أحداث الخميس 14 تشرين الثاني 2013
«الائتلاف» يتهم «الديموقراطي الكردي» بأنه «عميل للنظام وانفصالي»
لندن، نيويورك، بيروت – «الحياة»، أ ف ب
شن «الائتلاف الوطني السوري» المعارض حملة على «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي»، بقيادة صالح مسلم، بعد يوم على اعلان تشكيل «مجلس ادارة مدنية انتقالية» كردية في شمال سورية وشمالها الشرقي، ذلك في وقت واصل مقاتلو «الاتحاد الديموقراطي» سيطرتهم على مناطق ذات غالبية كردية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
وبعد فترة طويلة من التوتر الضمني وتسريب الانتقادات، اعتبر «الائتلاف» في بيان «الاتحاد الديموقراطي» معادياً للثورة السورية وتأسيسه «إدارة مدنية انتقالية في غرب كردستان» أول من أمس «تحركاً انفصالياً». لكنه في الوقت نفسه، نوه بموقف «المجلس الوطني الكردي» الذي يضم احزابا كردية منافسة لـ «الاتحاد الديموقراطي» الذي يعتبر على صلة وثيقة بحزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله أوجلان.
واتهم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو «الاتحاد الديموقراطي» باعادة بناء علاقاته مع نظام الاسد وخنق أصوات منتقديه. وقال: «أكبر خطأ ارتكبه حزب الاتحاد الديمقراطي هو قمع المعارضة الكردية في المناطق التي يسيطر عليها وممارسة ضغوط شديدة على الاكراد الاخرين الى حد اننا والحكومة الاقليمية في شمال العراق نتلقى كثيرا من الشكاوى من الاكراد هناك».
وكان مسلم قال لـ «الحياة» إنه تقرر تشكيل مجلس الإدارة المدنية الموقتة من 82 شخصية ضمّت ممثلين من أحزاب كردية وشخصيات وطنية وآشورية، الامر الذي اعتبره «الائتلاف» «تحركاً انفصالياً يفصم أي علاقة للتنظيم بالشعب السوري المناضل للوصول إلى دولة سورية موحدة ومستقلة وحرة وخالية من الاستبداد وذات سيادة مطلقة على أراضيها». كما اتهم بانه «تشكيل داعم لنظام الأسد ومرتبط بأجندات خارجية»، اضافة الى «توقف جناحه العسكري عن محاربة النظام في جبهات عدة وانتقاله الى تعزيز مواقعه في مناطق محررة» في شمال البلاد وشمالها الشرقي.
في موازاة ذلك، قال قيادي في «الائتلاف» لـ «الحياة» انه جرى الاتفاق على تعيين ممثل من «المجلس الوطني الكردي» نائباً لرئيس «الائتلاف» أحمد الجربا، وإن مشاورات تجري للاختيار بين رئيس «الوطني الكردي» عبدالحكيم بشار ومسؤول لجنة الشؤون الخارجية عبدالحميد درويش.
في غضون ذلك، قال ناشطون ان «قوات حماية الشعب» التابعة لـ «الاتحاد الديموقراطي» سيطرت على سبع قرى أخرى في شمال شرق سورية بعدما طردت مقاتلي «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) و»النصرة». وأفاد مصدر في «وحدات حماية الشعب» سيطرت على 16 قرية في المنطقة ذاتها.
وفي نيويورك، قالت مصادر رفيعة في مجلس الأمن إن انعقاد مؤتمر «جنيف 2» بات مرجحاً في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وانه «ربما يعلن الموعد المحدد له خلال الأيام العشرة المقبلة» في ضوء إعلان «الائتلاف» موافقته على المشاركة في المؤتمر
لكن ديبلوماسيا رفيعا أوضح أن روسيا والدول الغربية «لا تزال غير متفقة على دور الأسد وصلاحياته خلال المرحلة الانتقالية، رغم اتفاقها على تفسير موحد في شأن ضرورة تشكيل هيئة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة تشمل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية». لكنه شدد على «ضرورة إطلاق العملية السياسية قبل موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في سورية ما يفسح المجال أمام إمكان إرجائها أو تحديد موعد مختلف لها، من ضمن العملية السياسية التي يفترض التفاوض في شأنها في جنيف».
وفي الجانب الإنساني أعدت أستراليا ولوكسمبورغ، مدعومة من الدول الغربية في مجلس الأمن مشروع قرار يطلب من الأطراف في سورية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية. وتستعد مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة فاليري آموس للعودة الى مجلس الأمن قبل نهاية الشهر الحالي لمتابعة المطالب التي قدمتها الى المجلس حول وضع آلية لتطبيق بيان مجلس الأمن الصادر مطلع الشهر الماضي الذي دعا الأطراف الى التعاون التام مع المنظمات الدولية لتسهيل وصول المساعدات الى سورية.
وتقود المملكة العربية السعودية تحركاً في اللجنة الثالثة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، المعنية بحقوق الإنسان، من خلال الاستعداد للتصويت على مشروع قرار يدين انتهاكات الحكومة السورية وتجاوزات الأطراف الأخرى لحقوق الإنسان في سورية، ويدعو الى محاسبة مرتكبيها». وانضمت نحو ٤٠ دولة حتى الآن الى السعودي في رعاية مشروع القرار المتوقع أن يطرح على التصويت «قبل نهاية الشهر الحالي».
الائتلاف السوري: طلب رحيل الأسد عن السلطة ليس شرطاً
بيروت – أ ف ب
أكد مسؤول في الائتلاف السوري المعارض أن طلبات الائتلاف المتعلقة بالمشاركة في مؤتمر “جنيف-2” على أن ينتهي بإقرار عملية انتقالية لا يكون فيها أي دور للرئيس السوري بشار الأسد “ليست شروطاً”، بل هي تتطابق مع “قرارات الشرعية الدولية”.
وقال عضو الائتلاف منذر آقبيق، رداً على سؤال لوكالة فرانس برس، إن “الائتلاف وافق على حضور مؤتمر جنيف على أن يؤدي إلى تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة، وهذا ليس شرطاً، بل إنه يتناسب ويتوافق مع قرارات الشرعية الدولية”.
وذكر أن “انتقال السلطة منصوص عليه في بيان جنيف-1، وفي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118، الذي تبنى بيان جنيف ودعا إلى عقد مؤتمر دولي لتطبيقه”.
وقال إن “بيان جنيف ينص أيضاً على أن انتقال السلطة يجب أن يتم بموافقة الطرفين، بما يعني أن رفض أي دور لنظام الرئيس بشار الأسد في المرحلة الانتقالية ليس شرطاً، بل من حق المعارضة رفض بعض الأشخاص”.
دمشق تطالب المجتمع الدولي بمساءلة الدول التي تدعم المعارضة المسلحة
دمشق ـ يو بي أي
طالبت وزارة الخارجية السورية المجتمع الدولي بمساءلة الدول التي تدعم المجموعات المسلحة وتحميلها مسؤولية الهجمات التي تستهدف مدنيين.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وزارة الخارجية والمغتربين وجهت رسالتين متطابقتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي حول “اعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة بقذائف الهاون التي تستهدف المدن السورية لقتل السوريين الأبرياء واستهدافهم بشكل ممنهج”.
وجاء في الرسالة “لقد أصبحت قذائف الهاون التي تستهدف المدن السورية بشكل عشوائي احدى الطرق المفضلة لدى المجموعات المسلحة لقتل السوريين الأبرياء ولاستهدافهم بشكل ممنهج وخصوصا في مدينة دمشق التي لم تستطع تلك المجموعات الوصول اليها فتقوم بإطلاق عشرات قذائف الهاون على دمشق وريفها وبالذات مدينة جرمانا يوميا بهدف نشر الذعر وقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين وكان الأطفال ومدارسهم أحد أهم ضحايا هذا الإجرام العشوائي”.
وأعطت أمثلة عن هجمات أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين بينهم أطفال.
وأضافت أن “إرهاب المجموعات الإرهابية المسلحة وبالذات ضد الأطفال يفرض على المجتمع الدولي مساءلة الدول التي تدعم تلك المجموعات في سورية وتحميل تلك الدول المسؤولية عن هذه المجازر وعن الدعم العلني الذي تقدمه للإرهاب والذي تفاخر بتقديمه وتسويقه على أنه إرهاب مقبول يوجب على تلك الدول الاستمرار في دعمه في الوقت الذي تدعي فيه تلك الدول محاربة نفس المجموعات في مناطق أخرى من العالم باعتبارها تمارس إرهابا غير مقبول”.
وطالبت مجلس الأمن الدولي والأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمفوضة السامية لحقوق الإنسان ومنظمة اليونيسيف ومنظمة اليونسكو “بتحمل مسؤولياتها وعدم السماح بتعطيل جهود المجلس في إدانة هذه التنظيمات الإرهابية وممارساتها الوحشية وإدانة الدعم الذي تقدمه لها دول معروفة في الإقليم ودول أخرى خارجه”.
كما دعت إلى “اتخاذ ما يلزم من إجراءات من اجل تجفيف منابع الإرهاب ومصادر دعمه من تسليح وتمويل وايواء واحتضان وتدريب تقدمه تلك الدول لإرهابيين قدموا إلى سورية من أكثر من 80 بلدا في العالم للقتال ضمن تنظيمات عديدة ترتبط بالقاعدة تنظيميا أو فكريا وتسعى لتنفيذ أجنداتها المتطرفة التي تريد إعادة سورية إلى عصور بائدة من التخلف والانحطاط”.
ترجيحات بانعقاد جنيف-2 قبل نهاية السنة
دمشق ـ أ ف ب
رجحت مصادر المعارضة السورية والنظام عقد مؤتمر جنيف-2 قبل نهاية السنة الجارية.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات في عددها الصادر الخميس عن مصدر دبلوماسي في باريس ان “وزير الخارجية الأميركية جون كيري أبلغ نظيره الفرنسي لوران فابيوس أن واشنطن وموسكو تسعيان لعقد المؤتمر الدولي حول سورية في 12 من كانون الأول (ديسمبر) القادم”.
وأضافت الصحيفة أن مصدراً سورياً مطلعاً لم تسمه في دمشق “لم يستبعد هذا التاريخ”.
في المقابل، أكد المسؤول في الائتلاف السوري المعارض منذر اقبيق لـ”فرانس برس” أن هناك اقتراحات مواعيد يتم البحث فيها لعقد المؤتمر حوالى منتصف شهر كانون الاول/ديسمبر.
وقال “لا يوجد موعد رسمي، لكن هناك اقتراحات على الطاولة”، مشيراً إلى ان “هناك رغبة لدى الرعاة بعقد المؤتمر قبل نهاية هذا العام”.
وأعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الاثنين استعداده للمشاركة في مؤتمر جنيف-2، شرط ان يؤدي الى تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة والا يكون لنظام الرئيس بشار الاسد دور في المرحلة الانتقالية.
إلاّ أن النظام يؤكد عدم ذهابه إلى جنيف 2 “لتسليم السلطة”، ويرفض البحث في مصير الرئيس السوري الذي تنتهي ولايته في العام 2014، معتبرا ان مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال “صندوق الاقتراع”.
وقال اقبيق إن الائتلاف “وافق على حضور مؤتمر جنيف على ان يؤدي الى تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة، وهذا ليس شرطا، بل انه يتناسب ويتوافق مع قرارات الشرعية الدولية”.
وذكر بأن “انتقال السلطة منصوص عليه في بيان جنيف-1 وفي قرار مجلس الامن الدولي رقم 2118 الذي تبنى بيان جنيف ودعا الى عقد مؤتمر دولي لتطبيقه”.
وقال إن بيان جنيف ينص أيضاً على ان “انتقال السلطة يجب ان يتم بموافقة الطرفين، بما يعني ان رفض اي دور لنظام الرئيس بشار الاسد في المرحلة الانتقالية ليس شرطا، بل من حق المعارضة رفض بعض الاشخاص”.
وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي اعتبر في تصريح اوردته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) اليوم ان شروط المعارضة “صراخ لا فائدة منه”.
واعتبر أن “من يحلم أنه قادم إلى جنيف ليتسلم مفاتيح دمشق، فهو شخص سخيف وتافه ولا قيمة له سياسيا ولا يفقه في السياسة ويعيش أضغاث أحلام”.
وعقد في حزيران/يونيو 2012 اجتماع في جنيف ضم ممثلين عن الدول الخمس الكبرى وألمانيا وجامعة الدول العربية تم خلاله الاتفاق على وثيقة تعتمد أساساً لحل الأزمة السورية وتنص على تشكيل حكومة من النظام السوري الحالي والمعارضة للاشراف على المرحلة الانتقالية في سورية، من دون ان
تأتي على ذكر مصير الاسد.
مساعٍ لعقد جنيف – 2 في 20 كانون الأول / مكاسب ميدانية للنظام السوري والأكراد
نيويورك – علي بردى العواصم – الوكالات
قال ناشطون سوريون ان مقاتلي حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي سيطروا على سبع قرى أخرى في محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا، غداة اعلان الجناح السياسي للمقاتلين إقامة ادارة مدنية انتقالية تهدف الى إقامة اقليم كردي سوري يتمتع بالحكم الذاتي، الامر الذي دفع “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الى اعتبار الحزب “تنظيما معاديا للثورة”. وزاد الجيش السوري النظامي مكاسبه بسيطرته على ضاحية الحجيرة جنوب دمشق في اطار تقدم أوسع جنوب العاصمة. كما استمرت الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين اسلاميين بينهم جهاديون في ريف حلب والاحياء القديمة من المدينة. وقتل 15 شخصاً على الاقل في سقوط قذائف هاون اطلقها مقاتلون معارضون على احياء في حلب وحمص. ص11
في غضون ذلك، كشف مصدر دولي واسع لـ”النهار” أن المساعي تكثفت أخيراً لعقد مؤتمر جنيف – 2 الخاص باطلاق العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية في 20 كانون الأول المقبل، مع العلم أن الديبلوماسية تركز حالياً على تشكيلتي الوفدين اللذين سيمثلان نظام الرئيس بشار الأسد من جهة واطياف المعارضة من جهة أخرى.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إن المفاوضين الأميركيين طلبوا ارجاء موعد 25 تشرين الثاني الجاري الذي كان محدداً للاجتماع مع نظرائهم الروس ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان والممثل الخاص المشترك للمنظمة الدولية وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي للبحث في عقد مؤتمر جنيف – 2 “مدة أسبوع كي يتسنى للمعارضة السورية التي تنوي الاجتماع بين 23 من الجاري و25 منه اختيار فريقها المفاوض”، مرجحاً أن يعقد الاجتماع الثلاثي في 3 كانون الأول المقبل. وأضاف أن “الابرهيمي يسعى الى عقد مؤتمر جنيف في 20 كانون الأول”، على رغم أن المسؤولين الأميركيين والروس أشاروا الى “صعوبة ضبط هذا الموعد لقربه من عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة”. لكن “الابرهيمي قال لعدد من هؤلاء: نريدكم يوماً واحداً لإطلاق هذه العملية السياسية، ويمكنكم بعد ذلك أن تنصرفوا”.
وأضاف أيضاً أن السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد “ليس متحمساً جداً للمقررات الأخيرة التي اتخذها الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إذ أن هناك المزيد من الجهد الذي ينبغي بذله من أجل تمكين الإئتلاف من إحضار أكبر عدد ممكن من أطياف المعارضة الى الإجتماعات المقبلة لتشكيل الوفد المفاوض”، ملاحظاً أن “ثمة اصراراً على تمثيل أكبر عدد ممكن من هذه المعارضة المشتتة، بمن في ذلك النساء وفقاً لما يسعى اليه الوسطاء”.
ونقل عن الإبرهيمي تصميمه على تمثيل النساء في الوفدين الحكومي والمعارض. وهو تلقى اقتراحاً أن تكون بسمة قضماني ضمن وفد المعارضة “على رغم استمرار الإعتراضات عليها”، على أن تنضم بثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، الى الوفد الذي يمثل النظام وفيه أيضاً وزير الخارجية وليد المعلم ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر.
ولم تحل بعد عقدة مشاركة ايران في المؤتمر لأن المسؤولين الايرانيين لم يعلنوا صراحة موافقتهم على بيان جنيف في 30 حزيران 2012 الذي يشكل أساساً لجنيف – 2. أما بالنسبة الى السعودية، فمن الثابت وجوب أن تحضر.
وقال ديبلوماسي غربي إن اجتماع المعارضة السورية في اسطنبول “كان جيداً” إذ أن الإئتلاف وافق على المشاركة في مؤتمر جنيف – 2 على أساس “الإعداد لعملية سياسية انتقالية لا يكون الأسد جزءاً منها”، آملاً في أن يؤدي ذلك الى “تحديد سريع لموعد المؤتمر”. وأكد أن “الدعوات ستوجه الى دول الجوار، لبنان والأردن والعراق وتركيا، للمشاركة في المؤتمر”. ورأى أن “لا خلاف” بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، على تفسير الفقرة الخاصة بضرورة تأليف هيئة حكومية انتقالية تحظى بكامل الصلاحيات التنفيذية، على أن يجري تشكيلها بالتوافق المشترك للاطراف المحاورين، علماً أن “الخلاف لا يزال مستمراً على شخص الأسد ومستقبله”.
سوريا: انتقالية الأكراد
“هناك اعتقاد راسخ في عقول المعارضين الإسلاميين في (سوريا) بأن النساء لا يستطعن المشاركة في الحرب أو لا ينبغي عليهن التعبير عن أنفسهن بالقوة، إلا اني أرى أن الكلاشينكوف مصمم للقتل، وأنا قتلت بالفعل”. كان هذا الكلام للمقاتلة الكردية روكين، من وحدات الدفاع النسائي الكردي خلال مقابلة أجرتها معها صحيفة “التايمز” البريطانية.
يعرف أكراد سوريا جيداً روكين. تلك المقاتلة العشرينية، التي تقود مجموعة من المقاتلات الكرديات وتدربهن على الدفاع عن ممتلكات وأراضي وبيوت الأكراد في سوريا في مواجهة جيشين، جيش النظام السوري من جهة، وجيش الإسلاميين متمثلاً بـ”داعش” من جهة أخرى.
فالأكراد نساء ورجالاً حسموا أمرهم أنهم لن يستطيعوا تقبل فصول جديدة من الاستبداد، بعدما فعله النظام السوري بحقهم وعاملهم كـ”نكرات” لسنوات، مجرداً إياهم من حقوقهم الشخصية وحتى الاوراق الثبوتية.
ضمن هذا السياق، جاءت التطورات في الشمال السوري لتصب في مصلحتهم. انسحب النظام من المعركة التي دارت في الشمال، وتركها بين الأكراد والإسلاميين. انتصر الأكراد ليسارع حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي إلى “تشكيل الإدارة المدنية الانتقالية لمناطق غرب كردستان – سوريا”، وذلك بالتزامن مع إعلان الائتلاف السوري المعارض تشكيل الحكومة المؤقتة.
وبحسب بيان الحزب فإن “مهمة الإدارة المرحلية هي إعداد قوانين الانتخابات المحلية والتحضير للانتخابات العامة وإقرار القوانين، بالإضافة إلى القضايا السياسية العسكرية الأمنية والاقتصادية التي تعيشها المنطقة وسوريا”، ليعزز هذا الاعلان المخاوف من وجود توجه لدى الأكراد لارساء حكم ذاتي في مناطق سيطرتهم.
وفي أول رد على هذا التطور، اعتبر الائتلاف الوطني السوري، أن “حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي” هو تنظيم معاد للثورة، واصفاً الإدارة المدنية الانتقالية بأنها “تمثل تحركاً انفصالياً يفصم أي علاقة للتنظيم بالشعب السوري المناضل، للوصول إلى دولة سورية موحدة ومستقلة وحرة، وخالية من الاستبداد، وذات سيادة مطلقة على أراضيها”. واتهم الائتلاف الحزب بأنه “بات تشكيلاً داعماً لنظام الرئيس بشار الأسد، وعاملاً من خلال جناحه العسكري المعروف باسم قوات الحماية الشعبية الكردية، ضد مصالح الشعب السوري ومبادئ ثورته”.
مبعوثان سوريان والجربا إلى موسكو .. والمعارضة على تشتتها
محمد بلوط
موعد مبدئي لمؤتمر «جنيف» بين العاشر والخامس عشر من شهر كانون الأول المقبل. المروحة التي تمتد خمسة أيام، هي النافذة الوحيدة المتوفرة لإطلاق العملية السياسية في سوريا، للمرة الأولى منذ عامين ونصف العام. وقد يؤدي تجاوزها إلى إرسال المؤتمر حتى الأسابيع الأخيرة لشهر كانون الثاني المقبل، على أقل تقدير، بسبب تعاقب أعياد رأس السنة والميلادين الغربي والشرقي.
وكان الروس أبلغوا معارضين ومسؤولين سوريين، أنهم توصلوا إلى اتفاق مع الجانب الأميركي لعقد المؤتمر في الثاني عشر من الشهر المقبل، فيما قال ديبلوماسي فرنسي لـ«السفير»، يتابع العمل مع «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، «إننا نتعرض لضغوط من الأميركيين، الذين أبلغونا أنهم سيحددون موعداً في 15 كانون الأول المقبل لعقد المؤتمر، خلال الاجتماع التحضيري له»، الذي يلتئم بين الثلاثي الروسي والأميركي والوسيط الأخضر الإبراهيمي.
وكان السفير الأميركي روبرت فورد، أبلغ «الائتلاف» في اسطنبول بموعد الاجتماع، ودعا أطرافه إلى الإسراع بتشكيل وفده لحضوره، بعد إعلانه الموافقة على حضور «جنيف 2».
ونشطت الخارجية الروسية، لتوسيع اتصالاتها بالمعارضة السورية و«الائتلاف»، باتجاه اختبار لقاء بينها، وبين ممثلين عن النظام السوري. وكان لقاء قد أعدّت الخارجية الروسية لعقده مبدئياً أمس واليوم في موسكو، إلا أنه لم ير النور بسبب معارضة «الائتلافيين» و«هيئة التنسيق» لأيّ لقاء خارج إطار «جنيف».
وقد يكون الروس قد تقدّموا في الساعات الأخيرة، نحو تنظيم لقاء في موسكو، لاستكشاف احتمالات النجاح في جنيف، أو مدّ جسور مع «الائتلاف»، الذي ينتقد دعمهم للنظام السوري، إذ وصل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى اسطنبول أمس، في زيارة مفاجئة، والتقى خلالها رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا، والأمين العام لـ«الائتلاف» بدر جاموس، وبعض أعضاء الهيئة السياسية. ووافق «الائتلاف» على إرسال وفد إلى موسكو برئاسة الجربا، في الأيام المقبلة، من دون أن يصدر أي توضيح عن هدف الزيارة.
وفي الوقت نفسه، قالت مصادر عربية لـ«السفير»، إن مبعوثين سوريين رفيعَي المستوى سيصلان نهاية الأسبوع الحالي إلى موسكو. ووصف المصدر المبعوثين بـ«الخبيرين بالملفات الصعبة»، وكان أحدهما قد تولى مطلع الأزمة، الاتصالات مع المعارضة السورية.
وأضاف المصدر أن الزيارة قد تكون أيضاً، للاطلاع على أجندة المؤتمر، وإجراء مفاوضات مسبقة حوله، وتنسيق المواقف مع الحليف الروسي، على ضوء التطورات السياسية والميدانية.
ومع اقتراب الاستحقاق التفاوضي في جنيف، تتعرّض دمشق لضغوط أميركية متزايدة في المسار الكيميائي، لانتزاع ورقة ضبط مسار تدمير المخزون السوري من المواد الكيميائية من يدها.
وكان الأميركيون اتهموا سوريا الأسبوع الماضي، على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض، بإخفاء جزء من برنامجها الكيميائي. ويتعارض الموقف الأميركي مع بيانات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التي أنهى فريقها الأسبوع الماضي، عملية تدمير أدوات إنتاج المواد الكيميائية وتعبئتها ومزجها في المواعيد المحددة.
وبالرغم من أن النظام السوري قد وافق على تسليم الكيميائي، إلا أنه لا يزال يتحكم بالمسار الذي يجعل من المفاوضات في جنيف ومآلاتها خاضعة هي أيضاً لإيقاع العملية الكيميائية، والحاجة إلى ضمانات سلطة مركزية قوية في دمشق، لن يكون بوسع «الحكومة الانتقالية» والتجاذبات في داخلها، تقديمها لإنجازها قبل نهاية العام المقبل.
وكان الأميركيون يأملون أيضاً، إنهاء العملية مع انتهاء ولاية الرئيس السوري بشار الأسد منتصف العام المقبل، بحسب ما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري. لكن وثائق منظمة الحظر ترى أنه من غير الممكن الانتهاء من تدمير المخزون قبل نهاية العام 2014.
ولم تضع موافقة «الائتلاف» المشروطة للمشاركة في «جنيف»، حداً لكل المشاكل التي تواجه المؤتمر والمعارضة، والأغلب أن تصبح طبيعة تمثيل المعارضة في المؤتمر، وأسماء المشاركين، وشكل الوفد أو الوفود، محور خلافات بين المعارضة الخارجية والداخلية.
ويذهب «الائتلافيون» بوفد مدني وعسكري لإرضاء «الجيش الحر»، وضمان تنفيذ وقف إطلاق النار على بعض الجبهات، التي قد لا تتجاوز 30 في المئة، ولكنها تكفي لإضفاء المصداقية على تمثيلية «الائتلاف» للداخل، وقدرته على التحكم بالميدان.
وسيكون فرض وقف إطلاق النار اختباراً صعباً لـ«الائتلافيين»، وهو ما لم يطالبوا به بشكل واضح وحازم، نظراً لعجزهم عن إلزام المقاتلين، وأكثرهم من «الجهاديين»، تنفيذه. كما أنه من المستبعد أن يقبل الروس تمثيل المعارضة حصرياً بخصمهم، «الائتلاف»، وتسليم الأميركيين مقاعد المعارضة كلها، والجلوس خلف وفد النظام في جنيف.
ومنذ بداية الأزمة، عملت الديبلوماسية الروسية، خصوصاً بوغدانوف، على الخروج من دائرة التحالف الوحيد مع النظام، ومدّ شبكة علاقات مع المعارضة الداخلية، التي ترفض أي تدخل خارجي أو عسكرة النزاع.
وكان الأميركيون قد حاولوا فرض «الائتلاف» ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري، ومنحه الحق الحصري بتمثيل المعارضة في اي مباحثات مع النظام.
وخلال الاتصالات مع المعارضين في الداخل والشخصيات الوطنية المستقلة والمجتمع المدني، لم يرفض الأميركيون مشاركتها في الوفد المفاوض إلى جنيف، شرط انضمامها في البدء إلى عضوية «الائتلاف».
وفي الاتصالات التي جرت في الأسابيع الأخيرة بعد ترنح «الائتلاف» وتصدع أركانه، روّج السفير الأميركي لنظرية «المظلة الائتلافية»، التي لا تجبر المستقلين، ومن هم خارج «الائتلاف» على الانضمام إليه، لكنها تشترط لحيازة مقعد في «جنيف 2»، الجلوس وراء الجربا، وهذا ما رفضه جميع من اتصل بهم. ويشكل انضمام الأكراد إلى «الائتلاف»، محاولة لتوسيع التمثيل عبر ضم «المجلس الوطني الكردي»، قبل أيام من تشكيل الوفد، تعزيزاً للمطالبة بحقهم بالانفراد بمقاعد «جنيف»، وإذا ما نظرنا إلى روزنامة الأيام المتبقية لتأليف وفد معارض موحّد من مختلف الاتجاهات.
وكانت «هيئة التنسيق» اقترحت مؤتمراً وطنياً يسبق الذهاب إلى جنيف، للتفاهم على الوفد والمشتركات، من دون أن يلقى ذلك صدى إيجابياً في صفوف «الائتلاف». وليس سراً أن تياراً عريضاً داخل «الائتلاف»، يعتبر «هيئة التنسيق» معارضة قريبة من النظام، ويرفض منحها أي دور، ويطالب بإقصاء بعض شخصياتها، التي قدمت نقداً قاسياً لـ«المجلس الوطني» و«الائتلاف»، كهيثم مناع.
وتقول مصادر أممية في جنيف، إن الأخضر الإبراهيمي حذر جميع من التقاهم من المعارضة، من خطر وحدانية التمثيل، كما أن معظم من قابلهم، رفض المشاركة في وفد تحت مظلة «الائتلاف». وتؤكد المصادر أن الإبراهيمي لم يتسلم أي لائحة رسمية بأسماء أي وفد للمعارضة.
في المقابل، أخفقت خطة للأمم المتحدة بجمع المعارضين في قاعة واحدة لتدريبهم على فنون التفاوض، إذ من المنتظر أن يبدأ 15 عضواً من «هيئة التنسيق» تدريباً على التفاوض في جنيف في السادس والعشرين من الشهر الحالي، بإشراف ديبلوماسيين من الخارجية السويسرية، وينضم إليهم وفد من «الهيئة الكردية العليا». أما «الائتلافيون»، فقد قرروا البقاء في اسطنبول، حيث بدأ أمس، وفد ديبلوماسي مكلف من الأمم المتحدة، بتدريب 26 عضواً مرشحاً لعضوية الوفد، من أبرزهم سهير الأتاسي، محمد فاروق طيفور، بدر جاموس، وأنس العبدة. وكانت الخارجية الألمانية قامت الأسبوع الماضي بتدريب مجموعة من أعضاء «الائتلاف» على التفاوض مع النظام، من بينهم رياض سيف، وفايز سارة.
معارضة شعبية في البانيا لتفكيك اسلحة سورية الكيماوية
تيرانا – (رويترز) – تواجه حكومة البانيا معارضة شعبية متزايدة لطلب الولايات المتحدة بأن تتولى تيرانا مهمة تفكيك اسلحة سورية الكيماوية رغم تعهد رئيس الوزراء ايدي راما بتلقي بلاده مكافأة اقتصادية نظير هذه المهمة.
وأكد راما الذي تولى منصبه قبل نحو شهرين انه لم يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن حتى الآن إلا انه أشار الى تأييده لذلك.
وقال في وقت متأخر امس الاربعاء “موافقتنا مرهونة بوجود خطة والتوصل الى اتفاق يظهر للجميع ان البانيا ستخرج مرفوعة الرأس وأكثر ثراء ونظافة.”
وفي العاصمة تيرانا رفع المتظاهرون لافتات أمام البرلمان كتب عليها “لا لغاز السارين.. نعم للاوكسجين. دعونا نتنفس.” و”لا للاسلحة الكيماوية في البانيا”.
واختيرت البانيا كوجهة محتملة لمخزون الاسلحة الذي تعهد الرئيس بشار الأسد بالتخلص منه في اطار سعيه لكسب الرأي العام العالمي في الحرب الاهلية الدائرة في بلاده منذ أكثر من عامين.
يأتي الطلب في إطار اتفاق روسي-أمريكي لتدمير هذه الاسلحة بحلول منتصف 2014 جنب سوريا ضربة أمريكية محتملة بعد هجوم بغاز السارين في اغسطس اب على مشارف دمشق أدى الى مقتل المئات.
وقال مصدر اطلع على المناقشات ان المحادثات مع البانيا وصلت الى “مستوى فني”.
والبانيا عضو في حلف شمال الاطلسي وحليف وثيق للولايات المتحدة ويبلغ عدد سكانها 2.8 مليون نسمة.
الائتلاف السوري يتهم روسيا بتلفيق الانتهاكات لقوات المعارضة
دمشق -(د ب أ) – انتقد الائتلاف الوطني السوري المعارض أكبر تشكيلات المعارضة السياسية السورية، اتهام موسكو قوات المعارضة بارتكاب انتهاكات الهدف منها تعزيز موقف النظام السوري.
وأوضح الائتلاف ، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية( د. ب.أ)نسخة منه اليوم الخميس أن روسيا”تعمل على..إتهام الثوار بارتكاب انتهاكات لم يعتد عليها إلا النظام” وذلك “بهدف تعزيز موقف نظام ( الرئيس السوري بشارالأسد) المجرم أثناء تنكيله بالحاضنة الاجتماعية للثورة”.
وأضاف البيان أن “نظام الأسد هو من يلقي قذائف الهاون على أحياء دمشق الآمنة والمكتظة بالسكان ويستهدف المدارس والأسواق وأماكن التعبد الدينية ثم يتهم الثوار ويوظف التهمة دعائيا عن طريق وسائل إعلام خارجة عن الضمير الإنساني بهدف كسب أيام قليلة في حكم البلاد”.
وتابع البيان أن النظام السوري “يتدرع بالمدنيين وينصب حواجزه الأمنية قرب التجمعات السكنية ثم يستهدف هذه التجمعات من مواقع عسكرية مؤقتة بهدف تشويه صورة الثورة ومحاولة وأدها”.
وأشار الائتلاف في بيانه إلى “الإعلانات المتكررة من كتائب الجيش السوري الحر في دمشق وريفها، والتي ينفون فيها مسؤوليتهم عن قصف أحياء دمشق الآهلة بالسكان والواقعة تحت سيطرة النظام”.
بوتين يبحث خطوات السلام في سوريا مع الأسد
موسكو- (رويترز): قال الكرملين إن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد ناقشا خطط عقد مؤتمر جنيف للسلام في سوريا والتقدم في مجال نزع الأسلحة الكيماوية السورية في اتصال هاتفي الخميس.
ولم يذكر الكرميلين تفاصيل كثيرة لكنه قال إن بوتين حثه على أن تبذل الحكومة السورية كل ما بوسعها لتخفيف معاناة المدنيين وإنه قدم “تقييما إيجابيا” لاستعدادها إرسال وفد للمشاركة في محادثات السلام المقترحة.
وقال المكتب الإعلامي للكرملين إن بوتين عبر أيضا عن قلقه إزاء ما وصفه باضطهاد المتشددين في سوريا للمسيحيين وغيرهم من الأقليات الدينية.
الائتلاف السوري المعارض يؤكد أن طلباته المتعلقة برحيل الأسد ليست شروطا
بيروت- (ا ف ب): أكد مسؤول في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اليوم الخميس ان طلبات الائتلاف المتعلقة بالمشاركة في مؤتمر جنيف-2 على ان ينتهي باقرار عملية انتقالية لا يكون فيها اي دور للرئيس السوري بشار الاسد “ليست شروطا”، بل هي تتطابق مع “قرارات الشرعية الدولية”.
وقال عضو الائتلاف منذر آقبيق ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان الائتلاف “وافق على حضور مؤتمر جنيف على ان يؤدي الى تشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة، وهذا ليس شرطا، بل انه يتناسب ويتوافق مع قرارات الشرعية الدولية”.
وذكر بان “انتقال السلطة منصوص عليه في بيان جنيف-1 وفي قرار مجلس الامن الدولي رقم 2118 الذي تبنى بيان جنيف ودعا الى عقد مؤتمر دولي لتطبيقه”.
وقال ان بيان جنيف ينص ايضا على ان “انتقال السلطة يجب ان يتم بموافقة الطرفين، بما يعني ان رفض اي دور لنظام الرئيس بشار الاسد في المرحلة الانتقالية ليس شرطا، بل من حق المعارضة رفض بعض الاشخاص”.
وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي اعتبر في تصريح اوردته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الخميس ان شروط المعارضة “صراخ لا فائدة منه”.
ورأى ان “نقاشا سيجري في جنيف-2 على سكة بيان جنيف الصادر في 30 حزيران/ يونيو 2012، وهي سكة واضحة لها شروطها ومعطياتها ومحدداتها. أما الاجتهاد في مورد النص فلا مكان له”.
واعتبر ان “من يحلم أنه قادم إلى جنيف ليتسلم مفاتيح دمشق، فهو شخص سخيف وتافه ولا قيمة له سياسيا ولا يفقه في السياسة ويعيش أضغاث أحلام”.
وعقد في حزيران/ يونيو 2012 اجتماع في جنيف ضم ممثلين عن الدول الخمس الكبرى والمانيا وجامعة الدول العربية تم خلاله الاتفاق على وثيقة تعتمد اساسا لحل الازمة السورية وتنص على تشكيل حكومة من النظام السوري الحالي والمعارضة للاشراف على المرحلة الانتقالية في سوريا، من دون ان تأتي على ذكر مصير الاسد.
من جهة ثانية، رأى الزعبي ان تحقيق الجيش السوري “انتصارات” على الارض غير المعطيات ودفع المعارضة للقبول بالمشاركة في مؤتمر جنيف.
الا ان آقبيق اكد ان “الجيش السوري لم يحقق اي انتصار. الذي حصل ان الاسد جلب عشرات الالاف من عناصر الميليشيات الطائفية العراقية واللبنانية، حزب الله، ادخلهم الى المعارك، ما حقق له مكاسب تكتيكية”.
واضاف “على المدى الاستراتيجي، لا يمكن للنظام ان يحدث اي خرق على الارض، لانه يحارب الشعب السوري بكامله”.
ثلاثة قتلى و22 جريحا في قذائف وعبوتين ناسفتين وسط دمشق
دمشق- (ا ف ب): قتل ثلاثة اشخاص واصيب 22 اخرين بجروح الخميس اثر سقوط قذائف هاون وانفجار عبوتين ناسفتين في احياء تقع في دمشق القديمة على مقربة من المسجد الاموي في دمشق، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).
ونقلت الوكالة عن مصدر فى قيادة شرطة دمشق “استشهاد ثلاثة مواطنين واصابة 22 اخرين جراء اعتداءات ارهابية بقذائف هاون وتفجير عبوتين ناسفتين في شارع مردم بك وحي الكلاسة (بالقرب من الجامع الاموي) بدمشق”.
نصرالله يؤكد أن مقاتلي حزب الله باقون في سوريا
بيروت- (ا ف ب): أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطاب القاه في ذكرى عاشوراء الخميس ان مقاتلي حزبه “باقون” في سوريا “في مواجهة الهجمة الدولية الاقليمية التكفيرية”.
وقال نصرالله الذي ظهر شخصيا في اطلالة علنية نادرة وسط عشرات الالاف من انصاره الذين تجمعوا في الضاحية الجنوبية لبيروت لاحياء مراسم عاشوراء، “ان وجودنا في سوريا، ان وجود مقاتلينا ومجاهدينا على الارض السورية، هو كما اعلنا في اكثر مناسبة بهدف الدفاع عن لبنان وفلسطين والقضية الفلسطينية، وعن سوريا، حب المقاومة وسندها في مواجهة كل الاخطار التي تشكلها هذه الهجمة الدولية الاقليمية التكفيرية على هذا البلد”.
واضاف “ما دامت الاسباب قائمة، فوجودنا قائم هناك”.
ورفض مطالبة بعض الافرقاء اللبنانيين بانسحاب حزبه من سوريا واشتراطهم حصول هذا الانسحاب لتشكيل حكومة في بلد يعاني فراغا حكوميا منذ سبعة اشهر.
وقال “من يتحدث عن انسحاب حزب الله من سوريا كشرط لتشكيل حكومة لبنانية في المرحلة الحالية، يطرح شرطا تعجيزيا، وهو يعرف ذلك. يجب ان يعرف الجميع اننا لا نقايض وجود سوريا ووجود لبنان وقضية فلسطين والمقاومة ومحور المقاومة ببضع حقائب وزارية في الحكومة”.
وتابع “عندما تكون هناك اخطار استراتيجية ووجودية تتهدد شعوب المنطقة، هذا الامر اعلى وارقى بكثير من ان يذكر كشرط للشراكة في الحكومة”، داعيا “الفريق الآخر الى الواقعية”.
وقال نصرالله بلهجة تحد “الآن يقولون لنا لن نشارك معكم في حكومة في ظل وجودكم في سوريا”، مضيفا “لسنا بحاجة لغطاؤكم من اجل وجودنا في سوريا لا سابقا ولا حاضرا ولا مستقبلا”.
ونقلت الصحف اللبنانية الاربعاء عن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ابرز خصوم حزب الله في لبنان، قوله ان “لا مشاركة في الحكومة قبل انسحاب حزب الله من سوريا”.
وتم في نيسان/ ابريل تكليف تمام سلام تشكيل حكومة جديدة بعد استقالة الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي. الا ان محاولات التاليف تتعثر بسبب الانقسام السياسي الحاد في لبنان بين قوى 14 آذار المناهضة لدمشق وابرز اركانها الحريري، وفريق حزب الله، حليف النظام السوري.
ورفضت قوى 14 آذار في البداية المشاركة في حكومة يتمثل فيها حزب الله الذي كان يمتلك مع حلفائه الاكثرية في الحكومة السابقة. ثم طالبت بحكومة حيادية لا يكون فيها اي من الطرفين.
الا ان الامور ازدادت تعقيدا مع الكشف منذ اشهر على تورط حزب الله في القتال داخل سوريا الى جانب النظام. ويقول خصوم الحزب ان هذا التدخل يناقض سياسة “الناي بالنفس″ التي كان لبنان اعلن انتهاجها في النزاع السوري خوفا من تداعيات امنية على ارضه.
ويشهد البلد الصغير ذو التركيبة الطائفية والسياسية الهشة توترات امنية متنقلة بين المناطق على خلفية النزاع السوري.
بعد اعتبار الائتلاف السوري حزب الاتحاد الكردي ‘تنظيما معاديا للثورة’
بوادر صراع بين المعارضة السورية والاكراد للسيطرة على النفط
عواصم ـ وكالات: اعتبر الائتلاف السوري المعارض امس الاربعاء حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي ‘تنظيما معاديا للثورة السورية’، وذلك غداة اعلان مجموعات كردية ابرزها هذا الحزب، تشكيل إدارة مدنية في مناطق تواجدها في سورية، فيما اعتبر تحديا مباشراً للحكومة التي اعلنتها المعارضة السورية يضاف الى تحديات فرض الامن وتوفير الخدمات لسكان ‘المناطق المحررة’ التي تسيطر عليها في سورية، حيث ستضطر الى مواجهة السعي الكردي للادارة الذاتية وكذلك النفوذ المتنامي للجماعات الجهادية.
واعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ‘حزب الاتحاد الديموقراطي تنظيما معاديا للثورة السورية، بعد اعلان الاخير عن تشكيل (الادارة المدنية الانتقالية لمناطق غرب كردستان – سورية)’.
واضاف في بيان ان هذه الادارة ‘تمثل تحركا انفصاليا يفصم اي علاقة للتنظيم بالشعب السوري المناضل للوصول الى دولة سورية موحدة ومستقلة وحرة وخالية من الاستبداد وذات سيادة مطلقة على اراضيها’.
واعتبر الائتلاف ان الحزب الذي يعد بمثابة الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، بات ‘تشكيلا داعما لنظام (الرئيس بشار) الاسد، وعاملا من خلال جناحه العسكري المعروف باسم قوات الحماية الشعبية الكردية، ضد مصالح الشعب السوري ومبادىء ثورته’.
وانتقدت المعارضة السورية في بيانها قيام قوات الحماية ‘بمحاربة كتائب وألوية الجيش الحر وافتعال أزمات تسعى لتشتيت جهودها’، وامتناعها ‘عن محاربة النظام في عدة جبهات’.
وصدر عن المعارض السوري المعروف ميشيل كيلو تصريح نقلته فضائيات رفض فيها خطوة الحزب الديمقراطي الكردي واعتبرها غير قانونية وقال ‘انه عندما تأتي ساعة الديمقراطية لن تكون هناك مشكلة لا للاكراد ولا لغيرهم’.
ويتخوف مراقبون من ان تتحول محاولات الائتلاف الوطني السوري لتأمين التمويل للحكومة السورية المؤقتة الى صراع بين اطراف المعارضة السورية، خاصة وان اغلب المناطق التي يسيطر عليها الاكراد هي مناطق غنية بالنفط، ويوضح منذر آقبيق مدير شؤون الرئاسة في مكتب رئيس الائتلاف احمد الجربا ان الحكومة المؤقتة ستسعى الى توفير مصادر تمويل عدة، منها ‘ذاتية’ من خلال عمل رئيس الوزراء على ‘اعادة ادارة عجلة الاقتصاد وايجاد مصادر لدخل الحكومة في تلك المناطق سواء من الثروات الطبيعية او ضرائب على المعابر او ما شابه’.
اما المصادر ‘الخارجية’، فستكون عبر دعم مالي من الدول المؤيدة للمعارضة السورية. وقال اقبيق ان المملكة العربية السعودية ‘تعهدت بتقديم 300 مليون دولار اميركي للحكومة’، وان ثمة 60 مليون يورو (نحو 80 مليون دولار) في صندوق لمجموعة ‘اصدقاء الشعب السوري’.
وشهدت مناطق واسعة في شمال سورية وشمال شرقها في الفترة الاخيرة، معارك عنيفة بين مقاتلين اكراد ينتمون في غالبيتهم الى قوات الحماية، ومقاتلين جهاديين من ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’ وجبهة النصرة المرتبطتين بالقاعدة.
وتمكن الاكراد في هذه المعارك من طرد الجهاديين من مناطق واسعة.
واعلنت مجموعات كردية الثلاثاء تشكيل ادارة مدنية انتقالية بعد مشاورات في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في الحسكة (شمال شرق سورية).
وتضم الادارة حتى الان حزب الاتحاد الديموقراطي النافذ والعديد من الاحزاب الصغيرة، لكنها لا تضم المجلس الوطني الكردي الذي يضم عددا كبيرا من الاحزاب الكردية.
الا ان مجموعات كردية كبيرة لم تنضم الى هذه الخطوة، ما يلقي ظلالا من الشك على قدرتها على الاستمرار.
وبموجب خطوة الثلاثاء، تقسم المنطقة الكردية في سورية الى ثلاث مناطق يكون لكل منها مجلسها المحلي وممثلون في المجلس الاقليمي العام.
وتدير المناطق الكردية في شمال سورية مجالس كردية محلية منذ انسحبت منها قوات النظام السوري في منتصف 2012. واعتبر هذا الانسحاب تكتيكيا بهدف تشجيع الاكراد على عدم التحالف مع مسلحي المعارضة.
ويمثل الاكراد نحو 15 بالمئة من سكان سورية البالغ عددهم 23 مليون نسمة.
جاء ذلك فيما قال المرصد السوري لحقوق الانسان امس الاربعاء ان مقاتلي القاعدة في سورية قطعوا رأس مقاتل مناهض للرئيس بشار الاسد عن طريق الخطأ لاعتقادهم انه مقاتل شيعي عراقي موال للنظام.
وقال المرصد السوري المعارض ومقره لندن ‘تبين ان المقاتل الذي قطعت رأسه الدولة الاسلامية في العراق والشام هو مقاتل من كتيبة سورية مقاتلة وليس مقاتلا شيعيا عراقيا مواليا للنظام.’
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن رجلا فجر نفسه بسيارة مفخخة في المنطقة بين بلدة ‘ببيلا’ وحي ‘التضامن’ في العاصمة دمشق قرب حاجز للقوات السورية والمسحلين الموالين لها.
وذكر المرصد ، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية ‘د.ب.أ’ نسخة منه امس الأربعاء ، أن هناك أنباء ‘عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية’ جراء التفجير.
وقال إن حي ‘الحفيرية’ بدمشق تعرض أيضا لقصف بقذائف الهاون من قبل القوات السورية دون أنباء عن اصابات في حين سقطت أربع قذائف هاون في منطقة الزبلطاني ترافق مع توجه سيارات الاسعاف إلى المنطقة.
وأضاف أن الطيران الحربي شن أربع غارات جوية على مناطق في بلدة عتمان وغارة جوية على بلدة صيدا بمحافظة درعا ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر.
حكومة المعارضة السورية تواجه تحدي اثبات الوجود أمام الاكراد والجهاديين
بيروت ـ ا ف ب: تواجه الحكومة التي اعلنتها المعارضة السورية تحدي فرض الامن وتوفير الخدمات لسكان ‘المناطق المحررة’ التي تسيطر عليها في سورية، في مواجهة السعي الكردي للادارة الذاتية والنفوذ المتنامي للجماعات الجهادية.
وقال رئيس الوزراء أحمد طعمة في كلمة القاها في اسطنبول غداة اعلان تشكيل الحكومة التي تضم تسعة وزراء، ان حكومته ستكون ‘حكومة عمل لا حكومة كلمات (…) من اولى مهماتها نشر الامن والسلم الاهلي في سورية المحررة وتلبية الاحتياجات المعيشية للانسان’.
وكانت الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وافقت ليل الاثنين الثلاثاء على تسمية تسعة وزراء، في حين لم ينل ثلاثة آخرون عدد الاصوات المطلوب.
وبعد قرابة ثلاثة اعوام من اندلاع النزاع في سورية، باتت المعارضة تسيطر على مناطق واسعة من شمال البلاد وشرقها.
الا ان نفوذها في هذه الاجزاء يتقاطع مع رغبة الاكراد في الادارة الذاتية للمناطق التي يتواجدون فيها وتكرار تجربة اقرانهم في العراق، ورفض الجهاديين كعناصر ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’ المرتبطة بالقاعدة، سلطة الائتلاف المعارض.
ويقول منذر أقبيق مدير شؤون الرئاسة في مكتب رئيس الائتلاف احمد الجربا، ان الحكومة ستكون ‘خدماتية بالدرجة الاولى، مهمتها تحسين حياة المواطنين وتقديم الخدمات لهم على الارض’.
ويضيف ان ‘رئيس الوزراء تواصل مع القوى الموجودة على الارض، وكثير منها خصوصا تلك المنضوية تحت هيئة الاركان والائتلاف رحبت وابدت استعدادها للتعاون وحماية الحكومة وموظفيها ليقوموا بتقديم الخدمات للمواطنين’.
الا انه يشير الى وجود ‘جهات ارهابية مثل دولة العراق والشام التابعة للقاعدة لم تتعاون مع الحكومة، وتمثل تحديا في الحقيقة يتوجب التعامل معه بشكل او بآخر’، مشيرا الى ان تصور التعامل سيضعه رئيس الحكومة الذي ‘سيدرس هذا الموضوع بشكل واف’.
وتعمل الجماعات الجهادية على فرض معايير متشددة وطرد اي خصم محتمل لها من مناطقها، واشتبكت في الاسابيع الماضية مع المقاتلين الاكراد الذين تمكنوا من تحقيق تقدم على حسابها في مناطق واسعة.
واعلن الاكراد الثلاثاء تشكيل ادارة مدنية انتقالية بعد مشاورات جرت في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية (شمال شرق)، تقسم بموجبه المنطقة الكردية في شمال سورية وشمال شرقها الى ثلاثة أجزاء لكل منها مجلسها المحلي الخاص وممثلين في المجلس الاقليمي العام.
وكان الائتلاف اختار في 14 ايلول/سبتمبر الماضي، الاسلامي المعتدل احمد طعمة لرئاسة الحكومة التي ستتولى إدارة ‘المناطق المحررة’.
وبعد شهرين من المشاورات، انتخبت الهيئة العامة تسعة اعضاء هم إياد القدسي (نائب رئيس الوزراء)، وأسعد مصطفى وزيرا للدفاع، وابراهيم ميرو وزيرا للمال والاقتصاد.
كما انتخبت محمد ياسين النجار وزيرا للاتصالات والصناعة، وعثمان الداوي وزيرا للادارة المحلية والاغاثة، وفايز الظاهر وزيرا للعدل. وسمت الهيئة الياس وردة للطاقة والثروة الحيوانية، ووليد الزعبي للبنية التحتية والزراعة. اما المرأة الوحيدة في الحكومة فهي تغريد الحجلي التي ستتولى وزارة الثقافة والاسرة.
وفشلت الهيئة في اختيار وزراء الداخلية والصحة والتربية والتعليم، اذ فشل المرشحون الثلاثة الذين طرح طعمة اسماءهم، وهم عمار القربي (داخلية) ومحمد جميل جران (صحة) وعبد الرحمن الحاج (تربية)، في نيل الاصوات المطلوبة (62 صوتا على الاقل).
ويقول اقبيق ‘اظن ان الحكومة تأخرت، لكنها ضرورية جدا’، مشيرا الى انها تكتسب ‘اهمية بالغة لان ثمة فراغ هائل في تقديم الخدمات للمواطنين وخصوصا في المناطق المحررة’.
ويضيف ان الحكومة ‘سوف تباشر عملها فورا وفي اقرب وقت ممكن’، مؤكدا ان لدى الوزراء ‘شعور كبير بالمسؤولية، وهم متحمسون جدا لخدمة المواطنين’.
واوضح انه من المقرر ان يكون للوزراء ‘مكاتب في منطقة حدودية’ في الاراضي التركية، على ان ‘ينتقلوا الى داخل سورية عندما يكون ثمة حاجة الى ذلك’، مشددا على ان نطاق عملهم هو ‘داخل الاراضي السورية’.
وادت النزاع السوري الى اضرار هائلة في البنية التحتية والخدماتية، وولد ازمة اقتصادية حادة ادت الى تضاعف عدد الفقراء ليبلغ قرابة نصف عدد سكان البلاد البالغ 23 مليون نسمة، بحسب الامم المتحدة.
وقالت نائبة المدير القطري لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في دمشق اليسار شاكر لفرانس برس في تشرين الاول/اكتوبر ان ‘اكثر من نصف سكان سورية فقراء، بينهم 7،9 مليون سوري يعيشون على خط الفقر و4،4 مليون في فقر مدقع′.
وارتفعت البطالة لتبلغ 48 بالمئة، في حين يعيش القطاع التربوي حالة ‘كارثية’ مع تسرب 49 بالمئة من الاطفال من المدارس.
ويوضح اقبيق ان الحكومة الموقتة ستسعى الى توفير مصادر تمويل عدة، منها ‘ذاتية’ من خلال عمل رئيس الوزراء على ‘اعادة ادارة عجلة الاقتصاد وايجاد مصادر لدخل الحكومة في تلك المناطق سواء من الثروات الطبيعية او ضرائب على المعابر او ما شابه’.
اما المصادر ‘الخارجية’، فستكون عبر دعم مالي من الدول المؤيدة للمعارضة السورية. وقال اقبيق ان المملكة العربية السعودية ‘تعهدت بتقديم 300 مليون دولار اميركي للحكومة’، وان ثمة 60 مليون يورو (نحو 80 مليون دولار) في صندوق لمجموعة ‘اصدقاء الشعب السوري’.
الدعم المالي الخاص للجماعات المقاتلة عامل في الإنقسام على الساحة السورية
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ تنتشر في كل أنحاء العالم الحملات الكثيرة لجمع التبرعات سواء من خلال الحفلات الخيرية، اوعبر الإنترنت والفيسبوك وكل وسائل التواصل الإجتماعي.ومع اقتراب أعياد الميلاد في العالم الغربي لا يفوت المشاهد أو القارىء للصحف ما تخطط له الجاليات العربية في المهاجر من نشاطات أثناء العطلة من نشاطات وأعمال معظمها مخصص للقضية السورية.
وفي العالم العربي لا تتوقف الحملات في هذا المجال، وقد انتبهت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ إلى أن التبرعات التي تجمع من جهات خاصة في دول الخليج تحولت إلى ورقة صعبة في النزاع السوري المتواصل.
وقالت الصحيفة ‘الأموال تتدفق عبر التحويلات المصرفية أو تسلم في حقائب او جيوب منتفخة بالنقود’.وتحدثت عن الجهود التي يقوم بها غانم المطيري الذي يعمل من بيته في الكويت حيث يقوم بجمع التبرعات للقضية السورية ويرسلها إلى هناك.
عشرات اللجان
وهو واحد من عشرات الكويتيين الذين يقومون بحملات لدعم الانتفاضة السورية والتي تهدف في معظمها لتوفير الدعم للمقاتلين على الساحات في هذا البلد الذي يشهد حربا أهلية منذ ثلاثة أعوام تقريبا.
وتقول الصحيفة ان هؤلاء الداعمين قاموا بتحويل الإمارة النفطية إلى ‘ويسترين يونيون’ إفتراضي للجماعات المقاتلة في سورية، في إشارة للشركة التي تقوم بعمليات التحويل المالي السريع.
وتقول الصحيفة ان معظم الأموال التي تجمع تذهب إلى الجماعات الجهادية.وتضيف أن واحدة من هذه الجهات ساعدت على جمع أموال لتسليح 12 ألف مقاتل كلفة كل واحد منهم 2500 دولار أمريكي.
وأشارت إلى حملة أخرى يقودها شيخ سعودي مقرها سورية شعارها ‘ أعلن الجهاد بمالك’ حيث تدعو المتبرع لالتبرع بـ 175 دولارا لشراء 50 رصاصة للبنادق التي يستخدمها المقاتلون القناصة والحصول على ‘الدرجة الفضية’ والتبرع بضعف المبلغ للحصول على الدرجة الذهبية.
وتنقل الصحيفة عن المطيري وهو جندي سابق في الجيش الكويتي ‘لقد تعاونا في الماضي مع الأمريكيين لإخراج العراق من الكويت عام 1991′ والان ‘نريد التخلص من بشار الأسد فلماذا لا نتعاون مع القاعدة؟’.
وقد ساعد الدعم الخارجي للأطراف المتقاتلة في سورية كل طرف على مواصلة القتال، فالنظام يتلقى دعما ماليا ولوجيستيا من روسيا وإيران وحزب الله، والمتطوعون من العراق وإيران، اما المعارضة فتتلقى دعما عسكريا من دول الخليج خاصة السعودية، فيما يتدفق مئات المتطوعين الأجانب للحرب بشكل حولها إلى حرب بالوكالة.
لا يعترف بالدبلوماسية
ويعتقد محللون يراقبون الأزمة السورية ونقلت عنهم الصحيفة أن تدفق الدعم المالي الخاص اضاف بعدا آخر للحرب حيث أصبح عامل انقسام بين الجماعات المقاتلة وعزز موقع العناصر الأكثر تطرفا فيها.وفي الوقت الذي يتردد فيه الغرب وخاصة أمريكا في دعم المعارضة ‘المعتدلة’ في الثورة السورية، تجد الجماعات الإسلامية مصدرا لا ينفد من الدعم الخاص، مما دعا بعض المقاتلين لترك الجماعات المحسوبة على الليبراليين أو العلمانيين وتغيير صورتهم وانضموا للجماعات المقاتلة ذات الأيديولوجيات الإسلامية.
وبحسب إميل هوكايم، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية فالدعم الخاص يمنح الوضع القتالي استقلالية لا تتأثر باللعبة الدبلوماسية التي تقودها الدول.
ويشير تحليل الصحيفة إلى أن معظم الجهات الخاصة المتبرعة للقضية السورية لا تلقي بالا للمجلس الأعلى للثورة السورية الذي يقوده اللواء سليم إدريس ويحظى بقبول من الدول الغربية التي تريد تعزيز دور المعتدلين في سورية.
ولا يعترفون في الوقت نفسه بالمعارضة السياسية والدعوات لتسوية سلمية للأزمة والتي تقودها الولايات المتحدة الآن.ويحاول التقرير إظهار أثر الدعم الخاص على الوضع الميداني في سورية إذ ترى أنه أسهم في تقسيم سورية بشكل عملي بين الجماعات المقاتلة التي استطاعت بناء مناطق نفوذ لها تحت إدارة الجماعات الجهادية.
ويعتمد الدعم الخاص في جمع التبرعات على إعلام التواصل الإجتماعي، والتوتير وبعض الحملات لها مئات آلالاف من الأتباع على التوتير تنشر من خلالها رسائل تدعو للتبرع والمساهمة في دعم السوريين.
وبرزت على الساحة السورية ظاهرة تقديم الشكر للمتبرعين من خلال إطلاق أسماء المتبرعين على كتائب أو شكرهم من خلال أفلام فيديو تظهرهم وهم يحملون الأسلحة التي حصلوا عليها من المتبرعين.
نداء الواجب
وعلى الرغم من تعامل الغرب مع هذه الظاهرة بنوع من القلق كون الأموال تذهب للجماعات المتشددة إلا أن بعض الناشطين يقولون انهم يقومون بواجبهم، وانهم قرروا التدخل بعد فشل الولايات المتحدة والغرب بالتدخل لحماية المدنيين السوريين.
وتقول الصحيفة أن بعض جهود الناشطين ساعدت على تأزيم الشق الطائفي في سورية، مع أن شقيق أحد الناشطين نفى أن تكون الجماعة التي تتلقى دعما من حملة يقودها شقيقه دعت لقتل المدنيين، مشيراً الى أن ما يدفعه وغيره هو الواجب الديني والخوف من السؤال يوم القيامة ‘ماذا فعلت؟’ من أجل السوريين.
وعلى خلاف بقية دول الخليج فالجو السياسي المفتوح في الكويت يساعد المتعاطفين مع سورية على دعم الانتفاضة حيث يقوم عدد من النواب البرلمانيين السابقين برعاية حملات لدعم سورية، وساعد نظامها المصرفي المفتوح والسهل المتبرعين من الخارج على تحويل الأموال او حملها بالسيارات عبر الحدود إلى سورية.
وقد اغضبت سياسة غض الطرف التي تمارسها الحكومة الكويتية على هذه النشاطات الولايات المتحدة.
وتقلل الحكومة الكويتية من نشاطات المتبرعين الخاصة وتقول انها لا تمثل إلا نسبة قليلة جداً من الجهود التي تقوم بها الحكومة، فبحسب الشيخ محمد العبدالله الصباح، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الشؤون البلدية، فقد تبرعت الكويت بـ 500 مليون دولار للدول الجارة لسورية كي تساعدها على القيام بأعباء اللاجئين، وقامت الجمعيات الخيرية المرخصة بدور كبير، وشبه النشاطات الخاصة بتهريب المخدرات او السيجار الكوبي، قائلا أن هناك صعوبة في منع هذه النشاطات، فكيف تمنع شخصا وضع في جيبه 10 آلاف دولار وركب الطائرة لنقلها لسورية؟.
وهو ما يرفضه ديفيد كوهين، الوزير المساعد في الخزانة الأمريكية لشؤون مكافحة الإرهاب، حيث قال إن الكويتيين كان بإمكانهم عمل الكثير وان الكويت تمثل مشكلة كبيرة فيما يتعلق بتمويل الجماعات المتشددة في سورية، مضيفا أن الجهود الأمريكية لممارسة الضغط على الكويتيين لم تؤد إلى نتيجة.
ولا يعرف حجم الأموال التي جمعت عبر الجهود الخاصة، مع ان المطيري قال انه جمع من قيبلته المطيرية 14 مليون دولار، هذا بعد مذبحة الحولة العام الماضي، وأن محسنا تبرع بمبلغ 1.3 مليون دولار.
ويقول المطيري انه بدأ نشاطاته عندما شاهد فيديو لبنت تصرخ بعد مقتل والدها على يد جنود النظام.ولا ينفي بعض الداعمين تقديم المال لجبهة النصرة التي يصفونها بأكثر الجماعات كفاءة ولا تخصيص جزء من مال التبرعات لشراء السلاح.
في حلب
ويبدو الوضع عن سيادة الإسلاميين وما وصلت إليه الحرب ودور الصحافيين في تقرير كتبته الصحافية في ‘الغارديان’ فرانشيسكا وري حيث تحدثت عن المصاعب التي يواجهها الصحافيون في المناطق التي يسيطر عليها الإسلاميون ‘في هذه الحرب أن تكون صحافيا اجنبيا يعني ملاحقتك من الإسلاميين، خوذتي كانت غطاء رأسي وسترتي الواقية كانت حجابي’ لأنها الطريقة الوحيدة للتسلل لسورية، أي الظهور كسورية.
وتقول بوري أنه منذ صعود المقاومة الإسلامية أصبحت أجزاء من سورية منطقة محظورة على الصحافيين (وهناك 30 صحافياً مفقوداً).
وهي في هذا تتساءل عن السبب هل هو في الصحافيين أنفسهم أم لخطورة الحرب.ولكنها في البداية تقول انها وجدت في رحلتها أن أهل حلب لم يعودوا يتحدثون عن ‘المناطق المحررة’ ولم يعودوا يظهرون صور أبنائهم الذين قتلوا على يد النظام، بل يخرجون صور حلب الجميلة قبل الحرب، والسبب أن احدا لم يعد يقاتل النظام، فالقتال الحاصل الآن هو بين المقاتلين أنفسهم، الذين تحولت إقامة الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة لأولوية للكثيرين منهم أهم من قتال النظام.
وتقول ‘حلب لم تعد إلا جوعا وإسلاماً، وعشرات من الأطفال في ثيابهم الرثة، شوههم مرض اللشمانيا، يسيرون حفاة خلف أماتهم الملفحات بالسواد من الرأس للقدم، يسيرون نحو الجامع للحصول على قطعة خبز، وقد تحولت بشرتهم للصفرة بسبب مرض التيفوئيد.
وفي الأزقة الضيقة، على يسارها يحمل الأطفال الكلاشينكوفات المزيفة لمواجهة قنابل الهاون، فيما تسير الفتيات المحجبات على اليمين، أما المقاتلون الجهاديون فيخترقون الأزقة بلحاهم الطويلة وجلابياتهم واحزمتهم الناسفة.وفي تموز (يوليو) قاموا بإعدام محمد قطاع بعد اتهامه بسب الرسول محمد،كان في الـ 15 من عمره’.
لم يبق غير السوريين
وتقول ان المخاوف على الصحافيين الأجانب من الاختطاف والقتل جعلت الإعلام الأجنبي يعتمد على السوريين العاديين ليحكوا لنا ما يجري في سورية، حيث يتعامل الكثيرون منهم مع صحف كبيرة وكتبوا تقارير لصحف في نيويورك وباريس وروما، وتحولوا إلى مواطنين صحافيين مشاهير، وقد تلقوا الثناء من الأشخاص أنفسهم الذين لم يكونوا ليثقوا بطبيب أسنان من أبناء البلد.
والنتيجة هي حقيقة مضللة ومزج للواقع، وحالات مثل حالة إليزابيث أوباغي التي أشار إليها جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي كمحللة أثنا الهجوم الكيماوي، وهي نفسها التي كتبت مقالا في ‘وول ستريت جورنال’ قبل أيام ووصفت فيها المقاتلين السوريين أو جعلتنا نعتقد بأنهم ‘رجال طيبون’، وأن المتشددين قلة لأن المشكلة بالنسبة للولايات المتحدة تكمن في خوفها من استبدال الأسد بالقاعدة.
وبعد أيام من كشف ‘هيومان رايتس ووتش’ عن ادلة تشير إلى مسؤولية المقاتلين عن مجازر ارتكبت في اللاذقية، تم الكشف أيضا عن أن اوباغي كانت تتلقى أجرا من جماعة ضغط سورية تهدف لدفع إدارة الرئيس باراك أوباما للتدخل العسكري في سورية.
وتكتب بوري ‘في عصر التويتر ويوتيوب، عندما تريد حماية مراسليها على الأرض من خلال البحث عن شخص يقوم بتلخيص ما يجري في منطقته، فإننا نقوم ببناء سياستنا الخارجية، وحروبنا على تقارير كتبتها شابة ولدت عام1978 وتخرجت من الجامعة قبل فترة’.
ليست خطرة
هذا الوضع لا يتعلق بكون الحرب أصبحت خطيرة، فالصحافيون كانوا مع المقاتلين من أجل الحرية ‘وكنا نحن الصحافيين شهودا للعالم على جرائم الأسد’.
و’لكننا فجأة شعرنا بمعنى الحرب، خاصة بالنسبة لجيلي، عندما لا تكون مرفقا’ مع جماعة. فنحن كما تقول ‘اليوم هنا كي نكون شهوداً على جرائم المقاتلين، ونحن ملاحقون من الطرفين: المقاتلون والنظام، فهذه الحرب ليست خطيرة، ولكن من الصواب القول إنها حرب كل طرف فيها ليس بريئاً، وليس محصناً، وحرب لا يرحب فيها بأحد، فكلنا نهرب’ أي العاملون في الإعلام.
وهنا تتساءل عن دور الصحافيين، مشيرة إلى أنه يقوم على مساءلة الأحداث ‘فلماذا نحن مستهدفون، ربما لأن بعضنا موجود من أجل تأمين عيشه، أو كتابة مقال واحد، أو للفوز بجائزة او الحصول على عقد عمل، فقد أصبحنا بالنسبة للسوريين مجرد عمل وتجارة’.
وتشير إلى عبدالله ياسين الذي سهل عمل الصحافيين ووفر الحماية لهم، وقتل أثناء حمايتهم، او لأنه سلم خاطفين للشرطة، ومع ذلك لم يترك واحد من الصحافيين باقة ورد على قبره.’أو ربما لأننا قدمنا للعالم تقارير عن الدم النازف، وهي الطريقة الأسهل، ربما لأنها كانت الطريقة الأسهل، مما يعني أننا قدمنا صورة مضللة للعالم عن البلد، صورة أدت إلى تصميم سياسات غير واضحة للتعامل مع الأزمة، وربما لأننا قفزنا كلنا بعد الهجوم الكيماوي لنختفي جميعا لشعورنا بالخيبة على قرار أوباما عدم توجيه ضربة لسورية’.
وتختم بالقول إن السوريين يرون في وجود الصحافيين وعدمه على الساحة أمرا لا أهمية له، لأن الصحافيين يمثلون امتداداً للمجتمع الدولي الذي خذلهم.
وفد سوري رسمي الى موسكو الاثنين تحضيرا لمؤتمر جنيف-2
أ. ف. ب.
دمشق: يبحث وفد سوري رفيع المستوى الاثنين في موسكو مع المسؤولين الروس التحضير لمؤتمر جنيف-2 الذي يتوقع انعقاده في كانون الاول/ديسمبر، وفق ما اعلن مصدر رسمي في دمشق لفرانس برس.
واوضح المصدر ان الوفد سيضم مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومسؤول الشؤون الاوروبية في الخارجية السورية احمد عرنوس.
واضاف ان “الوفد سيلتقي مسؤولين روسا لانجاز تفاصيل مؤتمر السلام الذي من المقرر ان يعقد في جنيف”.
واكدت صحيفة الوطن السورية القريبة من النظام الخميس ان مؤتمر جنيف-2 الذي ارجىء مرارا سيبدأ في 12 كانون الاول/ديسمبر.
واجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس اتصالا هاتفيا بنظيره السوري بشار الاسد وفق الكرملين، موضحا ان المحادثة التي جرت “بمبادرة من الجانب الروسي” تناولت الاعداد لمؤتمر جنيف-2 وتفكيك الترسانة الكيميائية السورية والوضع الانساني في سوريا.
ويهدف مؤتمر جنيف-2 الى جمع ممثلي النظام السوري والمعارضة لمحاولة التوصل الى حل سياسي للنزاع في سوريا الذي اوقع اكثر من 100 الف قتيل منذ 2011
الجربا وطعمة: سنتفق مع الفصائل المسلحة بشأن «جنيف 2».. والحكومة إلى المناطق المحررة قريبا
تحدثا لـ «الشرق الأوسط» عن أولويات الحكومة وتعهدا بفاعليتها على الأرض
أحمد الجربا و أحمد طعمة
إسطنبول: وائل عصام
لم يشأ الشيخ أحمد الجربا، رئيس الائتلاف السوري المعارض، التحدث إلى الصحافيين بعد مؤتمر رئيس حكومته الدكتور أحمد طعمة مساء أول من أمس في إسطنبول غداة الإعلان عن تشكيلة الحكومة الانتقالية المؤقتة. فأسئلة الإعلاميين التي تلاحق مسؤولي الائتلاف المعارض تعبر في كثير من الأحيان عن «إحباط» السوريين من الأداء السياسي لممثلي الثورة السورية في الخارج.
لكن «الشرق الأوسط» التقت الجربا بعد المؤتمر لتسأله عن الخلاف الحاصل بين القيادة السياسية للائتلاف والقيادة العسكرية للثوار حول المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» للسلام الخاص بسوريا، ليبدو متفائلا بالوصول إلى تسوية سريعة بهذا الخصوص.
وكان زهاء 20 فصيلا عسكريا بعضها ينتمي إلى الجيش السوري الحر أعلن رفضه الذهاب إلى المؤتمر، ووصف المشاركة فيه بـ«الخيانة».. ما اضطر الائتلاف إلى إعلان أن حضور «جنيف 2» سيكون مرهونا بموافقة الكتائب المسلحة، وشكل وفدين للحوار بهذا الخصوص.
وقال الجربا: «أنا واثق من أننا سنصل لصيغة ترضي الجميع. هناك لجنة ممثلة من الائتلاف ستعقد اجتماعاتها في الأيام القليلة المقبلة مع ممثلي الكتائب المقاتلة لحسم الأمور الخلافية».
وعندما سألناه عن موقف الفصائل الإسلامية المتشددة الذي أعلنته من قبل بخصوص اعتبارها المشاركة في «جنيف 2» من غير ضمانات برحيل الرئيس السوري بشار الأسد «مؤامرة على الثورة السورية»، قال الجربا: «نحن أيضا نطالب برحيل الأسد. وأنا مقتنع بأننا لن نختلف مع الفصائل المسلحة في نهاية الأمر. سنصل لقرار موحد معهم حول المشاركة في (جنيف 2)».
وتوصلت اجتماعات أعضاء الهيئة العامة للائتلاف في إسطنبول، التي اختتمت فجر الثلاثاء، إلى الإعلان عن تشكيلة الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الطعمة.
وقال الجربا في رده على سؤال حول جدوى إعلان هذه الحكومة مع التحديات التي تواجهها: «إن شاء الله سترون أن هذه الحكومة ستكون فاعلة على الأرض وفي الداخل السوري».
وكان رئيس الحكومة أحمد طعمة وجه كلمة للسوريين من إسطنبول بمناسبة تشكيل الحكومة، مبينا أبرز أولوياتها. واعتبر حكومته تدشينا لـ«عهد الجمهورية السورية الجديدة». وناشد الشعب السوري دعم حكومته في مهمتها.
وتعهد بتوفير الحماية اللازمة للمدنيين داخل سوريا، مع التأكيد في الوقت نفسه على أن الحكومة لن تتمكن من أن تنشط في كل المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام.
وشكر المملكة العربية السعودية لدعمها الشعب السوري كما شكر قطر وتركيا ودول الخليج وليبيا لتقديمها المساعدة للمعارضة. وقال: «حكومتنا الانتقالية ستمهد الطريق للعودة إلى سوريا، وسنخوض معركتنا على كل المستويات».
وأضاف في كلمته التي وجهها للسوريين من إسطنبول: «سنبذل قصارى جهدنا لإعادة إعمار سوريا، وسنحترم كل المواثيق والعهود الدولية».
وسألته «الشرق الأوسط» عما إذا كان يخطط لإلقاء كلمة للسوريين من داخل المناطق المحررة، فقال: «قد يكون ذلك قريبا جدا».
وتثار أسئلة كثيرة حول التأثير الفعلي لهذه الحكومة التي ستواصل عملها من الأراضي التركية، بينما يسيطر النظام السوري على معظم مراكز المدن السورية. وقال طعمة لـ«الشرق الأوسط» إن «سلطة النظام تتراجع ولا تتقدم، وهذه الحكومة تعني أنه أصبح للثورة مؤسساتها وستنتقل للمناطق المحررة قريبا».
وتعيش «المناطق المحررة» مثل حلب وإدلب حالة من الفوضى وسط هجرة أغلب مثقفيها وسياسييها الذين اختاروا الاستقرار في مدن تركية قريبة مثل غازي عنتاب التي تتركز فيها معظم المؤسسات الإغاثية والسياسية التابعة للائتلاف السوري المعارض.
ويقول وزير الاتصالات في الحكومة محمد ياسين النجار، ويتحدر من مدينة حلب، إن تشكيل الحكومة هو الخطوة الأولى لنقل الثورة من حالة الفوضى إلى حالة مأسسة الثورة. ويضيف: «كان الكل يشتغل بكل شيء.. الآن سوف يكون لكل وزير هيكله الإداري الخاص».
وحول مؤتمر «جنيف 2» الذي يشكك كثيرون في جدوى المشاركة فيه في ظل تعنت النظام وعدم وجود ضمانات برحيل الأسد، لمح رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة إلى أنه يدرك أن اشتراط رحيل الأسد للمشاركة في المؤتمر لم يعد أولوية للقوى الدولية الراعية للمؤتمر. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا ثلاث أولويات، أهمها فتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات للمناطق المحاصرة، ثانيا إطلاق سراح المعتقلين، وثالثا تشكيل جسم حكومي انتقالي».
ولكن أحمد رمضان، وهو أحد أبرز أعضاء الهيئة التنفيذية في الائتلاف السوري، يرى أن النظام السوري سيسعى لإفشال مؤتمر جنيف بغطاء روسي – إيراني، وأن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية.
ورمضان الذي قضى أكثر من 20 عاما في المنفى قضاها بين لندن والعراق وبيروت، يعتقد أن البديل سيكون هو «العودة للداخل». ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام السوري يراوغ، ولن يقبل بسهولة بتسليم السلطة لهيئة انتقالية، لذلك فإن استمرار الثورة السورية في الداخل هو الوحيد الذي سيجبر النظام على الرحيل».
النظام «يقضم» مناطق جنوب دمشق لتأمين العاصمة.. ورقعة القتال تتسع في حلب
سيطر على الحجيرة.. ومقاتلو «الحر» يلبون إعلان «النفير العام»
بيروت: نذير رضا
حذر ناشطون سوريون، أمس، من سيطرة القوات النظامية على بلدات دمشق، واحدة تلو أخرى، بعد استرجاعها أمس منطقة الحجيرة (جنوب دمشق)، مدعومة بمقاتلين من لواء «أبو الفضل العباس» العراقي. وتزامن هذا التقدم مع معارك ضارية في حلب، بينما أقرت المعارضة السورية في الشمال والكتائب الإسلامية المقاتلة بتقدم القوات النظامية في ريف المدينة، رغم إعلانها «النفير العام» لمواجهة التقدم.
وأكدت مصادر المعارضة في جنوب دمشق، سيطرة القوات النظامية على بلدة الحجيرة المتاخمة لمنطقة السيدة زينب في ريف دمشق، مشيرة إلى أن البلدة «شهدت قبل السيطرة عليها عمليات كر وفر، حيث حاول (الجيش الحر) صد هجوم واسع النطاق تصدره مقاتلو لواء (أبو الفضل العباس) ومقاتلون من حزب الله اللبناني».
وأوضح عضو مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق أحمد الخطيب، لـ«الشرق الأوسط»، أن القوات النظامية «تتقدم ببطء، لكنها تسيطر على المناطق واحدة تلو الأخرى في جنوب دمشق، بعد سيطرتها على منطقة سبينة والذيابية والحسنية في المحيط نفسه»، لافتا إلى أن الحجيرة «شهدت أمس معارك كر وفر، وباتت ساحة معركة محتدمة، قبل تقدم القوات النظامية للسيطرة عليها».
وتواصلت الاشتباكات أمس في منطقة حي المشتل وأطراف يلدا وبيت سحم، وسط قصف شنته القوات النظامية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «القوات النظامية، المدعمة بعناصر حزب الله ولواء (أبو الفضل العباس)، تمكنت من السيطرة على حجيرة بشكل كامل». وأعلن فصيل «جيش الإسلام» المعارض إطلاقه عشرات الصواريخ من نوع «غراد» على مقرات حزب الله في منطقة السيدة زينب لتخفيف الضغط عن المقاتلين في المنطقة الجنوبية للعاصمة.
وقلل الخطيب من أهمية السيطرة على المنطقة، قائلا إنها «ليست آخر نقاط التماس مع دمشق، بحكم سيطرة المعارضة على مواقع وبلدات محاذية لها، مثل البويضة والتضامن ويلدا والحجر الأسود»، مشيرا إلى أنها «منطقة صغيرة تخلو من الأهمية الاستراتيجية، لأنها ليست صلة وصل بين المواقع».
وحذر الخطيب من أن الوضع في جنوب دمشق «سيئ جدا»، مشددا على أنه «إذا لم يكن (الجيش الحر) يمتلك خطة قتالية لإنقاذ المناطق وإيقاف النظام عن التقدم، فإن المناطق ستسقط بلدة تلو الأخرى». وأشار إلى أن هذه المناطق «تعاني وضعا إنسانيا بالغ الصعوبة، بفعل الحصار المطبق عليها»، لافتا إلى أن أعمال الإغاثة في هذه المناطق «صعبة للغاية، وقد منعت القوات النظامية منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية من إدخال المواد الغذائية أو إخراج المدنيين من مدن جنوب دمشق المحاصرة، مثل الحجر الأسود الذي شهد اليوم (أمس) وفاة طفل فيه جوعا، كذلك مخيم اليرموك والمعضمية».
ويبدو أن القوات الحكومية تمارس سياسة «قضم» المناطق في جنوب دمشق، وتسيطر تلك القوات على مداخل بعض البلدات، وتطبق الحصار عليها، مثل ببيلا وعقربا المتاخمتين للعاصمة، وتتقاسم مع المعارضة السيطرة على مناطق في عقربا وحي القدم الملاصق لمنطقة كفرسوسة، كذلك المعضمية وداريا المتاخمين لمطار المزة العسكري. إضافة إلى ذلك، تسيطر المعارضة بشكل كامل على أحياء الحجر الأسود ويلدا والتضامن المتاخمة لجنوب دمشق ومنطقة السيدة زينب التي تسيطر عليها القوات الحكومية. وتنتشر في يلدا، بحسب مصادر المعارضة، «كتائب الصحابة» و«ألوية الفرقان» و«المحكمة الشرعية»، وهي كتائب معارضة في المنطقة.
وبينما تمارس القوات النظامية استراتيجية القضم لجنوب دمشق، تبقى مناطق الغوطة الشرقية وخطوط تماسها مع العاصمة في قبضة المعارضة، وتحديدا في مناطق المليحة وعين ترما وجوبر والقابون التي يشهد معارك بين القوات النظامية والمعارضة منذ شهرين، كذلك حي برزة.
وقال «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» إن المعارضة فجرت سيارة مفخخة في تجمع للقوات الحكومية بحي التضامن في دمشق، مما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص وإصابة آخرين. أما في ريف دمشق، فذكرت «شبكة سوريا مباشر» أن «الجيش الحر» استهدف «بسيارة مفخخة» مبنى تتمركز فيه القوات الحكومية في محيط حاجز حي سيدي مقدادا، من دون ورود أنباء عن سقوط قتلى.
في غضون ذلك، تواصلت المعارك الطاحنة بين القوات النظامية ومقاتلين إسلاميين، بينهم جهاديون، في ريف حلب بشمال سوريا، حيث يحاول النظام تحقيق مزيد من التقدم، في وقت أعلن مقاتلون متشددون «النفير العام» لمواجهته. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «القوات النظامية مدعمة بضباط من حزب الله وقوات (الدفاع الوطني) اشتبكت مع المقاتلين»، في محاولة نظامية للسيطرة الكاملة على طريق حلب – السفيرة، وهي المدينة الاستراتيجية التي استعادها النظام نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتقع تل حاصل على بعد نحو 12 كلم من السفيرة. وتأتي محاولة السيطرة على البلدة بعد أيام من استعادة النظام بلدة تل عرن القريبة منها، والواقعة كذلك على طريق السفيرة – حلب.
وأكد المركز الإعلامي السوري أن المعارك تتركز على 3 جبهات في ريف حلب وسط قصف مدفعي من قبل القوات الحكومية، في وقت يشهد محيط الجامع الأموي (وسط المدينة) قتالا «عنيفا»، في حين أعلنت حركة «أحرار الشام» الإسلامية «وصول تعزيزات عسكرية من الحركة وفصائل أخرى إلى جبهة حلب»، وذلك بعد إعلان الفصائل المعارضة المقاتلة النفير العام في حلب وريفها. وكانت المهلة التي حددتها الفصائل المقاتلة للالتحاق بجبهة حلب وفق النفير العام الذي أعلنته أول من أمس، انتهت أمس.
خلافات كردية ـ كردية تلقي شكوكا على «صمود» الإدارة الذاتية
الائتلاف يعدها «معادية».. وقيادي كردي يرى أنها لا تعني الانفصال أو حكما ذاتيا
أربيل: شيرزاد شيخاني * بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»
لم تمض سوى ساعات قليلة على إعلان تشكيل الإدارة الذاتية بالمناطق الكردية الخارجة عن سيطرة النظام السوري، شمال شرقي البلاد، أو ما يسمى «غرب كردستان»، حتى دب الخلاف بين الأطراف الكردية هناك، مما يلقي بظلاله على صمود تلك «الإدارة الذاتية» وفاعليتها. فمن شارك في الإعلان عنها (أول من أمس) بارك الخطوة وعدها «إنجازا قوميا مهما» سيدشن لتشكيل كيان كردي إداري مستقل على غرار تجربة إقليم كردستان العراق، ومن أقصي أو امتنع عن المشاركة وجه إلى القائمين عليها تهما بـ«الانفرادية والتسلط والتوجه الديكتاتوري». ودخل الائتلاف السوري المعارض على الخط، عادا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي أعلن عن الإدارة المحلية «تنظيما معاديا للثورة السورية».
وبين هذا الموقف وذاك يبدو أن هناك ارتياحا شعبيا كرديا من الخطوة خاصة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والخدمية بالمنطقة التي خرجت منذ أكثر من سنة عن قبضة النظام الحاكم بدمشق.
فالإدارة الذاتية أعلنت من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (بي واي دي) أكبر الأحزاب الكردية والذي يسيطر على الوضع الداخلي بالمناطق الكردية، والذي يعتقد البعض أنه الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي المحظور. ويمتلك «بي واي دي» جيشا موحدا تحت اسم «لجان الحماية الشعبية» التي تتولى محاربة القوى الإسلامية المتطرفة الممثلة بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من جهة، وتعمل على تنظيم الوضع الأمني الداخلي من جهة أخرى، عبر ما يعرف بمجاميع «الآسايش» على غرار القوات الأمنية المحلية بكردستان العراق.
وبحسب شلال كدو، القيادي بحزب اليسار الديمقراطي الكردي السوري، أحد المنضمين إلى الإدارة المؤقتة، فإن هذه الإدارة «ستمهد لإجراء انتخابات برلمانية قريبة يتمخض عنها تشكيل أول حكومة محلية تدير شؤون المنطقة بعيدا عن سلطة المركز بدمشق».
ويضيف كدو لـ«الشرق الأوسط»: «إننا والحزب اليساري الكردي انضممنا إلى هذه الإدارة شعورا منا بكونها خطوة تاريخية مهمة ستمهد لتشكيل حكومة محلية وبرلمان منتخب، وجاءت الفكرة بعد أشهر طويلة من المشاورات والمباحثات المركزة بين عدة أطراف، جاء من جاء، وامتنع من امتنع، ولكننا بالإدارة الجديدة سنواصل جهودنا مع بقية الأطراف المقاطعة للانضمام إلى الإدارة الذاتية التي تهدف إلى تحقيق شراكة حقيقية بإدارة شؤون مناطقنا». وأضاف: «هذه الإدارة لا تعني الانفصال أو إعلان الحكم الذاتي ولا تأسيس إقليم منفصل، ولكنها إدارة هدفها إملاء الفراغ الحاصل بإدارة المنطقة، فمعلوم أن انسحاب النظام وأجهزته وإدارته من المناطق الكردية أحدث فراغا هائلا أثر على الأوضاع المعيشية للسكان، ولذلك لم نجد بدا من إملائه بإعلان هذه الإدارة الذاتية».
وحول ما إذا كانت هذه الخطوة لقيت دعما من قيادة إقليم كردستان أو العراق أو أي جهة إقليمية أو دولية أخرى، قال كدو: «هذا شأن داخلي لا يحق لأي طرف أن يتدخل فيه، ونحن بالأساس لا نحتاج إلى موافقة من أحد، هناك ملايين الناس يحتاجون إلى تنظيم شؤونهم الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية، وكنا مضطرين تحت الضغط الشعبي لتشكيل هذه الإدارة التي سنعمل على تقويتها لتتمكن من الثبات وتحمل مسؤولياتها القادمة وفي مقدمتها تنظيم انتخابات برلمانية وتشكيل حكومة محلية».
بالمقابل، يرى علي شمدين العضو القيادي بالحزب التقدمي الديمقراطي الذي يقوده السياسي الكردي المخضرم عبد الحميد درويش، أن «انفراد حزب الاتحاد الديمقراطي بقيادة هذه الإدارة سيفرغ من محتوى وأهمية مثل هذه الإدارة، لأننا بحاجة إلى توحيد المواقف والجهود في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ شعبنا والسوريين». وتابع: «كمبدأ نحن لسنا ضد تشكيل أي كيان أو هيئة تتولى تنظيم شؤون المواطنين وتملأ الفراغ الحاصل بالسلطة، ولكننا لن نقبل بتفرد جهة واحدة بإدارة السلطة، ونعتقد أن العودة إلى روح اتفاقية هولير (أربيل) والعمل على تنفيذ بنودها هي الضمانة الأساسية لتوحيد صفوف الشعب الكردي بسوريا، ويمكن من خلال الجهد والموقف المشترك أن نشكل إدارة تحظى برضا وموافقة جميع الأطراف».
وكشف شمدين عن أن حزبه انضم إلى الائتلاف الوطني السوري، ولا يريد أن يتصادم مع حزب الاتحاد الديمقراطي، لكنه يختلف معه بشأن موضوع الإدارة. ونفى التصريحات التي أدلت بها قيادات بحزب الاتحاد الديمقراطي حول مشاركة أحزاب المجلس الوطني الكردي بتلك الإدارة. وقال: «هناك فقط حزبان انضما إلى الإدارة وهما حزب اليسار الديمقراطي بقيادة صالح كدو والحزب اليساري فقط، أما بقية الأحزاب المنضوية تحت راية المجلس الوطني فإنها متفقة على ضرورة الالتزام باتفاقية هولير».
ويتوقع أن تشارك أحزاب المعارضة الكردية السورية بمؤتمر «جنيف 2» الخاص بالسلام في سوريا، لكن شلال كدو أشار في تصريحه إلى أنه إذا «وجهت دعوات متعددة للأطراف الكردية فإننا سوف نشارك بوفود متعددة، أما إذا كانت هناك دعوة واحدة للكل فسنتشاور مع بقية الأطراف لتشكيل وفد موحد يتمثل فيه جميع الأطراف».
وفي غضون ذلك، عد الائتلاف السوري المعارض حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي «تنظيما معاديا للثورة السورية» بعد إعلانه الأخير عن تشكيل «الإدارة المدنية الانتقالية لمناطق غرب كردستان – سوريا».
وأضاف في بيان أمس أن هذه الإدارة «تمثل تحركا انفصاليا يفصم أي علاقة للتنظيم بالشعب السوري المناضل للوصول إلى دولة سورية موحدة ومستقلة وحرة وخالية من الاستبداد وذات سيادة مطلقة على أراضيها».
وعد الائتلاف أن الحزب بات «تشكيلا داعما لنظام (الرئيس بشار) الأسد، وعاملا من خلال جناحه العسكري المعروف باسم قوات الحماية الشعبية الكردية، ضد مصالح الشعب السوري ومبادئ ثورته».
وانتقدت المعارضة السورية في بيانها محاربة قوات الحماية «كتائب وألوية الجيش الحر وافتعال أزمات تسعى لتشتيت جهودها»، وامتناعها «عن محاربة النظام في عدة جبهات».
وبموجب الإدارة المحلية، تقسم المنطقة الكردية في سوريا إلى ثلاث مناطق يكون لكل منها مجلسها المحلي وممثلون في المجلس الإقليمي العام.
وتدير المناطق الكردية في شمال سوريا مجالس كردية محلية منذ انسحبت منها قوات النظام السوري في منتصف 2012. وعد هذا الانسحاب تكتيكيا بهدف تشجيع الأكراد على عدم التحالف مع مسلحي المعارضة.
ويمثل الأكراد نحو 15 في المائة من سكان سوريا البالغ عددهم 23 مليون نسمة.
من ناحيته، قال أستاذ العلاقات الدولية، المتابع للشأن السوري، الدكتور سامي نادر لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا الإعلان إشارة واضحة إلى أن سوريا بحدودها الجغرافية المعروفة في السابق لم تعد قائمة، ولا سيما أن إعلان الأكراد حكمهم الذاتي جاء وسط صمت دولي يشبه التأييد». ولاحظ أنه «حتى الجانب التركي الذي من المفترض أن ينتقد هذه الخطوة لم يبد أي اعتراض وكأن هناك قبولا لعملية هندسة سوريا ولو بطريقة غير رسمية».
الحواجز الأمنية في المناطق النظامية والمحررة تهدد حياة السوريين
«داعش» تعتقل الأكراد «على الهوية».. وعصابات تفرض «إتاوات» مالية
بيروت: «الشرق الأوسط»
سعت القوات النظامية، منذ بدء الحراك الشعبي في سوريا، إلى تقطيع المدن والقرى بالحواجز الأمنية لتسهيل اعتقال المعارضين والناشطين، لكن تطور الصراع واتخاذه منحى عسكريا، دفع بالكتائب المعارضة إلى وضع حواجز في المناطق التي تسيطر عليها، فيما برزت حواجز للتنظيمات الإسلامية وأخرى لقطاع الطرق واللصوص. وانعكس ذلك على حياة السوريين؛ إذ لم يعد سهلا أن يتنقل المواطن العادي من مدينة إلى أخرى دون أن يعرض حياته للخطر.
وتتخذ بعض هذه الحواجز طابعا طائفيا، فلا يجرؤ المواطنون السوريون المنتمون إلى الطائفة السنية على المرور على حاجز قرية المشرفة، قرب تلكلخ بريف حمص، حيث يقيم عناصر ما يعرف بـ«اللجان الشعبية» من العلويين حاجزا ضخما يعتقلون فيه المارين بناء على هويتهم الطائفية. وقال الناشط السوري أبو غازي الحموي لـ«الشرق الأوسط»، إن «أفراد عائلتين سنيتين، على الأقل، قتلوا على هذا الحاجز»، الذي تسبب في «احتقان طائفي في المنطقة كلها»، على حد تعبيره. والشيء نفسه بالنسبة للعلويين المارين في حواجز الجماعات المسلحة.
وإلى جانب الحواجز الطائفية، تنتشر في مختلف المدن والبلدات السورية حواجز لقطاع الطرق واللصوص الذين يفرضون «إتاوات» مالية على السوريين كي يسمحوا لهم بالمرور. ويوضح الحموي أن «عددا من العصابات ينتشر على الطرق العامة ويفرض على المارين دفع مبالغ مالية تبدأ بخمسة آلاف ليرة سورية (نحو 30 دولارا) وتصل إلى 25 ألفا». ويحمل الحموي «النظام السوري مسؤولية وجود هؤلاء اللصوص لأنه أطلق سراح أعداد كبيرة من المجرمين وتجار المخدرات عبر مراسيم رئاسية، فعمدوا إلى متابعة إجرامهم ضد المدنيين الأبرياء».
وإذا كانت حواجز قطاع الطرق تهدف إلى ابتزاز المواطنين ماليا كي تسمح لهم بالمرور، فإن التنظيمات الإسلامية لا سيما «دولة العراق والشام الإسلامية (داعش)» تعتقل عند حواجزها الصحافيين والناشطين المدنيين بتهم تتراوح بين «الكفر» و«معاداة الإسلام». وكان آخر المعتقلين المصور زياد الحمصي.
وفي المناطق الشرقية والشمالية، حيث يحتدم الصراع بين الكتائب الكردية والمقاتلين الإسلاميين المنتمين إلى «داعش»، يؤكد الناشط الكردي ميرال أمادوا لـ«الشرق الأوسط» أن «المواطنين الأكراد يعتقلون على حواجز (داعش) بناء على انتمائهم الكردي»، مشيرا إلى أن «هذا الأمر دفع بالكتائب الكردية، لا سيما تلك التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، إلى إعداد قوائم بأسماء الأشخاص المنتمين إلى (دولة العراق والشام الإسلامية) بهدف اعتقالهم على حواجزهم».
أما الحواجز النظامية، فكانت ممارساتها تقتصر على قطع عدد من جنودها شوارع معينة، لكنها باتت بعد تعرضها لضربات من المعارضة عبارة عن ثكنات عسكرية صغيرة، تحتوي على مدرعات ودبابات وأسلحة ثقيلة، إضافة إلى عدد كبير من العسكريين وتجهيزات تفتيش متطورة. ويدقق العناصر المنتشرون على الحواجز النظامية في البطاقات الشخصية للمارين، إضافة إلى تفتيش السيارات تفتيشا كاملا، وقد يمتد أحيانا طابور السيارات المتوقفة مسافة نصف كيلومتر، مما يسبب أزمة حقيقية للمواطنين.
وتعد القوات النظامية قوائم بأسماء المعارضين للنظام لاعتقالهم «لحظة مرورهم على الحاجز»، وفق ما يؤكده ناشطون معارضون، موضحين أن «مهمة هذه الحواجز لم تعد اعتقال الناس فقط، بل تطورت إلى قصف المناطق المجاورة للحاجز بالأسلحة الثقيلة الموجودة فيه».
وغالبا ما تستهدف قوات المعارضة الحواجز النظامية الاستراتيجية؛ إذ حققت تقدما في الآونة الأخيرة في بلدة المليحة بريف دمشق عبر تحرير حاجز معمل تاميكو، الذي يعد العقبة الرئيسة بين الغوطة المحاصرة والمناطق التي يسيطر عليها النظام في دمشق من ناحية مدينة جرمانا. وللحواجز النظامية في سوريا مهمة أخرى غير التفتيش عن المتفجرات والسلاح واعتقال المطلوبين للأجهزة الأمنية؛ إذ يمنع عناصر هذه الحواجز إدخال الغذاء والمواد الطبية والإغاثية إلى المدن والأحياء المحاصرة.
النروج تعد بمساعدة لوجستية ومالية لتدمير الكيماوي السوري
أوسلو – أعلنت النروج، اليوم الخميس، أنّها ستقدّم مساعدة لوجستية ومالية لتدمير الترسانة الكيماوية السورية، وهي عمليةٌ رفضَ هذا البلد أن تتمّ على أراضيه.
والتزمت أوسلو تقديم سفينة نقل مدنيّة للمساهمة في نقل الأسلحة الكيماوية السورية إلى مكان تدميرها، إضافة إلى فرقاطة عسكرية لمواكبة السفن.
ووعدت أيضاً بمساعدة تصل إلى تسعين مليون كورونة (10,8 ملايين يورو) للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية لإنجاز هذه المهمة.
وفي 25 تشرين الأوّل/أكتوبر، أعلنت الحكومة النروجية رفضها، بالتفاهم مع واشنطن، طلباً أميركيّاً لتدمير الترسانة الكيماوية السورية على أراضيها، وعزت هذا الموقف إلى ضيق الجدول الزمني وعدم وجود الخبرة والبنى التحتية الملائمة. ودُعيت دول أخرى بينها ألبانيا وفرنسا وبلجيكا إلى تدمير هذه الترسانة على أراضيها.
ووفق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2118 الصادر في أيلول/سبتمبر، ينبغي تدمير كامل الترسانة الكيماوية السورية المقدّرة بألف طنّ قبل 30 حزيران/يونيو 2014.
ومن المقرّر أن تعتمد منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، الجمعة، جدولاً زمنيّاً لتحقيق هذا الهدف.
معارك عنيفة بريف دمشق وتقدم للثوار بحلب
قال ناشطون إن القوات النظامية السورية تشن غارات مكثفة وقصفا مدفعيا على عدة بلدات بريف دمشق تحاول السيطرة عليها حيث تدور اشتباكات مع عناصر الجيش الحر, كما أعلن الثوار تقدمهم بريف حلب, بينما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 44 قتيلا بمناطق سورية مختلفة.
وقال الناشطون إن قوات النظام تشن غارات جوية مكثفة على معضمية الشام بريف دمشق، التي تتعرض كذلك إلى قصف مكثف من مقر الفرقة الرابعة ومطار المزة العسكري, حيث تحاول قوات النظام اقتحام البلدة لكنها تلقى مقاومة من كتائب المعارضة المسلحة.
كما سجلت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في عدة أحياء من العاصمة دمشق، منها برزة والقابون وجوبر, وقال ناشطون إن قذيفتي هاون سقطتا قرب المسجد الأموي، إحداهما قرب المدرسة العادلية والأخرى قرب سوق العصرونية وتحدثت الأنباء عن سقوط بعض الجرحى جراء القذيفتين.
وقصف الطيران الحربي بلدة يبرود والطرق المؤدية إلى لبنان في منطقة جبال القلمون, كما قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات بيت سحم والزبداني ورنكوس وداريا ويلدا وببيلا وعربين, وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية, بينما سجلت اشتباكات عنيفة على أطراف بلدة بيت سحم وببيلا بريف دمشق الجنوبي بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بقوات من حزب الله اللبناني ولواء أبو الفضل العباس وفق الناشطين.
قصف واشتباكات
وقد واصلت القوات النظامية قصفها لعدة مناطق في سوريا، حيث قصف الطيران الحربي منطقة المعامل قرب اللواء80 بحلب, وقصف بالدبابات والمدفعية أحياء أقيول والجزماتي والشعار, ومدينة الباب وبلدات ماير وعنجارة وجبل معارة الأرتيق بريف حلب، حيث تدور اشتباكات عنيفة.
وأعلنت قوات المعارضة سيطرتها على قرية عبيدة قرب خناصر بريف حلب, وقالت إن الثوار هاجموا فجر اليوم الخميس في عملية مشتركة قرى القرابطية وعبيدة وحجيرة بريف حلب الجنوبي، ضمن عملية مفاجئة.
وأضافت المصادر أن قوات المعارضة تمكنت إثر هذه العملية من السيطرة على قرية “عبيدة” قرب خناصر، وكبدت قوات النظام خسائر بشرية ومادية، إضافة إلى تدمير دبابتين وإعطاب مدفع خلال المعارك التي استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة.
وفي حمص وريفها قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة بلدات الدوير والدار الكبيرة وعدة مناطق بالريف الشمالي، وسط اشتباكات عنيفة قرب قرية الدوير.
وتعرضت مناطق طريق السد ومخيم درعا ودرعا البلد بمحافظة درعا إلى قصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة, بينما سجلت اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر على أطراف حي طريق السد, وعلى الجبهة الشرقية لمدينة إنخل بريف درعا بين الجيش الحر وقوات النظام.
وقال الناشطون إن قصف قوات النظام استهدف كذلك عدة بلدات ومناطق بمحافظات حماة ودير الزور وإدلب والرقة والقنيطرة, وسجلت اشتباكات بين القوات النظامية وقوات المعارضة بعدة جبهات في هذه المحافظات.
قتلى
في الأثناء قال المركز الإعلامي السوري إن عشرين جنديا نظاميا قتلوا في اشتباكات مع الجيش الحر في بلدة عتمان بريف درعا, بينما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 44 قتيلا اليوم الخميس بسبب القصف والاشتباكات في مناطق مختلفة من سوريا.
وقالت الشبكة إن أغلب القتلى سقطوا في محافظة حلب وريفها، حيث سجلت مقتل 23 شخصا منهم مقاتلون من الجيش الحر ومدنيون سقطوا بسبب القصف العشوائي.
وأضافت الشبكة أن بقية القتلى سقطوا في محافظات سورية مختلفة, ويتوزعون إلى 7 قتلى بكل من حمص ودمشق وريفها, وقتيلين بكل من حماة ودرعا والرقة وقتيل واحد بمحافظة اللاذقية.
وصول جثة القيادي بميليشيا أبو الفضل العباس إلى النجف
قتلى وجرحى بسبب سقوط قذائف هاون على أحياء دمشق القديمة
دبي – قناة العربية
وصلت جثة عباس حسين رضا، القيادي في مليشيا لواء أبو الفضل العباس في سوريا, إلى محافظة النجف جنوب العراق.
تنشط هذه الكتيبة العراقية، في المعارك الدائرة في سوريا، مسانِدة للنظام وحزب الله، وكانت الهيئة العامة للثورة السورية أعلنت، مقتل عباس رضا، في دمشق، إضافة إلى أسر عدد من العناصر الإيرانية وقتل 20 عنصرا من مقاتلي النظام.
وفي سياق منفصل قتل 3 أشخاص وأصيب 22 آخرون إثر سقوط قذائف هاون وانفجار عبوتين ناسفتين في أحياء تقع في دمشق القديمة على مقربة من المسجد الأموي في دمشق.
يأتي هذا فيما تتواصل المعارك بين قوات النظام والجيش الحر في مدينة حلب.
ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ليوم الخميس 44 قتيلا في محافظات سورية مختلفة ، معظمهم في حلب ، بينهم 5 أطفال و3 سيدات و3 شهداء تحت التعذيب و6 من الجيش الحر.
بوتين يتصل بالأسد ويشيد باستعداده لإرسال وفد لجنيف
المحادثة تناولت تفكيك الترسانة الكيمياوية السورية والوضع الإنساني في البلاد
موسكو – فرانس برس
أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى، اليوم الخميس، اتصالاً هاتفياً مع نظيره السوري بشار الأسد.
وأوضح الكرملين في بيان أن المحادثة التي جرت “بمبادرة من الجانب الروسي تناولت الإعداد لمؤتمر جنيف 2 وتفكيك الترسانة الكيمياوية السورية والوضع الإنساني في البلاد.
وأشاد الرئيس الروسي باستعداد الأسد لإرسال وفد لمؤتمر جنيف وبتعاونه في نزع الأسلحة الكيمياوية.
ولم يذكر الكرملين تفاصيل كثيرة لكنه قال إن بوتين حثه على أن تبذل الحكومة السورية كل ما بوسعها لتخفيف معاناة المدنيين، وإنه قدم “تقييماً إيجابياً” لاستعدادها إرسال وفد للمشاركة في محادثات السلام المقترحة.
وقال المكتب الإعلامي للكرملين إن بوتين عبر عن قلقه إزاء ما وصفه باضطهاد المتشددين في سوريا للمسيحيين وغيرهم من الأقليات الدينية.
سوريون سقطت أسماؤهم الحقيقية وتقمصوا أسماء بالثورة
الظروف فرضت نوعاً من الضرورة الأمنية الدائمة على العاملين في مجالات الثورة
حمص – يزن الحمصي
مجتمع الحصار هو تجربة إنسانية نادرة الحدوث، فلا توجد قصص كثيرة عن مناطق عُزلت بشكل كامل عن محيطها الطبيعي في الحياة المدنية لمدة 500 يوم وما يزيد على ذلك.
مجتمع جديد ذو صفات خاصة، ضمّ خليطاً متنوعاً من مجتمعات مختلفة وأحياء مختلفة، جمعها الهدف الواحد في مجابهة النظام بكل قدرة ممكنة.
على اختلافهم وجدوا أنفسهم في ضرورة العمل لاستمرار الحياة، بعضهم تكفل بحمل السلاح والذود عن حدود المنطقة المحاصرة، وآخرون تكفلوا بالأعمال المدنية من إطعام وإغاثة وتأمين المياه والكهرباء والمشافي وغيرها.
ليعمل العسكري والطبيب، والنجار والحداد، والمزارع والتاجر، والمحاسب والميكانيكي والمصوّر في دائرة متكاملة يكمل أحدهم الآخر.
ظروف الثورة فرضت نوعاً من الضرورة الأمنية الدائمة على العاملين في مجالات الثورة المختلفة للتخفي بأسماء وهمية خوفاً من اعتقال أو مضايقة عوائلهم في الأحياء التي لاتزال في قبضة العصابة الأمنية، فلم يعمل بعلنية ظاهرة إلا من اضطر لذلك لخدمة الثورة وتحقيق مصالحها، ليستمر الوضع على حاله حتى بدأت تتشكل دائرة الحصار وأصبحت الأحياء الثائرة قبل أن تصبح محاصرة مكاناً لتجمع الثوار من مختلف اختصاصاتهم كمقاتلين أو إعلاميين أو أطباء.
وفرضت دائرة الحصار على الجميع تعاملاً مباشراً بشكل يومي بين جميع المحاصرين، فأصبحت الألقاب تظهر لتفريق فلان عن فلان لتقليل الارتباكات والأخطاء من هذا النوع، فكان أول الأسماء وفقاً للأحياء أو القرية أو المدينة، فمثلاً: “سامر باب السباع لانتمائه لحي باب السباع، وأبوخالد كرم الزيتون.. ومحمد الخالدية.. حدو الديري، ياسر الحلبي” وهذا بشكل عام.
وأما بين المقاتلين فكانت الصفة الغالبة لهم وفق انتمائهم للكتيبة “أحمد الفاروق لانتمائه لكتيبة الفاروق، وأبوياسين الأتباعي لانتمائه لكتيبة أتباع الرسول، وأبوعمر الأنصاري لانتمائه لكتيبة الأنصار”.
أو وفق تمرّسهم في العمل على سلاح معين ليرتبط اسم ذاك المقاتل بتخصصه على السلاح “أبومحمد رشاش، وأحمد هاون، رياض القناص، أبوحمزة 12 ونص …أبوأحمد دبابة” كما هي حال العاملين في الإعلام التي ارتبطت أسماؤهم غالباً في الأحياء التي عملوا فيها أو نسبة الى التنسيقيات والهيئة الثورة التي عملوها فيها، “صفا الخالدية – أبومحمد شام – لعمله في شبكة شام- حسين الهيئة – لعمله مع الهيئة العامة”.
لتبقى الألقاب التي سمّي بها الآخرون في باقي المجالات أكثر حرية متصلة بعمل يومي اشتهروا بالقيام به أو فعل معين أو حتى عبارات ارتبطت بشخصية صاحب الاسم “يامن مولدة – أسامة طبية – أبوياسر الحداد.. أبوربيع الفران، أبوسعيد الله يتوب عليه”.
أسماء وألقاب جديدة أتت لترافقهم في حياتهم الجديدة التي اختروا فيها أكثر خطواتها، لتظهر فجأة ذاكرة حياتهم السابقة عند استشهاد أحدهم، لتكشف أسماؤهم الحقيقة وألقاب عوائلهم، فمن يعرفها في الحصار فقط الأصدقاء المقربون والمعارف من حياة ما قبل الثورة.. لتسقط في عالمهم الجديد وتبقى ذكراهم ملتصقة بأسمائهم الجديدة.
قيادي في حزب الله: لولا تدخلنا لسقط الأسد في ساعتين
قال لصحيفة “تايمز”: حزب الله سيقاتل مع النظام السوري محتفظاً بالوصاية والتخطيط
دبي – قناة العربية
نقلت صحيفة “تايمز” البريطانية تصريحات عن أحد قادة حزب الله إنه لولا وقوف الحزب مع نظام الأسد لكان سقط في غضون ساعتين.
وأضاف أن الحزب اتخذ قراره بناء على أنه من غير المقبول أن يسقط النظام في سوريا في أيدي الثوار، لأنه بذلك سيكون الحزب محاصراً بالأعداء في سوريا.
وأشار إلى أن الحزب سيساعد النظام في القصف والغارات الجوية متى تطلب الأمر، مع الاحتفاظ بحق الوصاية وتسيير الجيش السوري ضمن خطط حزب الله اللبناني.
وفي آخر التطورات الميدانية، قالت مصادر في المعارضة السورية إن قوات النظام تمكنت من إحراز تقدم عسكري في ريف حلب، فيما شهد محيط المطار والأكاديمية العسكرية اشتباكات عنيفة.
المعارضة السورية دعت إلى نفير عام للتصدي للهجوم الذي تتعرض له المدينة.
وفي دمشق يواصل جيش النظام قصف الأحياء الجنوبية من المدينة بعدما تمكن من السيطرة على بلدة الحجيرة.
تقدم قوات النظام في كل من حلب ودمشق ينذر بخطورة الموقف العسكري لقوات المعارضة، والخوف من اندلاع معارك شديدة قد تشهدها الأيام المقبلة.
الجيش السوري يعزز تقدمه في حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
توالت دعوات مسلحي المعارضة السورية، إلى حشد الدعم بين فصائلها، لوقف هجوم قوات الجيش السوري على حلب بعد تمكن الجيش السوري من السيطرة على مدينة السفيرة، وقاعدة اللواء 80، وطرق استراتيجية أخرى.
من جهة أخرى، تضاربت الأنباء الواردة من المعارضة المسلحة والجيش السوري، بشأن السيطرة على مطار حلب الدولي.
واشتدت حدة القصف على المدينة التي تسيطر المعارضة على أجزاء منها.
وقال مصدر ميداني إن القيادي في لواء التوحيد التابع للجيش الحر “أبو الطيب” قتل، بينما أصيب قادة آخرين بجروح وذلك في غارة للطيران الحربي على مدرسة المشاة صباح الخميس، حيث كان يعقد أحد الاجتماعات لقيادة اللواء.
واضاف المصدر أن كلاً من القائد العسكري للواء التوحيد عبد القادر الصالح والقائد العام عبد العزيز السلامة بصحة جيدة، إلا أنهما تعرضا لإصابة خفيفة.
من جهة أخرى، قالت شبكة شام إن الجيش الحر استهدف بقذائف الهاون، الخميس، عناصر من حزب الله والقوات الحكومية في جبل معارة الأرتيق بريف حلب شمالي البلاد.
كما قال ناشطون إن فصائل المعارضة قصفت “مقر الحسينية” التابع لعناصر حزب الله ولواء أبوالفضل العباس في حي الإذاعة بحلب، كما استهدفت مقرات القوات الحكومية في حي سيف الدولة.
وذكر ناشطون أن الجيش الحر استهدف ناقلة جند على طريق خناصر بريف حلب الجنوبي، ما أسفر عن مقتل عدد من عناصر القوات الحكومية وحزب الله اللبناني.
وفي العاصمة دمشق، قالت شبكة شام المعارضة إن مدفعية القوات الحكومية استهدفت حي العسالي، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات في حي القابون الذي تعرض بدوره لقصف “عنيف”.
وفي حي برزة، كشف اتحاد تنسيقيات الثورة أن الجيش الحر يخوض معارك “ضارية” مع القوات الحكومية، بينما استمرت المواجهات بين الأطراف المتنازعة في ريف العاصمة.
وكانت القوات الحكومية أحرزت تقدما في ريف دمشق، وسيطرت الأربعاء على ضاحية الحجيرة جنوبي العاصمة بمساندة من حزب الله اللبناني.
المعارضة ودمشق ترجحان جنيف 2 في ديسمبر
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الخميس اتصالاً هاتفياً مع نظيره السوري بشار الأسد وبحثا قضايا الإعداد لمؤتمر جنيف 2 وتفكيك ترسانة سوريا الكيماوية والوضع الإنساني في البلاد، وأعلن الكرملين أن الاتصال تم بـ”مبادرة من الجانب الروسي”.
وفي دمشق، أعلن مصدر رسمي أن وفداً سورياً رفيع المستوى سيبحث مع المسؤولين الروس في موسكو التحضيرات لمؤتمر جنيف-2.
وأوضح المصدر أن الوفد الذي يصل موسكو الاثنين سيضم مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومسؤول الشؤون الأوروبية في الخارجية السورية أحمد عرنوس.
وتأتي هذه التطورات في وقت رجحت فيه مصادر في المعارضة والحكومة السورية عقد مؤتمر جنيف 2 قبل نهاية العام الجاري، وتحديداً في ديسمبر المقبل.
وفي العاصمة المصرية القاهرة، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري نبيل فهمي، أن روسيا تريد “مؤتمراً دولياً في أقرب وقت ممكن لفتح حوار سياسي” يساعد في حل الأزمة السورية.
من جهته، أكد فهمي أن مصر ضد أي تدخل عسكري في سوريا، وقال “نحن ضد استخدام القوة في سوريا، وأكرر وضد أيضاً عسكرة القضية السورية وندعو الجميع للدخول في العمل السياسي” لإنهاء الحرب التي خلفت اكثر من 120 ألف قتيل منذ بدايتها في مارس 2011.
ونقلت صحيفة “الوطن” السورية القريبة من السلطات في عددها الصادر الخميس عن مصدر دبلوماسي في باريس أن “وزير الخارجية الأميركية جون كيري أبلغ نظيره الفرنسي لوران فابيوس أن واشنطن وموسكو تسعيان لعقد المؤتمر الدولي حول سوريا في الثاني عشر من ديسمبر المقبل”، مضيفة أن مصدراً سورياً مطلعاً، لم تسمه في دمشق “لم يستبعد هذا التاريخ”.
في المقابل، أكد المسؤول في الائتلاف السوري المعارض منذر إقبيق، لوكالة فرانس برس، أن هناك اقتراحات مواعيد يتم البحث فيها لعقد المؤتمر حوالي منتصف ديسمبر.
وقال “لا يوجد موعد رسمي، لكن هناك اقتراحات على الطاولة”، مشيراً إلى أن “هناك رغبة لدى الرعاة بعقد المؤتمر قبل نهاية هذا العام”.
سورية: المنظمة الآثورية تنفي مشاركتها بمجلس الإدارة المحلية الكردي
روما (14 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
نفى نائب مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية مشاركة المنظمة في مشروع مجلس الإدارة المدنية المؤقتة، الذي أعلنه الاتحاد الديموقراطي الكردي، فيما قال ناشط سياسي آشوري إن حزب الاتحاد السرياني يسعى لاحتكار ومصادرة القرار السرياني الآشوري في سورية
وقال ملك يعقوب القيادي في المنظمة إن قياديين من المنظمة شاركوا في لقاء تشاوري دعت له حركة المجتمع الديمقراطي للبحث في عمل جماعي ذو طابع تنسيقي يمكن أن يتطور لإطار ائتلافي وطني جامع، وأكّد على أن المنظمة لم تشارك في اللقاء الذي عقد الأربعاء والذي تم فيه الإعلان عن إنشاء الإدارة المرحلية في المناطق المذكورة
وأعرب عن استغرابه لورود اسم المنظمة ضمن قائمة القوى الموقعة على المشروع في بعض وسائل الإعلام، وشدد على أن المنظمة ليست جزءاً من هذا المشروع
وكان الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يتزعمه صالح مسلم أعلن أن كتل سياسية وشخصيات كردية وأحزاب وقوى سياسية آشورية وسريانية وعربية اتفقت على تشكيل مجلس الإدارة المدنية المؤقتة من 82 شخصية تضم ممثلين من الحزب اليساري الكردي وحزب اليسار الديمقراطي والديمقراطي الكردي السوري وشخصيات وطنية كردية والاتحاد السرياني الأشوري والمنظمة الأشورية الديمقراطية
وحول الإدارة الذاتية للأكراد، تحدث المعارض الآشوري السوري سليمان يوسف عن “شكوك وتساؤلات مشروعة حول الأهداف الحقيقية من انفراد حزب كردي واحد من بين نحو عشرين فصيل وحزب ومنظمة كردية في سورية في الإعلان عن إدارة ذاتية للمناطق التي يسيطر عليها ومن دون أن يعطي أي اعتبار أو وزن لموقف ورأي القوميات الأخرى التي تشارك الأكراد في هذه المناطق مثل الآشوريين (سريان/كلدان) والأرمن والعرب”
وحول مشاركة حزب الاتحاد السرياني في مشروع الإدارة المحلية المؤقتة، أوضح يوسف لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن حزب الاتحاد السرياني في سورية هو مجرد رديف سرياني لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وخريج ذات المدرسة الحزبية والأيديولوجية التي أسسها حزب العمال الكردستاني في تركيا، ومثلما يسعى الاتحاد الديمقراطي الكردي إلى احتكار الساحة الكردية ومصادرة القرار الكردي في سورية، كذلك يسعى حزب الاتحاد السرياني إلى احتكار الساحة السريانية الآشورية في سورية وإلى مصادرة القرار الآشوري/السرياني”
ووفق الاتحاد الديمقراطي فإن مجلس الإدارة المدنية المؤقتة سيعمل على وضع قوانين الانتخابات المحلية والتحضير للانتخابات العامة وإقرار القوانين، إضافة إلى القضايا السياسية العسكرية الأمنية والاقتصادية التي تعيشها المنطقة وسورية، وسينتخب هيئة تنفيذية تضم ما بين 11 و13 عضواً تضم وزارات للصحة والثقافة والعدل والتموين للإعداد للمرحلة المقبلة.
وتسيطر قوات حماية الشعب الكردي التابعة للاتحاد الديمقراطي الكردي ومجلس غرب كردستان على مناطق واسعة من شمال سورية وشمالها الشرقي. ويعتبر المجلس الوطني الكردي الذي يضم أحزاباً كردية والاتحاد الديمقراطي أهم متنافسين على المناطق ذات الغالبية الكردية شمال سورية
في تعليق على إعلان الإدارة المحلية المؤقتة، اعتبر الائتلاف الوطني السوري حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي “تنظيماً معادياً للثورة السورية وداعما لنظام الأسد”. ووصف الائتلاف في بيان هذا السلوك بأنه “انفصالي” لا يمت بأي صلة لتطلعات الشعب السوري الساعي لبناء دولة موحدة ومستقلة. هذا وأشار البيان الصادر عن الائتلاف إلى “ارتباط التنظيم بأجندات خارجية”، مستنكرا “تكرار ممارساته القمعية عبر جناحه العسكري واعتداءاته على حريات المواطنين الأكراد والعرب خلال الشهور الماضية”. كما رفض الائتلاف “احتكام الحزب إلى القوة في التعامل مع المدنيين، ومحاربة كتائب وألوية الجيش السوري الحر”.
هذا ودعا الائتلاف الوطني السوري كافة “الشرفاء الناشطين في هذا التنظيم إلى التعجيل في تصحيح المسار المشين الذي بات ينتهجه والانضمام إلى صفوف الثورة السورية
كتائب بالمعارضة السورية المسلحة تعلن أسر عناصر من حزب الله في حلب
روما (14 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد ناشطون في المعارضة السورية أن قوات النظام تتكبد “خسائر كبيرة” في مدينة حلب وتحاول التمسك بالمناطق التي سيطرت عليها خلال الأيام الماضية، وأشاروا إلى “أسر كتائب المعارضة المسلحة لعناصر من ميليشيات حزب الله اللبناني ومقاتلين لا يتكلمون العربية يُعتقد أنهم إيرانيون”، على حد وصفهم
وقال ناشطون لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن “اشتباكات عنيفة تدور بين الكتائب الثورية المسلحة وقوات النظام التي دخلت اللواء 80 المتاخم لمطار حلب الدولي، وتكبّدت قوات النظام خسائر غير قليلة بعد وصول تعزيزات مهمة للثوار في منطقة النقارين”. وذكروا أنه “بالإضافة إلى الخسائر في المعدات والأرواح التي تكبدتها قوات النظام، فقد أسر الثوار نحو عشرين من قوات النظام، بينهم عناصر من ميليشيات حزب الله اللبناني ومقاتلين لا يتكلمون العربية في الغالب إيرانيين”
واشاروا إلى أن “النظام يحاول إعادة فتح مطار حلب الدولي وتأمين محيطه لفتح طريق الإمداد نحو الشمال وإلى داخل المدينة، وقد سيطر على خناصر والسفيرة وتل عرن وتل حاصل في محاولته الوصول للمطار الذي تتركز فيه وفي محيطه قواته، وصولاً إلى اللواء 80 الذي يشكل درع الحماية الشرقية للمطار”
ونوهوا بأنه “قد تمكن النظام من تحقيق جملة إنجازات وتقدّم في خطته، لكنه غير قادر بالتأكيد على تنفيذها كاملة بسبب المقاومة الشرسة التي بدأ يواجهها في حلب، وقد توافدت تعزيزات للمنطقة من أنحاء حلب وريفها، ووفق المعطيات لن يستطيع النظام التقدم أكثر من ذلك إن استطاع المحافظة على مواقعه، وهو يقصف عن بعد العديد من مناطق حمص لأنه لا يستطيع اقتحامها كالنقارين وطريق الباب وجبل بدرو والجزماتي وبستان القصر والكلاسة”
من جهته قال معارض سوري من هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي إن لديهم شكوك بمشاركة حزب الله إلى جانب النظام في جبهة حلب، مشيراً إلى أن المعلومات باتت شبه مؤكدة، وقلل من أهمية المعركة في المدينة مؤكداً على أنها لن تؤثر على جنيف2 بغض النظر عن من ينتصر بها.
وقال لوكالة (آكي) الإيطالية “إن مؤتمر جنيف2 لا يرتبط بالواقع الميداني على الأرض، إنه مبني على معطيات إعلان جنيف1 سواء تقدّم النظام أو المعارضة عسكرياً، والهدف منه ليس تتويج المنتصر ميدانياً وإنما إنهاء الصراع والتأسيس لدولة ديمقراطية تعددية لا يحكمها العسكر والأمن ولا النظام الحالي”