أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 01 حزيران 2017

خطة أميركية لاختراق (الهلال الإيراني).. وإبعاد ايران عن جنوب سوريا/ إبراهيم حميدي

خلال اجتماع عسكريين ودبلوماسيين أميركيين وروس في عمان قبل أيام لبحث إقامة «منطقة آمنة» تقع بين دمشق والأردن، تقدمت مجموعة من القوات النظامية وميليشيا إيرانية من تدمر باتجاه معسكر التنف الذي يضم وحدات خاصة أميركية وبريطانية ونرويجية قرب حدود العراق. أبلغ الجيش الأميركي عبر قناة الاتصال مع نظيره الروسي ضمن اتفاق «منع الصدام» رسالة عاجلة مفادها بوجوب وقف تقدم القافلة العسكرية. بعد قليل، جاء الرد الروسي بأن قوات النظام توقفت، لكن ميليشيا أخرى استمرت بالتقدم. وجهت قاذفات أميركية ضربات تحذيرية… ثم دمرت بعضها.

كانت هذه أول حادثة من نوعها. الجيش الأميركي «يدافع» عن أرض خاضعة لسيطرة فصائل «الجيش السوري الحر» التي يدعمها. وهي تختلف عن الضربات الصاروخية على مطار الشعيرات قبل أسابيع؛ لأن الأخيرة جاءت بعد هجوم كيماوي على خان شيخون وضمن اعتبارات تتعلق بالموقف من روسيا و«الخط الأحمر» واستخدام الكيماوي وانقلاب إدارة دونالد ترمب على تردد إدارة باراك أوباما.

في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) العام الماضي، تعرض معسكر التنف لقصف من قاذفات روسية أكثر من مرة. كانت بعض الغارات على وشك إصابة وحدات أميركية وبريطانية. وقتذاك، حصل «توتر» بين وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر والبيت الأبيض لأن أوباما لم يعط تفويضاً بالرد على الاستهداف الروسي.

في 18 مايو (أيار)، جاء قصف القاذفات الأميركية لميليشيا إيرانية موالية لدمشق بعد أيام من إبلاغ وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون الكرملين، بأنه لا مانع لدى واشنطن من أن تكون مناطق النظام «تحت سيطرة روسيا، لكن شرط إبعاد الحرس الثوري الإيراني من هذه المناطق»، وأن إدارة ترمب «متمسكة بخروج الأسد من مستقبل سوريا مع مرونة إزاء موعد وكيفية خروجه». أيضاً، أبلغ الأميركيون نظراءهم الروس بأنهم غير مهتمين بالمفاوضات السياسية في جنيف و«يراقبون» اجتماعات آستانة لإقامة أربع مناطق «خفض التصعيد»، لكن واشنطن أرادت اختبار نيات موسكو ومدى قدرتها على الطلاق مع طهران وقررت فتح مفاوضات عسكرية ودبلوماسية مع الروس في عمان للبدء بإقامة «منطقة آمنة» جنوب سوريا.

عليه، عقدت جلسات لمسؤولين أميركيين وروس في العاصمة الأردنية، شارك فيها المبعوث الأميركي إلى التحالف الدولي ضد «داعش» بريت ماغورك ومساعد نائب وزير الخارجية مايكل راتني. اللافت، أنه خلال الاجتماع الثنائي، تبلغ ماغورك أن قاذفات أميركية قصفت ميليشيا إيرانية وهو قام بدوره بإبلاغ نظرائه الروس الجالسين أمامه، لكنهم لم ينسحبوا من الاجتماع، بل واصلوا بحث التفاصيل.

من المقرر أن تعقد جلسة أخرى في عمان لبحث «المنطقة الآمنة»، ذلك أن التفكير الغربي يقترح التفاهم مع موسكو لضم درعا والقنيطرة والجولان وجزء من ريف السويداء امتدادا إلى معسكر التنف ومعبر الوليد مع العراق، بحيث تقام في مناطق المعارضة مجالس محلية وممرات إنسانية وعودة للنازحين واللاجئين ومشروعات إعادة أعمار، مع احتمال التوصل إلى تفاهم على وجود رمزي لدمشق على معبر نصيب مع الأردن ورفع العلم السوري الرسمي في نقاط معينة في «الشريط الأمني» الذي «يجب أن يكون خالياً من ميليشيا إيران و(حزب الله)». في هذا المجال، لوحظ إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أنه أجرى «اتصالات بناءة» مع نظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إزاء «منطقة آمنة» جنوب سوريا. وقال مصدر دبلوماسي: إن موسكو اقترحت «عودة قوات النظام من دون الميليشيا إلى الجنوب، لكن واشنطن تمسكت بالتفاهم مع موسكو بإقامة المنطقة الآمنة».

تحرير الرقة و«جزيرة» دير الزور

بالتوازي مع هذا المشروع الأول، الذي تريده دول غربية اختبارا لنيات موسكو ومدى قدرتها على ضبط طهران وحلفائها، هناك مشروع أميركي ثان في شمال شرقي البلاد يقوم أكثر على المقاربة العسكرية. واشنطن حسمت أمرها في الاعتماد على «قوات سوريا الديمقراطية» بما في ذلك «وحدات حماية الشعب» الكردية لتحرير الرقة من «داعش» رغم تحفظات أنقرة وغضب الرئيس رجب طيب إردوغان ضمن تصور مفاده أن تحرير الرقة لن يحصل قبل خريف العام الحالي، لكن واشنطن وحلفاءها منفتحون على بحث خطط لـ«استقرار الرقة ما بعد التحرير» بحيث يكون الدور العربي أوضح ويتضمن بقاءهم في مدينتهم تحت مجلس مدني يديرها. ولأن بعض الدول، حذر واشنطن من احتمال تسليم «وحدات حماية الشعب» مناطق تحررها إلى قوات النظام برعاية روسية كما حصل شرق حلب، هناك فكرة بالضغط على «وحدات حماية الشعب» كي تبتعد سياسيا وعسكرياً من دمشق مقابل حوافز سياسية تتعلق بالاعتراف بحقوق الأكراد وكيانهم السوري، إضافة إلى القواعد العسكرية التي أقامها الجيش الأميركي دعماً للأكراد.

في حال نجحت «المنطقة الآمنة» جنوب سوريا بتفاهم أميركي – روسي – أردني، يمكن الانتقال إلى تطبيق منطقة «خفض التصعيد» في إدلب بتفاهم أميركي – روسي – تركي. موسكو التي تفاوض واشنطن في عمان جنوباً تفاوض أنقرة وطهران شمالاً. وبرزت أهمية الاجتماعات الروسية – التركية – الإيرانية لرسم حدود مناطق «خفض التوتر» الأربع لإقرار في 4 يونيو تمهيداً لنشر مراقبين من هذه الدول ثم من دول أخرى بعد صدور قرار من مجلس الأمن. أنقرة تريد توسيع منطقة إدلب لتشمل قسماً واسعاً من الريف الغربي لحلب والريف الشرقي للاذقية، لكن دولاً أخرى تشترط قراراً تركياً حاسما بـ«القضاء على (جبهة النصرة) وخنقها وفاعلية أكبر مما فعلته ضد (داعش) ضمن عملية درع الفرات»، في إشارة إلى «الصفقة» التي شملت مقايضة خروج المعارضة من شرق حلب مقابل «ضوء أخضر» روسي لتوغل الجيش التركي وحلفائه من جرابلس شمال سوريا.

وبين «المنطقة الجنوبية» ومحافظة الرقة، تظهر «عقدة» دير الزور التي تدور فيها معارك بين قوات النظام بغطاء جوي روسي وتنظيم داعش. بعض المسؤولين الأميركيين يريد استعجال عزل دير الزور لطرد «داعش» والنظام منها، في حين يرى آخرون بإمكانية قبول وجود النظام وروسيا في حال حصل تفاهم مع موسكو التي توفر الغطاء الجوي لقوات النظام ومطارها العسكري قرب المدينة. وقال مسؤول غربي: «قد تقبل واشنطن وجود دمشق وموسكو في دير الزور، لكن لن تقبل وجود طهران. واضح أن الأميركيين قرروا الدفاع عن أراض تسيطر عليها المعارضة، لكن لن تأخذ مناطق النظام حالياً».

مسارات المعارك على الأرض تدل إلى سباق للقبض على الأرض وتعزيز المواقع في الميدان السوري بالتوازي مع المفاوضات العسكرية والسياسية في عمان وآستانة؛ إذ إن الجيش الروسي وسع مناطق انتشاره إلى السويداء وأطراف درعا، وبات ينشر شرطته العسكرية بدل الميليشيا الإيرانية في مناطق «المصالحات»، لكنه يقدم الدعم الجوي لقوات النظام و«حزب الله» في طرد «داعش» من شرق حلب، وصولاً إلى الضفة الغربية لنهر الفرات ويوفر الغطاء الجوي للتقدم من تدمر إلى دير الزور والبوكمال قرب الحدود العراقية. جاء هذا بعدما سبقه الجيش الأميركي للسيطرة على سد الفرات ومطار الطبقة العسكري ودعمت استعادة سد «البعث» ضمن معركة تحرير الرقة، إضافة إلى استمرار الدعم الغربي لـ«الجيش الحر» في درعا لصد هجمات قوات النظام نحو حدود الأردن.

إدارة الرئيس ترمب تعتقد أن السيطرة بتفاهم وتنافس مع الكرملين على «المنطقة الجنوبية» وتعزيز المواقع العسكرية شمال شرقي سوريا، ستؤدي إلى اختراق «الهلال الشيعي» من إيران إلى العراق ووسط سوريا و«حزب الله» في لبنان، إضافة إلى أنه ستنهي خطة طهران لتوفير خط إمداد بري إلى البحر المتوسط واحتمال تنفيذ طموح قديم بإقامة قاعدة. بل إن إدارة ترمب أنه بذلك تتم هزيمة «داعش» وتقليص النفوذ الإيراني بأقل كلفة عسكرية واقتصادية.

في المقابل، كثفت طهران من دعمها للميليشيا التابعة لها لخلط الأوراق الأميركية في البادية السورية وعدم قبول الخطوط التي ترسمها واشنطن في سوريا وهي تضغط على واشنطن التي تعتبر هزيمة «داعش» في الموصل بدعم تنظيمات محسوبة على إيران أولوية أيضا، بل إن بعض الميليشيا اقترب من حدود العراق، وتوعد بعبور الحدود للمشاركة في معارك دير الزور أو الرقة.

يضاف إلى ذلك، أن إيران تستعجل تعزيز القبض على الأرض بين دمشق وحدود لبنان و«حزام» دمشق عبر العمليات العسكرية والتغيرات الديموغرافية للتأثير على القرار السياسي في العاصمة السورية، بصرف النظر عن النظام وزيادة اعتماد موسكو عليها في خضم المفاوضات الأميركية – الروسية، في وقت لا تزال موسكو تفاوض واشنطن وتتفاهم مع أنقرة وطهران حول المناطق الأربع لـ«خفض التوتر». وهناك من يطرح احتمال مقايضة لاحقة بين الدول المنخرطة في الأرض السورية لتحديد حدود السيطرة وتظهير «مناطق النفوذ» إلى حين الجلوس على طاولة المحاصصة في النظام السياسي المقبل.

 

ضربة روسية مزدوجة ضد الفصائل و «داعش»

باريس، لندن، موسكو – «الحياة»

أعادت روسيا أمس خلط الأوراق في جنوب سورية وجنوبها الشرقي، بعد يوم من تصعيد موقفها من التهديد الأميركي بوقف تقدم القوات النظامية السورية نحو معبر التنف على الحدود مع العراق. وهاجمت طائرات روسية فصائل معارضة مدعومة من الأميركيين كانت تتقدم نحو مواقع القوات النظامية وميليشيات شيعية موالية في ريف حمص الجنوبي الشرقي، بالتزامن مع إعلان موسكو أنها استخدمت «صواريخ مجنحة» أُطلقت من سفينة وغواصة في المتوسط نحو مواقع لتنظيم «داعش» شرق تدمر بريف حمص الشرقي، في استهداف يبدو أنه يندرج في إطار مساعدة القوات النظامية للوصول إلى بلدة السخنة ومنها إلى دير الزور لفك الحصار عنها. وتحدث ناشطون مساء عن وصول رتل يضم مدرعات ودبابات وسيارات ترفع العلم الروسي إلى مدينة درعا حيث تُسجّل منذ أيام حشود للجيش النظامي وميليشيات تؤيدها لإطلاق معركة وشيكة ربما تهدف للوصول إلى الحدود الأردنية وإعادة السيطرة على معبر نصيب (للمزيد).

وتقدمت «قوات سورية الديموقراطية» أمس إلى نقاط جديدة عند المدخل الشرقي لمدينة الرقة، وسيطرت على قرى وبلدات انسحب منها «داعش».

وشدد رياض حجاب منسّق «الهيئة العليا للمفاوضات» في المعارضة السورية، في تصريحات إلى «الحياة»، على ضرورة استمرار المفاوضات تحت مظلة الأمم المتحدة في جنيف وليس في آستانة. وقال حجاب الذي التقى في باريس كبار المسؤولين الفرنسيين والمبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا: «لم تتبلور استراتيجية أميركية حول سورية. وفق ما فهمنا، الأولوية لمكافحة الإرهاب ومناطق آمنة للحد من نفوذ إيران، ومن ثم الانتقال السياسي».

ورفض ما تقرر في اجتماعات آستانة (مناطق تخفيف التوتر)، قائلاً إن إيران «جزء أساسي من المشكلة، بالتالي لا يمكن أن تكون ضامناً ومراقباً لوقف النار». وحذّر من «تغيير ديموغرافي» في سورية، قائلاً إن «إيران والنظام يعملان على إفراغ مناطق من سكانها وإحلال سكان مكانهم… هم ينقلون للأسف شيعة من مكان إلى مكان. هناك قدوم كثيف للشيعة العراقيين والأفغان والباكستانيين إلى سورية».

في غضون ذلك، نقلت وكالة «سمارت» عن ناشطين تأكيدهم «وصول رتل عسكري جديد يضم مدرعات ودبابات وسيارات ترفع العلم الروسي إلى مدينة درعا»، لكن ليس واضحاً ما إذا كان الرتل روسياً بالفعل، علماً أن موسكو نشرت قوة صغيرة الشهر الماضي في محافظة السويداء المجاورة. لكن «شبكة شام» أشارت، من جهتها، إلى «حشود كبيرة يزج بها (النظام) باتجاه درعا المدينة بشكل غير مسبوق، حيث تشهد المنطقة كثافة كبيرة في الأرتال القادمة من دمشق وحلب وريف حماة… وسط حضور كبير للميليشيات الشيعية المدعومة من إيران». وحذّرت من خطر وصول ما سمّته «البدر الشيعي» إلى حدود الأردن.

في غضون ذلك، نقلت «رويترز» من عمّان عن فصائل في «الجيش الحر» المدعوم من الغرب، أن طائرات روسية هاجمتها لدى محاولتها التقدم في مواجهة مسلحين مدعومين من إيران في منطقة صحراوية جنوب شرقي سورية. وأضافت أن ست مقاتلات قصفت مواقعها أثناء تحركها صوب حاجز ظاظا قرب بلدة السبع بيار الصغيرة القريبة من الطريق السريع الواصل بين دمشق وبغداد والحدود مع العراق والأردن. وحددت الفصائل أن الطائرات روسية لأنها كانت تحلق في تشكيلات وعلى ارتفاع أعلى من الطائرات السورية.

وقال سعد الحاج الناطق باسم «جيش أسود الشرقية» التابع لـ «الحر» لـ «رويترز»: «قام سرب مقاتلات روسية بقصف الثوار لمنعنا من التقدم بعد أن كسرنا خطوط الدفاع الأولى للميليشيات الإيرانية وسيطرنا على مواقع متقدمة بالقرب من حاجز ظاظا والسبع بيار في البادية السورية». وقال الحاج إن أياً من مقاتليه لم يقتل في الغارة. أما سيد سيف، وهو مسؤول آخر في «الجيش الحر» من فصيل «أحمد عبدو» فقال، إن الطائرات الروسية قصفت قوات المعارضة عندما بدأت اجتياح دفاعات المقاتلين المتحالفين مع قوات الحكومة.

وسيطرت القوات النظامية وميليشيات مؤيدة على نقطتي تفتيش ظاظا والسبع بيار الشهر الماضي لوقف تقدم «الجيش الحر» في أراض استراتيجية أخلاها «داعش». وقصفت طائرات تابعة للتحالف مسلحين موالين للحكومة السورية تدعمهم إيران يوم 18 أيار (مايو) الماضي، أثناء محاولتهم التقدم جنوب حاجز ظاظا باتجاه التنف قرب مثلث الحدود السورية – الأردنية – العراقية.

 

روسيا تقصف مقاتلين لـ «داعش» يحاولون الفرار من الرقة

موسكو – رويترز

كشفت وزارة الدفاع الروسية اليوم (الخميس) أنها تقصف أي مقاتلين من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) يحاولون الفرار من مدينة الرقة السورية، مشيرة إلى أنها نفذت عمليتي قصف لهذا الغرض خلال الأسبوع المنصرم.

وقالت وزارة الدفاع، إن «قوات سورية الديموقراطية، التي تضم ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية، أوقفت حملتها العسكرية باتجاه الرقة، ما ترك ثغرات في الطرف الجنوبي للمدينة يستخدمها مسلحو تنظيم «داعش» في محاولتهم مغادرة الرقة وإعادة تنظيم صفوفهم جنوب المدينة.

وأشارت الوزارة إلى أن المقاتلات الروسية دمرت قافلة للمسلحين متجهة من الرقة إلى تدمر في 25 أيار (مايو) الماضي، بعدما قصفت ثلاث قوافل مماثلة في وقت متأخر من مساء29  أيار، وفي ساعات النهار الأولى من 30 أيار.

وأضافت الوزارة في بيان أن «خسائر داعش تشمل أكثر من 80 إرهابياً، و36 مركبة وثماني شاحنات وقود، و17 شاحنة بيك أب مزودة بقذائف مورتر ومدافع آلية».

وتابعت أنها «ستوقف بقوة أي محاولات من مسلحي داعش لمغادرة الرقة. إن القوات الجوية الروسية في سورية لديها قوة النيران والوسائل للقضاء على المتشددين بفعالية في أي وقت من النهار أو الليل».

و لجأت روسيا هذا الأسبوع إلى بحريتها لضرب أهداف برية. وقالت أمس، إن «سفينة حربية وغواصة روسيتين أطلقتا أربعة صواريخ كروز من البحر المتوسط على أهداف لداعش على مقربة من تدمر».

 

تركيا: الدعم الأميركي للأكراد لا يليق بحليف

أنقرة – رويترز

قال مجلس الأمن القومي التركي أمس (الأربعاء) إن قرار الحكومة الأميركية تسليح «وحدات حماية الشعب» الكردية «لا يليق بصديق وحليف».

جاء في بيان المجلس: «جرى التشديد على أن سياسة دعم منظمة حزبي العمال الكردستاني والاتحاد الديموقراطي، ووحدات حماية الشعب الكردية الإرهابية، في تجاهل لتوقع تركيا عدم دعم هذه التنظيمات لا يليق بصداقة وتحالف».

وأضاف المجلس في بيان صدر بعد اجتماع استمر أربع ساعات ونصف الساعة برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان إن الولايات المتحدة «تجاهلت» توقعات تركيا في شأن المسألة.

وقالت الولايات المتحدة أول من أمس (الثلثاء)، إنها بدأت إرسال أسلحة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية للمساعدة في استعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، في خطة أغضبت تركيا العضو في «حلف شمال الأطلسي» (ناتو).

وأفاد الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية أدريان رانكين غالواي بإن الجيش الأميركي «قدم للمقاتلين الأكراد أسلحة خفيفة ومركبات».

وتشعر أنقرة بقلق من أن التقدم الذي تحرزه الوحدات شمال سورية «قد يؤجج» نشاط حزب العمال في تركيا، وأعربت أيضاً عن قلقها من أن الأسلحة التي ستقدم للوحدات قد ينتهي بها الأمر في أيدي «العمال الكردستاني».

وتعتبر تركيا «وحدات حماية الشعب الكردية» امتداداً لـ «حزب العمال الكردستاني»، الذي يشن تمرداً جنوب شرقي تركيا منذ العام 1984، وتعتبره واشنطن والاتحاد الأوروبي وأنقرة «تنظيماً إرهابياً»، لكن الولايات المتحدة تعتبر الوحدات الكردية شريكاً مهماً في الحرب ضد «داعش» شمال سورية.

 

رياض حجاب: أميركا لم تبلور استراتيجية … والمعارضة في أسوأ أوضاعها

باريس – رندة تقي الدين

أجرى رياض حجاب منسق «الهيئة العليا للمفاوضات» في المعارضة السورية سلسلة لقاءات في باريس في طليعتها لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية جان إيف لودريان والمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي مستورا، وتم بحث مسار جنيف وما ترتب على اجتماعات الأستانة والتطورات على الأرض في سورية.

«الحياة» أجرت لقاء مع حجاب خلال زيارته إلى باريس أكد فيه أن استقباله من الرئيس الفرنسي الجديد بعد يوم من لقاء الأخير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «هو رسالة دعم قوية للمعارضة الديموقراطية السورية».

وشدد حجاب على ضرورة أن تستمر المفاوضات تحت مظلة الأمم المتحدة في جنيف وليس في الأستانة، قائلاً إنه لم تتبلور بعد استراتيجية أميركية بالنسبة إلى سورية. وأوضح حجاب «كنت في واشنطن الشهر الماضي والتقيت في البيت الأبيض المعنيين بالملف السوري في الخارجية والكونغرس والحقيقة لم تتبلور استراتيجية أميركية حول سورية. وفق ما فهمنا، الأولوية لمكافحة الإرهاب ومناطق آمنة للحد من نفوذ إيران، ومن ثم الانتقال السياسي».

ورفض حجاب ما تقرر في اجتماعات الأستانة، قائلاً إن إيران وهي جزء أساسي من المشكلة، وبالتالي لا يمكن أن تكون ضامناً ومراقباً وقف إطلاق النار، مشيداً في موازة ذلك بالدعم السعودي الذي وصفه بـ «جيد وكبير».

وتابع: «الميليشيات الإيرانية التي جلبتها إلى سورية هي السبب الرئيسي لما وصلنا إليه. إيران وحتى بعد توقيع اتفاقية تخفيض التوتر، تحشد وتصعد في شكل كبير جداً في مختلف المناطق التي تم إعلانها ضمن نطاق اتفاق خفض التوتر. فهناك تهجير قسري مستمر في حمص في حي الوعر وفي القابون وبرجا وحي تشرين وفي مختلف المناطق السورية. كما يجري تغيير ديموغرافي. فإيران والنظام يعملان على إفراغ مناطق من سكانها وإحلال سكان مكانهم كما حصل في أماكن عديدة في سورية وهم ينقلون للأسف شيعة من مكان إلى مكان. هناك قدوم كثيف للشيعة العراقيين والأفغان والباكستانييين إلى سورية وهذا خطر كبير ليس فقط لسورية بل للمنطقة ككل».

ورد على سؤال «الحياة» عما إذا لمس أي تغيير في السياسة الفرنسية إزاء المعارضة السورية خلال لقائه ماكرون، قائلاً: «مثل اللقاء رسالة واضحة للشعب السوري أن فرنسا مستمرة على النهج ذاته ومع تطلعات الشعب السوري بأن يطمح للحرية والانتقال من نظام ديكتاتوري عسكري إلى دولة ديموقراطية مدنية».

وعن إذا كان تناول مع الرئيس الفرنسي نتائج محادثاته مع بوتين حول الملف السوري قال: «لم نتناول هذا الموضوع ولكن الرئيس ماكرون أكد لنا أنه يسعى مع كل الشركاء ومن ضمنهم روسيا للوصول إلى حل سياسي مرض للسوريين. وكرر ما قاله مع الرئيس الروسي حول الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها من ضمنها استخدام النظام للسلاح الكيمياوي، وأنه سيكون هناك رد فرنسي مباشر على هذه الأفعال. وبالتأكيد لم يستخدم أحد في سورية السلاح الكيمياوي إلا النظام ولا أحد يملك الأسلحة الكيمياوية إلا النظام».

وعن نتائج اجتماعات جنيف الأخيرةـ، قال حجاب: «منذ أن انطلقت جنيف في شباط ٢٠١٤ لم تحقق أي نقلة نوعية للانتقال السياسي والسبب الأساسي هو رفض النظام أن يتحدث في الموضوع، أو أن يكون جدياً في العملية السياسية . لذلك يضيع كل الوقت ويستثمر الديبلوماسية الدولية لشراء المزيد من الوقت لتحقيق مكتسبات على الأرض، سواء كان النظام أو حلفاءه الروس أو الإيرانيين».

وتابع «السبب الرئيسي وراء هذا هو عدم وجود إرادة دولية حازمة وحاسمة باتجاه تنفيذ القرارات الأممية سواء كان بيان جنيف لعام ٢٠١٢ أو القرار ٢١١٨ أو القرار ٢٢٥٤. الإدارة الأميركية السابقة للأسف كانت تتبع سياسة احتواء وتقديم التنازلات للروس وللايرانيين. وبالتالي هذه السياسة لم تأت باي نتيجة، بل بالعكس دفع الشعب السوري ثمناً باهظاً نتيجة التفاهمات التي حصلت بين الروس والأميركيين وموضوع الاتفاق النووي الذي قدمت بموجبه الإدارة الأميركية السابقة الشعب السوري مثل قربان للإيرانيين. وللأسف الشديد وقع مئات الآلاف من القتلى وملايين المشردين واللاجئين ودمار في سورية».

وأعرب حجاب عن أمله بأن يكون هناك موقف دولي حازم، موضحاً «تحدثنا مع وزير الخارجية الألماني الأسبوع الماضي والموقف الألماني جيد وواضح، فهم مع تطلعات الشعب السوري وأنه يجب أن يكون هناك حل سياسي من دون بقاء الأسد. وما يطرحه الألمان والأوروبيون الآن هو أنه لا تمكن إعادة الإعمار في سورية وبشار الأسد موجود، لأنه من دون انتقال سياسي لا تمكن إعادة الإعمار».

وفي ما يخص محادثات الأستانة، قال «شجعنا أشقاءنا في الفصائل للمشاركة في الأستانة وأرسلنا وفداً تقنياً مع الفصائل لمساعدتهم. كنا نقول وما زلنا إن التركيز هو على وقف إطلاق النار فقط وهذا ما فعله زملاؤنا في الأستانة خلال الجولات الماضية وإلى الآن والوضع على الأرض لم يتحسن كثيراً. أنا لا أقول إنه لم يتحقق خفض في مستوى العنف، ولكن ما نتمناه أن تنفذ القرارات الأممية تجاه وقف إطلاق نار شامل ووقف إطلاق النار العشوائي والطيران والبراميل، وهذا ما يتناوله القرار ٢٢٥٤ والقرار ٢٢٦٨ الذي صدر في ٢٠١٦ وفيه هدنة ووقف إطلاق نار شامل».

وعن الانتقادات لأداء المعارضة قال حجاب لـ «الحياة»: «أنا أيضاً أنتقد أداءها. الحقيقة أن المعارضة السورية في أسوأ أوضاعها وأحوالها. فهي مشتتة وغير مؤهلة لتقود المرحلة. والهيئة العليا التي أمثلها هي نتاج مكونات مختلفة للمعارضة السورية وبالتالي هذا ينعكس على أداء الهيئة العليا».

ورداً على حديث الروس عن أنه لا بديل للرئيس السوري وأن مغادرته تفتح الباب لفراغ سياسي، قال حجاب: «البديل لبشار الأسد ليس شخصاً بل مؤسسات وشرعية. هذه الشرعية إلى الآن لم تنجح المعارضة السورية بتكوينها. وأعتقد أن الآن الفرصة مواتية ويجب أن توحد المعارضة صفوفها وتنشئ جبهة واحدة عسكرية- سياسية- مدنية تستطيع أن تحل محل النظام».

ودعا المعارضة السورية إلى أن تستفيد من مسار المناطق الآمنة، لتعزز وجودها على الأرض في سورية، موضحاً «لا يجوز أن تكون المعارضة مقيمة في فرنسا أو تركيا أو أي بلد آخر، بل يجب أن تكون مع الشعب السوري وتعيش معاناته طالما هناك الآن حديث عن مناطق آمنة. هذه فرصة ذهبية للمعارضة السورية يجب أن تستثمرها».

الحياة

 

بوتين: معاداة روسيا تأتي بنتائج عكسية ولن تدوم الى الأبد

سان بطرسبورغ – أ ف ب – ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس، بـ”معاداة روسيا التي تأتي بنتائج عكسية ولن تدوم الى الأبد”، متحدثاً أمام المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبورغ.

 

وقال بوتين ان هذا الميل لمعاداة روسيا، مرتبط بقيام عالم متعدد الاقطاب ساهمت جهود روسيا في إنشائه، وخصوصاً بفضل جهود روسيا الأمر الذي لا يرضي بعض الأطراف التي تفرض على موسكو “قيوداً اقتصادية لا تأتي بأي تأثير” على موسكو.

 

هجوم لفصائل مدعومة من واشنطن على ميليشيات للنظام في البادية السورية

إنزال أمريكي في الرقّة يعتقل قيادات من تنظيم «الدولة»… وقصف روسي على تدمر بصواريخ من البحر

عواصم ـ وكالات ـ لندن ـ «القدس العربي» من احمد المصري: شنت فصائل من المعارضة السورية تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، صباح أمس الأربعاء، هجوما على قوات تابعة للنظام السوري وميليشيات إيرانية وعراقية تدعمه في مناطق في البادية السورية، وذلك عقب تلقيها أسلحة نوعية الثلاثاء، للتصدي لتقدم تلك الميليشيات المدعومة من إيران، ومنعها من فتح طريق إمداد بري بين العراق وسوريا، وذلك ضمن معركة أطلقت عليها اسم «الأرض لنا».

وقال «جيش أسود الشرقية» على صفحته في موقع «فيسبوك» إن قواته بالتعاون مع قوات «الشهيد أحمد عبدو» التابعة لـ«الجيش السوري الحر»، «شنّت هجوماً واسعاً على مواقع النظام والميليشيات الإيرانية في البادية السورية، حيث تمكنت من كسر خطوط الدفاع الأولى للميليشيات الإيرانية، والسيطرة على نقاط متقدمة بالقرب من حاجز ظاظا والسبع بيار».

وأشار «جيش أسود الشرقية» إلى «انسحاب سيارات محملة بقتلى من الميليشيات الإيرانية باتجاه مطار السين في منطقة القلمون الشرقي، وتصاعد ألسنة اللهب داخل مواقع النظام بعد استهدافها براجمات الصواريخ».

واعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، مساء الثلاثاء، أن وجود الميليشيات المدعومة من قبل إيران قرب منطقة التنف جنوبي سوريا والحدودية مع العراق والأردن، يشكل تهديداً لقوات التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال المتحدث باسم البنتاغون جيف دافيس «إن الميليشيات المقربة من النظام السوري تواصل حشد قواتها حول المنطقة التي أعلنت الولايات المتحدة أنها منطقة (فاصلة)».

وأضاف دافيس أنهم شاهدوا الميليشيات تقوم بدوريات في شمال وغرب التنف، وأن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ألقت منشورات من الجو لتحذير القوات الموالية للنظام من أجل الابتعاد عن المنطقة. واستطرد قائلاً «لا يمكن القبول بتلك الدوريات التي تقوم بها الميليشيات، ولا بوجود تهديد للعناصر المسلحة في منطقة الفصل، هذا يهدد التحالف».

وحذر دافيس من أنه «في حال رفضت القوات المدعومة من قبل النظام مغادرة المنطقة، فإن الولايات المتحدة سوف تخطو خطوات في إطار مبدأ حماية قوات التحالف».

وقصفت طائرات تابعة للولايات المتحدة في وقت سابق من الشهر الجاري الميليشيات المذكورة والمدعومة من قبل إيران، واستهدفت موكبا تابعا لتلك القوات بعد أن دخلت منطقة الفصل المذكورة في التنف، ودمرت العديد من المركبات.

وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس في تصريحات صحافية سابقة حول الموضوع إن الميليشيات المذكورة وُجّهت من قبل إيران.

وفي مدينة الرقة قصفت طائرات التحالف الدولي المدينة مساء الثلاثاء مما أدى الى وقوع قتلى وجرحى، حسب مصادر من داخل المدينة. وأضافت المصادر في مجمل حديثها لـ«القدس العربي» أن طائرات التحالف نفذت عملية إنزال شمال المدينة وقامت قوات خاصة لم تحدد جنسيتها باعتقال عدد من عناصر او قيادات في تنظيم «الدولة».

وقالت المصادر إن القصف طال بلدة عمدان في ريف الرقة وقرية الغراوي جنوب بلدة المنصورة وبلدة جعيدين، فيما نفّذت قوات التحالف الدولي عمليّة إنزال جوي في منطقة شنينة شمال مدينة الرقة، ورافق العملية رتل تابع للقوات الأمريكية، حيث قام الجنود الأمريكيون باعتقال 3 أشخاص من عائلة البعيّر، باعتبارهم عناصر في تنظيم «الدولة».

الجدير بالذكر أن طائرات التحالف الدولي ألقت قبل أيام منشورات على مدينة الرقة دعت فيها الأهالي لمغادرة المدينة بأقرب وقت، وتضمنت المنشورات تهديداً علنياً بالقتل «هذه فرصتك الأخيرة، الفشل في المغادرة قد يؤدي إلى الموت، الرقة ستسقط، لا تكن هناك وقتها».

من جهة أخرى قالت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأربعاء، إن سفينة حربية وغواصة روسيتين أطلقتا أربعة صواريخ كروز من البحر المتوسط على أهداف لتنظيم «الدولة» قرب مدينة تدمر السورية.

ونفذت الفرقاطة (ادميرال ايسن) والغواصة (كراسنودار) الضربة التي قالت وكالات أنباء روسية إنها الأولى من نوعها منذ تشرين الثاني/ نوفمبر واستهدفت متشددين وعتادا للتنظيم في منطقة شرقي تدمر.

وقالت الوزارة إن العتاد والقوات التي استهدفتها الضربة كان التنظيم قد نشرها من قبل في الرقة. وأضافت في بيان «تم تدمير جميع الأهداف».

وتابعت الوزارة أن روسيا حذرت الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل قبل إطلاق الصواريخ.

ولم تذكر الوزارة متى نفذت الضربة، لكن وكالات أنباء روسية نقلت عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله إن وزير الدفاع سيرغي شويجو أبلغ بنفسه الرئيس فلاديمير بوتين بالعملية العسكرية مساء الثلاثاء.

 

مضادات طيران روسية جديدة إلى دمشق… وضابط رفيع يؤكد أن الأسد مصمم على الوصول إلى التنف

كامل صقر

دمشق ـ «القدس العربي»: نقلت شبكات إخبارية سورية مؤيدة للحكومة عن قائد الفرقة الثالثة في الجيش السوري اللواء بركات بركات تأكيده استمرار عمليات الجيش العسكرية في البادية الجنوبية والشرقية للبلاد حتى الوصول إلى نقطة التنف الحدودية مع العراق.

الشبكات الإخبارية على شبكة «فيسبوك» نقلت عن اللواء بركات قوله خلال جولة تفقدية له في ريف حمص الشرقي ومرتفعات القلمون الشرقية «مهمتنا الأساسية مستمرة حتى فتح الطريق… حتى لو وقفت أمريكا في الطريق سنستمر وعلينا أن نبقى الأقوى وهذا قرار السيد الرئيس».

كلام قائد الفرقة الثالثة المنتشرة وسط البلاد وفي عمق البادية السورية يأتي في ظل إصرار الجيش السوري على التقدم نحو نقطة التنف الحدودية مع العراق واستمرار عملياته العسكرية هناك بدعم من حزب الله وإيران والقوات الروسية، فيما تسعى واشنطن لإفشال تلك العملية التي قد يعني استمرارها ونجاحها اتصال الجيش السوري مع قوات الحشد الشعبي العراقي على الحدود وما قد يغير هذا الاحتمال في موازين القوى على الجغرافيا السورية والعراقية على حد سواء.

وتبعد قوات الجيش السوري وحلفائه عن نقطة التنف الحدودية أقل من 20 كم بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من العمليات العسكرية التي انطلقت من التلال المجاورة لمطار السين العسكري باتجاه عمق البادية على مسافة تزيد عن مئة وخمسين كيلومتراً.

إلى ذلك، علمت «القدس العربي» من مصادر موثوقة أن الجيش السوري حصل مؤخراً وتزامناً مع عملياته في البادية الجنوبية والشرقية، حصل على مضادات طيران متطورة من روسيا، وإذ رفضت تلك المصادر الكشف عن نوعية تلك المضادات، كشفت أنها من النوع الذي يكون محملاً على عربات «بيك أب» رباعية ما يعني أنها مدافع حديثة مضادة للطيران.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد مؤخراً أن التهديدات التي يطلقها التحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص الاقتراب من منطقة التنف في البادية السورية تمس سيادة الجمهورية العربية السورية مباشرة مشدداً على أن هذه المسائل تحتاج إلى تسوية، وقال لافروف رداً على سؤال بهذا الشأن «إن الولايات المتحدة لم تكتف بالتهديد بل استخدمت القوة في تلك المنطقة والوضع مقلق لأنه يمس سيادة الجمهورية العربية السورية مباشرة وهذه المسائل تحتاج إلى تسوية وهذا ما يقوم به عسكريونا الآن حيث يتم العمل على القناة التي أنشئت سابقاً لمنع الاصطدامات بين القوات الروسية الجوية والتحالف الذي ترأسه الولايات المتحدة».

 

النظام السوري يطوي صفحة «عاصمة الثورة» بعروض عسكرية وفعاليات احتفالية في حي الوعر

هبة محمد

دمشق ـ «القدس العربي»: بعد ان انتهى النظام السوري برعاية حكومة موسكو، من إفراغ حي الوعر في مدينة حمص، وهجّر المدنيين والثوار على حد سواء، عقب اتفاق فرضه الأخير على كتائب المعارضة، أفضى إلى اخراج المحاصرين من أحيائهم إلى مناطق سيطرة الثوار، أقام النظام السوري بحضور رسمي وعسكري، عرضاً عسكرياً لوحدات الجيش أمام قصر العدل في الحي، ضمن فعاليات احتفالية، إشعاراً منه بنجاح عمليات المصالحات وفرض سيطرته على كامل حي الوعر، آخر معاقل المعارضة التي هجرت من مدينة حمص.

وخلال العرض الذي قدمته الكليات العسكرية بحضور أمين فرع جامعة البعث لحزب البعث محمد عيسى وعدد من أعضاء قيادتي فرعي حمص والجامعة لحزب البعث وأعضاء مجلس الشعب بالمحافظة وفعاليات عسكرية وحزبية ودينية، قال محافظ حمص طلال البرازي في تصريح صحافي ان النظام السوري يسعى الآن إلى إعادة الخدمات الأساسية سواء الاتصالات أو المياه أو الكهرباء والصرف الصحي وإعادة مؤسسات الحكومية إلى حي الوعر، مبيناً أن «المحافظة بدأت بتنفيذ خطة إعادة العمل في المؤسسات الحكومية بالوعر تدريجياً كما في قصر العدل ومقسم الاتصالات وقسم شرطة حمص الجديدة في الحي وغيرها» فيما تقوم اللجان المتخصصة بتقييم الأضرار تمهيداً لعودة المؤسسات إلى الحي خلال الفترة القليلة المقبلة.

فيما صرح قائد الشرطة اللواء خالد هلال بأن قسم شرطة حمص الجديدة بدأ عمله بعد خروج كتائب المعارضة من حي الوعر، مؤكدًا دخول عناصر الشرطة إلى مراكزها داخل حي الوعر.

مدينة حمص التي تضم 44 حياً هجّر النظام السوري معظمها، فيما واجه أهالي نحو 15 حياً تهجيراً كاملاً، ومنهم البياضة والانشاءات والخالدية وبابا عمرو وباب سباع وباب تدمر وباب دريب والقصور وغيرها من الأحياء، لما يمتلكون من رمزية لدى الثائرين على النظام، وشغلوا بمدينتهم اسم «عاصمة الثورة» وتم تفريغهم وتهجير أهلهم برعاية روسية، حيث كان آخر هذه الأحياء هو حي الوعر، وبذلك فرض النظام سيطرته على كامل المدينة، بعد حصار طويل وقصف بجميع أنواع الأسلحة.

ووفقاً لمصادر معارضة فقد دخلت كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية، في التاسع عشر من شهر أيار/ مايو إلى حي الوعر وتسلمت جبهات الحي الوعر عقب انسحاب كتائب المعارضة منها، وذلك بالتزامن مع التحضير لتهجير آخر دفعة من أهالي الحي إلى مناطق سيطرة الثوار، حيث استلمت الكتيبة الروسية جبهات الجزيرة السابعة، والجزيرة الثامنة، وأشار المصدر في لقاء مع القدس العربي ان القوات الروسية «تعمل في فرض سيطرتها على مصفاة حمص النفطية، والتي تعتبر أكبر المصافي النفطية في سوريا، إلا أن الخطوة الروسية تحتاج لتحييد الميليشيات الشيعية من المنطقة، وأن الاتفاق بين الروس وهذه الميليشيات يضمن بقاء الأخيرة لحين تفريغ حي الوعر بالكامل من المقاتلين والأهالي الرافضين للتسوية».

النظام السوري افتتح مكاتب للهجرة والجوزات، والأحوال المدنية في حي الوعر المحاصر في مدينة حمص، قبيل الانتهاء من إفراغ أهالي الحي، لتسهيل استخراج جوزات السفر للمهجرين، مقابل 400 ألف ليرة سورية، أي ما يساوي 800 دولار أميركي للجواز الواحد.

وحسب مصادر أهلية لـ «القدس العربي» فإن انشاء مكتب هجرة وجوازات داخل حي الوعر كان ضمن أحد بنود اتفاق حي الوعر، لإصدار جوازات لمن يريد من داخل الحي ولو كان مطلوباً لأفرع المخابرات لدى النظام، ولكن مقابل دفع رسم قنصلي 470 دولاراً للجواز، وبعد مماطلة طويلة افتتح النظام مكتب للهجرة وبدء اصدار الجوازات، ولكن مع تغير المبلغ المتفق عليه، ليكون الرسم 800 دولار.

وكان من المفترض ان يبدأ كل من مكتب الهجرة والجوزات ومكتب الأحوال المدينة عمله بعد خروج الدفعة الأولى من مهجري الوعر، إلا ان مكتب الأحوال المدنية بقي إلى ما بعد الدفعة الرابعة حتى بدء عمله الفعلي حسب المصدر.

 

أنقرة تؤكد أن تسليح واشنطن للأكراد السوريين أمر «بالغ الخطورة» و«قسد» تحذر «الحشد الشعبي» العراقي من دخول مناطق سيطرتها

عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: حذر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو امس الاربعاء من تسليم واشنطن أسلحة إلى المقاتلين الأكراد في سوريا الذين تعتبرهم أنقرة «إرهابيين»، مشيراً إلى أن ذلك «أمر بالغ الخطورة».

وقال ان «هذه الإجراءات في غاية الخطورة على وحدة وسيادة أراضي سوريا»، مضيفاً ان هذه الأسلحة يمكن ان تستخدم ضد تركيا و»كل الإنسانية» ايضاً. وتعتبر واشنطن ان القوات الديمقراطية السورية هي القوات المحلية الوحيدة القادرة على ان تقاتل الجهاديين وخصوصاً لاستعادة الرقة، عاصمة الامر الواقع لتنظيم «الدولة».

لكن انقرة التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني، المجموعة الانفصالية الكردية المصنفة من قبل الاتراك وحلفائهم الغربيين «إرهابية»، تتخوف من ان تستخدم هذه الأسلحة ضد تركيا.

وشدد الوزير التركي على القول «اذا كانت عودة الاستقرار إلى سوريا هي الهدف المنشود، فمن الضروري اذن العودة عن هذا الخطأ».وقال «نشدد على الخطر الذي يشكله دعم وحدات الشعب الكردية، على مستقبل سوريا».

وتتخوف تركيا من إنشاء منطقة يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا، على الحدود التركية. وشنت انقرة ايضاً هجوماً برياً في شمال سوريا في آب/اغسطس الماضي لصد تنظيم الدولة الإسلامية عن حدودها لكن ايضاً لمنع وصل مختلف المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية ببعضها البعض.

وقد حاولت الولايات المتحدة تهدئة تركيا، الشريك في اطار حلف شمال الاطلسي، من خلال التأكيد ان الأسلحة ستسلم بحكمة وتخضع للمراقبة حتى لا تصل إلى تركيا.

وقالت الولايات المتحدة إنها بدأت في توزيع أسلحة على فصيل كردي سوري يقاتل للمساعدة في استرداد مدينة الرقة من تنظيم «الدولة». وبذلك تمضي واشنطن في خطتها الحربية التي أثارت غضب تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أدريان رانكين-جالواي إن الجيش الأمريكي قدم للمقاتلين الأكراد أسلحة خفيفة ومركبات وأضاف أنه يعتقد أن الأسلحة وزعت الثلاثاء.

وقال مسؤول أمريكي آخر طلب عدم نشر اسمه إن توزيع الأسلحة بدأ في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة بناء على تفويض من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الشهر. وأبلغ مسؤلوون أمريكيون «رويترز» أن الولايات المتحدة تتطلع أيضاً لتعزيز التعاون المخابراتي مع تركيا لدعم حربها ضد حزب العمال الكردستاني. إلى ذلك حذر الناطق الرسمي باسم «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) طلال سلو قوات الحشد الشعبي العراقية من دخول الأراضي التي تسيطر عليها القوات في محافظة الحسكة شرقي سوريا. وقال سلو في تصريح لموقع «كردستان 24 « امس الأربعاء «سنتصدى لأي محاولة من قبل الحشد الشعبي للدخول لمناطق سيطرة قواتنا: لن نسمح لأي قوات بالدخول ضمن مناطق سيطرتنا».

وكان القيادي في الحشد الشعبي أمين عام منظمة «بدر» هادي العامري قال مؤخرًا إن قوات الحشد ستتقدم باتجاه مدينة القائم العراقية المقابلة لمدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي على الحدود السورية العراقية، الأمر الذي يجعلها في مواجهة مع قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على ريف محافظة الحسكة الجنوبي الشرقي.

وزار مستشار الأمن القومي العراقي صالح الفياض دمشق منتصف الشهر الجاري لنقل رسالة شفهية من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الرئيس السوري بشار الأسد حول «أهمية الاستمرار في تعزيز التعاون القائم بين سوريا والعراق في حربهما ضد التنظيمات الإرهابية التكفيرية، وخصوصاً فيما يتعلق بتنسيق الجهود في محاربة تنظيم داعش الإرهابي على الحدود المشتركة بين البلدين».

 

الأسد يتجاهل زيادة رواتب عمال سورية

إسطنبول ــ عدنان عبد الرزاق

تقدم الاتحاد العام لنقابات العمال بسورية (منظمة حكومية) بدراسة لحكومة بشار الأسد، تطالب بتحسين الرواتب والأجور لسد الفجوة السحيقة بين الدخل والإنفاق، والحد من تفاقم الصعوبات الاقتصادية التي يعانيها العمال، جراء ارتفاع الأسعار بمعدلات تصل لنحو 1200% منذ قيام الثورة السورية، وتراجع المستوى المعيشي للسوريين.

 

وقالت مصادر لـ “العربي الجديد” إن حكومة النظام السوري تجاهلت طلبات العمال بزيادة الرواتب في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها البلاد.

 

وكان وزير المالية بنظام بشار الأسد، مأمون حمدان، أعلن، منذ أسبوعين، أنه لا زيادة على الرواتب والأجور حالياً، وإن سلم الأولويات يبدأ بالجيش.

 

وقال نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال، إبراهيم عبيدو، في تصريحات صحافية، أول من أمس، إن الاتحاد تقدم بدراسة أعدها مركز الرصد العمالي، تصف بالتفصيل المشكلات والواقع المعيشي للطبقة العاملة.

 

وأشار عبيدو، إلى أن الدراسة، تضمنت مستويين الأول إسعافي والثاني قصير ومتوسط الأجل، وأوضحت أن مستوى ارتفاع الأسعار منذ عام 2010 وحتى الشهر الجاري، نحو 1200% بينما ارتفعت الرواتب والأجور بمقدار 200% فقط.

 

واقترحت الدراسة، التي اطلع عليها “العربي الجديد”، معالجة الأوضاع المعيشية على المستوى الإسعافي بزيادة الرواتب بمعدل 50% من الراتب الشهري، واقترحت، ضبط أسعار السلع والخدمات وإعادة النظر في موضوع الحوافز الإنتاجية بهدف زيادتها.

 

وحول المعالجة على المستوى متوسط الأجل، دعت الدراسة إلى إنشاء مناطق تجمع صناعات صغيرة ومتناهية الصغر (حرفية) مجهزة ببنية تحتية جيدة في كل محافظة آمنة ودعوة أصحاب المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر للعمل فيها مقابل أجور رمزية لمدة ثلاث سنوات ومنح القروض التشغيلية لمنشآت الصناعات الزراعية، ودعم أسعار الطاقة المستخدمة في تلك المنشآت وبقية المنشآت بهدف تخفيض تكاليف النقل والإنتاج.

 

كما دعت الدراسة إلى رصد الاعتمادات اللازمة لإنشاء صناعات الأدوات والمعدات والآليات الزراعية.

 

ودعت الدراسة حكومة الأسد إلى رصد الاعتمادات اللازمة لصناعات الطاقات المتجددة لدورها في تخفيض استيراد المشتقات النفطية والنظر بموضوع إصلاح القطاع العام الصناعي بجدية وإنجازه قبل نهاية العام الحالي، وإصلاح القوانين المرتبطة بعمل القطاع العام، ودعم التصدير وفرض رسوم جمركية مرتفعة على المستوردات من سلع الاستهلاك الترفي والكمالي.

 

وقدّمت الدراسة مقترحات لتأمين التمويل اللازم لهذه الإجراءات، ومنها إصدار سندات دين عام لاقتراض مليار دولار بمعدل فائدة مشجع بين 4 و5% سنوياً.

 

ويعقب المحلل السوري علي الشامي على الدراسة بقوله، إن جميع تلك المقترحات نظرية وغير جديدة، رغم أهميتها، ولكن لا يمكن تطبيقها لأن نظام الأسد يفقد السيطرة على جزء كبير من البلاد، كما يتجاهل الرقابة على الأسواق، بعد انتشار تجار الأزمات وتعمده حصر الاستيراد بعدد محدد من مقربين له.

 

ويضيف الشامي لـ “العربي الجديد” أن الدراسة طالبت بإصلاح القطاع العام، رغم علم اتحاد العمال أن ثمة صفقات تحضّر لطرحه للخصخصة وفق قانون التشاركية. ويعلم الاتحاد أيضاً أن القطاعات الرابحة وفي مقدمتها النفط والغاز، تخرج تباعاً عن سيطرة النظام لصالح روسيا وإيران، بل وبات استيراد المشتقات النفطية العبء الأكبر الذي يتحمله النظام السوري، حسب الشامي.

 

وحول مقترحات اتحاد العمال بالتمويل عبر طرح سندات خزينة ودين عام، أشار الشامي، من يشتري سندات حكومية من نظام شبه مفلس، بدّد كامل الاحتياطي النقدي الأجنبي وموارد الدولة، فضلاً عن أن التضخم السنوي الذي يلحق بالليرة، يفوق أي فائدة يمكن أن تطرحها الحكومة.

 

وأضاف “هذه هي الدراسة الرابعة التي يتقدم بها اتحاد العمال لحكومات الأسد لتحسين الرواتب، وأعتقد أنه لن يتلقى أي ردود مثل الدراسات والطلبات السابقة، لأن النظام أعلن أكثر من مرة، أنه لا زيادة على الرواتب والأجور الآن بسبب قلة الموارد، وقد مرّ اجتماع الحكومة هذا الأسبوع، دون الإعلان عن أي شيء فيما يخص الدراسة”.

 

وتعتبر الرواتب في سورية الأدنى بالعالم، قياساً لسعر الصرف والأسعار، وزادت الأجور في يونيو/حزيران من العام الفائت، 7500 ليرة سورية (15 دولاراً) وتلاها بعد يومين زيادة أسعار المشتقات النفطية بنحو 40%، لتمتص الزيادة وتساهم بزيادة تضخم الليرة السورية التي فقدت أكثر من 1000% من قيمتها منذ مطلع الثورة عام 2011.

 

وتشير دراسات رسمية أن نسبة الفقر بسورية نحو 80%، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتراجع سعر صرف الليرة من 50 ليرة عام 2011 إلى نحو 533 ليرة مقابل الدولار حالياً.

 

المقاومة العشائرية ل”داعش”في ديرالزور:لا ثقة بـ”التحالف الدولي

عدنان الحسين

عدم الثقة بـ”التحالف” بسبب تعقيد علاقاته مع “داعش”، والاختراق المتبادل بينهما (انترنت)

تنتشر أخبار يومية عن مقتل واغتيال قياديي “الدولة الإسلامية” في ديرالزور. القتل يحدث بطرق مختلفة، في أماكن مختلفة. ولا هوية لمنفذي العمليات، ولا أثر. ويتبع ذلك، مداهمات أمنية للتنظيم، في المناطق التي تتم فيها عمليات القتل والإغتيال. ومعظم الإصدارات الإعلامية الأخيرة للتنظيم، حذرت السكان من التعامل مع “التحالف الدولي” أو فصائل المعارضة ضده.

 

وبعيداً عن الإعلام والصحافة، وفي سرية تامة، تعمل مجموعات من الخلايا الميدانية المناوئة لـ”الدولة الإسلامية”، وتنشط في عمليات اغتيال وتصفية لقادة وعناصر التنظيم الفاعلين، في محافظة ديرالزور، تحت “دوافع المصلحة الوطنية والشخصية والإنتقام”.

 

“المدن” تعرّفت على أحد المُقرّبين من هذه الخلايا، والذي شرح طبيعتها بالقول: “تتشكل الخلية الواحدة من 4 أو 5 أشخاص، من المتضررين بشكل فعلي ومباشر من جرائم داعش”، ويقود معظم تلك الخلايا قيادات “عُرفية”، أي من أصحاب الشأن والنفوذ، سابقاً، من العشائر العربية، قبل مجيء التنظيم. وتلك الخلايا مرتبطة بوجود التنظيم، وستنتهي بزواله: “ففي حال انتهى التنظيم في المحافظة ستحل (الخلايا) نفسها بشكل تلقائي، فلا مستقبل لها”. ورغم ذلك، تعتبر تلك المجموعات من أقوى الحركات الفاعلة ضد التنظيم، في الشرق السوري، ما جعلها عرضة للإستهداف من قبل “داعش”، ومن قبل “التحالف الدولي”.

 

وتعمل تلك المجموعات بطرق سرية للغاية، وبنيتها عنقودية، فلا تعرف المجموعات بعضها، إلا من خلال قادتها، بهدف حمايتها من اختراق “داعش” أو من المجموعات والعناصر الأمنية التابعة لـ”التحالف الدولي” أو الدول الأعضاء فيه، والتي تنشط بشكل كبير في مناطق سيطرة التنظيم.

 

محاولة التواصل بشكل مباشر مع تلك المجموعات، باءت بالفشل التام، لرفض قادتها الحديث أو حتى نشر تفاصيل عملهم. مصدر “المدن” كان مسؤولاً عن إحدى المجموعات، قبل أن يغادر ديرالزور ومناطق التنظيم. وأوضح المصدر إن المجموعات العاملة هناك تجمعها رغبة الانتقام والتخلص من بطش “داعش”، ولا تعمل لمصلحة أي جهة محلية أو دولية، كما أنها ترفض التعاون مع تلك الجهات لأسباب كثيرة. المصدر أكد أن لا علاقة للمجموعات بـ”التحالف الدولي”، وأبدى شكوكاً بمسؤوليه وعملائه المنتشرين في مناطق سيطرة التنظيم.

 

وأوضح المصدر، بأن هناك انتشاراً في ديرالزور لمجموعات أمنية تتبع لدول أجنبية ولـ”التحالف الدولي”، وهي مرتبطة بـ”داعش”، بل أن عدداً من منتسبيها يتبع مباشرة للتنظيم، وبعضهم يتبوأ مناصب قيادية فيه. الإختراق الذي طال “داعش” كان واضحاً خلال الفترة الماضية عندما عمل “التحالف” والقوات الخاصة الأجنبية على سحب مسؤولي مجموعاتهم الأمنية، عبر عمليات إنزال جوي. المصدر أكد أن عمليات السحب للعملاء أو تصفيتهم، كانت تحدث “بعد كشفهم من قبلنا، أو من قبل التنظيم”.

 

المصدر أوضح لـ”المدن”، سبب عدم الثقة بـ”التحالف” بسبب تعقيد علاقاته مع “داعش”، والاختراق المتبادل بينهما. فعندما حاولت إحدى مجموعات المقاومة المحلية التي تعمل ضد التنظيم، التواصل مع “التحالف الدولي”، بهدف توسيع العمل وضرب رؤوس التنظيم، طُلِبَ حينها من مسؤول التواصل في المجموعة، بأن يقدم معلومات لـ”التحالف” عن الأمني في التنظيم الذي تتعامل معه المجموعة. مسؤول التواصل، قدّم معلومة مضللة، وكشف فيها أحد أسوء أمنيي التنظيم في المنطقة المعروف باسم “أبو كفخ”، كاختبار لمدى صدق نية “التحالف” في العمل. في اليوم التالي، تمت تصفية “أبو كفخ” من قبل الجهاز الأمني في تنظيم “داعش”. يتابع المصدر: “حينها تبين لنا بكل وضوح مدى الإختراق الذي يتعرض له التنظيم”.

 

ويؤكد المصدر، بأن مجموعات المقاومة والخلايا المتواجدة في ديرالزور، نفّذت عمليات قتل واغتيال لعشرات القادة الفاعلين في التنظيم، إذ “تسمعون بشكل شبه يومي مقتل القيادي الأمني والقائد العسكري في المنطقة كذا، وكله ناتج عن عمل أمني سري للغاية، لم يكشف عنه حتى اللحظة، ولن يكشف عنه أو من يقف وراءه حتى انتهاء التنظيم”.

 

ويشير المصدر، إلى أن عملياتهم المستمرة ضد قيادات التنظيم أقلقت “التحالف الدولي” وعملائه داخل التنظيم، ما دفعهم لسحب العديد منهم في عمليات أمنية وإنزال جوي، كانت آخرها بالقرب من مدينة الميادين، وتم فيها قتل جميع عناصر التنظيم وسحب أحد الأمراء.

 

وحركة المقاومة الممثلة بهذه المجموعات، باتت تُهدّد الخطط التي توضع من قبل عقول التنظيم، المرتبطين بجهات أجنبية، “خاصة أنها تسرع عملية سقوطه في المنطقة، وهو ما لم يحن وقته، بالنسبة لبعض الدول”.

 

ظهور مثل هذه المجموعات المقاومة هي نتاج مساوئ “داعش” وفظائعه، بعدما حاول تغيير النسيج الاجتماعي وضربه. وظهور مجموعات لها أجندتها المحلية الخاصة، لا تخدم مصالح أطراف خارجية، هي رد فعل على الأخطاء التي ارتكبها “داعش” وغيره من التنظيمات، والتي لا يُمكن غفرانها في مجتمع عشائري لا ينسى دماء أبنائه.

 

مقتل ريان مشعل..المهاجر من”حلب نيوز” إلى “أعماق أرض الخلافة

أكّد عدد من نشطاء المعارضة السورية مقتل مؤسس وكالة “أعماق” الإخبارية، التابعة لتنظيم “داعش”، ريان مشعل (الذي يُعرف كذلك باسم براء كادك)، في غارة شنّها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، على مدينة الميادين في ريف دير الزور، التي يسيطر عليها التنظيم بالقرب من الحدود السورية العراقية.

 

وفي حين لم يؤكّد التحالف أو المرصد السوري لحقوق الإنسان، حتى الساعة، مقتل مشعل، إلا أن شقيقه، أكّد النبأ عبر منشور في صفحته في “فايسبوك”، مؤكداً أن مشعل وطفلته قتلا في منزلهما في مدينة الميادين”. وقال “أزف إليكم نبأ استشهاد شقيقي الأكبر براء كادك، والمعروف باسم ريان مشعل، نتيجة غارة جوية للتحالف”.

 

من جانبها، قالت ريتا كايتس، مديرة موقع “سايت” لرصد أنشطة الجماعات المتشددة، إنّ “ضربة للتحالف قتلت مشعل على ما يبدو في دير الزور”، مضيفة إنّ “وكالة أعماق قدمت نفسها في صورة وكالة الأنباء الرسمية لداعش منذ تأسيسها في 2014، وأعلنت المسؤولية عن 24 هجوماً على الأقل حول العالم”.

 

ومشعل كان ناشطاً إعلامياً معروفاً في حلب قبل انضمامه لتنظيم “داعش”، وبحسب تصريحات محمد خالد، المدير التنفيذي في مجموعة “حلب 24 الإخبارية” لوكالة الصحافة الفرنسية، فإنّ مشعل “كان من الثوار القدامى في حلب، وهو عمل ناشطاً إعلامياً هناك حتى أواخر عام 2013، عندما أعلن انتقاله إلى أرض الخلافة في مدينة الباب في حلب”. وبعد ذلك انتقل مشعل إلى مدينة الرقة، معقل التنظيم، إلا أنه فرّ إلى الميادين قبل أربعة أشهر مع اقتراب قوات سوريا الديومقراطية المدعومة من الولايات المتحدة من المدينة الشمالية، بحسب خالد، الذي أكّد “من البداية عرفنا أنه يؤسس وكالة أعماق الإخبارية التابعة لتنظيم داعش، لأنه وجّه في ذلك الوقت نداءات كثيرة لناشطين في حلب أن ينضموا إليه”.

 

في السياق، ذكر موقع “عنب بلدي” أن مشعل كان مطلع الثورة السورية أحد المؤسسين لشبكة “حلب نيوز”، التي غطّت أحداث مدينة حلب وريفها، قبل أن يلتحق بتنظيم “داعش” أواخر عام 2013. ووجهت له اتهامات عديدة من قبل المقربين له في الشبكة والناشطين في مدينة حلب، بتسليم عدد من كوادر الشبكة للتنظيم، إلى جانب ناشطين إعلاميين عملوا في الثورة السورية.

 

إلى ذلك نشر الصحافي السوري، أحمد العقدة، منشوراً قال فيه إن مشعل كان أحد أبرز ناشطي مدينة حلب منذ تحريرها، ومن مؤسسي شبكة “حلب نيوز” التي كانت إلى جانب “مركز حلب الإعلامي” أبرز مصدرين للأخبار الميدانية عن حلب خلال سنوات الثورة الأولى. وأضاف العقدة “أغواه تنظيم داعش مع جملة من أغواهم من مقاتلين ومدنيين واعلاميين خلال محنة حلب الكبرى نهاية عام 2013، وانشق عن “الإعلام الثوري” خلال نفس الفترة التي كان يبطش بها التنظيم برفقاء دربه الناشطين قتلا واعتقالا واختطافا. وهووضع نفسه وخبرته بحلب وريفها وإمكاناته الاعلامية تحت تصرف التنظيم، وكان من مؤسسي ذراعه الاعلامي الأشهر وكالة أعماق الإخبارية”.

 

وتعتبر وكالة “أعماق” الوكالة الرئيسية والرسمية لتنظيم “”داعش”، وأطلقت في الأعوام الأولى لظهور التنظيم على الأراضي السورية، تزامنًا مع دخوله ريف حلب. وتعتبر الوكالة المصدر الأول لأخبار التنظيم، وتعتمد في بث أخبارها بشكل أساسي على موقع التواصل الاجتماعي “تيلغرام”، وتلقى حظراً دائماً من مختلف وسائل التواصل نظراً للحملات المنظمة لحظر أي أدوات تعنى بالتنظيم.

 

اشتباك كردي روسي حول الرقة

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، مقتل أكثر من 80 من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” أثناء خروجهم من مواقع لهم في الرقة إلى مدينة تدمر، ليل الثلاثاء الماضي. وأشارت إلى أن الرتل الذي استهدفته المقاتلات الروسية ضمّ 36 سيارة، و8 صهاريج، و17 سيارة “بيك آب” مزودة برشاشات.

 

وأكد البيان أن “قيادة مجموعة القوات الروسية، العاملة على أراضي الجمهورية العربية السورية، مستمرة في اتخاذ الإجراءات الضرورية للحيلولة دون خروج فصائل داعش من الرقة نحو محافظتي حمص وحماة”.

 

وألمحت وزارة الدفاع إلى وجود اتفاق بين “داعش” و”قوات سوريا الديموقراطية” تسمح الأخيرة بموجبه بخروج مقاتلي التنظيم من الرقة من دون اعتراض أرتالهم. وقالت الوزارة إن مسلحي “داعش” يعبرون نهر الفرات لدى خروجهم من الرقة، علماً أن “قوات سوريا الديموقراطية” تضرب طوقاً محكماً حول المنطقة بمشاركة قوات أميركية وفرنسية وبريطانية خاصة.

 

وأشارت الوزارة في بيانها، إلى أن “وحدات حماية الشعب” الكردية، وهي المكوّن الأبرز في صفوف “قوات سوريا الديموقراطية”، أوقفت حملتها العسكرية باتجاه الرقة، ما أوجد ثغرات على الأطراف الجنوبية للمدينة سمحت لـ”داعش” باستخدامها كممرات للخروج وإعادة تنظيم صفوفه.

 

“وحدات الحماية” نفت صحّة تلك الأنباء سريعاً، ونقلت وكالة “انترفاكس” الروسية عن متحدث باسمها قوله، إن “الوحدات” لم تبرم أي اتفاق يضمن خروجاً آمناً لمسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” من الرقة.

 

وقال مصدر “انترفاكس” إن “اللاعبين في سوريا كثيرون”، مرجحاً أن تكون الحكومة التركية قد أجرت اتصالات مع التنظيم من أجل خروج عناصره.

 

وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف قد قال، الأربعاء، إنه لا مجال للشك باتفاق حصل بين “قوات سوريا الديموقراطية” و”داعش” في الرقة. وأضاف “معلوماتنا بخصوص سماح قوات سوريا الديموقراطية لمسلحين من تنظيم داعش الإرهابي بمغادرة الرقة بأتجاه تدمر مؤكدة”.

 

وتابع “وزارة الدفاع الروسية تؤكد هذه المعلومات، وأنها مبنية على معلومات موثوقة. وعلاوة على ذلك، بعد أن علم التنظيم بتسريب هذه المعلومات، خرج من الرقة متجها إلى تدمر”.

 

ودعا لافروف إلى بحث هذه المسألة في المحادثات المقبلة في أستانة، معتبراً أن ما يحصل يظهر “عدم كفاءة” في التنسيق بين الأطراف التي تحارب الإرهاب في سوريا.

 

وفي وقت سابق، أكّدت “قسد” أنباء سرت عن مفاوضات تجري مع التنظيم من أجل خروجه من الرقة من دون قتال. وحددت “سوريا الديموقراطية” نهاية شهر أيار/مايو مهلة نهائية لخروج عناصر التنظيم من دون إيذائهم شرط ان يتضمن الاستسلام تخليهم عن أسلحتهم.

 

ويعود تاريخ هذا العرض إلى 25 أيار/مايو الماضي، حيث جاء في بيان لـ”قوات سوريا الديموقراطية”، إنه “نظراً للنتائج الايجابية للبيان الذي أصدرناه بتاريخ 15-05-2017 والذي أعلنا من خلاله حماية حياة من يسلم نفسه وسلاحه من المنتمين إلى المجموعات المسلحة بمن فيهم داعش مهما كانت صفتهم ومهمتهم لقواتنا تمهيداً لتسوية أوضاعهم و حماية لعائلاتهم وذويهم وأهلهم… نعلن تمديد هذه الفترة لغاية نهاية هذا الشهر 31-05-2017”.

 

وقالت المتحدثة باسم “قوات سوريا الديموقراطية” جيهان شيخ أحمد، إن هذا العرض جاء “بناء على مطالبات أهل الرقة الشرفاء… لتمكين أكبر عدد ممكن ممن غرر بهم أو أجبروا على الانضمام للاستفادة من هذه الفرصة”.

 

روسيا تدمر رتلا لتنظيم الدولة وتمنع محاولته مغادرة الرقة  

قالت وزارة الدفاع الروسية إن غارات روسية استهدفت رتلا من تنظيم الدولة الإسلامية خرج من مدينة الرقة باتفاق مع الأكراد، في وقت تحرز فيه قوات سوريا الديمقراطية تقدما بالريف الغربي.

 

وأفادت الوزارة بأن سلاح الجو الروسي قتل أكثر من ثمانين من أفراد تنظيم الدولة عند محاولتهم الخروج من الرقة ليل الثلاثين من الشهر الماضي.

وأوضحت أن الطائرات الروسية دمرت خلال هذه الغارات 36 سيارة وثمانية صهاريج و17 عربة مزودة برشاشات وقذائف.

 

وأكدت أن قيادة القوات الروسية في سوريا تواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون خروج مسلحي تنظيم الدولة من الرقة نحو محافظتي حمص وحماة.

 

ولفتت وزارة الدفاع الروسية في بيان إلى أن قواتها الجوية أحبطت محاولتين لخروج مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من الرقة خلال أسبوع.

 

وذكر البيان أن الطيران الروسي قصف قافلة متجهة من الرقة إلى تدمر يوم 25 مايو/أيار الماضي، مشيرا إلى أن مسلحي التنظيم حاولوا خلال اليومين الماضيين التوجه إلى تدمر.

 

وأوضح أن مسلحي التنظيم يعبرون نهر الفرات على الرغم من أنهم محاصرون من قبل قوات سوريا الديمقراطية وقوات أميركية وبريطانية وفرنسية خاصة، مشيرا إلى وجود ثغرات بالجهة الجنوبية للرقة يتسلل منها مقاتلو التنظيم ويعبرون نهر الفرات للخروج باتجاه الجنوب.

اتفاق الأكراد

من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عصبها الرئيسي- أبرمت اتفاقا مع تنظيم الدولة بما يوفر له ممرا آمنا من الرقة.

 

وأكد لافروف -خلال محادثات أجراها في موسكو مع نظيره الزامبي هاري كلابا- أن الجيش الروسي رصد حركة قافلة التنظيم باتجاه تدمر وضربها، مشيرا إلى أن الجيش سيفعل ذلك مع أي قافلة للتنظيم يتم رصدها في سوريا.

 

وفي هذا السياق، قالت مصادر للجزيرة إن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي سيطرت على قرية الحمام بريف الرقة الغربي، بعد معارك مع تنظيم الدولة.

 

وكانت وكالة أعماق التابعة للتنظيم أفادت أن مركزيْ الاتصالات في مدينة الرقة توقفا عن العمل، بسبب غارات أميركية استهدفتهما بشكل مباشر.

 

يُشار إلى أن مروحيات أميركية نفذت -وفق مصدر خاص للجزيرة- إنزالا جويا فجر أمس الأربعاء على موقع لتنظيم الدولة شرق مدينة الرقة التي يسيطر عليها التنظيم في شمال سوريا.

 

وذكر المصدر أن ثمانية من عناصر التنظيم -بينهم قادة ميدانيون- قـتلوا وآخرين أصيبوا جراء اشتباك في الموقع، كما تم تدمير سيارتين للتنظيم الذي سارع بإرسال تعزيزات عسكرية للمكان.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

مشافي سوريا في خط المواجهة  

محمود حريري جرّاح نشأ وترعرع في سوريا، لكنه لم يعد يتذكر كم مرة تعرض فيها المشفى الذي يعمل فيه بمدينة حلب للقصف منذ اندلاع الحرب عام 2011.

 

وما أكثر ما شاهد حريري بأم عينيه المرضى وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة على مناضد العمليات أثناء الهجمات العسكرية، وهناك مريض انتزع الأنبوب المغروس في جسده فرارا من المشفى الذي يتعرض للقصف.

 

وذات مرة كان في زيارة لمنشأة طبية قريبة عندما انهمرت القذائف على رؤوس من بداخلها. وأثناء فراره عثر على دماغ بشري ملقى على قارعة الطريق فالتقطه ووضعه في صندوق صغير ليسلمه لاحقا للمستشفى.

وعادة ما تبدو وحدة العناية المكثفة مرعبة لا سيما عندما تكون هدفا لإحدى الهجمات. وقال حريري في مقابلة بالهاتف مع مجلة فورين بوليسي الأميركية “نضطر تحت وطأة الهجوم إلى إحضار المحفات لإخراج المرضى المُغمى عليهم. ولأنه لا توجد مصاعد كهربائية فنحن نتولى حملهم والنزول بهم عبر الدرج”.

 

ويعتبر التدمير المتعمد للمشافي أحد أهم العوامل التي تدفع السوريين لمغادرة البلاد، ما فاقم من أكبر أزمة هجرة يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية. ولإنقاذ المرضى والأطقم الطبية، اضطر العاملون لنقل مستشفيات بكاملها إلى سراديب تحت الأرض ومغارات، وإقامة تحصينات أشبه بالاستحكامات الدفاعية حتى يتسنى الاستمرار في العمل تحت أزيز المدافع ودوي القنابل.

 

وتحدثت كاثلين فالون التي شاركت بإعداد تقرير حملة “من أجل سوريا” في ندوة استضافها معهد الشرق الأوسط في واشنطن دي سي قائلة “لقد باتت منشآت الرعاية الصحية أشبه ما تكون بالتحصينات العسكرية. فالمستشفيات الميدانية بسوريا ضُربت لتنتقل في الواقع للعمل في داخل مغارات وأقبية وسراديب”.

 

لكن محاولات نقلها إلى أماكن حصينة قد تُقوض الآن. ومع أن المنح التي تقدمها أميركا والأمم المتحدة ساهمت في إقامة تلك التحصينات المكلفة، فإن وكالة المعونة الدولية الأميركية تواجه تقليصا كبيرا في ميزانيتها في إطار برنامج “أميركا أولا” الذي يتبناه الرئيس دونالد ترمب.

 

ويساور منظمات الإغاثة القلق من أن يؤدي خفض التمويل الذي تحصل عليه إلى تعريض حياة الأبرياء للخطر، واستفحال أزمة اللاجئين ودفع الجماعات المتطرفة إلى ملء الفراغ.

 

وتُعد الحرب السورية أكثر الصراعات دموية بالقرن الـ 21 إذ أودت حتى الآن بحياة ما يزيد على 450 ألف شخص ونزوح ما يربو على 12 مليون آخرين. كما أدت إلى فرار 4.8 ملايين سوري إلى دول الجوار وأوروبا.

 

وإلى جانب الحملات العسكرية التي تشنها ضد الثوار، عمدت قوات الرئيس بشار الأسد إلى استهداف المرافق الطبية والمدارس ومنشآت البنية التحتية في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة.

 

ومنذ عام 2011، تعرضت 454 منشأة صحية للقصف، وفق تقرير نشرته حملة “من أجل سوريا” في مايو/أيار 2016. وكانت قوات النظام وحلفائهم الروس وراء 91% من تلك الهجمات. ويلجأ تنظيم الدولة الإسلامية أحيانا إلى خطف الأطباء لكنه لا يمتلك قوة جوية قادرة على شن غارات.

 

أما الجراح حريري القادم من حلب فهو يقضي عامه الأول من منحة دراسية بمبادرة هارفارد للعمل الإنساني، ويحدوه الأمل في العودة مجددا إلى سوريا في القريب العاجل. وهو يدرك أن حلا طويل الأجل لمعاناة الشعب السوري لا يمكن أن يتحقق إلا عبر سلام دائم.

 

وإلى أن يتم التوصل إلى ذلك السلام، فإن الخطوة التالية في حال تعذر صمود اتفاقيات الهدنة والمناطق الآمنة تكمن في حماية المشافي والأطباء ومن يتولون علاجهم من الجرحى والمرضى.

 

يقول حريري “وراء كل شخص قُتل قصة لعائلة أو أب أو أم أو أطفال. وفي الحقيقة فإن المسألة ليست في الأرقام لأن البشر ليسوا أرقاما”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

روسيا تستهدف مجدداً الجيش الحر في البادية السورية

دبي – العربية.نت

أفادت مصادر المعارضة السورية الخميس باستهداف غارات جوية روسية مناطق سيطرة #الجيش_الحر في #البادية_السورية حيث تدور معارك مع قوات النظام .

وأشارت المصادر إلى أن القصف الروسي استهدف مناطق بئر القصب وتل دكوة بالبادية السورية حيث يحاول الجيش الحر صد تقدم #قوات_النظام السوري باتجاه #معبر _التنف الحدودي مع #الأردن و #العراق حيث تتواجد قوات أميركية خاصة.

وكانت فصائل من #المعارضة_السورية التي تدعمها واشنطن، أكدت الأربعاء أيضاً تعرضها للاستهداف بقصف جوي نفذته #مقاتلات_روسية، أثناء محاولة التقدم في #البادية السورية، لدحر قوات النظام و #الميليشيات الموالية لها.

ووفقاً لما نقلت وكالة “رويترز” أمس الأربعاء عن الفصائل فإن ستة مقاتلات روسية قصفت مواقعهم التي تقدموا إليها باتجاه منطقة حاجز ظاظا الاستراتيجي، قرب قرية سبع بيار التي تقع على الطريق الدولي الذي يصل #دمشق ببغداد

داعش يحاول الفرار من الرقة

على صعيد آخر، أعلنت #وزارة_الدفاع_الروسية، اليوم الخميس، أنها تقصف أي مقاتلين من #داعش يحاولون الفرار من مدينة #الرقة معقل التنظيم في #سوريا ، مشيرة إلى أنها نفذت عمليتي قصف لهذا الغرض خلال الأسبوع المنصرم.

إلى ذلك، أشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن قوات #سوريا_الديمقراطية، التي تضم وحدات حماية الشعب الكردية، أوقفت حملتها العسكرية باتجاه الرقة، ما ترك ثغرات في الطرف الجنوبي للمدينة يستخدمها مسلحو داعش في محاولتهم مغادرة الرقة وإعادة تنظيم صفوفهم جنوبي المدينة.

وقالت الوزارة إن المقاتلات الروسية دمرت قافلة للمسلحين متجهة من الرقة إلى تدمر في 25 مايو/أيار بعد أن قصفت ثلاث قوافل مماثلة في وقت متأخر من مساء 29 مايو/أيار وفي ساعات النهار الأولى من 30 مايو/أيار.

 

الرقة السورية.. سيناريوهات ما بعد “التحرير

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تساؤلات تطرح بشأن هوية ومصير مدينة الرقة بعد استكمال العمليات العسكرية لطرد تنظيم داعش الإرهابي من جنباتها، إذ باتت الأطراف المشاركة في العمليات في تجهيز سيناريوهات ما بعد داعش.

فعلى بعد 50 كيلومترا شمالي المدينة يتمركز في بلدة عين عيسى عناصر “شرطة المستقبل” في الرقة، التي يبلغ قوامها 3 آلاف شرطي سيعملون على حفظ الأمن في المحافظة بعد طرد مسلحي داعش، وهي مهمة حددها لهم مدربون أميركيون وأردنيون.

 

على الجبهة المحيطة بالمدينة، تسعى ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية إلى تعزيز قبضتها على المناطق التي سيطرت عليها بعد معارك مع تنظيم داعش، إذ باتت قبضة الميليشيات تتخذ منعطفا جديدا بوصول أول دفعة من أسلحة أميركية إلى الأكراد في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

 

وهذا ما أكده المتحدث باسم البنتاغون، مؤكدا تسليم أسلحة خفيفة وآليات ورشاشات من أعيرة صغيرة إلى الأكراد.

 

وفي بيانه، شدد البنتاغون على أن ميليشيات سوريا الديمقراطية تبقى، بقناعة واشنطن، الوحيدة القادرة ميدانيا على تنفيذ مهمة دحر داعش من الرقة.

 

ميدانيا، تؤكد القيادة الأميركية انطلاق العملية الحاسمة قريبا، وتتحدث عن اقتراب الميليشيات التي تدعمها إلى تخوم مركز الرقة، إلا أن هناك لاعبا آخر سيحدد مجريات المعركة وما بعدها، وهو قوات النخبة السورية التابعة لتيار الغد، الذي يتزعمه الرئيس السابق للائتلاف الوطني أحمد جربا.

 

وتقول تلك القوات وقوامها من العشائر السنة في المنطقة، إنها تقاتل بالتنسيق مع مليشيات سوريا الديمقراطية إلا أنها ليست جزءا منها، وهذا يطرح تساؤلات بشأن مصير المدينة بعد استكمال العمليات العسكرية.

 

فمصير الرقة لن يبقى بمنأى عن تدخلات وحسابات اللاعب التركي كذلك، إذ يعني بدء تسليح الولايات المتحدة للأكراد، يعني رفضا صريحا من إدارة ترامب للخطة التي حاولت أنقرة إقناعها بها.

 

وهذه الخطة تستبعد العنصر الكردي من عملية الرقة وتبدد مخاوف أنقرة من التمدد الكردي على حدودها، فيما تحاول واشنطن تهدئة مَن المفترض أنه حليفها في الناتو، وتعد أنقرة بتعاون استخباراتي واسع، إلا أنها وعود يصعب التكهن بمدى التصديق التركي لها.

 

فكل ما صدر عن قياداتها، صب ويصب في خانة التهديد بإطلاق عملية جديدة على غرار غضب الفرات في العمق السوري، في حال تم تهديد أمنها، أما المعادلة التركية قد تقلب الكثير من الموازين بعد تحرير الرقة وربما قبل ذلك.

 

تنظيم داعش ينسحب من الرقة بوتيرة غير منتظمة بعد الضربة الروسية

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 1 يونيو 2017

روما- أكد الناشط السوري إبراهيم أبو عبد الله، أن نحو ألف مقاتل من مقاتلي تنظيم الدولة (داعش) انسحبوا  مع عائلاتهم من مدينة الرقة خلال شهر أيار/مايو الأخير.  وأشار إلى أن وتيرة الانسحاب خفّت قليلاً بعد أن استهدف الطيران الروسي عائلات مقاتلي التنظيم المنسحبين من المدينة وتسببت بمقتل العشرات منهم، وباتت وتيرة الانسحاب غير منتظمة ولا منضبطة.

 

ورجّح أبو عبد الله، المقيم في أطراف مدينة الرقة في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء وجود اتفاق على خروج المقاتلين، مشيراً إلى أن “مسارات آمنة” تُفتح لهم منذ شهر، لخروجهم على دفعات.

 

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أكّد وجود اتفاق بين ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وتنظيم داعش بخصوص فتح القوات الكردية ممرات آمنة لخروج مقاتلي التنظيم من الرقة دون قتال نحو البادية السورية، وقال إن لدى الروس “معطيات موثوقة” حول الأمر، وشدد على رصد تحرك عناصر تنظيم الدولة من الرقة نحو تدمر، ما دفع سلاح الجو الروسي لقصف مواكبهم، وفق قوله.

 

وكان مصدر روسي في وزارة الدفاع أكّد أن موسكو لن تسمح بتطبيق هذا الاتفاق، وستمنع خروج مقاتلي التنظيم من الرقة باتجاه الجنوب، وأشار إلى أن سلاح الطيران الروسي استهدف في 25 أيار/ مايو الماضي قافلة تابعة للتنظيم الارهابي مكونة من 32 سيارة كانت متجهة من الرقة إلى تدمر، وقتل لا يقل عن 120 عنصراً من التنظيم.

 

إلى ذلك، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “روسيا تريد القول أنها هي من يحارب تنظيم داعش، وأن هناك اتفاق بين الولايات المتحدة وقوات سورية الديمقراطية مع التنظيم من أجل تأمين مخرج لهم من مدينة الرقة”.

 

وسبق لميليشات قوات سورية الديمقراطية التابعة للحزب الكردي أن تعهدت نهاية الشهر الجاري أن لا تُلحق أي ضرر بمقاتلي التنظيم بالرقة إذا ما استسلموا ودعتهم إلى إلقاء أسلحتهم.

 

وعلى الجانب العسكري، أكّد أبو عبد الله أن الميليشيات الكردية لم تدخل بعد أي حي من أحياء الرقة، ومازالت على بعد مئات الأمتار عن أولى مباني المدينة، لكنها “لا تواجه بمقاومة ذات معنى عسكري كبير، وتساندها قوات التحالف بقصف جوي مكثف على أطراف المدينة”. ورأى أنه “من المرجّح أن تتبع هذه القوات وقوات التحالف الجوية سياسة الأرض المحروقة في بداية دخولها للمدينة، إن لم يتم الاتفاق مع مقاتلي التنظيم على تسليم مواقعه دون قتال، وهو أمر غير مستبعد في ظل عدم وجود تصدّي عسكري ذي معنى لهذه القوات الكردية، ويُعتقد بالمقابل أن تنظيم الدولة قد فخّخ جبهات منطقة المواجهة الشرقية والشمالية تحسباً لأي هجوم مباغت”، وفق أبو عبد الله.

 

بالمقابل، نفى الناطق باسم ميليشات قوات سورية الديمقراطية الكردية طلال سلو وجود أي اتفاق مع تنظيم داعش لتخصيص ممر آمن للخروج من مدينة الرقة، وقال إن الوحدات الكردية تحاصر الرقة من كل الجهات باستثناء الجهة الجنوبية.

 

ووفق معارضين سوريين، فإن الولايات المتحدة رفعت خلال الأيام الأخيرة من مستوى تسليحها للقوات الكردية، ويرافقهم مقاتلون من التحالف، وأُدخلت مئات الآليات العسكرية مصحوبة بعتاد وذخيرة ومستشارين عسكريين والعشرات من الجنود في القوات الخاصة الأمريكية، قدموا من شمال العراق، للمشاركة في معركة الرقة.

 

النظام السوري يحشد لمواجهة محتملة في الجنوب

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 31 مايو 2017

روما- قالت مصادر في المعارضة السورية المسلحة إن النظام والميليشيات الرديفة له تحشد قوات إضافية كبيرة باتجاه جنوب البلاد، فيما يُعتقد أنه استعداد لمواجهة عسكرية محتملة تشهدها محافظة درعا وريفها، نافية أن يكون الجنوب السوري قد دخل مرحلة الهدنة الموثوقة.

 

وأوضح إياد بركات، من الجيش السوري الحر المرابط على الحدود السورية الأردنية قرب معبر نصيب، أن “النظام دفع خلال الأيام الثلاثة الأخيرة بقوات جديدة للجنوب، باتجاه مدينة درعا وبعض أنحاء ريفها الذي يسيطر عليه النظام، مزودة بدبابات وناقلات جند ومدافع”.  وأشار إلى وجود “غموض في نوايا” هذه القوات، خاصة وأن منطقة الجنوب السوري المحاذية للشريط الحدودي مع الأردن، قيل أنها منطقة ممنوعة على قوات النظام بعزم إقليمي ودولي.

 

وعن استعدادات فصائل المعارضة المسلحة لمواجهة مثل هذا الهجوم فيما لو تم، قال بركات “لا جديد على صعيد فصائل المعارضة، فهي مازالت قادرة على صد أي هجوم لقوات النظام والميليشيات الرديفة، سواء من حزب الله أم من إيران، طالما أن النظام لا يستخدم سلاح الطيران”.  وأضاف “لكن ليس لدينا أي ضمانة أن تصمد الفصائل في الجنوب إن حشد النظام وإيران المزيد من القوات، وإن ساندهم الروس”.

 

ويسعى النظام السوري وحلفاؤه لزيادة الوجود في شرق وجنوب سورية، رداً على تحذيرات أمريكية بضرورة عدم اقتراب قوات النظام والميليشيات المقاتلة معها لمنطقة التنف شرق سورية، وتلميح بعض الولايات المتحدة بأن جنوب سورية هي منطقة مُرشّحة لأن تكون منطقة محمية وعازلة.

 

وفي آذار/ مارس 2016، بدأت الولايات المتحدة تُدرّب مئات المقاتلين المعارضين، وأرسلتهم لسورية إلى الحدود مع الأردن من جهة، وإلى الشرق (منطقة التنف) من جهة أخرى، وأصبحوا رأس حربة ضد قوات النظام السوري بدعم من التحالف الدولي.

 

وتؤكد مصادر في المعارضة السورية أن الولايات المتحدة، وإسرائيل، مهتمتان بمنع تمدد الميليشيات الايرانية أو الشيعية اللبنانية في الجنوب الغربي لسورية المحاذي لهضبة الجولان التي يحتلها الإسرائيليون، فيما تسعى فصائل المعارضة السورية لوضع حد يمنع تمدد القوات الإيرانية وقوات حزب الله نحو حزام أمني نظري تأمل هذه الفصائل أن تُثبّته بدعم أمريكي.

 

ووفق أهالي المنطقة، لا يُقدّم الروس دعماً جوياً لقوات النظام أو الميليشيات الرديفة لها في جنوب سورية، فيما يستمر النظام باستخدام المروحيات والبراميل المتفجرة، في درعا والقنيطرة.

 

روسيا: نقصف أي مقاتلين لتنظيم الدولة الإسلامية يحاولون الفرار من الرقة

موسكو (رويترز) – قالت وزارة الدفاع الروسية يوم الخميس إنها تقصف أي مقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية يحاولون الفرار من مدينة الرقة السورية مشيرة إلى أنها نفذت عمليتي قصف لهذا الغرض خلال الأسبوع المنصرم.

 

ويدعم تحالف تقوده الولايات المتحدة ائتلافا لجماعات مسلحة كردية وعربية في حملته لاستعادة السيطرة على الرقة معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

 

لكن وزارة الدفاع الروسية قالت يوم الخميس إن قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية، أوقفت حملتها العسكرية باتجاه الرقة مما ترك ثغرات في الطرف الجنوبي للمدينة يستخدمها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في محاولتهم مغادرة الرقة وإعادة تنظيم صفوفهم جنوبي المدينة.

 

وقالت الوزارة إن المقاتلات الروسية دمرت قافلة للمسلحين متجهة من الرقة إلى تدمر في 25 مايو أيار وقصفت ثلاث قوافل مماثلة في وقت متأخر من مساء 29 مايو أيار وفي ساعات النهار الأولى من 30 مايو أيار.

 

وقالت الوزارة في بيان إن “خسائر الدولة الإسلامية تشمل أكثر من 80 إرهابيا و36 مركبة وثماني شاحنات وقود و17 شاحنة بيك أب مزودة بقذائف مورتر ومدافع آلية”.

 

وأضافت الوزارة أنها “ستوقف بقوة أي محاولات من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية لمغادرة الرقة. إن القوات الجوية الروسية في سوريا لديها قوة النيران والوسائل للقضاء على الإرهابيين بفعالية في أي وقت من النهار أو الليل”.

 

كما لجأت روسيا هذا الأسبوع إلى بحريتها لضرب أهداف برية. وقالت يوم الأربعاء إن سفينة حربية وغواصة روسيتين أطلقتا أربعة صواريخ كروز من البحر المتوسط على أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية على مقربة من تدمر.

 

(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية – تحرير نادية الجويلي

 

محلل الأمن القومي لدى CNN: قد يكون رمضان شهراً طويلاً مميتاً.. ويجب رفع التأهب الأمني خاصة في ليلة الـ27

مقال لبيتر بيرغن، محلل شؤون الأمن القومي في شبكة CNN، ونائب رئيس مؤسسة “أمريكا الجديدة” وأستاذ ممارسة في جامعة أريزونا الأمريكية، ومؤلف كتاب “الولايات المتحدة الجهادية: تقرير عن إرهابيي أمريكا محليي المنشأ.”

 

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– تفجير الشاحنة المفخخة في كابول، الأربعاء، الذي أسفر عن مقتل 90 شخصاً وإصابة 400 آخرين، يُبشر بما قد يكون رمضاناً مميتاً (الذي بدأ الجمعة).

 

في الماضي، كان رمضان يُعد شهراً للسلام والطمأنينة. إذ طالب مبعوثو الأمم المتحدة وزعماء العالم وحتى جماعات المتمردين بوقف إطلاق النار في الأجزاء التي يتمركزون فيها من العالم.

 

لكن “داعش” لديه خطط أخرى. إذ رغم أن شهر رمضان هو الشهر الذي تصوم وتصلي فيه الغالبية العظمى من المسلمين، فإن “داعش” يطالب أتباعه بارتكاب أعمال إرهابية شنيعة.

 

ولم يكن هذا العام مختلفاً. إذ دعا “داعش” إلى شن هجمات خلال شهر رمضان عبر قناة على “يوتيوب” وعبر إحدى مجلاته الإلكترونية “رومية”.

 

ويبدو أن الإرهابيين قد يستجيبون لدعوات “داعش”. إذ في مصر، أطلق مسلحون النار على حافلة تقل أقباطاً، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 28 شخصاً، الجمعة الماضية. وزعم “داعش” مسؤوليته عن الهجوم.

 

وتسبب تفجيران في بغداد بمقتل ما لا يقل عن 22 شخصاً، الثلاثاء. وفي هجوم خسيس بشكل خاص، انفجرت إحدى القنابل خارج متجر للآيس كريم. وذكرت CNN أن أغلب الضحايا كانوا من النساء والاطفال. وأعلن “داعش” مسؤوليته عن التفجيرين أيضاً.

 

ويأتي تفجير كابول الضخم، الذي وقع في حي السفارات في وسط المدينة. وكان معظم الضحايا، كما هو الحال في كثير من الأحيان بمثل هذه الهجمات، من الأفغانيين العاديين، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى، الذي يبلغ الآن 90 شخصاً.

 

ونفت حركة “طالبان” مسؤوليتها عن تفجير كابول، ما قد يعني أن “داعش” كان مسؤولاً عن هذا الهجوم أيضاً.

 

ولكن إذا كنا سنتعلم من التاريخ، فإن هذه الهجمات خلال رمضان يُرجح ألا تقتصر على الشرق الأوسط وآسيا.

 

إذ في أواخر مايو / أيار 2016، دعا متحدث باسم “داعش” إلى شن هجمات في الغرب خلال شهر رمضان.

 

وبعد أقل من شهر، في 12 يونيو / حزيران 2016، قتل عمر متين 49 شخصاً في ملهى ليلي للمثليين في أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية. وكان متين قد تعهد بالولاء لتنظيم “داعش” خلال هجومه، الذي يُعد أسوأ هجوم إرهابي وقع على الأراضي الأمريكية منذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001.

 

أخبرني مايكل سميث الثاني، المحلل الأمريكي الذي يتابع بعناية دعاية “داعش”، أن خدمة “ناشر” الإخبارية التابعة لـ”داعش” دعت الأسبوع الماضي إلى شن هجمات في الغرب تشابه نداءات “داعش” لمثل هذه الهجمات العام الماضي.

 

ويجب أن تؤخذ هذه التحريضات على محمل الجد. خاصة في يوم الـ27 من رمضان، التي تُعتبر على نطاق واسع “ليلة القدر”.

 

في عام 2016، صادف يوم 27 من رمضان 2 يوليو/ تموز. هذا هو نفس اليوم الذي ذبح فيه عناصر “داعش” 20 شخصاً 20 في مطعم يرتاده الأجانب في عاصمة بنغلاديش، دكا.

 

وكان اليوم السابع والعشرين من رمضان في عام 2016 هو نفس اليوم الذي نفذ فيه تنظيم “داعش” تفجير سيارة مفخخة أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص في بغداد.

 

يجب أن تكون خدمات الأمن من أفغانستان إلى الولايات المتحدة في حالة تأهب طوال شهر رمضان، ولكن خصوصاً في ليلة السابع والعشرين من الشهر الفضيل.

 

تحليل: طلاق يلوح بالأفق بين أوروبا وأمريكا.. هل تقطف الصين الثمار؟

لندن، بريطانيا (CNN) — يبدو أن الصراع الدائر حاليا بين قادة أسواق الغرب، وخاصة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، قد يصب في صالح طرف واحد، الصين، ومن المتوقع أن يظهر ذلك جليات خلال الاجتماعات المقررة في بروكسل الخميس بين قادة الدول الكبرى، إذ تتباين الآراء الأوروبية مع آراء البيت الأبيض حول قضايا الدفاع والتجارة وحماية البيئة.

 

مستقبل الصراع والدور الصيني فيه سيظهران بشكل جلي في أعقاب القمة السنوية بين الصين والاتحاد الأوروبي، إذ من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الصيني، لي كه تشيانغ، مع نظرائه في أوروبا، على أن يعقب ذلك بساعات الخطاب المتوقع للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي يُنتظر أن يُعلن فيه انسحاب أمريكا من معاهدة باريس لحماية البيئة.

 

وقالت دراسة تحليلية صادرة عن مركز “هاي فريسكونسي إيكونومكس” إنه الإدارة الأمريكية لم تعد توفر للأوروبيين ما يحتاجونه على صعيد النظام الاقتصادي العالمي، أي الأمن والازدهار، ما سيسمح بظهور “محور جديد للقوة” يضم الصين وأوروبا بحال واصلت واشنطن النأي بنفسها عن تحمل دورها القيادي العالمي.

 

ورغم المؤشرات والفرص الواعدة لتحالف من هذا النوع، إلا أن التحديات ستكون كبيرة جدا دون شك، فهناك فوارق هائلة بين النماذج الاقتصادية الأوروبية ونظيرتها الصينية، علاوة على الاختلافات السياسية حول قضايا رئيسية، بما فيها حقوق الإنسان.

 

ولكن الاختلافات قد لا تكون كافية لإخفاء نقاط التقارب القائمة، فأوروبا والصين ينتابهما القلق حيال سياسات الرئيس دونالد ترامب الحمائية وكلاهما من مؤيدي التجارة الحرة والعولمة، بل إن الرئيس الصيني كان الخطيب الرئيسي في افتتاح قمة دافوس كما استضاف مؤتمرا دوليا حول خطة الصين لتعزيز التجارة العالمية.

 

غير أن بعض القادة في أوروبا ينتابهم القلق حيال التوسع المتسارع للتجارة الصينية ويشعرون بإمكانية سعي بكين للسيطرة على التجارة العالمية عن طريق “استعمار جديد” اقتصادي هذه المرة، وهم يصرون على القول بأن التجارة يجب أن تسير بالاتجاهين، بمعنى أن تنفتح السوق الصينية بشكل أكبر على العالم. وقد أوضح يورخي ويتكي، رئيس غرفة التجارة الأوروبية، المعادلة القائمة بالقول إنه مقابل كل خمسة قطارات محملة بالبضائع تغادر مدينة تشونغتشينغ الصينية باتجاه ألمانيا يعود واحد فقط منها محملا بالبضائع الألمانية إلى الصين.

 

وتشعر أوروبا بالقلق حيال أمر آخر، ويتمثل بالتوسع الصيني الكبير في شراء الشركات الأوروبية، فقد ارتفت الاستثمارات المباشرة بواقع 77 في المائة العام الماضي لتصل إلى 35 مليار دولار، بزيادة تعادل خمسة أضعاف ما كانت عليه عام 2013، أما الاستثمارات الأوروبية في الصين فقد تراجعت للعام الخامس على التوالي سنة 2018، ولم تتجاوز ثمانية مليارات دولار.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى