاستقرار الى المنطقة المتوترة اصلا مما يمكن ان يهدد اسرائيل والاردن ولبنان الذي شهد سابقا حربا اهلية.

واشار العاهل الاردني الى احتمال اخر وهو ان يلجأ الأسد الى معقل الطائفة العلوية في شمال غرب سوريا واقامة كيان فيه في حال سقوط نظامه. وقال الملك عبد الله الثاني “بالنسبة لنا اعتقد ان ذلك سيكون اسوأ سيناريو — لان ذلك يعني انقسام سوريا الكبرى”.

طهران تغازل المعارضة السورية استعداداً لمرحلة ما بعد الأسد

محمد نعيم

تميل حكومة طهران إلى مداهنة المعارضة السورية، للحفاظ على وضعيتها في سوريا ولبنان حال سقوط نظام بشار الأسد، وترى التحليلات السياسية في دمشق وبيروت ان مؤشرات سياسة إيران الجديدة لاحت في الأفق، بعد التراجع الروسي النسبي في دعم النظام السوري، واستخدام موسكو للفيتو اكثر من مرة لصالح الأسد دون جدوى.

على العكس مما تروج له حكومة طهران من دعم وتأييد لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، تستعد الدولة الفارسية لليوم الذي يلي سقوطه عبر إجراء اتصالات مع القوى السياسية المعارضة في سوريا ولبنان، لضمان مكانة إيران في البلدين بعد الاطاحة بالأسد، وربما يزيد من هذا الاعتقاد، التقرير المطول الذي نشرته صحيفة هاآرتس العبرية، إذ تقول ان المنظومة الدبلوماسية التي تبادر اليها حكومة طهران في الوقت الراهن، تؤكد إعادة ترتيب أوراقها مع القوى السورية واللبنانية المعارضة لنظام الأسد، فبالأمس القريب، زار بيروت مستشار الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، وفي المقابل قام وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بزيارة مماثلة لتركيا، التقى خلالها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وقادة حكومته.

مركز ثقل يوازي الجبهات المعارضة للأسد

كما ستشهد العاصمة طهران مؤتمراً، تحضره العديد من الدول المعنية بالشأن السوري، ومن المقرر ان يشارك فيه دولاً مثل الصين وروسيا، لخلق مركز ثقل يوازي الجبهات المعارضة للنظام السوري، في حين تصف المعارضة السورية هذا الاجتماع بـ “مؤتمر حماية النظام السوري”.

وفي إطارها الرسمي استهدفت مباحثات مستشار الأمني القومي الإيراني في دمشق وبيروت ومع حسن نصر الله أمين عام حزب الله، إيجاد السبل الكفيلة لوضح حلول جذرية للأزمة السورية عبر القنوات السياسية، أما في أنقرة فانصبت مباحثات وزير الخارجية الإيراني على التفاوض مع تركيا حول ضرورة إقناع الجيش السوري الحر، بإطلاق سراح عشرات المواطنين الإيرانيين، الذين اختطفتهم عناصر الجيش.

وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بدأ زيارته لتركيا بقدمه اليسرى بحسب تعبير الصحيفة العبرية، إذ استبقت زيارته تصريحات هجومية، أطلقها قائد الأركان الإيراني الجنرال حسن برفيز ابادي، حينما حذر الأتراك وحلفائهم من مغبة الاستمرار في سياستهم الحالية المناوئة للنظام السوري، فلاقت تلك التصريحات استنكاراً بالغاً من قبل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو، الأمر الذي يؤكد تباين وجهات النظر داخل المؤسسة الحاكمة في طهران عينها، واحتل هذا التباين مركز المباحثات التركية الإيرانية خلال زيارة وزير الخارجية الإيراني لأنقرة.

على النقيض من ذلك، ذهبت التحليلات اللبنانية والسورية العلنية إلى أن الهدف الحقيقي من الزيارتين الإيرانيتين لأنقرة ولبنان هو سياسة طهران الجديدة، الرامية إلى الحفاظ على الوضعية الإيرانية في سوريا ولبنان بعد سقوط نظام بشار الأسد، فإيران – على ما يبدو – تعي ان روسيا بدأت في التراجع عن مواقفها السابقة، وان الائتلاف الداعم للرئيس السوري بات في الطريق إلى السقوط، خاصة انه لم يرد عن حكومة موسكو خلال الأسبوعين الماضيين ما يفيد بثباتها على موقفها الداعم للنظام السوري، فبعد أن استخدمت حق الفيتو اكثر من مرة ضد قرارات مجلس الأمن الخاصة بدمشق، وفي أعقاب فشل مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان في التوصل إلى حل للإشكالية السورية، فضلاً عن الانتقادات الدولية التي واجهتها على خلفية موقفها من النظام السوري، قررت حكومة موسكو ان تتوارى وتخفف من مواقفها الداعمة لنظام الأسد، ليس فقط من اجل ضغوطات المجتمع الدولي، وإنما في ضوء الحقيقة التي تؤكد ان الأسد لم يعد مسيطراً على بلاده، فضلاً عن احتمالات تردي أداء أجهزة الأمن الداخلي السورية واقتراب سقوطها هي الاخرى.

قلق إيراني يفوق نظيره الروسي

وبموجب تلك المعطيات، رأى الصحافي الاسرائيلي “تسيفي بارئيل” ان إيران تتبع السياسة الروسية عينها، وتتخذ من دبلوماسيتها محركاً لبناء آخر ائتلاف يمكن ان تساند به الرئيس السوري، غير أن القلق الإيراني يفوق نظيره الروسي، إذ تدرك إيران أن أي نظام جديد في سوريا بعد نظام الأسد، لن يتردد في دعم علاقاته السياسية وغير بموسكو، وهو الأمر الذي يختلف بالنسبة للدولة الفارسية، إذ تقف “حسابات الدماء” حائلاً بين إيران والمعارضة السورية، فلم يتورط الضباط الروس في مشاركة نظرائهم السوريين في سفك دماء الشعب السوري كما فعل الإيرانيون، فضلاً عن ان نشطاء الدولة الفارسية سبق وقدموا الدعم والاستشارة للضباط السوريين، كما ان إيران تواصل ضخ مبالغ مالية ضخمة في خزينة النظام السوري، وليس ذلك فحسب وانما تعتبر إيران والنظام السوري جزءاً واحداً من الكتلة الشيعية التي تعمل ضد الاغلبية السنية السورية.

ووفقاً للتصريحات العلنية التي أطلقها مستشار الأمن القومي الإيراني جليلي، فإن إيران لا زالت حتى الآن موالية للنظام السوري، غير أنه بحسب صحيفة هاآرتس، بات على حكومة طهران المفاضلة بين خيارات أخرى وبشكل عاجل، إذ برهنت العديد من الشواهد أن الدولة الفارسية تسعى لخلق قنوات من التواصل مع الدوائر السورية واللبنانية المعارضة في إطار بالغ من السرية، كما ستزيد طهران من تلك الاتصالات خلال الفترة الانتقالية التي تلي سقوط نظام بشار الأسد، إذ تشير تقديرات سياسية إلى انه من الممكن ان تستغل إيران الأقلية الكردية في سوريا لخلق موقع لها على خارطة سوريا ما بعد الأسد، وهو الامر الذي سيؤثر سلباً على تركيا، ومن الممكن ان تلعب إيران ايضا بورقة الاخوان المسلمين في سوريا، ليؤثر ذلك على النظام التالي لنظام الأسد، ولعل ذلك هو ما فعلته حكومة طهران في العراق ولبنان وحاولت ان تفعله في اليمن، فإذا ما تبنت إيران تلك السياسة فإن ذلك قد يحول بحسب التقديرات الاسرائيلية تشكيل حكومة سورية بديلة، لكي تطول المرحلة الانتقالية التي تلي نظام الأسد، وربما يؤدي ذلك إلى سفك مزيد من الدماء والفوضى في الشارع السوري.

سوريون يهربون من الرصاص في بلادهم إلى الثعابين في الأردن

لميس فرحات

ارتاح السوريون الذين فرّوا من بلادهم من الهجمات والتفجيرات وإطلاق النار وقذائف الهاون، لكنهم الآن يواجهون مخاطر من نوع آخر بعدما لجأوا إلى مخيم “الزعتري” في الأردن: الثعابين والعقارب، والعواصف الترابية.

لميس فرحات: تحدث موقع “هافينغتون بوست” الإخباري عن الأوضاع السيئة التي يكابدها السوريون، الذين لجأوا إلى مخيم الزعتري، الذي يلقبه البعض بـ “مخيم الموت البطيء”، وليس الموت السريع المفاجئ، الذي كان يتربص بهم في سوريا.

تجمهر عدد من اللاجئين السوريين أمام إحدى الخيم للاحتجاج على الأوضاع في مخيم الأردن. وقال أحدهم، ويدعى أبو سامي، الذي فرّ من درعا مع أسرته: “نجونا من القصف، وتركنا بيوتنا، لنواجه هذا العذاب، ونموت في الأردن!”.

السلطات الأردنية تقول إن الطفرات المفاجئة للاجئين شغلت كل الوحدات السكنية المتاحة في المجتمعات المحلية على طول الحدود، مما اضطرها لبناء هذا المخيم على عجل بوساطة خيم تمتد على بعد 11 كيلومتراً (سبعة أميال) إلى الجنوب من الحدود السورية. واستوعب الأردن أكثر من 150 ألف لاجئ سوري، مع بداية الثورة ضد الرئيس بشار الأسد في العام الماضي.

حتى وقت قريب، استضافت العشائر التي تنتشر على الحدود بعض السوريين، إضافة إلى جماعات الإغاثة التي عملت على تأمين بيوت مشتركة للبعض الآخر. وبدت السلطات الأردنية مترددة في إقامة المخيم، ربما لتجنب إغضاب نظام الأسد الاستبدادي.

لكن فيما يستعر القتال في حلب ودمشق، أكبر مدينتين في سوريا، ارتفعت أعداد الفارين من هذه المناطق، الذين يصلون إلى دول أخرى مجاورة، فمساء يوم السبت وحده، سجل وصول 4 آلاف سوري إلى الأردن.

في محاولة لاستيعابهم، افتتح مخيم الزعتري في 29 تموز/يوليو في سهل صحراوي مقفر، حيث يعاني نحو 3300 نازح سوري من حرارة مرتفعة جداً في النهار ومنخفضة في الليل. وتدير الحكومة الأردنية المخيم، وتوفر له المواد الغذائية وغيرها من المستلزمات، في حين أن الأمم المتحدة ساعدت على إعداد الخيام والبطانيات وغيرها من اللوازم.

أم نادية (26 عاماً) أم لطفلين، وهي حامل وتعاني مرض الربو، تشعر بالقلق على صحتها وصحة اطفالها، فتقول: “أعاني سعالاً مستمرًا. لا يمكنني الوقوف على قدمي، وهذا فقط بعد ثلاثة أيام هنا. أنا مريضة جداً من الطقس والغبار هذا”. وأضافت: “ماذا عن اولادي الصغار؟، بالتأكيد سوف يصابون بالتهاب الشعب الهوائية أو غيره من الأمراض”.

من جهته، يقول أبو كمال (40 عاماً) الذي فرّ مع عائلته الكبيرة في رحلة شاقة استمرت 17 ساعة سيراً على الأقدام من دير الزور إلى المخيم: نحن سعداء لوصولنا إلى الأردن بأمان. لكن ما إن دخلنا إلى مخيم الزعتري، قتلنا عقربين والكثير من الثعابين”.

أوضاع مزرية يواجهها النازحون في الزعتري

يتأفف البعض الآخر من اللاجئين من عدم وجود خدمة هاتف في المنطقة ليتمكنوا من الاطمئنان إلى ذويهم في سوريا، ويقولون أيضًا إن الوجبات تقتصر على الأرز وبعض اللحم أو الدجاج من دون خضر أو فواكه.

ونقل موقع “هافنغتون بوست” عن أبو خالد قوله: “ليست لدينا الفواكه أوالخضر، لكن لدينا الكثير من الغبار والرمال والحرارة. الشيء الوحيد الذي ينقصنا هو حفر للمقبرة”. من ناحية أخرى، يقول لاجئ آخر (ابو أحمد) إنه نظم احتجاجاً في المخيم اعتراضاً على الظروف الصعبة، “لكنّ المسؤولين هنا قالوا لنا إننا إذا لم نعد إلى خيامنا، سيقومون بتسليمنا إلى أجهزة الأمن السورية”.

وأضاف: “هذا غير مقبول. هربنا من الموت من قوات الأسد، وجئنا بحثاً عن ملاذ آمن لتهددونا أنتم؟”. ورفضت السلطات الأردنية الرد على هذه المزاعم.

واعترف ممثل المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى الأردن، أندرو هاربر، أن الأوضاع في المخيم ليست مثالية، لكنه وعد بتنفيذ بعض التحسينات لتخفيف الظروف الصعبة.

خارج مخيم الزعتري في الأردن، وقفت فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً، وصرخت: “نحن السوريين استضفنا كل من كانوا في حاجة إلى مساعدتنا في السنوات الماضية، أي الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين. لماذا تعاملوننا بهذه الطريقة؟”.

                      النظام يشن أعنف هجوم على حلب بالطائرات الحربية ودبابات «تي 82».. وهجوم مضاد للثوار

الجيش الحر يحمل العالم مسؤولية التخلي عن الثورة.. و«العفو الدولية» تنشر صورا للقصف

بيروت: بولا أسطيح

بدأ عمليا الجيش السوري، أمس (الأربعاء)، حملة عسكرية هي الأعنف له على مدينة حلب، وبالتحديد على حي صلاح الدين، في محاولة لاقتحامه. وبينما أكد الإعلام الرسمي السوري، وفي ساعات ما بعد الظهر، أنه سيطر على الحي ويسعى «لتطهيره» بالكامل، نفى الجيش السوري الحر هذا الكلام، مؤكدا أن معارك شرسة تدور بين الثوار وعناصر الجيش النظامي، الذين لم يتمكنوا من السيطرة على الحي. بينما نشرت منظمة العفو الدولية صورا بالأقمار الصناعية توضح نطاق القصف المدفعي على المدينة.

وأكد نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي أن المعارك تدور على مداخل الحي، بعدما تقدم الجيش النظامي فقط نحو 50 مترا، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «عند ذلك، تصدت كتائب الجيش الحر وبشراسة لمحاولة الاقتحام، مانعة إياه من التقدم». وأوضح الكردي أن «بعض مجموعات الجيش الحر انسحبت نتيجة القتال الضاري الحاصل إلى مواقع دفاعية للتصدي لعناصر المشاة». وأضاف: «النظام يستخدم الطائرات الحربية ودبابات الـ(تي 82)، التي لم تكن متوفرة بأعداد كبيرة على صعيد سوريا، لكن روسيا ومنذ 3 أيام أرسلت إلى مرفأ اللاذقية عددا منها اتجه مباشرة إلى مدينة حلب».

وحمل الكردي «العالم بأسره مسؤولية التخلي عن الثورة»، مؤكدا أنه لو كان يتم إمداد الثوار بالأسلحة النوعية لكانت المعادلة على الأرض تغيرت كليا.

وبالتزامن، وصف العقيد عبد الجبار العكيدي، رئيس المجلس الثوري في حلب الوضع في حلب بـ«الصعب للغاية»، نتيجة القصف «الهمجي والعنيف»، مشيرا في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن «النظام السوري لا يستثني وسيلة إلا ويضرب بها الثوار في حلب، فهو – وبعد القصف العنيف الذي نفذته الطائرات الحربية – يتمادى في دك الأحياء بقذائف الدبابات».

من جهتها، نشرت منظمة العفو الدولية صورا بالأقمار الصناعية توضح نطاق القصف المدفعي على حلب، وقالت إن «كلا الجانبين المتحاربين – في أكثر المدن السورية كثافة سكانية – قد يتحمل المسؤولية الجنائية عن فشله في حماية المدنيين».

وأضافت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان، التي تتخذ من لندن مقرا لها، أن الصور التي تم الحصول عليها من أقمار صناعية تجارية في الفترة من 23 يوليو (تموز) حتى 1 أغسطس (آب) أظهرت أكثر من 600 حفرة نجمت على الأرجح عن قصف مدفعي في المناطق المحيطة بحلب. وقالت: «تشعر (العفو الدولية) بالقلق من أن يؤدي نشر أسلحة ثقيلة في مناطق سكنية في حلب وحولها إلى انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان وخروقات خطيرة للقانون الدولي»، وأضافت أن «تحويل أكثر مدن سوريا سكانا إلى ميدان للمعركة سيكون له عواقب مدمرة على المدنيين.. الفظائع في سوريا تتزايد بالفعل».

وقال سكوت إدواردز، المشرف على برنامج تكنولوجيا الأقمار الصناعية لدى المنظمة، إن المدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات داخل المدينة لم تتأثر على ما يبدو بالقصف إلى الآن، ولكن هناك حشدا كبيرا للقوات الموالية للأسد. وأضاف أن «الصور أظهرت أن 58 دبابة على الأقل نشرت في المنطقة، وكذلك 45 حاملة جند مدرعة وعربات مشاة أخرى وكثير من وحدات المدفعية». كما قال لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «من الواضح جدا أن الأسلحة هناك لإلحاق ضرر كبير بالمدينة السورية الأكثر سكانا».

وطالب كريستوف كوتل، مسؤول عمليات الطوارئ لدى مكتب المنظمة في الولايات المتحدة، في بيان «الجيش السوري ومقاتلي المعارضة بالالتزام بالقوانين الدولية، التي تحظر اللجوء إلى ممارسات وأسلحة لا تميز بين أهداف عسكرية ومدنية».

ومن حي صلاح الدين، تحدث محمد الحلبي، الناطق باسم اتحاد تنسيقيات الثورة، لـ«الشرق الأوسط» عن «وضع مأساوي يعيشه ما تبقى من سكان في المنطقة، التي غادرها 95 في المائة من أهلها»، لافتا إلى أن «النظام لا يوفر أيا من أحياء مدينة حلب من القصف، الذي تخطى بالأمس معدل 3 قذائف كل دقيقة»، وقال: «الطيران الحربي يقصف حلب بشكل واسع، فيما يقوم الطيران المروحي بتمشيط المناطق منعا لامتداد الجيش الحر، يتبعه قصف عنيف بالدبابات».

وأكد الحلبي أن «الجيش الحر لا يزال مسيطرا على 60 في المائة من أحياء مدينة حلب»، واعتبر أنه «إذا تمكنت قوات النظام من اقتحام حي صلاح الدين، فذلك سيشكل لها بوابة لباقي الأحياء لتدخل بعدها في حرب عصابات لن تنتهي خلال أيام». وأضاف: «قوات النظام لم تعد موجودة في حلب إلا في بعض الأحياء الراقية وحول المراكز الأمنية، فيما يسيطر الجيش الحر على ما تبقى من أحياء ومناطق».

بدوره، أفاد قائد كتيبة «نور الحق» في الجيش السوري الحر، النقيب واصل أيوب، بأن «القوات النظامية اقتحمت حي صلاح الدين من جهة شارع الملعب في غرب المدينة بالدبابات والمدرعات، وهناك معارك عنيفة تدور في المنطقة»، مؤكدا أن الجيش الحر «لم ينسحب من حي صلاح الدين»، وموضحا أن الجيش النظامي «موجود في مساحة تقل عن 15 في المائة من الحي».

ولاحقا، أوضح أيوب لوكالة الصحافة الفرنسية أن الجيش الحر شن هجوما مضادا «استعاد فيه ثلاثة شوارع من أصل خمسة سيطرت عليها القوات النظامية»، موضحا أن الهجوم المضاد «أتى بعد وصول تعزيزات قوامها نحو 700 مقاتل من أحياء السكري وبستان القصر والشعار وهنانو»، التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون شرق وجنوب حلب.

وأضاف أن الجيش النظامي «يسيطر الآن فقط على دوار صلاح الدين وشارعين محاذيين، لكنهما ليسا رئيسيين»، لافتا إلى أن «الجيش الحر يقوم بعملية التفافية حول دوار صلاح الدين تمهيدا لتنظيفه» من الجيش النظامي. وقال إن الدليل على تراجع جيش النظام هو «القصف المدفعي من قبل قوات النظام، الذي بدأ يستهدف الحي»، مضيفا أن «ثلاث مروحيات بالإضافة إلى طائرة نفاثة تشارك في عمليات القصف».

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات التي تدور «في محيط صلاح الدين وداخل بعض الشوارع هي الأعنف» في حلب، لافتا إلى أن أحياء هنانو وطريق الباب والشعار في المدينة تتعرض بالتزامن مع اقتحام صلاح الدين إلى «القصف من قبل القوات النظامية»، مضيفا أن اشتباكات عنيفة دارت كذلك في حيي ميسلون والصاخور بمدينة حلب.

ويترافق هجوم قوات الأمن السورية مع أنباء عن أن الذخيرة في أيدي مقاتلي المعارضة أوشكت على النفاد. وفي هذا الإطار، قال أبو جميل، وهو من مقاتلي الجيش الحر المدافعين عن مدينة حلب: «ليس لدينا ذخيرة كافية نرسلها إلى خط الجبهة».

كما قال زميله أبو علي، وهو قائد ميداني، إن الاتصالات السيئة والقصف الشديد زادا من صعوبة إرسال تعزيزات إلى جبهة القتال، مضيفا أن «دبابات الأسد تتقدم وتقصف مواقع المعارضين ثم تتراجع».

قصف متواصل على حمص ودرعا وحماه ومداهمات واعتقالات في دمشق

إعلان الزبداني منطقة منكوبة وأهالي حمص يعيشون أوضاعا مأساوية

بيروت: كارولين عاكوم

عادت حمص إلى واجهة القصف العشوائي الذي تعتمده قوات النظام السوري في استهدافها المدن والأحياء التي يعيش أهلها حالة إنسانية صعبة، في ظل استمرار العمليات العسكرية والاشتباكات في عدد من المدن وتنفيذ حملة مداهمات في العاصمة، وإعلان منطقة الزبداني في ريف دمشق، مدينة منكوبة.

وفي حين تعدى عدد قتلى أمس، في حصيلة أوّلية، أكثر من 100 قتيل، أعلنت لجان التنسيق المحلية في بيان لها «الزبداني» مدينة منكوبة، مشيرة إلى أنّ حملة الحصار والقصف الهمجي المستمرة على المدينة منذ ما يزيد على 60 يوما، أسفرت عن تدمير أكثر من نصف أحياء المدينة ومبانيها، إضافة إلى دمار جزئي في باقي الأحياء ونزوح نحو 22 ألفا من أبنائها. لافتة إلى أن القصف بدأ يمتد إلى المناطق المحاصرة، وبالتالي يهدّد حياة النازحين.

وأشار البيان إلى صعوبة إسعاف الجرحى بسبب استمرار القصف يوميا، والتضييق على المدينة المحاصرة بأكثر من 56 نقطة عسكرية. وطالبت لجان التنسيق المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بتأمين ممرات إنسانية مباشرة لإنقاذ ما يزيد على 8 آلاف مدني يرزحون تحت القصف المباشر يوميا، في ظل أوضاع إنسانية صعبة وانقطاع الماء والكهرباء وعدم إمكانية إيصال المواد الغذائية.

وفي ريف دمشق أيضا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنّ الطيران الحربي كان يحلق في سماء منطقة الزملكا ويفتح رشاشاته وصواريخه باتجاه المدينة والمدن المجاورة. كما أعلنت لجان التنسيق المحلية، مقتل إمام ومؤذن مسجد الدالاتي يوسف خالد الحلاق، والذي تم تكبيله وقتله داخل المسجد في المليحة بريف دمشق، وتدمير ممتلكاته وإحراق مكتبته.

وفي حرستا، تم استقدام حشود ضخمة وأعداد هائلة من عناصر جيش النظام بالعتاد الكامل، وعدد كبير من سيارات الزيل والدبابات التي وصلت عبر أوتوستراد حرستا – دمشق.

وفي العاصمة السورية دمشق، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن قوات النظام نفذت حملة مداهمات واعتقالات عشوائية في حي المزة، بمنطقة الربوة وحارة الصخر المجاورة للمدينة الجامعية، في ظل انتشار أمني كثيف جدا في المنطقة. ومساء أول من أمس، كانت قد خرجت مظاهرة في ساحة الحجاز أمام محطة القطار القديمة وسط دمشق.

وفي حماه، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أنّ مقاتلي الجيش الحر هاجموا حاجزا للقوات النظامية في قرية الكركات بجبل شحشبو واشتبكوا مع عناصر الحاجز، ما أسفر عن مقتل اثنين منهم، كما قتل ما لا يقل عن خمسة من القوات النظامية ودمرت وأعطبت عدد من آليات الحاجز.

واستمرّ القصف على مناطق عدّة في حمص، لليوم الـ64 على التوالي، بحسب ما ذكر اتحاد التنسيقيات. لافتا إلى تعرض القصير والرستن وحي الخالدية المحاصر للقصف بقذائف الهاون والمدفعية وإطلاق نار كثيف من قبل قوات النظام المتمركزة حول الحي.

واستهدفت الحولة بالقصف العنيف، وسمعت أصوات الانفجارات. كما سقط في الساعة الواحدة أكثر من 50 قذيفة مما سبب أضرارا جسيمة في المباني، وزادت حركة نزوح الأهالي، بالإضافة لسقوط عشرات الجرحى. وسجل تحليق طيران حربي في تدمر على علو منخفض وسماع انفجار هز المدينة.

وأكد اتحاد التنسيقيات استخدام جميع أنواع الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدرعات وهاون وراجمات صواريخ، بالإضافة لمشاركة الطيران الحربي بالقصف في أغلب المناطق.. حيث يتم القصف من القرى الموالية للنظام ومن الكلية الحربية والحواجز المنتشرة في الأحياء وحول القرى والمناطق المحاصرة، وهي بابا عمرو وجوبر والسلطانية وجورة الشياح والقصور والخالدية وحمص القديمة والرستن وتلبيسة والقصير والحولة والزعفرانة.

وأشارت لجان التنسيق إلى الوضع الإنساني والصحي المأساوي الذي يعيشه أبناء المدينة في ظل نقص في المواد الغذائية الرئيسية والأدوية وموارد الطاقة، خاصة الغاز والبنزين والمازوت، بسبب الحصار المستمر منذ شهرين.. كما تعجز المستشفيات الميدانية، التي يتم استهدافها، عن مداواة الجرحى نظرا لقلة الكوادر المؤهلة.

وفي درعا؛ حيث أكدت لجان التنسيق وقوع قتلى وجرحى في قصف استهدف البلدة، قامت قوات النظام بإحراق عدد كبير من المنازل وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد في المنطقة، واستمر القصف المدفعي والصاروخي وبالطائرات الحربية لساعات طويلة. وأكد مصدر قيادي في منطقة درعا لـ«الشرق الأوسط» أنّه على الرغم من عمليات القصف المستمرة التي تشهدها المنطقة من قبل قوات النظام التي تستخدم قذائف الهاون والمدفعية، فإن الجيش الحر لا يزال مسيطرا على الأرض، والحالة المعنوية للمقاتلين مرتفعة، في حين تراجعت معنويات عناصر النظام الذين ينشقون بالمئات ويلتحقون بالجيش الحر بعتادهم وأسلحتهم.

وفي ريف حماة أفادت لجان التنسيق بتعرض قرى سهل الغاب وقرى جبل شجشبو للقصف العشوائي بالدبابات والطائرات المروحية وسقوط عدد من القتلى والجرحى.

أما في اللاذقية، فقد دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في جبل الأكراد، كما تجدد القصف العنيف بعدد كبير من القذائف على قرى سلمى وكفر دلبة ودورين والمارونيات متزامن مع رشقات متقطعة من رشاشات ثقيلة.

وفي قرية الصالحية في دير الزور، قتل أربعة بينهم طفلان وسيدة إثر القصف الذي تعرضت له القرية؛ حيث دارت اشتباكات وتعرضت بعض أحيائها للقصف. كما استهدفت مدينة هجين التي لجأت إليها عائلات نازحة، بقصف الطيران الحربي الميغ للمرة الأولى.

وفي محافظة إدلب، دارت اشتباكات منذ صباح أمس بين القوات النظامية السورية والجيش الحر الذين يحاصرون حاجز البريد منذ ثلاثة أيام، كما تتعرض البلدة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تستخدم الطائرات الحوامة. وذكرت لجان التنسيق أن القصف قد تجدد على مدينة كفرنبل بريف إدلب وبمشاركة طيران الميغ الحربي، وقد سُجل سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وسجل تحليق للطيران وسماع أصوات قذائف هاون في دوما، كما سقطت قذائف هاون على مزارع مسرابا الواصلة على طريق مسرابا بيت سوى، واستهدف مستشفى البرج الطبي بقذيفة هاون.

حجاب يظهر للمرة الأولى بعد انشقاقه.. والأردن يعلن رسميا دخوله إلى أراضيه

العقيد فهد النعمة لـ «الشرق الأوسط»: بدأنا الإعداد لتسهيل انشقاق وخروج شخصيات سياسية ودبلوماسية

بيروت: كارولين عاكوم عمان عمان: محمد الدعمه

في أول إطلالة له بعد الإعلان عن انشقاقه، ظهر رئيس الوزراء السوري رياض حجاب في فيديو مصور في ضيافة كتيبة المعتصم بالله في الجيش الحر ببلدة النعيمة في ريف درعا القريبة من الحدود الأردنية. وذلك بالتزامن مع إعلان الأردن رسميا أنه دخل إلى أراضيه برفقة عدد من أفراد عائلته.

وبدا حجاب في اللقطات القصيرة، التي لم يتم تحديد وقت تصويرها، جالسا على الأرض إلى جانب أطفال وعدد من عناصر الجيش الحر، بينما أشار المعلق إلى أن الأفراد الظاهرين هم من كتيبة المعتصم المسؤولة عن تجهيز خروجه من سوريا.

وأعلنت الحكومة الأردنية أمس أن رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب موجود على أراضيها، وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة، إنه «في الساعات الأولى من فجر الأربعاء دخل إلى الأراضي الأردنية رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب، وبرفقته عدد من أفراد عائلته».

ولم يجب المعايطة على تساؤلات لـ«الشرق الأوسط» حول تفاصيل عملية وكيفية وصول حجاب إلى الأردن.. أما بخصوص ما إذا كان حجاب تقدم بطلب لجوء سياسي للأردن، فقال المعايطة: «حتى الآن لم يقدم أي شيء، وهذا عائد لقراره الشخصي». بينما أكدت مصادر أخرى أن القوات المسلحة الأردنية قامت باستقبال حجاب وإرساله إلى عمان مباشرة في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء – الأربعاء.

إلا أن العقيد أحمد فهد النعمة، قائد المجلس العسكري في درعا وريفها، الذي كان له دور في تسهيل عملية انشقاق حجاب، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن المحطة الأولى لحجاب كانت الأردن منذ اليوم الأول لخروجه من سوريا (يوم الاثنين). وقال النعمة: «أوصلناه بأمان إلى الأراضي الأردنية، لكن لا نعلم إذا كان تأخير الإعلان عن وجوده هناك كان بناء على رغبة حجاب نفسه، أو بقرار من السلطات الأردنية»، لافتا إلى أن حجاب سيعمد إلى إصدار بيان، وسيظهر إعلاميا عندما ينتقل إلى قطر.

وفي غضون ذلك، قال محمد عطري، المتحدث باسم حجاب، في تصريح له لقناة «روسيا اليوم»، إن الأخير «قد يكون رئيسا لحكومة المنفى أو رئيسا لحكومة انتقالية»، مؤكدا أن هذا الأمر «يقرره الثوار في الداخل».

وأوضح العطري أن «من يحكم القرار السياسي في سوريا هي الأجهزة الأمنية، وهي التي تنسق مع الجانب الروسي وغيره، أما الوزراء ورئيس الحكومة فهم عبارة عن واجهة سياسية فقط، كما أن الدولة السورية هي دولة أمنية بامتياز»، لافتا إلى أن «حجاب موجود الآن في دولة مجاورة وهو بصحة جيدة، أما عدم الظهور الإعلامي فيعود إلى ترتيبات أمنية في البدء نظرا لأن العملية معقدة وصعبة للغاية، فهي عملية انشقاق تطلبت جهدا وتعبا وعناء كبيرا، وكان مع الدكتور حجاب 40 شخصا، وقريبا سيخرج حجاب إلى الإعلام وتسمعون منه تفاصيل الرحلة الطويلة الشاقة، وكذلك موضوع ما بعد النظام السوري الذي يسعى حجاب إلى إسقاطه في الداخل».

وعلى صعيد متصل، أكد العقيد فهد النعمة لـ«الشرق الأوسط» أن «الأيام القليلة المقبلة ستشهد انشقاق عدد من الشخصيات في مراكز سياسية ودبلوماسية عالية، وقد بدا التنسيق والإعداد لتسهيل عملية انشقاقهم وخروجهم من سوريا»، معتبرا «أن عقد النظام السوري قد انفرط، والدليل على ذلك الاتصالات التي نتلقاها من شخصيات موالية وقريبة من النظام تطلب منا تسهيل الطريق للخروج».

روسيا تنفي رسميا مقتل «جنرال» في دمشق

العميد العواك لـ «الشرق الأوسط»: جثة الجنرال لدى الجيش الحر

بيروت: يوسف دياب موسكو: سامي عمارة

أكدت روسيا رسميا أمس أن ما تردد حول مقتل شخص قال الجيش الحر إنه «جنرال روسي» يعمل مستشارا لوزير الدفاع السوري في غوطة دمشق، ليلة أول من أمس، ليس له أساس من الصحة.. وفي الوقت الذي أكد فيه قيادي بالجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» أن «جثة الجنرال بحوزة كتيبة من الجيش الحر»، عرض التلفزيون الروسي لقطات – قال إنها للجنرال المعني – بمقر وزارة الدفاع في موسكو.

وأعلن الجيش الحر في تسجيل مصور على لسان المقدم مجيد السيد أحمد، قائد العمليات والمهام الخاصة في القيادة العسكرية لمدينة دمشق وريفها، أنه «خلال عملية مباركة لسرية الصقور للمهام الخاصة في الغوطة الغربية في مدينة دمشق، وبالتعاون مع كتيبة أسامة بن زيد التي تتصدى لرؤوس الأفاعي منذ الشهر الحادي عشر من عام 2011، تم بعون الله تعالى القضاء على مستشار وزير الدفاع السوري (السابق داود راجحة الذي قتل في التفجير الذي استهدف اجتماع خلية الأزمة في مبنى الأمن القومي في دمشق) ورئيس هيئة الأركان العامة للشؤون العسكرية، الجنرال الروسي فلاديمير كوجييف بيتروفيتش، محل وتاريخ الولادة موزدول 1952، مع مترجمه الخاص (السوري) أحمد العيوق».

وأكد المقدم مجيد أنه «تم الاستيلاء على عدد من الرسائل والمستندات والخرائط الخاصة بالجيش السوري، وذلك في سبيل تحرير دمشق من العصابة الأسدية، وهو ما يؤكد انغماس الروس في الجرائم الإنسانية ضد شعبنا وإخوتنا». وتابع: «نعاهد الله والشعب والوطن بأن سنترصد لروسيا الفتنة من أجل أن تعود الأفاعي إلى جحورها في روسيا وإيران والعراق ولبنان، وقد أعذر من أنذر».

وفي وقت سارعت فيه السفارة الروسية في دمشق إلى نفي تلك الأنباء، أكد قائد «تجمع الضباط الأحرار» في الجيش السوري الحر العميد حسام العواك، مقتل الجنرال الروسي. وأعلن لـ«الشرق الأوسط» أنه «قتل خلال قيامه بجولة بين مطاري (مرج السلطان) و(عقربة) العسكريين، حيث كان بمهمة لمعاينة الحوامات الروسية الجديدة التي وصلت حديثا لصالح سلاح الجو السوري؛ وهي من طراز (إم 28)».

وقال العواك: «لدى مرور موكب الجنرال الروسي على حاجز أقامه الجيش الحر على طريق عام الغوطة، رفض التوقف والامتثال، وسارع مرافقوه إلى إطلاق النار على الحاجز، فرد عناصر الحاجز، ما أدى إلى مقتل الخبير ومترجمه وجرح أحد المرافقين واعتقال الآخر»، مؤكدا أن «جثة الخبير لا تزال لدى كتيبة الصقور في الغوطة، وسترى الكتيبة كيف ستسلم هذه الجثة ومع من ستتفاوض عليها». من جهتها، أكدت موسكو رسميا أن ما تردد بهذا الشأن ليس له أساس من الصحة، ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» – مبكرا – عن مصادر وصفتها بأنها رفيعة المستوى في وزارة الخارجية الروسية، نفيها لأن يكون في صفوف الجيش الروسي جنرال له لقب كوجييف أو أي لقب مشابه.

ولم يمض من الزمن بضع ساعات حتى نقلت الوكالة عن مصدر، قالت إنه يعمل في أجهزة الأمن الروسية، قوله إن «الجنرال متقاعد فلاديمير كوجييف حي يرزق». وأضاف أن «كوجييف فعلا سبق له أن عمل بالفعل في سوريا بصفة مستشار وزير الدفاع السوري لشؤون الكليات العسكرية، لكنه منذ تقاعده لم يزر سوريا». وسرعان ما صدر بيان رسمي لوزارة الدفاع الروسية يصف ما أثير حول كوجييف بأنه «محض كذب سافر»، مؤكدا – بحسب وكالة أنباء «نوفوستي» الرسمية – أن «الهدف من نشر أنباء من هذا النوع لا ينحصر في الجري وراء السبق الصحافي، بل يمثل ممارسة استفزازية واضحة ضد العسكريين الروس». وأضاف أن «فبركة ونشر مثل هذه الأكاذيب كثيرا ما يتواصلان على النمط نفسه من جانب مصادر بعينها مع تغيير اسم البلد فقط». وتعمدت وسائل الإعلام الروسية نشر تصريحات كوجييف التي أدلى بها أمس إلى عدد من الصحافيين الروس في مقر وزارة الدفاع الروسية في موسكو. ونقلت وكالة «نوفوستي» عنه قوله: «أشكر وسائل الإعلام على اهتمامها الكبير بشخصيتي المتواضعة، والحقيقة أنني من وجهة النظر الإنسانية الخالصة ممتعض جدا من النبأ المزعوم عن مقتلي، خاصة أن هذا النبأ الكاذب سبب لعائلتي وأقربائي وأصدقائي القلق العميق بدليل أن جهاز الهاتف لدي لم يهدأ اليوم منذ الصباح». وأضاف: «أود أن أؤكد أنني حي أرزق وبصحة جيدة، وأعيش في موسكو. وبصفتي جنرالا متقاعدا أفهم أن هذا النبأ ليس استفزازا ضدي، بل قبل كل شيء ضد وطني روسيا».

إلى ذلك، لفت نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي إلى أن «الروس يلعبون أدوارا سياسية وأمنية وعسكرية في حماية النظام السوري»، وأوضح الكردي لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش النظامي يعتمد الآن بشكل أساسي على الخبراء الروس في مجال التسليح والتكتيك العسكري، لا سيما في مجال المعدات الصاروخية والتشكيلات القتالية»، وأنهم «يقدمون الخبرات والنصائح ويعالجون المشاكل الفنية للأسلحة المستخدمة». وأشار إلى أن «الحضور الروسي كان قائما قبل الثورة وتضاعف بعدها»، مؤكدا أن «الأسلحة الروسية المتطورة تصل يوميا إلى المرافئ السورية، وتنقل بالقوافل إلى محيط مدينة حلب لاستخدامها في هذه المعركة».

آمال وإحباطات طالب ثائر في حلب

قال إنه لا يريد أن يقتل.. ويرغب في الرحيل وطلب اللجوء

لندن: «الشرق الأوسط»

يشير محمد شادي، بينما يستقر إلى جانبه رشاش «كلاشنيكوف»، إلى أنه لم يستخدمه قطعا، مؤكدا: «لا أريد أن أقتل».. قبل أن يتحدث عن جامعة حلب التي تشهد غليانا، والجنوح إلى العنف والتعذيب.

يعيش محمد شادي مختبئا في أحد المنازل على وقع عمليات القصف والمعارك في حلب ثاني المدن السورية، حيث يخوض المسلحون المعارضون وجنود الجيش النظامي معركة حاسمة. يتصفح على حاسوبه آخر التعليقات على صفحة «فيس بوك» أو «يوتيوب»، حيث بدأ كل شيء بالنسبة إليه قبل 16 شهرا.

وقال شادي، الطالب في الهندسة الإلكترونية، لوكالة الصحافة الفرنسية بحزن: «منذ مارس (آذار) 2011 كنت في مجموعات (فيس بوك) المرتبطة بسوريا. كنا نتواصل عبر الـ(سكايب) وننظم أنفسنا. في تلك الفترة كنت أظن أن النظام سينتهي في غضون ستة أشهر».

وتعود أول تجربة سياسية لشادي، وهو ابن لمدرسين، إلى 15 مارس 2011.. حيث كانوا نحو أربعمائة متظاهر على أبعد تقدير، فيما كان «شبيحة» نظام الرئيس بشار الأسد يراقبون، بينما وقف رجال الشرطة على بعد خمسمائة متر. ويتذكر محمد: «لم يكن لدينا الوقت سوى للهتاف مرتين (الله أكبر).. ليبدأ الشبيحة بالضرب». وأضاف الشاب الذي لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره: «كنت خائفا ولم أقل شيئا لأهلي».

وعلى مر الأسابيع تزايدت مشاركة شادي في حركة الاحتجاج.. بعد أن كان الأمر في البداية يتعلق بالدفاع عن «أستاذ جيد كانت إدارة الجامعة تريد نقله لأنه كان يندد بالفساد». وجرى أول اعتصام في الجامعة، «حتى إنه كان هناك فتيات»، كما قال مبتسما. لكن الجامعة أضحت في وقت سريع «بركان حلب»، وأخذ محمد يرسم على جدران الجامعة والمدينة. وأثناء امتحانات مايو (أيار) 2011، «مزقنا نسخ الامتحان وخرجنا من القاعة وحثثنا الطلاب الآخرين على أن يحذوا حذونا».

ومع مضي الوقت والأشهر، تصاعدت وتيرة المظاهرات. وروى محمد: «عندما كانت الشرطة تلقي الغاز المسيل للدموع، كنا نرمي بعبوات الكوكا على قارعة الطريق. وكان الطلاب يستعيدونها ويرشون الكوكا على وجوههم للتخفيف من الحروق»، مضيفا: «وأثناء المظاهرات كنا نتعرف على الشبيحة.. كانوا أكبر سنا ولا يحملون كتبا». ويؤكد أن الشبيحة يجيدون استخدام الهراوات الكهربائية والعصي والسكاكين.. «وللدفاع عن أنفسنا كنا نقذفهم بالحجارة، لكنهم بدأوا باستخدام الأسلحة النارية»، على حد قول محمد.

وبعد أن حبس صديقه ماهر لتسعة أشهر، لم يعد محمد ينام في منزله.. بل أصبح يغير باستمرار مكان إقامته ويلجأ إلى أصدقائه. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تم توقيفه لدى خروجه من الجامعة، وتم تفتيش حاسوبه، وتعرض للضرب طوال أربعة أيام في زنزانة لدى الاستخبارات العسكرية.

ولكن بعد أربعة أشهر، تظاهر مجددا مع مائتي طالب، بينما حاول الشبيحة تفريقهم، وأوضح محمد: «ركضت وسمعت إطلاق عيار ناري. وعندما سمعت أحد الشبيحة يجهز بندقيته استسلمت. قادني إلى الأمن العسكري، وأمضيت ثمانية أيام في زنزانة مع عشرات المعتقلين الآخرين».

ويتابع أنهم كل يوم كانوا يأتون إلى الزنزانة لاقتياده للاستجواب. وفي الممر كانت الضربات تنهال على محمد، فيما كان يمشي وعيناه معصوبتان. وكان هناك صوت يقول له: «هل أنت مستعد للتكلم؟». وأضاف: «كنت أرد بأنني كنت أسير في الشارع عائدا إلى منزلي». عندئذ يقول له المحقق: «حسنا، إنك لا تريد الكلام». وينهال عليه الضرب من جديد. ثم تتوالى الأسئلة مجددا.. و«كان المحقق يسأل: من قال لك أين كانت التظاهرة تجري؟ هل تنتمي إلى (القاعدة)؟ من دفع لك للتظاهر؟».

أحيانا كان المعتقلون يوضعون في صف واحد وهم يجثون وأيديهم موثوقة وراء ظهورهم، والمحقق يطرح سؤالا على كل منهم. ويتذكر محمد: «عن كل جواب في غير محله توجه خمس أو عشر ضربات على باطن القدم. ثم يفرض علينا الركض بشكل دائري».

وبعد ثمانية أيام قرر قاض الإفراج عنه، وقال: «علمت أنهم كانوا يريدون إبعادي عن الجامعة، وأني كنت ملاحقا.. فأردت مغادرة البلاد».

وأوضح محمد أنه أرسل شقيقه أحمد (21 عاما) ليحصل له على جواز من الإدارة، فأمضى مجددا عشرين يوما في الحبس وتعرض للتعذيب والضرب بالهراوات وأيضا للصعق الكهربائي. وأكد محمد: «أريد الرحيل لأطلب اللجوء السياسي، ومساعدة الثورة لكن من الخارج».

وأضاف: «بشار سينتهي به الأمر بالرحيل، لكن عودة السلام تتطلب وقتا.. لدى المتمردين والجماعات الإسلامية الكثير من الأسلحة، ويوزع بعضها على فتيان بين 15 و17 عاما.. وهذا ما يخيفني».

بعد فشل مجلس الأمن وأنان: خطة لحماية «ممر حلب» إلى تركيا

مصادر أميركية: كلينتون ستتفاوض مباشرة مع قادة «المقاتلين في الميدان»

واشنطن: محمد علي صالح

مع توقع أن تقابل هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، مقاتلين سوريين من «الميدان» عندما تزور تركيا يوم السبت، قالت مصادر إخبارية أميركية إن كلينتون صارت تقود جناحا أكثر «فعالية» داخل إدارة الرئيس باراك أوباما.. وأشارت المصادر إلى أن من بين الخيارات الأميركية حماية سيطرة المعارضة على حلب وعلى الطريق إلى الحدود مع تركيا، وأن الحماية يمكن أن تكون من خلال دعم الثوار بصورة غير مباشرة، أو مباشرة باستخدام السلاح الجوي تحت لواء حلف الناتو.

وقالت المصادر إن بروز كلينتون في قيادة التحركات الأميركية سببه أن الرئيس أوباما لا يقدر على اتخاذ خطوات حاسمة حول الوضع في سوريا بسبب تعقيدات هذا الوضع، وبسبب اقتراب الانتخابات الرئاسية، خوفا من أن يستغل منافسه ميت رومني أي خطأ، خاصة إذا أسقطت طائرة أميركية أو قتل جندي أميركي في حالة تدخل عسكري في سوريا.

وقالت المصادر إن تردد أوباما ينعكس في صورة انقسامات داخل الإدارة، حيث إن هناك تيارا قويا لمساعدات أكثر «ومباشرة» للمعارضة السورية داخل وزارة الخارجية، بينما لا يزال التركيز داخل البيت الأبيض على المساعدات غير العسكرية، والتخطيط لما بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضافت المصادر أن زيارة كلينتون إلى تركيا يوم السبت رتبت على عجل في محاولة لحسم التردد، وأنها ستجتمع مع شخصيات من المعارضة السورية، وستتجاوز القادة الذين يعيشون في المنفى (الوجه السياسي للثورة) وتتفاوض مباشرة مع قادة المقاتلين في الميدان.

وقال مسؤول كبير لصحيفة «واشنطن بوست»، طلب عدم نشر اسمه أو وظيفته: «الآن بعد أن تحولنا بعيدا عن الأمم المتحدة (بسبب فشل مجلس الأمن، وبعد إعلان كوفي أنان أنه سيستقيل)، هناك الكثير الذي يدور داخل سوريا.. والوزيرة كلينتون تريد التحدث إلى الناشطين في الميدان».

وكانت كلينتون قالت، أول من أمس في جنوب أفريقيا، إنها ستبحث الوضع في سوريا يوم السبت في تركيا.. ورغم أنها لم تشر إلى مقابلة المعارضة المسلحة، كشفت ابتعادها قليلا عن استراتيجية الانتظار التي يسير عليها البيت الأبيض، وقالت: «توضح كثافة القتال في حلب، وانشقاقات قادة في نظام الأسد (مثل رئيس الوزراء رياض حجاب) حتمية وضرورة أن نعمل معا نحو وضع خطة انتقالية جيدة».

غير أن مسؤولا أميركيا كبيرا آخر قال للصحيفة إن إدارة أوباما تظل غير متأكدة من «هوية ودوافع كثير من الشخصيات المعارضة داخل سوريا»، وإن هناك تغييرات في تقارير الاستخبارات الأميركية عن الشخصيات المعارضة، وهويات المعارضين وأهدافهم، وكذلك عن سيطرة فئات المعارضة على قرى معينة أو مناطق معينة داخل سوريا. وقال: «ليس الوضع كأنما هناك حكومة في انتظار تولي الحكم بعد الأسد. وليس الوضع كأنما هناك قيادة سرية معينة في مكان ما».

واستبعد هذا المسؤول أن تقابل كلينتون مندوبين من الجيش السوري الحر، رغم أنه لم ينف مقابلة «نشطاء من الميدان». وقال: إن توقف كلينتون في تركيا يهدف إلى «إعطائها مزيدا من الوضوح المباشر للشخصيات المعارضة داخل سوريا»، وأنها سوف تتحدث مع المسؤولين الأتراك الذين يتصلون بصورة مباشرة مع المعارضين.

وقال هنري برقي من جامعة ليهاي (ولاية بنسلفانيا): «لا يعرف الأتراك ماذا يريدون. ونحن ليست لدينا سياسة واضحة. لماذا نتوقع من الأتراك أن تكون لديهم سياسة واضحة؟»، وأوضح أن الخطوة التالية هي «عمليات عسكرية.. لكنهم لا يريدون القيام بذلك. رغم أن الأتراك يعادون الأسد عداء قويا، لا يبدو أنهم يريدون التدخل في العمليات العسكرية».

وقال السيناتور جون كيري (جمهوري من ولاية ماساتشوستس) إن المناقشات مستمرة بين الإدارة وحلفائها والمعارضة حول إمكانية، أو الرغبة، في حماية مكاسب الثوار حول حلب، وعلى الممر الذي افتتحه الثوار مؤخرا بينها وبين الحدود التركية. وتابع أن «هناك آثارا مرتبطة» بهذه الحماية.

وأضاف، بعد أن تلقى تقارير استخباراتية أميركية سرية بصفته رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ: «عندما تقوم بها هذا النوع من التحرك، يجب أن يكون لديك تخطيط كامل لكيفية متابعة التحرك، إذا قرر الرئيس الأسد مواجهة التحرك. رغم أن الطريق من حلب (إلى الحدود مع تركيا) تحت سيطرة المعارضة، يظل يتعرض للهجوم من مسافات لمدفعية الحكومة وقواتها الجوية».

وأشار كيري إلى أنه لا يعتقد أن التدخل العسكري – بصورة أو أخرى – مستحيل. وقال: «لكن، هناك حدود، والقيود حقيقية جدا. في الجانب الآخر، لا أقول إنه لا توجد طاقة لا بأس بها لإمكانية تغيير حسابات الأسد على الأرض».

وقالت المصادر الإخبارية الأميركية إن من بين الخيارات الأميركية «زيادة تقاسم التقارير الاستخباراتية مع الجيش السوري الحر، وتوفير معدات إضافية للاتصالات اللاسلكية، واستخدام القوة الجوية تحت علم الناتو لحماية الممر إلى الحدود التركية من حلب، وزيادة الأسلحة التي توفر للثوار» عبر عدة دول.

3 استحقاقات تنتظر مجلس الأمن المعطل في الملف السوري حتى نهاية الشهر الحالي

اجتماع على المستوى الوزاري بدعوة فرنسية 30 أغسطس.. والتركيز على المعالجة الإنسانية

باريس: ميشال أبو نجم

أكدت باريس رسميا أمس خبر انعقاد مجلس الأمن الدولي على مستوى وزراء الخارجية، وبرئاسة الوزير لوران فابيوس في 30 أغسطس (آب) الحالي، للنظر في الوضع السوري، وذلك قبل يوم واحد من انتهاء الرئاسة الفرنسية للمجلس.

وقالت الخارجية في بيان لها أمس إن الاجتماع الموعود الذي سيحصل بناء على طلب فرنسي «سيركز بشكل أساسي على النظر في الوضع الإنساني في سوريا ودول الجوار»، في إشارة إلى الأردن وتركيا ولبنان التي سيزورها فابيوس ما بين 15 و17 الحالي، والتي تستضيف القسم الأكبر من اللاجئين السوريين.

وبيان الخارجية الفرنسية يؤكد ما نشرته «الشرق الأوسط» في عددها، أمس، عن سعي فرنسي (وغربي) لمحاولة التغلب على الانقسامات العميقة الحاصلة في مجلس الأمن، التي تعوق أي مبادرة سياسية أو قرار يمكن أن يصدر عنه، وذلك بالتوجه نحو معالجة الجوانب الإنسانية. وقالت المصادر الفرنسية لـ«الشرق الأوسط» إن موسكو «لا يمكنها أن تعرقل العمل الإنساني للمجلس» الأمر الذي يعني تغييرا للتكتيك السياسي الغربي بحيث يتحول من التصادم مع روسيا (والصين) إلى محاولة العمل معهما.

وتبدو النتيجة «المنطقية» لهذا التحول في المقاربة أن مشروع القرار الذي يمكن أن يطرح للنقاش وبعدها للتصويت، والذي هو حاليا قيد الإعداد لن يوضع تحت الفصل السابع، بل سيعاد إلى الفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، الذي لا يجيز فرض إجراءات عقابية أو التهديد باللجوء إليها، وهو الأمر الذي عارضته موسكو وبكين منذ اندلاع الأزمة السورية قبل 17 شهرا.

وأمس، رفضت الخارجية الفرنسية الكشف عما إذا كان التوجه الغالب هو للبقاء تحت الفصل السابع أم التراجع عنه. وبحسب مصادر واسعة الاطلاع في العاصمة الفرنسية، فإن تفضيل هذا الخيار أو ذاك مرهون بما سيوضع في مشروع القرار، وما إذا كان سينص على إقامة ممرات آمنة لوكالات الإغاثة أو مناطق حماية من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين. لكن يبدو أن الحذر سيكون سيد الموقف، لأن موسكو ما زالت تعارض أي تدبير من شأنه أن يفسر على أنه ضوء أخضر للجوء إلى القوة العسكرية تحت ستار المساعدات الإنسانية أو حماية المدنيين، تفاديا لتكرار التجربة الليبية.

وكان لافتا أن رئيس الجمهورية السابق نيكولا ساركوزي عاد إلى واجهة الإعلام من البوابة السورية، عبر اتصال هاتفي مطول مع رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا. وفي البيان المشترك الصادر عنهما بعد الاتصال، جاء أنهما «توافقا على الحاجة لعمل سريع من قبل الأسرة الدولية لتحاشي حصول مجازر» في سوريا، وأنهما «يريان وجود أوجه شبه كبيرة» بين الأزمتين الليبية والسورية.

وليست الإشارة الأخيرة بريئة، إذ إن ساركوزي كان المحرك الذي دفع بالأسرة الدولية والحلف الأطلسي للتدخل العسكري في ليبيا، لحماية المدنيين، مما أدى إلى إسقاط نظام العقيد القذافي ومقتله. وقبل أيام قليلة هاجم المفكر برنار هنري ليفي الذي لعب دورا في دفع ساركوزي نحو الحل العسكري، الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند متهما إياه بـ«التقصير» في التعاطي مع الأزمة السورية، مذكرا إياه بما فعله الرئيس السابق.

وعلى الرغم من التركيز على الجوانب الإنسانية، فإن باريس ما زالت تتمسك بالحاجة لحصول عملية انتقال سياسي «إلى نظام ديمقراطي وتعددي». وعلى الرغم من الانقسامات التي يعرفها مجلس الأمن، فإن فرنسا ترى أنه «لا يستطيع أن يبقى صامتا إزاء المأساة الحاصلة في سوريا».

غير أن المشكلة المستعصية التي ستواجهها الدبلوماسية الفرنسية سببها أنها إذا أرادت التوصل إلى قرار يحظى بالإجماع في مجلس الأمن فسيتعين عندها الاستماع للتحفظات الروسية – الصينية، وبالتالي بلورة نص يوفر «الحد الأدنى» مما هو مطلوب لمواجهة الوضع المأساوي. وفي هذه الحال، فإن تأثير قرار كهذا على الوضع الميداني سيكون معدوما. أما إذا اختارت العمل على قرار «يتمتع بأنياب»، فعندها ستظهر مجددا المعارضة الروسية ويعود النقاش إلى المربع الأول. وعلى أي حال، تريد باريس أن يتولى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تقديم تقرير عن الوضع الإنساني في سوريا، وفي المخيمات خارجها، وعن الحاجات المتنامية التي يتعين مواجهتها وكيفية القيام بذلك.

ولكن قبل الوصول إلى اجتماع 30 أغسطس (آب)، يتعين على مجلس الأمن مواجهة استحقاقين مهمين: الأول، تعيين بديل عن المبعوث العربي الدولي كوفي أنان، الذي رفض تجديد مهمته التي تنتهي نهاية الشهر الحالي، والثاني النظر في مصير بعثة المراقبين الدوليين المستمرة حتى تاريخ 19 من الشهر نفسه. وفي الحالتين، يبدو «الاشتباك» الدبلوماسي – السياسي بين الفريقين المتواجهين في مجلس الأمن مقبلا لا محالة. ففيما خص تعيين بديل لأنان، وبغض النظر عن الشخصية التي سيختارها الأمين العام للأمم المتحدة، فإن الخلاف يدور على تحديد «المهمة» التي ستوكل له. وتريد المعارضة السورية وبعض العرب أن تنحصر المهمة في تحقيق الانتقال السياسي. أما في موضوع المراقبين، فإن الغربيين يشترطون أن يلتزم النظام بوقف للنار، وإلا فما الفائدة من وجود مراقبين؟! وبالتالي يهددون بعدم التجديد لها بعكس ما تطالب به موسكو وبكين.

وهكذا يبدو الوضع في مجلس الأمن بالغ التعقيد. وعلى الرغم من الرغبة في تقريب المواقف لمواجهة تدفق المهجرين واللاجئين وتوفير مقومات الحد الأدنى لهم، فإن الانقسامات العميقة في مجلس الأمن ستعيق تحركه الفاعل حتى في المجال الإنساني.

قصف عنيف واشتباكات ضارية بحلب

                      يقصف منذ فجر اليوم الجيش النظامي بشكل عنيف أحياء عدة يسيطر عليها الجيش الحر بمدينة حلب التي شهدت اشتباكات ومعارك عنيفة أمس للسيطرة على حي صلاح الدين، في يوم شهد مقتل نحو 150 شخصا على الأقل معظمهم في حلب، كما يتواصل القصف على مدن وبلدات أخرى في البلاد.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان بأن قتلى وجرحى سقطوا في قصف القوات النظامية والذي شهدته أحياء الصاخور وسيف الدولة والشعار والحيدرية ومساكن هنانو بمدينة حلب.

من جهتها، أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن القصف على مدينة حلب فجرا مس “أحياء السكري والأنصاري الشرقي والمشهد وجسر الحج”.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن “قصفا مدفعيا يستهدف الأحياء الشرقية من حلب”.

وفي حلب أيضا، قال نشطاء إن الجيش النظامي انسحب من أجزاء من حي صلاح الدين في حلب بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الجيش الحر.

ونقلت وكالة رويترز عن ناشط بالمنطقة أن الجيش الحر كبد قوات النظام خسائر فادحة بعد حرب شوارع، مشيرا إلى أن هذه القوات انسحبت من حي صلاح الدين وهو تحت السيطرة الكاملة للجيش الحر.

جاء ذلك بعدما أفاد مصدر أمني سوري بأن الجيش النظامي بدأ هجومه البري على حلب، وأنه اقتحم حي صلاح الدين وبدأ في تمشيطه وقتل عشرات ممن وصفهم بالإرهابيين.

غير أن الجيش الحر نفى سيطرة القوات النظامية على حي صلاح الدين، مشيرا إلى أن وحداته تسيطر على مطار حلب ومبنى الأمن السياسي بالمدينة، وأنها أسقطت طائرة حربية ودمرت خمسا من دبابات النظام.

في هذه الأثناء، سيطر الجيش السوري الحر على معظم مناطق ريف حلب باستثناء خمس نقاط عسكرية منها  مطار منّغ العسكري.

من جهة أخرى، أفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن مظاهرتين خرجتا في حيْي مساكن هنانو وصلاح الدين للمطالبة بإسقاط نظام الأسد. وانتقد المتظاهرون ما وصفوه بالتخاذل الدولي عن دعم الثورة السورية منددين بقصف الجيش النظامي لأحياء المدينة.

وفي حمص أكدت الهيئة العامة أن سحب الدخان وألسنة اللهب تتصاعد من حي جورة الشياح في حمص بسبب احتراق المنازل نتيجة القصف العنيف الذي يتعرض له الحي.

كما أعلن الناشطون ريف اللاذقية منطقة منكوبة بسبب القصف اليومي والعنيف، واستهداف المساجد وإشعال الحرائق بالمنازل مما أدى إلى أزمة إنسانية خانقة تعاني منها المنطقة.

لجوء لإيطاليا

إلى ذلك، قال ناشطون إن قوات النظام السوري تقصف منذ الصباح الباكر مناطق عديدة في ريف دمشق بينها السبينة والعسالي والبويضة ومعضمية الشام وبلدة التل.

وأضاف الناشطون أن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر والنظامي منذ صباح اليوم في كفرنبل وأريحا بإدلب.

وفي درعا أشار مراسل الجزيرة إلى تعرض بلدة نصيب لقصف عنيف بالمدفعية مما دفع سكان منطقة جابر الأردنية المقابلة لمغادرة بيوتهم.

في سياق منفصل، أوردت وكالة إنسا الإيطالية للأنباء أن مجموعة (من 160 مهاجرا سوريا فروا من بلادهم لأسباب سياسية) وصلت مساء أمس إلى ميناء كروتونا في كالابريا بجنوب إيطاليا على متن زورق صيد.

وتضم المجموعة 76 رجلا و36 امرأة و48 طفلا، وهي مؤلفة خصوصا من عائلات. ورصدت وحدة من خفر السواحل زورق هؤلاء على بعد عشرة أميال من ساحل كالابريا ثم رافقتهم حتى الميناء.

وتم نقل المهاجرين، وجميعهم في صحة جيدة، إلى مركز استقبال في إيزولا كابو ريزوتو.

اجتماعان بشأن سوريا وأميركا تدرس الحظر

                                            لم يستبعد مسؤول أميركي كبير أن تلجأ بلاده في النهاية إلى إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا. وبينما تستضيف إيران اليوم اجتماعا حول سوريا بمشاركة 13 دولة، تستضيف مدينة جدة السعودية  الأحد المقبل اجتماعا استثنائيا لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي لمناقشة تطورات الأزمة السورية.

فقد قال جون برينان كبير مستشاري الرئيس باراك أوباما لمكافحة الإرهاب إن “الولايات المتحدة تدرس دوماً المواقف لتتبين نوع السيناريوهات التي قد تتكشف عنها، وبناءً عليه تدرس بعد ذلك نوع خطط الطوارئ التي قد تكون متاحة لمعالجة ظروف معينة”.

وبحسب برينان، فإن هناك خيارات مختلفة يجري الحديث عنها في وسائل الإعلام ويلقى بعضها تأييدا، وقال “هذه أمور تدرسها الحكومة الأميركية بعناية شديدة، محاولة تفهم انعكاساتها وتفهم المحاسن والمساوئ”.

وسئل برينان -خلال جلسة في مجلس العلاقات الخارجية- بشكل محدد أكثر عن منطقة الطيران المحظور، فرد بقوله “لا أذكر أن الرئيس قال إن شيئا ما مستبعد”.

“موقف واقعي”

وفي هذه الأثناء، تستضيف إيران -وهي الحليف الرئيسي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد- اليوم الخميس اجتماعا وزاريا للدول التي لديها “موقف واقعي ومبدئي” من الأزمة في سوريا.

وقال مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية أمير عبد اللهيان إن هذا الاجتماع يهدف مساعدة الشعب السوري للخروج من الأزمة الراهنة.

ونسبت وكالة مهر للأنباء إلى اللهيان قوله إن الاجتماع سيعقد بمشاركة “عدد لافت من الدول المعنية والمؤثرة إقليميا ودوليا”، لكنه لم يشر إلى أسماء الدول المشاركة في الاجتماع.

وقال إن هدف المشاركين في هذا الاجتماع هو التأكيد على رفض العنف سبيلا لتسوية النزاعات.

من ناحيتها، قالت الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إن وزراء خارجية المجلس سيعقدون اجتماعا استثنائيا بمدينة جدة الأحد المقبل برئاسة السعودية لمناقشة تطورات الوضع في سوريا.

وأوضحت الأمانة في بيان أن الاجتماع الوزاري سيناقش “التطورات الإقليمية والدولية، وخاصة المتعلقة بالأوضاع في سوريا وغيرها من الدول العربية”.

ويأتي هذا الاجتماع الاستثنائي قبيل الاجتماع الذي دعا إليه الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لرؤساء 57 دولة يمثلون منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة الأوضاع في سوريا، وذلك في قمة استثنائية ستعقد يوميْ 14 و15 أغسطس/آب الحالي في مكة المكرمة.

الأسد يصعّد

في غضون ذلك، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد -بعيد لقائه بأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي- تصميمه على المضي قدما في الحل الأمني حتى “تطهير البلاد من الإرهابيين”.

فقد ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن الأسد أكد “تصميم الشعب السوري وحكومته على تطهير البلاد من الإرهابيين ومكافحة الإرهاب دون تهاون”.

وفي الإطار نفسه، أعلن سعيد جليلي أثناء لقائه الرئيس السوري في دمشق أن بلاده لن تسمح “بكسر محور المقاومة” الذي تشكل سوريا “ضلعا أساسيا فيه”.

ونقل نفس المصدر عن جليلي قوله “إن ما يجري في سوريا ليس قضية داخلية بل هو صراع بين محور المقاومة من جهة وأعداء هذا المحور في المنطقة والعالم من جهة أخرى”، مؤكدا أن “الهدف هو ضرب دور سوريا المقاوم”.

وفي وقت لاحق، اعتبر جليلي -في مؤتمر صحفي عقده بمقر السفارة الإيرانية في دمشق- أن “كل هذا التآمر ضد سوريا عبارة عن أحقاد يريد أصحابها أن ينتقموا من الدور السوري المشرف مع المقاومة”.

ومن جهتها، أعلنت فرنسا أنها سترأس اجتماعا وزاريا للدول الأعضاء في مجلس الأمن نهاية الشهر الجاري لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا.

وقالت الخارجية الفرنسية أمس الأربعاء إنه “باجتماع الشركاء في مجلس الأمن تريد فرنسا توضيح دعمها للشعب السوري، وقلقها المتزايد إزاء استقرار المنطقة، وتمسكها بالانتقال إلى نظام ديمقراطي متعدد”. وترأس فرنسا دورة مجلس الأمن الحالية التي تستمر شهرا.

معارضون سوريون يوقعون ميثاق شرف

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

وقع بعض مقاتلي المعارضة السورية البارزين ميثاقا للشرف، يلتزمون بموجبه باحترام حقوق الإنسان في معركتهم لإطاحة الرئيس بشار الأسد، بعد أسبوع من عرض لقطات مصورة يظهر فيها معارضون وهم يعدمون أفراد ميليشيا موالية للأسد في حلب.

ويتضمن الميثاق، الذي قال نشطاء إن زعماء كتائب عدة للمعارضة وقعوه، التعهد بعدم اللجوء إلى الاغتصاب أو التعذيب أو قتل الأسرى، حسب وكالة “رويترز”.

وجاء في الميثاق أن مقاتلي الجيش السوري الحر سيحترمون حقوق الإنسان بشكل يتفق مع مبادئهم القانونية ومبادئ الدين السمحة والقوانين الدولية المعنية بحقوق الإنسان.

كما يقضي الميثاق بمعاملة أي جندي أو أي شخص من أنصار الأسد يقع في أسر مقاتلي المعارضة وفقا للقوانين المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب.

ويتعهد المقاتلون بموجب الميثاق بعدم المشاركة في أي نوع من أنواع التعذيب أو الاغتصاب أو تشويه الأشخاص أو إهانتهم، وباحترام حقوق الأسرى وعدم ممارسة أي شكل من هذه الانتهاكات لانتزاع اعترافات.

واتهمت جماعات حقوقية قوات الأسد بارتكاب انتهاكات من بينها التعذيب وقتل الأسرى، لكن في الأسبوع الماضي عرضت لقطات مصورة يظهر فيها مقاتلون من المعارضة يعدمون 4 أشخاص يشتبه في أنهم من “الشبيحة”، ولقطات لمقاتلين يعبرون عن شماتتهم أمام جثث في مركز للشرطة اجتاحه المقاتلون في حلب.

ولم تكن كتيبة التوحيد في حلب التي يعتقد أنها أسرت هؤلاء الرجال الذين قتلوا رميا بالرصاص في المدينة الأسبوع الماضي ضمن الموقعين على الميثاق.

ومن بين الموقعين عليها مقاتلون من درعا ودير الزور والسويداء وحماة وحمص.

وأكد قائد إحدى الكتائب لرويترز أنه وقع الوثيقة، لكنه قال إنه لا يعتبر التعهدات الواردة فيها ملزمة.  وقال مقاتل آخر إن كتيبته رفضت توقيع الميثاق لأن لها تحفظات على بعض بنوده، رافضا الخوض في أي تفاصيل.

توقيف وزير الإعلام اللبناني الأسبق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أوقفت القوى الأمنية اللبنانية الخميس الوزير والنائب السابق ميشال سماحة، بحسب ما أفاد مصدر في وزارة الداخلية لوكالة “فرانس برس”.

وقال المصدر إن القوى الأمنية “دهمت منزل وزير الإعلام السابق الذي تم توقيفه”. ورفض المصدر الكشف عن أسباب التوقيف، مشيرا إلى أن “هذه الأمور متروكة للقضاء”.

وقال وزير الداخلية اللبناني مروان شربل في حديث هاتفي مع سكاي نيوز عربية إن توقيف سماحة جاء بناء على استنابة قضائية، وإن التحقيق معه قد يستمر لمدة 48 ساعة، يطلق بعدها سراحه أو توجه إليه اتهامات.

ونقل مراسلنا في بيروت عن مصدر لبناني مسؤول بأن توقيف الوزير السابق جاء للاشتباه بتوزيعه متفجرات، وبعد تحريات دقيقة قامت بها الأجهزة الأمنية.

وذكر تلفزيون “إم تي في” اللبناني أن القوى الأمنية دهمت منزلي سماحة في بيروت وفي الخنشارة في قضاء المتن شمال شرقي بيروت.

وسماحة معروف بمواقفه التي يدافع فيها باستمرار عن حكومة الرئيس بشار الأسد.

انشقاق في القصر الجمهوري السوري

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفادت المعارضة السورية بأن مدير المراسم في القصر الجمهوري محي الدين مسلماني انشق عن حكومة اللارئيس بشار ألأسد.

وأوضح الجيش السوري الحر أن مسلماني في مكان آمن في سوريا، كما توقع انشقاقات على مستوى عال وبشكل متتال خلال الأيام المقبلة.

من جهة ثانية، أكدت الحكومة الأردنية أمس أن رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب دخل الأردن فجر الأربعاء برفقة عدد من أفراد عائلته.

وقال وزير الدولة الأردنية لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة سميح المعايطة لوكالة “فرانس برس” أن “رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب وبرفقته عدد من أفراد عائلته دخلوا الأراضي الأردنية في الساعات الأولى من فجر الأربعاء”.

وكان رئيس الوزراء السوري هو أرفع مسؤول في حكومة بشار الأسد ينشق عنها في الأونة الأخيرة قبل عدة أيام.

مراسلتنا: صلاح الدين يكاد يسوى بالأرض

سلام هنداوي- حلب – سكاي نيوز عربية

أوضحت مراسلة “سكاي نيوز عربية” في حلب، التي تمكنت من دخول حي صلاح الدين لمدة 7 ساعات تقريبا، أن ذلك الحي خال تماما من سكانه، ويكاد يسوى بالأرض من شدة القصف العشوائي العنيف.

ونقلت المراسلة عن عدد من قادة الجيش الحر أن كل صاروخ يطلق من طائرات ميغ التابعة للجيش النظامي، يزيد وزنه عن نصف طن، وهو قادر على تدمير بناء مكون من 3 طوابق بشكل كامل.

وأشارت مراسلة “سكاي نيوز عربية” إلى أن حي صلاح الدين لا يزال بالكامل تحت سيطرة الجيش الحر، وأكدت حسب المعطيات المتوفرة لديها أن المعارك في حلب ربما تستمر لفترة طويلة.

من جانبه، أكد رئيس المجلس العسكري في منطقة حلب التابع للجيش السوري الحر عبد الجبار العكيدي أن قوات جيشه تمكنت من قتل نحو 100 جندي من الجيش النظامي بالإضافة إلى تدمير عدة آليات.

وتجدر الإشارة إلى أن المعارك المستمرة في حلب منذ 21 يوما أسفرت عن خسائر كبيرة لدى الجانبين، بالإضافة إلى سقوط مئات القتلى والجرحى من المدنيين، كما حدثت حركة نزوح كبيرة خارج الأحياء المضطربة في المدينة.

واشنطن: حظر الطيران فوق سوريا ممكن

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال مسؤول رفيع في حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه ليس مستبعدا أن يتم فرض منطقة حظر جوي فوق جزء من سوريا.

وقال جون برينان كبير مستشاري أوباما لمكافحة الإرهاب: “تدرس الولايات المتحدة دوما المواقف لتتبين نوع السيناريوهات التي قد تنتج عنها، وبناء عليه تدرس شكل خطط الطوارئ التي قد تكون متاحة لمعالجة ظروف معينة”.

وقال برينان خلال جلسة في مجلس العلاقات الخارجية بعد أن سئل عن إمكانية فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا: “لا أذكر أن الرئيس قال إن شيئا ما مستبعد”، حسب ما أفادت وكالة أنباء رويترز.

وكان بعض المنتقدين الجمهوريين لأسلوب أوباما في معالجة الأزمة السورية طالبوا بتفويض دولي لفرض منطقة حظر جوي، لمنع الطائرات الحربية السورية من القيام بعمليات فوق مناطق معينة، وكذلك بتسليح مباشر بدرجة أكبر لقوات المعارضة التي تسعى لإطاحة الرئيس بشار الأسد.

وترفض الولايات المتحدة حتى الآن تقديم أسلحة بشكل مباشر إلى المعارضة، وركزت واشنطن بدلا من ذلك على المعونات الإنسانية ومعدات الاتصالات وغيرها من أشكال المساندة غير القتالية.

وقال برينان: “لقد فعلنا عدة أشياء لمساندة المعارضة، فالكثير من المساعدات الإنسانية ترسل إلى هناك، وما نريد فعله هو أن نتأكد من أننا نفهم على وجه الدقة من الذين سيتلقون هذه المساعدات”.

وعن الشائعات التي تفيد بأن أعضاء من تنظيم القاعدة تسللوا إلى سوريا، قال المسؤول الأميركي: “رغم أن القاعدة ستسعى إلى استغلال الوضع في سوريا فإنه عند النظر إلى المعارضة السورية ككل نجد أن الغالبية العظمى منها ليست على غرار القاعدة. إنهم سوريون يحاولون حقا تقرير حياتهم ومستقبلهم”.

شاب سوري من “إنخل” يحفر قبره ويسكنه نفس الليلة

محمد عبد اللطيف الزعبي: “لا أريد أن توضع جثتي في براد الخضار”

دمشق – جفرا بهاء

كم هو مهيب أن تمسك القلم لتكتب قصة شاب في الثلاثينات من عمره حفر قبره بيديه في حديقة منزله ودفن فيه في الليلة ذاتها.

اسمه محمد عبد اللطيف العلوه الزعبي، ولد وكبر وقتل في مدينة انخل في درعا مفجرة الثورة السورية.

بتاريخ 11/5/2011 بدأت قوات جيش النظام السوري باقتحام أنخل، وكعادة الاقتحامات وتشابه قسوتها فإن الرصاص لم يتوقف ليلتها ولا لحظة واحدة، ولكن محمد خرج إلى حديقة منزله ليحفر حفرة تتسع لجسده، مبرراً ذلك بأنه “لا يرغب أن توضع جثته في براد الخضار كما حصل مع رجال درعا البلد”، وتوجه لعدد من الشباب الذين معه قائلاً: “فليذهب كل منكم إلى حديقة منزله وليحفر قبره”.

ومحمد قاد معظم مظاهرات أنخل، وهدر صوته بهتافات الثورة بشكل يومي، ولم يغب ذلك الصوت ليلة مقتله.

اقتحم الجيش السوري ليلتها أنخل عند الساعة العاشرة، وهي الساعة التي اعتادت أنخل على سماع تكبيرات أهلها اليومية من البيوت ومآذن مساجد المدينة.

ولكن لا الصلاة أقيمت ولا المآذن رفعت الأذان، فالمساجد تم احتلالها من قبل قوات الأسد وانهمر الرصاص بشدة.

وعلى اعتبار أن محمد كان واحدا من قيادات الثورة في إنخل، فإنه وبعد أن انتهى من حفر القبر خرج من المنزل حاملاً مكبراً صارخاً بين البيوت بـ”الله أكبر”، وهو يعرف ويدرك تماما أن مدينته تحتاج لصوت يعيدها إلى قوتها، وينسيها أصوات الرصاص.

عاد محمد إلى بيته دون أن تصيبه رصاصة عمياء، ونام في قبره الذي حفره وساعده في ذلك أخوته، وما هي إلا ساعة حتى حوصر منزله من قبل عناصر جيش النظام، وبعد تهديداتهم لوالد ووالدة محمد ومن ثم اتباع سياسة الترهيب والترغيب استطاعوا الوصول لرأس محمد الذي تلقى رصاصتين ليبقى في ذلك القبر على مرأى من أمه وأبيه وإخوته.

“أبو الشهيد.. ارفع رأسك”، كان الهتاف الأكثر ترداداً في ذهن محمد، وإن طافت روح محمد في إنخل ليلتها مكبرة مع شباب ونساء المدينة، فإن رأسه بقي مرفوعا من لحظة ولادته إلى لحظة مماته.

ظهر محمد في أكثر من فيديو وهو يغني “فتنت روحي يا شهيد”، وهي الأغنية التي غناها بعد مقتل أحد شباب انخل “ضياء الشمري”، حيث اعتصم محمد مع أهل إنخل عند الحاجز العسكري الذي قتل أمامه ضياء.

لا أنفك أسأل نفسي عندما أنظر وأرى أولئك الشباب وأقول: هل يستحق هؤلاء أن يموتوا.. أنتمي إليكم.. أنتمي إليكم!

مختطَفو إيران درّبوا قوات الأسد على حرب الشوارع

إيران تؤكد أن بعض المخطوفين في سوريا من متقاعدي الحرس الثوري

دبي – سعود الزاهد، العربية.نت

سلّطت وسائل إعلام إيرانية الضوء على مهمة المختطفين العسكريين في سوريا، حيث نشر موقع “بيك نت” اليساري الإيراني معلومات – دون أن يكشف مصادره – تؤكد أن المجموعة كانت في طريقها للمطار بعد الانتهاء من مهمة تدريب قوات الأسد بشار على حرب الشوارع، وجاء ذلك قبل أن يؤكد وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، أن بعض المختطفين الإيرانيين الـ48 في سوريا هم أعضاء متقاعدون في الحرس الثوري والجيش النظامي في إيران.

وأضاف تقرير الموقع الإيراني أن هذه العناصر وصلت إلى سوريا قبل 3 أسابيع في مهمة عسكرية لتدريب قوات التدخل السريع السورية لخوض حرب الشوارع لمواجهة عناصر الجيش الحر، بالإضافة إلى تدريب حراس الأسد الشخصيين، حسب الموقع الذي لم تؤيد مصادر مستقلة المعلومات التي نشرها بشأن المختطفين.

وذكر التقرير أنه بعد بث فيديو المختطفين الإيرانيين، ونظراً لاحتمال كشف هويتهم، منع الحرس الثوري الإيراني، أسر المختطفين من إجراء أي اتصال بوسائل إعلام إيرانية أو أجنبية.

هذا وطلبت طهران من أنقرة التوسط لدى جيش الحر لإطلاق سراح المختطفين، في الوقت الذي حمّل فيه المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، كاظم جلالي، تركيا مسؤولية الحفاظ على أرواح المختطفين.

صالحي يعترف بوجود عناصر من الحرس الثوري

وكشف وزير الخارجية الإيراني، صالحي، الأربعاء، أن بعض الإيرانيين الذين خطفهم مقاتلون من المعارضة السورية، هم من متقاعدي الحرس الثوري والجيش الإيراني.

ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية، الأربعاء، عنه قوله “يجب علينا أن نتخذ كل السبل والمساعي من أجل إطلاق سراح المخطوفين، وقد طلبنا من تركيا التدخل نظراً لعلاقتها الوطيدة مع أطياف المعارضة”.

كما أضاف “بما أننا في شهر رمضان المبارك وكلا الطرفين، الخاطفين والمخطوفين مسلمين، فقد أرسلنا نداء عبر قنوات مختلفة طالبين إطلاق سراح الإيرانيين، انطلاقاً من مبادئ الأخوة الإسلامية”.

وكان وزير الخارجية طلب أمس الثلاثاء من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساعدته في بذل الجهود للإفراج عن عشرات الزوار وعمال الإغاثة الإيرانيين الذين تم احتجازهم في الآونة الأخيرة في سوريا وليبيا.

وكتب صالحي إلى بان كي مون في رسالة قدمتها بعثة إيران في الأمم المتحدة: “أود أن أطلب تعاونكم ومساعيكم الحميدة يا صاحب الفخامة لتأمين الإفراج عن هؤلاء الرهائن”.

وقال إن حكومة إيران تدعو إلى الإفراج الفوري عن رعاياها المخطوفين وترى أن استخدام الرهائن دروعا بشرية ينتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان لهؤلاء المدنيين الأبرياء.

ومن جهته، أكد متحدث باسم الأمم المتحدة في نيويورك تلقي رسالة صالحي دون إضافة أي تعليق.

جنرال روسي ينفي مقتله على يد الجيش الحر

الثوار أكدوا أنه يعمل مستشاراً لوزير الدفاع السوري

دبي – حسين الطود، العربية.نت

نفى الجنرال الروسي فلاديمير كوجييف الذي ظهر، الأربعاء، في وزارة الدفاع بموسكو، مقتله في سوريا، في حين كان أعلن الجيش السوري الحر قبل ذلك أنه قتل المسؤول العسكري الذي كان يعمل في سوريا مستشاراً لوزير الدفاع السوري.

واعتبرت وزارة الدفاع الروسية التقارير التي أشارت الى مقتل الضابط الاحتياطي فلاديمير كوجييف وأنه كان يقدم المشورة للجيش السوري، “ما هي إلا كذبة مفضوحة”.

وقالت وكالة “إيتار تاس” للأنباء إن كوجييف التقى في وقت لاحق من اليوم بصحافيين روس في وزارة الدفاع الروسية. ورغم أن الضابط لم يقل ما إذا كان قد ذهب الى سوريا في وقت سابق إلا أنه قال: “أؤكد أنني على قيد الحياة وبخير”.

وأضاف الجنرال: “أنا كمواطن أشعر باستياء شديد من بث هذه الأكاذيب، وكجنرال متقاعد أعتقد أنها ليست استفزازاً موجهاً ضدي شخصياً فقط، بل وكذلك ضد وطني”.

وكان الجيش السوري الحر أعلن في بيان عن مقتل الجنرال كوجييف، المستشار الروسي لوزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة للشؤون العسكرية، والمترجم الخاص به أحمد عيق، معتبراً هذا الصيد الكمين دليلاً على تورط الروس في الأزمة السورية.

كما أكد الجيش الحر الاستيلاء على عدد من الوثائق والخرائط الخاصة بالجيش السوري، إضافة إلى تقارير عن المعارضة والجيش الحر.

وبحسب البيان تمت العملية بالتعاون مع كتائب الغوطة الغربية التابعين للقيادة العسكرية لمنطقة دمشق وريفها، وذلك عند مبادرة الجنرال الروسي والعناصر الأمنية المرافقة له إلى إطلاق النار على حاجز للجيش الحر.

شبح الإعدام يلاحق الناشط السوري مازن درويش

يرأس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير واعتقل في فبراير الفائت مع 16 آخرين

العربية.نت

قالت اللجنة الدولية للمحلفين ومقرها جنيف إن مازن درويش المدافع عن حرية التعبير في سوريا، سيحاكم سراً أمام محكمة عسكرية وقد يواجه حكماً بالإعدام دون منحه حق الدفاع عن نفسه أو الاستئناف ضد الحكم أو إعادة النظر فيه.

وذكرت اللجنة في بيانها أن المخابرات الجوية السورية التي اعتقلت درويش يوم 16 فبراير/شباط، قررت أنه يجب أن يحاكم أمام محكمة ميدانية عسكرية دون أن تكشف اللجنة عن مصدر معلوماتها.

كما أفادت بأن المحاكم الميدانية العسكرية تتشكل من قضاة عسكريين وتختص بالجرائم التي ترتكب في أوقات الحروب والعمليات العسكرية. وتضم اللجنة الدولية للمحلفين60 محاميا وتسعى الى تعزيز سيادة القانون في جميع انحاء العالم.

وقال بيان اللجنة لا يملك المتهمون الماثلون أمام هذه المحاكم أي حق في الدفاع وتجري مداولات القضايا سرا. ولا تطبق هذه المحاكم القوانين ولا الإجراءات القائمة وقراراتها نهائية ولا تخضع لأي شكل من أشكال الاستئناف او إعادة النظر في القضية. وبموجب المرسوم التشريعي رقم 109 فإن مازن درويش قد يواجه عقوبة الإعدام.

ودعت اللجنة السلطات السورية الى الإفراج عن درويش فورا ودون شروط. وقالت إنه تعرض الى اختفاء قسري وإن السلطات لم تكشف شيئا عن مصيره ولا مكانه منذ اعتقاله.

يذكر أن درويش وهو محام يرأس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، اعتقل مع 16 من زملائه بعضهم حوكم أمام المحكمة العسكرية في دمشق بتهمة حيازة مواد محظورة بقصد نشرها.

ناشط سوري: النظام عرف بوجود حجاب في محافظة درعا والريادة في تأمينه لكتيبة المعتصم بالله

روما (8 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء

قال ناشط سوري في محافظة درعا جنوب سورية “أن رجال الجيش الحر استطاعوا تأمين رئيس الوزراء رياض حجاب وعدد من أفراد عائلته إلى الأردن وكانت الريادة في عملية التأمين لكتيبة المعتصم بالله” حسب تعبيره

وأوضح قيصر حبيب في تصريحات لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء “كان النظام يعرف بوجود رئيس الوزراء في محافظة درعا، وقد قامت عناصره بتفتيش دقيق للقرى الحدودية، حيث لم يكن أحد يعلم عن من يبحثون، ولكن كنا متأكدين بإن النظام يبحث عن أشخاص مهمين” على حد قوله

وتابع القول “النظام يركز على البلدات الحدودية ليمنع تدفق المنشقين إلى الأردن فهو حاول جاهداً للحيلولةه دون وصول رئيس الوزراء إلى الأردن، وذلك عن طريق المداهمات في القرى الحدودية وتكثيف دورياته فيها” حسب تعبيره

وحول الوضع الميداني قال “بعد حرب شرسة شنها النظام يوم البارحة على درعا عموماً وعلى بصرى الحرير خصوصاً، حصدت ارواح ما يقارب 25 شهيداً، تم تدمير معظم أحياء هذه البلدة كما هجرها أغلب سكانها اليوم” وأضاف “قوات النظام تعيد الكرة عليها لتحرق ما بقي فيها من بيوت” وأضاف “لم تكتف قوات النظام بالقصف المدفعي والصاروخي العشوائي بل قامت بإرتكاب مجزرة مع سبق الإصرار والترصد بحق عوائل كانت تحاول النزوح من البلدة، حيث قامت عصابات الأسد بفتح نيران عربات الشيلكا على سيارات تقل النازحين مما أدى لإستشهاد معظمهم وجلهم أطفال ونساء، وجرمهم الوحيد بأنهم من بلدة بصرى الحرير” وأردف “هذا النظام لا يراعي حرمة يعذب الصغار قبل الكبار، كما يهان من قبل عصاباته الشيوخ قبل الشباب” على حد قوله

وأضاف “تتعرض بلدة ناحتة لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة لليوم السابع على التوالي، كما أن هناك ثلاثين نقطة في محافظة درعا عرضة للقصف اليومي بنسب متفاوتة” و “البارحة ليلاً تركز القصف على بلدة أنخل حيث أدى القصف إلى سقوط شهيد وعدد كبير من الجرحى تلى القصف هجوم لقوات الأسد على البلدة، كما شنت حملة إعتقالات واسعه طالت العديد من الشباب فيها” حسب تعبيره

مصدر سوري معارض: نحو 30 ألف مقاتل مسلح يسيطرون على حلب

روما (9 آب/ أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال مصدر في المعارضة السورية إن بين 20 و30 ألف مقاتل معظمهم ينتمون للجيش السوري الحر متواجدون في عاصمة الشمال السوري حلب وسيطرون على أجزءا كبيرة من المدينة وريفها، وأشار إلى وجود تدفق للمقاتلين من عناصر وضباط الجيش المنشقين سابقاً عن الجيش النظامي من تركيا إلى حلب

وأوضح المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “وفق المعلومات، يتواجد في حلب بين 20 و30 ألف مقاتل مسلّح، وهناك تنسيق عال بين الكتائب الثورية المقاتلة، فضلاً عن وجود آلاف المقاتلين في الريف الحلبي الذي يسيطر على غالبيته الثوار”

وأشار المصدر العائد لتوّه من مدينة حلب إلى أن نسبة كبيرة من المقاتلين “هم من أبناء المحافظة التي كانت مقموعة من الأمن و(الشبيحة) خلال السنة الأولى من الثورة، وتحررت من سطوتهم الآن” حسب قوله، وأضاف “الدخول والخروج من المدينة سهل، والقوات النظامية لا تسيطر على محيط المدينة كله، وإنما على أجزاء فقط”

ونفى المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه وجود مقاتلين غير سوريين في المدينة، وقال “إن وجد بعضهم فهو تواجد فردي عَرَضي تطوعي لا يشكّل أية كتلة تُذكر”

وتدور معارك طاحنة بين الجيش السوري الحر والكتائب الثورية المسلحة من جهة والجيش النظامي والقوات الأمنية من جهة ثانية، وتستخدم القوات الموالية للنظام الأسلحة الثقيلة كالمدفعية الميدانية والطيران الحربي في محاولة للسيطرة على بعض الأحياء التي سيطر عليها الثوار، فيما تقوم الكتائب المسلحة بحرب شوارع وتؤكد على أنها توقع خسائر كبيرة جداً بالقوات النظامية

وتقول السلطات السورية إنها مسيطرة على حلب، وأنها تقوم بتطهير المدينة من بقايا المسلحين الإرهابيين وفق ما تصفهم الحكومة السورية

صحيفة فرنسية: ضباط غربيون وأتراك يدربون معارضين سوريين في أضنة

باريس (8 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قالت مصادر إعلامية فرنسية ان ضباطا غربيين وأتراك بدؤوا بتدريب المعارضة السورية على السلاح في قاعدة قرب مدينة أضنة التركية

وذكرت (لوكانار أنشينه) الأسبوعية ان “ضباطا من الإستخبارات الأميركية والفرنسية والبريطانية والتركية بدؤوا بتدريب سوريين على استعمال أجهزة إتصالات مشفرة وأسلحة مضادة للدبابات وآلات القتل الأخرى”، مشيرة الى ان ” قرب قاعدة انجيريليك التركية التابعة للأطلسي وللولايات المتحدة، تسمح بهبوط الطائرات المحملة بالسلاح القادمة من قطر والسعودية أو من أي مكان آخر “، حسب الصحيفة

ومن جهة ثانية أكدت الخارجية الفرنسية انها “ستدعو الى عقد اجتماع لمجلس الأمن على المستوى الوزاري في الثلاثين من هذا الشهر وأن الجلسة ستعقد برئاسة وزير الخرجية الفرنسي لوران فابوس”، وفق بيان للخارجية

واعتبرت الخارجية ان هذا الاجتماع “سيركز على الوضع الإنساني في سوريا والدول المجاورة ” مشددة على انه “رغم الانقسامات التي سادت في مجلس الأمن في الأشهر الأخيرة، لا يمكن لهذا المجلس أن يظل صامتا إزاء المأساة التي تجري في سوريا” وفق الخارجية

رزان زيتونة لـ آكي: إحالة ناشط حقوقي لمحكمة ميدانية يثير مخاوف حول مصيره

روما (8 آب/ أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعربت ناشطة حقوقية سورية بارزة عن قلقها من قرار الأجهزة الأمنية السورية إحالة ناشط حقوقي سوري إلى محكمة ميدانية، مشيرة إلى أن هذه المحكمة سرّية بالمطلق وأحكامها قطعية، ورأت أن هذه الخطوة تثير المزيد من المخاوف حول مصيره

وأوضحت المحامية رزان زيتونة، الناشطة الحقوقية السورية المهتمة بقضايا حقوق الإنسان، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن المحكمة الميدانية محكمة استثنائية عسكرية سريّة، تُعقد بشكل سرّي بالمطلق، ولا يُسمح فيها بحضور محام أو أي شخص وحتى مقراتها سريّة” حسب تعبيرها

وكانت لجان التنسيق المحلية قد أعربت عن قلقها الشديد لإحالة المحامي مازن درويش رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير إلى محكمة ميدانية، وأدانت استمرار اختفائه القسري، وناشدت المنظمات الدولية التدخل السريع للكشف عن مصيرهم والإفراج غير المشروط عنهم

وتابعت زيتونة “إن أحكام هذه المحكمة غير قابلة للطعن أو المراجعة، وإذا جرت إحالة مازن درويش بالفعل إلى هذه المحكمة فهذا يثير العديد من المخاوف حول مصيره، وهذا يعني أنه سيبقى قيد الاختفاء القسري، بغض النظر عن الحكم الجائر الذي سيواجهه” حسب قولها

ووفق لجان التنسيق المحلية فإن المخابرات الجوية السورية قررت إحالة درويش إلى محكمة ميدانية، وهي محكمة عسكرية استثنائية بالغة السرية لا يُسمح فيها حتى بحضور محام للمعتقل

وكانت المخابرات الجوية قد داهمت مكتب درويش واعتقلته مع مجموعة من العاملين معه ومن زواره، وأحيل بعضهم للقضاء، فيما لا يزال مصير خمسة منهم مجهول ومن بينهم درويش نفسه

“مواصلة قصف أحياء في حلب” وواشنطن لا تستبعد اللجوء إلى حظر جوي

وتستمر الاشتباكات في وقت تعد فيه إيران لاستضافة اجتماع دولي حول الأزمة السورية تقول إن “بلدانا ذات موقف واقعي من الأزمة” ستحضره، لكن لم يعلن بعد عن الدول التي ستشارك فيه.

وعبرت دول غربية عن شكها في أن تستطيع إيران لعب دور الوسيط بسبب علاقاتها الوطيدة مع النظام السوري.

القتال في سوريا

تأتي تصريحات برينان بينما يتصاعد القتال في سوريا

من ناحية أخرى لمح مسؤول امريكي أمني رفيع إلى أن بلاده لا تستبعد اللجوء إلى خيار الحظر الجوي على أجزاء من الأراضي السورية، وذلك عقب يوم دام من المعارك العنيفة التي شهدتها سوريا الأربعاء.

وقال جون برينان كبير مستشاري أوباما لمكافحة الإرهاب، خلال جلسة في مجلس العلاقات الخارجية الامريكي، “تدرس الولايات المتحدة دوما المواقف لتتبين نوع السيناريوهات التي قد تنتج عنها وبناء عليه تدرس بعد ذلك نوع خطط الطوارئ التي قد تكون متاحة لمعالجة ظروف معينة”.

واضاف أن هناك خيارات مختلفة يجري الحديث عنها في وسائل الإعلام ويلقى بعضها تأييدا، مضيفا “ان هذه أمور تدرسها الحكومة الأمريكية بعناية شديدة”.

ولدى سؤاله عن احتمال فرض منطقة حظر جوي على أجزاء من سوريا تسيطر عليها المعارضة، رد قائلا “لا أذكر أن الرئيس قال إن شيئا ما مستبعد.”

وتأتي تصريحات برينان مع زيادة الحكومة الامريكية مساندتها للمعارضين السوريين وتسريعها للتخطيط لما بعد الأسد في سوريا.

“تفويض دولي”

وكان بعض المنتقدين الجمهوريين لأسلوب أوباما في معالجة الأزمة السورية قد طالبوا بتفويض دولي لفرض منطقة حظر الطيران لمنع الطائرات الحربية السورية من القيام بعمليات فوق مناطق معينة، وكذلك بتسليح مباشر بدرجة أكبر لقوات المعارضة التي تسعى للإطاحة بالرئيس الأسد.

وترفض الولايات المتحدة حتى الآن تقديم أسلحة بشكل مباشر إلى المعارضة المنقسمة.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن من الصعب تحديد هوية الجهات المعارضة المختلفة ومن تمثلهم.

وركزت واشنطن بدلا من ذلك على المعونات الإنسانية ومعدات الاتصالات وغيرها من أشكال المساندة غير المميتة.

ومن المقرر ان تجري وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون السبت محادثات في تركيا بشان تطورات الأوضاع في سوريا.

حي صلاح الدين

على الصعيد الميداني، دار قتال عنيف يوم الأربعاء بين قوات الحكومة السورية ومسلحي المعارضة في حي صلاح الدين الاستراتيجي بمدينة حلب، أكبر مدن البلاد.

مسلحو المعارضة

تضاربت الأنباء بشأن السيطرة على حي صلاح الدين

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن القوات النظامية سيطرت بالكامل على حي صلاح الدين.

وقالت وكالة الأنباء السورية “أحكمت قواتنا المسلحة الباسلة اليوم سيطرتها الكاملة على حي صلاح الدين في حلب، وكبدت المجموعات الإرهابية المسلحة خسائر فادحة وأوقعت في صفوفها عددا كبيرا من القتلى والجرحى.”

لكن “الجيش السوري الحر”، الذي يقود العمليات المسلحة للمعارضة ضد حكومة الرئيس بشار الأسد، نفى ما أوردته وسائل الإعلام الرسمية.

ونقلت وكالة فرانس برس عن عبد الجبار العكيدي رئيس “المجلس العسكري” في منطقة حلب، التابع “للجيش السوري الحر”، قوله إن “الهجوم الذي يقوم به جيش النظام في حي صلاح الدين همجي وعنيف، لكن النظام لم يسيطر على الحي.”

BBC © 2012

طهران تنفي مقتل ايرانيين خطفوا في سوريا

دبي (رويترز) – قال مسؤول بوزارة الخارجية الايرانية ان كل الايرانيين الذين خطفهم مقاتلو المعارضة في سوريا الاسبوع الماضي أحياء وبخير على عكس البيانات التي أصدرها محتجزوهم الذين قالوا ان ثلاثة من الرهائن قتلوا خلال غارة جوية.

واحتجز مقاتلون سوريون يقومون بانتفاضة ضد حكم الرئيس السوري بشار الاسد منذ 17 شهرا حافلة بها 48 ايرانيا في دمشق يوم الرابع من اغسطس اب للاشتباه في انهم من أفراد الحرس الثوري الايراني. وتقول طهران حليفة الاسد انهم كانوا يزورون مزارات شيعية في سوريا.

وقال متحدث باسم المقاتلين السوريين يوم الاثنين إن ثلاثة من الإيرانيين المخطوفين قتلوا في غارة جوية شنتها الحكومة وإن من تبقى منهم سيعدم ما لم تتوقف الهجمات.

ونقلت وكالة فارس للانباء عن مجتبى فردوسيبور رئيس مكتب الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الايرانية قوله لتلفزيون العالم الايراني “الاتصالات التي أجريناها للحصول على معلومات عن مصير الزوار المخطوفين تشير الى ان كلهم بصحة جيدة وليس هناك ما يشير الى استشهاد بعضهم.”

وأضاف “التقارير المنشورة في هذا الصدد غير صحيحة.” ولم يعط اي تفاصيل عن مصدر معلوماته.

وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي يوم الاربعاء إن بعض المخطوفين أعضاء متقاعدون في الحرس الثوري أو الجيش وكانوا في طريقهم لزيارة عتبات شيعية في دمشق لكنه نفى أن يكون أي منهم في الخدمة حاليا.

ويعتقد مقاتلو المعارضة ان ايران ارسلتهم لمساعدة القوات السورية على اخماد الانتفاضة.

ورغم ادانة ايران للتدخل الاجنبي في سوريا من جانب قوى اقليمية مثل تركيا وقطر اضطرت طهران الى طلب عون الدولتين واستخدام اتصالاتهما مع جماعات المعارضة لتأمين الافراج عن الرهائن الايرانيين.

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير دينا عفيفي)

روسيا تشارك في اجتماع بإيران بشأن سوريا

موسكو (رويترز) – قالت روسيا إنها ستشارك في محادثات مقررة في طهران بشأن الازمة في سوريا يوم الخميس وستكرر دعواتها لانهاء العنف وبدء حوار سياسي لكنها أشارت إلى أن الاستعدادات لإجراء المحادثات جرت على عجل.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان يوم الاربعاء إن السفير الروسي في إيران ليفان جاجاريان سيمثل روسيا في المحادثات “إذا عقد الاجتماع في طهران بالفعل.”

وأضاف أن روسيا تلقت دعوة لكن خطط عقد الاجتماع يوم الخميس معناها “أن الوقت المتاح للاستعدادات الضرورية قصير للغاية.”

ورفضت وزارة الخارجية المزيد من التعقيب يوم الخميس.

وقال البيان “بطبيعة الحالي ننوي المضي بثبات في طريقنا (الدعوة) للوقف الفوري لاراقة الدماء ومعاناة السكان المدنيين بالاضافة إلى التوصل إلى حل سلمي يصب في مصلحة كل السوريين من خلال حوار سياسي واسع.”

ووفرت روسيا الحماية للرئيس السوري بشار الأسد من ضغوط مشتركة عندما انضمت إلى الصين لاعاقة ثلاثة قرارات دعمها الغرب في مجلس الأمن الدولي وكان الهدف منها إنهاء 17 شهرا من إراقة الدماء في سوريا وكان أحد هذه القرارات الشهر الماضي وهدد بفرض عقوبات على الحكومة السورية.

وتقول روسيا إنها لا تدعم الأسد وستقبل خروجه من السلطة في إطار انتقال سياسي يقرره الشعب السوري لكن رحيله يجب ألا يكون شرطا مسبقا ويجب ألا تطيح به قوى خارجية بما في ذلك مجلس الأمن الدولي.

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير دينا عفيفي)

إيران تستضيف مؤتمرا بشأن سوريا والغرب يشكك في جدواه

دبي (رويترز) – تستضيف إيران مؤتمرا لوزراء الخارجية يوم الخميس سعيا لانهاء الصراع المتصاعد في سوريا إلا أن مسعاها الدبلوماسي لحل الأزمة قوبل بتشكك كبير من جانب الدول الغربية.

ووصف الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الاجتماع الذي تشارك فيه 12 دولة لم يعلن عنها بأنه فرصة “لان تحل محل الاشتباكات العسكرية محاولات سياسية لتسوية النزاعات” لكن هناك شكوكا بشأن حضور لاعبين أساسيين لهم دور في الازمة.

وقال دبلوماسي إيراني كبير هذا الأسبوع إن الدول ذات “المواقف الصحيحة والواقعية” في الصراع السوري ستشارك في المؤتمر في إشارة إلى أن الدول التي تؤيد المعارضة السورية لن تحضر.

ولم يتضح ماهي الدول التي ستشارك لكن دبلوماسيين غربيين وصفوا المؤتمر بأنه محاولة لصرف الانتباه عن الاحداث الدامية على الارض والحفاظ على حكم الرئيس السوري بشار الاسد.

وإلى جانب روسيا والصين تقف إيران الى جوار الأسد الذي تقوم قواته بعمليات للقضاء على المعارضين لنظامه وعلى جماعات معارضة مسلحة منذ اندلاع الانتفاضة السورية قبل 17 شهرا.

ورفضت الجمهورية الاسلامية اتفاقا بشأن سوريا ينص على تنحي الاسد في إطار أي انتقال سياسي. ولم يظهر اي مؤشر على استعداد إيران لتبني نهج جديد بشأن سوريا رغم انتكاسات تعرض لها الاسد من بينها انشقاق رئيس وزرائه هذا الأسبوع.

لكن محللين يقولون إن الصدوع التي أصابت القيادة السورية فاجأت إيران.

واتهم حكام إيران الشيعة دولا غربية وعربية خاصة السعودية بتأجيج “الارهاب” في سوريا عن طريق تسليح جماعات المعارضة.

وفي المقابل يتهم المعارضون السوريون وغالبيتهم من السنة إيران بإرسال أفراد عسكريين إلى سوريا وتزويدها بالاسلحة الخفيفة بالاضافة إلى تقديم الخبرات التكتيكية والاتصالات للقوات الحكومية.

وأدت الأزمة إلى تأزم علاقات إيران بجارتها تركيا التي استضافت اجتماعات للمعارضة وقدمت مساعدة للاجئين سوريين وطالبت الاسد بترك السلطة.

وبذلت إيران جهودا دبلوماسية مكثفة في المنطقة هذا الاسبوع.

وزار وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي أنقرة يوم الثلاثاء في محاولة لاصلاح العلاقات كما زار رئيس المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي دمشق لطمأنة الأسد بشأن دعم إيران له.

ويأتي مؤتمر اليوم قبل أيام من اجتماع مقرر لمنظمة التعاون الاسلامي يركز على سوريا. وحذرت إيران في الايام القليلة الماضية العالم الاسلامي من الخطر الذي تمثله الولايات المتحدة على المسلمين.

من ماركوس جورج

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)

عدد اللاجئين السوريين في تركيا يزيد على 50 ألفا

اسطنبول (رويترز) – قالت السلطات التركية يوم الخميس ان أكثر من 2000 شخص فروا من العنف في سوريا ووصلوا الى الاراضي التركية خلال اليومين الماضيين ليرتفع بذلك عدد السوريين اللاجئين الى تركيا الى اكثر من 50 ألفا.

وقالت ادارة الكوارث والطواريء التركية في بيان ان عدد اللاجئين السوريين وصل يوم الخميس الى 50227 لاجئا بعد ان عبر الحدود 2219 شخصا يومي الثامن والتاسع من اغسطس آب.

(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)

الحلبي محمد شادي: رحلة من الهندسة الالكترونية إلى الكلاشنكوف

حلب (سوريا):ا ف ب

يعيش محمد شادي مختبئًا في أحد المنازل على وقع عمليات القصف والمعارك في حلب ثاني المدن السورية، حيث يخوض المسلحون المعارضون وجنود الجيش النظامي معركة حاسمة. وهو يتصفح على حاسوبه مأخوذًا آخر التعليقات على صفحة فايسبوك أو يوتيوب، حيث بدأ كل شيء بالنسبة إليه قبل 16 شهرًا.

وقال هذا الطالب في الهندسة الالكترونية بحزن “منذ آذار/مارس 2011 كنت في مجموعات فايسبوك المرتبطة بسوريا. كنا نتواصل عبر السكايب وننظم أنفسنا. في تلك الفترة كنت أظن أن النظام سينتهي في غضون ستة أشهر”.

ثوار حلب يصعدون عملياتهم العسكرية

تعود أول تجربة سياسية لشادي وهو ابن مدرسين إلى 15 آذار/مارس 2011. كانوا حوالى أربعمئة متظاهر على أبعد تقدير. و”شبيحة” نظام الرئيس بشار الأسد كانوا يراقبون، فيما رجال الشرطة على بعد خمسمئة متر.

يتذكر محمد “لم يكن لدينا الوقت سوى للهتاف مرتين الله اكبر ليبدأ الشبيحة بالضرب”. وأضاف هذا الشاب الذي لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره “كنت خائفًا، ولم أقل شيئًا لأهلي”.

على مر الاسابيع تزايدت مشاركة شادي في حركة الاحتجاج. في البداية كان الامر يتعلق بالدفاع عن “استاذ جيد كانت ادارة الجامعة تريد نقله لانه كان يندد بالفساد”. جرى اول اعتصام في الجامعة “حتى انه كانت هناك فتيات” كما قال مبتسمًا. لكن الجامعة اضحت في وقت سريع “بركان حلب”.

اخذ محمد يرسم على جدران الجامعة والمدينة. واثناء امتحانات ايار/مايو 2011 “مزقنا نسخ الامتحان، وخرجنا من القاعة، وحثينا الطلاب الاخرين على ان يحذوا حذونا”. ومع مضي اشهر تصاعدت وتيرة التظاهرات. وروى “عندما كانت الشرطة تلقي الغاز المسيل للدموع كنا نرمي بعبوات الكوكا على قارعة الطريق. وكان الطلاب يستعيدونها ويرشون الكوكا على وجوههم للتخفيف من الحروق”.

واضاف “اثناء التظاهرات كنا نتعرف على الشبيحة. كانوا أكبر سنًا، ولا يحملون كتبا”. الشبيحة يجيدون استخدام الهراوات الكهربائية والعصي والسكاكين. “وللدفاع عن انفسنا، كنا نقذفهم بالحجارة، لكنهم بدأوا باستخدام الاسلحة النارية” على قول محمد.

صديقه ماهر حبس لتسعة اشهر. ولم يعد محمد ينام في منزله، بل يغير باستمرار مكان اقامته، ويلجأ الى اصدقائه. كان يتصل بما يسمى “زعران” لحماية المتظاهرين، “فالشبيحة كانوا يستخدمونهم، فلماذا لا نفعل الامر نفسه؟”. وكان يجند نحو ثلاثين رجلا مقابل عشرين دولارًا لكل تظاهرة.

وفي تشرين الاول/اكتوبر، تم توقيفه لدى خروجه من الجامعة، وتم تفتيش حاسوبه، وتعرّض للضرب طوال اربعة ايام في زنزانة لدى الاستخبارات العسكرية. ولكن بعد اربعة اشهر تظاهر مجددا مع مئتي طالب، بينما حاول الشبيحة تفريقهم. واوضح “ركضت وسمعت اطلاق عيار ناري. وعندما سمعت احد الشبيحة يلقم بندقيته استسلمت. قادني الى الامن العسكري، وامضيت ثمانية ايام في زنزانة مع عشرات المعتقلين الاخرين”.

وكل يوم كانوا يأتون الى الزنزانة لاقتياده للاستجواب. وفي الممر كانت الضربات تنهال على محمد فيما كان يمشي وعيناه معصوبتان. كان صوت يقول له “هل انت مستعد للتكلم؟”. وروى محمد “كنت ارد انني كنت اسير في الشارع عائدًا الى منزلي”. عندئذ يقول له المحقق “حسنًا، انك لا تريد الكلام”. وينهال عليه الضرب من جديد.

وتابع “كان المحقق يسأل من قال لك اين كانت التظاهرة تجري؟ هل تنتمي الى القاعدة؟ من دفع لك للتظاهر؟”. احيانا كان المعتقلون يوضعون في صف واحد، وهم يجثون وايديهم موثوقة وراء ظهورهم، والمحقق يطرح سؤالا على كل منهم. ويتذكر محمد “عن كل جواب في غير محله توجه خمس او عشر ضربات على باطن القدم. ثم يفرض علينا الركض بشكل دائري”.

وبعد ثمانية ايام قرر قاض الافراج عنه. وقال “علمت انهم كانوا يريدون ابعادي عن الجامعة، واني كنت ملاحقا. فاردت مغادرة البلاد”. ارسل شقيقه احمد (21 عاما) ليحصل له على جواز من الادارة. فأمضى مجددا عشرين يوما في الحبس، وتعرض للتعذيب والضرب بالهراوات، وايضا للصعق الكهربائي.

واكد محمد “اريد الرحيل لأطلب اللجوء السياسي، ومساعدة الثورة لكن من الخارج”. واضاف “بشار سينتهي به الامر بالرحيل، لكن عودة السلام تتطلب وقتًا. لدى المتمردين والجماعات الاسلامية الكثير من الاسلحة، ويوزع بعضها على فتيان بين 15 و17 عاما. وهذا ما يخيفني”.

حلب: شهادات حية من «بنغازي» السورية

الاتحاد

ترك أسبوع من القتال المحتدم أكبر مدينة في سوريا تترنح؛ ولكن الأسوأ قد يأتي خلال الأيام المقبلة حين تتقابل الحكومة والثوار في ما يمكن أن يكون مواجهة مصيرية.

كانت حلب هادئة طيلة معظم الانتفاضة التي بدأت في سوريا قبل 17 شهراً تقريباً؛ ولكن خلال الشهر الماضي، سرعان ما تحولت المناوشات والاحتجاجات التي كانت تندلع من حين لآخر إلى حرب مدن مستعرة.

وتمثل حلب جائزة كبيرة بالنسبة للثوار، جائزة قد تتأثر بشكل خاص بكفاحهم من أجل انتزاع السلطة من نظام بشار الأسد. ومن أصل سكان حلب البالغ عددهم 2,5 مليون نسمة، يشكل السنة أغلبية السكان، والكثير منهم يشعرون بالتهميش والإقصاء من حكومة الأسد التي يقودها العلويون. ويسمح قرب المدينة الجغرافي من الحدود التركية لقوات الثوار بنقل الرجال والمعدات بسهولة نسبية.

وإذا استطاع الثوار الفوز في حلب، فإنهم سيسيطرون على مدينة لطالما مثلت المحرك الاقتصادي لسوريا، مما يزيد من صعوبة تمسك الأسد بالسلطة. وفي هذا السياق، يقول هلال خشان، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في بيروت: “إذا سيطرت على حلب، فإن الزحف على دمشق يصبح أكثر سهولة”، مضيفاً: “إن المعارضة ترغب في تحويلها إلى بنغازي”، المدينة الواقعة في شرق ليبيا، التي أصبحت عاصمة الثوار الفعلية وسرّعت بإسقاط نظام العقيد معمر القذافي.

ولكن الحكومة أشَّرت بقوة إلى أنها لا تنوي السماح بحدوث ذلك؛ حيث بادر الجيش بضرب المدينة بالمدفعية، وقصف الأحياء بقذائف طائرات الهيلكوبتر؛ ولأول مرة في النزاع، أرسل مقاتلات لتضرب مناطق سكنية. والأكيد أن العنف مرشح للازدياد؛ حيث قامت قوات الثوار، التي تقول إنها تسيطر على نصف مدينة حلب، بمصادرة دبابات وأخذت تستعمل أسلحة ومعدات أثقل.

وفي يوم الجمعة، قام الجيش السوري بنسف أجزاء من المدينة بواسطة قذائف المدفعية في وقت اندلعت فيه اشتباكات ضارية في الشوارع في حيي “المريديان” و”الفرقان”. ونتيجة لذلك، قُتل ستة أشخاص على الأقل في حلب، وفق لجان التنسيق المحلية. وهذه الهجمات أتت بعد يوم واحد على إصدار الأمم المتحدة لتحذير غاضب. وفي هذا الإطار، قال إيرفيه لادسو، مساعد أمين عام الأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، في نيويورك: “إن التركيز الآن هو على حلب، التي عرفت حشداً معتبراً للوسائل العسكرية، وحيث لدينا أسباب للاعتقاد بأن المعركة الرئيسية باتت على وشك أن تبدأ”.

وفي الأسبوع الماضي، فر أزيد من 200 ألف شخص، ولجأت آلاف أخرى إلى المدارس، وقُتل العشرات. أما أولئك الذين لم يغادروا، فقد علقوا في منازلهم إذ يخشون المجازفة بالخروج.

ونتيجة لذلك، فإن عدة أجزاء من مدينة مأهولة بشكل متواصل منذ 5000 سنة باتت تشبه مدينة أشباح. والسكان يتضورون جوعاً ويبحثون عما يأكلونه. وأكوام القمامة التي تزكم الأنوف متراكمة في الشوارع، بالقرب من جثث أحياناً. والماء مقطوع معظم اليوم؛ والوقود وغاز الطبخ من المستحيل تقريباً العثور عليهما.

وفي هذا الإطار، يقول محمد سعيد، وهو ناشط في الخامسة والعشرين من حلب، في حوار معه عبر “سكايب”: “إن الحياة هنا مثل الجحيم… من الصعب البقاء على قيد الحياة. لا يمكنك إيجاد أي شيء. إن الحكومة تحاول ارتكاب مجزرة في حلب”.

ويقول محمد إنه يعرف أشخاصاً كثيرين فروا من المدينة؛ ولكنه يشعر بمسؤولية البقاء من أجل تسجيل وتوثيق التجاوزات والانتهاكات التي ترتكبها قوات الأمن الحكومية. ويقول في هذا الإطار: “لا يمكنني أن أرحل”، مضيفاً: “عليَّ أن أدخل المدينة وأنظر في كل المناطق لأرى ما إن كان ثمة قصف وقتال حتى أبعث بتقارير”.

والحال أن الحصول على صور ومقاطع فيديو ليس بالأمر السهل، ولاسيما بالنظر إلى الانقطاعات المتكررة للكهرباء والهاتف. ولكن محمد لديه أداة قوية: “جهاز مودم عبر الأقمار الاصطناعية”. فعندما تأتي الكهرباء ولو لفترة قصيرة، يسرع محمد إلى إرسال ما في جعبته من أخبار. والأخطار التي ينطوي عليها عمله واضحة وبديهية، فقد قُتل صديق له من النشطاء على يد قناص قبل ثلاثة أسابيع. ولم تستلم العائلة جثته الممزقة من قوات الأمن سوى في الأسبوع الماضي.

والواقع أن الكثير من السكان ما زالوا مذهولين بمدى السرعة التي انتشر بها القتال عبر المدينة. وفي هذا الإطار، يقول رجل في الثامنة والعشرين من عمره رفض الكشف عن اسمه لأسباب تتعلق بسلامته: “لقد فوجئت للغاية عندما تصاعد الوضع بسرعة كبيرة جداً في حلب. في أحد الأيام أنا ذاهب إلى عملي وأسمع عن اندلاع معارك عبر سوريا”، مضيفاً “وفي اليوم التالي، أختبئ في المنزل في الحمام مع عائلتي بينما ابنة أختي الصغيرة تبكي بشدة بسبب دوي القنابل”.

ولعل المنطقة الأكثر تأثراً بالقتال هي “صلاح الدين”، وهو حي يقطنه في الغالب السُّنة من الطبقة العاملة في جنوب غرب حلب. والحي يغص بأنصار المعارضة ويقع بالقرب من أكاديمية الأسد العسكرية. وبالتالي، ففي كل مرة يغادر فيها الجنود القاعدة للذهاب إلى وسط المدينة، فإنهم يمرون عبر حي صلاح الدين، مما يشعل فتيل اشتباكات ضارية مع المقاتلين الثوار، حسب نشطاء المعارضة. وفي الأسبوع الماضي، قام الجيش بدك الحي بواسطة المدفعية. ويقول أبو ثابت، وهو قائد من الجيش السوري الحر، في حوار معه عبر الهاتف: “إن القتال في حلب مسألة حياة أو موت بالنسبة للمعارضة والنظام معاً”، مضيفاً “لدينا خطط عسكرية وتصميم. النظام لديه أسلحة أكثر تفوقاً، ولكننا أقوى في تكتيكات قتال الشوارع داخل المدن!”.

باباك ديهجانبيشه

بيروت

ينشر بترتيب خاص مع خدمة

«واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»

سوريا.. تعيين وائل الحلقي رئيسا للوزراء

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

عين الرئيس السوري بشار الأسد الخميس الدكتور وائل الحلقي رئيسا للوزراء خلفا لرئيس الحكومة المنشق رياض حجاب.

وعمل وائل الحلقي سابقا وزيرا للصحة بحكومة عادل سفر.

وهو من مواليد درعا، وعمل أمينا لفرع حزب البعث بالمدينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى