أحداث الخميس 22 أيار 2014
قلق أميركي من متطرفي سورية
واشنطن – جويس كرم
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب – ازدادت مخاوف الاستخبارات الأميركية من عودة متطرفين من سورية، مع تحذيرات من تحول هذا البلد إلى «أفغانستان ثانية»، في وقت يسعى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) للسيطرة على منطقة الحدود السورية- العراقية بالتزامن مع رفض «جبهة النصرة» ميثاقاً أقرته كبريات الفصائل الإسلامية قبل أيام.
ونقل موقع «ديلي بيست» الأميركي، عن مصادر في الاستخبارات الأميركية، أن «عدد المتطرفين الأميركيين الذين ذهبوا إلى سورية هو أكبر مما كان يُعتقد، وأن بعضهم بدأ بالعودة». وأشار التقرير إلى أن «التقديرات الاستخباراتية الأخيرة ترجح أن أكثر من مئة أميركي انضموا إلى الجهاد في سورية ويحاربون مع (من تعتبرهم واشنطن) مجموعات إرهابية». وقالت المصادر إن بين «ستة و١٢ مقاتلاً ممن ذهبوا للقتال في سورية عادوا إلى أميركا».
وكان السيناتور الجمهوري جون ماكين لاحظ أنه «منذ عام كانت هناك معارضة معتدلة متمكنة، أما اليوم فهي أضعف، وإذا لم نزودهم صواريخ مضادة للطائرات ولم ندعمهم بالتدريب والسلاح، فإن نفوذ المتطرفين سيتزايد، وسنكون أمام أفغانستان ثانية، بل أسوأ، وهذا يهدد الأمن الأميركي».
في غضون ذلك، صعّد مقاتلو «داعش» خلال الأيام الأخيرة عملياتهم العسكرية في شرق سورية، محاولين توسيع حدود «الدولة الإسلامية» التي يسعون إلى إقامتها من محافظة الرقة شمالاً وصولاً إلى الحدود العراقية، على ما يقول معارضون و «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وفي نهاية العام الماضي، شنّ «الجيش السوري الحر» و «جبهة النصرة» و «الجبهة الإسلامية» حملة عسكرية لا تزال مستمرة ضد معاقل «داعش» في شمال سورية وشمالها الشرقي. وانسحب مقاتلوه من معظم أنحاء دير الزور في شباط (فبراير) الماضي بعد معارك عنيفة، لكنهم بدأوا هجوماً معاكساً على فصائل المعارضة المسلحة في دير الزور في نيسان (أبريل) الماضي.
ورفضت «جبهة النصرة» ميثاقاً وقعت عليه كبريات الفصائل الإسلامية تضمَّن تخليها عن المطالبة بـ «دولة إسلامية» وإسقاط عبارة «الجهاد» مع التأكيد على «حقوق الإنسان»، ما فُسر وقتذاك على أنه توحد ضد «داعش». وقالت «النصرة» في بيان إنها ترفض قيام «دولة مدنية» أو دولة لا تقوم على «حاكمية الشريعة» في سورية بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، قبل أن تتهم الكتائب الموقعة على البيان بـ «الرضوخ الضغوط والإملاءات الخارجية». وطالبت بالرجوع عن فقرة في الميثاق دعت إلى «إقامة دولة العدل والحرية والقانون».
في حلب، اقتربت القوات النظامية السورية من فك الحصار عن سجن حلب المركزي في شمال البلاد، الذي يفرضه مقاتلو المعارضة منذ حوالى سنة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات النظام مدعومة بـ «حزب الله» اللبناني «أحكمت سيطرتها على الطريق الشرقي المؤدي إلى الريف الشمالي وأصبح طريق الكاستيلو الطريق الوحيد الذي تسيطر عليه الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة»، لافتاً إلى أن المعارضة نسفت مبنى مستشفى الكندي بالتزامن مع غارات شنها الطيران على أحياء في حلب.
إلى ذلك، قال رئيس «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» بيتر ماورر، إن اللجنة بدأت عملية «توزيع كبرى» لحصص غذائية على جانبي خطوط المواجهة في مدينة حلب السورية لأول مرة منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وأضاف أن الحكومة السورية وافقت هذا الأسبوع على الخطة التي قدمت في بداية العام، حيث سيتم تنفيذ توزيع الأغذية على 60 ألف شخص في المدينة الشمالية.
قائد عمليات الأنفاق في حلب: سأُرهبُ قوات الأسد و”حزب الله”
لندن – الحياة
الرجل الذي عمل نجاراً لوقت طويل، تحول بعد الثورة السورية الى قائد لعمليات تفجير الأنفاق في حلب. اذ اعتمد “أبو أسد” على سياسة التفجير ميدانياً، وكانت آخر عملياته استهدفت “فندق كارلتون” الأثري، التي قتل على أثرها أكثر من 40 جندياً، رسالة الى الجيوش، التي تقاتل الى جانب الجيش النظامي التابع للرئيس السوري بشار الأسد من “الإيرانيين والعراقيين و”حزب الله”، واعداً بـ”المزيد من العمليات النوعية”.
وعبّر أبو الأسد لصحيفة “الغارديان” الببريطانية عن شعوره بالفرح أثناء سماعه دوي انفجار فندق “كارلتون سيتيدال”، الذي أدى إلى مقتل عدداً كبيراً من قوات الأسد، قائلاً: “كنت أشرف مباشرة على إعداد حفر الأنفاق وتفخيخها بغية تحقيق مكاسب على أرض المعركة”، موضحاً أن “النفق الذي تم حفره تحت فندق الكارلتون بلغ طوله 107 أمتار واستغرق 33 يوماً من العمل المتواصل”.
وأضاف انه استوحى فكرة حفر الأنفاق من “التجربة الفلسطينية”، فأشرف بنفسه على حفر 9 من هذه الأنفاق في الأشهر الستة الماضية، قائلاً: “أنفاقنا تثير الذعر في قلوب قوات الأسد، سيشعرون بالخوف كلما سمعوا صوتاً تحت الأرض”.
وقال أبو الأسد انه لا يخشى أن يكشف عن وجهه، مؤكداً أنه “قائد عمليات الأنفاق، أريدهم أن يعرفوا من أنا. وإنّي قادم إليهم”.
نازحون من حلب ينعشون اقتصاد اللاذقية
اللاذقية (سوريا) – أ ف ب
ادى توافد آلاف النازحين من مدينة حلب في شمال سورية، الى انعاش الحركة الاقتصادية في مدينة اللاذقية الساحلية (غرب) التي تشهد ازدهارا اقتصاديا، على رغم النزاع المستمر في البلاد منذ ثلاثة اعوام.
وساهم تواجد أبناء حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسورية، والمعروفون بحسهم التجاري وخبراتهم الصناعية، دما جديدا في اللاذقية التي كانت تعتمد اقتصاديا على السياحة الصيفية ومداخيل مينائها البحري.
ويقول مدير الاعلام في محافظة اللاذقية هيثم أحمد “نحن سكان الساحل كسالى اجمالا. نحب الاستيقاظ متأخرين، ارتشاف قهوتنا، تدخين النارجيلة، قبل الانطلاق الى العمل. لكن اهل حلب لا يمكنهم العيش من دون ان يعملوا من الصباح الى المساء”.
وتشهد هذه المحافظة تضاعفا في عدد سكانها.
ويقول مدير غرفة التجارة والصناعة في اللاذقية سامي صوفي “ثمة طفرة اقتصادية حقيقية، ويحركون الاقتصاد، والعاطلون عن العمل وجدوا وظائف جديدة”.
ويضيف “للحلبيين خبرة في التجارة والاعمال. لقد انتقلوا الى الارياف في محافظة اللاذقية لاقامة مصانع مخصصة لمواد التنظيف والمستحضرات، وتوضيب المواد الغذائية”. ويستضيف ريف اللاذقية حيث تنخفض كلفة الايجار مقارنة بالمدينة، العديد من مصانع الكابلات والاجبان والمواد الغذائية. وعمد أحد النازحين الى اقامة مخبز للكعك ينتج كميات كبيرة منها ويوزعها في كامل المحافظة، بعدما وجد ان ثمة بائع كعك واحد في مدينة اللاذقية. كما اقيمت مصانع لانتاج صابون زيت الزيتون الذي تشتهر به حلب، وبات حاليا يصدر عبر مرفأ اللاذقية الى دول عدة، منها الولايات المتحدة. وادى هذا النشاط الاقتصادي المتزايد الى ضخ الحياة في المدينة الصناعية في اللاذقية التي بقيت شبه مقفرة سنوات طويلة، وتتزاحم فيها حاليا مصانع مواد النسيج ومستودعات الحديد ومشاغل الميكانيك.
ومنذ اندلاع النزاع السوري في منتصف آذار (مارس) 2011، نزح قرابة مليون شخص غالبيتهم من حلب، الى محافظة اللاذقية التي تستضيف ايضا نازحين من حمص (وسط) وادلب (شمال غرب). وباستثناء معارك في ريفها الشمالي، بقيت محافظة اللاذقية التي تعد معقلا اساسيا لنظام الرئيس بشار الاسد، في منأى عن اعمال العنف.
وتشهد احياء حلب معارك يومية منذ صيف العام 2012، وتتوزع السيطرة على احيائها التي تعرضت لدمار كبير، بين النظام السوري ومقاتلي المعارضة. واقفلت غالبية مصانع حلب ابوابها بسبب الاوضاع الامنية.
“القاعدة” في سورية تصل إلى سفوح مرتفعات الجولان
عمان – رويترز
على أعلى نقطة في التل الأحمر الذي لا يبعد سوى بضعة كيلومترات عن القوات الاسرائيلية المرابطة في مرتفعات الجولان يرفع مقاتلون اسلاميون سوريون علم تنظيم “القاعدة” ويلهجون بالثناء على زعيمهم الملهم أسامة بن لادن.
ويشبه أحد الرجال من قادة “جبهة النصرة” التي تستلهم فكر “القاعدة” ساحة القتال بالكفاح الذي خاضه رفاقهم منذ سنوات في أفغانستان. وعلى مقربة في تلك المنطقة الزراعية الخصبة تمددت على الارض جثث جنود بالقرب من دبابة متفحمة تنتمي الى العهد السوفياتي. وسقط هذا الموقع في الشهر الماضي، وبعد أيام جرى الاستيلاء على قاعدة لواء المشاة 61 في القوات المسلحة السورية قرب مدينة نوى، في واحد من أكبر الانتصارات التي حققها المقاتلون في جنوب سورية خلال الحرب الدائرة فيها منذ ثلاث سنوات.
