أحداث الخميس 10 كانون الأول 2015
مؤتمر الرياض يحسم اليوم دور الأسد في المرحلة الانتقالية
الرياض – إبراهيم حميدي
يحسم المشاركون في المؤتمر الموسع للمعارضة السورية في الرياض اليوم النقاط الجوهرية المتعلقة بـ «تشكيل هيئة الحكم الانتقالي» ودور الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية والإطار الزمني لها، إضافة إلى تشكيل الوفد التفاوضي بتمثيل بمقدار الثلث للفصائل المسلحة، التي سعت أمس إلى ورقة سياسية مشتركة تتضمن التزام الحل السياسي ومرجعية بيان «جنيف-١».
وتزامن مؤتمر الرياض مع خروج مئات من مقاتلي المعارضة والمدنيين من حي الوعر، آخر نقاط سيطرة الفصائل المسلحة في مدينة حمص، بموجب اتفاق مع الحكومة وبإشراف الأمم المتحدة. وقال محافظ حمص طلال البرازي إن عدد المسلحين الخارجين يُقدّر بـ 300 مسلح ومئة عائلة أي بحدود 400 امرأة وطفل وبعض المدنيين».
وكان لافتاً أمس تصعيد أنقرة حملتها على موسكو بسبب دعمها النظام السوري، إذ قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو: «تحاول روسيا تنفيذ عملية تطهير عرقي في شمال اللاذقية لطرد السكان التركمان والسنّة الذين ليست لهم علاقة طيبة مع النظام.. يريدون (الروس) طردهم.. يريدون تطهير هذه المنطقة عرقياً لحماية قواعد النظام وروسيا في اللاذقية وطرطوس».
في المقابل، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف عن «محادثات ثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة» في جنيف غداً، مشدداً على أهمية وضع «قائمة للتنظيمات الإرهابية، وقائمة لأعضاء المعارضة الذين تمكنهم المشاركة في عملية التفاوض».
وبدا واضحاً في اليوم الأول لمؤتمر الرياض تصاعد التوافقات بين المشاركين الـ١٠٣، بفضل تدخّل المضيف السعودي وإدارة رئيس «مركز الخليج للدراسات» عبدالعزيز صقر وتقصّد جلوس الحاضرين بحسب الأحرف الأبجدية وإعطائهم المزيد من الوقت لتناقل أطراف الحديث في أروقة المؤتمر بين السياسيين والعسكر وبين أطياف الموجودين.
وتعمّد المنظمون تأجيل «النقاط الساخنة» إلى اليوم عبر تغيير جدول الأعمال، بحيث يبحث الخميس في «الإطار الزمني للمرحلة الانتقالية ومهمات الوفد التفاوضي ووقف النار ودور الأسد في المرحلة الانتقالية»، إضافة إلى «تعهد الأطراف المسلحة والسياسية حل نفسها خلال الفترة الانتقالية».
وتوصل المشاركون أمس إلى «إعلان مبادئ» تضمن سبع نقاط، هي: «وحدة سورية أرضاً وشعباً، سورية دولة ديموقراطية ومدنية، احتكار الدولة حصرية السلاح واستخدامه، رفض الإرهاب بأشكاله كافة، بما فيه إرهاب الدولة، رفض وجود المقاتلين الأجانب كافة والمطالبة بانسحابهم، التزام مبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان والشفافية والمساءلة وسيادة القانون، والحفاظ على مؤسسات الدولة وإعادة هيكلة الأمن والجيش»، إضافة إلى ورقة مرجعية سياسية نصت على «التزام بيان جنيف-١» وقرار مجلس الأمن ٢١١٨ المتعلق بتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة، إضافة إلى التزام «الحل السياسي للأزمة السورية» وضرورة استئناف المفاوضات «من حيث توقفت» في بداية العام ٢٠١٤. كما تضمنت النقاط المرجعية «وقف النار على جميع الأراضي السورية». ونقل عن محمد بيرقدار القيادي في «جيش الإسلام» قوله بـ «عدم وجود ثقة بالنظام واستعداده للحل السياسي».
وسيتضمن البيان الختامي اليوم تلخيصاً للثوابت الوطنية وموقف المعارضة من الحل السياسي ورؤيتها للمرحلتين التفاوضية والانتقالية، والمراحل الأخرى في ما يخص مستقبل سورية. وقال الأمين العام السابق لـ «الائتلاف» نصر الحريري لـ «الحياة»: «ستتم مناقشة أحد أهم مخرجات المؤتمر، المتمثل في تكليف فريق يحمل ملف المفاوضات بناء على الموقف التفاوضي الذي يصل إليه المتحاورون»، لافتاً إلى «الثوابت الوطنية، ورؤية المعارضة للحل السياسي، والتفاوض في المرحلة المقبلة. وهذا يعني أن بشّار لن يكون له دور في المرحلة الانتقالية أو مستقبل سورية» وقال الحريري: «إن الأسد بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبها لا يمكن أن يُقبل بوجوده كما لا يمكن تحقيق أي أمن واستقرار في وجوده، ولا يمكن تشكيل هيئة حكم انتقالي فعلية تمارس صلاحياتها على الأرض، كما لا يمكن القضاء على الإرهاب وهذا التطرف الذي صنعه وجمع السوريين على هدف مشترك».
إجلاء مئات المسلحين من آخر أحياء المعارضة في حمص
لندن، حمص (سورية) – «الحياة»، أ ف ب
خرج المئات من مقاتلي المعارضة والمدنيين ظهر الأربعاء من حي الوعر، آخر نقاط سيطرة الفصائل المسلحة في مدينة حمص بوسط سورية، بموجب اتفاق توصلوا إليه مع ممثلين عن الحكومة بإشراف الأمم المتحدة يتضمن وقفاً لإطلاق النار وفك الحصار.
وانطلق ظهر الأربعاء ما لا يقل عن 15 باصاً من المدخل الشمالي الغربي لحي الوعر الذي حاصرته قوات النظام في شكل محكم منذ نحو ثلاثة اعوام. وأوضحت «فرانس برس» أن 10 باصات بيضاء أقلّت مدنيين، معظمهم من النساء والأطفال وبينهم عائلات المقاتلين، وسمح لكل منهم بأخذ حقيبة معه، بالإضافة إلى خمس حافلات أخرى خضراء أقلّت العشرات من المقاتلين الذين احتفظ عدد منهم بسلاحه الخفيف والمتوسط. وأشارت إلى أن من بين الركاب 15 جريحاً على الأقل نقلتهم سيارات إسعاف إلى داخل الباصات.
ولم يسمح للصحافيين بالاقتراب من الباصات أو التحدث إلى ركابها.
وواكبت الحافلات لدى انطلاقها عشر سيارات إسعاف تابعة للهلال الاحمر السوري وعشر سيارات رباعية الدفع تابعة للامم المتحدة، بالإضافة إلى آليات تابعة للجيش السوري، وفق مراسل فرانس برس.
وقال محافظ حمص طلال البرازي في تصريحات إلى الصحافيين «يقدر عدد المسلحين الخارجين اليوم بـ 300 مسلح» بالاضافة إلى «مئة عائلة أي بحدود 400 امراة وطفل وبعض المدنيين».
وأوضح البرازي انه «بعد وقف إطلاق النار الناجح حتى الآن وخروج الدفعة الاولى من المسلحين (…) نحن الآن في صدد تنفيذ المرحلة الاولى التي ستنتهي في نهاية الأسبوع المقبل».
وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه بإشراف الامم المتحدة بين مقاتلي المعارضة والنظام السوري في الأول من كانون الاول (ديسمبر) على رحيل الفي مقاتل ومدني من حي الوعر، مقابل فك الحصار وإدخال المساعدات الغذائية والاغاثية، بالاضافة إلى تسوية أوضاع المقاتلين الراغبين بتسليم سلاحهم، في اشارة إلى المقاتلين المحليين من أبناء الحي.
وتسيطر قوات النظام منذ بداية ايار (مايو) 2014 على مجمل مدينة حمص بعد انسحاب حوالى الفي عنصر من مقاتلي الفصائل من احياء حمص القديمة بموجب تسوية مع السلطات إثر عامين من حصار خانق فرضته قوات النظام وتسبب بوفيات ونقص كبير في الاغذية والادوية.
وانكفأ المقاتلون الباقون إلى حي الوعر إلى جانب آلاف المدنيين.
ويقيم في الحي حالياً وفق البرازي، حوالى 75 الف شخص مقابل 300 الف قبل بدء النزاع في سورية في آذار (مارس) العام 2011.
ووفق محافظ حمص، تضمنت الدفعة الاولى من المقاتلين الذين تم إجلاؤهم «جميع المسلحين من الفئات التي لم توافق على الاتفاق الذي تم مع المجتمع المحلي في حي الوعر ومع بعض الجماعات المسلحة». وأشار البرازي إلى انه «بعد هذه المرحلة، ستبدأ الجهات المعنية بقبول تسوية أوضاع من يرغب بتسوية وضعه»، مضيفاً «في نهاية المطاف سنكون امام ثلاث حالات، المسلحون الذين خرجوا في الدفعة الأولى والذين ستسوى أوضاعهم، والحالات المتبقية هم من لا يمكن تسوية أوضاعهم وسيخرجون في نهاية مراحل تنفيذ الاتفاق».
وفي شريط فيديو نشرته لجان التنسيق المحلية بعنوان «خروج المقاتلين الرافضين للتفاوض مع النظام وعدد من الجرحى مع عائلاتهم»، قال أحد المقاتلين الملتحين قبل صعوده إلى الحافلة «أنا من حلب ونحن لا نتفاوض مع النظام، رغبنا بالخروج لنقاتل في الخارج»، مضيفاً «في الوعر هناك مجاهدون وهم (قدّها وقدود) بإذن الله».
ووفق المرصد السوري لحقوق الانسان، فإن مقاتلين ينضمون إلى 45 فصيلاً غير متجانسة كانوا موجودين في الوعر، أبرزها حركة أحرار الشام وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية)، بالاضافة إلى مقاتلين محليين.
ومن المقرر توجه المقاتلين من حي الوعر إلى «الجهة الشمالية» من سورية، وفق البرازي.
ووفق مدير المرصد رامي عبدالرحمن، ستتوجه الباصات إلى مدينة حمص ومنها إلى قلعة المضيق في محافظة حماة (وسط)، ثم باتجاه محافظة ادلب التي تسيطر عليها فصائل جيش الفتح وأبرزها جبهة النصرة منذ الصيف الماضي.
وقد يستغرق تنفيذ الاتفاق مدة تصل إلى شهرين، وفق السلطات.
وجاءت عملية إجلاء المعارضين من الوعر أمس في ظل تقارير عن اتفاق بين تنظيم «داعش» في مخيم اليرموك والحجر الأسود (جنوب دمشق) ومسؤولين فلسطينيين يقضي بنقل 150 من عناصر التنظيم أو مؤيديه إلى الرقة.
في غضون ذلك، أشار المرصد السوري إلى اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وبين الفصائل الاسلامية والمقاتلة في منطقة المرج والطريق الواصلة بين بلدتي البلالية ومرج السلطان في المنطقة «وسط تقدم جديد للنظام في الطريق الواصل بين البلدتين وسيطرته على أجزاء منها». لكن موقع «الدرر الشامية» الإخباري نقل عن المكتب الإعلامي لـ «جيش الإسلام» إن عناصره نصبوا مكمناً لقوات النظام على جبهة أوتوستراد دمشق – حمص في الغوطة الشرقية وقتلوا 15 جندياً.
وفي موسكو (رويترز)، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع إن سلاح الجو الروسي نفذ 28 طلعة ضد 204 أهداف في سورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وأضافت الوزارة أن الضربات نفذت على أهداف في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة وحمص. وكانت السلطات الروسية قالت إن غواصة انضمت للتو إلى القطع البحرية المرابطة أمام الساحل السوري نفّذت مساء الإثنين ضربات بصواريخ «كاليبر» ضد أهداف لـ «إرهابيين» على الأراضي السورية.
روسيا: اتهامات تركيا بالتطهير العرقي في سورية لا أساس لها
موسكو – رويترز
قالت الناطقة باسم وزارة الدفاع الروسية ماريا زاخاروفا اليوم (الخميس) إن اتهامات تركيا لموسكو بممارسة التطهير العرقي في سورية «لا أساس لها من الصحة».
كان رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو اتهم روسيا أمس بالشروع في ممارسة «التطهير العرقي» في شمال سورية، وأضاف أن موسكو تحاول طرد السكان التركمان والمسلمين السنة لحماية مصالحها العسكرية في المنطقة.
روسيا تدعو «خبراء بريطانيين» لتحليل الصندوق الأسود للطائرة التي أسقطتها أنقرة
موسكو – أ ف ب
أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا «خبراء بريطانيين» إلى المشاركة في تحليل الصندوق الأسود للطائرة الحربية التي أسقطها الطيران التركي على الحدود السورية.
واستعاد الجيش الروسي الصندوق الأسود لطائرة «السوخوي 24» التي أسقطتها طائرات حربية تركية من طراز «اف»، إذ أمر بوتين أمس بعدم فتحه إلا في حضور خبراء أجانب».
وقال الكرملين في بيانه، إن «الرئيس الروسي يدعو خبراء بريطانيين إلى المشاركة في تحليل معطيات الصندوقين الأسودين لطائرة السوخوي 24». ويأتي إعلان الكرملين بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون.
وقال الكرملين، إن «بوتين وكامرون لديهما وجهتا نظر متشابهتان حول خطورة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ومجموعات إرهابية أخرى تنشط في المنطقة»، موضحاً أنهما «ناقشا إقامة تعاون على مستوى مختلف الهيئات الحكومية».
ولم يوضح الكرملين ما إذا كان الأمر يتعلق بتحسين التعاون بين الجيشين الروسي والبريطاني اللذين يشاركان في الغارات الجوية في سورية أو بين استخبارات البلدين.
تركيا تدعو رعاياها إلى مغادرة العراق
بغداد، نيويورك، واشنطن – «الحياة»
دعت تركيا رعاياها إلى مغادرة العراق، باستثناء محافظات إقليم كردستان الذي وصل رئيسه مسعود بارزاني إلى أنقرة أمس للتوسط في حل الأزمة بين البلدين. وجاء القرار التركي مفاجئاً، إذ إن كل المعطيات كانت تؤشر إلى التهدئة، فبعد ثلاثة أيام من التصعيد المتبادل، قلل السفير العراقي لدى الأمم المتحدة محمد علي الحكيم من أهمية الخلاف بين البلدين، وقال إن المحادثات بينهما «تسير بشكل إيجابي». كما أعلن رئيس الحكومة التركي أحمد داود أوغلو أن القوات التي أرسلت إلى الموصل لم يكن هدفها «العدوان» بل كانت مهمتها «حماية المدربين بعدما زاد تعرضهم للخطر».
من جهة أخرى، عزز الجيش العراقي وجوده في المناطق التي استعادها في الرمادي، فيما أعلن وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر أن واشنطن مستعدة لإرسال المزيد من المساعدات إلى بغداد «بما في ذلك طائرات هليكوبتر هجومية ومستشارون، إذا أملت الظروف ذلك وإذا طلب رئيس الوزراء (حيدر) العبادي». ودعا «الحلفاء» إلى أن «يفعلوا المزيد لمحاربة داعش». وعلمت «الحياة» من مصادر العشائر في الأنبار، أن 200 جندي أميركي وصلوا أمس إلى قاعدة «عين الأسد» قرب الرمادي.
وكان لافتاً أن العراق نأى بنفسه تماماً عن التحرك الروسي في مجلس الأمن وتضاربت التصريحات الروسية والعراقية بعد الجلسة، إذ قال السفير فيتالي تشوركين إن «العراق قدم شكوى ضد تركيا»، لكن نظيره العراقي نفى ذلك.
وكان تشوركين دعا مجلس الأمن الى الانعقاد في جلسة «مشاورات مغلقة» للبحث في «انتشار القوات الخاصة التركية في الموصل والتقارير عن خطط لتنفيذ انتشار مماثل شرق سورية». واقترح أن تؤكد رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري السفيرة الأميركية سامنثا باور «الحاجة الى احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وسيادة العراق وسلامة أراضيه، وتعبر عن الأمل في حل المسألة بسرعة، بما يرضي الحكومة العراقية». وأضاف أن طلبه قوبل بالرفض من أعضاء في مجلس الأمن.
وقال الحكيم إن العراق «يولي الأهمية الآن لحل المسألة على المستوى الثنائي»، مشدداً على أن رسالة الشكوى «جاهزة ويمكن تقديمها في حال وصول المحادثات مع تركيا الى طريق مسدود».
على الصعيد الأمني، أرسل الجيش العراقي أمس قوات إضافية الى منطقة التأميم جنوب غربي الرمادي، لتعزيز حضوره بعدما استعادها قبل أيام. وأرسلت السلطات قوات من الشرطة المحلية للإمساك بالأرض. وقال رئيس مجلس قضاء الخالدية شرق الرمادي علي داود، إن «قوة الشرطة مجهزة تسليحاً وعتاداً، وتم تدريب مقاتليها على حرب المدن».
لكن المشكلة التي تعترض تقدم الجيش إلى وسط المدينة تتمثل في وجود آلاف المدنيين الذين يحتجزهم «داعش»، ويستخدمهم دروعاً بشرية. وأعلن مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون التحالف الدولي بريت ماكغيرك، أن وجود هؤلاء المدنيين «يتطلب الحذر»، وأضاف أن التنظيم «يحتفظ بهم رهائن، لذلك نريد أن نتعامل مع هذا الأمر بحذر شديد».
المعارضة السورية تسعى إلى موقف مُوحّد سلمان: ندعم الحل السياسي في سوريا واليمن
المصدر: (و ص ف، رويترز، اشا)
بحثت المعارضة السورية وفصائلها المسلحة التي التقت في الرياض، عن أرضية مشتركة أمس قبل محادثات سلام مزمعة لإنهاء الصراع الذي يعصف بالبلاد والذي دفع خصوم الحرب الباردة وأطراف النزاع الإقليمي للانخراط أكثر في عمليات قتالية.
وتمثل المحادثات التي أجريت في فندق فخم بالعاصمة السعودية، أكثر المحاولات طموحاً حتى الآن لتوحيد خصوم الرئيس السوري بشار الأسد على أرضية سياسية مشتركة وينظر إليها خطوة أولى محورية للوصول الى نهاية سلمية للحرب التي تقترب من إكمال سنتها الخامسة وللقتال ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).
وقد استبعد الكثير من الفصائل وبينها “وحدات حماية الشعب” الكردية عن المحادثات، بينما يختلف المشاركون فيها بشدة على قضايا منها سبل إدارة المرحلة الانتقالية من الأسد والدور الذي يجب أن يكون للدين الإسلامي في سوريا.
لكن اثنين من الموفدين إلى المحادثات قالا إن الشيء الإيجابي يتمثل في عدم وجود أي شقاق كبير حتى الآن بين الحاضرين.
وقال أحد أعضاء المعارضة: “سارت المحادثات بشكل جيد إيجابي للغاية. ناقشنا الكثير من الأشياء. سنناقش غدا وثيقة مبادئ عامة”. وأضاف أن الفصائل تأمل في إنهاء المحادثات اليوم لكنها قد تستمر الى الجمعة.
وصرح عضو في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” المدعوم من الغرب أن هناك اتفاقا موسعا. وأضاف: “ناقشنا المشاكل الرئيسية المتعلقة بالحوار والمرحلة الانتقالية وجميع الوجوه المرتبطة بالعملية السياسية. الغالبية وافقت”.
ووجهت الدعوة الى أكثر من مئة شخصية لحضور الاجتماع في الرياض بينها ممثلون لـ”حركة أحرار الشام” الإسلامية المسلحة التي أسسها متشددون على صلة بتنظيم “القاعدة”، كما دعيت رموز معارضة مستقرة في العاصمة السورية دمشق حيث السيطرة للأسد.
وبينما تتفق الغالبية منهم على ضرورة رحيل الأسد على رغم مؤشرات لين في صوت داعمين غربيين لمسوا فشل القوة العسكرية في إسقاط الرئيس فإن الشقاق في صفوف المعارضة لا يزال واضحاً.
وقبل انطلاق المحادثات أمس، اشتكت “أحرار الشام” من أن بعض الوفود “أقرب أكثر… إلى النظام” منها للمعارضة. ورفض ناشط يعيش في المنفى الحضور إلى جانب “من يدعمون إقامة إمارة إسلامية” في سوريا.
وقالت الحركة إن اجتماع الرياض الذي افتتح في فندق فخم وسط إجراءات أمنية مشددة يجب أن يساند مطالب منها “تطهير كامل الأراضي السورية من الاحتلال الروسي الإيراني ومن ساندهما من الميليشيات الطائفية”. ودعت أيضاً إلى “إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد بأركانه ورموزه كافة” وتقديمهم لمحاكمة عادلة.
وأبرزت الحركة أيضا ضرورة “تفكيك أجهزة القمع العسكرية والأمنية” في موقف يضعها على طرف نقيض مع القوى العالمية التي اتفقت في فيينا الشهر الماضي على عدم المساس بمؤسسات الدولة في إطار أي انتقال للسلطة في البلاد.
ومن فصائل المعارضة الأخرى الممثلة في الرياض جماعة “جيش الإسلام” المؤلفة من نحو 12 مجموعة والتي تصف نفسها بأنها من عناصر “الجيش السوري الحر”.
وقال العضو البارز في الائتلاف الوطني هادي البحرة إن هناك أجواء إيجابية و”لا خلافات بين الوفود” حتى الآن.
وكتب البحرة في حسابه بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي: “الجميع يشعرون بأهمية المرحلة وحساسيتها”.
واستنكر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، الدعوة الموجهة الى “أحرار الشام” و”جيش الاسلام” الى محادثات الرياض لانه “يشتبه بقوة في انهما من المنظمات الارهابية”.
لقاء اميركي – روسي – أممي
وفي موسكو، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان موسكو ستشارك الجمعة في المحادثات المرتقبة مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة في شأن سوريا في جنيف.
ونقلت عنه وكالة “ريا – نوفوستي” الروسية للأنباء: “ستعقد محادثات ثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة”، موضحا أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دو ميستورا سيشارك في هذه المحادثات. وأضاف: “هذه المرة، سنلتقي بداية لسماع حديث السيد دي ميستورا حول عمل الامم المتحدة في شأن التقدم المحرز في الحوار بين السوريين”.
واضاف إن روسيا ستغتنم هذا اللقاء للدعوة إلى “تكثيف عملية مكافحة الإرهاب”. وشدد في الوقت عينه على أهمية الاتفاق على وضع “قائمة للتنظيمات الإرهابية، وقائمة لأعضاء المعارضة الذين يمكنهم المشاركة في عملية التفاوض”.
ولن يشارك في محادثات جنيف وزير الخارجية الأميركي جون كيري أو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اللذان سيجتمعان في موسكو الأسبوع المقبل.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن مساعدة وزير الخارجية الأميركي آن باترسون ستمثل واشنطن في الاجتماع.
وصرح دو ميستورا لـ”رويترز” أن محادثات جنيف تدخل في إطار العمل التحضيري. ورفض الخوض في تفاصيل المحادثات التي اقترح اجراءها. وقال: “سوف تتعلق بكيفية تنظيم الاجتماعات المقبلة في فيينا على نحو أفضل”. وأكد أن اجتماع جنيف لا يهدف إلى البحث في نتائج جهود توحيد المعارضة السورية.
وأمس، قال لافروف في اتصال مع كيري ان ثمة حاجة الى وضع قائمة “للجماعات الإرهابية التي يجب علينا ألا نتحدث معها ويجب علينا أن نكافحها معاً”.
ومن المفترض أن يزور وزير الخارجية الأميركي موسكو الأسبوع المقبل سعيا الى ايجاد سبل حل للنزاع السوري مع المسؤولين الروس.
وكانت الاتصالات بين كيري ولافروف في شأن سوريا الأساس لعقد اجتماعين دوليين في فيينا في تشرين الأول وتشرين الثاني حيث أيدت دول بينها إيران والسعودية وتركيا خطة دو ميستورا للإشراف على محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف في كانون الثاني 2016.
القمة الخليجية
في غضون ذلك، ندد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في افتتاح القمة السنوية لدول مجلس التعاون الخليجي بالرياض بـ”الارهاب” وأعرب عن تأييده لحلول سياسية في اليمن وسوريا.
وقال في افتتاح القمة الـ 36 بقصر الدرعية في الرياض: “على دول العالم أجمع مسؤولية مشتركة في محاربة التطرف والإرهاب والقضاء عليه أياً كان مصدره”. واضاف: “لقد بذلت المملكة الكثير في سبيل ذلك، وستستمر في جهودها بالتعاون والتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة بهذا الشأن، مؤكدين ان الإرهاب لا دين له”.
وعلى صعيد النزاع في سوريا واليمن، قال الملك سلمان ان بلاده تدعم “ايجاد حل سياسي يضمن وحدة الاراضي السورية”. و”بالنسبة لليمن فإن دول التحالف حريصة على تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق تحت قيادة حكومته الشرعية، ونحن في دول المجلس ندعم الحل السياسي، ليتمكن اليمن العزيز من تجاوز أزمته ويستعيد مسيرته نحو البناء والتنمية”.
ولاحظ ان “منطقتنا تمر بظروف وتحديات وأطماع بالغة التعقيد، تستدعي منا التكاتف والعمل معاً للاستمرار في تحصين دولنا من الأخطار الخارجية، ومد يد العون لأشقائنا لاستعادة أمنهم واستقرارهم”.
ورأى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ان الارهاب صار “من أخطر التحديات التي تواجه عالمنا المعاصر وتهدد الامن والسلام الدوليين”. وقال إن “العمليات الإجرامية التي استهدفت بلدانا عديدة تقدم الدليل تلو الدليل على أن هذه الآفة المقيتة عابرة للحدود، وأن خطرها محدق بكل الشعوب والأقطار دون أي تمييز”.
مئات المسلحين والمدنيين خرجوا من حي الوعر في حمص بموجب هدنة
المصدر: (و ص ف، رويترز)
غادر مئات السوريين بينهم مقاتلون في أوتوبيسات حي الوعر الذي يعتبر آخر منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في مدينة حمص أمس بموجب هدنة محلية نادرة في الصراع الذي بدأ قبل نحو خمس سنوات، الأمر الذي من شأنه أن يعزز سيطرة الحكومة على المدينة.
يجري نقل المقاتلين وأسرهم الى مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شمال غرب البلاد قرب الحدود التركية. والاتفاق الذي تمّ هو نموذج لاتفاقات هدنة تطبق في مناطق بعينها قال الرئيس الأميركي باراك اوباما أنها يمكن أن تنفذ في سوريا على نطاق أوسع.
ورأى شهود 15 أوتوبيسساً تغادر المنطقة.
وصرّح محافظ حمص طلال البرازي للصحافيين بأن 300 مقاتل ركبوا الاوتوبيسات مع 400 من أفراد أسرهم. وقال إن المقاتلين احتفظوا بأسلحة خفيفة.
وهذا الاتفاق يماثل اتفاقاً محلياً لوقف النار عقد في منطقة أخرى من سوريا في أيلول كان من المفترض أن ينقل بموجبه مقاتلو المعارضة الى إدلب وان يكن لم ينفذ بعد كاملاً.
وروى شهود أن عدداً من الاوتوبيسات غادر حي الوعر بحمص في ساعة مبكرة من صباح الاربعاء وأن أوتوبيسات أخرى اصطفت عند مشارفه استعداداً للتحرك.
وقال البرازي إن الاوتوبيسات ستتوقف في محافظة حماه لينزل من يريد من المقاتلين قبل أن تواصل طريقها الى محافظة إدلب وهي معقل لمسلحين بينهم مقاتلو “جبهة النصرة” جناح “القاعدة” في سوريا.
ووصف المقاتلين الذين رحلوا بأنهم متشددون يرفضون الاتفاق، مشيراً الى انهم يصطحبون أسرهم.
وأكد أن ترتيبات حي الوعر ستكون آمنة تماما ولن تبقى أي أسلحة فيه بعد تطبيق الاتفاق، بينما ستعاود قوى الأمن عملها في المنطقة وستكون الجهة الوحيدة التي تحمل السلاح.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له إن نحو 750 شخصاً سيغادرون المنطقة طوال اليوم الى مناطق تسيطر عليها جماعات معارضة في محافظتي حماه وإدلب.
وتشرف الأمم المتحدة على تطبيق الاتفاق الذي عقده الأطراف السوريون في ما بينهم مباشرة. ويقول بعض الديبلوماسيين إن اتفاقات وقف النار المحدودة التي تطبق في مناطق بعينها قد تكون أفضل طريقة لاحلال السلام تدريجاً في البلاد.
وصرحت جيسي شاهين الناطقة باسم المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستيفان دو ميستورا: “هدفنا الواضح هو التوصل إلى وقف للنار على مستوى البلاد في أقرب وقت ممكن. في الوقت عينه، ان مبادرات كهذه توفّر الغوث للمناطق المحاصرة أو المعزولة وهي ذات قيمة كبيرة”.
ووصلت إلى حي الوعر في حمص الأسبوع الماضي مساعدات إنسانية بموجب الاتفاق.
محمد بن نايف لقادة الفصائل: معكم ضد الأسد!
الرياض «تحجر» على المعارضة السورية
وضعت السلطات السعودية العشرات من المعارضين السوريين، السياسيين والعسكريين، في ما يشبه الحجر في فندق «انتركونتيننتال» في الرياض، حيث قطعت عنهم الاتصالات مع الخارج، ونشرت قوات أمنية في كل طابق في الفندق، في ما يبدو محاولة لمنع أي احتكاك لهم مع الإعلام، وفي ما بينهم في ظل التباين والنفور بين شخصيات حاضرة، فيما انتقدت «حركة أحرار الشام» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، مشاركة معارضين «مقربين من النظام السوري» في مؤتمر الرياض.
ووسط كل ذلك، حددت الرياض للمجتمعين بنود البيان الختامي قبل انطلاق المؤتمر، مع تأكيد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف لممثلي الفصائل المسلحة أن «السعودية تقف إلى جانب السوريين في رفض وجود (الرئيس) بشار الأسد في أي صيغة حلّ مؤقتة أو دائمة»، وهو ما يتناقض مع بيان فيينا الذي ترك هذا الأمر إلى السوريين أنفسهم، ومع مواقف عواصم غربية أظهرت انعطافاً في نظرتها الى التسوية السورية التي باتت تتطلب برأيهم استمرار دور الأسد في المرحلة الانتقالية.
في هذا الوقت، يعقد ممثلون عن روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة اجتماعاً في جنيف غداً، يشارك فيه المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، فيما يزور وزير الخارجية الأميركي جون كيري موسكو الأسبوع المقبل حيث سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي كرر أمس رفضه أي حديث عن رحيل الأسد.
وانطلق في الرياض اجتماع المعارضة السورية بهدف الخروج بموقف موحد من مفاوضات محتملة مع النظام السوري. ويترافق اللقاء مع إجراءات أمنية مشددة، حيث انتشر عناصر الأمن في كل طابق من طبقات فندق «انتركونتيننتال». وذكر أحد المشاركين في الاجتماع إن الاتصالات مقطوعة في قاعة الاجتماعات، كما أن هناك شحاً في المعلومات جراء طرد الصحافيين من الفندق قبيل بدء توافد المعارضين أمس الأول.
ولم يخرج عن الاجتماع سوى صورة وحيدة وزعتها وكالة الأنباء السعودية – «واس» لعدد كبير من المدعويين يتوسطهم وزير الخارجية عادل الجبير. ويفترض أن تستمر المفاوضات حتى اليوم، لكن مصادر تحدثت عن إمكانية تمديد الاجتماع حتى الغد.
وذكر صحافي في وكالة «فرانس برس» في المكان أن هناك تعتيماً إعلامياً على الاجتماعات، وأن المشاركين يمتنعون عن التصريح أو الكلام مع الصحافيين. إلا أن مصدراً في المعارضة قال إن «الأجواء جيدة والآراء متقاربة». وقال مصدر معارض آخر إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف التقى ممثلي الفصائل المسلحة أمس الأول، وأكد لهم أن الرياض «لن تتخلى عن الشعب السوري تحت أي ظرف»، وأن «السعودية تقف إلى جانب السوريين في رفض وجود بشار الأسد في أي صيغة حلّ مؤقتة أو دائمة».
وذكرت «واس» أن الاجتماع بدأ بمشاركة الجبير الذي أعرب للمشاركين عن الأمل أن يكون اللقاء مثمراً. كما أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، في بيان، عن أمله «بالنجاح الكامل» لمؤتمر الرياض، مشدداً على أهمية قيام المعارضة «بتوحيد جهودها لتكون المحاور السياسي المرجعي الذي تحتاج إليه سوريا». وكتب الممثل البريطاني الخاص لسوريا غاريث بايلي، على موقع «تويتر»، «يوم أول جيد في الرياض للمباحثات حول سوريا. تركيز واضح على منصة قوية للمعارضة وفريق تفاوضي قادر على توفير ذلك».
وعبر رئيس «الائتلاف الوطني السوري» خالد خوجة، في بيان، عن «تفاؤله في إمكانية خروج المعارضة السورية من اجتماعات الرياض باتفاقات تتخطى مسألة توحيد الموقف من الحل السياسي، إلى مرحلة تشكيل الوفد المفاوض وتحديد أسس التفاوض ومرتكزاته».
وتحدث خوجة عن «وجود جهوزية لدى المعارضة للحل السياسي». وقال إن «الحل السياسي لا يقتصر فقط على إنهاء دور الأسد، بل يتعداه إلى خروج القوات المحتلة من الأراضي السورية»، مشيرا إلى أن «الاحتلال الروسي والإيراني المزدوج هو عامل مهم». وشدد على أن «اتفاق جنيف 1 هو الأساس لأي تسوية، وان كل أطراف المعارضة متفقة على ذلك».
وللمرة الأولى، يشارك ممثلون عن فصائل مسلحة في اجتماع موسع للمعارضة، وأبرزها «جيش الإسلام» و «حركة أحرار الشام الإسلامية». وأكدت «أحرار الشام»، التي أسسها متشددون على صلة بتنظيم «القاعدة»، في بيان، أنها تشارك في المؤتمر «لنناضل سياسياً كما نناضل عسكرياً، وقطع الطريق على أي محاولة للالتفاف» على ثوابت عدة، أبرزها «تطهير كامل الأراضي السورية من الاحتلال الروسي – الإيراني»، و «إسقاط نظام الأسد بأركانه ورموزه كافة وتقديمهم لمحاكمة عادلة».
وانتقدت الحركة دعوة «أشخاص هم أقرب لتمثيل النظام من تمثيل الشعب وثورته»، وإنها دهشت «لعدم تمثيل الفصائل المجاهدة بما يتناسب مع واقعها ودورها في الثورة وعلى الأرض». وطالبت بضرورة «تفكيك أجهزة القمع العسكرية والأمنية» في موقف يضعها على طرف نقيض مع القوى العالمية التي اتفقت في فيينا على عدم المساس بمؤسسات الدولة في إطار أي انتقال للسلطة في البلاد.
وأكدت الحركة «الحفاظ على الهوية الإسلامية لشعبنا وثوابت ديننا الحنيف». وقالت «إننا لا نقبل أي مخرجات لهذا المؤتمر أو غيره تخالف هذه الثوابت ونعاهد الله تعالى أولا ثم نعاهدكم عهداً وثيقاً بأننا لن نساوم على ديننا ومبادئ ثورتنا».
ورفض ناشط يعيش في المنفى الحضور إلى جوار «من يدعمون إقامة إمارة إسلامية» في سوريا.
اجتماع روسي – أميركي – أممي
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن موسكو ستشارك غداً في المحادثات المرتقبة مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة حول سوريا في جنيف، مشيراً إلى أن دي ميستورا سيشارك في المحادثات. وشدد على أهمية الاتفاق على وضع «قائمة للتنظيمات الإرهابية، وقائمة لأعضاء المعارضة الذين يمكنهم المشاركة في عملية التفاوض».
وقال دي ميستورا، لوكالة «رويترز»، إن محادثات جنيف تتعلق بكيفية تنظيم الاجتماعات المقبلة في فيينا على نحو أفضل، مشيراً إلى أن اجتماع جنيف لا يهدف إلى بحث نتائج جهود توحيد المعارضة السورية.
ولن يشارك في محادثات جنيف وزير الخارجية الأميركي جون كيري أو نظيره الروسي سيرغي لافروف اللذان سيجتمعان في موسكو الأسبوع المقبل.
وقال كيري إنه سيتوجه إلى موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن سوريا وأوكرانيا. وأضاف «إذا تمكنّا من ضم المصالح بالقدر الكافي لندرك أن هناك نتيجة إيجابية لنا كلنا إذا أنقذنا سوريا، وتوصلنا إلى تسوية سياسية، فهذا سيكون شيئاً رائعاً تماماً. ولهذا السبب سأذهب».
وتساءل كيري، الذي ناقش هاتفياً مع لافروف إمكانية عقد اجتماع جديد للمجموعة الدولية لدعم سوريا، «هل لديهم (الروس) مصالح هناك مختلفة عن مصالحنا؟ نعم الأمر ينطبق على ذلك. هل يحمون هذه المصالح؟ بالتأكيد الأمر كذلك»، مؤكداً أن روسيا لم تخف دعمها السياسي والعسكري للرئيس السوري بشار الأسد، لكنه رأى أن هناك نقاطاً مشتركة كافية للسير قدماً باتجاه عملية سلام.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن «لافروف أشار لكيري إلى ضرورة تنفيذ القرارات الخاصة بوفد المعارضة السورية ووضع قائمة للمنظمات الإرهابية».
وأعلن لافروف، في مقابلات مع وسائل إعلام ايطالية، أن موسكو ترفض مطلب رحيل الأسد. وقال «إذا استمروا في تصوير مشكلة الأسد وكأنها عقبة تحول دون تشكيل التحالف الشامل لمحاربة الإرهاب، فإن الذين يزعمون هذا سيعملون بطريقة غير مباشرة على الإبقاء على الظروف المناسبة لاستمرار داعش في التوسع».
وأكد لافروف أن «موقف الغرب من مسألة مصير الرئيس السوري تعرّض لبعض التعديلات، إذ لم يعد شركاء روسيا يطالبون باختفاء الأسد فوراً، من دون أن يستبعدوا مشاركته في العملية السياسية الانتقالية، لكنهم ما زالوا يصرون على تحديد موعد ما لرحيل الأسد. لقد رد الرئيس الروسي أكثر من مرة على هذه الفكرة، ونحن نعتبر مثل هذه المقاربة مصطنعة ومتعارضة مع القانون الدولي والمبادئ الديموقراطية».
وصعّد رئيس الحكومة التركية احمد داود اوغلو، أمس، من انتقاده لروسيا، واتهمها «بتقوية» تنظيم «داعش» من خلال استهداف اعزاز قرب الحدود التركية «لإضعاف المعارضة التي تحارب داعش». كما اتهمها «بالسعي إلى عملية تطهير إتني في شمال اللاذقية لإجبار كل السكان التركمان والسنّة، ممن ليست لهم علاقات جيدة مع النظام على الرحيل لحماية قواعد النظام والقواعد الروسية في اللاذقية وطرطوس».
(«سبوتنيك»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، رويترز، ا ب)
هيئة سورية معارضة جديدة ووفد تفاوضي من الائتلاف والعسكريين وهيئة التنسيق والمستقلين في ختام مؤتمر الرياض
لندن ـ القدس العربي ـ تمخض اجتماع المعارضة السورية المنعقد في العاصمة السعودية، الرياض، عن اتفاق الأطراف المجتمعة على مجموعة من النقاط التي انتهت إلى تشكيل هيئة سورية موحدة، من المتوقع ان تحل محل الائتلاف الوطني السوري المعارض.
وبحسب التسريبات التي حصلت عليعا “القدس العربي” فقد اتفقت المعارضة السورية المجتمعة في الرياض على تشكيل هيئة من 23 عضواً، واختيار أمين عام ومتحدث لها.
كما اتفقت الحاضرون على أن تضم الهيئة السورية الجديدة 6 ممثلين من الائتلاف الوطني السوري، الجسم الأكبر للمعارضة، و6 من الفصائل العسكرية، و5 من هيئة التنسيق و6 مستقلين، كذلك تم الاتفاق على أن يضم وفد المفاوضات 15 عضواً.
وانطلقت في العاصمة السعودية، صباح أمس الأربعاء، أعمال مؤتمر الرياض الذي يجمع أكبر طيف من المعارضة السورية بمستوييها السياسي والعسكري.
وتسعى المعارضة السورية لتوحيد موقفها قبيل مفاوضات محتملة مع نظام بشار الأسد، أعلن عنها في اجتماع فيينا مؤخراً، ويشارك في المؤتمر نحو 100 من ممثلي مختلف أطياف المعارضة السورية السياسية والمسلحة.
المعارضة السورية تتفق على رحيل الأسد وخروج المقاتلين الأجانب ومدنية الدولة ورفض الإرهاب
«أحرار الشام» مع إسقاط النظام ورموزه ومحاكمتهم وتفكيك الأجهزة العسكرية والأمنية والحفاظ على الهوية الإسلامية
أحمد المصري
عواصم ـ وكالات: لندن ـ «القدس العربي»: أنهت المعارضة السورية أمس الأربعاء اليوم الأول من اجتماعاتها في الرياض، واتفقت على مجموعة نقاط لتضمينها في البيان الختامي للاجتماع، في حين أعلنت «حركة أحرار الشام» الإسلامية رفضها أي نتائج تصدر عن المؤتمر لا تتضمن إخراج القوات الأجنبية وإسقاط نظام بشار الأسد بكامل أركانه ورموزه.
وركزت هذه النقاط على رفض وجود كافة المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية على الأراضي السورية، وضرورة التمسك بوحدة هذه الأراضي، ومدنية الدولة وسيادتها ووحدة الشعب السوري في إطار التعددية.
كما تم الاتفاق على الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمساءلة والمحاسبة والشفافية، فضلا عن رفض الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه بما في ذلك إرهاب الدولة.
وشددت المعارضة السورية على أن تحتكر الدولة حق امتلاك السلاح من قبل حكومة شرعية ينتخبها الشعب السوري.
وعبر خالد خوجة، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أبرز مكونات المعارضة، في بيان صدر عن المكتب الاعلامي للائتلاف، عن «تفاؤله بإمكانية خروج المعارضة السورية من اجتماعات الرياض باتفاقات تتخطى مسألة توحيد الموقف من الحل السياسي، إلى مرحلة تشكيل الوفد المفاوض وتحديد أسس التفاوض ومرتكزاته».
وتحدث خوجة عن «وجود جهوزية لدى المعارضة للحل السياسي». وقال «لدينا الحق في السعي لتحرير بلادنا من هذا الاحتلال، والحل السياسي لا يقتصر فقط على إنهاء دور الأسد، بل يتعداه إلى خروج القوات المحتلة من الأراضي السورية»، مشيرا إلى ان «الاحتلال الروسي والإيراني المزدوج هو عامل مهم».
ويشارك في المؤتمر العديد من الفصائل السياسية والمسلحة. وتعصف بالمعارضة المتعددة الولاءات الاقليمية خلافات شديدة وتشهد صراعا على السلطة بين قياداتها. كما توجد تباينات بين أطرافها حول مواضيع عدة، بينها دور الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية ان الاجتماع يعقد في جلسات مغلقة في فندق كبير في الرياض.
وأشارت إلى ان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير التقى المشاركين وعبر لهم عن الأمل في ان يكون اللقاء مثمرا.
ويفترض ان تستمر المفاوضات حتى الخميس. وأدرج على جدول أعمال النقاش الأربعاء مواضيع «الثوابت الوطنية الحاكمة لتسوية الأزمة السورية»، و»رؤية المعارضة السورية للتسوية السياسية في سوريا»، و»العملية التفاوضية: المرجعية – الآليات والإطار الزمني»، والمرحلة الانتقالية: الإطار الزمني – المهام – السياسات والمؤسسات».
أما جدول أعمال الخميس فيشمل «دور الأمم في مستقبل سوريا» والبيان الختامي.
في حين نقل مصدر عن ولي العهد السعودي محمد بن نايف قوله خلال لقاء مع ممثلين عن الفصائل المسلحة الليلة قبل الماضية ان المملكة «لن تتخلى عن الشعب السوري تحت أي ظرف»، وإن «السعودية تقف إلى جانب السوريين في رفض وجود بشار الأسد في أي صيغة حل مؤقتة أو دائمة».
وللمرة الأولى، يشارك ممثلون عن الفصائل المسلحة في اجتماع موسع للمعارضة، وأبرز هذه الفصائل «جيش الإسلام» وأبرز مناطق تواجده ريف دمشق، وحركة أحرار الشام الإسلامية.
ويترافق اللقاء مع إجراءات أمنية مشددة، وانتشر عناصر الأمن في كل طابق من طبقات الفندق. وذكر أحد المشاركين في الاجتماع ان الإنترنت مقطوعة في قاعة الاجتماعات.
وأصدرت «حركة أحرار الشام الإسلامية» بيانا رسميا يوضح موقفها من مؤتمر الرياض، مشيرة إلى أن مشاركتها في المؤتمر جاءت للتأكيد على عدة ثوابت تؤمن بها وتسعى لتحقيقها، وفي مقدمتها تطهير سوريا من الاحتلالين الإيراني والروسي، وإسقاط نظام الأسد.
وقالت الحركة إنها فوجئت بدعوة شخصيات إلى المؤتمر هم «أقرب لتمثيل النظام من تمثيل الشعب وثورته»، مستدركة: «لبينا الدعوة ليس إقرارا منا بمستوى التمثيل ونوعيته، وإنما لنناضل سياسيا، كما نناضل عسكريا لأجل حماية أهداف ثورتنا».
وعدد البيان جملة من الأهداف تحت بند الثوابت التي حضرت الحركة مؤتمر الرياض للتأكيد عليها، وهي: تطهير سوريا من الاحتلال الإيراني والروسي وكل الميليشيات الطائفية. إسقاط نظام الأسد بكافة أركانه ورموزه تمهيدا لمحاكمته محاكمة عادلة. تفكيك أجهزة القمع العسكرية والأمنية. الحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا واستقلالها وسيادتها، ورفض المحاصصة الطائفية والسياسية. الحفاظ على الهوية الإسلامية للشعب السوري، وثوابت الدين الحنيف، والتأكيد على هذه الهوية وإعطاء الشعب الحق الكامل في تقرير مصيره بما ينسجم مع هويته وتاريخه.
ومع شكرها للمملكة العربية السعودية على عقد المؤتمر، ودعوتها إليه، فقد أبدت الحركة رفضها أي مخرجات لهذا المؤتمر أو غيرها، يمكن أن تخالف «الثوابت»، التي أشار إليها البيان.
المعارضة السورية تتفق في الرياض على مدنية الدولة ورفض الإرهاب وخروج المقاتلين الأجانب
السعودية ترفض وجود الأسد في أي حلّ مؤقت أو دائم… و«أحرار الشام» تريد محاكمته
الرياض ـ لندن ـ «القدس العربي» من أحمد المصري: أنهت المعارضة السورية، أمس الأربعاء، اليوم الأول من اجتماعاتها في الرياض، واتفقت على مجموعة نقاط لتضمينها في البيان الختامي للاجتماع، في حين أعلنت «حركة أحرار الشام» الإسلامية رفضها لأي نتائج تصدر عن المؤتمر لا تتضمن إخراج القوات الأجنبية وإسقاط نظام بشار الأسد بكامل أركانه ورموزه ومحاكمتهم وتفكيك الأجهزة العسكرية والأمنية.
وركزت هذه النقاط على رفض وجود كافة المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية على الأراضي السورية، وضرورة التمسك بوحدة هذه الأراضي، ومدنية الدولة وسيادتها ووحدة الشعب السوري في إطار التعددية.
كما تم الاتفاق على الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمساءلة والمحاسبة والشفافية، فضلا عن رفض الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه بما في ذلك إرهاب الدولة.
وشددت المعارضة السورية على أن تحتكر الدولة حق امتلاك السلاح من قبل حكومة شرعية ينتخبها الشعب السوري.
ويفترض ان تستمر الاجتماعات حتى الخميس. وأدرجت على جدول أعمال النقاش، الأربعاء، مواضيع «الثوابت الوطنية الحاكمة لتسوية الأزمة السورية»، و»رؤية المعارضة السورية للتسوية السياسية في سوريا»، و»العملية التفاوضية: المرجعية – الآليات والإطار الزمني»، والمرحلة الانتقالية: الإطار الزمني – المهام – السياسات والمؤسسات».
أما جدول أعمال الخميس فيشمل «دور الأمم في مستقبل سوريا» والبيان الختامي.في حين نقل مصدر عن ولي العهد السعودي محمد بن نايف قوله خلال لقاء مع ممثلين عن الفصائل المسلحة، الليلة قبل الماضية، أن المملكة «لن تتخلى عن الشعب السوري تحت أي ظرف»، وأنها «تقف إلى جانب السوريين في رفض وجود بشار الأسد في أي صيغة حل مؤقتة أو دائمة».
وللمرة الأولى يشارك ممثلون عن الفصائل المسلحة في اجتماع موسع للمعارضة، وأبرز هذه الفصائل «جيش الإسلام» وأبرز مناطق وجوده ريف دمشق، وحركة «أحرار الشام» الإسلامية.
من جانبها أصدرت حركة «أحرار الشام» بيانا رسميا يوضح موقفها من مؤتمر الرياض، مشيرة إلى أن مشاركتها في المؤتمر جاءت للتأكيد على عدة ثوابت تؤمن بها وتسعى لتحقيقها، وفي مقدمتها تطهير سوريا من الاحتلالين الإيراني والروسي، وإسقاط نظام الأسد. وقالت الحركة إنها فوجئت بدعوة شخصيات إلى المؤتمر هم «أقرب لتمثيل النظام من تمثيل الشعب وثورته»، مستدركة: «لبينا الدعوة ليس إقرارا منا بمستوى التمثيل ونوعيته، وإنما لنناضل سياسيا، كما نناضل عسكريا لأجل حماية أهداف ثورتنا».
وعدد البيان جملة من الأهداف تحت بند الثوابت التي حضرت الحركة مؤتمر الرياض للتأكيد عليها، وهي: تطهير سوريا من الاحتلال الإيراني والروسي وكل الميليشيات الطائفية. إسقاط نظام الأسد بكافة أركانه ورموزه تمهيدا لمحاكمته محاكمة عادلة. تفكيك أجهزة القمع العسكرية والأمنية. الحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا واستقلالها وسيادتها، ورفض المحاصصة الطائفية والسياسية. الحفاظ على الهوية الإسلامية للشعب السوري، وثوابت الدين الحنيف، والتأكيد على هذه الهوية وإعطاء الشعب الحق الكامل في تقرير مصيره بما ينسجم مع هويته وتاريخه.
وأبدت الحركة رفضها لأي مخرجات لهذا المؤتمر أو غيره، يمكن أن تخالف «الثوابت» التي أشار إليها البيان.
السعوديون حلفاء طبيعيون في قتال تنظيم «الدولة»… والتوتر بين لندن والرياض يعرقل التعاون…
تحالف الغرب مع الأسد لا أخلاقي
مؤتمر الرياض بداية لتوحيد الهدف والخطة… وتحرك مهم لتحديد خطوط القتال: من يقاتل من؟
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: تعتبر محادثات المعارضة السورية التي بدأت في الرياض «خطوة مهمة» حسب المسؤولين البريطانيين.
وهي صورة عن التأثير الذي يمكن أن تلعبه السعودية في المجال الإقليمي. واستبعد الإجتماع عددا من الفصائل الكردية نظرا لحالة عدم الثقة بين الجماعات المنضوية تحت مظلة «الجيش السوري الحر» ومقاتلي «الحماية الشعبية» التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني.
ونقلت صحيفة «إندبندنت» عن دبلوماسي غربي قوله إن «المؤتمر ليس جامعا ولا يمثل منبرا قويا لجماعات المعارضة السورية».
وقلل الدبلوماسي من أهمية الإجتماع حيث قال «لا أتوقع من أن يكون اجتماع الرياض خطوة بناءة، فقد اتسمت العملية بالعداء ولم تحضر سوى قائمة تركيا- السعودية المفضلة». ورفضت إيران وروسيا اللتان تدعمان نظام بشار الأسد وتحاولان دعمه بقوة الاجتماع ووصفتاه بأنه يهدد الجهود الدولية المتعددة التي بدأت في العاصمة النمساوية فيينا. ومع ذلك تظل الخطوة السعودية مهمة على طريق جمع القوى السورية المعارضة حيث تم استبعاد «جبهة النصرة» و»تنظيم الدولة».
ونقلت «إندبندنت» عن هادي البحرة عضو المجلس الوطني السوري ومقره تركيا قوله «هذه هي المرة الأولى التي نجتمع فيها بحضور القوى السياسية والعسكرية».
خطوة على الطريق
ويعلق كون كوغلين في صحيفة «دايلي تلغراف» على الاجتماع بقوله «يعتبر افتتاح قمة المعارضة السورية، يوم أمس في الرياض، خطوة طال انتظارها لبناء نوع من وحدة الهدف، وهو اجتماع قد يضع الأسس لحلف ينهي تنظيم الدولة».
وأكد في مقاله على أهمية الدور السعودي في النزاعات الإقليمية والنزاع ضد «تنظيم الدولة» واصفا السعوديين بأنهم «الحلفاء الطبيعيون في قتال داعش».
وأشار إلى أن المؤتمر قد يؤدي لتجاوز المشاكل التي عانت منها المعارضة السورية في السابق وأعاقت مهمتها، حيث وجدت نفسها تقاتل على جبهتين: ضد النظام وضد داعش والأخير لا يفرق بين الجماعة التي تقاتل مع الأسد أو ضده، فأي طرف لا يتبع ما يدعو إليه ويوافق على تفسيره للدين يعتبر زنديقا أو خارجا عن الدين.
ومن هنا، وفي ظل وجود أكثر من 100 فصيل مختلف على الساحة السورية، كان من الصعب التفريق بين الذي يقاتل «تنظيم الدولة» عن ذلك الذي يبحث عن تحقيق أجندة أخرى، مثل الإطاحة بنظام بشار الأسد، أو من يريد إقامة إمارة مستقلة. لكل هذا يعتبر مؤتمر الرياض خطوة مهمة لتوضيح خطوط القتال «من يقاتل من».
وكان التشوش في طبيعة الجماعات المقاتلة وراء الخطأ الذي وقع فيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، عندما حاول الحصول على أرقام حول حجم القوات المقاتلة ضد الرئيس الأسد. فقد تلقى جوابا من مساعديه أنه «لا يوجد هناك نقص في المقاتلين على الأرض» ولكن «المشكلة هي أن لا أحد منهم يريد محاربة تنظيم الدولة».
حكاية الأرقام
ويلخص هذا المعضلة التي يواجهها صناع القرار في الغرب والذين يحاولون تشكيل استراتيجية متماسكة وقوية تهزم في النهاية الجهاديين، استراتيجية لا تعتمد على تقديرات متفائلة مثل استخدام القوة الجوية، على أمل إجبار «تنظيم الدولة» على التخلي عن طموحاته ببناء «خلافة» إسلامية.
ويقول كوغلين إن مكتب رئيس الوزراء أبعد نفسه لاحقا عن الرقم الذي استخدمه كاميرون في مرافعته أمام البرلمان حيث قال إن هناك 70.000 مقاتل جاهز للمشاركة في العمليات العسكرية والتنسيق مع الغارات الجوية لقوات التحالف الدولي.
ويضيف أن الرقم أضافه مسؤول متحمس من مكتب رئيس الوزراء إلى البيان الذي قرأه كاميرون في اللحظة الأخيرة.
ويتطرق الكاتب هنا لمشكلة تتعلق بصورة السعودية، حيث قال إنهم لم يحظوا في الأسابيع الماضية بتغطية جيدة «لأن اليسار المتطرف من حركة «أوقفوا الحرب» وزعيم حزب العمال جيرمي كوربين جعلونا نعتقد أن السعودية هي وراء ظهور «القاعدة» و»تنظيم الدولة» كما يقول كوغلين.
ولا يستبعد الكاتب مساعدة بعض الأفراد السعوديين في الماضي للجهاديين، ولكن الحكومة السعودية نفسها في حرب مع التنظيم والذي نفذ هجمات في عدد من مساجد المملكة.
والدولة السعودية بهذه المثابة ملتزمة بهزيمة «تنظيم الدولة» التزامهم بالإطاحة بنظام بشار الأسد، وهذا موقف ليس مختلفا عن أهداف كاميرون الذي يتحدث عن حرب طويلة الأمد للتدخل في سوريا.
ويقول إنه في هذه الظروف فمن المعقول أن تتعاون بريطانيا وبشكل قريب مع السعودية والاتفاق على هدف مشترك، خاصة أن هناك حلفا قديما وسابقا بين البلدين على حرب الخليج.
ويعتقد الكاتب أن كاميرون الذي يبحث عن أي حليف في الحرب ضد الجهاديين ليس بحاجة لمن يشوش عليه. ومع ذلك فالعلاقات بين لندن والرياض تشهد توترا بسبب القرار المتعجل وغير المنطقي لوزير العدل مايكل غوف الذي ألغى في تشرين الأول/أكتوبر اتفاقا لتدريب موظفي السجون السعودية احتجاجا على سجل حقوق الإنسان فيها.
وهو تحرك لم يرض عنه السعوديون، وما لم يكن غوف يعرفه هو أن تدخله جاء في وقت حرج لمسار المملكة وتطورها. ومن أجل التأكيد على حيوية الدور السعودي والعلاقة بين البلدين، يقول إن السعودية ستجري في الأسبوع المقبل انتخابات بلدية ستشارك فيها ولأول مرة المرأة.
و»تطورات إصلاحية من هذا النوع وإن كانت بطيئة إلا إنها خطوة في الاتجاه الصحيح، ويجب أن تحظى بدعمنا، وليس رفضنا وهذا هو تفسير السعوديين لموقف غوف» كما يقول الكاتب.
ويضيف إلى أن بريطانيا بحاجة لتقوية تحالفها مع السعودية في وقت تقوم فيه بإعادة هيكلة قواتها المسلحة. ويعزز السعوديون في الوقت نفسه قواتهم العسكرية وأظهروا اهتماما بشراء 72 طائرة «تايفون» البريطانية.
ويعلق الكاتب ان هناك شكوكا في تقدم الصفقة حالة ظلت السعودية تعتقد أن التزامات بريطانيا تجاهها ليست قوية.
ويختم بالقول إن السعوديين ربما ظهروا كحلفاء صعبين، كما كشفت عنها قضية المتقاعد البريطاني الذي اتهم بتهريب الخمور، ولكنهم في القضايا الإقليمية أثبتوا أنهم أصدقاء مخلصون لبريطانيا ويمكن أن يلعبوا دورا مهما في تدمير داعش».
التحالف مع الشيطان
ومن هنا فأي خطوة لتوحيد المعارضة يعطي بديلا جديدا عن الخيار الذي بات يطرحه الكثير من المعلقين في الغرب حول ضرورة التحالف مع نظام بشار الأسد لقتال «تنظيم الدولة»، وهو خيار لقي دعما من مسؤولين غربيين، وأصبح موضوعا للنقاش بعد هجمات باريس، حيث أصبح القضاء على الجهاديين الهدف الذي يشغل بال صناع القرار في الغرب.
وكتب عمدة لندن بوريس جونسون الأسبوع الماضي يدعم هذا الخيار. وفي هذا يرد دانيال فنكلشتاين في صحيفة «التايمز» رافضا هذه الدعوات ويرى أنها موقف غير صحيح بناء على الرؤية الواقعية والبراغماتية والعملية.
وأشار الكاتب هنا إلى أن الأسد متحالف مع إيران والجماعات الوكيلة لها في سوريا في حرب لقمع السنة.
وكما أظهرت دراسات فقد كانت استراتيجية الأسد ومنذ البداية إقناع الغرب بأنه يقاتل الجهاديين. وظل النظام السوري يدعم «داعش» في الوقت الذي عزز فيه حربه ضد الجيش السوري الحر.
ويعتقد فنكلشتاين إن تحالف الغرب مع الشيعة لقمع الانتفاضة ضد النظام فسيؤدي لمزيد من الدعم السني لداعش مما سيزيد الفوضى في البلاد.
ويقول إن هناك الكثير من السنة الذين يعيشون قريبا من مناطق داعش ويقبلون بحكمه لأسباب عملية.
ومع أن هناك عامل خوف وراء هذا الدعم إلا أن «تنظيم الدولة» يوفر الإنارة للسكان ويحارب الجريمة ويؤكد توفر المواد الأساسية للسكان.
و»يمكن التفكير بهؤلاء السوريين بأنهم «داعشيون خجلون»، فلا انتماء أيديولوجي لديهم أو أي التزام تجاه التنظيم، وهم في الحقيقة يمقتون تفكير الجهاديين القروسطي. ولكن داعش يقدم لهم الحماية من النظام والشيعة.
وعليه فدعم الغرب للأسد سيعمق ويزيد من التزام هؤلاء بداعش، وسيدفع المعتدلين إلى صفوفه، وستكون كارثة» كما يقول.
ويرى أن تصرفات الغرب البائسة ضد الأسد، خاصة بعد استخدامه السلاح الكيميائي عام 2013 ضد المواطنين السوريين، أدت لتقوية «تنظيم الدولة». وفي هذا السياق يقول فنكلشتاين إن تقوية الأسد عبر استراتيجية متماسكة بذريعة محاربة «تنظيم الدولة» لن تؤدي إلا لقمع السنة، وهذه المرة عبر تحالف غربي- شيعي.
وسياسة كهذه لو نفذت فستكون مريعة ولا أخلاقية وضيقة النظر ولن تترك الأسد في السلطة وحده بل ستسمح لفلاديمير بوتين وآيات الله في إيران بالسيطرة على نسبة كبيرة من أراضي سوريا.
وفي النهاية لن تؤدي سياسة التعاون على تحقيق الاستقرار في سوريا، خاصة في ظل وجود الجماعات الجهادية الكثيرة هناك.
وفي الوقت الذي يرى الكاتب فيه أن وصف «معتدل» قد لا يصدق على عدد كبير من الكتائب المقاتلة في سوريا إلا أن الغرب لا يمكنه السماح للجهاديين السنة أو الشيعة بناء حضور لهم في سوريا واتخاذه نقطة انطلاق لمواجهة العدو البعيد، بعد الانتهاء من العدو القريب.
ولهذا فعلى الغرب التعاون مع كل الأطراف المعارضة «الكتائب التي تزعم أنها معتدلة» و»داعش الخجولين» وكل السوريين الذين يتوقون للعيش بسلام وتحت حكم القانون «وعلينا مساعدتهم وهذا يعني أنهم هم لا نحن فلا نستطيع القتال نيابة عنهم- من أجل استعادة السيطرة ومن خلال كل أدوات النفوذ المتوفرة لدينا سواء كانت دبلوماسية، اقتصادية وعسكرية، ولا أرى أننا نملك خيارا».
وتتفق رؤية فنكلشتاين مع ديفيد بلير في صحيفة «دايلي تلغراف» حيث كتب يوم الثلاثاء متحدثا عن العلاقة العضوية بين الأسد وداعش.
أسقطوا النظام
فطالما ظل الأسد في السلطة استمر خطر داعش، لأن الأخير هو كيان فرخته سياسات النظام التي هدفت لشق صف المعارضة المعتدلة.
ويرفض الكاتب مقولة «عدو عدوي صديقي» لأن تبنيها قد يقود لأخطاء تراجيدية. وهذا يصدق على الداعين للتحالف مع الأسد الذي فعل منذ بداية الانتفاضة كل ما باستطاعته لمساعدة المتطرفين لاختطاف الثورة السورية. كما هيأ الظروف المناسبة لصعود «تنظيم الدولة».
ويقول بلير إن هدف الأسد كان إقناع الغرب بقبوله كحصن ضد التهديد الذي أسهم بخلقه. وبعبارات أكثر وضوحا «كان الأسد مخربا في ثوب رجل إطفاء».
ويعتقد بلير إن ما فعله الأسد ليس جديدا، فهذه هي حيلة المستبدين العرب الذي وضعوا العالم أمام اختيار صعب: إما أن تدعموني أو دعوا الجهاديين يسيطرون.
ويرى أن الأسد يستخدم هذا بعد أن فقد السيطرة على نسبة 80% من سوريا فلم يبق لديه إلا ورقة أخيرة وهي التنكر بزي حليف ضد «تنظيم الدولة» ولو هزم هذا التنظيم فسيخسر الأسد رصيده الأخير، ولهذا فلديه مصلحة في الحفاظ على داعش.
ولهذا يؤكد طالما بقي الأسد في السلطة فسييقى هناك «تنظيم الدولة» وسيتأكد من وجوده، ولماذا؟ لأنه طالما ظل داعش دعا الغرب إلى التعاون مع الأسد لهزيمته. ويشير هنا للدور الذي لعبه الأسد في هندسة ظهور «داعش».
وبالعودة إلى 2011 و 2012 قام النظام بإفراغ سجن صدنايا خارج دمشق من السجناء الإسلاميين الأكثر خطورة.
وكان يعرف أن هؤلاء الهاربين سيقومون بضرب جماعات المعارضة وإصابتها «بفيروسهم الجهادي» المعدي وهو بالتأكيد ما فعلوه.
وأحال بلير قارئه إلى كتاب كل من مايكل ويس وحسن حسن «داعش: في داخل جيش الإرهاب» حيث ذكرا ثلاثة قيادات ممن أفرج عنهم من سجون الأسد.
ومن خلال هؤلاء الثلاثة استطاع التنظيم السيطرة على حقول النفط في شرق سوريا عام 2013. ويستدرك الكاتب أن النفط لم ولن يستخرج طالما لم يكن هناك مشتر له. ولحسن الحظ كان هناك مشتر له وهو الأسد.
ويعتبر النظام السوري اليوم من أكبر المشترين الوحيدين لنفط داعش، وأحد كبار المتبرعين لخزينته. ولا يجادل أحد في هذه الحقائق، وبالتأكيد بعد اتهام رجال أعمال قاموا بالتفاوض بين داعش ونظام الأسد – منهم جورج حصواني صاحب شركة «أتش إي أس سي أو»- وتمت تسميتهم وفرض الاتحاد الأوروبي عليهم عقوبات.
ويضيف الكاتب أن الأسد يعزز من جهوده لضرب الجماعات المعارضة غير الإسلامية، أما «تنظيم الدولة» فقد ظل محصنا من ضرباته وبراميله المتفجرة وغازاته السامة. ففي العام الماضي بلغت نسبة عمليات النظام التي استهدف فيها «تنظيم الدولة» 6% وذلك حسب المؤسسة الإستشارية الدفاعية «أي أتش أس جينز» أما البقية وهي 94% فقد عانت منها المعارضة.
ويرى بلير أن فكرة مقاربة التعاون مع الأسد بتعاون ستالين وهتلر لا تنطبق في الوقت الحالي، لأن ستالين كان يقاتل هتلر في عام 1941 وما بعده. في حالة الأسد فهو لم يجعل قتال «تنظيم الدولة» أولوية وهذا لا يثير الدهشة، لأن هزيمة الجهاديين لا تصب في مصلحة نظامه. وفي النهاية يرى الكاتب أن التخلص من الأسد سيكون المفتاح الذي سيتم من خلاله إقناع السنة للمشاركة في هزيمة الإرهابيين.
مؤتمر الرياض بداية لتوحيد الهدف والخطة… وتحرك مهم لتحديد خطوط القتال: من يقاتل من؟
المرصد السوري : تنظيم “الدولة” يستعيد السيطرة على نقاط في منطقة مهين بريف حمص
القاهرة -(د ب أ) – أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش) تمكن اليوم الخميس من استعادة السيطرة على نقاط في منطقة مهين بريف حمص الجنوبي الشرقي.
وقال المرصد في بيان إن قوات النظام قصفت مناطق في محيط قرية حوارين ومحيط بلدة مهين بالريف الجنوبي الشرقي لمدينة حمص، وسط اشتباكات بين قوات النظام وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، بريف حمص الجنوبي الشرقي، حيث تمكن التنظيم من التقدم واستعادة السيطرة على نقاط في أطراف البلدة.
وأشار المرصد إلى تعرض مناطق في أطراف مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، لقصف من قبل قوات النظام، كذلك نفذت طائرات حربية يعتقد أنها روسية عدة غارات على مناطق في مدينة القريتين وبلدتي السخنة ورحوم بالريف الشرقي لمدينة حمص، دون ورود معلومات عن وقوع خسائر بشرية حتى الآن.
لماذا فضلوا أن يعودوا إلى مناطق النظام السوري بعد سنوات في المناطق المحررة؟
محمد إقبال بلو
أنطاكيا ـ «القدس العربي»: «بعد أن تحررت بلدتي في ريف حلب الغربي بقيت فيها سنتان قبل أن أفقد الأمل وأتوجه للسكن في المدينة تحت سيطرة النظام وميليشياته»، هذا ما قاله المهندس أحمد لــ»القدس العربي»، ورحل إلى حيث يقبع الاستبداد والقمع، لكنه غير نادم، كما قال.
يتابع المهندس أحمد: «استبشرنا خيرا عندما تحررت مناطقنا من سيطرة النظام وأجهزته الأمنية، وفرحنا بأننا قريبا سننعم بالحرية، ولكن فيما يبدو أن الحرية التي نحلم بها ليست سوى خيال نستمتع معه للحظات، ثم ما يلبث أن يختفي، شيء نحبه إلا أنه كائن أسطوري فيما يبدو بالنسبة لنا نحن السوريين».
يشرح المهندس الشاب أسباب انتقاله ليعيش في ظل النظام قائلا: «في مناطق النظام تدرك تماما التوجه الموجود، وتؤقلم نفسك عليه وعلى متطلباته، وتعيش مقابل ذلك من دون قصف، نعم كثيرا ما تتعرض للإهانة من قبل جنود النظام وشبيحته، لكنك تتعرض لذلك أيضا في المناطق المحررة، لقد تعرضت في بلدتي من قبل أبنائها لأكثر من إهانة، بل أصبح حثالة القوم أسيادا يتحكمون بنا وبلباسنا وبطريقة حياتنا، ففي كلا الحالتين أنا وأسرتي نتعرض للقمع، لكن أن تقمع من قبل جهة واحدة من دون أن تتعرض للصواريخ والقذائف أفضل من أن تقمع من جهات مختلفة وتتعرض للموت في كل لحظة».
يرى الرجل أن «المناطق المحررة لم تكن بالمحررة يوما، وبعد رحيل استبداد النظام منها ولدت أشكال جديدة ومتنوعة من الاستبداد الجديد الذي يمارسه عليك أبناء بلدتك والذين تعرف تاريخهم وماضيهم ومستويات تفكيرهم. الجميع كان يأمل في أن تتشكل في هذه البلدات الخارجة عن سيطرة النظام مجالس مدنية حقيقة تسير شؤون مواطنيها، إلا أننا لم نتوقع أن تصبح تلك البلدات ممالك صغيرة يحكمها القادة العسكريون الذين لا يحملون أية ثقافة مدنية أو أي جزء ولو بسيط من فن الإدارة، وعندما توكل الأمور لغير أهلها لا بد لنا من الرحيل، قد يبدو ذلك جنونا لكنني غير نادم».
بواسطة برنامج «واتس اب» تحاوِر «القدس العربي» من حي الفرقان المدرّسة «صفاء» وهي ابنة إحدى بلدات ريف حلب الشمالي، وتقول «لقد هجرنا منزلنا في القرية وانتقلنا إلى المدينة لنستأجر بيتا في هذا الحي، بعد أن عرفنا أن الموضوع قد يطول، إذ أننا طردنا النظام من مناطقنا، لكننا لم نقم بإدارتها بدلا عنه، لقد استبدلنا إدارة فاسدة بفوضى عارمة، ومن وجهة نظري أن أعيش هنا في ظل إدارة فاسدة خير لي من أعيش في مكان تعمه الفوضى ولا يرغب أحد فيه بتحمل العبء والمسؤولية».
وتضيف «ما الفائدة من تحرير القرى والمدن والبلدات وإبعاد النظام عنها، إن لم نكن نهدف في ذلك إلى تحسين أحوالها وتغيير الحالة المجتمعية السيئة إلى الأفضل، للأسف تغيرت الأمور ولكن نحو الأسوأ، فقد انحدر مستوى التعليم وتراجع كما تراجعت الخدمات، حتى أن الحريات التي كنا ننشدها من الثورة ونحلم بتحقيقها باتت أبعد ما يكون عنا، بل فرض المستبدون الجدد علينا قوانينهم الجائرة التي تناسب امتدادهم وتحافظ على بقائهم».
بحسب «صفاء» عندما تصف المنطقة بأنها باتت محررة، فهذا يعني «أنها تخلصت من المحتل الذي كان يهوي بها في أعماق الظلام وخرجت إلى النور المنشود، وهذا ما لم يحدث خلال أربع سنوات مضت عن رحيل النظام، مناطقنا خارجة عن سيطرة النظام السوري نعم، إلا أن تكون محررة فــلا، ليست هذه الحرية التي حلمنا بها».
عائلات كثيرة تركت المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري في ريف حلب وتوجهت للعيش في المدينة، لاسيما تلك العائلات التي لا تحتوي على مطلوبين للنظام، حيث أنهم وجدوا أن المكان الأقل خطرا هو مكان تواجد النظام، إذ تخلو تلك المواقع من القصف إلا في حالات نادرة، كما أن مستوى الخدمات فيها رغم سوئه لا يزال أفضل من باقي المناطق، فيما تعمد النظام مؤخرا تحسين معاملته مع الأهالي، وذلك بغية تحشيدهم شعبيا ونفسيا ضد مقاتلي المعارضة، لكن أهالي المناطق البعيدة عن قبضة النظام ينظرون إلى أولئك على أنهم شبيحة محبين للنظام ويتهمونهم أنهم يمتلكون علاقات جيدة معه وهذا ما يشجعهم على البقاء.
سرقة أموال إغاثة الشعب السوري: لص استخدم اسم شقيقه الشهيد للاستيلاء على أموال الأيتام… وآخر اختفى مع ثياب الشتاء
نور ملاح
غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: منذ انطلاق الثورة السوية برزت الحاجة الكبيرة للإغاثة التي انصبت على الإيواء والإطعام واللباس والعلاج والتعليم، وواجهت الإغاثة معيقات كبيرة فرضتها ظروف الحرب، وتعدد الجهات التي باتت مسيطرة على الأرض، ولكن عقبة مهمة أخرى واجهتها وهي سرقة أموال إغاثة الشعب السوري، والتي أدت إلى تراجع الإغاثة مع زيادة الحاجة لها على أبواب فصل الشتاء.
فعلى الرغم من أن عددا لا بأس به من الجهات الإغاثية والناشطين الإغاثيين حريصون على توثيق أية مبالغ يتم دفعها، وتوثيق وصولها إلى مستحقيها، بحيث تكون هناك شفافية تامة في العمل الإغاثي ويستطيع المتبرع التوثق بنفسه من الجهة التي استفادت من التبرعات بشكل مباشر، إلا أن هناك جهات أخرى وأشخاصا ادعوا العمل في مجال الإغاثة، ولكنهم قاموا باختلاس الأموال إلى جيوبهم الخاصة، ولم تصل إلى مستحقيها أبدا، ولم يتم التمكن من ملاحقتهم قضائيا بسبب الظروف التي يعيشها الشعب السوري من تشتت في بلدان اللجوء، وعدم وجود جهة للمحاسبة والمساءلة، فيما يتعلق بحقوق السوريين في الداخل أو في الخارج. تروي ناشطة إغاثية في إحدى دول الخليج العربي، رفضت الكشف عن اسمها لـ»القدس العربي» لأسباب لم تسمها، قصة حالة من حالات الاختلاس والتي قام بها شقيق أحد الشهداء من ناشطي الثورة السورية في حلب قتل برصاص قناص، استفاد أخوه بعد وفاته من سمعته الطيبة، ليتم تحويل الأموال باسمه لإحدى دور الأيتام قيد الإنشاء ، لكنه بدلا من إيصال المبلغ لمسؤولي الدار، اختفى مع المبلغ الذي بلغ عدة آلاف من الدولارات، وعندما تمت مواجهته لم ينكر، بل رفض إعادة المبلغ الذي اختلسه، وأشار المصدر أن المبلغ المسروق أخرَ لفترة من الزمن إنشاء دار الأيتام، ولم تتمكن أية جهة سورية أو تركية من تحصيل المختلس ومحاسبته.
أما الأستاذة مؤمنة العظم فقد كانت لها تجربة مع من تسميهم «حرامية الثورة السورية»، تقول عن لصوص الإغاثة أنهم «أشكال وألوان، لكن ما يجمعهم هو استغلال الفوضى على الأرض، ليسرقوا باسم مساعدة الناس وتأمين حاجاتهم، فمنهم من وَعدنا في بداية الثورة أن يوصل حقائب مليئة بالملابس الشتوية والأحذية إلى حمص المحاصرة، وظهر أمأمنا بمظهر العارف الخبير بطرق إيصالها، فعملنا لأسبوعين في التجميع والغسيل والفرز والترتيب ثم استأجرنا سيارة لإيصالها له، وانتظرنا أن تصل إلى حمص المحاصرة أسبوعا تلو الآخر، وبعد محاولات مضنية للتصال به أوالوصول إليه وهو يتهرب».
وتضيف في حديثها لـ»القدس العربي»: «في النهاية عندما كلمناه، قال عنا أننا لا نستحي، كيف نعطيه ملابس مستعملة وأحذية ملبوسة ماذا يفعل بها، وقفنا مذهولين أمام وقاحته ولما تمالكنا نفسنا واتهمناه بسرقتها، زعم أنه رماها، وضاعت أغراضنا عنده فشكوناه للعلي القدير، واحتسبناها عند من لا تضيع عنده الودائع».
وتتابع العظم «أما السرقة على الثقيل، كما نقول في بلادنا، فقد كانت من نصيب مسؤول الجامع في قرية ملاصقة لكفر نبل في ريف إدلب لما اتفقنا معه من سنتين اتفاقا واضحا، أن نبني ملحقا للجامع على نفقتنا الخاصة، ليكون مركزا ثقافيا نقدم فيه ندوات ودورات علمية ونفسية لتوعية الناس ومساعدتهم على تخطي مشكلاتهم، على أن يكون بيننا عقد إيجار طويل المدى، رغم أننا دفعنا ما يوازي ثمنه، لأن أراضي الجامع حكمها كالوقف، و بعد أن التزمنا وبنينا وحضرنا لوحة المركز، وهممنا بافتتاحه، إذ بالرجل يدعي أن لا حق لنا عنده، فلما واجهناه بالاتفاق قال نعم كله حصل لكنه من باب التبرع للجامع فقط لا أكثر، علما بأنه قد جدد بناء المسجد بأموالنا، وطلب مبالغ كبيرة لتجديده من دون أن يخبرنا، بكل صفاقة، قرر أن يأتي بمن يسكن في الملحق الذي جهزناه ليكون مركزا ثقافيا على نفقتنا الخاصة».
فورد يبعث رسالة إلى كيري حول تصوراته لمستقبل سوريا
واشنطن – الأناضول – بعث السفير الأمريكي السابق لدى دمشق، روبرت فورد، رسالة إلى وزير خارجية بلاده، جون كيري، عبّر فيها عن الحاجة إلى قوة مراقبة دولية مستقلة للاشراف على وقف إطلاق النار المحتمل في سوريا.
وأثنى السفير المتقاعد، على جهود كيري في سبيل توحيد المعارضة السورية ومحاربة تنظيم “داعش”، وحذر من أن “عدم القيام ببعض الاجراءات الجوهرية، ستوصل القضية السورية إلى طريق مسدود”.
ولفت إلى أن النظام والمعارضة سبق واتفقا على وقف لاطلاق النار رعته الجامعة العربية والأمم المتحدة، لكنه انهار بسرعة لعدم وجود عقوبات كافية ورادعة للطرفين، مشيراً إلى ضرورة وجود آليات تضمن استمرار وقف اطلاق النار في حال تطبيقه.
وأوضح فورد أن مجلس الأمن فشل بالاتفاق في الملف السوري، لافتا في هذا الإطار إلى الفشل في الوصول إلى اتفاق مع روسيا بشأن فرض عقوبات على النظام.
وتوقع السفير السابق في رسالته، أن يفشل أي اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا إذا لم يستند إلى قوة مستقلة.
وشدد على ضرورة أن تحدد الولايات المتحدة نوعية وشروط العقوبات التي سيتم فرضها على الأطراف المتصارعة.
ورأى فورد أن المعارضة المعتدلة والنظام في سوريا لن يحاربا داعش معاً بأي شكل من الأشكال، مشيراً أن “لقاء النظام وممثلي المعارضة سيحول دون تقسيم سوريا”.
وبيّن أن القوة الدولية التي يقترحها ينبغي أن تتمتع بصلاحية تحديد المسؤول عن خرق اتفاق وقف اطلاق النار المحتمل، وتحديد العقوبات التي يترتب على ذلك، مشدداً على ضرورة قبول روسيا وإيران بذلك مسبقاً.
وأفاد فورد أن الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة لحزب الاتحاد الديمقرطي الكردي ساهم في تشكيل منطقة مستقلة إدارياً في شمال شرقي سوريا، مما عقد تركيبة المعارضة السورية، مشيراً إلى أن الحزب مستقل نسبيا في تحركاته بالمنطقة.
وذكر السفير أن المنطقة الكردية السورية تطرح تساؤلات حول كيفية تمثيلها في المفاوضات، و”هل سيكون وفدها ضمن وفد المعارضة أم ضمن ووفد النظام؟ أم سيكون مستقلاً؟.
وحذّر فورد من “تقديم دعم لا محدود لحزب الاتحاد الديمقراطي بذريعة أنه يحارب داعش، لأن ذلك يهيئ أرضية لصراع كردي عربي في المستقبل القريب”، مضيفاً: “هذا الوضع لم يغضب تركيا فحسب، بل العرب والتركمان السوريين أيضاً”.
وتطرق إلى تقرير منظمة العفو الدولية، الذي اتهم فيه “وحدات حماية الشعب التابعة للاتحاد الديمقراطي بارتكاب جرائم حرب ضد العرب”، حيث نوه أن التقرير “كشف بوضوح ضرورة مواجهة أكراد سوريا الوضع الجديد”.
وحول مستقبل رئيس النظام السوري بشار الأسد، أوضح فورد أن المعارضة السورية لم تطلب تغير رأس النظام فقط، مؤكداً أنها طالبت بـ”ثورة”.
وأعرب فورد عن أمله، بأن “يركز الوزير على وقف اطلاق النار وتأمين قوة دولية للحفاظ على الأمن المحلي، وتقديم الدعم إلى مسيرة السلام بقيادة السوريين، بالإضافة إلى الاتفاق مع القوات الأجنبية على فرض عقوبات على الأطراف التي تخل باتفاق وقف اطلاق النار، لإنهاء معاناة السوريين”.
تجدد الغارات الروسية بريف حلب وقتلى للنظام شمالي اللاذقية
أحمد حمزة
شنت الطائرات الحربية الروسية، قبل ظهر اليوم الخميس، غارات طاولت عدة مناطق وسط وشمال سورية، فيما تواصلت الاشتباكات في ريف اللاذقية الشمالي، بين قوات النظام وفصائل المعارضة السورية المسلحة.
وقال الناشط الإعلامي، علاء الحلبي، لـ”العربي الجديد”، إن عدة “غارات روسية استهدفت اليوم محيط بلدة خان طومان ومناطق حولها في ريف حلب الجنوبي”، الذي يشهد معارك عنيفة منذ نحو ثمانية أسابيع.
كما أضاف أن “الطائرات الروسية قصفت قرية كفر حمرة” في ريف حلب الشمالي الغربي، فيما ذكرت شبكة “سورية مباشر” الإخبارية، ظهر اليوم، أن “ثلاثة مدنيين بينهم امرأة قتلوا وأصيب عشرة أشخاص جراء قصف الطيران الحربي على بلدة بزاعة في ريف حلب الشرقي “.
وحول آخر التطورات الميدانية في ريف اللاذقية، ذكرت ذات الشبكة أن “ثلاثة عناصر من جيش النظام قتلوا باستهداف مقاتلي حركة أنصار الشام بالاشتراك مع مقاتلي الفرقة الثانية الساحلية مواقع لهم في منطقة جبل التركمان، في ريف اللاذقية” الشمالي.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “الفصائل الإسلامية استهدفت بقذائف الهاون، صباح اليوم، تمركزات لقوات النظام في برج زاهية في ريف اللاذقية الشمالي، وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام، فيما قصفت قوات النظام أماكن في منطقة ترتياح بجبل الأكراد، وسط قصف لطائرات حربية على المنطقة ذاتها، وأماكن أخرى في ريف اللاذقية الشمالي”.
كما أشار المرصد إلى أن “طائرات حربية، يعتقد أنها روسية، نفذت عدة غارات على مناطق في مدينة القريتين وبلدتي السخنة ورحوم بالريف الشرقي لمدينة حمص”، بعد ساعات من إعلان وكالة “أعماق” التابعة لـ”داعش” عن سيطرة عناصر التنظيم على مستودعات مهين جنوب شرقي حمص، مع جبلي مهين الكبير والصغير جنوب غربي البلدة.
على صعيد آخر، بث ناشطون من مدينة إدلب على الإنترنت، مشاهد مصورة، يظهر فيها وصول حافلاتٍ تُقل بعض المقاتلين والمدنيين، الذين غادروا حي الوعر في مدينة حمص نهار أمس، نحو محافظة إدلب.
ويأتي ذلك ضمن اتفاقية الهدنة في الحي، التي تم إبرامها بين النظام والمعارضة برعاية أممية، ونصت على عدّة بنود، أهمها فتح المعابر لتسهيل حركة المدنيين إلى داخل وخارج الحي، وفتح القصر العدلي في المرحلة الثانية للاتفاق، وتقديم لوائح بالمعتقلين في المدينة المحاصرة.
المعارضة السورية تشكل “الهيئة العليا للتفاوض” ومقرها الرياض
عبسي سميسم
كشف مصدر من داخل قاعة اجتماعات مؤتمر الرياض، الذي يجمع أطياف المعارضة السورية لـ”العربي الجديد”، عن توصل المجتمعين إلى تشكيل وفد مفاوض يضم 23 شخصاً تحت اسم “الهيئة العليا للتفاوض”، ستة منهم يمثلون الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وستة عن الفصائل العسكرية، وخمسة عن هيئة التنسيق للتغيير الديمقراطي، بالإضافة إلى ستة شخصيات مستقلة.
وأوضح المصدر، أن الهيئة ستفوض 15 شخصاً من بينها لقيادة المفاوضات مع النظام السوري المزمع عقدها أوائل العام المقبل بإشراف الأمم المتحدة، كما سيجري تعيين متحدث رسمي باسم “الهيئة العليا للتفاوض”، ومن المتوقع أن يتم اختيار أمانة عامة لها، مبيناً أن مقر عملها سيكون في الرياض.
وكان مصدر قد ذكر لـ”العربي الجديد” يوم أمس، أن ما تم التوصل إليه خلال اجتماعات اليوم الأول تمثل بالاتفاق على أن حل الأزمة السورية سياسي بالدرجة الأولى، مع وجود ضمانات مكتوبة دولية تلزم كافة الأطراف، وأن عملية الانتقال السياسي هي مسؤولية السوريين بدعم ومساعدة المجتمع الدولي، بما لا يتعارض مع السيادة والمصلحة الوطنية وفي ظل حكومة شرعية ومنتخبة.
كما تم التوصل إلى أن هدف التسوية السياسية، يتمثل في تأسيس نظام سياسي جديد بدون رئيس النظام السوري بشار الأسد ورموز وأركان حكمه، وألا يكون له أي دور في المرحلة الانتقالية وما بعدها. مع الاستعداد لاستئناف المفاوضات مع ممثلي النظام استناداً إلى مبادئ جنيف والقرارات الدولية، والتشديد على أن “جنيف” هو المرجعية الوحيدة للانتقال السياسي و”القرار 2118″.
وأضاف المصدر، توصل المجتمعون في الرياض إلى أن الدولة الشرعية التي ينتخبها الشعب السوري تحتكر حق امتلاك واستخدام السلاح، بالإضافة إلى رفض وجود كافة المقاتلين الأجانب والمليشيات المسلحة الأجنبية والقوات الأجنبية على الأراضي السورية.
سورية.. 40 ألف مدني يموتون ببطء في مضايا وبقين
اسطنبول ــ أمين محمد
حذر ناشطون سوريون من تدهور الحالة الإنسانية في بلدتي مضايا وبقين شمال غرب دمشق، واللتين نزح إليهما غالبية أهل مدينة الزبداني، حيث تفرض قوات النظام، والمليشيات الطائفية، حصارا مطبقا عليهما منذ أكثر من خمسة أشهر، رغم توقيع اتفاق هدنة أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، بينها وبين فصائل المعارضة السورية المقاتلة داخل المدينة.
ويؤكد ناشطون أن آلاف المدنيين في وضع يكاد يصل حدود الكارثة الإنسانية، حيث بدأ بعضهم بتناول العشب وأوراق الأشجار من شدة الجوع؛ في ظل منع قوات النظام دخول أي مساعدات إغاثية.
وذكرت تنسيقية مدينة الزبداني على صفحتها على “فيسبوك” أن آلاف المحاصرين “يعانون من الجوع، وانعدام المواد الغذائية والطبية والمحروقات، وسُجلت العديد من حالات الوفاة بسبب سوء التغذية بين الأطفال وكبار السن”، كما بدأت تكثر حالات إغماء بين الأطفال نتيجة الجوع الشديد، وانعدام الحليب في الأسواق، والتي إن وجدت تباع بأسعار خيالية، حيث بلغ سعر كيلو الأرز، وفق ناشطين، 70 دولارا أميركيا.
وحاول بعض المدنيين في مضايا قبل يومين النجاة بأنفسهم من الحصار؛ إلا أن الألغام التي زرعتها قوات النظام حول المدينة حصدت أرواحهم.
وانضمت الزبداني، والتي يبلغ عدد سكانها 35 ألف نسمة، إلى المدن السورية الثائرة على نظام الأسد منذ الأيام الأولى للثورة، فكانت من بين المدن التي دفعت ثمن موقفها من دماء أبنائها، حيث تؤكد تنسيقية المدينة أن 739 قتلوا خلال سنوات الثورة، وأن هناك 2500 معتقل في سجون النظام بينهم 200 معتقلة، قضى منهم العشرات تحت التعذيب، وتعرضت المدينة لدمار شبه كامل جراء القصف المتواصل من طيران جيش النظام ومدفعيته.
وفي شهر فبراير/شباط 2012، حاول جيش النظام اقتحام المدينة، ولكنه جوبه بمقاومة من أبنائها، فبدأ بمحاصرتها من خلال 200 نقطة عسكرية تحيط بها وتمنع دخول المواد الغذائية والمحروقات، فيما بدأ الطيران بإلقاء البراميل المتفجرة على المدينة بدءاً من الخامس من يونيو/تموز 2012، ومنذ ذاك التاريخ لم ينقطع سقوط البراميل المتفجرة عن المدينة “فلم يبق فيها حجر على حجر، ودمرت البنية التحتية نهائياً من مدراس ومشاف وطرقات”، وفق تنسيقية الزبداني.
وقال الناشط الاعلامي محمد أبو يوسف، من تنسيقية المدينة، لـ”العربي الجديد”: “لم يتوقف القصف عن المدينة يوماً واحداً خلال أربع سنوات، إلا في أوقات الهدنة التي طالما خرقها جيش النظام في نية مبيتة، وواضحة لإبادة المدينة بمن فيها”.
وحاولت قوات النظام منتصف العام الجاري، اقتحام المدينة من عدة محاور بعد حملة قصف متواصلة بالبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة، إلا أن المدافعين عن المدينة صمدوا ما يقارب الثلاثة أشهر (87 يوما) محققين انتصارات على القوات المهاجمة التي خسرت عشرات العناصر.
يقول أبو يوسف: “كان أمل المهاجمين السيطرة على المدينة في عدة أيام بعد إرهاقها بالقصف والحصار، وكانوا يحاولون اقتحامها من أربعة محاور تحت غطاء من القصف الجوي والمدفعي والصاروخي، وكان الثوار ينبتون من تحت الأرض ويصدونهم”.
وأضاف: “عندما فشلوا في اقتحام الزبداني؛ بدأوا الانتقام من أهالي الثوار النازحين إلى بلدتي مضايا وبقين حيث تم حصارهم، ومُنع دخول المواد الغذائية والأدوية ومُنعوا من الخروج منهما ودخلتا في مجال قصفهم بالمدافع والدبابات والبراميل المتفجرة، واستشهدت عائلات بأكملها، ولم يكتفوا بهذا بل باتوا يهجّرون أهالي الزبداني قسرياً من مناطق نزوحهم في البلدات المجاورة والتي تقع تحت سيطرة النظام إلى بلدتي مضايا وبقين، ليقتلوهم بالقصف ومن نجا منهم يموت جوعاً”.
وأكد أبو يوسف أن اتفاق الهدنة الذي يقضي بوقف القتال وخروج الثوار والجرحى إلى إدلب ودخول المواد الغذائية والمعونات الإنسانية إلى بلدتي مضايا وبقين، لم يطبق، ولم تدخل المعونات سوى مرة واحدة برعاية الأمم المتحدة إلى الزبداني وبلدتي مضايا وبقين في منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول.
وأوضح أن البلدتين ما تزالان تستقبلان المهجرين من أهل الزبداني، حتى أصبح عدد المحاصرين داخلهما 40 ألف نسمة، منهم 20 ألفا من الزبداني يعانون من الجوع وانعدام المواد الغذائية والطبية والمحروقات، وقد بدأ الشتاء وسُجلت العديد من حالات الوفاة بسبب سوء التغذية بين الأطفال وكبار السن.
الرياض: مشاركون جدد باجتماع المعارضة.. واحتمال لتمديده
شهد اجتماع المعارضة السورية في العاصمة السعودية الرياض، أجواء إيجابية، حتى الآن، وأكد رئيس الإئتلاف السابق هادي البحرة أنه “لا توجد خلافات بين الوفود”. وقال في تغريدة على حسابه في تويتر “الجميع يشعرون بأهمية المرحلة وحساسيتها”.
وكالة “رويترز” نقلت عن أحد أعضاء وفد الائتلاف قوله إنهم ناقشوا “المشاكل الرئيسية المتعلقة بالحوار والمرحلة الانتقالية، وجميع الوجوه المرتبطة بالعملية السياسية. الأغلبية وافقت”. وأشار إلى أن الشيء الإيجابي يتمثل في عدم وجود شقاق كبير حتى الآن بين الحاضرين، حيث تتفق الغالبية على ضرورة رحيل الأسد.
وأشار أحد القياديين في الجيش السوري الحر إلى أنه خلال اليوم الأول من المحادثات تم التركيز على المبادئ العامة للمؤتمر، ووضع مسودة للبيان الختامي. وأضاف “المبادئ هي وحدة الأراضي السورية والطبيعة المدنية للدولة ووحدة الشعب السوري”.
ومن المقرر أن يناقش المجتمعون في اليوم الثاني للمؤتمر “وثيقة مبادىء عامة”، بالإضافة إلى تسمية الوفد الذي سيفاوض النظام في أي مرحلة تتطلب هذا الأمر، فضلاً عن محددات التفاوض.
وكانت الجلسة الأولى للمؤتمر، الأربعاء، قد ناقشت عدداً من المواضيع، أبرزها الثوابت الوطنية في التسوية، ورؤية المعارضة للتسوية السياسية، إضافة إلى مرجعيات العملية التفاوضية وآلياتها وإطارها الزمني، وختاماً مهام وسياسات ومؤسسات المرحلية الانتقالية وإطارها الزمني، بحسب ما أشارت مصادر حضرت الاجتماع لـ”المدن”.
وأكدت المصادر على أن المجتمعين اتفقوا على “التمسك بوحدة الأراضي السورية، ومدنية الدولة السورية وسيادتها على كافة أراضيها، ووحدة الشعب السوري في إطار التعددية”، ويأتي ذلك تحت بند “الثوابت الوطنية في التسوية”. أما في إطار “رؤية المعارضة للتسوية السياسية”، فأفادت مصادر “المدن” بأن المجتمعين اتفقوا على مرجعية بيان “جنيف-1″، مؤكدين على الحل السياسي في ظل وجود ضمانات دولية مكتوبة. واعتبر المجتمعون أن أي مفاوضات مع ممثلين عن النظام يجب أن تكون وفق بيان جنيف، مشيرين إلى أن الهدف من التسوية هو الوصول إلى نظام سياسي من دون وجود الأسد.
وفي ما يتعلق ببند العملية التفاوضية، اجمعت المعارضة على ضرورة قيام النظام بإجراءات بناء الثقة، والتي تشمل إطلاقاً سريعاً للمعتقلين، وفك الحصار، وإدخال قوافل المساعدة، ووقف التهجير الممنهج والقسري بما يضمن عودة اللاجئين، إضافة إلى وقف استهداف المدنيين، بما في ذلك وقف استخدام البراميل المتفجرة.
وتوصل المجتمعون إلى “شبه اتفاق”، حول مسألة مصير الرئيس السوري في العملية الانتقالية، بأن يغادر الأسد السلطة فور تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، وسيطلبون من الأمم المتحدة أن تكون الجهة الداعمة والضامنة لها.
من جهة ثانية، قالت مصادر “المدن” إن 4 شخصيات جديدة انضمت إلى المجتمعين مساء الأربعاء، وهم: محمد حبش، أسامة القاضي، سمير التقي، ومازن صواف. وأشارت إلى إمكان تمديد أعمال المؤتمر يوماً إضافياً.
ماذا تخبئ الهدنة لحي الوعر الحمصي؟
وائل العبدالله
بدأت صباح الأربعاء، الحافلات الخضراء، بالدخول إلى حي الوعر الحمصي، تنفيذاً لاتفاق الهدنة مجهول البنود، الذي توصل إليه “ممثلون” عن النظام والمعارضة، في حي الوعر الذي تحاصره قوات النظام منذ عامين.
والحافلات الخضراء باتت تعني لأهل حمص، سفر خروج متكرر، فبواسطتها أُخرِجَ مقاتلو المعارضة من حمص القديمة في 21 أيار/مايو 2014. واليوم تبدأ معها رحلة خروج لما يُقارب 750 شخصاً من مدنيين ومصابين وعائلات مقاتلين، ومقاتلين رفضوا الهدنة.
ويعيش المدنيون في حي الوعر حالة صعبة، فهم حتى اللحظة، لا يعلمون تفاصيل الاتفاق، إن كان سيؤدي إلى سيطرة النظام المطلقة على الحي؟ أم سيبقي الوضع الحالي، ويُدفعُ باتجاه إدارة مدنية لاحقاً؟ وهل سيزداد مع الاتفاق نفوذ تجار وسماسرة الحصار؟
وترافق الاتفاق مع نشر إشاعات تُرضي النظام وحواضنه الشعبية، ما أثار الذعر في نفوس قاطني الوعر، من سكّان أصليين ونازحين إليه؛ فيجمعهم تخوّف من مصير غامض. وفي حال أخل النظام بالاتفاق، فلن تكون هذه أول مرة ينكث فيها عهده.
ولكن ما يقلق أهل الحي اليوم أمور أخرى؛ فالاتفاق ينص بحسب ما يُشاع، على إدخال المواد الغذائية وانتهاء حالة الحصار وعودة الحياة التجارية وما يُرافقها من إعادة فتح البقاليات وأسواق الخضار، وإلغاء احتكار الحصص الغذائية وسيطرة أمراء الحرب وسماسرة الحصار. ولكن لا بوادر تنحو في هذا الاتجاه، فما تم إدخاله الأربعاء، لا يزيد عن كونه حصصاً غذائية أساسية تضمنت سكراً وسمناً وزيتاً وطحيناً، وغابت عنها الخضار والمواد المعلبة.
مفاوضو النظام أم المعارضة؟
المفاوضان من قبل المعارضة مع النظام، أصبحا موضع أسئلة وشك من قبل أهالي الحي المحاصر، بعدما انتقلا فجأة من حالة السمسرة والاحتكار للحصص الغذائية الداخلة إلى الحي تحت الحصار، إلى حالة التفاوض مع النظام لعقد اتفاق الهدنة.
ويقوم على عملية التفاوض مع النظام من طرف المعارضة؛ كل من عادل فاعور، مدعوماً من أحد مشايخ حي الخالدية الشيخ حامد عسكر وتياره، وباسل المحمد “أبو عدي” المشكوك بأمره، والمتهم بولائه لأجهزة الأمن السورية، التي سبق واعتقلته لفترة ثم أطلقت سراحه ليتسلم ملف المفاوضات.
“بورصة الوعر”
والحي المُحاصر بات شبه فارغ من السيولة النقدية، التي نجح النظام بالتعاون مع سماسرة الحصار باستنزافها، ما انعكس في غياب التعامل بالليرة السورية نتيجة سحبها بالكامل، وحصر التعامل بالدولار الأميركي، الذي سجّل بدوره انخفاضاً في سعر صرفه مقابل الليرة داخل الحي، بنسبة وصلت في معظم الأوقات إلى 20 في المئة. ويُشبه أهل الوعر ما يحدث في حيّهم، بسوق سوداء للعملات الصعبة، التي يقوم على إدارتها طاقم المفاوضين الحاليين مع النظام، وهم أكثر المستفيدين من حالة الحصار السابقة. وقد تزعم الشيخان حامد عسكر وحوري عثمان، ومن يدور في فلكهم، ولفترة طويلة، حركة التجارة في الوعر المحاصر. وقد سبق أن خرج الأهالي في مظاهرات ضد هؤلاء التجار، فقام مرافقوهم بإطلاق النار على المتظاهرين.
“مافيا الدخان”
بعد اندلاع الثورة السورية وقبل حصار الحي، تصدّر “أبو عمر الحموي”، واجهة تجارة المواد الغذائية، وكان يعمل لحساب السماسرة ويتحكم بكتلة نقدية ضخمة تسمح له ولمن يعمل لحسابهم، في احتكار سوق المواد الغذائية. وأثناء الحصار، ونتيجة للقيود الموضوعة من قبل النظام على دخول المواد الغذائية، انتشرت تجارة التبغ، الذي سجلت أسعاره 15 ضعفاً عن سعره في الخارج. وما كان يثير تساؤل السكان، هو توافر التبغ المستمر وعدم انقطاعه، رغم الحصار الطويل.
وقد تزعّم “مافيا الدخان” في سنوات الحصار، كلٌّ من قائد مجموعة مسلحة من بدو الوعر، مُلقب بـ”حميش” ومقره مقابل المشفى الوطني، وقائد مجموعة “هيئة حماية المدنيين” الملقب بـ”أبو حيدر حاكمي”، وقائد “كتيبة البراء” الملقب بـ” أبو شعلان”.
دمار البنية التحتية في الوعر
تقريباً، دُمّر 40 في المئة من حي الوعر، وتزداد نسبة الدمار للبنية التحتية في الجزيرة السابعة والثامنة من الحي، وتخف تدريجياً كلما اتجهنا نحو الجزر الثانية والرابعة والسادسة، وترتفع النسبة في البيوت المواجهة لبساتين الوعر. ما يطرح سؤالاً عن كيفية ترميم هذه البيوت؟ وإذا كان الاتفاق قد تضمن السماح بإدخال مواد البناء؟
المدارس في الحي استمرت بالعمل تحت إشراف النظام؛ كـ”الحسن بن الهيثم” و”أحمد العيسى” و”خولة” و”الخيرية” و”الكندي” و”المعهد الصحي”. فالنظام سمح للمعلمين بالدخول والخروج من الحي، يومياً، ولم يتأثر الكثير من مدارس الحي بالقصف والاشتباكات، بشكل كبير. ويمكن القول إن تلك المدارس غطت احتياجات الحي التعليمية، نظراً لانخفاض السكان بنسبة 70 في المئة، بعد خروج الكثير من الأهالي قبل وأثناء الحصار نحو الأحياء الأخرى هرباً من شبح الجوع والموت.
من الناحية الصحية، يعمل مستشفى “البر” بطاقة جزئية، وهو بحاجة لصيانة الكثير من معداته الطبية، كي يعود للعمل بشكل طبيعي. أما المستشفى الحكومي فهو عبارة عن كتلة خرسانية لم تكن قد دخلت الخدمة بعد، قبل الحصار. وقد احتله القناصون منذ بداية الصراع في حي الوعر. في حين أن مشفى التوليد تحول منذ فترة طويلة إلى مشفى ميداني، وتعرض في أيلول/سبتمبر 2013 لقصف بصاروخ أرض-أرض، ما أدى لتدمير أجزاء واسعة منه.
وتراكمت القمامة في الحي، منذ عامين، واعتاد السكان على حرقها لتجنيب الحي أمراضاً قد تشكل كارثة طبية لا يمكن علاجها. وقد انتشرت القوارض بشكل كبير جداً، وكذلك الحشرات حتى باتت أصعب من حصار قوات النظام وقصفها.
في ما يخص المحروقات، فهي شبه معدومة، منذ بداية الحصار. ولم يعد سكان الحي يستعملون المحروقات منذ أمد بعيد، بعدما وصلت أسعارها إلى قيم خيالية؛ فقد وصل سعر “تنكة” البنزين إلى ما بين 400-500 دولار، والمازوت ما بين 100-120 دولار. وسجلت “تنكة” البنزين المُصنعة محلياً سعراً يصل إلى 150 دولاراً. وفعلياً لم يكن في مقدور أحد شراء تلك المشتقات النفطية باستثناء قادة المجموعات وسماسرة الحصار.
صراع عقائدي على الإغاثة!
يسيطر المشايخ وجماعات إسلامية على القيادة المدنية في الحي، عبر نفوذهم في “المجلس المحلي” والمنظمات المعنية بالإغاثة واللاجئين، ومصادر الدعم. وخاض “الإخوان المسلمون” صراعاً عقائدياً ضد “حزب التحرير” السلفي، في الحي، للسيطرة على التمثيل الديني. واستخدم هؤلاء أموال الإغاثة للسيطرة على كل ما يمثل الوجه المدني للحي، خاصة وأن 20 في المئة ممن بقي هم من سكان الوعر، والبقية هم نازحون من الأحياء المدمرة كالبياضة وكرم الزيتون والخالدية والنازحين.
لافروف: لا داعي لاستخدام الأسلحة النووية ضد الإرهابيين
اضطر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، إلى توضيح كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن احتمال تزويد الصواريخ الروسية برؤوس نووية لضرب معاقل تنظيم “الدولة الإسلامية”، فقال “لا داعي لاستخدام الأسلحة النووية ضد الإرهابيين، بإمكاننا القضاء عليهم بالأسلحة العادية”.
وكان بوتين قد قال في تعليق على بيان لوزارة الدفاع الروسية يعلن استهداف “داعش” للمرة الأولى بصواريخ أطلقت من غواصة روسية في البحر المتوسط “أتمنى أن لا نضطر لتحميلها رؤوساً نووية”.
كلام لافروف جاء في مقابلة مع وسائل إعلام إيطالية، الأربعاء، اعتبر فيها أنه بالإمكان القضاء على تنظيم “الدولة” بسرعة، في حال تم تشكيل تحالف دولي واسع ضد الإرهاب في سوريا، يضم روسيا والولايات المتحدة، على أن يؤمن ذلك التحالف التغطية الجوية للقوات البرية المتمثلة بجيش النظام الذي يواجه التنظيم على الأرض. واعتبر أن ربط تحقيق هذا التحالف برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، سيساهم في تعزيز قوة “داعش” بدلاً من القضاء عليه. وقال “إذا استمر طرح قضية الأسد بطريقة مصطنعة كعقبة على طريق تشكيل تحالف شامل لمكافحة الإرهاب، فلا مفر من اعتبار تصرف أولئك الذين يصرون على ذلك، كمساهمة غير مباشرة في الاحتفاظ بالظروف المواتية لتمدد داعش”.
وأضاف لافروف “يجب على القوات البرية أن تنضم قبل كل شيء، إلى التحالف المناهض للإرهاب، وأن تعمل بدعم القوات الجوية. إن القدرات الجوية المتوفرة تعد كافية، إذا قمنا بتوحيد قدرات التحالف بقيادة أمريكا وقدرات سلاح الجو الروسي”. وأشار لافروف خلال المقابلة إلى أن الأميركيين أنفسهم سبق أن أقروا بضرورة انضمام الجيش السوري إلى العملية البرية المشتركة ضد التنظيم المتطرف. وأوضح “إنهم يقولون لنا: نعم، إننا مستعدون للتعاون مع الجيش السوري لكن يجب الإطاحة بالأسد وبالقادة الأساسيين في الجيش. إن هذه المقاربة لا تحمل طابعاً عسكرياً مهنياً، بل أيديولوجيا”.
من جهة ثانية، أعربت موسكو عن نيتها البدء بتحليل بيانات الصندوق الأسود للمقاتلة الروسية “سو-24” التي أسقطتها المقاتلات التركية بمشاركة خبراء دوليين. وقال الناطق الرسمي باسم الرئيس الروسي دميتري بيسكوف، الأربعاء، إن وزارة الدفاع ستتولى توجيه الدعوات إلى خبراء أجانب سينضمون إلى التحقيق. وأكد بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر تعليماته بهذا الخصوص قائلاً: “تحدث بوتين عن ضرورة تفريغ الصندوق الأسود للقاذفة وتحليل محتوياته، بحضور خبراء دوليين”. وأضاف “لنعمل مع الخبراء على تحديد المسار الحقيقي للقاذفة وإحداثياتها قبل حصول الهجوم عليها”.
معارضون سوريون: مؤتمر الرياض قد يكون مفصليًا
رفضوا أي دعوة للتعاون مع النظام بوجه داعش
بهية مارديني
أكد بعض المعارضين السوريين بأن مؤتمر الرياض قد يُشكل بداية الخلاص للشعب السوري، لا سيّما في ظل الثقة الكبيرة بالدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية، مشيرين إلى رفضهم الكامل لأي تعاون مع النظام تحت أي من المُسميات المطروحة.
بهية مارديني: اجتمعت المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري في الرياض الأربعاء والخميس بغية التوافق حول مبادئ الحل السياسي وتشكيل وفد للمشاركة في مفاوضات مع النظام في يناير المقبل.
واعتبرت الفصائل العسكرية المعارضة أنه لابد من اسقاط بشار الأسد وكافة أركان نظامه وتقديمهم للمحاكمة العادلة، وتفكيك أجهزة النظام الاستخباراتية والعسكرية، بالإضافة إلى بناء أجهزة أمنية وعسكرية على أسس وطنية، وأخيرًا إخراج القوة الأجنبية والطائفية والإرهابية من سوريا، وهي تلك الممثلة بالحرس الثوري الايراني، وميليشيا حزب الله، وميليشيا أبي الفضل العباس، وداعش.
ثقة بالسعودية
عبد الجبار العكيدي، القيادي العسكري البارز قال لـ”إيلاف” إن غالبية فصائل الجيش الحر مشاركة في مؤتمر الرياض ولكن بتمثيل قليل، وأضاف: “أن ممثلي الفصائل دُعوا بشكل مستقل وليس تحت مظلة الائتلاف الوطني السوري المعارض، ولكن ممكن أن يكونوا كتلة حرجة صلبة مع كل الوطنيين من الائتلاف والمستقلين وبعض المشاركين”.
واعتبر أن الدافع لحضور مؤتمر الرياض هو “وطني ومن منطلق الثقة بالاشقاء السعوديين وتفويت الفرصة على المتسلقين الذين يدعون تمثيل الثورة والمعارضة وهم اقرب للنظام”، مؤكدًا بأن “المؤتمر مفصل مهم في الثورة السورية”، وعبّر عن أمله “ان يحقق نتائج تخفف من معاناة الشعب السوري مع التمسك بثوابت الثورة والمبادئ الخمسة التي طرحها المجلس الاسلامي السوري ووقعت عليها غالبية الفعاليات الثورية السياسية والعسكرية والدينية والاجتماعية”.
وعن موضوع التعاون مع النظام السوري في قتال داعش، رأى أن ذلك “مستحيل أن يحصل، ومن سيقوم بذلك هو خائن للثورة ولدماء الشهداء، نحن لا يمكن ان نكون مع نظام مجرم قاتل في خندق واحد مهما كانت الظروف والاسباب، والنظام وداعش هما في خندق واحد وبينهما توافقات كبيرة وتبادل للمنافع وتبادل تجاري واقتصادي وحتى تعاون عسكري”.
وأوضح أنه “لا يوجد أي ضغط عربي – اقليمي على الفصائل للمشاركة في مفاوضات مع النظام، لانهم يعرفون موقفنا من النظام وتمسكنا بمقررات جنيف وقرارات مجلس الامن ذات الصلة، والتي تقضي برحيل المجرم بشار الاسد واركان النظام وتقديمهم الى المحاكم العادلة، وتشكيل هيئة حكم انتقالي، ليس للاسد واركان حكمه دور في أي مرحلة من مراحلها”.
وحول نبض الناس في المناطق المحررة من مؤتمر الرياض، قال “إن المواطنين في المناطق المحررة يأملون خيراً من مؤتمر الرياض، وان يكون خطوة مهمة للخلاص من النظام المجرم وتوقف القصف والتدمير وانسحاب كل الميليشيات والدول التي استجلبها الى بلدنا لتستبيح حرماتنا وتدنس ارضنا”، مُعبرًا عن أمله في “ان يكون هذا المؤتمر فاصلاً في مسيرة الثورة، ونقطة تحوّل مهمة تفضي الى اسقاط هذا النظام المجرم وتوقف القتل”.
الا أن آراء ومواقف الكتل السياسية تباينت حول الحل السياسي، ابتداء من الائتلاف السوري وصولاً إلى هيئة التنسيق الوطنية ومؤتمر القاهرة وتيار التغيير الوطني وتيار بناء الدولة من دور الأسد ومستقبله في المرحلة الانتقالية المقبلة وأجهزة الأمن والجيش بين التفكيك وإعادة الإصلاح والتمثيل في جنيف 3 وهوية الطرف الذي سيلعب الدور التفاوضي في وفد المعارضة كجسم سياسي بديل، بينما اتفقوا على أغلب محاور الحل السياسي والشكل التفاوضي والمدة الزمنية وهيئة الحكم الانتقالية ودور الأمم المتحدة.
مؤتمر الرياض
من جانبه، قال القيادي السوري الكردي صلاح بدر الدين في تصريح لـ”إيلاف”، إن الفصائل العسكرية المشاركة “لم تعلن عن حضورها ببيانات خاصة بكل فصيل، وكان ما علمناه من وسائل الاعلام ومن تصريحات بعض المعارضين في اشارات الى حضور ممثلين عن التوجه الاسلامي”.
وتوقع أن بعض تشكيلات الجيش الحر، أو ما ظلت منها متماسكة حتى الآن، ليس هناك من يمثلها في المؤتمر، وكذلك الضباط المرموقون من أوائل الذين انحازوا الى صفوف الشعب وعززوا الانتفاضة الثورية وحولوها بالتلاحم مع الحراك المدني الثوري الى ثورة في معظم المناطق السورية، ليس هناك في المؤتمر من يمثلهم.
ونفى أن تشارك الفصائل “تحت مظلة الائتلاف لأنها ليست تحت قيادة الائتلاف ولا تعترف به كممثل لها، وهي شاركت كأطراف مستقلة”، وتمنى أن نلمس أنها متفقة بين بعضها البعض وأن تقدم رؤية مشتركة للمؤتمر، مؤكدًا بأن “لها دوافع وطنية والحرص على استمرارية وجودها وعدم توقف الدعم لها”، ولكنه استدرك “لانريد الجزم غيابيًا حتى ينتهي المؤتمر والاطلاع على مواقفها بخصوص القضايا المطروحة”.
وأوضح “أن مبادرة عقد مؤتمر الرياض جاءت تنفيذًا لقرارات فيينا 2 بشأن البدء بالحوار بين النظام والمعارضة والتوصل الى اتفاق لاعلان حكومة مشتركة على قاعدة بقاء النظام بمؤسساته ورموزه وليس اسقاطه كما تهدف اليه الثورة السورية”، مرجحًا ألا “تكون نتائج مؤتمر الرياض أعلى من سقف فيينا وسينتهي في ذلك الاطار بناء على ارادة دولية موحدة وتفاهم أميركا وروسيا”.
التفاهم والحوار
وقال “لقد شاهدنا وتابعنا مئات المؤتمرات والاجتماعات خلال الأعوام الخمسة التي انعقدت، ولكنها لم تحقق أهداف الثورة ولم تنجح حتى في حماية المدنيين ووقف النزوح والهجرة كما فشلت في تعزيز مواقع الثورة وتوفير مستلزمات استمراريتها وانتصارها وقد كان ذلك كافيًا لأن تعترف قيادات المعارضة، وخصوصًا الائتلاف وقبله المجلس بالفشل والعجز أولا عن تمثيل الثورة وثانيًا عن تقديم الخدمات لها”، وأضاف: “أرى هناك في الواقع السوري المعارض الراهن، عدداً من الكيانات والتوجهات”.
وصنّف بدر الدين القوى بأنها “قوى الثورة وفي القلب، منها الجيش الحر وبعض المجموعات الاسلامية التي ترفع شعار اسقاط النظام وهي حليفة حتى تحقيق ذلك، وهناك كيانات المعارضة وخاصة الائتلاف، هناك الكتلة الشعبية الثائرة من تنسيقيات الثورة والحراك الشبابي ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات وطنية وفكرية مناضلة، وهي بمجموعها من بادرت الى الانتفاضة السلمية وتنظيم الاحتجاجات والمواجهات مع السلطة ودفعت الثمن غاليًا من الأرواح وتعرضت للمحاربة من النظام ومن الأحزاب التقليدية والمؤدلجة”، معتبرًا أن “المطلوب دوليًا هو قبول التفاهم والتحاور وكذلك قبول بقاء مؤسسات النظام وسلطته الأمنية والعسكرية”.
وقال صلاح الدين أن دعوة “التعاون مع النظام ضد داعش هي دعوة روسية بالأساس وذريعة لشرعنة الأسد ونظامه، وقد يكون فخًا، خاصة اذا علمنا أن جبهة النصرة وداعش، اللذين نعتبرهما من صنيعة دمشق وطهران، يتحاوران الآن مع النظام ووكيله حزب الله اللبناني، ويتفقان معه علنًا في عرسال وحي الوعر بحمص، أليس ذلك اشارة جديدة على وجود لعبة ما سورية – ايرانية – روسية”.
وثيقة موّحدة
كما رأى “ان اجتماع فيينا 2، الذي عبّر عن موقف جميع أعضاء هيئة الأمم المتحدة وأوروبا وأميركا وروسيا وايران وتركيا والجامعة العربية، وما صدر منه من قرارات سرية وعلنية كان بمثابة قرار إلغاء الثورة السورية ونحرها”، ولم يستبعد أن تكون العمليات الارهابية التي سبقت الاجتماع أو حصلت من بعده ما هي “إلا مخطط داعش لتعزيز شروط فيينا 2، خصوصًا حول انهاء الثورة”.
وانتهى الى القول “قد يكون مؤتمر الرياض مفصليًا”، ولكنه أشار الى أن ما يحصل من تراجع ليس سببه الأشقاء والأصدقاء من العرب والأجانب، ولا تتحمل المملكة العربية السعودية المسؤولية في ذلك، بل أن العلة في المعارضات، وجزء من المسؤولية تتحمله قوى الثورة، لأنها لم تبادر الى عقد المؤتمر الوطني السوري الشامل لصياغة البرنامج المرحلي الانقاذي وانتخاب مجلس سياسي – عسكري لقيادة المرحلة ومواجهة التحديات واحتمالات الحرب والسلام”.
هذا وتبنى قادة فصائل الثوار بعد اجتماع لهم وثيقة من خمسة مبادئ، هي: “إسقاط الأسد وكافة أركان نظامه، وتقديمهم للمحاكمة العادلة، وتفكيك أجهزة القمع الاستخباراتية والعسكرية، وبناء أجهزة أمنية وعسكرية على أسس وطنية نزيهة، مع المحافظة على مؤسسات الدولة الأخرى، بالإضافة إلى خروج القوة الأجنبية والطائفية والإرهابية من سوريا ممثلة بالحرس الثوري الايراني، وحزب الله، وميليشيا أبي الفضل العباس، وتنظيم داعش، الحفاظ على وحدة سوريا، ارضاً وشعباً، واستقلالها وسيادتها وهوية شعبها، ورفض المحاصصة السياسية والطائفية”.
مؤتمر كردي يشكل مجلسًا سياسيًا لـ”قوات سوريا الديمقراطية“
في ختام مناقشات عقدتها قوى معارضة في محافظة الحسكة
أ. ف. ب.اتفقت قوى سورية معارضة في ختام مؤتمر عقدته في شمال شرق سوريا على تشكيل كيان سياسي موازٍ لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، التي تضم فصائل كردية وعربية، تمكنت من تحقيق تقدم بارز على حساب الجهاديين، وفق ما أعلنت ليل امس.
إيلاف – متابعة: أعلن المجتمعون في البيان الختامي لـ”مؤتمر سوريا الديمقراطية”، الذي استضافته مدينة المالكية في محافظة الحسكة يومي الثلاثاء والاربعاء، “ان القوى المشاركة في المؤتمر اتفقت على تشكيل كيان سياسي تحت اسم “مجلس سوريا الديمقراطية”، يضم “42 عضوًا” من اصل 106 اعضاء شاركوا في المؤتمر، ويمثلون قوى سياسية وعسكرية ومستقلين في الداخل.
محاورة النظام
واوضحوا ان المجلس عبارة عن “مشروع سياسي وطني ديمقراطي سوري، يعمل على ضم كل مكونات المجتمع اليه” في المرحلة المقبلة. وكانت فصائل كردية، ابرزها وحدات حماية الشعب الكردية، وأخرى عربية تتلقى دعمًا اميركيًا اعلنت في 12 تشرين الاول/اكتوبر، توحيد جهودها في اطار قوة عسكرية مشتركة تحت اسم “قوات سوريا الديمقراطية”. واطلقت هذه الفصائل في 30 تشرين الاول/اكتوبر عملية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في ريف الحسكة الجنوبي، تمكنت خلالها من السيطرة على عشرات البلدات والقرى والمزارع بعد طرد الجهاديين منها.
لم تتلقَ هذه الفصائل او وحدات حماية الشعب، التي تعد الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أي دعوة للمشاركة في مؤتمر الرياض، الذي يجمع طيفًا واسعًا من المعارضة السورية والسياسية، في محاولة للتوصل الى توافق حول الانتقال السياسي في سوريا، ما سيساهم في تعزيز موقفها في مفاوضات محتملة مع نظام الرئيس بشار الاسد.
وقال سيهانوك ديبو، ممثل حزب الاتحاد الديقراطي الكردي في مجلس سوريا الديمقراطية، لوكالة فرانس برس، “اذا كان النظام السوري جزءًا من المشكلة، فهو ايضا جزء من الحل”، مضيفًا “هذا ما يتم الإعداد له في الرياض، وما تم الإعداد له في مؤتمر جنيف 2، اي الحل السلمي عبر التفاوض والمرحلة الانتقالية واجراء انتخابات مع دستور تقر فيه حقوق الشعب الكردي”.
تعددية لامركزية
واعتبر صالح نبواني ممثل تيار قمح، الذي يرأسه المعارض البارز هيثم مناع، والذي اختير عضوًا في مجلس سوريا الديمقراطية، في تصريح لوكالة فرانس برس، “نحن كسوريين مطالبون بفرض الاجندة السورية على الدول الاقليمية والدولية”.
وبحسب الهام احمد، ممثلة حركة المجتمع الديمقراطي، فإن مجلس سوريا الديمقراطية “بحاجة الى تأييد دولي واقليمي وشعبي”، بهدف “ايقاف نزيف الحرب السورية”، التي تسببت منذ اذار/مارس 2011 بمقتل اكثر من 250 الف شخص، وبتدمير هائل في البنى التحتية وفرار اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. واضافت “نحن مستعدون للتواصل والتفاوض في سبيل ايقاف الحرب الدائرة” في البلاد.
وبحسب البيان الختامي، يهدف المجلس الجديد للوصول إلى “نظام سياسي تعددي لامركزي” من دون أن يحدد شكل هذه اللامركزية. وقال ديبو: “مطلب الكرد أن تكون سوريا اتحادية”، لكنه اضاف “هذه المسائل العالقة متروكة حتى ايجاد دستور ديمقراطي”.
المعارضة السورية تتفق على تشكيل فريق للإعداد لمحادثات السلام
قال «منذر آقبيق» عضو «الائتلاف الوطني السوري» لقوى الثورة والمعارضة إن شخصيات المعارضة السورية المجتمعة بالرياض اتفقت، اليوم الخميس، على إنشاء كيان يضم فصائل سياسية ومسلحة للإعداد لمحادثات سلام مع حكومة رئيس النظام السوري «بشار الأسد».
وقال «آقبيق» إن المجموعة ستضم ما يصل إلى 25 عضوا ستة منهم من الائتلاف الذي يوجد خارج سوريا وستة من فصائل المعارضة المسلحة وخمسة من جماعة معارضة مقرها دمشق وثماني شخصيات مستقلة، مضيفا: «سيكونون هم صناع القرار فيما يتعلق بالتسوية السياسية».
وقال إنه سيتم أيضا تعيين فريق تفاوضي آخر من 15 عضوا.
وكانت فصائل المعارضة توافقت أمس الأربعاء على التأكيد على الحل السياسي في سوريا، وعبرت عن تأييدها لتسوية سياسية تؤسس لنظام جديد دون «الأسد».
كما رفض المشاركون وجود المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية على الأراضي السورية، وطالبوا بالتمسك بوحدة سوريا، واتفقوا على مدنية الدولة وسيادتها ووحدة الشعب السوري في إطار التعددية، إضافة إلى الالتزام بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمساءلة والمحاسبة والشفافية، فضلا عن رفض الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه بما في ذلك «إرهاب الدولة».
وشددت المعارضة السورية على إعادة بناء الجيش، وأن تحتكر الدولة حق امتلاك السلاح من قبل حكومة شرعية ينتخبها الشعب السوري.
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري»، اليوم الخميس، إن المحادثات التي تقودها السعودية لتوحيد صفوف المعارضة السورية حققت تقدما.
وقال «كيري» على هامش محادثات المناخ في باريس «اجتماع السعودية يبدو بناء جدا عند هذه المرحلة، لكن أعتقد أن الكل يتحرك في اتجاه الرغبة في الدخول سريعا إلى عملية سياسية».
وأضاف: «حققنا بعض التقدم لكن أمامنا بعض القضايا الصعبة علينا أن نتجاوزها».
وقال «كيري» إن عقد اجتماع بشأن سوريا يوم 18 ديسمبر/كانون الأول في نيويورك «لم يحسم بشكل نهائي»، وإن الأطراف تنتظر نتيجة المحادثات في السعودية.
المصدر | الخليج الجديد + متابعات
منظمة: الأردن يمنع لاجئي سوريا من دخول أراضيه
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الأردن يمنع 12 ألفا من طالبي اللجوء السوريين ممن هم في ظروف يرثى لها، من دخول أراضيه عبر الحدود الشمالية الشرقية.
ونشرت المنظمة صورا التقطتها أقمار صناعية يوم 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وقالت إنها تؤكد وجود آلاف اللاجئين العالقين في مناطق صحراوية نائية داخل الحدود الأردنية السورية.
ونقلت عن عمال إغاثة دوليين أن العالقين أغلبهم نساء وأطفال، وأنهم بحاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمساعدات الطبية.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين قالت إن من بين العالقين مرضى وجرحى، وإن الأردن يعرض حياة الناس للخطر.
كما نقلت هيومن رايتس ووتش عن خمسة سوريين من جنوبي درعا أنهم عدلوا عن الفرار إلى الأردن بسبب إغلاق الحدود واحتمال إطلاق الرصاص عليهم من جانب حرس الحدود الأردني.
وقالت مصادر للجزيرة إن الجانب الأردني يقيّد دخول العالقين بشكل كبير، خصوصا منذ الشهر الماضي، وعزا ذلك إلى دواع أمنية. لكن الحكومة الأردنية أكدت استمرارها في سياسة الحدود المفتوحة، وعزت التقييد إلى إجراءات أمنية مشروعة.
وقد ناشد نديم حوري نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش السلطات الأردنية السماح لهؤلاء اللاجئين السوريين بدخول أراضيه، وقال إن أزمة اللاجئين أزمة دولية ويجب على الجميع أن يتحمل المسؤولية فيها.
محادثات روسية أميركية أممية الجمعة بشأن سوريا
أعلن غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي مساء الأربعاء أن موسكو ستشارك الجمعة في محادثات ثلاثية بشأن الأزمة السورية مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة في جنيف.
وقال غاتيلوف في تصريحات صحفية “ستعقد محادثات ثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة”، مشيرا إلى أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا سيشارك في هذه المحادثات.
وأضاف غاتيلوف أن روسيا ستستغل هذا اللقاء للدعوة إلى “تكثيف عملية مكافحة الإرهاب”، مشددا على أهمية الاتفاق على وضع “قائمة للتنظيمات الإرهابية، وقائمة لأعضاء المعارضة الذين يمكنهم المشاركة في عملية التفاوض”.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال مع نظيره الأميركي جون كيري الأربعاء، إن هناك حاجة لوضع قائمة “للجماعات الإرهابية التي يجب علينا ألا نتحدث إليها، ويجب علينا أن نكافحها معا”. ومن المقرر أن يزور كيري موسكو الأسبوع المقبل للتباحث بشأن سوريا.
وقد استنكر بوغدانوف مشاركة كل من حركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام -وهما فصيلان معارضان مسلحان- في مؤتمر الرياض المنعقد حاليا، لكونه “يشتبه بقوة في أنهما من المنظمات الإرهابية”.
وفي نيويورك، نقل مراسل الجزيرة عن مصادر في الأمم المتحدة تأكيدها أن اللقاء الثلاثي في جنيف يأتي في سياق التحضيرات لعقد جولة جديدة من مباحثات فيينا الخاصة بحل الأزمة السورية، وللمحافظة على الزخم الدولي الذي ميز المرحلة الأخيرة للتوصل إلى هذا الحل.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي إن مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط آن باترسون ستتوجه إلى جنيف لإجراء محادثات عن “التقدم نحو مرحلة انتقالية سياسية، وبالتحديد السعي للحصول على الإطار المتعلق بوقف إطلاق النار” في سوريا، مضيفا أنه سيتم الاستماع أولا للمبعوث الأممي بشأن “التقدم المحرز في الحوار بين السوريين”.
ويأتي الإعلان عن لقاء جنيف بعد تضارب في التصريحات الأميركية والروسية حول عقد مباحثات عن سوريا في الثامن عشر من الشهر الجاري في نيويورك، حيث أعلن كيري الثلاثاء أن اجتماع نيويورك مرتبط بنتائج مؤتمر ممثلي المعارضة السورية في الرياض، بينما قالت متحدثة باسم دي ميستورا إن لقاء جنيف سيكون “تحضيرا” للقاء نيويورك، مرجحة انعقاده في مقر الأمم المتحدة.
أطياف #المعارضة تحسم موقفها من مصير #الأسد اليوم
دبي – قناة العربية
تتواصل اليوم الخميس في الرياض اجتماعات أطياف المعارضة السورية في يومها الثاني والأخير. وأشارت مصادر إلى اتفاق المشاركين على غالبية النقاط التي ستتضمنها الوثيقة السياسية، كما اتفق المجتمعون على الحفاظ على مؤسسات الدولة وإعادةِ هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية، فيما يحسمون موقفهم من مصير الأسد في اجتماعات اليوم.
فقد خلص اليوم الأول، بحسب مصادر قريبة من الاجتماعات، على التوافق على “مدنيّة الدولة” وسيادتها على كامل الأراضي السورية، وبأن عملية الانتقال السياسي هي مسؤولية السوريين، مع الحرص على وحدة الشعب واحترام التعددية على كل المستويات.
كما اتفق المجتمعون على الحفاظ على مؤسسات الدولة وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية.
وأجمع الحاضرون على رفض الإرهاب بكل أشكاله، ومن بينها إرهاب النظام، كما رفضوا وجود مقاتلين وقوات أجنبية على الأراضي السورية.
وبشأن المفاوضات المرتقبة في فيينا في الأول من يناير، طرحت أغلبية الحاضرين أن يكون هناك “هيئة مرجعية” تشكل وفد التفاوض، باستثناء هيئة التنسيق وجماعة “تيار بناء الدولة” اللذين اعتبرا ألا حاجة إلى شروط بالنسبة إلى العملية التفاوضية.
أجواء إيجابية أجمع عليها أغلب الفرقاء المشاركين، آملين أن تشكل الوثيقة السياسية التي ستنبثق عن هذه الاجتماعات مظلة جامعة تكون بداية مسار جديد يعيد الثقة بوجود بديل عن نظام الأسد.
مدنيو #سوريا.. بين مطرقة النظام والطيران الروسي
دبي – قناة العربية
واصلت قوات النظام قصفها الذي لا يميز بين العسكريين والمدنيين في سوريا، مما أسفر عن عدد كبير من القتلى في أكثر من مجزرة شهدتها الأراضي السورية أخيراً.
وارتفع عدد قتلى مجزرة طائرات الأسد في الغوطة الشرقية في دمشق إلى 19 قتيلاً، بينهم ستة أطفال في بلدة حمورية، فيما ارتفع عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية إلى 44 برميلاً خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
أما في حلب فقد أدى قصف للنظام والطيران الروسي على المدينة وريفها إلى مقتل 15 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، فضلاً عن إصابة 20 آخرين. وقال الدفاع المدني بالمدينة إن القصف تم باستخدام صواريخ فراغية.
كما وقع 18 مدنياً بين قتيل وجريح بقصف روسي استهدف قرية مرعند في ريف إدلب. وشنت الطائرات الروسية أربع غارات استهدفت القرية وأحد المستشفيات في جسر الشغور، ما أدى إلى دمار قسم كبير منه، وفق مصادر ميدانية.
أما في ريف اللاذقية، فقد قتل ثمانية أشخاص في قصف للطيران الروسي استهدف جبل الأكراد، وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى وجود عشرات الجرحى، منهم في حالات حرجة يصعب علاجها، إثر تدمير الطيران الروسي مستشفى البرناص في الريف.
رينزي: لا تدخل عسكري في سورية دون استراتيجية للمرحلة التالية
روما (10 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
جددت الحكومة الايطالية رفضها المشاركة في غارات دول التحالف على تنظيم داعش في سورية دون وضوح استراتيجية سياسية للمرحلة التي تلي ذلك
وقال رئيس الوزراء الايطالي ماتّيو رينزي إن “رئيس حكومة ما، لا يلعب الـ(ريسك) لإرضاء معلقين أو الظهور في الصحف”، بل “يطلب أن تكون هناك خطة استراتيجية”، في إشارة إلى دعوات للمشاركة في الضربات العسكرية ضد التنظيم في سورية
وفي مؤتمر صحافي بقصر الحكومة الايطالية (كيجي)، شدد رينزي على “الرفض التام للتدخل في سورية (عسكريا) دون وضع استراتيجية”، للفترة التالية، محذرا “لقد رأينا ليبيا التي بعد أربع سنوات من التدخل العسكري لا يزال الوضع عالقا فيها”، لذلك “لا يكفي مجرد إعلان تدخل دبلوماسي أو عسكري”، بل “علينا معالجة الأسباب العميقة للتوترات التي نشهدها”، سواء أكان ذلك “على المستوى الدبلوماسي أم في مدننا الأوروبية”، وفق ذكره
ثم دعا رينزي إلى “عدم تبني ردود فعل متهورة”، بل رأى أن “هناك حاجة لاستراتيجية طويلة الأمد في العراق وسورية وأفريقيا”، وإختتم بالقول إن “الموقف الحذر لإيطاليا ينم عن الجدية والحس السليم المطلق”، على حد تعبيره
معارض سوري: توافق المجتمعين بـالرياض على مبادئ العملية الانتقالية
روما (10 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد معارض سوري، مشارك في مؤتمر الرياض، أن المجتمعين على اختلاف توجهاتهم اتفقوا على اعتماد بيان جنيف1 لعام 2012 كمرجعية لأي حل سياسي تفاوضي مع النظام السوري مع ضرورة وجود ضمانات دولية للمفاوضات.
وأشار لؤي صافي، الناطق السابق باسم الائتلاف الوطني، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إلى أن كل أطياف المعارضة السورية المشاركة في مؤتمر الرياض توافقت على المبادئ الأساسية للعملية الانتقالية. وقال إنها تتضمن “التأكيد على وحدة الشعب والتراب السوري، وإقامة دولة قانون تحترم إرادة الشعب وتحتكم إلى انتخابات حرة ونزيه لاختيار ممثلي الشعب، استئناف المفاوضات بناء على وثيقة جنيف، وعلى رحيل الأسد باعتماد آلية تشكيل هيئة حكم انتقالية”.
وأفاد بأن المجتمعين اتفقوا على رفض التدخل الروسي في سورية، وضرورة توفير ضمانات دولية للمفاوضات، وخطوات بناء ثقة تشمل الإفراج عن المعتقلين ووقف قصف المدنيين، وقال “هناك شعور كبير بالمسؤولية تجاه المرحلة القادمة”، على حد وصفه
واتفق المجتمعون بالإجماع على التمسك بوحدة سورية ومدنيتها، وحدة الشعب السوري في إطار التعددية بكافة أنواعها (العرقية ـ الدينية ـ الجنسية ـ السياسية)، وعل عدم احتكار السلطة، والالتزام باحترام حقوق الإنسان والمساءلة، ورفض الإرهاب ومحاربته، ورفض تواجد كافة القوات الأجنبية والمقاتلين غير السوريين، وحصر السلاح بحكومة شرعية منتخبة، والحفاظ على مؤسسات الدولة مع عادة هيكلة الجيش والأمن.
“إتمام” نقل مقاتلين في المعارضة السورية وأسرهم من حمص
ٌوصلت الحافلات التي تقل مقاتلين من المعارضة السورية وعائلاتهم بأمان إلى مدينة إدلب الشمالية الغربية في سوريا، بعد انسحابهم من حمص، تطبيقا لاتفاق لوقف إطلاق النار، بحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقد أشرفت الأمم المتحدة على تنفيذ بنود الاتفاق، الذي قال محافظ حمص، إنه شمل 300 مقاتل و400 شخص من أفراد عائلاتهم انسحبوا جميعا من حي الوعر، آخر معاقل مسلحي المعارضة في المدينة التي كانت مركزا للانتفاضة على الرئيس السوري بشار الأسد وحكومته.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حوالي 750 شخصا غادروا المدينة، من ضمنهم مقاتلون في جبهة النصرة، مرتبطون بتنظيم القاعدة، ومقاتلون مرتبطون بتنظيم “الدولة الإسلامية”.
ولا يوجد حضور كبير لمسلحي التنظيم في غرب سوريا.
وكانت أربع حافلات قد وصلت إلى إدلب الليلة الماضية، من بين 15 حافلة غادرت مدينة حمص، ووصلت الحافلات الباقية صباح الخميس، بحسب ما قاله مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن.
وأفادت محطة تلفزيون الميادين التي تتمتع بصلة جيدة بسوريا، بأن “عملية نقل المقاتلين وأسرهم تمت”.
تقديرات تقول إن 300 مقاتل، و400 من أفراد أسرهم غادروا حمص
ويقول بعض الدبلوماسيين إن وقف إطلاق النار في المناطق المحلية أثبت أنه أكثر السبل تأثيرا لجلب السلام بالتدريج إلى سوريا، في الوقت الذي قتل فيه أكثر من 250.000 شخص خلال الصراع الذي قارب على خمس سنوات.
غير أن هدنة مماثلة كانت قد تمت في حمص في 2014، عدها بعض النشطاء استسلاما بالقوة.
وفي أواخر سبتمبر/أيلول ساعدت إيران، وتركيا، اللتان تؤيدان جانبين متعارضين في الصراع السوري، في إتمام وقف لإطلاق النار في قريتين قرب إدلب، وفي بلدة على الحدود اللبنانية.
ويتوقع دبلوماسي يتابع الشأن السوري – بحسب ما تقوله وكالة رويترز للأنباء – إتمام المزيد من اتفاقات وقف إطلاق النار المحلية.
وقالت الولايات المتحدة إن هذا قد يحدث بصورة متكررة، بعد دعوة القوى الدولية إلى هدنة شاملة في سوريا لإنهاء الحرب هناك.
كيري يتحدث عن تقدم في محادثات المعارضة السورية بالرياض
باريس (رويترز) – قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الخميس إن المحادثات التي تقودها السعودية لتوحيد صفوف المعارضة السورية حققت تقدما في خطوة هامة على طريق الدفع بالمفاوضات السياسية الرامية إلى إنهاء الصراع السوري.
وتستضيف السعودية -وهي داعم قوي للمقاتلين الذين يحاربون منذ أكثر من أربع سنوات للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد- فصائل وأطراف المعارضة السورية هذا الأسبوع في أهم مسعى حتى الآن للوصول إلى أجندة مشتركة قبيل انعقاد محادثات السلام الدولية المزمعة في نيويورك.
وترى الجهات المؤيدة للمعارضة السورية إن جمعها وتوحيدها خطوة أساسية لإنهاء الحرب.
وقال كيري على هامش محادثات المناخ في باريس “اجتماع السعودية يبدو بناء جدا عند هذه المرحلة…لكن أعتقد أن الكل يتحرك في اتجاه الرغبة في الدخول سريعا إلى عملية سياسية.”
وأضاف “حققنا بعض التقدم لكن أمامنا عددا من القضايا الصعبة علينا أن نتجاوزها.”
وقال كيري إن عقد اجتماع بشأن سوريا يوم 18 ديسمبر كانون الأول في نيويورك “لم يحسم بشكل نهائي” وإن الأطراف تنتظر نتيجة المحادثات في السعودية.
وقال كيري للصحفيين إنه تحدث هاتفيا مع وزراء خارجية روسيا سيرجي لافروف والسعودية عادل الجبير وقطر خالد العطية يوم الأربعاء.
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)
المعارضة السورية تتفق على تشكيل فريق للإعداد لمحادثات السلام
دبي (رويترز) – قال منذر آقبيق عضو الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة إن شخصيات المعارضة السورية المجتمعة بالرياض اتفقت يوم الخميس على إنشاء كيان يضم فصائل سياسية ومسلحة للإعداد لمحادثات سلام مع حكومة الرئيس بشار الأسد.
وقال آقبيق متحدثا من دبي حيث يجري اتصالات مع مندوبين مشاركين بالمحادثات الجارية في السعودية إن المجموعة ستضم ما يصل إلى 25 عضوا ستة منهم من الائتلاف الذي يوجد خارج سوريا وستة من فصائل المعارضة المسلحة وخمسة من جماعة معارضة مقرها دمشق وثماني شخصيات مستقلة.
وأضاف لرويترز “سيكونون هم صناع القرار فيما يتعلق بالتسوية السياسية.”
وقال إنه سيتم أيضا تعيين فريق تفاوضي آخر من 15 عضوا.
(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير سها جادو)
جبهة أحرار الشام السورية المسلحة تنسحب من مؤتمر الرياض
بيروت (رويترز) – قالت جبهة أحرار الشام السورية المسلحة يوم الخميس إنها قررت الانسحاب من مؤتمر المعارضة السورية في السعودية بسبب عدم اعطاء الثقل الحقيقي “للفصائل الثورية”.
وأضافت في بيان نشر على حسابها على موقع تويتر أنها تعارض “اعطاء دور أساسي لهيئة التنسيق الوطنية وغيرها من الشخصيات المحسوبة على النظام” السوري.
وانتقدت جبهة أحرار الشام أيضا المؤتمر لعدم تأكيده على “هوية شعبنا المسلم”.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)