أحداث الخميس 18 أيار 2017
روسيا تدعم خطة دي ميستورا لإنشاء «آلية» لصوغ دستور جديد لسورية
لندن – «الحياة»
واصل المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا لقاءاته أمس مع الوفود السورية المشاركة في مفاوضات جنيف، وسط ترحيب روسي بمبادرته الخاصة بـ «إنشاء آلية تشاورية حول صياغة الدستور السوري الجديد».
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، الذي يشارك في فعاليات مفاوضات «جنيف 6» حول تسوية الأزمة السورية: «نرى أنها (مبادرة دي ميستورا) خطوة في الاتجاه الصحيح. المسائل المتعلقة بالدستور تعتبر موضوعاً يسمح لنا بالتعويل على دفع العملية السياسية إلى الأمام». وأكد الديبلوماسي وفق تصريحاته التي أوردتها قناة «روسيا اليوم»، أن استحداث مثل هذه الآلية لا يتعارض مع استمرار المناقشات حول «السلال الأربع» المتفق عليها لجدول أعمال المفاوضات في جنيف. وتابع قائلاً: «السلال الأربع ستبقى محورية. وكنا نقول دائماً إننا نولي اهتماماً أولياً لمسائل محاربة الإرهاب بالإضافة إلى موضوع الدستور. لكن إذا أردنا تحقيق تقدم إلى الأمام، فعلينا أن نبدأ من شيء ما».
وأكد غاتيلوف أن روسيا متمسكة باقتراحها الخاص بإصدار قرار دولي دعماً لمشروع مناطق تخفيف التوتر في سورية. وذكر بأن روسيا قد قدمت مشروع قرار بهذا الشأن في مجلس الأمن، وستواصل طرح مقترحاتها بهذا الخصوص في سياق المشاورات الدولية.
وكان دي ميستورا طرح على المشاركين في مفاوضات جنيف، إنشاء «آلية استشارية تقنية في شأن المسائل الدستورية والقانونية». وذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية أن آلية التشاور تهدف إلى دعم العملية (التفاوضية) السورية– السورية، تحت إشراف الأمم المتحدة، وستقوم بوظيفتها في جنيف، بما في ذلك خارج مواعيد المفاوضات. وأضافت أن دي ميستورا يرأس الآلية التشاورية مستعيناً بعدد من الخبراء، وتشمل الآلية مشاورات منفصلة يجريها مكتب المبعوث الخاص مع عدد من الخبراء القانونيين تسميهم الحكومة والمعارضة المشاركة في المحادثات السورية في جنيف».
وأوضحت «إنترفاكس» أن «الآلية التشاورية ستنظر في القضايا الدستورية والقانونية على المستوى التقني، الذي يجب أن تأخذه الأطراف السورية في الاعتبار ومعالجتها في سياق المقترحات والمواقف التي يمكن أن يتم طرحها خلال الجلسات الرسمية (المحادثات)». وتنص خطة العمل، إضافة إلى ذلك، على أن تبدأ الآلية التشاورية اجتماعاتها في جنيف في شكل فوري أثناء الجولة الحالية.
وفي سياق متصل، أكد الناطق باسم وفد «الهيئة العليا للمفاوضات» سالم المسلط أن المعارضة لن تترك الجولة السادسة من محادثات جنيف في ظل توافر أفق لإيجاد حل لأزمة الشعب السوري. وقال المسلط إن «العالم بأسره يعلم القصة الحقيقية والمحزنة في شأن ما يجري في سورية، وكيف أن النظام يحارب خصومه من طريق أخذهم رهائن وقتلهم وحرقهم، نريد أن نرى نهاية لذلك».
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن وفد الحكومة برئاسة بشار الجعفري عقد جلسة محادثات جديدة مع دي ميستورا أمس، بعد جلستين أول من أمس، وهو اليوم الأول من الجولة السادسة من المفاوضات، مشيرة إلى أن الوفد عقد أيضاً أول من أمس جلسة محادثات مع غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي.
في المقابل، قال يحيي العريضي مستشار «الهيئة العليا للمفاوضات» في المعارضة السورية إنه يشكك في إمكان إنشاء مناطق لوقف التصعيد في سورية «في ظل الانتهاكات المستمرة للهدنة» هناك. وقال العريضي إنه لا يعلم ما إذا كان موضوع مناطق وقف التصعيد سيطرح خلال محادثات المعارضة السورية مع غينادي غاتيلوف في جنيف، موضحاً أن موضوع وقف التصعيد يجب بحثه في إطار عملية آستانة، أما مفاوضات جنيف فإنها «مكرسة للمسار السياسي، وبخاصة الانتقال السياسي». وكرر العريضي التأكيد أن إيران «لا يمكن أن تكون دولة ضامنة» في إطار التسوية في سورية.
وفي الإطار ذاته، أكد مسؤول في «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أن وفد المعارضة في جنيف «يسعى إلى تحرير سورية وإنقاذها من النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية الطائفية»، وفق ما أورد «الإئتلاف» على موقعه الالكتروني. وقال عضو الهيئة السياسية في «الائتلاف» عقاب يحيى إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «يخشى من مفاوضات جنيف التي تهدف إلى تحقيق عملية انتقال سياسي حقيقية»، مضيفاً أن «الأسد هو المعطل للعملية التفاوضية، من أجل التمسك بالسلطة»، متهماً حكومة دمشق بـ «الإصرار على الحل الأمني العسكري».
وأشار يحيى الذي يحضر المفاوضات بصفة مستشار، إلى أن وفد المعارضة يسعى عبر العملية التفاوضية إلى «التحرر من القوى الأجنبية (روسيا وإيران)»، واعتبرهما «تمكّنان الأسد من ارتكاب جرائم الحرب وتعطيل الحل السياسي».
وشدد عضو الهيئة السياسية ياسر الفرحان على أن النظام «يعتمد تماماً على أولئك الذين لا يكترثون لقرارات مجلس الأمن أو لإحلال السلام في سورية»، مؤكداً أن الميليشيات التي تقاتل إلى جانب النظام هي «ميليشيات إرهابية»، داعياً الأمم المتحدة إلى محاربتها، واعتبار إيران «دولة طائفية ترسم وتنفذ مشروعاً طائفياً في المنطقة، ويقوم على تغيير معتقدات الناس أو تهجيرهم لإحداث تغيير ديموغرافي»، وفق تصريحاته التي وزعتها الدائرة الإعلامية في «الائتلاف».
إلى ذلك، كشفت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو ستجري قريباً اتصالات في «غاية الأهمية» مع عدد من الدول العربية حول تثبيت الهدنة في سورية، وفق ما أوردت قناة «روسيا اليوم». وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف: «نقيم اتصالات كثيفة مع الحكومة في دمشق، وبعض فصائل المعارضة العلمانية والمسلحة. ولكن ليس مع كافة الفصائل، ولذلك هناك حاجة لجهود شركائنا الأتراك والشركاء من دول الخليج». واستطرد قائلاً: «قريباً سنجري اتصالات مهمة للغاية مع بعض دول الخليج على مختلف المستويات، بما في ذلك على المستوى الرفيع».
وأكد أن روسيا تبحث موضوع تبني مذكرة آستانة الخاصة بإقامة مناطق تخفيف التوتر في سورية كقرار دولي صادر عن مجلس الأمن الدولي. وأضاف: «يجب إجراء مشاورات… لقد اقترحنا مباشرة بعد صدور مذكرة آستانة، تثبيتها في مجلس الأمن، لكن كان لبعض شركائنا شكوك بهذا الشأن، على رغم أن (إصدار قرار دولي دعماً لمناطق تخفيف التوتر) أمر مفيد للغاية لتهذيب كافة الأطراف المعنية وحتى الأطراف غير المعنية التي لا تؤيد هذه العملية». وعبّر عن ثقته بأن الجهود المشتركة بالتنسيق بين الدول الضامنة ستساعد في «تهذيب الأطراف السورية»، كما جاء في تصريحاته التي نقلتها «روسيا اليوم» عن وكالة «تاس».
إنزال للتحالف على الحدود السورية – العراقية
لندن، موسكو – «الحياة»
تبنّت روسيا خطة المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا التي تقترح إنشاء آلية تشاورية تعمل على صوغ دستور جديد للبلاد. وبدت الخطوة الروسية بمثابة ضغط على الحكومة السورية لقبول السير في هذه الخطة قبل اختتام الجولة السادسة من مفاوضات جنيف غداً الجمعة، علماً أن موسكو سبق لها أن صاغت مسودة دستور جديد وقدّمته إلى كل من الحكومة والمعارضة في جولات التفاوض السابقة. وليس واضحاً ما إذا كان نجاح «الاختراق» في «سلّة الدستور» سيعني تفضيل هذه السلّة على السلّات الثلاث الأخرى المفترض أن تناقشها مفاوضات جنيف، وهي الحكم والانتخابات والإرهاب (للمزيد).
بالتزامن مع ذلك، قالت مصادر ميدانية في دير الزور (شرق سورية) أن قوات التحالف الدولي الغربي نفذت إنزالاً جوياً استهدف موقعاً خاضعاً لسيطرة تنظيم «داعش» في منطقة البوكمال قرب حدود العراق. وأفاد موقع «فرات بوست» بأن مروحيات تابعة للتحالف نفذت إنزالاً فجراً في ريف البوكمال واشتبكت مع عناصر «داعش» ودمّرت لهم سيارتي دفع رباعي وخطفت عدداً لم يُحدّد منهم. ولم تتضح معلومات عن هويات المخطوفين، وما إذا كان هدف الإنزال خطف قيادات أو إخراج «عملاء» كانوا في مهمة داخل مناطق «داعش». ونفّذ التحالف أكثر من إنزال في الشهور الماضية شرق سورية وقتل أو خطف عدداً من عناصر «داعش» وقادته. لكن إنزال البوكمال الآن يأتي بعد أيام قليلة من بدء معارضين سوريين مدعومين من الأميركيين والبريطانيين والأردنيين، هجوماً في البادية السورية على الحدود مع الأردن والعراق بهدف الوصول إلى البوكمال وقطع طريق الإمداد لـ «داعش» بين العراق وسورية.
في جنيف، واصل دي ميستورا لقاءاته أمس مع الوفود المشاركة في المفاوضات، وتلقى دفعة دعم واضحة من روسيا في خطته لبدء «آلية» تعمل على صوغ دستور جديد لسورية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الذي يحضر مفاوضات جنيف: «نرى أنها (مبادرة دي ميستورا) خطوة في الاتجاه الصحيح. المسائل المتعلقة بالدستور تعتبر موضوعاً يسمح لنا بالتعويل على دفع العملية السياسية إلى الأمام». وأكد الديبلوماسي وفق تصريحاته التي أوردتها قناة «روسيا اليوم»، أن استحداث مثل هذه الآلية لا يتعارض مع استمرار المناقشات حول «السلّات الأربع» المتفق عليها لجدول أعمال المفاوضات في جنيف. وتابع: «السلّات الأربع ستبقى محورية. وكنا نقول دائماً أننا نولي مسائل محاربة الإرهاب اهتماماً أولياً، إضافة إلى موضوع الدستور. لكن، إذا أردنا تحقيق تقدم إلى الأمام، فعلينا أن نبدأ من شيء ما».
وكان دي ميستورا طرح على المشاركين في مفاوضات جنيف إنشاء «آلية استشارية تقنية في شأن المسائل الدستورية والقانونية». وذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية أنها حصلت على نص المبادرة وأن «آلية التشاور» تهدف إلى «دعم العملية (التفاوضية) السورية – السورية، تحت إشراف الأمم المتحدة، وستقوم بوظيفتها في جنيف، بما في ذلك خارج مواعيد المفاوضات». وأردفت أن دي ميستورا سيرأس الآلية التشاورية مستعيناً بعدد من الخبراء، وأن مكتبه سيجتمع بخبراء قانونيين تسميهم الحكومة والمعارضة لبحث الدستور الجديد. وأوضحت «إنترفاكس» أن «الآلية التشاورية ستنظر في القضايا الدستورية والقانونية على المستوى التقني، وأن خطة العمل تنص على أن تبدأ الآلية التشاورية اجتماعاتها في جنيف في شكل فوري أثناء الجولة الحالية.
وقال الناطق باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» سالم المسلط ان وفد المعارضة يحتاج الى مزيد من الوقت لدرس خطة دي ميستورا، مطالباً بتمديد جولة جنيف الحالية. كذلك وزعت «هيئة المفاوضات» تصريحاً للعضو فيها منذر ماخوس اعتبر فيه أن نظام الرئيس بشار الأسد «لا يريد الوصول بالعملية السياسية إلى إيجاد حل سياسي يقود البلاد إلى مرحلة انتقالية وفق ما نص بيان جنيف والقرار ٢٢٥٤»، مشدداً على أن ذلك هو «السبب الوحيد الذي يقف أمام تقدم المفاوضات الجارية حالياً في جنيف». وقال ماخوس في تصريحاته: «كانت قضية الانتقال السياسي ولا تزال القضية الأساسية للتفاوض في جنيف»، مضيفاً: «لا نزال نريد الانتقال السياسي».
الرئيس السوري يبحث التنسيق العسكري مع العراق ضد تنظيم الدولة
دمشق – د ب أ – تلقى الرئيس السوري بشار الأسد، رسالة من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي نقلها مستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض الذي وصل ظهر الخميس إلى دمشق.
وذكرت الرئاسة السورية أن الأسد تسلم من العبادي رسالة شفهية، أكد فيها أهمية “الاستمرار في تعزيز التعاون القائم بين سوريا والعراق في حربهما ضد التنظيمات الإرهابية التكفيرية وخصوصاً ما يتعلق بتنسيق الجهود في محاربة تنظيم الدولة الاسلاميةالإرهابي على الحدود المشتركة بين البلدين”.
وأضافت أن الأسد بحث مع الفياض “الخطوات العملية والميدانية للتنسيق العسكري بين الجيشين على طرفي الحدود في ضوء الانتصارات التي يحققها الجيش العراقي في الموصل وآفاق التعاون القريب المباشر بين الجيشين السوري والعراقي في مكافحة الإرهاب بشكل مشترك بين البلدين”.
واعتبر الرئيس السوري، أن أي “إنجاز يحقّقه الجيشان السوري والعراقي على صعيد محاربة الإرهاب يشكّل خطوة هامة على طريق إعادة الأمن والاستقرار إلى البلدين”.
ورأى الأسد، أن “العدوّ مشترك والمعركة واحدة ضد المخططات الهادفة إلى إضعاف وتقسيم دول المنطقة عبر الأدوات المتمثّلة بالتنظيمات الإرهابية”.
وتنفذ القوات الجوية العراقية منذ أكثر من شهر غارات على مواقع “الدولة الاسلامية” داخل الأراضي السورية قرب الحدود المشتركة مع دير الزور ولا سيما في مدينتي الميادين والبوكمال الحدوديتين.
المسلط: الشعب السوري لا يريد مناقشة دساتير تكتب في طهران وموسكو
جنيف – الأناضول – شدد المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية، سالم المسلط، الخميس، أن “الشعب السوري لا يريد مناقشة دساتير تكتب له في طهران وموسكو”، شاكراً تركيا لـ”موقفها المشرف مع القضية السورية”.
جاء ذلك في حوار على هامش مفاوضات “جنيف 6″، معلقاً على ورقة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا حول “الدستور”.
وشكر المسلط تركيا لـ”موقفها المشرف من القضية السورية”.
وأشار إلى أن “الهيئة العليا ناقشت في اجتماع خاص لها، ورقة دي ميستورا المتعلقة بالدستور، وهي بصدد إعداد رد عليها بعد دراسة معمقة”. وأردف ” يجب أن نكون حذرين تجاه كل كلمة واردة فيه”.
وفي السياق، أكد أن وفد المعارضة “تفاجأ بهذه الورقة، التي لم يبلغنا بها دي ميستورا مسبقاً (…) ولو أخبرنا بها من قبل لكنا أتينا إلى هنا (جنيف) والرد معنا، اختصاراً للوقت”.
وحول مفاوضات “جنيف 6″، لفت المسلط إلى أن “الجولة الحالية تمتد لمدة 4 أيام، وهذه مدة قصيرة ولا تكفي لمراجعة كاملة لورقة مثل هذه تتعلق بالدستور، تحتاج لمزيد من الشرح والتفسير”.
ورأى أن “بحث دستور دائم لسوريا له مكان آخر غير جنيف (لم يحدده)، ونحن لا نريد ولا نقبل باتفاق يتم تحت مظلة إيران وروسيا”.
وشدد على أن “الأتراك لهم الموقف المشرف مع القضية السورية، وكون تركيا طرف ضامن في مفاوضات أستانة، شجّعنا على المشاركة، ولكن في النهاية كان واضحاً لهم ولنا أن الحل ليس في أستانة (…) الحل يمكن أن يكون في جنيف ولكن ليس في جولة من 4 أيام”.
وطالب المسلط بـ”جولات متواصلة لمفاوضات جنيف، كأن تجري 4 جولات خلال شهرين، تكون كل جولة منها على مدى 15 يوماً، لبحث ملف من الملفات الأربعة”.
ونوه إلى أنه “لو أنجزت “هيئة الحكم الانتقالي”، فإن ذلك سيشجع الجميع لبحث كل الملفات المتعلقة بالدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب (…) نحن نريد أن ننجز تشكيل هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات كاملة دون وجود (رئيس النظام السوري بشار) الأسد، لا في المرحلة الانتقالية ولا في مستقبل سوريا”.
وذكّر المسلط بـ”وجود ملفات إنسانية يجب التطرق إليها مثل ملف المعتقلين والتهجير القسري، والجرائم الأخرى التي على الأمم المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها تجاهها”.
وحول اللقاء المرتقب مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، في وقت لاحق اليوم، قال المسلط “لقد تعبنا من كل اللقاءات مع الروس، ما فائدة اللقاءات دون نتيجة (…) تحدثنا عن عدة أمور مع الروس ولكننا لم نرَ إلا زيادة في وتيرة البراميل المتفجرة والغارات الجوية والتهجير”.
وتابع “لا جدوى من هذا اللقاء، الذي سيكون مثل اللقاء السابق”.
وأردف “لا نعلم لماذا طلب الروس هذا اللقاء، هل يريدون أن يثبتوا للعالم أنهم يقفون مع كافة الأطراف ؟! (…) لكن حقيقة الأمر أن روسيا تقف مع النظام”.
وتجتمع المعارضة السورية، في وقت لاحق اليوم، مع دي ميستورا، وذلك في إطار “جنيف 6″، لبحث شؤون الدستور وهيئة الحكم الانتقالي، بحسب مصدر مطلع في المعارضة.
وكشفت وثيقة سلمها دي ميستورا، للأطراف السورية المشاركة في مفاوضات “جنيف6″، التي انطلقت الثلاثاء الماضي، سعيه لإنشاء آلية تشاورية حول المسائل الدستورية والقانونية، وسيدعو الأطراف المشاركة بشكل بناء في عملها.
وتستند الآلية إلى بيان جنيف1 (30 حزيران/يونيو 2012)، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والتي “حددت متطلبات عملية انتقال سياسي متفاوض عليها بهدف حل النزاع″.
أعنف اشتباكات في درعا منذ اتفاق «تخفيف التصعيد» في سوريا
مقتل عسكريين إيرانيين… والأردن ينفي وقوع انفجار في مخيم للنازحين السوريين
عواصم ـ وكالات «القدس العربي»: تدور معارك في مدينة درعا منذ صباح أمس الأربعاء، بين قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها من جانب، وفصائل المعارضة المسلحة، هي الأعنف منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار في مناطق «تخفيف التصعيد» في سوريا .
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان صحافي أمس، إن الاشتباكات تتركز في أطراف حي المنشية ومحيط منطقة سجنة في القسم الغربي من مدينة درعا، وتترافق مع قصف متبادل بين طرفي القتال، وقصف متصاعد لقوات النظام على محاور القتال.
وحسب المرصد استهدفت قوات النظام منذ صباح أمس مناطق في درعا البلد وأماكن أخرى في المدينة بسبعة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض ـ أرض، وبما لا يقل عن 25 قذيفة مدفعية وصاروخية، بالتزامن مع قصف للطائرات المروحية بثمانية براميل متفجرة وتنفيذ الطائرات الحربية نحو 10 ضربات صاروخية استهدفت جميعها مدينة درعا.
وأشار المرصد إلى مقتل ثلاثة مقاتلين أحدهم قيادي عسكري في «هيئة تحرير الشام»، ومعلومات عن قتلى في صفوف قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
من جهته قال مصدر عسكري سوري إن قصفا للمعارضة تسبب بمقتل أحد المدنيين وإصابة ستة آخرين واندلاع حرائق في عدد من المباني.
واتهم المصدر فصائل المعارضة بمحاولة أفشال اتفاق أستانة بهدف تحقيق مكاسب سياسية خلال مؤتمر «جنيف 6» المنعقد حاليا بحضور ممثلي الحكومة السورية وفصائل المعارضة المسلحة.
من جانبها اتهمت فصائل المعارضة المسلحة القوات الحكومية بخرق اتفاق أستانة، وذكرت تنسيقاتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن قوات النظام حاولت التقدم باتجاه النقاط التي سيطرت عليها قوات المعارضة في حي المنشية في درعا البلد في مدينة درعا خلال معركة «الموت ولا المذلة» حيث بدأت صباح أمس بقصف مدفعي بعشرات قذائف الهاون والدبابات وقصف بصواريخ فيل وإلقاء المروحيات أربعة براميل متفجرة.
وقالت إنّ غرفة عمليات البنيان المرصوص العاملة في حي المنشية قامت بالرد على قصف قوات النظام والميليشيات المساندة لها باستهداف آخر معاقلهم في المنشية المتمثل بقطاع الإرشادية وذلك لمنعهم من التقدم .
واعتبرت الغرفة أنّ هذا التصعيد خرق كبير لاتفاق مناطق تخفيف التصعيد والتوتر الذي دخل يومه الثاني عشر تواليا.
وأقرت فصائل المعارضة بمقتل أحد قادتها العسكريين ضمن عمليات البنيان المرصوص المدعو بلال أبو زيد والملقب بـ «أبو إسلام داعل» في حي المنشية إثر استهدافه بطلقة قناصة أثناء صد اقتحام قوات النظام.
وقُتل عسكريان إيرانيان من الحرس الثوري في اشتباكات مع قوات المعارضة في سوريا.
وذكرت وكالة «إرنا»، أمس الأربعاء، أن العسكريين، المنتميين للواء «الزينبيون» المرتبط بالحرس الثوري الإيراني، قُتلا في اشتباكات في سوريا دون أن تحدد زمان أو مكان مقتلهما.
وأشارت الوكالة أن جثتي العسكريين، ويدعيان سيد ساجد وسيد نقي نجار، أُرسلتا إلى مسقط رأسهما مدينة قم، لدفنهما هناك.
الى ذلك نفى مصدر عسكري أردني وقوع انفجار في مخيم للنازحين السوريين قرب الحدود مع الأردن، أمس الأربعاء، بعدما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن انفجارا وقع هناك.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قنبلة صغيرة انفجرت في سيارة في مخيم الركبان دون سقوط قتلى، كما أورد النبأ عضو في جماعة «جيش أحرار العشائر» ومقاتل آخر.
لكن المصدر العسكري الأردني قال «معلوماتنا هي أنه لم يقع انفجار في مخيم الركبان». ونفى عضو آخر في جيش أحرار العشائر وقوع انفجار. ولم يرد تفسير فوري لتضارب الأنباء.
وكان تفجير مزدوج بسيارتين ملغومتين في المكان نفسه أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل يوم الاثنين، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.
نازحو حلب… من الفرار إلى الاعتقال ثم الطرد
عبد الرزاق النبهان
حلب ـ «القدس العربي»: ذكر ناشطون في مدينة منبج السورية أن «قوات سوريا الديمقراطية» المكونة أساساً من وحدات الحماية الكردية قامت خلال الأيام الماضية بحملة أمنية كبيرة في المدينة طالت مئات النازحين إليها من قرى وبلدات شرق حلب بذريعة موالاتهم لتنظيم الدولة، فيما امهلت النازحين الذين تم الإفراج عنهم بمغادرة المدينة، إلا إذا كلفهم أحد سكان منبج.
وأكد الناشط الإعلامي أحمد محمد تنفيذ «قوات سوريا الديمقراطية» خلال الأيام الماضية حملة أمنية كبيرة في أحياء السرب وشعر الروضة والحزانة في مدينة منبج وذلك بحجة وجود خلايا لتنظيم الدولة بين النازحين، حيث تم اعتقال عدد كبير من الأشخاص النازحين للمدينة معظمهم من مناطق دير حافر ومسكنة والشيوخ بريف حلب الشرقي.
وأضاف لـ «القدس العربي»، «إن قوات قسد أمهلت النازحين الذين تم إطلاق سراحهم بمغادرة منبج خلال مدة أقصاها 48 ساعة من تاريخ صدور هذا القرار إلا إذا كفلهم أحد سكان المدينة الأصليين، لافتاً في الوقت نفسه إلى استحالة تأمين كفلاء لهم حيث لا خيار أمامهم إلا الذهاب إلى مناطق سيطرة «قوات درع الفرات» التي تمتلئ بالنازحين وتفتقر للتجهيزات لإحتواء هذه الأعداد الكبيرة من النازحين».
وأشار محمد إلى أن «مدينة منبج كانت حاضنة للمدنيين النازخين من مختلف المناطق السورية منذ بداية الثورة السورية لكن هيكلية قسد وقادتها يقومون بتشويه سمعة سكان المدينة بتصرفاتهم الخبثية (وفق وصفه)، حيث كانت منازل السكان مفتوحة للنازحين الذين تخطى عددهم الـ300 الف نازح داخل المدينة فقط على مدار السنوات الماضية».
وانتقد المحامي والناشط الحقوقي عدنان الجاسم بشدة تصرفات «قوات سوريا الديمقراطية» تجاه النازحين الفارين من مناطق القتال بين قوات النظام السوري وتنظيم «الدولة» في شرق حلب.
وقال لـ «القدس العربي»، «إن تصريحات مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية على الإعلام عكس ما تفعله على أرض الواقع، حيث لم نلمس أو نشاهد دوراً واضحاً وفاعلاً من هذه القوات في مساعدة النازحين الذين لجأوا إلى مناطق سيطرتها بالشكل الذي يتلاءم مع هذه الأعداد الكبيرة».
وأشار الجاسم إلى أن «مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية كانوا قد أطلقوا كلاماً كثيراً بشأن مساعدة النازحين وحصلوا على أموال طائلة من منظمات دولية، الا أنها بدل أن تقوم بمد يد العون للنازحين ومساعدتهم تأتي اليوم وتطالبهم بإحضار كفيل أو مغادرة المدينة بحجة انتمائهم لتنظيم الدولة».
أما أحد النازحين في مدينة منبج فيقول لـ «القدس العربي»، «منذ أيام ونحن نتوسل المسؤولين الأمنين في قوات سوريا الديمقراطية من أجل السماح لنا بالبقاء بعدما طلبوا منا إحضار كفيل من سكان المدينة، بالرغم من اعتقال أحد أبنائي بتهمة التعامل مع تنظيم الدولة، وهي معلومات كاذبة وافتراءات لكن لا خيار أمامنا سوى ذلك في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها».
يشار إلى أن «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «الوحدات الكردية» الغالبية العظمى فيها أعلنت مراراً وتكراراً عبر مسؤوليها الأمنين في أكثر من مناسبة أنهم يخشون دخول عناصر من تنظيم «الدولة» مع العائلات النازحة، ما يدفعها إلى تشديد إجراءاتها الأمنية تجاه المدنيين النازحين إلى المناطق التي تسيطر عليها في شرق حلب.
ناشطون ومدنيون يتهمون قادة فصائل المعارضة في القابون بإنهاء المعركة وتسليم الحي لسلطات النظام السوري
يمنى الدمشقي
غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: استكمالاً لسياسة إخلاء المناطق المعارضة، أجبر النظام السوري المقاتلين في القابون على عقد اتفاقية تقضي بخروجهم جميعاً من حي القابون مع أهاليهم، مع رفض بنود التسوية التي كان قد أبرمها في بلدات ومدن عدة كتسوية أوضاع المطلوبين وإشغالهم في الدفاع المدني أو زجهم بعد ستة أشهر في جبهات القتال معه، حسب ما أفاد به مفاوض النظام السوري صلاح الخطيب والمعروف باسم أبو ياسين بلوة والذي قال عنه أهالي الحي بأنه مجرم سابق وكان قد حكم عليه بالمؤبد قبل الثورة نتيجة ارتكابه جنايات قتل عدة.
إلا أنه وبعد أن أخرجه النظام من السجن تحول ليصبح الوجه الأبرز في عملية التفاوض في القابون حسب ناشطين، ليشكل فيما بعد مجموعات مسلحة تقتل وتمارس البطش والاستبداد بحق أهالي القابون، آخرها كان اختطاف الممرض وسيم عبد الواحد وإخفاؤه ثم قتل ابنته.
وجاء رفض النظام لبنود التسوية بعد تعنت المقاتلين في تسليم القابون، وقتالهم حتى اللحظات الأخيرة فيه، وهو الأمر الذي جعل النظام يرفض أي بند يتضمن إخراج المعتقلين. وما أزم الوضع في القابون هو إبرام اتفاقية الحي المجاور له ـ حي برزة ـ والضغوط التي تلت هذه العملية عليهم، الأمر الذي جعل تهجير مقاتلي القابون طارئاً ومفاجئاً لهم، ما جعل المقاتلين هناك وبعض الناشطين يوجهون اتهامات مباشرة للكتائب المشاركة في الحي بالتواطؤ مع النظام في تسليمه، مدّعمين اتهاماتهم بالحجج والبراهين والأدلة.
وعن تفاصيل المعركة يقول مصدر عسكري رفض الكشف عن اسمه لـ «القدس العربي»، «بدأت المعركة في القابون في 18/2/2017 حاول خلالها النظام أن يقتحم القابون من أكثر من نقطة سواء من جهة بساتين برزة أو حرستا، لكنه وحتى اللحظات الأخيرة لم يسيطر على أي نقطة، باستثناء سبع نقاط ليس لها أهمية بالغة بالنسبة لديه، متبعاً سياسة التدمير الشامل بكاسحات الألغام، إلى أن اشتد القصف، وتزامن ذلك مع تقاعس قادة الكتائب في إمداد الحي بالعناصر اللازمة لاستمرار هذه المعركة، وإذعانهم لعقد تسوية مع النظام، وتسهيل سيطرته على هذه الأحياء التي ستكون مركز دفاع له في دمشق».
ووجه المصدر العسكري الاتهام الأول فيما جرى لـ «جيش الإسلام عبر متزعم عناصره في القابون أبو رضا المدني الذي رفض بداية التسوية في القابون كي يحفظ ماء وجهه ولا يُتَهَم بالخيانة معلناً إياها بشكل مخيب للمقاتلين عبر تسجيلات مسربة بأن المقاتلين يريدون الخروج ولا أحد يرغب بالقتال، لكن الواقع كان بأن هؤلاء المقاتلين كانوا في معركة تحدٍ في دمشق باعتبارها القلعة الأخيرة للدفاع عن الغوطة الشرقية، وللدفاع عن أنفاق الغوطة ومنع النظام من التقدم من جهة حرستا والتي إن دخلها النظام فسيقسم الغوطة الشرقية من المنتصف ما يعني إراقة دماء آلاف المقاتلين هناك، وبناء عليه لم يرسل جيش الإسلام سوى عناصر قليلة جداً خرجت بإرادتها للانخراط في المعركة».
أما الاتهام الثاني فهو لـ»فيلق الرحمن» حيث يقول المصدر «قام فيلق الرحمن بإغلاق النفق الوحيد بين الغوطة وبرزة والقابون، وقال إن القابون سلمت ـ قبل أن تتم العملية بأيام ـ ورفض إرسال مؤازرات وهدد بسحب سلاح المقاتلين إذا فكروا بالنزول إلى الغوطة أو التهجير، وهناك أدلة توضح أنه أحد الموقعين على بنود الاتفاق بتسليم القابون، وصار يرفض خروج الجرحى منهم إلا للحالات الحرجة ووصل به الأمر لأخذ إتاوات للمرور في النفق تصل إلى200 ألف ليرة لكل عائلة أو فرد حسب وضعه».
فيما اتهم رؤوف وهو مقاتل هناك، «الكتائب المقاتلة بأنها تريد فتح طريق جديد للتعاون مع النظام وهذا يتضح من خلال دخول قوافل محملة بالمواد الغذائية عقب أول دفعة خرجت من برزة، وبذلك يتفرغ هؤلاء القادة للعودة إلى محاربة الإرهاب في الغوطة ممثلاً تنظيم الدولة وجبهة النصرة، فيكون جيش الإسلام الذراع التي تحمي النظام في الغوطة للقضاء على الإرهابيين أو الخوارج».
أما الاتهام الثالث فكان لـ «أحرار الشام» بقيادة أبو راشد الحوت الذي «أذعن في النهاية لمتطلبات النظام»، وآخر المتهمين كان» اللواء الأول» بقيادة أبو مسلم المدني الذي انحل عناصره في النهاية وانضموا إلى «فيلق الرحمن».
ويقول المصدر إن المسؤولية بالدرجة الأولى «تقع على جيش الإسلام وفيلق الرحمن في تسليم القابون، باعتبارهما الفصيلان الأكبر في غوطة دمشق والأحياء الشرقية في دمشق».
وكان ما يزيد عن ألف مقاتل مع عائلاتهم خرجوا من حي القابون في دمشق في 14/5/2017 في أول دفعة استكمالاً لمسلسل التهجير في سوريا، وتلا ذلك خروج 2500 مقاتل مع عائلاتهم إلى إدلب، مع رفض النظام إعادة الأهالي مبدئياً إلى الحي باستثناء من سيقبل بالتهجير.
اجتماع تركي إيراني روسي لوضع حدود مناطق “تخفيف التصعيد“
إسطنبول – باسم دباغ
يعقد ممثلون عن أجهزة المخابرات والجيش والخارجية التابعة لكل من موسكو وطهران وأنقرة اجتماعاً، اليوم الخميس، في العاصمة الإيرانية طهران، وذلك لتحديد خارطة مناطق “تخفيف التصعيد” الأربع، التي تم التوافق عليها في محادثات أستانة الأخيرة.
وبحسب معلومات حصل عليها “العربي الجديد”، فإن الاجتماع سيتناول أيضاً القوى التي ستشرف على حماية هذه المناطق، حيث علم أن قوات من الجيش التركي ستتولى الإشراف على منطقة تخفيف التصعيد في إدلب وريف حلب وريف حماة الشمالي، حيث ستلتقي الأطراف الثلاثة مرة أخرى في طهران.
وكانت أنقرة قد اقترحت قبل نحو أسبوع إقامة بعثة مهمتها مراقبة وقف إطلاق النار في محافظة إدلب.
ووقعت الدول الراعية لمحادثات أستانة، في الرابع من هذا الشهر، على اتفاق المناطق الأربع بسورية، أو ما يعرف بمناطق “خفض التوتّر”، والذي يشمل وقف الأعمال العسكرية في هذه المناطق، وضبط الأعمال القتالية بين الأطراف المتنازعة وإدخال المساعدات إلى هذه المناطق دون عوائق.
دي ميستورا يلتقي وفدي المعارضة والنظام بعد سحب”الآلية التشاورية“
عدنان علي
يكثّف مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، لقاءاته، اليوم الخميس، لتحقيق بعض الزخم في مفاوضات جنيف، بعد اضطراره، أمس الأربعاء، إلى سحب مبادرته الخاصة بـ”الآلية التشاورية”، نتيجة الردود السلبية عليها من جانب وفدي النظام والمعارضة.
وفي هذا السياق يجري دي ميستورا، اليوم الخميس، سلسلة لقاءات مع وفدي النظام والمعارضة السورية، “لبحث شؤون الدستور وهيئة الحكم الانتقالي”.
وقال مصدر مطلع لـ”العربي الجديد”، إنّ “وفد النظام رفض مبادرة دي ميستورا، بينما قدّم وفد الهيئة العليا للمفاوضات، التابع للمعارضة، مجموعة من الاستفسارات حولها، وطريقة العمل ضمن المجموعات المطروحة، وبناء على المعطيات لم تعد الورقة مطروحة للنقاش”.
ويعقد المبعوث الدولي، اليوم الخميس، بحسب المصدر، اجتماعين مع وفد المعارضة، واجتماعاً آخر مع وفد النظام.
وبدوره يعقد وفد المعارضة، اليوم الخميس، اجتماعاً مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، وذلك بعد أن تمّ تأجيل اللقاء الذي كان مقرراً، أمس الأربعاء.
ونشر وفد المعارضة السورية، في بيان، رداً مفصّلاً على مبادرة دي ميستورا، تضمّن الكثير من التساؤلات حول المرجعية التي يستند إليها في تشكيل الآلية التشاورية، من ناحية ولایته، أو دوره كمبعوث خاص، وكیف یمكن إيجاد الصلة بين آلية تشاورية وبیان جنیف، وعلى أساس أي مرجعية.
كما تضمّن ردّ وفد المعارضة، تساؤلات عن طريقة عمل الآلية التشاورية التي يقترحها المبعوث الدولي، وكيف يمكن أن تدفع العملیة السیاسیة في ضوء رفض النظام الانخراط الجدي في هذه العملية.
وتساءل وفد المعارضة، في بيانه، عن “مدى إلزامیة هذه المقترحات والحلول، وما هو مصدر هذه الإلزامية في حال وجودها، وما هو الإطار المرجعي الناظم للحلول والمقترحات التي ستقدمها الآلية التشاورية”.
كما تساءل وفد المعارضة، عن “كيفية ضمان عدم توسيع أو تقليص أو تغییر العضوية في الآلية التشاورية، في ظل الصلاحیات “الرئاسية” التي أعطاها مكتب المبعوث الخاص لنفسه على هذه الآلية. وماذا تعني كلمة ترؤس مكتب المبعوث الخاص للآلية التشاورية؟ وهل يعني ذلك ممارسة سلطة رئاسية أو وصائية على عمل هذه الآلية؟”.
وأشار ردّ وفد المعارضة السورية، إلى ما ورد في مقترح دي ميستورا، من أنّ الهدف من الآلية التشاورية، هو ضمان عدم وجود فراغ دستوري أو قانوني أو مؤسساتي في أي وقت خلال مرحلة الانتقال السياسي، متسائلاً عن المقصود بكلمة “فراغ دستوري أو قانوني أو مؤسساتي”، قائلاً إنّ تحدید هذه المعاني “ضروري لتحديد مدى جدوى الآلية التشاورية”.
كما تساءل وفد المعارضة السورية، “هل سيكون لهذه الآلية نظام عمل، ومن سيضع هذا النظام، ومن سیدعو لاجتماعات هذه الآلية، ويحدّد المواضيع التي ستبحثها وعلى أي أساس قانوني؟ وما الدول التي سيستعين بها دي ميستورا وفريقه لإنجاز عملهم وفق هذه الآلية، وبالتالي ما هو دور السوريين في كل العملية السياسية”.
ويبدو أنّ جملة تساؤلات وفد المعارضة السورية، والتي قابلتها اعتراضات من جانب وفد النظام، دفعت دي ميستورا إلى إبلاغ الأطراف المعنية، بأنّ مبادرته سُحبت من التداول، وهو يسعى إلى إيجاد “ثغرات” أخرى ينفد منها باتجاه تحقيق أيّ تقدم في المفاوضات المستعصية حتى الآن.
وفيما يسعى وفد النظام، إلى تجنّب أي نقاش جدي في صلب القضايا الجوهرية، قال وفد المعارضة إنّه يريد أن تركّز المفاوضات على عملية الانتقال السياسي، وفق القرارات الدولية، باعتبار أنّ هذه العملية هي المرتكز لأي تقدّم في المسار السياسي.
وفي هذا السياق، قال رئيس الائتلاف السوري المعارض رياض سيف، إنّ “الوصول إلى الانتقال السياسي هو أهم ما نطمح إليه، وذلك من أجل الخلاص من الحكم المستبد الذي يمارسه نظام بشار الأسد منذ أكثر من أربعة عقود”.
وشدّد سيف على ضرورة أن تتحمّل الأمم المتحدة مسؤولياتها بشكل كامل، وأن يكون دورها شاملاً وكاملاً في عملية وقف إطلاق النار، والسعي لأن تكون جميع المناطق السورية آمنة وخالية من القصف بكل أشكاله.
ولفت إلى أنّ قضية المعتقلين من أهم القضايا، التي ستتم إثارتها خلال الاجتماع مع المبعوث الدولي، مؤكداً أنّ هناك “جرائم حرب” يمارسها النظام داخل السجون، تظهر أدلتها كل يوم، مضيفاً “يجب أن يكون للأمم المتحدة موقف واضح من تلك الجرائم ومحاسبة مرتكبيها”.
ويؤكد وفد المعارضة، أنّه لن يقبل بتشتيت المفاوضات في قضايا أخرى، مثل الدستور، باعتبار أنّ المشكلة مع النظام ليست دستورية، كما أنّ هذه المهمة يتولّاها الشعب السوري بعد تحقيق الانتقال السياسي المنشود.
أنقرة تطالب برحيل المنسّق الأميركي للتحالف الدولي ضد “داعش“
إسطنبول ــ باسم دباغ
دعا وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، اليوم الخميس، الولايات المتحدة إلى تغيير المنسق الأميركي لشؤون التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، بريت ماكغروك، في وقت أكد فيه الرئيس رجب طيب أردوغان أن تركيا ستبقى في الساحتين العراقية والسورية.
وشدد جاووش أوغلو، خلال المقابلة التلفزيونية التي أجرها اليوم، على أن تركيا والولايات المتحدة من أكثر الدول المؤثرة في التحالف الدولي ضد “داعش”، لكن لا يمكن للجيش التركي المشاركة في معركة الرقة مادام حزب الاتحاد الديمقراطي موجودا فيها.
وأضاف: “تركيا والولايات المتحدة أكثر دولتين مؤثرتين في التحالف الدولي ضد “داعش”، ولكن للتعاون لدينا شروطنا، ونحن نقول إن علينا التحرك وفق إستراتيجية صحيحة مع مجموعات صحيحة، وقلنا لهم إنهم ارتكبوا خطأ في عام 2012 لأنهم لم يستمعوا للنصائح التركية، لا أجندة سرية لنا”.
وتابع: “فيما يخص معركة الرقة، لن نكون في المكان الذي يكون فيه الاتحاد الديمقراطي، إن السيد الرئيس نقل هذا الأمر بشكل واضح للغاية، سنستمر في مكافحة حزب الاتحاد الديمقراطي وتطبيق قواعد الاشتباك، ومن الممكن أن نوجه له ضربات، لقد تم إيصال هذه الرسالة بشكل واضح للرئيس الأميركي والهيئة التابعة له، وفيما يخص ردهم، لم يقولوا لنا أي شيء سلبي في هذا الشأن، بل واجهوا ذلك بتفهم، وقالوا لنا إنهم لن يشكلوا أي تهديد لتركيا، بما في ذلك حزب الاتحاد الديمقراطي، وكذلك أكدوا لنا أن الأسلحة المسلّمة سيتم استخدامها جنوب الرقة”.
وأشار جاووش أوغلو إلى أن إدارة الرئيس الاميركي، دونالد ترامب، مختلفة عن إدارة أوباما، لكن “الأشخاص العاملين على الأرض لايزالون من إدارة الرئيس السابق ويسعون إلى تسميم الإدارة الحالية”، على حد قوله.
ومضى قائلا: “لقد تلقى ماكغروك من الإرهابيين (حزب الاتحاد الديمقراطي) جائزة فيما مضى، إنه شخص يدعم الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني بشكل واضح، لقد حذرنا تليرسون (وزير الخارجية الأميركي) من ذلك، إن هذا الشخص داعم للاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني بشكل لا يقبل الشك، ومن الضروري تغييره”.
وبخصوص العلاقة بين واشنطن والاتحاد الديمقراطي، قال جاووش أوغلو: “لقد قالوا لنا إن التعاون مع الاتحاد الديمقراطي أمر اضطراري، ولكننا قلنا إن هذا يجب ألا يكون ضرورة، وقلنا لهم فيما يخص قتال “داعش” إن من الممكن إدخال كل من روسيا والسعودية وقطر في الأمر، ومن جانب آخر، وضعنا أمامهم عملية درع الفرات نموذجا، حيث قمنا بعملية دقيقة للغاية بتطهير مدن مثل الباب ودابق، وأجرينا هذه العملية فقط بالتعاون بين القوات المسلحة التركية وعناصر الجيش السوري الحر”.
وشدد جاووش أوغلو على ضرورة تسليم إدارة مدينة الرقة لسكانها المحليين من العرب بعد طرد داعش منها، بالقول: “تمت الدعوة إلى ضرورة تسليم إدارة مدينة الرقة للعرب، إن 99% من سكان هذه المنطقة سنة عرب، وتم منحنا ضمانات بترك المدينة للعرب، وعندما تصدر الوعود بين الحلفاء يجب الوفاء بها”.
ونفى جاووش أوغلو وجود أي اعتراض فيما يخص العمليات التي تستهدف قيادات العمال الكردستاني في منطقة سنجار العراقية بالقول: لا توجد أي مشكلة في تحييد قيادات العمال الكردستاني والاستمرار في قتال الأخير، وعلى رأس هذه المناطق سنجار، في هذا الأمر أوصلوا لنا رسائل”.
وأوضح أنه “ستتم إزالة جميع العوائق فيما يخص السلاح، في الفترة الأخيرة حصلنا على بعض الذخائر الذكية، وستتم إزالة جميع العوائق في هذا الأمر، وقد قالوا لنا إنهم سيلبون جميع الطبات التركية في هذا الأمر خلال الفترة المقبلة”.
ولفت جاووش أوغلو إلى أن الإدارة الأميركية الحالية أكثر صدقا فيما يخص موضوع تسليم فتح الله غولن زعيم حركة الخدمة المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية والمتهم بإدارة المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/ تموز الماضي.
وتابع: “هذه الإدارة أكثر صدقا فيما يخص موضوع غولن، وقال ترامب إنهم يقيّمون الطلبات في هذا الأمر، وننتظر إعادته”، ثم أضاف: “وجاءنا طلب فيما يخص القس أندرو برونسون، حيث أبلغهم الرئيس التركي بسبب التحقيقات، وقال إن اعتقاله تم بسبب شكاوى تتعلق بصلته بتنظيمات إرهابية، وإن العملية القضائية مستمرة، وتتولى القنصلية التواصل، ويلتقي بعائلته ومحاميه”.
وفي رده على التصويت المزمع إجراؤه في البرلمان الفدرالي الألماني حول سحب الجنود العاملين في إطار التحالف الدولي ضد “داعش” من قاعدة إنجرليك، دعا جاووش أوغلو الألمان إلى التخلي عن المعايير المزدوجة في التعامل مع تركيا.
وتساءل: “ما الذي فعلته تركيا لألمانيا حتى يقوموا بتصدير العداء لأردوغان إلى الواجهة؟ لا يوجد شيء كهذا في الدبلوماسية، القاعدة الرئيسية هي أن التبادل هو الأساس، إن قمتم بفعل شيء سيأتيكم الرد، إذا قامت ألمانيا باتخاذ خطوة إيجابية تجاهنا فسنقوم باتخاذ خطوتين. إذا شاء الألمان الخروج من إنجرليك فهذا أمر يخصهم، ولن نقوم باسترضائهم للبقاء، أرادوا القدوم وساعدناهم، وإن شاؤوا الخروج فسنقول لهم وداعا”.
وكشف جاووش أوغلو أن الرئيس التركي سيلتقي نظيره الأميركي في قمة حلف شمال الأطلسي في العاصمة البلجيكية بروكسل، كما سيلتقي بكل من رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، ورئيس المفوضية جان كلود يونكر، بناء على طلبهم، بينما لم يأت أي طلب من المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، لعقد لقاء مماثل.
وعلى صعيد آخر، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم، أن واشنطن ستطرق الأبواب التركية فيما يخص التعاون في الخطوات المقبلة التي سيتم اتخاذها في سورية، مشددا على أنه لا يمكن استبعاد أنقرة من الطاولة السورية، وذلك بعد اللقاء الذي جمعه مع نظيره الأميركي، دونالد ترامب.
وخلال لقائه مع الصحافيين في السفارة التركية في واشنطن، قال أردوغان إنه لا يمكن استبعاد تركيا كصانع قرار”، مضيفا: “أنا أؤمن بأنهم (الأميركان)، سيطرقون أبوابنا فيما يخص القضية السورية”.
وشدد أردوغان على عزم كل من أنقرة وواشنطن على تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الاقتصادي وكذلك على تواجد الأتراك في كل من الساحة السورية والعراقية، متابعاً: “لقد نفذت الولايات المتحدة خططها فيما يخص الرقة، وهذا ما قلناه لهم: لا يمكن اعتبار مثل هذا الموقف في ظل الظروف الراهنة، لا يمكننا التعاون معكم في هذا الأمر، نحن نرى بأن التعاون مع تنظيم إرهابي لأجل الرقة أمر غير صحي… لنر ماذا سيحصل، لكن تركيا ستكون في المنطقة في كل من الساحة العراقية والسورية”.
وتساءل أردوغان حول من سيقوم بإدارة مدينة الرقة بعد طرد “داعش” منها، بينما لايزال حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) يستمر في السيطرة على مدينة منبج رغم تعهد الإدارة السابقة بانسحابه من المدينة بمجرد تطهيرها من داعش، قائلا: “تركيا ستستمر بفعل ما هو ضروري في قتال الإرهاب في إطار مسؤولياتها، لن نسمح للتنظيمات الإرهابية بالتنفس سواء داخل أو خارج حدودنا، لن نسمح بتكوين حزام إرهابي”، في إشارة إلى قوات العمال الكردستاني وجناحه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي.
وأشار أردوغان إلى أن اللقاءات التي عقدها في واشنطن ناقشت أيضا أمر ترحيل فتح الله غولن، زعيم حركة الخدمة، المتهم بإدارة المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/ تموز الماضي، مؤكدا أن مقاربة الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب، مختلفة عن مقاربة سلفه أوباما.
وفيما يخص قضية القس الأميركي أندرو برونسون، المحتجز في تركيا على ذمة قضايا تتعلق بدعم حركة الخدمة خلال المحاولة الانقلابية، أكد أردوغان أن الجانبين الأميركي والتركي اتفقا على أن تبقى وزارتا العدل في البلدين على تواصل في هذا الأمر.
وفي رده على سؤال حول انطباعه عن الرئيس الأميركي ترامب، أكد أردوغان أنه يرى ترامب رجلا عمليا قادما من وسط رجال الأعمال، حيث قال أردوغان: “أنا رأيته كرجل صاحب قرار، بقدر ما أستطيع أن أرى، إنه شخص مباشر لا يتردد في قول ما يفكر به”.
لماذا يحشد النظام السوري والمليشيات الطائفية قرب الحدود الأردنية؟
عمّان ــ محمد الفضيلات
مع تزايد الحديث في الآونة الأخيرة عن الوضع العسكري والأمني في الجنوب السوري، المتاخم للحدود الأردنية، والمفترض أن يكون منطلقاً لعملية عسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، بمشاركة أميركية-بريطانية انطلاقاً من الأردن، اندفعت حشود للنظام السوري مصحوبة بمليشيات إيرانية على طريق دمشق-بغداد، في تحرك يطرح أكثر من علامة استفهام، ويفرض على فصائل المعارضة السورية تحدياً جديداً. تقدم قوات النظام والمليشيات أحيط بمراقبة من قبل الفصائل المقاتلة في الجبهة الجنوبية استعداداً لمعركة منتظرة، كما قوبل بقلق أردني، ولا سيما أنه تزامن مع تصعيد سوري باتجاه الأردن، وارتفاع منسوب القلق الأردني من وجود المليشيات الإيرانية على مقربة من حدوده.
وتؤكد مصادر قيادية في فصائل سورية مسلحة لـ”العربي الجديد” تقدم الحشود العسكرية التابعة للنظام السوري، بالفعل نحو الحدود، وتمركزها على مفرق السبع بيار الصحراوي التابع لريف دمشق. وفيما تحدثت تقارير إعلامية عن أن الاندفاع العسكرية والمليشياوية جاءت رداً على صور بثها الإعلام الحربي السوري لمواقع عسكرية داخل الأراضي الأردنية، قللت المصادر من الأمر، نظراً لمكان تمركز الحشود.
ويؤكد قائد جيش “أسود الشرقية”، طلاس سلامة، وجود قوات النظام والمليشيات المقاتلة معه في تلك المنطقة. ويقول في حديث مع “العربي الجديد” إن “مقاتلي أسود الشرقية رصدوا بالفعل القوات المتقدمة وعناصر المليشيات الذين يرفعون راياتهم الطائفية”، وفق تعبيره، مؤكداً عزم مقاتليه توجيه ضربات “موجعة” لردع بقائهم أو تقدمهم. والأمر ذاته يؤكده العميد العسكري المنشق، حاتم الراوي، الذي يبيّن أن قوات النظام والمليشيات تمركزت في استراحة مهجورة للسائقين على طريق دمشق-بغداد. ويوضح أن قوات النظام والمليشيات المساندة لها “باتت موجودة في منطقة مكشوفة يصعب مهاجمتها من قبل الفصائل المقاتلة التي ستجد نفسها عرضة لقصف طائرات النظام أو الطيران الروسي”، بحسب اعتقاده.
ويستبعد الراوي الذي تحدث لـ”العربي الجديد” عبر الهاتف من تركيا، أن يكون الهدف من وجود تلك القوات التصدي لأي هجوم محتمل من جهة الأردن، الأمر الذي يرجعه إلى “عدم وجود تكافؤ في القوى العسكرية هناك، وابتعاد بلدة السبع بيار عن الحدود الأردنية”، بحسب قوله.
وتقع بلدة السبع بيار على بعد 120 كيلومتراً شمال شرق دمشق، فيما تبعد عن المعبر الحدودي مع العراق نحو 110 كيلومترات وعن أقرب نقطة للحدود الأردنية بأكثر من 70 كيلومتراً. ويرى الراوي المقرب من الفصائل السورية المقاتلة في الجنوب السوري، أن الغاية من إرسال قوات النظام السوري إلى تلك المنطقة تتمثل في إعاقة تقدم قوات مغاوير الثورة الموجودة في معبر التنف والمدعومة أميركياً وبريطانياً، وإعاقة تواصلها مع الفصائل المقاتلة في القلمون الشرقي، والتي تمكنت من طرد تنظيم “داعش”.
ويتفق قائد “أسود الشرقية” مع ما ذهب إليه الراوي. لكن طلاس الموجود في عمّان حالياً، يعتبر أن “النظام يحاول السيطرة على المناطق التي حررها مقاتلو أسود الشرقية من داعش”، وأن الهدف الاستراتيجي للتقدم العسكري لقوات النظام والمليشيات يتمثل في “محاولة استعادة السيطرة على طريق دمشق-بغداد، بما يضمن خط تواصل مع إيران عبر العراق، بحسب طلاس. ويقول إن “السيطرة على الطريق سيسهل ويسرع وصول المليشيات الإيرانية إلى الجنوب السوري”، وفق تعبيره.
ويبدي الأردن قلقاً من انتشار المليشيات الإيرانية على مقربة من حدوده ويعتبر أن ذلك يشكل خطراً على أمن المملكة، أسوةً بالخطر الذي تمثله التنظيمات الإرهابية. وقبل أيام، أبلغ وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، نظيره الروسي، سيرغي لافروف، أن المملكة لا تريد “منظمات إرهابية ولا مليشيات مذهبية على حدودها مع سورية”، بحسب الموقف الرسمي الأردني.
إعلام النظام السوري: تزوير الحقيقة… حتى في “غينيس“
نور عويتي
منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، أطلقت إذاعة “فيوز اف ام” التابعة للنظام السوري، تحديا لدخول موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية، من بوابة أطول برنامج إذاعي حواري في العالم، يكون البث فيه بشكل مباشر ومتواصل لمدة يجب أن تتجاوز 81 ساعة. وأطلقت الإذاعة التحدي بعنوان: “فيوز إبداع… دمشق مدينة مبدعة”، وتولى مهمة التقديم الإعلامي راكان الخضري، الذي تعود إليه ملكية الإذاعة، وتولى مهمة الإخراج معتز الكود.
ضج النظام السوري بهذا التحدي، وخصص له مساحة واسعة في قنواته المرئية والمسموعة لدعمه، باعتباره إنجازاً وطنياً هاماً، وعمل على جمع الشخصيات الفنية التي تمثله للظهور في البث المباشر، أمثال دريد لحام، فادي صبيح، طلال مارديني، الفنانة جني أسبر وجهان عبد العظيم .
رغم الانتقادات الكثيرة التي طاولت البرنامج منذ الساعات الأولى لانطلاقته، واعتباره حشواً وثرثرةً لا طائل منها، هدفها الوحيد تمضية 81 ساعة وكسر الرقم القياسي، إلا أن الإذاعة استطاعت اجتياز التحدي، وحققت رقماً جديداً، وهو 83 ساعة. ومع انتهاء آخر ساعة بث، احتفل النظام بإنجاز الإذاعة وكأنه عرس وطني، حيث نقلت جميع محطاته الاحتفال، وانتقل الاحتفال أيضاً إلى شوارع العاصمة دمشق، ولم ينتظر النظام موافقة “غينيس” بالوثائق الرسمية، وكأن ما تبقى هو مجرد روتين شكلي لا أكثر.
مضت ثلاثة أشهر من دون أن يتم تصوير أي وثائق رسمية تدل على أن الإذاعة دخلت موسوعة “غينيس”، واكتفى كادر العمل في الإذاعة بالعرس الوطني كدليل دامغ على إنجازه، ولا تزال حتى اليوم تعرّف الإذاعة عن نفسها بإنجاز “غينيس”، من خلال الصفحة الرسمية للإذاعة على “فيسبوك”.
ومنذ أيام، بدأت الخلافات بين كادر العمل وفضحت المستور في قضية جائزة “غينيس”، حيث قام أحد العاملين ضمن الكادر المخصص لتغطية تحدي “غينيس”، وهو الإعلامي صالح السيد، من خلال بث مباشر على صفحته الرسمية في “فيسبوك”، بكشف التلاعب والتحايل الذي قامت به الإذاعة، ومنه تأكيده أن التأخير بإرسال الوثائق والفيديوهات لـ”غينيس” يعود إلى تأخر عمليات المونتاج التي تقوم به الإذاعة على بعض المواد المصورة بشكل مباشر، علماً أن أي تعديل يتم على الفيديوهات من خلال المونتاج يعتبر مخالفاً لشروط “غينيس”. وكذلك ذكر تفاصيل عن مشاكل دارت أثناء التسجيل، ومنها الخلاف الذي دار بين مقدم البرنامج والفنانة السورية جهان عبد العظيم. وكذلك أكد السيد في الفيديو، الخلافات المالية الدائرة بين أعضاء الكادر، والتحايل على التمويل، وشكك أيضاً في تعاطي المخرج والمذيع المواد المنشطة، والتي تحرم الكادر من دخول غينيس بشكل قطعي.
وبعد هذه البلبلة، التي حاول النظام أن يهمشها من خلال إعلامه الرسمي، صرح مخرج البرنامج، بأنه على ثقة بأن المقدم الخضري تناول المنشطات، وأكد أيضاً أنهم لم يخضعوا للفحص الطبي، الذي يعتبر شرطاً أساسياً للدخول في “غينيس”. إلا أن هذه البلبلة التي تؤكد أن إنجاز قناة “فيوز اف ام” لن يتم تسجيله بشكل رسمي في “غينيس”، لم تؤثر على أهمية الإنجاز على مستوى الإعلام الوطني، حيث أكد الإعلاميون في حواراتهم مع السيد على “فيسبوك” أن أهمية الإنجاز تكمن في حسه الوطني، وليس بالدخول في موسوعة “غينيس” التي وصفوها بالمتحيزة للغرب. ورد السيد بالتساؤل المشروع عن سبب إقحام كلمة “غينيس” في اسم التحدي، وعن سبب تفاخر القناة بالدخول في “غينيس”، من دون أن تبادر بشكل جدي للتقدم للموسوعة العالمية.
تركيا لن تشارك بمعركة الرقة..وتطلب إستبدال المنسق الأميركي
دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، الخميس، إلى رحيل المنسق الأميركي لـ”التحالف الدولي” ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا، بريت ماكغورك، واتهمه بدعم “وحدات حماية الشعب” الكردية في سوريا، والانفصاليين الأكراد على الأراضي التركية.
وقال أوغلو في مقابلة مع شبكة “ان تي في” الخاصة: “سيكون من الجيد لو تم استبداله”، مضيفاً أن ماكغورك “يدعم بوضوح” مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية في سوريا وانفصاليي حزب “العمال الكردستاني” في تركيا.
وتأتي تلك التصريحات قبيل الاجتماع المقرر الأسبوع المقبل لـ”حلف شمال الأطلسي” في بروكسل. وشهدت علاقات تركيا مع أعضاء آخرين في الحلف، خاصة ألمانيا، توتراً في الشهور الأخيرة.
وقال أوغلو، في المقابلة، إن لألمانيا حرية سحب قواتها المتمركزة في قاعدة إنجيرليك إذا أرادت ذلك، مضيفاً أن على برلين التخلي عن “أسلوب التفضل على” أنقرة عند التعامل معها.
وكانت ألمانيا قد قالت، الأربعاء، إنها تدرس نقل نحو 250 من جنودها من قاعدة إنجيرليك إلى الأردن، لأن أنقرة ترفض السماح لمشرّعين ألمان بزيارة الموقع. كان مسؤولون أتراك قد صرحوا لوكالة “رويترز” بأن زيارة المشرعين غير ملائمة في الوقت الحالي.
تصريحات أوغلو جاءت بعد يومين على زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لأميركا، ولقائه بنظيره الأميركي دونالد ترمب، في البيت الأبيض الثلاثاء.
وأفادت وسائل إعلام تركية، الخميس، أن إردوغان أبلغ ترامب، بأن بلاده ستتحرك “دون الرجوع لأحد” إذا واجهت هجوماً من أي نوع من “وحدات حماية الشعب” الكردية السورية.
وفي السفارة التركية في واشنطن، أكد إردوغان للصحفيين قلق بلاده إزاء “وحدات حماية الشعب” التي تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب “العمال الكردستاني” المحظور.
ونقلت صحيفة “صباح” التركية عن إردوغان قوله: “أبلغناهم ذلك بوضوح: إذا وقع هجوم من أي نوع على تركيا من جانب وحدات حماية الشعب الكردية السورية أو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي فإننا سنطبق قواعد الاشتباك دون الرجوع لأحد”.
وقال إردوغان إن الولايات المتحدة اتخذت قرارها بشأن عملية الرقة، ولن تتمكن تركيا من المشاركة، بسبب مشاركة “وحدات حماية الشعب”. ونُقل عن إردوغان قوله: “أبلغناهم… لا نعتبر تعاونكم مع جماعة إرهابية في الرقة أمراً سليماً”، لكنه قال إنه يتوقع أن تلعب تركيا دوراً في سوريا. وقال “أعتقد أنهم سيلجأون لنا فيما يتعلق بموضوع سوريا”.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم “التحالف الدولي” الكولونيل ريان ديلون، الخميس، إن “قوات سوريا الديموقراطية” المدعومة أميركياً، انتزعت السيطرة على 350 كيلومتراً مربعاً في الأسبوع الماضي “لتضيق الخناق” على التنظيم في حملة تهدف لعزل قاعدة عملياته في الرقة.
وقال ديلون لـ”رويترز” إن ما يتراوح بين 3000 و4000 من مقاتلي التنظيم متحصنون في مدينة الرقة، حيث يواصلون تعزيز الدفاعات للتصدي للهجوم المتوقع، ما يدفع “التحالف” لشن ضربات جوية لمنعهم من ذلك.
وقال ديلون: “في الأسبوع الماضي ضيقت قوات سوريا الديمقراطية الخناق حول تنظيم الدولة الإسلامية في شمال وشرق وغرب الرقة”. واقتربت قوات سوريا الديمقراطية لمسافة أربعة كيلومترات من الرقة في أقرب نقطة لها من المدينة. وأضاف: “أخذوا حوالي 350 كيلومترا مربعا من الأراضي من داعش، ومن ثم يواصلون التقدم… ويحكمون حلقة العزل تلك أكثر فأكثر فأكثر، وبصراحة شديدة دون مقاومة إلى حد بعيد”.
وقال ديلون إنه لم يتم تسليم أي عتاد ولا توجد تفاصيل بشأن أنواع الأسلحة والمعدات التي سوف تتسلمهما “قوات سوريا الديموقراطية”.
النظام يتقدم في ريف حلب الشرقي.. باتجاه ديرالزور
خالد الخطيب
حققت مليشيات النظام تقدماً كبيراً على حساب تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريف حلب الشرقي، الأربعاء، وسيطرت على قرى وبلدات الخالدية والمزيونة وأم نسور وجب علي وخربة حسن وعطيرة والنافعية ومحطة الأبقار ومساكن موظفي محطة الأبقار وتل حسان، بالإضافة إلى سيطرتها على جبل بيلان جنوبي مطار الجراح.
التقدم الجديد لمليشيات النظام أتى بعد أيام من سيطرتها على مطار الجراح العسكري “كشيش” في 13 مايو/أيار، وشهدت المناطق المحيطة بالمطار معارك عنيفة بين الطرفين. وحاول التنظيم أكثر من مرة استعادة السيطرة على المطار عبر شن هجمات متتالية من الجهة الغربية إلا أن القصف الجوي والمدفعي والصاروخي الذي استهدف معاقل التنظيم وتحصيناته كبده خسائر كبيرة وأعاق تقدمه ودفعه للانسحاب نحو ريف مسكنة.
واعتمدت مليشيات النظام في عملياتها العسكرية ضد التنظيم بشكل رئيسي على الطلعات التي نفذتها مروحيات النظام التي ألقت مئات البراميل المتفجرة على البلدات المحيطة بالمطار، وصولاً إلى مسكنة وريفها جنوب شرقي حلب، ما تسبب في مقتل خمسة أطفال وجرح آخرين في بلدة الحمام من ريف مسكنة. وفي الوقت نفسه استهدفت المقاتلات الروسية مواقع التنظيم في المنطقة.
ومنذ أن سيطرت مليشيات النظام على مطار الجراح حاولت التقدم باتجاه مسكنة، عبر شريط يوازي نهر الفرات، وتحاشت فتح جبهة عريضة ضد التنظيم، بسبب قلة أعداد مقاتليها الذين ينتمون بشكل رئيس إلى مليشيات “لواء القدس” و”لواء الباقر” و”مليشيا النمر” و”حزب الله” اللبناني. وسيطرت تلك المليشيات فعلاً على مجموعة التلال الواقعة إلى الجنوب من المطار، لكنها تعرضت إلى هجمات عنيفة شنها التنظيم في محيط المطار من الغرب والجنوب الغربي، وخسرت خلالها عدداً كبيراً من عناصرها. الأمر الذي أجبر المليشيات على فتح جبهات جديدة بعدما استقدمت تعزيزات إضافية من “لواء الباقر”، تم استدعاؤها من ريف حماة الشمالي.
مليشيات النظام اتبعت سياسة حرق الأراضي الزراعية أمام تقدمها، لتفجير الألغام التي زرعها التنظيم في القرى والبلدات التي ينسحب منها، ولحرمان عناصر التنظيم من إمكانية التخفي والمناورة بين بساتين القمح والشعير التي تشتهر بها المنطقة. وغادر السكان القرى التي تقدمت إليها مليشيات النظام قبل فترة بسبب القصف الكثيف الذي استهدفها.
مليشيات النظام خسرت خلال تقدمها في محيط مطار الجراح، الأربعاء، أكثر من 100 عنصر بين جريح وقتيل، معظمهم ينتمون لـ”مليشيا النمر” التابعة للعقيد سهيل الحسن، والتي خسرت القائد البارز فيها علي دلا، قائد “مجموعة الفهود”.
ومن المتوقع أن تشهد العملية العسكرية التي يشنها النظام في ريف حلب الجنوبي الشرقي تصعيداً جديداً خلال الساعات القادمة مع وصول المعارك إلى منطقة البادية التي تفصل ريف حلب عن ريف الرقة، وهي مناطق تقل فيها التجمعات السكانية والعمرانية، ولا يمتلك التنظيم فيها دفاعات قوية ومراكز ثقل عسكري سوى مدينة مسكنة التي تتعرض بشكل يومي للقصف الجوي من طيراني النظام وروسيا. كذلك ما تزال التعزيزات العسكرية تتوافد إلى ريف حلب الشرقي والجنوبي الشرقي مع احتمال فتح جبهات جديدة جنوبي معامل الدفاع وشرقي الجبول وشرقي خناصر التي يمر منها طريق امداد قوات النظام نحو حلب، قادماً من السلمية. وبذلك تتابع مليشيات النظام سياسة الالتفاف من جديد عبر مهاجمة مسكنة في أكثر من محور، والضغط على التنظيم لكي ينسحب منها.
وترى مليشيات النظام أن فتح الجبهة شرقي خناصر باتجاه مسكنة، ضروري لتوجيه ضربات استباقية للتنظيم الذي حاول أكثر من مرة قطع الطريق. إذ شنّ التنظيم أكثر من أربعة هجمات خلال الأسبوع الحالي، قتل خلالها نحو 30 عنصراً من مليشيات النظام. ولذلك تستعد مليشيات شيعية من بينها “حركة النجباء” و”فاطميون” لإشغال تلك الجبهة، أو على الأقل حمايتها من الهجمات المتواصلة التي يشنها التنظيم. “فاطميون” و”النجباء” وجهتا تعزيزات إلى جنوبي السفيرة وشمالي خناصر خلال الساعات 48 الماضية.
ولا تقتصر أهداف النظام في معركته التي يخوضها في ريف حلب الجنوبي الشرقي على طرد التنظيم منه، فلا مسوّغ للتقدم بهذه الكلفة الكبيرة في المناطق الهامشية التي بقيت بقبضة “الدولة الإسلامية” بعدما سيطرت مليشيات النظام على معظم المواقع الاستراتيجية في ريف حلب.
النظام وحلفاؤه يسعون للتمدد أكثر في المنطقة الصحراوية، وفتح طريق صحراوي إلى مدينة ديرالزور، الطريق الاستراتيجي الذي يصل العراق بسوريا، والذي تسعى إيران إلى تأمينه، ما يُحتّم عليها تأمين مساره عبر قطع الطريق على منافسي النظام في الشمال والجنوب السوريين. ولا يتحقق ذلك إلا بالسيطرة على المناطق الصحراوية شرقي حماة وحلب، والتي تقع إلى الجنوب من الرقة.
الخيارات مفتوحة أمام مليشيات النظام، وهي الآن تركز جهدها الحربي في محاور جنوب وشرق حلب ضد التنظيم، ولن تكون مسكنة المحطة الأخيرة. ومن المفترض أن تتابع باتجاه الرصافة، ونقطة تقاطع الطرق في البادية جنوبي الطبقة. وفي الوقت ذاته، من المحتمل أن تشغل مليشيات النظام محوراً جديداً قادم من إثريا شرقي حماة ليلتقي المحوران في الرصافة، ومنها يمكن التقدم باتجاه دير الزور في حال تعثر التقدم في المحور الرئيسي؛ تدمر-السخنة-ديرالزور، والذي يُخشى فيه منافسة فصائل المعارضة المدعومة أميركياً القادمة من الجنوب السوري.
يدرك النظام وحلفاؤه أن فتح جبهة البادية والتطلع لأهداف كبيرة وصولاً إلى ديرالزور مكلف جداً، وهي تحتاج أعداداً كبيرة من المقاتلين. ولذلك كثف النظام من حملات “التجنيد الإجباري” خلال أيار/مايو، بشكل كبير في حلب. وكذلك توجهت تعزيزات إضافية لمليشيات شيعية من بينها “النجباء” و”حزب الله” و”فاطميون”، وغيرها إلى مناطق البادية. كما أعلنت مليشيا “لواء القدس” عن رغبتها في تجنيد أعداد كبيرة من الراغبين بالانتساب إلى صفوفها، بعدما حصلت مؤخراً على دعم عسكري من إيران يشمل سيارات دفع رباعي وأسلحة متوسطة ومدفعية. ووعدت مليشيا “لواء القدس” الراغبين بالانتساب اليها بإعفائهم من العقوبة في حال كانوا من المتخلفين أو الفارين من “خدمة العلم” لدى النظام.
رد وفد المعارضة على وثيقة دي ميستورا
ردت “الهيئة العليا للمفاوضات” على مقترح “الآلية التشاورية” التي قدمها فريق المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، بعدما درسته “بعناية فائقة”، وخلصت إلى أنها تُعيد التذكير؛ بالتزامها “العملية السياسية التي دعت إليها الأمم المتحدة بهدف التنفيذ الكامل لبيان جنيف 30 حزيران 2012، والذي أيده قرار مجلس الأمن 2118 لعام 2013، وذلك وفقاً لما ورد في الفقرة 1 من قرار مجلس الأمن 2254 لعام 2015”.
وكذلك ذكّرت الهيئة “بالفقرة الثانية من قرار مجلس الأمن 2254، والذي دعا الأمين العام..ومبعوثه الدولي الخاص إلى سوريا بدعوة ممثلي المعارضة والنظام إلى الدخول في مفاوضات رسمية بشأن عملية انتقال سياسي عملاً ببيان جنيف”. والتذكير بأن “القرار 2254 قد نصّ بشكل واضح على أن السوريين وحدهم هم الذين سيقررون من يمثّلهم في هذه المفاوضات.. وأن مقدمة قرار مجلس الأمن 2254 قد نصت بشكل واضح على اعتبار نتائج مؤتمر الرياض المنعقد في العام 2015 هي التي تمهد لعقد مفاوضات.. وعليه فإن الهيئة العليا للمفاوضات واستنادا لهذا القرار هي التي تشكل الطرف المفاوض الرسمي المعني بالانخراط بعملية سياسية هادفة لتنفيذ بيان جنيف”.
وفد “الهيئة العليا” أشار إلى أن “الفرة الرابعة من قرار مجلس الأمن 2254 قد نصت بشكل واضح على خريطة طريق وآليات عمل لتنفيذ بيان جنيف، خلال جدول زمني محدد، وضمن تراتبية محددة”. ولذا فإن “نقطة البداية كما نص عليها قرار مجلس الأمن 2254 وقرار مجلس الأمن 2118، هي في تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تمارس كافة الصلاحيات التنفيذية في الدولة”.
قرارات الشرعية الدولية، التي ذكّر بها، وبأسسها وآلياتها، “وفد الهيئة العليا”، ترافق مع دعوة “مكتب المبعوث الخاص لبذل الجهود المطلوبة من أجل اقناع النظام وحلفائه بضرورة الانصياع للمتطلبات والالتزامات الواردة في قرار مجلس الأمن 2254، وعلى رأسها الانخراط بعملية سلام رسمية لضمان التنفيذ الكامل لبيان جنيف 2011”.
بيان “الهيئة العليا” أشار إلى الانتهاكات وجرائم الحرب التي يرتكبها النظام، ومنها مجزرة الكيماوي في خان شيخون، وبناء أفران لحرق الجثث في معتقل صيدنايا العسكري، وقال: “إن من أولويات السياسة الآن الوقف الفوري لهذه الجرائم..والإسراع بتقديم مرتكبيها إلى المحاكمة، طبقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة..”.
وأعاد الوفد التذكير “بأهمية تنفيذ القفقرات 12 و13 و14 من قرار مجلس الأمن 2254 باعتبارها التزامات قانونية مفروضة غير قابلة للتفاوض” ودعا بالتالي إلى “تفعيل الآليات القانونية المتضمنة في قرارات مجلس الأمن… من أجل حماية السوريين من جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي ترتكبها قوات النظام وحلفائها من القوات المرتزقة الطائفية التابعة لإيران وقوات الحرس الثوري الإيراني والقوات التابعة للاتحاد الروسي”.
وفد “الهيئة العليا” ثمّن جهود المبعوث الدولي، لكنه طالب بردود محددة وواضحة ومكتوبة على استفساراته، بخصوص “المقترح الذي يحوي أوجهاً غامضة وغير واضحة المعالم وتحتاج إلى توضيحات حتى يتسنى لنا الوقوف على جوهر هذا المقترح ومدى جدواه في دفع العملية السياسية إلى الأمام..”.
وكان فريق المبعوث الدولي قد وزع مقترح “الألية التشاورية” على وفدي المعارضة والنظام، الثلاثاء، واستمهل “وفد الهيئة العليا” الردّ حتى دراسة المقترح. ويبدو أن مقترح دي ميستورا، بحسب بيان “الهيئة العليا”، يحفل بالخروقات للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن 2254 و2118 ولبيان جنيف.
والهدف من الآلية، بحسب فريق المبعوث الدولي، هو “تقديم الدعم للمباحثات السورية-السورية، بهدف المساعدة على تحقيق تقدم سريع يكون مبنياً على أسس دستورية وقانونية صلبة، ورؤى قانونية محددة، وكذلك ضمان عدم وجود فراغ دستوري في أي وقت خلال عملية الانتقال السياسي المتفاوض عليه”. وركزت الوثيقة على موضوع الانتقال السياسي، إذ “ستقوم الآلية بدراسة الجوانب الفنية المتعلقة بالمسائل الدستورية والقانونية التي ستحتاج الأطراف السورية إلى النظر فيها وحلها، لدى تقديم مقترحات أو مواقف خلال الجلسات الرسمية”.
الآلية سيترأسها مكتب المبعوث الأممي “مستعينا بعدد من الخبراء من المكتب، وتشمل الآلية مشاورات منفصلة يجربها مكتب المبعوث الخاص، مع عدد من الخبراء القانونيين تسميهم الحكومة والمعارضة المشاركة في المباحثات السورية السورية في جنيف”.
كما ستعمل الآلية التشاورية على “صياغة عدد من الخيارات للعرض على الأطراف حول عملية صياغة دستور، وعقد مؤتمر وطني، وكذلك تحديد عدد من البدائل التي تتضمن إيجاد أسس دستورية وقانونية صلبة، لأي اتفاق إطاري يتم التواصل إليه بجنيف، ويكون متضمناً حزمة متكاملة، بما في ذلك ضمان إنشاء حكم شامل وذا مصداقية، وغير قائم على الطائفية وفق القرار الأممي 2254”.
وفد الهيئة العليا للمفاوضات كان قد أبدى استهجانه من الآلية، واعتبر أنها مربكة له، إذ لم يكن على علم مسبق بطرحها، لكنه أكد استعداده لنقاشها والرد عليها رغم “التحفظ الأولي”، قبل أن يعلن المتحدث باسم الوفد سالم المسلط أن المبعوث الدولي سحب مبادرته حول تشكيل آلية تشاورية لنقاش الدستور، بعدما قدّمت المعارضة تحفظاتها وأسئلتها عليها، في حين لم تؤكد الأمم المتحدة صحة هذه الأنباء بعد.
دي ميستورا يربك المعارضة بوثيقة حول الدستور
التقى المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الأربعاء، وفدي الحكومة السورية والمعارضة السورية، في اليوم الثاني من محادثات السلام في جنيف، التي انطلقت الثلاثاء بلقاءين مماثلين، نوقشت خلالهما مسألة الدستور.
وتسلم الوفدان السوريان وثيقة حول إعداد دستور جديد لسوريا، وأشارت مصادر في الوفد المعارض إلى ان الوثيقة تقترح أن يتم تشكيل فريق من نشطاء بارزين في المجتمع المدني وشخصيات تكنوقراط، يقومون بالتمهيد لإعداد الدستور الجديد.
وفد الهيئة العليا للمفاوضات أبدى استهجانه من الوثيقة، واعتبر أنها مربكة له، إذ لم يكن على علم مسبق بطرحها، لكنه أكد استعداده لنقاشها والرد عليها رغم “التحفظ الأولي”، قبل أن يعلن المتحدث باسم الوفد سالم المسلط أن المبعوث الدولي سحب مبادرته حول تشكيل آلية تشاورية لنقاش الدستور، بعدما قدّمت المعارضة تحفظاتها وأسئلتها عليها، في حين لم تؤكد الأمم المتحدة صحة هذه الأنباء بعد.
وتنص الوثيقة على “آلية تشاورية” تعمل على “رؤى قانونية محددة وكذلك ضمان عدم وجود فراغ دستوري أو قانوني في أي وقت خلال عملية الانتقال السياسي الذي يتم التفاوض عليه”.
وتشهد هذه الجولة من جنيف تضييقاً على وفدي المعارضة والحكومة السورية، بمنعهما من عقد مؤتمرات صحافية تجنباً لتوتير الأجواء كما حصل في الجولات السابقة بسبب تقاذف الاتهامات والإهانات بين الطرفين.
وما تزال سلال دي ميستورا الأربعة؛ مكافحة الإرهاب، نظام الحكم، الدستور الجديد، وتنظيم انتخابات، في صلب محادثات هذه الجولة، بعدما تم الاتفاق على تحديد عناوينها في الجولة السابقة التي عقدت في آذار/مارس الماضي.
وفي موازاة لقاءاته مع الوفدين السوريين، التقى دي ميستورا السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة في جنيف هنري اينشر، بعد لقاء جمعه مع نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف.
حملة ترامب أجرت 18 اتصالاً مع مسؤولين روس
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، أن البيت الأبيض كان على علم بخضوع مايكل فلين لتحقيق فدرالي لدى تعيينه في منصب مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي. ونقلت الصحيفة عن مصدرين مقربين من ملف التحقيق، أن الجنرال فلين أبلغ دون ماكغان، المسؤول القضائي في الفريق الانتقالي للرئيس دونالد ترامب، بأنه موضع تحقيق، في 4 كانون الثاني/يناير، أي قبل تعيينه في هذا المنصب الأمني الحساس بفترة.
وكان فلين قد اضطرّ إلى الاستقالة في شباط/فبراير الماضي، لأنه لم يكشف عن اتصالاته مع السفير الروسي في الولايات المتحدة سيرغي كيسلياك. ويخضع فلين لتحقيق يجريه مكتب التحقيقات الفدرالي “أف.بي.آي” حول تدخل روسي مفترض في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
في غضون ذلك، كشفت وكالة “رويترز” أن فلين ومساعدين آخرين في حملة ترامب، كانوا على اتصال بمسؤولين روس “في 18 مناسبة على الأقل” خلال الأشهر السبعة الأخيرة من السباق الرئاسي الأميركي. ونقلت “رويترز” عن مسؤولين سابقين وحاليين مطلعين على الملف قولهم إن هذه المعلومات، التي يُكشف عنها للمرة الأولى، تخضع حالياً للمراجعة من قِبَل “أف.بي.آي” ومحققين تابعين للكونغرس، وذلك ضمن إطار التحقيق في العلاقات المُحتملة التي تربط بين حملة ترامب وروسيا.
ووفقاً للمصادر، فإن مساعدين لترامب ومن ضمنهم فلين، قد أجروا 6 اتصالات هاتفية مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك. وتكثفت الاتصالات بين فلين وكيسلياك بعد فوز ترامب بالرئاسة في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث تطرق الطرفان إلى إمكانية تأسيس قناة اتصالات خلفية بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد تتخطى هذه القناة بيروقراطية الأمن القومي الأميركي، التي يعتبرها كل من ترامب وبوتين “معادية لتحسين العلاقات” بين موسكو وواشنطن وفقاً للمصادر.
وبالإضافة إلى الاتصالات الستة بين فلين والسفير الروسي، تم تبادل 12 رسالة الكترونية ونصية، بين مسؤولين روس ومقربين من الكرملين، ومسؤولين في حملة ترامب. وتمحورت هذه الاتصالات حول تحسين العلاقات الاقتصادية بين البلدين التي تأذت بفعل العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا، بالإضافة إلى التعاون في الحرب ضد “داعش” واعتماد سياسة أكثر “حزماً” تجاه الصين.
وكشفت المصادر أن اتصالاً جرى بين مسؤول في حملة ترامب والسياسي الأوكراني الاوليغارشي فيكتور ميدفيدشوك، الذي تجمعه علاقة شخصية بالرئيس الروسي من خلال ابنته، وتمحورت الاتصالات حول تعاون أميركي-روسي.
وبينما يؤكد مراقبون أن قيام حملات رئاسية باتصالات مع مسؤولين أجانب ليس بأمر غير عادي، يؤكدون أن الاتصالات بين مساعدي ترامب والمسؤولين الروس “كان استثنائياً”، بالإضافة إلى أن طبيعة العلاقة بين واشنطن وموسكو، الموسومة بالعدائية، تزيد من علامات الاستفهام حيال هذه الاتصالات.
وقال نائب وزير الخارجية السابق الجمهوري ريتشارد أرميتاغ إنه “من النادر أن يكون هناك العديد من المكالمات الهاتفية مع المسؤولين الأجانب، وخاصة مع بلد نعتبره عدواً أو قوة معادية”.
إلى ذلك، عيّنت وزارة العدل الأميركية المدير الأسبق لمكتب التحقيقات الفدرالي “اف. بي.آي” خلال عهدي جورج بوش وباراك اوباما، روبرت مولر، محققاً خاصاً في التحقيق حول علاقات محتملة بين مقربين من ترامب وروسيا. ويشكّل تعيين مولر نكسة للإدارة الأميركية التي كانت تعتبر أن التحقيق الحالي كاف.
أكثر من 50 قتيلا في هجوم لتنظيم داعش في وسط سوريا
أ. ف. ب.
بيروت: قتل اكثر من 50 شخصا، بينهم 15 مدنيا، الخميس في هجوم لتنظيم الدولة الاسلامية على قريتين تسيطر عليهما قوات النظام في محافظة حماة في وسط البلاد، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لفرانس برس “شنّ تنظيم الدولة الاسلامية فجر الخميس هجوما على قريتي عقارب والمبعوجة في ريف حماة الشرقي”، ما اسفر عن مقتل 15 مدنيا، بينهم خمسة اطفال، فضلا عن 27 مقاتلا مواليا للنظام. ولا تزال هوية عشر جثث أخرى غير معروفة اذا كانت لمدنيين او مقاتلين موالين.
دي ميستورا يلتقي وفدي المعارضة والنظام بجنيف
بحث وفد المعارضة السورية إلى مفاوضات جنيف مع المبعوث الدولي ستفان دي ميستورا الآليات الدستورية خلال المرحلة الانتقالية، ومن المقرر عقد جلسة أخرى مساء اليوم الخميس لبحث الحكم الانتقالي، وذلك بعد أن التقى المبعوث وفد النظام في سياق الجولة السادسة من المفاوضات.
وأفاد مراسل الجزيرة في جنيف أن وفدا مصغرا من الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية سيلتقي أيضا غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسية في مقر الأمم المتحدة بجنيف اليوم.
وقال بيان للمبعوث الدولي إنه باشر اليوم مسار بحث تقني ابتدأه بلقاء مع وفد النظام السوري حول القضايا المتعلقة بالدستور، مضيفا أن دي ميستورا كان قد أبلغ الأطراف عزمه إقامة مسار تقني يتعلق بمعالجة المسائل الدستورية والقانونية في المفاوضات السورية.
وسبق أن أكد وفد المعارضة أمس أن دي ميستورا سحب مبادرته حول تشكيل آلية تشاورية لنقاش الدستور، وذلك بعد أن وضعت المعارضة الكثير من الملاحظات على المبادرة.
ونقلت وكالة الأناضول عن المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات بالمعارضة سالم المسلط اليوم أن “الشعب السوري لا يريد مناقشة دساتير تكتب له في طهران وموسكو” وقال إن الوفد فوجئ بمبادرة دي ميستورا عندما طرحها وإنه لم يبلغهم عنها مسبقا.
وأشار المسلط -في حديث مع الجزيرة أمس- إلى أن المبادرة تتضمن بنودا لا يمكن أن تكون صالحة، موضحا أن الدستور يجب أن يضعه الشعب السوري في دمشق.
وتنص المبادرة -التي حصلت الجزيرة على نسخة منها- على ضمان غياب أي فراغ دستوري أو قانوني بأي مرحلة انتقالية، وأن يترأس الآلية مكتب المبعوث الدولي مستعينا بخبراء، إضافة إلى خبراء قانونيين تسميهم الحكومة والمعارضة المشاركتان في مباحثات جنيف.
كما أعرب المتحدث الآخر باسم الهيئة العليا للمفاوضات رياض نعسان آغا عن خشيته من أن يكون دي ميستورا متأثرا بالطرح الروسي، مضيفا للجزيرة أن وفد المعارضة سيقدم قبل نهاية المفاوضات وثيقتين للمبعوث الدولي: الأول تختص بوضع المعتقلين بسجون النظام، أما الثانية فتتعلق برفض المعارضة أي دور لـ إيران في سوريا.
هل قطع طريق “طهران- دمشق” بين العراق وسوريا؟
دبي – العربية.نت
في الوقت الذي أفادت العديد من الأنباء بإصرار ميليشيات الحشد الشعبي على التقدم أكثر باتجاه الحدود العراقية السورية من جهة غرب قضاء #تلعفر بمحافظة #نينوى ، التي تبعد حوالي 30 ميلاً عن غرب #الموصل ، وربما التوغل إلى داخل الحدود السورية ، حذر مراقبون مما يمكن تسميته “خط بري” تمده #طهران من العراق باتجاه #سوريا وصولاً إلى #لبنان حيث ميليشيات حزب الله الحليف الأبرز لإيران.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر سورية معارضة الأربعاء انتشار قوة برية تابعة للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، في قاعدة #التنف العسكرية في #شرق_سوريا . وذكرت المصادر لـصحيفة “الشرق الأوسط” أن القوة الأميركية – البريطانية – النرويجية، تنفذ عمليات خاصة ضد تنظيم #داعش ، قبل أن تعود إلى #معسكر_التنف . ورأت المصادر أن تفعيل دور هذه القوة يهدد مساعي النظام السوري للوصول إلى معبر التنف الحدودي مع العراق لفتح “طريق دمشق – بغداد”، ولاحقاً خط “طهران – دمشق”.
إنزال في دير الزور؟!
من جهة أخرى، قالت مصادر ميدانية في #دير_الزور (شرق سوريا) إن قوات التحالف الدولي الغربي نفذت إنزالاً جوياً استهدف موقعاً خاضعاً لسيطرة تنظيم #داعش في منطقة البوكمال قرب حدود العراق، بحسب ما أفادت صحيفة الحياة.
وأشارت إلى أن مروحيات تابعة للتحالف نفذت إنزالاً فجر الأربعاء في ريف #البوكمال واشتبكت مع عناصر داعش، ودمّرت لهم سيارتي دفع رباعي وخطفت عدداً لم يُحدّد منهم. ولم تتضح معلومات عن هويات المخطوفين، وما إذا كان يذكر أن #التحالف_الدولي نفذ أكثر من إنزال خلال الأشهر الماضية شرق سوريا وقتل أو خطف عدداً من عناصر داعش.
لكن إنزال البوكمال الآن يأتي بعد أيام قليلة من بدء معارضين سوريين مدعومين من الأميركيين والبريطانيين والأردنيين، هجوماً في البادية السورية على الحدود مع الأردن والعراق بهدف الوصول إلى البوكمال وقطع طريق إمداد داعش بين العراق وسوريا.
صحافي روسي يشهر سلاحه بوجه عضو وفد زار سوريا
العربية.نت – عهد فاضل
استطاع #الباحث_البريطاني #جوناثان_سباير الحصول على فيزا للدخول إلى مناطق تقع تحت سيطرة نظام الأسد، في شهر إبريل/نيسان الفائت. وذلك من خلال وفد جماعي يضم “أجانب” مؤيدين للأسد، حسب ما قاله سباير في تقريره المطوّل الذي نشره على موقعه الإلكتروني الذي يحمل اسمه:jonathanspyer.com بتاريخ التاسع من الجاري، وبعد عودته من سوريا، وكذلك نشره على صفحته الفيسبوكية، بالتاريخ السالف ذاته.
وفجّر الباحث البريطاني مفاجأة في تقريره، عندما ذكر حادثة تتعلق بقيام #صحافي_روسي، لم يسمّه، بإشهار سلاحه وتهديده عضواً بالوفد الذي كان سباير في عداده. حيث أكد الأخير أن سلطات #الأسد لم تستطع فعل شيء مع ذلك الصحافي الروسي “المخمور” الذي هدّد بسلاحه عضواً في وفد “أجنبي” يزور البلاد، لأن الرجل “كان روسياً” على حد قوله، ولأن “موظّفي نظام الأسد” لا يتمتّعون “بسيادة حتى في عاصمتهم”. منتهياً، في تلك الفقرة من تقريره إلى القول: “النظام، اليوم، إلى حدّ كبير، بنية جوفاء”.
وسخر سباير من شعار “حلب في عيوننا” الذي وضعه خلفية لحسابه الفيسبوكي، والذي يرفعه نظام الأسد، مشيراً إلى أن النظام السوري يعني من أن #حلب في عينيه، وأنها تحت المراقبة والرصد والتفتيش.
وسبق للصحافي السالف أن دخل سوريا، إنما إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية. كما ذكر في تقريره.
ولأن الصحافي البريطاني كتب تقريراً لا يوافق أهواء إعلاميي النظام، وفاجأهم بقناعاته التي أطاحت بصورة الأسد التي يسعون على الدوام، لتلميعها وتقديمها على عكس الواقع، فقد شنّوا هجوماً على وزير إعلام النظام ووزير مصالحته وبقية من استقبلوه، بعدما تم استقباله رسمياً وقدموا له تسهيلات يسيل لها لعاب أي صحافي استقصائي يطمح برؤية الواقع عن قرب، ثم فاجأهم بكتابة تقرير عن زيارته بعنوان: “الأسد تاج أجوف”، كشف فيه سيطرة إيران والميليشيات التابعة لها، والقوات الروسية، على مجمل مفاصل الحياة داخل سوريا، وتحوّل نظام الأسد إلى وجود وهمي بلا دلالة، اختصره الباحث بتعبير مثير: الأسد تاجٌ أجوف Assad’s Hollow Crown ، أي سلطة فارغة مجوّفة وخالية من أي مدلول.
ومن جملة الإغراءات التي قدمها النظام السوري للصحافي البريطاني، السماح له بالاجتماع مع ضباط في جيش الأسد ونقل تصريحات عنهم، ونقل تصريحات عن وزير إعلامه محمد رامز ترجمان، والذي يتعرض الآن لحملة “عنيفة” من إعلاميي الأسد. فقد ذكر الصحافي البريطاني أن تنظيم الجولة لزيارة سوريا، تمت بالتنسيق مع وزارة إعلام النظام، وأن الأخيرة وفّرت للوفد ممثلاً يرافق الوفد في كل تنقلاته.
والتقى سباير وزير المصالحة في حكومة النظام علي حيدر، ونشر صورة للاجتماع الذي ضم بالإضافة إلى سباير، بعض أفراد الوفد الذي زار سوريا، وفي مناطق تقع تحت سيطرة الأسد.
يذكر أن إعلام ميليشيات ” #حزب_الله” يشير إلى الصحافي البريطاني جوناثان سباير بأنه “صحافي إسرائيلي” بينما تعتمد بعد المصادر الإعلامية العربية تسميته بـ”الصحافي البريطاني”. وسباير مقيم في #إسرائيل، وهو باحث في مركز البحوث العالمية الدولية المعروف اختصارا بـ”غلوريا”.
وطالب إعلاميون في فضائية النظام السوري، بإجراء تحقيق “فوري” في موضوع “دخول جوناثان سباير واستقبال وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية له”. وذلك بعدما نشر الباحث تقريره الموسّع عن زيارته مناطق في سوريا تقع تحت سيطرة النظام، وبموافقة رسمية منه.
وقال المراسل التلفزيوني رضا الباشا، والذي سبق لوزارة إعلام الأسد أن أوقفته عن العمل داخل الأراضي السورية، بعد كشفه لقضية سرقة أهل حلب “التعفيش”، من قبل جيش الأسد والميليشيات التي تقاتل معه، بعد سيطرة جيش الأسد عليها، وعلى صفحته الفيسبوكية، إن نظام الأسد باسم الصحافة أدخل صحافياً “صهيونياً” إنما يمنع من يحبّون سوريا من دخولها.
وكذلك فعل الدكتور أكرم عمران، صاحب صفحة فيسبوكية تدعى “سوريا فساد في زمن الإصلاح” عندما هدّد بأن كل من ساهم بزيارة الصحافي السالف إلى سوريا، سوف يحال إلى التحقيق، على حد قوله على صفحته الفيسبوكية الخاصة، وعلى صفحته الفيسبوكية الإخبارية الموالية المشار إليها سالفاً.
جنيف6.. المعارضة تنتقد مقترح دي ميستورا حول الدستور
جنيف- العربية.نت
طال سهام الانتقادات مساء الأربعاء مقترح المبعوث الأممي إلى #سوريا، ستيفان #دي_ميستورا، حول تشكيل آلية تشاورية حول الدستور.
وكان دي ميستورا قدم الثلاثاء في أول يوم من محادثات جنيف بجولتها السادسة، ورقة تقترح تشكيل فريق من الناشطين في المجتمع المدني والتكنوقراط لتمهيد الطريق أمام إعداد #دستور جديد.
وتنص #الوثيقة، بحسب مصادر المعارضة، على آلية تشاورية تعمل على رؤى قانونية محددة، وكذلك ضمان عدم وجود فراغ دستوري أو قانوني في أي وقت خلال عملية #الانتقال_السياسي الذي يتم التفاوض عليه.
في المقابل، قال مسؤولون في #وفد_المعارضة بجنيف إن الوثيقة لم تكن ضمن جدول الأعمال وإن لديهم تحفظات كثيرة حولها، لا سيما وأنها تشتت الانتباه عن مطالب المعارضة الأساسية. كما تساءل بعض أطياف المعارضة كيف يمكن الحديث عن دستور أو آلية دستورية في الوقت الذي يعجز فيه المجتمع الدولي عن تحقيق أي تقدم أوو تغيير في المشهد السوري.
“اعتراضات وتحفظات المعارضة”
يذكر أن اليوم الثاني (الأربعاء) من الجولة السادسة من مفاوضات #جنيف حول #سوريا تميز بضجة إعلامية حول جملة قالها المبعوث الأممي، ستيفان #دي_ميستورا، لأعضاء وفد #المعارضة_السورية أثناء استقباله لهم مساء الأربعاء في مقر الأمم المتحدة.
فأثناء النقاش حول الوثيقة التي قدمها دي ميستورا الثلاثاء للوفد تحت اسم “الآلية التشاورية حول المسائل الدستورية والقانونية”، قدم وفد المعارضة مذكرة تضمنت عدداً كبيراً من الاستفسارات والتحفظات على ما تضمنته الوثيقة لناحية تولي مكتب المبعوث الخاص رئاسة الآلية التشاورية التي ستضم خبراء من #الأمم_المتحدة ومن المعارضة و #النظام ومن #المجتمع_المدني والدول المعنية بالحل في سوريا، على أن تقدم هذه الآلية التشاورية أفكاراً لوفدَيْ النظام والمعارضة حول صياغة دستور جديد لسوريا وعقد مؤتمر حوار وطني. وبحسب مصادر متعددة في وفد المعارضة إلى جنيف فقد تراجع دي ميستورا عن وثيقته أمام تحفظات الوفد، قائلاً إنه مستعد لسحبها لكن المعارضين طلبوا فقط تعديلها وإعادة صياغتها.
وأوضح أعضاء في وفد المعارضة لـ”العربية.نت” أن محور اعتراضهم على وثيقة المبعوث الأممي هو خشيتهم من أن تحوّل الأنظار، بتواطؤ من الروس، عما تعتبره المعارضة الهدف الرئيسي من مفاوضات جنيف وهو تحقيق #الانتقال_السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي، على أن يُصار لاحقاً وفي ختام المرحلة الانتقالية إلى إنشاء جمعية تأسيسية تتولى صياغة مسودة دستور تُعرض على الاستفتاء العام، في حين تهدف وثيقة دي مستورا إلى تجاوز هذا الترتيب الذي نصت عليه قرارات أممية للوصول فوراً إلى مرحلة صياغة الدستور.
جنيف.. وفد النظام يوافق على لقاء قانونيين بشأن الدستور
المعارضة تحفظت على مبادرة دي ميستورا خوفا من الغرق في التفاصيل
أعلن رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري، الخميس، الموافقة على لقاء خبراء قانونيين من الامم المتحدة بشان الدستور.
واستطرد الجعفري قائلا ان هذه اللقاءات لا تمت بصلة للآلية التشاورية بشان الدستور التي اقترحها المبعوث الاممي ستيفان ديم مستور. رافضا ما سماه بأي تدخل خارجي في موضوع الدستور.
هذا وطال سهام الانتقادات مساء الأربعاء مقترح المبعوث الأممي إلى #سوريا، ستيفان #دي_ميستورا، حول تشكيل آلية تشاورية حول الدستور.
وكان دي ميستورا قدم الثلاثاء في أول يوم من محادثات جنيف بجولتها السادسة، ورقة تقترح تشكيل فريق من الناشطين في المجتمع المدني والتكنوقراط لتمهيد الطريق أمام إعداد #دستور جديد.
وتنص #الوثيقة، بحسب مصادر المعارضة، على آلية تشاورية تعمل على رؤى قانونية محددة، وكذلك ضمان عدم وجود فراغ دستوري أو قانوني في أي وقت خلال عملية #الانتقال_السياسي الذي يتم التفاوض عليه.
في المقابل، قال مسؤولون في #وفد_المعارضة بجنيف إن الوثيقة لم تكن ضمن جدول الأعمال وإن لديهم تحفظات كثيرة حولها، لا سيما وأنها تشتت الانتباه عن مطالب المعارضة الأساسية. كما تساءل بعض أطياف المعارضة كيف يمكن الحديث عن دستور أو آلية دستورية في الوقت الذي يعجز فيه المجتمع الدولي عن تحقيق أي تقدم أوو تغيير في المشهد السوري.
“اعتراضات وتحفظات المعارضة”
يذكر أن اليوم الثاني (الأربعاء) من الجولة السادسة من مفاوضات #جنيف حول #سوريا تميز بضجة إعلامية حول جملة قالها المبعوث الأممي، ستيفان #دي_ميستورا، لأعضاء وفد #المعارضة_السورية أثناء استقباله لهم مساء الأربعاء في مقر الأمم المتحدة.
فأثناء النقاش حول الوثيقة التي قدمها دي ميستورا الثلاثاء للوفد تحت اسم “الآلية التشاورية حول المسائل الدستورية والقانونية”، قدم وفد المعارضة مذكرة تضمنت عدداً كبيراً من الاستفسارات والتحفظات على ما تضمنته الوثيقة لناحية تولي مكتب المبعوث الخاص رئاسة الآلية التشاورية التي ستضم خبراء من #الأمم_المتحدة ومن المعارضة و #النظام ومن #المجتمع_المدني والدول المعنية بالحل في سوريا، على أن تقدم هذه الآلية التشاورية أفكاراً لوفدَيْ النظام والمعارضة حول صياغة دستور جديد لسوريا وعقد مؤتمر حوار وطني. وبحسب مصادر متعددة في وفد المعارضة إلى جنيف فقد تراجع دي ميستورا عن وثيقته أمام تحفظات الوفد، قائلاً إنه مستعد لسحبها لكن المعارضين طلبوا فقط تعديلها وإعادة صياغتها.
وأوضح أعضاء في وفد المعارضة لـ”العربية.نت” أن محور اعتراضهم على وثيقة المبعوث الأممي هو خشيتهم من أن تحوّل الأنظار، بتواطؤ من الروس، عما تعتبره المعارضة الهدف الرئيسي من مفاوضات جنيف وهو تحقيق #الانتقال_السياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي، على أن يُصار لاحقاً وفي ختام المرحلة الانتقالية إلى إنشاء جمعية تأسيسية تتولى صياغة مسودة دستور تُعرض على الاستفتاء العام، في حين تهدف وثيقة دي مستورا إلى تجاوز هذا الترتيب الذي نصت عليه قرارات أممية للوصول فوراً إلى مرحلة صياغة الدستور.
الدولة الإسلامية تقتل قرويين والمعارك تحتدم مع الجيش السوري قرب طريق سريع
بيروت (رويترز) – قالت وسائل إعلام رسمية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم الدولة الإسلامية هاجم قرية قرب الطريق الرئيسي بين حلب وحمص يوم الخميس وقتل الكثير من السكان.
وخسر التنظيم المتشدد مساحات كبيرة من الأراضي في سوريا في الآونة الأخيرة بعد أن توسع بشكل سريع في 2014 و2015 كما يتعرض لهجوم من تحالف مدعوم من الولايات المتحدة يضم فصائل كردية وعربية ومن الجيش السوري المدعوم من روسيا.
لكنه لا يزال يشن هجمات مضادة بما في ذلك التقدم الخاطف في ديسمبر كانون الأول للسيطرة على مدينة تدمر التي خضعت له لعدة أسابيع قبل أن يستعيد الجيش السيطرة عليها.
وقال التنظيم في رسالة على مواقع التواصل الاجتماعي إنه سيطر على قرية عقارب الصافية لكن الوكالة العربية السورية للأنباء أفادت بأن الجيش السوري تصدى للهجوم.
وذكرت الوكالة أن مقاتلي الدولة الإسلامية قتلوا 20 شخصا في القرية قبل أن يتمكن الجيش والفصائل المتحالفة معه من دحرهم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات مستمرة هناك وفي قرية الصبورة.
وأضاف المرصد أن ما لا يقل عن 34 شخصا بينهم مدنيون ومقاتلون من الجانبين قتلوا بينما أصيب العشرات. وقال إن بعض القتلى كانوا أسرى لدى التنظيم.
وقال المرصد السوري إنه في عام 2015 قتل التنظيم 46 مدنيا في بلدة قريبة.
وذكر المرصد أن 15 على الأقل من القتلى مدنيون بينهم خمسة أطفال وأن ثلاثة منهم أعدموا.
وتقع القريتان شمالي سلمية قرب الطريق الوحيد الذي لا يزال قابلا للاستخدام بين حلب ومناطق أخرى من سوريا تسيطر عليها الحكومة.
ويسيطر الجيش وحلفاؤه على الطريق وعلى شريط صغير من الأرض على الجانبين بينما يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على المنطقة الشرقية وتحتل جماعات سورية معارضة وجماعات إسلامية متشددة المنطقة الغربية.
وقال المرصد إن هذا هو أعنف هجوم تنفذه الدولة الإسلامية على الطريق حتى الآن هذا العام.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)
في سوريا .. رحلة بالحافلة تظهر تغير خريطة الحرب
من رودي سعيد
القامشلي (سوريا) (رويترز) – تزيد خدمة جديدة للحافلات تربط شمال شرق سوريا الذي يسيطر عليه الأكراد بغربها الذي تديره الحكومة آمال استئناف التجارة بين جزأين طال البعاد بينهما في بلد ممزق.
وكانت خدمة من هذا القبيل أمرا غير وارد قبل طرد تنظيم الدولة الإسلامية من المنطقة.
وتأمل السلطات التي يقودها الأكراد أن ينهي الممر الجديد العزلة الاقتصادية لمنطقتهم التي يقع على حدودها الحالية أطراف معادية. وبالنسبة لدمشق يبقي الممر على احتمال الحصول على الوقود والطعام من الشمال الشرقي الغني بالموارد.
وتمر الخدمة من القامشلي التي يسيطر عليها الأكراد إلى مدينة حلب عبر أراض انتزعت القوات الحكومية السورية السيطرة عليها من تنظيم الدولة الإسلامية في فبراير شباط بدعم من روسيا. وحتى ذلك الحين كان عدد قليل ممن يتسمون بالجرأة والجسارة يقومون برحلة تتطلب عبور مناطق تسيطر عليها الدولة الإسلامية وجماعات معارضة متنافسة.
وقال أحمد أبو عبود رئيس مكتب القامشلي بشركة الحافلات التي بدأت عملها في أواخر أبريل نيسان “لم يكن هناك ركاب قبل ذلك..عدد قليل للغاية بسبب الأوضاع الأمنية”.
ويزداد الطلب باطراد منذ تشغيل أول الحافلات الفاخرة البيضاء المكيفة الهواء. وأبلغ عبود رويترز في القامشلي أن الرحلات الأسبوعية زادت من اثنتين إلى ثلاث.
وقال مسؤول كردي إن الطريق يستخدم حتى الآن في السفر فقط وليس في التجارة.
وخدمة الحافلات هي نتاج لأحد أهم التحولات في خريطة الصراع السوري في الآونة الأخيرة مع ربط المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية وتلك الخاضعة لهيمنة الفصائل المسلحة المتحالفة مع الأكراد قرب مدينة منبج.
عداء تاريخي
تشير الخدمة إلى التغير في العلاقات بين حكومة دمشق والسلطات الكردية التي بسطت سيطرتها على مساحات واسعة من شمال البلاد منذ بدء الحرب في 2011.
وعلى الرغم من العداء التاريخي فإن أكراد سوريا والحكومة نادرا ما دخلوا في اشتباكات. كما وجدوا أنفسهم يقاتلون نفس الخصوم في الحرب الأهلية في مناطق تتلاقى فيها مصالحهم العسكرية. ومن الخصوم المشتركين جماعات معارضة تدعمها تركيا.
ويقول منتقدون إن وحدات حماية الشعب الكردية، الفصيل المسلح الرئيسي لأكراد سوريا، تعاونت مع القوات الحكومية. وتنفي الوحدات ذلك.
ويمر الطريق الذي تم فتحه حديثا غربا من القامشلي مارا بقطاع من الأرض تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف من فصائل مسلحة تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية. وجرى انتزاع السيطرة على أغلب المناطق التي تهيمن عليها قوات سوريا الديمقراطية من الدولة الإسلامية بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتلتقي المنطقة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية مع المناطق التابعة للحكومة السورية وحلفائها عند منطقة تقع إلى الجنوب من منبج.
وقال أبو عبود “سمعنا عن الطريق في وسائل الإعلام وبعد ذلك علمنا أنه افتتح. نحن على اتصال بالأطراف المعنية ولدينا اتصالات بجميع الأطراف..النظام والإدارة شبه المستقلة”.
وأضاف “الجانبان سهلا الأمر”.
وقال عبد الكريم صاروخان رئيس الإدارة التي يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا إن طريق الحافلات مبادرة خاصة ولا ترعاه الإدارة التي يدير شؤونها من مدينة عامودا على بعد 30 كيلومترا من القامشلي.
وأضاف متحدثا إلى رويترز أن الطريق لم يُستخدم بعد للتجارة. وكان صاروخان عبر في مقابلة مع رويترز في مارس آذار عن أمله في أن ينهي الطريق “الحصار” الاقتصادي المفروض على المنطقة التي تحدها تركيا من الشمال وإدارة كردستان العراق من الشرق، وكلاهما معاد للإدارة الكردية في شمال سوريا.
ولم يتسن الحصول على تعليق من مسؤولي الحكومة السورية. بيد أن مسؤولا في دمشق قال إن خدمة الحافلات أمر إيجابي وأشار إلى أنه نال موافقة الحكومة.
وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه “أي تحرك يساعد على الاتصال الجغرافي بين المناطق السورية بمعرفة الدولة السورية يعتبر شيئا مفيدا وجيدا”.
ولمح الجانبان في الآونة الأخيرة إلى استعداهما للتوصل إلى تسوية سياسية. وتقول وحدات حماية الشعب الكردية إنها “لن تكون لديها مشكلة” مع الحكومة عند حصول الأكراد على حقوقهم وعبر وزير الخارجية السوري عن ثقته في إمكان التوصل إلى “تفاهم”.
وسمحت وحدات حماية الشعب الكردية للحكومة السورية بمواصلة السيطرة على جيوب من الأرض في الشمال الشرقي ومنها مطار القامشلي الذي تنطلق منه رحلات إلى دمشق.
في الوقت نفسه سمحت الحكومة لوحدات حماية الشعب الكردية بالاحتفاظ بالسيطرة على منطقة كردية في مدينة حلب.
لكن الشكوك لا تزال قائمة. ويروج كل جانب لرؤى متضاربة لمستقبل سوريا. فالجماعات الكردية وحلفاؤها في الشمال يريدون الاحتفاظ بالحكم الذاتي في أي اتفاق سلام ويدعون إلى نموذج اتحادي لسوريا.
أما الأسد، الذي يسيطر على مساحات واسعة من غرب سوريا، فقال مرارا إنه يريد إعادة جميع أنحاء البلاد إلى سيطرة الحكومة ورفض العام الماضي مجالس الحكم المحلي التي تأسست في المناطق الكردية ووصفها بأنه “هياكل مؤقتة”.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)
التحالف الأمريكي: قوة سورية تضيق الخناق على الدولة الإسلامية في الرقة
بيروت (رويترز) – قال متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا إن قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة انتزعت السيطرة على 350 كيلومترا مربعا في الأسبوع الماضي “لتضيق الخناق” على التنظيم في حملة تهدف لعزل قاعدة عملياته الرقة.
وقال الكولونيل ريان ديلون المتحدث باسم التحالف لرويترز في مقابلة عبر الهاتف من بغداد إن من المعتقد أن ما يتراوح بين 3000 و4000 من مقاتلي التنظيم متحصنون في مدينة الرقة حيث يواصلون تعزيز الدفاعات للتصدي للهجوم المتوقع مما يدفع التحالف لشن ضربات جوية لمنعهم من ذلك.
وتعمل قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف من مقاتلين عرب وأكراد، منذ نوفمبر تشرين الثاني على تطويق الرقة في هجوم متعدد المراحل يدعمه التحالف بقيادة الولايات المتحدة والذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق أيضا. وأنجزت قوات سوريا الديمقراطية في الأسبوع الماضي هدفا رئيسيا بالسيطرة على مدينة الطبقة التي تبعد نحو 50 كيلومترا غربي الرقة.
وقال ديلون “في الأسبوع الماضي ضيقت قوات سوريا الديمقراطية الخناق حول تنظيم الدولة الإسلامية في شمال وشرق وغرب الرقة”. واقتربت قوات سوريا الديمقراطية لمسافة أربعة كيلومترات من الرقة في أقرب نقطة لها من المدينة.
وأضاف “أخذوا حوالي 350 كيلومترا مربعا من الأراضي من داعش، ومن ثم يواصلون التقدم… ويحكمون حلقة العزل تلك أكثر فأكثر فأكثر، وبصراحة شديدة دون مقاومة إلى حد بعيد”.
وردا على سؤال حول النطاق الزمني قال ديلون “لا نحاول الالتزام بجدول زمني.
“يوجد مبدأ في الحرب يسمى المفاجأة ونحن نريد أن نحقق هذا ونريد للقوات المشاركة لنا تحقيق ذلك حينما تقرر أن الوقت والمكان أو الأماكن مناسبة… لبدء هجومها”.
وفي حين أن التحالف سلح بالفعل المقاتلين العرب ضمن قوات سوريا الديمقراطية فقد سمح البيت الأبيض في الأسبوع الماضي بتزويد وحدات حماية الشعب الكردية، وهي جزء من قوات سوريا الديمقراطية، بالسلاح للمساعدة في هجوم الرقة.
وقال ديلون إنه لم يتم تسليم أي عتاد ولا توجد تفاصيل بشأن أنواع الأسلحة والمعدات التي سوف تتسلمهما قوات سوريا الديمقراطية.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)
النظام السوري يوسع مناطق الصراع في البادية
محمد نور-الجزيرة نت
لم يحسم الصراع حتى الآن في بادية السويداء، فسيطرة فصائل من المعارضة السورية عليها عقب انسحاب معظم مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية منها باتجاه محافظة الرقة السورية، جعلها على صفيح ساخن، بدأ من لهيب التصريحات الإعلامية بين الأردن والنظام السوري، وصولا إلى استقدام تعزيزات ضخمة للنظام على أطراف ريف السويداء الشرقي المتاخم للبادية.
وقالت مصادر محلية في ريف السويداء الشرقي للجزيرة نت إن النظام السوري بدأ مؤخرا باستقدام تعزيزات عسكرية ضخمة توزعت على بعض القرى المتاخمة للبادية من الجهة الجنوبية الشرقية، بهدف شن هجوم واسع على قوات المعارضة للسيطرة على كامل البادية.
بدورها أكدت فصائل المعارضة المسلحة رصدها لتلك التعزيزات التي تضم مليشيات طائفية، بحسب القيادي في جيش أحرار العشائر أبو حمزة الخضير الذي أكد للجزيرة نت أنهم بدؤوا بالتصدي لمليشيا النظام على أطراف قرية الرشيدية التي توغل منها في البادية بعمق 25 كلم مسيطرا بذلك على آبار الرصيفة القريبة من سد الزلف الإستراتيجي.
وقد عزا الخضير ذلك إلى افتقارهم للأسلحة النوعية كصواريخ التاو والكونكورس، بالإضافة إلى وعورة المنطقة ذات المساحات المترامية الأطراف.
دلالات التوقيت
وأضاف الخضير أنه منذ بدأ تنظيم الدولة يتمدد في البادية السورية أواخر العام 2014 وحتى تاريخ تحريرها منه في مارس/آذار الماضي، لم يحدث أي هجوم حقيقي للنظام على مواقع التنظيم الذي كان يهدد المدنيين في السويداء ويخلق حالة من الفوضى قرب الحدود الأردنية، وهي سيطرة كان المستفيد الأول منها هو النظام الذي كان يلعب على وتر الفوضى وتهديد استقرار المنطقة، ليشعر الجميع بالحاجة إليه كمخلص.
وأشار إلى حرمان النظام من هذا الامتياز بسيطرة المعارضة على المنطقة، مؤكدا أنها بدأت التجهيز لطرد تنظيم الدولة من أهم معاقله قرب الحدود العراقية شرقي سوريا، وقال “إن النظام يسعى لإرباك الساحة من جديد بتجهيزه لحربنا، وتركه مقارعة التنظيم في مناطق على مرمى حجر من مقاتليه، ليكون التنظيم بذلك الرابح الأول، وهو ما قد يمكنه من إعادة ترتيب أوراقه وتموضعه في المنطقة من جديد”.
دمشق-بغداد
في ذات السياق أشار سيف سعيد عضو المكتب الإعلامي لقوات الشهيد أحمد عبدو إن النظام السوري جلب مليشيا متعددة الجنسيات بأعداد كبيرة، وتقدم بهم من مطار الضمير في ريف دمشق الشرقي إلى منطقة السبع بيار وحاجز ظاظا في عمق البادية من الجهة الشمالية الشرقية للبادية، بهدف السيطرة على كامل طريق دمشق-بغداد الدولي.
وبعد إيقاف قوات المعارضة تقدمهم في تلك المنطقة كما يقول سعيد، سعى النظام المدعوم من قبل ضباط روس وإيرانيين لتشتيت دفاعات المعارضة المترامية أصلا في مناطق شاسعة، وقطع طرق إمدادها العسكري بين جنوب البادية وشمالها، وهو ما سيكون في حال سيطرته على كامل مناطق الزلف والكراع والدياثة.
وقد جاءت حشود النظام السوري للسيطرة على البادية عقب توتر العلاقات مع الأردن، الذي بدأه رأس النظام بشار الأسد باتهام عمّان بالتبعية لواشنطن، لتتوالى التصريحات النارية بين الجانبين وتصل حد تهديد وزير الإعلام الأردني بعمل عسكري داخل سوريا في حال اضطرار بلاده لحماية حدودها.
ومن هنا رأى قيادي بارز في المعارضة -رفض كشف اسمه- أن الصراع على البادية السورية وصولا إلى الرقة ودير الزور بمعابرها الحدودية وثروتها المائية؛ ما هو إلا صراع خفي بين دول إقليمية ودولية على رأسها إيران وروسيا والولايات المتحدة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
تايمز: تركيز ترمب لا يتجاوز أربع دقائق
قالت صحيفة تايمز البريطانية إن حدود التركيز لدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب لا تتعدى الأربع دقائق، وقد نُقلت هذه المعلومة إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) قبل انعقاد قمته الأسبوع المقبل.
واستنادا إلى ذلك، فإن كلمات الوفود في قمة الناتو لن تتجاوز الدقائق الأربع حتى لا يفقد الرئيس الأميركي تركيزه.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين في الحلف ربما يتبنون الأساليب التي يتبعها البيت الأبيض بتكرار اسم ترمب، واستخدام الخرائط والرسوم البيانية لاستثارة اهتمام الرئيس بالوقائع.
وذكرت أن ترمب درج كذلك على أن يطلب من معاونيه أن تقتصر مذكراتهم على صفحة واحدة، مضيفة أن اجتماعاته بالكاد تخطت حاجز الربع ساعة.
ونقلت تايمز عن مصدر -لم تسمه- أن مسؤولي مجلس الأمن القومي دأبوا على إدراج اسم ترمب “في العديد من الفقرات بقدر الإمكان ذلك لأنه سيكون حريصا على قراءتها طالما ذُكر اسمه فيها”.
ومن طريف ما قاله مسؤول آخر إن الرئيس يحب أن تنقل إليه الأمور مصورة “فالرجل مقاول بناء وقضى جل حياته في مطالعة الرسوم ومخططات البناء”.
وفي حملته الانتخابية للرئاسة، قدم ترمب نفسه كرجل أعمال “كفؤ قادر على تقليص الإجراءات البيروقراطية، كما أنه وصف الناتو بأنه حلف عفا عليه الزمن”.
من جهة أخرى، وصفت صحيفة بريطانية أخرى ترمب بأنه رئيس “مهووس بأوهام السلطة المطلقة” وأنه لا يفهم الدستور الأميركي.
وضربت صحيفة غارديان -في تقرير بعددها اليوم الخميس- مثلا في ما ذهبت إليه بتصريحاته وتغريداته على تويتر، وقالت “إننا نتوقع من رئيس الولايات المتحدة أن يحافظ على الدستور، لكن هذا الرجل يتحداه ويهدده كل يوم”.
ففي إحدى تغريداته دفاعا عن تسريبه أسرارا تخص الأمن القومي إلى الروس، قال ترمب “لدي الحق المطلق” في تقاسم المعلومات السرية مع روسيا.
وقالت الصحيفة تعليقا على ذلك “لاحظوا ذلك جيدا، وركزوا على كلمة المطلق، فاستخدام الرئيس لها ينبئ بأنه يفتقر لأي فهم للدستور” الأميركي.
سجون الأسد.. جحيم يتمنى فيه المعذبون الموت
تحوّلت سجون سوريا مع قيام الثورة ضد نظام بشار الأسد، وحتى قبل ذلك، إلى مسالخ بشرية، حيث ترتكب مجازر وجرائم وإعدامات خارج القانون، تشمل كل من يعارض النظام البعثي. وقد كشفت منظمات حقوقية عن حالات وقصص مروعة لسوريين تعرضوا للاعتقال.
وفيما يلي أبرز السجون التي يديرها النظام السوري وترتكب بداخلها فظاعات:
سجن صيدنايا العسكري
يعد من أكبر سجون سوريا وأفظعها وأسوئها سمعة، عُرف منذ تشييده عام 1987 بأنه “سجن عسكري” يضم آلاف الجنود والضباط المتهمين بمخالفة القوانين العسكرية، لكنه في الواقع كان معتقلا لمئات من السياسيين السوريين والعرب، أغلبيتهم الساحقة من الإسلاميين.
يقع السجن قرب دير صيدنايا المسيحي التاريخي على بعد نحو ثلاثين كيلومترا شمال العاصمة دمشق، وكان رمزا لسطوة نظام حزب البعث الحاكم، وتتولى إدارته الشرطة العسكرية.
فقد السجن صفته العسكرية بعد انطلاق الثورة، وتحوّل إلى مقر لاحتجاز آلاف المدنيين المتهمين بدعم فصائل المعارضة السورية أو “الإرهاب” بحسب الرواية الرسمية. وظل ينقل إليه -بشكل شبه يومي- معتقلون بينهم نساء مع تعتيم شبه كامل على مصيرهم.
وكشفت الولايات المتحدة في مايو/أيار 2017 عن أدلة ترجح أن النظام السوري أقام “محرقة” لجثث المعتقلين الذين تمت تصفيتهم بسجن صيدنايا، وقال ستيوارت جونز مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط إنه منذ العام 2013 عدّل النظام السوري أحد أبنية سجن صيدنايا ليصبح قادرا على احتواء ما يعتقد أنها محرقة للجثث.
وأعرب جونز عن اعتقاده بأنه يجري إعدام حوالي خمسين شخصا كل يوم في صيدنايا، وأن جثثهم تحرق للتخلص من رفاتهم دون ترك أدلة، كما نقل عن تقرير لمنظمة العفو الدولية أن ما بين 5000 و11 ألف شخص قتلوا بين عامي 2011 و2015 في سجن صيدنايا وحده.
سجن تدمر
يقع قرب مدينة تدمر الصحراوية، شيّده الفرنسيون، ويعد واحدا من أشهر وأسوأ السجون السورية طوال فترة حكم الرئيس الراحل حافظ الأسد ومن بعده ابنه بشار، حيث ارتكبت فيه مجازر وعمليات تعذيب فظيعة.
أغلق السجن عام 2001، لكن أعيد فتحه يوم 15 يونيو/حزيران 2011، وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش، فقد تم اعتقال 2500 شخص في السجن في ديسمبر/كانون الأول 2011.
شهد سجن تدمر واحدة من كبريات المجازر يوم 27 يونيو/حزيران 1980 تحت حكم حافظ الأسد، وأودت بحياة مئات السجناء، غالبيتهم محسوبون على جماعة الإخوان المسلمين المعارضة.
وفي 30 مايو/أيار 2015 قام تنظيم الدولة الإسلامية بتفجير سجن تدمر ونسفه بالكامل، وكان السجن فارغا لأن النظام نقل النزلاء إلى سجون أخرى.
وفي شهادته عن أهوال التعذيب في سجن تدمر، قال المعتقل السابق في هذا السجن ومدير مركز صدى للأبحاث في إسطنبول محمد برّو إنه دخل السجن بتهمة الانتماء إلى مجموعة الطليعة المقاتلة عام 1980، وإنه أمضى 13 عاما هناك، حيث خلد في ذاكرته أن الموت كان منتهى أماني المعتقلين، وأن يوما في السجن يوازي الموت عشرات المرات.
وأضاف لحلقة 23 مايو/أيار 2015 من برنامج “الواقع العربي” على قناة الجزيرة، أنهم كانوا يغبطون زميلهم الذي ينفذ فيه حكم الإعدام نسبة للشقاء المستمر الذي ليست له نهاية معروفة للأحياء في السجن.
سجن المزة العسكري
يقع على هضبة مرتفعة جرداء، تحاذي الجبل الذي بُني عليه في بداية الثمانينيات قصر الشعب المطل على مدينة دمشق، بنى الفرنسيون عام 1923 الطابق الأول من سجن المزة العسكري على أنقاض قلعة عثمانية.
ويعد واحداً من أشهر السجون السورية التي يزج بها معظم المعارضين، من سياسيين وعسكريين ونشطاء ومثقفين، دخله عدد من أبرز قيادات الإخوان المسلمين، ومنهم مروان حديد، الذي توفي فيه عام 1977، والشيخ سعيد حوا قبل أن يطلق سراحه ويغادر إلى الأردن.
أعلن في 13 سبتمبر/أيلول 2000 عن إغلاق سجن المزة بعد نقل نزلائه إلى سجون أخرى، وتم الترويج إلى أنه صدر قرار بتحويله إلى معهد للتاريخ أو متحف، في وقت ذهب آخرون إلى أنه تمت السيطرة عليه من قبل ماهر الأسد، الذي حوّله إلى استراحة خاصة به.
ويروي عبيدة -وهو اسم مستعار- للجزيرة نت قصة اعتقاله في السجن إذ يقول إنهم كانوا يستخدمون حزام الطائرة الحربية الغليظ لضرب المساجين، وكذلك الصعق بالكهرباء، حيث “تحدث الصعقة الكهربائية حفرة في الجسم ثم تتشكل طبقة سميكة حولها، وبعد وقت قليل تمتلئ بالقيح والدم، كانت ساقاي تنزفان بغزارة مسببة ألما شديدا”.
وأضاف عبيدة (17 عاما) أنه عوقب أكثر من مرة “لأسباب تتعلق بأداء الصلاة وتحفيظ رفاقه القرآن، وكانت عقوبة ذلك التعذيب بالطريقة التي يسمونها “القارص” حيث وضعوا قدمي في قالب حديدي وشدوا عليهما بواسطة لولب معدني، شعرت أن عظمي تفتت من شدة الضغط والألم”.
سجن دمشق المركزي
يقع في مدينة عدرا إلى الشمال الشرقي من العاصمة دمشق، ويتكوّن السجن من مبان عدة للإدارة ومن 12 جناحا مخصصا للنزلاء، إضافة إلى جناح للموقوفين السياسيين الذين لا علاقة لإدارة السجن المدني بهم، حيث يحوّلون إليه من فروع أمنية عدة وتشرف عليه شعبة الأمن السياسي.
عرف سجن دمشق المركزي عام 2007 تمردا قام به السجناء احتجاجا على أوضاعهم، كما شهد إضرابا عن الطعام عام 2009.
سجن حلب المركزي
يقع السجن إلى الشمال من مدينة حلب، ويتألف من ثلاثة أبنية ومن أربعة طوابق، وكل طابق فيه ستة أجنحة، في كل جناح عشر غرف، تضم كل غرفة 25 سجيناً، أصبحوا أكثر من خمسين مع انطلاق الثورة السورية.
وبعد التحاق محافظة حلب بالثورة عام 2012، بدأ السجن يستقبل المزيد من المعتقلين السياسيين، شهد سجن حلب المركزي أول احتجاج للسجناء في أواخر يوليو/تموز 2012 على الممارسات الهمجية لإدارة السجن.
سجن عدرا المركزي للنساء
يقع سجن عدرا المركزي للنساء بمدينة عدرا التابعة لمحافظة ريف دمشق، وينقسم إلى قسمين، جنائي وسياسي، ولا تسلم المعتقلات بداخله من التعذيب والضرب والاغتصاب، زيادة على المعاناة الأخرى مثل غياب الرعاية الصحية.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
جنيف6.. المعارضة والنظام يلتقيان خبراء بشأن الدستور
دبي – العربية.نت
وافق وفدا النظام والمعارضة السورية إلى محادثات جنيف بجولتها السادسة، الخميس، على لقاء خبراء قانونيين دوليين من أجل مناقشة مقترح تشكيل آلية لوضع الدستور، كان تقدم به المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، الثلاثاء، بحسب ما أكد مراسل العربية.
وأوضح مراسل العربية أن تلك الموافقة من قبل الطرفين تخلط الأوراق كلها، لاسيما بعدما أشيع أن دي ميستورا سحب مقترحه هذا بشأن الدستور، ليتبين في اليوم الثالث للمحادثات أن المقترح سار، وإن بطريقة معدلة أو مغايرة، تكمن في النقاش مع خبراء قانون دوليين.
كما يشير هذا التطور اليوم إلى أن مقترح دي ميستورا خطا خطوة عملية قد تفتح ثغرة أو تشكل تقدما ما في المشهد التفاوضي، لاسيما أن وفد النظام اجتمع بخبراء قانونيين لدراسة كيفية تشكيل لجنة مشتركة من المعارضة والنظام من جهة ومن خبراء دوليين من جهة أخرى، من أجل صياغة دستور جديد أو آلية دستورية جديدة.
تشكيل لجنة مشتركة
إذاً وعلى الرغم من الانتقادات التي طالت مقترح دي ميستورا خلال اليومين الماضيين (الثلاثاء والأربعاء)، عاد الطرفان المعارضة والنظام إلى طرح الموفد الأممي ولو معدلاً، عبر لقاء خبراء دوليين لمناقشة آلية تشكيل لجنة تصوغ الدستور السوري، وتذليل اعتراضات وهواجس كلا الطرفين.
يذكر أن اللجنة المشتركة كما طرحها دي ميستورا ستضم أعضاء من المعارضة والنظام السوري، وعضو من #منصة_القاهرة ، وخبير قانوني من #منصة_موسكو ، على أن تكون بقية المقاعد من جانب المعارضة من حصة الهيئة العليا للمفاوضات.
وكانت #الهيئة_العليا_للمفاوضات السورية، وجهت الأربعاء رسالة لـ #دي_ميستورا ردت فيها على مقترحاته. وطالبت بتقديم توضيحات مكتوبة لمقترحاته وذلك لما انطوت عليه من أوجه غامضة بحسب البيان الصادر عن الهيئة، وخاصة فيما يتعلق بالآلية التشاورية حول الدستور .
إلى ذلك، قال مسؤولون في #وفد_المعارضة بجنيف الأربعاء إن وثيقة أو مقترح دي ميستورا لم يكن ضمن جدول الأعمال، وإن لديهم تحفظات كثيرة حولها، لاسيما أنها تشتت الانتباه عن مطالب المعارضة الأساسية. كما تساءل بعض أطياف المعارضة كيف يمكن الحديث عن دستور أو آلية دستورية في الوقت الذي يعجز فيه المجتمع الدولي عن تحقيق أي تقدم أو تغيير في المشهد السوري.