أحداث الخميس، 29 تشرين الثاني، 2012
صواريخ أرض ـ جو تهدد بقلب الموازين في النزاع السوري
القاهرة – محمد الشاذلي
لندن، دمشق، موسكو – «الحياة»، ا ف ب، رويترز – يشكل الاستخدام المتزايد من المعارضة السورية لصواريخ ارض – جو المضادة للطائرات نقطة تحول اساسية يمكن ان تقلب موازين القوى في النزاع. فقد تمكن مقاتلوها لليوم الثاني على التوالي من اسقاط طائرة حربية من طراز «ميغ» او «سوخوي» في حقل زيتون على بعد حوالي كيلومتر من بلدة ترمانين في ريف حلب في منطقة قريبة من كتيبة الشيخ سليمان التي يحاصرها المقاتلون المعارضون، وتعد الموقع الاخير لقوات نظام الرئيس بشار الاسد في هذا الجزء من سورية.
وكانت المعارضة تمكنت اول من امس من اسقاط مروحية عسكرية مستخدمة للمرة الاولى في النزاع صاروخ ارض – جو. ويرجح ان يكون المعارضون قد استولوا على هذه الصواريخ من «الفوج 46»، وهو قاعدة عسكرية ضخمة لقوات النظام في ريف حلب الغربي. اذ اكد العميد المنشق احمد الفج الذي قاد الهجوم على الفوج لوكالة «فرانس برس» ان المقاتلين تمكنوا بعد سيطرتهم على هذه القاعدة من الحصول على صواريخ ارض – جو كانت موجودة فيها. غير ان المرصد السوري لحقوق الانسان اشار الى احتمال ان يكون الثوار تلقوا اخيرا عشرات الصواريخ من طراز ارض – جو من دون ان يحدد نوعها.
ونقل شهود في مكان سقوط الطائرة ان طيارين كانا على متنها تمكنا من قذف نفسيهما منها بعد اصابتها ونزلا بمظلتين، وان الثوار اسروا احدهما، فيما مصير الثاني مجهول.
ونفذ الطيران الحربي السوري امس غارات جوية على مناطق في محافظة ادلب حيث تستمر المعارك العنيفة عند المدخل الجنوبي لمدينة معرة النعمان وفي حمص لا سيما على الاحياء المحاصرة في المدينة القديمة، وريف دمشق حيث تستمر العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية.
الى ذلك، ادى تفجير سيارتين مفخختين في ضاحية جرمانا قرب دمشق الى مقتل 54 شخصا واصابة اكثر من 120 آخرين بجروح، واتهم الاعلام الرسمي السوري «ارهابيين» بتنفيذ التفجيرين. وضاحية جرمانا تقطنها اغلبية درزية ومسيحية وتعد من ضواحي العاصمة التي ما تزال موالية للنظام.
واعلنت وزارة الخارجية الروسية ان موسكو تدين باشد العبارات التفجيرات في جرمانا، معتبرة انها «جرائم ارهابية لا يمكن تبريرها». وقالت ان هذه التفجيرات هي «الوسائل التقليدية لمنظمات ارهابية دولية مثل القاعدة».
واكد الكرملين س ان الرئيس فلاديمير بوتين سيتوجه الاثنين الى تركيا لاجراء محادثات مع المسؤولين فيها بشأن الوضع في الشرق الاوسط وفي القوقاز وآسيا الوسطى والبلقان. وسبق ان اعلنت انقرة عن هذه الزيارة التي لم يؤكدها الروس من قبل، وتأتي في وقت تشهد علاقات البلدين توتراً بسبب الخلاف حول الازمة السورية. وكانت موسكو انتقدت قرار انقرة بنشر صواريخ «باتريوت» للحلف الاطلسي (ناتو) على حدودها مع سورية. وقام خبراء من الحلف هذا الاسبوع بتفقد مواقع قد تنشر فيها هذه الصواريخ.
من جهة اخرى سيطرت الخلافات على الاجتماع الاول الذي عقده الائتلاف الوطني للمعارضة السورية في احد فنادق القاهرة امس برئاسة معاذ الخطيب لمناقشة تشكيل حكومة انتقالية. وقال عضو المجلس الوطني جبر الشوفي لـ «الحياة» إن الاجتماع الذي يستمر يومين سيبحث في تشكيل المكاتب التابعة للإئتلاف وبحث التوجهات نحو تشكيل حكومة انتقالية وممن تتكون والمهام التي ستقوم بها وآليات تشكيلها. ورجح الشوفي أن يتم تحديد الأسماء بالنسبة الى رئاسة الحكومة الانتقالية وأعضائها في مرحلة لاحقة عقب اجتماع أصدقاء الشعب السوري في المغرب الشهر المقبل.
وقال مشاركون في الاجتماع ان الخلاف اندلع بسبب سعي «المجلس الوطني» الى زيادة حصته من المقاعد. واتهم مشارك اخر جماعة «الاخوان المسلمين» بالسعي الى زيادة حصتها في الائتلاف رغم انها تستحوذ على نصف المقاعد. واشار إلى أن عددا كبيرا من غير الاعضاء في الائتلاف حضروا الاجتماع أو تواجدوا في الفندق الذي استضاف المؤتمر في القاهرة. واغلبهم أعضاء في جماعة «الاخوان» او من المقربين منها.
وفي بروكسيل ذكرت مصادر ديبلوماسية ان الاتحاد الاوروبي قرر تمديد عقوباته بحق النظام السوري لثلاثة اشهر. وقالت ان هذا القرار الذي اتخذ على مستوى السفراء ستتم المصادقة عليه رسميا اليوم في اجتماع يعقده الوزراء.
تقدّم ميداني للمعارضة السورية
لكن الخلافات مستمرة بين أطرافها
برزت الخلافات بين اطراف المعارضة السورية في اول اجتماع كامل يعقده “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في القاهرة للبحث في تأليف حكومة انتقالية .
لكن الهجمات التي يشنها مقاتلو المعارضة على قواعد للجيش في أنحاء سوريا كشفت تراخي قبضة الرئيس بشار الأسد في شمال البلاد وشرقها وجعلت قاعدة سلطته في دمشق عرضة لهجمات قوات المعارضة التي صارت أقوى على نحو متزايد. وفي ما وصف بانه نقطة تحول في النزاع المسلح بين المقاتلين والنظام الذي يعتمد على التفوق الجوي لقواته، اسقط مقاتلون معارضون طائرة حربية في ريف حلب بصاروخ ارض – جو في العملية الثانية من نوعها في غضون اقل من 24 ساعة.
وادى انفجار سيارتين مفخختين عن مقتل 54 شخصا وجرح اكثر من 120 في حي مؤيد للرئيس الاسد في دمشق في أكثر الهجمات دموية بالعاصمة منذ أشهر.
وحصل الانفجاران في حي جرمانا الذي يقطنه كثيرون من اقلية الدروز في سوريا، الى مسيحيين فروا من العنف في اماكن اخرى، ودمرا متاجر قريبة وسقطت الانقاض على السيارات.
وقال الاعلام الرسمي السوري انهما عمليتان انتحاريتان نفذهما “ارهابيان”، مع العلم ان الحصيلة هي الاعلى من المدنيين في هجمات مماثلة.
ونددت وزارة الخارجية الروسية بالتفجيرين، وقالت في بيان: “ندين باشد العبارات هذه الجرائم الارهابية الجديدة التي لا يمكن تبريرها”. واضافت ان “افعالا غير انسانية بهذا المقدار تشكل الوسائل التقليدية لمنظمات ارهابية دولية مثل القاعدة”. ورأت ان “هدفها هو نسف اي جهد لارساء استقرار الوضع في سوريا وتسوية الازمة بوسائل سلمية وسياسية”.
وفي لندن، صرّحت ناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية بان الاتحاد الاوروبي وافق على تقليص مدة تجديد العقوبات على سوريا الى ثلاثة اشهر من فترة متوقعة تبلغ سنة واحدة للسماح بامكان تصدير معدات غير مميتة الى المعارضين السوريين مثل دروع حماية الافراد. وقالت: “يبعث ذلك برسالة قوية الى الرئيس السوري بان كل الخيارات لا تزال مطروحة ويوضح الحاجة الى تغيير حقيقي”.
واشنطن
وفي واشنطن، اكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند ان القتال في محيط دمشق “يزداد كثافة”، ولاحظت القدرة المتزايدة للمعارضة السورية المسلحة على اسقاط طائرات النظام، “وهو دليل واضح على ازدياد قوة المعارضة وقدراتها”. وانتقدت “التكتيكات الرهيبة” التي يلجأ اليها نظام الاسد في محاولاته للبقاءعلى قيد الحياة بما في ذلك “الهجمات المباشرة على المستشفيات في المناطق المدنية”.
وكررت ان موقف حكومتها التقليدي الرافض لتسليح المعارضة لم يتغير وحصر المساعدات بالمعدات غير القتالية، لكنها لاحظت ان استيلاء المعارضة على منشآت حكومية سوف يوفر لها الاسلحة، واشارت الى انها لا تستطيع ان تتكهن بطبيعة الاسلحة المستخدمة في الهجمات الاخيرة، وان يكن من الواضح ان القتال يزداد عنفا.
«السفير» تستطلع واقع المعارضة المسلحة في حلب وإدلب:
جسـم بلا رأس.. مهدّد بالغـرق في صراعـات داخلية
طارق العبد
في الوقت الذي افتتح فيه رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا عهده بطلب السلاح ثلاث مرات، وفي الوقت الذي لا ينفك بدوره رئيس الائتلاف المعارض أحمد معاذ الخطيب عن المطالبة بالدعم العسكري، يبدو أن بعض مناطق الشمال السوري، لم تعد تنظر مثل هذه الدعوات. وما يعزّز ذلك، التطورات الأخيرة التي رافقت المعارك في حلب وإدلب، إذ لم يعد المسلحون يطالبون بمنطقة عازلة أو حظر جوي أو تدخل مباشر، بعد أن تمكنوا من تحقيق ذلك وسط فوضى عسكرية عارمة تجتاح حلب، تقابلها حالة من شبه انضباط مسيطرة في إدلب وريف اللاذقية. أما المناطق الكردية، فما زالت حساباتها مؤجلة بانتظار اتفاق غير محسوم بين المقاتلين والأحزاب الكردية.
وفي المحصلة، يصبح هناك تجمع من الكتائب المقاتلة يطلق عليها اصطلاحاً «الجيش الحر»، لكنها أشبه بجسم بلا رأس وهيكلية مفقودة واتصالات مع الخارج قبل الداخل، تتجاوز في بعض الأحيان حتى القيادات الشكلية التي تعددت وتوزعت بين الحدود التركية والداخل من دون أن يكون لها أي سلطة.
أما الأبرز فهو وجود خليط يبدو للوهلة الأولى متجانساً، ولكن التعمق فيه يكشف عن تناقضات حادة تختلف بين إسلامي معتدل وإسلامي سلفي محلي وسلفي جهادي خارجي، ما يفتح الباب على صراع بدأت تلوح ملامحه في الأفق بين المجموعات ذاتها التي ينظر إليها الخارج كجسم واحد.
خريطة التوزع العسكري
قد يعتقد البعض أن المناطق الشمالية في البلاد تتقاسمها الكتائب المقاتلة بشكل تسيطر فيه كل كتيبة على منطقة، إلا أن الأمر ليس بهذا الشكل، إذ يمكن تمييز حضور أكثر من مجموعة مقاتلة في منطقة واحدة، تعمل على تحقيق أهداف مختلفة في العديد من الأحيان. على سبيل المثال، قد تقوم إحدى الكتائب مثلاً بعملية تجذب إليها عدسات الصحافة بغرض الاستعراض الإعلامي، فيما تتولى أخرى مهمة حماية المنطقة «المحرّرة». وعلى الرغم من ذلك، يشهد ريف إدلب تمركزاً للمجموعات السلفية، وخاصة على مقربة من الحدود التركية، وتمتد هذه المجموعات إلى شمال اللاذقية وإن بعدد أقل. مع العلم أن معظم مقاتلي إدلب هم أبناء الريف نفسه، ويحظون إجمالا باحتضان اجتماعي واسع. أما في اللاذقية فهم خليط من مختلف القرى والبلدات الساحلية وحتى من باقي المدن السورية، بينما من هم في ريف حلب فمن كتائب تشكلت من قلب المناطق الريفية وعمدت إلى تدعيم نفسها بنفسها، بشرياً ومالياً، مستغلة أواصر العائلة الواحدة والتكاتف الاجتماعي الموجودة في الريف إجمالا.
وهنا أيضا لا يبدو التزمت الديني واضحاً، إذ باتت معظم هذه الكتائب تتمتع بعلاقات ممتازة مع كتائب المدينة التي تشكلت بدورها في الغالب من مقاتلين من الريف الحلبي بالمقام الأول يليهم مقاتلون من ريف إدلب وحماه وحمص.
في المقابل، وفي ظلّ الانضباط الذي تشهده إدلب، تعيش حلب فوضى عارمة يعزوها البعض إلى الحقد القائم على المدينة بسبب تأخرها بالالتحاق بركب الثورة، بينما يعزوها آخرون إلى مساحة حلب الكبيرة ونشوء عصابات تضم مجرمين يدّعون أنهم تحت راية «الجيش الحر». ما سبق تسبّب، بحسب رواية ناشطين في مدينة سيف الدولة، بخروج تظاهرات في بعض المناطق طالبت صراحة بخروج «الجيش الحر» من أراضيها والتوقف عن الاستهتار بحياة المدنيين وضبط حالات القتل والخطف والإعدامات.
أما القادمون من الخارج، فيصنفهم الناشطون إلى صنفين: الأول يضم ذوي الأصل السوري الذين قرروا إنهاء حياة الاغتراب والعودة للقتال في الداخل وهؤلاء عددهم كبير، لكنه يذوب بسرعة في الحياة العسكرية للمقاتلين، والثاني يضم العرب القادمين للقتال، وهم قلة للغاية ومعظمهم يتجهون لمصلحة المجموعات السلفية أو «جبهة النصرة».
في المقابل، وبينما تعلن بعض الكتائب التنسيق التكاتف مع بعضها البعض، تبدو مجموعات أخرى مغردة خارج السرب حتى بعد تشكيل مجالس عسكرية ومجالس ثورية وقيادات عسكرية، إذ ادعت أنها قادرة على توحيد فصائل المعارضة المسلحة، ويأتي في طليعة هؤلاء السلفيون. فمثلاً، على الرغم من إعلان «كتائب أحرار الشام» أنها تنسق مع قيادات «الجيش الحر»، يؤكد مقربون من الطرفين أن الكتائب تتصرف وكأنها الوحيدة على الأرض في القتال، وهو ما ينسحب بدوره على «جبهة النصرة». وحتى على صعيد التنسيق الداخلي، تشير الغالبية الساحقة من الناشطين في حلب وإدلب وريف اللاذقية صراحة إلى أن هذه الكتائب تتخذ قرارها بمفردها أو بالاتفاق مع بعضها البعض إذا كان هناك نوع من الاتصال. وعليه تبدو القيادات العسكرية من المجلس العسكري أو القيادة المشتركة وحتى قائد «الجيش الحر» رياض الأسعد في واد، والكتائب في واد آخر. هكذا رفضت معظم الكتائب الالتزام بالهدنة التي طرحها المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، ويعود ذلك بحسب مقربين من الكتائب إلى اعتبارات تتعلق بطبيعة أرض المعركة، فيما يشير آخرون إلى أن توزيع الرواتب على المقاتلين حصل لمرة واحدة وانتهى، وقد مضت عدة أشهر لم يتلق هؤلاء ليرة واحدة، من دون أن يعني ذلك بالضرورة أن هناك فصائل قد نجحت بتنظيم نفسها مالياً. ويعلق على ذلك ناشط مقرب من الجيش الحر بقوله: لم تقدم القيادات العسكرية شيئاً في الواقع، فاعتمد القادة على أنفسهم وعلاقاتهم بالخارج لتأمين التمويل، وفي بعض الأحيان على الاستعراض الإعلامي بغية تعريف العالم بأنفسهم.
البحث عن الدعم والسلاح
تتفاوت القدرة التسليحية للكتائب بين فصيل وآخر. ويعود ذلك إلى أحد أمرين: إما قدرتها على التواصل مع الخارج، وبالتالي شراء السلاح مباشرة، وإما قدرتها على اغتنامه من عملياتها العسكرية ضد الجيش النظامي الذي لا يزال مسيطراً على العديد من المرافق الكبرى في المدن الرئيسية. ويبقى الإسلاميون السلفيون الأكثر قدرة على الحصول على تمويل شبه منتظم وكذلك معدات عسكرية ضخمة تمكنهم من القيام بعمليات كبرى، كتفجير ساحة سعد الله الجابري في قلب مدينة حلب.
ويشير مقربون منهم إلى أن الاعتماد الأساسي في الدعم يكون على شخصيات مغتربة في الخارج، تليه تجمعات مقاتلة في الخارج أيضاً وجمعيات تدعم الفكر الجهادي السلفي، أما باقي الكتائب فتتشابه إلى حد بعيد في مصادر التمويل، وبالتالي شراء السلاح، على أن بعضها يحصل في الوقت عينه على دعم محدد من دول خارجية. في مقدمة هؤلاء «لواء التوحيد» المدعوم تركياً بشكل كبير، ويعتبر أقوى المجموعات على الأرض في حلب، فيما تحظى «الفاروق» بدعم سعودي، ويميل القطريون إلى دعم مجموعات أخرى أقل عدداً.
وفي حال نقمة أحد الدول على من يمثلها لا يكون لديها مشكلة بالتحول إلى خط آخر، وهو ما يشير إليه أحد الناشطين في سياق الحديث عن البيان الصادر من مجموعة كتائب في حلب والتي ترفض فيه الاعتراف بـ«الائتلاف الوطني» وتدعو لإقامة الدولة الإسلامية. ويلفت الناشط إلى أن عدداً من الفصائل التي وقعت على البيان قامت بذلك في محاولة للتقرب من «جبهة النصرة» والاتجاه السلفي، بهدف الحصول على دعم مماثل بعد أن تقلص الدعم الخارجي الذي تحصل عليه. لكن الأمر لم يحدث، وذلك بسبب غضب الشارع على البيان ومحاولة فرض السلطة بواسطة السلاح، وبسبب مسارعة الفصائل وفي مقدمتها «لواء التوحيد» إلى التنصل من توقيعه.
وتبقى كلمة السر في عمليات التسلح هي الصواريخ المضادة للطائرات، والتي بات من المؤكد وصولها إلى قبضة المقاتلين، إما عبر عمليات شراء خفية (يؤكد ناشطون على الأرض في الشمال وتركيا أن صفقات بيع الصواريخ تتم بموافقة الاستخبارات التركية والأميركية التي منعتها في الأشهر السابقة)، وإما باغتنامها من القواعد العسكرية وكتائب الدفاع الجوي. وعلى الرغم من امتلاك المقاتلين تلك الصواريخ، ما زالت تعتبر غير كافية لإعلان الشمال منطقة محررة. فبالأمس، وصلت طائرات النظام إلى قرب الحدود التركية وقصفت مناطق حدودية ثم عادت لقواعدها، حيث أشار ناشطون هناك إلى أن الطائرات التركية اكتفت بالتحليق وتشكيل خط دخاني أبيض كإشارة حدود للمجال الجوي السوري. ولا يتوقع الكثيرون أن تفيد منظومة «الباتريوت» في خلق منطقة حظر جوي تدعم عمل مضادات الطائرات التي تصل فقط لحلب وإدلب. في هذه الأثناء، تغيب المعلومات عن الطرف الغربي، أي شمال اللاذقية، وكذلك الرقة من الجهة المقابلة، في وقت ما زال الوضع متوتراً في أقصى الشمال الشرقي أي في المناطق الكردية.
مع ذلك، قد يشهد ما سبق تحولاً في الآونة الأخيرة مع تمكن المقاتلين من السيطرة على مواقع عسكرية تابعة للنظام في الأرياف واغتنامهم أسلحة وذخائر عديدة وصلت للمرة الأولى إلى دبابات ومدفعيات، ناهيك عن إسقاط الطائرات في إدلب تحديداً. وهو ما يُتوقّع أن يزيد من قوة «الجيش الحر» في المجمل، لكنها ستكون قوة تحتسب لكتائب دون غيرها، ما يفتح الباب على صراع بدأت ملامحه تتضح بين الكتائب المقاتلة من جهة والسلفيين من جهة أخرى تحت هدف واحد: وحدة البندقية.
واشنطن بوست: الثوار السوريون يملكون عشرات الصواريخ المضادة للطائرات
واشنطن- (يو بي اي): كشف مسؤولون استخباراتيون غربيون وشرق أوسطيون ان “الثوار” السوريين حصلوا خلال الأسابيع الأخيرة على حوالي 40 صاروخ مضاد للطائرات العسكرية.
ونقلت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية عن المسؤولين الاستخباراتيين، الذين طلبوا عدم الكشف عن اسمهم، ان الهدف من امتلاك الصواريخ الـ40 هو مواجهة الهجمات التي تنفذها الطائرات العسكرية السورية، مشيرين إلى أن تأثيرها ظهر بإسقاط مروحية سورية قرب حلب مؤخراً.
ولفتت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية عارضت بحزم تسليح القوات المعارضة السورية بصواريخ من هذا النوع تطلق عن الكتف، محذرة من انه من الممكن أن تقع بين أيدي “إرهابيين” ويمكن استخدامها لإسقاط طائرات تجارية.
لكن المسؤولين الاستخباراتيين قالوا ان الثوار حصلوا على عشرات الأدوات في الأسابيع الأخيرة وهم يستخدمونها بفعالية متزايدة ضد المروحيات والطائرات العسكرية.
وقال مسؤولان استخباراتيان شرق أوسطيان مطلعان على الموضوع ان قطر هي التي زودت الثوار السوريين ببعض هذه الصواريخ، مشيرين إلى انها هي التي أمنت غالبية الأسلحة التي تم تهريبها إلى سوريا عبر الحدود التركية.
وأشار المسؤولون الاستخباراتيون إلى انه بهذه الصواريخ بالإضافة إلى الأسلحة المضادة للطائرات التي أخذت من مستودعات الجيش السوري، بات لدى الثوار قوة دفاعية ضد الضربات الجوية التي تعتبر أساسية في دفاع النظام السوري.
ويشار إلى أن قطر والسعودية قدمتا مساعدة مكثفة للثوار السوريين خلال الأشهر الماضية وزودتهم بالمال والأسلحة.
أردوغان: روسيا تحمل مفاتيح الحلّ في سوريا
أنقرة- (يو بي اي): قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن روسيا تحمل مفاتيح حلّ الأزمة في سوريا، وذلك قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا الأسبوع المقبل.
ونقلت صحيفة (حرييت) التركية عن أردوغان قوله على متن الطائرة التي أقلته من مدريد إلى أنقرة إن “بوتين آت إلى تركيا في 3 كانون الأول/ ديسمبر وسنناقش الأزمة في سوريا. في هذا الوقت روسيا تحمل المفتاح، فإيران ليست في وضع يخولها حمل المفتاح بعد الآن”، معتبراً الموقف الروسي مهماً جداً.
وأضاف أن الموقف الأمريكي لم يكن مرضياً حتى الآن، قائلاً إنهم طلبوا الانتظار إلى ما بعد الانتخابات، والآن يتعين تشكيل حكومة جديدة، و”بعد الحكومة الجديدة نستطيع أن نتكلم”.
وفي ما يتعلق بتسليح المعارضة السورية، قال أردوغان إن المعارضين يحصلون على السلاح بطريقة ما، وتابع “أعتقد أن المعارضة توفر الموارد حتى يتمكنوا من الاستمرار في قتالهم ضد قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد”.
وقال “بشار لا يملك القوة على الأرض ويستطيع الهجوم من الجوّ فقط” إلى أنه استبعد إمكانية إقامة منطقة حظر جوي من دون تفويض من مجلس الأمن.
وفي ما يتعلق بالموقفين الصيني والإيراني، قال أردوغان إن “التغيير في موقفيهما سيؤثر في المنطقة”.
ووصف الحديث عن أصوليين في المعارضة السورية بـ(الهراء) وأضاف أن الائتلاف المعارض الجديد يضم معارضين من داخل سوريا وخارجها وقد قبلته العديد من الدول بينها دول غربية، قائلاً إن “تنظيم القاعدة سيزول عن الخريطة في سوريا في حال نجاح المعارضة هناك”.
ورقة عمل: الأردن إنزلق مع الأمير بندر ويقاوم رغبات الخليج ومرشح لإنفجارات يخطط لها بشار الأسد
عمان- القدس العربي: حذر باحث إستراتيجي بارز من أن التسوية الكبرى للملف السوري قد تضع الأردن في إمتحان سياسي خطير يتمثل في ترشيحه لتولي مصير أكثر من نصف مليون فلسطيني في سوريا.
وإقترح الباحث الدكتور عامر السبايلة على الأردنيين مراقبة محطات التحول وخطوات الإنتقال في سوريا جيدا حتى يتمكنون من مواجهة التهديد الجديد معتبرا أن التسوية في سوريا هي المرحلة الأخيرة التي تسبق التسوية الاقليمية التي قد تشمل الأردن أيضاً وأن اتساع رقعة الصراع في المنطقة قد يكون امراً حتمياً قبل الوصول الى مرحلة التسوية النهائية.
وحذر السبايلة في ورقة عمل مهمة يقدمها الخميس في ندوة خاصة تنظمها صحيفة الرأي الأردنية الحكومية من أن وصول المعارضة الإسلامية الى الحكم في دمشق قد يقدم وجبة دعم دسمة للنموذج الاخواني الأردني خصوصاُ اذا ما اقترن هذا مع وصول شخصية اسلامية (خالد مشعل) الى سدة السلطة الفلسطينية.
وتحدث السبايلة في الندوة التي نظمها مركز الدراسات الإستراتيجية في الرأي عن قراءة تشير لإنزلاق الموقف الأردني عبر التقارب مع مدير المخابرات السعودي (يقصد الأمير بندر), والرهان على عودة الجمهوريين إلى البيت الأبيض نحو تحالفات تتعارض مع المصالح الوطنية الاردنية.
اما الخطر الأكبر قد يتمثل بتعارض موقف المؤسسات الوطنية الاردنية مستقبلاً مع الموقف الرسمي.. بداية الانزلاق الرسمي كانت مع التحولات في الداخل الاردني التي تبعت الفيتو الروسي الأول و شكل التغيير الحكومي (استبدال معروف البخيت بعون الخصاونة) وقد يتعرض الأردن لضغوط حقيقية لاحقاً من اجل فرض المنطقة الانسانية العازلة أو تركز قوات دولية واستعدادات عسكرية على الحدود مع سوريا.
ووفقا لرؤية السبايلة حيث حصلت (القدس العربي) على دراسته قبل تقديمها فالخطر الأكبر على الأرجن أمني بإمتياز عبر سهولة إنتقال نماذج التفجيرات في سوريا ملمحا لرفض بلاده للانصياع للرغبات القطرية السعودية في الدخول في مواجهة مفتوحة مع سوريا الأمر الذي لو حصل سيجعل من الساحة الأردنية هدفاً لكثير من القوى التي ما زالت ترغب في حصول هذه المواجهة سواء تماشت هذه الرغبات مع الارادة الأردنية ام لم تتماشى.
ويعتبر الدكتور السبايلة من أبرز الشخصيات التي تتابع في الأردن الملف السوري ويحذر من تعميم نماذج عنيفة من طراز فتح الإسلام وكتائب عبدلله عزام كما حصل في التجربة اللبنانية مشيرا لإن العمق الاستراتيجي الأردني اليوم يستدعي السعي نحو اقامة علاقة استراتيجية اكبر مع الجوار (عراق, لبنان,الكويت, الامارات العربية) مع اللاعبين الجدد “محور البريكس”(الصين, روسيا, ايران جنوب, افريقيا, الهند), فالقدرة على جمع كثير من الأوراق اليوم يعني ضمان الحضور على الطاولة غداً فالأردن يواجه تحديات امنية جديدة ناتجة عن التحولات السياسية القائمة اليوم في الإقليم.
وأشار السبايلة إلى محاولات إستهدفت شخصيات خليجية في تركيا تم التستر عليها محذرا من غرق المنطقة والجوار بالإغتيالات والإنفلات الأمني متصورا بأن الضغط الدولي المتواصل سيدفع نظام بشار الأسد للسعي لتوسيع دائرة الأزمة وبالتالي تصديرها ولذلك تقتضي الحكمة البحث عن النأي عن تأزيم الساحة الداخلية الأردنية, سواء أكان ذلك عبر سياسات حكومية (رفع أسعار) او خلق الاجواء المحتقنة(اعتقالات تعسفية), فالأولوية الاستراتيجية في هذه المرحلة تكمن بالحفاظ على الاستقرار الداخلي و فرض حالة التناغم المجتمعي.
وإعتبر الدكتور السبايلة أن دخول الأردن منطقة الصراع بوضع اقتصادي سيء جداً, و حالة اضطراب عام بعد أمراً سلبيا، اما فشل العملية الانتخابية السياسي فسيكون له تبعات سياسية خطيرة.
وكل المعلومات حسب السبايلة تشير الى ان الطاقة الأمنية السعودية والقطرية بدأت تستنزف نتيجة الجهد الكبير المبذول في تطبيق السياسات الوقائية, حيث يعيش السعوديون و القطريون مخاوف حقيقية من قدرة النظام السوري و أدواته على ضربهم في عقر دارهم. هذا جعل من رغبة التسريع باسقاط النظام السوري هدفاً استراتيجياً مرتبط تماماً بالأمن القومي الخليجي. و لعل هذا ما يفسر الانغماس الخليجي باستصدار قرارات الادانة للنظام السوري و حتى قرار حجب قنواته الفضائية.
ووصف الباحث النظام السوري بأنه لاعب امتهن التعايش مع الأزمات و في جعبته كثير من الأوراق, لذلك فان استراتيجية معاقبة اعداء سوريا على الأرض الأردنية واردة جداً و قد تبدأ من مخيمات اللاجئين و تنتهي في شوارع المدن الأردنية فالسياسة الأردنية اتسمت بالرمادية “دون تحالفات و لا صداقات حقيقة” مع اي من طرفي الأزمة. لهذا, فان عدم اتضاح الموقف الأردني سيؤدي الى استنزاف القدرة الأمنية خصوصاُ ان هذه السياسة تحول الأردن الى خصم للجميع مما يعني ضمناً تهديداً من كل الجهات.
وقال السبايلة ان وجود العناصر المتناحرة في الأردن قد يجعل من الأرض الأردنية مناخاً مناسباً لتصفية الحسابات و التي قد تتعدد صورها لتشمل الاغتيالات والحرائق المفتعلة و تسميم المياه و الأطعمة و حتى الانفجارات.
ناشطون: جرافات سورية تهدم المنازل فوق ساكنيها في دمشق
دمشق- (د ب أ): أعلن ناشطون سوريون في ساعة مبكرة من صباح الخميس أن جرافات السلطات السورية بدأت في هدم المنازل فوق ساكنيها في حي اللوان بمنطقة كفر سوسة بدمشق وسط حملة دهم وقتل عدد من ابناء الحي.
وقال ناشطون إن “حجم الإجرام لا يصدق إذ يتم القتل على الهوية الشخصية والجثث ملقاة في الطرقات ويتم دهم وترويع من تبقى من الأهالي في ظل وجود عدد من الجرافات التي تهدم المنازل وتجرف المكان في عدة اتجاهات”.
وأطلق الاهالي نداء استغاثة لكل من يستطيع المساعدة.
وقال ناشطون إنه يمكن وصف ما يحصل بـ”حرب إبادة أو سياسة الأرض المحروقة في هذه المنطقة وغيرها من المناطق السورية”.
وحي كفرسوسة من أحياء دمشق العريقة وهو من الأحياء المشاركة في الانتفاضة السورية في وجه نظام الرئيس بشار الأسد.
اكثر من خمسين قتيلا في تفجير سيارتين مفخختين قرب دمشق
اسقاط طائرتين خلال 24 ساعة يعتبر نقطة تحول بالمواجهات
ترمانين ـ دمشق ـ بيروت ـ وكالات: شهدت العاصمة السورية تصعيدا جديدا في اليومين الاخيرين حيث قتل 54 شخصا واصيب اكثر من 120 بجروح الاربعاء في انفجار سيارتين مفخختين قرب دمشق قال الاعلام الرسمي السوري انهما عمليتان انتحاريتان نفذهما ‘ارهابيون’، علما ان الحصيلة هي الاعلى بين المدنيين جراء هجمات مماثلة.
في الوقت نفسه، اسقط مقاتلون معارضون طائرة حربية في ريف حلب بصاروخ ارض جو في ثاني عملية من هذا النوع خلال 24 ساعة، وهو ما يعتبره محللون نقطة تحول في النزاع بين المقاتلين ونظام الرئيس بشار الاسد الذي يعتمد على التفوق الجوي لقواته.
وقال تحليل لوكالة رويترز ان الهجمات التي يشنها مقاتلو المعارضة على قواعد للجيش في أنحاء سورية كشفت عن تراخي قبضة الرئيس بشار الأسد في شمال وشرق البلاد وجعلت قاعدة سلطته في دمشق عرضة لقوات المعارضة التي أصبحت أقوى بشكل متزايد.
وما زال مقاتلو المعارضة الذين سيطروا على خمس منشآت على الأقل تابعة للجيش والقوات الجوية على مدى الاسبوعين الماضيين يشنون حربا غير متكافئة على الجيش القوي المدعوم بغطاء جوي مدمر ويتوقعون استمرار الصراع لشهور قادمة.
ويقول دبلوماسي في دمشق إن تكتيكات مقاتلي المعارضة تخنق تدريجيا قوات الأسد في محافظات بالشمال مثل حلب وإدلب وكذلك منطقة دير الزور النفطية في الشرق، في حين أنه في دمشق ‘هناك شعور بأن اللهيب يقترب’.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان انفجار سيارتين ادى لمقتل ’54 شخصا في مدينة جرمانا صباح الاربعاء’، وهي ضاحية ذات غالبية درزية ومسيحية جنوب شرق دمشق، مرجحا ارتفاع العدد ‘بسبب وجود اكثر من 120 جريحا’ حالة 23 منهم خطرة.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان عدد الضحايا ‘هو الاعلى بين المدنيين’ جراء تفجير سيارة مفخخة، وان من بينهم نساء واطفالا وجثثا متفحمة.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية ‘سانا’ عن مصدر في وزارة الداخلية ان حصيلة التفجيرين هي ’34 شهيدا، بالاضافة الى اشلاء مجهولة الهوية في عشرة اغلفة واصابة 83 شخصا بجراح خطيرة’، مشيرة الى ان ‘ارهابيين انتحاريين’ فجرا نفسيهما في سيارتين’مفخختين’في’الساحة’الرئيسية’لجرمانا.
وانفجرت السيارة الاولى في طريق رئيسية، تلاها انفجار ثان مع اقتراب الناس من مكان التفجير، بحسب ما افاد احد سكان المنطقة لفرانس برس، والذي اشار الى ان محطة وقود قريبة بقيت في منأى من الحادث.
كذلك ادى التفجيران الى سقوط واجهة احد المباني وتكسر الواجهات الزجاجية وتضرر عشرات السيارات، بحسب مراسل لفرانس برس.
ودانت وزارة الخارجية الروسية في بيان ‘بأشد العبارات هذه الجرائم الارهابية الجديدة والتي لا يمكن تبريرها’. واضافت ان ‘افعالا غير انسانية بهذا المقدار تشكل الوسائل التقليدية لمنظمات ارهابية دولية مثل القاعدة’، وان ‘الهدف منها هو نسف اي جهد لارساء استقرار الوضع في سورية وتسوية الأزمة بسبل سلمية وسياسية’.
كذلك قتل شخصان في تفجير سيارة مفخخة في بصرى الشام في ريف محافظة درعا (جنوب)، بحسب المرصد.
من جهتها، قالت سانا ان ‘ارهابيا انتحاريا فجر الاربعاء سيارة’بيك’اب’مفخخة محملة’بالخضر في الحي الغربي بمدينة بصرى’في درعا’ لدى ‘اقتراب الاهالي والمواطنين’ منها، ما ادى الى مقتل شخصين واصابة سبعة آخرين’ووقوع اضرار مادية’كبيرة.
في ريف حلب (شمال)، اسقط مقاتلون معارضون في منطقة دارة عزة طائرة حربية، بحسب ما افاد صحافي في فرانس برس في المكان.
وقال المرصد السوري ان الطائرة اسقطت بصاروخ ارض جو، وذلك غداة اسقاط المقاتلين للمرة الاولى بصاروخ مباشر مروحية عسكرية كانت تقصف منطقة محيطة بكتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان، على مسافة نحو 25 كيلومترا شمال غرب حلب.
وقال رياض قهوجي، مدير مؤسسة الشرق الادنى والخليج للتحليل العسكري التي تتخذ من دبي مقرا لها، لفرانس برس ‘الآن وقد سيطر المقاتلون المعارضون على صواريخ ارض جو ويستخدمونها بشكل جيد في المعركة، وبدأ النظام يفقد يوميا طائرات عسكرية، فهذا يمثل تحولا مهما لان النظام يفقد تفوقه ولا يمكنه استخدام قوته النارية’ ضد المقاتلين.
من جهته، قال الخبير في الشؤون السورية فابريس بالانش لفرانس برس ‘اذا كان المقاتلون المعارضون يملكون ترسانة مهمة من صواريخ ارض جو امثال صواريخ ستينغر المعروفة التي افنت الطائرات الحربية والمروحيات السوفييتية في افغانستان، فسيفقد جيش الرئيس بشار الاسد سيطرته على السماء’.
واشار بالانش الى ان هذه الاسلحة ستمكن المقاتلين ‘من تأمين المناطق التي يسيطرون عليها والانتقال الى الهجوم من دون ان يخشوا التهديد الجوي’.
واعتبر ردا على سؤال للوكالة ‘هذا خط احمر تجاوزه المقاتلون المعارضون وداعموهم. بالتأكيد ان الروس سيزودون السوريين بمعدات اكثر تعقيدا’، في اشارة الى روسيا التي تعد من ابرز حلفاء نظام الرئيس الاسد، والمزود الرئيسي لقواته بالاسلحة.
وتتضارب المعلومات حول مصدر هذه الصواريخ. ففي حين قال العميد المنشق احمد الفج الذي قاد عملية السيطرة على قاعدة ‘الفوج 46’ القريبة مؤخرا، ان المقاتلين غنموا منها صواريخ مضادة للطائرات، قال عبد الرحمن لفرانس برس الثلاثاء ان عشرات الصواريخ ‘وصلت اخيرا الى الثوار’.
وتقع دارة عزة في منطقة كتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان التي يحاصرها المقاتلون المعارضون منذ اسابيع ويحاولون التقدم اليها. ونقل الصحافي عن شهود في مكان سقوط الطائرة ان طيارين كانا على متنها قذفا نفسيهما وهبطا بالمظلة.
واشار هؤلاء الى ان ‘الثوار اسروا احدهما، فيما مصير الثاني مجهول’.
وفي شريط فيديو وزعه المرصد يظهر رجال يحملون شخصا بملابس عسكرية مغمى عليه وعلى وجهه آثار دماء، ويقول احدهم ‘هذا هو الطيار’ الذي كان يقصف المنازل. وفي شريط آخر، تتحلق مجموعة من الاطباء الميدانيين حول رجل يبدو ميتا، ويقول المصور انه الطيار.
في موسكو، اكد الكرملين في بيان ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتوجه الاثنين الى تركيا لاجراء محادثات ‘بشأن مسائل رئيسية اقليمية ودولية خصوصا الوضع في الشرق الاوسط وفي القوقاز وآسيا الوسطى والبلقان’.
وكان الجانب التركي اعلن هذه الزيارة التي لم تؤكد رسميا من مصدر روسي في وقت تدهورت فيه العلاقات بين البلدين بسبب الملف السوري.
ويتزامن اعلان الزيارة مع كشف وكالة انباء الاناضول ان خبراء عسكريين من حلف شمال الاطلسي وصلوا مطلع الاسبوع لتفقد مواقع قد تنشر فيها صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ بناء لطلب الحكومة التركية نشرها على الحدود مع سورية.
وفي بروكسل، افادت مصادر دبلوماسية ان الاتحاد الاوروبي مدد لثلاثة اشهر عقوباته على 181 شخصية مقربة من النظام السوري و54 شركة او ادارة ادرجت على القوائم السوداء للاتحاد.
واشارت المصادر الى ان القرار الذي اتخذ على مستوى السفراء ستتم المصادقة عليه رسميا اليوم الخميس في اجتماع لوزراء اوروبيين.
قطر تعتبر انه لا يمكن المساواة بين انتهاكات متفرقة لكتائب غير نظامية معارضة وانتهاكات منهجية لحكومة سورية تدعي الشرعية
نيويورك ـ يو بي آي: اعتبر المندوب القطري لدى الأمم المتحدة ناصر عبد العزيز ناصر انه لا وجه للمساواة بين انتهاكات متفرقة ترتكبها كتائب غير نظامية معارضة في سورية وبين انتهاكات منهجية ومذابح أليمة ترتكبها حكومة سورية تدعي الشرعية. واعتمدت اللجنة الثالثة للجمعية العامة بالأمم المتحدة قراراً بشأن حالة حقوق الإنسان في سورية ويدين الانتهاكات الواسعة في هذا المجال، بعدما حظي بـ130 صوتاً مؤيداً، فيما صوتت 12 دولة عضو ضده، وامتنعت 35 دولة عن التصويت.
وقالت قطر، الدولة المقدمة لمشروع القرار، إن حالة حقوق الإنسان في سورية مدعاة لقلق بالغ لفداحتها التي تعكس فداحة الوضع في البلاد، مشيرة إلى ان السياسات القمعية في سورية قد تسببت في انتهاكات حقوق الإنسان والحريات الأساسية للشعب السوري الشقيق، بما في ذلك الحق في الحياة والحق في التعبير وتقرير المصير.
وأضاف المندوب القطري ان ‘هذا الوضع يستدعي استجابة قوية من الجمعية العامة ترقى إلى مستوى تفاقم الحالة في سورية وإلى فداحة الجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري، وهذا ما دفع بالدول المتبنية لهذا القرار إلى تقديمه للجنة، آخذين بعين الاعتبار تدهور الحالة الإنسانية وتصعيد التهديد الذي تفرضه الحالة في سورية على الدول المجاورة التي لم يسلم مواطنوها من العنف والتي تنوء بمئات الآلاف من اللاجئين الذين يتدفقون إليها’. وأكد ناصر ان جميع أشكال الانتهاكات تستحق الإدانة، أياً كان مصدرها ومهما كانت ذرائعها.
ولكنه أضاف انه ‘لا وجه للمساواة بين انتهاكات متفرقة معدودة تقع من قبل عدد من الكتائب غير النظامية المعارضة وبين لانتهاكات المنهجية والجسيمة والمذابح الأليمة التي ترتكبها في كل يوم حكومة تدعي الشرعية’.
أوروبا تقلص العقوبات على سوريا تمهيداً لتسليح الثوار
إسقاط مقاتلة “ميغ” بصاروخ أرض ـ جو
في أقلّ من 24 ساعة، أسقط المقاتلون المعارضون للنظام السوري مقاتلة “ميغ” أمس ومروحية قبله، تابعتين لقوات بشار الأسد في شمال البلاد مستخدمين صاروخي أرض – جو، ما يشكل تغيراً نوعياً في ميزان المعركة ضد نظام يعتمد على تفوقه الجوي.
ويقترب الاتحاد الاوروبي من تزويد قوات المعارضة التي تقاتل لإطاحة الرئيس السوري، بالعتاد العسكري، بعد أن قلص مدة تجديد العقوبات على سوريا الى ثلاثة اشهر من فترة كان يتوقع أن تبلغ عاماً.
ميدانياً، اسقط المقاتلون أمس طائرة حربية من طراز “ميغ” في ريف حلب (شمال)، حسبما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان صاروخ ارض – جو مباشر اصاب الطائرة.
وسقطت الطائرة الحربية المقاتلة أمس في حقل زيتون على بعد زهاء كيلومتر من بلدة ترمانين (30 كيلومترا الى الشمال الغربي من حلب) في منطقة قريبة من كتيبة الشيخ سليمان التي يحاصرها المقاتلون المعارضون، وتعد الموقع الاخير لقوات الاسد في هذا الطرف من البلاد.وبعد وقت قصير على الحادث، كان في الامكان مشاهدة بقايا حطام الطائرة المحترقة في حقل اكتسى باللون الاسود جراء الحريق، في حين وصل عشرات الاشخاص معظمهم من المقاتلين الى المكان سيرا على الاقدام او على الدراجات النارية او في سيارات.
وارتدت الاجواء طابعاً احتفالياً بـ”الانتصار” على وقع صرخات “الله اكبر”.
وكان عدد من الفتيان يلتقطون بقايا حطام لا يزال يتصاعد منه الدخان، وسط رائحة من وقود الطائرات والبلاستيك المحترق. وحمل البعض منهم جزءا من جناح الطائرة، او قطعة من الحديد، او حتى بعضا من الذخيرة.
واثار انفجار مباغت ناتج عن الحرارة واحتكاك اجسام معينة بعضها ببعض الذعر وسط المجموعة. في الوقت نفسه، كانت تسري شائعات عن قصف محتمل للمكان من كتيبة الشيخ سليمان القريبة. وكان البعض يصرخ “يجب ان نذهب، يجب ان نذهب”.
وقال مقاتل في مكان سقوط الطائرة لـ”فرانس برس” ان مجموعة “احرار دارة عزة” التابعة للجيش السوري الحر، هي التي اسقطت الطائرة. وقال شاهد عيان ان الطائرة تمكنت من “القاء قنابلها قبل ان تتحطم”. وسمع دوي تحطم الطائرة على بعد كيلومترات من مكان سقوطها.
ونقل الصحافي عن شهود في المكان ان طيارين كانا في الطائرة “تمكنا من قذف نفسيهما منها بعد اصابتها ونزلا بمظلتين”، وان “الثوار اسروا احدهما، فيما مصير الثاني مجهول”.
وفي شريط فيديو وزعه المرصد السوري يمكن رؤية عدد من الرجال يحملون رجلاً يبدو مغمياً عليه وعلى وجهه آثار دماء ويرتدي ملابس عسكرية، فيما يقول احدهم “هذا هو الطيار الذي كان يقصف منازل المدنيين”، ويقول آخر “نريده حياً”.
وفي شريط فيديو آخر نشر على موقع “يوتيوب” الالكتروني، يمكن رؤية مجموعة من الاطباء الميدانيين يتحلقون حول رجل يبدو ميتاً ويقول المصور انه قائد الطائرة التي اسقطت. ولم يتم التأكد ما اذا كان هذا الطيار هو نفسه الذي شوهد محمولاً في الشريط الاول، وما اذا كان يوجد في الطائرة طيار او اثنان.
وتفرض كتائب من المقاتلين المعارضين التابعة للجيش السوري الحر وبعض التنظيمات الاسلامية، حصاراً على كتيبة الشيخ سليمان، بعد سيطرتها على “الفوج 46″، وهو قاعدة عسكرية ضخمة للقوات النظامية في ريف حلب الغربي.
وكان العميد المنشق احمد الفج الذي قاد الهجوم على الفوج، قال ان المقاتلين تمكنوا بعد سيطرتهم على هذه القاعدة، من الاستحواذ على صواريخ ارض – جو كانت موجودة فيها، بينما قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان “الثوار تلقوا اخيراً عشرات الصواريخ من طراز ارض – جو” من دون ان يحدد نوعها.
وقتل 54 شخصا واصيب اكثر من 120 بجروح أمس في انفجار سيارتين مفخختين قرب دمشق قال الاعلام الرسمي السوري انهما عمليتان انتحاريتان نفذهما “ارهابيون”، علما ان الحصيلة هي الاعلى بين المدنيين جراء هجمات مماثلة.
وانفجرت السيارة الاولى في طريق رئيسية، تلاها انفجار ثان مع اقتراب الناس من مكان التفجير، بحسب ما افاد احد سكان المنطقة، كذلك ادى التفجيران الى سقوط واجهة احد المباني وتكسر الواجهات الزجاجية وتضرر عشرات السيارات.
وقال ديبلوماسيون في الاتحاد الاوروبي أمس، ان الاتحاد سيقلص مدة تجديد العقوبات على سوريا الى ثلاثة اشهر من فترة متوقعة تبلغ عاماً واحداً للسماح بامكانية تزويد قوات المعارضة التي تقاتل لاطاحة بشار الاسد بالعتاد.
ويظهر القرار كيف ان تشكيل ائتلاف موحد للمعارضة السورية في الاونة الاخيرة حفز الدول الخارجية على تقديم الدعم للمعارضة.
ومن المقرر ان تنتهي مدة حزمة العقوبات الحالية في اول كانون الاول وكان من المتوقع ان تمدد لعام آخر. لكن في اعقاب مسعى بريطاني سيجري تجديدها لثلاثة اشهر بدلاً من ذلك.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية “يبعث ذلك برسالة قوية الى الرئيس السوري بشار الاسد بأن كل الخيارات ما زالت مطروحة ويوضح الحاجة لتغيير حقيقي”، واضافت ان قصر فترة المراجعة سيؤدي الى “السماح للاتحاد الاوروبي بالنظر في تعديلات على الحظر لامكانية السماح بتوريد اشكال من التدريب والمعدات غير المميتة الى المعارضين السورين مثل دروع حماية الافراد.”
وقرر سفراء من الدول الاعضاء بالاتحاد الاوروبي وعددها 27 دولة مراجعة حزمة العقوبات بأكملها كل ثلاثة اشهر. وقال ديبلوماسي ان من المقرر ان توضع اللمسات الاخيرة على قرارهم اليوم خلال اجتماع لوزراء التجارة بالاتحاد.
وأعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، عن أمله بأن تفهم موسكو وجهة نظر فرنسا وحلفائها بالبحث عن بديل للأسد، تجنباً للانقسام الكلي.
وقال فابيوس، في تصريح لراديو “فرانس إنتر”، إننا في صدد البحث عن بديل للأسد، معرباً عن أمله بأن تفهم موسكو في نهاية المطاف أن هذا ما نحاول فعله، تجنباً للانقسام الكلي. وأضاف كنّا البلد الأول الذي اعترف بالائتلاف السوري المعارضة كبديل للأسد.
ولفت فابيوس إلى أن موسكو تعلم أن بشار الأسد لم يعد لديه مستقبل كرئيس في الشرق الأوسط، غير أنها تتخوف من حصول أعمال شغب هناك، مضيفاً ان ردنا على ذلك هو أن أعمال العنف موجودة في سوريا في كل الأحوال.
(ا ف ب، رويترز، يو بي أي)
المعـارضـة تتّهـم النــظـام بــ”مـذهَبـَة” الـصـــراع بــعــد اســتهداف جرمـانـة الدرزية بتفجـيـرات
في ظل التقارير المتزايدة عن تقدم “الجيش الحر” باتجاه دمشق بما يشي بقرب المعركة داخلها، على غرار ما حدث في حلب، أخذت وتيرة العنف داخل العاصمة السورية وفي محيطها وريفها طابعاً مذهبياً متزايداً مع استهداف منطقة جرمانة ذات الغالبية الدرزية بأربعة انفجارات أودت بحياة 43 قتيلاً و84 جريحاً، والتي اتهمت المعارضة النظام بالوقوف وراءها بعد تسليحه ميليشيات محلية موالية له فيها.
جاءت هذه التفجيرات بعد أسابيع على تقارير إعلامية من سوريا عن تسليح السلطات الأمنية ميليشيات محلية في مناطق الأقليات بهدف جرها نحو مواجهة مع فصائل “الجيش الحر”، بما يؤدي الى زيادة التصاقها بالنظام السوري ورهانها عليه. وتأتي تفجيرات جرمانة بعد سلسلة اعتداءات مماثلة استهدفت المنطقة ذاتها في 28 آب (اغسطس) وفي 3 أيلول (سبتمبر) الماضي، وأسفرا مجتمعين عن وقوع 32 قتيلاً وعشرات الجرحى، واثر تفجيرين ضربا منطقة مزّة 86 في دمشق ذات الغالبية العلوية.
وأوضح أحد الناشطين في جرمانة في حديث الى موقع “NOW”، طالباً عدم الكشف عن اسمه، أن التفجيرات الأربعة أسفرت حتى اللحظة عن سقوط 43 قتيلاً وأكثر من 84 جريحاً معظمهم نقلوا إلى المستشفيات “بسبب حالتهم الخطيرة”. وأوضح الناشط أن “التفجير الأول كان قرب ساحة الرئيس بجانب بناء بركات قرابة الساعة السابعة والنصف صباحاً”، مشيراً إلى أنه “أثناء محاولة الحشود انتشال الجرحى، دخلت سيارة مرسيدس سوداء اللون، وانفجرت بالقرب منهم، ما أدى إلى سقوط عدد آخر من القتلى والجرحى”.
وذكر الناشط عينه أن “عبوتين ناسفتين انفجرتا في وقت لاحق في كل من حي النهضة والكورنيش في جرمانة، واللذين لا يبعدان أكثر من مئتي متر عن مكان التفجيرين بساحة الرئيس”. وتُعتبر جرمانة من المدن التي تضم عدداً كبيراً من مكونات الشعب السوري اليوم، بعدما لجأ إليها الآلاف من اللاجئين السوريين من مختلف المناطق والطوائف. وأخيراً شُنّت في المنطقة حملة اعتقالات طالت عدداً من الناشطين المدنيين، ووضعت فيها وعلى مداخلها حواجز دائمة لـ”فرع الأمن الجوي” والجيش النظامي، إضافة إلى انتشار حواجز موقتة ودائمة لما يدعى “اللجان الشعبية” الموالية للنظام في مختلف شوارع مدينة جرمانة الفرعية والرئيسية.
واتّهم “المجلس العسكري الثوري لدمشق وريفها” الرئيس السوري بشار الأسد بالوقوف وراء التفجيرات، معتبراً أنها تهدف “إلى تسليم منطقة جرمانة للشبّيحة”. وتستند أوساط المعارضة السورية في اتهامها النظام السوري بـ”مذهبَة” الصراع في سوريا، إلى أنه بتفجيره في مناطق من لون طائفي معين، علوي في المزة، ودرزي في جرمانة، إنما يسعى إلى إخافة السكان بقصد التمهيد لوضع هذه المناطق تحت السيطرة التامة لأجهزة الأمن النظامية وفرق الميليشيا الموالية لها.
وفي السياق التحضيري لمعركة دمشق، أصدر “المجلس العسكري الثوري” فيها تعميماً إلى “كافة أبطال الجيش السوري الحر المرابطين على تخوم دمشق، الهادفين إلى تحريرها من براثن الأسد وعصابته”، أهاب فيه بهم “إلتزام قواعدكم وأماكن تواجدكم، وأن لا تتحركوا إلا بأوامر القيادة العسكرية التي تتبعون إليها”، مشيراً إلى أن “النظام مجرم وفاسد، ويهدف من وراء الانسحابات العشوائية، إلى استدراج قوى الجيش الحر الى المكان الذي يريده”. كما أهاب المجلس بـ”الإخوة المدنيين الموجودين في المناطق المحررة أو داخل دمشق عدم مغادرة منازلهم وعدم تصدير أي أخبار مهما كان نوعها عن تحركات الجيش الحر”.
في المقابل، سرّب بعض الناشطين بياناً عن “إدارة المخابرات العامة للثورة السورية”، يتحدث عن عملية “استدراج” تبنّاها نظام بشار الأسد بعد “نصائح وجّهها له قائد الحرس الثوري الإيراني”، ويجري حالياً وضع اللمسات الأخيرة عليها، وتتضمن “سحباً تدريجياً للقوات من المحافظات التي يصعب السيطرة عليها، كإدلب – حلب- دير الزور- الحسكة – الرقة – درعا – ريف حمص – الغوطة الشرقية”، كما تقوم الخطة على “تحصين دمشق وتجهيز 4 أنفاق رئيسية و12 نفقاً فرعياً والاستعداد لحصار قد يدوم لشهرين، مع عدم الدفاع عن المطارات التي يصعب تأمين خطوط الإمداد لها وسحب القوات الجوية للمطارات المحصّنة التي تؤمن خطوط الإمداد، وإظهار الوهن لاستدراج كتائب الجيش للتحرك باتجاه العاصمة دمشق، بهدف اصطيادها من خلال الغارات الجوية. وعند استكمال الجيش الحر لحصار دمشق، سيتعرّض إلى غارات جوية ونيران صاروخية ومدفعية مكثفة من قاسيون والجبال المحيطة بدمشق. وفي حال فشل الغارات الجوية والكثافة النيرانية، سيتم اللجوء لاستخدام السلاح الكيماوي، ويتم من بعدها “تطهير” المحافظات واحدة تلو الأخرى على طريقة تنظيف الدرج من الأعلى باتجاه الأسفل”.
تزامنا مع مقتل 141 شخصا بنيران النظام
ثوار سوريا يسقطون أربع طائرات
قالت لجان التنسيق المحلية إن 141 شخصا قتلوا الأربعاء في سوريا، معظمهم في دمشق وريفها وفي درعا، وأضافت أن الجيش السوري الحر أسقط أربع طائرات لقوات النظام، وهي أكبر حصيلة يومية منذ اندلاع الثورة في مارس/آذار 2011.
وكان التلفزيون الرسمي السوري قد تحدث عن انفجارين “إرهابيين” أسفرا عن 39 قتيلا بمدينة جرمانا شرقي دمشق، بينما تحدث الناشطون عن انفجارين آخرين في وقت متأخر.
وقد أدت الانفجارات إلى إصابة 83 شخصا بجروح خطيرة، إضافة إلى تضرر المباني المجاورة. وتقطن المدينة أغلبية درزية ومسيحية، حيث اتهم الناشطون النظام باستهدافها بتفجيرات سابقة لإثارة فتنة طائفية.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش الحر أسقط الأربعاء في حلب طائرة ميغ-23 وأخرى يرجح أنها من طراز سوخوي. كما أسقط طائرة ميغ في إدلب، وطائرة مروحية في ريف دمشق.
يأتي ذلك بعد يوم من بدء استخدام الجيش الحر صواريخ مضادة للطيران، حيث أسقط أمس مروحية أثناء قصفها محيط كتيبة الشيخ سليمان في ريف حلب، وفقا لمركز مسار الإعلامي.
وقال المحلل العسكري رياض قهوجي لوكالة الصحافة الفرنسية إن الثوار سيطروا على صواريخ أرض-جو وبدؤوا باستخدامها بشكل جيد في المعركة، حيث بدأ النظام بخسارة عدة طائرات يوميا، وهو تحول مهم في مسار الصراع نظرا لفقد النظام تفوقه في السلاح الجوي.
سيطرة واستهداف
من جانب آخر، وثقت شبكة شام العديد من المعارك في أنحاء سوريا، ففي ريف دمشق استهدف الجيش الحر قافلة عسكرية لجيش النظام بالغوطة الشرقية، كما سيطر على طريقها الرئيسي، واستهدف حاجزا بالقلمون، ومنع قوات النظام من اقتحام بلدتي عقربا وداريا.
وعلى جبهة حلب، تجددت الاشتباكات بحي الليرمون وفي محيط مبنى الأمن الجوي وعند منطقة المعامل بحي بني زيد، وتمكن الجيش الحر من السيطرة على كتيبة 608 للدفاع الجوي، واستهدف مواقع عسكرية في خان العسل، كما تصدى لهجوم الجيش النظامي في منبج.
وفي هذه الأثناء، هاجم الثوار حاجزا على طريق إدلب-سلقين، وتجمعا عسكريا قرب جسر الشغور، كما تصدوا لهجوم على معرة النعمان بمحافظة إدلب.
وبث الناشطون صورا لاشتباكات بمدينة طفس في درعا، وتحدثوا عن استهداف لتمركز قوات النظام في مبنى بمدينة بصرى الشام، وأكدوا السيطرة على السرية الثالثة على الحدود الأردنية بالكامل والاستيلاء على ما فيها من سلاح وذخائر وآليات.
وقالت شبكة شام إن الجيش الحر تصدى لمحاولة جيش النظام اقتحام حي باب هود ودير بعلبة وعدد من أحياء حمص القديمة، كما تصدى لمحاولة مماثلة بأحياء الجبيلة والرشدية في دير الزور، واستهدف عربة عسكرية في حماة.
قصف عنيف
في الوقت نفسه، يكثف جيش النظام قصفه لعشرات المدن والقرى السورية، حيث سجل الناشطون قصفا بالمدفعية الثقيلة والهاون على مدن وبلدات ببيلا وبيت سحم ويبرود والنشابية وعربين والزبداني والسيدة زينب في ريف دمشق، فضلا عن قصف جوي على داريا والمعضمية وكفربطنا وزملكا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية.
وتحدثوا عن قصف جوي ومدفعي على أحياء حمص المحاصرة، وعلى مدن تلبيسة والحولة والرستن، وكذلك على أحياء بني زيد والليرمون وبستان الباشا والميدان ومساكن هنانو بحلب، وعلى بلدات عزيزة ودار عزة وبيانون وحيان ومحيط كلية المشاة في ريف حلب.
وفي حماة، اقتحم جيش النظام حي مجرى الزيادة، كما شن حملات دهم واعتقال وسط انتشار أمني كثيف، بينما واصل قصفه على بلدات معربة والطيبة والمزيريب وطفس في درعا.
وتجدد القصف كذلك على معظم أحياء مدينة دير الزور ومدن الموحسن والشحيل والميادين المجاورة لها، وعلى مدن وبلدات معرة مصرين وجبل الزاوية وبنش ومعرة النعمان في إدلب، وناحية ربيعة وقرى غمام ودير حنا في اللاذقية، وبلدتي بريقة وبئر عجم في القنيطرة، وناحية سلوك في ريف الرقة.
لاريجاني: السلوك الغربي إزاء سوريا خاطئ
المعارضة السورية تبحث الحكومة الانتقالية
بدأ الائتلاف الوطني للمعارضة السورية الأربعاء في العاصمة المصرية القاهرة، أول اجتماع له لتحديد نظامه الأساسي وتشكيل لجان العمل به، وكذا بحث تشكيل حكومة انتقالية. يأتي ذلك بينما اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن “السلوك الغربي إزاء الأزمة السورية خاطئ”.
وقال جورج صبرة رئيس المجلس الوطني السوري -وهو أحد مكونات الائتلاف الوطني- إن الاجتماع يعقد بمشاركة 63 شخصا هم أعضاء الهيئة العامة للائتلاف، وسيبحث وضع اللوائح وآلية العمل داخل الائتلاف.
وأضاف أنه ستتم مناقشة الاقتراح الخاص بتشكيل حكومة انتقالية تمثل أطياف المعارضة في الداخل والخارج وكافة مكونات الشعب السوري، لكنه أوضح أن هذا اقتراح مبدئي لم تتم بلورته بشكل واضح.
من جهتها قالت سهير الأتاسي النائبة الثانية لرئيس الائتلاف إن هدف اجتماع القاهرة “تسمية رئيس الوزراء في حكومة انتقالية، أو على الأقل إعداد قائمة بأسماء المرشحين لهذا المنصب قبل اجتماع أصدقاء سوريا”.
ونقلت وكالة رويترز عن أعضاء في المجلس الوطني السوري قوله إن اجتماع القاهرة يشهد خلافات بين مكونات الائتلاف، وخاصة بعد طرح نقطة إضافة أعضاء إلى الائتلاف.
ومن المنتظر أيضا أن ينتخب الاجتماع -الذي يستمر يومين- لجانا لإدارة المساعدات والاتصالات.
سلوك خاطئ
من ناحية ثانية، اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الأربعاء أن “السلوك الغربي إزاء الأزمة السورية خاطئ”، مشيرا إلى أن “الرغبة في التحول الديمقراطي عبر السلاح تؤدي إلى تنامي الإرهاب”.
وقال لاريجاني في مؤتمر صحفي مشترك عقده بالعاصمة العراقية بغداد مع رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي، إنه يجب أن “يكون التدخل لخدمة الشعوب”، وأن تعمل الدول الغربية على “التدخل السلمي بعيدا عن الرغبة في التحول الديمقراطي عبر السلاح”.
وفي العاصمة الفرنسية باريس أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن أمله بأن “تفهم موسكو وجهة نظر فرنسا وحلفائها بالبحث عن بديل للرئيس بشار الأسد، تجنبا للانقسام الكلي”.
وقال فابيوس في تصريحات لإذاعة فرنسا الدولية إن موسكو تعلم أن الأسد لم يعد لديه مستقبل، غير أنها تتخوف من حصول أعمال شغب هناك، مضيفا أن “ردنا على ذلك هو أن أعمال العنف موجودة في سوريا في كل الأحوال”.
لا خطة بديلة
وفي السياق ذاته، وصف وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور الأربعاء الوضع في سوريا بأنه “مخيف وخطير جدا”، وستكون له “تداعيات خطيرة على المنطقة كلها”.
وقال منصور في لقاء مع الإعلاميين بوزارة الخارجية إن “ما يجري على الساحة والتوجهات الخارجية باتجاه سوريا يجعلنا نقول إن وحدة سوريا في خطر، والتداعيات على المنطقة ككل ستكون أخطر”.
واعتبر أنه بالنسبة للدول العربية “ليست هناك خطة عاجلة بديلة عن خطة المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي الذي سيقدم اليوم تقريره إلى مجلس الأمن” التابع للأمم المتحدة.
وأضاف أن الإبراهيمي “من الدبلوماسيين المرموقين، ولكن إذا كانت هناك جهة ترفض ما يطرحه فهو لا يستطيع فرض الأمر الواقع”، مشيرا إلى أن “أقصى ما يمكنه القيام به هو تقريب وجهات النظر من أجل الخروج بما يرضي جميع الأطراف”.
سوريا.. 160 قتيلا والحر يسقط 4 طائرات
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
ذكرت تقارير سورية مختلفة أن 160 شخصا قتلوا في مختلف المناطق السورية الأربعاء، بينهم 56 قضوا في 4 تفجيرات متتالية هزت مدينة جرمانا بريف العاصمة دمشق، وأشارت تقارير للمعارضة السورية إلى أن الجيش الحر تمكن من إسقاط 4 طائرات للقوات الحكومية.
وأكدت لجان التنسيق المحلية أن الجيش الحر أسقط طائرتين من طراز ميغ في حلب وثالثة من الطراز نفسه في إدلب، بينما أسقط طائرة مروحية في ريف دمشق.
وأوضحت اللجان أنه تم القبض على أحد الطيارين إثر سقوط طائرته وأن الجيش الحر تولى معالجة الطيار، الذي لم تذكر هويته.
وكان مدينة جرمانا بريف دمشق شهدت عدة تفجيرات أسفرت عن مصرع 56 شخصاً وإصابة عشرات بجروح، بينهم عدد كبير في حال الخطر.
وهز التفجيران الأول والثاني، اللذان نجما عن سيارتين مفخختين، ساحة الرئيس في المدينة، بينما هز الانفجار الثالث الساحة نفسها عقب تجمع السكان ووصول سيارات الإسعاف الى المكان، كما سمع دوي انفجار رابع في المدينة.
ونقل التلفزيون السوري عن مصدر في وزارة الداخلية قوله إن فرق الإسعاف جمعت أشلاء ضحايا غير معروفي الهوية في 10 أكياس.
كما بث تلفزيون الدنيا بدوره، لقطات لرجال إطفاء وهم يحاولون إخماد حريق في سيارتين تفحمتا بعد ما وصفت المشهد بأنه “انفجاران إرهابيان”.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن “إرهابيين انتحاريين فجرا نفسيهما صباح اليوم في سيارتين مفخختين بكميات كبيرة من المتفجرات في الساحة الرئيسية بمدينة جرمانا”.
من جهة أخرى، نفذت طائرات حربية سورية 5 غارات جوية على مدينة معرة النعمان في شمال غربي البلاد، ترافقت مع معارك عنيفة بين مقاتلين معارضين وقوات نظامية عند المدخل الجنوبي للمدينة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ووفقا للمرصد السوري، وفيما يتعلق بإسقاط مقاتلين معارضين في ريف حلب طائرة حربية كانت تقصف مناطق قرب الحدود مع تركيا، قال المرصد إنها الطائرة الثانية التي يسقطها مقاتلون معارضون بصاروخ أرض جو في يومين.
كما استخدم مقاتلو المعارضة، الثلاثاء، للمرة الأولى صاروخا مباشرا مضادا للطيران لإسقاط مروحية عسكرية، كانت تشارك في قصف منطقة محيطة بكتيبة الدفاع الجوي في الشيخ سليمان شمالي حلب.
وتحدثت لجان التنسيق المعارضة عن اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والحكومي في القدم، وعن قصف عنيف على أحياء دمشق الجنوبية وريفها في داريا وقطنا ويبرود.
وقال مصدر في المركز الإعلامي السوري إن أكثر من 30 حافلة عسكرية ودبابة تابعة للجيش السوري، تتجه صوب دمشق على طريق درعا الدولي.
وفي حمص، ونقلا عن لجان التنسيق المحلية، وقعت حالات اختناق وتسمم بسبب إلقاء كبسولات من الغاز السام على أحياء المدينة.
كما أكد ناشطون أن الجيش الحر في حلب أسقط مروحية تابعة للجيش السوري بالقرب من مطار النيرب العسكري، بينما تواصل القصف العنيف على أحياء المدينة وكان أشدها على حي الصاخور وامتد إلى منبج شمالا.
أما في دير الزور، فاستمر القصف على موحسن، بينما شهدت أحياء المدينة اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحكومي والحر.
وتأتي هذه المعارك بعد أن حققت المعارضة المسلحة مكاسب في ساحات القتال في إطار جهودها لإطاحة الرئيس بشار الأسد، لكن لم يتضح إذا كان تحقيق انفراج استراتيجي أمرا مرجحا في أي وقت قريب.
وكان ناشطون أفادوا، الثلاثاء، بأن مقاتلي الجيش السوري الحر أصبحوا على بعد كيلومترات قليلة من مطار دمشق الدولي بعد السيطرة على عدة نقاط حراسة قريبة منه، كما سيطروا على كتيبة للدفاع الجوي في السيدة زينب بريف دمشق وكتيبة صواريخ في بلدة السفيرة بحلب.
في غضون ذلك، يعقد ائتلاف المعارضة السورية الجديد في القاهرة اجتماعا، الأربعاء، لمناقشة تشكيل حكومة انتقالية،سعيا لكسب تأييد عربي وغربي لـ”ثورته على الأسد”.
ويجتمع الائتلاف المكون نحو 60 مندوبا في القاهرة قبل مؤتمر لأصدقاء سوريا في طوكيو يضم عشرات الدول التي تعهدت بتقديم دعم غير عسكري للثورة.
لكن هذه الدول تشعر بالقلق من ازدياد نفوذ الإسلاميين في صفوف المعارضة.
الجيش الحر يقاتل بصواريخ روسية الصنع
خاص- أبوظبي – سكاي نيوز عربية
بث ناشطون سوريون على الإنترنت صورا تظهر صاروخ “أرض-جو” روسي الصنع بحوزة أحد مقاتلي الجيش الحر في بلدة دارة عزة بريف حلب مساء الأربعاء.
وقال المقاتل في الجيش الحر “أبو عمير” الذي ظهر في الفيديو حاملا الصاروخ على كتفه، إنه أسقط من خلال هذا النوع من السلاح طائرتين عسكريتين للقوات السورية النظامية في 24 ساعة بحلب فقط، إحداهما مروحية كانت توصل تعزيزات للفوج 111 والأخرى مقاتلة من طراز “ميغ 23”.
وخلافا للتقارير التي قالت إن مقاتلي الجيش السوري الحر حصلوا على صواريخ أميركية الصنع من طراز “ستينغر” لمواجهة سلاج الجو السوري، يؤكد أبو عمير أن الصاروخ روسي الصنع ومن طراز “إيغلا” وقد غنمه مقاتلو المعارضة بعد السيطرة على الفوج 46 الاستراتيجي.
وارتفعت وتيرة إسقاط الطائرات العسكرية السورية في الأيام الأخيرة من قبل مقاتلي المعارضة الذين دمروا الأربعاء فقط أربع طائرات للقوات النظامية.
تقرير إيراني: الأسد ينهار قريباً دون دعم طهران
إيران باتت مقتنعة بأن الوضع في سوريا يخرج عن نطاق السيطرة
دبي – نجاح محمد علي
كشف تقرير إيراني حصلت عليه “العربية” من مصدر دبلوماسي غربي رفيع، أن طهران قلقة للغاية على مصير النظام السوري، وأنها باتت محبطة بسبب عدم اتباع بشار الأسد لنصائح القيادة الإيرانية حول كيفية التعاطي مع الأزمة.
وجاء في التقرير، الذي حصلت عليه سفارة دولة غربية كبرى في طهران “إن القوات الإيرانية الموجودة في سوريا أصبحت محبطة على نحو متزايد، بسبب عدم استماع قيادات الجيش السوري لنصائحهم، وأن الوضع في سوريا يخرج عن نطاق السيطرة”.
ولم يوضح التقرير ماهي النصائح التي قدمتها طهران لدمشق، ولم تعمل بها القيادات العسكرية والرئيس السوري بشار الأسد.
وكشف التقرير أن طهران مستاءة من حجم الفساد المنتشر في القوات المسلحة السورية بصورة كبيرة، وأن الكثير من الدعم المالي الإيراني، يتم تحويله من قبل كبار الضباط السوريين إلى حساباتهم الخاصة.
وذكر التقرير أن إيران ستواصل الإبقاء على الأسد في السلطة حتى الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة المقررة في يونيو/حزيران 2013.
ويُعتقد على نطاق واسع في طهران – على حد ما جاء في التقرير- أن اندلاع الحرب الأهلية الكاملة في سوريا، إذا سقط الأسد قبل الانتخابات، من شأنه زعزعة استقرار إيران.
وختم التقرير أن القيادة الإيرانية قررت ألا زيادة في الدعم لسوريا بسبب الوضع الاقتصادي الإيراني المتدهور بسرعة، خصوصاً وأن إيران أصبحت غير مقتنعة أن نظام الأسد يمكنه البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل.
وأضاف التقرير “تحاول إيران إيجاد طرق أخرى لاحتفاظ حزب الله في الحصول على الدعم الإيراني بعد سقوط نظام بشار، وهي تجري اتصالات مع ممثلين عن ائتلاف المعارضة السوري، لكنها تخفي هذا الاتصال عن الجيش السوري، وذلك لأنها لا تريد أن تعطي الانطباع بأنها قد تخلت عنهم؛ وتعتقد أن نظام سوريا سينهار دون الدعم الإيراني”.
احتدام المعارك في الريف قبل بدء معركة العاصمة
ريف دمشق يستحوذ على العدد الأكبر من ضحايا النظام السوري خلال الثورة
واشنطن – محمد زيد مستو
مع التحضيرات التي تقوم بها كل من القوات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد وجيشه لمعركة دمشق الفاصلة، احتدمت المعارك خلال الأسابيع الأخيرة على أطراف العاصمة وريفها وسط تكثيف الضربات الجوية لقوات النظام السوري، ما أدى إلى ارتفاع أرقام الضحايا بشكل قياسي فاق أرقام ضحايا حمص التي كانت تستحوذ على العدد الأكثر من قتلى الثورة لأشهر طويلة، حسب مصادر حقوقية.
ووفق مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، فإن عدد القتلى في ريف دمشق، بلغ أكثر من 7737 إلى الثلاثاء، في حين أعلنت لجان التنسيق المحلية مقتل 56 آخرين خلال يوم الأربعاء، وهو الرقم الأعلى بين عدد القتلى في مختلف المحافظات السورية منذ اندلاع الثورة في مارس/آذار العام الماضي. أما عدد القتلى في العاصمة دمشق فقد وصل إلى 2450.
وفاقت أرقام ريف دمشق لأول مرة أعداد القتلى في حمص التي استحوذت على النسبة الأعلى من عدد الضحايا بين مختلف المدن لأشهر طويلة، ما دفع نشطاء الثورة والمعارضة لإطلاق تسمية “عاصمة الثورة” على مدينة حمص التي بلغ عدد القتلى فيها نحو 7720 إلى يوم الأربعاء.
وتأتي مدينة إدلب شمال سوريا في المرتبة الثالثة بعدد الضحايا الذي فاق 5415 قتيلاً، في حين بلغ العدد الإجمالي لضحايا الثورة الذين سقطوا على أيدي النظام السوري أكثر من 40300، بينهم نحو 3650 طفلاً، حسب المصادر ذاتها.
وشهد ريف دمشق الارتفاع الكبير في عدد الضحايا، لا سيما الأسبوع الماضي، في وقت سيطر فيه المقاتلون المناهضون للرئيس السوري على أجزاء كبيرة من المناطق المحيطة بالعاصمة، ما دفع قوات النظام السوري لتعزيز قصفها الجوي للأحياء السكنية حسب منظمات دولية.
وأعلنت منظمة “هيومن رايتس وتش” الحقوقية أمس، أن الطائرات المقاتلة للنظام السوري كثفت من قصفها مناطق سكنية خلال الأسابيع الأخيرة باستخدام قنابل شديدة الانفجار وقنابل عنقودية أودت بحياة 11 طفلاً وجرح عشرات آخرين مطلع الأسبوع الجاري في دير العصافير بريف دمشق.
ويعتبر ريف دمشق، التي تبلغ مساحتها أكثر من 18 ألف كم مربع، من المحافظات المهمة في سوريا، حيث تتركز فيها العديد من الثكنات العسكرية والمصانع، وتحيط بالعاصمة دمشق بشكل شبه دائري، وتتكون من تسع مناطق رئيسية تحتوي على قرى ومدن، وهي دوما والقطيفة والتل ويبرود والنبك والزبداني وقطنا وداريا وقدسيا، وهي معظمها مناطق ساخنة تصنف على أنها خارجة عن سيطرة النظام.
واحتدمت المعارك في ريف دمشق خلال الأسابيع الأخيرة بشكل قوي مع توجه العديد من كتائب الجيش الحر إليها تمهيداً للهجوم على العاصمة التي شهدت اشتباكات عدة على الأطراف خلال الأسبوعين الأخيرين، في وقت رشحت فيه أنباء عن سحب النظام السوري لقواته من مدن عدة في سوريا واستقدامها إلى العاصمة التي تعتبر معاركها بمثابة حسم للثورة.
المعارضة السورية المسلحة: زخم قتالي وتكتيكات ناجحة
حققت قوات المعارضة السورية نجاحات تكتيكية يقول المحللون إنها تكشف عن قدرتهم المتنامية لتحدي الهيمنة العسكرية للقوات الحكومية السورية.
واظهر مقاتلو المعارضة قوة وتنظيما عسكريين في سيطرتهم على عدد من القواعد العسكرية الكبرى في البلاد، وغنم اسلحة من الجيش، وتعطيل خطوط امداداته، واجباره على الانسحاب من بعض المواقع.
السيطرة على قواعد عسكرية
لا يعرف بوضوح عدد القواعد العسكرية التي احتلها المعارضون السوريون منذ بدء انتفاضتهم ضد نظام الرئيس بشار الاسد في مارس/آذار 2011. ويرجع سبب ذلك، في الغالب، إلى أنهم نادرا ما يحاولون البقاء في تلك القواعد خوفا من الضربات الجوية الانتقامية او الهجمات الارضية التي تشنها قوات النظام لاستعادتها.
وسبق أن وصف محللون ستراتيجية قوات المعارضة المسلحة بأنها قائمة على مبدأ “الكر والفر”.
على الرغم من ذلك، يبدو مقاتلو المعارضة يبحثون عن سبل تديم سيطرتهم او تمنع القوات الحكومية من استعادة القواعد العسكرية والجوية الاساسية التي تمكنوا من السيطرة عليها اثر هجمات منسقة خلال الاسابيع الاخيرة.
ويقول المحللون إن مثل هذه الخطوة ستشدد سيطرة قوات المعارضة على المناطق الحدودية السورية، اذ يصبح صعبا على القوات الحكومية التمكن من نشر طائراتها واسلحتها الثقيلة فيها.
ويأمل العديد من مؤيدي المعارضة أن تصبح تلك المناطق، مع توفر المساعدة الدولية، مناطق “محررة” تماما، ولا تعود القوات الحكومية قادرة على إدراة العمليات في المناطق الشمالية.
وفي 18 نوفمبر/تشرين الثاني، حققت قوات المعارضة التي تقاتل للسيطرة على حلب نصرا كبيرا، بتمكنها من السيطرة على مقر الفوج 46 للجيش الحكومي السوري في الأتارب، الذي يعد أحد اركان الحامية العسكرية للقوات الحكومية في ثاني اكبر المدن السورية، بعد خمسين يوما من الحصار على المقر.
ويصف الياس حنا، المحلل العسكري في الجامعة الامريكية ببيروت، هذا النصر بأنه “نقطة تحول تكتيكية قد تقود إلى تحول استراتيجي”.
وبعد يومين، عزز مسلحو المعارضة من قبضتهم في محافظة دير الزور الغنية بالنفط بسيطرتهم على قاعدة كتيبة مدفعية في مدينة الميادين بعد ثلاثة اسابيع من الحصار.
وكانت هذه القاعدة تعد آخر المعاقل العسكرية في المنطقة المحاذية للحدود العراقية. وجاءت السيطرة عليها بعد سلسلة نجاحات متقدمة لمقاتلي المعارضة، من بينها السيطرة على مطار عسكري في المنطقة نفسها في الاسبوع الماضي، فضلا عن السيطرة على حقلين نفطيين.
وشنت المعارضة هجمات أخرى على قواعد عسكرية قرب العاصمة السورية دمشق.
وفي 19 نوفمبر/تشرين الثاني، تمكن مسلحون اسلاميون من السيطرة لوقت قصير على قاعدة دفاع جوي قرب ضاحية الحجر الاسود جنوبي العاصمة وغنموا اسلحة ومعدات عسكرية قبل انسحابهم منها.
وبعد ستة ايام تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على قاعدة مرج السلطان الجوية الى الشرق من دمشق.
وتعد مرج السلطان احد المرافق الاساسية التي تستخدمها اسراب الطائرات المروحية من نوع أم آي ـ 8 التابعة للجيش الحكومي، حسبما يقول جوزيف هوليداي من مركز دراسات الحرب في واشنطن، والذي قال لصحيفة نيويورك تايمز بأن القوات الحكومية تعتمد الطائرات لتموين وحداتها العسكرية وللقيام بهجمات بالقنابل والصواريخ، وفي المناطق الشمالية على وجه الخصوص.
واظهرت أشرطة مصورة وضعت على شبكة الانترنت، محطات رادار متحركة محطمة، ومقاتلون يطلقون قذائف الار بي جي على مبان، وما يبدو طائرة مروحية تشتعل فيها النيران. وليس واضحا ان كانت الطائرات المروحية الاخرى غادرت القاعدة قبل وصول مقاتلي المعارضة.
سيطر مقاتلو المعارضة على مقر الفوج 46 للجيش الحكومي السوري بريف حلب.
قام مسلحو المعارضة بأناة بقطع طرق امدادات القوات الحكومية التي تقاتل الى الشمال والشرق من العاصمة السورية دمشق منذ الربيع. لقد اتقنوا استخدام العبوات الناسفة على الطرق وتمكنوا من السيطرة على عدد من المناطق والقواعد الرئيسية ونقاط التفتيش.
وجعلت السيطرة على مقر الفوج 46 إلى الغرب من حلب مقاتلي المعارضة فيها اقرب الاتصال برفاقهم في السلاح في محافظة ادلب المجاورة.
وقد تمكنوا قبل ايام من السيطرة مستشفى الكندي الجامعي في حلب، الواقع على منطقة مرتفعة وكان الجيش يستخدمه للسيطرة واغلاق الطرق الرئيسية التي تربط حلب بالحدود التركية.
ويقول قادة المعارضة المسلحة إن الخطوة الثانية والنهائية لقطع طرق الامداد الحكومية الى حلب ستكون بالسيطرة على مطار المدينة. وتفيد التقارير بأن القوات الأمنية في المدينة تعتمد على طرق الامداد الجوية لان الطرق التي تربط دمشق بحلب تقع تحت سيطرة مسلحي المعارضة. كما تشير تقارير الى أن المطار مطوق من ثلاث جهات بقوات المعارضة.
وفي 26 نوفمبر/تشرين الثاني، أفيد بتمكن مقاتلي المعارضة من السيطرة على سد يستخدم لانتاج الطاقة الكهربائية على نهر الفرات، ويقول ناشطون إن سد تشرين شرقي حلب قرب مدينة منبج كان موقعا استراتيجيا، وهو مصدر اساسي للطاقة الكهربائية ويقع على الطريق الرئيسي بين حلب والشرق.
وقال أحد قادة المعارضة المسلحة بعد السيطرة على قاعدة الميادين العسكرية قبل ستة ايام إن المعارضة تسيطر الان على وادي الفرات من دير الزور الى الحدود العراقية.
ويقال إن تركيز الحكومة الاساسي الان على تأمين دمشق والمناطق المؤدية شمالا عبر حمص وحماة وصولا الى محافظة اللاذقية الساحلية، موطن الأقلية العلوية التي يتحدر منها الرئيس الاسد.
غنم مسلحو المعارضة كميات كبيرة من الاسلحة والذخيرة في مقر الفوج 46
فشل مقاتلو المعارضة حتى الان في الحصول على كمية مهمة من الاسلحة المضادة للطائرات والعربات المصفحة التي يقول قادتهم إنهم بحاجة اليها لصد الهجمات على مواقعهم وعلى المدنيين في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، والتمكن في النهاية من هزيمة القوات الحكومية.
وبدت القوى الغربية والاقليمية مترددة في تسليح المعارضة بسبب الفرقة والتشتت داخل تحالف المعارضة الرئيسي والحضور المتزايد للمسلحين الجهادين في صفوفهم.
لذا كانت الاسلحة التي يغنمونها من السيطرة على القواعد والمجمعات العسكرية مصدرا اساسيا لتحول المعارضين الى قوات قادرة على مواجهة القوات الحكومية.
وبدا الأمر الاكثر اهمية من سيطرة مقاتلي المعارضة على مقر الفوج 46، هو كمية الاسلحة التي وجدوها في هذا المقر. إذ أفيد انهم غنموا ثلاث دبابات على الاقل وعددا من الاسلحة الثقيلة الاخرى وحمولة شاحنات من الرشاشات والذخيرة من بينها مدافع هاون وقذائف مدفعية وصواريخ.
وقال العميد احمد الفج من القيادة المشتركة لكتائب مسلحي المعارضة لوكالة اسوشييتد برس حينها “ليس ثمة معركة من قبل بمثل هذا القدر من الغنائم”.
وإدعى مسلحو المعارضة ايضا انهم تمكنوا من غُنم عدد من المدافع المتحركة المضادة للطائرات من قاعدتين جويتين خارج دمشق سيطروا عليها مؤخرا، فضلا عن قاعدة مرج السلطان.
BBC © 2012