أحداث الخميس، 26 كانون الثاني 2012
سورية: حماة محاصرة بـ 4 آلاف جندي تمهيداً لـ «الحسم النهائي»
القاهرة – محمد الشاذلي
دمشق، بيروت، نيويورك، موسكو – «الحياة»، ا ب، ا ف ب – شهدت احياء مدينة حماة امس مواجهات عنيفة بين القوات السورية و»الجيش السوري الحر» الذي يسيطر عناصره على عدد من احياء المدينة. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان قوات الامن بدأت حملة واسعة في حماة منذ ليل الثلثاء طاولت احياء عدة، خصوصاً باب قبلي والحميدية والملعب والجراجمة. وكان من الصعب اخلاء الجرحى من الشوارع لنقلهم الى المستشفيات بسبب القصف العشوائي المتواصل في المدينة التي ينتشر نحو 4 آلاف جندي داخلها. وذكرت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات «أن الجهات المختصة قررت حسم الموقف كليا ونهائيا لتريح حماة من المسلحين وشرورهم، وتعيدها إلى الحياة الطبيعية».
وذكرت المعارضة السورية ان الجيش يقصف احياء حماة مستخدماً أسلحة ثقيلة من مدرعات «بي ام بي» ويستخدم قاذفات «آر بي جي» وسلاح «البي كي سي». وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان 21 شخصاً على الاقل قتلوا امس. كما قتل في حماة 953 شخصاً منذ بداية الاحتجاجات في منتصف آذار (مارس) الماضي، بينهم 21 سيدة و69 طفلاً.
ولم تقتصر العمليات العسكرية على حماة بل امتدت الى بلدة القصير القريبة من حمص حيث قتلت سيدة وطفلها وهو في الخامسة خلال مواجهات بين قوات الامن وعناصر منشقة. وقتل ثلاثة في ضواحي دمشق.
في هذا الوقت طلبت جامعة الدول العربية من أعضائها ترشيح مراقبين جدد، للانضمام إلى بعثتها في سورية لسد النقص الحاصل بعد سحب دول مجلس التعاون الخليجي العربية لمراقبيها. وأشار رئيس غرفة عمليات البعثة السفير عدنان الخضير إلى أن دول مجلس التعاون سحبت جميع مراقبيها الـ 55 أمس الاربعاء، وان هؤلاء عادوا إلى بلادهم بالفعل. وفيما يتعلق بالمساهمات المالية للبعثة أكد الخضير أن الدول الأعضاء دفعت حصتها بالكامل في الموازنة التي قررها وزراء الخارجية العرب (مليون دولار) وأكدت أنها ملتزمة بدفع الموازنة الجديدة (5 ملايين دولار).
وفي مجلس الامن طرحت الدول الغربية مشروع قرار يدعم تطبيق خطة التحرك العربية بكامل بنودها ويهدد «باتخاذ إجراءات إضافية بعد ١٥ يوماً من تبني القرار في حال عدم تطبيقه من جانب سورية». ويتوقع ان يطرح هذا المشروع على التصويت مطلع الاسبوع المقبل. ويشدد على «إجراء عملية انتقالية للسلطة من الرئيس السوري الى نائبه والتحضير لاجراء انتخابات» وفق الإطار الزمني الذي أقرته الجامعة. ويجدد مشروع القرار تأكيد ضرورة تطبيق البروتوكول الموقع بين دمشق والجامعة، المتعلق «بالسماح لبعثة المراقبين العربية بزيارة مراكز الاعتقال والتوقيوف والسماح بالوصول الكامل للإعلام ومنظمات الإغاثة الدولية» الى كل المناطق السورية. ويدعو الأطراف في سورية الى وقف استخدام العنف كما يحض الحكومة السورية على وقف انتهاكات حقوق الإنسان.
وجاء مشروع القرار حصيلة تنسيق عربي – غربي في نيويورك بين ست دول عربية والدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن بعد سلسلة مشاورات انطلقت عقب القرار الاخير للجامعة العربية. وتضم المجموعة المسماة «الدول ذات التفكير المتماثل» ثمانية أعضاء من مجلس الأمن، هم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال وكولومبيا وغواتيمالا والمغرب، إضافة الى السعودية والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة والأردن وتركيا.
من جهة اخرى أحال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت متقدم من مساء الثلثاء على رئيس مجلس الأمن رسالة الأمين العام للجامعة نبيل العربي بطلب تقديم إحاطة الى المجلس الأمن حول قرارات الجامعة في شأن سورية، بمشاركة رئيس لجنة التنسيق العربية رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني. وقال ديبلوماسيون في مجلس الأمن إن المجلس سيناقش الرسالة الرسمية خصوصاً أن «ثمة بنداً في شأن توجيه الدعوة الى العربي وحمد بن جاسم بموجب الطلب المقدم من ألمانيا العضو في المجلس الخميس الماضي».
وقال ديبلوماسي عربي إن الاجتماعات بين الدول الغربية والعربية متواصلة في نيويورك. وكان مقرراً أن يعقد اجتماع على مستوى الخبراء أمس لمناقشة مشروع القرار المقترح. كما ان الدول العربية حريصة على «تقريب مضمون مشروع القرار ليكون متطابقاً ما أمكن مع قرار الجامعة». وحول ما إذ كان مشروع القرار «مستفزاً لروسيا» قال إن «ما يقوله الروس إنهم يرفضون أن يجيز مجلس الأمن استخدام عمل عسكري ضد سورية أو فرض عقوبات، وهو ما لم يشر إليه مشروع القرار».
وكان وزير الخارجية الروسي أكد بعد محادثات اجراها في موسكو مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان موسكو لن تدعم اية اقتراحات تفرض بموجبها عقوبات احادية ضد سورية. واعتبر ان ذلك سيكون «بكل بساطة غير عادل وغير مجد». لكنه قال ان حكومته منفتحة على اية اقتراحات بناءة تؤدي الى انهاء العنف.
في موازاة ذلك أطلقت ١٦ دولة غربية وعربية تحركاً يهدف الى انهاء عضوية سورية في لجنة حقوق الإنسان في «يونيسكو» بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها حكومة دمشق. وتقود التحرك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وقطر والكويت والامارات العربية المتحدة. وكانت سورية انتخبت في عضوية اللجنة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
ويأتي التحرك استباقاً لاجتماع المجلس التنفيذي لـ»يونيسكو» في 27 الشهر المقبل. وتطالب المذكرة الموقعة من مندوبي الدول الـ١٦ مجلس المنظمة «بالاستجابة الى قرار مجلس حقوق الإنسان والى الوضع في سورية حيث يشهد العالم أعمال القمع التي تقوم بها الحكومة السورية وانتهاكاتها حقوق الإنسان بحق الشعب السوري».
لافروف: لن نسمح بالسيناريو الليبي في سوريا
التعجيل في التحرّك بمجلس الأمن وحلف شمال الأطلسي يراقب
على رغم تقديم جامعة الدول العربية مبادرة لانهاء الازمة السورية تنص على تفويض الرئيس بشار الاسد صلاحياته الى نائبه الاول وتأليف حكومة وحدة وطنية واجراء انتخابات حرة، أخفق وزير الخارجية التركي احمد دواد اوغلو في اقناع نظيره الروسي سيرغي لافروف بتغيير موقف موسكو الرافض لاصدار مجلس الامن قراراً يندد بالنظام السوري ويفرض عليه عقوبات. ومع تمسك موسكو بموقفها، يجري مسؤولون اميركيون محادثات في العاصمة الروسية سعياً الى تسوية مع الروس تتيح لمجلس الامن دعم المبادرة العربية والتنديد بالنظام السوري.
ومع اتجاه الانظار الى مجلس الامن، انسحب المراقبون الخليجيون من بعثة المراقبين العرب، والتقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم رئيس البعثة الفريق اول الركن محمد احمد الدابي، فيما تحدثت الصحف السورية عن عمليات عسكرية في مدينتي حماه وادلب.
لافروف
وصرح لافروف عقب لقائه داود اوغلو الذي زار موسكو بان مشروع القرار المتعلق بسوريا الذي وزعته روسيا في وقت سابق من هذا الشهر على اعضاء مجلس الامن لا يزال على الطاولة وهي منفتحة على أي “اقتراحات بناءة”. وقال: “نعتقد ان مقاربتنا عادلة ومتوازنة، عكس المحاولات لتمرير قرارات آحادية تدين فقط طرفاً واحداً، واذ تفعل ذلك، تشجع الطرف الاخر على تصعيد المواجهة واتخاذ مواقف غير خاضعة للمساومة”. واضاف: “لقد رأينا ذلك في ليبيا، ولن نسمح بتكرار السيناريو الليبي”. ودعا الى الاسراع في بدء محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة، مشيراً الى ان مثل هذا الحوار يمكن ان يجرى في مصر او الجامعة العربية او تركيا او روسيا.
وسئل عن مبادرة الجامعة العربية التي دعت الى تفويض الاسد صلاحياته الى نائبه الاول وتأليف حكومة وحدة وطنية في غضون شهرين، فأجاب ان الحوار بين الحكومة والمعارضة يجب ان يبدأ من دون شروط مسبقة.
وقالت السفارة الاميركية في موسكو ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان والمنسق الخاص فريد هوف عقدا اجتماعات في موسكو اتفق خلالها على “مواصلة التنسيق الوثيق” بين الجانبين الاميركي والروسي في الشأن السوري.
مجلس الامن
وفي نيويورك، قال ديبلوماسي غربي في مجلس الامن ان الجامعة العربية اقترحت عقد لقاء يضم الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي يتولى رئاسة اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية مع الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون في 8 شباط، لكن الوفود الغربية تود عقده في موعد اقرب حتى لو اقتضى ذلك استخدام تقنية الدوائر التلفزيونية.
وينص مشروع قرار اروروبي -عربي على ان المجلس “يؤيد… مبادرة جامعة الدول العربية… لتسهيل القيام بعملية انتقال سياسي تفضي الى قيام نظام سياسي ديموقراطي تعددي… بوسائل منها نقل السلطة من الرئيس واجراء انتخابات حرة وتتسم بالشفافية تحت اشراف عربي ودولي”.
ولا يشير المشروع الى أي عقوبات ولا يجعل التزام تنفيذ خطة الجامعة العربية ملزما قانونا كما يبدو. لكنه يطلب من بان ان يقدم تقريراً الى المجلس كل 15 يوما عن التزام سوريا بنود القرار وهو ما يضع الخطة رسميا على جدول اعمال المجلس.
ويقول ديبلوماسيون غربيون ان روسيا قد تجد صعوبة في الاعتراض باستخدام حق “الفيتو” على مشروع قرار لا يهدف الا الى تقديم الدعم للجامعة الغربية.
وثمة خشية ان يؤدي نجاح التحرك العربي – الغربي في الامم المتحدة الى تدخل عسكري في سوريا على غرار ما جرى في ليبيا. وقد تحدث الامين العام لمجلس الامن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف في وقت سابق عن معلومات تشير الى نية اعضاء حلف شمال الاطلسي “تحويل تدخلهم الحالي في الشؤون السورية الى تدخل عسكري لكن قائد قوات الحلف في اوروبا الاميرال الاميركي جيمس ستافريدس استبعد ذلك وقال الثلثاء في برلين: “في ما يتعلق بسوريا، استطيع ان اقول لكم انه من وجهة نظر حلف شمال الاطلسي، لا تخطيط ونحن لا نقوم بأية دراسة مفصلة، نراقب فقط الوضع”. الا انه اضاف: “يبدو لي انه حتى قبل ان يفكر حلف شمال الاطلسي في التدخل يجب اولا ان يكون هناك تحرك من الامم المتحدة والجامعة العربية”. … “لا أرى اي شيء يسير في هذا الاتجاه، اذا في الوقت الحاضر دور حلف شمال الاطلسي هو بكل بساطة مراقبة ما يجري على حدوده”.
وأجرت الجامعة العربية اتصالات مع المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في شأن احتمال ترشيحه لمنصب مبعوثها الخاص الى سوريا لمتابعة تنفيذ المبادرة العربية الرامية الى تسهيل خروج الرئيس بشار الاسد من السلطة.
المراقبون الخليجيون
وفي سوريا، غادر المراقبون الخليجيون المشاركون في بعثة المراقبين العرب المكلفة مراقبة الاوضاع في سوريا الاربعاء مقر اقامتهم في احد الفنادق الكبرى وسط العاصمة السورية حاملين امتعتهم ورافضين الادلاء بأي تصريح.
وبحث المعلم مع الدابي، في مهمة المراقبين في ضوء موافقة سوريا على تمديدها شهرا ثانيا.
الوضع الميداني
ميدانياً، أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان “مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت اليوم (امس) رئيس فرع منظمة الهلال الأحمر بإدلب الدكتور عبد الرزاق جبيرو في شمال خان شيخون (ريف ادلب)”، مشيرة الى ان ذلك تم “في إطار استهدافها للعقول والقدرات التقنية والطبية والفنية”.
الا ان لجان التنسيق المحلية المعارضة اتهمت في بيان قوى الامن السورية باغتيال المسؤول في الهلال الاحمر.
كما اقالت “سانا” ان “مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت الاب باسيليوس نصار الكاهن في بلدة كفربهم (ريف حماة) بينما كان يقوم باسعاف رجل مصاب في حي الجراجمة بحماه”.
أما لجان التنسيق المحلية، فقالت ان مقتل نصار تم “أثناء الحملة العسكرية لقوات النظام على المدينة”.
وكانت اللجان قالت في وقت سابق ان “الجيش السوري يقصف مدينة حماه مستخدما أسلحة ثقيلة من مدرعات بي ام بي ويستخدم آر بي جي وسلاح البي كي سي”.
وأوردت صحيفة “الوطن” السورية المقربة من السلطات ان الوضع الميداني “يذهب إلى مزيد من التصعيد في حماه وإدلب، بينما يستمر الوضع متأزماً في حمص”. ونقلت عن مصدر “أن الجهات المختصة قررت حسم الموقف كليا ونهائيا لتريح المدينة (حماه) من المسلحين وشرورهم، وتعيدها إلى الحياة الطبيعية”.
اغتيال كاهن … والمعلم يكرّر الالتزام بالتعاون مع المراقبين
موسـكو تشـدّد علـى الحـوار ورفضـها تدويـل الملـف السـوري
تمسكت روسيا، أمس، بمعارضتها لأي محاولة لتدويل الملف السوري عبر فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات على دمشق، لكنها أشارت إلى استعدادها لبحث مشروع قرار «لا يمكن تأويله لتبرير أي تدخل خارجي مثل الذي حصل في ليبيا»، وذلك فيما كانت دول غربية وعربية تواصل العمل في نيويورك لتدويل الملف.
في هذا الوقت، أبلغ وزير الخارجية السوري وليد المعلم رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا محمد احمد مصطفى الدابي «التزام سوريا بالتعاون الكامل مع بعثة المراقبين»، لكنه شدّد على «واجب الحكومة في حماية مواطنيها، ووضع حد لجرائم المجموعات المسلحة وأعمالها
التخريبية»، فيما اتهمت السلطات «مجموعة إرهابية» باغتيال كاهن في حماه ومدير الهلال الأحمر العربي السوري في إدلب.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود اوغلو في موسكو، «ليس بإمكاننا الموافقة على أي اقتراحات تهدف إلى أن يفرض مجلس الأمن الدولي عقوبات بصورة أحادية الجانب من دون مشاورات مع روسيا والصين وبلدان مجموعة دول بريكس الأخرى» التي تضم أيضاً البرازيل والهند وجنوب أفريقيا، مؤكداً أن «إقرار مثل هذه العقوبات الأحادية يشكل موقفاً غير نزيه وغير مثمر».
وتابع إن أي قرار تدعمه روسيا «يتعين أولاً أن ينص بوضوح على عدم إمكان استخدامه أو تأويله لتبرير أي تدخل عسكري خارجي كان في الأزمة السورية»، مشيراً إلى «استعداد روسيا للحوار حول نص القرار مع جميع أعضاء مجلس الأمن». وأوضح أن «مشروع القرار الروسي ما يزال مطروحاً على طاولة المفاوضات وما تزال المشاورات جارية بشأنه، وأن موسكو منفتحة أمام أي اقتراحات إيجابية تتوافق مع المهمة المطروحة والمتمثلة بوقف أي عنف وأن يشمل تحقيق هدف وقف العنف التأثير على جميع الذين يحملون السلاح في سوريا».
وتابع «نعتقد أن مقاربتنا عادلة ومتوازنة، بعكس محاولات تمرير قرار من جهة واحدة يدين طرفاً واحداً، وبهذا يشجع الطرف الآخر على زيادة المواجهة والتصلب في موقفه». وقال «لقد رأينا هذا الأمر في ليبيا، ولن نسمح بأن يتم تكرار السيناريو الليبي».
وأشار لافروف إلى «استعداد روسيا لاستضافة مفاوضات بين مختلف القوى السياسية السورية من دون شروط مسبقة»، مؤكداً «ترحيب موسكو بأي خيار يناسب الجميع لإجراء حوار سياسي». وقال «من المهم أن نحث جميع السوريين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات والابتعاد عن المجموعات المسلحة»، مشيراً إلى «مطالب الجامعة العربية إزاء هذه المجموعات التي يتوجب عليها وقف العنف».
وفيما يتعلق بمطلب الجامعة العربية الأخير حيال سوريا ودعوة الرئيس السوري بشار الأسد لنقل السلطة إلى نائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين، أكد لافروف «وجوب بدء الحوار الداخلي بين جميع القوى السورية من دون أي شروط مسبقة». وقال «إننا ننطلق من أن جميع المشاركين في هذا الحوار سيتولون مهمة التوصل إلى وفاق وسيتحلون بالمسؤولية إزاء مصير بلدهم وشعبهم».
وأعلن لافروف أن «لدى روسيا وتركيا مواقف مبدئية، ويبدو لي أنها متطابقة، فنحن ندعو بلا شك إلى وقف العنف في سوريا مهما يكن مصدره، والى تسوية سلمية للازمة السورية، والى أن تسهم القوى الخارجية في ذلك، ونحن نقف كذلك ضد أي تدخل عسكري من الخارج في سوريا». وقال إن «الوضع في سوريا غير بسيط، وليست هناك حلول سهلة، ولكننا سنواصل الحوار والعمل مع جميع الأطراف السورية».
واعتبر داود أوغلو، رداً على سؤال عن الأزمة في سوريا، أن «تركيا تؤيد مطلب أي شعب في أي بلد بتغيير الحياة نحو الأفضل، ولكنها لا تتدخل في شؤون هذه البلدان». وذكر أن «السلطات السورية لم تنفذ وعودها بإجراء الإصلاحات إلى الآن»، مشيراً إلى «أنهم لم يفعلوا شيئا».
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، عقب اجتماع بين مبعوث الرئيس الروسي الخاص للشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف والسفير الجزائري في موسكو إسماعيل شرقي، إن «الجانبين أكدا استعداد البلدين للمساهمة في تسوية الأزمة في سوريا من خلال إجراء حوار وطني شامل».
وجاءت تصريحات لافروف بينما أجرى مسؤولون روس وأميركيون محادثات في موسكو حول الأزمة في سوريا. وقالت السفارة الأميركية في موسكو إن مساعد وزيرة الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان والمنسق الخاص فريد هوف عقدا اجتماعات في موسكو «ركزت بالأخص على الأحداث الأخيرة في سوريا». وأضافت «اتفقنا على مواصلة التنسيق الوثيق بين الولايات المتحدة وروسيا في الشأن السوري خلال الأسابيع المقبلة».
وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني كتبا خطاباً مشتركاً إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لعقد اجتماع من اجل الحصول على دعم مجلس الأمن الدولي للخطة العربية الجديدة حول سوريا.
وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن الولايات المتحدة ودولاً أوروبية تعمل مع قطر والمغرب، العضو في مجلس الأمن، على مشروع قرار جديد ينص على دعم المجلس «لمبادرة الدول العربية لتسهيل عملية انتقال سياسي تقود الى نظام سياسي تعددي وديموقراطي من خلال نقل السلطة من الرئيس وإجراء انتخابات حرة وشفافة تحت مراقبة عربية ودولية». ولا يتضمن مشروع القرار عقوبات على سوريا.
وفي دمشق، التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم الفريق الدابي «حيث تمّ خلال الاجتماع استكمال بحث مهمة المراقبين في ضوء موافقة سوريا على تمديد عملها شهراً ثانياً».
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «الدابي قدم عرضاً حول التقرير الذي قدّمه لوزراء الخارجية العرب (الأحد الماضي) ورؤية بعثة مراقبي الجامعة للأوضاع في سوريا والتي تمّ إبرازها في التقرير»، مؤكداً «عزم البعثة على التمسك بالحيادية والموضوعية كمنهج للعمل لتنفيذ البروتوكول الموقع بين سوريا وجامعة الدول العربية».
من جهته، أكد المعلم «التزام سوريا بالتعاون الكامل مع بعثة المراقبين وتقديم كل التسهيلات لها لإنجاز مهمتها في ضوء التفويض الممنوح لها، رغم العراقيل التي يتم وضعها في طريق عمل البعثة من أطراف لا ترغب في إظهار حقيقة الأوضاع في سوريا تنفيذاً لأجندات خارجية باتت واضحة المعالم».
وشدد المعلم على «واجب الحكومة السورية في حماية مواطنيها، ووضع حد لجرائم المجموعات المسلحة وأعمالها التخريبية التي تطال المدنيين وعناصر الأمن والمؤسسات العامة والخاصة».
وغادر المراقبون الخليجيون المشاركون في بعثة المراقبين العرب دمشق.
ميدانياً
ذكرت «سانا» إن «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت الاب باسيليوس نصار الكاهن في بلدة كفربهم (ريف حماه) عندما كان يقوم بإسعاف رجل مصاب في حي الجراجمة بحماه». وقالت «لجان التنسيق المحلية» إن مقتل نصار تمّ «أثناء الحملة العسكرية من قوات النظام على المدينة».
وقالت رئيسة عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر للشرقين الأدنى والأوسط بياتريس ميغفان روغو «علمنا بوفاة عبد الرزاق جبيرو مدير فرع الهلال الأحمر العربي السوري في ادلب. وكان جبيرو في طريقه بالسيارة من دمشق الى ادلب وقتل رمياً بالرصاص. ظروف مقتله ما زالت غير واضحة».
(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
رسالة مفتوحة من المجلس الوطني للبنانيين: طي الصفحات السود في العلاقة مع سوريا
دعا المجلس الوطني السوري في رسالة مفتوحة الى الشعب اللبناني أمس، الى «طي الصفحات السود» في العلاقات بين البلدين محملا «النظام الديكتاتوري» في سوريا مسؤوليتها، والى علاقات على اساس «السيادة والمساواة» بين الدولتين.
وقال المجلس في الرسالة «مع دخول ثورتنا، ثورة الشعب السوري، شهرها الحادي عشر، و… في غمرة نضالنا لإسقاط نظام بشار الأسد وعصابته، وهو هدف يقترب من التحقق، فإن مجلسنا يقدر عاليا وقوف الشعب اللبناني بجانب شقيقه الشعب السوري، ودعمه السياسي والإنساني والأخلاقي للثورة السورية». واضاف ان «بين الشعبين السوري واللبناني قضية مشتركة،… وهي فرصة لطي صفحات سود في تاريخ العلاقات السورية – اللبنانية، مرد سوادها الى النظام الديكتاتوري في سوريا الذي مارس أبشع صور الوصاية والنفوذ والتدخل». واكد المجلس في رسالته ان «سوريا الحرة المستقلة والديموقراطية تعترف بلبنان وطنا سيدا مستقلا»، و«تريد للعلاقات السورية اللبنانية ان تكون بين دولتين مستقلتين سيدتين متساويتين».
كما دعا الى «اعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة بين البلدين» والى «ترسيم الحدود السورية اللبنانية»، و«ضبط الحدود المشتركة بين البلدين». وأيد المجلس «إنهاء الدور الامني المخابراتي، سواء عبر التدخل في الشؤون اللبنانية، او تهريب السلاح لجعل لبنان ساحة تتنافى ومبادئ الكيان والدولة والقانون».
وقال المجلس الوطني في رسالته انه «يتقدم بهذه المبادئ على مشارف لحظة تاريخية لكل من سوريا ولبنان، مشارف سقوط نظام الأسد الذي يمثل العقبة الدائمة في طريق بناء العلاقات الصحيحة بين الدولتين والشعبين».
(أ ف ب)
جنبلاط يحذر من تدويل الأزمة السورية ويقول ان لا بديل عن الحل السياسي
موسكو- (يو بي اي): حذر النائب اللبناني والزعيم الدرزي وليد جنبلاط من مزيد من التصعيد يؤدي إلى التدويل في سوريا، مشدداً على أن لا بديل عن الحل السياسي للأزمة السورية.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية (نوفوستي) الخميس أن جنبلاط، شدد إثر إجرائه محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، على أهمية مواصلة الجهود لإنجاح “الحل السياسي” في سوريا.
وأضاف جنبلاط إن المبادرة العربية للتسوية هي الحل الوحيد لأن البديل هو الانجرار نحو تصعيد مواجهات وتدخل أجنبي “مرفوض بشكل حازم”.
وشدد على أن المبادرة العربية “هي الحل الوحيد القادر على إخراج الأزمة من الوضع الراهن”، داعياً إلى ضرورة استكمال الجهود لتطبيق “حل سياسي مبني على أساس المبادرة”.
وحذر جنبلاط من ان البديل “مزيد من التصعيد وجر الوضع نحو التدويل بما يفسح المجال أمام تدخل أجنبي مرفوض من جانب كل الأطراف الحريصة”.
ولفت إلى ان “المطلوب من النظام السوري أن يدرك ذلك وأن يوقف استخدام العنف”.
وقال جنبلاط انه عقد جلسة محادثات مطولة مع لافروف تناولت الوضع في سوريا وحولها، مضيفاً ان موسكو قدمت الكثير لدمشق في مختلف المجالات وهي سلحت الجيش السوري وساهمت في إنشاء مشروعات إستراتيجية كبرى وتطوير البنى التحتية، لذلك فالمطلوب من الجانب الروسي كبلد صديق ومهم أن يتفهم مطالب الشعب المحقة.
وأعرب عن “تفهمه” لما وصفها بأنها “مصالح دولية متضاربة بشكل قوي”، لكنه عبّر عن أمله في أن تنحاز روسيا لصوت الحق.
العربي وبن جاسم إلى نيويورك السبت لابلاغ مجلس الأمن بقرار الجامعة حول سوريا
القاهرة- (ا ف ب): صرح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الخميس انه سيتوجه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم السبت إلى نيويورك المقبل لعقد اجتماع مع اعضاء مجلس الامن وطلب “مصادقته” على المبادرة العربية الجديدة لانهاء الأزمة السورية.
وقال العربي للصحفيين انه سيتوجه “إلى نيويورك السبت هو ورئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر وذلك للاجتماع مع مجلس الامن الدولي الاثنين وابلاغه بقرار مجلس وزراء الخارجية العرب بشأن سوريا وطلب مصادقته عليه”.
وكان وزراء الخارجية العرب دعوا الأحد الحكومة السورية وكافة اطياف المعارضة الى “بدء حوار سياسي جاد في اجل لا يتجاوز اسبوعين” من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين وطالبت الرئيس السوري بشار الاسد بتفويض صلاحيات كاملة الى نائبه الاول للتعاون مع هذه الحكومة.
وقرر الوزراء ابلاغ مجلس الأمن الدولي بمبادرتهم الجديدة ومطالبته بـ”دعمها”.
واعتبر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع أن المبادرة العربية تهدف إلى رحيل النظام السوري “سلميا”.
وقال إن “المبادرة العربية تتحدث عن ذهاب النظام السوري سلميا”، معتبرا أن “المبادرة متكاملة تشبه المبادرة اليمينة ونامل ان تقبل بها الحكومة السورية حتى نستطيع ان نبدأ التنفيذ، في حال لم ينفذوا نحن ذاهبون الى مجلس الامن وسنتخذ قرارات ليس من بينها التدخل العسكري”.
واعلنت الحكومة السورية رفضها لهذه المبادرة.
وكان دبلوماسيون قالوا لفرانس برس الثلاثاء في نيويورك إن الاوروبيين ودولا عربية يريدون التصويت في مجلس الامن مطلع الاسبوع المقبل على مشروع قرار جديد اعد على أساس خطة الجامعة العربية لحل النزاع السوري.
ويدعو مشروع القرار الذي اعدته بريطانيا وفرنسا والمانيا مع دول عربية الى الاقتداء بالجامعة العربية من خلال فرض عقوبات ضد النظام السوري.
ويمكن ان يؤدي طلب فرض عقوبات الى تعطيل مشروع القرار من قبل روسيا. واستخدمت موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) في تشرين الاول/ اكتوبر 2011 لاسقاط مشروع قرار يدين القمع الدامي في سوريا.
واوضح دبلوماسي “نأمل أن نتوصل إلى قرار نعمل لاعداده مع الدول العربية، يدعم قرارات الجامعة العربية التي اتخذتها نهاية الاسبوع الماضي”.
واشار إلى أن الدول العربية ترغب بان يحصل مشروع القرار على “تأييد واسع”. واضاف “سوف نعمل مع جميع اعضاء المجلس” في اشارة الى روسيا.
واعتبر دبلوماسيون آخرون ان التصويت في مجلس الامن يمكن ان يتم الاثنين او الثلاثاء من الاسبوع المقبل. وقال دبلوماسي غربي “هذا غير مستبعد” في حين اوضح ممثل بلد عربي “هذا هو هدفنا”.
غير ان روسيا ابدت معارضتها لاي جهود دولية ساعية للحصول على خطوة في مجلس الامن لتأييد عقوبات ضد سوريا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب محادثات اجراها مع نظيره التركي احمد داود اوغلو “نحن منفتحون على اية مقترحات بناءة تنسجم مع المهمة المحددة بإنهاء العنف”.
لكنه اصر على ان روسيا “لن تدعم مقترحات تفرض بموجبها عقوبات احادية ضد سوريا وهي العقوبات التي اعلنت دون مشاورات مع روسيا او الصين او غيرهما من بلدان بريكس” التي تضم ايضا البرازيل والهند وجنوب افريقيا. واعتبر ان ذلك سيكون “بكل بساطة غير عادل وغير مجد”.
وجاءت تصريحات لافروف بينما اجرى مسؤولون روس وامريكيون محادثات في موسكو حول كيفية انهاء العنف المستمر منذ نحو عشرة اشهر في سوريا حيث قدرت الامم المتحدة ان اكثر من 5400 شخص قتلوا خلاله.
ولكن مسؤولين امريكيين اعربوا الاربعاء عن تفاؤلهم بأن تؤدي الاجتماعات الجديدة التي جرت مع المسؤولين الروس في كل من مقر الامم المتحدة في نيويورك وفي موسكو إلى حل وسط في نهاية المطاف.
الشيخ عمر بكري: تنظيم القاعدة يستعد لشن هجمات إرهابية ضد النظام السوري
لندن- (يو بي اي): حذّر الداعية الإسلامي السلفي الشيخ عمر بكري محمد، الذي أبعدته بريطانيا عن أراضيها قبل نحو سبع سنوات ويقيم في لبنان حالياً، من أن تنظيم القاعدة يستعد لشن هجمات إرهابية ضد النظام السوري.
وقال الشيخ بكري في مقابلة مع صحيفة (ديلي تلغراف) الخميس إن جماعات مسلمة سلفية متشددة، بما في ذلك تنظيم القاعدة وجماعة الغرباء التي يتزعمها “مستعدة لتقديم المساعدة إلى أشقائها المسلمين في سوريا من خلال شن حملة من الهجمات الانتحارية ضد الرئيس بشار الأسد”.
وأضاف أن تنظيم القاعدة “يمكن أن يجعل حزب البعث يهرب بعد عمليتين أو ثلاث عمليات تضحية، والتي يسميها الآخرون تفجيرات انتحارية، وسيذهب إلى البرلمان عندما يجتمع الحزب داخله ويفجره، لأنه ذكي جداً ويستطيع صنع الكثير من الأسلحة من لا شيء، ويمكن أن يذهب إلى المطبخ ويصنع بيتزا مفخخة ويسلمها طازجة”.
ووصف بكري موجة الثورات المؤيدة للديمقرطية التي اجتاحت منطقة الشرق الأوسط العام الماضي بأنها “انتصار لتنظيم القاعدة، حيث منح التقلب في العالم العربي وتفكيك الأنظمة الاستبدادية وأجهزة الاستخبارات التي لا ترحم الجماعات السلفية فسحة للتنفس، وتم الإفراج عن آلاف السجناء الإسلاميين في تونس ومصر وليبيا بعد انهيار الدكتاتوريات مما جعلهم يتحولون إلى أرضية خصبة للتجنيد”.
وقال “إن تنظيم القاعدة لا يزال ينتظر سماع نداء السوريين قبل أن يتدخل”، منتقداً المعارضة السورية على “طلبها مساعدة بريطانيا وغيرها من الدول الغربية الكافرة”.
وأضاف الشيخ بكري “أنا أول من يوجه الدعوة للجهاد في سوريا وحتى الآن ليس هناك وجود لتنظيم القاعدة في هذا البلد، وإذا استمر السوريون في المطالبة بالحرية والديمقراطية، فيتعين عليهم السعي للحصول عليهما والتمتع بهما.. ولكن في حال طلبوا مساعدتنا فإن أشقاءهم المسلمين سيأتون ويرسلون لهم الأسود”.
وقال “إن تنظيم القاعدة من المرجح أن يتدخل في سوريا في حال لم تتدخل القوات الغربية وفشلت في إقامة منطقة آمنة في البلاد للمساعدة في الإطاحة بالنظام بالوسائل السلمية”.
مراقبون خليجيون يغادرون سورية وروسيا ستتصدى لاي خطوة في مجلس الامن
بيروت ـ دمشق ـ نيقوسيا ـ وكالات: غادر نحو 30 مراقبا من الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي الأربعاء دمشق، بعد أن استدعتهم حكوماتهم احتجاجا على عدم وقف الحكومة السورية إراقة الدماء طيلة أحد عشر شهرا أسفرت عن مقتل 19 شخصا الأربعاء، في الوقت الذي ابدت فيه روسيا معارضتها لاي جهود دولية ساعية للحصول على خطوة في مجلس الامن لتأييد العقوبات الاحادية ضد سورية.
وقال مصدر مقرب من وفد المراقبين العرب في سورية لوكالة الأنباء الألمانية الأربعاء إن الفريق – وهو جزء من بعثة المراقبين التابعين للجامعة العربية – غادر فندق ‘شيراتون’ في دمشق إلى المطار وسط حراسة أمنية مشددة.
وأضاف أن ‘عدد المراقبين أصبح الآن مئة وعشرين شخصا لكن من المقرر أن يصل المزيد (إلى سورية) بدلا من أولئك الذين غادروها’، في الوقت الذي سعت فيه الجامعة العربية للحصول على دعم الأمم المتحدة لخطة انهاء حكم الرئيس السوري بشار الاسد.
وقالت روسيا، وهي حليف مهم لسورية، الأربعاء إنها ستعارض أي عقوبات من جانب الأمم المتحدة على سورية وكررت معارضتها لتدخل عسكري.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب محادثات اجراها مع نظيره التركي احمد داود اوغلو ‘نحن منفتحون على اية مقترحات بناءة تنسجم مع المهمة المحددة بإنهاء العنف’،
لكنه اصر على ان روسيا ‘لن تدعم مقترحات تفرض بموجبها عقوبات احادية ضد سورية وهي العقوبات التي اعلنت دون مشاورات مع روسيا او الصين او غيرهما من بلدان بريكس’ التي تضم ايضا البرازيل والهند وجنوب افريقيا.
واعتبر ان ذلك سيكون ‘بكل بساطة غير عادل وغير مجد’.
وجاءت تصريحات لافروف بينما اجرى مسؤولون روس وامريكيون محادثات في موسكو حول كيفية انهاء العنف المستمر منذ نحو عشرة اشهر.
غير ان المسؤولين الامريكيين اعربوا عن تفاؤلهم بأن تؤدي الاجتماعات الجديدة التي جرت مع المسؤولين الروس في كل من مقر الامم المتحدة في نيويورك وفي موسكو الى حل وسط في نهاية المطاف.
وقالت السفارة الامريكية في موسكو ان جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى والمنسق الخاص فريد هوف عقدا اجتماعات في موسكو الاربعاء اتفقوا خلالها على ‘مواصلة التنسيق الوثيق’ بين الجانبين الامريكي والروسي في الشأن السوري.
وانتقدت المعارضة السورية على الفور لافروف، متهمة الحكومة الروسية بأنها متحيزة لنظام الأسد بما يخدم مصالحها الخاصة في المنطقة.
وقال رضوان زيادة، أحد أعضاء المعارضة السورية، إنه يجب أن تدرك روسيا أن هذا النظام لن يبقى في مكانه للأبد. وأضاف أنه يجب أن تتعامل روسيا مع ما يتطلع له الشعب السوري الحر.
ميدانيا، قال ناشطون إن 19 شخصا بينهم طفل وامرأة قتلوا امس في عمليات قصف نفذها الجيش السوري، بعد يوم دام شهد مقتل نحو سبعين مدنيا.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن ستة من قتلى امس سقطوا في حماة (210 كلم إلى الشمال من دمشق) التي تتعرض منذ البارحة لقصف يستهدف معظم أحيائها، وسط’ انقطاع للاتصالات والكهرباء وخطوط الهاتف.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الاربعاء ان ‘مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت رئيس فرع منظمة الهلال الأحمر بإدلب الدكتور عبد الرزاق جبيرو في شمال خان شيخون (ريف ادلب)’ مشيرة الى ان ذلك تم ‘في إطار استهدافها للعقول والقدرات التقنية والطبية والفنية’، الا ان لجان التنسيق المحلية اتهمت في بيان قوات الامن السورية باغتيال المسؤول في الهلال الاحمر.
كما افادت الوكالة ان ‘مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت الاب باسيليوس نصار الكاهن في بلدة كفربهم (ريف حماة) عندما كان يقوم باسعاف رجل مصاب في حي الجراجمة بحماة’.
من جهتها، افادت لجان التنسيق المحلية، الهيئة التي تتابع تطورات الحركة الاحتجاجية ميدانيا، في بيان ان مقتل نصار تم ‘أثناء الحملة العسكرية من قوات النظام على المدينة’.
امريكا وبريطانيا تضغطان على روسيا لدعم قرار اممي لاطاحة بالاسد
لندن ـ ‘القدس العربي’: تتعرض روسيا التي لا تزال الدولة الوحيدة التي تدعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد لضغوط شديدة من بريطانيا والولايات المتحدة كي تدعم قرارا من مجلس الامن بدعوة من الجامعة العربية يوم الاحد وطالب الاسد بالتنحي عن السلطة وتسليمها لنائبه فاروق الشرع. وبحسب مصادر دبلوماسية نقلت عنها صحيفة ‘الغارديان’ فستكون هذه هي المرة الاولى من بداية الانتفاضة السورية قبل عشرة اشهر يتفق فيها المجتمع الدولي على موقف صلب لمواجهة الرئيس السوري بشار الاسد.
ومن بين الدول الاوروبية يتميز الموقف البريطاني بالوضوح من ناحية المطالبة بنقل الملف الى مجلس الامن، ودعت بريطانيا الجامعة العربية علنا لنقل الملف السوري الى مجلس الامن حيث قال ويليام هيغ، وزير الخارجية ‘اطلبوا من مجلس الامن تمرير قرار يساعد على حماية الارواح في سورية’.
وعلى الرغم من تغير اللهجة الروسية في الايام الاخيرة تجاه النظام الا انها ظلت تعارض اية قرارات عقابية بل وشجب للنظام السوري لشعورها ان الغرب خدعها في الملف الليبي عندما استغلت الدول الغربية قرار مجلس الامن لتغيير نظام العقيد معمر القذافي وتدخلت عسكريا. وقالت الصحيفة ان كلا من بريطانيا والولايات المتحدة تقودان الجهود لاقناع موسكو، ويعتبر الموقف الاوروبي الجديد تحولا عن المدخل الذي تعاملت فيه مع النظام منذ اندلاع الانتفاضة السورية الى موقف يحاول الاطاحة بالنظام، حيث ظلت الدول الغربية ترى في الحلول الدبلوماسية المرفقة مع العقوبات الذكية اجراءات كفيلة بانهيار النظام. لكن الانتفاضة وصلت طريقا مسدودا، وتم عسكرتها، حيث دخلت البلاد في حرب اهلية تحمل معها مخاطر الصراع الطائفي. ويرى المسؤولون الدبلوماسيون الغربيون ان روسيا التي رحبت بقرار الجامعة العربية سيكون من الصعب عليها تجنب اي دعم لقرار اممي، وكانت الدول العربية قد وافقت يوم الاحد باستثناء عدد قليل يدعو الرئيس السوري التنحي عن السلطة تمهيدا لتحول سياسي ديمقراطي. ويرى المسؤولون الغربيون ان القرار يتطابق مع المبادرة الروسية.
وعلى الرغم من تأكيد الخارجية السورية ان الموقف الروسي لم يتغير الا ان النبرة التي عنفت فيها روسيا الاسد لفشله حل الازمة سلميا وانه لم يعد بمقدورها دعمه يظهر ان الكرملين بدأ يضيق ذرعا بالاسد وتمسكه بالحل الامني. وكانت واشنطن قد انتقدت موسكو لاستمرارها بيع النظام السوري وتزويده بالاسلحة حيث وقعت هذا الشهر صفقة لبيع مقاتلات تدريب من نوع ياك ـ 130 بقيمة 550 مليون دولار.
ولروسيا مصالح استراتيجية مع سورية حيث اقامت قاعدة عسكرية في ميناء طرطوس المنفذ الوحيد لها على البحر المتوسط والقاعدة مهمة للبحرية الروسية.
ويرى المسؤولون الغربيون ان الصين التي منعت قرارا يشجب النظام السوري ولديها مصالح اقتصادية مع سورية يمكن ان تغير موقفها في حالة تغير الموقف الروسي. وترى الحكومات الغربية في الخطة العربية نسخة يمنية لحل الازمة السورية. وكان اجتماع الجامعة العربية قد فوض كلا من نبيل العربي، الامين العام للجامعة والشيخ حمد بن جاسم آل ثاني بالاتصال بالامين العام للامم المتحدة بان كي مون والبحث معه القرارات التي اتخذتها الجامعة منذ بداية الازمة. ويعتقد انه ان دعمت روسيا قرارا امميا سيناقش الشهر القادم.
وكان رد الحكومة السورية على قرار الجامعة العربية بانه تدخل في الشؤون الداخلية السورية واتهمت الدول العربية بانها تحاول تدويل الازمة. وكان اجتماع الجامعة العربية قد فوض كلا من نبيل العربي، الامين العام للجامعة والشيخ حمد بن جاسم آل ثاني بالاتصال بالامين العام للامم المتحدة بان كي مون والبحث معه القرارات التي اتخذتها الجامعة منذ بداية الازمة.
وبناء على الموقف العربي فان سورية وعلى لسان وزير خارجيتها وليد المعلم اكد ان سورية لم تعد تدعم الحل العربي، مؤكدا على عمق العلاقات السورية ـ الروسية. وغطت النقاشات الدبلوماسية على مصير بعثة المراقبين العرب التي قد تنهار بسبب اجماع دول الخليج على سحب مراقبيها منها. ويعتقد ان المراقبين من هذه الدول قد يتم ملء الفراغ الذي سيتركونه بمراقبين من دول اسلامية مثل اندونيسيا وتركيا.
وعلى موافقة النظام السوري على تمديد عمل البعثة الا ان المعارضة تطالب بانهاء مهامها وتدعو للتدخل الدولي، لكن لا يعرف كيفية تحقيقه، واستبعد حلف الناتو تكرار سيناريو ليبي في سورية لكن المعارضة تطالب باقامة مناطق آمنة لحماية المدنيين، وهو ما ستعارضه الحكومة السورية التي ستنظر اليه كـ ‘بنغازي ليبية’.
واستبعد الامير محمد بن نواف السفير السعودي في لندن تدخلا عسكريا في سورية وعبر عن امله ان يقبل النظام بالمبادرة العربية وتطبق بنودها مشيرا الى انها ‘هي الامل الوحيد الذي نملكه’.
يشار الى ان قرار دول الخليج سحب مراقبيها يظهر الخلافات العربية حول كيفية التعامل مع الملف السوري.
الكرملين: موسكو وانقرة تعارضان التدخل العسكري في دمشق
جهود لحل الازمة السورية تصطدم بالموقف الروسي
دمشق ـ أ ف ب: ابدت روسيا معارضتها لاي جهود دولية ساعية للحصول على خطوة في مجلس الامن لتأييد العقوبات الاحادية ضد سورية التي شهدت بعض مدنها الاربعاء عمليات عسكرية تهدف للحد من الاحتجاجات ضد النظام السوري.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب محادثات اجراها مع نظيره التركي احمد داود اوغلو ‘نحن منفتحون على اية مقترحات بناءة تنسجم مع المهمة المحددة بإنهاء العنف’.
لكنه اصر على ان روسيا ‘لن تدعم مقترحات تفرض بموجبها عقوبات احادية ضد سورية وهي العقوبات التي اعلنت دون مشاورات مع روسيا او الصين او غيرهما من بلدان بريكس’ التي تضم ايضا البرازيل والهند وجنوب افريقيا.
واعتبر ذلك بأنه سيكون ‘بكل بساطة غير عادل وغير مجد’.
وجاءت تصريحات لافروف بينما اجرى مسؤولون روس وامريكيون محادثات في موسكو حول كيفية انهاء العنف المستمر منذ نحو عشرة اشهر في سورية حيث قدرت الامم المتحدة ان اكثر من 5400 شخص قتلوا خلاله.
غير ان المسؤولين الامريكيين اعربوا عن تفاؤلهم بأن تؤدي الاجتماعات الجديدة التي جرت مع المسؤولين الروس في كل من مقر الامم المتحدة في نيويورك وفي موسكو الى حل وسط في نهاية المطاف. وقالت السفارةالامريكية ان جيفري فيلتمان نائب وزيرة الخارجية الامريكي والمنسق الخاص فريد هوف عقدا اجتماعات في موسكو الاربعاء اتفقوا خلاله على ‘مواصلة التنسيق الوثيق’ بينهما في الشأن السوري.
ويمكن للموقف الروسي ان يؤدي من جديد الى تعطيل مشروع القرار الذي اعدته بريطانيا وفرنسا والمانيا مع دول عربية ويدعو الى الاقتداء بالجامعة العربية من خلال فرض عقوبات ضد النظام السوري.
وتبنت الجامعة العربية نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) عقوبات اقتصادية قاسية ضد سورية تشمل خصوصا تجميد المبادلات التجارية مع الحكومة السورية وتجميد حساباتها البنكية في الدول العربية.
واوضح دبلوماسي ‘نأمل ان نتوصل الى قرار نعمل لاعداده مع الدول العربية، يدعم قرارات الجامعة العربية التي اتخذتها نهاية الاسبوع الماضي’.
واشار الى ان الدول العربية ترغب بأن يحصل مشروع القرار على ‘تأييد واسع’. واضاف ‘سوف نعمل مع جميع اعضاء المجلس’ في اشارة الى روسيا.
ويخشى من ان يؤدي نجاح التحرك العربي الغربي في الامم المتحدة الى تدخل عسكري في سورية على غرار ما حدث في ليبيا حيث تحدث الامين العام لمجلس الامن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف في وقت سابق عن معلومات تشير الى نية اعضاء الحلف الاطلسي ‘تحويل تدخلهم الحالي في الشؤون السورية الى تدخل عسكري مباشر’.
واستبعد قائد قوات الحلف الاطلسي في اوروبا الاميرال الامريكي جيمس ستافريدس ذلك واعلن الثلاثاء في برلين ‘في ما يتعلق بسورية، استطيع ان اقول لكم انه من وجهة نظر الحلف الاطلسي، لا يوجد اي تخطيط ونحن لا نقوم باية دراسة مفصلة، نراقب فقط الوضع’.
الا انه اضاف ‘يبدو لي انه حتى قبل ان يفكر الحلف الاطلسي بالتدخل يجب اولا ان يكون هناك تحرك من قبل الامم المتحدة والجامعة العربية’.
واوضح ‘لا ارى اي شيء يسير في هذا الاتجاه، اذن في الوقت الراهن دور الحلف الاطلسي هو بكل بساطة مراقبة ما يجري على حدوده’.
موسكو تأمل بإقرار مشروعها حول سوريا
خاص بالموقع – طالب الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، الحكومة السورية بـ «الامتناع عن أيّ تصعيد امني او عسكري»، معرباً عن قلقه «من استمرار العنف والاقتتال في سوريا»، فيما اتهم النائب السابق للرئيس السوري، عبد الحليم خدام، في مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، اليوم، الرئيس السوري بشار الأسد بمحاولة تطبيق خطة لـ«تقسيم» البلاد، بالتزامن
مع اتهام صحيفة «تشرين» الحكومية البلدان العربية بـ«عرقلة الحل الداخلي للأزمة السورية والتورط بعمليات القتل والارتباط بمشاريع أميركية». من جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية، إنها تأمل أن تتواصل المشاورات لإقرار مشروع القرار الذي قدمته موسكو حول الوضع في سوريا.
طالب الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، اليوم، الحكومة السورية بـ «الامتناع عن أيّ تصعيد امني او عسكري»، معرباً عن قلقه «من استمرار العنف والاقتتال في سوريا».
وقال العربي في بيان له إنه يشعر بـ«القلق من استمرار العنف والاقتتال في سوريا، وهو ما يؤدي الى سقوط مزيد من الضحايا الأبرياء كل يوم»، داعياً إلى «الوقف الفوري لكافة أعمال العنف، والتزام الحكومة السورية بالامتناع عن أي تصعيد أمني أو عسكري ضد المواطنين العزل».
واكد العربي «ثقته الكاملة بعمل بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا، وبرئيسها الفريق أول محمد أحمد الدابي»، مشيداً بـ«بشجاعة المراقبين، الذين يؤدون عملهم بمهنية وجدية في ظروف بالغة الصعوبة».
إلى ذلك، أعلن النائب السابق للرئيس السوري، عبد الحليم خدام، اليوم، في مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية أن الرئيس السوري بشار الأسد «يحشد أسلحته في المناطق العلوية»، متهماً إياه بمحاولة تطبيق خطة لـ«تقسيم» البلاد.
وأضاف خدام أن «بشار وعائلته وزعوا أولاً بنادق وأسلحة رشاشة في المدن والقرى التي يقطنها علويون من أبناء طائفتهم. ومنذ شهر، بدأوا بنقل أسلحة ثقيلة براً نحو الساحل لإخفائها في التلال والجبال»، مضيفاً أنه «نُقلت الصواريخ والأسلحة الاستراتيجية بكاملها. أما الدبابات والمدافع فقسم منها فقط؛ لأن النظام بحاجة إلى الاحتفاظ ببعضها لقمع المتظاهرين في المدن. وبشار خطط أيضاً لإرسال مقاتلات جوية إلى مطار اللاذقية».
وأوضح خدام أن «المناطق العلوية تشمل جنوب غرب حمص وتمتد صعوداً عبر حماة لتصل إلى اللاذقية على الساحل»، مشيراً إلى أن الأسد يطبق اليوم خطة «تهدف إلى إثارة حرب طائفية»، ومضيفاً أن «القوة فشلت ولم يبق أمامه سوى تطبيق خطة زعزعة الاستقرار وتقسيم سوريا، التي من شأنها تدمير البلاد».
وتابع خدام قائلاً: «أعرف أنه (الأسد) منذ شهر أسرّ إلى أحد حلفائه اللبنانيين بنيته إقامة دولة علوية يمكن أن يشنّ انطلاقاً منها حرباً أهلية وطائفية».
تجدر الإشارة إلى أن خدام انقلب على النظام السوري عام 2005 ويعيش منذ ذلك الحين في فرنسا.
من جهته، حذر رئيس كتلة «جبهة النضال الوطني» اللبنانية، وليد جنبلاط، من مزيد من التصعيد يؤدي الى التدويل في سوريا، مشدداً على أنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة السورية.
وذكرت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي»، اليوم، أن جنبلاط شدد إثر إجرائه محادثات مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في موسكو، على أهمية مواصلة الجهود لإنجاح «الحل السياسي» في سوريا، مضيفاً إن المبادرة العربية للتسوية هي الحل الوحيد، لأن البديل هو الانجرار نحو تصعيد المواجهات، والتدخل الأجنبي «المرفوض على نحو حازم».
كذلك، أكد جنبلاط أن المبادرة العربية «هي الحل الوحيد القادر على إخراج الأزمة من الوضع الراهن»، داعياً إلى ضرورة استكمال الجهود لتطبيق «حل سياسي مبني على أساس المبادرة»، محذراً من أن البديل هو «مزيد من التصعيد وجر الوضع نحو التدويل، بما يفسح المجال أمام تدخل أجنبي مرفوض من جانب كل الأطراف الحريصة».
من جهة ثانية، اتهمت صحيفة «تشرين» السورية الحكومية، اليوم، البلدان العربية بـ«عرقلة الحل الداخلي للأزمة في سوريا والتورط بعمليات القتل والارتباط بمشاريع أميركية».
وكتبت الصحيفة أنه «عوضاً عن أن تلعب الدول العربية دوراً موضوعياً وحيادياً في تغليب لغة الحوار والمنطق بين السوريين لحل الأزمة التي تشهدها بلادهم، فإن استمرارها في تنفيذ سياسة الضغوط والعقوبات والانسياق خلف المشاريع الأميركية وإغفالها للحقائق سيزيدان من معوقات الحل الداخلي تدريجاً»، مشيرةً إلى أن «بعض الأنظمة العربية أصبحت متورطة فعلياً في عرقلة الحل بعد تورطها في عمليات القتل والتخريب الجارية بنحو مباشر أو غير مباشر».
وأشارت الصحيفة إلى الهوة التي تفصل إرادة السوريين عن مخططات العرب تجاه بلادهم، مشددة على «رفض قرارات المجلس الوزاري العربي الأخيرة وما تسعى إليه بعض الأنظمة العربية كقطر والسعودية من مشاريع خاصة بسورية، وقناعة السوريين بحتمية الحل السياسي الداخلي كخيار وحيد للخروج من الأزمة».
وكان وزراء الخارجية العرب قد دعوا الأحد الماضي الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة إلى «بدء حوار سياسي جاد في أجل لا يتجاوز أسبوعين من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين وطالبت الرئيس السوري بشار الأسد بتفويض صلاحيات كاملة إلى نائبه الأول للتعاون مع هذه الحكومة».
قالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الخميس، إنها تأمل أن تتواصل المشاورات لإقرار مشروع القرار الذي قدمته موسكو حول الوضع في سوريا.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث بإسم وزارة الخارجية الكسندر لوكاشيفيتش قوله إن روسيا كانت أعدت مشروع قرار بشأن سوريا وطرحته على طاولة المناقشات في مجلس الأمن الدولي.
وعبر عن أمله في أن تتواصل المشاورات بشأن مشروع القرار الذي اقترحته روسيا تمهيدا لإقراره.
وفي إشارة إلى تقارير إعلامية، تقول أن دولاً غربية بصدد تقديم مشروع قرار جديد بشأن سوريا إلى مجلس الأمن الدولي، قال لوكاشيفيتش أنه «لم تتوافر لي معلومات مؤكدة عن تقديم مثل ذلك المشروع في هذه الأيام، وأقصد المشروع الغربي».
واعترضت روسيا والصين باستخدام حق الفيتو على مشروع قرار بشأن سوريا أعدته دول غربية في تشرين الأول لإحتوائه على تهديد بفرض عقوبات على الحكومة السورية. ثم أعدت روسيا والصين مشروع قرار وصفتاه بـ«المتوازن» (تجاه كافة الأطراف السورية).
من ناحيته، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، إن روسيا لن تؤيد في مجلس الأمن الدولي المشروع الغربي الجديد للقرار الذي يدعو إلى فرض عقوبات ضد سوريا. واضاف «نحن نصرّ على ان يدوّن في القرار البند الهام حول عدم التدخل عسكرياً في الشأن السوري، وندعو على العموم الى ان يساعد اللاعبون الخارجيون على التسوية السياسية السلمية للوضع في سوريا».
من جهته، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن تأييد بلاده لجهود الجامعة العربية الرامية إلى إنهاء الأزمة في سويا.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية أنه جرى، أمس الأربعاء، اتصال هاتفي بين لافروف وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي، دار فيه الحديث حول قرارات مجلس الجامعة الصادرة في القاهرة في 22 كانون الثاني، بشأن نتائج الشهر الأول لعمل بعثة مراقبي الجامعة في سوريا. وأكد لافروف أنه «ينبغي أن تنفذ بأسرع وقت ممكن، مهمة إطلاق الحوار الشامل بين السلطات السورية والمعارضة حول كافة قضايا جدول العمل الوطني، وإجراء إصلاحات سياسية عميقة، وتطور البلد ديمقراطياً وسلمياً».
ميدانياً، تجمع مئات الآلاف من السوريين، اليوم، في دمشق ومدن سورية عدة للتعبير عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الأسد، وعن رفضهم التدخل الخارجي بشؤونهم الداخلية.
ففي دمشق، توافد عشرات الآلاف منذ الصباح الى ساحة السبع بحرات، حاملين الأعلام السورية وصوراً للرئيس السوري، للتعبير عن تمسكهم بالسيادة الوطنية، ورفضهم لأي تدخل خارجي، كما علت أصوات المكبرات التي تبث الأغاني الوطنية، ومقاطع من الخطب التي ألقاها الرئيس السوري، إضافة الى الشعارات المؤيدة له، مثل «لن يهزم شعب أبداً قائده المفدّى بشار»، و«كلنا بشار كلنا ثوار» وغيرها.
ونقل التلفزيون الرسمي في بث مباشر مسيرات أخرى جرت في مدن سورية عدة، منها الحسكة (شمال شرق)، إضافة إلى حلب ودير الزور واللاذقية وطرطوس.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)
مشروع قرار غربي ــ عربي في مجلس الأمن… وروسيا تريد نصاً لا يبرر التدخـــل العسكري
تستعد الدبلوماسيتان الغربية والعربية للضغط باتجاه مشروع قرار في مجلس الأمن حول سوريا يتبنى المبادرة العربية الجديدة، ويهدد بعقوبات دولية، في وقت قامت فيه القوات السورية أمس بعمليات عسكرية في عدد من المدن، ولا سيما حماة وإدلب وحمص
بدأت البلدان الغربية مناقشة مشروع قرار بشأن سوريا أعدته فرنسا، وتعتزم عرضه على مجلس الأمن الدولي في نهاية الأسبوع الحالي، لمنافسة المشروع الروسي، الذي نوقش هناك أواسط الشهر الماضي. واتضح في الأمم المتحدة من مصادر دبلوماسية، أن الدبلوماسيين الغربيين، ونظراءهم من البلدان العربية التي موقفها من سوريا مقارب للموقف الغربي، وكذلك أعضاء مجلس الأمن غير الدائمين، قد عقدوا لقاءات عدة لمناقشة مسودة القرار.
ويتبنى مشروع القرار المبادرة العربية الجديدة التي أقرها مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد الماضي، وأبرز بنودها دعوة الرئيس بشار الأسد إلى التنازل عن صلاحياته لنائبه الأول فاروق الشرع، بما في ذلك صلاحية تأليف حكومة وحدة وطنية. وفي حال عدم تنفيذ سوريا لهذه المبادرة، يهدد معدو القرار دمشق باتخاذ إجراءات من ضمنها فرض عقوبات دولية جديدة.
ودعت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، أمس، مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار قوي بشأن سوريا. وأضافت، أمام جلسة مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في الشرق الأوسط: «حان الوقت منذ فترة طويلة لأن يصدر هذا المجلس قراراً قوياً يدعم جهود الجامعة العربية لإنهاء الأزمة واستعادة السلام في سوريا». كذلك شهدت هذه الجلسة انتقادات شديدة من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة لروسيا على تزويدها سوريا بالأسلحة.
في المقابل، أبدت روسيا معارضتها لأي جهود دولية ساعية إلى الحصول على خطوة في مجلس الأمن. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عقب محادثات أجراها مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو: «نحن منفتحون على أي مقترحات بناءة تنسجم مع المهمة المحددة بإنهاء العنف». لكنه أصر على أن روسيا «لن تدعم مقترحات تفرض بموجبها عقوبات أُحادية على سوريا، وهي العقوبات التي أُعلنت من دون مشاورات مع روسيا أو الصين أو غيرهما من بلدان بريكس»، التي تضم أيضاً البرازيل والهند وجنوب أفريقيا. وتابع أن أي قرار تدعمه روسيا «يتعين أولاً أن ينص بوضوح على عدم إمكان استخدامه أو تأويله لتبرير أي تدخل عسكري خارجي كان في الأزمة السورية».
وجاءت تصريحات لافروف بينما أجرى مسؤولون روس وأميركيون محادثات في موسكو بشأن الأزمة السورية، غير أن المسؤولين الأميركيين أعربوا عن تفاؤلهم بأن تؤدي الاجتماعات الجديدة، التي جرت مع المسؤولين الروس في كل من مقر الأمم المتحدة في نيويورك وفي موسكو، إلى حل وسط في نهاية المطاف. وقالت السفارة الأميركية إن نائب وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان والمنسق الخاص فريد هوف عقدا اجتماعات في موسكو مع مسؤولين روس أمس اتفقوا خلالها على «مواصلة التنسيق الوثيق» بينهما في الشأن السوري.
وفي تطور لافت، قال دبلوماسيون إن مجموعة من الدول الغربية والعربية تسعى، في اجتماع سيعقد في 27 شباط المقبل، إلى طرد سوريا من لجنة حقوق الإنسان في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في أحدث جهود دولية لعزل دمشق.
سياسياً، أعلنت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي المعارضة في سوريا ترحيبها بمبادرة جامعة الدول العربية. وأوضحت، في بيان، أن قبولها لقرارات الجامعة «لا يلغي ضرورة الحوار معها من أجل توضيح بعض الفقرات وإزالة بعض الالتباسات، وقطع الطريق أمام أي مناورة لتضييع الوقت، أو لتدخلات سلبية من أي طرف خارج إرادة السوريين».
بدوره، قدم رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية في سوريا الفريق محمد أحمد مصطفى الدابي لوزير الخارجية السوري وليد المعلم، عرضاً بشأن التقرير الذي قدّمه لوزراء الخارجية العرب. وأكد الدابي، خلال لقائه المعلم، «عزم البعثة على التمسك بالحيادية والموضوعية». وقال بيان صحافي لوزارة الخارجية السورية أن المعلم أكد «التزام سوريا التعاون الكامل مع بعثة المراقبين».
وغادر مراقبون خليجيون سوريا أمس، لكن مراقبين عرباً آخرين تعهدوا المضي في عملهم، وقال مراقب عربي كبير طلب عدم ذكر اسمه إن مغادرة دول مجلس التعاون الخليجي لن تؤثر على عمل البعثة العربية، مشيراً إلى أن بإمكان بقية أعضاء الوفد القيام بالعمل. وغادر مراقبون من الكويت والإمارات والبحرين العاصمة السورية، ويتوقع أن يغادر مراقبون من دول خليجية أخرى دمشق قريباً. ميدانياً، قالت «لجان التنسيق المحلية»، وهي الهيئة التي تتابع أحداث حركة الاحتجاجات، إن عدد القتلى أمس بلغ 16 قتيلاً، في حماة وريف دمشق وحمص وإدلب وحلب ودرعا. وقد شهدت مدن دوما بريف دمشق وحلفايا وقلعة المضيق بريف حماة وجاسم في درعا ومدينة إدلب اشتباكات بين الجيش السوري ومجموعات مسلحة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «القوات العسكرية السورية شنت حملة واسعة في محافظة ريف دمشق، وشهدت مدينة حماة حملة عملية عسكرية واسعة في عدد من أحيائها». وذكرت «لجان التنسيق» أن «الجيش السوري يقصف أحياءً في مدينة حماة، مستخدماً أسلحة ثقيلة من مدرعات بي أم بي ويستخدم آر بي جي وسلاح البي كي سي». وذكرت صحيفة «الوطن» السورية الخاصة، أمس، أن الوضع الميداني «يذهب إلى مزيد من التصعيد في حماة وإدلب (شمال غرب)، بينما يستمر الوضع متأزماً في حمص (وسط)». ونقلت عن مصدر لم تكشف هويته «أن الجهات المختصة قررت حسم الموقف كلياً ونهائياً لتريح المدينة (حماة) من المسلحين وشرورهم، وتعيدها إلى الحياة الطبيعية».
وأفاد مصدر رسمي سوري بأن «مجموعة إرهابية مسلحة» اغتالت رجل دين مسيحياً بينما كان يسعف مصاباً في أحد أحياء مدينة حماة. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مدير الهلال الأحمر العربي السوري في إدلب بشمال سوريا قتل رمياً بالرصاص أمس. وأنحى التلفزيون السوري باللائمة على «إرهابيين» في حادث القتل.
(الأخبار، أ ب، رويترز، أ ف ب)
العراق يتخذ اجراءات مشددة على الحدود مع سوريا
أ. ف. ب.
بغداد: اتخذت السلطات العراقية اجراءات مشددة على طول الحدود مع سوريا ضمن محافظة الانبار، خشية حصول “فجوة امنية” اثر التوترات الامنية والسياسية التي تشهدها دمشق.
ونقل بيان عن وزارة الداخلية العراقية ان “قيادة قوات حرس حدود الانبار شددت اجراءاتها الامنية على طول الشريط الحدودي الرابط بين العراق وسوريا غربي الانبار، خوفا من تسلل عناصر ارهابية بعد التوتر الامني والسياسي في سوريا”.
واكد البيان ان “هذه الاجراءات تاتي كذلك، بسبب الانشقاقات المستمرة بين قادة وعناصر الجيش السوري وتردي الوضع الداخلي، مما قد يسبب فجوة امنية في امن الحدود”.
وبحسب الوزارة فان الاجراءات “تضمنت تمشيط (تفتيش) الصحراء والوديان والمناطق القريبة من المنافذ الحدودية مع تعزيز التواجد الامني وتشديد الرصد والمتابعة في ابراج المراقبة المنتشرة على طول الشريط الحدودي لمنع اي عملية تسلل محتملة”.
ويشترك العراق وسوريا بشريط حدودي بطول 605 كليومترات، حيث تقع محافظات عراقية ذات غالبية سنية كان ينظر اليها خلال الاعوام الماضية على انها معاقل للتمرد ضد قوات الولايات المتحدة والحكومة العراقية.
وتشهد سوريا حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ منتصف اذار/مارس الماضي، اسفر قمعها عن سقوط نحو 4500 قتيل، وفقا لاخر حصيلة نشرتها الامم المتحدة.
وتتهم السلطات السورية من جانبها “عصابات ارهابية مسلحة” بارتكاب اعمال العنف في البلاد.
العرب يبلغون مجلس الأمن السبت بقرار الجامعة حول سوريا
أ. ف. ب.
القاهرة: صرح الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الخميس انه سيتوجه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم السبت الى نيويورك المقبل لعقد اجتماع مع اعضاء مجلس الامن وطلب “مصادقته” على المبادرة العربية الجديدة لانهاء الازمة السورية.
وقال العربي للصحفيين انه سيتوجه “الى نيويورك بعد غد السبت هو ورئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر وذلك للاجتماع مع مجلس الامن الدولي الاثنين وابلاغه بقرار مجلس وزراء الخارجية العرب بشأن سوريا و طلب مصادقته عليه”.
وكان وزراء الخارجية العرب دعوا الاحد الحكومة السورية وكافة اطياف المعارضة الى “بدء حوار سياسي جاد في اجل لا يتجاوز اسبوعين” من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين وطالبت الرئيس السوري بشار الاسد بتفويض صلاحيات كاملة الى نائبه الاول للتعاون مع هذه الحكومة.
وقرر الوزراء ابلاغ مجلس الامن الدولي بمبادرتهم الجديدة ومطالبته ب “دعمها”.
واعتبر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع ان المبادرة العربية تهدف الى رحيل النظام السوري “سلميا”.
وقال ان “المبادرة العربية تتحدث عن ذهاب النظام السوري سلميا”، معتبرا ان “المبادرة متكاملة تشبه المبادرة اليمينة ونامل ان تقبل بها الحكومة السورية حتى نستطيع ان نبدأ التنفيذ، في حال لم ينفذوا نحن ذاهبون الى مجلس الامن وسنتخذ قرارات ليس من بينها التدخل العسكري”.
واعلنت الحكومة السورية رفضها لهذه المبادرة.
وكان دبلوماسيون قالوا لفرانس برس الثلاثاء في نيويورك ان الاوروبيين ودولا عربية يريدون التصويت في مجلس الامن مطلع الاسبوع المقبل على مشروع قرار جديد اعد على اساس خطة الجامعة العربية لحل النزاع السوري.
ويدعو مشروع القرار الذي اعدته بريطانيا وفرنسا والمانيا مع دول عربية الى الاقتداء بالجامعة العربية من خلال فرض عقوبات ضد النظام السوري.
ويمكن ان يؤدي طلب فرض عقوبات الى تعطيل مشروع القرار من قبل روسيا. واستخدمت موسكو وبكين حق النقض (الفيتو) في تشرين الاول/اكتوبر 2011 لاسقاط مشروع قرار يدين القمع الدامي في سوريا.
واوضح دبلوماسي “نأمل ان نتوصل الى قرار نعمل لاعداده مع الدول العربية، يدعم قرارات الجامعة العربية التي اتخذتها نهاية الاسبوع الماضي”.
واشار الى ان الدول العربية ترغب بان يحصل مشروع القرار على “تأييد واسع”. واضاف “سوف نعمل مع جميع اعضاء المجلس” في اشارة الى روسيا.
واعتبر دبلوماسيون آخرون ان التصويت في مجلس الامن يمكن ان يتم الاثنين او الثلاثاء من الاسبوع المقبل. وقال دبلوماسي غربي “هذا غير مستبعد” في حين اوضح ممثل بلد عربي “هذا هو هدفنا”.
غير ان روسيا ابدت معارضتها لاي جهود دولية ساعية للحصول على خطوة في مجلس الامن لتأييد عقوبات ضد سوريا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب محادثات اجراها مع نظيره التركي احمد داود اوغلو “نحن منفتحون على اية مقترحات بناءة تنسجم مع المهمة المحددة بإنهاء العنف”.
لكنه اصر على ان روسيا “لن تدعم مقترحات تفرض بموجبها عقوبات احادية ضد سوريا وهي العقوبات التي اعلنت دون مشاورات مع روسيا او الصين او غيرهما من بلدان بريكس” التي تضم ايضا البرازيل والهند وجنوب افريقيا.
واعتبر ان ذلك سيكون “بكل بساطة غير عادل وغير مجد”.
وجاءت تصريحات لافروف بينما اجرى مسؤولون روس واميركيون محادثات في موسكو حول كيفية انهاء العنف المستمر منذ نحو عشرة اشهر في سوريا حيث قدرت الامم المتحدة ان اكثر من 5400 شخص قتلوا خلاله.
ولكن مسؤولين اميركيين اعربوا الاربعاء عن تفاؤلهم بأن تؤدي الاجتماعات الجديدة التي جرت مع المسؤولين الروس في كل من مقر الامم المتحدة في نيويورك وفي موسكو الى حل وسط في نهاية المطاف.
معارض سوريا يدعو إلى المرور عبر روسيا
ودعا القيادي السوري المعارض هيثم مناع جامعة الدول العربية الخميس الى التشاور مع موسكو قبل التوجه الى مجلس الامن الدولي لاقرار المبادرة العربية، بغية تجنب المزيد من التصلب الروسي الى جانب النظام السوري.
وقال مناع، وهو قيادي في هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي السورية التي تضم احزابا يسارية وكردية وشخصيات معارضة، في اتصال مع وكالة فرانس برس انه يأمل في ان “يذهب (الامين العام لجامعة الدول العربية) نبيل العربي الى موسكو قبل توجهه الى نيويورك” للحصول على دعم مجلس الامن للمبادرة العربية.
واعرب مناع عن اعتقاده ان روسيا “يمكن ان تؤيد هذه المبادرة اذا شعرت انها طرف فيها، اما اذا همشت فستواجهها”، مضيفا “الروس يريدون دورا اكبر”.
وصرح نبيل العربي الخميس انه سيتوجه مع وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم السبت الى نيويورك المقبل لعقد اجتماع مع اعضاء مجلس الامن وطلب “مصادقته” على المبادرة العربية الجديدة لانهاء الازمة السورية.
وحذر مناع من ان شعور موسكو ان هناك “محاولات لابعادها عن الملف السوري سيزيد من تصلب موقفها الى جانب السلطات السورية”.
وتنص الخطة العربية التي تلاها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في ختام الاجتماع الوزاري في القاهرة الاحد على “تفويض رئيس الجمهورية نائبه الاول بصلاحيات كاملة للقيام بالتعاون التام مع حكومة وحدة وطنية” يفترض ان يتم تشكيلها “خلال شهرين”.
ويفترض ان ترئس حكومة الوحدة الوطنية “شخصية متفق عليها” وان تكون مهمتها “تطبيق بنود خطة الجامعة العربية والاعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية تعددية حرة بموجب قانون ينص على اجراءاتها وباشراف عربي ودولي”.
واعلنت دمشق الاثنين رفضها للمبادرة العربية، معتبرة انها تشكل “انتهاكا لسيادتها الوطنية وتدخلا سافرا في شؤونها”.
لكن مناع اعتبر ان موسكو قادرة على “جعل السلطات السورية تؤيد الخطة وتوافق عليها ولو بتحفظ”.
ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف اذار/مارس 2011 في سوريا، سقط اكثر من 5400 قتيل بحسب الامم المتحدة، واعتقل عشرات الالاف بحسب المعارضة.
عقوبات كندية ضد النظام طالت مصارف شركات وقادة في الأجهزة الأمنية
روسيا تعرقل جهود حلّ الأزمة السورية ودمشق تواصل القمع
وكالات
متظاهرون في داريا قرب دمشق يرفعون لافتات ضد نظام بشار الأسد
رغم إعلان وزير الخارجية الروسي انفتاح بلاده على أية مقترحات بناءة بشأن سوريا، أصرّ لافروف على أن روسيا لن تدعم فرض عقوبات أحادية ضد دمشق. وواصل النظام عملياته العسكرية للحدّ من الاحتجاج، في وقت تجري فيه استعدادات في مجلس الأمن لإصدار قرار يتبنى المبادرة العربية.
دمشق: أبدت روسيا معارضتها لأي جهود دولية ساعية إلى الحصول على خطوة في مجلس الأمن لتأييد العقوبات الأحادية ضد سوريا، التي شهدت بعض مدنها الأربعاء عمليات عسكرية، تهدف إلى الحدّ من الاحتجاجات ضد النظام السوري.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب محادثات أجراها مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو “نحن منفتحون على أية مقترحات بناءة تنسجم مع المهمة المحددة بإنهاء العنف”.
لكنه أصرّ على أن روسيا “لن تدعم مقترحات، تفرض بموجبها عقوبات أحادية ضد سوريا، وهي العقوبات التي أعلنت من دون مشاورات مع روسيا أو الصين أو غيرهما من بلدان بريكس”، التي تضم أيضًا البرازيل والهند وجنوب أفريقيا.
واعتبر أن ذلك سيكون “بكل بساطة غير عادل وغير مجدٍ”. وجاءت تصريحات لافروف، بينما أجرى مسؤولون روس وأميركيون محادثات في موسكو حول كيفية إنهاء العنف المستمر منذ نحو عشرة أشهر في سوريا، حيث قدّرت الأمم المتحدة أن أكثر من 5400 شخص قتلوا خلال تلك الفترة.
غير أن المسؤولين الأميركيين أعربوا عن تفاؤلهم بأن تؤدي الاجتماعات الجديدة، التي جرت مع المسؤولين الروس في كل من مقر الأمم المتحدة في نيويورك وفي موسكو، إلى حل وسط في نهاية المطاف.
وقالت السفارة الأميركية في موسكو إن جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى والمنسق الخاص فريد هوف عقدا اجتماعات في موسكو الأربعاء، اتفقا خلالها على “مواصلة التنسيق الوثيق” بين الجانبين الأميركي والروسي في الشأن السوري.
ويمكن للموقف الروسي أن يؤدي من جديد إلى تعطيل مشروع القرار، الذي أعدّته بريطانيا وفرنسا وألمانيا مع دول عربية، ويدعو إلى الاقتداء بالجامعة العربية، من خلال فرض عقوبات ضد النظام السوري.
وقالت مصادر دبلوماسية في مجلس الأمن الدولي إن المجلس قد يصوّت في الأسبوع المقبل على مشروع قرار ترعاه الدول الغربية والعربية، يؤيّد مبادرة الجامعة العربية الخاصة بدعوة الأسد إلى نقل السلطة إلى نائبه.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “يجب أن يدعم مجلس الأمن الدولي القرارات الجريئة للجامعة العربية، التي تسعى إلى إنهاء القمع والعنف في سوريا، وإيجاد حل للأزمة السياسية”.
وتبنت الجامعة العربية في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر عقوبات اقتصادية قاسية ضد سوريا، تشمل خصوصًا تجميد المبادلات التجارية مع الحكومة السورية، وتجميد حساباتها المصرفية في الدول العربية. وقال دبلوماسي “نأمل في أن نتوصل إلى قرار نعمل على إعداده مع الدول العربية، يدعم قرارات الجامعة العربية، التي اتخذتها في نهاية الأسبوع الماضي”.
وأشار إلى أن الدول العربية ترغب في أن يحصل مشروع القرار على “تأييد واسع”. وأضاف “سوف نعمل مع جميع أعضاء المجلس”، في إشارة إلى روسيا.
وثمة خشية من أن يؤدي نجاح التحرك العربي الغربي في الأمم المتحدة إلى تدخل عسكري في سوريا، على غرار ما حدث في ليبيا. وقد تحدث الأمين العام لمجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف في وقت سابق عن معلومات تشير إلى نية أعضاء الحلف الأطلسي “تحويل تدخلهم الحالي في الشؤون السورية إلى تدخل عسكري مباشر”.
لكن قائد قوات الحلف الأطلسي في أوروبا الأميرال الأميركي جيمس ستافريدس استبعد ذلك، وأعلن الثلاثاء في برلين “في ما يتعلق بسوريا، أستطيع أن أقول لكم إنه من وجهة نظر الحلف الأطلسي، لا يوجد أي تخطيط، ونحن لا نقوم بأية دراسة مفصلة، نراقب فقط الوضع”.
إلا أنه أضاف “يبدو لي أنه حتى قبل أن يفكر الحلف الأطلسي بالتدخل يجب أولاً أن يكون هناك تحرك من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية”. وأوضح “لا أرى أي شيء يسير في هذا الاتجاه، إذن في الوقت الراهن دور الحلف الأطلسي هو بكل بساطة مراقبة ما يجري على حدوده”.
من برلين، دعا وزير الخارجية الأسترالي كيفين راد مجلس الأمن الدولي الأربعاء إلى القيام بتحرك صارم تجاه سوريا، لوقف ما وصفه بـ”عمليات القتل” في شوارع سوريا. وصرح راد لوكالة فرانس برس، عقب محادثات في برلين مع نظيره الألماني غيدو فسترفيلي، “ما نشاهدة هناك يومًا بعد يوم هو قتل المدنيين الأبرياء”.
وفي سوريا، غادر المراقبون الخليجيون المشاركون في بعثة المراقبين العرب المكلفة مراقبة الأوضاع في سوريا الأربعاء مقر إقامتهم في أحد الفنادق الكبرى في وسط العاصمة السورية، حاملين أمتعتهم، ورافضين الإدلاء بأي تصريح.
وتضم بعثة المراقبين ممثلين لـ13 دولة عربية، هي الأردن والعراق والبحرين وتونس والجزائر والسعودية والسودان وقطر والكويت ومصر والمغرب وموريتانيا والإمارات.
وكان نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي أكد لفرانس برس الثلاثاء أن الجامعة “قادرة على تعويض نقص المراقبين في الوقت الحالي من الدول العربية” بعد قرار دول مجلس التعاون الخليجي الثلاثاء بسحب مراقبيها، مشيرًا إلى أن عدد مراقبي دول الخليج في البعثة يبلغ 55 مراقبًا.
وأعلنت الحكومة السورية أنها وافقت مساء الثلاثاء على تمديد عمل المراقبين العرب “شهرًا آخر”، وذلك حتى 23 شباط/فبراير 2012، وإن كانت أغلقت الباب أمام الحلول العربية للأزمة المستمرة منذ آذار/مارس 2011. وانتهت مهمة البعثة رسميًا في 19 كانون الثاني/يناير الجاري، بحسب بن حلي.
ميدانيًا، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) الأربعاء أن “مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت اليوم رئيس فرع منظمة الهلال الأحمر في إدلب الدكتور عبد الرزاق جبيرو في شمال خان شيخون (ريف إدلب)”، مشيرة إلى أن ذلك تم “في إطار استهدافها للعقول والقدرات التقنية والطبية والفنية”.
إلا أن لجان التنسيق المحلية اتهمت في بيان قوات الأمن السورية باغتيال المسؤول في الهلال الأحمر. كما أفادت الوكالة أن “مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت الأب باسيليوس نصار الكاهن في بلدة كفربهم (ريف حماه) عندما كان يقوم بإسعاف رجل مصاب في حي الجراجمة في حماه”.
من جهتها، أفادت لجان التنسيق المحلية، الهيئة التي تتابع تطورات الحركة الاحتجاجية ميدانيًا، في بيان، أن مقتل نصار تم “أثناء الحملة العسكرية من قوات النظام على المدينة”. وكانت اللجان ذكرت في بيان سابق، تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه، أن “الجيش السوري يقصف مدينة حماه، مستخدمًا أسلحة ثقيلة من مدرعات بي ام بي، ويستخدم آر بي جي وسلاح البي كي سي”.
وأضاف البيان “إن هناك أنباء عن تهدم أبنية عدة، وسقوط جرحى وشهداء”، مؤكدًا أن “الأهالي لم يتمكنوا من الوصول إليهم نتيجة القصف العشوائي المستمر”، ومشيرًا إلى “انتشار حوالى 4000 جندي داخل المدينة”.
من جهة أخرى، أعلنت الحكومة الكندية عن عقوبات جديدة ضد النظام السوري، طالت خصوصًا أربعة مصارف، وثلاث شركات نفطية، إضافة إلى 22 شخصًا، معظمهم أعضاء في الجهاز الأمني. وطالت العقوبات المصرف الصناعي وبنك التسليف الشعبي والمصرف الزراعي التعاوني ومصرف التوفير، وكلها مصارف حكومية، وشركة دير الزور للنفط وشركة إيبلا للنفط وشركة دجلة للنفط.
وقد جمّدت أرصدتها في كندا، إضافة إلى أرصدة 22 شخصًا منعوا أيضًا من الدخول إلى كندا، ومن بينهم قادة كبار في الأجهزة الأمنية.
ولا يعترف النظام السوري بحجم حركة الاحتجاج، ويؤكد أنه يقاتل “مجموعات إرهابية”، يتهمها بالسعي إلى زرع الفوضى في البلاد في إطار “مؤامرة” يدعمها الخارج. ومنذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار/مارس 2011 في سوريا، سقط أكثر من 5400 قتيل، بحسب الأمم المتحدة، واعتقل عشرات الآلاف بحسب المعارضة.
انقسام بين مؤيد ومنتقد وآخرون اعتبروها تكرارًا للتجربة اليمنية
النظام السوري يرد على المبادرة العربية بمزيد من القتل
بهية مارديني
انقسمت المعارضة السورية بين مؤيّد ومعارض للمبادرة الأخيرة، التي قدمتها جامعة الدول العربية، والقاضية بتسليم الرئيس بشار الأسد صلاحياته إلى نائبه، وقد اعتبرها البعض تكرارًا للتجربة اليمنية، إلا أن الإجماع كان على أن هذه المبادرة هي موقف متقدم للجامعة.
إسطنبول: قدّمت الجامعة العربية مبادرة جديدة، محورها تسليم الرئيس بشار الأسد صلاحياته إلى نائب الرئيس، وطالبت النظام السوري الالتزام بها، في حين ردّ الأخير بتصعيد كبير في عمليات القتل.
تراوحت آراء معارضين سوريين ما بين مؤيّد ومنتقد، لكنها أجمعت على أن المبادرة العربية هي موقف متقدم للجامعة لسحب البساط من تحت أرجل النظام السوري.
واعتبر وحيد صقر المعارض السوري الناطق باسم التكتل السوري الموحد أن “المبادرة العربية تتضمن تكرارًا للتجربة اليمنية، وإعطاء ملاذًا آمنًا للقاتل مقابل رحيله”.
وقال في تصريح خاص لـ”إيلاف”: “المبادرة جاءت كمصيدة لنظام بشار وعصاباته، لأنه من البديهي أنه لن يقبل بالتنحّي، وألا يرضى بتسليم فاروق الشرع مهام رئيس الجمهورية”. وأضاف: “إن اغتيال الشرع، كما تم نحر محمود الزعبي، أهون على بشار، ومن يلوذ به من التنحّي”.
وأضاف: “أن هذا النظام قرر الاستمرار في قتل الشعب، ولا بد لكل محلل أن يرى جيدًا أن ما يقوم به بشار ونظامه الذين هم عبارة عن مافيا عصابات، كانت تعتبر سوريا مزرعة لهم، والأهم أنهم الآن يشعرون بأنهم سيكونون خارج سور تلك المزرعة، لتعود سوريا إلى حقيقتها، ويعود الياسمين الدمشقي إلى عبقه”.
ولفت إلى أنه “منذ بداية الثورة كنت أول من قال إن هذا النظام لن يرحل حتى يجعل البلاد خرابًا، وأعي تمامًا أن المبادرة العربية تدرك جيدًا أن بشار لن يستجيب لها، والغريب أنه كيف لوليد المعلم أن يقبل بتمديد شهر للمراقبين فعلاً، وكيف تعطي الجامعة العربية مهلاً دموية عن قصد أو غير قصد؟، وخاصة في حال التزام النظام بتطبيق بنود المبادرة. ولكن هذا يعني تضييق الخناق على بشار عندما يتبنى مجلس الأمن تفعيل المبادرة، وأن العد العكسي بدأ فعلاً، ونرى وحشية وهمجية النظام على حقيقتها”.
وشدد على رؤيته “أن النظام حتى الآن لم يكشر عن أنيابه، رغم كل ما فعل من انتهاكات وقتل وقمع وتهجير، لكن هناك ما هو آت يجعلنا ندرك، ومن خلال معرفتنا بعقلية النظام، أن النظام مستعد لتوجيه صواريخ قاسيون إلى دمشق، أي بمعنى آخر إنه لن يرحل إلا بتدخل عسكري أو ضربات استباقية جوية على أقل تقدير، ومن هنا أرى أن روسيا بموقفها تدافع عن النظام لرفع الثمن”.
من جانبه قال شلال كدو، القيادي في لجنة إقليم كردستان للمجلس الوطني الكردي في سوريا، في تصريح خاص لـ”إيلاف” إنه لا شك في “أن الموقف الرسمي العربي آخذ بُعداً آخر أكثر تقدماً، حينما طالبت جامعة الدول العربية صراحة الرئيس السوري بترك السلطة، وتسليم كل صلاحياته إلى نائبه، وتشكيل حكومة وطنية تشاركية بين المعارضة والسلطة، في محاولة منها لاستنساخ التجربة اليمنية في سوريا، متناسية بأن الوضع في سوريا يختلف عن الوضع اليمني، وبالتالي ليس بالضرورة أن ينجح تطبيق التجربة اليمنية في سوريا”.
وأضاف “لكن في كل الأحوال، فالجامعة العربية سوف تضطر في النهاية – كما يبدو- بعد انقضاء مهلتها الأخيرة، البالغة ثلاثة أشهر، إلى رفع الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي، لتأخذ القضية طريقها نحو التدويل”.
وأوضح “رغم إيجابية المبادرة العربية الأخيرة، فهي جاءت منقوصة ومبتورة، حيث لم تشر إلى حق الشعب الكردي في تقرير مصيره بنفسه كسائر شعوب العالم، والذي يعد أحد أكبر المكونين الرئيسين، الذين يتألف منه الشعب السوري، ويعيش على أرض آبائه وأجداده الآوائل منذ مئات السنين، إن لم نقل الآلاف من السنين، مع العلم أن نسبته تتجاوز الـ15 بالمائة من مجموع سكان سوريا. ورغم ذلك فإنه يتعرّض منذ بناء الدولة السورية الحديثة، إلى أبشع أنواع الظلم والاضطهاد وإنكار لوجوده، إضافة إلى محاولات حثيثة لتغيير ديمغرافية مناطقه التاريخية (كردستان سوريا)، من خلال زرع عشرات المستوطنات منذ سبعينيات القرن المنصرم”.
وشدد كدو على أن “الموقف السعودي الأخير، القاضي بسحب المفتشين السعوديين من بعثة المراقبين العرب العاملة في سوريا، يمكن وصفه بالموقف الجريء والأكثر حزماً من بين مواقف الدول العربية حيال النظام السوري، الذي اتخذ من القمع والتنكيل خياراً في التعاطي مع الثورة الشعبية المستمرة في مختلف مناطق البلاد، منذ ما يقارب 11 شهراً، ويرى الكثيرون أن الموقف السعودي، سوف يلقي بظلاله على مواقف غالبية الدول العربية، لتكون أكثر صرامة مع النظام السوري، الذي يغرق بلاده بدماء المتظاهرين السلميين. وفي هذا المنحى، رأينا كيف تبنّت دول مجلس التعاون الخليجي الموقف السعودي، وسحبت بدورها مندوبيها من بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا”.
واعتبر أن” الرد السوري السلطوي أو الرسمي على المبادرة العربية الجديدة، الذي رأيناه، متوقع، إذ لا يمكن أن يقبل النظام بهذه المبادرة، لا سيما أنه لا يزال قوياً ويمتلك معظم الأوراق، التي تؤهله لضرب المتظاهرين العزل، من هنا فإن أية مبادرات من هذا القبيل في المرحلة الراهنة، لن يستجيب لها النظام الاستبدادي الحاكم في دمشق، طالما أنه لا يستطيع قبول الآخر المختلف سياسياً وثقافياً وإثنياً”.
إلى ذلك، رأى المعارض السوري هيثم بدرخان أن “المعادلة السورية لم تعد في إطار أقطاب معارضة، ونظام استبدادي، بل دخلت فيها المنطقة العربية والإسلامية والعالمية، ولكل منهم مواقفه ومصالحه، التي يدفع ثمنها شعبنا السوري، الذي يسعى إلى أبسط الحقوق الإنسانية للعيش شبه الكريم. وجاء تدخل الأطراف بناء على التصعيد الذي فرضه شعبنا على العالم. وكانت المواقف المتباينة بين المد والجزر من طلب التنحّي عن السلطة، ومنحها للمعارضة، التي لم تلتحم بعد”.
وأضاف في تصريح خاص لـ”إيلاف”: “الكل يدرك أن مطالب الثورة لن تتحقق بمجرد المطالبة، وكل يوم يزداد عدد الشهداء والدمار، ويدفع شباب الثورة ثمنًا باهظًا من أجل الحرية، ورغم هذا لم يتحرك ضمير المعارضة لتوحيد مواقفها، والإرتقاء إلى مستوى الحدث والمهام. ودخلت أقطاب المعارضة المندسة والمعارضة، التي ترفض التدخل الخارجي، ومعارضة تسعى إلى تدخل خارجي أكثر من سعيها إلى إسقاط النظام، ومعارضة مأجورة، تنفذ مصالح أرباب العمل، ومن مصلحتهم استمرار الوضع على ما هو عليه، لكي لا تنتهي مهمتهم الأبدية”.
وتابع “من هنا جاءت المواقف العربية والدولية متباينة على مستوى المعارضة، وبقي الشارع السوري هو المرصاد لكل الأطراف. ويرى البعض أنه لو تحركت الشام وحلب لكان أفضل من التحرك العربي والدولي، حيث أثبتت الثورة السورية جدارتها وقدرتها على تحدي كل الأطراف، وهي تعرف تمامًا من ركب الشارع بشعاراتها، وأحزاب تريد تبرير سبب ضرورة وجودها”.
واعتبر بدرخان “أن بعثة الجامعة العربية تعكس عبر ممثليها واقع التشرزم العربي المعروف تاريخيًا”.
كما يرى رئيس الجالية السورية في موسكو الدكتور طارق فرحان “أن قرارات الجامعة العربية، والتي أقرّها وزراء الخارجية العرب، جاءت بفضل بعض الدول العربية الشريفة، في محاولة منها لتلقي الدعم الدولي لقرارات الدول العربية، وهي خطوة إلى الأمام، ولو لم تكن على مستوى مأساة شعبنا في سوريا”. ويؤكد فرحان “أن ثورتنا ستجبر العالم على اتخاذ مواقف أكثر حزمًا لنصرة شعبنا الأعزل أمام آلة القتل التي يستخدمها النظام”.
ويشير إلى “أن الوقت الآن غير ملائم، وخاصة أن الإنتخابات الأميركية والروسية على الأبواب. إضافة إلى المحور الإيراني، الذي سيقدم كل الدعم للنظام السوري لحماية نفسه والمحافظة على المحور، بما فيه العراق وسوريا ولبنان. ويمكن اليوم الإعتماد أكثر على الموقف الأوروبي، حيث تقدمت فرنسا بمشروع جديد إلى مجلس الأمن الدولي أشد لهجة من سابقتها”.
وأوضح “أن الجامعة العربية ومجلس الأمن على علم تام بأن النظام في سوريا لم ولن ينفذ أي بند من بنود القرارات العربية والدولية، إلا ضمن اللعبة التي يراها. والنظام السوري يرى عدم جدية الجامعة العربية، والمعروفة تاريخيًا بقرارتها المشؤومة، ويدرك عدم جدية الموقف الدولي الآن، وذلك للدور الذي يلعبه في تأمين حدود إسرائيل. ويدرك النظام أن إسرائيل ليست قادرة على تدمير برنامح إيران النووي، كما أن أميركا غير مستعدة الآن، لا اقتصاديًا ولا سياسيًا، لخوض معركة جديدة في الشرق الأوسط. وبالطبع سيستمر التصعيد الهادئ من قبل المجتمع الدولي والجامعة العربية وتركيا لإسقاط النظام”.
في الإطار نفسه، تحدث لـ”إيلاف” الناشط والمعتقل السياسي السابق أكرم الصفدي وقال: “الثورة السورية هي ثورة شعب أراد الحرية معتمداً على خبراته وبقواه الذاتية، ولن يعود من دون تحقيق أهدافه بإسقاط النظام التسلطي وبناء دولة مدنية ديمقراطية”.
وأكد: “أن النظام ببنيته الأمنية والسياسية التسلطية، لن يقبل بأي حلّ تفاوضي سلمي، يجنب البلاد المخاطر المحيطة، ويتنكر لكل المبادرات الداخلية والخارجية بهذا الخصوص”.
وأضاف إن الموقع الجيوسياسي لسوريا يجعلها عرضة لتوازنات وتقاطعات مصالح إقليمية ودولية معقدة، قد حالت حتى الآن دون اتخاذ قرار عربي أو أممي حاسم، يوقف نزيف الدم السوري، قرار الجامعة العربية الأخير يعبّر عن أن التوازنات الإقليمية والدولية باتت أقرب إلى اتخاذ قرار بإسقاط النظام”.
وشدد الصفدي على أن “مبادرة الجامعة الأخيرة يمكن أن تكون في حال تبنيها دولياً، وسيلة ضغط على النظام وعلى داعميه الإقليميين والدوليين، من أجل وقف النزيف السوري، الذي ما فتئ يسيل بغزارة منذ أشهر من عمر الثورة”.
روسيا منفتحة حول سوريا.. وبن حلي لـ«الشرق الأوسط»: اتصلنا بالبرادعي
حصار حماه مستمر.. وعمليات مكثفة في ريف دمشق
موسكو: سامي عمارة القاهرة: صلاح جمعة بيروت: ليال أبو رحال
في وقت تجري فيه الاستعدادات في مجلس الامن من اجل اصدار قرار بتبني المبادرة العربية بشان سوريا، أعلنت روسيا امس انها «منفتحة على مقترحات بناءة لانهاء العنف» في سوريا. وقال وزير خارجيتها سيرغي لافروف امس عقب محادثات أجراها مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو «نحن منفتحون تجاه المهمة المحددة بإنهاء العنف».
وتأكيدا للخبر الذي نشرته «الشرق الأوسط» أمس بأن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قد طرح على محمد البرادعي مدير وكالة الطاقة الذرية السابق أن يكون مبعوثه إلى سوريا، قال أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» إن العربي أجرى اتصالات مع عدد من الشخصيات العربية البارزة، من بينهم البرادعي.
إلى ذلك واصل الجيش السوري أمس حصاره لمدينة حماه بعد اقتحامها، في الوقت الذي كثفت فيه قوات الأمن السورية من عملياتها العسكرية في ريف دمشق.
السعودية تدعو سوريا إلى وقف العنف ضد التطلعات المشروعة لمواطنيها
المندوب الدائم للرياض لدى الأمم المتحدة: دمشق لم تكن جادة بشأن المبادرة العربية.. ومعارض سوري يشيد بموقف خادم الحرمين الشريفين
جريدة الشرق الاوسط
نيويورك: «الشرق الأوسط» القاهرة: صلاح جمعة
جددت السعودية دعوتها إلى السلطات السورية بالسماح بما سمته «التطلعات المشروعة للمواطنين السوريين»، التي يتم وقفها عبر العنف وإطلاق الرصاص، آملة من دمشق الإصغاء لصوت العقل والحكمة، والالتزام ببنود المبادرة العربية.
أتت هذه الدعوة على لسان المندوب الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله المعلمي بمجلس الأمن الدولي، أول من أمس، الذي أوضح أنه يتعين على سوريا وقف اضطهاد مواطنيها.
وحث المجلس على تأييد خطة جامعة الدول العربية التي أعلنت الأحد الماضي، وتابع قائلا «إن المملكة العربية السعودية تشعر بألم شديد بسبب معاناة وآلام الشعب السوري الشقيق».
وأضاف: «ندعو السلطات السورية لوقف مواجهة التطلعات المشروعة لمواطنيها بالعنف والرصاص»، داعيا الحكومة السورية كذلك لتطبيق مبادرة الجامعة العربية.
وأردف: «نأمل من الحكومة السورية أن تصغي لصوت العقل والحكمة والالتزام ببنود المبادرة العربية لإيجاد حل سياسي متوازن يحقق تطلعات الشعب السوري، ويحافظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا، ويوقف دوامة العنف، ويجنبها التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية».
وحول قرار المملكة سحب مراقبيها من سوريا، قال السفير المعلمي «قررت بلادي سحب مراقبيها من بعثة المراقبين العرب إلى سوريا، لأننا لم نشعر أن السلطات السورية كانت جادة بشأن المبادرة العربية»، وتابع بالقول «نحن نترفع أن نكون شهودا ومؤيدين لممارسات الاغتيال والاضطهاد المفروضة على الشعب السوري العظيم»، مؤكدا أنه حان الوقت لأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته.
ومن جهته، قال مؤمن كويفاتيه، نائب رئيس الهيئة الاستشارية التنسيقية للثورة السورية، إن موقف المملكة العربية السعودية ودول الخليج من الثورة السورية حظي باحترام كل الشعب السوري، الذي يناضل من أجل الحرية والخلاص من الحكم الديكتاتوري.
وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نعلق الآمال على المواقف القوية لدول مجلس التعاون الخليجي الأبية والدول التي تناصر شعبنا السوري العظيم، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية الأصيلة بقائدها خادم الحرمين الشريفين، وننتظر منه القول الفصل في مثل هذه الأوقات العصيبة لنقل الملف السوري إلى مجلس الأمن».
وناشد كويفاتيه، خادم الحرمين الشريفين وقادة دول الخليج دعم صمود الشعب السوري، بكل ما يحتاجه إغاثيا ولوجيستيا، للخروج من هذا الظلام القاتم الذي خيم على قضية الشعب السوري.
وقال إن الموقف السعودي وقرار خادم الحرمين الشريفين أدخلا الفرحة والسرور على قلوب السوريين، ونناشده باسم الشعب السوري أن يكون بعد الله العون والسند لهذا الشعب المذبوح، ونرجو منه النجدة والإنقاذ بما منحه الله من المشاعر الصادقة والقدرة وثقله الدولي.
النظام السوري يكثف عملياته في ريف دمشق ويحكم قبضته على حماه
«سانا» تتهم «مجموعات مسلحة» بقتل رجل دين مسيحي في حماه ومدير الهلال الأحمر في إدلب.. والمعارضة تتهم قوى النظام
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: ليال أبو رحال لندن: «الشرق الأوسط»
واصل الجيش السوري أمس حصاره لمدينة حماه بعد اقتحامها، حيث تعرض حي القبلي تحديدا، وهو الحي الذي توجد فيه عناصر من «الجيش السوري الحر»، وفق ما نقله ناشطون لـ«الشرق الأوسط»، إلى حصار وقصف مركز بالمدفعية الثقيلة طال الحي من جهاته كافة، في وقت كثفت فيه قوات الأمن السوري من عملياتها العسكرية في ريف دمشق، محكمة حصارها على بلدة رنكوس، في ظل حملة اعتقالات عشوائية وسقوط عشرات القتلى والجرحى في عدد من المدن السورية في «أربعاء دوما أم الأحرار».
وفي حماه، دعت الهيئة العامة للثورة السورية رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق محمد الدابي «لزيارة المدينة ولرؤية المدرعات الثقيلة قبل أن تدمر المدينة ثم يقوم النظام السوري بسحبها إلى مطار حماه العسكري الذي لا يبعد عن المدينة سوى عشر دقائق». وكانت المدينة تعرضت أمس لقصف بأسلحة الثقيلة من مدرعات (بي إم بي) وقذائف (آر بي جي). وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «الشبيحة وعناصر الأمن مدعومين بالآليات العسكرية والدبابات قصفوا حي باب قبلي»، مشيرة إلى «تهدم أبنية عدة وسقوط جرحى وشهداء، لم يتمكن الأهالي من الوصول إليهم نتيجة القصف العشوائي المستمر».
وقدرت اللجان عدد الجنود المنتشرين داخل حماه بـ4000 آلاف جندي، موضحة أن «الجيش أطلق قذائف (آر بي جي) وقنابل مسمارية على المنازل، كما قام بإطلاق النار من رشاشات ثقيلة في حي جنوب الملعب.
وفي تقرير نشرته عن الوضع الميداني في حي باب قبلي في حماه، أفادت «صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد» على موقع «فيس بوك» نقلا عن ناشطين، بانسحاب عناصر «الجيش الحر» من الحي «بعد أن كبدوا جنود بشار، الذين لم يتمكنوا من دخول الحي إلا بعد خروج أبطالنا منه، خسائر فادحة»، مشيرة إلى أن «ميليشيات بشار الجبانة التي لا تستعرض عضلاتها إلا على المدنيين العزل، قامت بعد ذلك بحملة دهم للمنازل واعتقالات عشوائية للكثير من الشباب».
ويصادف الهجوم على مدينة حماه ذكرى مجازر حماه التي حصلت عام 1982، وقال ناشطون في حماه إنهم لن يسمحوا بتكرار تلك المجازر، وناشدوا «الضمائر الحية في العالم» لوقف الهجوم على حماه. كما تم توجيه نداء إلى الجيش الحر في كل مكان في البلاد للقيام بقطع «كل الطرق المؤدية إلى حماه منعا لوصول الإمدادات للقوات النظامية»، وطلبوا ممن لم يستطع قطع الطرق أن «يحرق الأرض تحت إقدام القوات النظامية في منطقته».
وبث ناشطون مقطع فيديو قالوا إنه لقصف لمأذنة جامع السرجاوي، كما أعلن ناشطون مقتل كاهن كنيسة السيدة برصاص قناص بينما كان متجها لصلاة جنازة في حي الجراجمة، إلا أن وكالة الأنباء السورية (سانا) التي أوردت النبأ، قالت من جانبها إن «جماعات إرهابية مسلحة اغتالت الأب باسيليوس نصار الكاهن في بلدة كفربهم بحماه». أما التلفزيون السوري، فقال إن «الكاهن قتل برصاص مجموعات إرهابية مسلحة بينما كان الكاهن يسعف أحد الجرحى».
وفي محافظة إدلب، قال ناشطون إنه تم استهداف سيارة الهلال الأحمر من قبل قوات الأمن في منطقة خان شيخون، أسفرت عن مقتل الطبيب عبد الرزاق جبيرو، وإصابة السائق ومرافق.
وقالت وكالة (سانا) إن «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت رئيس فرع منظمة الهلال الأحمر بإدلب الدكتور عبد الرزاق جبيرو في شمال خان شيخون». ونقلت عن مصدر وصفته بأنه «رسمي مطلع» قوله «إن مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت الدكتور جبيرو بنيران أسلحتها الرشاشة وأصابته بالرأس، حيث أسعف على أثرها إلى مشفى المعرة وفارق الحياة»، كما شيع يوم أمس من مشافي تشرين وحمص واللاذقية العسكرية إلى مثاويهم الأخيرة جثامين 14 قتيلا من قوات الجيش النظامي سقطوا أثناء تأدية مهامهم في حمص وإدلب وريف دمشق وحماه ودرعا.
وقال ناشطون في مدينة إدلب إن الجيش الحر سيطر على مدينة إدلب ما عدا المنطقة التي تتمركز فيها قوات الأمن والجيش في مركز المدينة، وأن الجيش الحر قام بنصب أكثر من عشرين حاجزا في مدينة إدلب، وأن هناك مفاوضات تجري بين الجيش الحر والجيش النظامي، حول انسحاب الجيش الحر من منطقة السوق مقابل الإفراج عن كافة المعتقلين.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن انشقاقات كبيرة في الجيش حصلت يوم أمس في مدينة معرة النعمان في ريف إدلب وجرت اشتباكات عنيفة هناك، جرى خلالها استخدام الأسلحة الثقيلة.
وفي ريف دمشق، جرت اشتباكات عنيفة في منطقة القلمون، وتحدث ناشطون عن انشقاق عدد من الجنود من اللواء 27 الواقع شرق رنكوس حيث دارت اشتباكات عنيفة هناك، وقامت قوات الجيش النظامي بقصف مزرعة كريسة بعدما قامت أكثر من ستين دبابة بمحاصرة المنطقة، وسمع دوي انفجارات قوية. كما تم قصف قرى حوش عرب وقرية جراجير بالدبابات واقتحامها والقيام بحملة اعتقالات وسقط هناك ثلاث قتلى.
وتجددت الاشتباكات في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وقامت قوات الأمن والجيش باقتحام بلدة عربين بعدما دخلت مشيا على الأقدام من جهة مفرق حرستا والقابون، وجرت اشتباكات مع الجيش الحر الذي كان منتشرا داخل المدينة. وفي مدينة دوما المتصلة ببلدات حرستا عربين سقبا حمورية، حيث كانت تدور اشتباكات عنيفة بعد ظهر يوم أمس، جرت أيضا اشتباكات في مدينة دوما، وقالت مصادر محلية إن أعدادا جديدة من المنشقين عن الجيش النظامي انضموا للجيش الحر وقد استخدموا أسلحة ثقيلة في اشتباكهم مع القوات النظامية، عند حاجز الجرة حيث سمعت أصوات انفجارات قوية هناك ترافقت مع انقطاع تام للكهرباء عن دوما. ووصف الوضع مساء أمس في الغوطة الشرقية (حرستا عربين جسرين سقبا حمورية دوما) بأنها ساحة حرب، كما امتدت الاشتباكات لتصل بلدة المليحة، وكلها مناطق محيطة بالعاصمة وتتصل بها عبر أحياء من العشوائيات.
وذكرت أنه تمت مشاهدة اقتياد أشخاص كثر من الحي إلى فروع الأمن وهم «مقيدو الأيدي ومعصوبو الأعين، حيث تم تجميعهم في باصات وقد خرجت أمهات وزوجات المعتقلين يبكون ويستغيثون». وأفادت عن قيام «المافيات الأسدية» باعتقال رجل ثمانيني مسن يدعى شاكر النعسان، بعد أن «قامت عصابات الأمن بتكسير منزله ونهب جميع مقتنياته».
وذكر ناشطون من المدينة أن «مجموعة من القناصة تمركزوا فوق أسطح المباني العالية وفوق مئذنة مسجد الشيخ إبراهيم الحافظ المطلة على باب قبلي وحي الحوارنة».
كما حاصرت الآليات العسكرية قرية جراجير، التي تعرضت لقصف مدفعي وبالرشاشات الثقيلة، مما أدى إلى مقتل ثلاثة من أبنائها (محمود عقاب درة، ظافر أحمد الصالح وأيمن محمد العبد). وأكد ناشطون أن القوى الأمنية نفذت «حملة اعتقالات عشوائية في جراجير، وسط مداهمات عنيفة وتخريب للمنازل». وشمل الحصار الأمني كلا من بلدات يبرود وحوش عرب وعربين، التي شهدت اشتباكات بين عناصر الجيش النظامي و«الجيش الحر».
وقال أحد الناشطين لـ«الشرق الأوسط» إن «اشتباكات دارت بين (الجيش الأسدي) وعصابات الأمن والشبيحة من جهة وكتيبة (سباع الجرد) التابعة للهيئة العامة لحماية المدنيين في القمون (ريف دمشق)، حيث استطاع عناصر الكتيبة التصدي لقوات الأسد وحماية الأهالي».
وفي دير الزور، قالت «لجان التنسيق» إن «عناصر الأمن والشبيحة قاموا باقتحام ثانوية القورية للبنات، حيث تم طرد الطالبات والمعلمين منها، ومن ثم تمركزوا فيها وتم نشر القناصة على أسطح المدرسة وإقامة حاجز أمامها». واستمر النظام السوري في محاولاته منع طلاب جامعة حلب من التظاهر أمام كلياتهم، حيث توقف باص تابع لقوى حفظ النظام أمام كلية المعلوماتية، في ظل وجود أمني في كل من كليات التربية والهندسة الميكانيكية والهندسة المعلوماتية والهندسة المعمارية.
وفي غرب القصير بمحافظة حمص، قتل الطفل حسن محمد الأحمدو (خمس سنوات) ووالدته بعد سقوط قذيفة على منزلهما. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار أمس إلى مقتلهما «إثر سقوط قذيفة على منزلهما في قرية غرب القصير».
وكانت «لجان التنسيق المحلية في سوريا» أفادت بأن أحد عشر شخصا، بينهم طفل وسيدتان، قتلوا حتى الخامسة من مساء أمس، أربعة منهم في ريف دمشق، وثلاثة في حماه، واثنان في حمص واثنان في إدلب.
وفي ريف حمص، استمرت الاشتباكات في مدينة القصير طوال نهار أمس، لتشهد هدوءا نسبيا عند المساء قبل أن تعود لتتجدد خلال الليل، وقال ناشطون إن «الجيش الحر» اشتبك مع القوات النظامية عند المشفى الوطني الذي تحول إلى ثكنة عسكرية تتمركز فيها قوات الأمن والجيش، وقال ناشطون إن «الجيش الحر» هجم على حاجز قرية الضبة في ميط مدينة القصير وتمكن من تدمير دبابة متمركزة هناك، كما تمت مهاجمة غالبية حواجز الجيش الموجودة داخل البلدة، وخلال اليومين الماضيين سقط هناك أربعة قتلى، بينهم امرأة وطفل قتلا نتيجة سقوط قذيفة هاون على منزل سكني، وشاب برصاص قناص وآخر برصاص عشوائي أطلق في الحي الغرب، كما أصيب أكثر من 18 شخصا آخرين.
لقاءات بين حزب الله وفريق سلفي لتدارك انعكاسات ما يجري في سوريا
الزعبي لـ «الشرق الأوسط»: الحزب اخترق الساحة السنية منذ سنوات طويلة
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: يوسف دياب
في ظل الاحتقان السياسي في لبنان، والناجم عن الخلاف على كيفية إدارة البلد، ومع ارتفاع منسوب التشنج بين فريق السلطة الممثل بـ«8 آذار» وفريق المعارضة المتمثل بـ«14 آذار» على خلفية الأحداث في سوريا، سجل اختراق لافت لهذا الواقع تمثل بالإعلان عن لقاءات إسلامية حصلت بين قيادات لبنانية وفلسطينية في ضاحية بيروت الجنوبية، وأخرى في مدينة طرابلس (شمال لبنان) بين ممثلين عن حزب الله وبعض مشايخ الحركة السلفية، بهدف اجتراح آلية تعاون لتدارك انعكاسات ما يجري في المنطقة، وخصوصا في سوريا على الساحة اللبنانية، ومحاولة وأد أي فتنة سنية شيعية قد تنفجر في أي لحظة، وإحياء تفاهم قديم أطاحت به الصراعات السياسية.
وكشف رئيس «جمعية الأخوة للإنماء والتربية الإسلامية» في طرابلس الشيخ صفوان الزعبي، عن أن «هذه اللقاءات ليست جديدة، وهناك محاولة لإحياء التفاهم الذي وقع بين التيار السلفي وحزب الله في عام 2008 ثم ألغي بضغط من قوى سياسية ومنها تيار المستقبل». وقال الشيخ الزعبي الذي يمثل جناح «السلفية العلمية» في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نتفق مع حزب الله على أمور أساسية ونختلف معه على أخرى، نتفق على عداوتنا لإسرائيل ولمنع الفتنة السنية الشيعية التي ليست من مصلحة الطائفتين، ومحاربة الفكر التكفيري عند السنة والشيعة، وما يسمى الإسلام العلماني، لكننا نختلف على السياسة التي ينتهجها حزب الله على الساحة اللبنانية والدور الأمني الذي يقوم به، والخطاب السياسي الذي يزيد من الاحتقان الداخلي، ومقاربة ما يجري في سوريا»، مشيرا إلى أن «التيار السلفي العلمي ليس مع النظام السوري وليس مع الثورة، في حين أن حزب الله يقف مع النظام السوري ويرفض إسقاطه ويدافع عنه علنا». أضاف «نحن مع تغيير النظام في سوريا ولكن بغير أساليب الثورة، فطريقتنا كسلفيين أن تغيير النظام يأتي عبر تغيير المجتمع، فإذا أردنا الدولة الإسلامية يجب أسلمة المجتمع أولا، وإذا أردنا دولة ديمقراطية عادلة يجب نشر العدالة والمساواة لتتحقق العدالة». أضاف «الحركة السلفية هي مذهب وليست تنظيما، لذلك فهي ليست موحدة، فالمراقبون يقسمونها إلى ثلاث فئات: السلفية الجهادية التي يمثلها الشيخ داعي الإسلام الشهال، السلفية التكفيرية ويمثلها الشيخ عمر بكري، والسلفية العلمية التي نمثلها نحن».
وردا على سؤال عما إذا كانت ثمة إمكانية لإعادة بناء التفاهم بين السلفية العلمية وبين حزب الله، قال الزعبي «الكرة الآن في ملعبهم، فإما يستجيبون لنداء العقل وإما لا يلقون بالا وتبقى الأمور على ما هي عليه، هم يعرفون أن الأرض مهيأة اليوم للفتنة وللحرب الأهلية، وهي تنتظر من يشعلها، وعندها يدفع البسطاء الثمن، لذلك نصر على إحياء هذا التفاهم». وحول ما إذا كانت هذه اللقاءات محاولة من حزب الله لاختراق الساحة السنية، وخصوصا في طرابلس، أوضح أن حزب الله اخترق الساحة السنية منذ سنوات طويلة، كما أنه اخترق تيار المستقبل، علينا أن نعترف الآن بأن هناك مشكلة كبيرة وهي من سيملأ الساحة السنية، هل هي الشخصيات السياسية السنية أم التطرف أم حزب الله؟. البعض يظن أن الخطر على لبنان آت من حزب الله ومن تنظيم القاعدة، لكن برأيي الخطورة تكمن في تجار الدين وتجار السياسة الذين يتحالفون مع الشيطان من أجل الحصول على المال والسلطة. ورأى أن «ما يحصل في سوريا اليوم حرب حقيقية بدأت ولا أحد يعرف أين ومتى تنتهي، نحن في لبنان وقبل أن ننقسم بين مؤيد للنظام السوري ومؤيد للثورة علينا أن نساعد أنفسنا ونحصن ساحتنا لأن الخطر كبير وداهم».
روسيا تبدي انفتاحا حول الشأن السوري.. ولافروف يناقش أوضاع المنطقة مع أوغلو
السفير الروسي في بيروت يؤكد «وحدة الموقف» في بلاده تجاه سوريا
جريدة الشرق الاوسط
موسكو: سامي عمارة لندن – بيروت: «الشرق الأوسط»
رغم أن روسيا قد أبدت معارضتها أي جهود دولية ساعية للحصول على خطوة في مجلس الأمن لتأييد العقوبات الأحادية ضد سوريا، فإن وزير خارجيتها سيرغي لافروف قال عقب محادثات أجراها مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو: «نحن منفتحون على أي مقترحات بناءة تنسجم مع المهمة المحددة بإنهاء العنف».
لكنه أصر على أن روسيا «لن تدعم مقترحات تفرض بموجبها عقوبات أحادية ضد سوريا وهي العقوبات التي أعلنت دون مشاورات مع روسيا أو الصين أو غيرهما من البلدان التي تضم أيضا البرازيل والهند وجنوب أفريقيا». واعتبر أن ذلك سيكون «بكل بساطة غير عادل وغير مجد»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وجاءت تصريحات لافروف بينما أجرى مسؤولون روس وأميركيون محادثات في موسكو حول كيفية إنهاء العنف المستمر منذ نحو عشرة أشهر في سوريا حيث قدرت الأمم المتحدة أن أكثر من 5400 شخص قتلوا خلاله. غير أن المسؤولين الأميركيين أعربوا عن تفاؤلهم بأن تؤدي الاجتماعات الجديدة التي جرت مع المسؤولين الروس في كل من مقر الأمم المتحدة بنيويورك، وفي موسكو إلى حل وسط في نهاية المطاف. وقالت السفارة الأميركية إن جيفري فيلتمان نائب وزيرة الخارجية الأميركية والمنسق الخاص فريد هوف عقدا اجتماعا في موسكو أمس اتفقا خلاله على «مواصلة التنسيق الوثيق» بينهما في الشأن السوري. وأوضح دبلوماسي: «نأمل أن نتوصل إلى قرار نعمل لإعداده مع الدول العربية، يدعم قرارات الجامعة العربية التي اتخذتها نهاية الأسبوع الماضي». وأشار إلى أن الدول العربية ترغب في أن يحصل مشروع القرار على «تأييد واسع». وأضاف: «سوف نعمل مع جميع أعضاء المجلس» في إشارة إلى روسيا. وفي موسكو، انتظمت أمس اجتماعات الدورة الثانية للمجلس الروسي – التركي للتخطيط الاستراتيجي بمشاركة وزيري خارجية البلدين سيرغي لافروف وداود أوغلو. وقالت مصادر الخارجية الروسية إن الوزيرين خلصا إلى الاتفاق في الرأي وتقارب المواقف تجاه العديد من القضايا الدولية والإقليمية التي تناولتها المباحثات وفي مقدمتها الأوضاع في الشرق الأوسط والبلقان وما وراء القوقاز وآسيا الوسطى ومنطقة البحر الأسود وحول البرنامج النووي الإيراني. وحول الأوضاع بشأن إيران، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع نظيره التركي في ختام مباحثاتهما أمس، عن اتفاق الجانبين بشأن الدعوة إلى استئناف المباحثات في إطار المجموعة السداسية الدولية («5+1») وطهران حول البرنامج النووي الإيراني، فيما أكد استمرار جهود البلدين من أجل التوصل إلى ذلك الهدف. وقال إن تركيا تسعى بنشاط من أجل حل القضايا التنظيمية فيما عرضت استضافة الجولة الجديدة من المفاوضات وهو ما يحظى بتأييد روسيا.
من جانبه، أكد الوزير التركي استعداد بلاده لاستضافة هذه المباحثات، مشيرا إلى الرغبة المشتركة في بدء هذه المفاوضات والتوصل إلى الاتفاق المنشود في أسرع وقت ممكن. وفي ما يتعلق بالأوضاع في سوريا، قالت المصادر إن الوزير الروسي عاد إلى تأكيد موقف بلاده الذي حذر فيه من مغبة التدخل العسكري في الشؤون السورية وضرورة وقف العنف من جانب كل الأطراف وإقامة الحوار المنشود بهدف التوصل إلى تطبيع الأوضاع وتحقيق الإصلاحات المرجوة، مشيرا إلى أهمية مواصلة الجامعة العربية مبادرتها وعمل مراقبيها بعيدا عن أي تدخل خارجي.
وحول بيع روسيا أسلحة لسوريا، قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية والمسؤول عن ملف البلدان العربية، إن موسكو لا تنتهك أيا من الاتفاقيات أو المعاهدات أو الالتزامات الدولية بتوريدها الأسلحة والمعدات العسكرية إلى سوريا، وقال: «نهج روسيا في مجال توريد الأسلحة إلى الشرق الأوسط منذ البداية يتلخص في ضرورة عدم الإخلال بتوازن القوى. وروسيا لا تزال تتمسك بهذا النهج»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن دول الغرب «تبيع كميات ضخمة من الأسلحة إلى هذه المنطقة المضطربة لدول لا تتصف بالهدوء المرجو، لكنها لا ترى أية مشكلة في ذلك»، على حد تعبيره. وكان بوغدانوف التقى في موسكو جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط؛ حيث تناول معه تطورات الأوضاع الراهنة في سوريا على ضوء ما سبق أن اتخذته الجامعة العربية من قرارات في هذا الشأن. ونقلت المصادر الروسية عن فيكتوريا نولاند الناطقة الرسمية باسم الخارجية الأميركية تقديرها لنتائج هذه المباحثات، أنها قالت: «لا نقول إن الجانبين توصلا إلى انفراجة كبيرة»، وإن اعترفت بأن تبادل الأراء حول الأوضاع في سوريا «كان مفيدا جدا»، فيما كشفت عن أن الجانب الأميركي أعرب عن قلقه تجاه ما ظهر من أنباء حول نوايا روسيا تجاه تزويد سوريا بـ36 طائرة تدريب من طراز «ياك – 130». وكانت صحيفة «كوميرسانت» الروسية تناولت قضية إمداد سوريا بطائرات التدريب، محذرة من أن «صفقة بهذا الحجم قد تواجه المصير نفسه»، الذي واجهته «الصفقة التي وقعتها روسيا مع ليبيا قبل سقوط نظام القذافي» على حد قولها. وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا كانت وقعت مع النظام الليبي السابق اتفاقية لتزويد الجماهيرية بأسلحة، تقدر قيمتها بـ4 مليارات دولار. لكن هذه الاتفاقية، لم تجد طريقها للتنفيذ، بسبب الحظر الذي فرضه مجلس الأمن على نظام القذافي.
من جهته، حاول السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبكين تلطيف الأجواء التي تركتها تصريحات السناتور ميخائيل مارغيلوف، رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، الذي قال إن الوضع السوري وصل إلى طريق مسدودة، وإن بلاده قامت بما في وسعها من أجل الرئيس السوري بشار الأسد. وشدد السفير الروسي على «وحدة المواقف في الدولة الروسية إزاء الأحداث في سوريا»، مؤكدا أن «وزارة الخارجية الروسية هي من تعبر عن مواقف روسيا الاتحادية وأنها تنفذ مبادئ السياسة الخارجية الروسية التي يضعها الرئيس ديمتري ميدفيديف». وأشار زاسبكين إلى أن مارغيلوف «كان يشدد على وقف العنف وإتمام الإصلاحات والحوار للتأكيد على أن هذه القضايا ملحة بالنسبة لموسكو، من أجل معالجة الأزمة السورية».
وفي شأن الحوار بين النظام السوري والمعارضة، أكد إصرار روسيا على أن وقف العنف يتطلب العمل مع الطرفين على السواء، مشيرا إلى أنه على الرغم من الخصوصية التي تتمسك بها دمشق لجهة انعقاد الحوار الوطني على أراضيها، فإن موسكو لديها مرونة إزاء هذا الموضوع وهي مستعدة لاستضافة أي حوار بين الجانبين على أراضيها، لكن ذلك يتطلب توافر النية في الحوار الجدي.
وأشار زاسبكين خلال ندوة نظمها «مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية» عن «روسيا في الشرق الأوسط»، إلى أن الموقف الروسي إزاء ما يحدث في سوريا يركز على الحوار من دون شروط مسبقة، وأكد تأييد روسيا لمواصلة نشاط المراقبين العرب لوقف العنف وإطلاق الحوار السياسي من دون حدوث تدخل عسكري خارجي، مجددا موقف وزارة الخارجية الروسية الأخير من المبادرة الجديدة للجامعة العربية الذي أيد مواصلة جهود الجامعة من أجل الوصول إلى تسوية سلمية من دون تدخل أجنبي. وذكر بأن بلاده سبق أن نصحت القيادة السورية بتوقيع البروتوكول الذي يقضي بإرسال مراقبين عرب وشجعتها على بدء الإصلاحات، وشدد على أهمية وقف العنف من فريقي النظام والفئات المسلحة على السواء، لافتا إلى حدوث تحريض في فترة سابقة للفئات المسلحة والمعارضة على عدم قبول طروحات النظام للحوار.
وحذر من أن التدخل العسكري الخارجي موضوع خطير وقد يؤدي إلى امتداد الاضطرابات إلى خارج الأراضي السورية، مستبعدا حدوثه لأن كل الأطراف الدولية أعلنت عدم نيتها ذلك. وقال إن روسيا تعمل على الحد من تنامي النزاعات في المنطقة العربية، وإن التدخل العسكري الأجنبي في التغيرات العربية يعزز الصراعات والعنف، ولفت إلى المثال الليبي حيث تستمر الاضطرابات والتوتر. وأضاف أن بلاده سبق أن تقدمت بمشروع متوازن إلى مجلس الأمن لمعالجة الأزمة في سوريا، وقال إن زيارة قطع من الأسطول الروسي إلى طرطوس كانت مقررة سابقا لكن كل طرف يراها من وجهة نظره، مؤكدا أن روسيا لا ترغب في أي نوع من المجابهة مع أحد.
وفي ملف الاهتمام بالمسيحيين في الشرق وسوريا، أكد زاسبكين متابعة موسكو هذا الملف، لافتا إلى زيارة بطريرك روسيا كيريل إلى سوريا، لكنه شدد في الوقت نفسه على الحفاظ على التعايش بين الطوائف وعلى أن النسيج الاجتماعي الروسي متنوع ويضم طوائف وقوميات وإثنيات عدة، وأن الإسلام مكون أساسي في المجتمع الروسي وقد وصل إلى روسيا قبل المسيحية. وعن الملف النووي الإيراني، شدد زاسبكين على أن التقرير الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية هو نوع من الافتراء؛ لأن المعلومات التي تضمنها قديمة ولا تزال هي نفسها، في حين أن الاستنتاجات أصبحت جديدة ومختلفة عن سابقاتها. وشدد على أن العقوبات على طهران لا تؤدي الأهداف المرجوة منها لأنها تؤذي الشعب ولا تنال من النظام الذي يقود البلاد، مشددا على أن موسكو تتمسك بالحوار وبالحل الدبلوماسي للأزمة، ومؤكدا أن هناك تأكيدات إيرانية على الطابع السلمي للبرنامج النووي. ولفت إلى وجود خطة روسية متكاملة لهذا الملف ولكن الشروع فيها يتطلب إجماع الأطراف المعنية.
بن حلي: البرادعي من الأسماء المطروحة كمبعوث للجامعة إلى سوريا
العربي تلقى رسالة من المعلم بالموافقة على استمرار البعثة شهرا آخر
جريدة الشرق الاوسط
القاهرة: صلاح جمعة
تأكيدا للخبر الذي نشرته «الشرق الأوسط» أمس حول أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قد طرح على محمد البرادعي مدير وكالة الطاقة الذرية سابقا أن يكون مبعوثه إلى سوريا، قال أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» إن الأمين العام الدكتور نبيل العربي أجرى اتصالات مع عدد من الشخصيات العربية البارزة، من بينهم المصري الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بشأن ترشيح أحدهم مبعوثا خاصا للأمين العام لمتابعة العملية السياسية في سوريا تطبيقا لقرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في اجتماعه الأخير.
وكان مسؤول كبير بالجامعة العربية نفى الأنباء التي ترددت في بعض وسائل الإعلام حول صدور قرار بتكليف البرادعي. وقال السفير علي جاروش مدير الإدارة العربية بالجامعة، نائب رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا، إن الدكتور العربي لم يقم بعد باختيار مبعوثه الشخصي إلى سوريا، وإن هذا الموضوع قيد الدراسة حاليا بين الدكتور العربي والدول العربية، مضيفا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه من المنتظر أن يتم قريبا الاتفاق على تعيين هذا المبعوث بعد انتهاء المشاورات».
وقال جاروش إن الجامعة العربية بدأت في تنفيذ قرار وزراء الخارجية العرب الأخير بالطلب من الدول العربية ترشيح من تراه مناسبا لينضم إلى فرق المراقبين العرب في سوريا، وقال إن الجامعة طلبت من هذه الدول أن يكون المرشح متمتعا بالمواصفات التي حددتها الأمانة العامة، وأن تزود الجامعة بأسماء هؤلاء المرشحين بأسرع وقت ممكن حتى يمكن إخضاعهم لدورة تأهيلية في مقر الأمانة العامة، ومن قبل خبراء عرب ليتمكنوا من القيام بمهامهم على أحسن وجه، وإرسالهم إلى سوريا لينضموا إلى بعثة المراقبين المنتشرة بالمدن السورية.
وأكد جاروش أن هناك استعدادا من الدول العربية التي لديها مراقبون في الأراضي السورية لإرسال المزيد من المراقبين، وذلك لسد النقص الذي حدث بعد سحب مراقبي الدول الخليجية. وأضاف أن الأمانة العامة بدأت تتلقى ترشيحات من بعض الدول، خصوصا مصر وفلسطين وموريتانيا، لينضموا إلى فرق المراقبة، مؤكدا أن الأمانة العامة لديها قناعة أن الدول العربية ستوفر العناصر اللازمة التي يحتاج إليها الفريق أول محمد أحمد الدابي رئيس بعثة المراقبين.
وأوضح جاروش أنه رغم سحب دول مجلس التعاون لمراقبيها من بعثة المراقبة في سوريا فإن الدول الخليجية جميعا أكدت التزامها بتقديم كل الدعم المادي والفني لبعثة المراقبين العرب في سوريا لتقوم بأداء مهما على الوجه الأكمل، موضحا أن المراقبين الخليجيين كانوا يتمتعون بكفاءة وخبرة ميدانية كبيرة، بالإضافة إلى الخلق الرفيع والتزامهم بأداء مهامهم، «وكنا نتمنى أن يكملوا هذه المهمة لإنجاح المبادرة العربية لمعالجة الأزمة السورية»، إلا أنه قال إن قرار إرسال المراقبين أو سحبهم هو قرار سيادي لكل دولة عربية، والجامعة العربية تحترم هذا القرار.
من ناحية أخرى أعلنت الجامعة العربية أمس (الأربعاء) أنها تلقت موافقة سوريا رسميا على استمرار عمل بعثة المراقبين والتمديد لها لمدة شهر آخر يبدأ من يوم أمس 25 يناير (كانون الثاني) وحتى 24 فبراير (شباط) المقبل.
صرح بذلك السفير عدنان الخضير رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا، وقال إن الجامعة تلقت موافقة سوريا على استمرار عمل بعثة المراقبين لمدة شهر آخر لكنها لم ترسل موافقتها بشأن المبادرة العربية التي أقرها وزراء الخارجية العرب يوم الأحد الماضي.
معارضة الداخل ترحب بالمبادرة العربية.. مع بعض الملاحظات
عابت عليها اكتفاءها بالتركيز على قوى المعارضة السياسية التي تتواصل معها فقط
جريدة الشرق الاوسط
أعلنت (هيئة التنسيق الوطنية) بزعامة حسن عبد العظيم، التي تعد من المعارضة في الداخل، ترحيبها بمبادرة الجامعة العربية والمجلس الوزاري العربي المصغر في جلسته الأخيرة في القاهرة لدعوة «الرئيس السوري بشار الأسد لتفويض نائبه بالصلاحيات وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإعداد دستور جديد وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بمراقبة عربية ودولية في الفترة المقبلة».
وقال حسن عبد العظيم، المنسق العام للهيئة، في مؤتمر صحافي أمس بمكتبه بدمشق، إن الهيئة ترحب بمبادرة جامعة الدول العربية ووزراء الخارجية العرب «مع بعض الملاحظات التي تتعلق بضرورة منح صلاحيات واضحة لحكومة الوحدة الوطنية، والمطلوبة ألا تخرج عن إطار صلاحيات الحكومات السورية حسب دستور عام 1950، عندما كان النظام ديمقراطيا برلمانيا».
وطالب عبد العظيم بالإسراع في إطلاق سراح المعتقلين السياسيين والسماح بالمظاهرات السلمية في كل أنحاء سوريا، ودعا الحكومة السورية والمعارضة في الداخل والخارج إلى بدء حوار جاد خلال أسبوعين من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية، خلال شهرين، تكون أهم مهامها تفويض الأسد نائبه الأول حاليا فاروق الشرع، بالصلاحيات وإنشاء «هيئة مستقلة» للتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها الشعب السوري، وإجراء انتخابات لجمعية تأسيسية، وإعداد دستور جديد، وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بمراقبة عربية ودولية، وإبلاغ مجلس الأمن لدعم هذه الخطة.
وكان تيار (بناء الدولة) من المعارضة السورية في الداخل بزعامة لؤي حسين رحب أيضا بقرار جامعة الدول العربية واعتبره «يشكل انتقالا أوليا من قبل الجامعة باتجاه إيجاد حل جذري للصراع السياسي الدائر في البلاد»، وقال في بيان صدر عنه فور إعلان الجامعة العربية قرارها إن «المبادرة السياسية التي أقرتها الجامعة في اجتماعها الأخير، تستجيب بمضمونها لرؤية التيار ومواقفه، التي أعلنها والتي أبلغ الجامعة بها دوما»، ولكن من ناحية أخرى انتقد المبادرة العربية واعتبرها «تفتقد لتصنيع سوري يحدد لها تفاصيلها ويستبدل فيها بعض مسميات هيئاتها».
وأوضح البيان أن «حكومة الوحدة الوطنية قد لا تتمكن من القيام بمهمة السلطة الائتلافية بين جميع القوى الفاعلة». وجاء في بيان تيار الدولة أن «هذا ما نتوقع تحقيقه من خلال مجيء مبعوث الأمين العام للجامعة». ووضع ملاحظات أخرى على المبادرة العربية بأنها «لا تلحظ أمر القيادات الميدانية الحقيقية التي تشكل قوى المعارضة الرئيسية»، وقال إنها «تكتفي بالتركيز على قوى المعارضة السياسية التي تتواصل معها فقط»، معتبرا أن «هذا لن يساهم في الحل إطلاقا»، ودعا التيار جميع الأطراف لأن ترحب ببعثة المراقبين العرب والقبول بما يأتي بتقريرها، وبالأخص السلطة التي أكد التقرير «بشكل حاسم عدم التزامها الكامل والفوري بتعهداتها تجاه الجامعة». ورأى البيان أن تقرير بعثة المراقبين «أسقط كل ادعاءات السلطة بأنها لا تمارس القمع والعنف ضد المواطنين السوريين، وأنها لا تعتقل المعارضين السلميين»، كما دعا التيار السوريين الموالين للسلطة إلى النهوض بوجهها «لأنها كذبت عليهم، ولأنها تنتهك حقوق أشقائهم من المعارضين والمحتجين».
مصادر سورية تتفق على وجود علاقة وثيقة بين الشبيحة والسلطة
عضو بالمجلس الوطني: قد يشاركون في أعمال القمع في مدنهم ذاتها وحتى في أحيائهم
جريدة الشرق الاوسط
لندن: نادية التركي بيروت: يوسف دياب واشنطن: محمد علي صالح
منذ انطلاق الشرارة الأولى للانتفاضة الشعبية في سوريا، طفت على سطح الأحداث اليومية ظاهرة الشبيحة، حتى باتت في غالب الأحيان هي الحدث اليومي، وإذا كان للبلطجية في مصر والمرتزقة الذي أطلق عليهم لاحقا اسم «أصحاب الفيل» في ليبيا دور محدود في قمع الحركات الشعبية، فإن ما نسبه ثوار سوريا إلى الشبيحة في سوريا فاق كل التوقعات، واتفقت جهات مختلفة اتصلت بها «الشرق الأوسط» لسؤالهم عن الشبيحة على وجود علاقة وثيقة بين الشبيحة ومسؤولين في السلطة.
كما تحدثت مصادر لـ«الشرق الأوسط» عن أن من يدير الشبيحة هو شقيق لأحد السفراء السوريين في الخارج.
وقال عبيدة فارس عضو المجلس الوطني السوري وهو أهم كيان يمثل المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» إن الشبيحة هم في معظمهم مرتزقة مدفوعو الأجر، يقومون بأعمال القتل مقابل أجور يومية في معظم الأحيان، بينما يتقاضى آخرون، وخاصة رؤساء المجموعات، منهم رواتب شهرية.
وأكد فارس في رسالة وجهها لـ«الشرق الأوسط» عبر البريد الإلكتروني أن الثوار قد تمكنوا من «اختراق مجموعات الشبيحة، وتم تصوير عدد من الانتهاكات من داخل هذه المجموعات، ومن خلالها معرفة أسماء رجال الأعمال الذين يدفعون لهم، وطبيعة المهام الموكلة إليهم، لكي يتم أخذ الحيطة من قبل الثوار».
وأضاف فارس أن «الشبيحة قد يشاركون في أعمال القمع في مدنهم ذاتها، وحتى في أحيائهم، كما يتم ذلك في حلب على سبيل المثال، حيث يموّل أربعة من رجال الأعمال وشيوخ العشائر، معظم عصابات الشبيحة التي تقوم بأعمال التشبيح بشكل معلن، حيث يوجد الممول أو وكلاؤه أحيانا داخل المسجد ليعطوا الأوامر مباشرة للشبيحة لقمع المظاهرات حتى قبل انطلاقها، مستخدمين السكاكين الطويلة وحتى السيوف». بينما يتم نقل مجموعات من الشبيحة إلى مدن أخرى لمساعدة رجال الأمن. حيث يدفع لهم مبالغ إضافية لقاء ذلك.
وأضاف «تتشكل معظم مجموعات المرتزقة من أصحاب سوابق تم الإفراج عنهم في العفو الرئاسي الشهير قبل نحو 8 أشهر، وتم تجميعهم من قبل بعض رجال الأعمال الموالين للنظام، حيث يتولى بعض هؤلاء الإنفاق مباشرة على مجموعاتهم من الشبيحة، كما أن بعض مجموعات الشبيحة تتبع لشخصيات من داخل النظام، قامت بتشكيل هذه الفرق، وتضعها تحت تصرف أجهزة الأمن. ويبلغ الأجر اليومي للشبيح ما بين 500 ليرة وعدة آلاف، حسب المنطقة التي يخدم فيها والمهام التي يقوم بها. ويتم تعبئة الشبيحة معنويا، بحيث يقومون بتنفيذ المهام الموكلة لهم بدوافع داخلية، إضافة إلى الدافع المادي».
ويقوم الثوار في كل المدن بتوثيق أعمال التشبيح بالكامل، حيث تتوافر قوائم بأسماء الشبيحة في كل منطقة، وأسماء مموليهم، بالإضافة إلى الوثائق التي تثبت ذلك، من صور وخلافه، ليتم تحويلها إلى القضاء لاحقا، ومحاسبة الجناة.
ومن خلال رصد وتحليل قوائم الممولين للشبيحة، يتبين أنهم من التجار الذين وصلوا إلى ثرائهم من خلال شراكتهم مع النظام، أو من خلال غضّ النظام الطرف عن أعمالهم.
ومصطلح الشبيحة ليس حديثا كما يقول ناشطون سوريون، إنما خبروه منذ ثمانينيات القرن الماضي، ويعرف أبو غازي الحموي، عضو مجلس ثوار حماه الشبيحة بأنهم «أبناء مناطق جبلية كانوا وآباؤهم يعملون بحراسة الأرض وحصادها وفي تهريب الممنوعات عبر المناطق الحدودية، وهؤلاء ليست لديهم ثقافة فكرية أو دينية وغير متعلّمين». ويوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن السلطة في سوريا بدأت توظف فئة كبيرة من هؤلاء في الجيش والأمن، وبات لكل مسؤول من السلطة شبيحته الذين يخدمونهم وينفذون أوامرهم، ويكلفونهم بمهام محددة مثل الخطف وسرقة السيارات وغيرها من المهام». ويشير أبو غازي إلى أن «هذه التسمية (الشبيحة) التصقت بهم في التسعينيات عندما تخصص قسم منهم بسرقة سيارات المرسيدس التي يطلق عليها اسم (الشبح) والتي تعود لسياح عرب وأجانب ومغتربين ومتمولين سوريين». ويقول «منذ بداية الثورة عرف هؤلاء بشكل أوسع خصوصا في منطقة اللاذقية، إذ نزل هؤلاء من الجبال، وبدأوا يقطعون الطرقات ويعتدون على الناس ويقتلون ويخطفون بأمر من النظام ومخابراته، والناس باتت تعرف معظم هؤلاء عن بعد، فغالبيتهم ملتحٍ وحليق الرأس، وأول شبيح ألقي القبض عليه كان في حمص، حيث كان يكتب شعارات وهتافات تحريضية تثير الفتنة مثل عبارة (المسيحية على بيروت والعلوية بالتابوت)، لكن الآن ومع تقدم الثورة فقد انتشروا في كل أنحاء سوريا». كاشفا أن «معظم المجرمين الخطرين المحكوم عليهم بجرائم القتل والاتجار بالمخدرات والخطف أخرجهم النظام من السجون بعفو خاص، وجنّدهم كشبيحة لاستخدامهم في قمع المتظاهرين وقتل الثوار لقاء إغرائهم بالمال وتقاضي كل شبيح ثلاثة آلاف ليرة سوريا (65 دولارا أميركيا) يوميا». معتبرا أن «العفو العام المزيّف الذي أصدره أخيرا النظام لم يطلق بعده أكثر من ألف سجين ممن شاركوا في المظاهرات، في حين أن هناك عشرات آلاف المعتقلين ما زالوا في أقبية هذا النظام، لكن المؤكد أن هذا العفو أريد منه الإفراج عن مجرمين كثر لاستخدامهم كشبيحة».
ويلفت الحموي إلى أن «نعمة الشبيحة بدأت تنقلب نقمة على من يستخدمهم، إذ إن أهل هؤلاء، خصوصا في مدينتي تلكلخ وحمص ذات الاختلاط السني العلوي، فبدأوا ينقمون على النظام بسبب زجّ أبنائهم (الشبيحة)، في مواجهات مع الناس والتسبب بقتلهم عدا عن زرع الفتنة بينهم وبين جيرانهم وأبناء مناطقهم». ويروي قصّة مقتل أحد الشبيحة من مدينة سلحب في محافظة حماه منذ أيام، فيقول «عندما أعيد شاب اسمه سليمان إلى أهله بعد مقتله على أيدي الجيش السوري الحرّ، خرجت أمه إلى الشارع وصارت تصرخ وتولول بأعلى صوتها وتقول (يا ابني ماقلتلك ماتروح شو بتفيدك الـ2000 ورقة (ليرة) هلأ؟)».
وهذه الحالة نموذج عن الكثير من القرى التي تصدر شبيحتها إلى المناطق السورية المنتفضة خصوصا من المدن الساحلية، التي يبث النظام فيها سمومه ويحاول أن يوهم أهلها بأنه إذا سقط سيتم ذبحهم وقتلهم وتشريدهم من قبل الثوار ومن يسميهم العصابات السلفية».
ويتحدث أبو غازي عن «خروج الكثير من الشبيحة عن طاعة النظام، بسبب الشحّ المالي وعدم قبض البعض منهم أجرهم اليومي، فالذين كانوا يقبضون 3 آلاف ليرة سوريا يوميا نزل أجرهم الآن إلى 500 ليرة في اليوم، وهذا دليل على أن الميزانية المخصصة بدأت تجف، وذلك بشهادة المفتش الأول في وزارة الدفاع السورية سليمان حاج أحمد الذي أعلن انشقاقه منذ أسبوعين تقريبا».
ولعل أشهر فيديو يظهر فيه الشبيحة إلى جانب قوات الأمن فيديو قرية البيضة الذي يصورهم وهم يدوسون على أجساد أهل قرية البيضة ويهينونهم. وما يزال النظام يستعين بهؤلاء في المهمات التي تتطلب تدريبا ولياقة بدنية عالية كمهاجمة السفارة الأميركية والفرنسية في العاصمة دمشق، حيث تم استقدامهم من اللاذقية بباصات كبيرة وقام عناصر منهم بتسلق جدار السفارة الأميركية وارتفاعه أكثر من عشرة أمتار تعلوه أسلاك شائكة، للدخول إلى حرم السفارة وإنزال العلم الأميركي، حينها قال النظام السوري إن متظاهرين غاضبين من السياسات الأميركية قاموا بذلك إلا أن مصادر داخل السفارة أكدت أنها رأتهم ينزلون من باصات جاءت من اللاذقية، والشبيحة التي ترافق قوات الأمن في قمع المظاهرات السلمية في المدن والذين عادة يستخدمون الهراوات الكهربائية والخشبية لضرب المتظاهرين واعتقالهم، فغالبيتهم من موظفي المؤسسات العسكرية الإداريين، مثل مؤسسة الإنشاءات العسكرية، وهؤلاء يتم سوقهم رغما عنهم أيام الجمع لقمع المظاهرات تحت التهديد بالعقوبة بالخصم من رواتبهم، فحسن، مساعد مهندس في مؤسسة الإنشاءات العسكرية في بداية الأحداث كان يذهب إلى قمع المظاهرات بحماس كبير، رغبة منه في الدفاع عن النظام الذي «يضمن له الأمن والاستقرار» حيال «خونة يريدون تقويض استقرار البلد» وشارك في قمع مظاهرات حي القابون وعدة مناطق في ريف دمشق، لكنه مع تقدم الأحدث فقد حماسه. ويقول الآن «أنا مرغم على الخروج ولا يمكنني التهرب.. إذا لم اذهب سأفقد عملي ولدي عائلة تريد أن تعيش». حسن ذو البنية الجسدية النحيلة يبدو مذعورا، ويحاول التخفي دائما كي لا يتعرف عليه أحد ويتجنب ضرب المتظاهرين قدر الإمكان وذلك بعدما شاهد بأم عينه كيف قتل مهندس كان يعمل معه في نفس المؤسسة في أحد أحياء دمشق، ويقول إن ذلك المهندس كان العقل المفكر للمجموعة التي تقودنا وكان يضع لنا خطط الاقتحام والسيطرة على المجاميع وتسبب بقتل العشرات وعندما اكتشف المتظاهرون أمره استدرجوه إلى أحد الأزقة وتم قتله بطريقة «بشعة جدا»، ويتابع: في مناطق أخرى كانت جثث رفاقنا تصل إلينا في حاويات القمامة فبعد أن يقتله المتظاهرون «يرسلونه إلينا بالحاوية».
التجربة ذاتها التي اتبعت مع المؤسسات الحكومية العسكرية، تم تعميمها على الجامعات حيث تولى اتحاد الطلبة مهمة تجنيد الطلبة للتشبيح إلى جانب قوات الأمن داخل الحرم الجامعي، وفي حال عدم وجود الأمن يقوم الطلاب «الشبيحة» بتولي مهام الأمن في قمع رفاقهم والوشاية بهم لاعتقالهم، فهم مزودون بعصي كهربائية وأرقام هواتف ساخنة تصلهم فورا بالأجهزة الأمنية.
رامي هو أحد الموالين للنظام فوالده يشغل منصبا أمنيا، وعلى استعداد لأن يفدي النظام بروحه كما يقول إلا أن الحادثة التي شهدتها كلية الطب وراح ضحيتها شابان من الموالين النظام بتهمة أنهما من الشبيحة جعلته ينكفئ ويفكر كثيرا قبل المشاركة في قمع زملائه.
وما تزال الأوساط السورية تتجادل حول ما حصل في كلية الطب في جامعة دمشق.
والقصة أن طالب طب سبق واعتقل وأهين على يد زملاء له في الكلية على خلفية مشاركته في اعتصام من أجل حرية زملائهم، وقام هذا الشاب والذي هو من مدينة رنكوس والتي كانت تتعرض حينها لحصار خانق ويرتكب فيها النظام جرائم وحشية، بإطلاق نار من مسدس حربي على خمسة من زملائه يعتبرون من الشبيحة، قتل منهم اثنان على الفور وأصيب ثلاثة أحدهم إصابته تسببت له بعاهة دائمة. والشباب الخمسة أبناء لعائلة قريبة من النظام، وحاولت وسائل الإعلام المحلية استثمار القصة للتدليل على وجود عصابات مسلحة إلا أن غالبية الناس بشقيهم المعارض والموالي اتفقوا على أن المسؤولية تقع على كاهل اتحاد الطلبة الذي حول الطلاب إلى شبيحة.
وقال مصدر في المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتجية في واشنطن لـ«الشرق الأوسط» إن المركز يعمل على وضع سجل لنشاطات الشبيحة في سوريا، وذلك كجزء من خطة المركز لعقد مؤتمر عام عن الوضع في سوريا. ولإرسال تقرير إلى مجلس الأمن لتحويل مشكلة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وذلك لأن «الشبيحة جزء من حملة دموية ضد حقوق الإنسان في سوريا». وقال إن الشبيحة «وصمة عار في تاريخ سوريا، وهناك صلة وثيقة بين الشبيحة والنظام».
وقال إن في السلطة عشرة آلاف جندي تقريبا. ورغم أن قيادتهم مستقلة، تأتي الأسلحة والذخيرة من القوات السورية المسلحة. وصارت هي نفسها مقسمة داخليا حسب مقربين من السلطة، يعيشون خارج وداخل سوريا. وبعد بداية الثورة السورية في السنة الماضية، وانتشار اسم «الشبيحة»، حاول الذين في الخارج من المقربين من النظام قطع أي صلة مباشرة معهم، خوفا من اتهامهم من قبل الدول التي يعيشون فيها بالإرهاب.
وقال: «لكن الإرهاب ظل وثيق الصلة بالشبيحة منذ قبل بداية الثورة». وأشار إلى علاقات الشبيحة مع منظمات لبنانية يمينية ويسارية. وقال: «من المفارقات أن جهات مقربة من النظام، وهي التي كانت جعلت لبنان وكأنه ضيعة لها، كسبت كثيرا من اليساريين، باسم الثورة، وتحالفت مع الكثير من اليمينيين، للمحافظة على موازين القوى وسط الطوائف اللبنانية». ولهذا، هناك تحالفات سياسية وميليشية. وقال المصدر، إن هناك علاقات ذات أنواع مختلفة بين الشبيحة، وجيش لبنان الحر، والكتائب، وقوات عون.
وأيضا، قال إن هناك علاقات للشبيحة مع جاليات سوريا ولبنانية في أميركا الجنوبية والوسطى، خاصة في الأرجنتين والبرازيل. وربما ليست علاقة عسكرية مباشرة، ولكنها، في كثير من الأحوال، جزء من علاقات تجارية واقتصادية بين أفراد مقربين من النظام وهذه الجاليات. كما أن بعض هذه المجموعات المتعقدة الأهداف تعمل في تجارة المخدرات وغسل الأموال، خاصة في دول مثل كولومبيا وبيرو وإكوادور.
ورغم أن اسم «الشبيحة» لا يستعمل وسط الجاليات السورية واللبنانية هناك، ليس سرا بالنسبة لهذه الجاليات أن مقربين من السلطة شركات حقيقية ووهمية تعمل في مجالات، بعضها قانوني في التجارة والبنوك، وبعضها غير قانوني، له صلة بالمخدرات وغسل الأموال.
وقارن المصدر السوري كلمة شبيحة بكلمة «بلطجية» التي أطلقها المصريون على الفوضويين الذين حاولوا عرقلة الثورة في مصر في السنة الماضية، وقتلوا معارضين، خاصة فيما سمي «موقعة الجمل» في ميدان التحرير.
وفي نهاية السنة الماضية، في تقرير قدمه جفري فيلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، بعنوان «السياسة الأميركية في سوريا»، وصف الشبيحة بأنهم «أكثر من عصابات مافيا، إنهم يقتلون باسم النظام».
وأيضا، أشار تقرير أصدرته منظمة «هيومان رايتس وتش» (مراقبة حقوق الإنسان) في نيويورك إلى دور الشبيحة في قمع المظاهرات. وقال التقرير: «هذه النشاطات هي جزء من انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا. وهي من أسباب دعوتنا لمجلس الأمن الدولي ليحول موضوع سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية».
عناصر الخطة العربية لحل الأزمة السورية
متابعة تطورات الوضع في سورية
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: تقـــــارير
إن مجلس جامعة الدول العربية المنعقد على المستوى الوزاري في دورته غير العادية المستأنفة بتاريخ 22/1/2012 بالقاهرة.
– بعد إطلاعه:
على التقرير الذي قدمه رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سورية، عن مهمة البعثة في الفترة ما بين 24/12/2011 و 18/1/2012، وفقا للمهام الموكلة إلى هذه البعثة بموجب البروتوكول الموقع عليه بين الجمهورية العربية السورية والأمانة العامة في 19/12/2011 بالقاهرة.
– وبعد الاستماع إلى تقرير الأمين العام حول الإطار السياسي والفني لهذه المهمة، وما استجد من تطورات على مسار الأحداث في سورية منذ بدء تعامل الجامعة مع هذه الأزمة.
– واستنادا إلى قرارات وبيانات مجلس الجامعة على المستوى الوزار ي، واللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سورية التالية: البيان رقم 148 د.غ.ع بتاريخ 27/8/2011 والبيان رقم 152 د.ع (136) بتاريخ 13/9/2011، والقرار رقم 7435 د.غ.ع بتاريخ 2011/10/16 والقرار رقم 7436 د.غ.ع.م بتاريخ 2/11/2011 والقرار رقم 7437 د.غ.ع.م بتاريخ 2/11/2011 والقرار رقم 7438 د.غ.ع.م بتاريخ 12/11/2011 والقرار رقم 7439 د.غ.ع.م بتاريخ 16/11/2011 بالرباط والقرار رقم 7440 د.غ.ع.م بتاريخ 16/11/2011 بالرباط والقرار رقم 7441 د.غ.ع.م 24/11/2011 بشأن تطورات الأوضاع في سورية، والقرار رقم 1900 د.غ.ع بتاريخ 26/11/2011 الصادر عن اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري في دورته غير العادية، وبيان رقم 161 د.غ.ع بتاريخ 20/12/2011، وعلى القرار رقم 7442 د.غ.ع.م بتاريخ 27/11/2011 بشأن متابعة تطورات الوضع في سورية، والبيان الصادر بتاريخ 3/12/2011 بالدوحة، والبيان الصادر بتاريخ 17/12/2011 بالدوحة، والبيان الصادر بتاريخ 8/1/2012 بالقاهرة.
– واستكما لا للجهود والمساعي الهادفة إلى إخراج سورية من أزمتها دون أي تدخلات خارجية أو الانزلاق نحو حرب أهلية، وحرصا على وحدة سورية وسلامتها الإقليمية،
– وبعد أن تدارس المجلس تقرير رئيس بعثة المراقبين إلى سورية، وتطورات الوضع في سورية.
– وإذ يشيد بالجهود المقدر ة التي يبذلها رئيس وأعضاء بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الذين يؤدون مهمتهم بكل شجاعة في ظروف صعبة ووسط أخطار جسيمة،
– وإذ يأخذ في الاعتبار التقدم الجزئي الذي تم تحقيقه في تنفيذ بعض الالتزامات التي تعهدت بموجبها الحكومة السورية، واعتبار ذلك غير كافي.
يقرر
1- ضرورة وقف كافة أعمال العنف والقتل من أي مصدر كان حماية للمواطنين السوريين.
2- مطالبة الحكومة السورية بما يلي:
– الإفراج عن المعتقلين، وإخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة، وفتح المجال أمام منظمات ال جامعة المعنية ووسائل الإعلامالعربية والدولية للتنقل بحرية في جميع أنحاء سورية للاطلاع على حقيقة الأوضاع ورصد ما يدور فيها من أحداث.
– سحب الجيش السوري وأية قوات مسلحة من مختلف التشكيلات إلى ثكناتها ومواقعها الأصلية.
– ضمان حرية التظاهر السلمي بمختلف أشكاله وعدم التعرض للمتظاهرين.
– دعوة الحكومة السورية إلى تسهيل مهمة بعثة المراقبين والسماح بإدخا ل كافة المعدات خاص ة أجهزة الاتصالات.
3- الاستمرار في دعم وزيادة عدد بعثة مراقبي جامعة الدول العربية وتوفير ما يلزم لهم من الدعم الفني والمالي والإداري، والتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة لدعم البعثة.
4- دعوة الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة السورية إلى بدء حوار سياسي جاد تحت رعاية جامعة الدول العربية في أجلٍ لا يتجاوز أسبوعين من هذه الدعوة وذلك لتحقيق المبادرة التالية:
أ – تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين من تاريخه تشارك ف يها السلطة والمعارضة برئاسة شخصية متفق عليها تكون مهمتها تطبيق بنود خطة الجامعة العربية، والإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية تعددية حرة بموجب قانون ينص على إجراءاتها، بإشراف عربي ودولي.
ب- تفويض رئيس الجمهورية نائبه الأول بصلاحيات كاملة للقيام بالتعاون التام مع حكومة الوحدة الوطنية لتمكينها من أداء واجباتها في المرحلة الانتقالية.
ج- إعلان حكومة الوحدة الوطنية حال تشكيلها بأن هدفها هو إقامة نظام سياسي ديمقراطي تعددي يتساوى فيه المواطنون بغض النظر عن انتماءاتهم وطوائفهم ومذاهبهم ويتم تداول السلطة فيه بشكلٍ سلمى.
د- قيام حكومة الوحدة الوطنية على إعادة الأمن والاستقرار في البلاد وإعادة تنظيم أجهزة الشرطة لحفظ النظام وتعزيزه من خلال تولي المهام الأمنية ذات الطابع المدني، وتتعهد الدول العربية بتمويل هذا الجهد بالتنسيق مع جامعة الدول العربية.
ه- إنشاء هيئة مستقلة مفوضة للتحقي ق في الانتهاكات التي تعرض لها المواطنون والبت فيها وإنصاف الضحايا.
و- قيام حكومة الوحدة الوطنية بالإعداد لإجراء انتخابات لجمعية تأسيسية على أن تكون شفافة ونزيهة برقابة عربية ودولية، وذلك خلال ثلاثة أشهر من قيام حكومة الوحدة الوطنية وتتولى هذه الجمعية إعداد مشروع دستور جديد للبلاد يتم إقراره عبر استفتاء شعبي، وكذلك إعداد قانون انتخابات على أساس هذا
الدستور.
5- تكليف الأمين العام لجامعة الدول العربية بتعيين مبعوث خاص لمتابعة العملية السياسية.
6- دعوة المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم لحكومة الوحدة الوطنية لتمكينها من تنفيذ مهامها.
7- الطلب من رئيس اللجنة والأمين العام إبلاغ مجلس الأمن لدعم هذه الخطة طبقا لقرارات مجلس الجامعة.
(ق: رقم 7444 – د.غ.ع.م – 22/1/2012)
(*) تتحفظ الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية على الفقرة 7 من القرار.
عمليات القتل مستمرة والمراقبون الخليجيون ينسحبون من سوريا
تفاؤل أميركي بحل وسط مع موسكو في مجلس الأمن
في وقت يستمر المشهد السوري دامياً مفتوحاً على قرار قد يتخذه مجلس الأمن الدولي ضد النظام السوري مطلع الأسبوع المقبل مع مغادرة المراقبين الخليجيين سوريا اليوم، أبدى مسؤولون أميركيون تفاؤلهم بإمكان التوصل إلى حل وسط مع موسكو في مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية.
وعلى الرغم من أن واشنطن تطالب بقرار “قوي” ضد سلطات دمشق، إلا ان موسكو ترهن “انفتاحها على أي مقترحات بناءة” شرط “ألا يبرر أي قرار دولي استخدام القوة أو فرض عقوبات” ضد سوريا أقرت دون التشاور مع روسيا أو الصين.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال عقب محادثات أجراها مع نظيره التركي احمد داود اوغلو “نحن منفتحون على اي اقتراحات بناءة تنسجم مع المهمة المحددة بإنهاء العنف”، لكنه اصر على ان روسيا “لن تدعم اقتراحات تفرض بموجبها عقوبات احادية ضد سوريا وهي العقوبات التي اعلنت دون مشاورات مع روسيا او الصين او غيرهما من بلدان بريكس” التي تضم ايضا البرازيل والهند وجنوب افريقيا. واعتبر أن ذلك سيكون “بكل بساطة غير عادل وغير مجد”.
وجاءت تصريحات لافروف بينما يجرى مسؤولون روس واميركيون محادثات في موسكو حول كيفية انهاء العنف المستمر منذ نحو عشرة اشهر في سوريا حيث قدرت الامم المتحدة ان اكثر من 5400 شخص قتلوا خلاله.
غير ان المسؤولين الاميركيين أعربوا عن تفاؤلهم في أن تؤدي الاجتماعات الجديدة التي جرت مع المسؤولين الروس في كل من مقر الامم المتحدة في نيويورك وفي موسكو الى حل وسط في نهاية المطاف.
وقالت السفارة الاميركية في روسيا إن نائب وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان والمنسق الخاص فريد هوف عقدا اجتماعات في موسكو امس اتفقا خلالها على “مواصلة التنسيق الوثيق” بين الطرفين في الشأن السوري.
وقد يؤدي الموقف الروسي من جديد الى تعطيل مشروع القرار الذي اعدته بريطانيا وفرنسا والمانيا مع دول عربية ويدعو الى الاقتداء بالجامعة العربية من خلال فرض عقوبات ضد النظام السوري.
وتبنت الجامعة العربية نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عقوبات اقتصادية قاسية ضد سوريا تشمل تجميد المبادلات التجارية مع الحكومة السورية وتجميد حساباتها المصرفية في الدول العربية.
وتعمل البعثات الدبلوماسية للاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة في الامم المتحدة مع قطر والمغرب عضو مجلس الامن لوضع مشروع قرار جديد. ويدعو النص الجديد الى تأييد المجلس “للانتقال السياسي” في سوريا حيث قتلت القوات الحكومية الاف المتظاهرين.
وقال ديبلوماسي غربي رفيع مشترطاً عدم الكشف عن اسمه “نأمل أن نمضي بهذا قدما في مجلس الامن على وجه السرعة”.
وأوضح ديبلوماسي “نأمل ان نتوصل الى قرار نعمل لإعداده مع الدول العربية يدعم قرارات الجامعة العربية التي اتخذتها نهاية الاسبوع الفائت”، مشيرا الى ان الدول العربية ترغب في ان يحصل مشروع القرار على “تأييد واسع”. واضاف “سوف نعمل مع جميع اعضاء المجلس” في اشارة الى روسيا.
ودعت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس مجلس الأمن الدولي أمس إلى إصدار قرار قوي بشأن سوريا. وقالت رايس إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يتجاهل التزاماته تجاه خطة الجامعة العربية بما في ذلك فشله في إنهاء جميع أعمال العنف وفي حماية المدنيين.
وأضافت أمام جلسة مجلس الأمن حول الأوضاع في الشرق الأوسط “حان الوقت منذ فترة طويلة لأن يصدر هذا المجلس قراراً قوياً يدعم جهود الجامعة العربية لإنهاء الأزمة واستعادة السلام في سوريا”. ودعت “مجدداً الحكومة السورية إلى السماح بدخول لجنة التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان في آب (أغسطس)” الماضي، مشددة على أن “الولايات المتحدة تدعم بشكل كامل مطالب الشعب السوري الداعية إلى وجود حكومة ديموقراطية وجامعة وممثلة له تحترم حقوق الإنسان وتوفر حماية متساوية وفق القانون لجميع المواطنين بغض النظر عن الطائفة أو العرق أو الجنس”.
ويخشى أن يؤدي نجاح التحرك العربي – الغربي في الأمم المتحدة الى تدخل عسكري في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا حيث تحدث الامين العام لمجلس الامن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف في وقت سابق عن معلومات تشير الى نية اعضاء الحلف الاطلسي “تحويل تدخلهم الحالي في الشؤون السورية الى تدخل عسكري مباشر”.
ولكن قائد قوات الحلف الاطلسي في اوروبا الاميرال الاميركي جيمس ستافريدس استبعد ذلك وأعلن أول من امس في برلين “في ما يتعلق بسوريا، استطيع ان اقول لكم انه من وجهة نظر الحلف الاطلسي، لا يوجد اي تخطيط ونحن لا نقوم بأي دراسة مفصلة، نراقب الوضع فقط”، الا انه اضاف “يبدو لي انه حتى قبل ان يفكر الحلف الاطلسي بالتدخل يجب اولاً ان يكون هناك تحرك من قبل الامم المتحدة والجامعة العربية”.
عربياً، نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية (ا ش ا) عن الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية احمد بن حلي أن “الأمين العام للجامعة نبيل العربي يجري اتصالات مع عدد من الشخصيات العربية البارزة، ومن بينها الدكتور (محمد) البرادعي” ليكون مبعوث الجامعة العربية الخاص إلى سوريا.
وفي هذا الاطار، غادر مراقبو دول مجلس التعاون الخليجي ضمن بعثة المراقبين العرب الى سوريا، مقر إقامتهم في دمشق أمس تنفيذاً لقرار دول مجلس التعاون الذي صدر الثلاثاء.
وقالت مصادر رسمية سورية إن “مراقبي دول مجلس التعاون الخليجي وعددهم 19 مراقباً و4 موظفين إداريين غادروا مقر إقامتهم في فندق شيراتون دمشق”.
ميدانياً، ارتفع عدد الشهداء حسب لجان التنسيق المحلية في سوريا إلى اربعة وعشرين شهيداً بينهم ستة جنود من الجيش الحر، طفلان و سيدتان، خمسة شهداء في ريف دمشق، اربعة شهداء في كل من حماه وحمص، ثلاثة شهداء في ادلب وشهيد في كل من حلب و درعا.
وقامت القوات السورية صباح امس بعمليات عسكرية في عدد من المدن السورية استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة ما اسفر عن مقتل 7 اشخاص بينهم طفل وامرأة كما هدمت بعض المنازل، بحسب ناشطين.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن “القوات العسكرية السورية شنت حملة واسعة في محافظة ريف دمشق ما اسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين كما قتل رجل برصاص قناصة بالاضافة الى امرأة وطفل اثر سقوط قذيفة على منزلهما في محافظة حمص (وسط) ومدني في حماة التي شهدت عملية عسكرية واسعة في عدد من احيائها.
وذكرت لجان التنسيق المحلية وهي الهيئة التي تقوم بمتابعة احداث الحركة الاحتجاجية ميدانيا في بيان اصدرته ان “الجيش السوري يقصف احياء في مدينة حماة مستخدما أسلحة ثقيلة من مدرعات بي ام بي ويستخدم آر بي جي وسلاح البي كي سي”.
واكد البيان “ان هناك انباء عن تهدم عدة أبنية وسقوط جرحى وشهداء”، مشيرا الى ان “الاهالي لم يتمكنوا من الوصول اليهم نتيجة القصف العشوائي المستمر” مؤكدا “انتشار نحو 4000 جندي داخل المدينة”.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان “القوات العسكرية السورية شنت حملة واسعة في محافظة ريف دمشق ما اسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين في قرية جراجير اثر اطلاق نار من قبل القوات العسكرية السورية التي تشن حملة واسعة في المنطقة”.
واضاف ان “دبابات القوات السورية تحاصر بلدة يبرود وتقوم بقصف بلدة حوش عرب”.
وفي محافظة ادلب (شمال غرب)، اشار المرصد الى ان “مدينة معرة النعمان شهدت اشتباكات عنيفة صباح امس بين مجموعات منشقة والجيش النظامي السوري ما ادى الى اعطاب ثلاث ناقلات جند مدرعة ومقتل وجرح 6 من الجيش النظامي”.
وأفاد مصدر رسمي سوري أمس ان “مجموعة ارهابية مسلحة” قامت باغتيال رجل دين مسيحي بينما كان يسعف مصابا في احد احياء مدينة حماة، وسط سوريا.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان “مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت الاب باسيليوس نصار الكاهن فى بلدة كفربهم (ريف حماة) عندما كان يقوم بإسعاف رجل مصاب في حي الجراجمة بحماة”.
وأفادت لجان التنسيق المحلية في بيان ان مقتل نصار تم “أثناء الحملة العسكرية من قوات النظام على المدينة”.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر إن مدير الهلال الاحمر العربي السوري في إدلب بشمال سوريا قتل رميا بالرصاص امس.
وقالت بياتريس ميجفان روجو رئيسة عمليات اللجنة الدولية للصليب الاحمر للشرقين الادنى والأوسط “علمنا قبل بضع دقائق فقط بوفاة عبدالرزاق جبيرو مدير فرع الهلال الاحمر العربي السوري في ادلب. وكان جبيرو في طريقه بالسيارة من دمشق الى ادلب وقتل رميا بالرصاص. ظروف مقتله ما زالت غير واضحة.”
وأنحى التلفزيون السوري باللائمة على “إرهابيين” في حادث القتل، قائلا ان جبيرو “اغتيل” في منطقة خان شيخون.
(اف ب، رويترز، يو بي اي، قنا، اش ا، لجان التنسيق المحلية)
النظام السوري يصعّد عسكريًا “لحسم الموقف كليًا” في حماه وأوباما يرى “أيام الأسد معدودة”: “لا يمكن مقاومة قوة التغيير“
تحديد جلسة “الإحاطة العربية” في مجلس الأمن “خلال عشرة أيام”.. والعربي بصدد زيارة موسكو
غداة إعلان النظام السوري عزم أجهزته الأمنية والعسكرية “التعامل بسرعة وحزم مع المجموعات المسلحة” حسبما جاء على لسان وزير الخارجية السوري وليد المعلم في معرض إعلان رفض الحل العربي للأزمة السورية.. شنت قوات النظام السوري حملة عسكرية واسعة إستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة على أكثر من محور داخلي، لا سيما في ريف دمشق وحمص وحماه وإدلب، حيث وقع عدد من الضحايا بين قتيل وجريح، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ولجان التنسيق المحلية التي أوردت كذلك أنباء عن “تهدّم أبنية عدة على قاطنيها في مدينة حماه نتيجة القصف العشوائي المتواصل”، وعلى الأثر دعت الهيئة العامة للثورة السورية رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية محمد الدابي “لزيارة مدينة حماه ورؤية المدرعات الثقيلة قبل أن تدمر المدينة ويقوم النظام من ثم بسحبها إلى مطار حماة العسكري الذي لا يبعد عن المدينة سوى عشر دقائق”.. وتندرج هذه العملية العسكرية العنيفة في سياق ما كانت صحيفة “الوطن” التابعة للنظام السوري قد نقلته عن “قرار اتخذته الجهات المختصة بحسم الموقف كليًا ونهائيًا في مدينة” حماه، مؤكدةً أنّ “الوضع الميداني يذهب إلى مزيد من التصعيد في حماة وإدلب، بينما يستمر الوضع متأزماً في حمص”.
في غضون ذلك، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه السنوي حول وضع الاتحاد أمام الكونغرس أنّ “نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد سيكتشف قريبًا أنه لا يمكن مقاومة قوة التغيير ولا يمكن سحق كرامة الناس”، معربًا عن اعتقاده بأنّ “أيام النظام السوري أصبحت معدودة على غرار (ما حصل إبان) نظام معمر القذافي في ليبيا”، وأضاف في سياق إشادته بتطورات “الربيع العربي”: لا نعلم بالتحديد متى سينتهي هذا التحول المذهل”، مؤكدًا “دعم السياسات التي تشجع قيام ديمقراطيات قوية ومستقرة، لأنّ الديكتاتورية لا تصمد أمام الحرية”.
وعلى الضفة الدولية المقابلة، جددت موسكو معارضتها صدور أي قرار عن مجلس الأمن الدولي يفرض “عقوبات أحادية على سوريا”، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب محادثات مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو: “روسيا منفتحه على أي مقترحات بناءة تنسجم مع مهمة محددة بإنهاء العنف” في سوريا، مشددًا في المقابل على أنّ أي قرار تدعم تبنيه موسكو في مجلس الأمن الدولي “يتعين أولاً أن ينص بوضوح على عدم إمكان استخدامه أو تأويله لتبرير أي تدخل عسكري خارجي في الأزمة السورية”.
من جهته، أفاد دبلوماسي رفيع في الأمم المتحدة موقع “NOW Lebanon” أنّ “الملف السوري يستحوذ بشكل كبير على اهتمام الأمم المتحدة في هذه المرحلة، خصوصًا في ضوء طلب جامعة الدول العربية من مجلس الأمن دعم جهود الجامعة لإنهاء الأزمة السورية”، لافتًا إلى أنّ أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري حمد بن حاسم آل ثاني تقدما بطلب عقد جلسة لمجلس الأمن “على مستوى وزراء الخارجية لتقديم إحاطة شاملة عن الأوضاع في سوريا وعرض المبادرات العربية المتتالية والطلب تاليًا من مجلس الأمن دعم خطة الحل العربي لوقف العنف الحاصل على الأراضي السورية”.
وإذ توقع أن يتم تحديد موعد انعقاد الجلسة المخصصة للاستماع إلى إحاطة العربي وبن جاسم “خلال عشرة أيام تقريبًا”، لفت الدبلوماسي الأممي إلى أنّ هناك “ضغطًا أوروبيًا متزايدًا لكي يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته إزاء الوضع الدموي في سوريا”، مشيرًا بشكل خاص إلى “الدور الألماني الدافع بقوة باتجاه إصدار قرار دولي حول الأزمة السورية”.
الدبلوماسي الأممي الذي كشف عن “زيارة سيقوم بها أمين عام جامعة الدول العربية قريبًا إلى موسكو لإجراء محادثات مع المسؤولين الروس يحثهم خلالها على استصدار قرار دولي يتبنى المبادرة العربية تجاه سوريا”، لفت في هذا السياق إلى أنّ المبادرة التي خرجت بها جامعة الدول العربية إثر اجتماع وزراء الخارجية العرب الأحد الفائت “قد لاقت ترحيبًا كبيرًا لدى أعضاء مجلس الأمن”، وأشار إلى وجود “إصرار أوروبي على الإسراع في استصدار قرار عن المجلس يدعم المبادرة العربية وأطرها التنفيذية لحل الأزمة السورية”، مشددًا في هذا المجال على “عدم وجود أي طرح يتحدث عن التدخل العسكري في سوريا، بل كل ما يتم تداوله حاليًا هو دعم الخطة العربية في سبيل الوصول إلى حل سياسي يتيح تأمين انتقال سلمي للسلطة السورية”.
وردًا على سؤال، أعرب الدبلوماسي الأممي عن اعتقاده بأنّ “الأجواء باتت ضاغطة وملحّة لاستصدار قرار عن مجلس الأمن ينهي العنف الدموي على الأراضي السورية، ولم يعد ينقص إلا بعض الجهود لتليين الموقف الروسي”، لافتًا الإنتباه في هذا الإطار إلى “أهمية المبادرة العربية الأخيرة لكونها أحرجت نوعًا ما موسكو ووضعتها أمام مفترق طرق، إما المساهمة في الدعم الدولي للجهود العربية أو استعداء الشارع العربي ومواجهة المجتمع العربي عمومًا”.
المرصد السوري: مقتل 34 مدنياً بينهم 10 أطفال برصاص الأمن السوري اليوم
أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أن حصيلة القتلى في سوريا اليوم الخميس بلغت 34 مدنياً بينهم 10 اطفال قتلوا برصاص قوات الأمن في عدة مدن ومناطق سورية وخصوصا في حمص.
وقال المرصد لوكالة “فرانس برس”: “ارتفع الى 34 عدد الشهداء المدنيين وبينهم 26 في حمص”، موضحاً أن “قوات الامن والجيش شنّت هجوماً عنيفاً على حي كرم الزيتون في حمص مستخدمة قذائف الهاون ما تسببت بسقوط 26 قتيلا بينهم تسعة اطفال وعشرات الجرحى”.
(أ.ف.ب)
مناع دعا للتشاور مع موسكو قبل التوجّه لمجلس الأمن
دعا القيادي في “هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديمقراطي” السورية المعارضة هيثم مناع جامعة الدول العربية إلى التوجّه إلى موسكو للتشاور معها قبل التوجه إلى نيويورك لحثّ مجلس الأمن الدولي على إقرار المبادرة العربية التي صدرت مؤخراً عن اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب بشأن سوريا.
وأعرب مناع في اتصال مع وكالة “فرانس برس” عن اعتقاده أن روسيا “يمكن أن تؤيّد هذه المبادرة إذا شعرت أنّها طرف فيها، أمّا إذا هُمّشت فستواجهها”، معتبراً أن “الروس يريدون دوراً أكبر”. وحذّر مناع من أن شعور موسكو بأن هناك “محاولات لإبعادها عن الملف السوري، سيزيد من تصلب موقفها الى جانب السلطات السورية”، ورأى أن موسكو قادرة على “جعل السلطات السورية تؤيد الخطة وتوافق عليها ولو بتحفظ”.
(أ.ف.ب.)
بيلاي تدعو لتحرك دولي حيال سوريا
طه يوسف حسن-جنيف
قالت المفوضة العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة نافي بيلاي إن عدد المتظاهرين والمحتجين الذين قتلوا بالمواجهات مع قوى الأمن في سوريا يتجاوز خمسة آلاف شخص، ورأت أن هذا العدد من القتلى يشكل رقما كبيرا، ويتعين أن يتسبب بصدمة للمجتمع الدولي تجعله يتخذ إجراء إزاءه.
وأقرت بيلاي أمام جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي مساء أمس بأن منظمتها لم تعد قادرة على إعطاء حصيلة دقيقة لضحايا القمع في سوريا بسبب ما وصفته بالتشرذم على الأرض، إضافة إلى أن بعض المناطق السورية مغلقة تماما، مثل أجزاء من مدينة حمص.
وأشارت إلى أنها لم تتلق تقرير فريق المراقبين العرب الذي قام بمهمة في سوريا مؤخرا، مضيفة أنهم يقدمون تقريرهم مباشرة للجامعة العربية.
واعتبرت أن إرسال الجامعة العربية مراقبين إلى سوريا يُعد جهدا إيجابيا بسبب أهمية وجود مراقبين على الأرض حتى يتم التمكن من الحصول على معلومات دقيقة.
وعبرت عن استعدادها لتوفير التدريب للمراقبين العرب، لكنها أشارت إلى وجود هؤلاء المراقبين لا يمنع هيئات أخرى مثل مجلس الأمن الدولي من اتخاذ إجراء فيما يتعلق بسوريا.
ملف ليبيا
وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، أعربت بيلاي عن القلق إزاء عدم سيطرة الحكومة في هذا البلد بشكل فعال على الكتائب الثورية والعواقب المترتبة على ذلك، واعتبرت أن السلاح الذي حصلت عليه الكتائب يشكل تهديدا للأمن العام وحماية حقوق الإنسان.
وأعربت عن قلقها الشديد من ظروف اعتقال الأشخاص الذين تحتجزهم الكتائب، ومنهم عدد كبير من رعايا أفريقيا شبه الصحراوية متهمون بدعم العقيد الراحل معمر القذافي.
وقالت إن مكتبها تلقى معلومات عن حصول عمليات تعذيب في مراكز الاعتقال السرية، ودعت إلى اتخاذ خطوات عاجلة لإنهاء الانتهاكات وخاصة التي تقع في أماكن الاحتجاز، وحثت السلطات على تحويل التزامهم تجاه العدالة الانتقالية إلى حقيقة واقعة مع معالجة الانتهاكات المرتكبة من قبل النظام السابق والتي وقعت أثناء الصراع من قبل جميع الأطراف.
وطالبت بأن تكون جميع مراكز الاعتقال تحت إشراف الحكومة الليبية، وقالت إن عدم وجود إشراف من السلطات المركزية يخلق بيئة مواتية للتعذيب وإساءة المعاملة.
وذكرت المفوضة الأممية أن لجنة تقصي الحقائق المكلفة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا تحقق بالوقت الراهن في التقارير التي أفادت بوقوع وفيات بين المدنيين من جراء عمليات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا.
وذكرت أن المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن الناتو بذل جهده للحد من وقوع الضحايا في صفوف المدنيين، مضيفة أن على الحلف كشف المعلومات المتعلقة بالحوادث التي قتل أو أصيب فيها مدنيون.
روسيا ترفض العقوبات
الجامعة تروّج خطتها بشأن سوريا أمميا
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إنه سيسافر ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إلى نيويورك لترويج خطة عربية تقضي بنقل سلطات الرئيس السوري بشار الأسد إلى نائبه تمهيدا لحل سلمي أساسه حكومة وحدة، في وقت جددت روسيا معارضتها لأي عقوبات، واستأنف المراقبون العرب عملهم بدون بعثة مجلس التعاون الخليجي.
وقال العربي متحدثا في مؤتمر صحفي في القاهرة اليوم إنه سيجتمع مع أعضاء مجلس الأمن الاثنين للتصديق على الخطة العربية.
وكان العربي دعا في وقت سابق النظام السوري إلى وقف العمليات ضد “المواطنين العزل”.
وأعلنت بريطانيا وفرنسا تأييدهما الخطة العربية التي تتضمن قرارات جريئة، حسب وصف متحدث باسم الخارجية الفرنسية.
لا إجراءات عقابية
وحسب دبلوماسيين قد يصوت مجلس الأمن الأسبوع المقبل على مشروع قرار يدعو الأسد لنقل صلاحياته، ويحل محل نص روسي يراه الغرب ضعيفا جدا.
وحسب رويترز لا يدعو المشروع العربي الغربي لإجراء عسكري أو عقوبات، وإنما لمساندة خطة عربية تطلب من الأسد إفساح المجال لحكومة وحدة وطنية. وطلبت الجامعة العربية الأسبوع الماضي من الأمم المتحدة المساعدة في حل الأزمة السورية.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعمه سعيَ الجامعة لتحصيل دعم لخطتها في مجلس الأمن، وقال إنه يتواصل باستمرار مع أمينها العام لبحث العون الذي يمكن للمنظمة الأممية تقديمه.
وقال دبلوماسي في الأمم المتحدة إن الدول العربية ترغب في “تأييد واسع” لنصها. وأضاف “سنعمل مع جميع أعضاء المجلس”، في إشارة إلى روسيا.
نص روسي
لكن روسيا أعلنت اليوم تمسكها بمشروع قرار تروجه في مجلس الأمن وإنْ تحدثت عن مقترحات غربية أُخذت بعين الاعتبار في صياغته.
وقال متحدث باسم الخارجية الروسية “ليست لدي معلومات محددة عن أن المسودة الغربية ستقدم الأيام القادمة”.
وقبل ذلك جدد وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف معارضة بلاده أي إجراءات أحادية.
وقد بحث مسؤولون روس وأميركيون في موسكو كيفية إنهاء العنف في سوريا الذي أدى -حسب الأمم المتحدة- إلى قتل أكثر من 5400 شخص.
السيناريو الليبي
وتقول روسيا إنها تخشى قراراتٍ أمميةً ستعيد السيناريو الليبي -حيث تدخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) بشكل حاسم في النزاع-, وهي خشية تشاطرها الصين إياها.
لكن قائد قوات الحلف في أوروبا الأميرال الأميركي جيمس ستافريدس استبعد أي تدخل عسكري. قائلا إن الناتو يكتفي حاليا بمراقبة الوضع، وأي عمل عسكري يجب أن يسبقه تحرك أممي عربي.
وزير خارجية سوريا وليد المعلم بلقاء مع رئيس بعثة المراقبين الذين استأنفوا عملهم(الفرنسية)
مهمة المراقبين
ووقعت سوريا في ديسمبر/كانون الأول الماضي خطة عربية لحل الأزمة نصت فيما نصت على إنهاء المظاهر المسلحة في المدن والإفراج عن السجناء والسماح بالتغطية الإعلامية ومحاورة المعارضة، وهي بنود انتشر عشرات المراقبين العرب لتقييم مدى تطبيقها.
وخلصت لجنة وزارية عربية إلى أن النظام السوري لم يطبق الخطة إلا جزئيا، وتحدثت عن مضايقات تعرض لها المراقبون منه ومن المعارضة سواء بسواء.
ومددت الجامعة العربية لشهر مهمة المراقبين الذين يترأسهم الفريق السوداني مصطفى الدابي، والذين استأنفوا اليوم عملهم بعد تعليقه بضعة أيام، تنقصهم هذه المرة بعثة مجلس التعاون الخليجي الذي اعتبر أن سوريا لم تلتزم بمبادرة السلام.
لكن مجلس التعاون الخليجي قرر مواصلة دعمه المالي واللوجيستي للبعثة العربية.
مقتل كاهن ومدير بالهلال الأحمر
عشرات القتلى واقتحام مدن بسوريا
ارتفع عدد قتلى اليوم في سوريا إلى 30 شخصا برصاص قوات الأمن والجيش، قضى أحدهم تحت التعذيب، من بينهم مدير الهلال الأحمر بمحافظة إدلب وكاهن في مطرانية للروم الأرثوذكس في بلدة كفربهم بمحافظة حماة.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن 30 شخصا قتلوا برصاص الأمن السوري معظمهم في مدينة حمص. وأكد ناشطون أن قتلى وجرحى سقطوا في حيي القصير والرفاعي بحمص بعد تعرضهما لقصف عنيف أدى كذلك إلى تدميرعدد من المنازل.
وفي تطورات أخرى قالت الهيئة إن قوات الأمن والجيش بدأت في اقتحام مدينة دوما بريف دمشق من عدة محاور، وقد ترافق ذلك مع إطلاق كثيف للنار ونصب عدد كبير من الحواجز ومنع الدخول والخروج من المدينة.
وجاء هذا الاقتحام بعد ساعات من قصف واشتباكات دارت بين الجيش الحر والأمن السوري في بلدة عربين بمحافظة ريف دمشق ذاتها، وفق مشاهد بثها ناشطون على الإنترنت.
كما أفاد ناشطون سوريون بأن قوات الأمن شددت منذ ساعات الصباح الأولى حصارها على أحياء في حماة، فيما يواصل الطيران الحربي التحليق فوق المدينة وريفها، وأكد المصدر ذاته وجود قوات تنفذ حملة اعتقالات عشوائية.
وكان اتحاد تنسيقيات الثورة السورية قال إن عدد قتلى أمس الأربعاء ارتفع إلى 26 بينهم طفل وسيدتان في قصف من الجيش السوري لمناطق مختلفة في البلاد. وسط استمرار القصف على بلدات في ريف دمشق ومعظم أحياء حماة.
قتلى متنوعون
من ناحية أخرى، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مدير الهلال الأحمر العربي السوري في إدلب قتل رميا بالرصاص يوم الأربعاء.
وقالت رئيسة عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر للشرقين الأدنى والأوسط بياتريس ميجفان روجو “علمنا بوفاة السيد عبد الرزاق جبيرو مدير فرع الهلال الأحمر العربي السوري في إدلب، وكان السيد جبيرو في طريقه بالسيارة من دمشق إلى إدلب وقتل رميا بالرصاص، وظروف مقتله ما زالت غير واضحة”.
وأضافت أنه “بغض النظر عن الظروف، فإن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تدين هذا بشدة، وما زال عدم احترام الخدمات الطبية مشكلة كبيرة في سوريا”.
وكان مصدر سوري مطلع قال إن “مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت الدكتور جبيرو قرب بلدة خان شيخون على الأوتوستراد الدولي حلب دمشق، حيث فتحت نيران أسلحتها على سيارة إسعاف كان يستقلها أثناء عودته من دمشق”.
وفي غضون ذلك، قتل الأب باسيليوس نصار الكاهن في مطرانية حماة للروم الأرثوذكس في بلدة كفربهم بمحافظة حماة، أثناء محاولته إسعاف أحد المصابين في حي الجراجمة بالمدينة.
1000 عالم سوري يطالبون الأزهر بإسقاط مشيخة حسون
دبي – غادة شكري
أكد الشيخ عبد الجليل السعيد أن وفدا من العلماء سيتجه قريبا إلى القاهرة للقاء شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، وذلك لتقديم عريضة موقع عليها 1000 عالم سوري تطالب بإسقاط الصفة الدينية عن مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون، وسحب شهادته الدينية الممنوحة من الأزهر، ومنعه من المشاركة في أي نشاط إسلامي ينظمه الأزهر على مستوى الدول، للكف عن ظلمه والإقلاع عن المشاركة في القمع الجاري في سوريا.
وأضاف السعيد مدير المكتب الإعلامي لمفتي الجمهورية السورية حسون، والذي أعلن انشقاقه مؤخرا، في حديث خاص لـ”العربية.نت” أنه تم التواصل مع مشيخة الأزهر في مصر للقاء الشيخ الطيب لإطلاعه على جرائم حسون كرجل دين حصل على الشهادة الشرعية من الأزهر، ولمطالبته بإسقاط الصفة الدينية عنه ليذوق من نفس الكأس الذي كان يسقيه لكل من العلماء الذين يغضب عليهم.
وأشار السعيد في خضم حديثه إلى أنه “منذ بداية الثورة تم اعتقال أكثر من 223 عالما وشيخا أطلق سراح 115 فقط منهم، ويقوم حسون بالإشراف على التحقيق مع عدد منهم بشكل شخصي ومباشر، هو ومساعده أمين الفتوى في سوريا”.
تركيبة حسون الدينية
واستفاض السعيد في سرد تاريخ حسون بالمؤسسة الدينية بسوريا من منطلق عمله معه وملازمته له أمدا طويلا، قائلا: “التركيبة الدينية لمفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون نبعت من كونه مخبرا في الثمانينات على الجماعات الإسلامية ثم تطور دوره وأصبح عضوا لمجلس الشعب السوري، رغم أنه من المعروف في سوريا هو عدم السماح لرجال الدين بالوصول إلى مجلس الشعب إلا من خلال ولاءات سياسية وانتماءات أمنية معينة وبقي المفتي آنذاك عضوا في مجلس الشعب السوري لدورتين، وكانت علاقته بالرئيس حافظ الأسد علاقة وطيدة وقوية، ولكن كان يشوبها الكثير من التقلبات بسبب قوة ونفوذ أحد علماء حلب المعروفين آنذاك ويسمى الدكتور محمد صهيب الشامي، وكان هناك منافسة قوية بين الرجلين”.
و بعد وفاة حافظ الأسد أصبح حسون مفتيا لمدينة حلب، وتكمن المفارقة في أن من اختاره ليصبح مفتيا لحلب هو هيثم السطايحي، وهو عضو القيادة القطرية والمستشار السياسي للرئيس السوري، على حد قول السعيد.
وشدد السعيد على أن “دور حسون كان ولايزال يكمن في فك الصفوف وزرع الفتن وإكراه بعض المشايخ واللعب بلقمة عيشهم حتى يكونوا دائما مؤيدين للنظام في كل حركة وكل ساكنة يقومون بها”.
حسون عميل قديم للمخابرات السورية
وحول علاقة حسون بالمخابرات السورية قال السعيد: “منذ الثمانينات ومن المعروف أن المفتي حسون متورط بتسليم شخصيات دينية للنظام. فأولا كان هو السبب الرئيسي وراء الملاحقات الأمنية للشيخ السوري عبد القادر عيسى وأولاده إلى أن توفي منذ سنوات في تركيا”.
وأضاف: “كان أيضا مخبرا على الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وكان سببا في منع الكثير من العلماء من الدخول إلى سوريا في ذلك الوقت من أمثال الشيخ مصطفى الزرقا، والعلماء من بيت الدواليبي، وكانوا يعملون في الحراك السياسي الإسلامي السوري.
وبعد ذلك تطور دور حسون ليصبح متورطا بشكل شخصي في قتل الشيخ معشوق الخزلوي، مع العلم أن الشيخ معشوق كان يقوم بزيارة لمكتب الدراسات الإسلامية قرب مكتب المفتي في دمشق، وكان على موعد مع المفتي مساء وقبل لقائه بالمفتي تم اغتياله حسبما اكد السعيد في حديثة”.
وعن مساهمات حسون للمؤسسة الأمنية قال السعيد “أهم المساهمات الأمنية التي يقدمها المفتي حسون للنظام تقديم 3 من طلاب العلم وأئمة المساجد لأجهزة الأمن في رمضان الماضي، وإلى الآن لايزال أحدهم معتقلا وهو محمد حبوش إمام جامع الحياة بمدينة إدلب. والأهم هو دور المفتي في قيادة دفة الاعتقالات في المؤسسة الدينية بالإضافة إلى استدعائه الشيخ قاسم الخطيب والذي قطعت رجلاه بعدها وهو الآن قيد الإقامة الجبرية في منزله بالزاوية”.
العربي وبن جاسم يتوجهان إلى مجلس الأمن حول سوريا
العربية.نت
صرح الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، اليوم الخميس، بأنه سيتوجه مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم بن جبر، السبت القادم، إلى نيويورك، لعقد اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن وطلب “مصادقته” على المبادرة العربية الجديدة لإنهاء الأزمة السورية.
وقال العربي للصحفيين إنه سيتوجه “إلى نيويورك بعد غد السبت، هو ورئيس وزراء قطر للاجتماع مع مجلس الأمن الدولي الإثنين القادم، وإبلاغه بقرار مجلس وزراء الخارجية العرب بشأن سوريا وطلب مصادقته عليه”.
وكان وزراء الخارجية العرب دعو الأحد الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة إلى “بدء حوار سياسي جاد في أجل لا يتجاوز أسبوعين” من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين. وطالبت الجامعة، الرئيس السوري بشار الأسد، بتفويض صلاحيات كاملة إلى نائبه الأول للتعاون مع هذه الحكومة.
وقرر الوزراء إبلاغ مجلس الأمن الدولي بمبادرتهم الجديدة ومطالبته بـ”دعمها”.
واعتبر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع أن المبادرة العربية تهدف إلى رحيل النظام السوري “سلميا”.
وقال إن “المبادرة العربية تتحدث عن ذهاب النظام السوري سلميا”، معتبرا أن “المبادرة متكاملة تشبه المبادرة اليمينة، ونأمل أن تقبل بها الحكومة السورية حتى نستطيع أن نبدأ التنفيذ، وفي حال لم ينفذوا نحن ذاهبون إلى مجلس الأمن، وسنتخذ قرارات ليس من بينها التدخل العسكري”.
ومن جانبها، أعلنت الحكومة السورية رفضها لهذه المبادرة.
خدام: النظام السوري يحشد أسلحته في المناطق العلوية
العربية.نت
أعلن نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام اللاجئ إلى فرنسا الخميس في مقابلة مع صحيفة “لو فيغارو” أن الرئيس السوري بشار الأسد يحشد أسلحته في المناطق العلوية.
كما اتهم المسؤول السوري السابق الذي انقلب على النظام عام 2005 ويعيش منذ ذلك الحين في فرنسا الرئيس السوري بمحاولة تطبيق خطة لـ”تقسيم” البلاد.
وأضاف أن “بشار وعائلته قاموا أولا بتوزيع بنادق وأسلحة رشاشة في المدن والقرى التي يقطنها علويون من أبناء طائفتهم. ومنذ شهر، بدأوا بنقل أسلحة ثقيلة برا نحو الساحل لإخفائها في التلال والجبال”.
وتابع “لقد تم نقل الصواريخ والأسلحة الاستراتيجية بكاملها. أما الدبابات والمدافع فقسم منها فقط لأن النظام بحاجة للاحتفاظ ببعضها لقمع المتظاهرين في المدن. وبشار خطط أيضا لإرسال مقاتلات جوية الى مطار اللاذقية”.
وتمثل الطائفة العلوية التي تتحدر منها أسرة الأسد 8% من السكان في سوريا. وأوضح خدام أن “المناطق العلوية تشمل جنوب غرب حمص وتمتد صعودا عبر حماة لتصل الى اللاذقية على الساحل”.
وقال إن الأسد يطبق اليوم خطة “تهدف إلى إثارة حرب طائفية”. وأضاف أن “القوة فشلت ولم يبق أمامه سوى تطبيق خطة زعزعة الاستقرار وتقسيم سوريا، والتي من شأنها تدمير البلاد”.
وتابع “أعرف أنه (الأسد) ومنذ شهر أسر إلى أحد حلفائه اللبنانيين بنيته إقامة دولة علوية يمكن أن يشن انطلاقا منها حربا أهلية وطائفية”.
وأشارت الأرقام الأخيرة للأمم المتحدة الى مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص منذ بدء قمع الحركات الاحتجاجية ضد النظام في آذار/مارس 2011، إلا أن المفوضية العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي أقرت الأربعاء بأن الأمم المتحدة لم تعد قادرة على إعطاء حصيلة دقيقة لضحايا القمع في سوريا.
“حمُّوصة”.. يفتك بها الجيش ويحتضنها أولادها
دمشق – جفرا بهاء
ربما تكون حمص هي المدينة الوحيدة التي يطلق عليها أبناؤها اسم دلع “حموصة”.
و”حموصة أو العديّة” لا تتعب ولا يتعب أبناؤها، ولا مكان للتخاذل فيها، وبمجرد أن تنطلق مظاهرة في أحد الأحياء “بابا عمرو – الخالدية – البياضة” والتي سيرافقها إطلاق الرصاص فإن الأحياء الباقية ستخرج حتماً في مظاهرة لتشتيت انتباه الأمن والجيش، إذ لا مجال لدى أهل حمص لأن يستفرد الجيش بحي لوحده.
تدخل إلى حمص فيستوقفك الخراب، تستوقفك حياة تنقصها الحياة، تتساءل هل حمص خارج حدود خدمات الحكومة السورية، أم أن الحكومة كما النظام قررت أن تتخلى عن أهل حمص وتترك البرد والغلاء والموت يلعب بهم.
ولأهل حمص طريقة لمواجهة كل ذلك، هم لا يعتبرون أن تلك الحكومة المدعوة سورية تعنيهم في شيء، ولا يعتقدون أنها ستقدم لهم مازوتاً لبعث بعض الدفء في أوصال قد تتجمد في أي لحظة من شدة برد حمص وقساوته، هم يجدون حلولاً تبقى رأسهم مرفوعاً ويرفضون التنازل عن حقهم في التظاهر مقابل رضى النظام “قاتل أبنائهم ورجالهم”.
حمص معاقبة دوماً
آثار الدمار تحكي عن نفسها، وحمص المدينة المعاقبة “بتعبير أهلها” تتقبل أنه ما من خدمات رسمية ستصل إلى المناطق الناشطة، فأكوام القمامة يتعاون شباب الحي على إزالتها، لا مازوت يصل لأهل الحي، ولا كهرباء.
الجيش الحر يحاول تأمين الحماية للناس والمساعدات المتوجهة إلى تلك الأحياء، كما يؤمن حماية لصهريج المازوت والذي يتم توزيعه بالتساوي على الناس بإشراف شباب الحي أنفسهم، وقد يجتمع الجيران في منزل واحد في محاولة للاقتصاد في المازوت.
المواد الطبية في نقصان مستمر، وإن كانت الحاجة أم الاختراع فإن المستشفيات الميدانية الموجودة في أماكن محددة تقوم بإسعاف الجرحى بالحد الأدنى من الخدمات، إذ أن المستلزمات الطبية من أصعب المواد التي يتم إدخالها إلى حمص.
حملات للتبرع يقوم بها شباب أحياء حمص، ويطلق عليها تسميات تدل عليها، حيث ينتشر الشباب لجمع تلك التبرعات للعائلات المنكوبة، وتستعمل كلمات معروفة لذلك ما يجعل الناس والمحلات والصيدليات تقدم كل ما تسطيع تقديمه من مواد غذائية وطبية وغيرها.
تعامل شرعي
وجود الجيش والشبيحة منذ ما يقارب العشرة أشهر جعل التعامل ما بينهم وبين أهالي حمص وارداً، حيث وجد الأخيرين طرقا لشراء أولئك، ولعل تسريب خبر المداهمة قبل وقت قصير من بدئها من أهم نتائج ذلك التعامل بين الجانبين، وبالطبع إن مُسرِّب المعلومة سيقبض ثمنها مبلغا قد يزيد أو ينقص حسب دقة المعلومة.
وعندما يأتي التنبيه بوجود مداهمة للحي فإن الشباب يخرجون من البيوت مصطحبين معهم الصبايا إن تمكنوا من ذلك “لأنه في كثير من المداهمات يتم خطف البنات”، لتبقى الأمهات والنساء اللواتي لم تستطعن الخروج وليبدأ التسبيح “بالمسبحة” بآيات محددة لدفع البلاء عن الحي، ومن أهم ما تتم قراءته في وقت المداهمة هي الآية القرآنية “وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً” لإيمانهم العميق بأن هذه الآية بالتحديد ستحمي أولادهم وأزواجهم، كما تنفثن على الأبواب فور الانتهاء من قراءة الآية.
و”للعواينية” أو مخبري النظام قصة أخرى، وعادة ما يكون المخبر الذي يخبر الأمن والشبيحة بتحركات أهل الحي شبه معروف لشباب حمص، وهم وإن كانوا يشتبهون به فإنهم يرفضون رفضاً قاطعاً أن يقولو عنه “عوايني” ما لم يتم التأكد من لك، حيث إنهم يضعونه تحت المراقبة الشديدة عدة أيام ويحاولون أن يوصلوا له معلومة خاطئة في انتظار أن تصل تلك المعلومة للشبيحة، وفي حال التأكد من أنه “العوايني” فإن ذلك يعني إخراجه من الحي ونبذه.
أغلى رقم هاتف
ربما تكون مراقبة الاتصالات بين الثوار من أصعب الأمور، ولهؤلاء مقولة في ذلك “أغلى رقم هو رقم الشهيد”، وفي هذه الحالة يتم استعمال الشريحة بأمان شبه تام فترة من الزمن على اعتبار أنه من الصعب أن يعرف اسم الشهيد رسميا بالسرعة التي تجعل من استعمال رقم موبايله خطيراً.
في حمص.. تترصدك الحواجز، يستوقفك العسكري والشبيح، ترى الموت يطوف في أرجاء حمص.، وفي حمص.. تغيب مقومات الحياة، تهرب الكهرباء ويتبعها المازوت، وفي حمص ترصد نظرة أهلها فتعود إلى كبريائك الأول، وتستخف بالموت ضارباً لشهدائها تحية، وفي حمص تنسى أبواب الصمت التي لا تزال مغلقة والتي يقبع خلفها أولئك الخائفين، وفي حمص أدركوا أن ثمة شعب أراد الحرية ورضي أن يقدم نفسه قرباناً ومهراً لها، وتبقى الحقيقة الوحيدة أن أقدام الأقزام لم تخلق لتواكب خطوات الثوار.
الإضطرابات تثقل كاهل تجار دمشق
دمشق – رويترز
في سوق الحميدية الذي كان صاخبا يوما ما في قلب دمشق يحكي صاحب المتجر وسام في أسى كيف جعلته الاضطرابات العنيفة التي تشهدها سوريا يكافح للحفاظ على عمله وتغطية نفقات أسرته.
وقال وسام وهو يرنو ببصره إلى الخارج حيث الأكشاك شبه الخالية التي عادة ما كانت تعج بالسياح من مختلف أنحاء العالم، لكنها لا تجتذب الآن سوى بضعة زوار إيرانيين “لا نبيع شيئا تقريبا الآن. تراجعت التجارة بنسبة 70%.”
وأضاف قائلا “في السابق كان لدينا سياح من الخليج ومن العالم العربي وأجانب. الآن لا يوجد أي منهم. لا يمكن لهذا السوق أن يستمر بدون سياح.”
وتشتد وطأة تراجع النشاط على وسام مع ارتفاع الاسعار بسبب الانخفاض السريع في قيمة الليرة السورية في الأسابيع الاخيرة.
وعلى غرار كثيرين من سكان العاصمة السورية يقول وسام إن عائلته خفضت نفقاتها بشدة لتجاوز الأوقات الصعبة.
وقد تتضاءل هذه الصعوبات أمام المعاناة التي يعيشها السوريون في المحافظات الريفية التي أصابتها الاحتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الأسد بالشلل التام. لكن حتى الطبقة الموسرة نسبيا من تجار دمشق ليس بمقدورهم أن يتجاهلوا تكلفة الاضطرابات.
يقول وسام “امتنعنا عن الخروج. نشتري الضروريات فقط. لم نعد نذهب إلى المطاعم.”
ويرى أن “هذا وضع مؤقت وأنا على ثقة من أنه سيمر” وهي نغمة متفائلة يبديها كثيرون لكنها تتناقض مع الوجوه التي يعلوها القلق والتوترات الكامنة في العاصمة السورية.
ولعدة شهور بدت المناطق الرئيسية في قلب دمشق بمعزل عن الاحتجاجات التي اندلعت ضد حكم الأسد في جنوب البلاد في مارس/آذار واجتاحت البلدات والمحافظات ووصلت حتى الى بعض أحياء العاصمة.
ولا تزال بعض شوارع العاصمة مزدحمة وبعض المطاعم تكتظ بالزبائن. ويزدحم الحي القديم في دمشق في المساء ولا يزال الناس يخرجون في الليل بالرغم من أنهم يقولون ان بعض المناطق خطيرة حاليا.
وفي أحد المطاعم هذا الاسبوع وجه مغن تحية للأسد ولحليفه حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني وهلل الحاضرون وتظاهر قليلون فقط بأنهم لم يسمعوا التحية.
ويمكن مشاهدة صور الأسد والأعلام السورية على أبواب وجدران بعض المحال وكتب على صورة للأسد يبدو فيها مبتسما “تجار دمشق معك”.
لكن مؤخرا امتدت الاحتجاجات الغاضبة بشكل أكبر نحو المركز. وبدد انفجاران انتحاريان الشهر الماضي الإحساس بالأمن ودفع تراجع كبير في سعر الليرة منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الأسعار إلى الارتفاع بشدة.
وأشار تاجر آخر في سوق الحميدية إلى أنه “في البداية لم نكن نشعر بشيء لكن الآن، منذ أيلول وتشرين الأول تغيرت الأمور.”
ويشكو الناس من شح البنزين والبضائع المستوردة وتكرار انقطاع التيار الكهربائي وتضاعف أسعار المواد العذائية.
ويقول مازن محمد وهو يشتري السجائر من متجر في دمشق “ارتفع سعر النوع الذي أدخنه من 40 ليرة إلى 85 ليرة الآن.”
وتقول فدوى فهام إنها تحاول المحافظة على السلع الغذائية التي تشتريها بحيث تعيش لفترات أطول وانها تشتري منتجات محلية الصنع.
وأضافت قائلة “الوضع صعب. كل شيء غالي الثمن حاليا. لكننا كسوريين نحاول العثور على سبل للتغلب على الوضع. الأرز والسكر والدجاج وكل السلع الضرورية أصبحت غالية الآن.”
ويعتبر محمد قزاز -وهو أب لستة اولاد ومن أنصار الأسد- أن الاضطرابات تتزايد مع ارتفاع الاسعار “لا يوجد استقرار. ليس هناك تسامح بين الناس، لو وضعت صورة لبشار فأنت مهدد.”
وقال وسام -صاحب المتجر- إن من الجوانب الايجابية للاضطرابات تراجع حدة الروتين “الأمن أصبح ألطف معنا. والإجراءات الإدارية تستغرق وقتا أقل. لا يريدون مضايقة المزيد من الناس.”
لكن هبوط قيمة الليرة فاقم الاحساس بالمتاعب. وقبل الأزمة كان سعر العملة السورية 47 ليرة مقابل الدولار، لكنها انخفضت إلى نحو 58 ليرة وفقا لسعر الصرف الرسمي لكن السعر في السوق السوداء وصل إلى أكثر من 70 ليرة.
ويقول تاجر في سوق الحميدية “نطالع كل يوم سعر الليرة السورية. نخشى أن تتدنى إلى 100 للدولار قريبا. ستكون هذه كارثة لنا جميعا.”
وفي سوق الذهب يؤكد التجار أن الاسعار ارتفعت بأكثر من 50% إلى 3175 ليرة للغرام (نحو 55 دولارا بسعر الصرف الرسمي) ولم يعد الزبائن يقبلون على شراء المصوغات الذهبية لكن على تحويل مدخراتهم إلى شيء أكثر أمانا.
ويوضح أحد تجار الذهب أن “الناس يشترون الذهب لسببين الأول إما للتباهي أو للاحتفاظ به. هذه الأيام يشتري الناس الذهب لإدخاره للأوقات الصعبة.”
ويقول الياس -وهو تاجر ذهب آخر- إنه تعاطف مع الانتفاضة في البداية لكنه غير رأيه بعد أن تلقى أصدقاؤه تهديدات لعائلاتهم إذا أبدوا أي مساندة للأسد “عندما بدأت كانت ثورة وكانت جيدة. نعم نريد جميعا أن نحارب الفساد وكنت سعيدا.”
وأضاف: “لكنني الآن لست واثقا ما هي، الشبيحة يسيطرون الآن على الشوارع ولا نشعر بالأمان.”
اشتباكات بين الجيش السوري ومنشقين في ريف دمشق
بيروت – محمد زيد مستو
أفادت مصادر متطابقة في سوريا، أن الغوطة الشرقية في ريف دمشق، تعرضت أمس الأربعاء لحملة عسكرية ضخمة، أعقبها اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والجيش السوري، ما أدى إلى انسحاب قوات النظام من بعض المناطق. فيما أعلن عن مقتل مسؤول في الهلال الأحمر السوري بمدينة إدلب.
وأوضحت لجان تنسيق محلية أن عناصر الجيش الحر اشتبكوا بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة مع قوات النظام السوري التي شنت حملة عسكرية ضخمة استهدفت إعادة السيطرة على بعض المناطق في شرق ريف دمشق.
وأضافت أن مناطق عربين وحمورية وزملكا ودوما ومسرابا وكفر بطنا وجسرين وداريا ورنكوس وسقبا تعرضت لحملة عسكرية استهدفت البحث عن منشقين، مشيرة إلى أن القصف تركز على مدينة عربين وأطراف مدينة زملكا، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منها جراء استخدام الدبابات والمدفعية والرشاشات الثقيلة وقذائف “آر بي جي”، في قصف الأحياء السكنية.
وأفاد شهود عيان لـ”العربية.نت”، أن قوات النظام السوري انسحبت من مدينة عربين في ريف دمشق مساء أمس، بعد اشتباكات مع عناصر الجيش الحر الذين تصدوا لمحاولة الاقتحام.
كما أكد شهود آخرون من مدينة حرستا ودوما أن قوات الجيش السوري لم تتمكن من اقتحام المدينتين، رغم حصول اشتباكات تواصلت لساعات مع الجنود المنشقين.
وذكر مصدر في الجيش الحر، أن القوات العسكرية احتشدت خلال الأيام الماضية، تحضيراً لاقتحام مناطق واسعة في ريف دمشق، في محاولة لاستعادة السيطرة عليها بعد أن فقدتها نسبيا.
يأتي ذلك بعد أيام من إعلان سيطرة المسلحين المعارضين للنظام السوري على منطقة دوما وتمكنهم من إجبار القوات العسكرية على الانسحاب، ثم خروجهم منها بعد ساعات.
مقتل مسؤول في الهلال الأحمر
في هذه الأثناء، أكدت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل الدكتور عبد الرزاق جبيرو رئيس فرع منظمة الهلال الأحمر بإدلب على أيدي القوات السورية أمس، في حين اتهمت السلطات “مجموعة إرهابية مسلحة” باغتيال جبيرو في إطار ما اعتبرته السلطات، استهداف العصابات المسلحة للعقول والقدرات التقنية والطبية والفنية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مطلع رسمي قوله “إن مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت الدكتور جبيرو بنيران أسلحتها الرشاشة وأصابته بالرأس حيث أسعف على أثرها إلى مشفى المعرة وفارق الحياة”.
وتابعت الوكالة، أن المجموعات اغتالت الأب باسيليوس نصار الكاهن في مطرانية حماة للروم الأرثوذكس في بلدة كفربهم بمحافظة حماة.
تيرسي: الانتقال السلمي في سورية وفق خطوط الجامعة العربية
روما ( 26 كانون الثاني/يناير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
عبر وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرسي عن ”الألم والصدمة العميقين” لنبأ اغتيال الأب الأرثوذكسي باسيليوس نصار ورئيس الهلال الأحمر عبد الرزاق جبيرو، في سورية أمس
وأكد الوزير في بيان أصدرته الخارجية في روما اليوم أن “هذه الأحداث يجب أن تدفعنا كي لا ندخر أي جهد في سبيل تجنب أسوأ السيناريوهات، حتى لا تدخل سورية في دوامة من العنف الإرهابي” حسب تعبيره
وتابع القول ”إن الطريق الذي يجب اتباعه هو الانتقال السلمي، وفق الخطوط التي أشارت إليها جامعة الدول العربية، فهي الوحيدة التي من شأنها تجنب المزيد من الخسائر في الأرواح وحماية جميع الطوائف” الدينية في البلاد
كانت الأنباء الواردة من سورية، قد أفادت يوم أمس الاربعاء بمقتل أول رئيس لجمعية الهلال الاحمر السورية في شمال غرب البلاد من الجنسية السورية عبد الرزاق جبيرو،رمياً بالرصاص، فيما كان في طريقه بالسيارة من دمشق الى ادلب
كما اغتيل يوم أمس أيضاً، الأب باسيليوس نصار الكاهن في بلدة كفربهم عندما كان يقوم باسعاف رجل مصاب في حي الجراجمة بحماة
الجامعة العربية تطلب دعم ومصادقة مجلس الامن على قرارتها بشأن سوريا
أعلن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي انه سيتوجه السبت برفقة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الى نيويورك لبحث دعم خطة الجامعة العربية بشأن سوريا.
وقال العربي في مؤتمر صحفي بالقاهرة إنهما سيعقدان اجتماعا مع مجلس الامن الدولي الاثنين لبحث مصادقة المجلس على قرار الجامعة العربية بشأن سوريا، والتي تدعو الى تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال شهرين وتحض الرئيس السوري الاسد على تسليم السلطة الى نائبه.
وكان اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الاسبوع الماضي خلص الى طلب دعم الامم المتحدة لجهودهم لحل الازمة السورية وايقاف العنف الدائر في البلاد حيث خلف قمع الاحتجاجات فيها اكثر من 5400 قتتيلا منذ مارس/آذار الماضي.
وكانت مصادر دبلوماسية في مجلس الامن الدولي قالت ان المجلس قد يصوت الاسبوع المقبل على مشروع قرار تتبناه دول غربية وعربية يؤيد مبادرة الجامعة العربية الخاصة بدعوة الاسد الى نقل السلطة لنائبه.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “يجب أن يدعم مجلس الامن الدولي القرارات الجريئة للجامعة العربية التي تسعى لانهاء القمع والعنف في سوريا وايجاد حل للازمة السياسية”.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الأربعاء ان موسكو ما زالت تعارض فرض عقوبات على سوريا كما أكد معارضة موسكو لاي تدخل عسكري أجنبي في سوريا.
ولم يتبين ما اذا كانت روسيا مستعدة لاستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشرع القرار الذي يعكف على دراسته بعد ان استخدمته مع الصين في اكتوبر تشرين الاول الماضي لمنع اعتماد مشروع قرار اوروبي كان من شأنه ان يدين سوريا ويهددها بعقوبات بسبب قمع المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية.
لجنة حقوق الانسان
من جهة اخرى قال دبلوماسيون في الامم المتحدة إن مجموعة من الدول العربية والغربية تبحث في أمر استبعاد سوريا من لجنة حقوق الانسان التابعة لمنظمة اليونسكو.
وكان المجلس التنفيذي لمنظمة التربية والثقافة والعلوم التابعة للامم المتحدة (يونسكو)، والذي يضم في عضويته دول أمثال الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، انتخب سوريا لعضوية لجنتين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، احداهما لجنة التحكيم في خروقات حقوق الانسان.
واشارت وكالة رويترز الى أن رسالة وقعها 14 سفيرا، بينهم سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا وقطر والكويت، طالبوا فيها بمناقشة وضع سوريا امام الدول الاعضاء الـ 58 في اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو في 27 فبراير/شباط القادم.
وقالت مذكرة توضيحية ارفقت بالرسالة ان “اليونسكو يجب أن تستجيب الى هذه الدعوات بفعل ملموس لمناقشة اوضاع حقوق الانسان المتردية في سوريا”.
واشارت الرسالة ان الاوضاع في سوريا تمثل تحديات لاهداف دستور اليونسكو الاساسية وبشكل خاص في لتأكيده على مزيد من الاحترام للعدالة وللقانون وحقوق الانسان والحريات الاساسية”.
المرصد السوري افاد بوقوع اشتباكات عنيفة بين قوات الامن السورية ومجموعات منشقة عند جسر مسرابا قرب دوما
وستعقد في اليونسكو اجتماعات تمهيدية هذا الاسبوع ومطلع الاسبوع القادم لتقرير كيفية التعامل مع الموضوع السوري.
وقال نيل فورد مدير العلاقات العامة في منظمة اليونسكو إن “اللجان قد انتخبت من المجلس التنفيذي، ويمكن لقرار جديد من المجلس أن يعيد اصلاح هذه اللجان وهكذا يمكن ابعاد سوريا اذا كان ثمة اغلبية تصوت لهذا القرار”.
اقتحام دوما
وعلى صعيد الوضع الامني على الارض، قال المركز السوري لحقوق الانسان إن قوة عسكرية اقتحمت مدينة دوما التي تبعد 20 كلم عن العاصمة السورية، ونفذت حملة دهم واعتقالات اسفرت عن اعتقال نحو 200 شخصا، بعد ان كانت الانباء أفادت عن سيطرة معارضين عليها الاسبوع الماضي.
واشار المرصد في بيان اصدره الى ان هذه القوات كانت قد “انسحبت من المدينة قبل ايام اثراشتباكات عنيفة مع مجموعات منشقة”.
واشار البيان إلى انتشار “الحواجز الامنية في شوارع المدينة” التي شهدت الاثنين تشييع 12 مدنيا قتلوا فجر الاثنين والاحد والسبت، شارك فيه اكثر من 150 الف شخص.
واضاف المرصد إن اشتباكات وقعت بين الجيش ومنشقين في محافظة درعا إلى الجنوب من العاصمة السورية والتي تعد المنطقة التي انطلقت منها حركة الاحتجاجات في سوريا.
واوضح بيان المرصد ان اربعة اشخاص على الاقل بينهم صبي في الـ 14 من العمر قد قتلوا برصاص قوات الامن، فضلا عن مقتل 4 جنود في عمليات عنف مختلفة الخميس.
وفي بيان أخر اشار المرصد الى أن “اشتباكات عنيفة تدور بين قوات الامن السورية ومجموعات منشقة عند جسر مسرابا قرب دوما التي هزتها اصوات انفجارات شديدة قبل قليل بالتزامن مع اصوات التكبير”.
وذكر المرصد ان مدينة القصير الواقعة في ريف حمص شهدت “استمرار اطلاق النار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف آر بي جي لليوم الثالث على التوالي ما ادى الى سقوط ثمانية جرحى وتهدم جزئي في ثلاثة منازل الخميس”.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
مجلس الأمن: دول عربية وغربية تعد مشروع قرار حول سوريا
قالت مصادر دبلوماسية في مجلس الامن الدولي ان المجلس قد يصوت الاسبوع المقبل على مشروع قرار تتبناه دول غربية وعربية يؤيد مبادرة الجامعة العربية الخاصة بدعوة الاسد الى نقل السلطة لنائبه.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “يجب أن يدعم مجلس الامن الدولي القرارات الجريئة للجامعة العربية التي تسعى لانهاء القمع والعنف في سوريا وايجاد حل للازمة السياسية”.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الأربعاء ان موسكو ما زالت تعارض فرض عقوبات على سوريا كما أكد معارضة موسكو لاي تدخل عسكري أجنبي في سوريا.
ولم يتبين ما اذا كانت روسيا مستعدة لاستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشرع القرار الذي يعكف على دراسته بعد ان استخدمته مع الصين في اكتوبر تشرين الاول الماضي لمنع اعتماد مشروع قرار اوروبي كان من شأنه ان يدين سوريا ويهددها بعقوبات بسبب قمع المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية.
حملة عسكرية
على الصعيد الميداني، قالت لجان التنسيق المحلية السورية التي تتابع تطورات الحركة الاحتجاجية ميدانيا ان “الجيش السوري يقصف مدينة حماة مستخدما أسلحة ثقيلة من مدرعات وقاذفات”.
واضافت في بيان لها “ان هناك انباء عن تهديم أبنية عدة وسقوط جرحى وشهداء” مؤكدا ان “الاهالي لم يتمكنوا من الوصول اليهم نتيجة القصف العشوائي المستمر” مشيرا الى “انتشار نحو 4000 جندي في أرجاء المدينة”.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان العمليات ، التي نفذتها القوات السورية منذ صباح الاربعاء في عدد من المدن واستخدمت فيها الرشاشات الثقيلة، خلفت قتلى وهدمت بعض المنازل.
واوضح المرصد ان 13 شخصا قتلوا الاربعاء في سوريا بينهم 4 في حماة وريفها.
وشهدت حماة عملية عسكرية واسعة في عدد من احيائها منذ صباح الاربعاء ومن بين هؤلاء القتلى، حسب المرصد، فتاة. كما قتل اربعة في محافظة حمص بينهم طفل في الخامسة وامه في سقوط قذيفة على منزلهما.
وقتل ثلاثة مدنيين في قرية الجراجير في محافظة ريف دمشق، وفق المرصد الذي ذكر ان القوات السورية شنت حملة واسعة.
وقال المرصد كذلك ان ستة من الجنود المنشقين عن الجيش السوري قتلوا في اشتباكات في مناطق عدة، كما قتل اربعة من عناصر القوات الحكومية في محافظتي دمشق وادلب.
لكن الهيئة العامة للثورة السورية المعارضة قالت ان 22 شخصا قتلوا الاربعاء في سوريا.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا الاربعاء ان “مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت الاب باسيليوس نصار الكاهن فى بلدة كفربهم بريف حماة عندما كان يقوم باسعاف رجل مصاب في حي الجراجمة بحماة”.
وأعلنت منظمة “الهلال الأحمر العربية السورية” مقتل مدير فرعها في محافظة ادلب شمال سوريا.
وأضافت المنظمة أن الدكتور “عبد الرزاق جبيرو” لقي مصرعه بينما كان يقود سيارته عائداً إلى “إدلب” من العاصمة السورية دمشق.
وقد اتهمت “لجان التنسيق المحلية” قوات الأمن بقتل “جبيرو”.
لكن وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” قالت إن من سمتهم “جماعة إرهابية” هي المسؤولة عن مقتل مسؤول الهلال الأحمر.
من جانبها قالت بياتريس ميغيفاند رئيسة عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لشؤون الشرق الأوسط والأدنى ” تم إطلاق الرصاص عليه( جبيرو)، وملابسات الهجوم لازالت غير واضحة”.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
الجيش السوري يقاتل معارضين مسلحين قرب دمشق
حرستا (سوريا) (رويترز) – اقتربت الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد من دمشق يوم الخميس حيث اشتبكت قوات الجيش مع معارضين مسلحين في بلدة الى الشمال مباشرة من العاصمة وقال مسؤول محلي ان السلطات تجري محادثات لوقف اطلاق النار مع مسلحين سيطروا على بعض المناطق.
وقال ضابط سوري لرويترز ان الاشتباكات جارية في دوما منذ الصباح. وتقوم قوات الامن بتفتيش المنازل بحثا عن اسلحة واشخاص مشتبه بهم. وعرض على الصحفيين قنابل محلية الصنع بين اسلحة تم ضبطها.
وكان الضابط يتحدث في ضاحية حرستا القريبة حيث تم نشر قوات بأعداد كبيرة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن اعتقلت 200 شخص في مداهمات في دوما وهي معقل للاحتجاجات وتمرد مسلح ضد الاسد.
وقال نشطاء في ضواحي دوما وحرستا وعربين بشمال شرق البلاد وبعضها يقع على مسافة ثمانية كيلومترات من وسط دمشق انهم سمعوا دوي انفجارات خلال اشتباكات بين قوات الامن ومسلحين اثناء الليل.
وكان اطلاق النار قريبا لدرجة أنه أمكن سماعه في وسط دمشق اثناء الليل.
وقال حسين مخلوف محافظ ريف دمشق لمراقبين عرب قبل ان يتوجهوا الى عربين في أول جولة لهم منذ اسبوع ان الكثير من المنتمين للمعارضة تم تضليلهم وسيعودون الى الطريق القويم في نهاية المطاف.
وأضاف أن السلطات بدأت حوارا معهم وبينهم بعض الجماعات المسلحة التي تسيطر على مواقع هناك.
وأبلغ المحافظ المراقبين بأن السلطات تستخدم نفس الاسلوب الذي اتبعته في بلدة الزبداني وبالتالي سيحدث نفس السيناريو.
وفي الشهر الحالي سحب الجيش مدرعات كانت تطوق بلدة الزبداني التي سيطر عليها المسلحون قرب الحدود مع لبنان بعد التوصل الى هدنة مع من كانوا يدافعون عنها.
وتوقف المراقبون العرب خارج عربين في حراسة اكثر من عشرة جنود. وكبر حشد من نحو 100 من المحتجين المناهضين للاسد من على الجانب الاخر.
وعرضت القوات على المراقبين جثة جندي وشخص اخر قالت انهما قتلا في الصباح.
واستقل المراقبون سيارتهم بعد قليل ليبتعدوا عن المشهد المتوتر ولم تتضح وجهتهم التالية.
ولم ترد انباء على الفور بشان الاصابات في القتال الذي دار قرب دمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا انه ثلاثة اشخاص قتلوا في حمص وقتل قناص امرأة عمرها 58 عاما في حماة وقتل صبي عمره 14 عاما في مدينة درعا الجنوبية.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان “ارهابيين” اغتالو ضابطا برتبة عقيد في حمص وفجروا قنبلة في محافظة درعا ما ادى الى مقتل ملازم بالجيش كان يحاول ابطال مفعولها.
وقالت الوكالة ان 21 من جنود الجيش وقوات الامن والمدنيين الذين قتلوا على يد “جماعات ارهابية مسلحة” دفنوا يوم الخميس. واضافت ان عدة مدن سورية شهدت مظاهرات مؤيدة للاسد.
واستأنف المراقبون عملهم بعد توقف دام اسبوعا مددت خلاله الجامعة العربية مهمتهم شهرا اخر. ويعملون الان بدون 55 زميلا خليجيا سحبتهم حكومات بلادهم هذا الاسبوع احتجاجا على استمرار أعمال العنف.
وكانت جماعات سورية معارضة اتهمت بعثة المراقبة التي بدأت عملها في 26 ديسمبر كانون الاول بتوفير غطاء دبلوماسي للاسد ليواصل حملته ضد المحتجين والمسلحين التي تقول الامم المتحدة انها أسفرت عن سقوط اكثر من خمسة الاف قتيل.
ودعت الجامعة الاسد يوم الاحد الى نقل صلاحياته لنائبه في اطار خطة للانتقال السياسي تسعى الى الحصول على دعم الامم المتحدة لها.
ويعكف دبلوماسيون غربيون وعرب على اعداد مسودة قرار لمجلس الامن بشأن سوريا. وقالت روسيا انها ستروج للنص الذي اعدته لكنها لم تستبعد التوصل الى اتفاق وسط.
ورفضت روسيا وهي من الحلفاء القلائل الباقين لسوريا فرض عقوبات أو اتخاذ اجراء عسكري ضد الاسد.
وقال دبلوماسيون في مجلس الامن الدولي ان المجلس قد يجري تصويتا الاسبوع القادم على مشروع قرار جديد عربي غربي.
وحث الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي دمشق على انهاء العمليات العسكرية ضد “المواطنين العزل”.
وفي الاشهر القليلة الماضية طغت حركة مسلحها يقودها منشقون عن الجيش على الاحتجاجات السلمية ضد حكم عائلة الاسد المستمر منذ اكثر من 40 عاما.
وقال نشطاء ان انتشار الجيش والاشتباكات في الضواحي المحيطة بدمشق جاءت ردا على تزايد قوة المسلحين.
وقال ناشط عرف نفسه باسم حسين عبر الهاتف لرويترز من ضاحية حرستا “الجيش السوري الحر يتمتع بسيطرة شبه كاملة على بعض مناطق ريف دمشق ويسيطر على أجزاء من دوما وحرستا.”
وقال نشطاء اخرون في دوما وحرستا وعربين ان قوات الامن تجمعت في ضواحيهم بعد أن تقهقر المسلحون.
وقال مقاتل من الجيش السوري الحر ذكر ان اسمه ابو ثائر “جيش الاسد لديه مدرعات ومدافع مضادة للطائرات بينما لا نملك الا البنادق والقذائف الصاروخية.”
وكانت جامعة الدول العربية قد علقت عضوية سوريا ودعت الاسد الى نقل صلاحياته لنائبه على أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية واجراء اصلاحات دستورية وأمنية وانتخابات.
وقال مايكل بوسنر مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لحقوق الانسان ان واشنطن ستعمل مع الجامعة العربية من أجل انهاء اراقة الدماء في سوريا. وأكد مرة أخرى أنه يجب على الاسد أن يرحل.
(شارك في التغطية اريكا سولومون من بيروت وخالد يعقوب عويس من عمان وجون ايرش من باريس وتوم بيري من القاهرة)
من مريم قرعوني
أمريكا تتوقع طرح خطة عربية بشأن سوريا على مجلس الامن قريبا
القاهرة (رويترز) – قال مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لحقوق الانسان يوم الخميس ان واشنطن تحرص على العمل مع الجامعة العربية لانهاء اراقة الدماء في سوريا وان المبادرة العربية الجديدة يمكن أن تطرح على مجلس ألامن الدولي قريبا.
واتفقت الجامعة العربية يوم الاحد على مبادرة جديدة تدعو الرئيس السوري بشار الاسد لتسليم السلطة لنائبه وافساح المجال امام تشكيل حكومة وحدة وطنية تمهيدا لاجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة.
وقال مايكل بوسنر مساعد وزيرة الخارجية الامريكية للصحفيين في القاهرة “نحن نهتم كثيرا بالانتباه الذي لاقته المشكلة السورية من الجامعة العربية في الاسابيع الاخيرة ونقدر للجامعة ذلك.”
وأضاف “تخت راغبون في العمل معهم وهناك بالتأكيد امال وتوقعات بأنه يمكننا الذهاب الى مجلس الامن قريبا لبحث القضية.”
وقال دبلوماسيون في الامم المتحدة ان فرنسا وبريطانيا تعملان مع قطر ووفود عربية أخرى على اعداد مسودة قرار جديد يدعم خطة الجامعة العربية.
ورفضت سوريا المبادرة في حين قالت روسيا انها ما زالت تعارض العقوبات والتدخل العسكري في سوريا.
وقالت موسكو يوم الخميس انها ستواصل العمل على اعتماد مشروع القرار الذي تقدمت به بشأن سوريا في الامم المتحدة الامر الذي يشير الى أن المسودة الغربية العربية يمكن أن تواجه صعوبة في الحصول على دعم روسيا بالمجلس.
وقال بوسنر ان الدبلوماسي الامريكي الكبير جيف فيلتمان زار موسكو في الايام الاخيرة لبحث الخطوات التالية المحتملة بشأن سوريا.
واضاف “من الواضح ان لهم وجهة نظر مختلفة. امل بشدة في ضوء المأساة في سوريا أن يجتمع المجتمع الدولي لاتخاذ الخطوات التالية التي تسمح بالعودة الى وضع سلمي ويجب على الاسد أن يرحل كما قلنا أكثر من مرة.”
وقال دبلوماسيون في مجلس الامن ان المجلس يمكن أن يصوت على المسودة الغربية العربية الاسبوع القادم.