أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 12 حزيران 2014

 

«الدولة الإسلامية» تطوق دير الزور
لندن، جنيف، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –
طالب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض و «الجيش الحر» حلفاءَ المعارضة بتقديم دعم عسكري لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في شمال شرقي سورية، في وقت طوق التنظيم مدينة دير الزور في شمال الزور. وأكدت مسؤولة أميركية دعم إدارة الرئيس باراك أوباما قانون في الكونغرس لتدريب المعارضة المعتدلة.

وطالب «الجيش الحر» في بيان أمس «الدول الصديقة للمعارضة السورية، وعلى رأسها السعودية وتركيا، بدعم فصائله المقاتلة في محافظة دير الزور (شرق) الحدودية مع العراق لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» الذي تمكن خلال الساعات الماضية من الاستيلاء على محافظة نينوى وأجزاء أخرى من العراق».

واعتبر عضو الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» محمد خير الوزير، «نظامَ المالكي شريكاً أساسياً لنظام بشار الأسد في الحرب على الشعب السوري، نظراً لما يقوم به من إمداد النظام بالعناصر البشرية والأسلحة، إضافة إلى تسهيل تحركات «داعش» وإطلاق يدها في الأراضي العراقية لتأمين عمق استراتيجي لفلولها المنتشرة في سورية».

وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» في تقرير أمس، نقلاً عن ناشطين، بأن تنظيم «داعش» تمكن من تطويق مدينة دير الزور السورية من كل الجهات، ما يعني أن هذا التنظيم سيكون قادراً على تعزيز سيطرته على مناطق واسعة من الحدود السورية- العراقية في حال تمكن من السيطرة على هذه المدينة المهمة في شرق سورية.

ونقلت الوكالة عن ناشط له اتصالات في داخل دير الزور: «طوقوا المدينة. لم يعد هناك من مدخل أو مخرج كي يتمكن الناس من الفرار»، وأضافت أن هذه المعلومات أكدها ناشط آخر يستخدم اسم أبو عبدالله وينشط بالقرب من دير الزور. وقال أبو عبدالله إن تنظيم «الدولة الإسلامية» يبسط حالياً سيطرته على مسافة 175 ميلاً على طول مجرى نهر الفرات من الرقة عاصمة محافظة الرقة وحتى البصيرة في محافظة دير الزور. وأوضح أنهم بذلك لم يعودوا بعيدين من مدينة البوكمال الحدودية مع العراق سوى مسافة 62 ميلاً. ويحاول تنظيم «الدولة الإسلامية» التمدد كذلك في محافظة الحسكة التي تجاور تركيا أيضاً.

وأشارت «أسوشييتد برس» في المقابل، إلى أن تحالفاً يضم جماعات عدة يهيمن عليها الإسلاميون، أعلن انطلاق عملية جديدة لطرد «الدولة الإسلامية» من معاقلها في منبج والباب والبلدات المجاورة في ريف حلب شمالاً. ويضم هذا التحالف المسمى «غرفة عمليات أهل الشام» جماعتي «الجبهة الإسلامية» و «جبهة النصرة»، وفق موقعه على «تويتر».

في واشنطن، قالت دانا شل سميث، التي رشحها الرئيس الأميركي باراك اوباما سفيرة للولايات المتحدة لدى قطر أمس، إن الإدارة تؤيد ما ورد في مشروع قانون دفاعي لمجلس الشيوخ سيسمح بتدريب عسكري علني للمعارضة السورية المعتدلة. وأضافت سميث أثناء جلسة للمصادقة على تعيينها: «في حدود فهمي، فإن الإدارة تؤيد ما ورد في (مشروع القانون الدفاعي) بالسماح بتدريب المعارضة المعتدلة وتزويدها بالعتاد».

وكانت سميث المستشارة في وزارة الخارجية ترد على سؤال بشأن العبارات الواردة في مشروع قانون الدفاع الوطني المطروح حالياً على مجلس الشيوخ، الذي يسمح ببرنامج علني للتدريب العسكري للمعارضة السورية المعتدلة تقوده قوات العمليات الخاصة الأميركية.

وكان ديفيد كرين كبير المدعين السابق في المحكمة الخاصة بسييراليون، والذي يرأس الآن مشروع «المحاسبة في سورية»، قال إن قائمة سلمت إلى المحكمة الجنائية الدولية ضمت 20 متهماً بجرائم حرب، وإن الأسد يترأس هذه القائمة، وإنها استندت في كل واقعة إلى انتهاك محدد لاتفاقية روما التي يمكن بموجبها توجيه الاتهام إلى مشتبه به، ذلك أن فريقاً منفصلاً من محققي الأمم المتحدة أعد أربع قوائم سرية بالمشتبه بهم في جرائم الحرب من كل الأطراف في سورية، لكنه امتنع عن الكشف عن أي أسماء.

وقال كرين إن القائمة التي وضعتها مجموعته من الخبراء ضمت أعضاء بالجيش النظامي ومن النخبة السياسية، بالإضافة إلى جماعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و «جبهة النصرة»، لكنه لم يذكر أسماء غير الأسد. وزاد: «لدينا نحو 20 لائحة اتهام لمن يتحملون المسؤولية الأكبر. هذا جهد محايد، نحن لا نلاحق فقط الأسد والمقربين منه وإنما نوثق فعلياً كل الحوادث على الجانبين».

وأضاف كرين، الذي أصدر حكماً على الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور: «ليس لأنه يوجد فيتو في مجلس الأمن يجب أن يحول هذا الأمر دون مواصلة التحرك والبحث عن العدالة للشعب السوري».

«داعش» يتمدد والحرب الأهلية على الأبواب
بغداد – مشرق عباس
بسرعة اذهلت الحكومة العراقية تحرك تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من الموصل إلى تكريت التي سيطر عليها بعد اشتباكات لم تدم إلا ساعات قليلة، ثم نقل المعركة إلى شمال سامراء، ما يشير إلى أنه حرك خلاياه النائمة في المناطق التي سيطر عليها، ويؤكد تعاون جماعات مسلحة ومسؤولين محليين معه في هذه المناطق. (للمزيد).

وفيما أكد رئيس الوزراء نوري المالكي أنه سيشكل قوات رديفة لمحاربة الإرهاب، ودعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى تجنيد «كتائب السلام» من كل المكونات، أعلنت المحافظات الجنوبية أنها فتحت باب التطوع أمام المواطنين للقتال في نينوى.

إلى ذلك توالت ردود الفعل وتكثفت المشاورات الدولية لمواجهة «داعش»، واستنفرت إيران قواتها على الحدود مع العراق، دعت تركيا الحلف الأطلسي إلى اجتماع طارىء، الذي انعقد على مستوى السفراء، وهددت بالتدخل إذا لحق أذى بمواطنيها الـ48 المحتجزين لدى «داعش» في الموصل، وبينهم القنصل.

استمر تقهقر قوات الجيش والشرطة العراقيين لليوم الثاني على التوالي، امام تقدم مسلحي «داعش» الذين انضم اليهم مقاتلون من جماعات مختلفة، مقتربين من خطوط تماس سنية – شيعية شمال بغداد، ما أثار مخاوف من مواجهات طائفية.

وبعدما فرض المسلحون سيطرتهم امس على تكريت، معقل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، اندفعوا إلى خوض مواجهات على اسوار سامراء، وعد رئيس الحكومة نوري المالكي بمعاقبة من اسماهم «القادة المتخاذلين» واكد البدء بتأسس جيش رديف من العشائر والمتطوعين.

شهود من داخل تكريت ابلغوا إلى «الحياة» ان المدينة سقطت من دون مواجهات، والحال ينطبق على بلدات بيجي والدور وسليمان بك وطوزخرماتو، وكلها تابعة لمحافظة صلاح الدين، التي تضم ايضاً أقضية سامراء وبلد، والاخيرة تسكنها غالبية شيعية.

وتحدث الشهود عن ان تكريت شهدت انتشار مسلحين يُعتقد بانتمائهم من حزب البعث، او جيش رجال الطريقة النقشبندية الذي يتزعمه عزة الدوري، خصوصاً ان صور صدام، واخرى للدوري نفسه رفعها مسلحون، فيما رفع اخرون علم تنظيم «داعش».

ميدانياً، ايضاً نشبت مواجهات عنيفة عند سامراء الشمالية والشرقية، حيث يتحصن محافظ صلاح الدين والحكومة المحلية منذ صباح امس مع قوة عسكرية كبيرة مسؤولة عن حماية مرقدي الامامين العسكريين.

كما تحدثت المصادر عن سقوط اجزاء من بلدة طوزخرماتو ذات الغالبية التركمانية الشيعية، الى جانب بلدة سليمان بك ذات الغالبية السنية.

ولم يقدم المالكي في كلمة تلفزيونية امس تفسيراً للانهيار غير المسبوق للقوى الامنية، واكتفى بالتأكيد ان «مؤامرة» و»خديعة» تعرض لهما الجيش، والى محاسبة القادة «المتخاذلين».

ومن خلال تطور الوضع يمكن الحديث عن احتمال حدوث مواجهة كبرى في سامراء التي تضم مرقد الامامين العسكريين وفي جنوبها حيث بلدات بلد والدجيل الشيعيتان اللتان تفصلهما عن بغداد بلدات الضلوعية والمشاهدة والطارمية السنية، ما يفتح الباب لصراع ذي طبيعة طائفية يتجاوز الحدود الحالية للمواجهة.

وتتحدث مصادر في بغداد عن انتشار ميليشيات شيعية، في شوارع المدينة، فيما اقترح الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تشكيل ما «كتائب السلام» للدفاع عن المساجد والمراقد، معرباً عن عدم استعداده لخوض حرب مع جهات «قذرة».

لكن الاستنفار الشيعي تصاعد بالتزامن مع تراجع عشرات الالاف من جنود وضباط الجيش الى مناطق الجنوب وبغداد بعد التخلي عن ملابسهم العسكرية، حيث اعلنت حكومات محلية في مدن الجنوب تشكيل قوات عشائر.

وحسب الخريطة الديموغرافية للمنطقة، فأن المسلحين اقتربوا من خط تماس طائفي آخر في بلدة الخالص الشيعية في ديالى، بالتزامن مع تفجيرات اودت امس بعشرات القتلى والجرحى في حيي الكاظمية والصدر ببغداد.

في طهران، قالت مصادر مطلعة لـ « الحياة » ان مجلس الامن القومي عقد مساء امس اجتماعاً لتدراس الاوضاع في العراق واحتمالات تطورها وانعكاسها علی المناطق القريبة من الحدود.

وقال ممثل مدينة سنندج التي تقطنها غالبية كردية في مجلس الشوری حسن علوي ان الجيش اعلن حالة الإستنفار القصوی في منطقة كردستان الايرانية تحسبا لاي تطور.

ونقلت المصادر ان قوات داعش قد تتمدد الی محافظة ديالي القريبة من الحدود المشتركة لتشكل شريطا يمتد إلى سورية.

وفيما عقد الحلف الأطلسي اجتماعاً طارئاً لمناقشة الوضع، بناء على طلب تركي، أعلنت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي ان واشنطن ملتزمة «العمل مع الحكومة العراقية والقادة في انحاء العراق لاتباع نهج موحد ضد العدوان المستمر الذي يشنه تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام»، مضيفة ان الولايات المتحدة مستعدة لتقديم مساعدات اضافية إلى بغداد.

مقاتلو “داعش” على بعد 100 كلم من شمال بغداد
بغداد – أ ف ب
واصل مقاتلو تنظيم “الدولة السلامية في العراق والشام” (داعش) هجومهم في العراق حيث سيطروا على ناحيتين تقعان على بعد أقل من 100 كلم من شمال بغداد، وأفاد عضو مجلس بلدي في الضلوعية بأن المقاتين سيطروا على الضلوعية التي تقع على بعد 90 كلم شمال بغداد وعلى المعتصم القريبة.

وجاءت سيطرة هؤلاء المقاتلين على المنطقتين بعد هجوم شنوه على مدينة سامراء والموصل وتكريت مركز محافظة صلاح الدين وبعض النواحي الواقعة الى جنوبها.

“داعش” يحضّ أنصاره على التقدم نحو بغداد
واشنطن – أ ف ب
أعلن موقع “سايت” الأميركي الذي يراقب المواقع الإسلامية أن مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) دعوا أنصارهم إلى التقدم الى بغداد.

وأمر الناطق باسم “داعش” ابو محمد العدناني، في تسجيل صوتي، الجنود بالتقدم الى بغداد، قائلاً: “واصلوا الانتشار، المعركة لم تحتدم بعد، ولكنها ستحتدم في بغداد وكربلاء، كونوا على أهبّة الاستعداد، وازحفوا إلى بغداد”.

وانتقد العدناني رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، واصفاً إياه بـ”بائع الشعارات”. وقال: “لا يوجد شخص مجنون أكثر منك الا الذين يقبلون بك رئيس حكومة وقائداً”، مضيفا أن المالكي خسر فرصة تاريخية في السيطرة على العراق.

من هو تنظيم “داعش”؟
بغداد – “الحياة”، أ ف ب
تشكّل تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) في نيسان (ابريل) العام 2013، وقدم في البدء على أنه اندماج بين ما يسمى بـ “دولة العراق الإسلامية” التابع لتنظيم “القاعدة” الذي تشكّل في تشرين الأول (أكتوبر) 2006 وبين المجموعة الإسلامية المسلحة في سورية المعروفة بـ”جبهة النصرة”، إلا أن الاخيرة رفضت هذا الاندماج على الفور، وبدأت المعارك بين الطرفين في كانون الثاني (يناير) 2014.

واعترضت “الدولة الاسلامية في العراق والشام” علناً على سلطة زعيم تنظيم “القاعدة” ايمن الظواهري ورفضت الاستجابة لدعوته التركيز على العراق وترك سورية لجبهة النصرة.

وكانت “داعش” في بداياتها تعمل تحت إسم “جماعة التوحيد والجهاد” بزعامة ابي مصعب الزرقاوي في عام 2004، قبل أن يبايع هذا الاخير زعيم “القاعدة” السابق اسامة بن لادن ليصبح اسمه “القاعدة في بلاد الرافدين”.

وبعد مقتل الزرقاوي “انتخب” ابي حمزة المهاجر زعيما للتنظيم. وبعد أشهر أعلن عن تشكيل “دولة العراق الاسلامية” بزعامة ابي عمر البغدادي.

لكن القوات الاميركية نجحت في نيسان (ابريل) 2010 في قتل البغدادي ومساعده ابي حمزة المهاجر، فاختار التنظيم ابي بكر البغدادي خليفة له.

وبعد عام، ظهر تسجيل صوتي لزعيم التنظيم الجديد يعلن فيه ان جبهة “النصرة” هي امتداد له، واعلن دمجهما تحت مسمى واحد وهو “الدولة الاسلامية في العراق والشام”.

ويقدر الباحث في مركز “بروكينغز” في الدوحة تشارلز ليستر أعداد المنضوين في هذا التنظيم ما بين خمسة وستة آلاف مقاتل في العراق وسبعة آلاف في سورية. لكن لم يتم التحقق من هذه الارقام من مصادر اخرى.

وفي ما يتعلق بالجنسيات، يقول الخبير في الحركات الاسلامية رومان كاييه من المعهد الفرنسي للشرق الاوسط أن معظم المقاتلين على الارض في سورية، هم من الجنسية السورية لكن قادتهم يأتون في اغلب الاحيان من الخارج ويكونون قد قاتلوا من قبل في العراق والشيشان وافغانستان. اما في العراق فمعظم المقاتلين من العراقيين.

ويضم التنظيم مئات المقاتلين الناطقين بالفرنسية من فرنسيين وبلجيكيين ومغاربة.

وسيطر التنظيم في كانون الثاني (يناير) مع جماعات اخرى على الفلوجة وقطاعات من الرمادي غرب بغداد.

وأعلن اليوم، سيطرته على محافظة نينوى العراقية الشمالية التي أعلنها ولاية، متعهداً بشن “غزوات” جديدة. ونشر فيما بعد حساب أخبار “ولاية البركة” التابع لـ”داعش”، تقريرا مصورا يظهر مجموعات مسلحة تقوم بإزالة السواتر الترابية على الحدود العراقية السورية.

بغداد تتحصَّن أمام استمرار زحف “داعش” وإزالة الحدود بين نينوى والحسكة السورية
بغداد – فاضل النشمي
لم يتوقف زحف تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) عند حدود الموصل بل تعداها الى محافظة صلاح الدين لتتساقط في يده المدن السنية في وسط العراق واحدة بعد الاخرى ومعها يتجاوز القلق الحدود العراقية الى طهران التي اعلنت دعمها لبغداد في هذه المواجهة والى دمشق التي قالت انها مستعدة للتعاون ضد “العدو المشترك”، والى أنقرة التي احتجز مقاتلو التنظيم الاصولي العشرات من الديبلوماسيين والرعايا الاتراك في القنصلية التركية بالموصل مما أوجب انعقاد جلسة طارئة لحلف شمال الاطلسي بناء على طلب انقرة التي حذرت من المس بمواطنيها، وأبدت الولايات المتحدة قلقها من الوضع الأمني المتدهور في العراق وتعهدت بتقديم “أي مساعدة ملائمة” للحكومة العراقية.

ومع التهديد الاقليمي الذي بدأ يشكله “داعش”، اظهرت مشاهد نشرت في موقع “المنبر الاعلامي الجهادي” القريب من هذا التنظيم وفي حساب “الدولة الاسلامية” بموقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي مقاتلين يستخدمون جرافة لازالة سواتر ترابية تفصل بين نينوى في شمال غرب العراق والحسكة في شمال شرق سوريا. وظهر في المشاهد ايضا مقاتلون يرفعون علم تنظيم “الدولة الاسلامية” فوق مقر حدودي عراقي بالقرب من آليات وسيارات للجيش العراقي استولى عليها هؤلاء.
وبثت قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها ان مقاتلي “داعش” بدأوا نقل اسلحة من العراق الى مناطق سيطرتهم في سوريا حيث يخوضون قتالاً ضد النظام السوري من جهة وضد كتائب اسلامية معارضة بينها “جبهة النصرة” التي تتبع تنظيم “القاعدة” الام من جهة أخرى.
وبعدما احكم التنظيم الاصولي سيطرته على مدن محافظة نينوى، توجه شرقا ليسيطر على مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين، بل تمكن من السيطرة على مسقط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في قرية العوجة. وسيطر ايضا على قضاء الدور مسقط نائبه الامين العام لحزب البعث العراقي المنحل عزة ابرهيم الدوري. فهل ثمة دلالات محددة في ذلك؟ صحافيون وكتاب يتهامسون في الاروقة الصحافية عن وجود عزة الدوري في الموصل، وان “حزب البعث المنحل” يقف وراء التنظيم الداعشي المتشدد، وثمة انباء غير مؤكدة تفيد ان عناصر البعث تنوي اعلان قيام “حكومة مدنية” في الموصل والمدن المسيطر عليها، في اليومين المقبلين. وسواء صحت هذه الانباء أم لم تصح فان ما يحدث اليوم من تقدم مفاجئ ومتوقع في آن واحد، لتنظيم “داعش”، بمثابة اكبر حجر رمي في مياه الفساد وسوء الادارة والتخطيط منذ عشر سنين.
وتحدث رئيس الوزراء نوري المالكي، شأن الحكام العرب في ازمات عن “مؤامرة”، وقال في خطبته الاسبوعية: “إن الذي حصل مؤامرة بكل صدق لان ما هو موجود من قوات القاعدة وداعش ليس بالمستوى الذي يقابل ما هو موجود من الجيش والشرطة”. وتعهد بناء “جيش رديف من المتطوعين أصحاب الإرادة الى الجيش النظامي”، لكنه لم يوضح كيف سيضمن صمود هذا الجيش وعدم هزيمته كما فعل الجيش النظامي. والاكثر غرابة من كل ذلك، ان الجميع كانوا يتحدثون منذ سنوات طويلة عن وجود “القاعدة” و”داعش” في نينوى وفرضها اتاوات على الاهالي والسكان، لكن احدا لم يتخذ ما يكفي من التدابير لطرد الجماعات المسلحة واجتثاثها.
وقد أشاعت “اريحية داعش”، وهزيمة الجيش المهينة، قلقا شديدا في بغداد، وصار بعض الاهالي يفكرون في شراء وتخزين مواد غذائية، تحسباً لايام سود مقبلة. وفي حي مدينة الصدر الذي تسكنه غالبية شيعية يخزن الرجال الأسلحة تحسبا لمعركة مع “داعش”.
ونقلت قناة “الميادين” عن مراسلها في العراق ان قوى الامن أفقلت مداخل بغداد وفرضت منع تجول حتى الصباح.
وقد دفعت الاحداث العصيبة السيد مقتدى الصدر الى الظهور مجددا بعد غياب امتد شهرين تقريبا، وفي دعوته الى انشاء “سرايا السلام” لحماية المقدسات عتب مبطن على ما “اقترفه” المالكي من تقريبه لميليشيا “عصائب اهل الحق” وغيرها في انخراطها العلني في حرب الانبار مع الجيش. وقال الصدر في بيان: “ان الحكومة ضيعت كل الفرص لإثبات أبوتها للشعب”، واضاف: “لن يخوض معركة عصابات وميليشيات قذرة بحرب طائفية ضروس تأكل الأخضر قبل اليابس”.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال زيارة لليونان إن بغداد لا بد أن تتعاون مع القوات الكردية لمحاولة طرد المقاتلين، ودعا كل القادة العراقيين إلى توحيد صفوفهم لمواجهة ما وصفه بخطر جسيم يهدد البلاد. وأضاف أنه يجب أن يكون هناك رد سريع على ما حصل.
وتوعد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مقاتلي “داعش” بـ”اقسى رد” اذا الحقوا ضررا بمواطنين اتراك يحتجزونهم في القنصلية التركية بمدينة الموصل العراقية. وافادت مصادر ديبلوماسية ان تركيا اطلعت حلفاءها في حلف شمال الاطلسي على الوضع في العراق. وقالت اثر اجتماع طارئ انعقد في مقر الحلف في بروكسيل ان هدفه كان “اطلاع الحلفاء على الوضع”، لافتا الى ان “ممثل تركيا لم يطلب شيئا من الدول الحليفة”.
وفي طهران، افادت وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للانباء “ارنا” ان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اتصل هاتفيا بنظيره العراقي. ونقلت عن ظريف ان “جمهورية ايران الاسلامية تدين قتل المواطنين العراقيين وتدعم الحكومة والشعب العراقيين للتصدي للارهاب”. وابرز ضرورة “دعم فعلي دولي للحكومة العراقية للتصدي للارهاب”.
وفي واشنطن، أعربت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي قلقها من الوضع الأمني المتدهور في العراق وتعهدت تقديم “أي مساعدة ملائمة” للحكومة العراقية . وقالت إن الولايات المتحدة تعتقد أن مصفاة بيجي أكبر مصفاة لتكرير النفط في العراق لا تزال تحت سيطرة الحكومة العراقية. وكانت مصادر أمنية افادت إن المقاتلين دخلوا بيجي في مركبات مسلحة وأشعلوا النار في مبنى المحكمة ومركز للشرطة، ثم حرروا السجناء.
وفي روما، حذرت “جمعية سانت ايجيديو” الكاثوليكية الايطالية من تعرض المسيحيين في العراق لاعمال عنف بعدما سيطر “داعش” على الموصل وفرّ نحو نصف مليون من سكانها.

دمشق أطلقت 274 سجيناً واتهمت الغرب بتأخير تسليم الكيميائي مسؤولة أميركية: واشنطن تؤيّد تدريب المعارضة المعتدلة
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
أطلقت السلطات السورية أمس 274 سجيناً من سجن دمشق المركزي كدفعة أولى، تنفيذا لأحكام مرسوم تشريعي يقضي بالعفو عن الجرائم المرتكبة قبل التاسع من حزيران الجاري، وهو الأشمل من حيث عدد المستفيدين منه.

نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن مدير سجن دمشق العميد نبيل الغجري أن الموقوفين والمحكوم عليهم بجرائم مختلفة في السجن يطلقون بعد استقبال الكتب الصادرة عن القضاء بأسماء النزلاء الذين يشملهم مرسوم العفو.
ودعا جميع الملاحقين والمتورطين في أعمال يعاقب عليها القانون إلى العودة الى الصواب والمبادرة إلى تسليم أنفسهم لتسوية أوضاعهم ليتمكنوا من ممارسة حياتهم الطبيعية، موضحا أن هذه الدفعة ستتبعها دفعات لاحقة وخلال أيام قليلة سيكون جميع من شملهم العفو أحراراً.
على صعيد آخر، حملت دمشق أمس الدول الغربية مسؤولية “أي تأخير” في موعد اقفال ملف الاسلحة الكيميائية في سوريا والمحدد في نهاية حزيران الجاري، بسبب “تسييس” الملف ودعم المعارضة، مؤكدة التزامها تنفيذ تعهداتها “في أسرع وقت ممكن”.
وأفادت “سانا” أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بحث مع رئيسة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة الى سوريا سيغريد كاغ في المستجدات المتعلقة بالملف الكيميائي السوري.
ونقلت عنه أن “الدول الغربية تتحمل مسؤولية اي تأخير في اغلاق هذا الملف نظراً الى مواقفها المستمرة في تسييسه”: وقال: “وقت اظهرت سوريا الالتزام لتنفيذ تعهداتها في ما يتصل بهذا الملف، فان بعض الدول المعروفة لدى الجميع عملت على تقديم كل اشكال الدعم للمجموعات الارهابية المسلحة لعرقلة تنفيذ سوريا التزاماتها… وعلى رغم هذا النهج العدواني الذي تمارسه تلك الدول وادواتها من المجموعات الارهابية المسلحة، فان سوريا ماضية في العمل على استكمال تنفيذ ما تبقى من التزامات مترتبة على انضمامها الى اتفاق حظر الاسلحة الكيميائية في اسرع وقت”، مؤكداً “استمرار حرص سوريا على التعاون البناء والتنسيق الوثيق مع البعثة المشتركة حتى الانتهاء من هذا الملف في شكل كامل”.
ولم يوضح المسؤول السوري ماهية العرقلة، لكن الارجح انه يشير الى وجود القسم المتبقي من المواد الكيميائية التي يفترض نقلها الى خارج البلاد في أماكن ينبغي للوصول اليها، المرور في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة. وشدد على ان بلاده “تعاملت بمستوى عال من الشفافية مع هذا الملف، وان ما تحقق من انجازات كبيرة في عملية تنفيذ سوريا التزاماتها على رغم الظروف الامنية الصعبة التي تمر بها، هو خير دليل على ذلك”.
وكانت كاغ صرحت الاسبوع الماضي في نيويورك بان نحو 7,2 في المئة من الترسانة الكيميائية السورية لا يزال في سوريا.
وبموجب اتفاق روسي – اميركي أمكن التوصل اليه في ايلول 2013 وصادق عليه مجلس الامن ووافقت عليه دمشق، يفترض في هذه ان تدمر كل ترسانتها الكيميائية في موعد اقصاه 30 حزيران.

“داعش”
في غضون ذلك، طوق تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) مدينة دير الزور، احد آخر معاقل المعارضة المناهضة لهؤلاء المسلحين في هذه المنطقة الغنية بالنفط والمحاذية للحدود مع العراق.
وقال ناشط ادعى إن اسمه سالار: “لقد طوقوا المدينة. لم تعد هناك أية منافذ يمكن أن يهرب منها السكان”.
وأكد هذه المعلومات ناشط آخر استخدم اسم عبدالله وقال إنه يقيم قرب دير الزور.
وأعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له أن تحالفا من قوات المعارضة تسيطر عليه فصائل اسلامية بدأ هجوما جديدا في حلب لطرد مقاتلي “داعش” من معاقلهم في منبج والباب والقرى المجاورة. ولم تعرف بعد تفاصيل الهجوم الجديد، الا أن “الجبهة الاسلامية” وهي احد الفصائل التي تشارك فيه، ادعت أن مقاتليها استولوا أخيراً على أربع قرى من “داعش” وقتلوا 17 من أفرادها.
وفي واشنطن، صرحت دانا شل سميث التي رشحها الرئيس الأميركي باراك اوباما سفيرة للولايات المتحدة لدى قطر بأن الإدارة تؤيد ما ورد في مشروع قانون دفاعي لمجلس الشيوخ سيسمح بتدريب عسكري علني للمعارضة السورية المعتدلة.
وقالت في جلسة للمصادقة على تعيينها: “في حدود فهمي، ان الإدارة تؤيد ما ورد (في مشروع القانون الدفاعي) عن السماح بتدريب المعارضة المعتدلة وتزويدها العتاد”.
وكانت سميث التي تعمل حاليا مستشارة كبيرة في وزارة الخارجية ترد على سؤال عن العبارات الواردة في مشروع قانون الدفاع الوطني المعروض حاليا على مجلس الشيوخ والذي يسمح ببرنامج علني للتدريب العسكري للمعارضة السورية المعتدلة تقوده قوات العمليات الخاصة الأميركية.

500 الف نازح.. وهجمات على تكريت وسامراء واحتلال مصفاة بيجي
دولة العراق في عراء الخيانات.. وظلام «داعش»
غفت الموصل ليلة أخرى في عين العاصفة. لم يغير من بؤسها كل التصريحات والمواقف التي صدرت عن مختلف القوى السياسية العراقية، أو الإقليمية والدولية، والكلام عن مؤامرات وخيانات وتخاذل.
لكن مشهد الأمس، حددته العناصر البارزة التالية: الأزمة تتجه الى تصعيد عسكري واسع، مع استمرار تمدد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)»، واحتلال تكريت والتحرّش بمدينة سامراء مجدداً والاستيلاء على مصفاة بيجي النفطية، فيما ألمح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى احتمال نشوء ما يشبه المقاومة الشعبية ضد «داعش»، وحديث السيد مقتدى الصدر عن تشكيل سرايا مسلحة لحماية المراقد المقدسة، فيما كانت صورة الحدود المفتوحة بين مناطق المسلحين في العراق وسوريا وعمليات نقل العتاد والأسلحة، تطرح تساؤلات إضافية عن وجهة العراق والمنطقة عموماً، من دون أجوبة شافية.
وفي الوقت الذي وجدت فيه تركيا نفسها متورطة بوضوح في النزاع العراقي بعد استيلاء «داعش» على قنصليتها في الموصل واحتجاز عشرات الرهائن الأتراك، ما اجبرها على دعوة حلف شمال الأطلسي إلى اجتماع عاجل، كان من اللافت استمرار الصمت المريب لغالبية العواصم العربية، خصوصا في الخليج، فيما برزت أمس، مواقف كل من دمشق وطهران، وهما تعرضان على بغداد تعاونا لمواجهة الأزمة.
كما أن المؤكد في تطورات اليومين الماضيين أن كل المكونات العراقية ستجد نفسها خاسرة، أولا أن العراق الممزق لن يكون سوى مصدر للنزاعات بين مذاهبه وقومياته، وثانياً لأن التشرذم سيدفع ثمنه الشريك السني في الحياة السياسية إن صح التعبير، باعتبار أن تمدد «داعش» سيلتهم رصيده في الشارع في وقت قد يجد الاكراد انفسهم مضطرين الى مواجهة «الجهاديين» في قلب كردستان، ومناطق النزاعات النفطية، بينما سيلوح امام شيعة العراق «شبح» حقبة صدام، بعدما أكدت التقارير أمس ظهور مسلحي الجماعة النقشبندية بقيادة عزة ابراهيم الدوري، الى جانب «داعش» في المواجهات التي خاضوها مع الجيش العراقي.
وتظل الأسئلة كثيرة: ما هو حجم الخيانات في صفوف قيادات الجيش العراقي؟ وماذا سيعني ذلك على استقرار الحكم والدولة؟ وهل ستنجح الملاحقات التي بدأتها قيادة الجيش ضد الضباط المتخاذلين في انقاذ المؤسسة العسكرية؟ وهل يسقط العراق في فخ الاقتتال الطائفي مثلما جرى في عامي 2006 و2007؟ وهل سيكون هناك تقارب بين بغداد وأربيل لمواجهة «الخطر الداعشي»؟ ام ان البديل سيكون اعادة تنشيط قوة «الصحوات السنية» لقتال تنظيم «الدولة الاسلامية»؟
وتتوالى الاسئلة: ماذا يعني استمرار التجاهل السعودي للمأساة العراقية المتجددة؟ وماذا سيعني الغمز الإيراني من الصمت السعودي عما يجري في العراق ومطالبة طهران الرياض باتخاذ موقف صريح؟ وما هي المصلحة الاميركية في تباطؤ تسليم المشتريات العسكرية لحكومة بغداد وتأخير اعادة تأهيل سلاح الجو العراقي؟ ولعل السؤال الابرز هو الى متى ستظل الموصل، وغيرها من المدن والبلدات منكوبة بالسيطرة «الجهادية»؟ وبمعنى آخر، الى متى سيحتمل الوضع العراقي والاقليمي، بقاء الموصل خارج سيادة الدولة، ويصدر قرار يبدد المعادلة الميدانية التي استجدت؟
وبالتوازي مع محاولات الحكومة العراقية استعادة زمام المبادرة، أمس، فقد كانت خريطة الحراك الإقليمي والدولي تجاه الأزمة العراقية لافتة حيث تصدرته أبرز العواصم، إضافة إلى مجلس الأمن الدولي.
وعبرت الولايات المتحدة، أمس، عن قلقها من الوضع الأمني المتدهور في العراق وتعهدت بتقديم «أي مساعدة ملائمة» للحكومة العراقية للتصدي للهجمات المتزايدة. وفي وقت، أوضحت جين بيساكي أنّ وزارة الخارجية الأميركية لا تملك تأكيداً للأنباء التي أفادت أن المتشددين في طريقهم إلى بغداد، قالت إنّ «الوضع مائع للغاية على الأرض. ونحن قلقون جدا بالطبع من تدهور الوضع ولكن ليس لدي تأكيد لهذه الأنباء». كما لم تؤكد علم واشنطن بالسيطرة على مصفاة بيجي.
وسئلت بيساكي عما إذا كانت الولايات المتحدة تدرس مساعدة الحكومة العراقية في استعادة السيطرة على أراضيها، فقالت إن واشنطن أرسلت شحنات من المعدات العسكرية إلى الحكومة هذا العام وكثفت التدريب لقوات الأمن العراقية. وأضافت «نحن نعمل مع القيادات العراقية في مختلف أنحاء البلاد لدعم رد منسق ويمكن أن تتوقعوا أن نقدم مساعدات إضافية للحكومة العراقية لمحاربة التهديد القادم من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام… لست في موقع يؤهلني لشرح المزيد في هذه النقطة».
وتابعت إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري تحدث عبر الهاتف إلى نظيره التركي أحمد داود أوغلو والمسؤولين العراقيين بشأن الهجوم على القنصلية التركية في الموصل حيث احتجز المتشددون المسلحون ديبلوماسيين وأطفالا. وقالت «نحن على تواصل مع حكومتي تركيا والعراق ومستعدون لتقديم أي مساعدة ملائمة».
بدورها، عبّرت وزارة الخارجية الروسية عن «القلق الشديد» مما يجري في شمال العراق ومن التطورات الخطيرة هناك، مشيرة إلى وجود دلائل على محاولات «داعش» توسيع مناطق سيطرتها في الأراضي العراقية. وتعليقا على تصريحات من واشنطن وغيرها من العواصم الغربية حول التطورات الأخيرة في العراق، أعربت الخارجية الروسية عن أملها بأن يعلن جميع أعضاء المجتمع الدولي «رفضا قاطعا لا لبس فيه للإرهاب ويتجنبوا التعاطي الانتقائي في تقويمه».
وأعربت الخارجية، في بيان، عن أسفها من اعتماد «معايير مزدوجة في تقويم نشاطات جماعة واحدة هي داعش في كل من العراق وسوريا». وأشارت إلى أن النشاط الإرهابي بات يكتسب بعدا إقليميا على نحو متزايد، بما لذلك من تأثيرات سلبية واسعة النطاق لا يمكن تفاديها على شعوب المنطقة واقتصادات دول الشرق الأوسط، إضافة إلى تهديد وحدة أراضي دول المنطقة.
دولياً أيضاً، قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ، أمس، إنه «من غير الوارد» إعادة إرسال قوات بريطانية إلى العراق. وأضاف «تركنا العراق بأيدي القادة العراقيين المنتخبين مع قوات مسلحة ومع قواتهم الأمنية الخاصة وبالتالي فإن إدارة الأمر تعود إليهم في المقام الأول»، مشيراً في الوقت ذاته إلى انّ بريطانيا ستقوم «بكل ما هو ممكن لتخفيف المعاناة الانسانية وبالطبع حل الازمة الطويلة في سوريا» التي «تزعزع استقرار العراق». وبعدما أبدى «قلقه» إزاء الوضع، دعا الوزير البريطاني إلى تشكيل «سريع لحكومة جديدة» في العراق بعد إقامة الانتخابات التشريعية في 30 نيسان الماضي.
وفي السياق ذاته، دان أعضاء مجلس الأمن الدولي أيضا «الهجمات الإرهابية الأخيرة المرتكبة ضد الشعب العراقي في محاولة لزعزعة الاستقرار في البلاد والمنطقة».
إقليمياً، برز أمس الاتصال الذي أجراه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بنظيره العراقي هوشيار زيباري، حيث أكد له «ضرورة دعم الأسرة الدولية للحكومة والشعب العراقي»، معتبرا أنّ «زمرة داعش وباقي الزمر التكفيرية أعداء للشعب العراقي»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية. وأعلن ظريف عن دعم بلاده «للحكومة وللشعب العراقي في مواجهة الإرهاب».
بدورها، اعتبرت السلطات السورية، أمس، أنّ «الإرهاب» الذي يواجهه كل من العراق وسوريا واحد، مبدية استعداد دمشق للتعاون مع بغداد «من أجل مواجهة هذا العدو المشترك».
وكان الحراك التركي المتابع أساساً لقضية المواطنين الأتراك الرهائن في الموصل الأبرز، حيث عقد سفراء الدول الأعضاء بـ«حلف شمال الأطلسي» اجتماعا طارئا، مساء أمس، بناء على طلب أنقرة لبحث الوضع في شمال العراق. وقال مسؤول في الحلف «أطلعت تركيا الحلفاء الآخرين على الوضع في الموصل واحتجاز مواطنين أتراك بينهم القنصل العام رهائن».
وتابع إنّ الاجتماع عقد لأغراض الإطلاع على المعلومات وليس بموجب المادة الرابعة من معاهدة تأسيس الحلف والتي تسمح لأي عضو بطلب التشاور مع الحلفاء عندما يشعر بتهديد لسلامته الإقليمية. وأضاف المسؤول «يواصل الأعضاء متابعة الأحداث عن كثب بقلق بالغ»، مضيفاً أنّ الهجمات التي ينفذها متشددو «داعش» تمثل «تهديدا خطيرا لأمن العراق ولاستقرار المنطقة». وجدير بالذكر أنّ أنقرة لجأت مرتين للفقرة الرابعة العام 2012 لطلب إجراء مشاورات مع الدول الأعضاء بشأن الصراع السوري.
وتوعد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مقاتلي «داعش» بـ«أقسى رد» إذا الحقوا ضررا بالمواطنين الأتراك. وقال اوغلو، في تصريح بثته وسائل الإعلام التركية مباشرة من مقر الأمم المتحدة في نيويورك، «على كل الأطراف أن يعلموا بأنهم سيتعرضون لأقسى رد إذا الحقوا حدا أدنى من الضرر بمواطنينا». وأكد «انهم بخير»، مضيفاً «أمرنا بإخلاء (القنصلية) قبل يومين ولكننا ابلغنا بأن مواطنينا سيتعرضون لخطر اكبر اذا كانوا خارج القنصلية»، لافتا الى ان «اولويتنا الان هي اعادة مواطنينا احياء الى بلدهم، وهو امر اكثر اهمية من اتخاذ مبادرات مهما كان نوعها».
ووسط تضارب التقديرات بشأن عدد الأتراك المحتجزين، التي وصلت خلال النهار إلى 80، عادت وزارة الخارجية التركية في وقت لاحق وقدرت العدد في بيان بـ49 شخصا. وكان مقاتلو «الدولة الإسلامية» احتجزوا في بداية الأزمة أيضا 28 سائق شاحنة تركيا.
عربياً، كان بارزاً الموقف الكويتي، حيث أجرى رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح اتصالا هاتفيا بـ«أخيه» العراقي نوري المالكي، فيما أعرب وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله عن ثقته في «قدرة الحكومة العراقية على احتواء التطورات الأخيرة الخطيرة» على امن العراق وامن المنطقة. وردا على سؤال حول مدى خطر تنظيم «داعش» على الكويت أوضح، «بكل أسف تهديدات (داعش) ليست خطرا على الكويت فقط ولكن على المنطقة كلها وعلينا ان نكون حذرين وان ننسق بيننا وان نحصّن جبهتنا الداخلية في الكويت وفي جميع دول المجلس». وأضاف أنّ «تهديد (داعش) مباشر وحقيقي علينا وعلى دول المنطقة»، مشددا على ضرورة الوعي بخطورة هذه التهديدات «وأن نتصرف بما يحقق لنا تحصين جبهتنا الداخلية لتعزيز قدرتنا على مواجهة هذه التهديدات الخطيرة والمتزايدة».
وفي التطورات العراقية الداخلية، كان رئيس الوزراء نوري المالكي يرمي بثقله خلف القوات الأمنية لاستعادة زمام المبادرة، متحدثاً في الوقت ذاته عن تطوع شعبي للمشاركة في هذه المعركة، وواصفاً ما حصل في نينوى قبل يومين بـ«المؤامرة»، في وقت كانت الجماعات المسلحة، تتقدّمها «داعش»، تواصل اكتساحها مساحات في الأراضي العراقية تقع بين شمال بغداد وجنوب مدينة الموصل، لتُسقط مدينة تكريت في قلب محافظة صلاح الدين، وسط أنباء غير مؤكدة عن احتجاز محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري. (تفاصيل ص 10)
وواصل تدفق النازحين الهاربين من أحداث ثاني اكبر مدن العراق إلى إقليم كردستان المجاور والى مناطق أخرى قريبة، أمس، حيث بلغ عددهم أكثر من 500 الف شخص، بحسب ما أعلنت «المنظمة الدولية للهجرة». وقالت المنظمة إنّ «هناك عددا كبيرا من الضحايا بين المدنيين»، مشيرة إلى أنّ «مركز العلاج الرئيسي في المدينة المؤلف من أربعة مستشفيات لا يمكن الوصول اليه نظرا لوقوعه في مناطق معارك». وأضافت انه «تم تحويل مساجد إلى مراكز طبية لمعالجة الجرحى». وتابعت أنّ استخدام السيارات ممنوع في المدينة والسكان يفرون سيرا على الأقدام ومياه الشرب مقطوعة عن محيط الموصل بينما الاحتياطي الغذائي ضئيل.
وبرز، ليلاً، الاجتماع الذي عقده رئيس «التحالف الوطني» إبراهيم الجعفري، بحضور رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ونائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي.
من جهته، دعا الزعيم الديني مقتدى الصدر، في بيان، إلى تشكيل «سرايا السلام» التي تهدف إلى الدفاع عن «المقدّسات». وأكد الصدر «لا استطيع الوقوف مكتوف الأيدي واللسان أمام الخطر المتوقع على مقدساتنا، المراقد والمساجد والحسينيات والكنائس ودور العبادة».
وفي خطاب بث في وقت متأخر من ليل أمس، طلب المتحدث الرسمي باسم «داعش» أبو محمد العدناني من أنصاره ومقاتليه الاستمرار في القتال حتى الوصول إلى بغداد حيث قال: «واصلوا زحفكم فإنه ما حمي الوطيس بعد.. ولن يحمى إلا في بغداد وكربلاء.. فتحزّموا وتجهّزوا». وأضاف: «لا تتنازلوا عن شبر حررتموه ولا يطؤه الروافض ثانية إلا على أجسادكم وأشلائكم.. وازحفوا إلى بغداد الرشيد بغداد الخلافة فلنا فيها تصفية حساب.. صبّحوهم على أسوارها ولا تدعوهم يلتقطوا الأنفاس». ووجه كلاماً قاسياً إلى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي حيث وصفه بـ«الأحيمق» وقال له حرفياً: «نعم نعم بيننا حساب طويل ثقيل ولكن تصفية الحساب لن تكون في سامراء أو بغداد بل في كربلاء «المنجسة» والنجف «الأشرك». من جهة أخرى أقر العدناني بمقتل الرجل الثاني في التنظيم بفرعه العراقي والعقل المدبر للهجمات الأخيرة أبو عبد الرحمن البيلاوي.
المالكي يحذر من خطر المؤامرة على الجميع والصدر يشكل «سرايا السلام»
تضارب حول تكريت.. والاشتباكات تصل إلى سامراء
ارتفع مقياس حدة التدهور الأمني في العراق إلى مستوى غير مسبوق، أمس، حيث نجحت الجماعات المسلحة، وعلى رأسها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، بالتمدد شمال محافظة بغداد عبر السيطرة، وإن كانت غير واضحة، على مركز محافظة صلاح الدين مدينة تكريت، في وقت كان رئيس الوزراء نوري المالكي يرمي بثقله خلف القوات الأمنية لاستعادة زمام المبادرة، متحدثاً في الوقت ذاته عن تطوع شعبي للمشاركة في هذه المعركة، وواصفاً ما حصل في نينوى قبل يومين بـ«المؤامرة».
وقال المالكي، في كلمته الأسبوعية أمس، إنّ «الصراع ضد الإرهاب والمجاميع الإرهابية.. هو صراع يمتدّ مع الزمن.. ويتعلق بإطار الوحدة الوطنية والاستقرار السياسي والإجماع الوطني لمواجهة عصابات تتحرك هنا وهناك مستفيدة من الخلافات والمماحكات السياسية»، مضيفاً «قلنا إنّ الاستقرار السياسي أساس للاستقرار الأمني، وما حصل في الموصل لم يكن بعيداً عن هذا المؤثر، مؤثر الخلافات التي كان الإرهاب يسمعها ويقرأها يومياً مستغلاً ذلك ومستفيداً منه».
وتابع سنخرج «الشوك الذي في أقدامنا بأيدينا ولن نعتمد على أي جهد آخر في معالجة هذا الموقف، مستنهضين همة أبناء محافظة نينوى الذين توجهوا الآن للتطوع وحمل السلاح لمواجهة» ما وصفه بـ«المؤامرة التي حصلت».
وأكد المالكي في كلمته «(أقول إنها مؤامرة) بكل صدق لأن ما هو موجود من قوات لـ«القاعدة» و«داعش» ليست بالمستوى الذي يواجه ويقابل ما كان موجوداً من الجيش والشرطة، ولكن ما الذي حصل، وكيف حصل هذا، وكيف انهارت بعض الوحدات العسكرية؟ أنا أعرف الأسباب، ولكن اليوم نحن لسنا بصدد تحميل مَن الذي قام بهذا الفعل؟ وكيف تمت العملية؟ ومن أين دخل هؤلاء؟ ومن الذي أطلق الإشاعة؟ ومن الذي أمر بسحب الضباط والجنود حتى يحدث إرباكاً في الوحدات العسكرية؟».
وتابع نحن «نعد العدّة ونتهيأ ونستعيد عملية تنظيم القوات المسلحة المعنية بتطهير نينوى من هؤلاء الإرهابيين ولن نسمح لهم بالبقاء، ولن نسمح للذين أرادوا من خلالهم أن يدخلوا مدخلاً صعباً بالنسبة للعملية السياسية»، مضيفاً أنّ «الجيش والشرطة، الأجهزة الأمنية، أقوى من هؤلاء بكثير، ولكن حصلت خدعة وحصلت مؤامرة سنتعامل معها، ولكن بعدما ننهي وجود هؤلاء وبقوة السلاح وبقوة إرادة ابناء المحافظة وإرادة ابناء العراق».
واعتبر المالكي، الذي توجّه في كلمته بالشكر إلى المرجع الديني السيّد علي السيستاني لإصداره بيانه الأخير، أنّ «الخطر على العراق وليس على طرف في العملية السياسية ولا على مكوّن من مكوناتها، إنما خطر على العملية السياسية برمتها»، مضيفاً أنه «لن يستطيع احد أن يتعامل مع هؤلاء الأوباش الذين اندفعوا الى العراق لما واجهوه في سوريا والذين وجدوا في المتآمرين المتواطئين فرصة لوضع قدم يتصوّرون أنهم ستبقى، هذه القدم موجودة في نينوى».
وتحدّث المالكي عن الإجراءات التي ستتخذ خلال المعركة مع «داعش»، قائلاً «سنعيد بناء جيش رديف من المواطنين الذين يحملون السلاح بوجه الإرهاب بموازاة هذا الجيش».
وكانت وزارة الدفاع العراقية أعلنت، في بيان أمس، عن إحالة «الضباط والمراتب المتسرّبين والمتخاذلين الى المحاكم العسكرية لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم .. (وأنها ستصدر) أحكاماً غيابية بحق الضباط والمراتب الذين لم يلتحقوا بوحداتهم».
وفي ظل تدهور الأوضاع الأمنية، والشائعات عن عودة الزعيم الديني مقتدى الصدر عن قراره بتجميد «جيش المهدي»، دعا الأخير، في بيان أمس، إلى تشكيل «سرايا السلام» التي تهدف إلى الدفاع عن «المقدّسات».
وقال الصدر إنه «من منطلق الحفاظ على لحمة العراق، فلست أنوي زج أبناء العراق بحرب قد زجّنا بها بعض ذوي السياسات المنحرفة، بيد أني لا أستطيع الوقوف مكتوف الأيدي واللسان أمام الخطر المتوقع على مقدساتنا، لذا فإني ومن معي من المخلصين على أتمّ الاستعداد أن ننسق مع بعض الجهات الحكومية لتشكيل (سرايا السلام) للدفاع عن المقدسات بشرط عدم انخراطها إلا مؤقتاً في السلك الأمني الرسمي وبمركزية منا لا بالتحاق عفوي يسبب الكثير من الإشكالات».
وتابع زعيم التيار الصدري، الذي أعلن اعتزاله العمل السياسي في منتصف شهر شباط الماضي، «لست مستعداً لا أمام الله ولا أمام شعبي الحبيب أن أخوض معركة عصابات وميليشيات قذرة لا تميز بين الإرهابي وبين الخائف منهم وطالب الخلاص».
في هذا الوقت كانت الجماعات المسلحة، تتقدّمها «داعش»، تواصل اكتساحها مساحات في الأراضي العراقية تقع بين شمال بغداد وجنوب مدينة الموصل، لتُسقط مدينة تكريت في قلب محافظة صلاح الدين، وسط أنباء غير مؤكدة عن احتجاز محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري.
وقال مصدر أمني إنّ «كل مدينة تكريت في أيدي المسلحين»، بينما ذكر آخر أنّ المسلحين قاموا بتهريب نحو 300 سجين من السجن المركزي في المدينة. لكن مساء أمس، تضاربت الأنباء بشأن وضع تكريت النهائي، وسط حديث عن استعادة القوات الأمنية ومقاتلين مساندين لها السيطرة على المدينة.
عموماً، ففي تكريت وفي وقت سابق، تحدثت أنباء، كان من الصعب التأكد من صحتها، عن احتجاز محافظ صلاح الدين احمد الجبوري. وقال مصدر أمني لـ«السفير» إنّ «السيطرة على تكريت لم تستغرق سوى عشر دقائق، إذ ان اغلب القادة العسكريين انسحبوا من مواقعهم». وتضاربت الأنباء حول حقيقة اعتقال محافظ صلاح الدين إذ أن معلومات تحدثت عن انتقاله إلى مدينة سامراء، وأخرى تحدثت عن وقوعه بيد عناصر داعش».
وواصل المقاتلون زحفهم جنوباً، أمس، حيث سيطروا على ناحيتي الدور والعوجة جنوب تكريت، وبلغوا مشارف مدينة سامراء ذات الرمزية الدينية، حيث خاضوا اشتباكات عنيفة مع قوات حكومية لنحو ساعتين لم ينجحوا خلالها في دخول المدينة التي تحوي «مرقد الإمامين العسكريين».
وفي حدث لافت، أطبق مقاتلون سيطرتهم على أكبر مصفاة للنفط في العراق تقع في بيجي. وقالت مصادر أمنية إن المقاتلين دخلوا مدينة بيجي مساء أمس الأول بعربات مسلحة وأشعلوا النار في مبنى المحكمة ومركز للشرطة بعدما أطلقوا سراح المسجونين. وعرض المقاتلون السماح لحراس المصفاة البالغ عددهم 250 فرداً بالخروج الآمن بشرط مغادرة المصفاة التي تقع على مشارف المدينة. وتبلغ الطاقة التكريرية للمصفاة 300 ألف برميل يومياً وهي تزوّد معظم محافظات العراق بالمنتجات النفطية وتعدّ مصدراً رئيسياً للكهرباء في بغداد.
والى جانب سيطرتهم على أجزاء في محافظة نينوى ومدينة تكريت وبعض المناطق الأخرى في صلاح الدين، أحكم المقاتلون ايضاً قبضتهم على النواحي والأقضية التي دخلوها أمس الأول في محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين العرب والأكراد. وأقدم مقاتلو «داعش» على إعدام 15 من عناصر القوات العراقية في هذه المناطق في محافظة كركوك، وفقاً لمصدر امني ومسؤولين محليين.
وبالعودة إلى مدينة الموصل وتطوراتها والتي كانت أصل الشرارة، فقد أفاد مصدر أمني مسؤول لـ«السفير»، بأنّ مسلحي «داعش» تمكنوا من السيطرة على مقر القنصلية التركية الواقع قرب مطار المدينة، واحتجاز 24 موظفاً في القنصلية، فيما تمّ نقل القنصل أوزتورك يلماز إلى جهة أخرى. وتحدثت مصادر أخرى أنّ العدد يصل إلى 80.
وإلى مناطق شرق مدينة الموصل وبالتحديد في قضاء سنجار التي تسكنه غالبية من أتباع الديانة الايزيدية وتسيطر عليه قوات البشمركة الكردية، فقط وقعت معارك عنيفة بين الأخيرة ومسلحي «داعش». وقال مسؤول في قوات البشمركة لـ«السفير»، إن «العناصر الكردية قتلت أكثر من 5 مسلحين من داعش ودمرت اكثر من 20 عجلة».
وحول المشاركة الإشكالية للبشمركة في العمليات القتالية، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، أمس، إنّ بغداد ستتعاون مع القوات الكردية لمحاولة طرد المتشددين من الموصل.
وقال زيباري، على هامش اجتماع للاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في أثينا، إنه سيكون هناك «تعاون أوثق» بين بغداد وحكومة اقليم كردستان لطرد المقاتلين الأجانب. ولم يعط تفاصيل عن التعاون بين القوات العراقية والكردية. ووصف زيباري سقوط الموصل بأنه «أمر جلل»، داعياً «كل القادة العراقيين إلى توحيد صفوفهم» لمواجهة ما وصفه بـ«خطر جسيم يهدّد البلاد». وقال إن الردّ على ما حدث يجب أن يكون سريعاً. وأضاف أنه لا يمكن ترك هؤلاء الناس ليبقوا هناك كي يتحصنوا لوقت طويل.
وكان «داعش» زعم، في بيان أمس، سيطرته على محافظة نينوى كاملة، معلناً إياها ولاية، متعهداً في الوقت ذاته بشن «غزوات» جديدة. وقال التنظيم، في البيان الذي نشره على حسابه الخاص بنينوى على موقع «تويتر»، «تمّت السيطرة بالكامل على جميع منافذ الولاية (نينوى) الداخلية والخارجية وبإذن الله سوف لن تتوقف هذه السلسلة من الغزوات المباركة».
وفي أعمال عنف أخرى، قتل 37 شخصاً، على الأقل، وأصيب العشرات بجروح في هجمات متفرقة. وقال مصدر في وزارة الداخلية إن «15 شخصاً قتلوا واصيب 34 بجروح في هجوم انتحاري استهدف مجلساً عشائرياً في مدينة الصدر، في شرق بغداد». وفي هجوم آخر، قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة «قتل 13 شخصاً وأصيب 24 بجروح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة العطيفية» في شمال بغداد.
في غضون ذلك، وبحسب معلومات حصلت عليها «السفير» من مصدر عسكري، فإنّ «العشرات من المقاتلين المعروفين بجيش رجال النقشبندية ـ والتي يشرف عليها عزة الدوري الرجل الثاني في نظام صدام حسين ـ قد انضموا للقتال مع تنظيم داعش للقتال ضد الجيش العراقي».
وتعليقاً على ذلك، أوضح الخبير بشؤون الجماعات الجهادية مرتضى جابر لـ«السفير» أنّ «داعش لم تستطع أن تسقط المدن من دون سند قويّ، فمثلاً هي استعانت بجيش رجال الطريقة النقشنبدية وهم من نخب وضباط رفيعي المستوى من الجيش المنحلّ ولهم خبرة في مناطق الموصل وتكريت ويعرفون كيف يضعون الخطط».
وقال جابر «أستطيع القول إن تنظيم الدولة الإسلامية ورجال الطريقة النقشنبدية وجيش المجاهدين وضعوا خلافاتهم جانباً وتوحّدوا من اجل معركة يعتبرون انها معركة المصير. بينما في أحلك الظروف يواصل قادة العراق السياسيون خلافاتهم».

«داعش» يخلط الأوراق الأميركية
نجاة شرف الدين
خلطت سيطرة مسلحين من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على مدن الموصل وتكريت وغيرها أوراق الإدارة الأميركية في المنطقة.
وجاء هذا الأمر في الوقت الذي كان فيه الإعلام الأميركي منشغلا بالنقاش الداخلي بين الجمهوريين والديموقراطيين حول قضية إطلاق سراح الجندي بو برغدال مقابل خمسة من كبار سجناء حركة «طالبان» من غوانتانامو، الذي كان فيه وزير الدفاع تشاك هايغل يدافع عن عملية التبادل هذه في الكونغرس، وفي الوقت الذي جدد فيه الرئيس باراك أوباما تحديده للعناوين الأساسية في سياسته الخارجية في خطابه في «وست بوينت» بشأن سوريا وإيران ومصر والمنطقة والتي تتلخص بـ«لا للحرب» ونعم لاستكمال سحب القوات من أفغانستان.
الإدارة الأميركية التي أكدت تعهدها بمتابعة دعم الحكومة العراقية، برئاسة نوري المالكي، الذي أعلن حالة التعبئة العامة للقوات الأمنية وحالة الطوارئ في البلاد نتيجة الأحداث، أبدت تخوفا متصاعدا من عدم قدرة القوى العراقية على وقف التمدد الإسلامي الحاصل، حتى مع السلاح والتدريب والنصائح الأميركية.
ويجمع العسكريون الأميركيون، لا سيما من القادة السابقين في الجيش الذين خدموا في العراق، على اعتبار انه «عندما تتحرك هذه المجموعات المسلحة بقوة الزخم الذي تتحرك فيه وتتراجع القوى الأمنية العراقية وتترك عتادها فمن الصعب وقفها». ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن أحد هؤلاء تخوفه من تحصين مواقع هذه المجموعات في المناطق التي سيطرت عليها وتوجهها إلى العاصمة بغداد.
المشهد العراقي أرخى بظلاله على النقاش في وزارة الخارجية الأميركية، كما الإدارة التي تعتبر أن مصالحها تتعرض للتهديد. كما أعاد النقاش حول قضية الدعم الكبير الذي تلقّاه الجيش العراقي والتكلفة العالية التي دفعت على القوى الأمنية، وبلغت مئات الملايين من الدولارات، في التدريب والتحديث والعتاد، لكنها فشلت في الحفاظ على مواقعها وفقدت السيطرة على مناطق عديدة.
وعلت الأصوات في واشنطن التي تحذر من الذهاب بعيدا في دعم القوى العراقية، خوفا من وصول هذه المعدات إلى المتطرفين كما حصل فعليا على الأرض.
مشهد المسلحين وهم يقودون آليات «الهامفي» العسكرية الأميركية، ويستخدمون الأسلحة الأميركية، أثار ضجة واسعة في الأوساط السياسية كما الإعلامية ومراكز الأبحاث، التي طالبت بالتريث والتأكد من وصول الأسلحة إلى أيدي القوات الأمنية العراقية التي يمكن ان تدافع بها عن نفسها، لا أن تتركها ليسيطر المسلحون عليها. وهم اعتبروا أن هذه المجموعات، ونتيجة الغنائم التي حصلوا عليها، أصبحوا مدججين بالسلاح الحديث، وسيزيد بالتالي من قدرتهم على المواجهة.
ما حصل في العراق لن يكون عابرا بالنسبة إلى واشنطن، ويمكن أن يؤدي إلى إعادة النظر بعدة أمور بالنسبة إلى أوباما، كما قال إدوارد جوزيف الأستاذ المحاضر في جامعة «جون هوبكنز» الخبير بملفات المنطقة.
وقال جوزيف، لـ«السفير»، هذه الأزمة في العراق «يمكن أن تشكل فرصة للإدارة لإعادة البحث جديا في السياسة باتجاه سوريا، لأن التهديد على جانبي الحدود من التحالف الجهادي سيكون واقعا».
وفي زيارته الأخيرة الى واشنطن، حاول المالكي الحصول على 18 طائرة من نوع «أف 16»، والتي كانت أميركا وعدت بتأمينها بعد انسحابها بأشهر من العام 2011، إلا أن العراق لم يحصل على الموافقة على الطائرة الأولى سوى هذا الأسبوع، وهو لا يزال يحتاج للمزيد من الوقت للتدريب والاستعمال، كما ان الحكومة العراقية كانت تتوقع وصول بعض طوافات «الأباتشي» منذ أشهر، إلا أن رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ روبرت منديس منع هذه الصفقة البالغة قيمتها 6 مليارات دولار بسبب الخوف من استعمالها لمنع المعارضين من التظاهر أو يمكن أن توجهها إلى الأقليات المعارضة.
مما لا شك فيه أن العراق أعاد خلط الأوراق الأميركية في السياسة الخارجية، وعادت إلى الواجهة الأسئلة الكثيرة حول جدوى عدم التدخل والانسحاب، وموضوع إعادة تسليح المعارضة السورية «المعتدلة» لمواجهة المتشددين الإسلاميين، إضافة إلى موضوع الإنسحاب من أفغانستان، وهو ما أكد عليه أوباما في «وست بوينت».
من الواضح أن تغييرا كبيرا لن يحدث في السياسة العامة التي ينتهجها أوباما بعدم التدخل على الأرض، على الأقل في هذه المرحلة، وهو يعلم أن أي خطأ سيكلفه غاليا، خاصة أن الانتخابات التشريعية على الأبواب في تشرين الثاني المقبل.

سقوط الموصل: تمرد سني بقيادة “داعش” مع صوفية النقشبندية وبعثيين من جيش صدام
محافظ نينوى: التنظيم تصرف مع المواطنين بكياسة أفضل من قوات الأمن
خاص بـ”القدس العربي” – من وائل عصام :
الى مشارف بغداد الشمالية وصلت قوات الفصائل العراقية المسلحة تقدمها بعد السيطرة على بلدة العظيم والهجوم على الضلوعية، وهاتان البلدتان من ابرز بؤر التمرد السني منذ سنوات الاحتلال الامريكي للعراق، وتضم الضلوعية المئات من ضباط الجيش العراقي السابق المنتمين لعشائر سنية بارزة ، والسيطرة عليها أمر بالغ الحساسية كونها عقدة أساسية في حزام شمال بغداد ، كما انها قد تواجه بمقاومة شرسة من مسلحين شيعة في بلدة بلد التي لا تبعد سوى خمس كيلومترات وتقطنها غالبية شيعية وتضم قيادات من حزب الدعوة الذي ينتمي له رئيس الوزراء اللمالكي .
ويشن مقاتلون عشائريون وفصائل اسلامية محلية وتنظيم داعش هجمات على معظم المدن من الموصل شمالا حتى بغداد جنوبا، وحتى الان فقد تآكد سقوط بيجي وحويجة في كركوك وعدة بلدات اخرى من ابرزها العجيل والصينية والعوجة مسقط رأس صدام حسين في تكريت المحاصرة هي الاخرى .
وحصلت “القدس العربي” على تفاصيل ما حدث في الموصل ، فلم تكن داعش وحيدة في هجومها على المدينة، بل تحالف معها عدد من الفصائل الاسلامية المعارضة مثل جيش المجاهدين وهو تنظيم سلفي، كان من ابرز فصائل المقاومة ضد القوات الامريكية، وجيش رجال الطريقة النقشبندية وهو تنظيم صوفي يقوده عزت ابراهيم الدوري نائب الرئيس العراقي السابق وينشط شمال العراق وله اتباع في المناطق الكردية، وانصار السنة وهو تنظيم جهادي قديم في العراق، كما يشارك ضباط سابقون في الجيش العراقي المنحل بالتنسيق مع هذه الفصائل التي لا تستطيع تجاهلهم كون الموصل هي معقل نخبة الضباط في المؤسسة العسكرية في عهد صدام حسين.
وفي حديث خاص لـ “القدس العربي” قال محمد الدايني عضو البرلمان العراقي السابق والملاحق من قبل حكومة المالكي ان المجلس العسكري لثوار العراق يحاول من خلال قيادات عشائرية في الانبار والموصل وصلاح الدين وكركوك تنسيق عمليات الفصائل المختلفة رغم انه ليس الا جزءا من الهيئات السياسية.
الدايني الذي يشغل موقع نائب رئيس المكتب السياسي لمجلس الثوار يقول انه لم تحدث اي ممارسات متطرفة حتى الآن في الموصل من قبل تنظيم الدولة لانه ينسق مع باقي الفصائل والضباط العسكريين، بل ان الكثير من ضباط الجيش الحكومي الحالي الذين اعتقلوا تم اطلاق سراحهم وهم ينتمون لمناطق في جنوب العراق.
وقالت مصادر قيادية في الموصل لـ”القدس العربي” ان اجتماعا سيعقد خلال ساعات في الموصل للاعلان عن مجلس موحد لادارة الموصل يضم ضباطا سابقين وممثلي الفصائل الاسلامية المقاتلة، وان بعض القيادات الميدانية في الموصل قد عقدت بالفعل لقاء لتوزيع المسؤوليات على الجانب الأيمن والأيسر من الموصل وطلب من كل الموظفين العودة للعمل في الدوائر الخدمية في اطار جهود حثيثة لاعادة الحياة وفرض أمر واقع جديد بعيدا عن سلطة بغداد في اكبر مدينة تخرج عن سيطرة الحكومة منذ الاحتلال الامريكي للعراق.
وتشير المصادر الى ان الهجوم والذي قادته داعش انطلق من قرى عشائرية جنوب الموصل وهي الحديديين والبدران حيث تلتقي هذه القرى بمنطقة الجزيرة المتصلة جغرافيا بالانبار ، وهو ما أمن للمهاجمين طريق امداد ودعم .
وبدأ الهجوم على الجانب الأيمن من الموصل بنحو الفي مقاتل واستهدف مقر الشرطة الاتحادية وهو الجهاز الأمني الذي اشتهر بممارساته الطائفية القمعية في الموصل، واريد من اسقاطه كسر هيبة القوات الأمنية وهو ما حصل بالفعل اذ سقطت الفرقتان العسكريتان للجيش الحكومي من غير اي مقاومة تذكر، وتلتها السيطرة على سجن بادوش والمطار، وترك الجيش الحكومي وراءه كميات هائلة من الاسلحة الثقيلة والعتاد، من دبابات ومدرعات ومنظومة صواريخ للدفاع الجوي، كما توجد طائرتان مروحيتان في المطار ويقوم ضباط سابقون في الجيش العراقي بالتعاون مع الفصائل الاسلامية بالعمل على استعادة جاهزيتها القتالية .
ويعلق احد الضباط في الموصل على هذه الترسانة “لدينا سلاح يكفينا لتحرير بغداد واسقاط المالكي.”
ويبدو ان المسلحين تجنبوا الاصطدام بالاحياء والقرى غير السنية في الموصل، فاحياء الحمدانية والقوش وبعشيقة وتل كيف ظلت تحت سيطرة القوات الكردية وهي مناطق يسكنها مسيحيون واكراد، وكذلك تل عفر التي يسكنها اكراد وشيعة تجنبها المسلحون الاسلاميون كونها تشكل بيئة سكانية واجتماعية رافضة لهم على عكس المناطق والاحياء السنية التي اكتوت بنار قوات الحكومة ومليشياتها مما ادى لتعاون السكان المحليين وتقبلهم لاي قوة عسكرية لتخليصهم من سطوة “مليشيات ترتدي زيا حكوميا” كما يقول احد سكان الموصل.
وبينما وصفت معظم وكالات الانباء ما حدث في الموصل على انه هجوم لداعش تكشف التفاصيل التي حصلت عليها “القدس العربي” عن تفسير مختلف، فكيف يستطيع تنظيم معزول ان يسقط مدينة كبرى بالعراق ويسيطر خلال يوم على عشرات القرى والبلدات السنية ويطرد منها قوات المالكي في مساحة تتجاوز نصف مساحة العراق ؟!
ولماذا لا ينجح هذا التنظيم بعملياته الا في المناطق السنية حصرا دون الكردية والشيعية؟
لعل خريطة نشأة القاعدة بالعراق تقدم جوابا، فالمناطق والأحياء السنية التي كانت تتعرض لهجمات طائفية من جيش المهدي قبل عشر سنوات، كانت المناطق التي ينشط فيها التنظيم الاصولي بقوة مقدما نفسه كمدافع شرس عن الطائفة، فالغزالية والاعظمية في بغداد مثلا كانت تتعرض لهجمات طائفية وبالمقابل وجد السكان في التنظيم المتطرف منقذا ومعادلا لقوات الحكومة الطائفية ومليشياتها التي قتلت وهجرت الالآف من العراقيين السنة في بغداد والمناطق الاخرى المختلطة .
كذلك فان فشل المالكي والحكومة في بناء اجهزة أمنية وطنية جعل الأمن الذاتي هو الحل فشكلت مجموعات مسلحة منذ سنوات لمقاتلة قوات الحكومة التي وصفت دائما بانها تؤجج الصراع المذهبي والحرب الاهلية، وهي الاجواء التي تنمو فيها كل التنظيمات المتطرفة .
وهو ما حدث ايضا في سوريا حيث تسببت ممارسات نظام الاسد ذو التركيبة الطائفية الاقلوية في ردة فعل متطرفة لدى الاكثرية السنية تمثلت في الترحيب بتنظيمات القاعدة (النصرة وداعش ) في بداية الثورة تحديدا، وما زال ينظر حتى الان لجبهة النصرة بانها تنظيم يحظى بحاضنة شعبية واسعة في مناطق المعارضة .
وهذا ربما ما اشار اليه اثيل النجيفي محافظ الموصل والذي فاجأ الكثيرين في لقاء تلفزيوني على قناة البغدادية العراقية مطلقا سلسلة من التصريحات المنتقدة للمالكي، حيث قال ان الناس في الموصل تفر الى من ينقذها عندما يقع الظلم من القوات الامنية، واضاف “قلت لعلي غيدان قائد القوات الحكومية انكم تخسرون الناس بممارساتكم ، فداعش لا يمكن ان تعيش بجو ليس ايجابيا لها .”
واطلق النجيفي تصريحا اثار استياء القنوات الحكومية العراقية حيث قال “داعش تصرفت بكياسة مع المواطنين بالموصل اكثر من القوات الامنية .”
واكد النجيفي ان هناك عددا من الفصائل المقاتلة تشترك مع داعش ، وان السكان المحليين ينظمون لجان حماية بالتنسيق مع الفصائل المسلحة.
وفي كركوك التي تمثل حساسية بين العرب والاكراد قال السياسي العراقي احمد العبيدي وهو منسق اللقاء العربي التركماني ان قوات العشائر سيطرت على الحويجة وقرى مجاورة ، وان القوات الكردية وصلت الى مشروع ري كركوك لتأمينه، وقال العبيدي ” الأمر الجيد ان مقاتلي الدولة لم يقوموا باي ممارسات متشددة، المسلحون هم اقاربنا ومن عشائرنا بالنهاية ، ومعظم المقاتلين في قرانا من ابناء منطقتنا وجرى تنسيق جيد بينهم وبين الدولة الاسلامي .”
وتولى جيش المجاهدين مهاجمة قوات الحكومة في بلدات الحويجة دون الاصطدام بالاكراد، الذين يبدو انهم لن يتدخلوا عسكريا ما دامت النبران موجهة بعيدا عنهم.
وتشير تصريحات النجيفي وهو محافظ الموصل منذ سنوات الى ان تنظيم القاعدة اخذ بالتمدد شيئا فشيئا بين سكان الموصل الذين اكتووا بنار امراء حرب في الجيش الحكومي كان لهم سطوة حتى على اجهزة القضاء ، وحدثت فظائع كان آخرها عمليات اعدام بوضح النهار وخطف على الهوية.
ورغم ان القاعدة حوربت من قبل الفصائل الاسلامية السنية في مرحلة ما في العراق عندما فرضت نموذجا متشددا واحكاما اصولية الا انها عادت الان على ما يبدو مستفيدة من هذه التجربة، فعملت على التنسيق مع كل الفصائل التي سبق وان اقتتلت معها ، لذلك نرى ان الفصائل المشتركة معها في القتال تختلف معها فكريا ، فالنقشبندية جماعة صوفية مقاتلة يقودها قائد حزب البعث عزت ابراهيم، وجيش المجاهدين رفض مبايعة الزرقاوي في العراق ، وكذلك انصار السنة ، اما ضباط الجيش السابقون فهم غالبا ذوو ميول بعثية قومية ومع ذلك فان الروابط العشائرية والعداء المشترك للسلطة الشيعية في العراق جعل السنة متوحدين لاول مرة بتعدد اطيافهم القومية العلمانية والاسلامية الجهادية والصوفية والمعتدلة.
ولعل داعش العراق اليوم تشبه جبهة النصرة في سوريا ، لذلك فهناك من يسميها ” داعش النسخة المصلاوية المنقحة”، فهي ورغم انها تحمل نفس الخلفية العقائدية المتشددة الا انها لم تتدخل في شؤون الحياة وانحصر عملها في قتال “الاعداء المشتركين فقط” على عكس داعش في سوريا التي ارتكبت فظائع ودخلت في صراع دموي مع الفصائل الاسلامية تماما كما سبق ان فعلت في العراق قبل سبع سنوات وهو ما ادى حينها لتفت وانهاك القوى السنية وسيطرة الاكراد والشيعة الموحدين بقيادات سياسية ودينية ، ليستتب بدالامر لهم بعد خروج القوات الامريكية .
وببقى الصراع الطائفي بالعراق هو السبب الجوهري لما يجري الان في العراق ، فبعد سنوات من سيطرة الشيعة على الحكم في العراق تعرضت المناطق السنية لحملة قمع ممنهج واضطهاد طائفي، وصلت لاعتقال ممثلي تلك المناطق في البرلمان وصولا الى اتهام نائب رئيس الجمهورية الهاشمي بالارهاب وملاحقته ، واقصاء معظم القيادات السنة المؤثرين الذين انخرطوا بالعملية السياسية تحت بند اجتثاث البعث ، رغم ان عدد من القيادات السياسية والعسكرية للشيعة كانوا بعثيين كعادل عبد المهدي وعلي غيدان القائد العسكري في قوات المالكي الا انهم لم يتم اجتثاثهم على عكس زملائهم السنة الذين طردوا من وظائفهم وتمت تصفية الكثير منهم.
عشر سنوات من الاقصاء ادت لنمو تيارات سنية متطرفة كرد فعل على عمليات قتل وتعذيب طالت الالاف من ابناء تلك المناطق على يد قوات حكومية وصفها الاخضر الابراهيمي ممثل الامم المتحدة عندما كان مبعوثا في العراق بانها ” ليست سوى ميليشيات متعصبة” .
ورغم ان الممارسات الاجرامية لهذه القوات وثقت في تقارير لمنظمة هيومان رايتس واتش ومنظمة العفو الدولية الا ان الاهتمام الدولي ظل منصبا على تنظيم القاعدة ، وتجاهل الالاف من القتلى والمخطوفين والمعذبين في السجون السرية الامر الذي دفع بالسنة لمزيد من التطرف بالمقابل. لنصل اليوم الى تمرد سني على المالكي يقوده تنظيم متطرف بوجه ميليشيات لا تقل تطرفا عنه في الجانب الاخر .

المرصد السوري: جبهة النصرة تسيطر على قرية في ريف حمص
القاهرة- (د ب أ): أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلادة الشام) والكتائب الإسلامية قد سيطرت على قرية بريف حمص .
وقال المرصد في بيان صحفي تلقت وكالة الانباء الالمانية الخميس: “سيطرت جبهة النصرة والكتائب الإسلامية على قرية أم شرشوح بريف حمص الشمالي، عقب تفجير سيارة مفخخة فجر أمس، تلاها اشتباكات عنيفة أدت لاستشهاد 16 مقاتلاً من الكتائب الإسلامية، إضافة لمقتل مقاتلين اثنين على الأقل أحدهما سعودي الجنسية، من مقاتلي جبهة النصرة، خلال هذه الاشتباكات”.
على صعيد آخر، سمع دوي انفجار ليل الاربعاء/الخميس في حي القيمرية بمحافظة دمشق وتضاربت الأنباء فيما إذا كان الانفجار ناجم عن سقوط قذيفة هاون أو انفجار عبوة ناسفة في الحي.

نيويورك تايمز: المالكي طلب من أمريكا دراسة قصف جوي لمواقع للمتشددين
واشنطن- (رويترز)- (أ ف ب): ذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الاربعاء نقلا عن مسؤولين امريكيين وعراقيين ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طلب سرا من إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما أن تدرس توجيه ضربات جوية الى نقاط تجمع لمسلحين متشددين من السنة يشكلون تهديدا متزايدا لحكومته.
ونقلت الصحيفة عن خبراء امريكيين زاروا بغداد في وقت سابق هذا العام قولهم ان زعماء عراقيين أبلغوهم انهم يأملون بان يمكن استخدام القوة الجوية الامريكية لضرب نقاط التجمع والتدريب للمتشددين داخل العراق ومساعدة القوات العراقية في منعهم من عبور البلاد الي سوريا.
ونسبت صحيفة وول ستريت جورنال يوم الاربعاء الى مسؤولين امريكيين بارزين قولهم إن العراق لمح الى انه سيسمح للولايات المتحدة بضرب اهداف لمتشددي القاعدة في العراق سواء بطائرات يقودها طيارون او طائرات بدون طيار.
وقالت برناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الامن القومي بالبيت الابيض يوم الاربعاء “لن نخوض في تفاصيل مناقشاتنا الدبلوماسية لكن حكومة العراق أوضحت انها ترحب بأن نقدم دعما”.
واضافت ميهان قائلة في بيان “قمنا بتسريع شحنات المعدات العسكرية منذ بداية العام وزيادة تدريب قوات الامن العراقية وعملنا بشكل مكثف لمساعدة العراق في تنفيذ نهج متكامل للتصدي لهذا التهديد الارهابي… مساعداتنا شاملة ومستمرة وستزيد”.
واجتاح مسلحون متشددون يتنمون لجماعة متشددة منشقة عن القاعدة مدينة تكريت العراقية يوم الاربعاء وأطبقوا على أكبر مصفاة نفطية في البلاد محققين المزيد من المكاسب في تقدمهم العسكري السريع ضد حكومة بغداد التي يقودها الشيعة.
وجاء التهديد لمصفاة بيجي النفطية بعد ان سيطر متشددو تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام على مدينة الموصل الشمالية.
وسقوط الموصل- ثاني أكبر مدينة في العراق- هو ضربة لمحاولات حكومة المالكي لهزيمة المتشددين الذين استولوا على مناطق في العراق على مدى العام المنصرم في اعقاب انسحاب القوات الامريكية.
وفي السياق، اعلنت الولايات المتحدة الاربعاء عن دعمها للقادة العراقيين في تصديهم لهجوم مقاتلي “الدولة الاسلامية في العراق والشام” الذين سيطروا على مناطق واسعة من شمال العراق ووسطه وباتوا يتقدمون في اتجاه بغداد.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني في بيان ان واشنطن “تدين بشدة الهجمات الاخيرة التي شنتها الدولة الاسلامية في العراق والشام في العراق”.
واكد ان “الولايات المتحدة ستدعم القادة العراقيين من جميع الاطراف السياسية في سعيهم لتحقيق الوحدة الوطنية الضرورية للانتصار في المعركة ضد الدولة الاسلامية في العراق والشام”.
وفي مواجهة زحف جهاديي (داعش) في اتجاه بغداد تعهدت واشنطن بزيادة المساعدة للعراق وهي تدرس شن ضربات جوية بواسطة طائرات بدون طيار في حال طلبت الحكومة العراقية ذلك.
وقال كارني “سوف نعمل مع الكونغرس لدعم صندوق الشراكة لمكافحة الارهاب الذي انشئ حديثا والذي سيؤمن المرونة والموارد الضرورية لمساعدة العراقيين على تلبية الحاجات المستجدة مع استمرار تطور التهديد الارهابي الناجم عن الدولة الاسلامية في العراق والشام”.
واضاف انه “عملا بالاتفاق الاطار الاستراتيجي، سوف نواصل ايضا ونعزز بحسب الحاجة المساعدة للحكومة العراقية للمساعدة على بناء قدرة العراق على وقف مساعي الدولة الاسلامية في العراق والشام لنشر الفوضى في العراق والمنطقة، وذلك بشكل فاعل ومستديم”.

تنظيم “الدولة الاسلامية” يدعو مقاتليه لمواصلة “الزحف” نحو بغداد وكربلاء والنجف
بغداد- (أ ف ب): دعا تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” الذي يشن هجوما كاسحا في العراق تمكن خلاله من السيطرة على مدينتي الموصل وتكريت الى مواصلة “الزحف” جنوبا نحو العاصمة بغداد ومدينة كربلاء الشيعية.
وقال أبو محمد العدناني أحد أبرز قيادات تنظيم “الدولة الاسلامية” والمتحدث باسمه في كلمة نشرت على مواقع تعنى باخبار الجهاديين “واصلوا زحفكم فانه ما حمي الوطيس بعد، فلن يحمى الا في بغداد وكربلاء فتحزموا وتجهزوا”.
واضاف “شمروا عن ساعد الجد ولا تتنازلوا عن شبر حررتموه (…) وازحفوا الى بغداد الرشيد، بغداد الخلافة، فلنا فيها تصفية حساب، صبحوهم على اسوارها لا تدعوهم يلتقطوا الانفاس″.
ووجه العدناني في كلمته التي حملت عنوان “ما اصابك من حسنة فمن الله” رسالة الى رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي الذي يحكم البلاد منذ العام 2006 ويسعى للبقاء على راس الحكومة لولاية ثالثة.
وقال العدناني “ماذا فعلت بقومك يا احميق؟ وما احمق منك الا من رضي بك رئيسا وقائد، تبقى بائع ملابس داخلية، ما لك وللسياسة والقيادة العسكرية، لقد اضعت على قومك فرصة تاريخية للسيطرة على العراق ولتلعنك الروافض ما بقيت لهم باقية”.
وتابع “حقا ان بيننا تصفية للحساب (…) حساب ثقيل طويل، ولكن تصفية الحساب لن تكون في سامراء او بغداد، وانما في كربلاء المنجسة والنجف الاشرك وانتظروا ان معكم منتظرون”.
ونجح مقاتلو “الدولة الاسلامية في العراق والشام” في التمدد جنوبا بعدما احكموا قبضتهم على مدينة الموصل في شمال العراق، حيث تمكنوا امس الاربعاء من السيطرة على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين.
ولم يتوقف زحف هؤلاء المقاتلين الجهاديين الا عند اطراف مدينة سامراء التي لا تبعد سوى 110 كلم عن شمال العاصمة بغداد، والتي تحوي مرقدا شيعيا ادى تفجيره عام 2006 الى اندلاع نزاع طائفي بين السنة والشيعة قتل فيه الالاف.

مدّعون دوليون: يمكن ملاحقة مرتكبيها بدون موافقة الامم المتحدة
الأسد يتصدر قائمة أسماء عشرين متهما بجرائم حرب
جنيف ـ وكالات: اعتبر مدعون دوليون سابقون في جنيف انه يمكن ملاحقة مرتكبي الجرائم في النزاع السوري بالرغم من عرقلة روسيا والصين في الامم المتحدة.
وقال مدع سابق بالمحكمة الجنائية الدولية ان الرئيس السوري بشار الاسد يتصدر قائمة تضم 20 لائحة اتهام لمسؤولين حكوميين ومقاتلين من المعارضة أعدها خبراء لمحاكمتهم في يوم من الايام عن جرائم حرب.
وقال ديفيد كرين كبير الادعاء السابق بالمحكمة الخاصة بسيراليون والذي يرأس الان مشروع (المحاسبة في سوريا) ان القائمة سلمت الى المحكمة الجنائية الدولية واستندت في كل واقعة إلى انتهاك محدد لاتفاقية روما التي يمكن بموجبها توجيه الاتهام الى مشتبه به.
وقال كرين ان القائمة التي وضعتها مجموعته من الخبراء ضمت أعضاء بالجيش السوري ومن النخبة السياسية، بالاضافة الى جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة لكنه لم يذكر اسماء غير الاسد.
وقال المدعي العام السابق الذي اصدر حكما على الرئيس الليبيري السابق تشارلز تايلور «ليس لانه يوجد فيتو في مجلس الامن يجب ان يحول هذا الامر دون مواصلة التحرك والبحث عن العدالة للشعب السوري». وكان حكم على تايلور بالسجن لمدة 50 عاما بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية لدوره في الحرب الاهلية في سيراليون.
واستعملت روسيا والصين العضوان الدائمان في مجلس الامن في 22 ايار/مايو الماضي حق النقض لاجهاض مشروع قرار قدمته فرنسا ينص على احالة جرائم ارتكبها النظام والمعارضة السوريان على المحكمة الجنائية الدولية.
وتعتبر موافقة مجلس الامن الدولي ضرورية كي تنظر المحكمة الجنائية الدولية بالملف السوري، ولكن كرين اعتبر انه توجد خيارات اخرى لتحقيق العدالة وذلك عبر محاكم خاصة وطنية او اقليمية.
وقال على هامش اجتماع لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في جنيف ان «كل الخيارات مطروحة على الطاولة».
من ناحيته، اعتبر ديزموند لورينز دي سيلفا وهو ايضا مدع عام سابق في المحكمة الخاصة بسيراليون ان ثمة وسائل للالتفاف على العرقلة في مجلس الامن.
واشار الى ان بعض المحاكم الخاصة انشئت خارج نظام الامم المتحدة، مشيرا خصوصا الى محكمة نورمبرغ لمحاكمة قادة النازية بعد الحرب العالمية الثانية.
وقال «هذا الامر تم العمل به» . واضاف ان «العدالة يجب ان تأخذ مجراها في هذه الحالة» ايضا، في اشارة الى النزاع السوري.

صحف: إمارة «داعش» صارت تمتد من الرقة السورية للموصل العراقية… وانهيار مقولات أوباما حول «القاعدة» والعراق
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: طرح سقوط مدينة الموصل، عاصمة الشمال العراقية وثاني أكبر المدن فيه في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) أسئلة حول قدرة الحكومة العراقية بزعامة نوري المالكي على مواجهة التمرد الحاصل في الأنبار منذ أكثر من عام، وقدرة الجيش العراقي الذي تلقى تدريبه على أيدي مدربين أمريكيين على القتال، وموقف إدارة الرئيس باراك أوباما الذي طالما فاخر في حديثه عن سجله الرئاسي بقتله زعيم القاعدة أسامة بن لادن، وسحبه القوات الأمريكية من العراق.
كما وكشف دخول داعش الموصل وسيطرتها بشكل كامل عليها عن قدرة هذا التنظيم الذي يمتد تأثيره من حدود سوريا الشمالية إلى شمال العراق.
وبالتأكيد يطرح انهيار الجيش العراقي في الشمال وسقوط عاصمة اقتصادية في يد داعش أسئلة حول الدور الذي لعبته سياسات المالكي تجاه الحراك السني حيث ظل على مواقفه المتعنتة ومارس سياسته الطائفية حتى انفجر الوضع، وسمح لداعش بتوحيد العراق وسوريا وتحقيق أهدافها بحسب أحد مستشاري المالكي الذي اختلف معه.

من الرقة للموصل

وتسيطر داعش اليوم على مدينة الرقةـ المحافظة السورية الوحيدة التي خرجت من يد النظام، والموصل حيث أطلقت عليها «دولة نينوى».
وترى كاثرين فيليب في تحليل لها بنفس الصحيفة أن «إقطاعية المتطرفين تمتد على 200 ميل». وربطت الكاتبة بين تصريحات المبعوث الدولي الخاص لسوريا الأخضر الإبراهيمي الذي استقال من مهمته الشهر الماضي، حيث حذر في تصريحاته لمجلة ألمانية من مخاطر انهيار الشرق الأوسط إن فشل العالم بالتصدي لنظام بشار الأسد.
ومن ثم فسقوط الموصل والمناطق المحيطة لها آخر دليل على الكيفية التي انتشر فيها الصراع السوري للدول القريبة. وتقول فيليب إن داعش نقلت مركزها من سوريا للعراق مستغلة الوضع الأمني والإضطرابات ورسمت مناطق سيطرتها فيه.
وكانت داعش قد انضمت في البداية للجماعات التي تقاتل نظام الأسد ثم اختلفت معها، وأجبرتها الفصائل السورية المسلحة على الإنسحاب من شمال سوريا للرقة في شمال- شرق البلاد. ومنذ ستة أسابيع تخوض حملة عسكرية واسعة تهدف لإنشاء منطقة نفوذ لها في غرب وشمال العراق وتربطها مع مناطقها السورية.
وتشير فيليب إلى أن داعش تعتبر من أغنى الجماعات المقاتلة وتدفع أعلى الرواتب لمقاتليها وتزودهم بالأسلحة المتقدمة، ولا يعرف عن مصادر دخلها الكثير، ولكنها تقوم بعمليات الخطف وتهريب النفط السوري وتحصل على تبرعات من متعاطفين معها، وحتى قبل إحكام داعش السيطرة عليها ظهرت الموصل كمركز مهم للتمويل وهذا مرتبط بشبكة واسعة تتبتز التجار وأصحاب الأعمال في داخل المدينة، وتجمع داعش شهريا 700.000 جنيه شهريا بهذه الطريقة. وفي كل انتصار عسكري كبير تحصل على سلاح جديد، فقد سيطرت على مطار الموصل حيث مروحيات أمريكية، كما سيطرت على قاعدة غزلاني وأخذت ما فيها من سلاح.
تغيير معادلة الشرق الأوسط
ويرى باتريك كوكبيرن في تحليل نشرته صحيفة «إندبندنت» أن تطور الأحداث في العراق مهم لدرجة أنه سيغير مصير الشرق الأوسط حيث اكتشفت الدول الغربية متأخرة أن جماعات تحمل أيديولوجية القاعدة سيطرت على مناطق شاسعة في شمال سوريا والعراق، ووصف عقيد في الجيش العراقي العملية في الموصل بأنها «انهيار كامل للجيش العراقي»، يضاف إلى هذا سقوط مطار ومراكز للشرطة وسجنين حررت منهما داعش 1200 سجينا. ونقل الكاتب عن محاضر في جامعة الموصل قوله «سقطت الموصل بشكل كامل بيد الإرهابيين والجميع هرب، ونحن نعد أنفسنا للرحيل».
وفي الوقت الذي دعا فيه المالكي البرلمان إعلان حالة الطواريء إلا أن حسا من الخوف والترقب ساد بغداد حيث يخشى أهاليها من احتلال داعش تكريت والتقدم نحو العاصمة. ونقل عن إمراة قولها إن الناس يشترون المواد الغذائية ولا يريدون الخروج للعمل. وقالت إن أقاربها الذين يعيشون في الموصل فروا لشرقها حيث حي الأكراد وتدافع عنها البشميركة. ويقول الكاتب إن الرئيس السابق صدام حسين، عادة ما اختار وزير الدفاع من المنطقة، فما انضم سكانها للجيش بأعداد كبيرة. وبعد الغزو تميزت علاقتها مع بغداد بالإضطراب وسيطر عليها المقاتلون السنة مدة 3 أعوام قبل أن يطلب الأمريكيون من وحدات البيشمركة التابعة لحكومة كردستان الإقليمية.
ويرى الكاتب أن فشل الجيش العراقي في الموصل مثير للدهشة «لا نستطيع مواجهتهم» قال ضابط، مضيفا «لديهم خبرة في قتال الشوارع اما نحن فلم نتدرب، ونريد جيشا كاملا لإخراجهم من الموصل، فهم مثل الأشباح يظهرون في الشوارع ثم يختفون».
وفي تفسيره لقوة داعش يرى الكاتب أن هذا يعود لخبرة وحنكة أبو بكر البغدادي الذي يدير التنظيم منذ عام 2010، وأصبحت أكثر تنظيما وقسوة وبنت وحدة دعاية قوية، وهناك عامل آخر له علاقة بصحوة السنة الذين يتعرضون لتهميش من حكومة بغداد وشعروا بالجرأة بسبب الثورة السورية.
ويقدم كوكبيرن «بروفايل» عن البغدادي الذي يقول إنه خرج من الظل في صيف عام 2010 وبدخول قواته الموصل أصبح أقوى زعيم جهادي في العالم. ويعتقد أن البغدادي لا يقوم وحده بتصميم الإستراتيجية بل ويعتمد على عسكريين ورجال أمن من عهد صدام حسين. ولاحظ مارتن شولوف في صحيفة «الغارديان» تنظيم وسرعة حركة داعش أدهشت زعماء المنطقة، فقد بدأت الحركة تجمع زخما عسكريا في نهاية عام 2012 في سوريا، ورغم خروجها من مناطق في شمال سوريا إلا إن الحركة استطاعت تحديد منطقة تمتد من الباب في شرق حلب للمناطق الخارجة عن سيادة الدولة في شرق سوريا إلى مناطق الأنبار وشمال العراق وبنفس الوقت صعدت داعش من هجماتها وتفجيراتها في العاصمة بغداد.
وأشار شولوف إلى أن المالكي قدم نفسه باعتباره الرجل القادر على الوقوف أمام الجماعات الجهادية لكن قواته لم تكن قادرة على السيطرة على الرمادي والفلوجة التي سيطرت داعش عليهما.

شكوك حول الجيش العراقي

وفي ضوء الأزمة في الموصل طرحت أسئلة نجاعة التدريب الأمريكي للجيش العراقي. وعلقت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» قائلة إن سقوط الموصل يظلل تزايد قوة التمردات الطائفية والمتطرفة في العراق وتلقي ظلالا من الشك حول قدرات الجيش العراقي الذي يلقى تدريبا من الولايات المتحدة.
ونقلت عن تشارلس ليسترـ الزميل الباحث في معهد بروكينغز إن ما حدث يطرح أسئلة حول ما إذا كان على الولايات المتحدة الإستمرار بإرسال المعدات العسكرية للقوات العراقية.
وقال إن المالكي يحث واشنطن على تزويده بالأسلحة المتقدمة لكن مقاتلي داعش شوهدوا وهم يقودون عربات همفي، «ومعظم الأسلحة التي أخذوها من المتوقع أن تكون أمريكية». وأضاف أن الولايات المتحدة ستدرس كيفية التقدم في مجال دعم الجيش العراقي في حربه ضد الإرهاب».
ومن هنا يعتبر خروج الموصل عن سيطرة الحكومة علامة قوية على فشلها ومن المؤكد أنها ستؤدي لتعزيز عمليات التجنيد لداعش، وما بدا وكأنه محاولة فاشلة في نظر الكثير من السنة أصبح قضية مليئة بالأمل. وتقول الصحيفة إن أمريكا أنفقت 14 مليار دولار لتدريب وتجهيز قوات الأمن العراقية.ولكن لماذا انهارت القوات العراقية بهذه الطريقة؟

هروب جماعي

بحسب الشهادات التي جمعتها صحيفة «نيويورك تايمز» من جنود هربوا «الدولة ضعيفة» وهذه «معركة طويلة ولا نهاية لها».
فبعد اشهر من النزاع الطاحن ضد حركة التمرد اصيب الجيش العراقي بداء الهروب مما أدى إلى تفكك الجيش الذي كان يؤمل بتحوله لمؤسسة تعطي التماسك للدولة، حيث يخدم السنة والشيعة فيه، لكن انشقاق السنة يهدد بتعميق الفكرة المنتشرة داخل العراق وهو أن الجيش يخدم كوسيلة لخدمة الشيعة.
وبدا الهروب في أعلى حالاته في الموصل، حيث تركوا وراءهم الأسلحة والعربات بل والزي العسكري، وفي محاولة لوقف تقدم مقاتلي داعش قام الجيش بتفجير قاعدته العسكرية حتى لا تقع في يد العدو. وتظهر الشهادات أن عمليات الهروب من الجي تسارعت حيث ترك ألالاف الجنود مواقعهم في خطوط القتال. وفي الموصل كان الجيش يخسر يوميا 300 جنديا ما بين هارب وقتيل وجريح.
ونقل عن محمد وهو جندي خدم في الرمادي والذي قال إن عمليات الهروب بدأت مع تزايد أعداد القتلى «شعرت أنني أقاتل جيوشا وليس جيشا»، حيث جاءت داعش بموجات وأرسلت انتحاريين ومتفجرات. وقال أن 8 من أصدقائه ماتوا «أنا متعب»، «كل واحد متعب».وحاولت الحكومة التقليل من حجم المشكلة من خلال تسجيل الجنود «مفقودون» وليس «هاربون»، وتحدث المسؤولون عن مشاكل أخرى وهي أن الجنود لم يعودوا من إجازاتهم بسبب إغلاق الطرق.
ونقل عن الجنرال رشيد فليح إن نجاح الجيش بفتح الطرق يعني عودة الجنود لوحداتهم. ومع ذلك فقد أكد معظم الهاربين أن السبب الرئيسي للهرب هو شدة المعارك، وتحدثوا عن تجربة تحطم الأعصاب وهم يحرسون نقاط التفتيش، وما أخافهم أكثر هم القناصة.
وتقدم الشهادات صورة عن حرب الظل الشرسة الدائرة بين داعش والجيش، وقال بعض الجنود إن عائلاتهم رجتهم بترك الجيش، وقال أحدهم إن والدته حرقت زيه في كل مرة كان يأتي فيها لإجازة نظرا لخوفها من القتال.
وفي الوقت الذي يترنح فيه الجيش أصبحت الميليشيات الشيعية تلعب دورا في النزاع مما يؤكد الفكرة الطائفية عن الجيش. ويرى مسؤولون امريكيون نقلت عنهم صحيفة «واشنطن بوست» أنه عندما يبدأ الجيش بالتفكك فلن يتوقف فيما قال آخرون أن داعش ستعزز من مكتسباتها وتتجه جنوبا.

موقف أمريكا

في الوقت الحالي لن تتدخل الولايات المتحدة في الأزمة مع أنها وعدت بدعم الحكومة العراقية. وتفكر إدارة أوباما إرسال مساعدة عاجلة، وتمد الجيش العراقي بصواريخ «هيلفاير» وطائرات بدون طيار (سكان إيغل) وهي جزء من صفقة وقعتها الحكومة الأمريكية مع بغداد بقيمة 15 مليار دولار.
ونقل عن مسؤول عسكري أمريكي قوله إن «المسألة لها علاقة بالمساعدة العاجلة» وعدم السماح للقاعدة الإستمرار بالسيطرة على الموصل.
ولن ترسل الولايات المتحدة جنودا للعراق مع أن فرقا من سي أي إيه تساعد القوات العراقية في حربها الأخيرة.
واعترفت وزارة الدفاع الأمريكية بإرسال قوات خاصة للأردن لمساعدة وتدريب قوات عراقية.
وفي مقال كتبه ديفيد إغناطيوس قال فيه إن سقوط الموصل بيد مقاتلين متشددين «يقرع أجراس الإنذار».
وهذا يدعو الرئيس أوباما كي يوضح للرأي العام الأمريكي الكيفية التي سيقوم من خلالها بكفاح هذا الشر بدون ارتكاب أخطاء الماضي. وطالب الكاتب بتوعية أمريكا حول التهديد المتطرف الجديد لتصحيح سجله اي أوباما الذي انتخب قبل 19 شهرا مرة ثانية لأنه أقنع الأمريكيين بأن سياساته أدت إلى اختفاء أهم عنصر من عناصر تنظيم القاعدة، لكن التنظيم توسع وشن معركة قاتلة.
ويرى إغناطيوس إن رؤية الحزب الجمهوري خاصة من حادثة بنغازي كانت صحيحة، حيث نظر إليها كعلامة على صعود القاعدة والتطرف في الشرق الأوسط.
ومع أن أوباما فهم طبيعة المشكلة في خطابه الأخير الذي ألقاه في الأكاديمية العسكرية «ويست بوينت» عندما قال أن الخطر لم يعد نابعا من مركز القاعدة ولكن من الجماعات والفروع التي خرجت عنها.
ولهذا اقترح صندوقا جديدا لمكافحة الإرهاب ورصد له 5 مليارات دولار أمريكي ومن خلاله يتم تدريب وبناء قدرات الدول الشريكة لأمريكا في هذه الحرب. أفكار جيدة يقول الكاتب ولكن التقدم كان بطيئا.
وتحدث الكاتب عن جهود الإدارة لتطوير استراتيحية جادة في سوريا والتي تشمل على تدريب جيش قادر على حرب العصابات وبإشراف من المخابرات الأمريكية- سي أي إيه، و في الوقت نفسه تقوم القوات الأمريكية الخاصة بتدريب وحدات من الجيش السوري الحر لبناء وحدات تشرف على المناطق المحررة.
وفي حالة مضت الخطة كما هي فمن المؤمل تدريب 9.600 مقاتل بنهاية العام الحالي. ويقول الكاتب إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام والذي يعمل في البلدين خطير بدرجة تخلى عنه زعيم القاعدة أيمن الظواهري.
وينقل عن مسؤول أمريكي قوله إن التنظيم يقوم بتجنيد مقاتلين من تنظيمات أخرى تابعة للقاعدة من اليمن وحركة الشباب في الصومال.

سورية: النظام يفشل باستعادة جبل الأكراد لحسم معارك الساحل
ريف اللاذقية ـ هاشم حاج بكري
خسر النظام السوري نحو خمسة عشر عنصراً من قواته، خلال محاولة اقتحام جبل الأكراد في ريف اللاذقية، بعد فشله على مدار نحو شهرين، في استعادة مناطق سيطرت عليها المعارضة المسلحة.

ودارت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام المدعومة بقوات من “جيش الدفاع الوطني” من جهة، و”كتائب إسلامية” من جهة أخرى، في منطقة الجلطة، قرب مرصد النبي يونس، والذي يعتبر مركزاً لقصف قوات النظام على مناطق ريف اللاذقية، ويبلغ ارتفاعه نحو 1300م. عن سطح البحر.

وجاءت هذه الاشتباكات بعد تعزيزات عسكرية حشدتها قوات النظام لمحاولة اقتحام جبل الأكراد من منطقة الجلطة، فتصدت لها كتائب المعارضة المسلحة، وقتلت نحو خمسة عشر عنصراً، خلال كمين نصبته لها في محيط المنطقة، بالتزامن مع تدمير “كتائب أنصار الشام” دبابة، بعد استهدافها بصاروخ من نوع كونكورس، كما قصف لواء “أحفاد الفاروق” تجمعات النظام بالهاون ومدفع 130.

في هذه الأثناء، قال قائد كتائب “الصادق الأمين” التابعة لـ”الجيش الحر”، المكنى بأبي عمر طبنجة، لـ”العربي الجديد”، إن قوات النظام تسعى إلى تغيير مسار المعركة، ونقلها الى جبل الأكراد، وذلك بعد فشلها بتحقيق أي انتصار في جبل التركمان، منذ أن أطلقت قوات المعارضة “معركة الأنفال”، والتي انتهت بتحرير معبر كسب الحدودي مع تركيا والحصول على أول معبر بحري للمعارضة.

وأوضح أبو عمر، أن طبيعة المعارك التي تجري في النبي يونس تختلف عن غيرها، إذ إنه من الصعب استخدام الأسلحة الخفيفة، فكثافة الغابات وصعوبة التضاريس تدفعهم إلى قصف مواقع النظام بالأسلحة المتوسطة والثقيلة من مسافات بعيدة، لافتاً إلى أن المعركة مصيرية في جبل الأكراد، وأي خطأ سيكون ثمنه باهظاً.

من جهته، قال القائد الميداني في حركة “أحرار الشام”، أحمد بكور، إن النظام يعدّ لعمل عسكري منذ فترة طويلة، وقد بدأ بتنفيذه بالفعل من خلال تقدمه من محور النبي يونس الى جبل كتف الجلطة، وتركيز دبابة ومدفع 57.

وأضاف بكور، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن النظام يحاول جاهداً السيطرة على جبل الأكراد، وذلك لموقعه المهم جغرافياً، وقربه من القرداحة (مسقط رأس عائلة الأسد)، وكونه يربط الأوتوتستراد الواصل بين حلب واللاذقية، ويشرف على سهل الغاب، ذي الغالبية العلوية، مشيراً إلى أن من يسيطر على جبل اﻻكراد، يسيطر على ريف الساحل كاملاً، بسبب ارتفاعه وطبيعته جغرافياً.

من جهة أخرى، اتهم البكور “المجلس العسكري” و”هيئة أركان الجيش الحر” بالتقصير في دعم الكتائب المقاتلة، وأوضح قائلاً “نحن لا نملك سوى أسلحة فردية وبضعة رشاشات، ﻻ تكفي لمواجهة النظام وفق طريقته، وهي حرب الجيوش، والأسلحة اللازمة هي نوعية كالسهم الأحمر وصواريخ الكونكورس والتاو”، مؤكداً أن “المجلس العسكري والأركان ممثلة بشخص العقيد مصطفى هاشم، لم يزود الكتائب العاملة في جبل الأكراد بأي أسلحة وذخيرة منذ ما يقارب العام”.

وسبق لكتائب إسلامية سورية أن أعلنت، قبل نحو شهرين، بدء معركة تحت اسم “الأنفال”، استطاعت من خلالها السيطرة على معبر وبلدة كسب، وقرية السمرا، التي مكنت المعارضة من السيطرة على أول منفذ بحري منذ انطلاق الثورة السورية.

استعداد سوري للتعاون مع العراق لمواجهة «الإرهاب» و«الحر» يعلن التعبئة لصد تقدم «داعش»
الأسد رأى أن أميركا ودول الغرب بدأت بإرسال «إشارات تغيير»
بيروت: ليال أبو رحال
لا تزال أنظار النظام والمعارضة السورية شاخصة إلى التقدم الميداني الذي يحرزه مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في محافظة نينوى العراقية، بعد سيطرتهم الكاملة على مدينة الموصل أول من أمس ومناطق أخرى في محافظتي صلاح الدين وكركوك، وإقدامهم أمس على رفع السواتر الترابية الفاصلة بين الحدود السورية – العراقية.

وفي حين ناشد المجلس العسكري الأعلى في «الجيش الحر» الدول الصديقة والشقيقة أمس دعم مقاتليه من أجل التصدي لتقدم «داعش» في محافظة دير الزور، شرق سوريا، أعلن النظام السوري استعداده التعاون مع العراق من أجل «مواجهة الإرهاب».

وعدت وزارة الخارجية السورية، وفق بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن «ما يواجهه العراق الشقيق هو ذاته ما تواجهه سوريا من إرهاب مدعوم من الخارج»، مؤكدة «تصميم سوريا واستعدادها للتعاون مع العراق من أجل مواجهة الإرهاب، هذا العدو المشترك».

وأعقب بيان الخارجية السورية تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد، نقلتها صحيفة «الأخبار» اللبنانية في عددها الصادر صباح أمس، أكد خلالها أن «الدولة ستنتصر ولو تطلب القضاء على كل الإرهابيين وقتا»، مشيرا إلى أن «أميركا والغرب بدأوا يرسلون إشارات تغيير. صار الإرهاب في عقر دارهم».

وينظر خبراء ومحللون إلى تقدم «داعش» الميداني في العراق وسوريا ربطا، على أنه يصب في صالح خطاب النظام السوري الذي يكرر منذ بدء الأزمة ترداد مقولة مفادها أن ثمة «مؤامرة وحربا كونية على سوريا ينفذها إرهابيون ممولون من الخارج».

ويقول المحلل العسكري السوري عبد الناصر العايد، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «لإيران والنظام السوري مصلحة كبرى بتعويم التنظيمات الجهادية وتصويرها على أنها (فزاعة) لتخويف الغرب منها»، موضحا أن «النظام السوري لم يتردد في اللعب بهذه الجماعات المتطرفة وطرحها على أنها البديل عن وجوده».

ويذكّر العايد بأن نظام الأسد «أطلق كل المتطرفين في سجونه منذ بدء الأزمة، وهو ما سبق للنظام العراقي أن فعله أيضا»، مبديا أسفه لـ«وقوع الدول الغربية في هذا الفخ ونجاح الأسد وحلفائه بتخويفها من نفوذ هذه الجماعات».

وكان المجلس العسكري الأعلى في الجيش الحر، وعلى وقع تقدم «داعش» في العراق واستمرار الاشتباكات في دير الزور، دعا بعد اجتماع عقده بحضور رئيس الائتلاف أحمد الجربا ورئيس هيئة الأركان عبد الإله البشير ونائبه هيثم عفيسة، «جميع الدول الشقيقة والصديقة للشعب السوري وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية من أجل دعم الكتائب والألوية الفاعلة في محافظة دير الزور للتصدي لتنظيم (داعش) الإرهابي وذلك بعد اعتبار محافظة دير الزور منطقة منكوبة».

وأهاب المجلس العسكري، في بيان أصدره أمس، «بجميع الكتائب والألوية العاملة في محافظة دير الزور بضرورة التوحد للتصدي لعصابات الأسد و(داعش) الإرهابيين».

وفي سياق متصل، لا يعول العايد، وهو ضابط سوري متقاعد يتحدر من دير الزور، في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، على نداء المجلس العسكري لدعم مقاتلي المعارضة. ويقول إن «أي أسلحة أو إمدادات عسكرية لم تصل إلى ثوار دير الزور منذ ثلاثة أشهر على الأقل، لغياب الرغبة بإيصالها أساسا، وحتى لو بادرت الدول الصديقة إلى تقديم السلاح سريعا للمعارضة من أجل دعم مقاتليها في دير الزور فإن عملية إدخالها صعبة باعتبار أن كافة طرق الإمداد مقفلة». ويرى أنه «إذا كان ثمة تحرك سيترتب على خلفية ما يحصل في العراق، فإن الوقت الذي يحتاجه ذلك ليس متوفرا لأن مقاتلي (داعش) سينصرفون في الأيام المقبلة إلى استكمال سيطرتهم على دير الزور».

ويشير العايد إلى أن «عملية الموصل دفعت المجلس العسكري للجيش الحر إلى إعادة حساباته، خصوصا أن ثمة إمدادات عسكرية من أسلحة ثقيلة وسيارات من نوع (هامر) وحتى مقاتلين وصلوا إلى مناطق تمركز (داعش) في المنطقة الممتدة بين دير الزور والحسكة». ويلفت إلى أن هذه المنطقة تعد «نقطة حشد لمقاتلي داعش في معاركهم في دير الزور»، لافتا إلى أنه «بموازاة عملياتهم الأخيرة في العراق حققوا تقدما في دير الزور».

ويتوقع العايد أن «يستكمل مقاتلو (داعش) في اليومين المقبلين معاركهم للاستيلاء بالكامل على المساحة الممتدة بين منطقتي الميادين والبوكمال»، مؤكدا أنه «لا يمكن للثوار بإمكاناتهم الراهنة وعديدهم أن يقفوا أكثر في وجه تقدم داعش». ويضيف: «تمكن التنظيم خلال ساعات من السيطرة على مدينة الموصل وكافة مرافقها بوجود جيش نظامي، فكيف الحال في دير الزور»؟.

وتحتدم منذ نهاية أبريل (نيسان) الماضي، المواجهات بين مقاتلي «داعش» من جهة ومقاتلي «جبهة النصرة» وكتائب إسلامية من جهة أخرى في محافظة دير الزور (شرق)، ما تسبب بمقتل 634 شخصا على الأقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتمكنت «الدولة الإسلامية» خلال هذه المواجهات من السيطرة على مناطق عدة في دير الزور، إضافة إلى الاستيلاء على نقطة حدودية مع العراق. ويتخوف خبراء عسكريون وسياسيون من أن يعمد التنظيم المتطرف إلى تركيز جهوده في الفترة المقبلة، بعد إحكام سيطرته الميدانية على المنطقة الممتدة من ريف حلب مرورا بالحسكة ودير الزور وصولا إلى منطقتي الأنبار والموصل العراقيتين، إلى إعلان دولته الإسلامية المستقلة.

الإدارة الأميركية جاهزة لتدريب عسكري علني للمعارضة السورية المعتدلة
«داعش» يطبق على دير الزور ويقترب من البو كمال الحدودية
واشنطن – لندن: «الشرق الأوسط»
قالت دانا شل سميث، التي رشحها الرئيس الأميركي باراك أوباما سفيرة للولايات المتحدة لدى قطر، أمس، إن الإدارة تؤيد ما ورد في مشروع قانون دفاعي لمجلس الشيوخ سيسمح بتدريب عسكري علني للمعارضة السورية المعتدلة.

وأضافت سميث أثناء جلسة للمصادقة على تعيينها: «في حدود فهمي فإن الإدارة تؤيد ما ورد في (مشروع القانون الدفاعي) بالسماح بتدريب المعارضة المعتدلة وتزويدها بالعتاد»، حسب ما أوردته وكالة «رويترز».

وكانت سميث التي تعمل حاليا مستشارا كبيرا بوزارة الخارجية ترد على سؤال بشأن العبارات الواردة في مشروع قانون الدفاع الوطني المطروح حاليا على مجلس الشيوخ والذي يسمح ببرنامج علني للتدريب العسكري للمعارضة السورية المعتدلة تقوده قوات العمليات الخاصة الأميركية.

وجاء ذلك بعد أيام من إعلان سوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأميركي أن «الولايات المتحدة كثفت دعمها للمعارضة المعتدلة.. المؤكد أنها كذلك، مقدمة لها مساعدة فتاكة (سلاحا) وغير فتاكة».

وكان أوباما وعد بزيادة الدعم الأميركي للمعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد من جهة، وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من جهة أخرى. كما وعد بمواصلة تصعيد الضغط مع حلفائه الأوروبيين والعالم العربي من أجل حل سياسي لهذه الأزمة، وزيادة الدعم لبلدان الجوار التي تستضيف ملايين اللاجئين السوريين.

ويأتي ذلك بينما يواصل تنظيم «داعش» تقدمه في مدينة دير الزور، شرق سوريا قرب الحدود العراقية. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» أمس، نقلا عن معارضين ونشطاء، بأن عناصر التنظيم يحاصرون المدينة بالكامل وأنه لم يتبقَّ أي منفذ لهروب المدنيين من المدينة. وقال أحدهم إ التنظيم صار على بعد 62 ميلا (101 كيلومتر) من مدينة البو كمال عند الحدود السورية – العراقية.

العاهل الأردني يبحث الأزمة السورية واللاجئين مع باور
سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة تتجه إلى تركيا لمناقشة تداعيات الملف
عمان – لندن: «الشرق الأوسط»
استقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان، أمس، سمانثا باور، سفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة، التي تزور المملكة حاليا لبحث الملف السوري وتداعيات أزمة اللاجئين السوريين على دول الجوار والأردن خصوصا.

وأكد الملك عبد الله خلال اللقاء الذي عقد في قصر الحسينية، بحضور ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني: «عمق علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، والحرص على تعميقها والنهوض بها في مختلف المجالات، وبما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين»، حسبما أوردته وكالة الأنباء الأردنية بترا.

واستعرض خلال اللقاء، الذي ركز على آخر مستجدات الأزمة السورية وتداعياتها على دول الجوار: «موقف الأردن الداعي والداعم لحل سياسي شامل للأزمة، ينهي معاناة الشعب السوري ويحفظ وحدة وسلامة سوريا أرضا وشعبا».

ولفت إلى التداعيات التي يواجهها الأردن جراء الأزمة، خصوصا تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين على أراضيه، وتقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم، بما يفوق إمكاناته وموارده، ويشكل ضغطا على البنية التحتية، خصوصا في محافظات شمال ووسط المملكة. وأشاد العاهل الأردني، في هذا الإطار، بالدعم الذي تقدمه الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية التابعة لها للمملكة في سياق دعم قدراتها في هذا المجال، داعيا المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته بشكل أكبر وبما يمكن الأردن من الاستمرار في استضافة اللاجئين وتقديم الخدمات اللازمة لهم.

من جانبها، أعربت باور عن «تقديرها للدور الإنساني الذي يقوم به الأردن، بقيادة جلالة الملك، في التعامل مع تداعيات الأزمات التي تواجهها المنطقة». وجددت دعم الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها للمملكة في سبيل تعزيز قدراتها لمواجهة مختلف التداعيات والتعامل معها، بحسب الوكالة.

وأشادت بجهود العاهل الأردني «في التعامل مع شتى القضايا والتحديات التي تواجهها شعوب الشرق الأوسط بكل حكمة، ودوره في دعم جهود تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة». كما نوهت «بدور الأردن البناء في التعامل مع القضايا الدولية من خلال عضويته في مجلس الأمن».

وبلغ عدد اللاجئين في المملكة أكثر من 600 ألف لاجئ، بينما تشير أرقام غير رسمية إلى وصول عددهم إلى 950 ألف لاجئ.

ووصلت سمانثا الأردن في زيارة تقودها إلى تركيا أيضا وتعد هذه رحلتها الأولى للدولتين منذ تعيينها في منصبها الحالي. ومن المقرر أن تلتقي باور كبار المسؤولين في البلدين وممثلي المنظمات الإنسانية، منها تلك التابعة للأمم المتحدة، وقادة المجتمع المدني لبحث مواضيع متنوعة بالإضافة إلى تداعيات الأزمة السورية.

تنظيم الدولة يدفع أكراد حلب للهجرة
جوان سوز-ريف حلب
اعتقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قبل يومين 150 طالبا كرديا عند أحد حواجزه في مدينة منبج الواقعة بالريف الشرقي من محافظة حلب شمال سوريا، حسب أهالي الطلبة.

وأكد الأهالي أن الاعتقال وقع أثناء عودة الطلاب الأكراد من مدينة حلب إلى كوباني، بعد انتهائهم من تقديم امتحانات مرحلة التعليم الأساسي في مدارس وزارة التربية السورية.

هذا ولم يتعرض التنظيم إلى الطالبات كما يؤكد فؤاد علي أحد ذوي الطلبة المعتقلين لدى التنظيم، مشيرا إلى أن المسلحين اكتفوا باعتقال الطلاب والذين تتراوح أعمارهم بين 12 و16 عاما.

وفي حديثه للجزيرة نت، يوضح علي أسباب اعتقال هؤلاء الطلبة بأنه “نوع من ضغط التنظيم على مسؤولي الإدارة الذاتية التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) أواخر العام 2013، بعد الهجمات المتكررة والاشتباكات التي حصلت مؤخراً بين التنظيم ووحدات حماية الشعب الكردية في المنطقة”.

وحسب إفادة هيفي أحمد -طالبة كردية سورية- للجزيرة نت، فإن “أكثر من 1500 طالب كردي ذهبوا من كوباني إلى مدينة حلب لتقديم امتحانات المرحلة الثانوية دون أن يتعرض لهم التنظيم، لكنه أرغم الطالبات على أن يلبسن النقاب الذي يفرضه على النساء”.

وأضافت هيفي أن “هؤلاء الطلبة خرجوا من كوباني بعد حصولهم على موافقة من قوات الأمن الكردية (آسايش) التي أفادت من جهتها بعدم مسؤوليتها عنهم إذا تم اعتقالهم”.

وتابعت أن “التنظيم يقدم على اعتقال المواطنين الأكراد العائدين من حلب إلى كوباني وريفها، في حين يطلب جنودٌ من المواطنين بعد وصولهم إلى حلب ألا يعودوا مرة أخرى إلى كوباني”.

المجلس الوطني الكردي
من جانبه، أصدر المجلس الوطني الكردي في سوريا بيانا ندد فيه بتصرفات تنظيم الدولة الأخيرة، مشيرا إلى أن التنظيم “أقدم مؤخرا على اعتقال 58 مدنيا كرديا على جسر قره قوزاق الواصل بين مدينتي كوباني ومنبج خلال أسبوع واحد، كان معظمهم في طريقهم إلى كوباني من مختلف المدن السورية”.

وقال البيان إن “هؤلاء مدنيون يبحثون عن لقمة عيشهم ولا علاقة لهم بالمنظمات السياسية أو العسكرية”، مضيفا أن “التنظيم يعتقل فقط العائدين إلى كوباني بهدف تفريغ المنطقة من السكان، في حين لا يعترض على من يخرج منها، في سياسة واضحة تخدم النظام السوري والقوى التي تعادي الشعب الكردي”.

وأكد أن عدد الأكراد المدنيين الذين اعتقلهم التنظيم بلغ 400 معتقل منذ بداية العام، وطالب جميع المنظمات الدولية والجهات المعنية بالتدخل للإفراج عنهم وفك الحصار عن مدينة كوباني وريفها، ومدها بالمياه والكهرباء, والسماح بدخول كافة احتياجات المواطنين إليها.

ويقدر عدد المحاصرين داخل كوباني نحو نصف مليون مواطن، بينهم عشرات الآلاف من النازحين الذين قدموا من مختلف المدن السورية نتيجة العمليات العسكرية في مدنهم.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014

حفر الآبار ملاذ ريف دمشق من العطش
الجزيرة نت-ريف دمشق
يعيش ريف دمشق بين مطرقة شح المياه وسندان صعوبة حفر الآبار، حيث يعاني أكثر من مليون سوري -محاصرين في غوطة دمشق الشرقية- من أزمة مياه حادة ألجأتهم إلى الحفر اليدوي للآبار من أجل الحصول على ماء الشرب.

ويقول أحد حفاري الآبار “إننا نحفر على مدار الساعة حتى نحصل على نصف متر عمق فقط”.. بعبارات المعاناة هذه يصف أبو محمد صعوبات التنقيب عن مياه الشرب التي بات انقطاعها من أكثر ما يهدد حياة المحاصرين في الريف الشرقي لدمشق منذ ما يزيد عن العام.

وقد ارتفعت في الآونة الأخيرة أعداد التسجيلات المصورة التي بات يبثها ناشطون عن أزمة المياه الأخذة في التفاقم جراء الحصار الذي تفرضه قوات النظام على المدن السورية التي تسيطر عليها المعارضة.

وأفاد الناشط الإعلامي عمر الدمشقي للجزيرة نت بأن شح المياه الذي يخنق الغوطة الشرقية لريف دمشق، هو نتيجة الحصار وغياب جميع مؤسسات الدولة التي كانت تعمل على إيصاله إلى المنازل، وهذا بدوره فرض على الأهالي حلولا “تنظيمية وبنيوية ضيقة لإدارة هذه المدن على كافة الأصعدة”.

وأضاف الدمشقي أنه رغم كل الجهود المبذولة فإن الحلول تبقى ضيقة بسبب عدم توافر الوقود والكهرباء، وهذا ما يجعل هذه المناطق تعاني من عدة أزمات -ولاسيما أزمة المياه- مع قرب حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.

وتابع أن من أبرز الحلول لمواجهة الحصار وتوفير مياه الشرب، هو لجوء الأهالي إلى حفر الآبار في حدائق المنازل، واستخدام الدلو والعودة بذلك إلى “طرق بدائية انقرضت منذ سنوات”.

مشقة الحفر
وذكر عضو المكتب الخدمي الموحد في الغوطة الشرقية غيث للجزيرة نت “ليس باليد حيلة ونحن عاجزون عن مواجهة جميع المشكلات الخدمية الموجودة في الغوطة الشرقية والعمل على إصلاحها، لضعف الإمكانات المتاحة لدينا في ظل الحصار الذي نعيشه”.

ويضيف غيث أن كل جهود المكتب تنصب على معالجة المشاكل الطارئة كإصلاح الطرقات والصرف الصحي وتأمين مياه الشرب للمواطن، وهذه “أمانة نعجز عن أدائها على أكمل وجه لضعف إمكاناتنا”.

ويفيد حفار الآبار أبو محمد للجزيرة نت بأن حفر بئر واحد يستغرق قرابة الشهر، ولاسيما أن المياه أصبحت غائرة ولا تظهر إلا على عمق 15م تحت سطح البحر، بالإضافة إلى عدم وجود أي وسائل تقنية حديثة تساعد في عملية الحفر.

كما أن المنطقة تشهد ارتفاعا ملحوظا في حفر الآبار بسبب قلة مياه الشرب والتلوث في أنابيب نقلها واختلاطها بمياه الصرف الصحي، وهذا ما دفع الأهالي إلى الحفر وامتلاك الآبار في المنازل.

وفي ذات السياق أعرب أبو حسن -أحد أهالي مدينة سقبا- أنه يضطر إلى شراء مائتي لتر من الماء بثلاثة دولارات، وهي لا تكفي أسرته سوى ثلاثة أيام، مطالبا بفك الحصار عن الغوطة الشرقية وفتح الطرقات لإنقاذ المحاصرين هناك من كارثة إنسانية.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014

“داعش” يرسم خريطة لدولته الإسلامية تشمل الكويت
الكويت – مكتب العربية
نشر تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية “داعش”، خريطة لتصور الدولة الإسلامية التي يسعى لإقامتها، وبدا لافتا أن التنظيم وضع الكويت ضمن دولته المرتقبة.

وفي هذا الإطار، أجرى رئيس الوزراء الكويتي اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، استعرض معه تطورات الأوضاع الأمنية.

ورد وكيل وزارة الخارجية، خالد الجارالله، على سؤال حول تهديدات “داعش” على الكويت، بالقول: “بكل أسف تهديدات (داعش) ليست فقط للكويت ولكن للمنطقة، وعلينا أن نكون يقظين وحذرين، وعلينا أن نبادر بشكل أساسي إلى أن ننسق فيما بيننا، وأن يتم عقد اللقاءات بيننا على المستوى الأمني، وأن نعزز ونحصن جبهتنا الداخلية في الكويت، وجبهتنا الداخلية في كل دول مجلس التعاون. التهديد مباشر، والتهديد الحقيقي لدول المنطقة ككل، وعلينا بالفعل أن نعي خطورة هذه التهديدات، وأن نتصرف، وأن نمارس بما يحقق تحصين جبهاتنا الداخلية، ويحقق لنا القدرة على مواجهة مثل هذه التحديات الخطيرة والمتزايدة”.

وينتشر التنظيم الإرهابي في سوريا الذي تخوض فيه فصائل المعارضة المسلحة في سوريا، وبينها جبهة النصرة المتطرفة، منذ يناير، معارك ضارية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” الذي تتهمه بتنفيذ مآرب النظام السوري، وبالتشدد في تطبيق الشريعة الإسلامية، وبتنفيذ عمليات قتل وخطف عشوائية.

فيما ينتشر التنظيم الإرهابي أيضاً في العراق، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، صباح الخميس، المجتمع الدولي إلى توحيد صفوفه خلف العراق الذي يواجه زحفاً لمقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام الذين باتوا قريبين من بغداد.

وقد سيطر مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام، الأربعاء، على مدينة تكريت وهم يتقدمون في اتجاه بغداد.

ونفت القيادة العامة لتنظيم “القاعدة” في وقت سابق أي علاقة لها بتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) في سوريا والعراق.
علاقة داعش بالقاعدة

وأعلنت في بيان موقع باسم “جماعة قاعدة الجهاد” أنه لا صلة لها بتنظيم داعش، بل أمرت بوقف العمل به.

وقالت القيادة العامة للتنظيم في بيان نشر بمواقع جهادية على الإنترنت، الأربعاء، إن التنظيم قطع علاقته مع تنظيم داعش الذي يقوده أبو بكر البغدادي، عقب عصيانه للأوامر الصادرة عن زعيم التنظيم أيمن الظواهري.

وكان الظواهري قد أمر داعش بالعمل مستقلاً عن فرع آخر منافس له من فروع القاعدة في سوريا، وهو جماعة جبهة النصرة التي يتزعمها أبو محمد الغولاني.

وقد رفض البغدادي أوامر الظواهري، وسعى دون نجاح إلى دمج الجماعتين معاً.

دير الزور تواجه خطر السقوط في يد “داعش”
العربية.نت
يتخوف ناشطون من أن تكون دير الزور ثاني المدن السورية البارزة التي قد تقع فريسةً لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش”، والذي سيطر بصورة مفاجئة على الموصل العراقية، ويحشد أرتالاً ضخمة من مقاتليه لتوجيههم صوب دير الزور المدينة، في الوقت الذي سيطر فيه التنظيم على شطر واسع من الريف الغربي للمحافظة.

وحسب موقع “اقتصاد” السوري، فإن محافظة دير الزور التي تعدّ، إلى جوار الحسكة، سلّة غذائية رئيسية لسوريا، ومكمناً هاماً لنفطها، تتعرض اليوم لحملة هي الأشد من نوعها من جانب “داعش”، الذي يبدو أنه حزم أمره للسيطرة على أجزاء واسعة من منطقة الجزيرة، بعد أن أزال الحدود عملياً بين العراق وسوريا في محافظة نينوى العراقية.

أما عسكرياً، فقد بدأ “داعش” معركته مع فصائل الجيش الحر في دير الزور منذ أربعة أشهر، وفتح عليهم ثلاث جبهات، واحدة من الغرب– الرقة، وثانية من الشمال – الحسكة، وثالثة من الجنوب – البادية، ناهيك عن جبهة النظام في دير الزور المدينة.

ويسيطر النظام على حييَن داخل دير الزور، هما الجورة والقصور، فيما يسيطر الثوار على 7 أحياء، أما الأحياء الخمسة الباقية فيتقاسم الحر والنظام السيطرة عليها، وهي مناطق اشتباكات بين الطرفين. أما الريف فيخلو تماماً من أي تواجدٍ لقوات النظام.

وزاد “داعش” من حدة هجومه على دير الزور خلال الشهر الماضي، وازدادت المعارك شراسة بينه وبين وفصائل الجيش الحر. وكانت تعزيزات “داعش” الأكثر كثافة تأتي من جبهة الرقة غرباً، والتي تعدّ المعقل الرئيس للتنظيم على التراب السوري.
“كوكتيل” بشري

ويرى الناشط محمد الخليف أن مقاتلي “داعش” جلّهم من القوقاز (خاصة الشيشان)، ومن بلدان المغرب العربي (تونس، الجزائر)، مع عدد لا بأس به من الجزيرة العربية (الخليج والسعودية)، أي أن غالبية مقاتلي التنظيم من “المهاجرين” (غير السوريين).

واستطرد المتحدث أن تنظيم الدولة “داعش”، منع منذ 5 شهور دخول أي إمدادات عسكرية أو إغاثية أو طبية من تلك التي كانت تأتي من تركيا عبر معابر حلب ومعبر تل أبيض، وصادر شحن ذخيرة كانت متجهة للثوار بالتنسيق مع المجلس العسكري لدير الزور.

ونتيجة لما سبق، تردت الأوضاع المعيشية للمدنيين في المحافظة، خاصة في مدينة دير الزور، وارتفعت الأسعار من 4 -5 أضعاف.

وخلال الشهر الماضي، حقق “داعش” تقدماً كبيراً في ريف دير الزور الغربي، آتياً من جهة الرقة، فسيطر على قسم الجزيرة (المناطق الموجودة على الضفة اليمنى لنهر الفرات) من الريف الغربي، بينما بقيت منطقة الشامية (الضفة اليسرى للنهر) في قبضة الثوار.

وسيطر “داعش” تباعاً، وخلال 15 يوماً، على10 قرى من منطقة الجزيرة (من الريف الغربي للمحافظة)، وصولاً إلى “جسر السياسية”، المدخل الوحيد الذي كان يخضع لسيطرة الثوار في مدينة دير الزور، والذي يصل المدينة بريفها. بينما تقع بقية مداخل المدينة في قبضة النظام، مما جعل الثوار يقعون بين سندان النظام ومطرقة “داعش”.

وبعد أن سيطر “داعش” على المعبر منع دخول أية إمدادات أو مساعدات إغاثية كانت أو طبية أو حتى مواد غذائية. وتتعرض المدينة لليوم الثامن على التوالي للحصار، حتى إن تنظيم الدولة منع حركة سيارات الإسعاف لنقل الجرحى.

وأوضح الخليف أن النظام شنّ في الأيام الأخيرة 8 غارات على المدينة، سقط جرّاءها عدد كبير من الجرحى بعضهم حالاتهم حرجة وتستوجب إجلاءهم من المدينة إلى مشافي الريف، لأن المشافي الميدانية في الريف أكثر قدرةً على تلبية الحالات الإسعافية من نظيرتها المتبقية داخل المدينة، لكن تنظيم الدولة أطلق الرصاص على السيارات التي حاولت نقل الجرحى إلى خارج المدينة، وأجبرها على العودة.

وأكد محمد الخليف أن الكهرباء والمياه مقطوعة الآن عن دير الزور، ومعظم المحال التجارية أقفلت أبوابها بسبب نفاد المواد الغذائية، وما بقي من أغذية محدود للغاية، كما أن الأدوية نفذت تقريباً، وبعض مشافي المدينة تفتقد إلى الإسعافات الأولية.
حرق مزارع بالجملة.. والفلاحون في مأتم

وكانت وسائل إعلام النظام قد ادعت أن الكهرباء عادت لمدينة دير الزور بعد انقطاع دام ثلاثة أيام نتيجة توقف معمل غاز دير الزور عن العمل، بسبب أضرار أصابته ناتجة عن سقوط قذائف هاون منذ ليل السبت الماضي.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية “سانا”، الخاضعة للنظام، عن مصدر في المحافظة قوله: “إن ورشات الصيانة في المعمل قامت بإصلاح الأضرار التي أصابت بعض أجزائه وتمت إعادة ضخ الغاز إلى محطتي توليد الكهرباء في موقعي العمر في ريف دير الزور وجندل في محافظة حمص، ما أدى إلى عودة التيار الكهربائي إلى مدينة دير الزور.”

وبالعودة إلى محمد الخليف، أوضح الناشط أن وضع المدينة أكثر مأساوية من وضع الريف، بعد ثمانية أيام من الحصار المُطبق. وقد أطلق ناشطو المدينة حملة “دير الزور تستغيث”، لكن الخليف يؤكد أنهم لم يلحظوا حتى الآن استجابة مقبولة، مع الإشارة إلى أن نشطاء المدينة طلبوا فقط تحييد المدنيين وتحييد قلب مدينة دير الزور عن المعارك، دون أدنى استجابة من جانب تنظيم الدولة أو من جانب النظام.

وأضاف الخليف أن وضع الريف ليس أفضل بكثير من المدينة، وقد وثّق النشطاء حتى الآن 700 شهيد في المعارك مع “داعش” في دير الزور خلال 3 شهور، ناهيك عن 140 ألف نازح جراء المعارك، هم بالأصل نازحو المدينة إلى الريف، عادوا ونزحوا مرة ثانية إلى مناطق أكثر أمناً.

وتحدث الناشط عن دمار كبير لحق بالمباني والمنازل جراء المعارك الشرسة مع تنظيم الدولة، ناهيك عن تعرض المحاصيل للحرائق، إذ احترقت آلاف الدونمات جراء المعارك، وفقد الكثير من الفلاحين محاصيلهم في موسم الحصاد لهذا العام.

وتشتد المعارك حالياً في ريف دير الزور الشمالي والشرقي، إذ إن “داعش” تحشد أرتالاً ضخمة من مقاتليها أتوا من الموصل العراقية واحتشدوا في منطقة الشدادي (مركز “داعش” في الحسكة)، مع توارد معلومات عن نيتهم التحرك قريباً لإتمام السيطرة على الريف الشمالي للمحافظة، ومن ثم مدينة دير الزور.

وأشار الناشطون إلى أن بعض السكان في دير الزور، بعد حصار لثمانية أيام، بدأوا يلجؤون لمحاولات تهريب مواد إغاثية عبر القوارب ليلاً في الفرات، رغم خطورة هذه المحاولات وتعرضها لإطلاق النار من جانب مقاتلي تنظيم الدولة.

قصف بريف دمشق وتقدم “الحر” بريف حمص
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
حقق مقاتلو المعارضة السورية المسلحة تقدما في ريف حمص، في وقت احتدمت المعارك والقصف على بلدات المليحة وحرستا في ريف دمشق.

وقال ناشطون إن الجيش الحر نفذ تفجيرا انتحاريا ضد آخر تجمع للقوات الحكومية في قرية “أم شرشوح” بريف حمص ما أسفر عن سيطرتهم بشكل كامل على البلدة.

واستهدف الطيران الحربي مدينتي تلبيسة والرستن في ريف حمص الشمالي بقصف جوي.

وفي ريف دمشق، شن الطيران الحربي غارتين جويتين على حي جوبر شرقي العاصمة، وأربع غارات جوية على بلدة المليحة التي تشهد تصعيدا في العمليات العسكرية منذ نحو شهرين.

في هذه الأثناء، استهدف مقاتلو المعارضة بقذائف الهاون إدارة المركبات العامة في مدينة حرستا في ريف العاصمة.

وفي دير الزور، قصفت القوات الحكومية أحياء في المدينة تسيطر عليها المعارضة بصواريخ “أرض-أرض”.

وألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على محيط سجن حلب المركزي، بالتزامن مع غارة جوية استهدفت مدينة إعزاز في ريف حلب الشمالي.

5 تنبؤات تعود بقوة.. دولة الخلافة.. حل جيش صدام.. ندم أمريكا.. حرب سوريا وتقسيم العراق
(CNN)– ما يحدث في العراق دراماتيكي، خطير ومن المحتمل أن يكون تاريخيا، ولكنه ليس مفاجئا بالنسبة إلى البعض لأنه لم يأت من فراغ.

وعلى مدى سنوات، تكهن خبراء بأن عوامل، بعضها موغل في التاريخ، وبعضها الآخر مرتبط بقرارات مهمة حديثة، يمكن أن تزيد من صب الزيت على النار في المنطقة الملتهبة.

التحذير الأول: حلّ جيش صدام يمكن أن يدخل العراق في فوضى

رغم أنه لم يكن في حجم ما كان عليه قبل حرب عام 1991، إلا أنّ جيش صدام حسين كان يتشكل من نحو 430 ألف عسكري مدعومين بنحو 400 ألف آخرين في وحدات شبه عسكرية، عندما غزت الولايات المتحدة العراق ربيع 2003.

وبعد التفكك الذي شهده، تم اتخاذ قرار بحله –إلى جانب وزارتي الدفاع والإعلام – من قبل الحاكم الإداري المدني الأمريكي للعراق ساعتها بول بريمر.

تسبب ذلك في فقدان مئات الآلاف لوظائفهم فجأة من دون سابق إعداد. وأولئك الذي كانوا في مستويات قيادية عليا-من رتبة عقيد فما فوق- والذي لهم خبرات باستراتيجيات المعارك وتكتيكاتها-تلقوا الضربة الأعنف حيث تم حرمانهم من مستحقاتهم والعمل مع الحكومة الجديدة. لذلك تعين عليهم ان يبحثوا عن مكان آخر.

ووفقا للبروفيسور في معهد لندن للعلوم السياسية والاقتصادية فواز جرجس، “مئات، ربما آلاف من ضباط صدام حسين المدربين جيدا والموهوبين التحقوا بتنظيم داعش .”

هذا يعني أنّ هذه القوة المقاتلة-حتى ولو ضمت مقاتلين أجانب- على معرفة شاملة بالعراق، كما أن زعماءها منظمون بكيفية أفضل وأذكى وأكثر تمرسا في القتال من بعض قيادات الجيش العراقي الحالية.

وأضاف جرجس “لقد سمح ذلك لداعش أساسا بالحصول على الخبرات وبأن يكون لدى التنظيم دوافعه وأن يكون له قيادة وسيطرة. إنه جيش مصغر يعمل في دولتين هما سوريا والعراق.”

التحذير الثاني: حرب أهلية في سوريا ستزرع الفوضى في المنطقة:

تنظيم “داعش” لا يقاتل فقط بل إنه يحقق انتصارات. وتقدمه في سوريا والعراق-وهو الذي انبثق على أتقاض القاعدة الخاسرة في العراق- يعكس تناميه كقوة مقاتلة ضاربة.

ويعود تنامي قوة التنظيم إلى النجاح الذي أحرزه في سوريا مع دخولها حربا أهلية. ولم يكن له ذلك لو لم يحصل على التدريب الملائم والأموال الكثيرة.

ويقول رمزي مارديني وهو باحث في مجموعة “المجلس الأطلسي” في الأردن “لقد كانت هناك جهود ملموسة لتحويل العراق وسوريا إلى ساحة طائفية. لديهم أجندا أساسها إنشاء دولة الخلافة على مساحة واسعة تضم العراق وسوريا .”

واعترف وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بأن النزاع السوري أثر بصفة سلبية على دول أخرى مثل العراق. وقال “لذلك ينبغي أن يتم التوصل لبعض الاتفاقات بشأن سوريا حتى لو لم تحلّ كل شيء. ما يحدث يؤكد أهمية إعادة إطلاق الجهود في الشهور المقبلة للتوصل إلى حل بشأن سوريا .”

وأضاف “أما بالنسبة إلى العراق فإنّه من الحيوي أن يتحقق تقدم سياسي يساعد الحكومة العراقية على التعامل بفعالية مع ما يحدث.”

التحذير الثالث: الخلافات بين السنة والشيعة لا يمكن حلها

وبإشارته “للتقدم السياسي” يرجح أن هيغ يشير إلى الانقسام الطائفي الذي يهز الطبقة السياسية في العراق الذي يقود حكومته نوري المالكي الشيعي في الوقت الذي تجد فيه الأقلية السنية نفسها على الهامش.

وقال فوزي مارديني “الخطأ الكبير الأوحد” بعد إطاحة صدام عام 2003، هو أنه لم يتم إيلاء المصالحة الأولوية المطلقة.

كما يقول السفير السابق في العراق جيمس جيفري إن للسنة تاريخا في العراق الحديث ولاسيما في جيشه وكثير من جنرالاته كانوا سنة “وإثر ذلك لم يكن هناك جهد لجلب السنة إلى الحكومة.”

ويقول جرجس “استغلت داعش الهوة السحيقة بين السنة والشيعة لدرجة أنّها عثرت على مأوى ومركزا للتجنيد. وأعتقد أنّ تنامي داعش يمكن أن يتوقف بإقناع أغلب السنة بأن مستقبلهم سيكون أفضل مع حكومة مركزية في بغداد تكون حكومة توافق ووحدة بمزيد من المشاركة السنية.”

لكن جيفري يقول إنّ الأمر لن يكون بمثل هذه السهولة “فغالبية السنة لا يرغبون في أن تكون قيادتهم هي داعش. لقد مروا بنفس المسار منذ 2004 وربما فقدوا الأمل في حكومة بغداد ويرون أي تعامل معها وهما.”

التحذير الرابع: أمريكا ستندم على انسحابها من العراق:

لا يعتقد جيفري أن منح العفو لبعض المقاتلين السنة أو تشكيل حكومة وحدة ستغير الأمر جذريا. لكنه يعتقد أنه يمكن تغيير ذلك بتدخل تركيا-التي لها مسوغات لذلك على أساس الجيرة وأيضا اختطاف عدد من مواطنيها من قبل داعش، أو بتدخل إيراني الشيعية وتحالفها الطبيعي مع المالكي “وبالطبع يأتي التدخل الأمريكي.”

يعد الأمر مماثلا لما تم من قبل عندما نشرت الولايات المتحدة عديدا من القوات بلغ 166 ألفا قبل أن يقرر الرئيس باراك أوباما سحبهم بداية 2012.

وجّهت سهام النقد لقرار أوباما وقال قائد الاستخبارات الأمريكية أثناء حكم الرئيس السابق جورج بوش، مايكل هيدن إنّ ذلك كان خطأ فظيعا قلل أثر على المنطقة.

ولا توجد أي علامة على كون قوات أمريكية قد تنتشر في المنطقة قريبا لمعاودة مسك زمام الأمور.

التحذير الخامس: تقسيم العراق:

لا تبدو الأحداث الأخيرة مشجعة فيما يتعلق بقدرة العراق على الحفاظ على وحدته الترابية فالتقارير كثيرة بشأن تخلي القوات العراقية عن أماكنها وأسلحتها ومعداتها في الموصل.

ويقول جيفري إنّ “تدريبا ملائما للقوات العراقية وإسنادا جويا أكثر فعالية كان يمكن على الأقل أن يبطئ من تقدم داعش ولكن الآن من الواضح أن الجيش العراقي غير مدرب بكيفية ملائمة ويفتقد لقيادة جيدة ومن الواضح أنه غير كفء.”

وأضاف “من الواضح أنهم لا يستطيعون فتح النار أو المناورة كما أن قيادته في بغداد، لا تمنح القوات على الأرض الثقة المطلوبة في بعض الدوائر.”

ووفقا لمارديني فإنّ علاقات الحكومة العراقية مع أي شخص غير شيعي سواء من السنة العرب أو السنة الأكراد تجعل من الصعب تشكيل جبهة موحدة للتحرك.

والأكثر إثارة للرعب هو أنّ الكثير من العراقيين باتوا يدينون بالولاء لجماعات وليس للدولة وهذا يذكر بمقال كتبه نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن قال فيه إنه من الأساليب التي تسمح بالحفاظ على وحدة العراق هو منح “كل جماعة عرقية أو تجمعها روابط دينية أو طائفية مجالا لإدارة نفسها بنفسها.”

مصادر: لواء منشق يعتذر عن استلام وزارة الدفاع في حكومة المعارضة السورية
روما (12 حزيران/يونيو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
علمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء من مصدر قيادي في المعارضة السورية أن اللواء عبد العزيز الشلال، قائد الشرطة العسكرية السابق المنشق عن النظام السوري، قد اعتذر عن قبول منصب وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة التي تشرف عليها المعارضة السورية

ووفق المصدر فقد اعتذر الشلال قناعة منه بعدم جدوى هذه الوزارة طالما أن المجتمع الدولي لا يقدّم شيئاً حقيقياً للمعارضة السورية المسلحة، ولاعتقاده بأن الوزارة ستكون بلا معنى مع وجود تشتت كبير بالقوى المسلحة السورية

وكان رئيس الائتلاف أحمد الجربا قد اجتمع قبل يومين بالمجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر بحضور رئيس هيئة الأركان عبد الإله البشير ونائبه، ومن جمله المواضيع التي تم بحثها ترشيح اللواء الشلال لمنصب وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة خلفاً لأسعد مصطفى المستقيل الذي تنحى عن منصبه في هذه الوزارة مؤخراً

واللواء الشلال واحد من أصحاب أكبر الرتب العسكرية المنشقة عن النظام السوري، وانشق في كانون الأول/ديسمبر2012 بسبب ما قال إنه “انحراف الجيش عن مهمته الأساسية وهي حماية البلاد ومحاربة العدو الإسرائيلي”، وكان قبيل قيادته للشرطة العسكرية رئيساً للمحكمة الميدانية والمسؤول عن سجني صيدنايا وتدمر

مصدر بالجيش السوري الحر: هدن النظام مهددة بالفشل
قلل مصدر قيادي في الجيش السوري الحر من أهمية الهدن التي يقوم بها النظام مع مقاتلي المعارضة في بعض مناطق البلاد، وقال إنها “مهددة بالفشل في أي لحظة”، ورأى فيها دليل على عدم القدرة على الحسم عسكرياً للنظام

وقال المصدر القيادي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن حالة التهدئة التي يحاول النظام فرضها على بعض مناطق سورية مقابل فك الحصار عنها ليست مصالحات وإنما هدن مؤقتة وهشة ووهمية ومعرّضة للفشل في أي لحظة، خاصة مع افتقاد النظام لأي مصداقية من جهة ولقلة العنصر البشري الكافي لحربه ضد الشعب من جهة ثانية” على حد تعبيره.

وأضاف “هذه الهدن هي دليل ضعف على عكس ما يحاول النظام الإيحاء به وترويجه، فالنظام عملياً وعلى أرض الواقع غير قادر على الانتصار ميدانياً وليست لديه القدرة على الحسم عسكرياً في هذه المناطق رغم الدعم الكبير الذي يتلقاه من حلفائه إيران وحزب الله وروسيا”، على حد وصفه

وأوضح “ما يؤكد لنا ضعف النظام هو رضوخه لشروط الثوار في العديد من المناطق، ففي هدنة برزة بدمشق مثلاً اشترطت المعارضة المسلحة البقاء في المنطقة بأسلحتها وعتادها، وفي المعضمية بريف دمشق اشترط النظام أن يُرفع علمه فوق خزان المياه بالبلدة فقط مقابل فك الحصار عن المدينة، وهذا دليل ضعف، بينما يحاول النظام البحث عن انتصارات معنوية وهمية ليوحي لأنصاره وللعالم الخارجي أنه يتقدم ميدانياً”

وتابع “يحاول النظام من خلال الهدن تحصين دمشق والخط الساحلي الممتد من القلمون إلى حمص فطرطوس واللاذقية، وهي أهم مرتكزات النظام في المرحلة المقبلة، ويحاول خنق المناطق الثائرة وجرّها إلى المصالحة لإطالة عمره وتخفيف الضغط عن قوّاته المنهكة”.

وكشف عن حجم الخسائر البشرية التي مني بها النظام وقال “لولا الدعم الإيراني والروسي لما بقي هناك نظام أساساً، أزمته الحالية عميقة وكبيرة وهي أزمة مقاتلين”، وقال “لدينا معلومات شبه دقيقة عن هروب نحو 200 ألف من شباب ورجال الطائفة العلوية إلى لبنان وأوربا الشرقية وبعض الدول الإفريقية، وبهذا نستطيع القول دون مبالغة أن نظام الأسد ضحى بمستقبل طائفته وقضى على جيل من شبابها من أجل بقائه بالسلطة هو ومن معه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى