أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس، 16 آب 2012


«قمة مكة» تحمَّل نظام الأسد مسؤولية العنف وتطالبه بوقفه فوراً وتعلق عضوية سورية

مكة المكرمة، جدة – عبدالله الزبيدي وخالد العمري وسلطان بن بندر وفهد الحسني

وافقت قمة التضامن الإسلامي الاستثنائية، التي دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى عقدها في مكة المكرمة بجوار البيت العتيق، على تعليق عضوية سورية في منظمة التعاون الإسلامي، بسبب تعنت النظام وتمسكه بحسم الأزمة الراهنة من خلال الحل العسكري. لكن القمة، التي اختتمت أعمالها فجر الخميس، أكدت على ضرورة صون وحدة سورية وسلامة أراضيها. ودانت بشدة استمرار إراقة الدماء، وحمّلت نظام بشار الأسد مسؤولية استمرار أعمال العنف وتدمير الممتلكات.

وأكدت القمة أن قضية فلسطين «هي القضية المركزية للأمة الإسلامية». وطالبت بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية واللبنانية، بما فيها القدس الشرقية والجولان السوري. واعتبرت ذلك «مطلباً حيوياً للأمة الإسلامية قاطبة». وأعربت القمة عن دعمها لانضمام دولة فلسطين عضواً كامل العضوية إلى الأمم المتحدة. وأعلن البيان الختامي للقمة التي حضرها الثلثاء والأربعاء 54 ملكاً ورئيساً ومسؤولاً عن قلقها البالغ حيال التطورات في مالي ومنطقة الساحل الأفريقي. ودانت بشدة ممارسات الحركة الوطنية لتحرير أزواد، وغيرها من المجموعات الإرهابية المسلحة.

وفي شأن أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار (بورما)، شددت القمة على التنديد بالتنكيل والعنف اللذين تمارسهما حكومة اتحاد ميانمار ضد الأقلية المسلمة. وأعربت عن تضامنها ودعمها للسودان والصومال وأفغانستان وجابو وكشمير والعراق واليمن وساحل العاج واتحاد جزر القمر وقبرص التركية. وأكدت أن «الإصلاح والتطوير أمر متجدد ومستمر، ويقع على عاتق أبناء الأمة من دون غيرهم، وضع الخطط والبرامج العلمية والعملية التي من شأنها تحقيق نهضتها ورفعة شأنها».

وجددت القمة تصدي الدول الإسلامية للغلو والتطرف، مشددة على أن «الإسلام هو دين الوسطية والانفتاح». وأكدت أهمية التصدي لكل ما يبث ويروّج للفكر المنحرف. ودعت إلى تطوير المناهج الدراسية، بما يرسخ القيم الإسلامية الأصيلة «في مجالات التفاهم والتسامح والحوار والتعددية». وطالبت بعدم تكفير أتباع المذاهب الإسلامية، وتعميق الحوار بينها. ودانت القمة في البيان الختامي الإرهاب «بجميع أشكاله وصوره، ورفض أي مبرر أو مسوغ له». وأكدت أن الإرهاب «ظاهرة عالمية لا ترتبط بأي دين أو جنس أو لون أو بلد». وأعرب البيان عن القلق حيال تصاعد ظاهرة الربط بين الإسلام والإرهاب.

وفي المجال الاقتصادي والاجتماعي، دعت قمة التضامن إلى تعزيز التعاون بين دول العالم الإسلامي، ودرس إمكان إنشاء مناطق للتجارة الحرة بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. ونادت القمة بالتعاون في مجال بناء القدرات، ومكافحة الفقر، والبطالة، ومحو الأمية، واستئصال الأمراض. كما حضت على اعتماد إجراءات محددة وواضحة للنهوض بالعلم والتكنولوجيا والإبداع والتعليم العالي، «بما في ذلك تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالات منها الاستخدام السلمي للتكنولوجيا تحت رعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك بغرض دعم التنمية المستدامة».

عشرات الضحايا في مجزرة أعزاز بينهم رهائن لبنانيون

نيويورك – راغدة درغام، اعزاز (ريف حلب)، دمشق، حلب – «الحياة»، رويترز، ا ف ب

وقعت امس مجزرة جديدة في بلدة اعزاز في ريف حلب عندما شنت طائرة حربية سورية من طراز «ميغ» غارة بعد الظهر على البلدة التي يسطر عليها مقاتلو المعارضة. وقال طبيب في احد مستشفيات البلدة ان 35 شخصاً على الاقل قتلوا نتيجة الغارة فضلاً عن عشرات الجرحى، جروح اكثرهم خطرة. وقالت مصادر معارضة ان الغارة استهدفت مقر شعبة حزب البعث الذي تتخذه بعض مجموعات المقاتلين المعارضين حاليا مقرا لها ومنازل اخرى في البلدة. وقال احد قادة المقاتلين ان سبعة من بين الرهائن اللبنانيين الـ 11 المخطوفين لديهم اصيبوا بجروح بينما يستمر البحث عن الاربعة الآخرين الذين قال انه يتمنى «ان يكونوا ما زالوا على قيد الحياة». فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاربعة اصيبوا بجروح خطرة. ونقل مراسل «فرانس برس» في المنطقة عن شهود ان ما لا يقل عن عشرة منازل سويت بالارض وتوقع ان يرتفع عدد الضحايا نتيجة الاصابات الخطرة التي تعرض لها الجرحى. وقال شهود للمراسل ان طائرة حربية اطلقت صاروخا باتجاه احد احياء اعزاز ودمر منطقة بمساحة بحدود 800 متر مربع، وذكروا ان السكان يبحثون عن الضحايا بين الانقاض.

وافاد احد سكان اعزاز بان القصف استهدف «منطقة مدنية»، مضيفا ان «كل هذه البيوت كانت تعج بالنساء والاطفال الذين كانوا ينامون خلال الصيام». واظهر شريط فيديو بثه ناشطون طفلة ميتة تظهر يدها من بين الانقاض، بينما يتجمع عدد من الاهالي فوق الانقاض وهم ينتشلون جثة من بين الركام.

وكانت العاصمة السورية دمشق شهدت امس اشتباكات واسعة بين قوات الجيش والمعارضة تركز معظمها في حي المزة الذي يقع فيه مبنى رئاسة الوزراء ومبنى للسفارة الايرانية لا يزال قيد الانشاء وعدد من السفارات الاخرى. وقالت مصادر المعارضة ان الهجوم الذي وقع بعد الظهر استهدف مقر السفارة الايرانية بقذائف «ار بي جي» وتبعته اشتباكات واسعة مع قوات النظام.

وتعد منطقة المزة من المناطق الحساسة بالنسبة الى النظام السوري، ليس فقط بسبب تواجد مقرات امنية وحزبية فيها، بل كونها تربط دمشق بريفها من الجهة الجنوبية، وأي سيطرة لـ «الجيش الحر» عليها تعني قدرة سكان ريف دمشق على الوصول إلى قلب العاصمة، وهو ما حاول النظام إلى الآن منعه بجميع الطرق.

وكانت قنبلة انفجرت صباحا في وسط دمشق قرب فندق يقيم فيه مراقبو الامم المتحدة. وكالعادة اختلفت روايات النظام والمعارضة في شأن هدف الهجوم. فقد قال النظام ان الهدف هو فندق يقيم فيه المراقبون الذين لم يصب احد منهم باذى كما اكد نائب وزير الخارجية فيصل المقداد الذي زار المكان. غير ان «الجيش السوري الحر» ذكر ان الهجوم استهدف قيادة الاركان العامة. وأعلنت جماعتان إحداهما تطلق على نفسها «لواء أحفاد الرسول» والأخرى «لواء الحبيب المصطفى» أنهما مسؤولتان عن التفجير وقالتا إنه أسفر عن مقتل 50 جنديا.

وفي حلب، ذكرت مصادر المعارضة ان قوات النظام حاولت فتح جبهة جديدة من الناحية الشمالية الشرقية للمدينة تمهيدا لاقتحامها. وطاول القصف كل الاحياء التي تسيطر عليها قوات المعارضة. ووقعت اشتباكات عنيفة في حيي سيف الدولة وصلاح الدين بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين.

في المقابل، اقتحمت القوات النظامية بلدة طفس في محافظة درعا بعد قصف واشتباكات عنيفة منذ عدة ايام وبدأت قوات النظام حملة مداهمات واعتقالات ترافقت مع احراق منازل في البلدة، كما ذكر المرصد السوري. وكان «الجيش السوري الحر» اعلن انسحابه من طفس بسبب نقص العتاد.

من جهة اخرى ينهي مجلس الأمن اليوم مهمة بعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية (أنسميس) فيما تستمر عقدة تأخير إعلان الأخضر الإبراهيمي أو «تردده في قبول المهمة» خلفاً لكوفي أنان بسبب الاختلافات حول تحديد مرجعيات مهمته بين الأطراف الفاعلة رغم أن أي اسم آخر لم يكن مطروحاً على الطاولة حتى أمس، بحسب مصادر ديبلوماسية. وأكد رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي السفير الفرنسي جيرار آرو أن «إيجاد شخص لتولي مهمة المبعوث الخاص المشترك الى سورية مسألة صعبة جداً لأن أي مرشح سيواجه بانقسام مجلس الأمن، وبغياب فرصة للحل السياسي ميدانياً في ظل تصاعد القتال في سورية».

وفي الوقت نفسه كانت مصادر مطلعة أشارت قبيل انطلاق المشاورات حول اختيار الإبراهيمي الى أن «الدول الغربية وبينها الولايات المتحدة غير مستعجلة في تسمية خلف لأنان تجنباً لاحتمالات الفشل في الظرف الحالي». وقالت أوساط متابعة إن الاختلاف في تفسير مرجعيات المهمة سببه التحفظ الروسي عن مضمون بيان جنيف الذي كان أقر إجراء عملية انتقالية في سورية لا تتضمن كل من يقوض الحل السياسي، وهو ما أجمعت التفسيرات على أنه يعني استثناء الرئيس السوري بشار الأسد من العملية الانتقالية.

ومن المقرر أن يبحث مجلس الأمن اليوم رسالة الأمين العام للأمم المتحدة حول «أنسميس» والتي كان أبلغ المجلس فيها أن شروط تجديد الولاية «غير متحققة». وبحسب مصادر في المجلس فإن إنهاء عمل بعثة المراقبين «لن يحتاج الى أي إجراء وبالتالي سينتهي التفويض الممنوح للبعثة في ١٩ الشهر الحالي».

الى ذلك، قالت لجنة التحقيق الدولية التابعة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن القوات الحكومية و»الشبيحة» ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في سورية بما فيها أعمال القتل والهجمات العشوائية ضد المدنيين.

وأكدت اللجنة في تقرير أن «الانتهاكات في سورية ارتكبت عملاً بسياسة دولة ودلت على تورط أعلى المستويات في القوات المسلحة وقوات الأمن والحكومة». وأشارت الى أن «الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة ارتكبت جرائم حرب بينها القتل العمد والتعذيب إلا أن انتهاكاتها لا توازي في خطورتها انتهاكات القوات الحكومية والشبيحة». وحمل التقرير الذي أعدته اللجنة المؤلفة من عضوين هما باولو سيرجيو بينهيرو وكارين كونينغ أبو زيد القوات الحكومية و»الشبيحة» مسؤولية ارتكاب مجزرة الحولة في أيار (مايو) الماضي. وأشار الى ان انتهاكاتها بين شباط (فبراير) وتموز (يوليو) شملت القتل والقصف العشوائي للمناطق المدنية والتعذيب والانتهاكات الجنسية بما فيها ضد الإطفال والخطف والتوقيف التعسفي.

وشددت اللجنة على ضرورة التحقيق في الانتهاكات وجمع الأدلة بشكل ممنهج لتسهيل عملية محاسبة المتورطين فيها، وطالبت بتأمين وصولها لتجري تحقيقاتها بشكل محايد.

وقالت إن «العمليات العسكرية الواسعة النطاق التي ارتكبت أكثر الانتهاكات جدية خلالها جرت بعلم أو بأوامر من أعلى مستويات الحكومة مما يضع المسؤولية على أولئك الذين أصدروا الأوامر أو خططوا للأعمال أو الذي كانوا في موقع المسؤولية وفشلوا في وقف الأعمال أو معاقبة المتورطين فيها».

وأضاف التقرير أن زيادة عسكرة النزاع في سورية له آثار كارثية على الشعب السوري وقد تترتب عليه آثار مؤلمة على المنطقة برمتها. وأكد أن الحل الأفضل هو من خلال تسوية متفاوض عليها وإجراء حوار شامل بين كل الأطراف يؤدي الى انتقال سياسي يلبي التطلعات المشروعة لكل أطياف المجتمع السوري بما فيها الأقليات الإتنية والدينية.

وجددت اللجنة دعوة المجتمع الدولي وخصوصاً الأعضاء الدائمي العضوية في مجلس الأمن الى العمل المشترك للضغط على الأطراف لإنهاء العنف وإطلاق مفاوضات نحو انتقال سياسي في سورية مؤكدة أن «استمرار وجود الأمم المتحدة في سورية ضروري».

ودعت الحكومة السورية الى التحقيق في انتهاكات قانون حقوق الإنسان والقانون الدولي للتأكد من محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، وإطلاق سراح الموقوفين تعسفاً، والتقيد بقراعد النزاع المسلح وضمان الوصول الفوري لجهود المساعدات الإنسانية الدولية. كما دعت المجموعات المسلحة المناوئة للحكومة الى التبني العلني والكامل للقواعد والمعايير المحددة بالقانون الدول لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. وطالبتها بتزويد الهيئات الإنسانية المعنية بالمعلومات حول ظروف الأشحاص المحتجزين لديها والسماح بالوصول إليهم.

لبنان يدخل في دوامة الفلتان والفوضى: مسلحون مقنّعون وخطف سوريين وتركي

الرياض – ناصر الحقباني، بيروت – «الحياة»

غرق لبنان أمس في حال من الفلتان والفوضى الأمنية والإعلامية والسياسية نتيجة ردود الفعل على خطف حسان سليم المقداد في دمشق ونبأ تعرض المحتجزين اللبنانيين الـ 11 في منطقة في ريف حلب للقصف وشيوع معلومات عن استشهاد 4 منهم أو جميعهم، فشهدت الضاحية الجنوبية ومحيطها وطريق المطار الى مناطق انتشاراً مسلحاً وخطفاً لسوريين ولمواطن تركي على ايدي مجموعات اطلقت على نفسها اسم «الجناح العسكري» في عائلة آل المقداد وأخرى من أقارب المخطوفين.

وفرض انفلات الوضع الأمني وظهور المقنعين بكثافة وبأسلحتهم الرشاشة في بعض أحياء الضاحية نفسه على الوضع السياسي عشية استئناف الحوار اليوم، وطرحت مخاوف من أن تكون المظاهر التي شهدها لبنان أمس مقدمة لاضطراب أمني كبير ما لم يصر الى تدارك الوضع واستيعاب التأزم وخصوصاً أنه عينة من الانقسام الداخلي حيال الأزمة السورية.

وبادر رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى التشاور مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الموجود في السعودية وقيادات سياسية في محاولة للسيطرة على الوضع قبل أن تتمدد تداعياته الى مناطق أخرى.

واجتمع سليمان ليلا بقادة الاجهزة الامنية. وعلم ان السلطة تتجه الى اتخاذ اجراءات امنية في بيروت وحولها تشبه تلك التي تعتمد في حال اعلان الطوارئ ولكن من دون اعلانها. وجرت امس سلسلة اتصالات بين سليمان والرئيس نبيه بري.

وفي مكة المكرمة اجتمع الرئيس ميقاتي بالرئيس عبد الله غل ووزير خارجيته احمد داود اوغلو في حضور وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور. واكد الجانب التركي اهتمامه بجلاء مصير اللبنانيين الـ 11 المحتجزين في سورية وانه ينتظر معلومات من الاجهزة التركية.

وتساءلت مصادر سياسية عن مصير جلسة الحوار الوطني المقررة اليوم، خصوصا بعد التهديدات التي اطلقها مسلحون امس ضد سياسيين لبنانيين وبعد قطع طريق مطار بيوت مساء امس اضافة الى طرقات اخرى.

وكانت طغت ردود الفعل على احتجاز المعارضة السورية في دمشق اللبناني حسان سليم المقداد على التحضيرات السياسية لاستئناف الحوار الوطني في جلسة جديدة يرعاها اليوم رئيس سليمان في المقر الصيفي للرئاسة الأولى في قصر بيت الدين. وشهدت أحياء عدة من الضاحية الجنوبية لبيروت عمليات خطف متزايدة لرعايا سوريين على ايدي أفراد قالوا انهم من عائلة المقداد، فاضطر العمال السوريون الى ترك الضاحية واللجوء الى بيروت وبعض المناطق في جبل لبنان طلباً للحماية، فيما طرح اتساع رقعة الخطف أكثر من علامة استفهام حول دخول أطراف أخرى على الخط لأغراض لا تتعلق بالضغط على «الجيش السوري الحر» للإفراج عن المقداد الذي نفى «حزب الله» وشقيقه ان يكون منتمياً الى الحزب، وأن أسباباً خاصة وراء وجوده في سورية، وإنما لاستغلالها بغية جر لبنان الى مسلسل آخر من التأزم.

وعلمت «الحياة» من مصادر أمنية رسمية ان هناك مبالغة في تحديد عدد المخطوفين السوريين في الضاحية الجنوبية وأن مجموعات استغلت بدء حوادث الخطف وعمدت الى ابتزاز عدد من الميسورين السوريين الذين كانوا لجأوا الى بيروت بعد تصاعد موجة التأزم والاقتتال في سورية، للحصول منهم على أموال.

وأكدت المصادر عدم صحة ما تردد عن تعرض سوريين مقيمين في بيروت والشمال وجبل لبنان وتحديداً مدينة عاليه، الى الخطف، ولفتت الى ان الترويج لحصول حوادث خطف يصب في خانة تأزيم الوضع وخلق حال من الفوضى والرعب في صفوف السوريين أكانوا من العمال أم من النازحين الى لبنان.

وكشفت المصادر تسارع الاتصالات بين عدد من المسؤولين في «الحزب التقدمي الاشتراكي» و «حزب الله» وحركة «أمل» في محاولة لقطع الطريق على من يلوح بأن حوادث الخطف انتقلت الى جبل لبنان وخصوصاً في مناطق نفوذ رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط، وقالت انه تم الاتفاق على منع تمددها في الضاحية الى مناطق أخرى لئلا تأخذ منحى من شأنه ان يقحم هذه المناطق في حال من الفلتان والفوضى.

وأوضحت المصادر أن آل المقداد يضغطون للإفراج عن ابنهم حسان وهم يدركون في الوقت ذاته العبء الملقى على عاتقهم مع تحذيرهم من دخول جماعات على خط التصعيد في حال لم تنجح المساعي في الإفراج عنه وإعادته سالماً الى عائلته، مشيرة الى أن التهديدات التي أطلقت أمس ضد سفارات السعودية وتركيا وقطر في بيروت استدعت تعزيز التدابير الأمنية حولها إضافة الى إجراءات شملت منازل الديبلوماسيين والعاملين في هذه السفارات.

ودعت السفارة السعودية السعوديين في لبنان إلى المغادرة فوراً، وصدور بتهديدات بخطف المواطنين السعوديين وغيرهم. وطالبت جميع السعوديين بعدم القدوم إلى لبنان في ظل الظروف الراهنة.

وأوضح السفير السعودي لدى لبنان علي عسيري، في اتصال مع «الحياة» من الرياض، أن السفارة «أرسلت رسائل نصية للسعوديين الذين يقيمون في لبنان منذ الصباح (أمس)، وطالبتهم بالمغادرة فوراً خارج الأراضي اللبنانية، خصوصاً بعد التهديدات العلنية على شاشات التلفزيون، والتي تتضمن خطف السعوديين وغيرهم من جنسيات مختلفة». وقال: «أرجو من المواطنين السعوديين القاصدين بيروت خلال موسم الإجازة، أن يقضوها في أماكن أخرى كبديل عن لبنان لسلامتهم». وأشار إلى أن البعثة السعودية «ستقوم بعملها على مدار الساعة وفق حماية أمنية، وفي حال تدهور الأوضاع داخل الأراضي اللبنانية، سيدرس وضع بقاء البعثة الديبلوماسية».

وفيما لم تعط أي جهة العدد الأكيد للمخطوفين السوريين، تأكد خطف شخص من التابعية التركية على طريق المطار، بعد وصوله مباشرة الى بيروت. كما خطف مقنعون سوري معارض من بعلشميه واقتادوه في سيارة دفع رباعي. وهذه العملية هي اول حالة خطف خارج الضاحية.

في هذه الأثناء، حضرت قضية المخطوفين اللبنانيين الـ 11 في ريف حلب مجدداً بقوة الى المشهد، مع انتشار أنباء متضاربة في الضاحية الجنوبية مفادها بأن 4 منهم لقوا حتفهم من جراء قصف طائرات حربية تابعة للجيش السوري للمنطقة التي يتواجدون فيها، وأن الباقين نقلوا الى داخل الأراضي التركية. وترتب على ذلك اعتراض أقارب المخطوفين وذويهم لفانات تنقل عمالاً سوريين واختطافهم.

ولم يوقف تضارب الأنباء حول مصير المخطوفين اللبنانيين مسلسل الخطف المتنقل من حي الى آخر في الضاحية الجنوبية، فيما ذكر أحد أفراد آل المقداد انه تلقى اتصالاً من وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور الموجود في عداد الوفد اللبناني برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى القمة الإسلامية الطارئة في مكة المكرمة، أبلغه فيه انه مجتمع مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو وأنه يطلب منه الإفراج عن المخطوف التركي.

وبالعودة الى الحوار اليوم، فإن «قوى 14 آذار» انتهت من جولة المشاورات المفتوحة التي جرت بين مكوناتها الرئيسة في اليومين الأخيرين، وتوجت بلقاء رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة الرئيس سليمان أمس في قصر بعبدا، الى حسم أمرها والمشاركة فيه من دون اعتراض رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والنائب بطرس حرب على الحضور رغم ما لديهما من تحفظات.

وأكدت مصادر في 14 آذار لـ «الحياة» ان المعارضة أظهرت تماسكاً في الموقف من الحوار وأكدت وحدتها سواء لجهة الحضور أم الموقف من الاستراتيجية الدفاعية التي ستطرح للمرة الأولى على بساط البحث من دون أي تحفظـ مع اصرار رئيس الجمهورية على أن يطرح في مستهل الجلسة تصور الدولة اللبنانية لها ومن ضمنها الموقف من السلاح.

ونفت المصادر أن يكون السنيورة سلم سليمان مذكرة باسم قوى 14 آذار، وقالت انه جرى في اللقاء عرض لوجهات النظر، وأن رئيس الجمهورية سيقول كلمته حول الاستراتيجية والسلاح تحت سقف أنه حام للدستور وأن حصرية السلاح تكون بيد الدولة وأن لا مرجعية لسواها في هذا الأمر، مجدداً التزامه ما ورد في خطابه لمناسبة عيد الجيش لجهة رفض أي شراكة مع الجيش والقوى الشرعية في الأمن والسيادة والتصرف بعناصر القوة التي هي حق حصري للدولة.

وأكدت أن «إقحام البلد في جولة تلو الأخرى من التأزيم وآخرها ما يحصل من ردود فعل على خطف المقداد في دمشق ومن قبله اللبنانيين الـ 11 في منطقة إعزاز في ريف حلب يحتم على الجميع الجلوس الى طاولة الحوار لأنها المكان الذي يتيح للقوى السياسية ان تقول ما لديها من مخاوف أو هواجس».

وكشفت مصادر مواكبة للتحضيرات التي جرت لاستئناف الحوار ان الرئيس سليمان أصر على أن يعقد في بيت الدين، رافضاً أن يأخذ بطلب البعض في «قوى 8 آذار» ان تعقد الجلسة في بعبدا.

التركيز على حلب يسمح للمعارضة بتحقيق مكاسب في دير الزور

عمان – رويترز

بينما يركز الرئيس بشار الأسد قواته من أجل استعادة السيطرة على مدينة حلب المركز التجاري لسورية يحقق مقاتلو المعارضة ببطء مكاسب على الأرض في مناطق العشائر بشرق البلاد حيث توجد «الجائزة الكبرى» من نفط البلاد.

ومن مواقع نائية حصينة في المنطقة الصحراوية المنتجة للخام بالقرب من العراق تقصف القوات الحكومية دير الزور وهي مدينة فقيرة على ضفاف نهر الفرات الذي يشق طريقه في منطقة قاحلة شاسعة على الحدود مع العراق.

لكن غالبية القوات الموالية للنظام منهمكة في شكل أساسي فيما سيصبح معركة طويلة من أجل السيطرة على حلب وكذلك تعزيز قبضة غير مؤكدة على العاصمة دمشق.

ويقول خبراء عسكريون وديبلوماسيون إنه في هذه العملية يواجه النظام احتمال انفلات محافظة دير الزور من دائرة سيطرته وتأخذ معها إنتاج النفط السوري الذي يبلغ 200 ألف برميل يومياً.

وقال سكان إنه على مدى الأشهر الثلاثة المنقضية مددت المعارضة سيطرتها على مساحات واسعة في دير الزور مع تقهقر القوات الحكومية إلى مجمعات أمنية في وسط عاصمة المحافظة وضواحيها.

ويقول مقاتلو المعارضة إنهم يسيطرون على نصف مدينة دير الزور على الأقل وإن إنتاج النفط تراجع إلى النصف منذ الانتفاضة التي بدأت قبل 17 شهراً فيما حرمت العقوبات الغربية دمشق من زبائن النفط السوري الرئيسيين في أوروبا.

وقال ديبلوماسي غربي يتابع الجيش السوري إن قوات المعارضة في دير الزور متشرذمة لكن قوات النظام تفتقر إلى العدد وإلى خطوط الإمداد اللازمين لهزيمة المعارضة. وأضاف: «يوجد كثير من قوات الأمن في دير الزور وهذه القوات أكثر عرضة لهجمات مسلحة من جانب المعارضين. ومع وجود القوات المسلحة الرئيسية في دمشق فإن المرء يتساءل متى تنسحب القوات النظامية في مناطق مثل دير الزور».

ومضى الديبلوماسي قائلاً: «مع استخدام المدفعية وهي سلاح شامل ضد الأحياء الآهلة بالسكان فإن دعاية النظام بأن الجيش يقاتل إرهابيين لا بد وأن تتبدد».

وقال مهيمن الرميض منسق جبهة ثوار سورية إن تعزيزات الجيش إلى حلب ترسل من الحسكة والرقة وهما محافظتان مجاورتان لدير الزور وهو ما يجعل قوات الجيش مكشوفة أمام الهجمات من الخلف.

وقالت مصادر بالمعارضة إن الصورة في مدينة دير الزور التي يبلغ عدد سكانها 600 ألف نسمة والمناطق النائية التي بها عدد ضئيل من السكان معقدة بشبكة روابط إقليمية وأجنبية أقامها النظام لكنها الآن في حالة تغير مستمر.

وما زال الجيش والميليشيا التي تعرف باسم الشبيحة يستمدان معظم أفرادهما من الغالبية السنية الأقل تعليماً في المناطق الريفية بدير الزور.

وقالت مصادر المعارضة إن مقاتلين متعاطفين مع القاعدة جاؤوا من العراق ونفذوا ثلاثة هجمات انتحارية ضد قوات النظام في دير الزور.

وركز الجيش تفوقه الكبير في قوة النيران في القضاء على المعارضين في مدن رئيسية بعينها وأحياناً محدثاً قدراً هائلاً من الدمار وهو ما جعل المسلحين يستفيدون من ذلك في أماكن أخرى. والآن يدور قتال في معظم المحافظات.

وقال أندرو تيريل الخبير في شؤون الشرق الأوسط بكلية الحرب الأميركية إن «عمليات الحصار» التي يمارسها النظام لكبح مقاتلي المعارضة في دير الزور أدت إلى حرب استنزاف في غير مصلحته حيث يحصل مقاتلو المعارضة تدريجياً على أسلحة قادرة على إصابة طائرات حربية وشل فاعلية الدبابات والمدفعية.

وأضاف تيريل: «الأسد لن يتعرض لهزيمة سريعة في دير الزور لكن جيشه يتآكل. إذا سقطت دير الزور فإنني لست واثقاً مما إذا كان بإمكانه تخصيص قوات للعمليات الخاصة أو أن يتمكن من توفير خط لإعادة الإمداد لاسترجاعها».

وفي دعم معنوي للمعارضة المسلحة قال معارضون الاثنين إنهم أسروا قائد طائرة مقاتلة بعد إسقاط طائرته في منطقة موحسن التي تبعد نحو 20 كيلومتراً إلى الشرق من مدينة دير الزور. وذكرت وسائل الإعلام الحكومية أن الطائرة سقطت بسبب مشاكل فنية.

ويقول سكان إن مدينة دير الزور تتعرض يومياً لصواريخ تطلقها طائرات هليكوبتر حربية ونيران مدفعية ودبابات موزعة على مشارف المدينة وفي عمق الصحراء المجاورة مما يؤدي إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين.

وقال أبو الطيب الديري وهو ناشط من المعارضة يتابع الإصابات: «كلما اقترب الجيش من السيطرة على ضاحية فان المعارضة تصده ويبدو أن النظام قانع بالاعتماد على القصف من دون تمييز».

وأغلقت معظم إدارات الحكومة أبوابها ولا يحصل موظفوها على رواتبهم فيما يصفه ناشطون بأنه عقاب جماعي لسكان مترابطين ينحازون إلى المعارضة بدرجة متزايدة بعد انهيار التحالفات بين نخبة دمشق وشيوخ العشائر.

وقال سامح وهو معلم بمدرسة اكتفى بذكر اسمه الأول خشية أن يتعرض لانتقام «النظام يحاول تقويض الدعم الشعبي للجيش السوري الحر (المعارض).. إنه قطع الخدمات الأساسية وكنا في معظم الشهر المنقضي بلا مياه أو كهرباء أو اتصالات هاتفية.

وأضاف قائلاً لرويترز بالهاتف: «من حسن الحظ لدينا خزان كبير للري ونستخدمه كمياه للشرب… لكني لم أحصل على راتبي منذ شهور… الناس بصفة عامة مع الثوار».

وأشار إلى مشاعر السخط المحلي إزاء حكم العلويين التي انتشرت في السنوات القليلة الماضية عندما جاء معلمون علويون غير مؤهلين وموظفون عموميون من ساحل البحر المتوسط في الجانب الآخر من البلاد ليتسلموا وظائف إدارية بينما يشغل السنة المحليون مناصب أدنى.

ونقص المياه الذي تطور على مدى السنوات الست السابقة كان بمثابة حاضنة أخرى لدعم المعارضة. فقد جعل آلاف الأشخاص في المحافظة يعتمدون على المساعدات الغذائية الأجنبية فيما استمرت دمشق في منع الاستثمارات في البنية الأساسية لأنه لا ينظر إلى المنطقة على أنها مهمة لهيكل السلطة المركزية.

وتداعت حالة دير الزور منذ سنوات وأصبحت شوارعها غير مرصوفة ويبدو التناقض بين المباني المتماثلة المتهالكة التي بنيت على الطراز السوفياتي مع جسر معلق للمشاة على نهر الفرات أقامه الاستعمار الفرنسي في عقد الثلاثينات من القرن الماضي.

وقال سكان إن انشقاق رئيس الوزراء رياض حجاب وسفير سورية لدى العراق وهما شخصيتان بارزتان تنحدران من عشائر دير الزور أعطى للانتفاضة المزيد من الدعم المعنوي لكنه لم يفعل شيئاً يذكر لتغيير الحقائق العسكرية على الأرض لأن القصف الجوي والمدفعي منعا المعارضة من تحقيق تقدم حاسم.

وتشير تقديرات إلى أن ثلث سكان مدينة دير الزور هربوا إلى محافظتي الحسكة والرقة المجاورتين وفقاً لروايات شهود ومعارضين.

وقال فادي عابد وهو تاجر من دمشق تقطعت به السبل في دير الزور لأسابيع قبل أن يفر مع ست عائلات إلى منطقة وادي النصارى قرب الحدود مع لبنان إن الإمدادات الأساسية مثل المياه والحليب المجفف غير متوافرة وأن معظم المخابز لا تعمل.

بثينة شعبان: روسيا والصين لا تتصرفان مع سوريا كمستعمرين

بكين- (ا ف ب): أكدت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارة إلى بكين الخميس أن دمشق راضية عن موقف روسيا والصين تجاه بلادها كونهما لا تتصرفان ك”مستعمرين”.

وقالت المبعوثة الخاصة للرئيس السوري في مقابلة مع صحيفة تشاينا ديلي الصينية الحكومية “نحن سعيدون بمواقف دول مثل روسيا والصين، وهي دول غير استعمارية ولا تتصرف مع الناس مثل المستعمرين”.

واضافت المستشارة السياسية والاعلامية للاسد ان الموقف الروسي-الصيني “هو موقف مختلف جدا عن موقف الغرب”، مشيرة إلى أن زيارتها إلى بكين تهدف إلى “تزويد الحكومة الصينية بالصورة الحقيقية لما يجري في سوريا”.

ومنذ اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا ضد الرئيس بشار الاسد منتصف آذار/ مارس 2011 استخدمت روسيا والصين سويا حق الفيتو ثلاث مرات لمنع صدور قرار عن مجلس الامن الدولي يدين النظام السوري لقعمه المعارضة بالحديد والنار.

ورفضت شعبان في المقابلة استخدام كلمة “المعارضة” للاشارة الى المناهضين للرئيس السوري، مؤكدة ان هؤلاء هم اشخاص “تسلحهم قوى خارجية وتشجعهم على ممارسة عمليات الخطف والقتل وتدمير المنشآت الحكومية”.

واكدت المستشارة ان العقوبات الغربية على بلادها اثرت سلبا على القطاع الصحي وعلى حياة المدنيين السوريين.

واضافت ان المعارضة والدول الغربية “وضعت نفسها في مأزق” بمطالبتها برحيل الرئيس الاسد.

ومن المقرر أن تلتقي شعبان في بكين الخميس وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي.

مخيم الزعتري: موت وغبار صحراوي ونقص في الدواء والطعام و(شبيحة)

عمان- القدس العربي: عبارة واحدة قالها النشط السياسي الأردني الدكتور موسى برهومه لنخبة من المستفسرين بعد جولة جماعية شارك فيها لمخيم الزعتري المخصص شرقي البلاد للاجئين السوريين.

برهومه ردا على التساؤلات قال: لا يمكنه أن يكون مخيما فهو أقرب صيغة للجحيم الحقيقي.

مخيم الزعتري المفتتح حديثا بحضور سفراء أمريكا والمجموعة الأوروبية في عمق الأرض الأردنية أصبح عنوانا حديثا لمظاهر القسوة التي تلاحق الشعب السوري عندما يطارده الموت في بلاده وخارجها كما قال الصحفي الناشط طارق ديلواني على صفحته الإلكترونية .

دخل مخيم الزعتري إلى دائرة الضوء تماما مساء الثلاثاء بعدما زار وفد شعبي ونقابي المكان وقام بجولة فيه فخرج نقيب المهندسين الأردنيين عبدلله عبيدات ليعلن بأن هذا المخيم غير صالح لحياة البشر.

التقريرالذي يفترض أن تعده نقابة المهندسين عن المخيم الصحراوي سيتحدث بتفاصيل قاسية جدا عن أوضاع اللاجئين الذين لا تتمكن الحكومة الأردنية من تقديم خدمات جيدة وحقيقية لهم لأسباب مالية فيما يبدو كما علمت القدس العربي.

الوفد الهندسي أفاد بأن الطعام الذي يقدم للاجئين السوريين قليل من حيث الكمية وسيء من هذه النوعية ويوزع بطريقة غيرعادلة ويتخاطفه الأقوياء فيما يجوع ويعطش الضعفاء في الوقت الذي إنتشرت فيه أمراض إلتهابات العين والربو والصدر بسبب الغبار الصحراوي الذي يعصف بإستقرار اللاجئين وقدرتهم على النوم أو الحركة أو حتى على الإسترخاء.

التقارير تفيد بنقص كبير في بعض العلاجات والأدوية وأخر المعلومات فجر الأربعاء تحدثت عن غبار الموت الصحراوي الذي خطف طفلين رضيعين قالت تقارير محلية أنهما توفيا بسبب أزمة صدرية ناجمة عن الغبار.

المشاركون في الجولة وبعدما إستمعت لهم القدس العربي قالوا بأنهم سمعوا اللاجئين يطالبون السلطات الأردنية بإعادتهم إلى جحيم بشار الأسد بعدما أصحبت الحياة في مخيم الزعتري لا تطاق وغير ممكنة كما قال اللاجيء عامر البشري لوفد من الأمم المتحدة زار المكان.

صحيفة خبرني الإلكترونية نقلت عن لاجئين سوريين قولهم بأن (شبيحة بشار الأسد) يتواجدون ويمارسون عليهم العنف كما تحدثوا عن لاجئين أقوياء يحصلون على الطعام المجاني بكميات ويخفونه ثم يبيعونه لاحقا بالمال على بقية اللاجئين الجوعى.

دور المياه لا تكفي والجولاهب في النهار وحاد البرد ليلا والغبار يتلاعب بخيم الإقامة والبؤس يسيطر تماما على المكان وخدمات المياه متقطعة أما الكهرباء فهي غر متاحة أصلا والسكان يشتكون من عدم وجود دوريات أمنية تمنع الإشكالات التي تثور داخل المخيم بين أكثر من ستة ألاف لاجيء قدرهم أن يفروا من جحيم بشار إلى الجحيم الجديد الذي يأمنون فيه عمليا على حياتهم فقط.

أكثر من مرة إحتج أهل الزعتري من الضيوف السوريين ونظموا إعتصامات وتلقوا تحذيرات وأحد هذه الإعتصامات نظم إحتجاجا على إعتقال السلطات الأردنية لشاب بينهم ضرب عاملا في المخيم لإنه تحرش بإحدى الفتيات.

السعودية والامارات تطالبان مواطنيهما بمغادرة لبنان فوراً

عشيرة شيعية تخطف سوريين وتركيا وسعوديا في لبنان

انفجار ضخم يهز دمشق.. ومجزرة جديدة في أعزاز

دمشق ـ اعزاز ـ حلب ـ جنيف ـ بيروت ـ وكالات: قال ناشطون ووسائل إعلام رسمية إن انفجارا هائلا وقع امس الأربعاء بالقرب من مبنى هيئة أركان الجيش السوري في دمشق ، على مقربة من فندق ‘داما روز’ الذي يقيم فيه نحو مئة مراقب تابع للأمم المتحدة.

وذكرت المعارضة أن الانفجار وقع عند المقر العسكري في شارع بيروت ، بالقرب من ميدان رئيسي.

وقال التلفزيون السوري إن الانفجار ناتج عن عبوة مزروعة في شاحنة لنقل الوقود كانت متوقفة قرب الفندق.

تواصلت منذ صباح الاربعاء الاشتباكات في محيط مقر رئاسة الوزراء في حي المزة في دمشق بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، بينما تشهد احياء حلب الخارجة عن سيطرة النظام عمليات قصف واشتباكات عنيفة، في يوم جديد من العنف سجل فيه سقوط 85 قتيلا، منهم 61 مدنيا بينهم نحو 20 في اعزاز بريف حلب في قصف جوي شنته مقاتلة تابعة للجيش السوري على القرية، وسبعة من المقاتلين المعارضين بالاضافة الى 17 من القوات النظامية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ‘تم توثيق مقتل اكثر من 30 شخصا في اعزاز’ نتيجة قصف شنته مقاتلة حربية من نوع ميغ، مشيرا الى ان السكان ‘سمعوا صوت انفجارين’.

وقال ان بعض اللاجئين في مخيم كلس التركي على بعد نحو 10 كيلومترات من اعزاز ‘سمعوا صوت القصف’.

ولفت المرصد في بيان الى ان ‘العدد (القتلى) مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالة خطرة’، موضحا ان القصف استهدف ‘مقر شعبة حزب البعث الذي تتخذه بعض مجموعات المقاتلين المعارضين حاليا مقرا لها’.

واشار الى ‘اصابة اربعة من اللبنانيين الـ11’ الذين تحتجزهم احدى المجموعات المسلحة في المدينة ‘بجراح خطرة’.

وكانت مجموعة مسلحة سورية اختطفت في 22 أيار (مايو) 11 لبنانيا كانوا يقومون بزيارة اماكن مقدسة في سورية.

وقال شهود لمراسل فرانس برس ان طائرة حربية اطلقت صاروخا باتجاه احد احياء مدينة اعزاز ‘مدمرة منطقة بمساحة بحدود 800 متر مربع’، مشيرا الى ان ما لا يقل عن 10 منازل سويت بالارض.

ولفت الى انه تم انتشال خمس جثث بينما لا يزال ما لا يقال عن 15 شخصا محتجزا تحت الانقاض.

واوضح ان السكان يبحثون عن الضحايا بين الانقاض.

واظهر شريط فيديو بثه ناشطون طفلة ميتة تظهر يدها من بين الانقاض، بينما يتجمع عدد من الاهالي فوق الانقاض وهم ينتشلون جثة من بين الركام.

وعلى صعيد الاشتباكات في محيط مقر رئاسة الوزراء التي اندلعت ‘بعد استهداف المقاتلين المعارضين للمقر بقذائف آر بي جي’، اوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس انه ‘ما زال غير معلوم ما اذا اصابت القذائف المبنى او سقطت حوله’.

ودعت الامارات مواطنيها الى مغادرة لبنان على الفور، كما كانت السفارة السعودية في لبنان دعت الأربعاء مواطنيها إلى مغادرة لبنان ‘فوراً’ بعد ‘التهديدات المعلنة بخطف المواطنين السعوديين وغيرهم في لبنان’.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن السفارة السعودية في لبنان طلبت من المواطنين السعوديين الموجودين حالياً في لبنان المغادرة فوراً نظراً لمستجدات الأحداث على الساحة اللبنانية ولظهور بعض التهديدات المعلنة بخطف المواطنين السعوديين وغيرهم في لبنان.

وخطفت عشيرة شيعية في لبنان مواطنا سعوديا ورجل اعمال تركيا وعدة سوريين قالت انهم مقاتلون من المعارضة للانتقام لخطف أحد ابناء العشيرة من جانب الجيش السوري الحر في دمشق.

وقال ماهر المقداد احد ابناء عشيرة المقداد ان العشيرة خطفت أكثر من 20 سوريا. وماهر المقداد من اقارب حسن المقداد الرجل الذي قال انه خطف في دمشق قبل يومين بواسطة الجيش السوري الحر الذي يقاتل ضد حكم الاسد.

وفي تصريحات لوكالة الانباء الوطنية اللبنانية قال ان كرة الثلج ستكبر محذرا قطر والسعودية وتركيا ومواطنيها. وألقت الدول الثلاث بثقلها وراء الانتفاضة في سورية.

ومن جنيف اتهم تقرير جديد للجنة تحقيق دولية القوات الحكومية السورية والميليشيات الموالية لها (الشبيحة) بارتكاب جرائم ضد الانسانية، كما اتهم المعارضة المسلحة بارتكاب جرائم حرب لكن بدرجة اقل من النظام.

وفي هذا التقرير الذي جاء في مئة وصفحتين ونشر الاربعاء في جنيف تحدثت اللجنة عن ‘جرائم ضد الانسانية وجرائم قتل وتعذيب وجرائم حرب وانتهاكات فاضحة لحقوق الانسان والقوانين الانسانية’ ارتكبتها القوات الحكومية والشبيحة.

وقال التقرير الذي سيدرسه مجلس حقوق الانسان في ايلول (سبتمبر) ان ‘جرائم حرب بما فيها جرائم قتل وتصفية خارج اطار القضاء واعمال تعذيب ارتكبت من قبل المجموعات المسلحة المعارضة للحكومة. لكن هذه الانتهاكات والتجاوزات لم تكن بالخطورة والوتيرة نفسها كتلك التي قامت بها القوات الحكومية والشبيحة’.

عشائر شيعية تخطف تركياً وسعودياً و30 سورياً رداً على الجيش السوري الحر

سعد الياس

بيروت – ‘القدس العربي’ اقدمت عشيرة آل المقداد ليل الثلاثاء على خطف اكثر من 30 سورياً قالت إنهم من ‘الجيش السوري الحر’ في اكثر من منطقة في لبنان بينهم نقيب وضابط جريح اعتقل في الشمال وابن احد رجال الاعمال السوريين وهو من الممولين الكبار للجيش الحر من آل الشمّاع، من دون ان تعلن عدد المخطوفين ومكان اختطافهم، وذلك رداً على اختطاف الشاب حسان المقداد من قبل عناصر ‘الجيش الحر’ في سورية.

كما اعلنت في وقت لاحق ان جناحها العسكري خطف مواطنا تركياً اسمه تيكين آيدن توفان من مواليد العام 1984 في محيط بيروت. وقد تم اخلاء عدد آخر من المخطوفين بعد ان تبيّن انهم لا ينتمون الى ‘الجيش السوري الحر’. وأكدت عشيرة آل المقداد ان لديها اهدافاً في كافة المناطق اللبنانية، لافتة الى انها سترسل فيديو’عن المخطوفين للجيش السوري الحر للرد عليه، والتأكيد انها قادرة على اختطاف عناصره مقابل اختطاف ابنها. وشددت العشيرة على انها ستأخذ حقها بنفسها لأن الدولة اللبنانية لم تتحرك لاطلاق ابنها.

من جهته، أعلن سليم المقداد والد المخطوف أنه ‘لا يخاف على حياة ابنه بعد خطفهم لعناصر ‘الجيش الحر’، معتبراً ان العدالة فقدت وان الذين ينادون بها هم عملاء.اما شقيق حسان المقداد فقد اعلن أنه ‘تم احضار ضابط في ‘الجيش السوري الحر’ الاربعاء من الشمال وهو جريح’.

اما النائب غازي زعيتر فقد طالب من منزل آل المقداد الحكومة اللبنانية بتحمل مسؤوليتها في قضية المخطوف حسان المقداد، مؤكداً انه ليس هدفهم خطف سوريين في لبنان، ولكن الامر اتى كرد فعل على خطف حسان.

ولاحقاً، قال المسؤول الاعلامي المركزي في القيادة المشتركة لـ’الجيش السوري الحر’ فهد المصري ‘ نبحث عن المجموعة التي اختطفت الشاب حسان المقداد وبعض المجموعات تدعي انها تنتمي الى ‘الجيش السوري الحر’ في حين انها لا تنتمي اليه تنظيمياً، ونعمل لمعرفة هذه المجموعة واطلاق المقداد اذا كان فعلاً لا يتنمي الى ‘حزب الله’.واضاف المصري: ‘المعلومات الواردة لدينا حتى هذه اللحظة انه تم اعتقاله في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق ولا داعي للتصعيد من قبل عائلة آل المقداد لاننا نتضامن معهم ونعمل لاطلاق ابنهم اذا كان فعلاً لا ينتمي الى ‘حزب الله’.وشدد المصري على ان قضية المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سورية تختلف عن قضية المقداد، مشيراً الى ان ‘الجيش الحر’ يعمل لاطلاق جميع المخطوفين، وختم: ‘لا داعي لخطف السوريين في لبنان’.كما حمّل الجيش السوري الحر الحكومة اللبنانية مسؤولية خطف السوريين في لبنان ومسؤولية حياتهم.

اما المستشار السياسي لـ’الجيش السوري الحر’ بسام الدادا فقد حذر ‘حزب الله’ من رد فعل كتائب الجيش السوري الحر على قضية اختطاف السوريين من قبل آل المقداد، مشدداً على انه لن يتم التساهل مع مسألة إرسال ‘حزب الله’ مقاتلين إلى سورية، وقال: ‘يمكن أن يتم إعدام أي مقاتل يتم ارساله’، مؤكدًا أن المخطوفين السوريين هم لاجئون سوريون وليسوا من الجيش السوري الحر.واكد الدادا ‘أن المخطوف لدى الجيش الحر حسان المقداد هو من عناصر حزب الله وكان يعمل عند الشيخ نعيم قاسم، مشيرا إلى أن الموضوع ليس مع آل المقداد بل المشكلة مع حزب الله الذي أكد أنه دولة ضمن الدولة، وداعياً إياه إلى البدء بالتفكير بمرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد’.

من جهتها، بثت قناة الميادين فيديو مصورا عن السوريين الذين خطفتهم عشيرة آل المقداد، وقد تكلم مخطوفان اثنان اكدا انهما ينتميان الى الجيش السوري الحر ويتعاملان مع النائب خالد ضاهر ويحصلان على المال منه عبر شخص اسمه عبد، الا ان رد ضاهر جاء سريعاً عبر الـ’LBCI’ اذ قال: ‘لا اعرف شخصاً يدعى عبد كما ادعى الفيديو الذي نشر عن المخطوفين السوريين لدى آل المقداد ولا اعلم ايضا النقيب المختطف وما يجري اليوم هو حفلة للاساءة الى السوريين الهاربين الى لبنان’. واضاف: ‘من واجبنا ان نكرم السوريين الهاربين الى لبنان، واذا حصل امر ما داخل سورية بسبب الفوضى القائمة وبسبب جرائم النظام السوري، فلا علاقة لأحد في لبنان لا من جهتنا ولا من جهة الهاربين السوريين الى لبنان’.

ومساء وصل افراد الجناح المسلح لآل المقداد الى مقر الرابطة بكامل اعتدتهم وهم ملثمون ‘لتقديم الدعم لعائلة المخطوف’. وقالوا ان الحركة التصعيدية ‘رهن بما سيجري ولدينا بنك من الاهداف واسع جداً وننصح احدا الا يجرّبنا وقادرون ان نصل اقليمياً’. واردف: ‘لم نقم بعد الا بـ1 بالمئة من عملنا ونعرف اسماء المستضيفين اللبنانيين من اقليم الخروب وعاليه والشمال، واذا اراد احد ان يتعرض لنا من لبنان فهو المسؤول كائنا من كان ومن اي طائفة’.

وتفاعلت القضية وسادت أجواء شبيهة بالمرحلة التي سبقت 7 ايار أو بداية الحرب الاهلية في 13 نيسان خصوصاً بعدما أفيد أن الطيران الحربي السوري قصف بلدة أعزاز حيث يوجد المخطوفون الشيعة الـ11. وبعد ورود خبر مقتلهم جميعاً أفيد أن سبعة هم بخير واربعة غير معروف مصيرهم.

وتحرك أهالي المخطوفين وهددوا بخطف سعوديين وقطريين ما دفع بالسفارة السعودية الى الطلب من رعاياها مغادرة لبنان على الفور، فيما هددت قطر بطرد كل الرعايا اللبنانيين في حال خطف أي من مواطنيها.

وشككت مصادر في 14 آذار من أن يكون تحرك العشائر من تلقاء نفسها، واعتبرت أن هذا التحرك مدفوع من حزب الله.

وفي محاولة للملمة الوضع، عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مكة لقاء مع الرئيس التركي عبدالله غول بحضور وزيري خارجية البلدين.

السلاح الكيماوي في سورية.. سيسقط في ايدي الثوار

صحف عبرية

في أعقاب تصفية شخصيات مركزية في القيادة الأمنية للنظام في سوريا في عملية اغتيال ناجحة قام بها الثوار وإدارة المعارك بين قوات المعارضة والجيش السوري في أحياء دمشق وحلب المدينتين المركزيتين اللتين يعني سقوطهما سقوط نظام الاسد تعززت التقديرات بان انهيار النظام السوري قريب. هذه التقديرات أثارت مرة اخرى النقاش في مسألة مصير المخزون الكبير من السلاح الكيماوي، الذي يوجد في يد الجيش السوري في حالة انهيار النظام. يبدو أن النظام انتعش بسرعة من الضربة لبعض من رجالاته الكبار وقوات الجيش التي تبقي على ولائها للنظام وتراصهم فنجح في استغلال تفوقه العسكري والتغلب على قوات الثوار الذين دخلوا دمشق، وباتت هذه مرة اخرى تحت السيطرة شبه التامة للنظام. ويحاول الجيش تكرار هذا الانجاز في حلب ايضا وتوجد احتمالات جيدة في أن ينجح في ذلك.

رغم أن موضوع السلاح الكيماوي يمكن أن يبدو الان أقل الحاحا، فثمة معنى للبحث فيه لان النظام لا ينجح في قمع الثورة رغم تفوقه الواضح في كل صدام جبهوي مع قوات الثوار. ينبغي الافتراض بان القدرات العسكرية لقوات المعارضة ستزداد بالتدريج، في أعقاب المساعدة التي تقدم لهم من عدة دول، وعليه فيحتمل جدا بان التقديرات بان مصير النظام قد تقرر، سارية المفعول، وهو بالفعل سيسقط حتى لو تطلب الامر فترة زمنية اخرى لا بأس بها.

طُرحت عدة سيناريوهات أساس حول السلاح الكيماوي عندما يقترب النظام السوري من نهايته أو بعد سقوطه:

محاولة يائسة من النظام لاستخدام السلاح الكيماوي ضد قوات المعارضة مثلما فعل صدام حسين في حربه ضد الثورة الكردية.

نقل السلاح الكيماوي الى حزب الله حين يشعر النظام بان نهايته اقتربت.

سقوط منشآت السلاح الكيماوي في أيدي جماعات مسلحة من الثوار، بمن فيها جماعات متطرفة مقربة من القاعدة.

كما طرح سيناريو يستخدم فيه النظام الذي اقتربت نهايته السلاح الكيماوي ضد اسرائيل، ولكن هذا السيناريو يبدو على وجهه مدحوضا. ليس واضحا اي منفعة يحققها قادة النظام، وهذا النظام ليس حقا نظاما ايديولوجيا ضرب اسرائيل هو امنيته، وهو منشغل أكثر ببقائه كنظام وكأشخاص.

ردا على المنشورات عن السلاح الكيماوي في سوريا، بما فيها تصريحات رئيس الوزراء ووزير الدفاع، اللذين ذكرا امكانية التدخل العسكري الاسرائيلي، صرح الناطق بلسان الخارجية السورية بان الحكومة السورية لن تستخدم السلاح الكيماوي ضد مواطنيها بل فقط ضد تهديدات خارجية. يبدو أن النظام السوري يستخدم النقاش الجاري في الغرب حول السلاح الكيماوي، من جهة، كي ينظف صورته كنظام اجرامي، ومن جهة اخرى كي يردع من مغبة تدخل عسكري خارج. وكان هذا تأكيدا علنيا سوريا أول في أن في حوزتهم سلاحا كيماويا. في كل الاحوال فان استخدام السلاح الكيماوي ضد الثوار لن يكون ناجعا على نحو خاص لان الثوار يعملون كقوات عصابات والقتال هو في اساسه قتال في منطقة مبنية ومأهولة. السلاح الكيماوي سيلحق أساسا خسائر بين السكان غير المحميين. معقول أيضا ان يكون قادة النظام يفهمون بأنه الى جانب عدم نجاعة هذا السلاح، فانهم يقلصون فرص بقائهم الشخصي اذا ما اتخذوا مثل هذه الخطوة.

كما أن احتمالية سيناريو ينقل فيه السلاح الكيماوي الى حزب الله تبدو متدنية. فالنظام السوري على علم بحساسة مثل هذا السلاح. لا توجد سابقة بنقل سلاح كيماوي من دولة الى منظمة مما يعني التنازل عن السيطرة على هذا السلاح. ليس واضحا اي منفعة سيستخلصها رجال النظام، الذي كما أسلفنا ليس ايديولوجيا وكان مستعدا حتى لان يصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل، يخدم مصالحه، من نقل السلاح الى حزب الله. مشكوك جدا أن يكون حزب الله معنيا بالتورط بحيازة سلاح كيماوي تكون امكانية استخدامه ضد عدو محصن وذي قدرة رد كاسرائيل، مشكوك فيها.

السيناريو الثالث هو بالمقابل سيناريو معقوليته أعلى بكثير، على فرض أن النظام بالفعل سيسقط. قوات المعارضة منقسمة وليست تحت قيادة واحدة. وينبغي الافتراض بانه بعد سقوط النظام ستكون فترة فوضى تسيطر فيها جماعات مسلحة مختلفة على المنشآت العسكرية المختلفة وعلى مصانع انتاج السلاح مثلما حصل في ليبيا. وقد يستخدموا بعضا من هذا السلاح بانفسهم وبعضا آخر سيحاولون التجارة به. والى ذلك من شأنهم أن يسيطروا أيضا على عناصر من الاسلحة الكيماوية.

الخطر الذي في سقوط هذه العناصر في ايدي هذه الجماعات، هو نتيجة لمبنى ترسانة السلاح الكيماوي السورية. هذه الترسانة بنيت في أساسها كي تقدم لسوريا ردا ردعيا استراتيجيا ضد ما يعتبر لدى السوريين قدرة نووية لاسرائيل. وهي تتشكل من ثلاثة أنواع من المواد، اثنان هما من النوع المسمى غاز الاعصاب، من نوع سارين ومن نوع ‘في أكس’، واضافة الى مادة تضر بالجلد من نوع الخردل. وسائل اطلاق ونثر المواد هي أساسا قنابل تحملها طائرات ورؤوس صواريخ باليستية من عائلة سكاد. السوريون، الذين على علم بحساسية استخدام السلاح الكيماوي والمشاكل التي ينطوي عليها تخزينها، اتخذوا وسيلتين اساسيتين. الاولى، يوجد فصل جغرافي بين السلاح الكيماوي ووسائل اطلاقها: السلاح الكيماوي نفسه مخزن في منشآت بعيدة عن مراكز السكان، والثانية، هذا السلاح هو في اساسه سلاح ثنائي، بمعنى انه في التخزين يوجد نوعا من المواد كل واحد منهما ليس ضارا على نحو خاص الا اذا اتحد مع غيره من خلال آلية تخلطهما فتنتج المادة الكيماوية الفتاكة.

حسب كل ما نشر من مصادر استخبارية اسرائيلية أيضا، وثق الجيش السوري وسائل الرقابة والحذر في ما يتعلق بالسلاح الكيماوي. يوجد منطق كبير في هذه الخطوات لانه يتعين على النظام ان يأخذ بالحسبان المخاطرة في أن يسيطر الثوار على المنشآت وفيها عناصر سلاح كيماوي في إطار القتال نفسه فيرغبون في أستخدامها ضد النظام أيضا. وبالتالي يبدو أن الخطر النابع من سقوط مثل هذه العناصر في ايدي الجماعات المسلحة ليس كبيرا. كي تتمكن جماعة معينة من استخدام هذا السلاح يتعين عليها أن تسيطر على كل عناصر السلاح، التي توجد في اماكن مختلفة، بما في ذلك السيطرة على منظومات اطلاقها المعقدة التي تتطلب قدرة تشغيل وقدرة نقل مثل بطاريات صواريخ أرض أرض وطائرات. اذا اصبحت عناصر السلاح هذه بضائع في سوق السلاح الاسود يوجد خطر على المدى البعيد من أن تحاول جماعات ارهابية مصممة كالقاعدة شراء كل العناصر من أجل انتاج قدرة ذاتية لاستخدام مثل هذه المواد.

من تحليل التهديدات تنشأ الاستنتاجات التالية:

رغم الاحتمالية المتدنية للسيناريوهين – استخدام السلاح الكيماوي ضد اسرائيل أو نقله الى حزب الله يتعين على اسرائيل ان تنقل رسائل ردعية واضحة للنظام السوري ولحزب الله على حد سواء بالنسبة للثمن الذي لا يطاق وسيدفعانه على أفعال من هذا النوع. اسرائيل يمكنها أن تنظر، في سيناريوهات تسمح المعلومات فيها بذلك، في هجوم موضعي على سلاح ينقل الى حزب الله. في مثل هذه الحالة من الافضل أن يتم الهجوم في الاراضي السورية لتقليص احتمالية اشتعال مواجهة اوسع مع حزب الله.

لا معنى كبير في الهجوم على المنشآت التي يخزن فيها السلاح الكيماوي قبل انهيار النظام. لسوريا كميات كبيرة من السلاح الكيماوي. مشكوك أن يكون ممكنا مهاجمة كل الاقبية القائمة في المنشآت التي يخزن فيها السلاح وبالتأكيد بالنسبة لوسائل اطلاقها، وتدميرها جميعها. انجاز جزئي من شأنه أن يؤدي الى النتيجة المعاكسة. النظام يمكن أن يقدر ان من الافضل له أن يستخدم السلاح قبل ان يدمر قسمه الاكبر ، وبالتأكيد اذا ما الحقت الهجمات ضررا محيطا.

الولايات المتحدة وحلفائها يتعين عليهم أن يستعدوا لامكانية تكون فيها حاجة الى السيطرة على الاقل على المنشآت الاساسية التي يخزن فيها السلاح الكيماوي، عندما ينهار النظام. خلافا للتقديرات التي اطلقت في وسائل الاعلام، يبدو ان عدد المنشآت الاساسية ليس كبيرا، وانها في معظمها توجد في أماكن بعيدة ومنعزلة، وبالتالي فان حراستها لن تكون معقدة في حالة انهيار الجيش السوري. يحتمل ايضا أن تتعاون محافل مسؤولة في الجيش السوري مع القوات التي تصل من اجل حماية السلاح.

على فرض انه تبقى في اوساط قادة النظام السوري قدر ما من المسؤولية، ثمة ايضا معنى لاستخدام خدمات محافل لا تزال لديها قدرة حوار معها، مثل روسيا، الصين والجامعة العربية، لنقل رسائل للرئيس الاسد حول توقعات الاسرة الدولية في موضوع الحفاظ على السلاح الكيماوي.

يجدر بدول الغرب ان تنتظم لتقيم اجهزة هدفها عملية في سوق السلاح الاسود، كي تضع يدها على عناصر السلاح الكيماوي التي ستسقط في أيدي مقاتلين غير نظاميين.

شلومو بروم

نظرة عليا 15/8/2012

لاجئون سوريون في الأردن يتحدثون عن معاناتهم

أ. ف. ب.

يشكو اللاجئون السوريون في الاردن من اوضاعهم المزرية في مخيم الزعتري الذي يقيمون فيه، ويتمنون العودة إلى بلدهم رغم خطورة ذلك على حياتهم.

مخيم الزعتري:  يشعر اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري شمال الاردن بالاحباط ويقولون انهم يفضلون العودة الى بلدهم بدل “الاهانة والذل” في المكان الذي فروا اليه هربا من العنف.

وقادت معاناة هؤلاء التي زاد منها حر الصيف والغبار وعدم توفر الكهرباء، الى الاعتصام ومحاولة الهرب من المخيم احتجاجا على اوضاعهم المزرية على حد تعبيرهم.

واضطر الأمن في المخيم الواقع قرب الحدود مع سوريا لاستدعاء قوات الدرك الاثنين لتفريق لاجئين غاضبين اصطدموا مع حرس المخيم عند محاولتهم مغادرته.

وتنتشر في الزعتري في المفرق (85 كلم شمال شرق عمان) آلاف الخيام فوق رمال صحراوية في منطقة الزعتري.

وقال مروان البسطي (32 عاما) الذي جاء من قرية الطيبة (جنوب دمشق)، لوكالة فرانس برس “لم نهرب من ذل بشار (الاسد) لنذل هنا. افضل ان اموت ببلدي على هذا الحال”.

واضاف البسطي الذي كان واقفا في طابور ويرتدي بنطال جينز ازرق بات لونه بنيا تقريبا بسبب الغبار “يوميا نقف بالطابور لساعات حتى نتلقى معونة ويوميا تقع مشاكل”.

واكد بحرقة “نموت بشرف وكرامة في سوريا افضل من ان نذل هنا. فوجئنا بالوضع هنا لو كنا نعلم لما اتينا”.

اللاجئون في مخيم الزعتري يشكون من سوء الخدمات المقدمة

اما فاطمة علي الصبيحي (38 عاما) التي قدمت من من درعا فقد بدت سعيدة عندما خرجت من طابور وهي تضع كمامة بيضاء تغطي انفها وفمها وتحمل كيسا به خبز وزجاجة كوكاكولا كبيرة واجبان ومربى وعدد من زجاجات المياه.

وتقول ان “احدهم اعطاني دوره لم اقف في الانتظار الا نصف ساعة فقط، حظي جيد اليوم”.

وتضيف “أسوأ ما في الامر هنا هو الغبار الذي امرضني وامرض اولادي. كلنا اصبنا بالتحسس والخيام ليست جيدة ولا تحمينا”.

وقال زياد يونس (14 عاما) وهو ايضا من درعا لفرانس برس ان “امي اصابها التهاب رئوي من الغبار وهي تتلقى العلاج حاليا في المستوصف وانا عيناي تحرقاني وانفي يؤلمني من التحسس”.

واضاف الشاب الذي وصل الى الاردن برفقة سبعة اخوة وخاله وامه عبر السياج الحدودي “قبل ايام قام البعض بالتظاهر مطالبين بتحسين الوضع في المخيم. لو كنا نعلم ان الوضع سيكون على هذا الشكل لما أتينا”.

واوضح ان “والده فضل عدم المجيء عندما علم بالوضع هنا”.

واكد ان “دبابات بشار لم تذلنا، جئنا هنا وانذلينا”، معبرا عن امله في العودة الى بيته. وقال “ليتني اعود الى بيتي واحضن والدي وامضي العيد معه. انا خائف عليه لان اخباره لا تصلنا”.

ويخرج من جيبه بعض العملة السورية، قائلا “ليس هناك من يرضى ان يصرف لي هذه النقود او يأخذها مقابل ان اتصل بوالدي”.

من جانبه، قال محمد (50 عاما) وهو اب لاربعة ابناء رفض اعطاء اسمه كاملا كان يقف في الطابور منذ ساعتين وهو يغطي رأسه بقطعة قماش ويضع كمامة تقيه الغبار “هذا سجن كبير لا يصلح حتى للحيوانات”.

واضاف “لا شيء متوفر هنا لا كهرباء ولا غاز حتى الاتصالات او التلفاز. نحن معزولون عن العالم حتى السجين يحظى بحقوق اكثر منا”.

وتابع وقد اغرورقت عيناه بالدموع “لا املك اي وسيلة الآن للأطمئنان على بقيمة اهلي في سوريا”.

والى كل ذلك، يشتكي اللاجئون من التحرش بالنساء. وقال خلدون قداح (28 عاما) من حمص (وسط سوريا) لوكالة فرانس برس ان “عراكا دار قبل يومين بين عامل نظافة اردني وشاب سوري عندما كان الأول يراقب فتاة لدى دخولها وخروجها من حمام مختلط”.

واضاف ان “الشاب ضرب الاردني على رأسه وحضر الاسعاف وأخذه فيما اعتقلت الشرطة الشاب السوري. قمنا بالاعتصام امام باب المخيم مطالبين باطلاق سراحه دون جدوى”.

ولم ينه قداح كلامه قبيل موعد الافطار الرمضاني بقليل حين دخلت للمخيم سيارات تحمل اطعمة ومياه للشرب.

لكن سيارة تحمل لوحة كويتية رباعية الدفع استغلت الموقف فدخلت المخيم، وفيما قام راكب بجانب السائق بالتصوير بواسطة كمبيوتر لوحي قام راكب خلفه برفع ورقة بيضاء رسم عليها قلب حب وداخله رقم موبايل.

وتقترب واحدة من السيارات من فتاة سورية عشرينية تجر صندوق ماء وتحمل كيسا من المعونات ما لبثت ان شتمت من فيها.

وقال الفتاة لفرانس برس “تعودنا على هذه المسخرة وما باليد حيلة. لا نستطيع ان نطلب من الأمن ان يمنع السيارات الخاصة من دخول المخيم لانها تحمل لنا الطعام والشراب”.

وحول هذه المساعدات، قال محمد دعيبس (46 عاما) متسائلا ان “السعودية تقول انها سخرت مئتي مليون دولار للاجئين والكويت 100 مليون واميركا 100 مليون، فاين هي؟”، موضحا ايضا ان “بعض المساعدات التي تأتينا لا نحتاج اليها ونرميها في سلة المهملات”.

واوضح انهم “يحضرون لنا اكياس رز وليس لدينا غاز ولا نستطيع نطبخه (…) ومنذ اتينا نطلب الكهرباء”.

واشار الى عمود للكهرباء يبعد خمسة امتار عن خيمته متسائلا “ما المانع؟ لماذا يحظى القائمون على المخيم والبعثات بكرافانات (منازل متنقلة) مكيفة، هل هم بشر ونحن حيوانات؟”.

ويعتبر دعيبس ان “الموت في سوريا اسهل واسرع من الذل والقهر والموت البطىء هنا”.

وعلى مسافة قريبة، تتربع شابة سورية (28 عاما) عرفت بنفسها بأم محمد امام وعاء كبير تملأه من خزانات وسط المخيم وتغسل بطانيات منحتها اياها المفوضية ولعائلتها.

وقالت ضاحكة لفرانس برس “نحتاج الى النظافة والاستحمام كل ساعة تقريبا. نحن في صحراء فماذا تتوقع؟”، مشيرة الى انها تقطن المخيم مع زوجها وابنائها واثنين من اخوتها واولادهم.

وتقول “نحن 15 شخصا تقريبا نعيش في خيمتين بالكاد تتسع لنا”.

وردا على سؤا عن استعداداتها لعيد الفطر الذي يحل بعد ايام، قالت “عن اي عيد تتحدث؟ برأيك هل يستطيع اي منا ان يعرف الفرحة هنا، نحن بالكاد احياء”.

ورأت ان “العيد الحقيقي هو عندما يسقط نظام بشار ونعود الى بيوتنا آمنين معززين مكرمين بدل الاهانة والذل”.

ويستضيف الاردن اكثر من 150 الف لاجىء سوري منذ بدء الاحداث في سوريا في اذار/مارس 2011 التي أودت بحياة اكثر من 21 الف سوري.

وتقول المملكة والمفوضية ان محدودية الموارد والتدفق المستمر للاجئين يحد من قدرتهما على مواجهة الازمة لكن الحكومة الاردنية وعدت بتحسين اوضاع المخيم.

الخوف من زعزعة استقرار الشرق الأوسط وراء الدعم الروسي لسوريا

تستمر روسيا على موقفها الداعم لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، رغم المواقف الدولية المعارضة له والتي تعتقد أن سقوطه لا مفر منه، ما يطرح تساؤلات في الأوساط السياسية الدولية عن دوافع روسيا للبقاء على موقفها.

بيروت: على الرغم من أن الزعماء في مختلف أنحاء العالم يجمعون على الإعتقاد بأن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد أمر لا مفر منه، تستمر روسيا في دعمه، وترفض الدعوات الدولية للحد من تصرفاتها.

سلوك روسيا لا يعبّر فقط عن إفلاسها الأخلاقي، بل يضر أيضاً بمصالحها على المدى الطويل في سوريا. لذلك يبقى السؤال: لماذا لا تزال موسكو على دعمها للأسد الذي يتخبط في عزلته المتزايدة على حساب علاقاتها مع الزعماء السوريين المستقبليين؟

الدافع وراء رد فعل روسيا في النزاع السوري هو خليط معقد من المصالح السياسية والاقتصادية في سوريا، والخوف من زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى التفسير الصارم لسيادة الدولة.

في هذا السياق، يقدم موقع “اميركان بروغرس” الإخباري تقريراً يختصر الأسباب الكامنة وراء دعم روسيا المتواصل للاسد.

المصالح الروسية السياسية والاقتصادية في سوريا

لدى روسيا مصالح اقتصادية استراتيجية واضحة في سوريا، تعود عليها بمنافع مادية كبيرة، مثل عائدات مبيعات الأسلحة وموقع قاعدتها البحرية في ميناء طرطوس. هذه المصالح تخدم أيضاً هدفاً أكبر، فهي تسمح لروسيا بالحفاظ على علاقة طويلة الأمد مع نظام الأسد، وتحمي مصالح روسيا السياسية لممارسة قدر أكبر من النفوذ خارج الاتحاد السوفياتي السابق. ومن خلال الحفاظ على وجودها في سوريا، تقوم روسيا بتعزيز مكانتها كقوة عظمى، وربما الحصول على نفوذ عالمي أكبر.

روسيا لديها مصالح اقتصادية كبيرة في تجارة الأسلحة مع نظام الأسد. وفقاً لمركز مستقل لتحليل تجارة الأسلحة العالمي في موسكو، تشكل مبيعات الأسلحة الروسية لسوريا على مدى العقد الماضي 10 في المئة من صادرات الاسلحة الروسية. وتعتبر سوريا في الوقت الراهن بمثابة “الزبون الأكبر” لروسيا في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار تقرير العام 2011 لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام إلى أن الطلب السوري على الأسلحة الروسية الصنع ارتفع إلى 580 في المئة من عام 2007 إلى 2011.

وقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً أن مبيعات الأسلحة الروسية تضاعفت من 6 مليار دولار في عام 2005 إلى ما يزيد عن 13 ملياراً في العام 2011، وأنه من المتوقع حدوث زيادة في الإيرادات بنسبة 500 مليون دولار أخرى في العام 2012.

وضعت الثورة السورية مبيعات الأسلحة الروسية الى سوريا في خطر. وتحت ضغط دولي، وافقت موسكو على عدم توريد المزيد من الأسلحة إلى سوريا في شهر تموز الماضي، لكن من غير المؤكد ما اذا كانت روسيا سوف تتخلى عن 4 مليارات دولار في عقود لتوريد 36 طائرة ياك 130 المقاتلة للجيش السوري.

وفي حال قررت روسيا إلغاء عقود الأسلحة التي عقدتها مع سوريا فإنها تخاطر بفقدان  مصداقيتها كمورد جدير بالثقة بين الدول الأخرى التي ليست قادرة على شراء أسلحة من الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلسي بسبب نشاطاتها المشكوك بها.

بدلاً من ذلك، قد تتحول هذه الدول إلى الصين للحصول على الأسلحة، خصوصاً وأن الصين شهدت تحسناً في نوعية الأسلحة وزيادة صادرات السلاح بنسبة 95 في المئة من 2007 إلى 2011. ونتيجة لذلك، فإن رغبة روسيا في الوفاء بعقود الاسلحة مع سوريا من أجل الحفاظ على العملاء الآخرين ليس مستغربة، لا سيما أن خسارة مبيعات الأسلحة لصالح الصين يمكن أن يهدد أهداف روسيا بأن تصبح قوة عظمى.

إضافة إلى ذلك، إذا خسرت روسيا عميلها السوري، فإن خسارتها لصادرات الاسلحة الروسية ستستمر بشكل تصاعدي. خسارة الأموال هذه ستؤدي إلى تقويض أهداف الرئيس بوتين لتحديث الجيش الروسي واستصلاح وضع روسيا كقوة عسكرية مؤثرة.

من أجل دعم مطالبتها بمكانة كقوة عظمى، سعت روسيا لتوسيع نفوذها في الخارج بحرية، والدليل على ذلك هو الخطة التي تبلغ قيمتها 140 مليار دولار، والتي تم الإعلان عنها مؤخراً من أجل إعادة بناء البحرية الروسية وتزويدها بـ 51 سفينة حربية حديثة و24 غواصة بحلول العام 2020.

القاعدة البحرية الروسية في طرطوس السورية، تلعب دوراً حاسماً في استراتيجية روسيا البحرية. وقد اعترف قادة البحرية الروسية علانية بأهمية طرطوس بالنسبة للبحرية الروسية.

في حزيران (يونيو)، قال الأميرال فيكتور تشيركوف، القائد العام للقوات البحرية الروسية إن “طرطوس قاعدة ضرورية بالنسبة لنا. وسوف تستمر بالعمل”.

في حين أن التقارير الأخيرة قد قللت من أهمية القدرة العسكرية لميناء طرطوس، إلى أن التاريخ يكشف عن أن قاعدة طرطوس بمثابة موقع لوجستي رئيسي للجيش السوفياتي خلال الحرب الباردة، خصوصاً بعد مغادرة القوات السوفياتية لمصر.

في الواقع، فإن التقارير الأخيرة من موسكو تشير إلى أن ارسال سفن برمائية ومشاة البحرية الروسية إلى سوريا عبر ميناء طرطوس هو مجرد تأكيد على فائدتها كقاعدة متقدمة في منطقة تفتقر إلى الوجود العسكري الروسي.

قاعدة طرطوس تضم أيضاً ميزات إضافية هامة، بما في ذلك ميناء المياه العميقة التي من شأنها أن تسمح لروسيا بوضع غواصات نووية وكذلك الوصول إلى نظام متطور من الطرق الداخلية والطرق السريعة. طرطوس هي قاعدة عسكرية خارج الاتحاد السوفياتي السابق. وخسارتها يقوض قدرة موسكو على فرض نفوذها في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

الخوف من زعزعة الاستقرار في روسيا ومنطقة الشرق الأوسط

بالإضافة إلى المصالح الاقتصادية والاستراتيجية، تخشى موسكو من أن زعزعة الاستقرار في سوريا قد تمتد الى روسيا نفسها عبر الشيشان ومنطقة شمال القوقاز، حيث يمكن أن يضر عدم الاستقرار في تلك المنطقة بمصالح روسيا في الموارد الطبيعية في آسيا الوسطى، مثل الوصول إلى 40 مليار برميل من النفط في بحر قزوين.

ويردد الناطقون باسم وزارة الخارجية الروسية وصفهم للثوار بأنهم “ارهابيين”، محاولين ربطهم بتنظيم القاعدة، ما يشير إلى أن الحكومة الروسية تنظر إلى الثوار على أنهم قوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة.

من وجهة نظر موسكو، أعطت الاضطرابات السياسية الأخيرة في الشرق الأوسط المتشددين الاسلاميين فرصة للاستيلاء على السلطة في جميع أنحاء المنطقة. ونظراً لتجربة روسيا نفسها مع هذه القوات في افغانستان والشيشان، من المفهوم أن صعود القوى الاسلامية في المنطقة (سواء أكانت مسلحة أو غير عنيفة) يعتبر تهديداً لموسكو.

تفسير صارم للسيادة

تفسير روسيا الصارم لسيادة الدولة هو السبب الرئيسي الثالث لرفض روسيا للنظر في تشديد العقوبات على نظام الأسد. وقال المعلق كونستانتين فون ايجرت في راديو كوميرسانت- موسكو: “وجهة نظر الكرملين الراسخة بشأن السيادة بوصفها حقاً غير محدود للأنظمة السياسية لتفعل ما تشاء داخل دولها، هي واحدة من أحجار الزاوية في السياسة الخارجية الروسية. وهذه النظرة كانت سائدة منذ القدم، وأصبحت أكثر حدة منذ انتهاء الحرب في ليبيا”.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقادة الروس الآخرين يعتقدون أن تشكيل سابقة في التدخل قد تكون خطرة على سيادة روسيا نفسها نظراً لقمعها العنيف للتمرد في الشيشان على مدى العقدين الماضيين.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الولايات المتحدة وغيرها قد أولت اهتماماً كبيراً لانتهاكات حقوق الإنسان في روسيا نفسها، وكان رد فعل الرئيس بوتين على “الثورات الملونة” في دول الاتحاد السوفياتي السابق مثل أوكرانيا وجورجيا مشككاً، فقال: “نشعر بالقلق، وأعتقد أن كل شيء واضح. انه مخطط يهدف إلى زعزعة الاستقرار في المجتمع. لا أعتقد أنه ظهر بذاته”.

ويشعر بوتين بأن الولايات المتحدة وسائر الجهود الدولية لمناصرة حقوق الإنسان في روسيا وغيرها من دول الاتحاد السوفياتي السابق، هي محاولات خفية لتغيير النظام في موسكو، والإضرار بالمصالح الروسية.

هذه المخاوف الضخمة حول الانتقادات الدولية لروسيا في سجلها لحقوق الإنسان تؤدي إلى مزيد من التأكيدات لمبدأ السيادة في الخارج، لا سيما عندما تصبح مصالح روسيا المادية والاستراتيجية في خطر.

ويقول ستيفن سيستانوفيتش، الضابط في وزارة الخارجية في الاتحاد السوفياتي السابق بين عامي 1997 و 2001، إن بوتين “يكره فكرة أن المجتمع الدولي لديه شيء ليقوله عمن يمسك السلطة في البلاد ويخطئ بشكل مروع. إنه يميل إلى التعاطف مع هؤلاء الزعماء”، مستخدماً حجة سيادة الدولة ليحمي نفسه من التدخل الأجنبي.

الاستنتاج

يبدو أن قوى المعارضة تكتسب المزيد من القوة بمرور الوقت، في حين أن قدرات الأسد العسكرية آخذة بالتآكل، مما يجعل مسألة سقوط الأسد مسألة وقت وليس احتمال.

نتيجة لدعمها القوي لنظام الأسد، وضعت روسيا نفسها في موقع “العدو الشرير” أمام المعارضة السورية. لكن توقف روسيا عن دعمها للأسد سوف يؤدي إلى خسارة موسكو جزءاً كبيراً من مبيعاتها السنوية من الأسلحة وقاعدتها البحرية المهمة.

ونظراً لمخاوف روسيا بشأن سيادتها على مدى السنوات العشرين الماضية، تتفهم موسكو ثمن لينها في الثورات والسماح للتدخل الأجنبي، وهو احتمال فقدان السيطرة في المنزل.

عدم الاستقرار في الداخل يهدد قبضة الرئيس بوتين على السلطة، ويجعل روسيا معرضة لضغوط دولية واضطرابات محتملة في شمال القوقاز. في الواقع، الخضوع للضغوط الدولية والتخلي عن التركيز الذي لا يتزعزع على سلامة سيادة الدولة في هذه المرحلة، يجعل روسيا تبدو تابعة للقوى الغربية، وهو موقف يحتقره بوتين ويراه لا يليق بسلوك القوى العظمى التي ينبغي أن تكون روسيا عليه.

نظرا لعقلية قادة روسيا وتقليدها التاريخي كدولة عسكرية قوية بقيادة شخصيات سلطوية قهرية، فإن موقف روسيا مفهوم. حتى الآن، أدت طموحات روسيا بأن تصبح قوة عظمى وعدم التعاون مع الجهات الدولية الفاعلة إلى رد فعل متشدد للصراع في سوريا الأمر الذي من شأنه أن يضر المصالح الوطنية لروسيا ويشوه سمعتها في الخارج على المدى البعيد.

مؤشرات دولية لتجاوز دور «المجلس الوطني».. والتواصل مع معارضين وناشطين ميدانيين

نشار: قوى دولية وشقيقة تحاول تهميش دورنا.. والمالح: المكتب التنفيذي اهتم بتلميع صورته أكثر من العمل ميدانيا

بيروت: ليال أبو رحال

لا ينكر المجلس الوطني السوري التقاطه لإشارات عدة تدل على توجه لدى عدد من الدول الغربية والعربية لتحييد أو تهميش دوره في الفترة الأخيرة، يستدل إليها من جملة أحداث ليس آخرها استبعاد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عقد أي لقاء مع أعضاء من المجلس الوطني خلال زيارتها الأخيرة إلى تركيا نهاية الأسبوع الفائت، فيما التقت ناشطين ميدانيين ومعارضين بينهم الناطق الإعلامي في اتحاد «طلبة سوريا الأحرار» الناشط جواد الخطيب. وأشارت صحيفة «الفايننشيال تايمز» البريطانية المرموقة الأسبوع الماضي إلى بروز شبكة من المجالس الثورية؛ يترأسها أطباء ومحامون وموظفون وقيادات مجتمعية أخرى. وغالبا ما يلتقي أعضاء هذه المجالس السرية في قبو أو منزل أحدهم وأحيانا يتواصلون عبر الإنترنت. والبعض ينسق نشاطاته مع المعارضة السورية بالخارج ويحاولون توجيه وحدات الجيش السوري الحر للقتال، وهذه المجموعات هي نواة الحكومة المستقبلية.

كما أضافت الصحيفة أن مبعوث بريطانيا الخاص للمعارضة السورية، جون ويلكز، خلال وجوده في إسطنبول الأسبوع الماضي، التقى مندوبا سياسيا كبيرا للجيش السوري الحر، وأكد خلال اللقاء على أهمية حقوق الإنسان واحترام الأقليات كشرط للتعاون المستقبلي.. وإشارة إلى أن بريطانيا أعلنت الأسبوع الماضي عن دفعة جديدة من المعونة العسكرية للمعارضة السورية تقدر بنحو ثمانية ملايين دولار.

كما أوضحت الصحيفة أن ويلكز وسفير أميركا في سوريا روبرت فورد شاركا في اجتماع القاهرة (مجلس أمناء الثورة السورية) مطلع شهر أغسطس (آب) الجاري، وكان هدف الاجتماع إنشاء لجنة موسعة لصياغة خطة انتقالية متفق عليها. وهو الاجتماع الذي حضرته أطراف دولية ومنظمات عدة بصورة رسمية وغير رسمية.

وتشير كل تلك اللقاءات – بصورة غير مباشرة – إلى توجه لتجاوز دولي لمرحلة «المجلس الوطني السوري» كممثل وحيد للشعب السوري، والاتجاه بصورة أوسع للقاء المعارضين المسلحين على الأرض، وباقي أطراف المعادلة السورية.

ويقول جواد الخطيب لـ«الشرق الأوسط» إن «المجتمع الدولي يحاول التواصل مع مجموعات سورية أخرى ليس بسبب عدم رغبته في التواصل مع المجلس الوطني إنما بسبب رغبته في التواصل مع باقي مكونات المعارضة لا سيما الميدانية والناشطة على الأرض وضمن هذا الإطار كان لقاؤنا مع كلينتون، التي سألت عن مطالب الناشطين الميدانيين ورؤيتهم للثورة وللمعارضة الكلاسيكية والمجلس الوطني».

ويوضح الخطيب أن «دول الغرب تركز كثيرا على مسألة وحدة المعارضة وعلى الدور الذي يمكن لنا كناشطين ميدانيين وشباب وهيئات الثورة القيام به وما هو برنامجنا للمرحلة الانتقالية». وردا على سؤال عما إذا احتل موضوع المجلس الوطني حيزا من النقاش، يجيب الخطيب: «ركزنا على أنه رغم ملاحظاتنا على أداء المجلس الوطني فإنه لا يمكن في أي ثورة أن تكون المعارضة كلها جبهة موحدة»، مشيرا إلى «أننا أكدنا من جهة أخرى أن معظم الأطراف الرئيسية في المعارضة ممثلة في المجلس الوطني ولديها مطالب موحدة فيما تعلن أطراف أخرى يطلب التوحد معها على غرار هيئة التنسيق الوطنية على سبيل المثال ألا مشكلة لديها في بقاء النظام السوري». ويؤكد أن «هذا الأمر لم يعد مقبولا بالنسبة لنا في الشارع ولا يعبر عن مطلب الثورة بإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد والانتقال لبناء الدولة المدنية».

من ناحيته، يتحدث عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري سمير نشار لـ«الشرق الأوسط» عن «محاولات من قوى دولية لتهميش دور المجلس الوطني ودفعه للسير في مسارات قد تتعارض مع المصلحة الوطنية التي يراها»، مشددا على أن «المجلس الوطني يعتمد في شرعيته على تأييد الثوار والجيش السوري الحر والشعب السوري قبل أن يعتمد على تأييد دول صديقة وشقيقة».

وأبدى نشار أسفه «لمحاولة بعض الدول من صديقة وشقيقة الضغط على المجلس لدمجه بإطارات سياسية أوسع مع بعض فئات المعارضة السورية وذلك للحد من حجم ودور وتأثير المجلس، علما بأن بعض هذه الفئات لا يتمتع بالمصداقية ولا يلتزم بأهداف الثورة وهو مدعوم من قبل بعض القوى الدولية التي تحاول تجنب عقد لقاءات مع قيادات المجلس».

وتعليقا على ماهية الضغوط التي يتعرض لها المجلس الوطني، يجيب نشار: «يكفي الاطلاع على المبادرة التي تقدمت بها (هيئة التنسيق الوطنية) المطلوب من المجلس الوطني أن يلتقي معها في إطار موحد، ومعرفة كيفية تعاملها مع مطالب الثورة السورية وكيف تنظر إلى الجيش الحر وتتعامل مع النظام»، منتقدا «عدم تضمن المبادرة أي إشارة إلى جرائم النظام السوري والمجازر والمذابح التي يرتكبها، أو أي تطرق إلى مطلب المعارضة بإسقاط بشار الأسد». ويحمل بشدة على هيئة التنسيق التي «تنظر إلى الثورة على أنها طرف مقابل طرف آخر هو النظام السوري وتطالب الجانبين بإطلاق المعتقلين ووقف إطلاق النار، فيما تدعي أنها من المعارضة السورية».

من ناحيته، يذكر عضو مجلس أمناء الثورة السورية المكلف بتشكيل الحكومة الانتقالية هيثم المالح بأن «الاعتراف بالمجلس الوطني لم يأت باعتباره ممثلا شرعيا ووحيدا للمعارضة السورية بل أعطوه حق التمثيل السياسي باعتباره أحد أطراف المعارضة السورية». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «العيب ليس في المجلس الوطني ككتلة تضم 300 شخصية إنما في المكتب التنفيذي المؤلف من تسعة أشخاص والذي انحصر جهده بمقابلة شخصيات هنا وهنك وتلميع صورته أكثر من العمل على أرض الواقع».

وينتقد المالح «عدم احترام المجلس لمضمون نظامه الداخلي حيث ينص في أحد بنوده على أن مهمة المجلس التفرغ للقضية السورية ولا عمل آخر لديه»، ويضيف: «منذ زمن سألت المكتب التنفيذي كيف يمكن له أن يدير الأمور وأعضاؤه موزعون في دول عدة»، مبديا أسفه لأن المجلس لم يكن على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه ولم ينتج شيئا.

طائرات لأجل حلب…ليفي منسق حرب ليبيا يدعو لتدخل غربي جوي في سوريا

باريس – وجه المفكر الفرنسي برنار هنري ليفي الذي كان من اول العاملين من اجل التدخل العسكري الغربي في ليبيا في 2011، نداء من اجل تدخل عسكري جوي في سوريا وذلك في مقال بصحيفة لوموند بعنوان “طائرات من اجل حلب”.

طائرات لأجل حلب…ليفي منسق حرب ليبيا يدعو لتدخل غربي جوي في سوريا

وكتب ليفي “القضية عادلة، والحق من وراء القصد. السوريون انفسهم، وهم الاساس، يطلبون المساعدة. ولم تنجح الوسائل السياسية والدبلوماسية ومحاولات الوساطة” وليفي المدافع عن الثوار الليبيين في 2011، يستلهم من هذا المثال للدعوة الى تدخل عسكري في سوريا.

واضاف في مقاله “حلب اليوم هي بنغازي الامس. والجرائم التي ترتكب فيها هي تلك التي هدد القذافي بارتكابها في عاصمة برقة قبل التدخل. ولن يفهم احد كيف ان ما فعلناه لمنع جريمة اعلن انها ستنفذ (في ليبيا) نرفض ان نقوم به ليس لمنع، بل لوقف جريمة بدا تنفيذها” (في سوريا).

وتابع “ان سوء النية في هذا النقاش لا حدود له والبعض يزعم انه فهم ان الامر يتعلق بارسال فرق مشاة الى الحرب كما حدث في افغانستان. والواقع غير ذلك”.

واوضح مفصلا “الواقع هو اولا منطقة حظر جوي تفرض انطلاقا من قواعد الحلف الاطلسي في ازمير وانجرليك بتركيا لمنع طائرات بشار الاسد من قصف نساء حلب واطفالها”.

وتابع “بعد ذلك تفرض منطقة حظر التحرك تمنع انطلاقا من الجو الكتائب المدرعة من التنقل من مدينة الى مدينة وزرع الرعب فيها. انه الاقتراح القطري القائم على انشاء +منطقة حظر قتل+، تحميها عناصر الجيش السوري الحر المجهز باسلحة خفيفة”.

ومضى يفصل الخطة “وهي ايضا الفكرة التركية لاقامة +مناطق عازلة+ في شمال البلاد لتوفير ملاذ للمدنيين الفارين من المعارك. وهي حزمة متدرجة من الاجراءات تهدف الى افهام الديكتاتور ان العالم لن يسمح بهذه المجزرة”.

وقال ليفي “الاسد هو نمر من ورق. انه قوي بسبب ضعفنا. ومتى ما اظهر اصدقاء الشعب السوري تصميمهم وارسلوا اشارات ملموسة عن قدرتهم على الضرب، فانه سيفضل المنفى على الانتحار”.

وذكر ليفي ان فرنسا تتولى لاسبوعين اخرين الرئاسة الدورية لمجلس الامن الدولي. وكتب “ليس من المفهوم في هذه الظروف ان لا يستخدم رئيس الجمهورية المنتخب حديثا والذي يتمتع بموجب ذلك بسلطة معنوية كاملة، الامكانات التي يوفرها له الوضع”.

وكان ليفي انتقد في 3 آب/اغسطس عمل الرئيس فرنسوا هولاند في الملف السوري وطالبه بمزيد من الحزم حيال الاحداث الدامية الجارية في هذا البلد، في مقابلة اجرتها معه صحيفة باريزيان/اوجوردوي آن فرانس.

وقال برنار هنري ليفي الذي اقنع في الماضي الرئيس السابق نيكولا ساركوزي بالالتزام دبلوماسيا ثم عسكريا في ليبيا، في المقابلة “هولاند خيب املي. انا صوتت له”.

الاربعاء 15 غشت 2012

ا ف ب

 193 قتيلا بسوريا ومجزرة بإعزاز

                                            قال ناشطون سوريون إن 193 شخصا قتلوا أمس الأربعاء بسوريا, 40 منهم قضوا في غارة جوية للجيش الحكومي على بلدة إعزاز في ريف حلب. وتحدثوا عن إعدامات ميدانية في دمشق التي شهدت بدورها تصعيدا جديدا.

وذكرت لجان التنسيق المحلية أن ثمانية أشخاص أعدموا ميدانيا في داريا بريف دمشق. كما قصف الجيش النظامي أحياء العسالي والقابون وبساتين الرازي في حي المزة بدمشق.

وفي دمشق كذلك بث ناشطون سوريون صورا على مواقع الثورة لمظاهرات خرجت في قلب العاصمة، ففي حي الميدان الدمشقي وقرب فرع الأمن الجنائي خرج متظاهرون في مظاهرة مسائية يحيون فيها الجيش الحر, ورفعوا شعارات تنادي بالحرية، كما طالبوا بإسقاط نظام بشار الأسد.

كما دارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط مقر رئاسة الوزراء، وذلك بعد ساعات من تفجير هز وسط العاصمة أعلن الجيش الحر مسؤوليته عنه.

مجزرة جديدة

وبشأن مجزرة إعزاز قال الإعلامي حازم العزيزي في اتصال مع الجزيرة من البلدة القريبة من الحدود مع تركيا والخاضعة لسيطرة الجيش الحر إن أكثر من عائلة أبيدت في القصف الذي نفذته طائرة حربية من طراز “ميغ 25”.

وأضاف أن القصف استهدف حيا شعبيا, وأن جثث عدد من القتلى تحولت إلى أشلاء, قائلا إن الجرحى بالمئات.

من جهته, قال محمد نور -الناطق باسم ثوار إعزاز- للجزيرة إن طائرة من طراز “ميغ 25” أطلقت أربعة صواريخ على الأقل.

وأفاد رامي عبد الرحمن -مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان- بأن المقر السابق لحزب البعث الذي يتخذ منه الجيش الحر مقرا له كان من بين المواقع المستهدفة بالقصف. وأشار عبد الرحمن إلى أن رهائن لبنانيين أصيبوا بدورهم في القصف.

وقال أبو عبد الله الحلبي -عضو مجلس الثورة بحلب- للجزيرة إن أحد ضباط الجيش السوري أبلغ الجيش الحر أن ريف حلب سيتعرض لقصف مدمر إذا لم ينسحب لواء التوحيد من حلب المدينة, وهو ما أكده أيضا ناشطون آخرون.

وأضاف الحلبي أن قتلى آخرين سقطوا في قصف جوي على بلدة تل رفعت التي تقع أيضا في ريف حلب.

وأفاد مراسل الجزيرة في حلب بأن عدة أحياء في المدينة شهدت قصفا مركزا من قبل الجيش النظامي استهدف بالخصوص مناطق الكلاسة والشيخ مقصود. وقال إن الجيش الحر تمكن من تدمير دبابات وآليات للجيش الحكومي لدى محاولته التقدم في منطقة الجندول حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين.

اشتباكات وإعدامات

وكان الجيش الحر قد تبنى تفجير عبوة ناسفة في مقر لقيادة الأركان وسط دمشق، مما أسفر عن جرح خمسة أشخاص، وفقا لمصدر عسكري سوري.

ووقع التفجير خلف فندق “داما روزا” الذي يقيم فيه نحو مائة مراقب دولي, وأسفر عن إحراق عربات عسكرية للجيش السوري، وفقا لوكالة فرانس برس.

وبعد ساعات قليلة من التفجير, هاجم مقاتلون من الجيش الحر مبنى رئاسة الوزراء والسفارة الإيرانية في حي المزة, واشتبكوا مع قوات حكومية هناك.

وقال ناشطون للجزيرة إن الجيش الحكومي رد بقصف مروحي وأعدم 11 شخصا بينهم امرأة في بساتين الرازي بحي المزة. وتحدثت لجان التنسيق أيضا عن إعدام ستة أشخاص في دوما بريف دمشق.

وأكدت ديما الشامي -عضو مجلس الثورة في دمشق- للجزيرة أن ستة آخرين بينهم سيدة وابنتها قتلوا برصاص القوات النظامية في حي القابون, بينما تحدث ناشطون قبل ذلك عن قصف حيّيْ العسالي والقدم بالدبابات ومقتل شخصين فيهما, وعن تطويق حي القدم, واقتحام قوة مدرعة بساتين حي برزة.

قمة مكة تختتم وتعلق عضوية سوريا

                                            قرر مؤتمر القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي الذي اختتم أعماله فجر الخميس تعليق عضوية سوريا في المنظمة، مشيرا في بيانه الختامي إلى موجة القمع العنيفة التي تشنها الحكومة السورية ضد شعبها.

وقال البيان إن المؤتمر قرر تعليق عضوية الجمهورية العربية السورية في منظمة التعاون الإسلامي وجميع الأجهزة والمؤسسات المتخصصة التابعة لها.

ودعا البيان الذي أطلق عليه “ميثاق مكة المكرمة لتعزيز التضامن الإسلامي” إلى “الوقوف صفا واحدا مع الشعوب الإسلامية المقهورة التي تواجه العدوان بالطائرات والصواريخ كما هو الحال في سوريا”.

ودان المؤتمر بشدة إراقة الدماء، واعتبر أن السلطات السورية تتحمل مسؤولية ذلك. لكنه دعا إلى صون وحدة وسيادة واستقلال الأراضي السورية.

ودعا المؤتمر السلطات السورية إلى وقف فوري للعنف والسماح للهيئات الإغاثية بالدخول لإغاثة الشعب السوري.

وقد تناول البيان الختامي كذلك عددا من الملفات، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومعاناة المسلمين في ميانمار.

وقال البيان الختامي إن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية, وعلى إسرائيل أن تمتثل للقرارات الدولية بما في ذلك عودة اللاجئين، كما أن عليها أن ترفع الحصار عن قطاع غزة, وأكد المؤتمر على دعمه الكامل لانضمام فلسطين لعضوية الأمم المتحدة دولة كاملة الصلاحيات.

وفي ما يخص المسلمين في ميانمار دعا المؤتمر إلى إرسال لجنة للتحقيق في ما يجري، كما دان إصرار الحكومة في ميانمار على سياسة التنكيل وممارسة العنف ضد المسلمين.

وذكر وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي نزار مدني أن القادة اتفقوا على تحويل قضية مسلمي ميانمار إلى الجمعية العامة في الأمم المتحدة.

وكانت القمة -التي يشارك فيها أربعون رئيس دولة من أصل 57 عضوا- قد افتتحت أعمالها الثلاثاء بكلمة للعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز اقترح فيها إقامة مركز للحوار بين المذاهب الإسلامية يكون مقره الرياض.

نفي

وفي هذه الأثناء نفى علي الموسوي المتحدث الإعلامي باسم رئيس الحكومة العراقية تصريحات نسبت لـنوري المالكي نقلتها وكالة أنباء مهر الإيرانية وصف فيها قمة مكة بقمة الإرهاب والتآمر على العراق وسوريا ولبنان.

وقال علي الموسوي إن التصريحات التي نسبت إلى المالكي “عارية عن الصحة تماما”.

وفي موضوع ذي صلة بالملف السوري نفت الجزائر الأربعاء أنباء تحدثت عن معارضتها تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي، وفق ما أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية عمار بيلاني.

وكانت أنباء متداولة قد تحدثت من قبل عن معارضة كل من إيران والجزائر تعليق عضوية سوريا في المنظمة الإسلامية.

وتحدث وزير الخارجية الإيراني صراحة غداة اجتماع وزراء خارجية المنظمة في جدة يوم الاثنين عن رفضه تعليق عضوية سوريا.

وكان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو اتهم -في كلمة افتتاحية أمام وزراء الخارجية- نظام الأسد بممارسة سياسة الأرض المحروقة، وإدخال سوريا “في نفق مظلم لا تعرف نهاية له”.

هل أعطت قمة مكة الملف السوري حقه؟

ياسر باعامر-جدة

تباينت الرؤى السياسية حول انعكاسات قمة المؤتمر الإسلامي الاستثنائية في مكة المكرمة على الملف السوري الذي تصدر أولويات الملفات الرئيسية الثلاثة التي ناقشتها القمة، إلى جانب القضيتين الفلسطينية واضطهاد الأقلية المسلمة “الروهينغا” في ميانمار.

أبرز التسريبات التي كشفت عنها مصادر في القمة المقترح الذي تقدم به الرئيس المصري محمد مرسي وتمثل في تشكيل لجنة رباعية إسلامية تتألف من المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا وإيران، لمعالجة الأزمة السورية المتصاعدة منذ 18 شهرا.

وحول آلية عمل اللجنة الرباعية وكيفية تسيير أعمالها قالت المصادر إن مرسي اشترط أن تعمل اللجنة تحت إطار منظمة التعاون الإسلامي، خاصة “بعد سقوط نظام بشار الأسد”.

دعم المعارضة

مشروع البيان الختامي للمؤتمر الذي جاء تحت عنوان “تعزيز التضامن الإسلامي” ركز في تناوله للأزمة السورية على منطلقين رئيسيين هما ضمان وحدة سوريا وسيادتها ووقف إراقة الدماء، والثاني تحميل السلطات في دمشق مسؤولية العنف.

غير أن مشروع البيان الختامي لم يتبن الأهداف التي رسمها المجلس الوطني السوري المعارض، كتقديم الدعم اللوجستي المادي للثوار وتسليح الحيش السوري الحر، وفرض مناطق حظر جوي بحماية أجنبية وملاذات آمنة قرب الحدود مع الأردن وتركيا، والاعتراف بالمجلس ممثلا شرعيا للسوريين في الداخل والخارج.

الباحث السياسي صفوان الشهري برر في تصريحات للجزيرة نت عدم خروج القمة بأهداف الدعم المباشر اللوجستي، بأنه من الصعب الخروج بمثل هذه القرارات على مستوى قمة إسلامية جامعة، خاصة في ظل التباين الكبير لأساليب المعالجة بين الدولتين المؤثرتين في المنطقة السعودية وإيران، فضلا عن الاختلاف في وجهات النظر بهذا الشأن بين واشنطن والرياض.

واعتبر الشهري المتخصص في العلاقات الإيرانية الخليجية أن من يتابع تصريحات الوفد الإيراني خاصة وزير خارجيته علي أكبر صالحي منذ قدومه إلى السعودية كان يركز على ضرورة بناء التفاهمات مع الرياض لحلحلة الملف السوري.

وأضاف أنه رغم أن القمة لم تترجم جميع أهداف السوريين على الأرض، فإنها نجحت بشكل كبير في توفير الحشد السياسي الضخم الذي تحتاجه القضية السورية وسيساعد في تسريع حالة التأييد الدولي والإقليمي لإنهاء حقبة الأسد السياسية.

مواقف متباينة

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت نقاشات سياسية واسعة حول القمة، وتصدر المشهد السوري تفاصيلها، حيث انتقدت بعض التغريدات خروج القمة بقرارات غير فعالة لثوار بلاد الشام، واتهمها البعض بـ”مداهنة إيران”.

الكاتب السياسي خالد الهزاع قال في حديث للجزيرة نت إن الإشكالية الرئيسية في القمة أنها سيناريو متكرر للجهود العربية في سوريا التي فشلت في توفير غطاء دولي يسمح لها باستخدام نفوذها الاقتصادي في بلورة موقف مهم على الأرض.

وأضاف أن عدم الخروج بقرارات مصيرية في الملف السوري تغير من موازين القوى في الداخل لن يخدم القضية السورية إطلاقا، مؤكدا أن ذلك يخدم إطالة أمد نظام الأسد على سدة الحكم، رغم أن الثورة السورية كانت “تتشبث بالقمة لإنقاذها من الأسوأ”.

وانتقد الهزاع عدم خروج القمة بحقيبة سياسية وبملفات مشتركة لمعالجة الأزمة السورية، خاصة في تفعيل دور الولايات المتحدة في مسار القضية السورية التي لم تقدم شيئا حتى الآن سوى “البيانات الكلامية”.

وشدد على أنه كان من الواجب “إظهار موقف سياسي إسلامي رصين من روسيا والصين، كالتهديد الفعلي الممنهج لاستخدام المقاطعة الاقتصادية معهما كنوع من الدلالة الرمزية، وتحذير مباشر لهما من أن استخدام حق النقض (الفيتو) للحيلولة دون استصدار قرار دولي في مجلس الأمن يدين الأسد وأركان نظامه”.

ماهر الأسد “يوقع” بين الرياض وموسكو

ياسر باعامر-جدة

أزمة سياسية جديدة بين الرياض وموسكو تنضاف لسلسلة “الأزمات” المتصاعدة بين صناع القرار في البلدين، وتنذر بتزايد صعوبة ردم الهوة بين الطرفين.

وجاءت الأزمة الجديدة على خلفية تقرير صحفي كتبه المراسل السياسي لصحيفة “الوطن” السعودية عمر الزبيدي أمس الثلاثاء، على لسان ميخائيل بوغدانوف -نائب وزير الخارجية الروسي- قال فيه “إن ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري فقد ساقية خلال العملية التي استهدفت خلية الأزمة بمبنى الأمن القومي في دمشق الشهر الماضي”، وأكد أن ماهر كان حاضراً اجتماع خلية الأزمة، ووصف حالته بالخطيرة.

إلا أن الخارجية الروسية أصدرت أمس بياناً صحفياً قالت فيه إن “التصريحات المنسوبة لنائب وزير الخارجية الروسي عارية عن الصحة”، ليبدأ معها صناع القرار في روسيا بصناعة أزمة إعلامية، ببث صحف ووكالات أنباء روسية أخبارا عن السعودية.

وكانت البداية من صحيفة “أرغومينتي نيدلي” التي أشارت إلى مقتل رئيس جهاز الاستخبارات السعودي الأمير بندر بن سلطان ونائبه مشعل القرني على أيدي عملاء سريين تابعين للمخابرات السورية، ردا على عملية “بركان دمشق” التي جرت في 17 يوليو/تموز الماضي والتي أودت بحياة أربعة من قادة النظام السوري الأمنيين والعسكريين.

التوثيق والتحليلات

وحصلت الجزيرة نت على معلومات تفيد بأن مسؤلا دبلوماسيا سعوديا اتصل بالخارجية الروسية للاستفسار عن مصدر معلومة “مقتل الأمير بندر”، وكان الجواب “أن ذلك كان رداً على ما نشرته الصحيفة السعودية عن عائلة الأسد”.

من جانبه قال الصحفي عمر الزبيدي للجزيرة نت إنه يحتفظ بالتسجيلات الصوتية لبوغدانوف، الذي تحدث إليه من اليونان. وبثت صحيفة “الوطن” على موقعها الإلكتروني المكالمة المسجلة تحت عنوان عريض (هذا دليلنا, وبيان الخارجية الروسية مضلل).

وقال الزبيدي -وهو مسؤول عن متابعة ملف التدخل الروسي في سوريا بالصحيفة- إنه قام بتحقيق استقصائي خلال الأسابيع الماضية بشأن مصير قائد الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري والقائد الفعلي لخلية الأزمة ماهر الأسد، المختفي عن الأنظار منذ ذلك التفجير.

وفيما تناقلت وكالات الأنباء العالمية والمواقع الإخبارية الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” و”فيسبوك”، بشكل كبير الخبر الذي أشاعته الدبلوماسية الروسية، لم تقم وزارة الخارجية السعودية بنشر أي بيان عن ما جاء به الإعلام الروسي.

لماذا بندر؟

وعن سؤال عن سر اختيار بندر بن سلطان دون غيره، قال المحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي للجزيرة نت إن بندر شخصية معروفة في السياق الدولي ويملك خبرات واسعة في العمل الاستحباراتي إضافة إلى كونه “رجل علاقات دولية عميقة”.

وعين بندر في جهاز الاستخبارات خلفاً للأمير مقرن بن عبد العزيز في 19 يوليو/تموز الماضي، إلى جانب احتفاظه بمنصب الأمين العام للمجلس الوطني، وهو نجل ولي العهد السعودي الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز، وكان سفيرا للسعودية لدى واشنطن في الفترة بين عامي 1983 و2005.

ويرجع خاشقجي أمر الأزمة الإعلامية إلى أن الدوائر الروسية والسورية تريد “تحميل الأمير بندر مسؤولية استمرار الأزمة في سوريا، وهذا غير صحيح على الإطلاق”، واعتبر عدم خروج بيان تكذيبي من الدبلوماسية السعودية استمرارا للنهج الدبلوماسي بعدم الرد على “المزاعم الصحفية، ولكن إذا كان المصدر الحكومة الروسية، سيكون هناك رد حكومي سعودي بكل تأكيد”.

واعتبر مراقبون سعوديون أن “هوة العلاقات بين الرياض وموسكو غير قابلة للمعالجة حتى في حال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد”، وقالوا في حديثهم إلى الجزيرة نت إن هناك أطرافا بين صناع القرار الروسي تعتبر السعودية “قطبا من أقطاب الولايات المتحدة الأميركية”، واعتبروا أن “روسيا أضحت اليوم خطرا على الأمن القومي السعودي”.

آموس: 2.5 مليون سوري بحاجة لمساعدة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري آموس يوم الخميس إن 2.5 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات في سوريا، حيث يقاتل الجيش النظامي مقاتلين معارضين يسعون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وأوضحت آموس للصحفيين في دمشق عقب محادثات مع مسؤولين سوريين: “في مارس قدرنا أن مليون شخص بحاجة إلى مساعدة. الآن يحتاج 2.5 مليون شخص إلى مساعدة، ونحن نعمل على تحديث خططنا وطلباتنا للتمويل”.

مقتل 40 سوريا بمجزرة في أعزاز

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت لجان التنسيق المحلية إن 40 شخصا على الأقل قتلوا وجرح العشرات في “مجزرة جديدة ارتكبها الطيران الحربي السوري” بعد أن شن غارات قصف عنيفة على مدينة أعزاز في ريف حلب، الأربعاء.

وأعلنت اللجان أن الجيش النظامي أقدم على تنفيذ “إعدام ميداني” بحق 11 شخصا في دمشق، لترتفع حصيلة القتلى في سوريا الأربعاء إلى 193 شخصا.

وقالت مراسلة “سكاي نيوز عربية” إن الجيش السوري شن غارات جوية على أحد الأسواق الشعبية بأعزاز، واستهدف منازل في المكان بشكل عشوائي.

وأظهر تسجيل فيديو نشره ناشطون على موقع يوتيوب سكانا يصرخون ويكبرون وهم يحملون جثثا تغطيها الدماء بعيدا عن المباني الخرسانية المنهارة.

كما قال قائد لمقاتلي المعارضة إن الغارة على أعزاز أدت إلى إصابة 7 رهائن لبنانيين محتجزين هناك، ولا يزال 4 آخرون في عداد المفقودين.

وتحدثت مصادر لسكاي نيوز عربية عن استهداف مقر رئاسة الوزراء في دمشق بقذيفة آر بي جي، كما أشارت المصادر إلى تفجير مبنى في مساكن العرين التابعة للحرس الجمهوري بدمشق، مما أدى إلى مقتل ثلاثة ضباط، أحدهم برتبة عميد. وأفادت المصادر عن اشتباكات قرب مطار دمشق الدولي.

وأعلنت مصادر رسمية عن إجلاء المغرب 200 من رعاياه من سوريا بسبب الأوضاع الأمنية هناك.

من جانبها، قالت لجان التنسيق المحلية إن 193 شخصا قتلوا في سوريا الأربعاء بينهم 11 شخصا “تم اعدامهم ميدانيا في بساتين الرازي في مجزرة جديدة من مجازر جيش النظام”.

من جهة أخرى، قال المرصد إن عددا من أحياء مدينة حلب وخصوصا “سيف الدولة والسكري والصاخور وطريق الباب ومناطق بحي صلاح الدين للقصف من قبل القوات النظامية”.

وتحدث عن “اشتباكات عنيفة بمحيط مبنى الهجرة والجوازات وفي حيي سيف الدولة والزهرة”، في المدينة التي تشكل الجبهة الكبيرة السورية الثانية في الشمال وتعد الرئة الاقتصادية للبلاد.

وفي ريف حلب، أوضح المرصد أن “اشتباكات عنيفة تستمر في بلدة منبج بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة الذين يحاولون السيطرة على سد تشرين”، لافتا إلى أن “تجمعات مقاتلين معارضين تتعرض للقصف بالمروحيات”.

اشتباكات وسط دمشق

إلى ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة الأربعاء بين القوات النظامية ومعارضين وسط العاصمة السورية دمشق.

وقال شاهد عيان لسكاي نيوز عربية إن الاشتباكات اندلعت في منطقة كفر سوسة خلف مبنى رئاسة الوزراء. وأوضح أن القوات النظامية استخدمت قذائف الـ “آر بي جي” في قصف عشوائي على المنطقة السكنية المحيطة، فيما سمع دوي انفجار قنابل.

وشنت القوات الحكومية عمليات في عدد من أحياء دمشق التي ما زالت يتحصن بها معارضون، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن “القوات النظامية اقتحمت حي نهر عيشة وبدأت حملة مداهمات”، لافتا إلى “معلومات تشير إلى انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة للقوات النظامية”.

وتحدث المصدر نفسه عن “أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في حي القابون ترافقت مع اقتحام الحي من قبل القوات النظامية السورية التي بدأت حملة مداهمات فيه بالتزامن مع تحليق مروحيات في سماء الحي”.

وأفادت لجان التنسيق المحلية، عن سقوط 45 قتيلا في محافظات مختلفة من سوريا الأربعاء، بينهم 3 أطفال و4 سيدات.

وقال ناشطون إن قرى في ريف درعا جنوبي سوريا، تعرضت إلى قصف عنيف بالمدفعية وراجمات الصواريخ.

وأكد المرصد أنه في مدينة اللاذقية “اقتحمت القوات النظامية يرافقها عناصر من الشبيحة حي قنينص وبدأت حملة مداهمات للمنازل قرب محمصة القسام”.

سوريا.. الجيش يحرر 3 صحفيين مختطفين

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلن التلفزيون السوري إن القوات الحكومية حررت 3 صحفيين اختطفهم معارضون أثناء تغطيتهم أعمال العنف في ضواحي دمشق.

وقال التلفزيون السوري إن الصحفيين الثلاثة من قناة الإخبارية الموالية للنظام حرروا في “عملية نوعية” يوم الخميس في بلدة التل شمال العاصمة.

ولم يقدم التلفزيون أية معلومات إضافية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن بلدة التل في ريف دمشق تعرضت لقصف مكثف خلال الفترة التي تم فيها تحرير طاقم صحفيي الإخبارية.

وتواجه وسائل الإعلام تضييقا من السلطات السورية، أثناء تغطيتها للأزمة المستمرة في البلاد منذ عام ونصف تقريبا.

وقتل وأصيب عدد كبير من الصحفيين في سوريا أثناء تأديتهم عملهم منذ بدء الأزمة.

مستشارة الأسد: المعارضة والغرب بمأزق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد إن المعارضة السورية والدول الغربية “وضعت نفسها في مأزق” بمطالبتها برحيل الأسد.

وأكدت شعبان خلال زيارة إلى بكين الخميس، أن دمشق “راضية عن موقف روسيا والصين تجاه بلادها كونهما لا تتصرفان كمستعمرين”.

وقالت المبعوثة الخاصة للرئيس السوري في مقابلة مع صحيفة تشاينا ديلي الصينية الحكومية: “نحن سعداء بمواقف دول مثل روسيا والصين، وهي دول غير استعمارية ولا تتصرف مع الناس مثل المستعمرين”.

وأضافت المستشارة السياسية والإعلامية للأسد أن الموقف الروسي-الصيني “هو موقف مختلف جدا عن موقف الغرب”، مشيرة إلى أن زيارتها إلى بكين تهدف إلى “تزويد الحكومة الصينية بالصورة الحقيقية لما يجري في سوريا” حسب تعبيرها.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا ضد الرئيس بشار الأسد منتصف مارس 2011، استخدمت روسيا والصين سويا حق الفيتو ثلاث مرات لمنع صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يدين النظام السوري لقعمه المعارضة.

ورفضت شعبان في المقابلة استخدام كلمة “المعارضة” للإشارة إلى المناهضين للرئيس السوري، مؤكدة أن هؤلاء هم أشخاص “تسلحهم قوى خارجية وتشجعهم على ممارسة عمليات الخطف والقتل وتدمير المنشآت الحكومية”.

وأكدت المستشارة أن العقوبات الغربية على بلادها أثرت سلبا على القطاع الصحي وعلى حياة المدنيين السوريين.

ومن المقرر أن تلتقي شعبان في بكين الخميس وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي.

علياء إبراهيم: السوريون يواصلون الحياة تحت القصف

موفدة “العربية” تتحدث عن مشاق الحياة اليومية في حلب وإدلب

العربية.نت

أكدت موفدة “العربية”، علياء إبراهيم، التي دخلت مناطق تحت سيطرة الجيش السوري الحر في إدلب وحلب في سوريا الأسبوع الماضي، أن الحياة تمضي في المدن والقرى التي تتعرض لقصف هائل وغير مبرر من جانب القوات، وأن الناس يحاولون الحصول على احتياجاتهم اليومية، وأنهم يناصرون الثورة بكل شجاعة، وفي انتظار وقوع القذية المقبلة.

وقالت في حديث لنشرة “الحدث اليوم”، على قناة “العربية الحدث”، “إن خبر مصرع الأفراد أصبح خبرا عاديا، وأن الأخبار التي يتناولها الأهالي هي مصرع العائلات أو الأعداد الكبيرة من المواطنين”.

حياة يومية شاقة

وذكرت “أن المناطق التي دخلتها خاضعة تماما للجيش السوري الحر، ولا أثر فيها لقتال أو اشتباكات، وأن قوات النظام تلجأ إلى قصف هذه المناطق لإحداث أكبر خسائر ممكنة”.

وأشارت إلى “حرص السكان على التظاهر يوميا عقب الإفطار في رمضان- بعيدا عن حرارة الصيف القاسية- في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر للتأكيد على موقفهم الرافض لوجود النظام، وإعلان دعمهم لقوات الجيش الحر”.

وأوضحت أن “الانتقال من قرى ومدن إلى أخرى يتم عبر طرق فرعية وغير ممهدة، لأن الحركة عبر الطرق الدولية السريعة، التي لا تزال تخضع لقوات النظام، هي بمثابة مغامرة مستحيلة”.

وأفادت أن “هناك عناصر من السكان يصلون الليل والنهار في محاولة لنقل ما يحدث إلى العالم الخارجي عبر شبكة الإنترنت، وأن معظمهم غادروا منازلهم من شهور ولم يعودوا إليها”.

وفيما يتعلق بالحياة اليومية في المناطق السكنية الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري الحر، قالت “إن هناك شحا في المياه ومصادر الطاقة، وإن المواد الغذائية قليلة للغاية ومرتفعة الأسعار للغاية، وإن معظم السكان بلا مصادر دخل مما يزيد الموقف صعوبة”.

الجيش الحر.. تركيبة معقدة

وحول الجيش السوري الحر، قالت علياء “إن لديهم الكثير من الكتائب تحت مسميات مختلفة، وإن تلك الكتائب تتفاوت من حيث تسليحها وكفاءتها القتالية”.

وأضافت أن “تركيبة كتائب الجيش السوري الحر معقدة للغاية، فهم خليط من أطياف مختلفة، منها الإيديولوجي وغير ذلك”.

وقالت إن “عناصر الجيش الحر يتولون مهام توفير الأسلحة التي يقاتلون بها”، مشيرة إلى أن “هناك مجموعات منهم ترفض الحديث للإعلام”، منوهة إلى أنها حصلت على حرية شبه كاملة في التنقل خلال وجودها في حلب.

وذكرت أن “الجيش السوري الحر يعمل كسلطة محلية بالتعاون مع السكان في حدود الموارد المتاحة”.

برهان غليون يطالب بتشكيل حكومة سورية مؤقتة

اقترح في دراسة خاصة لمعهد العربية للدراسات إجراءات لمرحلة ما بعد الأسد

العربية.نت

أكد المفكّر السوري الرئيس السابق للمجلس الوطني برهان غليون في دراسة كتبها خصيصاً لمعهد العربية للدراسات والتدريب تحت عنوان “رؤية للمرحلة الانتقالية بعد الأسد.. ثورتنا الكبرى أمام تحدي السياسة والانتصار”، أن الفراغ السياسي الذي سيخلفه سقوط بشار الأسد في ظل غياب قيادة فاعلة من جانب الثورة يثير مخاوف كبيرة من الفوضى التي يمكن أن تؤثر على مستقبل الاستقرار في سوريا والمنطقة، مطالبا بتشكيل حكومة سورية مؤقتة.

وقال غليون في دراسته إن المخاوف تتركز حول “وضعية تسود فيها الفوضى وتتصارع فيها القوى الثورية على اقتسام النفوذ أو المواقع أو يسود فيها الانتقام بعد السقوط الحتمي القريب للنظام، ويتضاعف هذا القلق وذاك الخوف أضعافاً عندما يتعلق الأمر بثورة مسلحة وبجيش تحرير مكوّن من كتائب لا تحصى، ولا تخضع في تنظيم صفوفها لأي هيكلية عسكرية نظامية أو سياسية”.

وتابع المفكّر السوري: “ولا يطمئن أيضاً غياب قيادة سياسية واضحة تحظى بثقة الثوار والشعب ولها الحد المطلوب من المصداقية لدى المجتمع الدولي، وكذلك انتشار السلاح على نطاق واسع في بلد يحتل موقعاً استراتيجياً وجيوسياسياً خطيراً في منطقة ذات خطورة استثنائية”، موضحاً أن هناك مؤشرات كثيرة على الفوضى العارمة التي سوف تعمّ بعد سقوط الأسد “عندما لن تجد البلاد اي مركز قرار واضح يجمع المواطنين ويضمن احترام الكتائب المسلحة للقانون وتعاونها والتزامها”.

وقال “إن هذا الوضع في نظري هو التحدي الاكبر للثورة السورية التي توشك على الانتصار، وهو يخلق حالة من عدم الثقة وعدم اليقين لدى الجميع ويزيد بسببه الشعور بالقلق والخوف كلما اقتربت ساعة الحسم وبموازاة اقتراب سقوط النظام، كما يولد هذا الوضع شعوراً خطيراً بأن مرحلة ما بعد السقوط يمكن أن تكون أقسى وتطرح مشاكل على البلاد أكبر مما هو الحال اليوم، حيث لم يعد للنظام اي نفوذ في أي ميدان، ولكن وجوده الشكلي يساعد على توحيد قوى الثورة والمقاومة المسلحة ضده ويضمن القليل من الاستقرار وضبط النفس.

واقترح الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري حزمة من الإجراءات لمواجهة الفوضى المحتملة وآثارها، وتشمل “العمل على بناء هيكلية ولو مبسطة لكتائب الجيش الحر نتجاوز فيها التشتت والانقسام، وذلك من خلال دفع الكتائب المتواجدة في كل محافظة إلى الانضواء تحت راية قيادة واحدة في مجلس عسكري، يضم ممثلين عنها ويجري فيه التشاور في كل ما يتعلق بالتخطيط للعمليات في المحافظة وتوزيع الموارد المالية وغير المالية، على أن يكون ذلك تحت اشراف قيادة سياسية سورية”.

وطالب “بتشكيل لجنة مبادرة وطنية تضم أهم الرموز الوطنية المشهود لها بالنزاهة والعدالة والاستقلال والتي تحظى بحد كبير من التوافق، وستشكل هذه اللجنة نوعاً من المرجعية الوطنية التي تسهر على وحدة الوطن والشعب واستقلال القرار الوطني وضمان الاستقرار وخلق الثقة بترفعها على التنافس السياسي والوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف الشعبية وتمسكها الوحيد بالأجندة الوطنية العامة وصياغتها لها مقابل الأجندات الخاصة التي ستفرزها القوى السياسية والاجتماعية المختلفة والمتعددة”.

ودعا غليون إلى “تشكيل حكومة مؤقتة، بعد مشاورات تقوم بها لجنة المبادرة الوطنية، تأخذ مكانها كحكومة ظل تضمن وجود سلطة جاهزة لاستلام مؤسسات الدولة وتسييرها حال سقوط النظام، وتقضي على مخاوف انتشار الفوضى في الساعات الأولى من انهيار الوضع الراهن، وتساهم في تطمين المجتمع الدولي على مرحلة ما بعد السقوط، وتؤمن الغطاء السياسي الضروري على الصعيد الدولي لإقصاء ممثلي النظام في الدول والمنظمات الدولية والحلول محله، وتمثل منذ الآن الدولة السورية الجديدة وسياسدتها ووحدتها واستقلالها”.

المجلس الوطني السوري يرحب بقرار منظمة التعاون الإسلامي تجميد عضوية سوريا

المجلس الوطني: الشعب السوري في حاجة إلى مساعدة المنظمة

رحب المجلس الوطني السوري اليوم الخميس بقرار منظمة التعاون الإسلامي تجميد عضوية سوريا في المنظمة، مؤكدا على “حاجة الشعب السوري إلى مساعدة” المنظمة “للدفاع عن وجوده”.

وقال المجلس في بيان إنه “يرحب بقرار منظمة التعاون الإسلامي دعم الشعب السوري وتجميد عضوية سورية في منظمة التعاون الإسلامي لمنع النظام المجرم من تمثيل الشعب السوري في المنظمة التي تضم جميع دول العالم الإسلامي”.

وأكد المجلس في بيانه أن “ما يتعرض له الشعب السوري تجاوز حدود الخلاف السياسي والأزمة الإنسانية ووصل إلى حد تدمير بلد عريق ومركزي في الأمتين العربية والإسلامية”، متهما “النظام السوري المجرم” بهذا التدمير “إرضاء لشهوة الانتقام المريضة”.

وكانت القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي التي اختتمت في مكة ليل الأربعاء-الخميس، قررت تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي ودعت إلى وقف فوري للعنف في سوريا.

ولم توافق إيران حليفة سوريا والعضو في المنظمة على القرار.

وعبر البيان الختامي للقمة عن “القلق الشديد إزاء المجازر والأعمال اللإنسانية التي ترتكب ضد الشعب السوري”.

لا للتدخل العسكري

وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو في وقت مبكر من يوم الخميس إنه لم يلمس “تأييدا كبيرا لتدخل عسكري خارجي” في سوريا أثناء اجتماع قمة المنظمة في مكة المكرمة.

وكان إحسان أوغلو -وهو تركي- يتحدث بالعربية في مؤتمر صحفي في ختام اجتماع القمة الذي استمر يومين والذي دعا إليه العاهل السعودي الملك عبدالله لمناقشة الأزمة في سوريا.

غارة

وكان نشطاء سوريون قد قالوا إن 30 شخصا قتلوا في غارة شنتها طائرات حربية يوم الأربعاء على بلدة عزاز بالقرب من مدينة حلب، حيث تدور معارك شرسة بين قوات الحكومة ومسلحي المعارضة.

وراح المسعفون يفتشون وسط الأنقاض التي خلّفها القصف بحثا عن ناجين، فيما تم نقل بعض المصابين إلى مستشفى ميداني وآخرين إلى تركيا لتلقي العلاج.

وأفادت وكالة فرانس برس للأنباء بأن منطقة كبيرة تضم حوالي عشرة منازل سويت بالأرض جراء الغارة.

ونقلت الوكالة عن أحد السكان قوله “كل المنازل كانت ممتلئة بالنساء والأطفال الذين كانوا نائمين.. في رمضان.”

وتقع عزاز على بعدة عدة كيلومترات إلى الجنوب من الحدود التركية، كما تبعد حوالي 48 كيلومترا إلى الشمال من مدينة حلب، أكبر المدن السورية.

وأصيب في الغارة مبنى كان يضم 11 لبنانيا محتجزين من قبل مسلحي المعارضة. وأفادت تقارير بأن أربعة منهم فقدوا عقب الهجوم، فيما ترددت أنباء عن أن الباقين أصيبوا.

وتحتجز قوات المعارضة، التي باتت تعرف بالجيش السوري الحر، عددا من اللبنانيين، قائلة إن بعضهم يعملون لصالح القوات الحكومية.

“انتهاكات ممنهجة”

الحولة

مشيعون لضحايا مجزرة الحولة

وتزامنت الغارة الجوية مع تقرير للأمم المتحدة يتهم الجيش السوري النظامي وجماعات “الشبيحة” المسلحة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

وخلص محققو الامم المتحدة الى ان القوات السورية وميليشيات النظام هي التي نفذت مجزرة الحولة في مايو/ايار التي قتل فيها 108 اشخاص، بينهم 49 طفلا.

وكانت المجزرة اعتبرت اسوأ الهجمات على المدنيين منذ بدات الانتفاضة في سوريا في مارس/اذار 2011.

وكشفت لجنة التحقيق الدولية ان كلا من القوات الحكومية وجماعات المعارضة ارتكبوا جرائم حرب.

ويتحدث التقرير عن وقوع انتهاكات ممنهجة قائلا إنها اقرت على اعلى مستويات الحكومة السورية.

ويستعرض التقرير الاحداث ما بين فبراير/شباط ويوليو/تموز من هذا العام ويضرب امثلة على انتهاكات القوات الحكومية من قبيل القتل والتعذيب والعنف الجنسي.

ويقول التقرير ان قوات المعارضة ايضا ترتكب جرائم حرب لكن ليس بذات الحدة او على النطاق ذاته.

ومع ان الحكومة السورية لم تسمح لفريق التحقيق بدخول سوريا الا ان المحققين تحدثوا مع حوالى 700 شخص من بينهم مدنيون وجنود سابقون فروا الى بلاد مجاورة.

BBC © 2012

إحسان أوغلو لا يرى دعما لتدخل خارجي في سوريا

قال الأمين العام لمؤتمر التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو في ساعة مبكرة من يوم الخميس إنه لا يرى دعما كبيرا لفكرة التدخل الخارجي في سوريا.

وكان إحسان أوغلو يتحدث في مؤتمر قمة الدول الإسلامية المنعقد في مكة في المملكة السعودية.

وأدلى إحسان أوغلو بحديثه باللغة العربية في مؤتمر صحفي عقد في نهاية المؤتمر الذي استمر يومين والذي دعا لعقده العاهل السعودي الملك عبدالله لمناقشة الأوضاع في سوريا.

وكانت السعودية قد دعت في وقت سابق الى “دعم الشعب السوري وتأمين ما يلزمه للدفاع عن نفسه ان لم يتمكن المجتمع الدولي من حمايته”.

وكانت المنظمة قد علقت عضوية سوريا فيها بسبب “قمع النظام للشعب السوري” حسب بيان المنظمة.

BBC © 2012

حركة نحل الساحل”:شباب من الساحل مع الحراك الثوري متمثلة ب “أمير النحل “

    أطلق شبان وشابات من الساحل السوري حركة جديدة حملت اسم “حركة نحل الساحل”، وقد أطلقت صفحة على الفيسبوك ” الرابط “

حركة شباب الحراك الثوري من الساحل السوري

Description

هو قول الامام علي عليه السلام:” كونوا كالنحل في الطير ليس شيء من الطير الا وهو مستضعفها ..ولو علمت الطير ما بأجوافها من البركة لم تفعل بها ذلك ، خالطوا الناس بألسنتكم وأبدانكم وزايلوهم بقلوبكم واعمالكم “

    وأحد الاخبار التي نشرتها الصفحة يقول : (( تم توزريع مناشير تتضمن إنذار للشبيحة بالرحيل عن الأحياء التي يسكونوها .. فكانت النتيجة أن زادت كولبات الكلاب بالمنطقة !! الزراعة وشارع الجمهورية في اللاذقية )) لتضيف بعده (( المناطق التي تم توزيع الإنذارات لقادة التشبيح في اللاذقية حي الزراعة .المشروع السابع .مشروع الاوقاف.وتم وضع اوراق في بيت احدهم مباشرة.

    سنوافيكم بالفيديوهات فور جاهزيتها ))

كما نشرت الصفحة فتوى للشيخ الراحل سليمان الأحمد بعنوان : إلى الطائفة العلوية..حرمة الدم والمال

في مطلع العشرينات من القرن المنصرم بُعيد الاحتلال الفرنسي لسورية امتدت يد السوء الاستعمارية تحت مبدأ “فرق تسد” إلى إذكاء روح البغضاء بين المواطنين العرب المسلمين من “العلويين والسنة” في منطقة بانياس الساحلية ، فحدثت الفتنة، وبغض النظر عن الأسباب، والمسبّب، انتهت إلى أن البعض من “المسلمين العلويين” أحرقوا ونهبوا كل ما وصلت إليه أيديهم من مال وحيوان للمسلمين السنة، فوقف الشيخ الجليل سليمان الأحمد قاضي قضاة الجبل غاضباً مستنكراً، وأصدر فتواه الشهيرة التي ننقلها حرفياً……

إلى سائر إخواننا من أهل الولاية

إن هذه الفوضى خارجة عن الدين والإنسانية معاً، فالواجب على كل من يؤمن بالله واليوم الآخر ويوالي العترة الطاهرة أن يبذل وسعه لإرجاع هذه المسلوبات إلى أربابها. ومن منعته الجهالة والعصبية من الانقياد إلى أمر الله وطاعة المؤمنين، فليُهجر ولا يُعاشر ولا يجوز أن تُقبل منه صدقة ولا زكاة ولا يُصلى عليه إذا مات حتى يفيء إلى أمر الله، وبما أنه لا قوة لنا على تنفيذ أحكام الشرع الشريف في هذه المسألة، فنحن نفعل ما يجب علينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لئلا نقع تحت طائلة الوعيد. فإن المنكر إذا فشا عمّت عقوبته الحُلماء والسفهاء معاً، فالعقوبة تقع على الحلماء لترك النهي، وعلى السفهاء لعدم التناسي، وإذا وُجد من المشائخ من يتساهل مع أهل الجهالة يُعامل معاملتهم. اللهم إنا نبرأ إليك من هذه الأعمال الجائرة وممن يُقرّها .

ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

خادم الشريعة الإسلامية المقدسة :سليمان أحمد

كما لفت الانتباه البوست التالي عن نقود الحرية ؟ : ابتدأ تحرك شباب نحل الساحل بالقيام بتوزيع ورمي نقود الحرية في قراهم وضيعهم في جبال الساحل السورية متمثلين بفعل النحل في انتقاء الطيب وإعطاء الطيب

كيلو لـ DW: “لافروف قال إن الأسد لم يكن صديقا لنا على الإطلاق”

ي حديث لـ DW ضمن برنامج “مع الحدث” جدد المعارض السوري البارز ميشيل كيلو رفضه للتدخل الأجنبي مؤكدا أن روسيا ليست لديها أي مصلحة ببقاء الأسد في السلطة وأن لافروف أكد له أن الرئيس السوري لم يكن صديقا لروسيا على الإطلاق.

أعرب الكاتب والمعارض السوري البارز ميشيل كيلو عن اعتقاده أنه ليست لروسيا مصلحة في بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة. كلام كيلو جاء ضمن برنامج “مع الحدث” السياسي التلفزيوني الذي تبثه قناة دويتشه فيله DW. كيلو تحدث في هذا البرنامج عن زيارته السابقة لموسكو في شهر تموز/ يوليو الماضي على رأس وفد من “المنبر الديمقراطي”، وهو تيار ضمن المعارضة السورية يعتبر كيلو من أبرز شخصياته.

وكان كيلو، وأعضاء الوفد المرافق له، قد التقوا بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الحليف البارز للنظام السوري. وقد كشف في حديثه لقناة DWضمن برنامج “مع الحدث” أن رئيس الدبلوماسية الروسية لافروف قال في موسكو مرتين حرفيا: “إننا لا نتمسك بالنظام ولا ببشار الأسد، وهو لم يكن صديقا لنا على الإطلاق، ولم يزر موسكو إلا بعد أن اختصم مع الفرنسيين ومع جاك شيراك….”

وأضاف السياسي السوري المعارض إن الروس قالوا له وللوفد المرافق له: “نحن نريد أن تقولوا لنا ما هو البديل؟ إذا تبلور بعد هذه المعركة بديل من داخل أو خارج النظام، من الجيش الحر أو المعارضة، وهذا البديل قدم للروس ضمانات بأن مصالحهم ستبقى محفوظة وأن الصداقة التاريخية بين روسيا وسوريا ستستمر، فإنا أعتقد بأن أيام بشار الأسد أصبحت معدودة…”

وقد جدد ميشيل كيلو رفضه لأي تدخل أجنبي في سوريا، لكنه أعلن في المقابلة عن تأييده لتسليح الجيش السوري الحر، وقال بهذا الخصوص: “تسليح الجيش السوري الحر ليس تدخلا خارجيا، هذه مساعدة لطرف سوري يتعرض لعنف أعمى لا مبرر له”. بيد أن المعارض السوري البارز شدد على ضرورة “أن يكون هناك حل للأزمة السورية بمساعدة دولية…ليس من الضروري أن يكون هناك حل عسكري، أنزلت هزائم عسكرية حقيقية بالنظام في أماكن متعددة، من قبل الجيش الحر والمواطنين دون أن يكون هناك حل عسكري…لا أريد تدخلا عسكريا خارجيا فهذا سيخرب كل شيء..”.

(هـ د/ م أ، DW)

مراجعة: أحمد حسو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى