أحداث الخميس 05 شباط 2015
معارك النظام والأكراد تمتد إلى حلب
لندن – «الحياة»
استعادت القوات النظامية السورية السيطرة على تل استراتيجي في ريف حلب شمالاً، لكنها فوجئت بمعركة جديدة مع المقاتلين الأكراد في أحياء حلب، ثانية كبريات مدن البلاد، في وقت أخلى عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مواقعهم في ريف عين العرب (كوباني) ما سمح للمقاتلين بالسيطرة على 50 قرية قرب حدود تركيا.
وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أمس، بأن قوات النظام «استعادت السيطرة على تل المياسات قرب منطقة البريج شمال شرق حلب بعد قصف عنيف بالمدفعية وقاذفات الصواريخ والبراميل المتفجرة على المنطقة»، التي كان مقاتلو المعارضة سيطروا عليها أول من أمس. وأضافت: «قوات النظام استعادت التل الاستراتيجي بعد 24 ساعة من سيطرة المعارضة عليها وتم أسر 15 جندياً نظامياً».
من جهة أخرى، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن «اشتباكات دارت بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية ووحدات حماية الشعب الكردي من طرف وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من طرف آخر في حي الأشرفية شمال حلب، ترافق مع قصف متبادل من الطرفين على مناطق الاشتباكات».
ويؤشر هذا إلى امتداد المواجهات بين النظام و «وحدات حماية الشعب» الكردي التابعة لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» برئاسة صالح مسلم، إلى حلب بعدما اندلعت معارك نادرة في الحسكة شمال شرقي البلاد أنهت التفاهم الضمني بينهما القائم منذ سنتين.
وقال «المرصد» إن «وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بلواء ثوار الرقة والكتائب المقاتلة لا تزال مستمرة في تقدمها في ريف مدينة عين العرب من دون أي مقاومة من تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي يخلي عناصره الريف تدريجياً، فارتفع إلى 50 عدد القرى التي سيطرت عليها وحدات الحماية والكتائب المقاتلة».
في دمشق، قصفت قوات النظام مناطق في مدينة دوما في الغوطة الشرقية، وفق «المرصد»، الذي أفاد بأن ثلاثة مقاتلين قتلوا «خلال الاشتباكات العنيفة والمستمرة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط مدينة دوما، وسط تنفيذ الطيران الحربي غارات على مناطق الاشتباكات».
وكان قائد «جيش الإسلام» زهران علوش الذي يتخذ من دوما مقراً له، أعلن أن دمشق «مدينة عسكرية» وأن مقاتليه سيقصفون المراكز الأمنية والعسكرية للنظام.
«داعش» يعدم سعوديين فروا من «عين العرب» وجثثهم متحللة في الشوارع
الدمام – منيرة الهديب
< علمت «الحياة» أن سعوديين منتمين إلى تنظيم «داعش» الإرهابي لقوا حتفهم على أطراف مدينة عين العرب (كوباني) السورية، على يد رفاقهم في التنظيم، بعد أن قرروا الانسحاب من المعركة التي هُزم فيها «داعش»، إلى القرى المحيطة بها. (للمزيد)
ويُضـــاف هــؤلاء القتلـى السعوديون إلـى عشرات من مواطنيهم الذين قتلوا خلال الأشهر الخمسة الماضية في مدينة عين العرب، منذ أن قرر «داعش» غزوها في أيلول (سبتمبر) الماضي. وأفادت إحدى العائلات القاطنة في منطقة بيج المدينة في عين العرب (تحتفظ «الحياة» باسمها)، أن وجود السعوديين في منطقتهم كبير، وأن هناك «أسراً سعودية، وليس أفراداً فقط». وقال أفراد من الأسرة لـ«الحياة» في اتصال هاتفي أمس: «شارك عدد من السعوديين من عناصر داعش في تدمير عين العرب، ولم يقتصر عملهم على القتال فقط، وإنما شكلوا جهاز حسبة متكاملاً، يختص بحل النزاعات والخلافات وإقامة العقوبات على المدنيين والمخالفين في المنطقة. وغالبية أعضاء الجهاز سعوديون». وقال لـ«الحياة» ناشط سوري في مجال حقوق الإنسان، يتردد على منطقة عين العرب، بعد جولة سريعة قام بها في منطقة عين العرب: «شاهدت مناظر مفجعة، لجثث متعفنة بشكل كبير، لم تدفن عمداً، وتم التعرف على بعضها. ويرجح أنها لسعوديين، وتم التأكد من هوية بعض الجثث السعودية على رغم حرقها»، وأشار إلى «كثرة الخليجيين والسعوديين الذين قضوا في معارك عين العرب». وأضاف الناشط: «أكبر ضربة وجّهت للتنظيم هي مقتل مفتيها عثمان آل نازح، في غارة جوية مطلع كانون الثاني (يناير) الماضي. وتبعته أسماء كثيرة، ما أدى إلى انسحاب بقية عناصر التنظيم للمناطق الجنوبية من عين العرب».
وأوضح أن «السعوديين لا يزالون يختارون النقاط القيادية في جبهات عين العرب، إذ لا يزال القصف والعمليات العسكرية مستمرين»، مؤكداً وجودهم حالياً في الريف الجنوبي لعين العرب.
واشنطن تتوقّع تعزيز “النصرة” عملياتها في لبنان
المصدر: العواصم الاخرى – الوكالات
واشنطن – هشام ملحم
قال مدير استخبارات وزارة الدفاع الاميركية الجنرال فينسنت ستيوارت ان واشنطن تراقب الدعم الذي تقدمه “جبهة النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة” للهجمات الارهابية الخارجية على المصالح الاميركية والغربية. واضاف في شهادة أدلى بها الثلثاء في الكونغرس: “نحن نتوقع ان يحاول هذا التنظيم توسيع الاراضي التي يسيطر عليها في 2015 ابعد من مناطق عملياته في سوريا وتعزيز قدراته العملانية في لبنان، حيث يقوم بعمليات ارهابية”.
وأضاف الجنرال ستيوارت الذي كان يعدد اخطار التنظيمات الارهابية في الشرق الاوسط ان “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الايراني و”حزب الله” اللبناني هما “أداتان لخدمة السياسة الخارجية الايرانية ويعكسان قدرة ايران على نشر قواتها في العراق وسوريا وابعد من ذلك … وحزب الله يواصل دعم نظام الرئيس السوري الاسد…”. وأشار الى ان “حزب الله نشر المدربين والمستشارين في العراق لمساعدة الميليشيات الايرانية والعراقية والتي تحارب المتطرفين السنّة هناك”.
وعن توقعاته لسير العمليات القتالية في سوريا في السنة الجارية، قال إن تقويم استخباراته هو ان النزاع يسير بطريقة تلائم نظام الرئيس بشار الاسد. ورأى ان وضع قوات النظام في محيط مدينة حلب هو افضل من وضع قوى المعارضة “وتوقعاتنا في 2015 هي ان قوات النظام سوف تطوق حلب وتقطع خطوط امدادات المعارضة، وحصار المعارضة، وحلفاء دمشق الاساسيين في القتال ضد المعارضة، أي حزب الله وايران يواصلان توفير التدريب والمشورة والدعم اللوجستي المكثف للحكومة السورية وانصارها”. ولكن: “على رغم تحسن الوضع العسكري للنظام السوري وخصوصاً في مجال القوة النارية والتفوق الجوي، فإنه سيواصل القتال بصعوبة ولن يكون قادراً على ان يهزم المعارضة بشكل حاسم في 2015”.
الأكراد يتقدمون حول كوباني
على صعيد آخر، يواصل المقاتلون الاكراد تقدمهم في محيط مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية الحدودية مع تركيا من دون مقاومة تذكر من تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، وقد استعادوا خلال عشرة ايام اكثر من 50 قرية.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له في بريد الكتروني: “تواصل وحدات حماية الشعب مدعومة من لواء ثوار الرقة وكتائب مقاتلة (معارضة)، تقدمها في ريف مدينة عين العرب (كوباني)، وارتفع إلى ما لا يقل عن خمسين عدد القرى التي سيطرت عليها الوحدات في محيط المدينة وريفها منذ 26 كانون الثاني 2015”.
واستعاد المقاتلون الاكراد السيطرة على كوباني في 26 كانون الثاني بعد معركة استمرت منذ 16 ايلول مع مقاتلي “داعش” تمكن خلالها هؤلاء من احتلال اكثر من 350 قرية وبلدة في محيط كوباني، ثم جزء كبير من المدينة ذات الغالبية الكردية.
إلا ان تدخل الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية عبر شن غارات جوية كثيفة على مواقع التنظيم الجهادي في مناطق عدة من سوريا، وعبور مقاتلين واسلحة الى “وحدات حماية الشعب” الكردية في كوباني، أدى الى انقلاب موازين القوى على الارض.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “تقدم المقاتلين الاكراد يحصل بوتيرة سريعة، لانهم، ما أن يدخلوا قرية او بلدة، ينسحب عناصر تنظيم الدولة الاسلامية منها”.
وأوضح انه سقط خلال الايام الاخيرة عشرة من “داعش” في مواجهات بمناطق محددة، “بينما المناطق الاخرى تم الانسحاب منها من دون مقاومة تذكر”.
وتتواصل الغارات الجوية التي يشنها الائتلاف. وأعلنت قيادة القوات الاميركية امس ان 11 غارة شنت على مواقع “داعش” في منطقة كوباني من الثلثاء الى صباح الاربعاء.
صواريخ “جيش الإسلام” في سماء دمشق
طارق العبد
نفذ قائد “جيش الإسلام” زهران علّوش تهديده، ومع ساعات الصباح الأولى، بدأ باستهداف العاصمة السورية دمشق بعشرات الصواريخ والقذائف محلية الصنع، فيما يشنّ الطيران الحربي غارات على دوما في الغوطة الشرقية.
وحتى الساعة الثانية عشرة بتوقيت دمشق، تم تسجيل سقوط أكثر من 60 قذيفة وصاروخ محلي الصنع، توزّعت في أحياء (المزة، والبرامكة، والمالكي، والعدوي، ومحيط كلية العلوم ، والمزرعة ودمشق القديمة)، أسفرت عن مقتل خمسة اشخاص وإصابة أكثر من أربعين شخصاً بجروح، بينهم أطفال، فيما أفاد بعض الطلبة بقرار يقضي بإيقاف الدوام في الجامعات وإلغاء الامتحانات المقررة اليوم.
في المقابل، أكّد زهران علوش في تغريدات نشرها على “تويتر”، أنّ الصواريخ استهدفت مقر الاستخبارات الجوية والأمن السياسي وأمن الدولة ووزارة الخارجية وهيئة أركان الجيش ومقر الرئاسة في المالكي، بالإضافة إلى مواقع أمنية وعسكرية أخرى.
إلى ذلك، شنّ الطيران الحربي غارات على دوما في الغوطة الشرقية موقعاً عشرات الضحايا وأضراراً في المباني، فيما أفاد ناشطون عن حشود من الدبابات عند مخيم الوافدين وتل كردي استعداداً لعملية عسكرية في الغوطة.
موسكو تنفي بحثها والرياض مصير الأسد مقابل النفط
الجيش يسبق علوش: قصف وتقدم في جوبر
لم يكد قائد «جيش الإسلام» زهران علوش ينشر بياناً، على حسابه على «تويتر»، يحذّر فيه أهالي دمشق بأن مدينتهم ستكون «مسرحا لعمليات عسكرية»، متوعداً باستهداف المراكز الأمنية، حتى بدأ الجيش السوري عملية استباقية فجر أمس، حيث قصفت المدفعية مناطق في الغوطة الشرقية، وخاصة حي جوبر، الذي تقدم الجيش فيه، في إطار عملية القضم المتواصل التي ينتهجها كمقدمة للانطلاق الى عمق الغوطة.
إلى ذلك، نفت موسكو وجود مفاوضات مع الرياض لخفض إنتاج النفط مقابل توقف روسيا عن دعم الرئيس السوري بشار الأسد، فيما كان مسؤولون إيرانيون يؤكدون لنائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، مواصلة طهران دعمها لدمشق على كافة الصعد، خصوصا في مواجهة الإرهاب.
وتوجه السكان إلى أعمالهم وجامعاتهم، متوقعين أن تتساقط القذائف الصاروخية كما حدث الأسبوع الماضي، لكن اليوم مضى من دون سماع صافرات تلك الصواريخ تدخل أجواء العاصمة.
واعتبر متابعون للتطورات الميدانية، أن علوش نشر البيان في إطار حرب نفسية، وليفرض نفسه كأقوى مجموعة في الغوطة الدمشقية، أو أن العمليات العسكرية التي نفّذها الجيش، أدت إلى تراجعه عنها، مع تدمير منصّات إطلاق الصواريخ.
ويقول مصدر ميداني، لـ «السفير»، إن وحدات من الجيش السوري وصلت إلى محيط مسجد غزوة بدر، الذي يقع في الشمال الشرقي لحي جوبر. ويضيف «تشكل تلك المنطقة عقدة وصل بين جسر زملكا والمتحلق الجنوبي ووسط الحي، والسيطرة عليها تشكل تقدماً مهماً نحو السيطرة على جوبر بشكل كامل، وانطلاق العمليات نحو عمق الغوطة».
ويوضح المصدر أن العملية العسكرية كانت على أكثر من محور في الغوطة الشرقية، فهي كانت تهدف للوصول إلى داخل حي جوبر، من محيط مسجد غزوة بدر ومحور طيبة من جهة، ومن جهة ثانية التقدم نحو المناطق المحيطة بدوما، مثل المزارع وتل كردي، والعمل أيضاً على تأمين اوتوستراد دمشق ـ حمص من جهة حرستا، عبر السيطرة على كتل سكنية مطلّة على الطريق الدولي.
وأشارت صفحات المعارضة إلى استهداف المدفعية محيط دوما من ناحية مخيم الوافدين، في محاولة لتسهيل دخول الجيش إليها. وأشارت «التنسيقيات» الى انسحاب المسلحين من مسجد غزوة بدر، قبل أن يحاولوا السيطرة عليه مجدداً.
وتتشابك الأحداث داخل الغوطة. ففي زملكا، التي تستعد لتكون المسرح الجديد للعمليات العسكرية بعد الانتهاء من جوبر، تقوم المجموعات المسلحة بزيادة تحصيناتها، وخاصة من جهة المتحلق الجنوبي الذي أصبح خط الدفاع الأول عنها. وفي عربين تنقسم الأمور بين من يرغب بالمصالحة وإنهاء العمليات العسكرية منعاً لأي دمار، ومن يدفع لمواصلة القتال، كونها تشكل الخط الأخير الذي يفتح الطريق إلى حرستا ودوما بشكل كامل. وما حدث في سقبا في الأيام الأخيرة يشكل صورة مصغّرة عن الصراعات التي تدور بين المجموعات المسلّحة، وخاصة «جيش الإسلام» الذي يعمل جاهداً، بحسب مصدر معارض، إلى تثبيت نفسه على أنه القوة الوحيدة في المنطقة عبر محاولة إبعاد وتصفية كافة الأطراف.
ويضيف المصدر إن خروج المدنيين من دوما، وتوجههم إلى مراكز إيواء تابعة للحكومة السورية، شكّل نقطة ضعف لدى كافة المجموعات المسلّحة، وهذا ما دفع «جبهة النصرة» إلى إصدار بيان تهدد فيه سكان عربين من التوجه إلى المصالحة مع الدولة السورية.
موسكو وطهران
وسارعت موسكو إلى نفي تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، ونقلت فيه عن مسؤولين سعوديين وأميركيين أن الرياض تستخدم السياسة النفطية الراهنة للضغط على روسيا من أجل التراجع عن دعمها للحكومة السورية. وأشارت إلى أن السعودية وروسيا دخلتا في نقاشات عديدة على مدى الأشهر القليلة الماضية من دون الوصول إلى اختراق مهم حول القضية السورية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، في بيان، إن هذه المعلومات «ليست إلا افتراءات صحافية»، فيما كتب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي اليكسي بوشكوف، على حسابه على «تويتر»، «لم تكن هناك أي مفاوضات حول تقليص السعوديين لإنتاج النفط مقابل تخلي موسكو عن دعم الأسد. هذا كذب».
وفي طهران، بحث المقداد مع رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي ومساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان ومساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وآخر التطورات في سوريا.
وشدّد المقداد، خلال الاجتماع مع عبد اللهيان، على «أولوية مواجهة الإرهاب لدى الحكومة السورية، وتأمين الاحتياجات الأساسية للشعب السوري، الذي يتعرض لإرهاب التنظيمات التكفيرية المدعومة إقليمياً ودولياً، في ظل الحصار الظالم الذي يستهدف قوت يومه لثنيه عن مواجهة الإرهاب والمشروع الصهيوأميركي».
وأكد المقداد أن «المجتمع الدولي بات يلمس صوابية الموقف السوري حيال ظاهرة الإرهاب والإرهابيين منذ بداية الأزمة في سوريا»، مشيرا إلى أن «الإرهاب المدعوم دولياً وإقليمياً، الذي يضرب في سوريا ارتدت آثاره على داعميه ما يحتم تضافر الجهود المشتركة لمواجهته». وشكر القيادة الإيرانية على دعمها للشعب والحكومة في سوريا، مضيفا «معركتنا ضد الإرهاب واحدة، والشعب السوري سينتصر بحكمة قيادته وتضحيات جيشه وصمود شعبه».
وكرر عبد اللهيان «دعم إيران لسوريا، حكومة وشعباً، في تصديها للإرهاب»، مؤكداً أن «إيران تدعم أي جهد يسهم في حل الأزمة في سوريا عبر الحوار، وبعيداً عن التدخلات الأجنبية، مع التأكيد على وحدة وسيادة الأراضي السورية».
وأكد بروجردي، خلال لقائه المقداد، «استمرار الحكومة والشعب الإيراني في دعم الشعب السوري والوقوف إلى جانبه في مواجهة الإرهاب»، معتبراً أن «صمود سوريا أفضى إلى تغيير مواقف الكثير من حماة الإرهابيين».
سوريا.. مقتل 19 شخصاً في غارات جوية على غوطة دمشق
دمشق – الأناضول – لقي 19 شخصًا مصرعهم، في مناطق مختلفة من الغوطة الشرقية في العاصمة السورية دمشق، جراء الهجمات التي شنتها طائرات النظام السوري الحربية.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان لها، إن طائرات النظام الحربية، شنت غارات مكثفة على مناطق دوما، وعربين، وزملكا، (الواقعة تحت سيطرة قوات المعارضة)، ردًا على هجمات شنها “جيش الإسلام”، على مناطق في وسط العاصمة السورية، التي يسيطر عليها النظام.
وأضاف بيان الهيئة، أن هجمات قوات النظام على مدينة “عربين”، أسفرت عن مقتل 4 أشخاص، بينهم طفلان، وجرح العديد من المواطنين، مشيرًا إلى أن “مقاتلات النظام، شنت 20 غارة جوية على مدينة دوما، وأن الغارات أسفرت عن مقتل 15 شخصًا والعديد من الجرحى، فضلًا عن خسائر واسعة النطاق في الممتلكات”.
وكان “جيش الإسلام” أحد الفصائل المناوئة لنظام الأسد بقيادة “زهران علوش” أطلق عددًا من صواريخ “الكاتيوشا”، استهدفت قلب العاصمة السورية “دمشق”، وأصابت الصواريخ كلية الحقوق في جامعة دمشق، إضافة إلى كلية الآداب، والاقتصاد، وأحياء “أبو رمانة”، و”المالكي”، حيث توجد معظم السفارات الأجنبية، ومقرات البعثات الدولية، وشارع الثورة، ومنطقة المزّة.
دمشق: سقوط قذائف صاروخية على مطعم يرتاده الأسد
سوريا – الأناضول – قال نشطاء سوريون إن قذائف صاروخية سقطت، صباح الخميس، على مطعم شهير بدمشق يرتاده رئيس النظام بشار الأسد ومسؤولون في نظامه وأجهزته الأمنية إضافة إلى ضيوفه من الرؤساء والمسؤولين الغربيين والعرب.
وأفاد النشطاء، أن قذيفة صاروخية واحدة، على الأقل، سقطت صباح الخميس على مطعم “نادي الشرق” القريب من ساحة النجمة وسط العاصمة دمشق والملقب بـ”المطعم الرئاسي” كون بشار الأسد وعائلته ومسؤولون في نظامه، وحتى ضيوفه من الرؤساء والمسؤولين، يعدّون من زبائنه ويرتادونه بشكل مستمر.
ولم يشر النشطاء إلى سقوط قتلى أو جرحى في سقوط القذائف على المطعم.
وأشار النشطاء إلى أن القذائف أصابت صالة للأفراح تابعة للمطعم وأدت إلى احتراقها قبل تدخل سيارات الإطفاء التي عملت على إخماد الحريق والسيطرة عليها ومنع امتداده إلى باقي أجزاء المطعم الذي يتبع له عدد من المطاعم الفرعية وصالات الاستقبال والأفراح ويعد من أفخر وأقدم المطاعم في سوريا.
وعرض النشطاء صوراً على صفحات التواصل الاجتماعي، تظهر 3 سيارت إطفاء وهي متوقفة أمام مطعم “نادي الشرق” وصور أخرى تظهر جانباً من الحريق في صالة الأفراح في المطعم والدخان المتصاعد من المنطقة.
ويأتي استهداف “المطعم الرئاسي” ضمن الهجمات الصاروخية التي شهدتها العاصمة السورية، صباح الخميس، وطالت أحياء مختلفة فيها وأدت لمقتل وجرح العشرات.
وتعرضت مناطق متفرقة من دمشق، في وقت مبكر من صباح الخميس، لقصف بصواريخ الكاتيوشا، أعلن “جيش الإسلام” التابع بـ”الجبهة الإسلامية” المعارضة مسؤوليته عنه وقال إنه يأتي رداً على قصف قوات النظام للمدنيين في الغوطة الشرقية بدمشق التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
وبدأ القصف حوالي 7.30 صباحا بالتوقيت المحلي (5.30 تغ)، وتبعه أصوات انفجارات، وأصوات سيارات الإسعاف.
وكتب قائد جيش الإسلام “زهران علوش”، على حسابه على موقع تويتر الخميس، أن “مئات صواريخ تتساقط على رؤوس شبيحة الأسد في دمشق الان، الحملة مستمرة حتى تطهير العاصمة”.
فيما أعلنت وكالة أنباء النظام (سانا) عن مقتل 3 مدنيين وإصابة 30 آخرون بجروح في حصيلة أولية لقصف صاروخي على العاصمة دمشق، حتى الساعة (10.30)تغ.
ولم يتسنّ التأكد مما ذكره النشطاء من مصدر مستقل، كما لا يتسنى عادة الحصول على تعليق رسمي من النظام السوري بسبب القيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل الإعلام.
تنظيم “الدولة” يفجر مباني منفذ القائم الحدودي بين العراق وسوريا
الانبار – الاناضول – قال الشيخ أبو نمر الدليمي، أحد شيوخ عشيرة الدليم في قضاء القائم غربي محافظة الأنبار العراقية (غرب)، الخميٍس، إن “عناصر تنظيم داعش فجرت جميع مباني منفذ القائم الحدودي العراقي مع سوريا الذي يسيطر عليه التنظيم”.
وأضاف الدليمي أن “عناصر تنظيم داعش الارهابي غضبوا بشكل كبير في قضاء القائم 350كم غرب الرمادي، لإعدام الاردن اثنين من عناصره واتباعه وهم ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي الذي كان من المؤمل أن يتفاوض مع الأردن لإطلاق سراحهما مقابل إطلاق سراح الطيار الاردني معاذ الكساسبة الذي أعدمه أول أمس حرقا”.
ومضى قائلا إن “عناصر التنظيم قاموا بتفخيخ جميع مباني منفذ القائم الحدود العراقي مع سوريا الذي يسيطرون عليه منذ قرابة أربعة أشهر، بعبوات ناسفة شديدة الانفجار وتفجيرها عن بعد انتقاما لإعدام الاردن اثنين من عناصره، ما أسفر عن تدمير جميع تلك المباني”.
وعلى صعيد آخر، كشف عضو بوفد الأنبار العراقية لدى واشنطن، الخميس، عن أن أمريكا وعدتهم بحل المليشيات (الشيعية) في العراق، موكدا أن وفد الأنبار تحدث مع ممثلين عن الحكومة الامريكية حول دعم واشنطن لأبناء العشائر الذي سيتم تشكيل الحرس الوطني منهم، وحصر السلاح بيد الدولة والأجهزة الأمنية”.
وقال العضو، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن “وفد الأنبار لدى واشنطن أجري مباحثات مهمة حول ما تقوم به المليشيات (الشيعية) من مجازر وإبادة لأهل السنة في العراق”.
ويتهم السنة المليشيات الشيعية باستهدافهم خلال عمليات التحرير التي تنطلق في المدن التي تخضع لسيطرة “داعش” من دون التفريق بين المدني أو المسلح، كما تتهم تنظيم الدولة باستهدافهم أيضا.
وأضاف العضو أن “أمريكا وعدتنا بالقضاء على هذه المليشيات الطائفية، وإنهاء وجودها في العراق من خلال التعاون مع الحكومة العراقية في ذلك من أجل حصر السلاح بيد الدولة والأجهزة الأمنية فقط”.
ومضى قائلا إن “وفد الأنبار طالب واشنطن بتسليح أبناء العشائر الذي يرغبون بالتطوع في الاجهزة الامنية من الجيش والشرطة والحرس الوطني وليس المدنيين، لأننا نرفض تشكيل مليشيات سنية في الأنبار أو ما يسمى بالصحوات من أجل القضاء على المظاهر المسلحة في العراق بالكامل”.
وأجرى وفد من الأنبار في واشنطن قبل أسبوع، مباحثاته مع الحكومة الأمريكية من أجل إيجاد الوسائل والآليات التي يمكن من خلالها أن يكون هناك تعاون ودعم من الحكومة الأمريكية إلى محافظة الأنبار بهدف تحرير المحافظة من تنظيم “داعش”.
ومنذ بداية العام الماضي، تخوض قوات من الجيش العراقي ومقاتلين من العشائر الموالية للحكومة معارك ضارية ضد تنظيم “داعش”، في الأنبار، لاستعادة السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها داعش.
ويسيطر “داعش” على مساحات واسعة في شمالي وغربي العراق قبل أن يضمها إلى أراض استولى عليها في شمال شرق سوريا، تحت لواء “الخلافة”، فيما تخوض قوات كردية عراقية إلى جانب قوات من الأمن العراقي، مدعومين جوًا من تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة، وتشغل الأردن عضويته، عمليات عسكرية لوقف تقدم التنظيم.
قيادة الجيش الأردني تجتمع برئاسة الملك لبحث هجوم ضدّ «الدولة الإسلامية»
عمّان تعدم الريشاوي والكربولي وتقصف مواقع للتنظيم في العراق… ودمشق تحثها على «التعاون»
لندن ـ عمان ـ «القدس العربي»: أعدم الأردن شنقا أمس الأربعاء العراقية ساجدة الريشاوي ومتشددا عراقيا آخر، بعد ساعات من بث تنظيم «الدولة الإسلامية» لفيديو يظهر فيما يبدو إعدام طيار أردني أسير حرقا في قفص.
وأعدمت السلطات الأردنية أيضا العراقي زياد الكربولي العضو البارز في «القاعدة» الذي حكم عليه بالإعدام عام 2008.
وقال والد الكساسبة إن إعدام الاثنين لا يكفي، وحث الحكومة على فعل المزيد للثأر. وقال صافي الكساسبة «أطالب ألا يكتفى بساجدة أو الكربولي أنا أطلب من الدولة إني اشوف (أرى) انتقاما لدم معاذ انتقاما شديدا جدا من هذا التنظيم المجرم… هذا التنظيم البعيد عن الإسلام.»
وأضاف «أطالب أن يكون الثأر أكبر وما يظل واحد (من التنظيم) حيا. دم معاذ أغلى من دم ساجدة. أطالب بإبادة التنظيم.»
وقال مصدر أمني مطلع على القضية إن السجينين أعدما في سجن سواقة الذي يبعد 70 كيلومترا إلى الجنوب من العاصمة عمان قبل الفجر.
وأضاف المصدر أن الاثنين كانا هادئين ولم تظهر عليهما أي انفعالات، وكانا يرددان الأدعية فقط.
وحكم على الريشاوي وهي في منتصف الأربعينيات بالإعدام لدورها في هجوم انتحاري عام 2005 أودى بحياة 60 شخصا. وكان الهجوم الأسوأ في تاريخ الأردن.
إلى ذلك قالت الوكالة السورية للأنباء، أمس الأربعاء، إن سوريا حثت الأردن على العمل معها في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وجناح تنظيم القاعدة في البلاد، وإنها أدانت قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة فيما وصفتها بأنها «جريمة إرهابية بشعة».
ونقلت الوكالة عن وزارة الخارجية والمغتربين دعوتها الحكومة الأردنية «للتعاون في مكافحة الإرهاب المتمثل في تنظيم داعش (الدولة الإسلامية) وجبهة النصرة الذراع الإرهابية لتنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى المرتبطة بهما في سوريا والمنطقة».
جاء ذلك فيما انتقل العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني مباشرة من مطار ماركا العسكري في العاصمة عمان، حيث استقبل بحشد جماهيري، إلى مقر قيادة القوات المسلحة فورا، وهذا مؤشر حيوي وإضافي يعزز النظرية التي تتحدث عن سلسلة ردود (عسكرية) هذه المرة على تنظيم داعش بعد عملية الإعدام البشعة للطيار معاذ الكساسبة.
وتكتمت المؤسسة العسكرية حتى مساء الاربعاء على خياراتها، كما لم تعلن بصفة رسمية عن سلسلة غارات سريعة استهدفت مواقع لداعش فجر الأربعاء في العراق، وهي غارات تم نشر صور لها ضمن فلسفة إعلامية جديدة ستتبعها المؤسسات الأردنية لإبلاغ الراي العام بما يحصل.
حصل ذلك بالتزامن مع تشكيل فريق للإعلام الحربي المتطور سيتولى مهام فنية وتقنية ذات علاقة بالحرب على التنظيم.
حالة الحزن اجتاحت بيوت الأردنيين جميعا طوال يوم الاربعاء، حيث دقت أجراس الكنائس وأقيمت صلوات الغائب في جميع مساجد المملكة وفي مجمع النقابات المهنية. وبرزت حالة تضامن واسعة النطاق ليس فقط مع عائلة الطيار الشهيد الكساسبة، ولكن مع الدولة الأردنية نفسها.
اللافت في المسألة هو حالة الصمت الرسمي التي تمتنع عن شرح خطوات الرد المزلزل على التنظيم، في الوقت الذي بدأت فيه الاجتماعات المغلقة وبصورة فردية على مستوى غرفة العمليات العسكرية والأمنية وبعيدا عن التحالف.
الانطباع الاولي يشير إلى تصعيد اردني في سلسلة خطوات منسقة وقد تكون فردية، لكن تم إبلاغ التحالف والدول الصديقة ببعض النوايا الأردنية خصوصا وأن الملك عبد الله الثاني كان قد المح في اجتماعات مغلقة قبل نحو أسبوعين علمت» القدس العربي» بتفصيلاتها إلى انه (لن ينتظر التحالف) وسيعاقب الإرهابيين في داعش في حالة إعدام الأسير الكساسبة.
في تلك الاجتماعات تحدث ملك الأردن متوقعا الأسوأ عن ايصال رسائل محددة لقادة التنظيم تحملهم المسؤولية والعواقب في حال إعدام الكساسبة. وحسب مصادر «القدس العربي» فقد تضمنت الاجتماعات نفسها إبلاغات للأردنيين في صفوف التنظيم بأنهم يعرفون بلادهم جيدا وعليهم تجنب استفزاز السلطات وسيتحملون العواقب التي ستكون ثقيلة.
آنذاك قيل في الاجتماعات نفسها إن الأجهزة الأردنية تعرف قيادات «الدولة الإسلامية» بالاسم والعائلة ومكان الإقامة، وإن الرد في حال إعدام الكساسبة سيكون أردنيا وبصرف النظر عن مواقف الشركاء في التحالف او غيره.
هذا المنطق دخل فيما يبدو حيز التنفيذ وسط تكتم رسمي على طبيعة الخطوات العسكرية والتفاصيل ووسط حالة شعبية غير مرصودة سابقا تدفع باتجاه الثأر للكساسبة وتؤيد المواجهة المفتوحة مع تنظيم الدولة الإسلامية.
موسكو: لم نفاوض السعودية على الرئيس الأسد مقابل النفط
لندن ـ «القدس العربي»: نفت موسكو أمس الأربعاء ما جاء في مقال لـ «نيويورك تايمز» عن مفاوضات روسية سعودية مزعومة حول موقف موسكو من الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن هذه المعلومات «ليست إلا افتراءات صحافية».
من جانبه كتب أليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي على حسابه بموقع «تويتر» أمس الأربعاء: «لم تكن هناك أي مفاوضات حول تقليص السعوديين لإنتاج النفط مقابل تخلي موسكو عن دعم الأسد. هذا كذب».
وجاء ذلك ردا على ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية حول أن السعودية باعتبارها إحدى الدول الرئيسية في سوق النفط العالمية، حاولت، على حد قول الصحيفة، ممارسة ضغط على موسكو لإجبارها على التخلي عن «دعم الرئيس السوري بشار الأسد».
ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين سعوديين القول إن إمكانية تقليص إنتاج النفط ورفع أسعاره تتيح لهم «أدوات ضغط» على روسيا.
مدينة السويداء في حالة غليان: مشايخ الكرامة الدروز يستأنفون ثورتهم في جبل العرب
باريس ـ «القدس العر بي» من راشد عيسى: أصدرت «مشيخة عقل الطائفة الدرزية» في مدينة السويداء ـ جنوب سوريا ـ قراراً حرمت بموجبه شيخاً درزياً وأتباعه من ممارسة الطقوس الدينية ومن المشاركة في المجالس الدينية وسواها، وذلك في ضوء مواقف الشيخ ومجموعة من مؤيديه المناهضة للنظام السوري.
ومما جاء في بيان «مشيخة العقل»في جبل العرب «نظراً لتكرار الحوادث المخلة بالدين وآداب الدين، البعيدة كل البعد عن الأعراف الدينية، فإن مشيخة العقل تقرر ما يلي: توجيه البعد الديني إلى وحيد البلعوس وأتباعه. نطالب التقيد بمضمون هذا البعد من كافة أئمة المجالس ورجال الدين».
واعتبر كثيرون أن قرار «المشيخة» بحق الشيخ البلعوس ورفاقه جاء في ضوء مواقفهم وتحركاتهم في وجه فروع أمن النظام السوري والحواجز المنتشرة في أرجاء المدينة التي يتهمونها بالإساءة إلى كرامة أهل المدينة.
ورفضت مجموعة حملت اسم «جماعة عمار بن ياسر» قرار «مشيخة العقل» وقالت في بيان يدافع عن مجموعة الشيخ البلعوس إنهم «سعوا منذ بداية الأزمة للدفاع عن كرامة الجبل وحمايته مما يتهدده من مخاطر، وعملوا على حماية الأرض والعرض، وقدموا دماءهم رخيصة في سبيل ذلك، بينما كان الآخرون نائمين همهم إثارة الفتن والخلافات».
وأنذرت المجموعة بشار الأسد، وقالت بأن عليه «أن يعيد حساباته في التعامل مع المحافظة، وأن يسحب «زعرانه» منها، وإلا فإن قصره في متناول أيديهم». واعتبر البيان أن «قرار «المشيخة» جائر صادر من جهة لا تمثل سوى أسيادها من الجهات الأمنية». وأكد البيان «بعد ما حصل من هؤلاء المشايخ نعلن أنهم لا يمثلوننا ونحن منهم براء».
وفي وقت اعتبر البعض أن تحركات تلك المجموعة، التي باتت تعرف ب «مشايخ الكرامة»، قد تؤدي إلى فتنة كبيرة بين الدروز حين تضع عائلات المدينة بعضها في مواجهة البعض الآخر، ما قد يؤدي إلى ثارات لن تنقضي بسهولة بسبب خصوصية مجتمع الدروز، اعتبر البعض أنها تشكل غطاء لعدد كبير من مؤيدي الثورة السورية «يتحركون في حقل ألغام في بيئة مغلقة، بين مؤسسة دينية واجتماعية والنظام». على حد تعبير الكاتب السوري حافظ قرقوط لـ«القدس العربي». قرقوط قال أيضاً إن «عدد هؤلاء من مشايخ الكرامة غير قليل، وهم متواجدون في السويداء وجرمانا وصحنايا والأشرفية وجبل الشيخ، وقد باتوا رقماً صعباً على الأرض».
يذكر أن الشيخ البلعوس كان سطع نجمه بعد هجوم مسلحين إسلاميين قرية درزية منذ عدة أشهر في وقت تخاذل الجيش والأمن عن حماية الأهالي، كما قال الناشط كميل نصر. كذلك فإنه يندر أن يمر يوم على مدينة السويداء من دون أن تشهد هجوماً ساخطاً على واحد من حواجز النظام، أو محاصرة لأحد فروع الأمن بغية إطلاق سراح سجين بالقوة، أو مجرد الإضراب والتظاهر احتجاجاً حتى على التلاعب بالسلع والأسعار.
ويوضح نصر أن تصرفات النظام يبدو أن لها دورها في تأجيج المشاعر، مثلما حدث حينما هاجمت مجموعة من «الفرقة الرابعة» شاباً في بلدة جرمانا في دمشق فقط لأنه طالب بأن يدفعوا ثمن الطعام الذي اشتروه. الأمر الذي يتكرر يومياً في غير مكان.
اليوم لا يخلو محيط ومنزل الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس من المتضامنين الذين قرروا مواجهة «مشيخة العقل» مثلما يواجهون النظام. غير أن عبارة يجري تكرارها اليوم في إنحاء المدينة، حين يقال إن أحداً ما سيقتل دعساً بحادث سير، في إشارة إلى أن السلطات ستخترع سبباً تغطي به اغتيال البلعوس، كما حدث من قبل لأحد مشايخ العقل عندما رفض التبرؤ من أحد شهداء الدروز المنتمين للجيش الحر.
الزعيم اللبناني وليد جنبلاط قال في تغريدة على تويتر معلقاً على قرار «مشيخة العقل» : «يا حيف على الرجال يا حيف. ثلاثة مشايخ عقل: الجربوع، الحناوي، والهجري بتوجيه من المخابرات الجوية يصدرون بيان إبعاد للشيخ وحيد البلعوس».
وأضاف «أنتم يا حضرات المشايخ أبعدتم أنفسكم عن النخوة والكرامة وتراث العمامة البيضاء التي أيام الثورة العربية السورية أسكتت مدافع المستعمر الفرنسي».
المقاتلون الأجانب يجدون في الساحل السوري مكانا آمنا… والمحليون يغادرون إلى تركيا
سليم العمر
اللاذقية ـ «القدس العربي» أفاد ناشطون من ريف اللاذقية عن تزايد أعداد المقاتلين الأجانب في جبلي الأكراد والتركمان خلال العام الماضي بنسبة كبيرة مقارنة مع عام 2013، خاصة مع بدء ضربات التحالف الدولي التي لم تقترب من الساحل حتى الآن.
وبين أحمد وهو ناشط من ريف اللاذقية المحرر في حديث خاص، أنه من الأسباب الأخرى لتوافد المقاتلين إلى الريف هو أن المنطقة جبلية وفيها أماكن عصية على أي طيران أوقصف، خصوصا مع انتشار العديد من المغاور والكهوف في أعالي الجبال وأعماق الوديان.
وأضاف أنه «ما تزال مدينة سلمى في ريف اللاذقية تحوي عشرات المراكز العسكرية التابعة لقوات المعارضة السورية، وبدأت مؤخرا تنتشر في المدينة مقرات لعناصر جبهة النصرة وجبهة أنصار الدين، وغالبية عناصر هاتين الحركتين من المقاتلين الأجانب».
وينتشر المئات من المقاتلين الشيشان والروس في قرى جبل التركمان، بدءا من خطوط الاشتباك بالقرب من مدينة كسب وصولا إلى قرية برج القصب المسيحية، بحسب الناشط.
وفي خربة الجوز المحاذية للشريط الحدودي مع تركيا تحوي المدينة المئات من المقاتلين الاوزبك والافغان مع ذويهم، حيث قال أحد مقاتلي الجيش الحر في تصريح خاص: «لايعلم هؤلاء المقاتلون عن الحياة المدنية كثيرا، فهم ينتشرن في الجبال يقطعون الحطب لأسرهم، وكل منهم يصطحب أبناءه معه، وشاهدناهم كثيرا من المرات يقطعون أيضا أعمدة الكهرباء».
وهناك تضارب بالمعلومات حول أرقام المقاتلين الأجانب في المنطقة، بسبب استحالة أن تصرح التنظيمات المنغلقة على نفسها عن أعداد مقاتليها الأجانب، كما تمنع ذلك، وأكثر ما يمكن معرفته هو تواجدهم في قرية الناجية السوق التجاري للريف المحرر.
وبحسب ناشطين، لوحظ في الفترة الأخيرة وبشكل ملفت وجود مقاتلين ذوي بشرة سمراء وبكثرة معظمهم من المقاتلين الأوروبيين من الأصول الأفريقية يشتبه بانتقالهم إلى سوريا عبر تركيا من طرق جبلية وعرة جدا يصعب على الجيش التركي مراقبتها.
ويوجد العديد من المقاتلين الأجانب من جنسيات مختلفة يعبرون إلى الأراضي السورية عبر طريقي السد القريب من مشفى اليمضية، وطريق خربة الجوز أيضا.
لكن من جهة أخرى، يغادر عشرات المقاتلين المحليين الساحل مع ذويهم بسبب نقص الموارد وقلة الغذاء وضيق العيش، حيث قال أحد المقاتلين المغادرين ويدعى أبو يحيى إنه: «لا توجد أي موارد متوفرة في الساحل ما يجعلها أفقر مناطق سوريا فلا آبار للنفط ولا صوامع حبوب ولا تجارة ونحن نعيش فقط على المساعدات الغذائية».
وبلغ عدد العائلات النازحة على الشريط الحدودي مع تركيا أكثر من ثلاثة آلاف عائلة، وفق إحصائية غير رسمية للمجلس المحلي في الساحل السوري.
ويتوقع ناشطون أن تتحول هجرة السكان المحليين مع ازدياد أعداد الأجانب إلى حدوث تغيير ديموغرافي في تركيبة السكان في الأعوام القادمة إذا لم يتم إيجاد حل مؤقت أو دائم في حال تعقدت الأوضاع في البلاد.
دمشق بلا قذائف.. والرياح وسلاح الجو يفرغان تهديدات زهران علوش
كامل صقر
دمشق ـ «القدس العربي» : رياح دمشق القوية التي هبّت بقوة صباح أمس الأربعاء عاندت نوايا زعيم جيش الإسلام المدعو زهران علوش.
لم تشأ تلك الرياح أن تكون جسر عبور لقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا نحو صدور الدمشقيين الذين اعتادوا أجواء الحرب أصلاً. بدت العاصمة السورية شبه طبيعية، ساد الخوف لدى البعض على خلفية تهديدات زهران علوش بقصف العاصمة، لكن الأغلبية الشعبية كانت تتحرك في الشــوارع لأغراض متعددة.
انتصف النهار في دمشق دون أن تتلقى أرضها أية قذيفة أو صاروخ. لم تكن الرياح القوية وحدها من منع علوش من قصف دمشق وإن كانت تؤثر كثيراً في مسار القذيفة وتبعدها مئات الأمتار عن هدفها.
حسب مصادر عسكرية، كانت غرفة عمليات تابعة للجيش السوري تتولى متابعة مسألة قذائف زهران المحتملة. مروحيات ومقاتلات تابعة لسلاح الجو السوري كانت منذ الصباح تغير على مواقع وقواعد صاروخية تابعة لجيش الإسلام في الخطوط الخلفية من مدينة دوما ومزارعها، وأغارت تلك المقاتلات على مواقع متأخرة في عمق حي جوبر حيث تتمركز وحدات من جيش الإسلام.
وحسب هذه المصادر العسكرية فإن غارات الطيران السوري دمرت منصات إطلاق لصواريخ كاتيوشا ومدافع هاون من عيار 120، كان هدف سلاح الجو السوري يتركز على عدم منح المذخرين التابعين لجيش الإسلام الوقت الكافي لنصب قواعدهم وإطلاق قذائفهم، نجحت خطة الجيش السوري الذي كان في رهان ميداني مع جماعة زهران علوش. ساهم المخبرون من داخل معاقل جيش الإسلام في إيصال معلومات دقيقة عن مواقع منصات صواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون للاستخبارات العسكرية.
وكان زهران علوش قال في بيان نشره عبر تويتر أنه يعتبر دمشق منطقة عسكرية وحذر السكان والبعثات الدبلوماسية من أن دمشق ستتعرض لوابل من القذائف المدفعية والصاروخية اعتباراً من يوم الأربعاء وحتى إشعار آخر.
شريط إعدام الكساسبة بداية «عصر الإرهاب» للجهاديين… لن يغيّر من موقف الأردن بل حشد الدعم للحكومة
إعداد إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي» ما هو موقف الرأي العام الأردني من المشاركة في الحرب على الدولة الإسلامية وفي ضوء الحرق البشع للملازم أول طيار معاذ الكساسبة؟ الردود الشعبية واضحة في التفافها حول الموقف الرسمي من المشاركة رغم انتقادات البعض لها أثناء المفاوضات لتأمين إطلاق سراح الكساسبة.
وبعد اتضاح الأمور وأن التنظيم كان يسخر من المؤسسة الأردنية ويحاول تأمين الإفراج عن المعتقلة الانتحارية الفاشلة ساجدة الريشاوي مقابل الإفراج عن الصحافي الياباني كينجي غوتو، فالرأي العام محتقن في الأردن ويدعو للانتقام، حيث كانت الحكومة سريعة في الرد على الفيديو البشع بإعدام الريشاوي وزياد الكربولي المحكومين بالإعدام منذ سنوات.
لكن ما هي دوافع التنظيم من هذا المشهد الطقسي الذي لا يذكر إلا بالسفاح هانبيال ليكتر (في فيلم صمت الحملان) أو جنكيز خان، فالنظام الأردني كان يفاوض تنظيما دون علمه بمقتل الطيار في 3 كانون الثاني/ يناير، وبالمحصلة خسر التنظيم الفدية من اليابان وخسر ما طالبه من الإفراج عن سجناء وانتهى بفيلم إعلامي لم يحقق المقصود، إذ أكد حس الضحية والتعاطف مع الطيار رغم ما اشتمل عليه الفيلم من آثار التدمير الذي تسببته الغارات الأمريكية. هل كان الغرض هو الصدمة والترويع، فشلت الصدمة وامتنعت معظم المرسلات الإعلامية عن نشر الفيديو أو حتى محتوياته وبقي الترويع والخوف. ماذا كان يقصد تنظيم الدولة الإسلامية من عملية «شفاء الصدور» هل هي رسالة موجهة لأتباعه أم للنظام الأردني والدول العربية التي تشارك في الحملة، لم ينجح الشريط والإعدام الطقسي بتغيير موقف الرأي العام الأردني، فلعبة اللحظة هي الانتقام والانتقام ولا شيء غير هذا، ومن هنا ستجد الحكومة الأردنية نفسها أمام حاجة ماسة لتحقيق رغبات الرأي العام ومواصلة العملية العسكرية ضد الدولة الإسلامية.
متى قتل؟
ولا تزال الأسئلة قائمة ليس حول توقيت الإعلان عن مقتل الطيار ولكن متى قتل؟ فالسلطات الأردنية تقول إنه ميت منذ شهر وإن كانت تعرف فلماذا دخلت في مفاوضات مع الخاطفين؟ ويرى موقع «ديلي بيست» أن التنظيم أخفى موت الرهينة وهذه ليست أول مرة يفعلها. وبحسب مصادر متعددة من مسؤولين في الأمن القومي الأمريكي فقد قتل الكساسبة قبل شهر من الإعلان عن وفاته.
ونقل موقع «ديلي بيست» عن مصادر أمنية بريطانية قولها إن المخابرات البريطانية توصلت لنتيجة أن الطيار قد قتل في الفترة ما بين 5 – 8 كانون الثاني/ يناير وأنهم أخبروا نظراءهم الأردنيين بشكوكهم. أما الحكومة الأمريكية فقد بدأت تشك قبل أسبوع بأن الطيار قتل، خاصة أن تنظيم الدولة الإسلامية لم يقدم الدليل الذي طلبته ويثبت أنه لا يزال على قيد الحياة.
وبحسب مصادر في داخل مدينة الرقة فإن مجموعة من عناصر الدولة تحدثوا فيما بينهم عن إعدام الطيار. ونقل الموقع عن ناشط سوري في الرقة، أبو إبراهيم الرقاوي «أول مرة سمعت فيها عن قتل الطيار كانت في 8 كانون الثاني/يناير وذلك في حوالي 8.30 مساء». وقال إنه سمع مقتله من أحد المراسلين في مجموعة «الرقة تذبح بصمت».
وقال المراسل إنه استمع لعشرة من عناصر التنظيم جاءوا وكانوا يضحكون ويتحدثون بينهم «لقد أحرقناه»، وعندما سئلوا من أحرقتم أجابوا، بأنه الطيار، وأضافوا «كنا هناك وشاهدناه يموت حرقا».
ورغم ذلك فقد كان الأردن حتى اللحظة الأخيرة مستعدا للمبادلة وربما كان يأمل في أن أسيره لا يزال حيا.
ويقول خبراء في الأمن والإرهاب أن من عادة التنيظيم نشر أشرطة للرهائن لخلق انطباع أنهم أحياء مع أنه قتلهم.
ونقل الموقع عن دافيد غارنشتاين ـ روس خبير الإرهاب في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات «هناك تقارير تقول إن الدولة الإسلامية قتلت رهائنها قبل مدة طويلة من نشر الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي».
ويوافق عدد من المسؤولين الأمريكيين على هذا التقييم حيث يرون أن أي رهينة ظهرت حية في فيديو ربما ماتت منذ فترة طويلة. ويشيرون إلى ستيفن سوتلوف الذي ظهر في شريط ذبح جيمس فولي حيث يعتقدون أنه قتل في الفترة نفسها التي قتل فيها فولي، لكن مقتله لم يظهر إلا بعد أسابيع من ذبح فولي. واستفاد التنظيم من خلق الوهم حول حياة الرهينة بتوسيع دائرة الاهتمام الإعلامي بالدولة الإسلامية.
ويرى الموقع أن الطريقة التي تصرف فيها التنظيم مع الحكومة الأردنية ستدفع الولايات المتحدة وحلفاءها بعدم التفاوض مرة أخرى معه وإرسال فرق بحث وإنقاذ للرهائن.
ونقل عن النائب أدم شيف، أحد أعضاء لجنة الاستخبارات في الكونغرس قوله إن المسؤولين الأمريكيين يدرسون شريط الفيديو لتحديد وقت انتاجه، وفيما إن كانت المفاوضات مجرد حيلة دعائية.
وتقول المجلة إن المسؤولين الأمريكيين اعتقدوا ولوقت أن لا فرصة لعودة الطيار سالما لأهله. والسبب هو عدم ظهور أي دليل عن الطيار وإن كان لا يزال على قيد الحياة. لم يتبق لدى التنظيم سوى عدد قليل من الرهائن الأجانب منهم عامل إغاثة أمريكي حيث نقل عن مصادر بريطانية قولها إن الرهائن المتبقين محتجزون في أماكن انفرادية بمناطق قريبة من الرقة.
وكان هذا مطلب الحكومة الإماراتية التي علقت كما تقول صحيفة «نيويورك تايمز» من مشاركتها في الحرب على تنظيم الدولة منذ كانون الأول/ديسمبر بعد تحطم طائرة الملازم أول طيار معاذ الكساسبة في كانون الأول/ديسمبر خشية تعرض طياريها للمصير نفسه. وجاء الموقف الإماراتي مشددا على ضرورة تحسين وزارة الدفاع الأمريكية من عمليات الإنقاذ والملاحقة للطيارين الذي يختفون في مناطق العدو.
وطالب الإماراتيون البنتاغون استخدام طائرة البحث «في – 22 أوسبري» في شمال العراق قريبا من أرض المعركة بدلا من قيامها بمهام استطلاعية من قاعدتها في الكويت.
وبحسب الصحيفة فقد تمسكت دولة الإمارات التي تعتبر رأس الحربة في التحالف الدولي ضد الدولة بموقفها وأن طياريها لن ينضموا إلى العمليات العسكرية حتى يتم نشر طائرة أوسبري التي تقلع وتهبط كمروحية ولكنها تطير كمقاتلة عسكرية.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن الإمارات أخبرت القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط أنها علقت عملياتها العسكرية بعد أسر الكساسبة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي بارز قوله إن الطيار الأردني ألقي القبض عليه سريعا «ولم يكن أمامنا وقت كاف لإرسال فرق تفتيش عنه».
ونقل الشيخ محمد بن زايد وزير الخارجية موقف بلاده الصريح إلى باربرا ليف السفيرة الأمريكية في الإمارات وسألها بن زايد عن السبب في عدم وضع القيادة المركزية – حسب وجهة نظر بلاده – أرصدة ثمينة من أجل القيام بعمليات إنقاذ. وقال مسؤول أمريكي «وضح لها بصراحة».
وجاء الخلاف بين المسؤولين الأمريكيين والإماراتيين بعد تعبير الإمارات عن قلقها من السماح لإيران بلعب دور بارز في الكفاح ضد الدولة الإسلامية.
آثار ما بعد العملية
وسيترك إعدام الرهينة أثارا كبيرة على الأردن شعبا وحكومة وقد يؤثر على مشاركة الحكومة الأردنية في التحالف الدولي ضد الدولة، ولكن ليس في الوقت الحالي كما يقول إيان بلاك مراسل صحيفة «الغارديان» للشؤون الخارجية.
وقال إنه في الوقت الذي عبرت فيه الحكومة الأردنية ومواطنيها عن حالة من الرعب من طريقة القتل الاستثنائية، فسيكون الملك عبدالله الثاني قلقا من أثره على الدعم الفاتر لمشاركته في التحالف الدولي، وكان هذا هو بالتأكيد هدف تنظيم الدولة الذي عادة ما يستهدف المملكة الأردنية الهاشمية في خطابه السام ويسمي الملك بـ «الطاغية الأردني». فحتى قبل الموت الصادم الذي لقيه الكساسبة، فقد كانت المعارضة للمشاركة الأردنية في الحملة ضد الدولة الإسلامية في تصاعد. وفي الوقت الحالي من الصعب رؤية الأردن يسحب مشاركته، ومن المحتمل ان يتخذ الملك جانب الحذر وهو يحاول مناشدة الشعب الأردني بوطنيته وكرامته الجريحة. وأشار الكاتب إلى دعوات الانتقام التي انتشرت سريعا بعد إعلان مقتل الكساسبة.
ويعتبر الأردن إلى جانب كل من البحرين والسعودية والإمارات العربية المتحدة منذ إيلول/ سبتمبر في الحملة ضد الدولة الإسلامية من الدول العربية المشاركة في التحالف.
عدو من كل جانب
ومع ذلك يواجه الأردن وضعا خاصا من ناحية قربه من الخطر فهو البلد الوحيد من بين «الدول الشريكة» الذي يحتفظ بحدود مع كل من العراق وسوريا. وفي الوقت نفسه استقبل أكثر من نصف مليون لاجئ سوري، وهناك نوع من التعاطف الأردني مع الدولة الإسلامية التي ينظر إليها كفصيل يقاتل ضد نظام الديكتاتور بشار الأسد.
فمنذ اندلاع الحرب الأهلية السورية قتل ما يزيد عن 100.000 سوري، وينظر الكثير من الأردنيين للنظام السوري باعتباره جزءا من التحالف الإيراني الطائفي. وبحسب استطلاع أجراه مركز الدراسات الإستراتيجية بالجامعة الأردنية في إيلول/ سبتمبر العام الماضي فقد اعتبرت نسبة 62٪ من المشاركين الدولة الإسلامية تنظيما إرهابيا.
ويشير الكاتب إلى أن مؤسس تنظيم القاعدة في العراق، أبو مصعب الزرقاوي هو أردني الأصل وهو الذي نظم عمليات تفجير الفنادق في عام 2005 وتظل دليلا على إمكانية تعرض الأردن لمخاطر التطرف.
وهناك ما بين 2.000 ـ 2.500 أردني يقاتلون في صفوف الدولة الإسلامية حيث يأتي الأردنيون في المرتبة الثالثة بعد كل من السعودية وتونس. ويأتي معظم هؤلاء من قرى فقيرة في شرق الأردن وبعيدة عن العاصمة عمان.
ويقول معين خوري الخبير في مجال الإستطلاعات إن «المتعاطفين مع الدولة عادة ما يشعرون بالظلم والغضب على أمريكا وإسرائيل ويشعرون أن الإسلام هو عرضة لهجمات الصليبيين»، والآن «لا يوافقون على مشاركة الأردن في التحالف».
ونقل عن عدنان أبو عودة، الوزير السابق إن الحكومة كمن يمشي على حبل رقيق، فيما اقترح نقاد آخرون أن الحكومة تعرضت لضغوط من الولايات المتحدة للمشاركة في التحالف.
ومع أسر الكساسبة ارتفعت الأصوات الساخطة خاصة من بين أبناء قبيلته في مدينة الكرك الذين هتف بعضهم داعيا للانسحاب من التحالف، ولكن الملك عبدالله الثاني تحرك سريعا وطمأن عائلته من أن حكومته ستعمل ما بوسعها للإفراج عن ابنها.
ويشير إلى بلاك ان الحكومة لم تعلن في البداية عن مشاركتها في الحرب حيث افترض المسؤولون أن الولايات المتحدة ستعتمد على المعلومات الأمنية التي توفرها أجهزة المخابرات الأردنية بدون التدخل العسكري المباشر.
تحديات
وفي هذا السياق كتب روبرت دانين في موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي عن التحديات التي تواجه الأردن بعد إعدام طياره بطريقة بشعة.
وقال إن مزج تنظيم الدولة الإسلامية بين بربرية القرون الوسطى بتقنية وسائل التواصل الاجتماعي فالتنظيم يحاول جذب أكبر قدر من الاهتمام لنفسه ولرؤيته المشوهة الدينية – القيامية.
ويرى أن حوادث مثل هذه تحتاج إلى عمل عسكري قوي وكذلك رسالة قوية. فمن ناحية يمكن للولايات المتحدة زيادة دورها كقائدة للتحالف لكن بات حتما على القادة الدينيين المسلمين مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية. ويشير الكاتب إلى ردة الفعل المحدودة ضد المشاركة الأردنية مع التحالف الدولي أثناء فترة حجز الكساسبة، حيث احتجت قبيلته البرارشة خارج قصر الملك عبدالله الثاني وانتقدت قراره المشاركة في التحالف ضد الدولة الإسلامية.
وتعتبر هذه تظاهرات قبلية غير عادية في الأردن نظرا لولاء القبيلة للعرش الهاشمي إلا أن الحرب السورية تركت آثارها على السكان، فقد استقبلت البلاد أكثر من نصف مليون لاجئ سوري، وهناك حالة عدم الارتياح وإجهاد من النزاع في المملكة الهاشمية.
ورأى الكاتب أن تنظيم الدولة كان يريد من فعله الهمجي غرس وتد بين الحكام في الأردن وأقلية صغيرة غير مهمة ومتعاطفة معه.
ويلاحظ الكاتب ان التنظيم أصدر شريطه في اليوم الذي كان يزور الملك عبدالله الثاني واشنطن مع أن الطيار مضى على موته شهر كامل، وكان يهدف من وراء هذا هو تقديم صورة عن حاكم يلقى دعما من الغرب.
ولم يعط الملك التنظيم الفرصة لتحقيق هدفه حيث قطع زيارته مباشرة وعاد إلى الأردن. ورغم أن الملك حصل على دعم الأردنيين إلا أن تنظيم الدولة الإسلامية يأمل من نشر الشريط المفرط في وحشيته كبقية أشرطته في ذبح الرهائن دفع بعض الأردنيين لمساءلة دور حكومتهم في الحملة الأمريكية ضد التنظيم وأن المشاركة فيها لا تستحق كل هذا الثمن. وتقوم حسابات التنظيم على أنه من خلال زرع الخوف والرعب في قلوب الأعداء فسيؤدي هذا إلى تحشيد الدعم له وتجنيد أفراد جدد وفي المدى الأخير يفت من عزيمة أعدائه.
ويعتقد الكاتب أن تنظيم الدولة يحاول تقديم صورة عن نفسه كخصم شرس. وقد استخدم هذه الأساليب بشكل ناجح من أجل حرف الأنظار عن النكسات التي تعرض لها كما حدث في معركة عين العرب/كوباني.
وهذه الصورة ليست اختراعا فالتنظيم يسيطر على أجزاء من سوريا والعراق ومساحة مناطقه تزيد عن مساحة بريطانيا ويحكم 6 ملايين نسمة، ويضاف إلى قوته العسكرية بعد أيديولوجي قوي. ومن هنا فالتنظيم يعتبر تهديدا أبعد من ساحات المعارك ويقترح في الوقت نفسه أن اعتماد الولايات المتحدة على الضربات الجوية ليس بكاف.
ورغم أن المقاتلين الأكراد نجحوا بمواجهة التنظيم في عين العرب وبدعم من التحالف الدولي ولكن لم يتحقق هذا إلا بعد معركة طويلة وشرسة. ولكن الإعدام البشع لمعاذ الكساسبة يتطلب من التحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية، استراتيجية قوية لمواجهة القوى الإسلامية على الساحة الأيديولوجية بالتزامن مع الساحة العسكرية.
لماذا الحرق؟
ولفت الأسلوب الجديد الذي اتبعه التنظيم في معاملة الطيار الأردني الانتباه، فعلى خلاف القاتل المعروف بجهادي جون في الأشرطة السابقة بدا الشريط الجديد في غاية الإتقان والجودة وأظهر فضاء أوسع، ومدة الشريط أطول أي 22 دقيقة واحتوى على سرد وموضوع.
وكما يقول روجر بويز في «التايمز» فالتنظيم يريد استخدام يوتيوب لنشر المعارضة الشعبية بين أعضاء التحالف للحرب على التنظيم. والتحالف نفسه تحالف هش تعرقل عمله التوترات بين الدول العربية المشاركة فيه وحساسية الوضع في الدول الديمقراطية.
ويضيف أن التنظيم ماض على تجنيد الشباب في الأردن، داخل وخارج المخيمات المكتظة. وتعتبر إثارة الاضطرابات الشعبية انتصارا للجهاديين.
ولذلك قطع الملك عبدالله زيارته للولايات المتحدة بالأمس وعاد إلى الأردن. ومع ذلك يرى الكاتب أن التنظيم لم يستطع إيصال رسالته المطلوبة. فحتى قبل الإعدام كان الشعور العام في الأردن هو أن الحرب ضد التنظيم من الأفضل خوضها في العراق وسوريا. أما الآن فسيكون هناك العديد من الطيارين الأردنيين الذين يتطوعون للقيام بغارات جوية.
وستتخذ إجراءات أشد ضد الوعاظ المتطرفين، فالأردن لم يصب بالرعب نتيجة الإعدام بل أصبح غاضبا وهو عكس ما أراده التنظيم.
ويقرأ بويز في الشريط رسالة أخرى وهي أن التنظيم الجهادي يتغير فلم يعد يرغب بتبادل الرهائن مقابل ملايين من الدولارات، بل ويستخدم الرهائن كورقة ضغط ضد سياسات الحكومات المشاركة في الحرب ضده.
ومن هنا فلم يعد التنظيم مجرد عصابات جريمة منظمة تحتاج إلى شيء من ضبط النفس وتحول إلى قوة تحاول الحصول على شرعيتها من خلال تصعيد العنف. وأصبحت «الخلافة» بهذه المثابة عبارة عن «عهد إرهاب» وهذا سيؤثر قربيا أو على المدى الطويل على إمكانية تجنيد الجهاديين.
ويرى أن انهيار البروتوكول الإجرامي القديم والمفاوضات التي كانت تتم وتسليم الرهائن إلى انهيار في القيادة المحلية في التنظيم.
جمعية مدنية في مدينة جبلة على الساحل السوري تتحدى النظام وتقوم بنشاطات إغاثية
أليمار لاذقاني
ريف اللاذقية ـ «القدس العربي» ذكر ناشطون من مدينة جبلة على الساحل السوري أنه بالرغم من أن دولة البعث عملت على الضغط المتواصل على «جمعيّة العاديات» الموجودة في المدينة، وجعل نشاطها أقرب إلى الجمود حيث انحصر في بضع ندوات عن التراث سنويّاً، إلا أن بعض أعضائها فرضوا نشاطا إغاثيا لمساعدة الأهالي النازحين، كان له دوره الفعّال في ردم الهوة بين أهل جبلة والقادمين من المناطق المشتعلة، الذين رأوا وجهاً آخر لأهالي المدينة مختلفا عما يروجه الإعلام حولهم بأنهم «شبّيحة» للنظام السوري.
وقال «غ. ن» أحد العاملين في الجمعية في حديث خاص، إن: «هناك من أعضاء جمعية العاديات من يتماهى مع النظام، وهناك من يشبّح، لكن هناك أيضاً من يقدّم شيئاً جميلاً لوطنه وللثورة، فالعديد من الأعضاء الذين غيّبوا لسنوات عن المنابر، وهم شعراء وأدباء يستحقون أن يوصلوا رسائل الحب التي تغصّ بها صدورهم، لذا لم نتوقف هنا فقد أحرجنا المحافظة عبر فرض نشاط إغاثي لمساعدة النازحين». يتابع «غ. ن»: «قمنا بتوزيع الملابس والأغطية في فصول الشتاء، كما نتواصل مع بعض الأطباء والصيادلة لنؤمن الدواء، ولنا جولات شبه دوريّة على مخيمات اللاجئين نتواصل معهم ونساعدهم قدر الإمكان».
وبين أنه «لا أحد يستطيع إنكار أنّ هؤلاء ليسوا بضحايا حرب، كما استضفنا في أمسياتنا الأدبية والثقافيّة العديد من الشعراء والأدباء النازحين، وأضحت للمدينة لغة أخرى تتكلم بها غير الحرب والتهديد والطائفيّة».
وفيما إذا كانت الجمعية تدقق في النصوص التي تتم قراءتها في الأمسيات، يجيب «غ. ن»: «لسنا جهة رقابيّة ولا نريد هذا، فالأديب يمتلك الحق الكامل في إلقاء ما يشاء من شعره وأدبه، سواء مسّ هذا الحدث الطازج أم لا، لكننا كجمعيّه أهليّة لا نستطيع تأمين هذا الأديب من براثن الأمن ولا نستطيع تقديم أي نوع من الحماية له، لذا نترك هذا الأمر لتقديره الشخصي».
وقال إن «الكثير من الأمسيات الجريئة جرت والتي لامست الجرح، وتخطت الرقيب نوعاً ما، كما أن موالين كثرا أيضاً تكلموا على نفس المنصة وبثوا الكثير من سمومهم، لكن الملفت أنّ النجاح لم يكن لأصحاب الأفواه العريضة والأصوات العالية بل لأولئك اللذين تكلموا عن السلام والحريّة بكل مدنيّة».
يختتم «غ. ن» بقوله: إنّها «فقط البداية، والمهام التي تحملها العاديّات أكبر في المراحل القادمة، للوصول إلى سوريا حرّة كريمة وجميلة».
وجمعية العاديّات في جبلة أحد فروع جمعية «عاديات حلب» الأم، التي تأسست بتاريخ 2 – 8- 1924 تحت تسمية «جمعية أصدقاء القلعة والمتحف»، وسميّت بالعاديات عام 1930 كدلالة على اهتمامها بالأشياء الموغلة في القدم، وتوقف نشاطها أثناء الحرب العالمية الثانية، واستأنفت نشاطها عام 1950 وما زالت تعمل إلى أيامنا هذه.
19 قتيلاً في قصف للنظام السوري على الغوطة الشرقية
دمشق ــ اسطنبول ، رامي سويد ــ أنس الكردي
قتل 3 سوريين وأصيب 30 آخرون، إثر قصف صاروخي على العاصمة دمشق، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، بعد يومين على إعلان قائد “جيش الإسلام”، زهران علوش، العاصمة منطقة عسكرية، وسارع النظام السوري إلى الردّ عبر قصف الغوطة الشرقية، ما أسفر عن سقوط 19 قتيلاً وأكثر من مئة جريح.
وأفاد مدير مكتب الهيئة السورية للإعلام في دمشق وريفها، ياسر الدوماني لـ “العربي الجديد”، بأن “مدينة دوما تعرضت إلى 35 غارة جوية من قبل الطيران الحربي، مترافقة مع قصف بصواريخ من طراز أرض أرض وقذائف هاون من قبل قوات النظام، ما أدى إلى مقتل 15 مدنياً وإصابة أكثر من مئة آخرين، معظمهم من النساء والأطفال”.
وأشار الدوماني إلى” تهدّم أبينة بالكامل فوق رؤوس قاطنيها، فضلاً عن إصابة فرق الدفاع الوطني، وتدمير سيارتين لفرق الإنقاذ بسبب استهداف الطواقم الإسعافية أثناء نقل الجرحى، مرشحاً ارتفاع حصيلة الضحايا خلال الساعات القادمة، بسبب امتلاء المراكز الطبية بالجرحى، ومواصلة النظام للقصف”.
من جانبه، أكد الناشط الإعلامي حسان تقي الدين لـ “العربي الجديد” بأن “القتلى والجرحى جميعهم مدنيون، وغالبيتهم من النساء والأطفال”، موضحاً أن” النقاط الطبية في المدينة تحاول استيعاب الوضع وتدارك خطورة الموقف، مع الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى، والتي تتوافد إلى النقاط الطبية القريبة منها”.
وكانت دمشق، قد تعرضت منذ الساعة السابعة والنصف من صباح اليوم، لموجة غير مسبوقة من القصف بالصواريخ والقذائف، شملت مختلف أحيائها، حيث كان لحي المزة 86، وحي المزة غرب دمشق النصيب الأكبر في هذه الصواريخ التي تجاوز عددها العشرة صواريخ، فيما سقطت عشرة صواريخ أخرى على الأقل في حي أبورمانة وحي المالكي وحي المهاجرين حيث يقع مقر إقامة الرئيس السوري، بشار الأسد”، وفقاً للناشط غيث الشامي.
كما سقطت، بحسب الناشط نفسه، صواريخ عدة في مختلف مناطق العاصمة، منها ثلاثة صواريخ على الأقل في حي القصاع، وأخرى في منطقة سوق الهال وصاروخ قرب مبنى وكالة (سانا) السورية الرسمية للأنباء، وآخر في منطقة المزرعة التي تشهد تواجداً أمنيّاً كثيفاً، وصورايخ أخرى في شارع بغداد وشارع الثورة وسط دمشق.
وأعلن علوش، في بيان جديد نشر على صفحته على موقع “تويتر” مسؤولية قواته عن قصف أحياء العاصمة.
وتصاعدت سحب الدخان في سماء دمشق، نتيجة احتراق سيارات مركونة في الطرقات نتيجة سقوط الصواريخ عليها. وأوضح مدير مستشفى المجتهد بدمشق، أديب محمود، أن “المستشفى استقبل قتيلين وعشرة جرحى، اثنان منهم في حالة خطرة نتيجة القصف على مناطق العاصمة السورية بالصواريخ”.
وسارع النظام إلى الرد على استهداف العاصمة، بقصف مدينة دوما، التي تسيطر عليها المعارضة السورية.
وأوضح الناشط، حسام الدمشقي، لـ”العربي الجديد”، أن” طائرات النظام السوري شنت أكثر من خمس عشرة غارة جوية على مدينة دوما منذ الصباح، الأمر الذي أدى إلى غياب مظاهر الحياة في المدينة بشكل كامل بعد أن أجبر القصف السكان على النزول إلى الأقبية والطوابق السفلية”.
وكان علوش، قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي، مدينة دمشق منطقة عسكرية، وطالب المدنيين بالتزام بيوتهم، والابتعاد عن ثكنات وحواجز قوات النظام ومباني الأفرع الأمنية، لأن قواته ستستهدفها بالقصف ردّاً على قصف غوطة دمشق.
سورية: قوات النظام تستميت لاستعادة طريق دمشق بغداد
حلب ــ رامي سويد
تواصل قوات المعارضة السورية المسلّحة السيطرة على نحو عشرة كيلومترات من طريق دمشق بغداد الدولي، في منطقة القلمون الشرقي في ريف دمشق، للشهر الثالث على التوالي، على الرغم من محاولات قوات النظام السوري استعادة السيطرة على الطريق.
وتستميت قوات النظام السوري في حلب لاستعادة الطريق، لأنه يؤمن لها الإمدادات من المليشيات العراقية التي تقاتل إلى جانبها من مناطق بغداد وجنوب العراق، والتي تصل إليها عبر المعبر الحدودي الواقع جنوب تدمر في البادية السورية.
وتمكّنت قوات المعارضة السورية المسلحة في الفترة الأخيرة من صدّ هجمات عدة، قامت بها قوات النظام السوري انطلاقاً من اللواء 80 مدرعات الواقع قرب مدينة جيرود، التي تسيطر عليها المعارضة في منطقة القلمون الشرقي، واللواء 81 الواقع بالقرب منه.
وأوضح المتحدث باسم مكتب القلمون الشرقي الإعلامي، الناشط همام القلموني، لـ”العربي الجديد” أن عجز قوات النظام عن تحقيق أي تقدّم في منطقة القلمون الشرقي، دفعها إلى قصف المدن والبلدات التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية في المنطقة، حيث استهدف قصف بالبراميل المتفجرة مدينة جيرود الأمر الذي أدى إلى مقتل وجرح عدد من سكان المدينة.
وأكد الناشط القلموني، أن قوات النظام السوري عمدت إلى استخدام استراتيجية الحصار للمدن والبلدات التي تسيطر عليها المعارضة في المنطقة، بهدف الضغط عليها للقبول بتفاوض على انسحابها من مناطق سيطرتها على طريق دمشق بغداد. وأوضح أن قوات النظام السوري المتواجدة على حاجز “الباز” عند مدخل مدينة الضمير التي تسيطر عليها المعارضة في ريف دمشق، تقوم بالتفتيش الدقيق لكل المارّة من وإلى المدينة، كما تقوم باعتقالات عشوائية للمدنيين بشكل شبه يومي.
وتسيطر قوات المعارضة السورية المسلّحة على نحو عشرة كيلومترات من طريق دمشق بغداد الدولي، تمتد من حاجز الصفا الواقع قرب منطقة خان التراب في منطقة القلمون الشرقي وصولاً إلى قرية بدو السلمان الواقعة في البادية السورية على الطريق الدولي.
وكانت قوات النظام السوري قد فقدت في منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني السيطرة على هذه المنطقة بعد عملية واسعة شنتها قوات المعارضة المتمثلة في تجمع الشهيد أحمد العبدو وفيلق الرحمن ولواء تحرير الشام ومجموعات من مقاتلي الجيش الحر في دير الزور، الذين انسحبوا إلى المنطقة بعد سيطرة تنظيم “داعش” على مدينة دير الزور وريفها منتصف العام الماضي.
واستخدمت قوات النظام السوري الطريق الدولي على مدار العامين الماضيين لاستجلاب المقاتلين من المليشيات العراقية كي تقاتل قوات المعارضة في دمشق والقلمون وحلب. وكانت أرتال قوات النظام التي تنقل مقاتلي هذه المليشيات تسلك طريق بغداد دمشق الصحراوي، بعد أن تدخل سورية عبر معبر التنف الحدودي لتخترق البادية السورية مروراً ببلدة الشحمة وبلدة السبع بيار في ريف تدمر الجنوبي، قبل أن تصل إلى مدينة الضمير، ثم العاصمة دمشق.
ولا تقتصر الأضرار التي تلحقها سيطرة قوات المعارضة السورية على طريق دمشق بغداد بقطع إمدادات قوات النظام السوري من العراق فقط، إذ تقطع سيطرة قوات المعارضة على المنطقة الممتدة من استراحة الصفا وصولاً إلى قرية بدو السلمان، الطريق الذي يصل مناطق سيطرة النظام السوري في دمشق ومحيطها بمطار طياس العسكري، المعروف باسم مطار السين، والذي يعتبر ثاني أكبر المطارات العسكرية في سورية، ويقع إلى الشرق من مدينة حمص. وتُجبر قوات النظام السوري على استخدام اوتوستراد حمص دمشق الدولي لإيصال الإمدادات إلى مطار طياس بدلاً من طريق دمشق بغداد، الأمر الذي يكلّفها الكثير من الوقت والجهد، ناهيك عن خطر مهاجمة قوات المعارضة لأرتالها على هذا الطريق.
أهمية استعادة الطريق الدولي بالنسبة لقوات النظام السوري دفعها إلى طرح موضوع التفاوض مع قوات المعارضة السورية، إذ نقلت “الهيئة السورية للإعلام” عن العقيد بكور السليم، قائد تجمع أحمد العبد، إحدى أكبر تشكيلات المعارضة في المنطقة، رفض قوات المعارضة محاولات النظام لبدء مفاوضات حول فتح طريق دمشق بغداد، مشيراً إلى أنّ رفض المعارضة جاء على خلفية عدم استجابة النظام لطلباتها، وأهمها إخراج المعتقلات من سجونه.
“الأمن العام”:يُمنع دخول أي سوري بصفة نازح إلا استثنائياً
أصدرت المديرية العامة للأمن العام، أمس (الثلاثاء)، اعلاناً معدلاً حول تنظيم دخول السوريين إلى لبنان والإقامة فيه، يلحظ، وبعكس الاعلان السابق (الصادر في اليوم الأخير من العام الفائت)، إضافة فئة جديدة تحت “صفة نازح”. والحال أن الاعلان الجديد يمنع المصنفين ضمن هذه الفئة من الدخول إلى لبنان “إلا في حالات استثنائية تُحدد اجراءاتها لاحقاً بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية”. لكن “يسمح بدخول السوريين المسجلين سابقاً كنازحين شرط استيفاء شروط الدخول المحددة بموجب هذه المذكرة”. وهذا الاعلان يعدّ سابقة في التعاطي الرسمي مع ملف اللاجئين السوريين، اذ لم يسبق أن صدر قرار رسمي يمنع دخولهم إلى لبنان، رغم كل الاجراءات السابقة الساعية إلى الحد منه.
ومن تعديلات الاعلان الجديد، إضافة التسوق كسبب للحصول على إذن دخول إلى لبنان لمدة 24 ساعة من توقيت الدخول، على أن “يشار على بطاقة دخول صاحب المركبة بأسماء الداخلين برفقته، وعلى أن يغادروا معه. كما يشار على بطاقات دخول المرافقين لصاحب المركبة بأنهم دخلوا برفقته ويغادرون معه”.
ويحدد القرار الجديد، في ما يخص “الدخول بموجب تعهد مسبق بالمسؤولية” الايداع المالي بـ300 ألف ليرة للدخول والاستحصال على إقامة مؤقتة لمدة 6 أشهر. ويحدد، بشكل تفصيلي، الفئات المسموح دخولها إلى لبنان، والمستندات المطلوبة ونوع وإذن الدخول.
حوار سوري بين النظام والمعارضة… في بيروت!
انضمّت بيروت إلى قائمة المدن التي تشهد لقاءات بين الحكومة السورية ومعارضيها. ففي إطار المساعي الباحثة عن حل سياسي يُخرج سوريا من مأزقها، ترعى الحكومة النروجية حواراً سورياً – سورياً على الأراضي اللبنانية، بإشراف القس رياض جرجور. فهل ستبقى اللقاءات في مستوياتها الدنيا أم أننا سنشهد «مؤتمر بيروت 1»؟
ميسم رزق
دخلت بيروت على خطّ اللقاءات التي تشهدها عواصم عربية وإقليمية ودولية، من القاهرة إلى موسكو، لجمع ممثلين عن الحكومة السورية وعن معارضيها حول طاولة تبحث في مستقبل سوريا. وعلمت «الأخبار» أن لقاءات سرية عقدت في العاصمة اللبنانية، برعاية رسمية نروجية، ضمت شخصيات سورية موالية وأخرى معارضة. وأوضحت المصادر أن من بين هذه الشخصيات رجال دين ومثقفين وسياسيين مقربين الحكم في سوريا، ومن الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب.
وأضافت أن هؤلاء مقيمون في سوريا وخارجها. وتعقد هذه اللقاءات بعيداً عن الإعلام، ولا تعرف بها إلا قلّة قليلة ممن تساهم في عقدها. وتقول المصادر إن اللقاءات التي يفترض أن تُعلَن بعد أسابيع «تولي أهمية كبيرة لعدد من النقاط، أولها كسر الجليد بين أطراف النزاع، والشروع في إقامة أرضية لحوار يبدأ بين شخصيات لا صفة رسمية لها، على أن ترتقي إلى مستوى أعلى في حال نجاحها في تقريب وجهات النظر حول حل سياسي يُخرج سوريا من مأزقها».
وتشير المصادر إلى أن النروج فوّضت إلى القسّ الدكتور رياض جرجور، الأمين العام للفريق العربي لـ«الحوار الإسلامي – المسيحي»، رعاية هذه اللقاءات «التي تُعقد في حضوره».
وفي اتصال مع «الأخبار»، لم ينف جرجور عقد هذه اللقاءات، لكنه رفض الدخول في تفاصيلها، مكتفياً بالقول إنها «بين رجال دين لا يُصنفون أنفسهم بين معارضين للنظام ومؤيدين له، بل هو حوار سوري – سوري». وأضاف أن هذه اللقاءات «تبحث في ورقة عمل تتعلق بصياغة مشروع المواطنة الفاعلة».
رعاية نروجية
لحوار بيروت وروسيا أخذت علماً
إلا أن مصادر «الأخبار» أكّدت أن «اللقاءات تضم شخصيات سياسية» رفضت الكشف عن أسمائها «بسبب حساسية وضعها، وللخشية من أي خطر أمني». ولفتت إلى أن «مبادرة النروج لجمع السوريين على الأراضي اللبنانية، سببه فشل المؤتمرات التي عُقدت من جنيف إلى موسكو». وأكدت أن اللقاءات لا تقتصر على «مشروع المواطنة الفاعلة»، بل تناقش «برنامجاً متكاملاً» يتضمن «أبرز نقاط الخلاف بين السوريين، وهي ليست بالقليلة، وتتعلق بتعديل الدستور ورفض التدخل الخارجي وشكل سوريا بعد الحرب». وأشارت إلى أن اختيار لبنان مكاناً لعقد هذه اللقاءات سببه «التسهيلات التي أمّنتها شخصيات لبنانية رفيعة المستوى لدخول هذه الشخصيات وخروجها، ولأن في لبنان أطرافاً تؤيد النظام السوري وأخرى تدعم المعارضين له».
وتلفت المصادر إلى «دور مميّز عن باقي الدول الأوروبية تقوم به دول كالنمسا والنروج، التي ترى أن الحل السياسي هو الوحيد القادر على إنهاء هذه الأزمة». وأشارت إلى أن «هذه اللقاءات هي سلسلة من لقاءات أخرى تجري خارج لبنان أيضاً»، مشيرة إلى أنها بدأت منذ فترة قصيرة، لكنها كانت تواجه بعوائق الموقف العربي، وتحديداً من المملكة العربية السعودية. لكن «وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز أرست جواً من الانفراج، وأزالت عنصر الحقد الشخصي تجاه الرئيس بشار الأسد، وساعدت في تعجيل المساعي النروجية والمباشرة بها». وأكدت المصادر أن «المساعي النروجية الحالية لا علاقة لها بمنتدى أوسلو الذي شاركت فيه المستشارة الإعلامية للرئيس السوري، الدكتورة بثينة شعبان، بدعوة من وزارة الخارجية النروجية بالتعاون مع مركز الحوار الإنساني في حزيران الماضي».
وعزت المصادر الوساطة النروجية إلى استشعار هذا البلد خطر الجماعات الإرهابية عليه وعلى الأمن الدولي. ولفتت إلى أن جهاز الاستخبارات الخارجية النروجي حذر قبل نحو عام من وجود تقارير تفيد بأن «التهديد الإرهابي سيتفاقم نتيجة انخراط العشرات من رعايا هذه الدولة في الحرب السورية». وكشف الجهاز وجود «ما بين 40 و50 نروجياً يقاتلون في سوريا، وقد يعودون متمرسين في القتال». ولفتت إلى أن موسكو ليست بعيدة عن المبادرة. فقد زار وزير الخارجية النروجي بورج برانداه العاصمة الروسية في كانون الثاني الماضي، والتقى نظيره سيرجي لافروف وعدداً من كبار المسؤولين الروس، وكانت هذه الزيارة «بمثابة تمهيد الأرضية أمام الحكومة النروجية لممارسة الوساطة في محاولة لتوفير بديل من مفاوضات موسكو في حال عدم انتهائه إلى نتائج إيجابية».
قتلى بغارات للنظام بدوما والمعارضة تقصف دمشق
قال ناشطون إن حصيلة ضحايا قصف الطيران الحربي وصواريخ النظام على مدينة دوما بريف دمشق الخميس ارتفعت إلى 19 قتيلا ومئات الجرحى، وذلك بعد استهداف المعارضة السورية المسلحة أحياء وسط العاصمة دمشق مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى كذلك.
وقالت شبكة سوريا مباشر إن طيران النظام الحربي شنّ عشرات الغارات على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وتسببت الغارات في سقوط العشرات بين قتيل وجريح، حيث تعرضت مدينة دوما وحدها لأكثر من ثلاثين غارة جوية.
وبحسب المصدر ذاته فقد تعرضت مدينة عربين القريبة لغارات مماثلة، وتسببت إحدى الغارات في مقتل أربعة مدنيين بينهم طفلان.
من جهتها، قالت مراسلة الجزيرة في ريف دمشق سمارة القوتلي إن آخر التطورات تشير إلى تواصل القصف الشديد والعنيف على معظم مناطق الغوطة الشرقية لاسيما في دوما.
وبيّنت أنه يصعب حتى اللحظة تحديد حصيلة الضحايا بالنسبة لدوما ومناطق الغوطة الشرقية لأن القصف فرض نوعا من حظر التجول على المدنيين الذين لا يستطيعون التواصل مع بعضهم بعضا.
عملية عسكرية
وكانت المراسلة ذاتها قد قالت في وقت سابق إن مروحيات النظام السوري استهدفت مدينة الزبداني بستة براميل متفجرة تركزت على الجبل الغربي للمدينة، دون معرفة حجم الخسائر.
من جهتها، قالت وكالة “سانا” الرسمية للأنباء إن وحدات من الجيش واصلت عملياتها في جبال الزبداني الغربية، وقضت على ستة عشر ممن وصفتهم بأنهم إرهابيون.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري سوري قوله إن الجيش دمر مستودعا للصواريخ والذخيرة في القلمون الشرقي، وتمكن من قتل زعيم جبهة النصرة في المنطقة.
وتأتي هذه التطورات عقب قصف المعارضة السورية المسلحة أحياء سكينة وسط العاصمة، ووردت أنباء عن وقوع إصابات وحدوث أضرار مادية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن ثلاثة أشخاص قتلوا جراء إطلاق قذائف صاروخية على أحياء في دمشق، وأضافت الوكالة أن ثلاثين أصيبوا بجروح، حيث سقطت عشرات الصواريخ على أحياء المزة وركن الدين والجسر الأبيض وقرب وكالة سانا.
استهداف وخسائر
وذكرت القوتلي أن كل المناطق الأمنية التابعة للنظام باتت عرضة للاستهداف المباشر للصواريخ، في وقت تنعدم الحركة في جميع الطرقات.
وبيّنت أن آخر التطورات تشير إلى استهداف المفرزة العسكرية (موقع عسكري) في دمشق القريبة من المسجد الأموي مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وأضافت أن الأنباء التي يتناقلها شهود عيان توضح أن سيارات الإسعاف توجهت إلى المكان لإنقاذ الضحايا وسط حالة من الارتباك في صفوف المدنيين وقوات الأمن.
وذكرت أن القصف شمل السويقة وسط دمشق مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية، وبيّنت أن القصف مستمر حتى الآن على المقار الأمنية بصواريخ الكاتيوشا ومدافع الهاون في مناطق عش الورور والجسر الأبيض جنوب العاصمة.
في السياق قالت سوريا مباشر إن قتيلين وعددا من الجرحى كانوا ضحايا سقوط قذائف هاون في محيط المسجد الأموي بحي الحميدية وسقوط صاروخ على منطقة المرجة وسط دمشق, كما أفادت بمقتل شخص وجرح ثلاثة جراء قصف بقذائف الهاون على جامعة دمشق في منطقة البرامكة.
أسواق المعونات.. ظاهرة جديدة بحمص
إياد الحمصي-حمص
“الحياة داخل مراكز الإيواء تضطر الإنسان لبيع حذائه وليس فقط ما يحصل عليه من مساعدات” تقول أم علي المسؤولة عن إعالة سبعة أطفال بعد وفاة زوجها في حي الخالدية.
وقد دفع تدهور الوضع المعيشي في حمص، وندرة الحصول على فرص العمل الأهالي، لبيع المساعدات الإغاثية والغذائية التي يحصلون عليها من المنظمات والجمعيات الأهلية والدولية.
وكانت أم علي نزحت مؤخرا إلى مركز إيواء شفيق العبسي في حي الإنشاءات. وتضيف للجزيرة نت أنها كانت تبيع الجيران ما يزيد على حاجتها وأطفالها من المواد التي تحصل عليها شهريا من الهلال الأحمر.
ووفق أم علي، فإن أغلب سكان المركز يقومون ببيع ما يحصلون عليه من مساعدات غذائية ويستغلون ثمنها لشراء الخضار ومواد أخرى لطبخها، فالأطفال لا يمكنهم إدراك الظروف القاسية ولن يستطيعوا تناول الأرز والعدس كل يوم.
أسواق المعونات
بيع المساعدات لم يعد يقتصر على ما يزيد على حاجة العوائل لمواد الغذائية، بل أصبحت مراكز الإيواء تضم سوقا للفرش ومختلف الأغراض.
ويؤكد فايز الأبرش أن الرصيف أمام مركز الإيواء أصبح أشبه بسوق لبيع الفرش وأدوات المطبخ وعلب الفول وأكياس الأرز والطحين.
وقال أيضا إن سكان المناطق المجاورة باتوا يقصدون المركز بشكل خاص لشراء ما يلزمهم.
ويعزو الأبرش إقبال الناس المستمر على الشراء من أسواق المعونات إلى رخص ثمنها مقارنة مع المحلات المجاورة.
ويقول سمير أبو أحمد، وهو مدير لأحد مراكز الإيواء، إنه لا يستطيع منع الناس من بيع ما يعتبرون أنه وسيلتهم للحصول على ما يسدون به رمقهم.
ويضيف أن بعض العائلات ممن تمكنت من إخراج بعض أثاث منازلها قامت ببيعه بنفس الطريقة على الرصيف “ولكن المشكلة التي نعاني منها هي إزعاج الجيران، فأغلب مراكز الإيواء في حمص هي عبارة عن مدارس موجودة ضمن الأحياء السكنية”.
نشأة السوق
ويوزع الهلال الأحمر في حمص، إضافة للسلة الغذائية، مساعدات إغاثية للعوائل النازحة تتضمن فرشا وأدوات منزلية وصحية.
أما أبو يوسف، الذي يعمل متطوعا بالهلال الأحمر، فيقول “نقوم بتوزيع المساعدات الإغاثية لكل العائلات النازحة التي تقوم ببيعها مما أدى لنشوء ظاهرة أسواق المعونات”.
وقال إنه لا يمكنهم إجراء مسح للمناطق التي تنزح منها العائلات للوقوف على حالتها، ومعرفة ما إذا كان سكانها يستطيعون العودة إليها لاحقا.
وتتخوف الجمعيات الخيرية والهلال الأحمر من انتشار هذه الظاهرة بشكل أكبر في سوريا، مما قد يدفع الدول المانحة لخفض تلك المساعدات المقدمة للشعب السوري بحجة أنها غير مفيدة، وفق أبو يوسف.
مسؤول أمريكي لـCNN: الإمارات علقت مشاركتها بغارات التحالف الدولي على داعش منذ ديسمبر
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– أكّد مسؤول أمريكي لـCNN أنّ الإمارات العربية المتحدة علّقت مشاركتها في غارات التحالف على تنظيم “داعش” منذ ديسمبر/كانون الأول لمخاوف تتعلق بخطط إنقاذ الطيارين في حال الحاجة لذلك، فيما لم تعلق الحكومة الإماراتية عن الموضوع.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز أوّل من أشار إلى ذلك، قائلة إنّ الإمارات انسحبت من الحملة الجوية ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” بعد أسر الطيار الاردني معاذ الكساسبة، خوفا على سلامة طياريها.
وأضافوا أنّ الإمارات ترغب من الولايات المتحدة تحسين جهود البحث والإنقاذ، كلما دعت الحاجة لذلك، بما يشمل استخدام طائرة في-22 اوسبري، التي تقلع وتهبط مثل المروحيات في حين تحلق مثل الطائرات، في شمال العراق.
دعم أوربي لجهود توحيد المعارضة السورية
روما (5 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قالت مصادر سورية معارضة من لجنة المتابعة المشكّلة عُقب اجتماعات المعارضة السورية لتي جرت في القاهرة أن هناك تأييداً ومباركة من عدة دول أوربية للجهود التي تُبذل لتوحيد المعارضة وفق برنامج ومبادئ مشتركة، وأشارت إلى استعداد هذه الدول مستعدة لدعم هذه الخطوة علناً
وأوضحت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن دولاً أوربية كالسويد والدانمارك والنرويج وهولندا وسويسرا وغيرها تدعم دعماً كبيراً أية مبادرة تتفق عليها المعارضة السورية، تتضمن توضيح رؤيتها المشتركة للحل السياسي في سورية، وأعرب ممثلون عنها عن استعداد بلادهم لإرسال مندوبين لحضور جلسات افتتاح أي اجتماع شامل للمعارضة كضيوف للتعبير عن مدى تأييدهم للخطوات التي يمكن أن تقوم بها المعارضة السورية بهذا الصدد
كما أشارت هذه المصادر إلى أن هذا الدعم ليس موجهاً لفصيل أو تيار سوري معارض بحد ذاته، وإنما لمجمل الجهود التي يمكن أن تقوم بها المعارضة السورية لتوحيد برامجها، وخاصة لجهة اعتماد ورقة سياسية نهائية يُتفق عليها
ونفت المصادر أن يكون هناك تحفّظ من هذه الدول الأوربية على مشاركة كتائب ثورية مسلحة في هذه الاتفاقيات، وقالت مادامت المعارضة السورية ستوافق على تلك الكتائب المسلحة فإن هذه الدول ستحترم رغبتها طالما أنها تحترم القوانين الدولية للحروب
وقالت المصادر إن دولاً أوربية عبر سفرائها تابعت بشكل لصيق ما جرى في القاهرة، واعتبرته خطوة جدّية، وأن هؤلاء السفراء أعلموا قادة في المعارضة عن دعمهم الكامل للجهود المبذولة، ولم تستبعد أن ينضم إلى هذا اللفيف من الدول، دول أوربية أخرى مفصلية بحال وافق ائتلاف قوى الثورة العارضة السورية الانخراط بهذه المبادرات والجهود
عشرات الصواريخ تسقط على دمشق والقوات السورية “ترد” بغارات على الغوطة الشرقية
قتل ثلاثة مدنيين وأصيب 30 بجراح إثر سقوط قذائف صاروخية أطلقت من الغوطة الشرقية على أحياء سكنية بالعاصمة السورية، بحسب بيان في قيادة شرطة دمشق.
وأكد مراسلنا عساف عبود أن أكثر من 60 صاروخا سقط بشكل عشوائي على المدينة ومناطق مجاورة لها.
من جانبها، قالت مصادر بالمعارضة إن نحو 17 قتيلا سقطوا في دوما وعربين كما أصيب أكثر من 100 جريح جراء الغارات الجوية لطيران الجيش السوري على الغوطة الشرقية، ردا على إطلاق صواريخ على أحياء دمشق.
وأضاف أن الصواريخ استهدفت أيضا محيط مناطق المزة والمالكي وأبو رمانة والجمارك والحلبوني والسبع بحرات والعدوي ودمشق القديمة.
ويقول عبود “يبدو أن هذه الصواريخ دفعة أولى.”
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر في الشرطة قوله إن ثمانية مواطنين على الأقل أصيبوا “جراء اعتداءات إرهابية بقذائف صاروخية على أحياء سكنية في دمشق.”
وقد حلقت الطائرات الحربية السورية بكثافة في سماء دمشق وشنت عمليات استهدفت مرابض إطلاق الصواريخ في الغوطة الشرقية والتي استهدفت العاصمة، حسبما قال مراسلنا.
وأفاد تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني أن القذائف أطلقها جيش الإسلام وهي جماعة مقرها في منطقة الغوطة الشرقية على مشارف العاصمة.
وكان زعيم التنظيم هدد مؤخرا عبر موقع تويتر بمهاجمة دمشق بالصواريخ وقذائف الهاون ردا على قصف قوات الرئيس بشار الأسد مواقع التنظيم شرقي دمشق.
وكان التنظيم قد شن هجمات صاروخية على دمشق في 25 يناير/كانون الثاني الماضي.
الوكالة السورية: مقتل 3 أشخاص في هجوم صاروخي على دمشق
من مروان مقدسي
دمشق (رويترز) – قالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 35 على الأقل يوم الخميس في هجوم صاروخي على مناطق سكنية في العاصمة دمشق.
وقد يكون هذا القصف ثاني أكبر هجوم عنيف تشنه جماعة جيش الإسلام في أقل من أسبوعين.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن جيش الإسلام وهي جماعة مقاتلة تعمل انطلاقا من منطقة الغوطة الشرقية على مشارف العاصمة وراء الهجوم.
وقال شاهد في وسط العاصمة السورية إنه سمع دوي قذائف أطلقت فيما يبدو من شرق دمشق يوم الخميس.
وتحدثت سانا عن “ارتقاء 3 شهداء جراء اعتداءات إرهابية بقذائف صاروخية على أحياء سكنية في دمشق.” ونشرت الوكالة على موقعها الالكتروني صورة لسيارة محترقة وقد نسفت مؤخرتها. وقال التلفزيون السوري الرسمي إن ثلاثة صواريخ سقطت على مناطق قريبة من المسجد الأموي الواقع في الحي القديم.
وقال زعيم جيش الإسلام يوم الثلاثاء إن جماعته ستستهدف العاصمة السورية.
وتحدث شاهد في دمشق يوم الخميس عن إطلاق أكثر من 30 قذيفة في تتابع سريع. وأذاع راديو شام إف.إم خبرا عن الانفجارات وقال إنها أصابت على الأقل خمس مناطق في العاصمة السورية منها الحي القديم التاريخي. ونشر سكان صورا على وسائل التواصل الاجتماعي للدخان فوق المدينة.
وجاء في تغريدة على حساب على تويتر يعتقد انه لزعيم جيش الإسلام زهران علوش أن الهجوم هو رد على ما فعله الجيش السوري في الغوطة.
وقال في بيان في مطلع الاسبوع ان “مدينة دمشق بالكامل منطقة عسكرية ومسرحا للعمليات” وان جماعته سترد على الغارات الجوية التي يشنها الجيش السوري على الغوطة.
وقال المرصد السوري ان سلاح الجو السوري قصف يوم الخميس مناطق الى الشمال الشرقي من دمشق.
وتعرضت دمشق لعدة هجمات منذ بداية العام.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن جيش الإسلام قصف العاصمة السورية بما لا يقل عن 38 صاروخا في 25 يناير كانون الثاني مما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص في واحد من أشد الهجمات التي تتعرض لها دمشق خلال عام.
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير منير البويطي)
الأكراد يحلمون بدولتهم المستقلة حتى وهم يدافعون عن حدود تحفها المخاظر
من سامية نخول وايزابيل كولز
وادي الغراب (شمال العراق) (رويترز) – ترفرف راية تنظيم الدولة الإسلامية السوداء المثبتة على كوخ على مرمى البصر من الخط الأمامي دليلا على الخطر الجسيم المحدق بالأكراد على امتداد حدود طولها 1000 كيلومتر.
ويعمل مقاتلو البشمركة الأكراد في حفر الخنادق وإقامة السواتر الدفاعية في وادي الغراب على مسافة تقل عن كيلومترين من قرية السلطان عبد الله الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية. ويمثل الوادي خط الحدود الجديد للمنطقة الكردية.
ويتمتع الأكراد بالحكم الذاتي منذ حرب الخليج الأولى عام 1991. وقد باتوا الآن أقرب من أي وقت مضى من تحقيق حلم الاستقلال الكامل. ومع ذلك تتهددهم طموحات الخلافة الإسلامية على الجانب الآخر من الحدود.
وعلى مسافة غير بعيدة من وادي الغراب يجري تدريب مجموعة من المقاتلين العراقيين أغلبهم من السنة للمساهمة في معركة استعادة الموصل احدى أكبر المدن العراقية وغيرها من المدن السنية التي اجتاحها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في يونيو حزيران الماضي قبل أن يغيروا اتجاههم صوب أربيل قلب السلطة عند الأكراد.
وكان التنظيم الجهادي أعلن في العام الماضي عن قيام دولة الخلافة بعد استيلائه على مساحات واسعة في شرق سوريا وغرب العراق وشماله. وأصبح التنظيم يهدد الكيان الكردي العراقي تهديدا مباشرا وأصبحت الخطوط الأمامية على مسافة 45 كيلومترا فحسب من أربيل عاصمة إقليم كردستان.
وإلى الجنوب الشرقي قاتلت القوات الكردية متشددي الدولة الإسلامية والأسبوع الماضي استعادت حقلا نفطيا قرب مدينة كركوك التي استولى عليها الأكراد الصيف الماضي وأعلنوها جزءا من أراضيهم.
وقال فؤاد حسين رئيس ديوان الرئيس الكردي مسعود البرزاني “لا نستطيع النوم … في وجود الدولة الإسلامية. فهذا معناه كابوس كل ليلة.”
* عالمان
وقال نجاة علي صالح أحد قادة البشمركة إنه لا يمر أسبوع لا تحاول فيه الدولة الإسلامية شن هجوم جديد لاستعادة ما فقدته من قرى.
وأضاف صالح قرب الخط الأمامي في وادي الغراب “هم أقوى منا. نحن نحتاج أسلحة ثقيلة لمقاتلتهم. فلديهم أسلحة أثقل. نحتاج مدفعية ومدافع مورتر وسيارات مدرعة وعربات همفي. أما الآن فلدينا بنادق كلاشنيكوف ومدافع رشاشة.”
وعلى الجانب الآخر من هذه الحدود الجديدة يروي سكان من السنة أجريت مقابلات معهم في الموصل على مسافة 80 كيلومترا فقط من أربيل حكايات عن عالم آخر تحت حكم الدولة الإسلامية.
وتدور حكاياتهم عن إعدامات وقطع رؤوس وجلد ورجم حتى الموت في الساحات العامة. وتنفذ العقوبات في المسلمين السنة الذين يرى رجال التنظيم أنهم لا يلتزمون بتفسيرهم المتشدد للشريعة الإسلامية. فتدخين السجائر ومشاهدة الافلام أو حتى مباريات كأس العالم لكرة القدم كلها حرام. والموسيقى وكل أشكال الفنون ممنوعة.
وقد تولى التنظيم إدارة المدارس ففصل البنات عن البنين حتى في دور الحضانة وغير المناهج الدراسية ليزرع رؤيته الإسلامية في عقول الصغار. وقال سكان إنه أقام معسكرات لتدريب الصبيان وتجنيدهم كي يحلوا محل من يسقط من المقاتلين في ساحة المعركة.
وعلى الجانب الكردي من الحدود لم تشهد كردستان استقلالا سياسيا فحسب بل ازدهارا اقتصاديا لم تعرف مثيله من قبل خلال السنوات العشر الأخيرة فانتشرت الفنادق ومشروعات البناء. وتجمد هذا الازدهار في العام الماضي عندما توقفت بغداد عن سداد نصيب الأكراد من الموازنة الوطنية عقابا للإقليم على تصدير النفط لحسابه.
* بلد مقسم
بالنسبة للأكراد عزز صعود الدولة الإسلامية اعتقادهم أن العراق دولة مقسمة وأنهم أفضل حالا في الكيان المستقل الخاص بهم وأن على كل الطوائف الأخرى أن تحذو حذوهم.
فمن أبسط الأكراد العاديين إلى كبار المسؤولين من المستحيل العثور على شخص واحد يعتقد أن العراق بلد موحد. ويريد كل من قابلهم مراسلو رويترز إما التقسيم أو الاتحاد الفيدرالي على الأقل.
والصلات التي تربط الأكراد بالعراق العربي قليلة وضعيفة.
فأغلب الأكراد الذين ولدوا في الإقليم المتمتع بالحكم الذاتي منذ حرب الخليج عام 1991 لا يتحدثون العربية. وكل اللافتات على الطرق والمتاجر والقواعد العسكرية والمباني الحكومية مكتوبة باللغة الكردية وهي اللغة الرسمية للإقليم.
وقال نيجيرفان البرزاني رئيس وزراء كردستان إن العراق الذي سادته معارك طائفية منذ اجتياح القوات الأمريكية التي أطاحت بحكم صدام حسين عام 2003 لم يعد له وجود كدولة موحدة.
وقال لرويترز في مقابلة “لا يوجد ولاء لدولة اسمها العراق.”
وأضاف “من المهم فعلا ايجاد صيغة لكيفية العيش معا داخل حدود ما يسمى العراق. وما لم يتم ايجاد هذه الصغية سيراق المزيد من الدماء وستظل البلاد عنصر زعزعة لاستقرار المنطقة.”
وتشير كل الفئات الكردية إلى الصراع الطائفي بين الشيعة والسنة في مختلف أنحاء العراق وتتفق في الرأي أن البلد الموحد الذي تديره حكومة من بغداد ليس إلا حلما من أحلام الماضي وإنه لا بد من توزيع السلطة لمنح كل طائفة من السنة والشيعة والأكراد منطقة تتمتع بالحكم الذاتي.
* هل التقسيم الحل الوحيد؟
غير أنهم يقولون إن من المستبعد أن تتحقق هذه الرؤية ما لم يتخلصوا من تنظيم الدولة الإسلامية أولا.
وقال سيروان البرزاني الذي كان رجل أعمال بارز لكنه أصبح الآن من قادة البشمركة كما أنه ابن شقيق الرئيس البرزاني.
وأضاف البرزاني الذي كان يتحدث في معسكر النمر الأسود وهو يرتدي ملابس القتال “على الأقل إذا لم نحصل على الاستقلال فلتكن لدينا ثلاثة كيانات اتحادية – كردي وشيعي وسني.”
وقد تبخر الشعور بالهوية الوطنية العراقية منذ غزو عام 2003 الذي أدى إلى نقل الحكم للشيعة وأنهى بالاطاحة بصدام حكم السنة الذي استمر عشرات السنين وأطلق شرارة حروب طائفية وأسفر عن صعود جماعات سنية متشددة من بينها القاعدة التي خرج تنظيم الدولة الإسلامية من عباءتها.
وقال قباد طالباني نائب رئيس وزراء حكومة الإقليم إن الواقع أن جيلا كاملا من العراقيين نما في بيئة تغلب عليها الطائفية في العقد الأخير. وأضاف “عندنا شيعة يروجون للسياسات الشيعية ويدافعون عنها. وعندنا سنة يتكاتفون حول الهوية السنية. والأكراد يفعلون الشيء نفسه.”
وأضاف في مكتبه بأربيل “وحدة العراق كما كنا نعرفه انتهت ولهذا ما هو النظام السياسي الذي يمكن وضعه لإنقاذ البلاد؟ لدينا نموذج هنا في كردستان. ربما لا يكون نموذجنا قابلا للتطبيق بحذافيره في سنيستان (الدولة السنية) بل شكل ما من أشكال الحكم الذاتي.”
وقال إن السنة الذين يعيشون في مناطق متفرقة يمكن أن يتمتعوا بالحكم الذاتي داخل محافظاتهم حتى إذا كانت المناطق التي يعيشون فيها غير متجاورة.
وتابع “ما دامت بغداد مركز كل القرارات فسيسعى الناس للتقاتل عليها. ولا يوجد زعيم الآن في البلاد يمكنه أن يتحدث باسم العراقيين كلهم.”
* لا ولاء
وقبل سنوات غير بعيدة كان عشرات الآلاف من الأكراد في شمال العراق ضحايا لمحاولات إبادة جماعية من خلال قصف جوي وإعدامات جماعية وهجمات بالغازات الكيماوية وعمليات نزوح جماعي فرضتها قوات صدام.
وقد دمر أكثر من 4500 قرية كردية ونزح نحو مليون كردي عن بيوتهم.
ومازالت حملة الأنفال التي يسميها الأكراد الإبادة الجماعية الكردية التي شنها صدام بين عامي 1986 و1989 محفورة في أذهان الأكراد. فمن الصعب مقابلة شخص لم يتأثر بأي شكل من الأشكال بحملة الانفال التي بلغت ذروتها بهجوم بغاز الأعصاب عام 1988 في حلبجة سقط فيه ما يصل إلى 5000 قتيل.
وقال إحسان شيخ (46 عاما) الذي يعمل في محل صرافة “لا أشعر بأي انتماء للعراق.”
وأضاف “ولاؤنا أولا وقبل كل شيء لكردستان. حتى عندما يلعب العراق مباراة في كرة القدم أمام بلد آخر نؤيد الخصم.”
وقال سركفت أحمد (18 عاما) الذي يعمل في متجر يبيع الأجهزة المنزلية ولا يتكلم العربية “نريد الانفصال عنهم. العرب هم العدو. فهم خونة وقتلة.”
أما علي تحسين (37 عاما) المولود لأم عربية وأب كردي فقال “في الوقت الحالي لا يشعر أي عراقي بأنه عراقي. وهذا ليس فقط في كردستان. نحن نعيش في بلد لا قيمة فيه لحياة الإنسان.”
وعلى الأرض أدت الحرب في سوريا وحملة الدولة الإسلامية في العراق منذ عام 2013 إلى انفتاح الحدود في الشرق الأوسط بعد أن ظلت ثابتة منذ معاهدة سايكس بيكو لعام 1916 التي أبرمتها بريطانيا وفرنسا وقسمتا فيها المنطقة وفقا لمصالحهما.
وتجاهلت هذه الحدود الخلافات العرقية والقبلية والدينية التي تهيمن على الحياة السياسية في المنطقة. كما جعلت الأكراد الذين يقدر عددهم بنحو 30 مليونا وأغلبهم من السنة يعيشون كأقليات في تركيا والعراق وإيران وسوريا بالإضافة إلى من يعيش منهم في الشتات.
* أثر مضاعف
منذ اقتطع الأكراد كيانا مستقلا لهم في شمال العراق استاءت تركيا وسوريا وإيران لأن أمل إقامة دولة كردية موحدة قد يحرض الاقليات الكردية في كل منها على السعي للانفصال.
وبينما يخشى الجيران انفصال الأكراد بما قد يؤدي إلى تفكك دولهم فإن الواقع على الأرض يقول إن الأكراد أنشأوا بالفعل دولة على الأقل في العراق. كذلك أصبحت ثلاثة جيوب في شمال شرق سوريا تحت سيطرة الأكراد رغم أن تنظيم الدولة الإسلامية يمثل تهديدا لهذا الوضع.
وقال مسؤولون أكراد إن الأكراد يقاتلون الدولة الإسلامية من أجل مناطق تنتمي للإقليم الكردي غير أنهم سيتحاشون استخدام قوات البشمركة في طرد مقاتلي التنظيم من المناطق السنية أو حتى السعي لاستعادة مدينة الموصل السنية.
ويصرون على أن القتال يجب أن يكون بقيادة وحدات الجيش العراقي.
غير أن استرداد الموصل يبدو بعيدا. فقد أكد مسؤولون على أن الجدول الزمني لمثل هذا الهجوم يتوقف على إعادة بناء الجيش العراقي الذي انهار عندما اجتاح التنظيم الموصل وشمال العراق.
وقال أثيل النجيفي الحاكم الإقليمي السابق الذي هرب من الموصل عندما دخلها مقاتلو الدولة الإسلامية إن رد التحالف على التنظيم كان بطيئا ومتأخرا.
وأضاف أن سكان الموصل خائفون من التمرد ما لم تدعمهم قوة من الخارج.
وقال النجيفي “نعتقد أنه إذا كانت هناك قوات قريبة من الموصل أو على مشارفها فإن المدينة ستحتشد (ضد التنظيم) بسرعة كبيرة.”
ونهب مقاتلو الدولة الإسلامية ممتلكاته وخيوله العربية الأصيلة بل إن ساعته الرولكس هي الساعة التي ظهرت في معصم زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي عندما ظهر في مسجد بالموصل العام الماضي لاعلان دولة الخلافة.
(شارك في التغطية نيد باركر – إعداد منير البويطي للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)