أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الجمعة 09 تشرين الأول 2015

 

معارك ضارية في سهل الغاب… ومحاولة استرداد تلة قرب اللاذقية

موسكو – رائد جبر ؛ واشنطن – جويس كرم ؛ لندن، بيروت – «الحياة»، روريترز، أ ف ب

أعلن الجيش الروسي قصف 27 هدفاً في محافظات حمص وحماة والرقة بالتزامن مع بدء القوات النظامية السورية هجومين في سهل الغاب وسط البلاد واللاذقية غربها، بعدما تعرضت لخسائر كبيرة تضمنت تدمير 20 آلية ودبابة ومروحية على الأقل، كما أعلنت المعارضة، في وقت قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إن روسيا بتدخلها «الطائش» ستتكبد «خسائر بشرية».

وليل أمس نقلت محطة «سي ان ان» عن مسؤول أميركي قوله أن اربعة صواريخ كروز أطلقتها روسيا الى سورية سقطت في ايران. ورفضت وزارة الدفاع الروسية التعليق على النبأ.

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» والمعارضة، إن الجيش النظامي مدعوماً بضربات جوية روسية «خاض معارك عنيفة مع المعارضة للسيطرة على قمة تل في منطقة جبلية قريبة من المعقل الساحلي للرئيس بشار الأسد في اللاذقية». وأوضح «المرصد» أن القتال تركز حول منطقة الجب الأحمر في محافظة اللاذقية التي إذا تمت السيطرة عليها ستتيح للجيش أن يقصف مواقع المعارضة في سهل الغاب القريب بشكل أكثر فاعلية.

وكان رئيس هيئة الأركان العامة للجيش النظامي العماد علي أيوب أعلن بدء الهجوم على سهل الغاب في ريف حماة بالتعاون مع الطيران الروسي، وذلك بعد فشل هجوم سابق في شمال حماة أسفر عن «مجزرة دبابات» وتدمير نحو 20 دبابة وآلية للنظام. وأفاد «المرصد» بأن المعارضة أسقطت طائرة مروحية قرب قرية كفرنبودة في شمال حماة. ولم يتضح هل كانت الطائرة سورية أم روسية.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في بيان أن طائرات «سوخوي هجومية من طراز «سو- 25» و «سو-24» استهدفت 11 موقعاً توجد فيها معسكرات تدريب تابعة لـ «داعش» في محافظتي حماه والرقة». وتابعت أن القوة الروسية في سورية ضربت في طلعاتها الليلية التي تشارك فيها قاذفات «سو- 34» التكتيكية، «ثمانية معاقل للمعارضين قرب قرى في محافظة حمص». كما استخدمت قنابل خارقة للدروع لاستهداف «مخابئ تحت الأرض للمعارضين» قرب بلدتي عرافيت وسلمى في محافظة اللاذقية.

من جهته، قال كارتر في اجتماع لوزراء الدفاع في «حلف الأطلسي» (ناتو) في بروكسل هيمنت عليه الأزمة السورية: «سيكون لهذا (التدخل) عواقب على روسيا نفسها التي تخشى من هجمات (…) خلال الأيام المقبلة سيبدأ الروس في تكبد خسائر بشرية». وصرح كارتر للصحافيين بأن روسيا تدعم الجانب الخاطئ في سورية، داعيا الرئيس فلاديمير بوتين الى المشاركة في خطة الولايات المتحدة التي تدعو إلى سورية من دون الأسد في المستقبل.

وقال كارتر إن الأسوأ من ذلك هو أن موسكو تبنت نهجاً عسكرياً طائشاً حيث إنها تخاطر بحدوث تصادم بين الطائرات الأميركية وغيرها من الطائرات التي تستهدف متطرفي «داعش». وقال: «أطلقوا صواريخ كروز عابرة من سفينة في بحر قزوين من دون إنذار مسبق، واقتربوا أميالاً قليلة من واحدة من طائراتنا بدون طيار». وأضاف: «لقد شنوا هجوماً برياً مشتركاً مع النظام السوري وأزالوا بذلك واجهة أنهم يقاتلون تنظيم داعش».

وقالت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة»، إن واشنطن على رغم قناعتها بأن «خيار بوتين سيفشل في المدى الأبعد في إنقاذ الأسد، فهي قلقة من إخلاله بموقعها ونفوذها الاستراتيجي، وباشرت بخطوات تصعيدية بينها تسريع تسليح المعارضة». وأكدت المصادر أن رهان إدارة أوباما هو على فشل التدخل الروسي في إنقاذ نظام الأسد أو فرض حل سياسي، إنما هناك «تخوف حقيقي من قضمه للنفوذ الأميركي إقليمياً وانعكاساته على الاستراتيجية في سورية»، لافتة إلى أن «التدخل عجل التحرك في موضوع الإمدادات العسكرية والمتوقع أن تتزايد، إنما لن تكون كافية للتصدي لموسكو جواً. ومن هنا، عاد الحديث أميركيا عن إقامة منطقة عازلة أو فرض حظر جوي في شمال غرب سورية، لمنع بوتين من التفرد أو إملاء التحرك عسكرياً في تلك المنطقة». وأبلغ المبعوث الفرنسي إلى سورية فرانك جيليه قيادة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أمس، «دعم فكرة إقامة منطقة آمنة في سورية»، مضيفاً أنه «استمع لرؤية تركيا في إقامة تلك المنطقة وآليات تنفيذها وكانت وافية وقابلة للتطبيق». وأشار إلى أن فرنسا «ستبحث هذا الإجراء مع الولايات المتحدة الأميركية لوضع اللمسات الأخيرة على المشروع».

وكانت موسكو سعت الى تخفيف التوتر في العلاقة مع أنقرة، ولفتت وزارة الدفاع الروسية الى «رغبة مشتركة» في تشكيل «مجموعة عمل ثنائية» حول سورية. وبعدما حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن تخسر روسيا حليفاً تجارياً مهماً، خصوصاً على صعيد عقود الغاز الطبيعي بين البلدين، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن روسيا «تأمل في مواصلة تطوير العلاقات وفق الخطط السابقة بين البلدين». وأعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، أن موسكو تلقت دعوة من وزارة الدفاع التركية لدراسة مسألة إنشاء مجموعة عمل مشتركة لتنسيق العمل في سورية والحيلولة دون تكرار الحوادث المرتبطة بتنفيذ القوات الجوية الروسية المهام القتالية ضد «داعش» في الأراضي السورية».

 

هجوم بغطاء روسي على سهل الغاب بعد «مجزرة دبابات» في حماة

لندن، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

شنت امس القوات النظامية السورية بغطاء جوي روسي هجوماً على سهل الغاب في ريف حماة بعد فشل هجوم سابق في شمال حماة أسفر عن «مجزرة دبابات» وتدمير مقاتلي المعارضة حوالى 20 دبابة وآلية، إضافة إلى أنباء على تدمير مروحية على الأقل. وأعلن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش النظامي العماد علي أيوب بدء الهجوم على سهل الغاب بالتعاون مع الطيران الروسي.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بإن مقاتلين من المعارضة أسقطوا طائرة مروحية في محافظة حماة. وأضاف أن الطائرة الهليكوبتر أسقطت قرب قرية كفرنبودة في شمال حماة. ولم يتضح هل كانت الطائرة سورية أم روسية.

وأفاد موقع «كلنا شركاء» المعارض بأن «كتائب الثوار أسقطت أمس مروحيةً لقوات النظام كانت تحاول تنفيذ عملية إنزال جوي قرب بلدة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي، ما أدى لمصرع طاقمها». وشاهد مراسل “كلنا شركاء” أربع مروحيات كانت تحاول تنفيذ عمليات إنزال جوي في منطقة صوامع الحبوب قرب البلدة و «سقطت إحداها إثر استهدافها من المضادات الأرضية الخاصة بكتائب الثوار».

وقال مدير المكتب الإعلامي لـ «تجمع صقور الغاب» محمد رشيد، إن المروحية سقطت بعد استهدافها بالرشاشات المتوسطة من قبل مقاتلي التجمع.

وتقدم مقاتلو المعارضة في المنطقة قبل شهرين وهددوا المنطقة الساحلية المهمة لسيطرة الرئيس بشار الأسد غرب سورية مما حفز روسيا على التدخل لدعمه الأسبوع الماضي. وقال «المرصد السوري» إن القوات البرية السورية تقصف مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بزخات ثقيلة من صواريخ سطح- سطح فيما تقصفها الطائرات الروسية من الجو.

وأوضح: «شهدت مناطق في بلدة كفرنبودة ومحيطها بالريف الشمالي لحماة، قصفاً عنيفاً ومكثفاً من قبل قوات النظام، بعشرات القذائف والصواريخ، ترافقت مع سقوط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض– أرض على المنطقة، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، حيث بدأ القصف المكثف بعد إصابة الفصائل للطائرة المروحية في سماء كفرنبودة. ونفذت طائرات حربية يعتقد أنها روسية عدة غارات على مناطق في محيط بلدة كفرنبودة بريف حماه الشمالي الغربي، فيما سمع دوي انفجار في بلدة معردس التي تسيطر عليها قوات النظام، بريف حماة، ومعلومات عن انفجار راجمة صاروخ».

ونقلت وسائل الإعلام السورية الرسمية عن رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السوري قوله إن القوات المسلحة السورية بدأت «هجوماً واسعاً بهدف القضاء على تجمعات الإرهاب وتحرير المناطق والبلدات التي عانت من الإرهاب وويلاته وجرائمه».

ولم يحدد أيوب المناطق التي استهدفها الهجوم. لكنه قال إن «القوات المسلحة السورية شكلت قوات بشرية مزودة بالسلاح والعتاد كان أهمها الفيلق الرابع، وإنها حافظت على زمام المبادرة العسكرية».

وقال رامي عبد الرحمن مدير «المرصد السوري» إن هجوماً شنه الجيش السوري وحلفاؤه الأجانب أمس الأربعاء في مناطق قريبة بمحافظة حماة فشل في تحقيق مكاسب كبيرة. وتابع في بيان أن 13 من «قوات النظام» قتلوا، كما قتل في الاشتباكات أيضاً 11 من مقاتلي المعارضة وأضاف أن من المتوقع ارتفاع العدد مع التأكد من سقوط مزيد من الخسائر البشرية. وتابع عبد الرحمن وناشط من المعارضة أن نحو 15 دبابة وعربة مدرعة للجيش دمرت أو أعطبت خلال الضربات الصاروخية للمعارضة المسلحة.

والعملية التي جرت في محافظة حماة الأربعاء هي في ما يبدو أول هجوم منسق بين القوات السورية والجماعات المسلحة المتحالفة معها والطائرات والسفن الروسية التي تطلق صواريخها من بحر قزوين.

ويقع سهل الغاب بمحاذاة سلسلة جبال تمثل معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وكان تحالف لجماعات مقاتلة معارِضة من بينها «جبهة النصرة»، اقتحم المنطقة في أواخر تموز (يوليو) فأجبر القوات الحكومية على التراجع. واستعادة هذه المنطقة سيؤمن معاقل الأسد الساحلية كما يمكن أن تنطلق منها هجمات لطرد مقاتلي المعارضة من مناطق أخرى.

وقال «أبو البراء الحموي» من جماعة «أجناد الشام» المقاتلة لرويترز، إن الطائرات الروسية تقصف منذ الفجر، وهذه ليست المرة الأولى التي يقصف فيها الروس المنطقة، لكنه قال عبر خدمة رسائل على الإنترنت إن هذا الهجوم هو الأشرس. وأضاف: «الطيران الروسي يقصف منذ الفجر. هناك محاولة تقدم للنظام لكن الأوضاع تحت سيطرتنا». وقال «واجهنا هجمات أعنف في الفترة الماضية ولكن بإذن الله سنكرر مجزرة ريف حماة الشمالي كما حدث البارحة».

وقال «كلنا شركاء» إن «هجوم قوات النظام والميليشيات الموالية بدأ صباح اليوم (أمس) من ثلاثة محاور في محاولة للتقدم إلى قرى البحصة والقرقور وفورو في سهل الغاب، انطلاقاً من معسكر جورين أهم معاقل النظام في المنطقة»، لافتا الى انه «ترافق مع أكثر من عشرين غارة جوية من الطيران الروسي على مواقع كتائب الثوار في المنطقة، في حين أعلنت كتائب الثوار عن تدمير قاعدة صواريخ كورنيت بعد استهدافها بصاروخ موجه».

وتابع أن «الهجوم في سهل الغاب جاء عقب هجوم فاشل الأربعاء في ريف حماة الشمالي، وبخط جبهة طويل امتد لما يقارب 20 كيلومتراً اشتعلت بالمواجهات، وتكبدت قوات النظام خلال هجومها أمس خسائر بشرية ومادية كبيرة بلغت أكثر من عشرين دبابة ومدرعة، في حادثة أطلق عليها الناشطون مجزرة الدبابات».

في شمال غربي البلاد، قال «المرصد»: «فتحت الفصائل الإسلامية نيران رشاشاتها الثقيلة على تمركزات لقوات النظام في قرى وبلدات كفرعنجور وكفردلبة وعين الجوزة وعين سامور بريف اللاذقية الشمالي، ترافق مع استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في المنطقة ومحيط جب الغار وجب الأحمر وتلة الشيخ محمد بريف اللاذقية الشمالي، ترافق مع تنفيذ الطيران الحربي المزيد من الغارات على مناطق في بلدة سلمى ومحيطها بجبل الأكراد، بينما وردت أنباء عن سقوط طائرة مروحية في جبال اللاذقية».

 

قوات برية سورية وطائرات روسية تشن هجوماً في سهل الغاب

بيروت – رويترز

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن قوات برية سورية وجماعات مسلّحة متحالفة معها شنّت هجوماً على مقاتلي المعارضة في منطقة سهل الغاب الاستراتيجية غرب سورية، اليوم (الخميس)، بدعم من ضربات جوية روسية.

وأضاف مدير المرصد رامي عبدالرحمن، أن القوات تقصف مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بزخات ثقيلة من صواريخ أرض – أرض، فيما تقصفها الطائرات الروسية من الجو.

 

أشتون كارتر: روسيا ستمنى قريباً بخسائر بشرية في سورية

بروكسيل – أ ف ب

اعتبر وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر اليوم (الخميس)، أن روسيا ستبدأ في تكبد خسائر بشرية بعد توسيع دعمها العسكري لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الحليف لها.

وقال كارتر في اجتماع لوزراء الدفاع في “حلف شمال الأطلسي” (ناتو) في بروكسيل هيمنت عليه الأزمة السورية، إنه “سيكون لهذا التدخل عواقب على روسيا نفسها التي تخشى من هجمات، خلال الأيام المقبلة سيبدأ الروس في تكبد خسائر بشرية”.

وصرح كارتر للصحافيين أن روسيا تدعم الجانب الخاطئ في سورية، داعياً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المشاركة في خطة الولايات المتحدة التي تدعو إلى سورية من دون الأسد في المستقبل.

وقال كارتر إن “الأسوأ من ذلك هو أن موسكو تبنت نهجاً عسكرياً طائشاً، فهي تخاطر بحدوث تصادم بين الطائرات الأميركية وغيرها من الطائرات التي تستهدف متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية في سورية”.

وأضاف: “لقد أطلقوا صواريخ كروز عابرة من سفينة في بحر قزوين من دون إنذار مسبق، واقتربوا أميالا قليلة من واحدة من طائراتنا من دون طيار”. وتابع “لقد شنوا هجوماً برياً مشتركاً مع النظام السوري وأزالوا بذلك واجهة أنهم يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية”.

وأعلنت دمشق اليوم أنها شنت “هجوماً واسعاً” لاستعادة مناطق من مسلحين بعد يوم من إطلاق روسيا سلسلة من صواريخ “كروز” من سفن في بحر قزوين في هجوم غير مسبوق.

وذكرت مصادر ديبلوماسية في “ناتو” أنه لم يكن هناك إنذار مسبق من موسكو بإطلاق الصواريخ التي شكلت مفاجئة كبرى.

 

مقتل أحد قادة «الحرس الثوري» الإيراني في سورية

طهران – أ ف ب، رويترز

أعلن الحرس الثوري الإيراني، في بيان اليوم، مقتل أحد قادته في سورية أمس “خلال مهمة استشارية في منطقة حلب”، شمال البلاد.

وأشار البيان، الذي نشر على الموقع الإلكتروني لـ “الحرس الثوري”، إلى أن “الجنرال حسين همداني قُتل بإيدي إرهابيين من داعش”، من دون ذكر أي تفاصيل.

وإيران الحليف الإقليمي الرئيس للرئيس السوري بشار الأسد، وتقدم دعماً عسكرياً واقتصادياً منذ نشوب الحرب الأهلية المستمرة منذ أربع سنوات.

وهمداني جنرال مخضرم خاض الحرب العراقية الإيرانية بين العامين 1980 و1988 وتولى منصب نائب قائد الحرس الثوري الإيراني في العام 2005.

وقالت مصادر الأسبوع الماضي، إن مئات الجنود الإيرانيين وصلوا منذ أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي للمشاركة في هجوم بري كبير مقرر في غرب وشمال غربي سورية، في أكبر انتشار للقوات الايرانية حتى الآن. لكن إيران تنفي وجود أي قوات عسكرية لها في سورية.

 

مقاتلو «داعش» على مشارف حلب

بيروت – رويترز

قال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) استحوذوا على قرى سورية عدة من جماعات مقاتلة منافسة قرب حلب، على رغم الضربات الجوية الروسية التي تقول موسكو أنها تستهدف التنظيم المتشدد.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن “مقاتلي الدولة الإسلامية سيطروا على قرى بينها تل سوسين وتل قراح من جماعات مقاتلة أخرى على مشارف المدينة”، مضيفاً أن التقدم الذي يمثل أكبر مكاسب للتنظيم في المنطقة منذ نهاية آب (أغسطس) الماضي، جعل مقاتلي التنظيم على بعد كيلومترين من منطقة صناعية تسيطر عليها القوات الحكومية عند الطرف الشمالي من حلب أكبر مدينة في شمال سورية.

وتقصف طائرات وسفن حربية روسية أهدافاً في أنحاء سورية منذ عشرة أيام في حملة تقول موسكو أنها تستهدف مقاتلي “داعش” الذين يسيطرون على مساحات كبيرة من شمال سورية وشرقها إلى جانب مساحات واسعة من العراق، لكن الكثير من الضربات الروسية نُفذ في غرب سورية، حيث تسيطر جماعات معارضة للنظام، ما دفع قادة الغرب إلى اتهام روسيا بالتدخل لدعم الرئيس بشار الأسد.

واعتقد عبدالرحمن  أن عشرة في المئة فقط من الضربات الروسية أصابت أهدافاً لـ “داعش”. وبدأت قوات سورية وفصائل متحالفة معها بدعم من الضربات الجوية الروسية هجوماً على مقاتلين في سهل الغاب ومناطق أخرى في محافظة حماة الشمالية، حيث يقول عبدالرحمن أن الاشتباكات تواصلت حتى وقت متأخر من أمس.

 

ايران «لا تؤكد» سقوط صواريخ روسية على أراضيها

طهران – أ ف ب

أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية افخم اليوم (الجمعة)، ان بلادها “لا تؤكد” سقوط صواريخ روسية على أراضيها، بعدما أكد ذلك مسؤول أميركي أمس.

ورداً على سؤال عن احتمال سقوط صواريخ روسية في ايران بعد اطلاقها أول من أمس (الأربعاء) في اتجاه سورية من بحر قزوين، اكتفت افخم بالقول “لا نؤكد” هذه المعلومات.

 

«الأطلسي» مستعد للدفاع عن تركيا

بروكسيل، أنقرة – أ ب، رويترز، أ ف ب

أعلن حلف الأطلسي أمس، استعداده لنشر قوات في تركيا والدفاع عنها، بعدما انتهكت مقاتلات روسية أجواءها. لكن دولاً في الحلف مصممة على سحب بطاريات صواريخ نشرتها في تركيا لمواجهة تهديد من سورية.

وحض «الأطلسي» موسكو على وقف دعمها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وأداء «دور بنّاء» في مكافحة تنظيم «داعش»، فيما انتقد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إطلاق روسيا صواريخ من بحر قزوين «بلا إنذار».

اجتماع وزراء دفاع الدول الـ28 في الحلف في بروكسيل مُقرر منذ فترة طويلة، ومُخصص لتنفيذ تغييرات في «الأطلسي» أمر بها الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادة آخرون في الحلف، خلال قمة عُقدت في ويلز عام 2014.

لكن التدخل العسكري لموسكو في الحرب السورية و «الاحتكاك» الجوي التركي – الروسي، طغيا على الاجتماع، في وقت برزت مؤشرات إلى استعداد الحلف لإبقاء قوة أكبر في أفغانستان، مما هو مُقرر بعد عام 2016، بعد هجمات دموية شنتها حركة «طالبان». كما أن انقسامات بين دول شرق أوروبا في الحلف التي تريد مواصلة التركيز على أزمة أوكرانيا، ودول أخرى تخشى «داعش»، قد تعرقل رداً موحداً من «الأطلسي».

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ: «نواجه تحديات كثيرة من اتجاهات مختلفة. سنقوّم ما علينا فعله لتكييف الأطلسي لمواجهة تحديات حالية ومستقبلية». ولفت في هذا الصدد إلى دور لقوة تدخل سريع أسّسها الحلف.

وأشار إلى «تصعيد مقلق للنشاطات العسكرية الروسية في سورية»، مضيفاً: «شهدنا ضربات جوية وإطلاق صواريخ واختراقاً للمجال الجوي التركي، وكل ذلك مقلق». وشدد على أن «الحلف مستعد وقادر على الدفاع عن جميع حلفائه، بمن فيهم تركيا، ضد أي تهديدات»، وزاد: «الحلف ردّ من خلال زيادة قدراتنا، وقدرتنا واستعدادنا لنشر قوات، بما في ذلك إلى الجنوب وفي تركيا».

وأعرب ستولتنبرغ عن «قلق»، لأن «الروس لا يستهدفون في شكل أساسي تنظيم داعش، بل مجموعات أخرى من المعارضة، ويدعمون النظام». وأضاف: «أدعو روسيا إلى أداء دور بنّاء في مكافحة التنظيم، وعدم الاستمرار في دعم نظام الأسد، لأن ذلك لا يساهم في تسوية سلمية ودائمة في سورية».

 

أوروبا تقرر تسريع عمليات ترحيل المهاجرين

لوكسمبورغ، برلين، أثينا – أ ف ب، رويترز

اتفقت حكومات الاتحاد الأوروبي أمس، على زيادة عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين وتعزيز وكالة حرس حدود الاتحاد، في محاولة للتكيف مع تدفق طالبي اللجوء من سورية.

وتوقع ديبلوماسيون أن يخرج وزراء الداخلية الأوروبيون من اجتماعهم في لوكسمبورغ بقرارات بالغة الأهمية، أبرزها تأييد احتجاز مَن قد يحاولون الهرب قبل طردهم وممارسة ضغوط على الدول الأفريقية وغيرها من الدول الفقيرة، بما في ذلك من طريق المساعدات التي تُقدَم لدعم الموازنات، لحمل تلك الدول على قبول عودة مواطنيها الذين ترفض أوروبا دخولهم. وانضم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لنظرائهم في الداخلية، إضافة إلى وفود من دول البلقان وتركيا والأردن ولبنان وأجروا محادثات تهدف إلى الحد من تدفق المهاجرين.

وقال وزير الداخلية الألماني توماس دو ميزيار: «يمكننا قبول الأشخاص الذين يحتاجون الى حماية (اللاجئين) ودعمهم فقط اذا امتنع الذين لا يحتاجون إلى ذلك عن القدوم أو تم ترحيلهم على وجه السرعة».

وقال إن «عمليات الترحيل تكون على الدوام قاسية، هذه هي الحال»، لكنه شدد على أن «الذين ليسوا في حاجة إلى حماية عليهم أن يغادروا أوروبا».

وقالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي: «يجب كسر الرابط بين القيام بهذه الرحلة المحفوفة بالأخطار إلى أوروبا وإمكانية البقاء في أوروبا».

وأوضحت: «هذا ما دفع بريطانيا إلى التأكيد على الدوام على وجوب إعادة المهاجرين الى وطنهم الأصلي وهذا ما يجعل من الضروري صد الذين يستغلون نظام اللجوء الذي نطبقه».

وقالت ماي: «يجب أن تشدد أوروبا سياستها ونحن مستعدون لمساندتها».

واعتبر وزير داخلية لوكسمبورغ جان اسلبورن أنه ينبغي «بذل كل ما هو ممكن في الأسابيع والأشهر المقبلة، حتى نتمكن من تنفيذ عمليات الإبعاد» في حين لا تُنفَذ حالياً سوى 40 في المئة من أوامر الترحيل الصادرة بحق مهاجرين غير شرعيين في أوروبا.

وذكر اسلبورن أن رؤساء الدول والحكومات الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي سيحاولون تعزيز التعاون على هذا الصعيد مع الدول الأفريقية التي يتحدر منها معظم المهاجرين لدوافع اقتصادية خلال قمة تُعقد في مالطا في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وعرضت المفوضية الأوروبية على الدول الأعضاء خطة عمل حول سبل تحسين سياسات الإبعاد، فيما أقرّ وزراء الداخلية نصاً تعهدوا فيه بـ «بذل المزيد» معتبرين أن «زيادة نسب الإبعاد يفترض أن تردع الهجرة غير الشرعية».

وأعلنت المستشارة الألمانية انغيلا مركل أول من أمس، أن استقبال طالبي اللجوء الذين يتدفقون على ألمانيا هو «المهمة الأصعب منذ إعادة توحيد» الألمانيتين.

وقالت مركل في معرض حديثها عن الـ 800 ألف إلى مليون طالب لجوء الذين تنتظرهم ألمانيا هذا العام: «إنها المهمة الأصعب وربما الأكثر صعوبة منذ إعادة التوحيد».

واستبعدت مركل اغلاق الحدود مع اقرارها بأن الأرقام «صحيحة» بالنسبة إلى تدفق طالبي اللجوء وأن «احداً لا يمكنه أن يتنبأ» كم مهاجر سوف يأتي في المستقبل. وأشارت إلى عدم «اطلاق وعود كاذبة» حول المهاجرين وأن دمج المهاجرين الجدد «لن يكون امراً سهلاً» وأنه يجب «العمل ايضاً» مع الإدارات والمقاطعات الألمانية لنتظيم ايواء اللاجئين ولكن ايضاً مع الشركاء الأوروبيين لإقناعهم بأخذ حصتهم في هذه المهمة.

واعتبرت المستشارة الألمانية أن مساعدة تركيا ضرورية لوقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا لكن هذا لا يشكّل تغييراً في موقفها بأن أنقرة يجب ألا تصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي.

وقالت: «عارضت دائماً عضوية الاتحاد الأوروبي (لتركيا). الرئيس (رجب طيب) أردوغان يعرف هذا وما زلت عند موقفي».

وتوقفت مساعي تركيا للانضمام للاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة بعد تراجع الاهتمام من الجانب التركي وتزايد انتقادات المسؤولين الأوروبيين لسياسات أردوغان التي يعتبرونها سلطوية على نحو متزايد. وصرحت مركل: «نحتاج إلى التحدث الى تركيا في شأن تقاسم العبء على نحو افضل. هذا سيعني تقديم اموال لتركيا… وأن نفي بمطالب معينة لتركيا مثل تخفيف القيود على تأشيرات السفر».

إلى ذلك، قال موقع «بوليتيكو» على الإنترنت أمس، إن مركل انتقدت حكومات شرق أوروبا التي ترفض استقبال اللاجئين متهمة إياها بالتعصب ونسيان تاريخها الخاص.

وذكر الموقع الإخباري إن مركل أدلت بهذه التصريحات خلال اجتماع مغلق مع نواب من حزب الشعب الأوروبي الذي ينتمي إلى يمين الوسط قبل أن تلقي كلمة مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمام البرلمان الأوروبي أول من أمس.

وهاجمت الزعيمة الألمانية المحافظة موقف زعماء هنغاريا وتشيخيا وسلوفاكيا وبعض دول البلطيق من أزمة اللاجئين في أوروبا من دون أن تذكرهم بالاسم قائلةً إنه كان عليهم أن يتصرفوا في شكل أفضل لأنهم عاشوا تجربة الحياة خلف سياج.

ونُسب إلى مركل التي نشأت في ألمانيا الشرقية الشيوعية قولها: «نحن أبناء شرق أوروبا – وأنا أعتبر نفسي من شرق أوروبا – شهدنا أن العزلة لا تفيد. اللاجئون لن يتوقفوا إذا اكتفينا ببناء الأسيجة. وقد عشت خلف سياج لفترة طويلة».

وتابعت: «مَن يعتبرون أنفسهم محظوظين لأنهم عاشوا ليروا نهاية الحرب الباردة يعتقدون بأنهم يستطيعون أن ينأوا بأنفسهم عن تطورات معينة للعولمة. هذا أمر غريب جداً بالنسبة إلي».

من ناحية ثانية، دعت مجموعة من دول الشرق الأوسط من بينها لبنان والأردن والعراق وليبيا صندوق النقد الدولي لتقديم مساعدة إلى دول الشرق الأوسط التي تعاني من ازمة اللاجئين من خلال منحها قروضاً بفوائد ضئيلة.

من جهة أخرى، اعتقلت الشرطة اليونانية 12 شخصاً، هم 9 باكستانيين ومصري وعراقي وسورية، بتهمة تشكيل شبكة زودت مهاجرين بأوراق مزورة لتسهيل عملية وصولهم الى اليونان وانتقالهم منها إلى دول أوروبا الوسطى.

ولفتت الشرطة في بيان الى انها ضبطت في 3 شقق في أحياء في وسط اثينا، حيث يتدفق يومياً آلاف المهاجرين غير الشرعيين الآتين من الجزر اليونانية، «مختبرات كاملة لصناعة وثائق مزورة»، مشيرةً الى انها صادرتها كلها.

ووفق البيان فإن الشبكة كانت تتقاضى «ما بين 2200 و3000 يورو» من كل مهاجر مقابل تزويده وثائق مزورة تتيح له السفر عبر مطارات البلاد.

 

إسرائيل مهتمة بـ «الرزمة الأمنية» الأميركية

القدس المحتلة – «الحياة»، أ ف ب، وكالة سما

تواصلت الهبّة الشعبية الفلسطينية أمس بمزيد من التظاهرات والمواجهات التي شملت تنفيذ أربعة هجمات طعن، أحدها في قلب إسرائيل، في تل أبيب، في وقت أعلن الرئيس محمود عباس أن السلطة لن تسمح باستدراجها إلى مربع العنف. من جانبه، اتخذ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو خطوات تهدف الى التهدئة مع الفلسطينيين وعينه على «الرزمة الأمنية» الأميركية لإسرائيل، والتي من المقرر أن يناقشها في البيت الأبيض خلال زيارته المقررة في التاسع من الشهر المقبل.

وتكشفت تفاصيل جديدة عن الاجتماع الذي عقده نتانياهو مع المجلس الوزاري المصغر الإثنين الماضي، فبعد أن نقل الإعلام الإسرائيلي عن مسؤولين قولهم إن نتانياهو أبلغ وزراءه وقادة المستوطنين عزمه على عدم المصادقة على أي بناء استيطاني جديد بسبب إنذار أميركي يفيد بأن أي توسيع للاستيطان يعني أن أميركا ستمتنع عن استخدام «الفيتو» ضد مشروع قرار فرنسي يعتبر أن المستوطنات غير شرعية، كشف مسؤولون إسرائيليون أمس، عن أن نتانياهو يسعى الى التهدئة مع الفلسطينيين ومع إدارة الرئيس باراك أوباما لأنه معنيٌّ بـ «الرزمة الأمنية» التي من المقرر أن يبحثها في البيت الأبيض خلال زيارته المقبلة، وتتضمن تحديث القدرات الدفاعية والهجومية للجيش الإسرائيلي بعد الاتفاق النووي مع إيران. وكان نتانياهو علّق هذه المحادثات قبل الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية في تموز (يوليو). وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون قبل قرار التعليق، إن الجانبين اقتربا من مجموعة جديدة من المنح تتراوح قيمتها بين 3.6 و3.7 بليون دولار.

وأوضح نائب مستشارة الأمن القومي الأميركية بن رودز عندما سئل خلال مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس، إن كان أوباما ونتانياهو سيناقشان «الرزمة الأمنية» خلال لقائهما، فأجاب: «أعتقد أن بإمكاننا استئناف هذا الأمر». وفي سبيل التهدئة مع الفلسطينيين، أعلن مكتب نتانياهو في بيان أن رئيس الحكومة قرر منع وزرائه والنواب، بمن فيهم العرب، من الدخول الى ساحة الأقصى «الى أجل غير مسمى». وأفادت الإذاعة العبرية بأن نتانياهو اتخذ قراراً أخيراً بمنع شخصيات فلسطينية أيضاً من الوصول إلى المسجد.

كما ذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية أن قائد المنطقة الوسطى روني نوما وقّع الأسبوع الماضي أوامر بإبعاد إداري لستة مستوطنين من الضفة، بعد معطيات أشارت الى ارتفاع كبير من الهجمات التي يشنها مستوطنون ضد الفلسطينيين مقارنة بالأشهر السابقة.

وكانت أربعة هجمات طعن فلسطينية ضد إسرائيليين وقعت أمس، إذ أعلنت الشرطة مساء أمس إصابة جندي إسرائيلي شمال إسرائيل. كما أصيب إسرائيلي بجراح خطيرة قرب مستوطنة «كريات أربع» (المعروفة بمستوطنيها المتطرفين والواقعة في الخليل جنوب الضفة) إثر تعرضه الى الطعن على أيدي فلسطيني لاذ بالفرار. وسبقها استشهاد فلسطيني برصاص جندي إسرائيلي بعد أن هاجم مجندة إسرائيلية وثلاثة آخرين في تل أبيب بمفك. وفي القدس المحتلة، أقدم الشاب صبحي أبو خليفة (19 عاماً) من مخيم شعفاط للاجئين في القدس (حيث قتل الفتى محمد أبو خضير حرقاً العام الماضي) على «طعن شاب يهودي متدين قرب محطة للقطار الخفيف عند الشارع الرقم واحد الفاصل بين القسمين الشرقي والغربي للمدينة، وأصابه في رقبته إصابة بالغة، مشيرة الى أن «وحدات خاصة» من الشرطة أوقفت الفتى في الموقع. وفي وقت لاحق، استشهد شاب فلسطيني في المخيم خلال مواجهات مع جنود جاؤوا لتفتيش بيت أبو خليفة.

 

الهجوم البري هدفه ريفا جسر الشغور وادلب ونشر دبابات روسية متطورة في الميدان

جنيف – موسى عاصي

بات الهدف العسكري الأول للهجوم البري للجيش السوري، بموجب الخطة الروسية – السورية، واضحا وهو الاستيلاء بأقصى سرعة على ريفي جسر الشغور وادلب، كبرى المحافظات الشمالية التي تخضع لسيطرة “جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة” و”الحزب الاسلامي التركستاني” و”اجناد الشام الشيشان”، وكذلك محاولة الوصول جنوبا الى خان شيخون، كبرى مدن ريف ادلب الجنوبي.

وفي معلومات لـ”النهار” فقد تم تجهيز قوة قوامها عشرات الآلاف من افراد الجيش السوري اساسا وقوات متحالفة معه من “حزب الله” والايرانيين، انطلقوا اول الامر في الهجوم نحو ريف حماه الشمالي في خان شيخون. لكن الهجوم الاكبر بدأ صباح أمس في ادلب وجسر الشغور. ومع ساعات المساء وفيما تحدثت معلومات من الميدان السوري عن احراز تقدم على مسافة 80 كيلومتراً للمهاجمين، أكد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له لـ”النهار” تسجيله هذا التقدم ولكن من غير أن يحدد مسافته وحجمه.

وبدأ الهجوم البري شمالا، بمواكبة قوة نارية هائلة من الطيران الحربي الروسي، على مواقع المجموعات المسلحة المعارضة في جب الأحمر المطل على سهل الغاب وعلى ريف جسر الشغور الجنوبي الغربي، أي على مثلث ادلب – اللاذقية – حماه، وتهدف القوات المهاجمة محاولة السيطرة على هذه المناطق الى تقطيع اوصال المناطق الخاضعة لسيطرة المجموعات المسلحة في ريفي ادلب وجسر الشغور وحماية القوات المهاجمة من صواريخ “تاو” الاميركية المضادة للدروع والتي يستخدمها عناصر المجموعات المسلحة بكثافة انطلاقا من قرى سهل الغاب. كما يهدف الهجوم الى فك الحصار الذي تفرضه “جبهة النصرة” على بلدتي كفريا والفوعة، وتحرير نحو خمسة آلاف مقاتل موال للنظام، يشكلون قوة اضافية للمهاجمين.

وعلمت “النهار” ان القوات الروسية أنزلت الى الميدان دبابات متطورة جدا، تقودها طواقم روسية، تتولى السيطرة على المفاصل الاساسية والاستراتيجية، وتؤمن الحماية الأرضية للمهاجمين، كما زودت القوات السورية والحليفة المهاجمة أسلحة خفيفة ومتوسطة متطورة، وذلك في محاولة لحسم المعركة في غضون أيام قليلة في ريفي ادلب وجسر الشغور، تمهيدا لفرض حصار على مدينة ادلب، عصب “جبهة النصرة” في الشمال السوري.

 

اتصالات روسية – اميركية

وعلى الصعيد السياسي، أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري مكالمة هاتفية استغرفت 30 دقيقة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف “للتعبير عن قلقه من عدم ارتباط أهداف روسيا في سوريا بتنظيم الدولة الإسلامية”، كما صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي، الذي قال ان كيري “كرر مخاوفنا من أن أكثرية الأهداف التي تضربها القوات الروسية ليست مرتبطة بالدولة الإسلامية (داعش)”.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر ان روسيا أطلقت صواريخ كروز على أهداف في سوريا هذا الأسبوع من دون إنذار سابق، واصفا ذلك بالنهج “غير المتوقع والذي أثار مخاوف الولايات المتحدة وحلفائها”.

وقال بعد محادثات مع وزراء الدفاع لدول حلف شمال الأطلسي في بروكسيل: “شهدنا سلوكا غير مهني على نحو متزايد من القوات الروسية” التي “انتهكت المجال الجوي التركي وأطلقت صواريخ كروز من بحر قزوين دون تحذير”. وأشار الى أن طائرات الائتلاف التي تقصف المتشددين الإسلاميين في سوريا اضطرت الى تغيير مسارها مرة على الأقل لتفادي مواجهة عن قرب مع طائرات روسية.

وفي ظل التوتر الاميركي – الروسي، نفى الجيش الروسي سقوط اربعة صواريخ في ايران كان اطلقها الاربعاء في اتجاه سوريا من بحر قزوين كما قال مسؤول اميركي في وقت سابق.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الجنرال ايغور كوناشينكوف في بيان ان “كل مهني يعرف انه خلال هذه العمليات نحدد دوماً الهدف قبل الضربة وبعدها. كل الصواريخ التي اطلقناها من سفننا اصابت اهدافها”. واضاف: “هذه حقيقة. والا فان معنى ذلك ان اهداف تنظيم الدولة الاسلامية المتباعدة بعضها عن البعض انفجرت وحدها”.

وكان مسؤول اميركي صرح مؤكدا خبرا بثته شبكة ” سي ان ان “الاميركية للتلفزيون ان اربعة صواريخ روسية اطلقت الاربعاء سقطت في ايران. ولم يدل هذا المسؤول بتفاصيل عن المناطق التي اصيبت في ايران او الاضرار التي قد تكون سببتها.

وردّ الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية: “بعكس السي ان ان نحن لا نعتمد مصادر مجهولة، لكننا نظهر مسار صواريخنا واهدافها تقريبا مباشرة”.

 

صيغة غربية لإنهاء حكم الأسد

عبد الكريم أبو النصر

“الحشد العسكري الروسي الكبير في سوريا لم يمنح القيادة الروسية القدرة على فرض شروطها ومطالبها على أميركا والدول الغربية والاقليمية المؤثرة، ولم يدفع هذه الدول الى تغيير مواقفها الاساسية والجوهرية من طريقة تسوية الصراع السوري، ولم يجعلها تتخلى عن التمسك بضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد والمرتبطين به عن السلطة من أجل القضاء على “داعش” ووقف الحرب وانجاز حل سياسي شامل للأزمة. والتصريحات الاميركية والفرنسية والبريطانية والالمانية الاخيرة تعكس في وقت واحد الاصرار على ضرورة انهاء حكم الأسد وبعض المرونة الشكلية من أجل تحقيق هذا الهدف والتي أخطأ كثيرون في تفسيرها”. هذا ما اطلعنا عليه مسؤول أوروبي معني بالملف السوري في باريس ومشارك في الاتصالات والمشاورات في شأن هذه القضية، وركز على مسألة مهمة تتعلق باقتراح بقاء الأسد موقتاً خلال المرحلة الانتقالية فقال: “ان اميركا والدول الغربية الحليفة لها أبلغت القيادة الروسية وجهات دولية واقليمية ذات صلة بالأزمة انها تضع أربعة شروط للموافقة على بقاء الأسد فترة موقتة ومحدودة ومتفقاً عليها في المرحلة الانتقالية التي تمهد لانتقال السلطة الى نظام جديد، وهذه الشروط هي الآتية:

أولاً: يجب أن يقبل الأسد رسمياً بنقل السلطة الى نظام جديد وأن يلتزم دعم عملية الانتقال هذه من أجل قيام نظام جديد يرتكز على التعاون بين ممثلين لنظامه وممثلين للمعارضة المعتدلة استناداً الى بيان جنيف المؤرخ 30 حزيران 2012. ويدعو هذا البيان خصوصاً الى تشكيل هيئة حكم انتقالي تضم ممثلين للنظام وللمعارضة تمارس السلطات التنفيذية الكاملة وتخضع لها الأجهزة العسكرية والأمنية وباقي مؤسسات الدولة. وقد رفض الأسد حتى الآن تطبيق بيان جنيف وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي.

ثانياً: يجب أن يتخلى الأسد عن صلاحياته التنفيذية وينقلها الى هيئة الحكم التي ستتولى السلطة موقتاً وتعمل على قيام النظام الجديد من طريق صوغ دستور جديد واجراء انتخابات نيابية ورئاسية تعددية في اشراف الأمم المتحدة.

ثالثاً: يجب أن يمتنع الأسد عن عرقلة عملية انتقال السلطة ويدعم مهمة هيئة الحكم ويدعو انصاره الى مساندة هذه الهيئة من أجل الانتقال الى مرحلة السلام والبناء وضمان الاستقرار.

رابعاً: يجب أن يقبل الأسد بالبقاء في منصبه من غير صلاحيات تنفيذية سياسية أو عسكرية أو أمنية فترة زمنية محددة وقصيرة متفقاً عليها في المفاوضات التي ستجري في رعاية الأمم المتحدة وفي ظل الدعم الدولي والاقليمي لها.

وأوضح المسؤول الأوروبي ان هذه الشروط “ليست هدية للأسد” بل تظهر ان الدول الغربية المدعومة عربياً واقليمياً على نطاق واسع تركز على ضرورة رحيل الأسد وتبحث عن أفضل الوسائل لتحقيق هذا الهدف. وأعطى المسؤول مثلاً آخر يتعلق بالتفسير الخاطئ للمرونة الشكلية الغربية في التعامل مع عقدة الأسد، إذ قال كثيرون من المراقبين والمحللين ان الدول الغربية تخلت عن شرط رحيل الرئيس السوري سلفاً عن السلطة وقبل بدء المفاوضات، وان ذلك يعكس تنازلاً غربياً للقيادة الروسية. هذا الكلام يتناقض مع الوقائع والحقائق. فقد تفاوضت المعارضة السورية ممثلة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مع ممثلي النظام في مؤتمر جنيف – 2 طوال أكثر من اسبوعين مطلع 2014 وفي رعاية المبعوث الأممي الأخضر الابرهيمي وبدعم كامل من كل الدول الغربية والاقليمية باستثناء ايران، من أجل تطبيق بيان جنيف ومحاولة تشكيل هيئة حكم انتقالي. حصل ذلك من غير أن تطالب المعارضة والدول الداعمة برحيل الأسد سلفاً عن السلطة. وفشلت هذه المفاوضات، كما هو معلن ومعروف، لأن وفد النظام رفض مناقشة قضية تشكيل هيئة الحكم ونقل السلطة واصر على ضرورة تركيز النقاش على محاربة الارهاب والقضاء على “الارهابيين” أي على جميع الثوار والمعارضين قبل التطرق الى أي موضوع سياسي.

وخلص المسؤول الأوروبي الى القول: “نشهد في المفاوضات مرونة غربية شكلية من أجل تسهيل انطلاق عملية تفاوض جديدة، لكن الهدف الغربي الأساسي المدعوم عربياً واقليمياً على نطاق واسع لم يتغير، وهو ضرورة انهاء حكم الأسد، ولو بقي الرئيس السوري موقتاً ولبضعة أشهر في منصبه ومارس دوراً رمزياً أو بروتوكولياً ضمن الشروط المحددة. وهذا هدف كبير لن يتحقق بسرعة أو بسهولة. لكن القيادة الروسية عاجزة في المقابل ولو بالتعاون مع ايران، عن انجاز ما تريده في سوريا على رغم كل ما تقوله وتفعله. والاولوية هي في وقت واحد لمحاربة “داعش” وللعمل الجدي سياسياً أو عسكرياً على انهاء حكم الأسد”.

 

الجنرال الإيراني الذي أنقذ الأسد وأسّس “حزب الله السوري”… قُتل

نقلت وكالة أنباء “فارس” الايرانية شبه الرسمية عن جهاز #الحرس_الثوري_الايراني خبر مقتل العميد حسين همداني في #سوريا.

وذكر البيان الجمعة ان العميد همداني استشهد امس الخميس في ضواحي حلب علي يد ارهابيي داعش، موضحا أنه ” لعب دورا مصيريا في الذود عن المرقد الطاهر للسيدة زينب بنت الامام عليه عليهما السلام وتقديم الدعم لجبهة المقاومة الاسلامية في حربها ضد الارهابيين في سوريا”.

ولاحقا، قالت وسائل اعلام ايرانية رسمية أن همداني كان جزءا من عمل ايران لتقديم “الاستشارة العسكرية في مكافحة الجماعات الارهابية”.ويعتقد أنه كان المشرف على “فيلق القدس” في سوريا ومسؤول العمليات الايرانية في #سوريا.

 

برز نجم همداني بقوة نتيجة مساهمته الحاسمة في قمع المعارضة الإصلاحية في طهران خلال الاحتجاجات التي سميت “بالثورة الخضراء” بُعيد الانتخابات الرئاسية في عام 2009 . ووقع رسالة تهديد مع 27 قائداً من “الحرس الثوري” يهدد فيها الرئيس الايراني محمد خاتمي بالكف عن المضي بسياساته الإصلاحية وانفتاحه على الغرب. تصريحه الاشهر كان قوله عام 2014 أن الرئيس بشار ب الأسد يقاتل بالنيابية عن إيران ,كاشفاً عن استعدادات إيرانية لإرسال 130 ألف مقاتل من “الباسيج” الى سوريا للقتال الى جانب النظام، هو أحد أبرز الضباط الذين نجوا من القتال مع صدام حسين في الثمانينات. المنصب الرسمي للجنرال همداني هو قائد “فيلق محمد رسول الله” في الحرس الثوري الإيراني”، المسؤول عن حماية العاصمة طهران، والذي يعتبر من المناصب العسكرية المرموقة في النظام العسركي الايراني، لأن من يستلم الدفاع عن العاصمة فهو بمثابة حامي البلاد كلها والنظام برمته.

 

“نوبل السلام” للجنة الرباعية للحوار في تونس

فازت اللجنة الرباعية للحوار في تونس، اليوم الجمعة، بجائزة “نوبل” للسلام للعام 2015، تقديراً “لمساهمتهما الحاسمة في بناء ديموقراطية متعدّدة بعد ثورة الياسمين في العام 2011”.

وقالت لجنة “نوبل” النروجية إن “الوساطة الرباعية تشكّلت صيف 2013 بينما كانت عملية الانتقال الى الديموقراطية تُواجه مخاطر نتيجة اغتيالات سياسية واضطرابات اجتماعية على نطاق واسع”.

وأضافت اللجنة أن الوساطة المؤلفة من “الاتحاد العام التونسي للشغل” برئاسة حسين العباسي و”الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية” برئاسة وداد بوشماوي و”الهيئة الوطنية للمحامين التونسيين” برئاسة فاضل محفوض و”الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان” برئاسة عبدالساتر بن موسى، قامت بتنظيم “حوار وطني” طويل وصعب بين الإسلاميين ومعارضيهم وحملتهم على التوافق لتجاوز شلل المؤسسات.

وذكرت اللجنة أن الوساطة الرباعية “أطلقت عملية سياسية بديلة وسلمية في وقت كانت فيه البلاد على شفير حرب أهلية”، واصفة اياها بأنها “حيوية” وأتاحت لتونس الغارقة في الفوضى “إقامة نظام حكم دستوري يضمن الحقوق الاساسية لجميع السكان من دون شروط تتّصل بالجنس والأفكار السياسية والمعتقد الديني”.

وتبلغ قيمة الجائزة ثمانية ملايين كرونة سويدية (972 ألف دولار) وستُقدّم في أوسلو في العاشر من كانون الأول المقبل.

وفي أول ردة فعل تونسية، أعلن الأمين العام لـ”الاتحاد العام التونسي للشغل” حسين العباسي أن الجائزة “رسالة أمل للمنطقة بأن الحوار يُمكن أن يؤدي إلى الطريق الصحيح وهو رسالة بان التوافق يكون بالحوار وليس بالسلاح”.

واعتبرت الأمم المتحدة فوز الرباعية بالجائزة أنه “دفعة للنشطاء الذين يقودون جهود السلام”.

وقال كبير المتحدثين باسم المنظمة الدولية في جنيف أحمد فوزي: “نحتاج إلى مجتمع مدني لمساعدتنا على دفع عمليات السلام قدماً. هذا مثال رائع. أعتقد أن تونس إحدى الدول العربية التي أبلت بلاء حسناً منذ ما يُعرف بالربيع العربي والانتفاضات في هذا الجزء من العالم”.

كما رأت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني أن الوساطة “مثال على كيفية الخروج من الأزمات في المنطقة”.

وغرّدت موغيريني عل موقع “تويتر” قائلة إن “منح جائزة نوبل للسلام للوساطة الرباعية في الحوار الوطني في تونس يكشف السبيل للخروج من الأزمات في المنطقة وهو الوحدة الوطنية والديموقراطية”.

(ا ف ب، رويترز)

 

مسؤولون أمريكيون: أربعة صواريخ كروز روسية استهدفت سوريا تحطمت في إيران

واشنطن ـ رويترز: قال مسؤولون أمريكيون، أمس الخميس، إن أربعة صواريخ كروز روسية أطلقت على سوريا من سفينة روسية في بحر قزوين، يوم الأربعاء، تحطمت في إيران.

وقال مصدر بالحكومة الأمريكية إن روسيا أطلقت صواريخ كروز حلقت فوق إيران على سوريا في هجمات على المعارضة التي تقاتل الرئيس بشار الأسد.

ورفضت وزارة الدفاع الروسية التعليق.

 

تركيا قلقة من موجة جديدة من اللاجئين السوريين بسبب الضربات الروسية

أنقرة – (رويترز) – قال تانجو بيلجيك المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية الجمعة إن أنقرة قلقة من احتمال وصول موجة جديدة من اللاجئين السوريين إلى حدودها نتيجة الضربات الروسية.

 

وأضاف أن أنقرة التي تستضيف بالفعل نحو مليوني لاجيء سوري تواصل المحادثات مع حلف شمال الأطلسي وشركاء آخرين بشأن تعزيز قدراتها الدفاعية التي تتضمن أنظمة صواريخ باتريوت لكنها لم تقدم أي طلب للحلف لإرسال قوات إليها.

 

الناتو مستعد لإرسال قوات للدفاع عن تركيا… وهجوم سوري بدعم روسي على سهل الغاب

دمشق ترحب بموقف القاهرة المرحب بعملية موسكو… والمعارضة تسقط مروحية في حماة

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قال حلف شمال الأطلسي إنه مستعد لإرسال قوات إلى حليفته تركيا للدفاع عنها، بعد انتهاك طائرات روسية تشن ضربات جوية في سوريا المجال الجوي التركي، فيما وبّخت بريطانيا موسكو بسبب تصعيد الحرب الأهلية السورية التي راح ضحيتها 250 ألف شخص بالفعل.

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ للصحافيين لدى وصوله للاجتماع «حلف شمال الأطلسي مستعد وقادر على الدفاع عن كل الحلفاء بما فيهم تركيا ضد أي تهديدات.»

وتابع «الحلف ردّ بالفعل بزيادة قدراتنا وقدرتنا واستعدادنا لنشر قوات بما في ذلك إلى الجنوب وبما في ذلك في تركيا»، موضحا أن الضربات الجوية والصاروخية التي تنفذها روسيا «مبعث قلق».

جاء ذلك فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقاتل من المعارضة إن القوات الحكومية السورية وجماعات مسلحة متحالفة معها شنت هجوما على المعارضة المسلحة في سهل الغاب في غرب سوريا أمس الخميس بدعم من ضربات جوية روسية.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن القوات البرية تقصف مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بزخات ثقيلة من صواريخ سطح- سطح، فيما تقصفها الطائرات الروسية من الجو.

وأضاف أن هجوما شنه الجيش السوري وحلفاؤه الأجانب الأربعاء في مناطق قريبة في محافظة حماة فشل في تحقيق مكاسب كبيرة.

وتابع أن 13 من «قوات النظام» قتلوا وأنه تأكد مقتل سبعة فقط من مقاتلي المعارضة، لكنه أضاف أن العدد أكثر من سبعة بالقطع.

وقال إن مقاتلين من المعارضة أسقطوا طائرة هليكوبتر في محافظة حماة أمس الخميس، فيما استمر الدعم الجوي الروسي للقوات الحكومية السورية التي تقاتل على الأرض.

وأضاف أن طائرة الهليكوبتر أسقطت قرب قرية كفر نبودة بشمال حماة. ولم يتضح هل كانت الطائرة سورية أم روسية.

من جانبه شدد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد على «ضرورة استعادة حرارة العلاقة السورية المصرية نظرا لوجود عدو مشترك يهددهما وهو الإرهاب».

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس الخميس عنه ترحيبه بـ«الموقف المصري الرافض لانتقاد العمل الروسي لمكافحة الإرهاب في سوريا».

واعتبر المقداد أن «الإرهابيين لم يتحركوا في الأردن لأنهم انكسروا في سوريا، وليس بسبب المواقف الحكيمة لقيادة الأردن»، مضيفا «لو سقطت سوريا لسقط لبنان والأردن خلال ساعات، ومن يقف مع سوريا الآن يقف مع ذاته ومع شعبه ضد الإرهاب».

وقال إن روسيا «تدخلت لمحاربة الإرهاب بعدما ثبت أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية غير صادق في ذلك». وأضاف أن «الضربات الجوية الروسية حققت خلال أيام قليلة إنجازات كبيرة فاقت بأضعاف كثيرة ما قدمه هذا التحالف بعد أكثر من عام على تشكيله».

 

الكونغرس يستجوب وزير الدفاع الأمريكي حول فضيحة تسليم أسلحة «عفى عليها الزمن» للمعارضة السورية

واشنطن ـ «القدس العربي» ـ من رائد صالحة: بعث أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي رسالة عاجلة إلى وزير الدفاع أشتون كارتر للحصول على تفاصيل حول الكيفية التي تم فيها إنفاق 500 مليون دولار لتدريب وتجهيز المعارضة السورية المعتدلة، وسط شكوك وتساؤلات حول بعض العقود.

وقالت السناتور كلير مكاسكيل من لجنة الخدمات المسلحة إن التقارير الإخبارية الأخيرة تثير تساؤلات حول بعض العقود التي منحتها قيادة العمليات الخاصة الأمريكية لدعم «القوات السورية الجديدة»، في إشارة إلى تقرير نشره موقع «بوز فييد» يفيد بأن شركة مقاولات حاولت بيع قذائف صاروخية عمرها يزيد عن 30 سنة إلى حكومة الولايات المتحدة ولكن الحكومة رفضت المعدات ما أدى إلى تأخير برنامج التدريب والتسليح.

ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية هذه المزاعم، ولكن مكاسكيل طالبت كارتر في أعقاب هذا التقرير بتسليم معلومات عن جميع العقود المتعلقة بالجهد السوري، قائلة إنها ترغب في الحصول على مساعدة في وظيفتها الرقابية ومسؤوليتها أمام الناس.

وقد سمحت الحكومة الأمريكية للمتمردين وفقا لموقع «بوز فييد» بشراء 700 من الصواريخ المضادة للصواريخ من حكومة روسيا البيضاء على الرغم من معارضة ذلك لسياسة الولايات المتحدة.

وتمثل رسالة أعضاء مجلس الشيوخ أحدث علامة على متاعب برنامج التسليح والتدريب ومدى إحباط الكونغرس من الموضوع، حيث بعثت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين رسالة منفصلة في الأسبوع الماضي إلى البيت الأبيض تطالب بوقف البرنامج والبحث عن وسائل بديلة.

وأعلنت وزارة الدفاع في الأسبوع الماضي أنها أوقفت مؤقتا استقبال المجندين الجدد في مواقع التدريب، ولكنها رفضت جميع الاقتراحات المطالبة بتعليق البرنامج. وفي وقت سابق، أيضا، بعثت مكاسكيل والسناتور ديب فيشر رسالة إلى كارتر حول مراجعة الإدارة للبرنامج مع مطالبة بالاطلاع حول كيفية التغيير.

 

دول المنطقة الحليفة لواشنطن تقارن بين تردد أوباما ووفاء بوتين للأسد… التدخل الروسي سيعزز قدرات تنظيم «الدولة»

موسكو حققت إنجازات تكتيكية ضد المعارضة… واستمرار الحملة قد يدفع أوباما لتغيير استراتيجيته

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: تساءلت صحيفة «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها عن السبب الذي يدعو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإرسال «متطوعين» إلى سوريا. وأجابت أن الدافع ليس واضحا، فربما كان يريد حماية القاعدة البحرية الروسية قرب اللاذقية والتي تنطلق منها الطائرات الروسية لضرب مواقع المعارضة السورية.

وربما لأن الرئيس السوري بشار الأسد حليف موسكو في وضع سيئ وتخشى موسكو من سقوطه مما يعني دخول القوات الروسية معمعة الحرب السورية ضد أعداد لا تحصى من فصائل المعارضة السورية.

و»ما هو واضح أن المتطوعين وصلوا إلى سوريا كما تطوعوا سابقا في أوكرانيا. وقد يتساءل الروس عن سبب إرسال الجنود لمواجهة خطر داهم في الشرق الأوسط وخدمة لمقامرة بوتين الخطيرة». وترى الصحيفة أن دعم حليف يواجه الانهيار ربما كان واحدا من الدوافع، ولكن بوتين يريد بالتأكيد استعراض عضلاته (مرة أخرى) أمام الرأي العام الروسي الذي يعاني من آثار سوء إدارته للاقتصاد ولحرف الأنظار عن حالة الجمود التي تعيشها الجبهة مع أوكرانيا.

 

إلى المستنقع

 

وتقول الصحيفة إن بوتين سيقع في «مستنقع» سوريا، خاصة أن الولايات المتحدة وحلفاءها فشلوا في خلق قوة معارضة قابلة للحياة أو هزيمة «تنظيم الدولة».

ولم يأت الفشل لأن واشنطن والدول المتحالفة معها لم تبذل جهدا ولكن لتداخل جماعات المعارضة وتغييرها الدائم للتحالفات.

وتعتقد الصحيفة أن بوتين عقد الأمور بقراره إرسال الطائرات لضرب جماعات المعارضة التي حاولت الولايات المتحدة تشكيلها وبإرساله القوات البرية.

ولا توجد إشارات تشير إلى أن تحرك بوتين سيغير المعادلة السورية في القريب العاجل. وتضيف الصحيفة أن بوتين لو كان فعلا يبحث عن السلام لمارس إذاً الضغط على حليفه السوري الذي فاقم الحرب الأهلية وقتل مئات الألوف وهجر الملايين ودمر أجزاء واسعة من البلاد. وعوضا عن ذلك دعم الأسد في حملته الوحشية ضد المعارضة والتي فتحت مجالا أمام صعود «تنظيم الدولة» مما يهدد سوريا والمنطقة جمعاء.

وتعتقد الصحيفة أن بوتين يمكن أن يلعب دورا من خلال تنسيق تحركاته مع الغرب، لكنه على ما يبدو يلاحق إغراء تحقيق مجد كبير. وتختم بالقول أن الوقت لم يفت بعد على بوتين للتفكير فيما يفعله اليوم. ولكن يجب على الولايات المتحدة البحث مع حلفائها عن وسائل للتعاون مع روسيا والعمل عسكريا ودبلوماسيا لوقف تقدم «تنظيم الدولة» وتحقيق وقف إطلاق النار يمنح المدنيين راحة من العنف. ويجب أن تكون هذه الأولوية لكل من الغرب وروسيا فمن خلالها يتم إرضاء رغبة بوتين بالاحترام ولعب دور في الشرق الأوسط.

 

مكاسب

 

وفي حالة عدم ظهور تعاون واستمرار الروس في حملتهم لا يستبعد مراقبون تغييرا في الاستراتيجية.

فالتحرك الروسي غير من معالم المعركة في سوريا وساعد النظام السوري الوقوف على قدميه وهو ما سيجبر عاجلا أم آجلا إدارة الرئيس باراك أوباما تغيير استراتيجيتها التي تقوم حتى الآن على توجيه ضربات جوية ضد «تنظيم الدولة» وتقديم السلاح لمن يقوم بقتال الجهاديين، بالإضافة إلى البحث عن حل سياسي للأزمة. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن روسيا حققت حتى الآن بعضا من الإنجازات التكتيكية. مع أن إدارة أوباما ذكرت بوتين بأنه سيدفع ثمن تدخله بالتورط في مستنقع سوريا مما سيؤثر بالتالي على سمعته ويساعد على انتشار التشدد في المنطقة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز قوله «إن كان بوتين يرغب بلفت الانتباه»، «فهذا فعل بارع، ولكن إن كان يريد إنهاء القتال في سوريا فقد ارتكب خطأ فادحا».

مشيرا إلى أن «روسيا سينظر إليها الآن كدولة معادية للسنة وهو ما سيجعلها هدفا لغضب المتطرفين».

وهناك في الإدارة وداخل دوائر الخبراء من يرى أن تأخر أوباما بالتحرك الحازم من مثل التحرك والسيطرة على الأجواء في شمال غربي سوريا حيث تحلق الطائرات الروسية، فستتضرر سياسة أمريكا الخارجية خاصة في مجال مكافحة الإرهاب.

ويخشى المسؤولون الأمريكيون من الأنظمة الإلكترونية التي وضعها الروس كي تشوش على حركة الملاحة.

وترى الصحيفة أن النقاش الدائر بين المسؤولين الأمريكيين هو نفسه منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.

فهناك فريق يقول إن تدخل روسيا عزز من النقاش الداعي لعدم تورط أمريكا مباشرة في نزاع جديد في الشرق الأوسط والتركيز بدلا من ذلك على حشد كل جهودها لمواجهة جماعات تمثل تهديدا مباشرا على الأمن القومي الأمريكي. أما الرأي الثاني فهو يدعو لعدم تخلي واشنطن عن دورها الرئيسي في المنطقة لصالح روسيا.

ويقولون إن تعزيز قوة الأسد يعني استمرار المشاكل التي ستؤثر على الغرب بسبب الحرب الأهلية وتوسع المتشددين.

ويرى إيغور سوتياغين من المعهد الملكي للدراسات المتحدة في لندن أن استراتيجية بوتين تقوم على «اقبلوا شروطنا» المتعلقة بالأسد و»بعدها سنتراجع ونترككم تحلون مشاكلكم» و»إن لم تقبلوا فسنخلق فوضى ونزيد من تدفق اللاجئين إلى أوروبا وستصبح الحياة أصعب» لكم. ولا تزال واشنطن تتمسك بالحل السياسي ولكن من دون الأسد.

وبدا في الأشهر الماضية موقف الإدارة قويا عندما استطاع تحالف من الفصائل المعارضة دحر قوات النظام في إدلب وجسر الشغور. ويرى مسؤول في سي آي إيه أن «المستقبل الأفضل هو سوريا موحدة تجمع المعتدلين والعناصر المتبقية من النظام بعد الإطاحة بالأسد».

وهو الخيار الذي عطله الروس بتدخلهم المباشر. بل أفشل الروس كل اتفاقيات إطلاق النار المحلية التي وقعت برعاية الأمم المتحدة، وهو ما دفع البعض للقول إن روسيا تطمح لحماية وتعزيز ما تبقى من الدولة السورية، في غرب ووسط البلاد.

ويقول مسؤول آخر إن فرصة المفاوضات «إن كانت موجودة قبل أسبوع أو أسبوعين إلا أننا نجد انفسنا اليوم في وضع مختلف». فالضربات الجوية ضد المعارضة والدعم الأمني واللوجيستي لقوات النظام، إضافة لتدفق مقاتلين من «حزب الله» والحرس الثوري يمنح النظام فرصة لأخذ زمام المبادرة من جديد. وهو ما يهدد بموجة لجوء جديدة حسب «ميرسي كورب» التي حذرت من تشريد كبير للمدنيين وتعقيد عملية توزيع المساعدات الإنسانية لهم بسبب التدخل الروسي.

ويقول مايك باورز إن المدنيين يتحركون صوب الحدود التركية حتى يستطيعوا اجتيازها حالة تدهور الأوضاع.

 

ضغوط

 

وقد غير التدخل السوري خريطة القتال وحتى التحالفات. وتواجه الدول الحليفة للمعارضة دعوات لمساعدتها.

وأشارت صحيفة «فايننشال تايمز» إلى ان الحكومة السعودية تواجه ضغوطا من العلماء للتدخل. فقد أصدرت هيئة كبار العلماء بيانا دعت فيه للجهاد ضد الروس الذين يساعدون النظام السوري على قتل الشعب وتدمير أرضه.

ويرى التقرير أن الضغوط المتزايدة للتحرك تترك العائلة السعودية أمام معضلة. لأنها دعت مرارا للإطاحة بالأسد ودعمت الجماعات المعارضة له. لكنها تخشى أن تؤدي دعوة العلماء لإشعال حماس الشبان السعوديين الذين سافر الآلاف منهم للقتال في سوريا في وقت تواجه فيه المملكة تهديد تنظيم «الدولة الإسلامية». ويشير التقرير لقدرة السعودية على الرد بسبب تورطها في الحرب ضد المتمردين الحوثيين في اليمن. فلن تستطيع عمل أكثر من توفير المال والسلاح.

ونقلت عن تيودور كراسيك من مؤسسة «غالف ستيت أنلاتيك» قوله إن السعوديين سيردون بغضب على المحور الروسي – الإيراني لكنها بحاجة للتركيز على اليمن.

واقترح حسين إبيش من معهد دول الخليج العربي بواشنطن لجوء هذه الدول لسياسات تتعلق بأسعار النفط مما سيضر بمصالح الجميع ولكنها ستضر بإيران أكثر.

وتشير الصحيفة إلى أن السعودية ستستمر في محاولاتها لرعاية حل سياسي في سوريا بالتعاون مع الروس. وكان ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد زار موسكو هذا العام في محاولة على ما يبدو لإقناع روسيا بلعب دور في سيناريو مرحلة ما بعد الأسد. ورغم رفض موسكو الواضح، يقول السعوديون إن التدخل الروسي في سوريا هو دليل على ضعف الأسد وقد يساعد على تعبيد الطريق أمام حل سياسي.

وتعتقد الصحيفة أن أي محاولة لتشكيل جبهة سنية ضد الروس وحلفائهم الشيعة في سوريا لن تنجح وقد تؤثر على التحالف المصري- الخليجي. فقد عبرت مصر عن دعمها لما تقوم به روسيا من قتال ضد التطرف الإسلامي في سوريا.

وكان الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد ووزير الدفاع قد زار موسكو للتباحث في إمكانية التعاون في حل للأزمة، لكن الروس لم يقبلوا على ما يبدو وجاء تدخلهم ليعزز موقفهم من الأسد وبقائه في الحكم.

 

لماذا الأسد؟

 

ومن هنا تساءل كولام لينتش في «فورين بوليسي» عن السبب الذي يدعو بوتين لحماية الرئيس السوري. وعلق قائلا إن المسؤولين الروس طالما أكدوا للدبلوماسيين العرب والغربيين أنهم ليسوا ملتزمين بالأسد. لكن الطيران الروسي الذي يقوم اليوم باستهداف المعارضين للنظام يظهر المدى الذي ذهب فيه بوتين لحماية الأسد- الحليف الرئيسي الباقي لموسكو في المنطقة. ويضيف أن منع الرئيس السوري من مواجهة المصير نفسه الذي واجهه معمر القذافي في ليبيا وحسني مبارك في مصر هو مبدأ رئيسي في استراتيجية موسكو الشرق أوسطية.

وفي إطار آخر فاستعداد موسكو حماية نظام كريه يرسل رسالة قوية حول الكيفية التي يمكنها أن تتحرك في منطقة يشعر فيها الكثير من حلفاء أمريكا بالخوف والقلق ويتساءلون عن مدى التزام واشنطن بمصيرهم.

وينقل التقرير عن أندرو تابلر من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط «المنطقة تتداعى والدول تنهار ولكن الروس مستعدون للتدخل من أجل حماية مصالحهم وتأكيد قوتهم وهو ما لم تفعله الولايات المتحدة».

وأضاف «ترغب دول الشرق الأوسط برؤية حزم وانسجام لم يروهما من إدراة أوباما». وقال «حتى لو لم تكن تدعم ما يقوم به الروس في سوريا إلا ان الناس يشعرون بالإعجاب بهم لوضع أموالهم وجنودهم» لحماية النظام في دمشق.

ويرى لينتش أن البعد الاستراتيجي في معادلة روسيا المتعلقة بالشرق الأوسط وهي القاعدة البحرية في طرطوس.

وهناك الخطر الجهادي النابع من المتطوعين الروس في «تنظيم الدولة» فهناك ما بين 800 -2.000 مقاتل قدموا من الجمهوريات الروسية إلى سوريا. ومع ذلك فقد أثبتت روسيا نجاعتها لدمشق منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 وقدمت الدعم الدبلوماسي والمالي والعسكري للنظام. فقد استخدمت موسكو الفيتو أكثر من مرة في مجلس الأمن ضد قرارات كانت تستهدف دمشق.

ووصلت الدعم الروسي بنشر الطيران في الأجواء السورية وضربت المعارضة التي تعمل على هزيمة الأسد. وفي تطور آخر تفكر القوات الروسية نشر قوات غير نظامية حسبما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست».

وترى روسيا أنها في حملتها الجديدة في سوريا تحاول منع فوضى أخرى خلقها الغرب بعد نهاية الحرب الباردة في المنطقة. وفي هذا الإطار قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للصحافيين في الأمم المتحدة «علق صدام حسين على المشنقة، فهل العراق أكثر أمنا» وأضاف «قتل القذافي- كما تعرفون أمام العالم، فهل ليبيا أفضل حالا؟ ونقوم الآن بشيطنة الأسد، ألا يمكننا تعلم الدروس». ويقول لينتش إن صناع السياسة الأمريكية يقرأون في التحرك الروسي محاولة لتعزيز التأثير في المنطقة وإحراج أوباما. ففي الحد الأدني يبغي الروس تقوية يد الأسد في أية تسوية مقبلة. ويضيف أن صناع القرار الغربي أو بعضهم وقعوا في مصيدة بوتين معتقدين أنه سيدفع الأسد للتنحي عن السلطة من خلال منحه دورا في اختيار خليفته. وفي المقابل سخر أوباما من أفعال بوتين حيث قال في 2 تشرين الأول/أكتوبر الحالي «ذهب بوتين إلى سوريا ليس من موقع قوة، ولكن بسبب ضعفه وتداعي حليفه الأسد».

ورفض الرئيس الأمريكي نظرية روسيا أن كل من يعارض الأسد هو إرهابي.

 

وفاء للحلفاء

 

ونقل لينتش عن فيتالي تشيركين السفير الروسي في موسكو قوله سابقا إن بلاده ليست مرتبطة بالأسد لكنه أكد على أهمية الدور الروسي في أي تغيير يحدث في سوريا.

ويرى تشيركين أن الدوافع للتحرك في سوريا متروكة للقيادة كي تقرر ما هو يهم المصلحة القومية.

ولكنه قال إن الوقوف مع صديق لروسيا يعتبر مسألة وفاء «نحن أقوياء في تحالفاتنا مع الآخرين وأعتقد أن هذا معترف به دوليا» وأضاف «كوني دبلوماسيا روسيا فعندما تكون لك علاقة مضى عليها سنوات مع بلد أو حكومة فليس من الصعب التخلي عن هذه الحكومات بسبب الانتهازية السياسية».

ويبدو أن تشيركين كان يعني أمريكا التي أطاحت بنظام صدام حسين ولكنها وقفت متفرجة أمام الإطاحة بنظام حسني مبارك وكذا الإطاحة بحكومة محمد مرسي المنتخبة.

وكانت الولايات المتحدة قد طبعت علاقاتها مع القذافي عام 2006 لتطيح به عسكريا عام 2011. وامتنعت روسيا عن التصويت في الأمم المتحدة لكنها عبرت عن غضبها من الطريقة التي فسر فيها الغرب قرار الحظر الجوي على النظام في طرابلس حيث قالت إن الغرب استخدم حقوق الإنسان لتغليف طموحاته العسكرية.

ومن هنا يرى تشيركين أن قادة المنطقة سيعرفون لحظة الحقيقة أنه يمكن الثقة بروسيا لدعهم أكثر من الولايات المتحدة. ويشير لينتش إلى أن قادة المنطقة الجدد فهموا الأمر، فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسسي قام بزيارة روسيا أربع مرات منذ توليه المنصب. أما بوتين فكان أول زعيم دولة قوية يزور القاهرة بعد انقلاب السيسي عام 2013. واستقبل في القاهرة استقبال الأبطال وسط هتافات «بوتين بوتين، سيسي سيسي».

ورغم معارضة دول الخليج للأسد وموقف روسيا منه إلا أن قادتها زاروا موسكو ووقعوا اتفاقيات لشراء اسلحة روسية.

وحتى بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي زار العاصمة الروسية الشهر الماضي للتنسيق مع الروس. ويقول مايكل حنا الخبير في شؤون مصر بمؤسسة القرن الأمريكي إن العلاقات بين الدول العربية وروسيا قد تكون «سطحية».

ويقول «في وقت الأزمات مع الولايات المتحدة تحاول الدول العربية التقرب من روسيا، وهو أمر سهل لأن موسكو لا تطرح أسئلة حول حقوق الإنسان والديمقراطية والانتخابات». وقال «اعتقد أن هناك نوعا غريبا من الحسد في بعض أجزاء العالم العربي للطريقة الحاسمة والإصرار الروسي مقارنة مع ما ينظر إليه كتردد أمريكي».

 

حرب بوتين المقدسة

 

وفي مقال في صحيفة «هفنغتون بوست» بعنوان «حرب بوتين المقدسة في سوريا» توقع الكاتب البريطاني ديفيد هيرست أن يؤدي التدخل الروسي في الحرب في سوريا، الى تعزيز قدرات تنظيم «الدولة الاسلامية» لتجنيد المتطوعين في الشرق الأوسط.

واعتبر هيرست الخبير بشؤون الشرق الأوسط «مغامرة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين الأخيرة في سوريا كارثة متحركة على عجلات نزعت منها فراملها. وإذا كانت المقاتلات الروسية فوق أفغانستان البعيدة قد جذبت المقاتلين الجهاديين العرب من كل حدب وصوب، فعلى الواحد منا أن يتصور تأثير طلعاتها في أجواء سوريا والعراق على الشباب وإلى أي مدى سيعزز ذلك من قدرات تنظيم الدولة الإسلامية لتجنيد المتطوعين».

ويلاحظ أن بناء تحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام يكون في مركزه بشار الأسد بدأ كتحرك إيراني- روسي بعد توقيع الإتفاقية النووية مع الغرب»، ويقول «لكن بوتين كان بحاجة إلى حلفاء عرب. ووجدهم في دول كالأردن والإمارات العربية المتحدة ومصر. واستطاع بوتين في آب (أغسطس) ومن خلاله خلطه بين جهد وجهد أن يدعو الملك عبدالله الثاني، ملك الأردن والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي وعبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري لحضورمعرض الطيران في موسكو».

ويضيف «كما ذكر موقع «ميدل يست آي» فقد أوقف الأردن دعمه للقوات المعارضة في جبهة الجنوب السورية.

وبدأت مصر التي حاولت تجنب إظهار دعمها للأسد بالحديث صراحة عن دعمها للتدخل الروسي نيابة عنه. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري يوم السبت إن «إن دخول روسيا، بما لها من إمكانيات وقدرات، أمر نعتقد انه سيترك تأثيره في الحد من الإرهاب في سوريا بل وسحقه».

ويضيف: في مقابلة مع تلفزيون «المنار» التابع لحزب الله قال المحلل الروسي والدبلوماسي السابق فتيسلاف ماتوزوف إن روسيا تلقت دعما من دولة عربية لكنه لم يسمها، مع أنه ألمح بشكل عام إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حيث قال «إن الموقف المصري المؤيد للغارات ما هو إلا انعكاس لموقف أبوظبي». وأضاف قائلا: «لا شك أن صوت القاهرة هو صوت معبر عن دول خليجية ولكن ليس السعودية».

وأستدرك: هناك حليف رابع في الغارات التي تشنها روسيا على سوريا: ألا وهي إسرائيل. فقد حافظ نتنياهو على علاقته ببوتين بغض النظر عن الظروف والأحداث، وأجبر بوتين في إحدى المرات على إلغاء شحنة صواريخ أرض ـ جو من طراز أس-300 كانت في طريقها إلى إيران.

وعن معارضي بوتين في الشرق الأوسط يقول الكاتب: هناك ثلاث دول أصدرت بيانا مشتركا شجبت فيه الغارات الجوية، وهي السعودية وقطر وتركيا، الدول الرئيسية الداعمة للمعارضة السورية. ولم توقع على البيان المشترك كل من مصر والإمارات العربية المتحدة رغم الضغط الذي مارسته عليهما السعودية مما يشير لانقسام عربي واضح.

 

كنية بوتين الأكثر رواجا في الأردن «فخامة الرئيس أبو علي»… ولافتة ساخرة على الحدود بعنوان «الجمهورية العربية الروسية ترحب بكم»

عمان ـ «لقدس العربي»: لا أحد يعرف السبب المباشر لإطلاق اسم «أبو علي» على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بكثافة في كل الأوساط السياسية والإعلامية في الأردن هذه الأيام.

يتردد اسم «الرئيس أبو علي» بكل الأروقة عندما يتحدث الساسة الأردنيون والنشطاءالإعلاميون عن حملة روسيا العسكرية بجوار الخاصرة الشمالية للأردن في سوريا هذه الأيام.

وجهة نظر الناشط عارف البطوش ان الكنية المعربة في اسم الرئيس الروسي قد تكون انطلقت من التعبيرات «الشيعية» التي احتفلت بالآلة العسكرية.

لكن بطوش وغيره من الخصوم الجذريين لـ «تنظيم الدولة ـ داعش» يستمرون في كتابة الكنية الجديدة بدلا من الاسم الحقيقي للقيصر الروسي، حتى على صعيد النخبة السياسية استمعت «القدس العربي» مباشرة للاسم نفسه يتردد عشرات المرات وعلى لسان سياسيين كبار جدا. لامس الكاتب الساخر الشهير في عمان أحمد الزعبي المسألة بطريقة مختلفة فرسم بالكلمات لافتة جديدة يفترض ان توضع لاحقا على نقطة نصيب الحدودية الفاصلة لساعتين فقط بين عمان ودمشق وهي لافتة كتبت عليها العبارة التالية «الجمهورية الروسية العربية… ترحب بكم». توقعات الزعبي وغيره بالنتيجة ان الوجود الروسي في سوريا التي يحبها ويعرفها الأردنيون سيطول.

في المقابل قناعة الوسط السياسي مستمرة بأن التفاوض بعد الآن بخصوص أي شأن سوري يحصل وسيحصل مع موسكو وليس مع القصر الجمهوري في دمشق.

بالتوازي ظهرت معالم النشوة والسرور على ملامح خطاب اليسار الأردني وتحديدا على صعيد من وما تبقى من الشيوعيين.

قبل ذلك ألبس حيتان «فيسبوك» ومواقع التواصل الاجتماعي من الإسلاميين تحديدا الرئيس بوتين رداء آيات الله الإيرانيين مع عمامة الشيعة لصورة بوتين في استعارة تحاول حشر الحملة العسكرية الروسية في مستوى المناصرة الطائفية.

 

«جبهة النصرة» تصادر ثلث أسلحة الداعمين التي تحصل عليها فصائل «الجيش السوري الحر» في إدلب

خاص ـ «القدس العربي»: لم يعد خافيا حصول «جبهة النصرة» على كميات من الأسلحة وشحنات الذخائر من بعض فصائل «الجيش الحرالسوري» في إدلب، لكن ما ظهر على الساحة مؤخرا ان هذه العملية كانت شبه مقننة لفترة من الفترات، أي باتفاق بين «النصرة» والفصائل التابعة لهيئة أركان الائتلاف السوري والمعروفة بـ«الجيش الحر».

وتلقت هذه الفصائل منذ سنوات شحنات من الأسلحة من الدول الداعمة كقطر والسعودية بتنسيق تركي وإشراف أمريكي، ولكن نفوذ هذه الفصائل بدأ يضعف في معظم مناطق المعارضة لصالح التنظيمات الجهادية، وتعرضت إما للإقصاء بكامل كتائبها كما حصل في مناطق «تنظيم الدولة».

وبعض هذه الفصائل تم إقصائه كما حصل لجمال معروف و«حركة حزم» في إدلب على يد «جبهة النصرة»، أو انها بقيت ولكن همش دورها وباتت تحت سيطرة هيئات المحاكم الشرعية الخاضعة لـ «جبهة النصرة» وحلفائها الجهاديين كـ»جند الأقصى» و«الحزب التركمانستاني» كما في إدلب وريفها الممتد حتى سهل الغاب، وأضحت «حركة أحرار الشام» هي الوسيط لحل النزاعات بين «النصرة» والفصائل «المعتدلة» كما تسمى.

ورغم ان بعض فصائل «الجيش الحر» ظلت تتمتع باستقلال بعيدة عن مناطق سيطرة «النصرة» كما هو الحال في حلب وريفها وفي شمال حمص وريف درعا، إلا ان مناطق أخرى كإدلب وريفها أصبحت تخضع تماما لسلطة «النصرة» وحلفائها، مما اضطر بعض فصائل «الجيش الحر» لتقديم ما يشبه بـ «الأتاوات» لـ «النصرة» نظير السماح لها بالتواجد في تلك المناطق، تمثلت في تقاسم كميات السلاح التي تصل من الداعمين في «غرفة الموك» التي يشرف عليها الأمريكان ومنح «النصرة» ما يقرب الثلث من كل شحنة تعبر الحدود، خصوصا ان «النصرة» تملك مفاتيح الإدارة في معبر باب الهوى الحدودي، ما يجعلها قادرة على التحكم بكل ما يدخل للأراضي السورية.

ويقول عضو سابق في غرفة الدعم والتسليح الدولية «موك» ان الأمريكيين أبدو انزعاجهم من التقارير التي تصلهم عن تهريب كميات من السلاح لـ»النصرة»، بل انهم جمدوا بعض المعونات والمنح المالية كرواتب المقاتلين عن بعض الفصائل عندما تبين لهم ان بعض القيادات قد سربت شحنات من الذخائر لـ «النصرة»، وفي حالات اخرى قد يلغى الدعم بالكامل عندما يصل الامر لبيع ذخائر وأسلحة لـ»جبهة النصرة» و«تنظيم الدولة» كما حصل في حادثة نشرت تفاصيلها مؤخرا مع «الجبهة الجنوبية» في درعا جنوب البلاد.

وفيما يتعلق بإدلب يقول الضابط السابق بغرفة تنسيق الدعم «موك» لـ «القدس العربي» ان الفصائل التي تقدم سلاحا لـ «النصرة» هي «الفرقة الساحلية الأولى» و»صقور الغاب» و»تجمع فرسان الحق»، وتتراوح كمية السلاح ونوعيته من مرة لأخرى.

ولكن «النصرة» قد تحصل على السلاح بالقوة أحيانا كما يوضح ضابط الـ «موك» السابق قائلا «منذ ستة أشهر ذهبت «الفرقة الساحلية الأولى» لاستلام معدات من المعبر وتشمل المعدات آليات وسيارات دفع رباعي وشاحنات عملاقة من نوع «فورد» و «تركسات» من نوع jcb وصهاريج كبيرة، اعترضت «جبهة النصرة» الحمولة الآتية عند قاطع دركوش واستولت على مايقارب 15 آلية بين «بيك اب» دفع رباعي وتركس وشاحنات، ولم تستطع «الفرقة الساحلية الأولى» استرجاع جزء من هذه الآليات إلا بعد تدخل «أحرار الشام» كوسيط، وتدقق «النصرة» في أي صلات بين فصائل «الجيش الحر» وفصيلي «جمال معروف» و«حزم» اللذين طردتهما «النصرة» من سوريا، ففي إحدى المرات كانت دفعة من المقاتلين من المقرر ان تذهب للتدريب عبر معبر أطمة الحدودي أوقفها حاجز «النصرة» في قاطع حازم واحتجز دفعة كاملة مؤلفة من ثلاثين مقاتلا ومنعتهم من التوجه إلى أطمة، وفي كل مرة نفس الحاجز يدقق في كل أسماء المقاتلين القادمين خشية ان يكون بينهم مقاتلون تابعين لجمال معروف أو حركة حزم».

وتبقى الأسلحة الاسترتيجية كما تسمى بعيدة عن صفقات التفاهم بين «النصرة» والفصائل، اذ لا تدخل «صواريخ التاو» ضمن هذه التفاهمات بحسب مراقبين، لأن الرقابة على هذه الصواريخ النوعية تكون مشددة من قبل الدول الداعمة وغرف التسليح، ورغم ذلك حصلت حالات تسرب فيها بعض هذه الصواريخ وبيع لفصائل بمبالغ مالية، وان كانت بكميات محدودة نسبيا، خصوصا ان «النصرة» امتلكت بالفعل كميات كبيرة منها خلال سيطرتها على معسكرات للنظام قبل أشـهر، ونشرت وقـتها صورا لمقاتليها مع «غنائمها» من صواريخ مضادة للدروع.

 

المعارضة السورية تفتتح جامعة في مدينة إدلب بقدرة استيعاب تتعدى 20 ألف طالب

منار عبدالرزاق

إدلب ـ «القدس العربي»: أعلنت الإدارة المدنية للمعارضة السورية في مدينة إدلب، في الشمال السوري، افتتاح جامعة في المدينة، تضم ثماني كليات ومعاهد كخطوة أولى وهي موزعة على أربع كليات ومثلها كمعاهد متوسطة وهي «كلية الزراعة، كلية العلوم الإدارية، كلية التربية، كلية العلوم، كلية الآداب»، على أن تشمل المعاهد المتوسطة كلا من: «معهد الطب البيطري، المعهد التقاني للعلوم المالية والإدارية، معهد تقنيات الحاسوب».

وقال بلال جبيرو عضو مجلس شورى المدينة لـ»القدس العربي» إن العام الدراسي في الجامعة سيبدأ، فور الانتهاء من التقديم على المفاضلة الخاصة بها، والتي انطلقت منذ عدة أيام.

وأعلنت «جامعة إدلب» في وقت سابق من الشهر الحالي، شروط التقدم للمفاضلة في كلياتها ومعاهدها، والتي تضمنت الحق في التقدم للمفاضلة لكل طالب الحاصل على الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي التقدم للمفاضلة شرط أن تكون سنة حصوله على الشهادة بين الأعوام 2011 و2015 وبغض النظر عن الجهة المانحة للشهادة.

وبينت أنه يتم طي علامة مادة التربية القومية لجميع الطلاب، ويحسب المجموع من دونها، بينما يتقدم الطالب الحاصل على الشهادة الثانوية إلى المفاضلة بلغة أجنبية واحدة «إنكليزي أو فرنسي» يختارها ويسجلها في بطاقة المفاضلة، ويفاضل الطالب بناء عليه على جميع الرغبات المتاحة له وعلى القسم المماثل للغة التي اختارها.

ولا يحق للطالب المقبول بنتيجة المفاضلة لهذا العام في جامعة إدلب أن يتقدم للمفاضلة في الأعوام المقبلة، وإن حصل على شهادة ثانوية جديدة حتى يتخرج من الكلية أو المعهد الذي قُبل به بنتيجة المفاضلة الحالية.

وبينت الجامعة في إعلانها أنه يتم طي علامة مادة التربية القومية لجميع الطلاب، ويحسب المجموع من دونها، وجاء في شروط المفاضلة أنه في حال تساوي المجموع التفاضلي للطلاب في أي اختصاص ينظر إلى العلامة الاختصاصية ويتم القبول بناء عليها، ولا يسمح للطالب المقبول بنتيجة المفاضلة للعام الدراسي 2015-2016 الانتقال إلى كلية ثانية إلا في العام التالي لعام القبول على أن يكون الطالب محققا لعلامات القبول التي تتطلبها الكلية المراد الانتقال لها في عام التقدم للمفاضلة.

وأشارت الجامعة إلى أن المراكز المعتمدة للمفاضلة هي إدلب المدينة، معرة النعمان، البارة، معارة النعسان، سرمدا، دركوش، والموزعة جغرافيا على كامل مساحة محافظة إدلب.

وأوضحت أن الأوراق المطلوبة هي صورة عن البطاقة الشخصية، أو إخراج قيد مصدق أصولا، وصورة مصدقة عن الشهادة الثانوية بالإضافة لاستمارة المفاضلة عدد 2 تعطى للطالب من مركز التسجيل، ووصل تسجيل بقيمة 200 ليرة سورية أيضا يعطى للطالب من مركز التسجيل.

وفيما يتعلق في الحصول على اعتراف بالجامعة، أوضح عضو مجلس الشورى في مدينة إدلب بلال جبيرو أن الإدارة المدنية تسعى لتأمين الاعتراف، وقد تم عرض الشراكة عليها من قبل عدد من الجامعات المعترف فيها دوليا، وهي تدرس تلك الخيارات، ولفت جبيرو إلى أن القائمين على العملية التعليمية في الجامعة، سيكونون من أصحاب الشهادات العلمية العليا، مبينا أن لدى الإدارة المدنية والقائمين على الجامعة، أكثر من 75 يحملون شهادات عليا، بينها دكتوراة وماجستير في مختلف الاختصاصات المعلن عن افتتاحها.

ولم يحدد عدد الطلاب الذين سيتم قبولهم في الجامعة، مشيرا إلى أن عدد الطلاب سيكون مفتوحا، متوقعا أن يصل عدد المتقدمين للدراسة فيها قد يتجاوز 20 ألف طالب، لافتا في الوقت ذاته إلى إمكانية إكمال الدراسة في الجامعة للطلبة المنقطعين، حيث عليهم أن يتقدموا بأوراق ثبوتية تثبت كونهم طلابا في المرحلة الجامعية الأولى. وتأتي محاولة المعارضة السورية في افتتاح جامعة في مناطق سيطرتها والحصول على الاعترافات اللازمة لذلك، خطوة على الاتجاه الصحيح في مأسسة تلكك المناطق، وتخفيف معاناة الأهالي فيها، من خلال تأمين الخدمات من مياه وكهرباء، فضلا عن استمرار العملية التعليمية التي تُعتبر حجر الأساس في أي تنمية.

 

الولايات المتحدة: القصف الروسي سيصعد التوتر الطائفي في سوريا وفي روسيا نفسها

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: أكد الناطق باسم الخارجية الأمريكي جون كيربي انه اطلع على صور القصف الروسي بالصواريخ الباليستية المنطلقة من بحر قزوين إلى سوريا ولكنه رفض تقييم نتائجها.

وقال «الهجمات الجوية الروسية على سوريا على عكس مايقولونه من انهم يريدون حلا سلميا انتقاليا في سوريا بل انهم يقومون بدعم الأسد ومنع سقوطه ويسهلون بقاءه في السلطة ويجعلون النزاع أسوأ، وتزيد من حدة العنف وستطيل الحرب الاهلية الدموية في سوريا».

وأضاف كيربي «ان القصف الروسي سيصعد التوتر الطائفي في سوريا وفي روسيا نفسها. وان 90 بالمئة من الضربات الروسية الجوية لم تتعرض لـ»تنظيم الدولة» أو لمنظمات تابعة لـ»القاعدة» بل أصابت مجموعات معارضة لنظام الأسد وتحاول تحقيق رحيل الأسد ومستقبل أفضل لسوريا، وإذا ضربت روسيا سوريا بصواريخ كروز أو بالطائرات فإن النتيجة نفسها، انها لدعم الأسد لضرب شعبه ومعارضيه وهذا عمل ليس جيدا لمستقبل سوريا».

وأشار إلى ان الولايات المتحدة مستعدة للحوار العسكري مع الروس ولكن يجب ان يكون هناك مسار سياسي للحوار مواز للحوار العسكري حول ما يحدث في سوريا.

وأكد كيربي انه لم يجر أي حوار بين وزير الخارجية كيري ونظيره الروسي لافروف منذ اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وانه بعد أسبوع من بدء العمليات الروسية في سوريا فإنه لا توجد شفافية حول الاستراتيجية الروسية في سوريا وأن «ما يقولونه هو عكس مايقومون به، أي انهم يقولون انهم يضربون «تنظيم الدولة» بينما هم في الواقع يضربون معارضي الأسد المعتدلين، وإن الروس ليس لديهم استراتيجية بل ما يقومون به هو رد فعل ضد الضغوط التي يواجهها الأسد، وسيفشل الروس في مسعاهم لدعم نظام الأسد ومنعه من السقوط ولأنهم يشعلون التوترات الطائفية أكثر ويجعلون النزاع أسوأ ويجبرون المزيد من السوريين للهروب والهجرة، وروسيا ليس لديها استراتيجية عظمى. انهم فقط يمنعون سقوط الأسد، ورفـض كيربي تقييم ما يقوله الروس انهم دمروا 40 ٪ من البنى التحتية لـ «تنظيم الدولة» لأن ما نراه ان 90 ٪ من القصف ضد معارضي الأسد».

وحول قـول الروس ان الأمريكيين رفضوا تزويدهم بمواقـع «تنظـيم الدولة» في سـوريا أجاب كيربي «كيف يمكن ان نشاركهم في المعلومات الاسـتخباراتية في داخل سورياوالروس يرفضون ان يشاركوننا في الهدف المشترك ضد تنظيم الدولة ويقولون انهم يستهدفون تنظيم الدولة بينما هم يستهدفون القوات المعارضة المعتدلة».

وحول تزايد أعداد الملتحقين بـ»تنظيم الدولة» بعد بدء الحملة الأمريكية والتحالف ضده في 13 أيلول/سبتمبر 2014 علق كيربي «لقد شاهدنا ما قالته وزارة الدفاع ان عدد المقاتلين في التنظيم في سوريا يتراوح مابين 23 ألفا إلى 33 ألف مقاتل، بينما كانت اعدادهم قبل الحملة مابين 20 و31 ألف مقاتل، لكنهم يخسرون العديد من مقاتليهم، ومع ذلك يستمرون في تجنيد الاتباع، ولهذا لا نقلل من صلابة هذا العدو ولكنهم ليسوا بقامة 10 أقدام (أي انهم عمالقة)، ولقد تراجعت سيطرة التنظيم على الأراضي وتمويلهم يتعرض للضغوط، ولم يقتحموا مدنا ولا يستعرضون قواتهم كما حدث في الماضي لأنهم يعرفون انهم سيتعرضون للقصف من التحالف».

 

واشنطن تخشى ضرب الطائرات الأمريكية للقوات البرية الروسية في سوريا عن طريق الخطأ

موسكو لم ترد على مقترحات فصل الأجواء لمنع اشتباك دولي غير مقصود

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: قالت وزارة الدفاع الأمريكية ان طائرة عسكرية أمريكية اضطرت لتغيير مسارها لتجنب الاصطدام مع مع طائرات روسية في سوريا ما أثار مخاوف بشأن حادث دولي.

وأكد مسؤولون ان طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «تنظيم الدولة» قد غيرت مسارها مرة واحدة على الأقل في الأيام الأخيرة منذ ان بدأت روسيا بشن غارات جوية في سوريا، وفي الوقت نفسه، وصف خبراء محادثات الدفاع بين الولايات المتحدة وروسيا لتجنب خطر وقوع حوادث عسكرية من دون قصد في الاجواء السورية بأنها تتسم بالمماطلة.

وقال كابتن البحرية جيف ديفيس، المتحدث باسم البنتاغون، ان الولايات المتحدة اتخذت بعض الإجراءات لضمان الفصل الآمن للطائرات، ولكنها تواصل القيام بطلعات جوية فوق العراق وسوريا لدعم مهمة تدمير «تنظيم الدولة».

وذكرت شبكة «سي بي أس نيوز» ان الطائرات الروسية كانت على بعد 20 ميلا فقط من الطائرات الأمريكية وأميال معدودة من الطائرات من دون طيار كما تشكل روسيا، أيضا، تهديدا للطائرات الأمريكية في العراق حيث يشن الجيش الأمريكي هناك ضربات ضد جماعة «تنظيم الدولة».

وقد أطلقت روسيا، الأربعاء الماضي، صورايخ كروز من سفن في بحر قزوين إلى سوريا عبر المجال الجوي العراقي الذي كانت تحلق فيه طائرات تابعة للولايات المتحدة ودول التحالف، كما انتهكت روسيا خلال نهاية الأسبوع الماضي المجال الجوي التركي الذي تستخدمه الولايات المتحدة ودول التحالف لشن غارات في سوريا.

وشنت روسيا معظم هجماتها لضرب الجماعات المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في غرب سوريا، كما بدأت في شن غارات ضد «تنظيم الدولة» في شرق مدينة تدمر، ولكن الهجمات كانت جاءت بعد ساعات قليلة فقط من ضربات قوات التحالف في المدينة ما زاد من مخاوف اشتباك غير مقصود بين القوات، خاصة ان المحادثات بين البنتاغون ووزارة الدفاع الروسية تبدو في طريق مسدود. وأجرى مسؤولون في البنتاغون محادثات مع الروس عبر دائرة تلفزيونية مغلقة في بداية الشهر الجاري، ولكن الروس قاموا بشن الضربات الجوية على حين غرة بعد يوم واحد فقط من تلك المحادثات، ووفقا للمعلومات التى حصلت عليها «القدس العربي» فإنه لم يتم تحديد موعد للجولة الثانية من المفاوضات في حين لم ترد موسكو حتى الآن على المقترحات الأمريكية بشأن كيفية تجنب أي مواجهات غير مقصودة في المجال الجوي السوري.

وقال الجنرال رالف جوديس، القائد السابق لمقر القيادة الجوية لحلف شمال الأطلسي في تركيا، ان عدم التنسيق التفصيلي بين قوات عاملة في المنطقة نفسها يمكن ان يكون خطيرا للغاية، ولكن حسب المعطيات الحالية في الوقت الحاضر فإن القوات الأمريكية ببساطة تدقق أكثر في ما تراه في الأجواء خشية الوقوع في اشتباك غير مقصود.

ومن المتوقع ان تصبح الحاجة للتنسيق مع روسيا أكثر الحاحا في وقت تستعد فيه موسكو لنشر «قوات برية من المتطوعين» إلى سوريا كجزء من حملتها لدعم نظام الأسد، حيث سيؤدى تواجد القوات الروسية فضلا عن القوات الإيرانية، إلى مشاكل كبيرة للولايات المتحدة وقوات التحالف، من بينها احتمال ضرب القوات الروسية البرية عن طريق الخطأ من قبل قوات أمريكية، وكما قال جوديس فإن الولايات المتحدة لديها القدرة على ضرب القوات الروسـية.

 

هجوم قوات النظام بدعم موسكو يتواصل في سوريا… و«الناتو» قلق من التدخل الروسي

عواصم ـ وكالات: أعلن الجيش السوري أمس الخميس ان المساندة الروسية كانت فعالة لقواته التي تنفذ عملية برية واسعة في وسط البلاد، فيما يعقد حلف شمال الأطلسي اجتماعا وزاريا في بروكسل يركز على نشاط موسكو العسكري في سوريا.

وقال رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السوري العماد علي عبدالله أيوب في تصريح نقله التلفزيون الرسمي السوري ان الضربات الجوية الروسية «خفضت القدرة القتالية لداعش والتنظيمات الارهابية الاخرى»، مؤكدا ان القوات المسلحة السورية حافظت على «زمام المبادرة العسكرية».

وأضاف ان القوات المسلحة السورية بدأت «هجوما واسعا بهدف القضاء على تجمعات الإرهاب وتحرير المناطق والبلدات التي عانت من الإرهاب وويلاته وجرائمه»، من دون تحديد هذه المناطق. وكان الجيش السوري بدأ الأربعاء عملية برية واسعة في ريف حماة (وسط) مدعوما للمرة الأولى بغطاء جوي من الطائرات الروسية، وهو يشتبك في المناطق التي استهدفها الهجوم مع «جيش الفتح» المكون من جبهة النصرة ومن فصائل إسلامية مقاتلة.

ولم يكن في الإمكان الحصول على تفاصيل ميدانية دقيقة عن سير العمليات، إلا ان موسكو كثفت الخميس حملتها الجوية في مناطق قريبة من محور قرى سهل الغاب حيث تجري المعارك، في محافظات اللاذقية (غرب) وحماة (وسط) وإدلب (شمال غرب)، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويخوض «جيش الفتح» منذ أشهر مواجهات عنيفة ضد قوات النظام للسيطرة على سهل الغاب.

وتعد هذه المنطقة استراتيجية وهي ملاصقة لمحافظة اللاذقية التي تتحدر منها عائلة الرئيس السوري بشار الأسد وتعد معقلا للأقلية العلوية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تندرج الضربات الروسية على حماة واللاذقية في إطار عملية واحدة وتأتي مساندة للعملية البرية التي أطلقتها قوات النظام».

وبحسب مصدر عسكري سوري في سهل الغاب، استهدفت الضربات الروسية صباح الخميس ثلاث قرى على الأقل في المنطقة.

ووفق عبد الرحمن «أسقطت فصائل مقاتلة الخميس طائرة مروحية» بالقرب من بلدة كفر نبودة في ريف حماة الشمالي، من دون ان يتمكن من تحديد ما إذا كانت روسية أو سورية. ولفت إلى ان «مصير طاقمها لا يزال مجهولا».

وأعلن فصيل في المعارضة السورية، أمس الخميس، إسقاط طائرة مروحية للنظام السوري في ريف حماة، شمال سوريا.

وذكر تجمع «صقور الغاب»، أحد فصائل «الجيش الحر»، على حسابه الرسمي في «تويتر»، أنه أسقط طائرة مروحية على جبهة كفر نبودة بريف حماة الشمالي، بعد استهدافها بالمضادات الأرضية. وأوضح «أبو عبدالله»، القائد العسكري في تجمع «أجناد الشام»، أن «مروحيتين للنظام السوري، كانتا تعتزمان القيام بعملية إنزال، تعرضتا لنيران المضادات الأرضية التابعة للمعارضة، ما أدى إلى إسقاط إحداها مباشرة، فيما أصيبت الأخرى وهبطت في أرض خاضعة لسيطرة النظام».

وأشار «أبو عبدالله»، أنه «وفق العرف العسكري، تعتبر المروحيتان ساقطتين»، لافتا إلى أن استهداف المروحيتين وقع بين منطقتي المغير وكفر نبودة، باستخدام رشاشات الدوشكا ورشاشات 23 و 14,5، من مسافة قريبة من المقاتلتين.

ونقل التلفزيون السوري الرسمي ان الطائرات الروسية نفذت أمس «ضربات مركزة على التنظيمات الإرهابية في ريف اللاذقية الشمالي دمرت من خلالها 27 هدفا لجبهة النصرة».

ودخل النزاع السوري متشعب الأطراف منعطفا جديدا مع بدء روسيا في 30 أيلول/سبتمبر شن ضربات جوية قالت انها تستهدف ألمجموعات الإرهابية»، فيما تعتبر دول غربية ان هدفها الفعلي دعم قوات النظام في ضوء الخسائر الميدانية التي منيت بها في الأشهر الأخيرة وتنتقد استهدافها فصائل «المعارضة المعتدلة». وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي الأربعاء ان «أكثر من تسعين في المئة من غاراتهم (الروس) التي شهدناها لم تكن ضد تنظيم الدولة الاسلامية أو ضد إرهابيين مرتبطين بالقاعدة. لقد كانت في قسمها الاكبر ضد مجموعات معارضة».

وندد حلف شمال الأطلسي الذي يعقد وزراء دفاع الدول الاعضاء فيه اجتماعا في بروكسل الخميس، بـ»التصعيد المقلق» للنشاط العسكري الروسي.

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ للصحافيين ان هذا التصعيد «واضح نظرا للانتهاكات الأخيرة للمجال الجوي للحلف الأطلسي من طائرات روسية»، في إشارة إلى اتهام تركيا موسكو بتكرار انتهاك مجالها الجوي نهاية الأسبوع الماضي.

وينشر الحلف الأطلسي صواريخ باتريوت على الحدود التركية مع سوريا لحماية أنقرة من تداعيات النزاع السوري، لكن من المقرر إزالتها في وقت لاحق من هذا العام.

وردا على سؤال عما إذا كان الحلف الأطلسي مستعدا لدرس إمكانية توسيع مهمته على ضوء القصف الصاروخي الروسي الأخير، قال ستولتنبرغ «الحلف الأطلسي قادر وجاهز للدفاع عن جميع حلفائه بمن فيهم تركيا».

ويختلف الموقفان الروسي والتركي بشأن الازمة في سوريا، اذ تعد موسكو الحليف الرئيسي للأسد بينما تدعو أنقرة إلى رحيله كحل وحيد للنزاع.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس ان لروسيا مصالح تجارية مهمة في تركيا في قطاعي الطاقة النووية والغاز الطبيعي و»يجدر بها الا تخسرها» من أجل سوريا.

وقال في تصريحات نقلتها صحيفة حرييت «نحن المستهلك الأول للغاز الطبيعي الروسي وخسارة تركيا ستشكل خسارة فادحة لروسيا». وتشهد سوريا نزاعا بدأ في منتصف اذار/مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية قبل ان تتحول إلى حرب دامية متعددة الأطراف، تسببت بمقتل أكثر من 240 ألف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية بالإضافة إلى نزوح الملايين من السكان داخل البلاد وخارجها.

 

الرستن السورية تطالب بلجنة تقصٍّ للتحقيق في الضربات الروسية

دمشق ـ ريان محمد

طالبت هيئات مدنية في مدينة الرستن السورية المحاصرة، بدخول لجنة تقصي حقائق أممية للتأكد من طبيعة أهداف الغارات الجوية الروسية، معلنةً تعليق حركة التعليم في المدينة، وإيقاف فعاليات ونشاطات مدنية أخرى بسبب القصف الروسي.

وقال الناشط الإعلامي وائل أبو ريان، لـ”العربي الجديد”، إن “المجلس المحلي، وهو السلطة المدنية العليا في المدينة، ممثلاً برئيس المجلس، مصطفى الحسين، ومدير التربية، شاهر عبيد، ومدير المكتب الطبي حمزة أيوب، عقد مؤتمراً صحافياً طالب فيه بدخول لجنة تقصي حقائق أممية، للتأكد من طبيعة أهداف الغارات الروسية، مُبدياً استعداده للتعاون معها”.

 

ولفت إلى أن “غارات الطيران الروسي استهدفت المدنيين في المدارس والمنازل ولم تستهدف أي تنظيمات إرهابية”، مؤكّداً في الوقت نفسه أنه “لا يوجد في الريف الشمالي أية تنظيمات كما زعموا، إذ إن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) غادر الريف الشمالي منذ أكثر من عام والجميع يعرف ذلك”.

وتابع أنّه “بناءً على غارات الروس فقد قرّر المجلس المحلي إيقاف المدارس البالغ عددها نحو 25 مدرسة، خوفاً من ارتكاب مجازر بحق الأطفال، إضافة إلى تدابير احترازية أخرى مثل تعليق أعمال الجمعيات ومكاتب الخبز والتوزيع ليلاً خوفاً من قصفها، بالإضافة إلى توعية الناس إلى عدم التجمع وكيفية إخلاء التجمعات أثناء الغارات”.

كذلك تطرّق المجلس إلى معاناة فرق الدفاع المدني جراء نقص في المعدات والإمكانات التقنية، الأمر الذي تسبب ببقاء جثث تحت الأنقاض لأيام عدّة.

من جانبه، قال رئيس المكتب الطبي في مدينة الرستن، حمزة أيوب، خلال المؤتمر، إن “جميع القتلى والجرحى نتيجة الغارات الروسية، هم من المدنيين”، لافتاً إلى أن “المدنيين في المدينة يعانون من الحصار المطبق، إذ ممنوع إدخال الأدوية والمعدات الطبية، فضلاً عن القصف الذي تعرض له المشفى الميداني منذ يومين وأسفر عن أضرار كبيرة”.

وأضاف أن “استهداف المستشفى، أخيراً، ألحق أضراراً جسيمة به أنذرت بدماره وغياب الجهة الإسعافية للمدينة، الأمر الذي استدعى تجهيز فرق إسعاف أكثر جاهزية لمواكبة أماكن الغارات، وهم يقومون بالتنسيق مع باقي مشافي الريف لتبادل الأطباء ونقل الجرحى، خاصة في حالة العمليات الجراحية”.

وتعرضت مدن وبلدات في ريف حمص الشمالي للعديد من الغارات الجوية التي شنها الطيران الروسي، خلال الأيام الماضية، ما تسبب بسقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم أكثر من 45 حالة بتر أطراف، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة.

 

“داعش” يضيّق الخناق على المعارضة في ريف حلب الشمالي

رامي سويد

أحرز تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) تقدماً في مناطق من ريف حلب الشمالي، على حساب مقاتلي المعارضة السورية، بعدما شن، منذ منتصف ليل الخميس، هجمات متكررة على محاور عدة، ليتمكن من التقدم والسيطرة على بلدة تل قراح، ما أجبر قوات المعارضة المتمركزة في مدرسة المشاة وسجن الأحداث والمنطقة الحرة، وبلدات تل شعير وبابنس، على الانسحاب حتى لا تقع في حصار بين “داعش” المتواجد شمالاً، وقوات النظام السوري التي تُسيطر على المدينة الصناعية وبلدات حندارت وسيفات جنوباً.

 

وأكّد الناشط حسن الحلبي، لـ”العربي الجديد”، أن “معارك الكر والفر التي استمرت طوال الليلة الماضية أفضت إلى سيطرة داعش على بلدتي فافين وتل قراح، لتجبر قوات المعارضة على الانسحاب من مدرسة المشاة”، وهي أكبر القواعد العسكرية التي تُسيطر عليها المعارضة في الشمال السوري.

 

” ووفق الناشط فقد تمكن “داعش” من بسط سيطرته على القاعدة والمناطق العسكرية والبلدات المُحيطة بها، بالإضافة إلى سيطرته على نحو عشرة كيلومترات من خطوط الاشتباك مع قوات النظام، والتي تتمركز في المدينة الصناعية وسجن حلب المركزي وبلدتي حندرات وسيفات.

 

ولفت الحلبي إلى أن الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة و”داعش” ترافقت مع قصف مدفعي من قوات النظام لمناطق تمركز قوات المعارضة، واعتبر الحلبي أن “القصف كان مركزاً على نقاط تمركز المعارضة، والتي يهاجمها داعش، الأمر الذي يعتبر تمهيداً نارياً لمقاتليه”.

 

وبحسب مصادر مقرّبة من المعارضة المسلحة تمكن “داعش” من إيقاع جزء من قوات المعارضة التي انسحبت بكمين في منطقة تل سوسيان قرب تل قراح، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفها، من دون الكشف عن عددهم بعد.

 

يشار إلى أن هذا التقدم لـ”داعش” مكّنه من زيادة الضغط على فصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي، إذ بات على بعد أقل من عشرة كيلومترات للوصول إلى بلدة رتيان أو بلدة بيانون، اللتين يمر بهما آخر خط إمداد يصل مناطق سيطرة المعارضة بريف حلب الشمالي، بمناطق سيطرتها في مدينة حلب وريفها الغربي.

 

مقتل صالح ليلى مراسل وكالة “الأناضول” في حلب

أمين محمد

قتل الناشط الإعلامي صالح ليلى، مساء أمس الخميس بتفجير سيارة مفخخة في مدينة حريتان  شمال حلب، والتي أدت إلى مقتل وإصابة العشرات. ونعى إعلاميو حلب صالح ليلی الذي كان يعمل مراسلاً ومصوراً لدى وكالة الأناضول في المدينة، وكان من أبرز الناشطين الإعلاميين فيها. وذكر زملاء له أنه كان يعمل “بصمت، وكان يقوم بمساعدة الصحافيين الذين يدخلون سورية لتغطية الأحداث فيها”.

ودانت وكالة الأناضول “التفجير الإرهابي الذي أودى بحياة مراسلها في حلب”. وقالت الوكالة إنّ “صالح محمود ليلى” لقي حتفه جرّاء تفجير تنظيم “داعش لسيارة مفخخة وسط مدينة حريتان، بريف حلب شمالي سورية”.

وذكرت أن “ليلى” (27 عاماً) قد أصيب قبل نحو 3 أشهر بحروق في وجهه، خلال تغطيته للمعارك في حي جمعية الزهراء، حيث تم نقله إلى تركيا لتلقي العلاج فيها.

وغطى “ليلى” بالصور والفيديو  خلال عمله كمراسل للأناضول، المعارك في شمال سورية، بالإضافة إلى تقديمه العديد من التقارير المصورة التي تخص معاناة الأهالي في ظروف الحرب، وتصدرت الصور التي التقطها “ليلى” العديد من الصفحات الرئيسة لوسائل إعلام عالمية.

و”ليلى” من مواليد عندان عام 1988، وخريج معهد حاسوب، متزوج منذ عام، وزوجته حامل، وفق الاناضول.

يعتصر القلب لفقدان الشهيد الناشط الإعلامي صالح ليلى ابن عندان مراسل الاناضول، تاريخ متنقل للثورة لم يترك معركة إلا وصال فيها، خسارة حقيقية

ولقي خلال سنوات الثورة العشرات من الناشطين الإعلاميين مصرعهم في مدينة حلب وريفها والتي تصنّف ضمن أكثر المدن في العالم من حيث الخطورة، على يد قوات النظام، وتنظيم “الدولة الاسلامية” الذي قتل عدداً من الناشطين الإعلاميين أبرزهم: عبد الوهاب الملا، ومحمد سعيد، مؤيد سلوم، أبو مريم. وقتل ناشطون بمفخخات التنظيم أبرزهم أبو يزن الحلبي، حازم عزيزي (مدير مركز أعزاز الإعلامي).

ولا يكاد يمر شهر دون وقوع عدد من الإعلاميين في سورية قتلى ومصابين، حيث قتل ثمانية إعلاميين في سورية خلال شهر سبتمبر/ يلول الماضي، على يد عدة أطراف، بحسب ما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

 

“الحظ السعيد” خذل صواريخ بوتين “الذكية”.. فأصابت إيران

قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، إن ما لا يقل عن أربعة صواريخ، من بين 24 صاروخاً، أطلقت الأربعاء من سفن حربية روسية في بحر قزوين باتجاه سوريا، وسقطت في إيران. واعتبر المسؤولون ذلك انتكاسة للمنظومة الصاروخية الروسية التي تستخدم لأول مرة في عمليات قتالية.

 

ونقلت شبكة “سي ان ان” عن المسؤولين، قولهم إن الصواريخ التي تم إطلاقها هي من نوع “كروز كاليبر”، وتتمتع بدقة عالية في إصابة الأهداف، إلى جانب سرعتها العالية وقدرتها على حمل رأس حربي يصل وزنه إلى 454 كيلوغراماً.

 

وأشار المسؤولون إلى وجود حالة من الغضب داخل “البنتاغون” لأن روسيا أقدمت على إطلاق هذه الصواريخ من دون تقديم تحذيرات، وهي خطوة من بين عدد من الخطوات التي تقوم بها القوات الروسية من دون تحذيرات مسبقة.

 

موسكو نفت تلك الأخبار، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إن الصواريخ الروسية التي أطلقت من بحر قزوين، بلغت أهدافها داخل الأراضي السورية. وقال المتحدث الروسي: “على عكس شبكة سي أن أن الإخبارية نحن لا نتحدث بالإشارة إلى مصادر مجهولة.. نحن نعرض إطلاق صواريخنا والأهداف التي تصيبها”، في حين نقلت وكالة “أسوشييتد برس” عن مسؤولَين أميركيين قولهما إنه من غير المعروف إن كانت الصواريخ التي أخطات أهدافها قد تسببت في أضرار في إيران.

 

ونقلت وكالة أنباء إيرانية عن محافظ مدينة بلدة تكب الغربية، قوله إن جسماً طائراً مجهولاً سقط في قرية قريبة من المدينة.

 

وكانت البحرية الروسية في بحر قزوين، وفي استعراض للعضلات، قامت بإطلاق 26 صاروخاً باليستياً، باتجاه سوريا، ليلة الأربعاء، التي صادفت عيد ميلاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الـ63. وكان بوتين قد احتفل بذكرى ميلاده، بالمشاركة في مباراة هوكي، في منتجعه المفضل سوتشي على البحر الأسود.

 

وعرض التلفزيون الحكومي الروسي، لقطات لوزير الدفاع سيرجي شويغو، وهو يبلغ بوتين، أن القوات الروسية نفذت غارات على 112 هدفاً في سوريا، وأن صواريخ كروز قد أطلقت من بحر قزوين. وقال بوتين: “إن تنفيذنا هذا من بحر قزوين من مسافة نحو 1500 كيلومتر بأسلحة بالغة الدقة وإصابتنا كل أهدافنا لهو دليل على الإعداد الجيد لمجمعنا العسكري الصناعي”.

 

بوتين، بعد تأكده من دقة أسلحته وإصابتها جميع الأهداف، عاد وسجل سبعة أهداف “نظيفة” في مباراة الهوكي، وسط هتافات المتفرجين. وضمّ فريق بوتين الفائز “دوماً” وزير دفاعه، وطائفة من النجوم السابقين في دوري هوكي الجليد، في أميركا الشمالية، في حين ضم الفريق الخاسر أصدقاء قدامى لبوتين بينهم بعض من أغنى أغنياء روسيا.

 

وعرض التلفزيون لقطات لبوتين وهو يرتدي زي هوكي الجليد بألوان علم روسيا ويتحدث إلى المتفرجين وزملائه اللاعبين في ساحة المباراة. وقال: “من يعمل ويطمح إلى النصر يحقق بلا شك النصر. حظاً سعيداً للجميع”.

 

لكن الحظ لم يرافق صواريخه الذكية، تلك الليلة، التي سقطت في بلد حليف، بخطأ في المسافة يصل إلى أكثر من 1000 كيلومتر. ومن تبقى منها، استهدف كل شيء في سوريا، ما عدا تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 

حلف الأطلسي: قوات الرد السريع جاهزة للتوجه إلى تركيا

أنهى حلف شمال الأطلسي، الخميس، اجتماعاً على مستوى وزراء دفاع الدول الأعضاء في بروكسل، بحثوا فيه خيارات الرد على العملية العسكرية الروسية في سوريا، وإمكان إرسال قوة إضافية إلى تركيا، فيما أعلنت موسكو على الفور أنها سترد على أي “اقتراب للحلف من حدود روسيا”.

 

وأعرب أمين عام “الناتو” ينس ستولتنبرغ، عن استعداد الحلف نشر قواته للرد السريع في الحدود الجنوبية للحلف. مؤكداً على امتلاك القيادات لجميع القدرات الضرورية اللازمة لنشر قوات الرد السريع، وبأن الحلف سيدرس خلال الأشهر المقبلة كل الاحتياجات الأمنية الجديدة التي ظهرت عند حدوده الجنوبية، مؤكداً أنه ليس بحاجة إلى مساعدة روسية لضمان أمن تركيا. وقال ستولتنبرغ “باتت لدينا الإمكانيات الكافية والبنية التحتية الضرورية لتوفير احتياجات تلك القوات في هذه المنطقة”.

 

واستهل ستولتنبرغ الاجتماعات بدعوة موسكو إلى لعب دور بناء في عملية الانتقال السياسي في سوريا، وضرورة تخليها عن دعم الأسد، إذا كانت تسعى فعلاً للمساهمة في التسوية السلمية للأزمة السورية، مشدداً على عدم وجود حل عسكري للقضية.

 

وذكر ستولتنبرغ  أن الناتو على اتصال دائم مع تركيا، وأن الحلف عزز من قدراته على النشر السريع للقوات، بما في ذلك إرسال القوات في الاتجاه الجنوبي، وتحديداً إلى تركيا، إذا اقتضت الضرورة لذلك. وقال “إننا نجري دائماً تقييماً للأوضاع في سوريا، وتشارك في ذلك أيضاً السلطات التركية”. وتطرق أثناء حديثه إلى اختراق الأجواء التركية من قبل المقاتلات الروسية، وأعلن أن الحلف “قادر على الدفاع عن جميع حلفائه من أي خطر ومن ضمنهم  تركيا”.

 

ووافق الوزراء خلال الاجتماع على استحداث مركزين جديدين للقيادة والرقابة في كل من هنغاريا وسلوفاكيا، بالإضافة إلى تبني رؤية جديدة لقوات الرد السريع من أجل تقويتها وزيادة قدرتها على العمل السريع، وزيادة عدد أفراد القوات إلى 40 ألف شخص.

 

ويأتي هذا الاجتماع في الوقت الذي تتحدث فيه موسكو وواشنطن عن قرب إجراء الجولة الثانية من المشاورات بين وزارتي الدفاع في البلدين، من أجل تجنّب أي صدام بينهما في الأجواء السورية. وحول هذا الموضوع لفت ستولتنبرغ إلى أن “الناتو” يرحب بالمشاورات العسكرية بين روسيا والولايات المتحدة، والتي ترمي إلى ضمان أمن الطيارين المشاركين بالعمليات الجوية في سوريا.

 

في المقابل، جددت موسكو على لسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إصرارها على أن توضيحاتها حول حادث اختراق الأجواء التركية يوم السبت الماضي كانت كافية. لكنه أكد على استعداد الجانب الروسي مواصلة الحوار مع أنقرة بهذا الشأن.

 

من جهته، أعرب الناطق الإعلامي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف عن أسفه لاقتراب البنية التحتية لحلف “الناتو” من الحدود الروسية، مشدداً على أن هذا النهج للحلف سيثير حتماً رداً من قبل روسيا. معتبراً أن الحلف يحاول التستر على خططه التوسعية باتجاه حدود روسيا بالحديث عن خطر وهمي مصدره روسيا. كلام بيسكوف يأتي رداً على إعلان وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، الذي أعلن لدى وصوله إلى بروكسل لحضور الاجتماع، أن المملكة المتحدة بصدد إرسال قوات لها إلى دول البلطيق بهدف “إحباط استفزازات محتملة من جانب روسيا”. معتبراً أن هذه الخطوة “جزء من استراتيجيتنا الرامية إلى ضمان الوجود الدائم على الحدود الشرقية للناتو، وللرد على الاستفزازات وأية عدوان جديد من قبل روسيا في المستقبل”.

 

ريف حماة: خسائر كبيرة للنظام.. رغم الغطاء الروسي

منهل باريش

تصدّت فصائل الجيش السوري الحر لمحاولة إقتحام قوات النظام لريف حماة الشّمالي، عبر محوّري كفرنبودة  ومورك، موقعة خسائر فادحة في صفوفه تمثّلت بإعطاب أكثر من 30 آلية ثقيلة، بالإضافة إلى إسقاط مروحية هجومية قرب كفرنبودة، الخميس، وسط أنباء عن مقتل جنرال روسي.

 

وجاء الهجوم بعد إجتماع جرى في وقت سابق بين وفد “المصالحة” في بلدة كفرنبودة وممثلين عن قوات النظام، حيث طلب الأخير من الوفد تسهيل عملية مرور الجيش إلى الريف الجنوبي، وصولاً إلى خان شيخون عبر بلدة الهبيط جنوبي إدلب، مقابل إعطاء الأمان لأهالي البلدة، الأمر الذي تم رفضه من قبل فصائل المعارضة في البلدة. وحشدت قوات النظام للسيطرة على الهبيط، تمهيداً للسيطرة على الريف الجنوبي من إدلب.

 

وقال القيادي في حركة “أحرار الشام الإسلامية”، قائد “لواء الخطاب” أبو حسام لـ”المدن” إنّ “الأوضاع حالياً جيدة، واستطاع الثّوار امتصاص محاولة اقتحام قوات النظام وكبدوهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، حيث تسعى قوات النظام (إلى) تحقيق نصر وهمي، وتصدّر للعالم أنّ الروس جاؤوا كمخلصين”.

 

من جهة ثانية، كشف مدير المكتب الإعلامي في “الفرقة الوسطى” العاملة شمال حماة أبو الوتين لـ”المدن” عن إسقاط مروحية  لقوات النظام، بريف حماة، فوق المغيَر، وأشار إلى أنّ الفصائل هناك تمكّنت من تدمير 20 آلية ثقيلة لقوات النظام من بينها 3 دبابات وقاعدة “كونكيت”، بالإضافة إلى سيارة “زيل” عسكرية، ومدفع عيار 55 وكذلك رشاش 14.5 في المغير، بالإضافة لاغتنام “ثلاث دبابات روسية الصنع”.

 

وكشف أبو الوتين أنّ “قوات النظام تحشد في الوقت الحالي للسيطرة على كفر نبودة، لكن بحسب أحد المراصد فإنّ الفصائل أبطلّت من فعالية الهجوم، عبر قصفها لأماكن تجمع قوات النظام، ما أوقع على الأقل 20 قتيلاً في صفوف تلك القوات”.

 

ويرى مدير المكتب الإعلامى في “الفرقة الوسطى” أنّ الأهمية الاستراتيجية للمعارك الجارية، في ريف حماة الشّمالي، تكمن في أنّ النظام يريد أن يحقق نصراً معنوياً، بمساندة الروس في “تلة سكيك” شرقي مورك، و”تل الصياد” غربي مورك، وبلدة كفرنبودة، من أجل السيطرة على طول الخط من الشرق إلى الغرب، ورصد تحركات المعارضة في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.

 

وتفتقر المراصد التابعة للمعارضة في تلك المنطقة إلى مراقبين يتقنون اللغة الروسية، حيث باتت المعارك في الريف الحموي بقيادتهم. ومهمة تلك المراصد هي نقل أخبار المعارك من خلال القبضات اللاسلكية (التوكي وكي)، كما تقوم باختراق ترددات قوات النظام من أجل الإطلاع على ما يجري في غرف عملياتهم.

 

في هذا الشأن، يقول أحد أعضاء مرصد كفرزيتا، ويدعى أبو عبدو، إن الشيفرات التي يتمكنون من فكّها، خلال اعتراضهم ترددات الأجهزة اللاسلكية، تقتصر على معرفتهم لعدد من الكلمات باللغة الروسية مثل “انسحاب، قصف، مقتل..”. ويشير لـ”المدن” إلى تمكّنهم من رصد نبأ مقتل الجنرال الروسي بونيت بوسيت من خلال رصد مكالمات عبر قبضات اللاسلكي بين المقاتلين الروس.

 

وكان لصاروخ “تاو” الأميركي، المتوفر لدى فصائل الجيش الحر، الأثر الكبير خلال هذه المعركة، حيث سهّل عمليات استهداف آليات النظام. وتلك الفصائل هي تجمع “العزة”، وكتائب “المشهور”، وتجمع “صقور الغاب”، و”الفرقة 13″، و”فرسان الحق”، و”الفرقة الوسطى”، و”الفرقة 101″، ولواء “صقور الجبل”، و”فيلق الشام”، فضلاً عن حركة “أحرار الشّام” التي كانت حاضرة خلال التصدي للهجوم.

 

على الصعيد الإنساني، خلّفت المعارك في ريف حماة أوضاعاً إنسانية صعبة، كانت انعكاساتها الأكبر على بلدة كفرنبودة، الّتي حضنت حتى وقت قريب عدداً كبيراً من النازحين، بسبب هدنة غير معلنة مع قوات النظام، تنص على عدم القصف المتبادل من الطرفين.

 

في السياق، قال عضو  المجلس المحلي في كفرنبودة أبو رشيد، لـ”المدن” إنه “لم يبقَ في المدينة أي شخص من الأهالي. ما يقرب من 70 ألف شخص نزحوا منها، حيث كانت تأوي أهالي اكثر من 34 بلدة من ريف إدلب وحماة”.

 

وأشار أبو رشيد إلى أنّ أكثر الأهالي النازحين افترشوا الأراضي الزراعية وناموا تحت الأشجار، فيما ذهب البعض منهم إلى المخيمات، ولازال آخرون يبحثون عن مأوى، موضحاً أنّ أبرز احتياجات الأهالي هي “الخيام” بالإضافة إلى حليب الأطفال.

 

المعارضون السوريون: واقع جديد وسط الغارات الروسية

واصلت جماعات المعارضة السورية، التي تعرف بكونها مدعومة من الولايات المتحدة، قتالها ضد الجيش النظامي السوري خارج مدينة حماه لعدة شهور، غير أن لاعبا جديدا قد انضم إلى الحلبة، وهو المقاتلات الحربية الروسية، التي تكررت غاراتها لقصف المواقع الأمامية للجماعة المتمردة، متبوعة بضربات جوية من المقاتلات التابعة للنظام السوري.

 

وخلقت الحملة الجوية الروسية، التي تعبر أسبوعها الأول، واقعا جديدا بالنسبة للمعارضة السورية، حيث يقول المقاتلون إن الهدف من تلك الغارات الجوية هو إضعاف قوات المعارضة في مواجهة قوات بشار الأسد، وليس فقط سحق قوات تنظيم داعش وغيره من المسلحين المتطرفين كما تزعم موسكو.

 

وتمكنت الغارات الجوية الروسية، الأقوى بطبيعة الحال من مثيلاتها السورية، من ضرب مواقع مهمة على عدة جبهات رئيسية، حتى إنها هاجمت قواعد المعارضة على طول الحدود السورية التركية، وهي المنطقة التي اعتبرتها المعارضة آمنة بصورة نسبية نظرا لتجنب القوات الجوية السورية الطيران فيها.

 

تحتم إثر ذلك على عدد من فصائل المعارضة، من المعتدلين والمتطرفين والراديكاليين على حد سواء، إخلاء بعض قواعدهم ونقل الأسلحة ومخازن الذخيرة، وفقا لتصريحات بعض نشطاء المعارضة وقادتها. ويطالبون الآن جهات الدعم الإقليمي، مثل دول الخليج العربي وتركيا، بتعزيز إسنادهم بما في ذلك توفير المزيد من الأسلحة المتطورة مثل الصواريخ المضادة للطائرات.

 

ويحذر الكثير من المراقبين من أن التدخل العسكري الروسي من شأنه تعزيز قوة المتطرفين، من شاكلة تنظيم داعش والفرع التابع لتنظيم القاعدة في سوريا، عن طريق حشد الناس إلى صفوفهم، في الوقت الذي تتعرض فيه القوات المتمردة المعتدلة للمزيد من الإضعاف بالفعل.

 

يقول اللواء جميل الصالح، قائد «تجمع العزة»، إنه تعين على قواته إعادة الانتشار في مناطق آمنة بعد تعرض 22 فردا منها للإصابة المباشرة إثر الغارات الجوية الروسية، لكنهم لم ينسحبوا من خطوط المواجهة في بلدة اللطامنة إلى الشمال من حماه. وكانت الغارات الجوية تهدف بمنتهى الوضوح إلى نقل تلك المنطقة لسيطرة الحكومة السورية، كما أفاد اللواء الصالح.

 

وتابع اللواء الصالح، الذي انشق عن الجيش النظامي السوري، قائلا لوكالة «أسوشييتد برس» الإخبارية: «يود النظام السوري لو أنه تمكن من استعادة تلك المنطقة بعد الخسائر الفادحة التي مني بها هناك». وأضاف أن الجيش السوري النظامي يبغي تحقيق أي انتصارات عسكرية من أجل «رفع الروح المعنوية لقوات النظام والشبيحة»، في إشارة إلى وحدات الميليشيات الموالية للنظام الحاكم.

 

وتعد روسيا هي الحليف الأقدم لنظام بشار الأسد، وتصر في مزاعمها على أن حملتها الجوية الأخيرة ليس الهدف منها إلا سحق المسلحين المتشددين. وتقول إنها تستهدف مواقع تنظيم داعش وغيره من الجماعات المتطرفة مثل جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، والجماعات ذات النزعة المتشددة على غرار «أحرار الشام». ونالت بعض الغارات الجوية بالفعل من المواقع التابعة لتنظيم داعش. فقد صرح يوم الثلاثاء الماضي المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يراقب تطورات الحرب في سوريا عن كثب، بأن المقاتلات الروسية نفذت خلال الساعات الـ24 الماضية 34 غارة جوية في وحول مدينة تدمر السورية، والتي تخضع الآن لسيطرة تنظيم داعش، كما نفذت غارات أخرى خارج مدينة الرقة التي يتخذ منها التنظيم الإرهابي عاصمة له.

 

غير أن أحد النشطاء التابعين للتنظيم الإرهابي نفى وقوع أي إصابات جراء الغارات الروسية على مواقع التنظيم. وأضاف متحدثا عبر «سكايب» بغير الكشف عن هويته: «إننا نستفيد كثيرا من تلك الحرب ومن تحالفات أعدائنا».

 

ركزت القوات الروسية، عبر أكثر من 100 طلعة جوية منذ يوم الاثنين الماضي، على محافظة إدلب الواقعة إلى شمال غربي البلاد، وعلى مدينتي حمص وحماه الرئيسيتين، أي كل المناطق الاستراتيجية للقتال ما بين قوات المعارضة والقوات الحكومية. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أغلب الغارات الجوية وجهت ضرباتها إلى مواقع جيش الفتح، وهو التنظيم الكبير الذي تنضوي تحته جبهة النصرة وقوات أخرى ذات آيديولوجيات إسلامية، كما يضم بعض الفصائل المعتدلة الأخرى، مثل الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب.

 

وأكدت ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، يوم الثلاثاء أن الحملة الجوية لبلادها في سوريا لا تستهدف إلا مواقع الجماعات المتطرفة فقط. غير أنها أشارت في معرض كلامها إلى أن الحملة الجوية تشمل كذلك طيفا واسعا من الفصائل تحت ذلك التصنيف. وأضافت من موسكو: «تلك الجماعات ذات طبيعة مائعة وتختلف توجهاتها باختلاف الأوقات. فإذا كان العنصر يتحدث مثل الإرهابيين، ويتصرف مثلهم، ويقاتل مثلهم، فهو إرهابي لا محالة»، مشيرة إلى عبارة كان رئيسها سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، قد استخدمها الأسبوع الماضي في الأمم المتحدة.

 

أما وليد المعلم، وزير الخارجية السوري، فقد أشار خلال مقابلة أذيعت يوم الاثنين الماضي عبر قناة «الميادين» ومقرها بيروت، إلى قرارات مجلس الأمن الدولي التي تدين تنظيم داعش الإرهابي، وجبهة النصرة، والجماعات الموالية لتنظيم القاعدة، من واقع أنها تعتبر مبررا كافيا لاستهدافها بواسطة الحملة الجوية الروسية، على الرغم من أن تلك القرارات الأممية لا تخول استخدام القوة العسكرية ضد تلك التنظيمات.

 

وقال المعلم خلال المقابلة «إذا وجهت الضربات ضد (داعش)، أو جبهة النصرة، أو أحرار الشام، فما زلنا نعمل ضمن قرارات مجلس الأمن الدولي». غير أن القرار الأممي لا يذكر جماعة «أحرار الشام» على وجه التحديد، لكن الحكومة السورية تتعامل مع كل الفصائل المتمردة من واقع أنها جماعات «إرهابية». وأشار إلى أن حكومته كانت تتبع الحجة الدافعة بأن مجموعة كبيرة من الجماعات تعتبر من زاوية النظام الحاكم أهدافا محتملة بموجب القرارات الأممية.

 

ونقلت صحيفة «الأخبار» اللبنانية وثيقة الصلة بالحكومة السورية عن مسؤول عسكري سوري كبير لم تكشف عن هويته قوله: «إن كل من يحمل السلاح في وجه الجيش السوري هو من الأهداف المحتملة» بالنسبة للجانب الروسي. وتابع بقوله إن الضربات الجوية كانت تستهدف مواقع المتمردين في المناطق التي تربط أقاليم إدلب وحماه وحمص، وإن الحملة الجوية نجحت في تأمين اللاذقية – المدينة الساحلية والإقليم الذي يعد معقل الأسد ومعقل الطائفة العلوية المتفرعة عن الشيعة.

 

وقال اللواء المتقاعد هشام جابر من الجيش اللبناني، والمطلع على الشأن العسكري السوري، إن هدف الحملة الجوية الروسية هو تطهير المنطقة المركزية من المعارضين لحماية المناطق الساحلية من خطرهم. وأضاف أن الجيش السوري سوف ينتقل لاحقا إلى العمليات البرية، تحت الغطاء الجوي الروسي. ويدرك الجانب الروسي أنه لا يمكنه استعادة وضعية نظام الأسد على ما كان عليه قبل الحرب، كما تابع يقول: «إنهم يريدون للجانب السوري الجلوس إلى طاولة المفاوضات واقفا على رجليه وليس جالسا على كرسي متحرك».

 

وتتبع الغارات الجوية السورية مثيلاتها الروسية في المناطق نفسها، كما يقول النشطاء. غير أن الغارات الروسية، على الرغم من ذلك، تعتبر أكثر قوة وعنفا من السورية. وقال أسعد كنجو، وهو ناشط من الشمال ويعيش في تركيا، إن الروس يستخدمون معلومات الاستهداف التي تستخدمها الحكومة السورية نفسها.

 

مسؤول سعودي: المملكة ستواجه التدخل الروسي بسلاح نوعي للمعارضة السورية

تشمل أسلحة موجهة مضادة للدبابات

كشف مسؤول في الحكومة السعودية أن بلاده سترد على التدخل العسكري الروسي في سوريا بتزويد مجموعات من المعارضة بسلاح نوعي.

 

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن المسؤول، الذي وصفته بأنه «رفيع المستوى» دون أن تكشف عن هويته، إن إمدادات من الأسلحة الحديثة، بينها أسلحة موجهة مضادة للدبابات، سيتم تقديمها إلى ثلاثة مجموعات من قوات المعارضة المناهضة لحكم «بشار الأسد» وحلفاءه من الروس والإيرانيين واللبنانيين.

 

وأوضح أن الجماعات، التي سيتم تزويدها بهذه الأسلحة، لن تشمل تنظيمي «الدولة الإسلامية» أو «جبهة النصرة».

 

وبدلا من ذلك، ستذهب هذه الأسلحة إلى ثلاثة تحالفات من المعارضة هي: «جيش الفتح»، و«الجيش السوري الحر» و«الجبهة الجنوبية»، حسب المسؤول السعودي.

 

وبين أن قطر وتركيا تلعبان دورا محوريا في الحفاظ على الدعم السعودي لقوات المعارضة السورية التي تقاتل قوات «الأسد»، وفي بعض الأحيان، تنظيم «الدولة الإسلامية».

 

ولم يستبعد المسؤول السعودي قيام بلاده بتزويد المعارضة السورية بصواريخ من طراز «أرض – جو»، وهي خطوة يعارضها الكثيرون في الغرب خوفا من أن تقع في أيدي تنظيم «الدولة الإسلامية» وينتهي بها المطاف إلى استخدامها لإسقاط طائرات التحالف الدولي التي تقوده الولايات المتحدة أو حتى طائرات مدنية.

 

وتصنف موسكو كل المجموعات المعارضة لحكم «الأسد» على أنها «إرهابية»، ومن بينها، قوات المعارضة التي دربتها واشنطن.

 

ومنذ 30 سبتمبر/أيلول الماضي، بدأت روسيا حملة جوية في سوريا، مدعية أنها تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكن دولا غربية وعربية وتركيا تؤكد أن موسكو تستخدم «الدولة الإسلامية» كذريعة لضرب خصوم رئيس النظام السوري، «بشار الأسد».

 

وأول أمس الثلاثاء، قالت صحيفة «رأي اليوم» اللندنية إن موسكو حذرت دول الخليج، وخاصة قطر والسعودية، من مغبة تسليح المعارضة السورية بأسلحة حديثة ضد الطائرات الروسية.

وأوضحت أن هذا التحذير جاء عبر خطاب سري بعثة روسيا للحكومات الخليجية.

 

«بروكينغز»: بيان علماء السعودية ضد روسيا عودة إلى زمان الجهاد الأفغاني

في بيان يأخذنا إلى زمان مضى، تحديدا إلى الحرب ضد الاتحاد السوفيتي قبل 36 عاما في أفغانستان، وقع 55 من رجال الدين الوهابيين السعوديين على دعوة للجهاد ضد روسيا بعد تدخلها العسكري في سوريا. متهمين الولايات المتحدة والغرب بالتواطؤ مع موسكو من خلال التظاهر فقط بدعم المعارضة السورية منذ عام 2011. البيان ليس وثيقة رسمية للمملكة، لكنه بلا شك يلقى الكثير من الدعم داخل بيت آل سعود.

 

ويدعو البيان جميع المسلمين السنة إلى توحيد صفوفهم لهزيمة الأكاسرة والقياصرة الذين دعموا «النظام الصليبي» وشركاءه العلويين في دمشق. الروس «الشعب المتعصب للصليب» مدعوون لتذكر كيف دمر المجاهدون الأفغان الاتحاد السوفياتي في عام 1989 في أفغانستان. وإلا فإن الدولة الروسية سوف تعاني ذات المصير.

 

إيران هي الأخرى صنفت كأحد أهداف الجهاد. الفرس وحلفاؤهم من الشيعة العراقيين وكذلك حزب الله قد اصطفوا مع المسيحيين الأرثوذكس الروس ضد الإسلام، وفقا للبيان. كل  الصفويين (السلالة الفارسية التي تبنت المذهب الشيعي باعتباره دين الدولة) هم أهداف مشروعة للحرب المقدسة كما يقول البيان.

 

وكذلك الأمر بالنسبة لأميركا والغرب الذي وعدوا بمساعدة الشعب السوري لكنهم لم يقوموا بتزويده بأسلحة مضادة للطائرات أو أسلحة متطورة أخرى. واشنطن تدعي معارضة موسكو، وفقا للبيان، ولكن في الحقيقة فإن الأمر يبدو مؤامرة ضد السنة. الموقعون ذكروا القراء بأن الرئيس الأمريكي «جورج دبليو بوش» قد شن حملة صليبية في العراق من أجل الإتيان بحكومة شيعية. ويتهم البيان واشنطن وموسكو بأنهما ضالعان في “مكيدة شريرة”.

 

وشملت قائمة الموقعين بعض رجال الدين ممن يحملون تاريخا في دعم تنظيم القاعدة. لا يبدو أن أيا منهم أعضاء من أسرة آل الشيخ، التي تمتد من نسل «محمد بن عبد الوهاب» مؤسس الوهابية والأسرة الدينية الأبرز في المملكة العربية السعودية ذات العلاقات الوثيقة مع العائلة المالكة. ومع ذلك، يعكس البيان وجهة نظر الكثير من السعوديين من تدخل روسيا لدعم بشار الأسد وفشل الولايات المتحدة في الإطاحة به.

 

كما يعكس البيان تزايد حدة الخطاب الطائفي في المنطقة. استمرت الحرب بين السنة والشيعة في التصاعد خلال العقود القليلة الماضية ولكنها الآن قد وصلت إلى حالة الغليان.

المصدر | بروس ريدل، بروكينغز

 

بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة في المنطقة

«الدولة الإسلامية» يسيطر على معسكر استراتيجي وقرى بريف حلب الشمالي

سيطر تنظيم «الدولة الإسلامية»، اليوم الجمعة، على مدرسة المشاة، وعدد من القرى والبلدات، في محافظة حلب شمالي سوريا، بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة في المنطقة.

 

ونقلت وكالة «الأناضول» للأنباء، عن مصادر محلية، إن التنظيم شنّ الليلة الماضية هجوماً على مدرسة المشاة، وهي معسكر استراتيجي هام، كانت تحت سيطرة «الجيش السوري الحر»، وتمكن اليوم من السيطرة عليها، وتقدم بعد ذلك غرباً وتمكن من السيطرة على سجن الأحداث.

 

وأضافت المصادر ذاتها أن التنظيم تقدم شمالاً، ليسيطر على قرى «تل سوسين»، و«معاريتة»، و«كفر كارص»، و«تل قراح»، وبلدة «وفافين»، إضافة للمنطقة الحرة ومعمل الإسمنت.

 

وفي ديسمبر/كانون الأول 2012، تمكن «الجيش السوري الحر» من تحرير مدرسة المشاة من قبضة النظام في ديسمبر/كانون الأول 2012 بعد حصارها لثلاثة أسابيع، وكانت واحدة من أواخر معاقل النظام التي خسرها في ريف حلب.

 

وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» أحرز في الأشهر القليلة الماضية، تقدماً ملحوظاً في ريف حلب الشمالي، كما شهدت المنطقة خلال الفترة المذكورة، معارك ضارية بين التنظيم، وبين فصائل المعارضة السورية.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

 

صحيفة: ما يجب على أميركا فعله في سوريا؟  

دعت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس ووزير الدفاع السابق روبرت غيتس والكاتب الأميركي ديفد إغناشيوس، واشنطنَ إلى تحسين توازن القوى العسكرية على الأرض في سوريا إذا أرادت التوصل لحل سياسي مقبول لأميركا وحلفائها.

 

وحثت رايس وغيتس أوباما على العمل من أجل إقامة مناطق حظر جوي ومرافئ آمنة للسكان في سوريا والاستمرار في استقبال اللاجئين حتى يأمن الجميع، بالإضافة إلى تقديم دعم قوي للقبائل السنية والأكراد في العراق. وقالا إن مثل هذه الخطوات ستعزز علاقة واشنطن بتركيا وحلفائها الآخرين في المنطقة.

 

وقالت رايس وغيتس -في مقال مشترك لهما نشرته واشنطن بوست الأميركية اليوم- إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجيد تخطيط تحركاته رغم ضعف بلاده، لأنه يعلم جيدا ما يريد.

 

ونفى المسؤولان الأميركيان السابقان أن يكون تدخل بوتين العسكري في سوريا يهدف إلى استقرار سوريا أو محاربة تنظيم الدولة الإسلامية أو تلبية ما يتطلع إليه السوريون حاليا من حماية أرواحهم وتحسين أوضاعهم. وأكدا أن الهدف منه هو الدفاع عن مصالح روسيا بالإبقاء على الرئيس السوري بشار الأسد في سدة الحكم.

وأوضحا أن بوتين يفهم تماما أن الدبلوماسية تعقب تغيير الواقع وليس العكس كما تتصرف واشنطن، وأن موسكو وطهران تنشئان حاليا حقائق على الأرض تمهد لتجسيد ما يتطلعان إليه في سوريا.

 

وتوقع المسؤولان أن تتقدم موسكو بعد ترسيخ تدخلها العسكري في سوريا باقتراح للسلام يعبر عن مصالحها، بما في ذلك الحفاظ على قاعدتها العسكرية في طرطوس.

 

ووصفت رايس وغيتس التدخل الروسي في سوريا بـ”النهج البالي لسياسة القوى العظمى”، كما قالا إن تخويف بوتين من الخيار السيئ الذي اختاره أمر لا يفيد، إذ إن آخر مغامرة خارجية ندم عليها الروس هي غزوهم أفغانستان، “لكن ذلك لم يحدث إلا بعد أن قام الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان بتسليح المجاهدين الأفغان بصواريخ ستينغر”.

 

من جانبه، دعا الكاتب ديفد إغناشيوس الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الحصول على المعلومات الصحيحة أولا في سوريا والعراق، واستئناف عملية جنيف للتفاوض، والمطالبة بنظام فدرالي في العراق وتسليح السنة والأكراد، وتبني إستراتيجية لاحتواء العنف الطائفي بدلا من صب الزيت على ناره.

 

وقال إغناشيوس إن الدليل على أهمية الحصول على المعلومات الصحيحة هو قضاء جبهة النصرة في سوريا سريعا على برنامج التدريب الأميركي للمعارضة السورية المسلحة “المعتدلة” في يوليو/تموز الماضي.

 

وأوضح الكاتب أن الإدارة الأميركية ظلت تعمل بإستراتيجية غير محكمة في سوريا والعراق، فقد قالت واشنطن إن على الأسد أن يتخلى عن السلطة، لكنها فوتت فرصة إجباره على ذلك.

 

وأشار إلى أن واشنطن -لتنفيذ إستراتيجياتها في سوريا والعراق- تعوّل على قوى غير مناسبة وتستند إلى معلومات إما غير صحيحة أو غير كافية.

 

مقتل نائب قاسم سليماني قرب حلب  

أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل الجنرال حسين همداني -مساء أمس الخميس- في سوريا، وتزامن ذلك مع التقارير التي تؤكد وجود مئات المقاتلين الإيرانيين في سوريا تمهيدا لتنفيذ هجوم بري.

 

وذكر بيان للحرس الثوري أن همداني قتل في ريف حلب على يد عناصر تابعة لـتنظيم الدولة الإسلامية، وقال إن القتيل سقط “خلال تأديته مهامه الاستشارية”.

 

وقالت وكالة الأناضول للأنباء إن همداني هو نائب الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، وأضافت أنه كان مسؤولا عن العمليات التي ينفذها لواءا “الفاطميين” والزينبيين” اللذان أرسلتهما إيران لمساندة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فضلا عن عمليات حزب الله اللبناني في سوريا.

 

وأوضح بيان الحرس أن همداني كان أحد كبار مستشاري الحرس الثوري و”اضطلع بدور مصيري في الدفاع عن ضريح السيدة زينب وتعزير جبهة المقاومة الإسلامية” في الصراع الدائر بسوريا.

 

وخاض همداني الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980 و1988 وتولى منصب نائب قائد الحرس الثوري الإيراني في 2005.

 

وقالت مصادر لرويترز الأسبوع الماضي إن مئات الجنود الإيرانيين وصلوا منذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي للمشاركة في هجوم بري كبير مقرر في غربي وشمالي غربي سوريا، لكن إيران تنفي وجود أي قوات عسكرية لها في سوريا.

 

وإيران الحليف الإقليمي الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد وتقدم دعما عسكريا واقتصاديا لنظامه منذ اندلاع الثورة قبل أكثر من أربع سنوات.

 

المعارضة السورية تصد هجوما للنظام بريف اللاذقية  

أعلنت المعارضة السورية المسلحة أنها صدت هجوما شنه النظام على ريف اللاذقية غرب سوريا بغطاء جوي روسي وصواريخ كروز أطلقت من سفن حربية.

 

وقالت المعارضة إنها دمرت مدفعا مثبتا على سيارة من طراز “زيل” تابعة لقوات النظام، كما نشرت تسجيلات مصورة للعملية التي قالت إنها نفذت أمس الخميس في قرية البركة بسهل الغاب.

 

وتقدم مقاتلو المعارضة في المنطقة قبل شهرين وباتوا يشكلون تهديدا على المنطقة الساحلية البالغة الأهمية للنظام، وهو ما حفز روسيا على التدخل لدعمه الأسبوع الماضي حسب مراقبين.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن سفنها الحربية في بحر قزوين أطلقت صواريخ لليوم الثاني على مصانع ومستودعات أسلحة ومراكز قيادة ومعسكرات تدريب، وإن قواتها الجوية أصابت ما قالت إنها 27 هدفا لتنظيم الدولة الإسلامية في محافظات حمص وحماة والرقة.

 

ومنذ بدأت روسيا ضرباتها الجوية الأسبوع الماضي، تصف كل أهدافها بأنها تابعة لتنظيم الدولة مع أن معظمها يقع في مناطق تسيطر عليها جماعات أخرى للمعارضة ووجود تنظيم الدولة فيها محدود.

 

قصف بري وجوي

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان -الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له- إن القوات البرية السورية قصفت مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بصواريخ أرض-أرض، بينما قصفتها الطائرات الروسية من الجو.

 

من جهته قال مقاتل في المنطقة من جماعة أجناد الشام المعارضة وكنيته أبو البراء الحموي لرويترز إن الطائرات الروسية تقصف منذ فجر الخميس. وأضاف -عبر خدمة رسائل على الإنترنت- إن هذا “الهجوم هو الأشرس، هناك محاولة تقدم للنظام، لكن الأوضاع تحت سيطرتنا”.

 

وقال المرصد السوري إن مقاتلي المعارضة أسقطوا مروحية في محافظة حماة غربي سوريا. ولم يتضح هل كانت سورية أم روسية.

 

وفي تطور آخر في حلب شمالا، لقي عشرون شخصاً مصرعهم وأصيب مثلهم بجروح جراء تفجير سيارة مفخخة استهدف سوقا شعبيا في بلدة حريتان.

 

ولقي مراسل وكالة الأناضول في حلب مصرعه في التفجير. وكان صالح محمود ليلى (27 عاما) أصيب منذ ثلاثة أشهر أثناء تغطيته للمعارك الدائرة في حلب، وعولج في المشافي التركية.

 

المتطوعون الروس تمهيد للحملة البرية بسوريا  

افتكار مانع-موسكو

بعد الحملة الجوية التي بدأتها روسيا في سوريا واستهدافها خصوم الأسد، بدأت تبرز ملامح توغل بري روسي محتمل لإنقاذ النظام السوري الذي تتراجع سيطرته على الأرض. فقد تحدثت وسائل الإعلام الأميركية نقلا عن مصادر في وزارة الدفاع (بنتاغون) عن احتمال مشاركة عسكريين روس في العمليات البرية بسوريا.

ويرى مراقبون أن روسيا قد تلجأ إلى أساليب تعود للحقبة السوفياتية بإرسال جنود بوصفهم متطوعين لمساعدة أصدقائهم في سوريا، وهذا الأسلوب استخدمته روسيا في أوكرانيا.

 

وكان الرئيس الشيشاني رمضان قديروف أعلن مؤخراً عن استعداده لإرسال قوات شيشانية إلى سوريا لقتال “الإرهابيين”، حسب وصفه.

 

إلى جانب ذلك أعلنت مفوضة حقوق الإنسان في روسيا إللا بامفيلوفا أنها شرعت مع عدد من نواب مجلس الدوما في إعداد “مشروع قانون يساوي في الحقوق بين المتطوعين للقتال إلى جانب النظام السوري وبين جنود الجيش الروسي النظامي”.

 

أنباء متضاربة

من ناحية أخرى أكدت المتحدثه باسم الخارجية الروسية ماريا زاخارفا أن بلادها لا تنوي القيام بحملة عسكرية برية في سوريا، نافية وجود وحدات برية روسية هناك.

 

في ظل هذا التضارب يبقى نطاق العملية التي تنوي روسيا القيام بها في سوريا مجهولاً، غير أن فكرة إرسال جنود إلى سوريا تلقى معارضة شديدة لدى بعض الساسة الروس. ففي صفحته على الفيسبوك وجه عضو مجلس الدوما الروسي ديمتري كودكوف استفسارين لوزير الدفاع الروسي هما: هل حقا توجد قوات برية روسية تقاتل إلى جانب الأسد؟ ولماذا يجري ذلك سراً ودون موافقة من البرلمان؟

 

وأضاف كودكوف: لماذا نلقي باللائمة على الولايات المتحدة ونصفها بأقبح العبارات، وفي المقابل نقف إلى جانب دكتاتور ونرسل أبناءنا للموت من أجله؟

سوريا ليست طرفا

في حديثه مع الجزيرة نت تعليقاً على تصريحات قديروف، أوضح عضو مجلس الشيوخ الروسي زياد سبسي أن الرئيس الشيشاني عندما أعلن استعداد الشيشان لإرسال فرقتين عسكريتين -إحداهما تتبع وزارة الداخلية والأخرى وزارة الدفاع- للقتال في سوريا، أراد بذلك التأكيد على استعداده لتنفيذ أية أوامر تصدر عن الرئيس بوتين بصفته القائد العام للقوات المسلحة، وهذا يسري على جمهوريات الاتحاد الروسي.

 

وأوضح سبسي أن مهمة هذه القوات ليست محاربة قوات المعارضة السورية، فروسيا لا تريد أن تكون طرفاً في الاقتتال الداخلي، وإنما محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، نظراً لأن التنظيم أعلن في السابق نيته مهاجمة روسيا بعد انتهاء الحرب في سوريا والعراق، وروسيا ترى أن محاربة “الإرهاب الدولي” إجراء استباقي.

 

وأضاف أن مجلس الشيوخ الروسي منح الرئيس بوتين تفويضاً يسمح له بإرسال وحدات عسكرية روسية للقتال في الخارج، وفقاً للمتطلبات الأمنية والدفاعية والإستراتيجية للبلاد، وبناء عليه فإذا تعرضت إحدى جمهوريات آسيا الوسطى -على سبيل المثال- لخطر ما يهدد أمن روسيا، يستطيع بوتين -وفق التفويض- أن يرسل وحدات عسكرية دون الرجوع إلى المجلس بطلب آخر.

قوات غير كافية

وكان رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي الأدميرال فلاديمير كاموييدوف أعلن عن إمكانية ظهور متطوعين في سوريا، مستخدماً مصطلحاً شيوعياً سابقاً لأغنية سوفياتية “الشبيبة الشيوعية المتطوعة لا يقف في وجهها شيء”.

 

وتعليقاً على التدخل الروسي في سوريا قال رئيس أكاديمية القضايا الجيوسياسية قسطنطين سيفكوف إن هدفه الأساسي رفع الروح المعنوية لقوات الأسد المنهارة، وإنه لا يرى وجه غرابة في توجه متطوعين روس إلى سوريا للقتال جنبا إلى جنب مع قوات النظام السوري.

 

وأضاف سيفكوف في حديثه للجزيرة نت أن “الحملة البرية بدأت في سوريا بالفعل”، وأنه يعتبر التدخل الجوي فقط في سوريا “خطأ سياسيا فادحا إذا لم نرسل قوات برية كبيرة لحسم مصير المعركة في سوريا، أو تزويد النظام بكميات هائلة من الأسلحة الحديثة ذات القدرات التدميرية العالية”.

 

وبرر موقفه بقوله “لأننا سندفع الثمن إذا لم نقض على الجهاديين في سوريا والعراق، ويصبح لدى تنظيم الدولة المبرر لضرب مصالحنا في دول آسيا الوسطى واستهداف قواتنا حيثما وجدت”.

 

دوافع التدخل الروسي بسوريا وفرص نجاحه  

يثير التدخل العسكري الروسي في الحرب الكارثية بسوريا تساؤلات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وسط الخشية من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما يكون أشعل شرارة الحرب العالمية الثالثة، ولكن لماذا تدخل بوتين في سوريا؟ وما فرص نجاحه؟

 

هذه الإشارات والأسئلة هي المحور الذي تناولت من خلاله صحف أميركية بالنقد والتحليل التدخل الروسي في الأزمة المستعرة في سوريا منذ نحو خمس سنوات، في ظل تساؤلات عن الدور الأميركي المحتمل إزاء هذه التطورات المتسارعة في سوريا والشرق الأوسط.

 

فقد أشارت صحيفة واشنطن بوست -في تحليل كتبته كارين ديونغ بالاشتراك مع غريغ ميلر وتوماس غيبسون- إلى أن التدخل العسكري الروسي بسوريا يأتي لدعم الرئيس السوري بشار الأسد بعد أن تقهقرت قواته وتراجعت أمام تقدم المعارضة المناوئة لنظامه.

 

وأضافت الكاتبة أن الإجراءات العسكرية الروسية تتسبب بتغير شكل الحرب بسوريا وفي تعقيد إستراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما الرامية إلى توسيع نطاق الحملة الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

 

خطأ إستراتيجي

وأشارت الكاتبة إلى أن مسؤولين كبارا في الإدارة الأميركية يعترفون أن روسيا ربما تكون حققت بعض المكاسب التكتيكية في الحرب المستعرة في سوريا، ولكنهم يصرون على أن الرئيس بوتين سيدفع ثمن خطئه الإستراتيجي في سوريا والشرق الأوسط، وأن تدخل بوتين العسكري في سوريا سيؤدي إلى تشويه سمعته الهشة في العالم ويشجع على انتشار المسلحين.

 

وأضافت أن مسؤولا رفيعا في الإدارة الأميركية قال إنه إذا كان بوتين يسعى من وراء تدخله العسكري في سوريا إلى اكتساب الشهرة، فإنه يكون قد قام بعمل بارع، وأما إذا كان يهدف لإنهاء القتال المستعر في سوريا فإنه يكون اقترف خطأ إستراتيجيا.

 

وأوضحت أن تدخل الرئيس بوتين العسكري في سوريا سيجعل العالم ينظر إلى روسيا على أنها ضد “العالم السُني”، الأمر الذي يثير حفيظة ما أسمته الجماعات المتطرفة بمن فيها تنظيم الدولة الإسلامية.

 

وأضافت أن مسؤولين وخبراء ومحللين يحذرون من عدم قيام الرئيس الأميركي باراك أوباما باتخاذ إجراء حاسم ضد التدخل الروسي في سوريا، وسط الخشية من انعكاس التردد الأميركي سلبا على سمعة أميركا وعلى دورها المفترض على المسرح الدولي.

 

تباه

من جانبها أشارت مجلة ذي أتلانتك إلى أن التدخل الروسي في سوريا لا يعدو كونه شكلا من أشكال التباهي وأن موسكو أعلنت عن إطلاقها 26 صاروخا من طراز كروز متوسط المدى تجاه سوريا، فقطعت قرابة ألف وستمئة كلم ليصيب بعضها 11 هدفا في العراق وإيران.

 

وأما مجلة نيوزويك، فأشارت -في مقال كتبه غاري كاسباروف- إلى أن بوتين يهدف لإثارة  الفوضى وإضعاف التحالف الدولي، وذلك من أجل إيجاد مقعد له على طاولة المسرح الدولي، وأنه ليس له أهداف إستراتيجية في البلاد التي سيبقى فيها حتى يتضح له أنها لم تعد تناسبه.

 

وفي السياق ذاته تساءلت مجلة فورين بوليسي عن سر التزام بوتين بدعم نظام الأسد في سوريا، وأشارت في مقال كتبه كولام لينتش إلى أن الدعم العسكري الروسي المتواصل للرئيس السوري المحاصر إنما يهدف إلى إرسال رسالة “للطغاة” مفادها أن روسيا تبقى موالية لأصدقائها.

 

إذلال أوباما

من جانبها قالت مجلة ذي ناشونال إنترنت -في مقال كتبه روبرت رابيل- إن بوتين تدخل في سوريا في ظل خشيته انتشار الفكر “السلفي المتطرف” ووصوله إلى مسلمي روسيا، ولكنه يقصف كل أصناف المعارضة المناوئة لنظام الأسد.

 

كما نشرت المجلة مقالا للكاتب مايكل أوهانلون قال فيه إن بوتين يهدف إلى دعم نظام الأسد وحماية القاعدة العسكرية الروسية في طرطوس بسوريا على ساحل المتوسط.

 

وبينما أشارت صحيفة واشنطن تايمز في تحليل مطوّل إلى أن بويتن يهدف إلى دعم نظام الأسد من خلال مهاجمته المعارضة المناوئة للنظام السوري. قالت صحيفة نيويورك تايمز -في مقال كتبه جيرمي شابيريو- إن التدخل الروسي يشكل كابوسا جديدا في الحرب السورية الكارثية.

 

وأضافت نيويورك تايمز أن الرئيس بوتين يهدف إلى “إذلال” الرئيس أوباما مستغلا تردده وضعف إستراتيجيته في سوريا والشرق الأوسط.

 

من هو همداني قائد الحرس الثوري الذي قتل في سوريا؟

صالح حميد– العربية.نت

أصدر الحرس الثوري الإيراني، بيانا أعلن فيه عن مقتل قائد قواته في سوريا، اللواء حسين همداني، خلال اشتباكات في ضواحي حلب ليلة الخميس.

وجاء في البيان، أن اللواء همداني قتل ليل الخميس في ضواحي مدينة حلب، شمال سوريا، على يد عناصر تنظيم “داعش”، دون الكشف عن المزيد من التفاصيل حول كيفية مقتله. وأضاف البيان أن العميد همداني لعب دوراً مصيريا في الدفاع عن مقام السيدة زينب، و”تقديم الدعم لجبهة المقاومة الإسلامية في حربها ضد الإرهابيين في سوريا” حيث أن “الدفاع عن المقامات الشيعية” و”دعم المقاومة” مازالتا الحجتان الرئيسيتان لإيران لتبرير تدخلها العسكري في سوريا وعمليات القتل ضد الشعب السوري.

من جهتها، ذكرت وكالة “دفاع برس” التابعة للقوات المسلحة في تقرير لها أن “همداني كان المستشار الأعلى لقوات الحرس الثوري”، وقالت إنه أشرف على تأسيس ميليشيات سورية تسمى “كشاب” تضم شباناً موالين للنظام من العلويين وأهل السنة والمسيحيين والإسماعيليين، وذلك لحثهم على المقاومة على طريقة ميليشيات “الباسيج” الإيرانية.

وبحسب الوكالة فقد ساهم همداني أيضاً بتشكيل 14 مركز “باسيج” سوري في 14 محافظة، بهدف تصدير أفكار الثورة الإيرانية إلى سوريا.

ويعتبر همداني من أهم قادة حرب الـ8 سنوات بين العراق وإيران (1980-1988) وقد تولى قيادة الفرقة 27 “محمد رسول الله” التابعة للحرس الثوري في العاصمة الإيرانية طهران.

كما كان له دور بارز في قمع الاحتجاجات التي اندلعت إثر ما قيل إنه تزوير للانتخابات الرئاسية الإيرانية في 2009 وما عرف لاحقا بـ “الانتفاضة الخضراء” أو الثورة الخضراء، الأمر الذي أدى إلى إدراج اسم همداني في قائمة العقوبات الدولية على إيران مع 32 مسؤولاً آخرين، في 14 أبريل 2011.

وكان همداني يُعد من أهم قادة العسكريين في “حرب الشوارع”، كما شغل منصب مسؤول العمليات الخارجية في جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري، لكنه ترك منصبه بعد مشاكل مع حسين طائب، الذي كان مسؤولاً عن استجواب زوجة سعيد إمامي، ضابط وزارة الاستخبارات الذي تمت تصفيته في زنزانته والذي كان متهما بتنفيذ “الاغتيالات المسلسلة” ضد الكتاب والشعراء والمثقفين المعارضين للنظام، إبان عهد حكومة خاتمي الإصلاحية في أواخر التسعينيات.

كما أفادت تقارير حقوقية دولية، بتورط همداني في مساعدة النظام السوري على قتل المتظاهرين السلميين حيث برز اسمه بقوة بعد الأزمة السورية، وقد اتهم بأنه العقل المدبر لتورط إيران في دعم الحكومة السورية.

وكانت مصادر إيرانية قد أفادت قبل أيام، أن طهران أقالت اللواء حسين همداني من قيادة قوات الحرس الثوري الإيراني المقاتلة في سوريا، بسبب ضعف أدائه وفشله في العمليات العسكرية المتتالية ضد قوات المعارضة السورية.

وبعد إقالته، تم تكليف همداني بقيادة العمليات العسكرية للحرس الثوري في سوريا والتنسيق بين فيلق “فاطميون” الأفغاني ولواء “زينبيون” الباكستاني والمليشيات العراقية وحزب الله اللبناني.

وكانت وكالة “سحام نيوز” الإيرانية قد أفادت بأن القوات الروسية والإيرانية تنفذ عمليات مشتركة في سوريا، بعد وصول 1700 جندي من الحرس الثوري الإيراني من قوات النخبة في وحدة “صابرين”، وقد شاركت في عمليات برية تحت إمرة القيادة الروسية، التي تنفذ ضربات جوية مكثفة ضد قوات المعارضة السورية.

ويتولى الحملة البرية لقوات الحرس الثوري الإيراني، اللواء سيد مرتضى ميريان، الذي سيقود 1700 جندي إيراني و1500 عنصر من حزب الله، خلال الهجوم البري، الذي لعب همداني دور منسق بين الحرس الثوري والميليشيات الأفغانية والباكستانية التابعة له مع الجيش السوري.

 

موت شفيق فياض.. رجل الأسدين الذي تأبّط شرّاً

العربية.نت – عهد فاضل

أعلن في سوريا، أمس، عن وفاة العماد السابق شفيق فياض، بعد معاناة مع المرض. ولو أن بعض المصادر ذكرت أنه “مات في ظروف غامضة”.

يعتبر العماد شفيق فياض يد الأسد الأب الضاربة، على المستوى العسكري. فهو الضابط الأشهر باستخدام القوة المفرطة، والمدافع الحماسي عن حافظ الأسد، وهو الرجل الذي أدخل فرقته العسكرية التي كان يرأسها الى مدينة حلب، أول ثمانينيات القرن الماضي، لضربها وإخضاعها بعد أن ثارت ضد حكم الرئيس السابق حافظ الأسد. وذكر أنه وقف على برج الدبابة قائلا لأهل حلب الثائرين: “لو قتل منكم كل يوم، ألف شخص، فلن أهتم!” ثم أمر بصب حممه على العاصمة الثانية لسوريا، ودكّها دكّا. ولايزال أهل حلب يتذكرون تدميره الوحشي لهم ولممتلكاتهم ولمدينتهم، في واحدة من أفظع ممارسات نظام الأسد ضد معارضيه الثائرين عليه، بعد أحداث حماه الدامية. كما يعلم الجميع.

كانت تربطه علاقة مع الأسد الأب، اعتبرت الأقوى بين كل ضباط جيش النظام. فشفيق فياض “نَصَر” رئيسه حافظاً، في أحداث الخلاف مابين الأخير وأخيه رفعت الأسد. الى الدرجة أن رفعت الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق، وعمّ رئيس النظام الحالي، كان طلب أن يصحبه العماد فياض في طائرته التي ستقله الى موسكو، لكي يضمن أن الأسد لن يسقطها بصاروخ وهي تطير.

ويذكر تفاصيل الحادثة وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس، في مذكراته. عندما تم إنهاء الخلاف مابين حافظ ورفعت الأسد، تم الاتفاق على مغادرة الأخير الى موسكو. الا أن رفعت كان لايثق بأخيه حافظ، فاشترط على رعاة الاتفاق أن يصعد معه الى الطائرة، أهم ثلاثة قادة مقربين من الأسد الأب، كان شفيق فياض واحداً منهم. أما الاثنان الآخران فهما اللواء علي حيدر قائد الوحدات الخاصة في ذلك الوقت. والعميد محمد الخولي. وهذا ماحصل.

وينقل مصطفى طلاس، أن الضباط الثلاثة سئموا الإقامة في موسكو، وأن بقاءهم هناك طال الى درجة أنهم تشككوا بأن “الرئيس نسيهم” وبعدما اتصلوا بطلاس، وأعلموه بحالتهم، نقل الأمر الى حافظ، والذي بدوره “استغرب” أن شهراً مرّ عليهم وهم هناك. فأعطى لوزير الدفاع صلاحية إصدار أمر بعودتهم الى سوريا.

ويذكر بعض العارفين في سوريا، بشأن أسلوب حافظ الأسد في الحكم، أنه فعلا كان سيقرر إهمال الضباط الثلاثة الذين رافقوا أخاه رفعت في الطائرة، لكي يضمن الأخير عدم إسقاط حافظ لها بصاروخ ليتخلص منه. وأنه بطبيعته الحذرة المفرطة، انتابه شكّ من أن يكون الثلاثة قد “مالوا” الى كفة رفعت، بعد سفرهم معه. وأن هذا هو السبب لتركهم شهراً كاملا هناك، مع أن الاتفاق يقضي بعودتهم بنفس اليوم الذي طاروا به مع رفعت.

تسلّم فياض عددا كبيرا من المهام العسكرية في جيش الأسد، كقائد للفرقة الأولى، ثم قائد للفرقة الثالثة، ثم عيّن نائبا لوزير الدفاع. هذا فضلا عن أهم “صفة” لديه في الأصل، وهي قرابة مع آل الأسد من طريق الزوجة ليلى “أم علاء” التي اشتهرت بتقاسم أي منفعة مع أي طالب، وكان لها يد طولى في كثير من الأمور المتعلقة بتنقلات الضباط.

كان العماد شفيق فياض، يد الأسد الضاربة في قطاعات الجيش، وكان ممنوح الصلاحيات المفتوحة، في كل مايتعلق بتعيين الضباط وتنقلاتهم وتغيير صفتهم ورتبهم. وكان مقربا من الأسد الأب الى درجة أنه كان له الحق بزيارته في أي لحظة. وكان فياض يستطيع تعيين محافظين وإقالتهم، وتعيين وزراء وإقالتهم، وله رأي برؤساء الحكومات، ويتدخل بقوانين الاستثمار بما يضمن له تدخلا مضمون الريع!

ولأبناء فياض، كغيره من مسؤولي النظام السوري وضباطه، وقائع فساد عديدة، اشتهرت بين السوريين، منذ زمن طويل، كتقاسم عوائد التهريب مابين سوريا ولبنان، واستخدام النفوذ لفرض شراكة مع التجار عن طريق الاذعان، مقابل تقديم تسهيلات حكومية لهم، وسواها الكثير.

ولعل أكثر عبارة تم تناقلها على الصفحات الموالية للنظام السوري، بعد موت الرجل، توضح نفوذ شفيق فياض، وهي: “لم يردّ طلبا لأحد”. لأن فياضاً كان قادرا على التدخل في عمل أي وزارة وإدارة عامة، أو مصلحة الجمارك.

بوفاة فياض، يكون قد غاب واحد من أهم بناة “دولة عائلة الأسد” والذي بذكائه الانتهازي استطاع أن يلعب على خلاف الأخوين حافظ-رفعت، فنال حظوة طبقت الآفاق، ونفوذا حاز فيه مايريد، وكدّس ثروة يقول البعض إنه “لا أحد غير الله” يعلم حجمها واستثماراتها ومكانها، وباسم من قد تم إحفاؤها.

 

تقرير: النزاع السوري خلف 1.5 مليون معوق

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

بلغ عدد السوريين، الذين فقدوا أحد أعضائهم من جراء النزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من 4 أعوام نحو مليون ونصف المليون شخص.

وقال رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي، حسين نوفل، إن “عدد المعوقين جراء الأحداث بلغ مليونا ونصف مليون معوق ممن فقدوا أحد أعضائهم”.

 

وأفاد تقرير صادر عن المنظمة الدولية للمعوقين في مارس الماضي بأن النزاع السوري تسبب “بسقوط أكثر من مليون جريح بينهم عشرات الآلاف الذين يحتاجون إلى أطراف اصطناعية وعناية  لفترة طويلة من الزمن”، وفقا لوكالة “فرانس برس”.

 

وأشارت مديرة العمليات في المنظمة، فلورانس دونيز، في التقرير إلى “أن ذلك يمثل تحديا كبيرا يجب التعامل معه منذ الآن لتفاد إعاقات دائمة”.

 

من جهة أخرى، كشف نوفل عن دراسة تقوم بها الهيئة لاستحداث خريطة للحمض النووي لسكان المناطق السورية.

 

وقال: “يتم أخذ عينات من اللعاب من سكان المناطق في المحافظات والتعرف على نوعها وحفظها حاسوبيا، وبذلك فإن أي جثة لا يطابق لعابها أي منطقة سورية، تكون غير سورية وبالتالي يمكن التعرف على الجثث الأجنبية”.

 

وأكد: “إعداد الدراسة الكاملة لهذه الخريطة وأنه سيتم تطبيقها في القريب العاجل”، مشيرا إلى أن “عدد الجثث المجهولة كبير ووصل إلى الآلاف”.

 

وتابع: “الطب الشرعي يطبق حاليا برنامج التعارف الذي تم إحداثه أخيراً للتعرف على الجثث المجهولة”.

 

واستقطب النزاع السوري الآلاف من المقاتلين الأجانب، الذين يقاتلون إلى جانب كل من القوات الحكومية والفصائل، بالإضافة إلى التنظيمات المتشددة لا سيما “تنظيم الدولة”.

 

وتشهد سوريا نزاعا بدأ في منتصف مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية قبل أن يتحول إلى حرب دامية متعددة الأطراف، تسببت بمقتل أكثر من 240 ألف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية، بالإضافة إلى نزوح الملايين من السكان داخل البلاد وخارجها.

 

مسؤولون بالبنتاغون لـCNN: الصواريخ الروسية التي سقطت في إيران من طراز “كروز كاليبر”.. سقوطها دليل على انتكاسة بالمنظومة.. وتوقعات بسقوط ضحايا بإيران

مسؤولون بالبنتاغون لـCNN: الصواريخ الروسية التي سقطت في إيران من طراز “كروز كاليبر”.. سقوطها دليل على انتكاسة بالمنظومة.. وتوقعات بسقوط ضحايا بإيران

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—قال مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون،” إن ما لا يقل عن أربعة صواريخ من بين 24 صاروخا أطلقت من على متن سفن حربية روسية في بحر قزوين سقطت في إيران، لافتين إلى أن ذلك يعتبر انتكاسة لهذه المنظومة الصاروخية التي تستخدم لأول مرة في عمليات قتالية.

 

وبين المسؤولون في تصريح لـCNN إن الصواريخ التي تم إطلاقها من نوع “كروز كاليبر” وتتمتع بدقة علية في إصابة الأهداف إلى جانب سرعتها العالية وقدرتها على حمل رأس حربي يصل وزنه إلى 1000 باوند (نحو 454 كيلوغراما).

 

وأشار المسؤولون إلى وجود حالة من الغضب داخل البنتاغون لأن روسيا أقدمت على إطلاق هذه الصواريخ دون تقديم تحذيرات وهي خطوة من بين عدد من الخطوات التي تقوم بها القوات الروسية دون تحذيرات مسبقة.

 

ويشار إلى أن هذه الأنباء تأتي في الوقت الذي نفت فيه روسيا وإيران الأنباء عن سقوط صواريخ روسية داخل الأراضي الإيرانية.

 

صور الأقمار الصناعية تظهر ملاحقة مقاتلات روسية لطائرات مراقبة أمريكية إلى داخل الحدود التركية

صور الأقمار الصناعية تظهر ملاحقة مقاتلات روسية لطائرات مراقبة أمريكية إلى داخل الحدود التركية

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—كشف مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون،” أن صور الأقمار الصناعية أظهرت ملاحقة مقاتلات تابعة لسلاح الجو الروسي لطائرات بدون طيار بمهام مراقبة شمال الحدود السورية.

 

وأظهرت الصور أن المقاتلات الروسية لاحقت طائرة المراقبة الأمريكية إلى داخل الحدود التركية في مناسبتين على الأقل.

 

ويشار إلى أن هذه الأنباء تأتي في الوقت الذي قال فيه وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر إن روسيا شنت مهام هجومية تم تنسيقها مع قوات النظام السوري استهدفت تجمعات ومواقع ليست تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش.”

 

فيصل القاسم يعيد نشر خبر CNN عن سقوط صواريخ روسية بإيران ويثير ضجة بصورة “ساخرة” لـ “الضابط الروسي الذي أطلق الصواريخ”: يخرب بيت الفودكا وعمايلها

فيصل القاسم يعيد نشر خبر CNN عن سقوط صواريخ روسية بإيران ويثير ضجة بصورة “ساخرة” لـ “الضابط الروسي الذي أطلق الصواريخ”: يخرب بيت الفودكا وعمايلها

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أثار الإعلامي السوري، فيصل القاسم، ضجة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، بعد إعادة نشر خبر لـCNN حول سقوط صواريخ روسية أطلقت من بحر قزوين في إيران، مستشهدا بصورة ساخرة لـ”ضابط روسي.”

 

وقال القاسم في تدوينته المرافقة للصورة: “الضابط الروسي الذي أطلق الصواريخ من بحر قزوين على سوريا فأصابت إيران.. يخرب بيت الفودكا وعمايلها،” مضيفا في تدوينة منفصلة: “مسؤولون أمريكيون لـCNN: سقوط صواريخ روسية على إيران كانت متجهة من بحر قزوين إلى سوريا. (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى. صدق الله العظيم)”

 

ونالت تدوينة القاسم أكثر من 87 ألف مشاركة وتعليق، حيث قالت Razan Menzalji: “بصحتك حبيبي.. ضل اشرب ونزل على إيران،” في حين قال صاد الجابري: “ربك كريم أن شاء الله يشرب أكثر ويرزقنا بصاروخ إلى بيت حاخام إيران علي خامنئي.”

 

على الصعيد الآخر قال Majid Kwiraki: “ليس كذلك بل لقد ضربت الصواريخ بالكل دقة،” في حين قال IshaqBayern: “مادام امثالك في هذا الوطن العربي والله لن ينعم العرب بالسلام لأنك انت من تصب الزيت على النار.”

 

ويشار إلى أن موقع CNN بالعربية لا يمكنه التأكد بشكل مستقل من الأنباء والمعلومات التي يتم تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى