أحداث الخميس 14 آب 2014
لمَ هذا الاحتفاء السياسي السوري بفظائع «داعش» ؟
ابراهيم حميدي
أمر غريب، لكن ليس مفاجئاً، ان «يتفق» بعض الموالين للنظام السوري والمعارضين على الاحتفاء بسيطرة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) على مواقع عسكرية في شمال شرقي البلاد.
«انجازات» هذا التنظيم وفظاعاته، يعتقد الموالون، انها تثبت نبوءتهم الذاتية من انه ليس هناك ثورة ولا مطالب سياسية، انها «عصابات تكفيرية – ارهابية». يقولون دون ان يقولوا ذلك، انها حركة سنية- طائفية – متطرفة ضد نظام علماني ليس علوياً. اذن، الحل وفق هؤلاء، ان يتوب النشطاء والمعارضون عن كبائرهم ويعودوا الى رشدهم الى «حضن الوطن وتحت سقف الوطن» بما يكسو هذا «الحضن» من اشواك وما يعني هذا «السقف» في بعض مناطقه من انخفاض الى الدمار وقعر القبور والمعدة الضامرة. ولابد من الاعتراف بـ «المؤامرة الكونية».
اذن، الحل يجب ان تتراجع الدول الغربية عن «ارتكاباتها» ايضاً. «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ليس «ممثلاً شرعياً» لا وحيداً ولا غير وحيد لـ «الشعب السوري». على الدول الغربية ان تعتذر. نعم، ان تعتذر. لا يكفي ان تفتح أقنية للتعاون الأمني. التعاون الأمني يجب ان يكون بمظلة سياسية. اي، يجب الاعتراف بـ «شرعية النظام» باعتباره يمثل «الدولة» ويمثل «سورية». النظام هو سورية. يجب فتح السفارات وإعادة الديبلوماسيين قبل التعاون الأمني؟ إرسال ديبلوماسيين إلى دمشق وفتح السفارة قبل استقبال ضباط الأمن. فتح سفارات سورية في العواصم الغربية للتعاون في محاربة «العائدين من سورية» من الإرهابيين.
«انتصارات» تنظيم «داعش» وفق الموالين، تثبت نظرية «ألم نقل لكم؟»: ألم نقل لكم ان «ابواب جهنم» ستفتح؟ ألم نقل لكم ان هزّ النظام يعني الفوضى في الشرق الأوسط؟ ألم نقل لكم ان «عشرات افغانستان» ستولد في الشرق الاوسط من رحم المستنقع السوري؟ ألم نقل لكم انها ليست ثورة علمانية – وطنية – سلمية – ديموقراطية «بل» انها ثورة مسلحة- طائفية – إقصائية – تكفيرية «بل» انها الإرهاب بذاته؟ ألم نتمسك في مفاوضات جنيف مع المعارضة على البدء ببند مكافحة الأرهاب ووقف تمويله وتدريب الإرهابيين قبل مناقشة تشكيل «حكومة انتقالية»؟ ألم نقل ان «الائتلاف» لا يمثل المعارضة؟ ليس هناك «معارضة وطنية» في الخارج بل «عملاء». «المعارضون الوطنيون» في الوطن، تحت الأرض وفوقها ايضاً. ألم نقل لكم أن دعم هذا الحراك سيؤدي الى «تقسيم سورية»؟ تقسيم سورية كي تكون المنطقة شظايا خدمة لـ «يهودية الدولة» في اسرائيل؟ ألم نقل لكم ان النظام ضمانة وحدة البلاد والعباد؟
النظام أنا، وأنا النظام. سورية أنا، وأنا سورية. ألم ترَ في «المناطق المحررة» عندما انهار النظام انهارت الدولة؟ ألم ترَ ان هذه المناطق، مناطقكم «المحررة» المدعومة من الغرب، تحولت الى مناطق «امراء حرب»؟ ألم ترَ التناحر في ما بينهم؟ ألم ترَ كيف ارادت فصائل المعارضة اعادة الناس الى «عصر الجاهلية»؟ تريد إعادة الأطفال والناس الى المدارس الشرعية والمحاكم الشرعية والحجاب وقطع الرؤوس والجلد، هل ترى ذلك؟ كل القوانين التي ورثناها من الانتداب الفرنسي، راحت بمجرد راح النظام. مرة ثانية النظام هو الدولة والدولة هي النظام. انهما تؤأمان لا ينفصلان. ان مات احدهما يموت الآخر.
أيضاً، ألم ترَ أنه عندما كان مقاتلو «داعش» يقطعون رؤوس الضباط في «الفرقة ١٧» و «اللواء 93» في الرقة كان اهل الساحل يرقصون في منتجع الرمال الذهبية في طرطوس؟ امراء «داعش» يفرضون النقاب و «جماعتنا» من قادة المليشيات الموالية يرقصون على شاطئ البحر مع «البيكيني». ماذا يعني ذلك؟ انت كغرب معي في جانب النظام. النظام استطاع حماية «سورية المفيدة» ذلك القوس العلماني من دمشق – رمز الدولة الى الساحل – معقل النظام. انهنّ يرقصن باللباس البحري. حلفاؤكم، يا «اصدقاء الشعب السوري»، يريدون اعادة النقاب. يجلدون، يقطعون الرؤوس. اهتمامات أحد الساكنين في «سورية المفيدة» لا تتجاوز الاحتجاج على التلوث الذي يسببه احد المصانع. لاعلاقة له بالقتلى والدمار واللجوء والحصار في «المناطق المحررة».
سأستحق ذات يوم وساماً. بل انني الآن استحق وساماً. مستعد كي احارب هؤلاء الإرهابيين. احاربهم نيابة عني وعنكم. اقدم لكم خدمة هائلة. النظام يقول: اعطوني دوري الوظيفي في المنطقة. انني عامل استقرار. ليس مهماً ولا تسألني من سهّل او أسّس او استخدم «داعش» وأخواته. نحن اولاد اليوم. انهم ظاهرة موجودة. وأريد تفويضاً كي احاربهم. اغلاق الملف الكيماوي والتخلي عن السلاح الكيماوي، طويا صفحة «تغيير النظام» الى «تغيير في النظام». أريد الآن الانتقال الى التعاطي الشرعي مع النظام وعلى رؤوس الأشهاد. الأولوية الآن، هي لعنوان واحد ووحيد: الحرب على الإرهاب. اغلقوا ممرات الدعم والتمويل والتدريب وعودوا الى عباءتي.» ما أحلى الرجوع اليها». الخيار واحد وأوحد: النظام او «داعش». انسوا «الحكومة الانتقالية». حتى «المعارضة الوطنية» في الداخل يجب ان تنسى «الحكومة الموسعة». عليكم الاختيار. سيأتي يوماً يكون فيه النظام الجهة «المعتدلة» الوحيدة. هذا رهاني، وترون ان رهاناتي ونبوءاتي في السنوات الثلاث الماضية صائبة ومصيبة. دولة «داعش» باقية وتتمدد اكثر قرب حدود العراق. سيقوى عندي ولن تقهره الضربات الأميركية. ما رأيكم بالتنسيق الجوي بيننا. هذه بداية لمسار سياسي.
المفارقة ايضاً، ان بعض المعارضين سعيد بـ «انتصارات» تنظيم «داعش». منذ اكثر من سنة، استحى معارضون سياسيون من الدخول علناً في حرب ضد «داعش». كانوا في خندق واحد. كانت معركتهم مع النظام. عندما كانت دول غربية تطلب من معارضين اتخاذ موقف علني من «الإرهابيين»، كانوا يقولون: المعركة الآن ضد النظام، هم معنا. عندما ننتهي ونُسقط النظام نتفرغ لهم. كان الاعتقاد أنها مسألة اسابيع وأشهر فقط. طلب الأميركيون، بل اشترطوا، على رئيس «الائتلاف» السابق احمد الجربا ان يعلن موقفاً ضد «جبهة النصرة» للحصول على دعم عسكري، لم يفعل. المعادلة كانت صعبة: اذا دان «النصرة» يخسر قاعدة شعبية اذا لم يفعل يخسر دعماً اميركياً.
لمَ الاحتفاء الصامت من علمانيي المعارضة بـ «انتصارات» التنظيم؟ بالنسبة الى كثير من المعارضين، انها تثبت نظريتهم: «داعش» صنع وتصدير وإدارة النظام. هذا اولاً. ثانياً، اذا لم تدعم الإدارة الأميركية «المعارضة المعتدلة» فإن البديل هو الجهاديون. ألم نقل لكم (ايضاً)، انه اذا لم تدعموا «الجيش الحر»، فإن «ابواب جهنم» (ايضاً) ستفتح؟ «الائتلاف» و «الجيش الحر» قالا في بيان انهما «اول من حذّر» من التطرف. فيها نوع من النزق: طالما انكم لم تدعموا المعتدلين، فاستعدوا لمواجهة الجهاديين في اراضيكم. الخيار واحد (ايضاً): المعارضة المعتدلة او «داعش». سيأتي يوماً تبحثون عن «المعتدلين» بالمجهر. الشعب السوري مصمم على التغيير والتخلص من الدكتاتورية، جرّب التظاهرات السلمية، جرّب العمل المسلح الدفاعي، انشق ضباط الجيش وعناصره، شكلوا «الجيش الحر»، الشعب يريد عقداً اجتماعياً جديداً، بالنار أم بالنور. ألم نقل انه اذا لم تدعم، يا «غرب»، الشعب بوسائل الدفاع عن النفس وبـ «السلاح النوعي»، فإن الشعب ذاهب الى الجهاد، الى العمليات الانتحارية. انا المعتدل – العلماني غير المتدين، سأقوم بعملية انتحارية، قال احدهم في اجتماع مع مسؤول غربي. لدينا شعور بالخذلان الكبير من الغرب. «المناطق المحررة» ستكون مصانع الجهاديين. ملايين الجهاديين من الأطفال. ليس فقط الفقراء والمشردين، بل ايضاً ابناء الأغنياء يريدون التغيير. طيّب، ستدفعون فاتورة عالية. «مئات من ١١ ايلول (سبتمبر)». سيطرق الأرهاب أبوابكم. «العائدون من سورية» سيكونون ألغاماً وقنابل نائمة في دياركم. ستدفعون ثمن التخاذل. اذهبوا انتم وقاتلوا «الدواعش». الطاولة ستنقلب على الجميع. ليكن.
الخبراء السياسيون في المعارضة يقولون: «داعش» تعبر عن ازمة عميقة في غياب تمثيل السنة في العراق وسورية ولبنان. ازمة سياسية وليست طائفية. يجب اولاً الوصول الى حل سياسي ومشاركة للسنة في حكومات توافقية في هذه الدول ثم ننتقل الى محاربة «داعش». يجب ان نعزل الطائفي عن السياسي. عندما تتشكل حكومات توافقية بمشاركة ممثلي السنة يتحول الصراع الى سياسي وليس طائفياً. اضغطوا على النظام كي يشكل «حكومة انتقالية» بمشاركة السنة ثم نحارب جميعاً المتطرفين. يتحول الصراع الى سياسي. بعضهم يرى امكانية الإفادة من بداية تشكيل حكومة توافقية في العراق.
بهذا التواطؤ مع بطولات «داعش»، ليهنأ النظام والمعارضة، او بعضهما، في رهاناتهما الخاطئة وليساهما في تدمير البلاد وقتل العباد. بعض المعارضة مستعد للعيش في خيمة وسط الدمار من اجل الخلاص من النظام والذهاب الى القصر. وبعض مسؤولي النظام ذاهب الى تحويل البلاد الى رماد والعباد الى اشلاء للبقاء في السلطة. ليهنأ الطرفان في الاحتفاء بانتصارات «داعش» التي لن تقبل بأقل من «إبادة النظام النصيري» وأقل من «إبادة الصحوات وعملاء أميركا» وإقامة «الخلافة» بزعامة «أميرالمؤمنين» ابو بكر البغدادي لتطبيق «حدود الشرع».
الثورة السورية الملهمة من «الربيع العربي» وسرديات النظام المتلحف بالعلمانية ومفردات العصر، يفترض ان تحاكي القرن الحادي والعشرين وليس ان تصفّي حسابات تعود الى ١٤٠٠ سنة. رواد الموالاة والمعارضة كانوا نشطاء ومستخدمي «فايسبوك» و «تويتر» ومؤسسي مجموعات وتنسيقيات. لم يكونوا طامحين بـ «البراميل المتفجرة» والصواريخ والغارات وحمل السيوف والعبوات الناسفة والعمليات الانتحارية.
«داعش» يتمدد إلى حلب بعد «خديعة» و «خيانة»
لندن – «الحياة»
استفاد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من «خديعة دعائية» بثها في أوساط مقاتلي المعارضة و «خيانة» فصائل أخرى كي يحرز تقدماً استراتيجياً في الشمال قرب حدود تركيا ويتمدد إلى حلب ثاني أكبر مدينة في سورية، في وقت تقهقرت قوات النظام السوري في وسط البلاد وقامت «جبهة النصرة» بملء الفراغ الذي تركه «الجيش الحر» في ريف إدلب. (للمزيد)
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «31 من مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة وثمانية من الدولة الإسلامية على الأقل قتلوا في المعارك التي سمحت للتنظيم الجهادي بالسيطرة على ست قرى في محافظة حلب» بعد شهور من المواجهات مع فصائل إسلامية معارضة. وسيطر مقاتلو «داعش» على قرى المسعودية والعزيزية ودويبق والغوز وبلدتي تركمان بارح وأخترين في ريف حلب الشمالي الشرقي» القريبة من الحدود التركية.
وتعتبر بلدة أخترين «منطقة استراتيجية» لتنظيم «داعش» كونها تفتح الطريق أمامه نحو بلدة مارع، أهم معاقل «الجبهة الإسلامية»، ونحو مدينة أعزاز، مرجحاً أن «تكونا الهدف المقبل» للتنظيم.
وجاءت سيطرة التنظيم على هذه القرى «عقب اشتباكات عنيفة مع الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية المتبقية هناك، بعد انسحاب جبهة النصرة وكتائب إسلامية من المنطقة في أواخر تموز (يوليو)» الماضي. لكن نشطاء أشاروا إلى «داعش» قام بـ «خديعة» الفصائل المعارضة إذ انه بث إشاعات من انه سيقتحم مطار كويرس العسكري في ريف حلب بعد سيطرته على مقر «الفرقة 17» و «اللواء 93» في شمال شرقي سورية، غير انه فاجأ المعارضة بهجوم على القرى المحاذية لحدود تركيا.
من جهتها، أوضحت «جبهة الأكراد» انه «في تركمان بارح وجبهات أخرى حصلت خيانة عظمى بحق أهالي الريف الشمالي من قبل تلك الفصائل، وفوجئنا بتسليم تلك الكتائب تركمان بارح وجبهات أخرى لداعش».
في المقابل، بثت «جبهة النصرة» فيديو ظهرت فيه عملية جلد شخص في وسط مدينة خان شيخون في ريف إدلب الخارجة عن سيطرة قوات النظام منذ بضعة أشهر. وقالت مصادر إن قوات «النصرة» عززت وجودها في خان شيخون و»ملأت الفراغ» بسبب انشغال مقاتلي «الجيش الحر» في معارك في ريف حماة المجاورة في وسط البلاد. وأفاد «المرصد» بأن مقاتلي المعارضة سيطروا أمس على الحي الجنوبي الغربي من بلدة مورك في حماة، موضحاً: «بعد نحو 3 أسابيع من تنفيذ النظام لهجومه على بلدة مورك بريف حماة الشمالي لاستعادة السيطرة عليها، فإن قوات النظام تتقهقر وتنسحب إلى خارج مناطق سيطرت عليها في البلدة، خلال الأسابيع الثلاثة الفائتة». ونقل موقع «زمان الوصل» عن «مصادر ميدانية» بمقتل «50 عنصراً من قوات النظام في اشتباكات عنيفة على حاجزي العبود والغربال وفي الحي الشرقي من مدينة مورك».
وعلى صعيد المعارك في القلمون شمال دمشق، قالت مصادر معارضة إن مقاتلي المعارضة سيطروا على ثلاث نقاط في منطقة رأس المعرة ما أسفر عن مقتل عدد من عناصر النظام و «حزب الله». وأفاد موقع «زمان الوصل» بأن «الثوار استعادوا أمس حركتهم الهجومية ضد قوات (الرئيس بشار) الأسد وعناصر حزب الله في منطقة القلمون بعد هدوء نسبي شهدته المنطقة أثناء أحداث عرسال على الحدود السورية -اللبنانية».
منظِّر «القاعدة» السعودي «الربيش» يمتدح مكاسب «داعش»
صنعاء – رويترز
أثنى قيادي بارز في تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» الذي يتخذ اليمن مقراً له على استيلاء تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) على مساحات واسعة من أرض العراق، وهو ما أثار احتمال تعاون بين الشبكتين الإرهابيتين الأكثر نشاطاً. وقال منظر «القاعدة» في اليمن السعودي إبراهيم الربيش: «أحيي جميع المجاهدين في كل جبهات المعارك وجميع المسلمين على الانتصارات التي حققها إخوتنا في العراق ضد دُمَى الإيرانيين».
وأضاف الربيش في مقطع مرئي بث على شبكة «الإنترنت»: «ومن لا يبتهج بنصر المسلمين السنَّة، وهزيمة عصابات (رئيس الوزراء العراقي نوري) المالكي التي عذبت السنَّة»؟ وقال: «لقد تبين لسنّة العراق أن التعايش في العراق ليس ممكناً، وأن قتال الروافض (الشيعة) واجب شرعي ملزم». يذكر أن الربيش أحد المطلوبين في قائمة الـ85 التي أعلنتها وزارة الداخلية السعودية. وزاد: «الوضع نفسه يتكرر الآن في اليمن والخليج. فهل سيتعلم السنّة من درس العراق ويأخذوا المبادرة»؟
وقال المحلل اليمني سعيد عبيد الأسبوع الماضي إنه ليس من المحتمل أن يعلن زعيم «القاعدة» في اليمن ناصر الوحيشي ولاءه لزعيم «داعش» أبوبكر البغدادي، لكنه أضاف أن الوحيشي «قد يجد أن التعاون مع «داعش» في السر على الأقل، أكثر جدوى».
وكانت السعودية، التي تربطها حدود مشتركة مع كل من اليمن والعراق، أعلنت في أيار (مايو) الماضي أنها اكتشفت خلية لعناصرها اتصالات بكل من «داعش» و«القاعدة» في اليمن. وتم تكوين «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» في عام 2009، إثر اندماج فرعي «القاعدة» في السعودية واليمن.
إئتلاف دولي لفك الحصار عن النازحين
بغداد، واشنطن، نيويورك، باريس – «الحياة»
في مؤشر إلى نيته عرقلة مساعي خلفه حيدر العبادي تشكيل الحكومة، جدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس تمسكه بالسلطة، على رغم خسارته حلفاءه في الخارج، خصوصاً الولايات المتحدة التي دعته أمس إلى التنحي، وإيران، والإنشقاق في «التحالف الوطني» (الشيعي) بسبب رفضه التنحي. (للمزيد)
وبدأت واشنطن أمس مشاورات مع باريس وكانبيرا لتشكيل إئتلاف دولي لفك الحصار عن النازحين العراقيين. ويعقد مجلس الأمن اجتماعات متواصلة لإدانة «داعش» والبحث في تجريم داعميه. وأعلنت السعودية أمس تبرعها بمئة مليون دولار لـ»مركز مكافحة الإرهاب».
وفيما أعلن مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي أمس تأييده العبادي آملاً في أن يؤدي تعيينه إلى «تلقين من يسعى إلى الفتنة درساً جيداً» (رويترز)، عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في إقليم كردستان لمواجهة «الدولة الإسلامية» التي استولت على صوامع القمح في العراق أمس، كما أرسلت فرنسا أسلحة إلى الإقليم، بالتفاهم مع بغداد.
ولم تستبعد أميركا إرسال قوات إلى العراق في مهمة إنسانية، وقال نائب الناطق باسم البيت الأبيض أريك شالتز إن واشنطن «تبحث مع فرنسا وأستراليا في هذا الأمر. وحصرت قنوات اعلامية أميركية بينها «فوكس نيوز» هذه المهمة بإنقاذ المدنيين المحاصرين من تنظيم «داعش» في جبل سنجار وغيره. وعلى المستوى السياسي استعجل البيت الأبيض خروج المالكي مشيراً الى أن عليه «احترام العملية السياسية ويدعها تسير إلى الأمام».
إلى ذلك، دعا البابا فرنسيس الأمم المتحدة أمس إلى التحرك لمساعدة الأقليات في العراق، خصوصاً النازحين الإيزيديين والمسيحيين.
في بغداد، أكد المالكي في كلمته الأسبوعية أن حكومته «ستستمر وليس لها بديل من دون قرار من المحكمة الاتحادية، وأضاف إن «إصرارنا (على التمسك بالسلطة) هو دفاع عن العراق والعملية السياسية والديموقراطية. دفاع عن المصالح العليا، لأن المصلحة الوطنية ترتبط بنظام وبدستور واستقرار دستوري قضائي سياسي لا يتحقق ما لم يكن هناك دستور ومؤسسات دستورية محترمة».
وحذر خصومه قائلاً إن «الخرق الدستوري يعني فتح باب التجاوز الأمني والسياسي والاقتصادي، ونحن اليوم نعيش هذا التحدي الكبير في المنطقة والعراق والعالم (يعني) الإرهاب».
وتابع «اذا كان الارهاب بكل ما امتلك من قوة لم يستطع اسقاط العملية السياسية، اقولوبكل صراحة إن هذا الخرق الدستوري سيسقط العملية السياسية».
ودان الترحيب الدولي بالعبادي ورأى انه «تصميم للقضايا (الوطنية) من دول خارجية، وهذا شيء خطير».وفي النجف دعا المرجع الأعلى علي السيستاني الى اختيار رئيس وزراء جديد يحظى بـ»قبول وطني واسع» مؤكدا تخليه عن المالكي. وقال رداً على رسالة وجهها حزب الدعوة «ارى ضرورة الاسراع في اختيار رئيس جديد للوزراء يحظى بقبول وطني واسع وان يتمكن رئيس الوزراء الجديد من العمل مع القيادات السياسية «لانقاذ البلد من مخاطر الارهاب والطائفية والتقسيم».
في غضون ذلك، بدأ العبادي، في أربيل، مشاوراته لتشكيل الحكومة. وأفادت مصادر كردية أن الأكراد سيسهلون مهمته، وأن مطالبهم لن تكون خارج إطار الدستور.
وفيما قرر الإتحاد الأوروبي عقد اجتماع اليوم للبحث في قضية النازحين العراقيين، خصوصاً المسيحيين والإيزيديين، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن باريس سترسل أسلحة إلى الأكراد «خلال ساعات» لتعزيز قدراتهم في مواجهة «الدولة الإسلامية».
وانتقد الثلاثي الفرنسي المعارض المؤلف من ثلاث رؤساء وزراء سابقين، وهم جان بيير رافارين وفرانسوا فيون وآلان جوبيه هولاند وطالبوه بالتعاون مع الإتحاد الأوروبي لاتحاد لمساعدة اللاجئين وبدعم واضح للعمليات العسكرية.
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أمس أن نحو ١٥٠٠ شخص من الأقليات الدينية والعرقية في العراق قد يكونون بين ضحايا الجرائم الجنسية التي يرتكبها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في المناطق الواقعة تحت سيطرته.
وأصدرت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون العنف الجنسي زينب بنغورا والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف بياناً مشتركاً أكدا فيه تعرض «النساء والفتيات والأطفال من هذه الأقليات لجرائم جنسية بينها الاغتصابات الوحشية التي تعد جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب». ودان البيان «استهداف النساء والأطفال بأعمال بربرية». ودعا «حكومات الدول المجاورة والمجتمع الدولي الى العمل على إطلاق النساء والفتيات المعتقلات ودعم حكومة العراق لحماية المدنيين».
ويواصل مجلس الأمن البحث في مشروع قرار يعزز العقوبات على تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة»، ويهدد بفرض عقوبات مماثلة على داعميهم.
وتوقع ديبلوماسيون «التوصل الى توافق على الصيغة النهائية لمشروع القرار الذي كانت أعدته بريطانيا، وإفراره خلال أيام قليلة».
ويبحث المجلس تضمين مشروع القرار لائحة بأسماء أشخاص وكيانات «قد تكون ضالعة في تمويل داعش وجبهة النصرة، من خلال التمويل المباشر أو عبر تجارة النفط غير المشروعة».
وأوضح ديبلوماسي معني أن «لائحة الأسماء تتضمن عراقيين ومواطنين من دول مجاورة للعراق». وأرجأ مجلس الأمن بناء على طلب روسي تبني بيان رئاسي يرحب بتكليف حيدر العبادي تشكيل حكومة جديدة.
وقال ديبلوماسيون إن الولايات المتحدة أعدت مسودة البيان «لكن روسيا طلبت التمهل في تبنيه للتحقق من دستورية تكليف الرئيس فؤاد معصوم العبادي».
“الدولة الإسلامية” تتمدّد شمال شرق حلب وتطرد كتائب المعارضة السورية من بلدتين
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)
افاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان متشددي تنظيم “الدولة الاسلامية” استولوا على بلدات وقرى عدة من جماعات اسلامية منافسة في محافظة حلب، الأمر الذي يتيح لهم إحراز مزيد من التقدم في اتجاه الغرب.
وقال إن من مكاسب “الدولة الاسلامية” الأخيرة بلدتي تركمان بارح وأخترين على مسافة 50 كيلومترا شمال شرق مدينة حلب. واضاف ان 40 مقاتلا على الأقل سقطوا في الاشتباكات.
وافاد ان معارك دارت بين مقاتلي “الدولة الاسلامية” والقوات الحكومية السورية قرب المطار العسكري في الرقة، وهو الموقع الوحيد الذي تسيطر عليه الحكومة في المنطقة.
واعلن ان التنظيم نفذ عمليتي صلب في دير الزور ليل الثلثاء، فارتفع عدد الأشخاص الذين اعدمهم في الأيام الاخيرة إلى 27، بينما يشدد قبضته على المنطقة الواقعة في شرق البلاد.
وسجل التقدم في محافظة حلب الواقعة في شمال شرق سوريا، في إطار هجوم أوسع لـ”الدولة الاسلامية” للاستيلاء على حزام من الأراضي قرب الحدود مع تركيا.
وتوقع المرصد أن تكون بلدتا أعزاز ومارع من الأهداف التالية لـ”الدولة الاسلامية”. ووصف الجماعات التي دحرها التنظيم بأنها كتائب اسلامية تتصدى لزحفه. وانسحبت “جبهة النصرة” الذراع الرسمية لتنظيم “القاعدة” في سوريا وجماعات إسلامية أخرى من المنطقة في حزيران.
الاسلحة الكيميائية
■ في لاهاي، اكدت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية اتلاف كل المواد التي تدخل في تركيب غاز السارين القاتل التي سلمتها سوريا على متن سفينة تابعة للبحرية الاميركية في البحر المتوسط.
وقالت: “تم اتلاف 581 طنا من المواد الكيميائية التي تدخل في انتاج غاز السارين ونقلت من سوريا وحملت على السفينة كايب راي الاميركية، بفضل تكنولوجيا تؤدي الى ابطال مفعولها على متن السفينة”، مؤكدة بذلك تقريرا صدر سابقا عن وزارة الدفاع الاميركية. واضافت ان “المدير العام لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية احمد اوزومجو شكر للولايات المتحدة اتلاف هذه المواد الكيميائية”.
والفريق الذي كان على متن “كايب راي” سيباشر الان اتلاف 19,8 طنا من العناصر المستخدمة في صنع غاز الخردل. وهي العناصر الاخيرة التي ستدمر على متن السفينة.
كلينتون اتصلت بأوباما
■ في واشنطن، صرح ناطق باسم وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون بان الاخيرة اتصلت بالرئيس باراك أوباما الثلثاء لايضاح تصريحات مثيرة للجدل أدلت بها في مقابلة لم تكن تهدف إلى مهاجمته.
وفي مقابلة نشرتها مجلة “الاتلنتك” الأحد قالت كلينتون إن قرار الولايات المتحدة عدم التدخل مبكرا في الحرب الأهلية في سوريا كان “اخفاقا”.
وقال الناطق باسم كلينتون نيك ميريل في بيان: “في وقت سابق اليوم اتصلت الوزيرة بالرئيس أوباما لتؤكد أنها لم تكن تحاول مهاجمته أو مهاجمة سياساته أو قيادته”. وأضاف: “في حين أن بينهما خلافات على بعض القضايا بما في ذلك جوانب التحدي الهائل الذي تمثله سوريا، فقد شرحت هذه الخلافات في كتابها وفي مناسبات عدة مذذاك”.
«القدس العربي» تزور مقرّ «الأسيرات العلويات» في الساحل السوري
عشرون امرأة و34 طفلا: لا دخل لنا في هذه الحرب التي زج بنا فيها الأسد
اللاذقية ـ «القدس العربي» ـ من سليم العمر: قامت «القدس العربي» بزيارة مقر إقامة الأسيرات «العلويات» في الساحل السوري لدى إحدى كتائب المعارضة السورية المسلحة، واطلعت عن كثب على حال الأسيرات والأطفال الذين معهن ومجموعهم 54، وكن اعتقلن في نهاية أيلول/سبتمبر العام الماضي من قبل «غرفة عمليات المجاهدين»، إثر اندلاع معارك الساحل التي دخلت فيها المعارضة إلى عدد من القرى «العلوية» في جبل الأكراد.
وجاءت الدعوة لـ»القدس العربي» لزيارة المقر الذي توجد فيه الأسيرات بعد التقرير الذي أصدرته مؤخرا «هيومن رايتس ووتش» و تتحدث فيه عن وضع الأسيرات «العلويات»، حيث تم التواصل مع الجهة المسؤولة عنهن «غرفة عمليات المجاهدين» للتأكد مما جاء في التقرير.
وبعد أن تمت الموافقة على الزيارة، انتقل مراسل «القدس العربي» سليم العمر إلى الداخل السوري، وتم الاتفاق على مكان اللقاء في الريف المحرر.
وعند الوصول إلى الجهة المسؤولة عنهم، والتي طلبت بإصرار عدم ذكر اسمها، رحب الموجودون بنا من الجهة الخاطفة بحرارة، وطلبوا منا أن نبين للعالم كيف هو حال الأسيرات، وأن نوضح للنظام السوري تحديدا، ولنبين أيضا للطائفة العلوية، كيف هو حال الأسيرات، وكيف نتعامل معهن، وكيف يقوم النظام بالتعامل مع معتقلينا لديه.
في اليوم التالي بدأت الرحلة، تم عصب العيون كي لا يكشف المكان، وبعد نحو ساعة في السيارة وصلنا إلى الموقع، ساعدوني للنزول من السيارة، واعتذروا عن طريقة الحضور معصوب العينين.
امسكوا يدي وأدخلوني إلى بناء سكني، جلست في غرفة مغلقة، دخل شاب ملثم، وطلب تفتيش المعدات الصحافية التي بحوزتي، وأكد بأن هذا الإجراء روتيني، وبعد الانتهاء من التفتيش أخبرني أني في المكان الذي توجد فيه الأسيرات، وقال بأني سأبقى في الغرفة وهن سوف يحضرن.
بدأت الأسيرات بالدخول إلى الغرفة التي كنت موجودا فيها، واحدة تلو الأخرى، وكل واحدة منهن معها طفل أو طفلان، ويتراوح أعمار الأطفال بين عامين وعشرة أعوام، تفاجأت لأن بعضهن كان يضحك، سألتهن ما السبب؟ قالت إحداهن «لماذا تصورنا… الأسد مانو مفكر فينا ولا بغيرنا».
اعتلتني حالة من الاطمئنان على مصيرهن، وأنهن بخير وليس من ضغوطات واضحة تمارس عليهن، سألتهن إذا كانت إحداهن حاملا، فنفين ذلك.
وسألتهن عن عددهن فقلن»نحن عشرون امرأة و34 طفلا». وكان سؤالي لهن للتأكيد عما إذا كان هناك أسيرات لا يسمح لهن بالظهور ومقابلتي، وطلبت منهن التفصيل عن عددهن بالكامل، قلن كان عددنا 97 امرأة وطفلا، ثلاث نساء كبيرات في العمر أطلق سراحهن قبل عملية التبادل، وأربعون أخريات أطلق سراحهن منذ فترة، قالت إحداهن مع ابتسامة «بقينا نحنا».
سألتهن عن الوضع الصحي عموما فأكدن أنهن بخير، وخلال لقائي بهن في هذه الغرفة، دارت عدة نقاشات بيننا، عن مطالبهن في الحصول على الحرية، قلن كنا نتأمل خيرا في الدفعة التي خرجت منذ فترة وأنهن لن ينسيننا ولكن لم يحصل شيء ومضى على مغادرتهن لنا أكثر من ثلاثة أشهر.
هم أيضا بادروا بالسؤال عن الوضع وهل من إمكانية للخروج من المعتقل في ظل هذه الظروف.
اخبروني أيضا أن أهاليهم ليس بأيديهم حيلة، ويخافون بطش النظام السوري، كما بقية العامة، وليس لهم أي امتياز لكونهم من العلويين.
لم يكن واضحا عليهن أية علامة من علامات التعذيب، أو الكدمات الصحية على وجوههن، وسألتهن عما إذا كان هناك طبيب أو طبيبة، يقومون بمعاينتهن؟ فأخبرنني بالإيجاب، أن طبيبا يزورهن بين فترة و أخرى.
كن ثلاث مجموعات، كل واحدة تطلب أن تبعث رسالة إلى العالم مفادها أن نظام الأسد، وفي مقدمته بشار، قد تخلى عنهن، ولا يريد أن يطلق سراحهن.
روان شابة منهن، أنهت دراستها الثانوية قبل الاختطاف، قالت في رسالة إلى منظمة «هيومن رايتس ووتش» انها تريد الحرية، وأن يتم إطلاق سراحها، وتطالب المنظمة بالضغط على نظام الأسد كي يتم إطلاق سراحهن جميعا.»
لينا أم لثلاثة أطفال، قالت ان الحرية هي كل ما تطالب به الآن، وقالت «لا دخل لنا في هذه الحرب التي زجنا بها الأسد، وهو في قصره ولا يفكر إلا في نفسه».
وشددن جميعا في نهاية اللقاء على ضرورة الضغط على النظام السوري، من أجل إطلاق عملية مفاوضات، تفضي إلى إطلاق سراحهن، وأن يفرج النظام عن جميع المعتقلات في سجونه وفروعه الأمنية.
استغرقت المناقشات أربع ساعات معهن وفي نهايتها قادني الشاب الملثم المسؤول إلى خارج الغرفة وقال: نحن نتفهم بأنه لا علاقة لهم بحرب الأسد ولكن أيضا لدينا معتقلات في سجونه.تم عصب عيني ثانية وعدت إلى المكان الذي انطلقت منه .
“داعش” توزع منشورات وسط لندن تدعو للهجرة إلى دولة الخلافة
لندن- محمد عايش: فوجئ آلاف المتسوقين والمشاة والمتسكعين في أشهر وأقدم وأعرق شوارع العاصمة البريطانية بمنشورات توزع بكثافة باسم تنظيم “داعش” تدعوهم لمغادرة بلادهم والهجرة فوراً إلى “دولة الخلافة الإسلامية” التي أعلن تنظيم “داعش” عن تأسيسها مؤخراً على الأراضي التي استولى عليها في سوريا والعراق.
ووصفت المنشورات التي وزعت باللغة الإنجليزية على المتسوقين في شارع “أكسفورد” الشهير وسط لندن، إعلان قيام “الخلافة الإسلامية” بأنه “فجر عصر جديد بدأ بالفعل”، داعية البريطانيين الى الهجرة الى هناك.
وشارع “أكسفورد ستريت” هو الأشهر في بريطانيا، حيث يقع في قلب العاصمة لندن ويعج على مدار الساعة بعشرات الآلاف من المتسوقين والمشاة والسياح القادمين من مختلف أنحاء العالم، إلا أنه يعج أيضاً وعلى مدار العام بالسياح الخليجيين الذين عادة ما يقصدونه بهدف التسوق والاستجمام حيث توجد فيه متاجر لأشهر العلامات التجارية في العالم.
ويقع شارع “أكسفورد ستريت” على بعد أمتار قليلة من مقر السفارة الأمريكية في لندن، كما يقع على بعد أمتار أيضاً من شارع “إجور رود” الذي يعتبر مركزاً لتجمع العرب في قلب لندن، فضلاً عن أن الشارع يقع أيضاً بالقرب من حديقة “هايد بارك” الشهيرة والتي تعتبر الأكبر في العالم.
وقالت جريدة (ديلي ميل) البريطانية إن شرطة “سكوتلاند يارد” بدأت التحقيق في الواقعة، ونقلت عن الشرطة البريطانية قولها إنها لا زالت تبحث ما إذا كان توزيع هذه المنشورات التي تروج لـ”داعش” يمثل انتهاكاً لقانون مكافحة الإرهاب أم لا.
ولم تعتقل الشرطة البريطانية أياً من الشبان الذين قاموا بتوزيع المنشورات لحين التأكد مما إذا كانت الحادثة تمثل انتهاكاً للقوانين في المملكة المتحدة أم لا.
وأبدى العديد من المسلمين في بريطانيا امتعاضهم من المنشورات التي شاهدوها توزع في “أكسفورد ستريت”، حيث كتبت فتاة مسلمة تدعى أسماء الكفيشي على (تويتر): “المجموعة التي تروج لداعش في أكسفورد ستريت تتسبب بانتهاكات عنصرية ضدنا، وهم لا يعرفون عن الإسلام شيئاً”.
وأضافت أسماء: “إنهم يروجون لقتل الأبرياء، ويطلبون منا أن نموت من أجل ديننا، ويعتدون علينا.. هذا ليس سلوك المسلمين”.
يشار إلى أن الشرطة البريطانية تعتقد بأن أكثر من 300 مواطن بريطاني عادوا من سوريا بعد أن قاتلوا في صفوف تنظيم “دولة العراق والشام”، أو في صفوف جبهة النصرة، فيما تقدر أجهزة الأمن البريطانية أن 500 مواطن بريطاني لا زالوا في سوريا يقاتلون هناك.
ومؤخراً تبين أن فتاتين من أصل صومالي تبلغان من العمر 16 عاماً هربتا سراً من منزلهما في مدينة مانشستر وانضمتا الى المقاتلين في مدينة الرقة، بعد أن تزوجت كل منهما مقاتلاً من المحاربين في صفوف “داعش”.
على أوباما ضرب مواقع «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا… والحدود لم تعد مهمة
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: لاحظت صحيفة «إندبندنت» العزلة التي وصل إليها رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي بعد تخلي إيران عنه والولايات المتحدة، وقرأت في تكليف حيدر العبادي تشكيل حكومة توافقية من الشيعة والسنة والأكراد خطوة ولكنها خطوة لها ما بعدها، فحكومته التي سيشكلها ستترك آثارها ليس على العراق فقط ولكن على خارجه.
فتنظيم (داعش) الذي يطلق على نفسه اسم الدولة الإسلامية يجب التخلص منه قبل أن يتمكن من القيام بهجمات على الغرب.
ومن هنا فالهجمات الجوية التي أمر بها الرئيس أوباما ستمنعه ولكنها لن تكون كافية لتحقيق النصر في الحرب.
ويظل الحل بيد العراقيين على ما ترى الصحيفة وتراه واشنطن وهو تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية تدفع الجنود العراقيين للقتال من أجل حكومتهم لأن البديل عنها هو قيام أوباما بإرسال القوات البرية للعراق حالة لم تنجح النخبة السياسية في التوصل لتوافق.
فالعراق ينهار ويتفكك لجيوب ثلاثة سنية وشيعية وكردية، فيما توسعت سلطة الجهاديين على سوريا التي دمرتها الحرب اقتصاديا وتحولت فيها الفصائل الجهادية لأهم مكون ضد النظام السوري لبشار الأسد.
وهذا الوضع يدفع بعض المحللين للقول إنه يجب التعاون مع النظام السوري لمواجهة توسع داعش.
الحوار مع الأسد
ففي الوقت الذي يعتبر فيه تشكيل حكومة غير طائفية في بغداد خطوة مهمة نحو هزيمة داعش، إلا أن مالكوم ريفكند، وزير الخارجية البريطاني السابق دعا دول الخليج خاصة السعودية لوقف وصول أموال الداعمين من أبنائها للفصائل الجهادية في العراق وسوريا، ويجب على الدول العربية بما فيها الحكومة العراقية الجديدة، الأردن ومصر التوصل لاستراتيجية مشتركة لمواجهة ما تطلق على نفسها «الخلافة» ويجب على تركيا إغلاق حدودها مع شمال العراق لمنع الجهاديين القادمين من أوروربا وشمال أفريقيا.
وأهم ما في تحليل ريفكند الذي نشره الثلاثاء في صحيفة «إيفننج ستاندرد» هو دعوته للدول العربية والغرب معا للتوقف عن التعامل مع ما يجري في العراق وكأنه منفصل عما يجري في سوريا.
فواقع النزاع هو أن الجهاديين يجمعون بينهما، فالحدود التي رسمها الاستعمار في عام 1922 اختفت بشكل كامل، ويسيطر الجهاديون على معظم الأراضي بينهما. ونظرا لخطورة الوضع فقد يضطر المجتمع الدولي كما يقول ريفكند للتعاون مع النظام السوري. فالحكومة السورية عززت من وضعها في الأشهر الاخيرة «وستصبح وهو ما يثير الأسى الشريك الذي لا يمكن تجاهله في هزيمة الإرهابيين» مشيرا إلى أن جماعات المعارضة تعرضت للتهميش بسبب عجزها وخلافاتها الداخلية ولأن المجتمع الدولي لم يقدم لهم المساعدة في المراحل الأولى من الحرب الأهلية.
ويعتقد ريفنكد أن الدولة الإسلامية ليست عصية على الهزيمة فعدد قواتها لا يتجاوزون 10.000 مقاتل، وأسلحتها ليست متقدمة مع أنها حصلت على بعض الأسلحة من مخازن الجيش العراقي.
ويدعو لعدم السماح للأزمة مع داعش بأن تتحول لحرب بينه والغرب.
ويرفض الوزير السابق المطالب البريطانية الداعية لعودة البرلمان من العطلة الصيفية والتصويت على قرار يسمح للحكومة بالمشاركة عسكريا.
مع ان صحيفة «الغارديان» تحدثت عن قيام المقاتلات البريطانية بنقل أسلحة من الأردن للأكراد.
تنظيم بأجندة
ويذهب ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية الامريكي لنفس ما يراه ريفكند حيث يقول إن داعش يمثل تهديدا أكبر من القاعدة لأن التنظيم لديه أجندة وهي بناء موطئ قدم له في العراق وسوريا مما يجعله في موضع لتهديد الأردن ولبنان وهذا لن يكون كابوسا إنسانيا بل استراتيجيا لمنطقة تعتبر مصادر الطاقة فيها ضرورية لاقتصاديات العالم، إضافة للخطر الذي يمثله مقاتلو التنظيم على أمن الدول الغربية خاصة أن معظم أفراده من المقاتلين الأجانب الذين جاءوا من أوروبا وحتى أمريكا ودول شمال أفريقيا.
ويستبعد هاس في مقالته التي نشرتها صحيفة «فايننشال تايمز» قدرة الحكومة العراقية على وقف تقدم داعش ويرى الحديث في هذا السياق فانتازيا.
ولهذا يرى هاس ضرورة قيام الولايات المتحدة باستخدام القوة ضد مواقع داعش في العراق وسوريا، وفي هذا السياق فالحدود ليست مهمة، ما يهم هو إضعاف شوكة داعش، مشيرا إلى إن إضعافه قد يفتح المجال أمام تقوية النظام السوري مواقعه، وهو أمر يثير الأسى لكنه ليس أسوأ من قوة الجهاديين.
وفي سياق آخر قد يؤدي إضعاف هؤلاء لفتح الفرصة أمام تقوية ما تبقى من المعتدلين في الثورة السورية.
ويرى ان الخطأ الأكبر كانت الدعوة لتغيير النظام في سوريا بدون فعل شيء لدعم المعارضة السورية أو تقديم السلاح لها وضرب النظام عندما استخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه، كل هذا أدى لخلق حالة من الفراغ ملأها الجهاديون.
ودعا هاس الإدارة لدعم الأكراد الذين يقفون على خط المواجهة ضد داعش وكذا الأردن الذي يجب أن يحضر للدفاع عن نفسه في الوقت الذي يتصدى فيه لآثار الثورة السورية عليه وتدفق اللاجئين.
استراتيجية صحيحة
وفي نفس السياق ربط المحلل العسكري في معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن أنتوني كوردسمان بين داعش في العراق وسوريا.
ففي معرض حديثه عن محاذير التدخل الجوي الأمريكي في العراق والذي اعتبره جوهريا صحيحا، قال فيه إن ترك الأسد يعتمد على إيران وروسيا وحزب الله أمر مفهوم في الوقت الحالي لكن ما هو محذور هو أن يقوم داعش بالسيطرة على مناطق ومدن جديدة، وهو ما يجب منع حدوثه والوقوف أمام تحقيق التنظيم انجازات عسكرية وسياسية في العراق وسوريا.
ويتفق كوردسمان مع سياسة أوباما لكنه يراها محدودة وصائبة في الوقت نفسه وتواجه مخاطر عدة تتعلق بالمكون السني ودعمه لداعش أو انتظاره ما تفضي عنه الأوضاع، وما يتعلق بالسياسات الطائفية لنوري المالكي الذي جرد العراق من شخصيته واستخدام القوات الأمنية لتحقيق أغراض طائفية ضد سنة العراق والأكراد وهو ما أدى إلى تهميش السنة ودفع الأكراد نحو المطالبة بالاستقلال وترك البيشمركة في حالة من الضعف حيث انهارت امام هجوم مقاتلي داعش، إضافة لعلاقة المالكي مع الحرس الثوري الإيراني التي تعتبر في حد ذاتها تهديدا.
ورغم عزل المالكي إلا أن الأخير يظل مصدرا للتهديد فهو يملك المال لشراء الأصوات وتعقيد جهود البحث عن بديل.
ويرى كوردسمان أن المالكي أضعف اللحمة الوطنية لدرجة استدعى فيها الأمر توفير حماية من نوع ما للأكراد والسنة.
ويضيف أن الضربات الجوية لا تكفي وحدها كحل وللأبد ومن هنا لا بد من البحث عن وسائل لدفع المالكي ومن حوله للخروج من السلطة.
ومن هنا ينظر المراقبون أن تخلي الأمريكيين عن المالكي لم يكن كافيا لعزله بل الإعلان الإيراني على لسان علي السمكاني، من مجلس الأمن القومي الإيراني والذي هنأ القيادة العراقية الجديدة.
دور إيراني
ورأت صحيفة « الغارديان» أن تغيير ميليشيا «عصائب الحق» المدعومة من الحرس الثوري الإيراني دعمها من المالكي للقيادة الجديدة تعبر عن حركة منسقة ضيقت من فرص المالكي. ويرى حسين رسام، المحلل الإيراني المقيم في لندن أن تصريحات سمكاني تشير للدور الإيراني في اختيار العبادي «فتعيينه لم يكن ليحدث بدون تعاون إيراني، وجاء نتيجة لمفاوضات ومساومات، هذا أمر لم يحدث في ليلة».
ويرى رسام أن إيران كانت حريصة على تجنب حدوث فراغ في السلطة والتأكد من تعيين رئيس وزراء متعاطف معها وبتعيين العبادي «فقد حققت الهدفين».
بدعمها للعبادي وجدت إيران نفسها في نفس المعسكر الأمريكي. وفي هذا السياق قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» ان وزارة الخارحية في محاولة منها لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران تقوم بدعم سلسلة من مباريات كرة الطائرة في جنوب كاليفورنيا هذا الاسبوع بين فريقي كرة الطائرة الوطنيين الأمريكي والإيراني، على أمل ان يقوم اللاعبون في استراحات المباريات مناقشة القضايا التي تهم كلا من البلدين في الشرق الأوسط خاصة العراق.
فبعد سنوات من العداء حول التطور السياسي في هذا البلد واتهام الولايات المتحدة للميليشيات المدعومة من إيران بقتل جنود أمريكيين في العراق تقف كل من واشنطن وطهران على نفس الجانب من ناحية دعمها للتغيير السياسي في العراق وتهميش نوري المالكي الذي كان طوال ثماني سنوات من حكمه قريبا من إيران.
ولعل ما يدفع البلدين لهذا الخيار هو الهم المشترك، أي الخوف من مقاتلي الدولة الإسلامية. فقد وحد هذا التنظيم أمريكا وإيران اللتين تريان في تحقيق حكومة وحدة وطنية ممثلة لكل الطوائف المفتاح الرئيس لمواجهة داعش الذي سيطر ولا يزال يسيطر على مناطق في شمال وغرب البلاد.
نفوذ أكبر
ويرى محللون إيرانيون أن دعم إيران لعبادي يعبر عن موقف براجماتي يركز على الخروج من حالة الجمود السياسي في العراق حتى لو بدت القيادة الإيرانية وكأنها متحالفة مع الولايات المتحدة والقوى الغربية.
وأشارت الصحيفة لما قاله رسام من أن التحول الإيراني ضد المالكي لم يحدث في ليلة وضحاها، فبحسب كينيث بولاك الخبير في شؤون العراق وإيران بمعهد بروكينغز فقد شارك اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في اجتماع مع القادة الشيعة في العراق أدى لتضييق هوة الخلافات وترجيح الكفة لصالح العبادي.
وفي مقال كتبته كل من جيسكا لويس وكيمبرلي كاغان في موقع معهد دراسات الحرب في واشنطن تحت عنوان «إيران وميليشياتها تدعم رئيس الوزراء الجديد» لاحظتا فيه كيف تخلت عصائب الحق عن المالكي ودعمت العبادي وعلقتا أن هذا التحول «لن يحدث بدون غطاء من قاسمي».
ويرى بولاك «من الواضح أن إيران لديها النفوذ والتأثير لتشكيل الواقع العراقي أكثر مما نملك» أي الأمريكيين.
والفرق بين واشنطن وطهران أن المسؤولين الأمريكيين واضحون في دعمهم لكل من الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الحكومة المعين العبادي «مما يجعلنا في نفس المعسكر».
ورغم هذا فالولايات المتحدة لن تنسى الدور الإيراني في زعزعة استقرار العراق أثناء احتلال الأمريكيين له ونفوذها في المنطقة من ناحية دعم سوريا وحزب الله.
ولكن إيران لم تعد العدو في المنطقة بل داعش الذي يمثل تهديدا على المنطقة وما بعدها وهو ما يوحد أعداء الأمس ويدفعهم للتعاون، فالقوات الأمريكية ليست وحدها التي تغير على مواقع الجهاديين ولكن الطائرات الروسية ـ سوخوي- التي أرسلتها موسكو لبغداد، فيما قامت طائرات الأسد باستهداف مواقع للجهاديين غرب العراق.
وعلى العموم يظل تعيين عبادي جزءا من حل الأزمة العراقية، لكن أمام إدارة اوباما حقائق على الأرض يقوم الآن بمواجهتها بسياسة محدودة تحقق نتائج محدودة، والمهم هو تحرك الإدارة نحو استراتيجية صحيحة مهما كانت مليئة بالخيارات السيئة وتغيب عنها اليقينيات.
«داعش» تقتل المسؤول الشرعي في «صقور الشام» بعد سيطرتها على قرى جديدة في ريف حلب الشمالي
ياسين رائد الحلبي
عندان ـ ريف حلب ـ «القدس العربي» سيطر تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» على بلدات أخترين، والغوز، وتركمان بارح، في الريف الشمالي لحلب، شمالي البلاد، وذلك بعد اشتباكات عنيفة طوال الليللة قبل الماضية، وسط نزوح كبير للأهالي خارج المنطقة، و مقتل 40 عنصرا من الفصائل العسكرية التابعة للمعارضة المسلحة. وتعتبر بلدة أخترين من المناطق الإستراتيجية، والمهمة للمعارضة المسلحة، في الريف الشمالي، لقربها من بلدة مارع، أهم بلدات الريف الشمالي، ومسقط رأس قائد لواء التوحيد عبد القادر الصالح، الذي قتل بقصف قوات النظام في العام 2013،
كما أعلن عن مقتل الشيخ أبو عبد السميع «شرعي»، «صقور الشام» على يد «داعش» مع توارد معلومات، تفيد بفقدان قادة عسكريين من «ألوية صقور الشام»، التي قامت بالتصدي لتقدم التنظيم في بلدة أخترين ووقوع خسائر فادحة في صفوف الألوية، ما سبب فقدان للعديد من العناصر وقادة الكتائب، دون ورود معلومات عن مصيرهم.
وقالت مصادر بأن زحف التنظيم مستمر نحو قرية «أرشاف» الواقعة بين أخترين ومدينة مارع في الريف، وسط نزوح أعداد كبيرة من أهالي المنطقة إلى مدينة إعزاز، وباتوا ليلتهم هناك.
ويستخدم تنظيم الدولة أسلحة ثقيلة في قصف القرية، وقام التنظيم بشن حملة من المداهمات والاعتقالات في قرية أخترين، وتم اقتحام كافة المنازل التي لها صلة قربى بالجيش الحر في بلدة أخترين، وقام التنظيم بجميع الأهالي في المسجد الكبير في المدينة وسط انقطاع الاتصالات، وذلك بعد أن قام عناصر التنظيم بجمع الهواتف المحمولة، ومنع استخدامها مطلقاً.
ويقول شهم أرفاد عضو المكتب الإعلامي في تل رفعت، ان سيطرة التنظيم على أخترين، سيكون مفتاحاً للتنظيم للتقدم، والضغط أكثر على بلدات الريف الشمالي، فمدينة أخترين تقع بالقرب من مارع، وبالقرب من مدينة إعزاز، ومن السهل جداً على «داعش» السيطرة على بقية القرى الصغيرة، لتصل إلى الحدود التركية، ومن ثم الهجوم على المدن الكبيرة، مثل إعزاز ومارع، ومن عدة محاور. ويقترب تنظيم داعش من السيطرة على القرى الحدودية، مثل «كدوديان وشمرين» والتي تعتبر المنفذ الحدودي للمعارضة المسلحة، والتي تصل الريف الشرقي في مدينة إعزاز الحدودية، قرب معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا. واستطاع التنظيم في البداية أن يسيطر على قرى صغيرة وهي بحورته ودويبق والعزيزية ومن ثم هاجم التنظيم القرى من عدة محاور، واستطاع من خلالها السيطرة على المدينة، وإيقاع خسائر كبيرة في المعارضة المسلحة. ويأتي، هذا التقدم في بلدة أخترين بعد استمرار الاشتباكات لثمانية أشهر في فترات متقطعة، وفي فترات تتصف بالمد والجزر في حدة المعارك بين تنظيم داعش والمعارضة المسلحة.
وأكدت مصادر إعلامية اعتقال التنظيم للعديد من عناصر الجيش الحر بعد تمكنه من اقتحام البلدة، وتصفية البعض بشكل مباشر بعد إلقاء القبض عليه، وتوالت ردود الأفعال للناشطين على صفحات التواصل، إثر سيطرة التنظيم على بلدة أخترين، ووصف ما حصل بـ»التخاذل» من بعض قادة الفصائل العسكرية. حيث أن بعضها وجه دعوة إلى النفير العام، ومناصرة عناصر المعارضة في مناطق الريف الشمالي التي تتعرض لعمليات تصفية على حد قولهم، و أطلقت فصائل المعارضة منذ فترة اسم معركة «النهروان» على معاركها في الريف الشمالي الحلبي، والتي تهدف للسيطرة على بلدات الريف الشمالي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة «كالراعي».
يذكر أن الريف الشمالي لحلب كان تحت سيطرة داعش، وانسحب منها بعد المعارك التي دارت بينه و بين الجيش الحر في بداية العام الجاري.
“داعش” يستعدّ لإتمام السيطرة على الرقة
دمشق ــ أنس الكردي
مضى أسبوع على سيطرة مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، على اللواء 93 في قرية عين عيسى بريف الرقة الغربي. ورغم الهدوء الحذر الذي تشهده المنطقة هناك باستثناء القصف المتقطع، في ظل توقف الاشتباكات، غير أنّ لدى “داعش” إستراتيجية سيحاول من خلالها إعلان السيطرة على أول محافظة سورية، هي الرقة.
هذا الهدوء الذي يعيشه مطار الطبقة العسكري، الذي يعتبر آخر معاقل النظام في الرقة ويحاصره “داعش” تمهيداً لاقتحامه، يشبه الهدوء الذي سبق تمدّده في ريف حلب الشمالي أمس، عبر السيطرة على بلدتي اخترين وتركمان بارح، وقرية الغوز. وإن دلّ هذا على شيء، إنما يدلّ على أنّ التنظيم يتبع إستراتيجية الحرب على النظام والمعارضة كل على حدا، ويتجنّب خوض معركتين في آن واحد، في سبيل التوطيد المكاني لـ”الخلافة الإسلامية”، التي أعلن عنها نهاية شهر يونيو/حزيران، ونصب أبو بكر البغدادي أميراً عليها.
وفي الوقت الذي ينشغل فيه “الائتلاف الوطني” المعارض بإصدار بيان تلو الآخر، مؤكداً على تواطؤ النظام مع “داعش”، ينشغل الأخير في التحضيرات لاقتحام المطار العسكري، وهو ما قد يمنحه فضلاً عن القوة المكانية، القوة الإعلامية، والتي بدأ يركز عليها من خلال الإصدارات المطبوعة، والتقارير الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تسبق بدء أي معركة.
وبحسب مكتب الرقة الإعلامي، فإنّ التنظيم قد استهدف بالمدفعية الثقيلة مطار الطبقة بعد يوم من سيطرته على اللواء 93، في حين أفاد ناشطون بسقوط عشرات الصواريخ داخل المطار، مشيرين في الوقت نفسه، إلى أنّ المعركة تقتصر حتى الآن على القصف المدفعي والصاروخي.
وفي هذا الإطار، يشير مدير شبكة “سوريا مباشر” علي باز لـ”العربي الجديد”، إلى أنّ أرتالاً عسكرية تابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” توجهت إلى مدينة الطبقة في ريف الرقة، وشوهدت قوات تابعة للتنظيم تتجول في المدينة، فيما يبدو أنها استعدادات لاقتحام المطار العسكري.
ويقول باز إنه لوحظت حركة غير طبيعية لطائرة من طراز “إليوشن”، كانت تستخدم لأغراض الشحن، فيما يرجح أنّها لنقل بعض الضباط والذخيرة من المطار. وتؤكّد معلومات مدير الشبكة المعارضة مصادر مقربة من التنظيم تحدثت عن قصف مقاتلات النظام لمستودع الذخيرة في المطار، خوفاً من وقوعه في يد “الدولة الإسلامية”.
من جهة ثانية، بررت وسائل إعلام مقربة من النظام تزايد حركة الطيران في مطار الطبقة، بأنها دعم بالعتاد والذخيرة للجيش السوري، ليتمكن من “الصمود في وجه الهجمة الإرهابية الشرسة”.
وإضافة إلى هذه التحركات المحدودة للنظام، لم يقم حتى الآن سوى بزرع الألغام من ثلاث جهات، في حين أبقى على الجهة الجنوبية خالية من الألغام، كي تكون طريقا له إلى حمص، في حال قرر الانسحاب، بالإضافة إلى عمليات الانتقام من المدنيين بالقصف الجوي بالصواريخ، على مدينتي الرقة والطبقة.
التأثير السياسي لسقوط المطار
ورأى عضو “الائتلاف الوطني” لقوى الثورة عقاب يحيى، في حديث لـ”العربي الجديد”، أنه في “حال سيطرة “داعش” على مطار الطبقة، فإن ذلك سيكون له تأثير سياسي كبير، لأن أمراً واقعاً سيفرض، وبالتالي بات على المعارضة أن تقاتل على جبهتين شرستين”، مشيراً إلى “أن الائتلاف يعاني أصلاً من مجموعة أوضاع منها واقع الجيش الحر وهيئة الأركان”.
واستدرك يحيى بأن “هذه الخطوة لن تكون نهاية الائتلاف، بل يمكن أن يكون ذلك فرصة لجهات متعددة إقليمية وخارجية بتقديم الدعم للجيش الحر باعتباره الجهة التي يجب أن تواجه طغيان داعش”.
وعلّق يحيى على توسّع “تنظيم الدولة” في ريف حلب الشمالي أمس، بالقول إنه “صار واضحاً أن داعش يملك مشروعاً متناميا لبسط سيطرته على مناطق جغرافية كبيرة يأمل أن تكون قاعدة دولته المنشودة؛ وحلب هدف مركزي لما لها من أهمية تاريخية واقتصادية ورمزية، وهي توازن الموصل بالنسبة للعراق”.
وأضاف عضو الائتلاف أنّ “داعش يتوسّع بوجود مناخ يساعده إن كان من جهة ضعف “الجيش الحر” وتشتت قواه، وعدم وجود قيادة مشتركة أو غرفة عمليات موحدة، أو من جهة النظام الذي تواطأ معه طويلاً، ثم بدا عاجزاً عن مواجهته حين اقترب منه”، محذراً في الوقت نفسه، من أنّ “حلب ومناطق أخرى معرّضة لسيطرة (داعش)، وهناك من يتحدث عن مخاطر تحيط بحمص، فيما تسيطر على مواقع هامة في الريف الشرقي لحماة”.
تجدر الإشارة إلى أنّ مطار الطبقة يقع على بعد سبعة كيلومترات جنوبي مدينة الطبقة (الثورة)، المجاورة لسدّ الفرات، بينما يبعد عن مدينة الرقة خمسين كليومتراً جنوب غرب المدينة، ويمتد على مساحة تقدّر بأربعة وعشرين هكتاراً. ويضم المطار مدرجاً رئيسياً وآخر فرعياً، يمكن من خلاله الإقلاع، وهو المطار الرئيسي في المنطقة الشمالية، وقادر على تقديم الدعم اللوجستي للطائرات الكبيرة المدرج بطول ثلاثة كيلومترات.
ويحتوي المطار العسكري على أكثر من 1400 عنصر، وسربين للطائرات الحربية ميغ (21)، وميغ (23)، إضافة إلى مروحيات ميغ (17)، وميغ (25)، وعدد من دبابات (تي 72)، (تي 82)، وعدد من المدرعات، بالإضافة إلى 16 مدفع 130 ميداني، ومدافع من أنواع مختلفة، ورشاشات ثقيلة.
وتعتبر الرقة أبرز معاقل “الدولة الإسلامية” في سورية، وبعد سيطرتها على الفرقة 17 واللواء 93، لم يعد سوى مطار الطبقة الخاضع لسيطرة قوات النظام، خارج عن سيطرتها في أرجاء المحافظة.
سورية: “داعش” يوسع سيطرته في ريف حلب الشمالي
دمشق، إسطنبول ــ أنس الكردي، عبسي سميسم
يمكن تفسير حالة الهدوء، التي شهدها ريف حلب الشمالي، خلال الأيام الماضية، بانشغال مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” في معارك الرقة ودير الزور، ليبدأ “داعش”، ليل الأربعاء ـ الخميس، هجوماً واسعاً على مناطق ريف حلب الشمالي، بموازاة معارك عنيفة تجري في ريف حماة، تكبدت خلالها القوات النظامية عشرات القتلى والجرحى.
ومهد التنظيم لمعاركه ضد المعارضة المسلحة باستقدام تعزيزات عسكرية إلى بلدة قبتان، وسرعان ما سيطر عليها بعد مواجهات مع “الجبهة الإسلامية” وكتائب تابعة لـ “الجيش الحر”، ولواء “جبهة الأكراد”، وتكمن أهمية المنطقة في كونها منطلقاً لأهم المدن الثائرة في الريف الشمالي، وتحديداً مدن اعزاز ومارع وتل رفعت.
وتناقلت مصادر محلية أنباء عن قيام “داعش” بحملة إعدامات ميدانية في مدينة أخترين وما حولها، فضلاً عن حملة دهم وتفتيش لبيوت الأهالي، بحثاً عن مطلوبين.
وتعليقاً على ذلك، أكد المسؤول الإعلامي لكتائب “قبضة الشمال”، زكريا نجار، على إعدام التنظيم 33 مدنياً من أهالي مدينة أخترين.
وأرجع نجار سبب تقدم “داعش” إلى غياب مقاتلي المعارضة، وأشار إلى تقاعس “الجبهة الإسلامية” في حماية الريف الشمالي، الذي يمثل الثقل الاستراتيجي للمعارضة، في محافظة حلب.
وفتحت سيطرة مقاتلي التنظيم على اخترين الباب أمام بلدة تركمان بارح، وقرية الغوز، وساعدهم على ذلك إعلان انسحاب “جبهة النصرة” من هذه المناطق، قبل نحو أسبوعين.
كما تمكن مقاتلو “داعش” من فرض سيطرتهم على قرى جديدة وهي مرج دابق، واحتيملات، وارشاف، وسط تخوف الأهالي، وحالات نزوح شديدة، تشهدها أغلب قرى ومدن الريف الشمالي.
يأتي ذلك، في وقت أعلن فيه “داعش” البدء بحملة أسماها “الثأر للعفيفات”، والتي تهدف إلى إحكام السيطرة على كامل الريف الحلبي، وتطهيره مما وصفها “بالصحوات”، وذلك في إشارة واضحة إلى نية التنظيم رد الثأر من قوات المعارضة، التي أجبرته على الخروج من مدن الريف الشمالي، ومدينة حلب.
وفي هذا السياق، استهدف “داعش” أطراف مدينة مارع بالمدفعية، والصواريخ المحلية الصنع، وسط دعوة مجلس شورى المدينة الأهالي القادرين على حمل السلاح التوجه إلى الجبهات.
ويحاول التنظيم تطويق الريف الشمالي عبر تقدمه على الشريط الحدودي مع تركيا، وذلك عبر مدينة اعزاز، ومعبر باب السلامة الحدودي.
ووصف مصدر عسكري ميداني، فضل عدم الكشف عن اسمه، موقف قائد “الجبهة الإسلامية في حلب”، عبد العزيز سلامة، بالـ”المخزي”، وتحدث عن خلافات تدور بين أطراف الجبهة في مدينة حلب، وتحديداً بين فصيل “أحرار الشام”، وباقي الفصائل الأخرى المكونة لـ”الجبهة الإسلامية”.
وكانت الأخيرة قد أعلنت عن استشهاد أحد قيادييها، المكنى بأبي عبد السميع الشرعي، وقائداً عسكرياً في فصيل “صقور الشام” في محيط مدينة “اخترين”.
ومن الواضح أن “الدولة الإسلامية” اتبعت استراتيجية خلال السيطرة على هذه المناطق مجتمعة، حيث شهد ريف حلب الشمالي هدوءاً خلال الأيام الماضية، ركز خلاله مقاتلو التنظيم على حسم الصراع المسلح في ريف دير الزور الشرقي، وسيطروا على الفرقة 17 واللواء 93 في قرية عين عيسى بريف الرقة.
ولم يخفِ قيادي عسكري في المعارضة، اشترط عدم ذكر اسمه، خلال حديثه لـ”العربي الجديد”، أن “الوضع يسير لصالح مقاتلي التنظيم”، مشيراً إلى أن الحساسيات بين “الجبهة الإسلامية” و”جبهة النصرة” قد أثرت على سير المعارك.
وكان القيادي في “الجبهة الإسلامية”، المكنى بأبي عبد السميع، قد تحدث لـ”العربي الجديد”، عن خطة لمواجهة “داعش” تقضي بإلزام جميع الفصائل بعدد محدد من المقاتلين، كاشفاً أن “الخطة تقتضي بتموضع 300 عنصر من كل فصيل على جبهة أخترين”.
وقدر ناشطون عدد القتلى الذين سقطوا من جانب المعارضة المسلحة والمدنيين، بسبب الاشتباكات والقصف بنحو ثلاثين شخصاً، بينما قتل نحو أحد عشر عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية”.
تجدد المواجهات في حماة
إلى ذلك، قال المركز الإعلامي في حماة إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا من قوات النظام، أمس الأربعاء، على حاجزي العبود والغربال، والحي الشرقي لمدينة مورك في الريف الشمالي، بعد مواجهات عنيفة مع كتائب “الجيش الحر” التي تساندها فصائل إسلامية.
وأوضح مدير المركز، يزن شهداوي، لـ”العربي الجديد”، أن جيش النظام حاول التقدم لاقتحام المدينة والطريق الدولي بين حماة وحلب، مشيراً إلى صد محاولته، وتدمير دبابتين، إحداهما بصاروخ حراري على حاجز الغربال قرب مدينة مورك.
وكانت قوات المعارضة المسلحة، قد حققت سلسلة من الانتصارات في ريف حماة خلال الأيام الماضية، بعد إطلاق سبعة فصائل مقاتلة، معركة تحت شعار “بدر الشام الكبرى”، بهدف السيطرة على موقع خطاب، ومبنى القيادة، ومطار حماة العسكري، ونقاط أخرى تابعة للنظام، في ريف حماة.
“صرخة” من طرطوس: بدنا نعيش!
إسطنبول ـ غيث الأحمد
أطلق ناشطون سوريون حملة من قلب مدينة طرطوس الساحلية ذات الغالبية الموالية للنظام السوري، بعنوان “صرخة”. وتدعو الحملة إلى وقف الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو ثلاث سنوات، وتندد بزج أبناء الطائفة العلوية في سبيل بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة.
وعرّفت الحملة عن نفسها، على صفحتها على “فيسبوك”: “الحملة هي من وإلى الشارع العلوي، لإيقاف الحرب الطائفية الحالية في سورية”. وأظهرت صور بثتها الصفحة عن توزيع لافتات وشعارات عدة في شوارع مدينة طرطوس، وكتب عليها “الكرسي إلك والتابوت لولادنا”، وأظهرت صور أخرى لافتات على جزيرة أرواد كتب عليها “الشعب بدو يعيش”.
وعبر الناشطون القائمون على الحملة عن سخطهم من الرئيس السوري الذي “يزج بأبناء الطائفة العلوية وكل السوريين في حرب لا أحد يعرف متى ستنتهي”، مضيفين أن خسائر جيش النظام السوري بلغت 330 ألف شخص.
وأشار الناشطون إلى أن “الثورة السورية قامت من أجل حرية الشعب السوري بطوائفه كافة، وثارت ضد نظام استغل الطائفة والطائفية للحفاظ على منصبه”، موضحين أن “مسؤولية الشعب السوري اليوم أكبر من قبل للحفاظ على وحدة النسيج السوري واستقلال سورية”.
وكانت منطقة الساحل السوري، التي تضم محافظتي اللاذقية وطرطوس، لم تشهد أحداثاً أمنية كبيرة منذ بدء الصراع في سورية، باستثناء معركة الساحل التي أطلقتها فصائل إسلامية وأخرى في الجيش الحر في مارس/آذار الماضي. وقد استهدفت من خلالها مناطق تسيطر عليها قوات النظام شمالي محافظة اللاذقية، التي ينحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد.
سقوط المليحة وقتلى في قصف بريف دمشق
سيطرت القوات السورية المدعومة من حزب الله اللبناني اليوم الخميس على بلدة المليحة جنوب شرقي دمشق, في حين قتل ما لا يقل عن عشرين مدنيا في غارة جوية على بلدة أخرى بالمنطقة نفسها.
وقالت وكالة الأنباء السورية إن الجيش حقق “نجاحات نوعية” في بلدة المليحة المحاصرة منذ أكثر من عام. وأكد مصدر سوري عسكري في وقت لاحق السيطرة بالكامل على البلدة. .
وأضافت الوكالة أن الجيش يلاحق “فلول الإرهابيين” في المزارع الشمالية للبلدة التي تعتبر بوابة الغوطة الشرقية التي يخضع قسم كبير منها لسيطرة المعارضة. ومنذ أكثر من عام، تتعرض المليحة لقصف جوي بالتوازي مع قصف بصواريخ أرض أرض، مما أدى إلى دمار كبير فيها.
وشاركت فصائل -بينها جبهة النصرة وجيش الإسلام- في معركة الدفاع عن المليحة التي تبعد عشرة كيلومترات فقط عن دمشق، وفي المقابل تلقى القوات النظامية مؤازرة من قبل مئات من مقاتلي حزب الله.
وكانت قناة المنار التابعة للحزب قد بادرت صباح اليوم بالإعلان عن استعادة القوات النظامية السورية بلدة المليحة التي تقع على مقربة من مطار دمشق الدولي.
وفي الوقت نفسه، تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سيطرة شبه كاملة للقوات النظامية ومقاتلي حزب الله على البلدة. من جهتها قالت شبكة شام إن مقاتلي المعارضة انسحبوا من البلدة بعد 130 يوما من المعارك لإعادة تنظيم صفوفهم.
وفي ريف دمشق أيضا، ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن أكثر من ثلاثين شخصا قتلوا وأصيب عشرات بجراح جراء غارات جوية استهدفت وسط بلدة دير العصافير بريف دمشق الشرقي.
وتحدثت شبكة شام بدورها عن مقتل أكثر من عشرين شخصا، وقالت إن القصف استهدف مناطق سكنية، ووصفت ما حدث بالمجزرة. وأفادت شبكة شام ولجان التنسيق المحلية بأن الطيران الحربي السوري قصف اليوم حي جوبر بدمشق، وألقى براميل متفجرة على بلدات بمحافظة درعا جنوبي سوريا، بينها نوى.
كما شنت طائرات حربية غارات على كفرنبل بإدلب وبلدات بريف حلب بينها إعزاز، وكان عشرات المدنيين قتلوا في اليومين الماضيين في قصف بالبراميل المتفجرة استهدف أحياء بحلب.
مظاهرات ونزوح
على صعيد آخر، خرجت مساء أمس في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي مظاهرات تطالب فصائل المعارضة المسلحة بالوقوف موحدين في وجه تقدم تنظيم الدولة لإسلامية باتجاه قراهم.
وكان ناشطون أفادوا بأن تنظيم الدولة سيطر أمس على بلدات وقرى أختيرين وصوران وحتيتة تركمان وأرشاف والعزيزية ودابق واحتيملات في ريف حلب الشمالي بعد معارك مع المعارضة المسلحة.
وحذرت المعارضة من اقتراب التنظيم من مدينة أعزاز ومعبر السلامة الحدودي مع تركيا. وقد شهدت القرى التي سيطر عليها تنظيم الدولة حركة نزوح للسكان باتجاه الحدود السورية التركية.
وأفادت تقارير بأن عشرات من مقاتلي المعارضة قتلوا وأسروا في معارك أختيرين والبلدات والقرى القريبة منها. ووفقا للتقارير ذاتها، فقد حقق تنظيم الدولة هذا التقدم السريع على حساب فصائل كبيرة بينها الجبهة الإسلامية.
وتردد أن قائد المجلس العسكري لمحافظة حلب أقيل بعد تقدم تنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي. وينذر هذا التقدم بقطع الإمدادات التي تصل إلى السكان وفصائل المعارضة عن طريق معبر السلامة الحدودي.
يشار إلى أن مقاتلي تنظيم الدولة يسيطرون داخل سوريا على معظم أجزاء محافظتي الرقة (شمال شرق) ودير الزور (شرق).
قوات الأسد تسيطر على المليحة بعد عامين من الحصار
العربية نت
سقطت المليحة في الغوطة الشرقية بعد عامين من الحصار و135 يوماً من القصف المتواصل والمدمر. فقد قوات الأسد وحلفائها من ميليشيا حزب الله اللبناني إلى خطوط الدفاع الأولى التي تحمي المدينة بعد انسحاب الثوار منها.
وألقت الطائرات الحربية منذ ساعات الفجر عشرات الصواريخ الضخمة على المدينة. في الوقت نفسه أغارت الطائرات على المناطق المحيطة بالمليحة لاستهداف المقاتلين المنسحبين.
كما نفذت طائرات النظام مجزرة جديدة في بلدة دير العصافير أدت إلى مقتل عشرين مدنياً.
وتعتبر المليحة موقعاً استراتيجياً في الغوطة الشرقية، وتبعد عن دمشق خمسة كيلومترات، وهي قريبة لمطار دمشق الدولي ومنطقة جرمانا المحسوبة على الموالين للأسد. وملاصقة لمنطقة المرج التي يتمركز فيها عناصر حزب الله وباقي الميليشيات التي تقاتل إلى جانب الأسد.
أما في حلب وريفها فاستمر طيران النظام برمي البراميل على رؤوس المدنيين من دون تمييز. وطالت البراميل المتفجرة كذلك بلدات في ريف حماة ومدينة نوى في ريف درعا، وقرية مجدوليا في ريف القنيطرة، وريف إدلب حيث دمر الثوار عربة عسكرية ودبابة بمعسكر وادي الضيف.
كما استمر الجيش الحر بمواجهة عناصر تنظيم داعش حيث اشتبك معهم في محيط بلدة صوران في الشمال الشرقي من ريف حلب.
داعش يقتل قاضي “صقور الشام”.. وصبيانه يلهون برأسه
العربية.نت
قتل تنظيم البغدادي، القاضي الشرعي العام لألوية صقور الشام، أحد أهم التشكيلات المكونة للجبهة الإسلامية.
وأقدم عناصر من التنظيم على قتل أبوعبد السميع في بلدة أخترين بريف حلب، ولم يكتفوا بذلك، بل قطعوا رأسه وطافوا به حتى حمله بعض المراهقين المنضمين للتنظيم بكل تباهٍ وسرور.
وسبق لتنظيم البغدادي أن تورط في تصفية وذبح قيادات جهادية وثورية كثيرة على الساحة السورية، من أبرزها أبوخالد السوري الذي كان من مرافقي أسامة بن لادن زعيم القاعدة، ووكيل خلفه أيمن الظواهري في سوريا، فضلا عن أبوالمقدام البنشي الذي سمي بصائد الدبابات، لكثرة ما دمر لجيش النظام من عربات مدرعة ومصفحات، كما قتلوا أبوحسين الديك، القيادي في ألوية صقور الشام بعد توقيع هدنة مع الألوية للانسحاب من بادية شاعر بحمص، وسلموا جثته وهي مشوهة، وقد أثبت تقرير طبي حينها أن تاريخ وفاة أبوحسين كان لاحقا لتاريخ الهدنة مع تنظيم البغدادي.