أحداث الخميس 13 نيسان 2017
ترامب يبحث عن «شراكة فعلية» مع بوتين في سورية
موسكو – رائد جبر لندن، باريس، نيويورك، واشنطن – «الحياة»، رويترز
أكدت موسكو وواشنطن سعيهما إلى «تحديد النقاط الخلافية والانطلاق من المسائل المتفق عليها» على رغم التصريحات النارية التي رافقت زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون موسكو قبل لقائه الرئيس فلاديمير بوتين. وأعلنت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي الرسالة التي كان ينتظر من تيلرسون إيصالها بأن الولايات المتحدة «في حاجة إلى شريك، بالأفعال لا الأقوال». وكان الترقب سيد الموقف في نيويورك لحصيلة محادثات موسكو، لتحديد مصير مشروع قرار غربي يدعو دمشق إلى فتح قواعدها الجوية أمام تحقيق دولي.
وعلى رغم تكتم الطرفين الأميركي والروسي على تفاصيل اللقاء الذي جرى خلف أبواب مغلقة بين الرئيس الروسي ووزير الخارجية الأميركي الزائر، اعتبرت أوساط روسية أن لقاء بوتين وتيلرسون «يعكس تقدماً مهماً في المحادثات» لأن الكرملين كان أعلن في وقت سابق أن بوتين لا ينوي استقبال الوزير الأميركي. وكان تيلرسون عقد جولة محادثات استمرت نحو خمس ساعات مع نظيره سيرغي لافروف، الذي استهل اللقاء بتأكيد ضرورة عدم تكرار توجيه ضربات عسكرية في سورية مستقبلاً، وأبدى استعداد موسكو للحوار ومحاولة تقريب وجهات النظر مع واشنطن. لكن محادثات تيلرسون في موسكو رافقتها أجواء توتر، إذ استبقها الكرملين بإطلاق تصريحات حملت رفضاً لمساومة روسيا حول ملف مساندة الرئيس بشار الأسد. واعتبر الناطق باسم الكرملين الدعوات الغربية في هذا الشأن «أمراً سخيفاً». وقال إنها تعادل الدعوة إلى السماح للإرهابيين بالانتصار على السلطات الشرعية. وشدد بوتين على تبرئة الحكومة السورية من اتهامات استخدام الكيماوي في سورية، واعتبر أن «الفرضيتين الوحيدتين لما جرى في خان شيخون هما أن تكون القوات السورية قصفت مستودعاً للإرهابيين فيه مواد سامة أو أن تكون تلك كلها مجرد تمثيلية».
في نيويورك، أعلنت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي الرسالة التي كان ينتظر من وزير الخارجية ريكس تيلرسون إيصالها إلى روسيا أمس في لقائه المغلق مع بوتين، أن الولايات المتحدة «بحاجة إلى شريك، بالأفعال لا الأقوال»، وأنها في الوقت ذاته «لن تتردد في التحرك بنفسها» مع «الدول المتحضرة» في سورية. وأظهرت هايلي خلال ترؤسها جلسة حول سورية في مجلس الأمن أمس، أن المطالب الأميركية من روسيا تتمثل في منع دمشق نهائياً من استخدام السلاح الكيماوي، وإلزامه فتح قواعده الجوية أمام التحقيق الدولي، ووقف تغطية الأسد في تلكئه في العملية السياسية، وإنهاء دور إيران التي «تستخدم سورية قاعدة لترويع بقية المنطقة»، مؤكدة التزام واشنطن مسار جنيف «لكننا نريد شريكاً».
وفي الوقت ذاته، أكدت مصادر روسية في نيويورك أن إيقاع التحرك في المجلس سيتحدد بناء على حصيلة الاجتماع بين بوتين وتيلرسون في موسكو، إن لجهة استخدام الفيتو ضد مشروع القرار الغربي المتعلق بحادثة خان شيخون، أو إرجاء طرح مشروع القرار على التصويت، أو تعديله للتوصل إلى تسوية في شأنه.
وكانت الدول الغربية الثلاث الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، أعادت طرح مشروع قرارها في مجلس الأمن عشية زيارة تيلرسون موسكو، ملوحة بإحالته على التصويت مساء أمس، وتدعو فيه الحكومة السورية إلى فتح قواعدها الجوية أمام لجنة التحقيق الدولية. ودعت هايلي روسيا إلى التوقف عن «عزل نفسها عن بقية المجتمع الدولي كلما ألقى الأسد سلاحاً كيماوياً». وخاطبت المندوب الروسي فلاديمير سافرونكوف عبر طاولة مجلس الأمن بالقول: «أنتم يا زميلي تعزلون أنفسكم، وحان الوقت لكي توقف روسيا التغطية على أعمال الأسد وأن تضغط بقوة لأجل السلام ولا تبقى جزءاً من المشكلة، ويمكن أن نبدأ معاً خفض وتيرة النزاع».
وفي شأن إيران، قالت هايلي: «يجب أن نكون واضحين، فإيران وحزب الله وبقية الميليشيات التي تدعمها في سورية، إنما تصب الزيت على النار في النزاع بهدف توسيع سيطرتها ونفوذها». وقالت إن على روسيا أن تنضم إلى الولايات المتحدة في «الطلب من إيران التوقف عن استخدام سورية قاعدة لترويع الشعب السوري وبقية المنطقة».
في المقابل، قال المندوب الروسي إن بريطانيا وفرنسا «تسعيان إلى تقويض أي تقارب روسي- أميركي» من خلال التصعيد ضد روسيا «ودعم المجموعات الإرهابية». وخاطب المندوب البريطاني بأن بلاده «تخاف من أن تعمل روسيا مع الولايات المتحدة، ولهذا تسعى إلى تقويض العملية السياسية والدفع نحو الصدام في مجلس الأمن»، متهماً بريطانيا وفرنسا بأنهما «لم تفعلا أي شيء لدعم وقف النار والعملية السياسية» في سورية سوى «العمل على تغيير النظام».
وحذر سافرونكوف من أخطار تغيير النظام في سورية، داعياً الدول الغربية إلى «النظر لما يجري في بقية دول المنطقة، حيث لا يمكننا التوصل إلى الاتفاق على صياغة دستور على الورق، فكيف بتدمير مؤسسات دولة قائمة في سورية، وهي أهم دولة في المنطقة». وقال إن مصير سورية «يجب أن يحدده السوريون» من خلال المفاوضات السياسية الجارية في جنيف وآستانة، مشدداً على أن التسوية السياسية «هي الطريق الوحيد لإعادة سورية إلى السلام». وأكد أن روسيا تمد اليد «لنجعل سورية مثالاً للتعاون في ما بيننا»، مؤكداً دعم جهود الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا.
وكان السفير البريطاني ماثيو ريكروفت كرر عبارات استخدمها سابقاً بأن روسيا «أصبحت في موقع المهانة بسبب تعاونها مع مجرم حرب بربري» هو الأسد، داعياً روسيا إلى «التخلي عن الأسد والانضمام إلى بقية المجتمع الدولي». كذلك اعتبر السفير الفرنسي فرانسوا ديلاتر أن الضربة العسكرية الأميركية على سورية «تشكل فرصة فريدة لا ينبغي تفويتها، من خلال تسريع العملية السياسية للتوصل إلى حل سياسي من دون الأسد».
وكان المجلس استمع في بداية الجلسة إلى دي ميستورا الذي اعتبر أن «الحل السياسي هو الوحيد في سورية»، وأن الهجوم الكيماوي يؤكد الحاجة الماسة إلى «تعزيز الجهد الديبلوماسي». وأعلن أنه سيدعو إلى جولة مفاوضات جديدة الشهر المقبل، مشيراً إلى أن الجولة الماضية حققت تقدماً محدوداً ولكن مهماً، ويجب أن نستمر في الجولة المقبلة في بحث السلات الأربع بالتوازي في جنيف.
ونفى السفير السوري بشار الجعفري تماماً مسؤولية القوات الحكومية السورية عن أي هجوم كيماوي، مشيراً إلى أن لجنة الأمم المتحدة أكدت أن سورية سلمت كل ترسانتها الكيماوية. واتهم الدول الداعمة للمعارضة «بنشر الإرهاب وتقويض المفاوضات» السياسية.
ودان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند «الشعور بالإفلات من العقاب»، وقال إن الأسد بات «يحمل وصمة الجزار الكيماوي»، في وقت قال الرئيس دونالد ترامب في مقابلة مع «فوكس نيوز»، إن «بوتين يدعم شخصاً شريراً بحق، أظنه سيئاً جداً سواء بالنسبة لروسيا أو للبشرية والعالم أجمع. عندما تلقي غازاً أو قنابل أو براميل متفجرة ضخمة معبأة بالديناميت وسط مجموعة من الناس ثم تجد الأطفال من دون أذرع أو أرجل أو أوجه، فهذا بكل إنصاف حيوان».
وقال شون سبايسر الناطق باسم البيت الأبيض إنه خذل ترامب بتصريحات «لا مبرر لها وغير مقبولة» قارن فيها استخدام الأسد للغاز السام بالفظائع التي ارتكبها أدولف هتلر.
فيتو روسي ثامن يحصن الأسد من كيماوي خان شيخون
نيويورك، موسكو، باريس – رويترز
عرقلت روسيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمس (الأربعاء) جهوداً غربية لإدانة هجوم مميت بالغاز السام في سورية، فيما اتفقت مع الولايات المتحدة على مواصلة التعاون لمحاولة إيجاد حل سياسي في سورية، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد محادثات مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون.
واعترضت روسيا على مشروع قرار أيدته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا يندد بالهجوم الذي وقع في بلدة خان شيخون ويطالب حكومة الأسد بالسماح بدخول محققين وتقديم معلومات عن خطط الطيران. وهذه هي المرة الثامنة التي تستخدم فيها موسكو حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن لحماية النظام السوري خلال النزاع المستمر منذ ستة أعوام في سورية.
وقال نائب المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف إن مشروع القرار أنحى باللائمة على الحكومة السورية قبل إجراء تحقيق مستقل. وأضاف: «أنا مندهش من الوصول لهذه النتيجة. موقع الجريمة لم يزره أحد حتى الآن. كيف عرفتم ذلك؟»، معتبراً أن «الهجوم الأميركي على القاعدة الجوية السورية انتهك المعايير الدولية».
واعتبرت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أن روسيا تعزل نفسها بدعمها للرئيس السوري بشار الأسد وأنه كان يتعين على موسكو «منذ وقت طويل مضى أن تكف عن توفير غطاء للأسد». وقالت للبعثة الروسية إلى مجلس الأمن «إنكم تعزلون أنفسكم عن المجتمع الدولي في كل مرة تلقي فيها إحدى طائرات الأسد برميلاً متفجراً على المدنيين وفي كل مرة يحاول فيها الأسد تجويع جماعة أخرى من السكان حتى الموت».
وامتنعت الصين عن التصويت اليوم إلى جانب إثيوبيا وكازاخستان. وكانت الصين استخدمت حق النقض من قبل على ستة قرارات في شأن سورية منذ بدء النزاع. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه لم يفاجأ بامتناع الصين عن التصويت.
وأيدت عشر دول مشروع القرار في حين انضمت بوليفيا إلى روسيا في التصويت بالرفض. وأبلغ ماثيو رايكروفت سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة مجلس الأمن أن علماء بريطانيين أجروا اختبارات على عينات أخذت من موقع الهجوم وتبين وجود غاز السارين. وحمل حكومة الأسد المسؤولية. وذكر سفير سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إن سورية أرسلت عشرات الرسائل إلى مجلس الأمن يتضمن بعضها تفاصيل عن «تهريب السارين من ليبيا عبر تركيا على متن طائرة مدنية بواسطة مواطن سوري».
وقال ديبلوماسيون إن روسيا قدمت مشروع قرار منافساً يعبر عن القلق من الهجوم بالغاز الذي وقع الأسبوع الماضي ويندد بالضربة الأميركية على سورية. ولم يتضح إن كانت موسكو تنوي طرح مشروع القرار للتصويت. وتقول القوى الغربية إن الهجوم بالغاز نفذ من الجو وإن المعارضة السورية المسلحة لا تملك أي طائرات.
ودفع الهجوم بالغاز السام الذي وقع في الرابع من نيسان (أبريل) الولايات المتحدة إلى شن ضربات صاروخية على قاعدة جوية سورية وتوسيع هوة الخلاف بين الولايات المتحدة وروسيا.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي بعد إن بعض التقدم تحقق في شأن سورية وإنه سيجري تشكيل مجموعة عمل لدرس تحسن العلاقات المتردية بين الولايات المتحدة وروسيا، موضحاً أن الرئيس فلاديمير بوتين قال إن موسكو على استعداد لاستئناف الاتفاق الأميركي الروسي للسلامة الجوية فوق سورية بعد أن جرى تعليقه في أعقاب الهجوم الصاروخي الأميركي على سورية الأسبوع الماضي.
وأوضح وزير الخارجية الروسي أن بلاده لا تعلق آمالها «على الأسد أو أي شخص آخر في سورية»، مؤكداً أن روسيا تريد عملية سياسية سلمية. وحذر من أن «أي محاولة للإطاحة بالحكومة السورية لن تسهم إلا في مساعدة متشددي الدولة الإسلامية (داعش)». وشدد لافروف في وقت سابق على أهمية عدم السماح بتكرار الضربات الأميركية في سورية. وأضاف أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة على قاعدة جوية سورية الأسبوع الماضي غير قانونية.
من جهته، أوضح تيلرسون أن العلاقات «وصلت إلى مستوى متدن مع تراجع في الثقة». ودعا إلى رحيل الأسد عن السلطة. وتابع «ليس لدينا معلومات مؤكدة تشير إلى ضلوع القوات الروسية في الهجوم الكيماوي»، مشدداً على أن «الهجوم جرى بتخطيط وتوجيه وتنفيذ قوات الحكومة السورية».
وفي حديث تلفزيوني أذيع بعد لحظات من لقاء تيلرسون ولافروف قال بوتين إن مستوى الثقة بين الولايات المتحدة وروسيا تراجع منذ أن تولى الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه، مضيفاً أنه «يمكن القول إن درجة الثقة على مستوى العمل وخصوصاً على المستوى العسكري لم تتحسن بل إنها تدهورت».
وأكد بوتين تأييد روسيا للرئيس السوري بشار الأسد وكرر نفيه أن تكون حكومة الأسد وراء هجوم بالغاز الأسبوع الماضي، مضيفاً تصوراً جديداً لما يمكن أن يكون قد حدث بقوله أن أعداء الأسد ربما اختلقوا الواقعة لتشويه صورة الحكومة السورية.
من جهته، قال ترامب خلال مؤتمر صحافي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن الوقت حان لإنهاء الحرب الأهلية في سورية. وتراجع ترمب عن قوله السابق إن «(حلف الأطلسي) عفا عليه الزمن»، موضحاً أننه «لم يعد كذلك»، مضيفاً أن الحلف يتكيف مع المهمة الأوسع نطاقاً ضد «داعش».
وتحقق بعثة لتقصي الحقائق تابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية في الهجوم الذي تنفي الحكومة السورية المسؤولية عنه والذي نفذ في منطقة تسيطر عليها المعارضة في إدلب شمال سورية وأودى بحياة ما لا يقل عن 87 شخصاَ كثير منهم أطفال.
وفي حال تأكيد استخدام السلاح الكيماوي سيتكفل فريق تحقيق مشترك من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية بفحص الواقعة لتحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم. وتوصل هذا الفريق بالفعل إلى أن قوات الحكومة السورية مسؤولة عن ثلاث هجمات بغاز الكلور في الأعوام 2014 و2015 وأن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) استخدم غاز الخردل.
لافروف: روسيا لن تدعم أي قرار في مجلس الأمن الدولي يدين الحكومة السورية
موسكو – د ب أ – صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الخميس، بأن روسيا لن تدعم أية محاولات لتمرير قرار من مجلس الأمن الدولي يدين الحكومة السورية دون دليل دامغ أو تحقيق في الحادث الذي وقع في خان شيخون مؤخراً.
ونقلت وكالة “تاس″ الروسية عنه القول :”لا يمكننا دعم ولن ندعم محاولات تمرير قرار من مجلس الأمن الدولي يدين الحكومة السورية (خلسة) دون تحقيقات”.
واستخدمت روسيا الليلة الماضية حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب الجيش السوري بتقديم تفاصيل عن المهام الجوية المرتبطة بهجوم خان شيخون.
قوات سوريا الديمقراطية تشن هجمات جديدة على الدولة الإسلامية
بيروت – رويترز – قالت قوات سوريا الديمقراطية الخميس، إنها بدأت مرحلة جديدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية لكنها لم تبدأ بعد في مهاجمة مدينة الرقة معقل التنظيم في سوريا في تأخر على ما يبدو في سير العملية.
وبدأت في نوفمبر تشرين الثاني حملة متعددة المراحل من جانب قوات سوريا الديمقراطية، وهو تحالف مدعوم من الولايات المتحد يضم جماعات مسلحة من الأكراد والعرب، بهدف طرد الدولة الإسلامية في نهاية المطاف من الرقة.
والشهر الماضي قال مسؤولون في وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل عنصراً رئيسياً في قوات سوريا الديمقراطية إن الهجمات على الرقة ستبدأ في أوائل أو منتصف شهر أبريل نيسان الجاري.
وقال البيان إن المرحلة الرابعة من الحملة تهدف إلى “تطهير ما تبقى من الريف” شمالي المدينة من مقاتلي الدولة الإسلامية. ولم يذكر البيان موعد الهجوم على الرقة ذاتها.
وأضاف البيان “نستهدف تحرير عشرات القرى الواقعة في وادي جلاب والريف الشمالي لمدينة الرقة… لتطهير ما تبقى من الريف الشمالي ووادي جلاب من إرهابيي داعش وإزالة آخر العقبات أمامنا للتمهيد لعملية تحرير مدينة الرقة.”
خبراء أسلحة كيماوية في تركيا للتحقيق في مزاعم الهجوم في سوريا
أمستردام- رويترز- قالت مصادر إن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أرسلت فريقا من الخبراء إلى تركيا لجمع عينات في إطار تحقيق في مزاعم بشن هجوم بغاز السارين في سوريا الأسبوع الماضي مما أدى إلى مقتل 87 شخصا.
وقالت المصادر لرويترز الخميس إن المنظمة ومقرها لاهاي أرسلت بعثة لتقصي الحقائق لجمع عينات حيوية (بيومترية) وإجراء مقابلات مع الناجين.
رغم الدعم الروسي… قوات الأسد والحرس الثوري و«حزب الله» تفشل عسكريا أمام ثوار درعا
هبة محمد
دمشق ـ «القدس العربي»: تستمر كتائب المعارضة المسلحة المنضوية ضمن غرفة عمليات «البنيان المرصوص» التي تضم مجموعة من فصائل «الجيش الحر» في الجبهة الجنوبية، تقدمها، في مدينة درعا على الحدود السورية الأردنية، مجبرة قوات النظام السوري والقوات الرديفة له من الميليشيات اللبنانية والعراقية والإيرانية على التراجع إلى درعا المدينة التي تعتبر قاعدة النظام الأساسية في المحافظة، بالرغم من الغطاء الجوي السوري والروسي الكثيف على مواقع الاشتباك والأحياء السكنية.
وذكرت غرفة العمليات التي تشن هجوماً على مواقع النظام في حي المنشية بمدينة درعا، أنها انتزعت السيطرة على 15 كتلة سكنية جديدة، كانت تتمركز فيها قوات النظام، تضاف إلى عشرات الكتل من الأبنية المحررة مسبقاً في المعركة ذاتها، وأوضحت الغرفة أنه بعد التقدم الكبير الذي أحرزته فصائل البنيان المرصوص في حي المنشية، وسقوط عشرات العناصر والضباط قتلى في الشوارع وتحت أنقاض حواجزهم العسكرية، فضلاً عن أسر عدد من العناصر، يحاول النظام السوري مدعوماً بالميليشيات الصمود في ما تبقى من الحي، زاجاً بالعناصر السوريين في الخطوط الأمامية للقتال، ومن خلفهم عناصر حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، وبناءً على ذلك وجهت غرفة عمليات البنيان المرصوص، نداء لعناصر النظام المتبقين في حي المنشية، بالاستسلام أو الهروب، قبل أن يُضافوا إلى رفاقهم حسب البيان.
أهمية حي المنشية في درعا حسب ما صرح قيادي من المعارضة المسلحة لـ «القدس العربي»: حجمت النظام وطموحاته في السيطرة على المعبر الحدودي مع الأردن، وأربكت قواته الحليفة التي رسمت خطة انطلاقها من حي المنشية الذي يشرف على معبر الجمرك القديم، والذي يعتبر إحدى البوابات والمعابر الهامة مع الأردن.
وتحظى معارك درعا البلد وخاصة حي المنشية بأهمية كبيرة بالنسبة للطرفين، إذ أن النظام السوري يسعى جاهداً إلى الوصول لبوابة جمرك درعا القديم، وهي النقطة الحدودية الرسمية التي تربط سوريا بالأردن، كما يعتبر جمرك درعا أحد اهم الطرق الاقتصادية للنقل التجاري ومرور القوافل بين البلدين، فيما تسعى المعارضة إلى تثبيت قواعدها على المعبر، علما انها كانت قد نجحت منذ أعوام في وضع يدها على معبر نصيب الذي يعتبر الشريان الاقتصادي للجنوب السوري، علاوة على أن الحكومة الأردنية أغلقت بواباتها الحديدية مذ سيطرة المعارضة على تلك المعابر.
ونشرت الغرفة عبر حسابها الرسمي على مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» شريطاً مصوراً لأربعة عناصر بينهم ضابطان، تم أسرهم خلال المعارك الأخيرة، حيث صرح الرقيب الأسير «طارق طجمية» من مرتبات الفرقة 15 بأن قيادات الميليشيات الشيعية اللبنانية والإيرانية، انسحبت بشكل مفاجئ من المعارك دون ان تبلغ قوات النظام بانسحابها، فيما ترك الحرس الثوري الإيراني مواقعه حينما اشتدت المعارك، بالتزامن مع تقدم المعارضة إلى مواقع هامة داخل «عصب درعا» حي المنشية.
قاعدة حميميم الروسية أكدت ترجع حليفها السوري في مدينة درعا، حيث نشرت القناة المركزية للقاعدة ان «المجموعات الإرهابية في مدينة درعا جنوب سوريا زخماً أكثر في هجماتها على القوات الحكومية بعد الضربة الصاروخية الأمريكية في سوريا، تلك الضربة قدمت دعماً معنوياً عالياً لتلك المجموعات لمواصلة هجماتها على القوات الحكومية في مناطق عدة من سوريا» مضيفة «لا نستطيع تحميل القوات البرية في جنوب سوريا مسؤولية ما يجري من تقدم للتنظيمات الإرهابية في مدينة درعا، فعناصر الفرقة الخامسة عشرة المحمولة جواً والمتواجدة في المنطقة يقدمون تضحيات كبيرة لا يمكن إنكارها في التصدي للإرهاب، والقاذفات الروسية تساندها جوياً، ولكن تفتقر تلك القوات للآليات العسكرية المدرعة والفعالة في ارض المعركة سواءً للمناطق المكشوفة أو ضمن حرب الشوارع في المدن»، حسب المصدر.
سياسياً جدد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، دعمه الكامل لفصائل «الجيش الحر» في «الجبهة الجنوبية»، وأشاد عبر موقعه الرسمي بثباتهم في وجه قوات «الأسد والاحتلال الروسي والميليشيات الإيرانية الإرهابية»، مؤكداً أن تحرير كامل الأرض السورية أمرٌ حتمي لا محيد عنه.
ويأتي التقدم الأخير في درعا بعد سلسلة طويلة من الخروقات لجميع اتفاقات وقف إطلاق النار من قبل قوات النظام ومن قبل الميليشيات الإيرانية، وكذلك من قبل روسيا، الملتزمة بتوفير الغطاء السياسي له، متنكرة باستمرار لواجباتها كضامن لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أنقرة في 29 كانون الأول/ديسمبر العام الفائت.
يكشف الانتصار في حي المنشية في درعا وفي مناطق أخرى، برأي الائتلاف الوطني، أن كل محاولات الالتفاف على إرادة السوريين محكومة بالفشل، وأن مصيرنا لن يتحدد في روسيا ولا في إيران، بل في سوريا وعلى ترابها وبيد أبنائها، من واجب المجتمع الدولي أن يبادر إلى تحمل مسؤولياته فوراً، والتعجيل في اتخاذ إجراءات تضمن حماية المدنيين وفق قوانين الشرعية الدولية، ويمنع جرائم الحرب المستمرة بحقهم على يد نظام الأسد وداعميه، ويساهم في فرض الحل السياسي العادل، ومحاربة قوى الإرهاب بأشكالها كافة، وفي مقدمتها نظام بشار والميليشيات الطائفية.
طائرات روسية تقصف ريفي إدلب وحلب بالفوسفور الأبيض
عبد الرحمن خضر
قصفت طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي، فجر وصباح اليوم الخميس، مناطق في ريفي إدلب وحلب، بقنابل حارقة، وأخرى تحوي مادة الفوسفور الأبيض المحرّمة دولياً.
وقال مصدر في الدفاع المدني، لـ”العربي الجديد”، إنّ “طائرة حربية روسية استهدفت مدينة دارة عزة بقنابل حارقة، ما أدّى إلى نشوب حرائق في ممتلكات المدنيين لم تسفر عن إصابات”، مشيراً إلى أنّ “قصفاً مماثلاً طاول مدينة جسر الشغور بريف إدلب وأطرافها، ما أسفر عن إصابة مدنيين اثنين”.
وأضاف أنّ “غارة بقنابل تحوي مادة الفوسفور الأبيض، استهدفت قرية البراغيثي، في ريف إدلب الشرقي، قرب مدينة أبو الظهور، لم تسفر عن إصابات”.
وفي غضون ذلك، وصلت الحافلات التي من المفترض أن تقلّ أهالي بلدتي كفريا والفوعة، إلى أطراف مدينة إدلب، فيما تجري التحضيرات، لنقل نحو 8000 شخص، باتجاه مدينة حلب.
وكانت مصادر محلية قد أفادت “العربي الجديد”، أمس الأربعاء، بتأجيل البدء بإخلاء سكان المدن الأربع إلى اليوم بسبب تعقيدات من قبل النظام.
وما زالت الحافلات التي من المتوقع أن تنقل أهالي مضايا والزبداني إلى إدلب تنتظر في بلدة مضايا، فيما تعرّضت القافلة التي نقلت أهالي وادي بردى باتجاه مضايا لإطلاق نار من قبل مليشيات النظام، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين.
آلاف السوريين يهجرون اليوم باتفاق “المدن الأربع“
ريان محمد
مرة جديدة يواجه السوريون التهجير القسري، وإن كانت هذه المرة ليست كسابقاتها، فالاتفاق المتعارف عليه باسم “اتفاق المدن الأربع” الذي أبرم بين إيران و”هيئة تحرير الشام”، ويشمل مضايا وبقين والزبداني في ريف العاصمة السورية دمشق، وكفريا والفوعة في ريف إدلب، يفضي إلى تبادل آلاف الأشخاص بين المنطقتين، الأمر الذي أثار العديد من الانتقادات والإدانات من السوريين، لا سيما من قبل المعارضة، إذ اعتبر الاتفاق “نقطة سوداء” في تاريخ سورية وجريمة قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب.
وبدأ التمهيد لتنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق ليل الثلاثاء – الأربعاء، عبر عملية تبادل للأسرى وعدد من الجثامين بين “جيش الفتح” المحاصر لكفريا والفوعة، ومليشيات حزب الله اللبناني والنظام السوري، إذ أطلق الأخير سراح نحو 19 أسيراً مقابل إطلاق “جيش الفتح” سراح أربعة أطفال وثماني نساء من أهالي كفريا والفوعة وثمانية جثامين لقتلى المليشيات، بينهم جثمان لقيادي من حزب الله، يدعى جميل حسين فقيه، المعروف بياسر الطيري، الذي قتل في مواجهات سابقة على أطراف بلدتي كفريا والفوعة. وقد وصل المفرج عنهم والجثث إلى مدينة حلب صباح أمس، الأربعاء.
وأكد مدير العلاقات الإعلامية في “هيئة تحرير الشام”، عماد الدين مجاهد، في حديث مع “العربي الجديد”، إتمام عملية التبادل. وقال إن “جيش الفتح قام بعملية تبادل أسرى مع مليشيات في كفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي، وتم إخراج 12 معتقلاً للنظام وحلفائه مقابل فك أسر 19 معتقلاً للمعارضة”.
وقال الناشط الإعلامي في مضايا، حسام محمود، لـ”العربي الجديد”، إن الباصات الخضر وصلت إلى مشارف مضايا منذ مساء الثلاثاء، ودخلت إليها صباح الأربعاء، وعددها نحو 90 باصاً، لنقل من سيتم تهجيرهم من مضايا وبقين اعتباراً من اليوم، الخميس. ولفت إلى أن “الناس مصابون بنوع من الهستيريا والقهر، ولا يصدقون ما يجري، فقد سبق أن تم الحديث عن التهجير أكثر من مرة ولم يحدث، ولكن اليوم (أمس) عندما شاهدوا الباصات، كانت صدمة كبيرة، فعقب 6 سنوات من الثورة وعامين من الحصار، الناس لا تستطيع أن تتقبل هذا الأمر”، وفق تعبيره. وبيّن أن “عدد المهجرين من مضايا وبقين والزبداني بين مدنيين ومقاتلين يبلغ نحو 2200 شخص، إضافة إلى 158 مقاتلاً من الزبداني، ونحو 150 مقاتلاً من الجبل الشرقي”، لافتاً إلى أنه “سيتم إخراجهم عبر دفعة واحدة إلى الشمال السوري”.
ومن جانبه، قال رئيس الهيئة الطبية في الزبداني، عامر برهان، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “نحو 158 مقاتلاً من أبناء الزبداني يستعدون لمغادرة مدينتهم مكرهين، وهم الذين اختاروا الدفاع عن مدينتهم طوال السنوات الماضية”. ويحاصر حزب الله والقوات النظامية مقاتلي الزبداني في مساحة لا تزيد عن كيلومتر واحد منذ نحو عامين، وهم آخر المقاتلين الذين تمسكوا بمدينتهم.
وأفاد مصدر من مخيم اليرموك، طلب عدم ذكر اسمه، في حديثه لـ”العربي الجديد”، بأن “عدد مقاتلي هيئة تحرير الشام وعائلاتهم الذين من المفترض إخراجهم عقب شهرين من بدء العملية يبلغ نحو 500 شخص”، مبيّناً أنهم “محاصرون في جزء صغير من المخيم، الخاضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي سبق أن أبرم كذلك اتفاقاً مع النظام للخروج من جنوب دمشق إلى مناطق التنظيم في شرق البلاد”، بحسب تأكيد المصدر.
وأشار مدير العلاقات الإعلامية في “هيئة تحرير الشام” إلى أن اتفاق المدن الأربع ينص على “إخراج قرابة 3000 شخص من مضايا والزبداني وبلودان إلى الشمال – الراغبين فقط – وإخراج 1500 أسير وأسيرة من سجون النظام، معظمهم من النساء، وإدخال مساعدات، بالإضافة إلى هدنة في مناطق جنوب دمشق، وأولها مخيم اليرموك المحاصر”. وتابع أنه “بعد مدة شهرين يتم إخراج المحاصرين في مخيم اليرموك إلى الشمال، وحل قضية 50 عائلة عالقة في لبنان من أهالي الزبداني ومضايا، وإعلان هدنة في إدلب وتفتناز وبنش ورام حمدان وشلخ وبروما، لمدة 9 أشهر تشمل جميع أنواع القصف المدفعي والجوي، وإخراج كامل سكان كفريا والفوعة على دفعتين”، وفق قوله.
واعتبر القيادي في “هيئة تحرير الشام” أن “الرابح الأكبر في هذا الاتفاق هو الثوار”، متحدثاً عن فشل الوفود التي شاركت في مفاوضات أستانة وجنيف في إخراج بعض الأسرى أو إدخال بضعة سلال إغاثية إلى تلك المناطق، متسائلاً “لماذا يعتبر البعض هذا الاتفاق مجحفاً أو يهدف إلى التغيير الديموغرافي؟”. وأشار إلى أنه “لن يخرج من مناطق محيط العاصمة إلا قرابة ثلاثة آلاف شخص فقط”، وتساءل عن سبب امتناع البعض عن الاعتراض تحت حجة رفض التغيير الديموغرافي حين تم “إخراج أكثر من 15 ألف شخص من حي الوعر المحاصر وقبله داريا والهامة وقدسيا ووادي بردى والتل وغيرها؟”.
ومن كفريا والفوعة، أفادت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، بأن “نحو 120 حافلة وصلت، الثلاثاء، تحت إشراف منظمة الهلال الأحمر السوري، ستعمل على نقل نحو 8000 شخص موجودين في البلدتين، إلى حلب كمحطة أولى”. وسبق أن أعلن عن تأجيل الاتفاق بعدما تم الإعلان عنه في المرة الأولى في الرابع من الشهر الحالي، جراء رفض عدد من الأهالي من المدن الأربع القبول بالخروج من مناطقهم، ليؤجل إلى التاسع من شهر إبريل/ نيسان، جراء إشكاليات حول ترتيبات الخروج وتواصل الأصوات الرافضة للاتفاق. وأفادت عدة تقارير بأن ضغوطاً كبيرة مورست على أهالي كفريا والفوعة للرضوخ والقبول بالاتفاق، وخاصة من قبل حزب الله.
يشار إلى أن حزب الله والقوات النظامية كانا قد فرضا حصاراً خانقاً على مضايا وبقين في نهاية عام 2015، عقب تهجير العائلات النازحة من الزبداني إليها قصراً، حتى وصل عدد المدنيين إلى أكثر من 40 ألف مدني جلهم من النساء والأطفال، ليكونوا رهائن مقابل السكان الموجودين في كفريا والفوعة. وتعرض سكان مضايا وبقين خلال الفترة الماضية لشتى أنواع القصف والقنص وسياسة التجويع الممنهج، ما تسبب بموت العشرات منهم جوعاً أو مرضاً.
أميركا اعترضت مكالمات بين جيش النظام السوري وخبراء كيميائيين
كشفت قناة “سي إن إن” الأميركية، اليوم الخميس، أن الجيش والاستخبارات الأميركية اعترضا مكالمات بين مسؤولين عسكريين في النظام السوري وخبراء كيميائيين كانوا يتحدّثون عن الاستعدادت لقصف إدلب بغاز السارين، الأسبوع الماضي.
ونقلت القناة عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله إن عملية التجسس تلك كانت جزءًا من مراجعة فورية لجميع المعلومات الاستخبارية في الساعات التي تلت الهجوم استهدفت تحديد المسؤول عن المجزرة الكيميائية التي راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى في مدينة خان شيخون، التابعة لمحافظة إدلب، علمًا أن مسؤولين أميركيين، وفي مقدمتهم الرئيس دونالد ترامب، قالوا إنه ليس ثمّة شكّ في أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مسؤول عن الهجوم.
وأكّد المسؤول ذاته أن الولايات المتّحدة لم تكن تعلم بالهجوم قبل حدوثه، علمًا أن الأخيرة تلتقط كمية كبيرة من الاتصالات المشابهة في كلّ من سورية والعراق، ولا تتمّ معالجة تلك المواد، بحسب تقرير القناة، إلا في حال وقوع حدث معيّن يستلزم من المعنيين العودة والبحث فيها.
ويضيف التقرير أنّه لم يتمّ العثور حتّى الآن على أي مكالمات معترضة تثبت أن مسؤولي الجيش أو الاستخبارات الروسية قد أجروا اتصالات بشأن الهجوم، وفق المسؤول ذاته، الذي لمح إلى احتمال أن يكون الروس أكثر حذرا في اتصالاتهم لتجنّب اعتراضها.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أبلغ الصحافيين الحاضرين في المؤتمر الصحافي الذي عقده البيت الأبيض، أمس الأربعاء، أن وزارة الدفاع الأميركية تبحث في مسألة تواطؤ روسي في الهجوم الكيميائي. وقال ترامب: “بودّي أن أفكّر أنهم لم يعرفوا (بالأمر)، لكنّهم ربّما كانوا يعرفون”.
وتقدّر الولايات المتّحدة، وفق التقرير، أن النظام السوري أعاد إنشاء وحدة من الأفراد المرتبطين بالأسلحة الكيميائية كانت موجودة قبل اتّفاق نزع الأسلحة الكيميائية عام 2013، وثمّة مؤشرات على أنهم يحصلون على مساعدات خارجية.
وتشير قناة “سي إن إن”، في هذا السياق، إلى حديث مسؤول عسكري أميركي للصحافيين، في إحاطة إعلامية الجمعة، قائلًا: “نعلم أن الروس لديهم خبرة كيميائية في البلاد، ولا يمكننا الحديث عن أي تواطؤ بين الروس والنظام السوري علنًا في هذه الحالة، ولكننا نقيّم بحذر أي معلومات من شأنها أن تورّط الروس في المعرفة بالقدرات (الكيميائية) السوريّة، أو تقديم المساعدة للنظام السوري”.
(العربي الجديد)
بريطانيا تواجه روسيا بدبلوماسية عرجاء
لندن ــ نواف التميمي
تبدو بريطانيا، في ظل التباين في المواقف بين مسؤوليها إزاء كيفية التعاطي مع روسيا نتيجة استمرار دعمها لنظام بشار الأسد والتغطية على جرائمه في سورية، أقرب إلى اعتماد دبلوماسية “عرجاء”، وسط توقعات بأن تنعكس التباينات على العلاقة بين رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ووزير الخارجية بوريس جونسون.
وفي السياق، ترى صحيفة “ذا صن” البريطانية أن صواريخ “توماهوك” الأميركية التي ضربت مطار الشعيرات السوري، أحدثت انشقاقاً عميقاً في صفوف الحكومة البريطانية.
بينما ترفض ماي التصعيد مع روسيا أو الانخراط في مواجهات عسكرية في سورية، يُصر جونسون ووزير الدفاع مايكل فالون على تشديد العقوبات على روسيا، والانخراط أكثر في فلك سياسة الولايات المتحدة. وتقول الصحيفة إن هذا التباين، دفع مكتب رئيسة الوزراء إلى ممارسة الضغوط على جونسون لإلغاء زيارته إلى موسكو قبل أيام لتفادي أي أزمة قد يثيرها مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
ويظهر التعارض بين ماي وجونسون، الذي ضمته إلى حكومتها لتجنب نيران مشاغباته، في مسألتين. الأولى معارضة ماي التصعيد مع روسيا، في مقابل جونسون الذي سعى لحشد الدعم من أجل فرض عقوبات دولية جديدة ضد روسيا خلال اجتماع مجموعة السبع الذي استضافته إيطاليا. وتعارض ماي الانخراط في أي تدخل عسكري مباشر في سورية، في مقابل جونسون الذي يقترب أكثر من ضرورة مساندة الإدارة الأميركية في حال استدعى الأمر توجيه المزيد من الضربات العسكرية للنظام السوري.
ثانياً، بينما يبدو موقف ماي من “عدم التصعيد مع موسكو” منسجماً مع الموقف البريطاني الذي وضعت لجنة برلمانية في مجلس العموم البريطاني خطوطه العريضة في تقرير بعنوان “حول آفاق تطوير العلاقات الروسية البريطانية”، وتضمن توصية بعدم اعتبار “روسيا عدوة لبريطانيا”، و إجراء “حوار حذر” من أجل تحسين العلاقات مع موسكو، التي تدهورت إلى أدنى مستوى لها منذ انتهاء الحرب الباردة، تأتي نبرة جونسون خارجة عن نص التقرير الذي انتقد نهج وزارة الخارجية البريطانية بإدارة بوريس جونسون تجاه روسيا، ودعا وزارة الخارجية البريطانية إلى إجراء حوار بناء مع روسيا، معتبراً أن غياب مثل هذا الحوار يدل على”قصر نظر” من جانب لندن.
ويرى مراقبون في لندن أن الفارق بين ماي وجونسون، في تقدير الموقف من موسكو، يكمن في إدراك رئيسة الوزراء لحجم التحديات التي تواجهها المملكة المتحدة بعد قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي، وأهمية روسيا “في تجاوز تلك الصعوبات” كشريك تجاري مُحتمل، وجسر تجاري مفتوح على القوى الاقتصادية العالمية الناشئة في الشرق والغرب، يُمكن الاستفادة منه بعد خروج “قاس” لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي. في المقابل لا تتجاوز تصريحات جونسون الانفعالية التي تطغى إلى حد كبير على شخصيته وتصرفاته، لا سيما أن مواقفه من روسيا ومن الأزمة السورية قد تأرجحت من كيل المديح لدور موسكو في سورية، إلى اعتبار روسيا دولة مارقة، ومن الإشادة بدعم فلاديمير بوتين للرئيس الأسد، إلى وصف من يدعم الأسد بـ”مجرم حرب”.
أما في ما يتعلق بعودة بريطانيا إلى حالة الدوران في فلك السياسة الأميركية، كما يطلب وزيرا الخارجية والدفاع في الحكومة البريطانية، فقد سبق لرئيسة الوزراء، أن أعلنت خلال زيارتها الأخيرة إلى واشنطن، وقبيل لقاء جمعها مع الرئيس دونالد ترامب، أن لا عودة إلى نموذج علاقة جورج بوش الابن وتوني بلير.
وتُدرك ماي، أكثر من جونسون، أن بريطانيا ليست في وضع يسمح لها بفتح جبهات خارجية، بينما تواجه مشاكل داخلية ليس أقلها حالة الاضطراب وعدم الاستقرار الاقتصادي منذ صوت 52 في المائة من البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء يونيو/ حزيران الماضي. كما أن بريطانيا ليست على استعداد لخوض أي مغامرات عسكرية إلى جانب الولايات المتحدة بعد تجربة غزو العراق في العام 2003.
قد لا يكون التباين، الذي طفا على سطح العلاقة بين جونسون ورئيسته خلال الأيام القليلة الماضية، أصاب جونسون في مقتل، كما تُرجح بعض الأوساط السياسية في لندن، لكن ردة فعل ماي تركت لدى جونسون انطباعاً أنه لم يعد يحظى بالثقة الكافية من قبل رئيسة الوزراء. وربما تكون اللحظة التي لمّحت لها ماي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما استخدمت أثناء حفل تسليم جوائز تنظمه مجلة “سبكتيتر” رسماً كاريكاتورياً مع تعليق “بوريس، تم قتل الكلب… عندما قرر سيده أنه لم يعد نافعاً”، قد اقتربت.
وماذا إذا كان الروس من قصف خان شيخون بالكيماوي؟/ محمود اللبابيدي
تعددت الفرضيات عن دوافع النظام لقصف بلدة خان شيخون في ريف إدلب بغاز السارين، ما تسبب في مقتل 80 شخصاً اختناقاً. وتراوحت الفرضيات بين إعطاء الأمر بالقصف الكيماوي من جناح إيراني ضمن النظام لمنع تقارب روسي أميركي محتمل، إلى أهمية خان شيخون الاستراتيجية كأول بلدة في ريف إدلب متاخمة لريف حماة الشمالي ورغبة النظام في تهجير أهلها كمقدمة لهجومه العكسي على المعارضة، مروراً بكونها رسالة اختبر بها النظام حدوده الجديدة بعد الرسائل الإيجابية تجاه الأسد من قبل الولايات المتحدة.
إلا أن المعطيات الاستخباراتية الأميركية، التي تم نشرها، أشارت إلى تورط روسي في العملية، الأمر الذي تسبب في تدهور العلاقات بين الطرفين، وسط اجماع غربي على ضرورة حلّ روسيا لحلفها مع النظام.
ثمة حلقة ناقصة في ما سبق، فإذا كان الروس متورطين في القصف الكيماوي، على مستوى القيادة، فقد توقعوا ما سيستدرجه عالمياً، وسط تحقيق أميركي مزدوج في العلاقة بين بعض أعضاء حملة الرئيس دونالد ترامب، ومن إدارته الحالية، مع مسؤولين وعملاء روس. فهل استهدف الروس في العملية إرسال طوق نجاة للرئيس ترامب، في معاركه الداخلية، وهو الذي أمر مباشرة بقصف قاعدة الشعيرات التابعة للنظام، والتي انطلق منها الطيران المحمل بالسارين، والتي تحوي على قاعدة عسكرية روسية.
التحقيق بالتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية أطاحت بالمستشار الجنرال مايك فلين، وأربكت وزير العدل، وأبعدت رئيس لجنة التحقيق في الكونغرس، ووضعت مقربين من ترامب تحت المساءلة. آخر الفضائح كانت بالتحقيق مع كارتر بيج، أحد أعضاء حملة ترامب الانتخابية، والمتهم بكونه عميلاً لدولة أجنبية.
وإذا لم يكن الكرملين خلف الضربة الكيماوية بشكل مباشر، فإنه سرعان ما حولها من أزمة إلى فرصة. فالعملية وعدا عن تخفيف الضغط على الرئيس الأميركي بوصفه رجل بوتين، كما تقول عنه بعض الصحف الأميركية، فإنها أيضا تحقق للكرملين مجموعة أهداف رئيسية. فالنظام السوري انتهى فعليا مع الضربة الكيماوية، وما تبعها من قصف أميركي، وانتهى أي أمل بالتقارب بين النظام والغرب، بعدما لاحت فرصة سانحة لذلك خلال الفترة الماضية.
النظام صار فعلياً رهين الإرادة الروسية، من دون أي أمل لنجاته، في البازار المفتوح على رأسه حالياً. كما أن الروس في هذه اللحظة، صار بإمكانهم إحداث التغيير الذي يناسبهم ضمن النظام، من دون نزاع مع الإيرانيين. فالضربة الأميركية، دفعت بدورها طهران إلى الحضن الروسي، بعدما كانت بوادر الاختلاف بينهما تتعمق في الملف السوري. فـ”الشر الأكبر” تدخل حالياً، وليس بإمكان الروس سوى مفاوضته.
رفع العلم الروسي على مطار الضمير على طريق دمشق بغداد الدولي، هو مؤشر إلى الحد الذي بلغه رعب النظام. ومعظم العتاد العسكري المهم لقوات النظام نقل مباشرة إلى قواعد روسية. الضربة بهذا المعنى، نتج عنها، هيمنة روسية كاملة ومطلقة على النظام، وصار بإمكانها وحدها مقايضته، كبضاعة سامة، بما يضمن المصلحة الروسية الكاملة شرقي المتوسط.
سؤال المليون دولار عن دافع النظام للضربة الكيماوية، حيّر الجميع، بمن فيهم الرئيس ترامب، الذي ظل يسأل مستشاريه عن دوافع الأسد حتى بعدما انطلقت صواريخ التوماهوك، بحسب الصحافة الأميركية. إدخال الولايات المتحدة في المغطس السوري، قد يكون بدوره طوق النجاة للروس، بعدما بلغت تكاليف الحرب السورية ما بلغته، من دون نهاية واضحة لها.
ويبقى أن دفع مجرم معروف ومُراقب إلى ارتكاب فعل لا يمكن إنكاره، أمام أهم أجهزة الاستخبارات العالمية، هو أشبه بعرض رجل منفرد على مسرح مكشوف، لا يمكن معه لمن أدمن انتقاد سياسة الرئيس السابق أوباما، واتهامه بالتقليل من مكانة أميركا، الداخلية والخارجية، إلا بالتدخل. الروس، وعدا عن دفاعهم المحموم عن الأسد، ومطالبتهم بلجنة تحقيق حول الأمر، أصروا على استخدام حق النقض، ضد مشروع غربي يطالب بالتحقيق.
حدود هذا التدخل، لا حتميته، كانت الرهان الروسي. ومع هذه الضربة العسكرية المحدودة، وتداعي حلفاء أميركا، لتشكيل تحالف عالمي، يقنع الروس بضرورة الاستغناء عن الأسد، هو أكثر ما يطلبه الكرملين. فروسيا حققت من تدخلها في سوريا ما تريده: الاعتراف بها كقوة عظمى. ولا بأس حينها من إعادة ترتيب النظام، ولو اقتضى الأمر الاطاحة برأسه، بعد حين.
وما بدا واضحاً في المؤتمر الصحافي الذي عقده ترامب مع أمين عام حلف الناتو، أن المفاوضات التي أجراها وزير الخارجية ريكس تيلرسون في موسكو مع بوتين، كانت “منتجة”، وستظهر نتائجها بعد وقت قد يكون طويلاً. اجابة ترامب عن احتمال معرفة الروس بالهجوم الكيماوي أتت مواربة، لكنها أعطت الكرملين باباً للمناورة.
وعليه، ألا يبدو أن صيغة تفاهم ما قد حدثت في موسكو، تتعلق بإزاحة الأسد في المستقبل، وهو الجزار بحسب ترامب، ولكن بالشروط الروسية. بذلك، تكون موسكو قد حققت بضربة كيماوية واحدة، أكثر بكثير من قتل الأطفال السوريين.
المدن
تيلرسون يبلغ بوتين: حكم عائلة الأسد شارف على الانتهاء
جدد وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، التأكيد على موقف الولايات المتحدة الأميركية حول مسؤولية نظام الرئيس السوري بشار الأسد عن الهجوم الكيماوي على خان شيخون في إدلب، في حين رفض وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الاتهامات الأميركية وأكد على وجوب إجراء تحقيق دولي للتثبت من صحة الاتهامات.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقب انتهاء محادثات الوزيرين في موسكو، الأربعاء، قال تيلرسون إنه ناقش مصير الأسد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأكد أن حكم عائلة الأسد شارف على الانتهاء. وفي إجابته على سؤال أحد الصحافيين حول مستقبل الأسد، قال إن على موسكو أن تساهم في عملية إخراج الأسد من السلطة.
وأضاف تيلرسون، إن “مستوى الثقة بين بلدينا متدنٍ.. ولا يمكن أن تكون العلاقة بين أقوى قوتين نوويتين في العالم في هذا الشكل”.
في المقابل، قال لافروف إن لا مشاكل بين واشنطن وموسكو لا يمكن حلّها، لكن في ما يخص مسألة إسقاط النظام الرئيس السوري “لا نذكر أي نتائج إيجابية عبر التاريخ للإطاحة بالأنظمة الديكتاتورية بالقوة”. وأضاف “علينا أخذ العبر مما حدث مع (الرئيس الليبي الراحل) معمر القذافي، وصدام حسين بعد الغزو الأميركي للعراق” في ما يتعلق بتغيير الأنظمة. وتابع “لا نراهن على الأسد أو غيره بل ندعم خيار السوريين”.
أما عن تعليق موسكو اتفاق التنسيق بين القوات الجوية الأميركية والروسية في سوريا في أعقاب الضربة الصاروخية التي وجهتها واشنطن إلى قاعدة الشعيرات الجوية في حمص، قال لافروف إن موسكو مستعدة لاحياء الاتفاق مع واشنطن حول تجنب تصادم مقاتلات الطرفين في سوريا.
وأكد لافروف انفتاح موسكو على تحسين العلاقات مع واشنطن، وقال “رغم كم المشاكل الحالية.. هناك امكانات كبيرة للعمل المشترك”، مؤكداً أن “روسيا منفتحة على ذلك ومنفتحة على الحوار مع الولايات المتحدة في مختلف المجالات، وليس فقط الحوار بل العمل المشترك الهادف إلى تحقيق نتائج في المجالات التي تخدم مصالح البلدين”.
ورداً على سؤال وجهه أحد الصحافيين إلى لافروف حول العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا، قال لافروف إن تيلرسون لم يهدد روسيا بفرض عقوبات، في حين قال تيلرسون إنه “لا تغيير في وضع العقوبات المفروضة على روسيا”.
وفي تعديل على جدول الزيارة، الذي كان يقتصر على لقاء بين تيلرسون ونظيره الروسي سيرغي لافروف، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير الخارجية الأميركية. وكان بوتين قد استبق اللقاء مع تيلرسون في الكرملين بالتعبير عن أسفه لتدهور العلاقات الروسية الأميركية منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وفي مستهل اجتماعه مع تيلرسون، قال لافروف إنه من المهم عدم السماح بتكرار الضربات الأميركية في سوريا. وأضاف أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة على قاعدة جوية سورية الأسبوع الماضي غير قانونية. وتابع أنه يتوقع إجراء مناقشات صريحة وصادقة مع تيلرسون حول تشكيل تحالف واسع لمكافحة الإرهاب.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الأربعاء، “إن الموقف الأميركي تجاه سوريا ما زال لغزاً بالنسبة لموسكو، وإن خطاب واشنطن يميل إلى أن يكون غليظاً وفظاً”. تصريحات ريابكوف جاءت قبل دقائق من بدء المحادثات بين وزير الخارجية الأميركي ونظيره الروسي. وقال ريابكوف إن المحادثات ستتناول إقامة مناطق حظر طيران في سوريا وتتطرق أيضا إلى كوريا الشمالية وأوكرانيا.
في هذا الوقت، قدمت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الى مجلس الامن الدولي مشروع قرار جديد للتصويت، يطالب بتعاون النظام السوري في التحقيق حول الهجوم بالاسلحة الكيميائية، لكن روسيا وصفت مشروع القرار بأنه “غير مقبول” وأكدت أنها ستستخدم حقّ النقص “فيتو” ضده.
وقبيل التصويت المرتقب، أعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، إن الولايات المتحدة “مستعدة للمساهمة في وضع حد للنزاع” السوري، وقالت خلال اجتماع لمجلس الأمن يناقش مشروع القرار بشأن سوريا: “أقول لزملائي من روسيا أنكم تعزلون أنفسكم عن المجتمع الدولي في كل مرة تلقي فيها إحدى طائرات الأسد برميلاً متفجراً على المدنيين وفي كل مرة يحاول فيها الأسد تجويع جماعة أخرى من السكان حتى الموت”، فيما حض المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا واشنطن وموسكو على التفاهم. وأعلن عزمه عقد جولة جديدة من المفاوضات في جنيف، في أيار/مايو المقبل.
تبدد الآمال الروسية في إقامة علاقات أوثق مع واشنطن في عهد ترامب
لا تقارب في الأفق
موسكو – تبددت الآمال الروسية في حصول تقارب مع الولايات المتحدة الأميركية بمجرد تسلم دونالد ترامب مقاليد السلطة في بلاده.
ويبدو أن الأزمة السورية واحد من أكثر الملفات تعكيرا للعلاقات بين القوتين، علاوة على ملفات أخرى كالملف الأوكراني والخلافات بين الناتو وموسكو.
وقبل لقائه بوزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون، أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن مستوى الثقة بين الولايات المتحدة وروسيا تراجع منذ أن تولى ترامب منصبه فيما استقبلت موسكو بشكل عدائي غير معتاد وزير الخارجية الأميركي ما يعكس مواجهة بين البلدين بشأن سوريا.
وتضاءلت في الأسبوع الماضي آمال روسيا في أن تكون العلاقات مع إدارة ترامب أقل توترا بعد أن أطلق الرئيس الأميركي الجديد صواريخ على سوريا حليفة روسيا لمعاقبتها على استخدام سلاح كيميائي.
وفور جلوس تيلرسون إلى مائدة المحادثات انتقد مسؤول روسي بارز أسلوب الخطاب الأميركي “الفج والفظ”، في إطار تراشق بالكلمات يبدو أن توقيته اختير لتعميق الحرج أثناء أول زيارة يقوم بها عضو من إدارة ترامب.
وقال بوتين في حديث تلفزيوني “يمكن القول إن درجة الثقة على مستوى العمل وخصوصا على المستوى العسكري لم تتحسن بل تدهورت”.
وأكد بوتين تأييد روسيا للرئيس السوري بشار الأسد وكرر نفيه أن تكون حكومة الأسد وراء هجوم بالغاز الأسبوع الماضي، مضيفا تصورا جديدا لما يمكن أن يكون قد حدث بقوله إن أعداء الأسد ربما اختلقوا الواقعة لتشويه صورة الحكومة السورية.
واستقبل لافروف تيلرسون بعبارات باردة بشكل غير معتاد وشجب الضربة الصاروخية على سوريا باعتبارها غير مشروعة واتهم واشنطن بالتصرف بشكل لا يمكن التكهن به.
فلاديمير بوتين: درجة الثقة على مستوى العمل العسكري خصوصا لم تتحسن بل تدهورت
وقال لافروف “لن أخفي حقيقة أن لدينا الكثير من الشكوك، مع الأخذ في الاعتبار الأفكار الغامضة جدا والتي أحيانا ما تكون متناقضة التي جرى التعبير عنها في واشنطن في ما يتعلق بمختلف القضايا الثنائية والدولية”.
وأضاف قائلا “وناهيك، بالطبع، عن التصريحات، تابعنا في الفترة الأخيرة الأفعال المقلقة للغاية عندما نفذ هجوم غير مشروع على سوريا”.
وتحدث أحد نواب لافروف بشكل أقل دبلوماسية، ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية قوله للصحافيين “بشكل عام فإن الفجاجة والفظاظة من السمات الأساسية لأسلوب الخطاب الصادر حاليا من واشنطن. نأمل ألا يصبح هذا المكون الجوهري للسياسة الأميركية”.
وأضاف قائلا “بشكل عام فإن موقف الإدارة (الأميركية) من سوريا يبقى لغزا. عدم الاتساق هو ما يرد على الذهن قبل أي شيء”.
لكن تيلرسون بدا أكثر تدقيقا في انتقاء كلماته قائلا إن هدفه هو “إلقاء المزيد من الضوء على الخلافات حتى نتمكن من أن نفهم بشكل أفضل سبب وجود هذه الخلافات وما هي احتمالات تضييق هوة تلك الخلافات”.
وأبلغ لافروف “أتطلع إلى حوار مفتوح وصريح وصادق لكي نتمكن من تحديد العلاقات الأميركية الروسية بشكل أفضل من الآن فصاعدا”.
ولم تخل تصريحات بيسكوف أيضا من انتقادات، فقال إن مطالبات الغرب لروسيا بالكف عن دعم الأسد تصل إلى حد إطلاق يد الإرهابيين.
وأضاف أن طرح مسألة تخلي روسيا عن دعم الأسد أمر سخيف يعادل الدعوات إلى السماح للإرهابيين بالتقدم ضد السلطات الشرعية في سوريا.
ويمثل الطابع العدائي الذي تقابل به موسكو شخصيات من إدارة ترامب تغيرا كبيرا عن موقفها العام الماضي عندما أشاد بوتين بترامب باعتباره شخصية قوية وأغدق التلفزيون الروسي الرسمي في الإشادة به.
واتهم البيت الأبيض موسكو بمحاولة التغطية على استخدام الأسد لأسلحة كيميائية بعد أن قتل الهجوم في بلدة خان شيخون 87 شخصا الأسبوع الماضي.
ورد ترامب على الهجوم بالغاز بإطلاق 59 صاروخا على قاعدة جوية سورية الجمعة. وحذرت واشنطن موسكو والقوات الروسية الموجودة في القاعدة قبل الضربة.
ووقفت روسيا في صف الأسد قائلة إن الغاز السام كان في مستودع سلاح تابع لمقاتلي المعارضة قصفته طائرات سوريا.ووصل ترامب إلى السلطة بعد تعهدات بالسعي لإقامة علاقات أوثق مع روسيا والتعاون معها في قتال عدوهما المشترك في سوريا وهو تنظيم الدولة الإسلامية. وتيلرسون رئيس تنفيذي سابق لشركة نفطية منحه بوتين وسام الصداقة الروسي.
وأنهى الهجوم بالغاز السام الأسبوع الماضي وردت واشنطن عليه ما كان الكثيرون في موسكو يأملون في أن يكون تحولا في العلاقات بين البلدين التي بلغت أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وفرضت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون عقوبات مالية على روسيا في 2014 بعد أن ضم بوتين شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.
وتقود واشنطن حملة جوية في سوريا ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وتدعم مقاتلين معارضين يقاتلون الأسد في الحرب الأهلية الدائرة منذ ست سنوات. لكن حتى الأسبوع الماضي كانت الولايات المتحدة تتجنب استهداف قوات الحكومة السورية بشكل مباشر.
وتدخلت روسيا في الحرب في صف الأسد في 2015 ولديها قوات على الأرض تقول إنها تقدم المشورة لقوات الحكومة. وتقول كل من واشنطن وموسكو إن عدوها الرئيسي هو تنظيم الدولة الإسلامية، رغم أن كلا منهما تدعم طرفا مختلفا في الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 400 ألف شخص وأثار أسوأ أزمة لاجئين في العالم.
وقال ترامب في مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس التلفزيونية إنه لم يكن يخطط لأن يأمر الجنود الأميركيين بدخول سوريا ولكن كان يتعين عليه الرد على صور الأطفال الذين قتلوا في هجوم بالغاز.
مستشارة الأسد للصدر: اعرف حجمك عندما تتكلم عن الكبار!
وجهت اتهامات قاسية لزعيم التيار الصدري
إيلاف من لندن: شنّت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد هجومًا قاسيًا على زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر على خلفية دعوته للأسد بالتنحي.
وقالت شعبان المعروفة بردودها المتشنجة والهجومية، في تصريح صحافي، إن الأسد باقٍ بمنصبه. وأضافت في التصريح الذي نشره موقع الفرقة الرابعة للجيش السوري، واطلعت عليه “إيلاف” الخميس، أنّ “الرئيس الأسد باقٍ بمنصبه وانت يا من بعت نفسك إلى السعودية وقطر بثمن اعرف حجمك الحقيقي عندما تتكلم مع الكبار”.
وكان الزعيم الشيعي الصدر قد دعا السبت الماضي الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي، معتبرًا ذلك خطوة منصفة لتجنيب سوريا ويلات الحروب، وحذر من تحول سوريا إلى فيتنام جديدة.. ثم عاد في اليوم التالي إلى تأكيد دعوته محذرًا الأسد من مصير الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الذي قتل على يد الثوار الليبيين اثر انتفاضة شعبية اطاحت بنظامه عام 2011.
تعليق الصدر حيال تطور الاحداث في سوريا بعد الضربة الصاروخية الاميركية، جاء في بيان وزعه مكتبه، وفيه شدد على انه “لا ينبغي للرئيس الاميركي ان يفرط في تصريحاته ومواقفه وقراراته الرعناء.. فهذا ليس مضرًا لأميركا فحسب، بل مضر للمجتمع الدولي كافة، وفي اليوم التالي عاد الصدر”.
وحذر الصدر من فيتنام أخرى في الشرق الاوسط، وقال “لا ينبغي عليه (ترامب) ان يزج نفسه في محرقة جديدة قد يدفع الجميع ضريبتها وقد تكون سوريا (فيتنام) جديدة لهم”، مبيناً “انه لا يعقل ان يكيل بمكيالين.. اذ يقصف المدنيين العزل في الموصل، وفي نفس الوقت يستنكر القصف المدان للمدانيين بالكيميائي”.
وأضاف “ألا يكفي سوريا ان تكالبت عليها الايادي أجمع من الداخل والخارج لكي يأتي دور أميركا السلبي ايضًا، والمتضرر الوحيد هو الشعب السوري”. وقال “لا استبعد ان يكون قرار ترامب بقصف سوريا هو الاذن بتمدد داعش في مناطق أخرى، فغالبًا ما تكون أميركا راعية للارهاب كما تعودنا منها ذلك في الكثير من الموارد”، لكنه استدرك قائلا “ثم انه اذا ارادت أميركا ان تكون راعية للسلام فعليها أن تدعم الحوار وانقاذ الشعوب في كل المناطق سواء في فلسطين أو بورما أو البحرين أو غيرها من المناطق وان لا تكون ميالة لجهة دون اخرى”.
وتابع الصدر “ليعلم الجميع ان تدخل أميركا العسكري لن يكون مجديًا.. فهي قد اعلنت قصفها للدواعش في العراق، وما زال الارهاب جاثمًا على اراضينا المقدسة ولم يكن تدخلها مجديًا ولا نافعًا على الاطلاق”، ماضيًا إلى القول “حسب ظني، فإن مثل هذه القرارات ستجر المنطقة إلى صراع لا سيما مع وجود رايات أخرى تدعي تحريرها او انقاذها لسوريا الجريحة والتي صارت مصلبًا لصراعات سياسية مقيتة”.
ودعا الصدر الجميع إلى “الانسحاب العسكري من سوريا لأخذ الشعب زمام الامور، فهو صاحب الحق الوحيد في تقرير مصيره والا سيكون عبارة عن ركام يكون المنتفع الوحيد هو الارهاب والاحتلال”.
وطالب الولايات المتحدة بـ”كف أذاها كما أن ذلك مطلوب من روسيا والفصائل الاخرى”، مشيرًا إلى انه “لعلي أجد من الانصاف أن يقدم الرئيس بشار الأسد استقالته وأن يتنحى عن الحكم حبًا بسوريا الحبيبة ليجنبها ويلات الحروب وسيطرة الارهابيين فيعطى زمام الامر إلى جهات شعبية نافذة تستطيع الوقوف ضد الارهاب لانقاذ الاراضي السورية بأسرع وقت، ليكون له موقف تاريخي بطولي، قبل أن يفوت الاوان، ولات ساعة مندم”.
روسيا تقصف أحياء جسر الشغور بالفسفور
قال مراسل الجزيرة إن مدنيين قتلوا وجرح آخرون في غارات ليلية كثيفة شنتها طائرات يعتقد أنها روسية، واستهدفت بقنابل فسفورية وصواريخ فراغية الأحياء السكنية في مدينة جسر الشغور ومحيطها بريف إدلب.
وقال ناشطون إن القصف أسفر كذلك عن إلحاق أضرار بالغة بالبنية التحتية، ودمار واسع في ممتلكات المواطنين.
كما تعرضت مدينة دارة عِزة في ريف حلب الغربي لغارات روسية، ولم ترد أنباء فورية عن حجم الخسائر التي نجمت عن هذه الغارات.
وكان الطيران الروسي قصف أمس بصواريخ النابالم مدينة جسر الشغور وبلدات خان شيخون وبابولين وحصرايا بريف إدلب، مما تسبب في سقوط جرحى من المدنيين.
كما أغارت طائرات النظام على بلدات عندان وياقد وأورم الكبرى وكفرناها، وقالت شبكة شام إنه جرى توثيق عشرات الغارات الجوية على مدن وبلدات ريف حماة، ومنها مورك واللطامنة وكفرزيتا، وذكرت أن المعارضة قصفت مناطق في تل الصفوح.
في الأثناء تواصلت المعارك أمس في دمشق وريفها وحلب ودرعا بين المعارضة المسلحة وقوات النظام، وقال ناشطون إن معارك تدور في مناطق برزة والقابون وتشرين شرق دمشق.
كما دارت معارك في الغوطة الشرقية سقط خلالها قتلى وجرحى بصفوف النظام، بينما تتواصل بحي المنشية بدرعا المعارك العنيفة جراء محاولة قوات المعارضة التقدم والحفاظ على المكاسب التي حققتها بهذه الجبهة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
لافروف: لا يمكن إدانة النظام السوري دون تفتيش
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الخميس إن بلاده لا يمكنها ولن تدعم محاولات اتخاذ قرارات “خلسة” في مجلس الأمن الدولي تدين النظام السوري دون تفتيش أو دليل دامغ أو تحقيق في هجوم خان شيخون (ريف إدلب) الذي وقع مؤخرا.
وفي تصريحاته خلال مؤتمر صحفي في موسكو، أعرب الوزير الروسي عن القلق إزاء ما وصفه بسعي شركاء بلاده في مجلس الأمن الدولي للتملص من إجراء تحقيق منصف لحادث استخدام الأسلحة الكيميائية في إدلب.
وقال لافروف إنه اقترح على نظيره الأميركي ريكس تيلرسون خلال محادثاتهما إجراء تحقيق بالهجوم الكيميائي في إدلب على أساس هيكلية الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بالإضافة إلى انضمام خبراء من روسيا ودول الغرب والمنطقة.
وأكد أن التصرفات الأميركية كالضربة الصاروخية التي استهدفت فجر يوم الجمعة الماضي مطار الشعيرات العسكري بريف حمص الشرقي تتعارض مع هذه المهمة.
وكان لافروف قد استهل لقاءه بنظيره الأميركي أمس الأربعاء بانتقاد مباشر للضربة الصاروخية الأميركية التي استهدفت مطار الشعيرات.
اتهامات وأسف
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي إن البيت الأبيض الأميركي مجبر على توجيه اتهامات فارغة لموسكو بسبب الضغوط التي يمارسها مناهضو الرئيس الأميركي دونالد ترمب
وأعرب لافروف -في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع وزير خارجية بنغلاديش- عن أسفه لما يحدث، مشيرا إلى أن كل ما تستطيع موسكو فعله هو المطالبة بتقديم الأدلة.
وقال أيضا إنه لا يوجد لدى واشنطن دليل واحد لكن البيت الأبيض مجبر بشكل دوري وتحت ضغوط مناهضي ترمب على الإدلاء بتصريحات ما تحمل اتهامات فارغة لموسكو، وفق وصفه.
واستخدمت روسيا الليلة الماضية حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بمجلس الأمن الدولي يطالب الجيش السوري بتقديم تفاصيل عن المهام الجوية المرتبطة بهجوم خان شيخون.
تفعيل الجهود
وعن لقائه بتيلرسون، قال لافروف إنه تم البحث بشكل مفصل عن ضرورة تفعيل الجهود الروسية الأميركية لحشد المجتمع الدولي لمكافحة “الإرهاب”.
وكان الوزيران قد عبرا بعد انتهاء أولى جولات المحادثات رفيعة المستوى بين البلدين في موسكو عن تباين شديد بالمواقف، خاصة بشأن الأزمة في سوريا. كما أقرا بأن العلاقات الثنائية باتت في مستوى متدن.
وأكد تيلرسون مجددا أن حقبة الرئيس السوري بشار الأسد بالحكم ستنتهي قريبا، وقال إن من المهم أن يتم رحيله عن السلطة بطريقة منظمة. وأضاف أن تنحي الأسد يجب أن يكون جزءا لا يتجزأ من مساعي التوصل إلى حل سياسي بسوريا، داعيا روسيا إلى أن تساعد الأسد على أن يدرك أنه لا دور له في مستقبل سوريا.
لكن لافروف قال إن مستقبل سوريا يقرره السوريون، وإنه لا يمكن لأي دولة أخرى أن تفرض تصورها بشأن طريقة حكم هذا البلد.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
لندن تندد بفيتو روسيا وباريس تتهمها بحماية الأسد
أعرب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن “استيائه” من لجوء روسيا إلى الفيتو ضد مشروع قرار غربي يدين الهجوم الكيميائي الذي شنه النظام السوري على مدينة خان شيخون، بينما اتهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند موسكو بأنها تحمي “حليفها الأسد بشكل منهجي”.
وقال جونسون في بيان صدر بلندن إن “هذا الأمر يظهر أن حجة روسيا خاطئة”.
وأضاف أن المجتمع الدولي كان يبحث عن القول بشكل واضح أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية من أي جهة وفي أي مكان هو أمر مرفوض، وأن المسؤولين عن ذلك يجب أن يتحملوا النتائج، وفق البيان.
وتابع البيان أن أمام روسيا الآن إما مواصلة أن تبقي نظام الأسد “المجرم” على قيد الحياة، أو تتحمل مسؤوليتها بصفتها قوة عالمية وتستخدم نفوذها على النظام لوضع حد لعدم احترام وقف إطلاق النار على مدى ست سنوات.
وكانت روسيا أحبطت أمس الأربعاء مشروع قرار أميركي بريطاني فرنسي يدين هجوم النظام السوري يوم 4 أبريل/نيسان الجاري على خان شيخون في ريف إدلب بالسلاح الكيميائي، الذي أسفر عن مقتل وإصابة المئات، وطرحت مشروع قرار آخر يشير إلى الضربة الأميركية في سوريا.
اتهام فرنسي
وفي هذا السياق قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن روسيا “تتحمل مسؤولية ثقيلة” بعد استخدامها الفيتو للمرة الثامنة بمجلس الأمن الدولي بهدف حماية حليفها الأسد، مشيرا إلى أن روسيا بذلك تعرقل “بصورة منهجية” التوصل إلى حل متعدد الأطراف للملف السوري.
وأكد هولاند أنه “وحده اجتماع المجتمع الدولي في سبيل انتقال سياسي بسوريا سيتيح لهذا البلد الشهيد استعادة السلام والاستقرار والسيادة”، مشددا على أن فرنسا ستواصل العمل من أجل هذا الهدف.
وتعليقا على الفيتو الروسي، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت إن “هذا القرار غير مفهوم وغير مبرر”.
وأضاف أن هذا الفصل الجديد يعزز عزم فرنسا تسليط الضوء على ما وصفها بوحشية نظام بشار الأسد، التي يُعتبر الشعب السوري ضحيتها الأولى، وفق تعبيره.
ودعا أيرولت المجتمع الدولي إلى اتخاذ القرارات اللازمة بهدف وضع حد للمأساة السورية عبر حل سياسي.
تراشق واتهام
وكانت الجلسة التي سبقت التصويت قد شهدت مداخلات ساخنة وانتقادات حادةً للدور الروسي في سوريا. كما شهدت تراشقا مباشرا بين السفيرين لدى الأمم المتحدة البريطاني والروسي، حيث شن الأول ماثيو رايكروفت هجوما لفظيا عنيفا على السياسة الروسية في سوريا، كاشفا عن نتائج تحاليل العلماء البريطانيين لعينات من موقع مجزرة خان شيخون.
وردّ السفير الروسي فلاديمير سافرونكوف باتهام لندن بتقويض الحل السياسي، وغض الطرف عن المشكلات التي يتخبط فيها الشرق الأوسط، وقال إن الأولوية هي لتجديد الدعم الدولي لمفاوضات جنيف وأستانا، بما يساعد على إعادة الاستقرار في سوريا.
أما السفيرة الأميركية نكي هيلي قد أكدت أن بلادها لن تتسامح مع أي هجمات بأسلحة كيميائية في سوريا.
وقالت إن روسيا تعزل نفسها عن العالم بدفاعها المستمر عن جرائم الأسد، وإن أي توجه جدي لتحقيق السلام في سوريا يجب أن يتعاطى بأمانة مع دور إيران الداعم للنظام، وسعيها لتوسيع نفوذها.
من جهته قال السفير الفرنسي جيرار آروفي إن استهداف قاعدة الشعيرات الجوية كان رسالة واضحة إلى النظام.
بدوره قال المبعوث الدولي إلى سوريا ستفان دي مستورا إن الأمم المتحدة جاهزة لتعرض على السوريين نقاطا مهمة لمناقشتها فيما بينهم، وعلى الولايات المتحدة وروسيا أن تجدا سبيلا للعمل المشترك لمنع تدهور الوضع في سوريا.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
علماء بريطانيون يثبتون وجود “السارين” بمجزرة إدلب
دبي – العربية.نت
قال الوفد البريطاني في منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية الخميس إن عينات أخذت من مسرح الهجوم الكيمياوي في سوريا الأسبوع الماضي أثبتت وجود غاز السارين.
وأضاف الوفد خلال جلسة خاصة للمنظمة في لاهاي “حلل علماء بريطانيون العينات التي أخذت من خان شيخون. ثبت وجود غاز السارين للأعصاب أو مادة تشبه السارين.”
وكانت اختبارات سابقة أجرتها السلطات التركية قد أظهرت أيضاً أن المادة الكيمياوية المستخدمة في هجوم الرابع من نيسان/أبريل هي السارين.
وكانت مصادر قالت إن منظمة حظر #الأسلحة_الكيمياوية أرسلت فريقاً من الخبراء إلى #تركيا لجمع عينات، ضمن إطار تحقيق بهجوم بغاز السارين في #سوريا الأسبوع الماضي نفّذته #قوات_الأسد، وأدى إلى مقتل العشرات في #خان_شيخون بإدلب.
وقالت المصادر لرويترز الخميس إن المنظمة ومقرها #لاهاي أرسلت بعثة لتقصي الحقائق لجمع عينات حيوية (بيومترية) وإجراء مقابلات مع الناجين.
وكانت الاستخبارات العسكرية الأميركية قد استعرضت محادثات هاتفية بين عناصر من #جيش_الأسد وخبراء #كيمياوي أثناء الإعداد للهجوم بـ #غاز_السارين على #خان_شيخون في #إدلب الأسبوع الماضي، حسب ما نقلته شبكة “سي.أن.أن” عن مسؤول عسكري رفيع في #الجيش_الأميركي.
وأوضحت #الاستخبارات_الأميركية أن عملية الاختراق هذه جاءت ضمن مراجعة فورية عقب #الهجوم_الكيمياوي للتأكد من مسؤولية #النظام_السوري في الهجوم.
وشدد المصدر على أن #أميركا لم تكن على علم مسبق بـ #هجوم_إدلب، وأن التقرير حول فحوى المحادثات لم يرصد دوراً روسياً، ربما بسبب حذر ويقظة الروس في اتصالاتهم.
ورجّح المصدر أن يحتفظ #البيت_الأبيض و #البنتاغون بالمعلومات حول إمكانية تورط الروس في حال امتلكا أدلة على ذلك.
بعد وصفه بـ “حيوان”.. الرئيس الأميركي: الأسد جزار
دبي – قناة العربية
أعلن #الرئيس_الأميركي #دونالد_ترمب أنه حان الوقت لإنهاء الحرب الأهلية الوحشية في #سوريا وهزيمة #الإرهابيين والسماح بعودة #اللاجئين لبلدهم.
وفي تصعيد كبير في لغة الخطاب عن النظام السوري، وصف الرئيس الأميركي، رئيس النظام السوري بشار الأسد، بأنه “جزار ولا بد من عمل شيء حياله”.
وذكر ترمب أن إلقاء الغاز على الرضع والأطفال وتركهم يموتون بين أيدي عوائلهم هو أمر غير مقبول.
وكان الرئيس الأميركي قد وصف الأسد في حديث لقناة “فوكس نيوز” بث الأربعاء بأنه “حيوان” في إشارة لتورطه بهجمات كيمياوية وبالبراميل المتفجرة على شعبه.
وقال ترمب إنه ممتن لدعم أعضاء #حلف_الأطلسي في التنديد بالهجوم بالغاز في سوريا، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك في واشنطن مع الأمين العام لحلف الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتبرغ.
ووصف ترمب #حلف_الاطلسي بأنه “حصن للسلام والأمن العالميين”.
وأكد أنه سيكون من الرائع لو كانت له علاقات جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كاشفاً أن العلاقات مع روسيا في أدنى حالاتها.
ومن جانبه، قال الأمين العام للناتو إنه ناقش مع ترمب قضية المشاركة العادلة في #النفقات_الدفاعية للحلف بما يساوي 2% من إجمالي الدخل القومي.
وأكد مسؤول الأطلسي أن الجرائم في سوريا لا يمكن أن تمر بدون محاسبة.
وأشار إلى أن أعداد القوات الأميركية ستزداد في أوروبا.
التحالف الدولي ينفي قصف “مستودع سام” في سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
نفى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، يوم الخميس، أن يكون قد قصف أي موقع لتخزين مواد سامة في سوريا، قائلا إنه لم يشن أي غارات في الزمان والمكان اللذين أشار إليهما الجيش السوري.
ورجح المتحدث باسم التحالف، العقيد الأميركي جون دوريان، أن يكون الجيش السوري قد تعمد تقديم معلومات خاطئة، بحديثه عن غارة أوقعت مئات القتلى في شرق دير الزور.
واتهمت قوات النظام السوري، يوم الخميس، التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، بشن غارة جوية على مستودع ضخم يحتوي على كمية كبيرة من المواد السامة، في شرق دير الزور.
وبحسب ما ذكره “الجيش السوري”، فإن غارة التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، ضد المستودع التابع لداعش، أسفرت عن سقوط “مئات القتلى بينهم أعداد كبيرة من المدنيين”.
وأورد بيان بثه التلفزيون السوري الرسمي أن “الحادثة تؤكد امتلاك التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيما داعش وجبهة النصرة للأسلحة الكيميائية وقدرتها في الحصول عليها ونقلها وتخزينها”.
ويواجه جيش النظام السوري، اتهامات من المجتمع الدولي باستخدام أسلحة كيماوية في قصف لمدينة خان شيخون بإدلب، أسفر عن مقتل العشرات، وهو ما تنفيه دمشق وحليفتها روسيا.
وأكد الوفد البريطاني إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، يوم الخميس، أن عينات هجوم خان شيخون أثبتت استخدام غاز السارين.
سورية: بدء عملية إخلاء متبادلة لمدن وبلدات بين النظام والمعارضة
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 13 أبريل 2017
روما- بدأت عملية إخلاء مدن وبلدات في ريف دمشق الغربي مقابل إخلاء بلدات في ريف إدلب شمال سورية، ودخلت حافلات إلى مدينة الزبداني وبلدة مضايا في ريف دمشق ليوم (الخميس) تمهيداً لنقل مئات المقاتلين وآلاف السكان إلى شمال سورية، فيما دخلت حافلات أخرى إلى بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب الشمالي تمهيداً لنقل سكان ومقاتلين ينتمون لميليشات موالية للنظام إلى مناطق سيطرة النظام.
ووفق شهود عيان، يشرف الهلال الأحمر السوري والأمم المتحدة على العملية، فيما تضمن روسيا عملية التبديل، وبدأت العملية بساعات النهار على أن تنتهي على دفعات قد تستمر أكثر من شهر.
ووفق مصادر مطلعة، سيتم نقل أهالي كفريا ولفوعة إلى مدينة حلب بشكل مبدئي، قبل إعادة توطينهم في منطقة أخرى، يُعتقد على نطاق واسع أن وجهتهم النهائية ستكون مدينة حمص وسط سورية ومدينة داريا في ريف دمشق.
وتنص الاتفاقية على إخلاء ثمانية آلاف شخص من كفري والفوعة في إدلب كدفعة أولى، مقاتل إخلاء الزبداني ومضايا، كذلك إخلاء نحو ثمانية آلاف آخرين من البلدتين المواليتين مقابل إخراج مقاتلي المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية من مخيم اليرموك والحجر الأسود وبيت سحم جنوب العاصمة دمشق، على أن يسيطر كل طرف على البلدات التي أخلي منها سكانها ومقاتليها.
ووفق المصادر، فقد سجّل مقاتلو تحرير الشام أسمائهم وأسماء عائلاتهم في مخيم اليرموك، لخروجهم ضمن قوائم وفق طلب النظام، بناء اتفاق ُبرم بين حركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام من جهة، وحزب الله للبناني وقادة عسكريين إيرانيين من جهة ثانية، ورعاية قياديين في تنظيمات فلسطينية.
ويتبع هذ الإخلاء إخلاء آخر لمقاتلي تنظيم الدولة (داعش) من كامل جنوب دمشق، وفق تفاهمات مع النظام، على أن يبقى الجنوب الدمشقي تحت سيطرة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى رأسها (فتح) بالتنسيق مع النظام، بما يسمح بعودة مؤسسات النظام الأمنية والإدارية إلى داخل المخيم وبقية المناطق الجنوبية.
وتُحاصر قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها مخيم اليرموك والزبداني وبلودان منذ نحو أربع سنوات، فيما تُحاصر المعارضة السورية المسلحة كفريا والفوعة منذ نفس الفترة تقريباً.
الائتلاف الوطني السوري المعارض يرحب باستراتيجية الاتحاد الأوروبي لدعم حكومته المؤقتة
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 12 أبريل 2017
روما- أبدى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية “الترحيب” باستراتيجية الاتحاد الأوروبي الجديدة تجاه سورية، لما “سيكون لها من أثر جيد على العملية السياسية والحل السياسي المطلوب لإنهاء معاناة الشعب السوري”.
وقال أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف، رياض الحسن إن “الاستراتيجية التي تبناها الاتحاد الأوروبي جاءت بعد لقاءات معمقة استمرت عدة أشهر بين ممثلين عن الائتلاف الوطني والحكومة السورية المؤقتة، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل وكل من اسطنبول وغازي عنتاب”.
وذكر الحسن، حسبما نقلت عنه الدائرة الإعلامية للائتلاف، أن “الاجتماعات شملت المجالس المحلية ووحدة تنسيق الدعم ومنظمات المجتمع المدني”، مشيراً إلى أنه “تم تقديم رؤية متكاملة لإدارة المناطق المحررة، إضافة إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام والتي يمكن للمعارضة الوصول إليها وتقديم الخدمات لسكانها”.
وبيّن أمين اسر هيئة الائتلاف السياسية أن “هناك عدد من المشاريع الهامة والحيوية التي تم تبنيها من قبل الاتحاد الأوروبي، والتي تساعد على الاستقرار والنمو”.
وحسب الائتلاف، نشر الاتحاد الأوروبي استراتيجيته الجديدة تجاه سورية في مطلع شهر نيسان/أبريل الجاري، وتشمل ست نقاط، وأولها “التركيز على تحقيق الانتقال السياسي الحقيقي وذلك تماشياً مع القرار ٢٢٥٤، بالإضافة إلى دعم المعارضة السورية ولا سيما الهيئة العليا للمفاوضات التي اعتبرها الاتحاد تمثل وفد المعارضة في جنيف”. كما “تتضمن إنقاذ الأرواح من خلال معالجة الاحتياجات الإنسانية للسوريين الأكثر ضعفاً في جميع أنحاء البلاد في الوقت المناسب وبطريقة فعالة وكفوءة ومبدئية، وذلك بالتوازي مع تشجيع الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير عن طريق تعزيز منظمات المجتمع المدني السوري”. وتؤكد أيضا الاستراتيجية على “تعزيز المساءلة عن جرائم الحرب وتيسير عملية المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، إضافة إلى دعم صمود السكان السوريين والمجتمع السوري”.
قوات سوريا الديمقراطية تشن هجمات جديدة على الدولة الإسلامية
بيروت (رويترز) – قالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان يوم الخميس إنها بدأت مرحلة جديدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية لكنها لم تبدأ بعد في مهاجمة مدينة الرقة معقل التنظيم في سوريا في تأخر على ما يبدو في سير العملية.
وبدأت في نوفمبر تشرين الثاني حملة متعددة المراحل من جانب قوات سوريا الديمقراطية، وهو تحالف مدعوم من الولايات المتحد يضم جماعات مسلحة من الأكراد والعرب، بهدف طرد الدولة الإسلامية من الرقة.
والشهر الماضي قال مسؤولون في وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل عنصرا رئيسيا في قوات سوريا الديمقراطية إن الهجمات على الرقة ستبدأ في أوائل أو أواسط شهر أبريل نيسان الجاري.
وقال البيان إن المرحلة الرابعة من الحملة تهدف إلى “تطهير ما تبقى من الريف” شمالي المدينة من مقاتلي الدولة الإسلامية. ولم يذكر البيان موعد الهجوم على الرقة ذاتها.
وأضاف البيان “نستهدف تحرير عشرات القرى الواقعة في وادي جلاب والريف الشمالي لمدينة الرقة… لتطهير ما تبقى من الريف الشمالي ووادي جلاب من إرهابيي داعش وإزالة آخر العقبات أمامنا للتمهيد لعملية تحرير مدينة الرقة.”
واقتربت قوات سوريا الديمقراطية من الرقة من جهات الشمال والشرق والغرب.
وحاصرت القوات منطقة الطبقة الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية والسد المجاور لها الواقع على بعد نحو 40 كيلومترا غربي الرقة مركز القتال المكثف الذي شنت منه الدولة الإسلامية عددا من الهجمات المضادة.
وقال مسؤولون إن الهجوم على الرقة ربما يبدأ حتى قبل إحكام السيطرة على الطبقة التي أشاروا إلى أن المعارك فيها تستحوذ على اهتمام قوات سوريا الديمقراطية.
وقالت جيهان الشيخ أحمد المتحدثة باسم عملية الرقة لرويترز إن “مسألة السد أخذت بعض الوقت” للحفاظ على سلامته.
وأضافت أن القوات تأخذ حذرها لتجنب الإضرار بالسد الذي كانت الأمم المتحدة قد حذرت في فبراير شباط من أن تعرضه للضرر ربما يسفر عن فيضان كارثي.
وقالت المتحدثة إن قوات سوريا الديمقراطية تحرز تقدما على عدة جبهات حول الرقة والطبقة ودير الزور التي تمثل معقلا آخر للدولة الإسلامية إلى الجنوب الشرقي.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)