ولا ترجع أهمية هذه المكاسب إلى كونها توسيعا لنطاق سيطرة المقاتلين قرب مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل وقرب الحدود الاردنية فحسب، بل لأن مركز قوة الرئيس بشار الأسد في دمشق يقع على مسافة 65 كيلومترا إلى الشمال.
وأدت هذه الانجازات لمقاتلي “جبهة النصرة” إلى رد عنيف من قوات الأسد شمل قصفاً جوياً. كما أرسل الجيش تعزيزات من القوات الخاصة إلى الجنوب في الأيام الأخيرة بعد انسحاب المقاتلين من مدينة حمص، ما خفف الضغط على الجيش حولها. وتعكس هذه التعزيزات تصميم الأسد على ألا يفقد سيطرته على مدينتي نوى والقنيطرة على سفوح مرتفعات الجولان قبيل الانتخابات الرئاسية التي تجري في 3 حزيران (يونيو) المقبل.
ويعمل حوالى 2000 مقاتل من مقاتلي “جبهة النصرة” في المنطقة بقدرات تنظيمية تفوق بكثير قدرات منافسين أميل الى العلمانية أفقدتهم خلافاتهم ومشاحناتهم الكثير من التأييد الشعبي. ويدير مقاتلو الجبهة عشرات من نقاط التفتيش عبر سهل حوران من حدود مرتفعات الجولان غرباً إلى درعا على الحدود الأردنية ومدن أخرى على مسافة 60 كيلومتراً شرقاً.
وفي الأشهر الستة الأخيرة، أقامت جبهة النصرة مكاتب لها في الحي القديم في مدينة درعا التي كان النفوذ فيها لفترة طويلة لمجموعة مختلفة من الألوية المقاتلة المشكلة على أساس قبلي.
وأدى ظهورها إلى تآكل التركيبة القبلية للألوية الصغيرة والجمعيات الاسرية التي اعتبرها الأردن والسعودية لفترة طويلة حصناً في مواجهة المذهب السلفي المتشدد الذي يروج له متبرعون أثرياء من الخليج.
سفارة لـ «الائتلاف» في باريس … ومقعد الجامعة «محسوم»
باريس – رندة تقي الدين { القاهرة – محمد الشاذلي < لندن، باريس – «الحياة»، أ ف ب –
قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد لقائه رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا في باريس أمس، أن بلاده وضعت سفارة سورية في باريس بتصرف التكتل المعارض، في وقت أفيد في القاهرة بأن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً استثنائياً الشهر المقبل لتسليم مقعد سورية إلى «الائتلاف». وقال الجربا إن بشار الأسد يريد أن يكون «رئيساً على جماجم السوريين»، مجدداً طلبه الحصول على دعم عسكري. (للمزيد)
وقال هولاند بعد لقائه الجربا في قصر الإليزيه، إن نظام الرئيس الأسد يستخدم جميع الوسائل ضد شعبه وتساعده قوات خارجية، وإن «هذا سبب إضافي لدعمنا للائتلاف المكون من مختلف مكونات الشعب السوري والشخصيات المختلفة التي لديها قاسم مشترك (بالعمل لتحقيق) الديموقراطية والحرية والرغبة في التوصل إلى حماية سيادة أراضي سورية بعد رحيل النظام وإيجاد حل سياسي».
وعن الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في بداية الشهر المقبل، قال: «لو لم يكن الوضع بهذه الخطورة، لكنا ضحكنا من ذلك. فكيف وتنظم انتخابات في سورية في وقت بلغ أكثر من عشرة ملايين عدد من النازحين واللاجئين أي ٤٠ في المئة من الشعب، خارج سيطرة النظام. لا يمكن أن تكون لهذه الانتخابات المزعومة أي أهمية ولن تؤدي إلى أي نتيجة سوى التي أعلن عنها (النظام) أي استمرار نظام بشار الأسد».
من جهته، قال الجربا: «الأسد أصر على أخذ سورية مرة أخرى وخطفها لسبع سنوات مقبلة ليكون رئيساً على جماجم السوريين من نوع الكوميديا السوداء»، مضيفاً: «إننا في صدد اتخاذ إجراءات مع الحلفاء لإيقاف هذه المهزلة ودعم القوى المعتدلة التي نمثلها وذراعنا العسكرية في المجلس العسكري الأعلى وهيئة الأركان والجيش الحر لدعم هذه القوة على الأرض في شكل حقيقي وقوي ليكون هناك توازن مع سلاح نوعي يوقف البراميل التي لا تزال تمطر على المدنيين السوريين في جميع قرى سورية وجعلت أيام السوريين جحيماً». وزاد: «طالبنا الولايات المتحدة وفي مؤتمر لندن (أصدقاء سورية) وفي باريس أن هذا وقت الدعم الآن لتتصدى بالقوة العسكرية لجميع المتطرفين والإرهابيين، وعلى رأسهم بشار الأسد».
في القاهرة، قال رئيس اللجنة القانونية في «الائتلاف» هيثم المالح إنه بحث مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي، عدداً من الموضوعات، وخصوصاً مسألة تسليم مقعد سورية لـ «الائتلاف». وقال إن «الموضوع منته، ويمكن أن يُعقد اجتماع الشهر المقبل هنا في مقر الجامعة، وقد يكون استثنائياً، لبحث وتسليم المقعد». ونوه بجهود سعودية في هذا الصدد.
ميدانياً، استأنف النظام السوري قصف ريف حلب شمال البلاد بصواريخ «سكاد» أرض- أرض بعد توقف لفترة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «قضى عشرة شهداء صباح اليوم (أمس) عند المدخل الشرقي لمدينة أعزاز، وجرح عدد من المواطنين الآخرين بعضهم في حالة خطرة إثر انفجار هز مدخل أعزاز الشرقي، وقال سكان من المنطقة إنه ناجم عن قصف صاروخ من طائرة حربية». وأشار «المرصد» إلى مقتل 13 شخصاً جراء قصف لقوات النظام بصاروخ من نوع أرض – أرض على منطقة في بلدة مارع ليل أمس.
وقال نشطاء معارضون إن قوات الأسد ألقت قنبلة كلور على قرية كفر زيتا في حماة وسط البلاد. ونشر النشطاء لقطات مصورة لرجال وأطفال يتلقون العلاج في مستشفى ميداني.
سياسياً، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن بلاده ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد مسودة قرار للأمم المتحدة يحيل ملف الحرب السورية على المحكمة الجنائية الدولية إذا طرحت للتصويت في مجلس الأمن.
ووزعت فرنسا مسودة القرار على أعضاء مجلس الأمن في 12 الشهر الجاري. ونقل عن غاتيلوف قوله «المسوّدة التي قدمت إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة غير مقبولة لنا ولن نؤيدها. إذا طرحت للتصويت سنستخدم حق النقض ضدها». وكانت مجموعة من 58 بلداً تقودها سويسرا أعلنت أمس عن تأييدها الاقتراح الفرنسي.
فكّ الحصار عن سجن حلب المركزي يقطع طريق إمداد رئيسي للمعارضة
المصدر: العواصم – الوكالات
نيويورك – علي بردى
أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان القوات النظامية السورية تقترب من فك الحصار عن سجن حلب المركزي والذي يفرضه مقاتلو المعارضة منذ نحو سنة. وقال ان المعارك المتواصلة منذ الثلثاء في محيط السجن ادت الى سقوط 50 مقاتلاً معارضاً على الاقل.
وأضاف ان نجاح النظام في طرد مقاتلي المعارضة من محيط السجن وفك الحصار “سيشكل نصراً استراتيجياً له”، يمكنه من “قطع طريق امداد رئيسية للمقاتلين من شمال شرق حلب حتى الحدود التركية”.
وفي محافظة الحسكة بشمال شرق البلاد، تحدث المرصد عن معارك عنيفة تدور منذ الثلثاء بين قوى الامن الداخلي الكردية “الاسايش” ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي من جهة، وعناصر الدفاع الوطني ومسلحين من عشائر موالية للنظام في مدينة الحسكة من جهة أخرى.
وفي جنوب البلاد، تواصل القوات النظامية حملتها العسكرية التي بدأتها الاسبوع الماضي في ريف درعا لاستعادة تلال سيطر عليها المقاتلون. وأشار المرصد الى تعرض مدينة نوى وبلدة طفس لغارات جوية. وافادت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ان القوات النظامية “تحرز تقدما مدروسا في مدينة نوى”.
وفي دمشق، أعلنت “سانا” جرح تسعة اشخاص في سقوط قذائف هاون على بعض احياء العاصمة، ولا سيما منها حي المزرعة حيث السفارة الروسية. وقالت وكالة “ريا -نوفوستي” الروسية للانباء ان احدى القذائف سقطت على مقربة من السور الخارجي للسفارة التي لم يصب أي من العاملين فيها بأذى.
مجلس الامن
وفي نيويورك، تعهد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين أمس رفع يده اليوم ممارساً حق النقض “الفيتو” لإسقاط مشروع قرار فرنسي لإحالة الوضع في سوريا على المحكمة الجنائية الدولية.
ووصف مشروع القرار الذي يحظى بتأييد نحو 60 دولة بأنه “ببساطة حيلة دعائية” تقوض الجهود للعثور على حل سياسي للحرب في سوريا. وقال إن “لا شيء في بيان جنيف يحظر مثل هذه الانتخابات (الرئاسية) أو يشكك فيها، على رغم تأكيد البعض أنها تتناقض مع روح هذه الوثيقة”. ولاحظ أنه “يمكن تفسير بيان جنيف بأشكال مختلفة، ولكن من الواضح أنه لا يحظر إجراء الانتخابات الرئاسية”. ولم يتضح بعد توجه الصين في التصويت.
وستكون هذه المرة الرابعة تمارس روسيا حق النقض لإسقاط مشاريع قرارات أعدتها دول غربية كي يتعامل مجلس الأمن بحزم مع الأزمة السورية منذ بدئها قبل أكثر من ثلاث سنوات.
وأكد ديبلوماسي غربي أن “المجتمع الدولي لن يتخلى عن مبدأ المحاسبة بسبب الفيتو الروسي”، متوقعاً التوجه الى الجمعية العمومية للأمم المتحدة لايجاد بديل من خيار المحكمة الجنائية الدولية.
كمال مرجان
¶ في تونس، أبدى كمال مرجان (66 سنة) آخر وزير للخارجية في عهد الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، استعداده لخلافة الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي الذي استقال من منصبه في 13 ايار والذي تنتهي مهماته في نهاية الشهر الجاري.
وقال مرجان الذي يرأس حزب المبادرة في مقابلة مع اذاعة “شمس-اف ام” التونسية الخاصة: “يصعب، رغم صعوبة المهمة، ان يرفض الواحد منا هذه المسؤولية… يجب ايضا النظر الى المهمة من منظور امكانات النجاح والفشل. المهمة ليست سهلة… ما سيجعلني احزم قراري هو المواءمة بينها وبين مواصلة عملي في الحزب”.
قطع طريق إمداد المسلحين من تركيا إلى المدينة
الجيش على أبواب سجن حلب
في تطور قد تكون له تداعياته الكبيرة على مسار المعركة في حلب، نجح الجيش السوري بالسيطرة على منطقة محاذية تماماً لسجن حلب المركزي، الذي تحاصره فصائل متشددة منذ نيسان العام 2013، مسجلاً بذلك خطوة كبيرة لفك الحصار عن السجن الذي بات يفصله عنه نحو 300 متر فقط، كما أن الجيش سيكون بذلك قادراً على قطع خط إمداد أساسي للمسلحين بين تركيا والأحياء التي يسيطرون عليها في المدينة.
وقال مصدر ميداني لـ”السفير” إن سيطرة الجيش السوري على قرية حيلان في ريف حلب الشمالي، وقلعة هاغوب المحاذية تماماً للسجن، تعني أنه استطاع فك الحصار بشكل جزئي عن السجن، نافياً في الوقت ذاته ما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن وصول وحدات من الجيش إلى السجن، موضحاً أن “الجيش سيصل إلى السجن خلال وقت قصير، قد يكون بضع ساعات، أو قد يستغرق يومين، بسبب الألغام التي زرعها المسلحون قبل فرارهم من جهة، ولأن الوصول إلى السجن يتطلب تأمين بعض المناطق المحيطة بمنطقة العمليات من جهة أخرى”.
وتأتي سيطرة الجيش السوري على قرية حيلان المحاذية للسجن بعد فترة من سيطرته على منطقة البريج الإستراتيجية، الواقعة على ثلاثة محاور يكثف الجيش عملياته فيها، الأول يمتدّ نحو سجن حلب، والآخر نحو مستشفى الكندي، والثالث يطلّ على المدينة الصناعية في الشيخ نجار، وهي جبهة شهدت نشاطاً ملحوظاً خلال اليومين الماضيين، بالتوازي مع التقدم نحو السجن، الأمر الذي أعاده المصدر إلى “وجود إصرار على تحرير كامل المدينة الصناعية وفك الحصار عن السجن بأسرع وقت ممكن”.
وأشار المصدر إلى أن المحور الثالث، أي نحو مستشفى الكندي، سيشتعل قريباً، بالتوازي مع بدء عملية عسكرية تستهدف مخيم حندرات الذي يطل بشكل مباشر على مبنى المستشفى الذي تعرّض لدمار كبير بعد استهدافه بعربتين مفخختين من قبل مسلحي “جبهة النصرة” في كانون الأول الماضي، كما تعرّض لتفجير كبير أتى على ما تبقى منه فجر أمس، إثر قيام مسلحي “النصرة” و”الجبهة الإسلامية” بتفخيخه وتفجيره كي لا يتسنى لـ “الجيش الاستفادة منه نهائياً فور وصوله إليه”، حسب ما أشار مصدر معارض .
وأعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان” ان “المعارك في محيط السجن ومنطقتي الشيخ نجار والبريج أدت الى مقتل 50 مسلحاً على الاقل”. وتحدّث عن سقوط قتلى في صفوف القوات السورية والمسلحين الموالين لها، من دون ان يقدم حصيلة لذلك.
ولسجن حلب أهمية استراتيجية كبيرة في المعارك الجارية شمال سوريا، حيث سعت الحكومة السورية منذ بداية الأحداث لتأكيد وجودها في الشمال، فشكل السجن، الذي بُني في ستينيات القرن الماضي، نقطة وحيدة ترفع العلم السوري في منطقة مكشوفة ومفتوحة بشكل كامل على الحدود التركية، ما يعني وجود خط إمداد دائم للمسلحين الذين عجزوا طيلة الفترة الماضية عن اقتحامه والسيطرة عليه، ففرضوا حصاراً خانقاً على السجن الذي يضم نحو ثلاثة آلاف سجين، بينهم حوالي 100 امرأة، معهن 10 أطفال بعضهم ولدوا داخل السجن، إضافة إلى ما يُسمّى بالسجناء الجانحين، وعددهم 370، وتتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاماً. كما يضمّ نحو 80 سجيناً سياسياً إسلامياً، موقوفين منذ سنوات عديدة. وسقط بعض السجناء قتلى خلال محاولات المسلحين اقتحام السجن واستهدافه بالعربات المفخخة تارة والقصف العنيف تارة أخرى.
وإضافة لأهمية السجن الاستراتيجية، يشكل فك الحصار عنه انتصاراً كبيراً على الجبهة الشمالية، في وقت تستعدّ فيه سوريا لخوض انتخابات رئاسية، كما يعني إنهاء معاناة السجناء الذين يعاني بعضهم من أمراض مزمنة.
وقال مصدر عسكري، لـ”السفير”، “فور وصولنا السجن سنبدأ عملية إدخال الأدوية والطعام، وسيتم استبدال طاقم حماية السجن، حيث سيتم إرسال هؤلاء الأبطال إلى أهاليهم ليطمئنوا عليهم بعد غياب دام لأكثر من عام، كما سيتم البحث عن طريقة لنقل جثامين الشهداء المدفونة في باحته، سواء من العساكر أو حتى السجناء الذين سقطوا خلال الهجمات المتتالية التي تعرّض لها السجن”.
كما تعني سيطرة الجيش على السجن إتمام الطوق الذي فرضه على مدينة حلب، والذي يهدف إلى عزل مسلحي الريف عن مسلحي المدينة، تمهيداً لاختراق أحياء حلب وعزل المسلحين داخل الأحياء ومحاصرتهم، وهي الخطة التي يسعى الجيش السوري لتطبيقها في حلب، في عملية تكرار لسيناريو حمص وريف دمشق.
وفي حين تناقلت صفحات معارضة اتهامات لبعض القياديين على هذه الجبهات بـ “الخيانة والفرار من المعركة”، قال المصدر الميداني إن الكثافة النارية التي استعملها الجيش من جهة، وطبيعة المنطقة الجغرافية وصعوبة تحصن المسلحين فيها من جهة أخرى كانا عاملين مهمين في تسريع الخطوات نحو السجن، الذي عانى خلال العام الماضي أشهراً عجافاً، تخللتها هجمات عنيفة عدة من قبل المسلحين انتهت جميعها بالفشل .
وفي وقت تصدّرت فيه أنباء جبهة سجن حلب مختلف وسائل الإعلام، شهدت جبهة مبنى الاستخبارات الجوية في حي الزهراء تقدّماً بطيئاً للجيش السوري، الذي تؤازره قوى الأمن والدفاع الوطني، فيما أشار مصدر عسكري إلى أنه سيصبح “أسرع” بعد فك الحصار عن سجن حلب، موضحاً أن “ضغط المسلحين بدأ يخفّ بشكل تدريجي، بعد قطع طرق إمداد عدة نحو ريف حلب الشمالي، كما أنهم بدأوا يفقدون عزيمتهم مع كل تقدم للجيش، الأمر الذي يساعد بشكل كبير على تحقيق ضربات سريعة ومتلاحقة خلال الأيام المقبلة”.
إلى ذلك، فشل مسلحون متشددون في اختراق تحصينات الجيش على جبهة الراشدين غربي حلب، بعد هجوم عنيف استمرّ ساعات، حاولوا خلاله اقتحام الحي، الذي يشكل خط دفاع أول نحو ريف حلب الغربي الممتد نحو الجنوب. وانتهى الهجوم، الذي شارك الطيران الحربي السوري والمدفعية الثقيلة في صدّه، من دون أي تغيير لخريطة السيطرة في المنطقة، في حين لم تشهد بقية الجبهات أي تحركات تذكر. وتسبب سقوط قذائف عدة في حي ميسلون بمقتل طفل وإصابة 11.
الجيش السوري يدخل سجن حلب
نجح الجيش السوري، صباح اليوم، في دخول سجن حلب المركزي منهياً بذلك حصاراً استمر لأكثر من عام فرضه مسلحون متشددون على السجن.
ويسدل دخول الجيش السجن الستار على معاناة أكثر من 3000 سجين، سقط بعضهم خلال هجمات شنّها المسلحون على السجن. ويعتبر نجاح الجيش في دخول السجن انتصاراً استراتيجياً كبيراً له، خصوصاً بعد أن صمد السجن منذ بداية الأزمة السورية وحتى الآن في وجه جميع محاولات اقتحامه من قبل المسلحين المتشددين، بالرغم من أنه يقع في منطقة مفتوحة تماماً على خط إمداد كبير للسلاح والمسلّحين نحو تركيا في منطقة خارجة تماماً عن سيطرة الحكومة السورية. وقد استطاع عناصر حماية السجن من الصمود طيلة فترة الحصار، ليصل الجيش، صباح اليوم، منهياً بذلك معاناة طال أمدها.
وكان مصدر عسكري سوري قال، أمس، لـ”السفير”، “فور وصولنا إلى السجن سنبدأ عملية إدخال الأدوية والطعام، وسيتم استبدال طاقم حماية السجن، حيث سيتم إرسال هؤلاء الأبطال إلى أهاليهم ليطمئنوا عليهم بعد غياب دام لأكثر من عام، كما سيتم البحث عن طريقة لنقل جثامين الشهداء المدفونة في باحته، سواء من العساكر أو حتى السجناء الذين سقطوا خلال الهجمات المتتالية التي تعرّض لها السجن”.
معارك الغوطة متواصلة… وضحايا في سقوط هاون
طارق العبد
واصل الجيش السوري «تقدمه» في مدينة نوى في ريف درعا، بالإضافة إلى استهدافه مواقع المسلحين في درعا وقرى حولها، فيما لا يزال المشهد الميداني في الغوطة الشرقية في ريف دمشق على حاله، مع تواصل العمليات العسكرية في المنطقة.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة دمرت مستودعاً للذخيرة في داعل شمالي مدينة درعا.
ونقلت عن مصادر خاصة أن «الجيش يحرز تقدماً مدروساً في نوى لكثرة الألغام المضادة للدروع والأفراد والحرص على عدم وقوع خسائر بشرية».
في المقابل، ذكرت «شبكة شام الإخبارية» المعارضة أن «الجيش الحر كمن لرتل من القوات السورية على الجهة الجنوبية لمدينة نوى، ما أسفر عن سقوط 25 جندياً»، مكررة أن «لا صحة لسيطرة القوات السورية على المدينة أو انخل» التي شهدت محاولات للتقدم فيها من قبل الجيش بحسب ناشطين.
وتحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن «اشتباكات بين القوات السورية والمسلحين في محيط نوى، وعلى امتداد طريق نوى ـ الشيخ مسكين». واستهدف الجيش بالمدفعية تجمعات للمسلحين في حي سجنة ودرعا البلد والطرف الجنوبي الشرقي لبلدة عتمان ومحيط الجامع الأسود ومنشرة الحجر.
وفي المليحة في ريف دمشق حيث لا تزال المعارك دائرة منذ شهر ونصف تقريباً، يؤكد معارضون «استمرار سيطرة المسلحين على البلدة التي تشكل مدخل الغوطة من جهة طريق مطار دمشق الدولي»، غير أنهم يقرون في الوقت ذاته «بتصاعد الغارات الجوية والقصف المدفعي، والرد بإطلاق قذائف الهاون أو الصواريخ على أهداف قريبة، سواء في جرمانا أو مداخل دمشق».
وتنفي مصادر ميدانية «حدوث أي خرق لوحدة الصف على هذه الجبهة التي يشكل سقوطها بداية دخول الجيش إلى عمق الغوطة، وخاصة في جسرين التي تشهد نزوحاً مستمراً للمدنيين المقيمين في المليحة، ما يفاقم الأزمة الإنسانية».
المشهد ذاته ينسحب على جوبر، حيث تتواصل المعارك بزخم كبير مع إصرار المجموعات المسلحة على عدم التراجع وضيق الخيارات البديلة أمامها، حيث إن سقوط جوبر يعني سقوط مساحات واسعة من الغوطة، ما يسهل بدوره المواجهة في المليحة بالنسبة للجيش السوري.
ورغم استمرار تساقط قذائف الهاون على أحياء في دمشق، وخاصة القصاع وباب توما وشارع بغداد، إلا أن عددها قد تراجع كثيرا، وإن توقعت بعض المصادر الميدانية تصعيداً عسكرياً كبيراً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في الثالث من حزيران المقبل. وقد يتجسد هذا التصعيد بإطلاق عدد كبير من قذائف الهاون من أجل منع المواطنين من المشاركة في الاستحقاق.
وقال مصدر في قيادة شرطة دمشق لوكالة «سانا» إن «مواطنا استشهد وأصيب 4 جراء اعتداءات إرهابية بقذائف هاون على محيط جامع الإيمان في منطقة المزرعة بدمشق».
القوات النظامية السورية تفك حصار مقاتلي المعارضة لسجن حلب
دمشق- (أ ف ب): تمكنت القوات النظامية السورية الخميس من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة على سجن حلب المركزي لاكثر من عام، ما يتيح لها قطع طريق امداد رئيسي للمعارضين، في تقدم اضافي لنظام الرئيس بشار الأسد قبل أقل من اسبوعين على الانتخابات الرئاسية.
وبحسب وسائل اعلام سورية مقربة من السلطات، يمهد هذا التقدم لتطويق كامل مدينة حلب لا سيما الاحياء التي يسيطر عليها المقاتلون و”فرض” تسويات على غرار تلك التي افضت الى خروج مقاتلي المعارضة من احياء حمص القديمة بعد نحو عامين من حصار خانق.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “بعد نحو 13 شهرا من الحصار من قبل جبهة النصرة وكتائب اسلامية مقاتلة، تمكنت القوات النظامية ومسلحون موالون لها من فك الحصار عن سجن حلب المركزي”.
واشار إلى أن دبابات ومدرعات “دخلت السجن صباح اليوم”، وسمعت في داخله “اصوات اطلاق رصاص كثيف ابتهاجا بوصول القوات النظامية”.
وقال عبد الرحمن ان الطيران المروحي يقوم الخميس بإلقاء براميل متفجرة على مناطق تواجد المقاتلين “على بعد مئات الامتار من السجن”.
وفرض مقاتلون معارضون بينهم عناصر من جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) وكتائب اسلامية، حصارا على السجن الواقع على المدخل الشمالي لكبرى مدن شمال سوريا منذ نيسان/ ابريل 2013. واقتحموا اسواره مرارا سعيا الى “تحريره”، الا ان القوات النظامية التي بقيت مسيطرة على السجن، تمكنت في كل مرة من صد الهجوم.
وحال الحصار دون دخول مواد غذائية بشكل منتظم الى السجن، ما تسبب بحالات وفاة عديدة بين السجناء. وبحسب المرصد، ادى الحصار والقصف الذي طاول السجن، إلى مقتل نحو 600 سجين من اصل اربعة آلاف كانوا فيه، غالبيتهم موقوفون بجرائم جنائية.
واعرب المرصد عن “مخاوف من تنفيذ القوات المقتحمة للسجن، حملة اعدامات” بحق سجناء معارضين لاظهار انهم “قتلوا اثناء الحصار”.
وخاضت القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني ومسلحين موالين لها، معارك ضارية في الايام الماضية ضد المقاتلين. وأدت المعارك، بحسب المرصد، إلى مقتل 50 مقاتلا على الاقل الثلاثاء والاربعاء، وعدد غير محدد من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها.
وكان المرصد والاعلام الرسمي السوري افادا الاربعاء عن تقدم القوات النظامية في اتجاه السجن، من خلال السيطرة على تلة حيلان ومحيط محطة الكهرباء الرئيسية في منطقة الشيخ نجار التي تبعد نحو كيلومتر واحد عن السجن، وذلك اثر عملية “التفاف وتمويه”.
وافادت صحيفة (الوطن) المقربة من السلطات الخميس ان “الجيش تقدم إلى محيط السجن من محورين الأول من مدينة الشيخ نجار الصناعية عبر تلة الكهرباء إلى قرية حيلان التي سيطر عليها، والثاني من الهنكارات شمال منطقة البريج إلى تلة (قلعة) آكوب التي أحكم سيطرته عليها أيضاً”.
ويأتي فك الحصار بعد سلسلة تقدمات عسكرية للقوات النظامية في الاشهر الماضية، لا سيما في ريف دمشق وفي مدينة حمص (وسط) حيث ادى اتفاق باشراف الامم المتحدة، الى خروج مقاتلي المعارضة من الاحياء التي يسيطرون عليها، في عملية انجزت في التاسع من ايار/ مايو.
واشار عبد الرحمن الى انه بنتيجة فك الحصار عن سجن حلب “تم قطع طريق امداد رئيسي للمقاتلين بين الاحياء التي يسيطرون عليها في شرق حلب، والحدود التركية”، موضحا ان “طريق الامداد الوحيد المتبقي بين حلب والحدود التركية هو طريق الكاستيلو، في شمال غرب المدينة”.
وقالت (الوطن) الخميس إن “المرحلة التي ستلي فك الحصار عن السجن مختلفة المعطيات والنتائج عما سبقها لأنها تستكمل مد الطوق الأمني المفروض على المدينة ليشمل جميع الأحياء التي يسيطر عليها المسلحون وتمهد الطريق لفرض تسويات شبيهة بحمص القديمة لصالح الشرعية والسيادة السورية”.
وتشهد حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد قبل بدء النزاع منتصف آذار/ مارس 2011، معارك يومية منذ صيف العام 2012. وتنقسم السيطرة على احيائها بين النظام الذي يسيطر على الاحياء الغربية، ومقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على الاحياء الشرقية.
ويأتي فك الحصار قبل اقل من اسبوعين من الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من حزيران/ يونيو، والتي يتوقع ان تبقي الرئيس الاسد في موقعه لولاية ثالثة من سبع سنوات.
وانتقدت المعارضة والدول الغربية هذه الانتخابات التي ستجرى في مناطق سيطرة النظام، معتبرين انها “مهزلة” و”غير شرعية”.
ويشكل رحيل الأسد مطلبا اساسيا للمعارضة والدول الداعمة لها.
كتائب للجيش الحرّ تدمر دبابتين وتقتل اكثر من 25 جنديا حكوميا
النظام السوري يقترب من فك الحصار عن سجن حلب وفرنسا تتجه لمدّ المعارضة بأسلحة نوعية
حلب ـ بستان القصر ـ باريس ـ ‘القدس العربي’ من وائل عادل ومحمد واموسي: قد تكون ساعات الصباح الأولى هي الساعات الأخيرة في حصار سجن حلب المركزي الذي استمر مدة تقارب العامين، وقد تصحو حلب محاصرة بالكامل بعد ان سيطر النظام على كل الطرق المؤدية لها ما عدا طريق الذي يصل الريف الحلبي الشمالي بمدينة حلب حيث السجن المركزي.
فالقوات الحكومية باتت قاب قوسين من السجن المركزي الذي يقع شمال مدينة حلب ويشكل الجزيرة الوحيدة للنظام في ريف حلب الشمالي، حيث استمرت القوات الحكومية خلال العام الماضي بالزحف باتجاه السجن من قرية السفيرة جنوب مدينة حلب حتى قرية الشيخ نجار ومن ثم تلة حيلان التي سيطرت عليها مؤخراً لتقطع بذلك مسافة تزيد عن ستين كيلومتراً ما بين الريفين الجنوبي والشرقي لمدينة حلب و تستعيد السيطرة على جميع القرى الواقعة على هذا الخط و تؤمن خط امدادٍ لها مهددة مناطق سيطرة المعارضة المسلحة بالحصار داخل مدينة حلب.
في الوقت الذي أعلنت فيه كتائب المعارضة تدمير دبابتين ومقتل أكثر من خمسة وعشرين جندياً من القوات الحكومية في منطقة البريج، إلا أن وسائل الإعلام الحكومية تحتفل بالاقتراب من فك الحصار عن السجن المركزي.
وفي لقاء لـ’القدس العربي’ مع أبو قتيبة قائد تجمع فاستقم كما أمرت و نائب قائد جيش المجاهدين، لم يؤكد دخول مجموعة تابعة لجيش النظام إلى السجن المركزي، وقال إن استقالة وزير دفاع الحكومة المؤقتة لم يكن سبب تراجع الجيش الحر في تلك المنطقة فوزارة الدفاع لم تقدّم سوى ذخيرة أسلحة خفيفة لا تكفي أسبوعاً واحداً.
وعن حركة حزم قال انها شاركت بأربعة عناصر فقط في تلك الجبهة يختصون بصورايخ التاو الامريكية المضادة للدروع، وأضاف أن هناك تقصيرا واضحا من الفرقة التاسعة التي تسائل عن سبب غيابها على مثل هذه الجبهة الهامة.
ومن جهته أكد الناشط الإعلامي الحلبي محمد سندة لـ’القدس العربي’ بأن مجموعة من جيش القوات الحكومية قد وصلت إلى السجن المركزي للمرة الأولى منذ سنتين، وبأن الوضع سيء للغاية بسبب اتباع القوات الحكومية سياسة الأرض المحروقة حيث قام بقصف القرية التي سيطر النظام على التلة المجاورة لها بخمسة وعشرين برميلاً متفجراً خلال يوم واحد فقط.
يذكر أن السجن المركزي لا يزال بداخله قرابة ألفين وخمسمئة سجين يعانون ظروفاً إنسانية قاهرة، ومن خلال اتفاقية عمرها قرابة العام يقوم الهلال الاحمر بادخال الطعام المطبوخ للسجناء مقابل إخلاء عشرة ممن انتهت محكومياتهم ولا زالوا داخل السجن.
جاء ذلك فيما توقع بدر جاموس أمين عام الإئتلاف الوطني السوري المعارض تحقيق مقاتلي المعارضة ما وصفها بـ’إنجازات كبيرة وحقيقية تقلب موازين القوى على الأرض خلال الأسابيع القليلة المقبلة’، ملمحا لموافقة فرنسية على تزويد المعارضة بأسلحة متطورة.
وقال جاموس في حديث لـ’القدس العربي’ إن ‘الائتلاف السوري قدم للفرنسيين كل الضمانات على استخدام سليم لأي أسلحة يسلمونها لمقاتلي المعارضة حتى لا تصل إلى الجماعات المتشددة كما تخشى باريس′.
بدوره توقع منذر ماخوس سفير الائتلاف السوري المعارض في باريس في حديث لـ’القدس العربي’ حصول ما أسماه ‘تحول كبير في مسألة تسليح المعارضة السورية بأسلحة نوعية ومتطورة من فرنسا ومن بلدان أخرى في أهميتها’ وفق تعبيره.
ناشطون يطلقون حملة تنديد بمسؤولي الائتلاف السوري المعارض ويحملونهم مسؤولية الاوضاع في الرقة
عمر الهويدي
الرقة ـ ‘القدس العربي’ أطلق ناشطون مدنيون في مدينة الرقة ‘ شمال سوريا’، الخاضعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’، يوم أمس، حملة تصعيد ضد ممثلي الرقة في مؤسسات المعارضة السورية ، لما تعرضت له المدينة من تهميش وضعف في أداء ممثليها في مؤسسات المعارضة.
وفي حديث لــ ‘القدس العربي’ قال المعارض وأحد القائمين على الحملة عبد الحميد الخطيب أن ناشطوا الرقة قاموا بإطلاق الحملة بسبب ما آلت إليه الرقة وتراكم من التهميش والإهمال من قبل مؤسسات المعارضة، ورغم النداءات التي أطلقها شباب الحراك المدني في الرقة، ورغم ملاحقة الناشطين لم نسمع من أحد أي اهتمام بالشأن الرقي، الأمر الذي جعل حالة من الغليان والتململ من ممثلي الرقة في الائتلاف الوطني لقوة الثورة والمعارضة السورية ، وهم مصطفى النواف ممثل عن المجالس المحلية، وعبد الله الخليل محمد الفرج ، وممثلها في المجالس العسكرية فرج حمود الفرج السلامة، والمجلس الوطني السوري والحكومة السورية المؤقتة، وكذلك تسعى الحملة لتحقيق مطالبها لتغيير ممثليها في المؤسسات الثورية.
وأضاف الخطيب إن الإهمال من قبل مؤسسات المعارضة كان كبيرا جدا قبل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ وفي الفترة الماضية لم تتلقى الرقة مساعدات من قبل الحكومة المؤقتة سوا 100000 ألف دولار أمريكي مع العلم أن المحافظات الخارجة عن الصراع حصلت على 250 إلى 300 ألف دولار.
وفي السياق قال الخطيب ‘أن الحملة لا ترغب بتكسير مؤسساتها ، بل تسعى لتصويب عملها’، علماً أن مؤسسات المعرضة السورية غيبت نفسها عن المناطق المحررة وأثبتت فشلها في إدارة تلك المناطق ، ولم تستطع أن تستثمر تحرير أول مدينة وتقدمها كنموذج جيد تحتذي به كل المحافظات السورية في الداخل، وكذلك لم تستطع إظهار الوجه الحضاري لمدينة محررة للمجتمع الدولي في الخارج، فعندما قامت كتائب المعارضة بتحرير مدينة الرقة في 4 آذار/ مارس 2013 وكانت هناك فسحة من الحرية التي كان يحلم بها كل مواطن، لكن الفرحة لم تدم طويلا إذ أن غياب الدعم من الائتلاف والمجلس العسكري، وبقاء المؤسسات خارج البلاد بعد تحريرها كان من شأنه أن يقود البلاد إلى ما هي عليه.
‘الجبهة الإسلامية’ في سوريا تستبعد صداماً مسلحاً مع حليفتها ‘النصرة’
مقتل 25 من قوات بشار في حلب… وولادة ثالث طفل مشوه نتيجة ‘الأسلحة الكيميائية’
عواصم ـ وكالات ـ حلب ـ ‘القدس العربي’: استبعد مصدر في الجبهة الإسلامية، أكبر تحالف للفصائل الإسلامية المعارضة في سوريا، امس الاربعاء، حصول صدام أو صراع مسلح مع حليفتها الاستراتيجية’جبهة ‘النصرة’ على خلفية’الخلاف حول ‘ميثاق الشرف الثوري’.
وقال المصدر إن رفض ‘النصرة’ للميثاق’لا يعني حصول خلاف أو مواجهة عسكرية بينهما شبيهة بالمواجهة المندلعة منذ أشهر’مع ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’ أو ‘داعش’.
ووقعت بعض الفصائل المعارضة للنظام السوري’وعلى رأسها ‘الجبهة الإسلامية’، السبت الماضي، على بيان مباديء تحت اسم ‘ميثاق الشرف الثوري’ يتضمن المرجعية التشريعية وشكل الدولة المستقبلية واعتبار النظام والميليشيات الموالية له و’داعش’ هدفاً لها، ولاقى الميثاق ترحيباً واسعاً من السوريين.
وأعلنت’جبهة النصرة، أمس الأول، عن رفضها لـ’ميثاق الشرف’، لعدة مآخذ عليه على رأسها إغفال حكم الشريعة وإقامة الدولة الإسلامية، كون’الميثاق ينص على أن’الشعب السوري هو ‘من يقرر نمط الحكم بعد سقوط النظام بمعزل عن الضغوط والإملاءات بما يحقق دولة العدل والحريات’.
ورأى المصدر أن الحديث عن خلاف أو صدام محتمل مع النصرة ‘أمر سابق لأوانه’، وكذلك هو الحال بالنسبة للخلاف على شكل وتفاصيل الدولة المستقبلية.
وأشار إلى أن العمل حالياً يتجه نحو توحيد الصفوف في مواجهة قوات النظام، وليس شحن الثوار وزجهم في صدامات جانبية’ليست في مصلحتهم.
واعتبر المصدر أن الاختلاف حول ميثاق الشرف هو اختلاف في الآراء ويحل بالشورى والعمل المشترك، ولا يرجح الوصول إلى مرحلة الصدام، في حال تم اتباع هذه الطرق التي يتفق عليها الطرفان.
و’الجبهة الإسلامية’ هي أكبر تحالف للفصائل الإسلامية المعارضة في سوريا، تأسست في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وتشكلت من انضمام 7 فصائل إسلامية كبرى تقاتل قوات النظام من بينها حركة أحرار الشام، ويقدّر مراقبون أن عدد قوات الجبهة المتحالفة مع الجيش الحر يصل إلى نحو 50 ألف مقاتل ينتشرون في كافة المحافظات السورية.
ولم تكن جبهة’النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، معروفة قبل بدء الاحتجاجات في سوريا في آذار/ مارس 2011، لكنها برزت كقوة قتالية ميدانية مع تبنيها تفجيرات استهدفت مراكز عسكرية وأمنية للنظام في الشهور الأولى للاحتجاجات.
ومنذ نهاية العام الماضي، شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة أبرزها ‘جبهة النصرة’ و’الجبهة الإسلامية’،’وانضم إليهم،’مؤخراً،’مسلحون من ‘عشائر المنطقة’، حملة عسكرية، ما تزال مستمرة، ضد معاقل ‘داعش’ في مناطق بشمال وشرق سوريا، كونهم يتهمون التنظيم بـ’تشويه صورة الثوار والتعامل مع النظام’.
وأدى ذلك لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين وطرد مقاتلي التنظيم من مناطق في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب ودير الزور، في حين أن التنظيم ما يزال يحكم قبضته على الرقة (شرق) ويتخذ منها معقلاً أساسياً لقواته بعد طرد مقاتلي المعارضة منها مؤخراً.
الى ذلك قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ‘وحدات تابعة للجيش السوري الحر، تمكنت من قتل 25 جنديا من قوات الجيش النظامي’.
وذكرت الشبكة السورية التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها، في بيان لها، أمس الأول، أن ‘وحدات عسكرية تابعة للحر، شنت هجوما على قوات الأسد بمدينة ‘بريج حلب’، أسفر عن مقتل 25 من تلك القوات’.
وأوضح البيان أن وحدات ‘الحر’ تمكنت كذلك من تدمير دبابة نظامية، لافتا إلى وقوع اشتباكات ضارية بين الجانبين.
ولم يصدر بيان عن النظام السوري حول هذه الواقعة، غير أن وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أشارت إلى استمرار الاشتباكات بين الجيش السوري وجماعات مسلحة في محيط مدينة حلب، لافتة إلى ‘مقتل عدد كبير من الأشخاص المسلحين’.
وأعلن مكتب لتوثيق الملف الكيميائي السوري، امس الاربعاء، عن توثيق ولادة ثالث’طفل مشوه خلقياً نتيجة’الأسلحة الكيميائية التي استخدمتها قوات النظام’العام الماضي’ضد مناطق المعارضة في ريف دمشق، جنوبي سوريا.
ويأتي الإعلان عن ولادة ثالث طفل مشوه نتيجة’الأسلحة الكيميائية’بعد 10 أيام من إعلان المكتب نفسه عن توثيق ولادة أول طفلين مشوهين’للسبب نفسه (ذكر وأنثى).
وقال نضال شيخاني،’مسؤول العلاقات الخارجية في’مكتب’توثيق الملف الكيميائي في سوريا’، الذي يضم عسكريين منشقين عن جيش النظام ويصف نفسه بأنه ‘مستقل’، إن طفلا من بلدة عين ترما’بريف دمشق ولد’منذ يومين مشوهاً’بعيوب خلقية من الدرجة الأولى، بسبب تعرض والدته’للأسلحة الكيماوية التي قصفت بها قوات النظام’منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق آب/ أغسطس الماضي.
وأضاف المسؤول نقلا عن أحد أعضاء فريق طبي عاين الحالة، لم يذكر اسمه،’أن والدة الطفل الوليد’تعرضت مع بداية حملها لاستنشاق غازات سامة ناتجة عن استخدام قوات النظام’لأسلحة كيميائية.
وأشار عضو الفريق’إلى أن حمل الوالدة بقي مستمراً على الرغم من استنشاقها للغازات الكيميائية’قبل أن يولد الطفل’بتشوهات تمثلت بعدم وجود طرف سفلي أيسر أو أعضاء تناسلية’وكذلك ضمور في كامل أعضاء الجسم وتشوهات كبيرة فيه، بحسب الصورة التي عرضها المكتب، واطلع عليها مراسل ‘الأناضول’.
وبيّن العضو أن هذا التشوه حدث’نتيجة فقدان’الأم للسائل الذي يحفظ الجنين في بطنها،’نتيجة استنشاقها للغازات السامة.
ولم يبيّن المسؤول ما إذا كان الطفل توفي فور ولادته أم أنه لايزال على قيد الحياة.
وتم تأسيس مكتب ‘توثيق الملف الكيميائي في سوريا’، في تشرين الأول/ اكتوبر 2012، بهدف توثيق انتهاكات النظام واستخدامه للأسلحة الكيميائية في المناطق السورية، وجمع الدلائل والشهادات بخصوص ذلك.
وعمل المكتب الذي يتخذ من’بروكسل مقراً له،’على متابعة عملية نقل المخزون الكيميائي لدى النظام بعد قرار الأخير تسليمه نهاية العام الماضي، من خلال ناشطين سوريين على الأرض والمنظمات الدولية المختصة.
ولم يتسنّ حتى الساعة (30:’7 تغ)، التحقق مما ذكره’مسؤول العلاقات الخارجية في المكتب حول الحالات الثلاث من مصدر مستقل، كما لا يتسنّ عادة الحصول على تعليق رسمي من النظام السوري على ما ينسب له بسبب القيود التي يفرضها على الإعلام.
وينفي’نظام بشار الأسد استخدام هذا النوع من السلاح، ويتهم المعارضة بامتلاك واستخدام أسلحة كيميائية، كما يتهم المعارضة والولايات المتحدة بالسعي إلى اختلاق ذريعة لتدخل عسكري أجنبي في سوريا.
وبعد تهديد الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري ضد النظام السوري على خلفية اتهامه بارتكاب الهجوم’الكيميائي ‘الأكبر’ على ريف دمشق آب/ اغسطس الماضي راح ضحيته 1400 قتيلا و10 آلاف مصاب بالاختناق، وافق النظام على مقترح حليفته روسيا بتسليم ما بحوزته من أسلحة كيميائية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية’لتدميرها.
وبدأت عمليات نقل تلك الأسلحة، التي تقدر بنحو 1300 طنا،’بحسب ما أعلنته’دمشق العام الماضي امتلاكها، عبر ميناء اللاذقية على البحر المتوسط مطلع العام الجاري، وتم تسليم غالبية الكمية المصرح بها على دفعات.
ووثقّت’الشبكة السورية’لحقوق الإنسان، مقتل 82 شخصا في العمليات العسكرية المختلفة التي شنتها القوات النظامية في العديد من المدن والبلدات السورية. وذكرت’الشبكة السورية’أن العمليات العسكرية التي شنتها الوحدات العسكرية التابعة للنظام السوري، أمس الأول، في كافة الأنحاء السورية برا وجوا، مستخدمة الأسلحة الثقيلة والطائرات ‘أدت إلى مقتل 34 شخصا’في حلب، و22 في ريف العاصمة دمشق، و9 في درعا، و6 في إدلب، و5 في حمص، و4 في حماة وقتيل واحد في دير الزرو، وآخر في اللاذقية.
وفي الأثناء أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن القوات الحكومية تمكنت من القضاء على عدد كبير من المسلحين وتدمير آلياتهم، خلال الاشتباكات التي وقعت بينهم، مشيرة إلى وجود عناصر أجنبية بين هؤلاء المسلحين.
النظام السوري يبدأ حملة في الجنوب ومقاتلون يتحدثون عن حرب عصابات ضده
إبراهيم درويش
لندن – ‘القدس العربي’: في مقابلة أجراها مارتن شولوف مع من قال إنه المطلوب الأول في مدينة حلب، قائد عمليات الأنفاق ومهندس عمليات تفجير مقرات الجيش السوري عبر الأنفاق أبو أسد، بدا الأخير راضيا عن إنجازاته بعد أقل من اسبوع من وضع 25 طن من المواد المتفجرة تحت فندق كارلتون الذي تقول المعارضة أن الجيش السوري كان يتخذه كمركز عمليات له.
ويقول أبو أسد ‘ كنت أجلس في هذه الغرفة في نقطة أخرى من المدينة، وكان أبو أسد يتحدث مبتسما ‘وسمعنا الإنفجار من هنا وشعرنا بالسعادة’.
ويقول كاتب التقرير إن الإنفجار الذي ضرب فندق كارلتون في 8 أيار/ مايو والذي هز المنطقة أبعد من مكان الفندق وامتد أثره لتسعة أميال حيث يقيم القائد أبو أسد الآن.
ويقول شولوف إن اعمدة الدخان والغبار التي ارتفعت في السماء تعتبر من الصور المثيرة للدهشة في الحرب السورية لحد الآن.
ويعتقد أن العملية قتلت ما بين 30-50 جنديا من جيش النظام. ومن بين الصور التي خرجت من الأزمة السورية، القصف الجوي، صواريخ سكود والعمليات الإنتحارية تظل صورة الفندق التي وضعت على الإنترنت من أكثرها إثارة للدهشة. ويعلق أبو أسد ‘هذا كان أحسن شيء عن العملية’ مضيفا أن ‘أثرها على معنويات المقاتلين كان مباشرا، حيث عبروا عن رغبتهم بالقتال وخوض المعارك ولهذا أطلقنا عليها ‘عملية الهزة الأرضية في حلب’.
ويقول أبو أسد إن فندق كارلتون اتخذته الشرطة العسكرية وجماعات الشبيحة كثكنة عسكرية، واتهمت الحكومة السورية المعارضة بارتكاب عمليات بدون تمييز وأنها تقوم بتدمير معالم المدينة وهويتها. وبسبب النجاح قرر أبو أسد مقابلة صحيفة ‘الغارديان’ وقدم نفسه بكونه قائد أنفاق حلب.
وأكد أنه ليس خائفا من الكشف عن هويته وظهور صورته في الصحيفة حيث سيتعرض للملاحقة ‘أريدهم أن يخافوا مني’، ‘يجب أن يعرفوا أنني قادم إليهم’.
ويبلغ عدد حفاري الانفاق 100 مقاتلا وهم الذين حققوا في مدة قليلة ما لم تحققه قوات المقاتلين في 38 شهرا من القتال مع الجيش السوري والذي استطاع بمساعدة من داعميه في لبنان وإيران استعادة العديد من البلدات والمناطق من أيدي المقاتلين.
تحت الأرض
ومن أجل تحقيق تقدم فوق الأرض كان على حفاري الأنفاق الحفر تحت الأرض، وقاموا بالحفر تسع مرات خلال الستة أشهر الماضية.
ويضيف أبو أسد أن فكرة الحفر تحت الأرض اقترحها زائر فلسطيني لسوريا العام الماضي ‘قالوا إنها حققت بعض النجاح في فلسطين، ولهذا قررت المحاولة، ولم نجد صعوبة في العثور على المتفجرات، وقمت أنا شخصيا بالإشراف على حفر 9 أنفاق’. ولم يجد صعوبة في العثور على متطوعين للحفر عبر الصخور والحجارة التي تحمل قلب حلب، والأقواس التي يعود عمرها لأكثر من ألفي عام والمساجد التي تفصل مناطق المعارضة عن النظام بضع أمتار.
ويقول ابو أسد الذي كان يعمل نجارا في الريف أن النفق تحت فندق كارلتون بلغ طوله 107 مترا واستغرق 33 يوما لحفره، فيما بلغ طول أنفاق أخرى 860 مترا وقضى الحفارون فيها أشهرا. وهدد أبو اسد النظام قائلا ‘لدينا مفاجآت كبيرة لهم إن شاء الله’ ولكنها ‘تأخذ وقتا أطول’.
ويعلق شولوف إن اسلوب الأنفاق هذا يقدم صورة عن الحرب الدائرة في سوريا، فكسر جمود المعركة في حلب لن يحدث نتيجة وصول أسلحة نوعية للمقاتلين بل ومن خلال اللجوء إلى أساليب حرب قديمة.
فالأسلحة الكيميائية التي استخدمت في الحرب العالمية الأولى وحظر استخدامها ساعدت النظام على تأمين دمشق، فيما اعتمد النظام على صواريخ سكود، سلاح الردع على محو أجزاء كاملة من الشمال، والآن الأنفاق التي استخدمها الرومان ومن ثم في العصور الوسطى وإيفان الرهيب والقوات البريطانية على الجبهة الغربية والفلسطينيون في غزة تحقق نتائج اكثر من تلك التي تحققها الأسلحة التقليدية. ويرى الكاتب إن الوحشية التي تتسم بها العصور الوسطى أصبحت علامة على الحرب السورية التي قتل فيها لحد الآن ما يزيد عن 162.000 سوري وشرد نصف سكان البلاد. ورغم رضى قائد عمليات الأنفاق عن إنجازاته لكنه لا يرى اي تغيير في مسار المعركة في الشمال. ويقول ‘فكرنا طويلا قبل تبني هذا النوع من الحرب، ولكن لم يكن لدينا أي خيار، ونريد أن نعمل شيئا لحمايتنا وحماية أهلنا’.
مضيفا ‘أول نفق حفرناه كان في رمضان العام الماضي وأخذ 20 يوما لإنجازه، ولم يتجاوز طوله عن 17 مترا، وكان هناك 11 جنديا وضابط علوي شرس لم يكن ممكنا التخلص منهم’ إلا عبر تفجير نفق.
ومثل الأنفاق الثمانية التي حفرتها الوحدة التابعة لكتيبة لواء التوحيد التي ينتمي إليها أبو أسد قامت بحفر طرق في قلب حلب التاريخية.
وكلا الطرفين يواجهان قلعة حلب التاريخية التي تعتبر من التراث العالمي حسب تصنيف منظمة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة (اليونسكو) والتي صمدت ألاف السنين أمام الغزاة والجيوش، ولكنها تواجه اليوم أخطر تهديد لجدرانها، حيث يتهم أبو أسد أن حفرياته وأنفاقه تمثل خطرا على بقاء القلعة.
ورد أبو أسد قائلا ‘إن ارادوا الحديث عن الأماكن التاريخيةـ أنظر ماذا فعلوا لقد حرقوا السوق القديم، فيما تم تدمير معظم المساجد التاريخية’، ويؤكد أبو أسد ‘لقد قمنا بعمل اللازم حتى لا نلمس الأماكن المهمة ونعلم أهميتها’.
الأسد يتحول للجنوب
في الوقت الذي ينشغل فيه أبو أسد بتحريك الجبهة في الشمال ويحفر الأنفاق، بدأ الرئيس الاسد حملة في الجنوب السوري قرب الحدود الأردنية بعد ما حققه من إنجاز وإخراج المقاتلين من البلدة القديمة في حمص بحسب صحيفة ‘التايمز′ البريطانية.
وجاء الهجوم في الوقت الذي حذر فيه الجيش الحر بأنه سيتحول لحرب العصابات إن لم يتم إمداده بالسلاح اللازم حسب الصحيفة، وهاجمت القوات السورية الخميس الماضي بلدة نوى وإنخل ودرعا ومدينة القنيطرة.
وتتعرض بلدة نوى لهجوم من ثلاث جهات لليوم الرابع على التوالي حسب أحد المقاتلين ‘ويلقى علينا يوميا ما معدله 20 برميلا متفجرا في اليوم’.
ويقول آخر وهو عمر الحريري ‘يقوم النظام بقصفنا بالقذائف الصاروخية وصواريخ من أنواع مختلفة، وسقط في الأيام الأربعة الماضية 110 وعشرات من الجرحى’. وتسيطر جماعات المعارضة على مناطق مهمة في الجنوب قريبا من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، ويرى مايكل ستفينز، نائب مدير معهد الخدمات المتحدة بأن ما يجري ‘قد يكون نقطة تحول في الحرب’، و’تثير قلقا من ناحية خطوط الإمداد للمقاتلين’.
ويقول التقرير إن نظام الأسد استطاع حشد قوات بعد سلسلة من العمليات قرب الحدود اللبنانية والتي انتهت برفع الحصار عن البلدة القديمة في حمص وخروج المقاتلين منها باتفاق رعته الأمم المتحدة.
كما واستفادت الحكومة السورية من الإقتتال الداخلي، بين الجماعات المعتدلة الممثلة بالجيش السوري الحر والجماعات المتشددة ممثلة بجبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق (داعش)، وقد أعطت التطورات الرئيس الأسد ثقة بالنفس عندما أعلن ان الوجه الحقيقي للعمليات سينتهي في هذا العام. ودعت الجماعات المقاتلة الدول الغربية تزويدها بالسلاح المتقدم خاصة الصواريخ المضادة للطائرات، وتلقت تسع مجموعات معتدلة على الأقل صواريخ أمريكية الصنع من نوع بي جي أم تي أو دبليو المضادة للدبابات، ولكن العدد الذي وصل منذ بداية نيسان/ إبريل يظل قليلا.
ويرى منذر اقبيق احد مسؤولي المعارضة السورية ‘إنها مرحلة حيوية’، ‘فعدد الصواريخ محدود، وفي حالة حصوله على أسلحة نوعية فسيتقدم الجيش الحر إما إن لم يحصل على شيء فسيتقدم النظام وستتحول الحرب إلى حرب عصابات ولن تتوقف حتى ينتهي النظام’.
وتشير الصحيفة إلى أن المعارضة حاولت التعويض عن ضعفها العسكري باللجوء إلى أساليب جديدة مثل حفر الأنفاق.
حزب الله
لم يستطع النظام السوري تحقيق ما حققه من إنجازات بدون دعم الحلفاء له في لبنان، حزب الله وإيران الحرس الثوري الإيراني.
وفي تقرير لصحيفة ‘نيويورك تايمز′ إن التجمعات الشيعية في منطقة الهرمل عاشت في خوف من السيارات المفخخة والضربات الصاروخية التي كانت تنطلق من داخل مناطق المقاتلين السوريين في منطقة القلمون، وأدى نجاح حزب الله مع الجيش السوري الى إخراج المعارضة منها لتوقف هذه الهجمات بشكل ‘شعر فيه شيعة لبنان بالإمتنان لتدخله في سوريا وجذب إليه موجه جديدة من الشباب الطامحين للقتال لمعسكرات التدريب التابعة للحزب’، وينقل التقرير عن رئيس عشيرة معروفة في الجنوب سعد حمادة ‘لقد تغير الوضع 180 درجة’ و’القصة انتهت لصالحنا’.
ويضيف التقرير أن الحرب التي لا تزال طاحونتها تدور في سوريا أعطت حزب الله ‘هدفا’ أبعد من قتال إسرائيل وهو مساعدة حلفائه في سوريا والإخوة الشيعة في منطقة الشرق الأوسط.
ومع أن إنجازات الحزب الشيعي لم تأت بدون ثمن باهظ في الأرواح إلا أن الحرب أعطت الحزب فرصة لإظهار قوته واكتساب خبرات في الحرب. ونقل طلال عتريسي وهو محلل قريب من الحزب قوله ‘قد يغير القتال في سوريا ميزان القوة في المنطقة، وعلى حزب الله منع تشكل ميزان قوة جديد ضده وضد إيران وحلفائها’، وما يقوم حزب الله به هو تعبير عن رؤية استراتيجية.
ورغم النجاحات هذه إلا أن القتال اخذ الكثير من مصادر الحزب التي خصصت لحرب إسرائيل وفاقمت من حدة الصراع الطائفي وهمشت قطاعا واسعا من السنة الذين دعموا الحزب وكونه حركة مقاومة، وبدأ الكثير من السنة يتحدثون عن الحزب بأنه لم يعد ‘حزب الله’ بل ‘حزب الشيطان’.
ولا يعرف حتى مؤيدو الحزب متى سيكون قادرا على فك الإرتباط والخروج من سوريا.
وتتهم جماعات لبنانية الحزب بأن دوره في سوريا بات يهدد السلم والأمن اللبناني، فيما يتهمه آخرون بانحرافه عن خط المقاومة ضد إسرائيل.
مع أن الحزب يدافع عن نفسه ويؤكد أن هدفه هو حرب إسرائيل والدول الداعمة لها إلا ان خطوة التدخل في سوريا تعتبر واحدة من الخطوات التي اتخذها الحزب للدفاع عن نظام الأسد.
الموت للتكفيريين
وهي خطوة غير عادية فلم يقاتل حزب الله ولو مرة خارج حدوده أو إلى جانب جيش نظامي يهدف إعادة السيطرة على مناطق، فحركة ناجحة في حرب العصابات اعتمد الحزب اسلوب اضرب واهرب، وانهاك العدو بدون الدخول في حرب تقليدية. وتعتبر المرة الاولى التي يخصص فيها الحزب قدرات ومصادر عسكرية كبيرة لمواجهة عرب مسلمين وليس إسرائيل.
ولكن قادة حزب الله يرفضون الإتهامات الموجهة إليهم ويصورون حربهم في سوريا على انها ضد جماعات ‘تكفيرية’ تهدف لاضعاف محور المقاومة المعادي لإسرائيل، ومن هنا أضاف مشيعوا جنازات قتلى الحزب في سوريا للشعاريين المعروفين ‘الموت لإسرائيل’، ‘الموت لأمريكا’ ثالثا وهو ‘الموت للتكفيريين’.
ومن هنا قارب حسن نصر الله، الأمين العام للحزب بين خطر الجماعات السنية المتطرفة وإسرائيل حيث قال إنهم ‘يمثلون تهديدا على كل المنطقة’.
وتنقل الصحيفة عن محللين قولهم إن تجربة حزب الله في سوريا لم تؤثر على جاهزيته لمواجهة إسرائيل مشيرين إلى أن الحزب استطاع بالإضافة للخبرات القتالية التي حققها في ساحة المعركة، تجنيد جيل من الشبان وعزز برامج تدريب لهم حسب بعض المواطنين في المناطق التي يتمتع الحزب فيها بنفوذ.
ونقل عن شاب عمره 21 عاما أكمل برنامج تدريب استمر 45 يوما قوله إن دفعته كان فيها 70 متطوعا.
ويقوم مدربون في الحزب تلقوا تدريباتهم في إيران بالإشراف على البرنامج القاسي الذي اشتمل على تدريبات جسدية وتمارين على استخدام الأسلحة الخفيفة.
ويتم تدريب عناصر مؤيدة لنظام الأسد في معسكرات قريبة من معسكرات الشباب.
ولم تكن الحرب نزهة لحزب الله ففي القرى والبلدات تشهد الملصقات والصور التي تحمل صور عناصر الحزب الذي قتلوا في سوريا. ويقدر عميد متقاعد عدد قتلى الحزب بالمئات.
وفي الوقت الذي أقنع فيه الحزب قطاعا من اللبنانيين أن عملية القلمون والمناطق القريبة ضرورية إلا أنه قد لا يقنعهم بإرسال أبنائهم للقتال في مناطق بعيدة مثل القامشلي.
ويعلق إيلي كرمون، الباحث في المركز الدولي لمكافحة الإرهاب الإسرائيلي أن قدرة حزب الله على مواجهة إسرائيل قد تراجعت بسبب اسثتماره قوات ومعدات في الحرب ولأنه غير قادر عن فك ارتباطه في سوريا بدون تحقيق نصر قوي للأسد.
فرنسا تتجه لمد المعارضة السورية بأسلحة نوعية و متطورة
بدر الجاموس: سنقلب موازين القوى على الأرض خلال الأسابيع المقبلة
باريس ـ ‘القدس العربي’ من محمد واموسي: توقع بدر جاموس أمين عام الإئتلاف الوطني السوري المعارض تحقيق مقاتلي المعارضة ما وصفها بـ’إنجازات كبيرة وحقيقية تقلب موازين القوى على الأرض خلال الأسابيع القليلة المقبلة’، ملمحا لموافقة فرنسية على تزويد المعارضة بأسلحة متطورة.
وقال في حديث لـ’القدس العربي’ إن ‘الائتلاف السوري قدم للفرنسيين كل الضمانات على استخدام سليم لأي أسلحة يسلمونها لمقاتلي المعارضة حتى لا تصل إلى الجماعات المتشددة كما تخشى باريس′.
وأضاف ‘هناك جدية فرنسية في إعطاء أسلحة متطورة للثوار في سوريا، هم طلبوا ضمانات بأن تكون هناك مراقبة لاستخدام هذه الأسلحة ونحن قدمنا لهم كل الضمانات المطلوبة و قبلوها، لذلك ستكون لنا إنجازات كبيرة وحقيقية على الأرض خلال الأسابيع المقبلة’.
وفي رده على سؤال حول طبيعة الضمانات التي قدمها وفد الائتلاف السوري المعارض قال أمين عام الإئتلاف الوطني السوري المعارض ‘قلنا لهم أن شبابنا في الجيش السوري الحر ملتزمون بالحفاظ على هذه الأسلحة حتى لا تقع في أيادي خطيرة كما يريدون وقد قدمنا كل الضمانات و تفهمونا واتفقنا ان تكون هناك إجراءات حقيقية على الأرض خلال بضعة أيام’.
وقدم وفد الإئتلاف السوري المعارض برئاسة رئيسه أحمد الجربا إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند خلال مباحثات في قصر الإيليزي لائحة بالأسلحة التي يراها الائتلاف ضرورية لوقف تقدم قوات بشار الأسد في عدة مناطق تشمل بشكل خاص الصواريخ المضادة للطائرات و الدروع.
وفي هذا الإطار يقول أمين عام الإئتلاف السوري الذي حضر اجتماع الجربا مع أولاند، ‘طلبنا جميع الأسلحة التي يمكن أن تخدم ثوارنا على الارض بينها مضادات للطائرات وللدروع وهم عبروا عن استعدادهم للتجاوب معنا بعد الضمانات التي قدمناها لهم’.
وعن ما إذا كان افتقار مقاتلي المعارضة السوري للأسلحة المتطورة سببا رئيسيا في التقدم الميداني الذي حققته قوات بشار الأسد قال بدر جاموس ‘نحن نعترض على تعبير تقدم قوات بشار الأسد، هي عمليات كر وفر، هو يأخذ مناطق ونحن نأخذ أخرى، عدم سيطرتنا على الجو في سوريا وعلى الطيران و الصواريخ التي يطلقها يضطرنا أحيانا إلى عمليات الكر والفر والانتقال من مكان إلى آخر، هذه هي سياسة الحرب التي فرضت علينا لعدم امتلاكنا مضادات للطائرات هذا الواقع هو الذي أجبرنا على عدم البقاء في مكان واحد لمدة طويلة ونحن مضطرون لتغيير هذه الأماكن والمواقع′.
بدوره توقع منذر ماخوس سفير الائتلاف السوري المعارض في باريس في حديث لـ’القدس العربي’ حصول ما أسماه ‘تحول كبير في مسألة تسليح المعارضة السورية بأسلحة نوعية ومتطورة من فرنسا ومن بلدان أخرى في أهميتها’ وفق تعبيره.
وقال ‘خلال الأسابيع القليلة المقبلة لن يعد بإمكان نظام بشار الأسد امتلاك نفس الحرية التي يملكها اليوم في استخدام الأسلحة والطائرات كما يشاء أرضا وجوا، ستكون هناك تحولات كبيرة بإذن الله وستصبح قوات النظام غير قادرة على التصرف بحرية كما تتصرف الآن في الجو’.
وكان رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد جربا قد أجرى محادثات وصفت بالهامة مع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند في قصر الإيليزي شملت بالخصوص مطلب المعارضة مدها بأسلحة متطورة من شأنها قلب موازين القوى على الأرض ووقف زحف قوات النظام على عدة مدن ومناطق كانت تخضع لسيطرة المعارضة.
وأكد مصدر رسمي في قصر الإليزية لـ’القدس العربي’ تسلم الرئيس هولاند للائحة بالأسلحة المطلوبة مع ضمانات على عدم وصولها إلى جماعات متشددة مؤكدا أن فرنسا ستعطي المعارضة السورية ردا نهائيا خلال بضعة أيام.
وأجرى أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض محادثات في باريس ظلت بعيدة عن عيون الصحافيين مع كل من الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، وسعد الحريري رئيس تيار المستقبل اللبناني.
وكانت السعودية قد قدمت للمعارضة السورية عددا محدودا من صواريخ مضادة للطائرات تحمل على الكتف، حصلت على معظمها من موردين في فرنسا وبلجيكا حيث تولت باريس دفع تكاليف نقلها الى المنطقة.
وأخبر مساعد لرئيس الإئتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا ‘القدس العربي’ ببقاء هذا الأخير في باريس لبضعة أيام ‘إلى حين إنهاء مشاورات مد المعارضة السورية بأسلحة متطورة ونقلها إلى المنطقة وبدء عملية قلب موازين القوى على الأرض وفق تعبيره.
وأضاف المصدر أن الجربا سيعقد خلال أيام قليلة مؤتمرا صحافيا في معهد العالم العربي في باريس، حيث سيعلن من خلاله معلومات يصفها بالهامة، في إشارة إلى مطلب الائتلاف للرئيس الفرنسي مد المعارضة بأسلحة نوعية ومتطورة.
وبحسب المصدر فإن الائتلاف سيسعى كخطوة أولى إلى إنهاء ما وصفها بهجمات البراميل المحترقة التي تنفذها مقاتلات النظام ضد المدنيين في عدة مناطق.
من ناحية أخرى عاينت ‘القدس العربي’ جزءا من اجتماع عقده وفد من الإئتلاف الوطني السوري المعارض ممثلا في بدر الجاموس أمين عام الإئتلاف وعبد الأحد اسطيفو مدير الدائرة السياسية، مع قياديين في منظمة مجاهدي خلق أكبر وأنشط حركة معارضة إيرانية في أحد الفنادق الباريسية.
وعرضت المنظمة المعارضة الإيرانية على الائتلاف تنسيق التعاون بينهما في المجال العسكري والسياسي، غير أن بدر جاموس أمين عام الإئتلاف قال لـ’القدس العربي’ إن الاجتماع عقد بطلب من المنظمة الإيرانية وأن لكلا الطرفين عدو مشترك وفق تعبيره.
احتدام المعارك قرب سجن حلب وقصف بغازات سامة بإدلب
دمشق ــ العربي الجديد
تواصلت المعارك العنيفة بين كتائب المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري، اليوم الخميس، قرب السجن المركزي في حلب، مخلفةً عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجانبين، من دون أن تتمكن القوات النظامية من اقتحامه، في حين قال ناشطون إن مدنيين أصيبوا بحالات اختناق في إدلب، نتيجة استخدام قوات النظام غازات سامة في بلدة التمانعة.
وقال القيادي العسكري في “الجبهة الإسلامية” مضر نجار لـ”العربي الجديد” إن قوات النظام “فشلت في الوصول إلى السجن المركزي في حلب، وتراجعت إلى قرية البريج، بعد اشتباكات عنيفة قتل خلالها خمسون عنصراً من لواءي عصائب أهل الحق وذو الفقار”، مشيراً إلى “وجود خلافات بين قوات النظام والميليشيات التابعة لها في منطقة الشيخ نجار، لأن النظام يفرض على المقاتل والمرتزق التوجه إلى الصفوف الأمامية رغماً عنه ومن يخالف الأوامر يحكم عليه بالإعدام”.
وفي السياق نفسه، أكد الناشط الإعلامي حارث عبد الحق عدم تمكّن قوات النظام من الوصول إلى سجن حلب المركزي، وفك الحصار عنه، وجاء ذلك في وقت ألقى فيه سلاح الطيران المروحي أربعة براميل متفجرة على محيط السجن.
وكانت وكالة “فرانس برس”، قد نقلت عن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبد الرحمن، قوله في اتصال “بعد نحو 13 شهراً من الحصار من قبل جبهة النصرة وكتائب اسلامية مقاتلة، تمكنت القوات النظامية ومسلحون موالون لها من فك الحصار عن سجن حلب المركزي”، مشيراً الى أن دبابات ومدرعات “دخلت السجن صباح اليوم”.
من جهتها، ذكرت الوكالة السورية للأنباء “سانا” أن “وحدات من الجيش استهدفت تجمعات وأوكار الإرهابيين في محيط كويرس ورسم العبود والمدينة الصناعية وكفر صغير والشقيف وقبتان الجبل ودارة عزة واعزاز وكفر ناها والحيدرية والشويحنة وبستان القصر وجمعية الزهراء والشيخ سعيد بحلب وريفها وأوقعت أعداداً منهم قتلى ومصابين”.
وسيطرت قوات النظام أمس على بلدة حيلان المجاورة للسجن المركزي، إثر اشتباكات مع “كتائب إسلامية” خلّفت قتلى وجرحى من الجانبين.
وحاولت كتائب المعارضة المسلحة قبل ثلاثة أشهر اقتحام السجن المركزي، بعد حصاره لأكثر من عام ونصف العام، غير أن قوات النظام تصدت للهجوم، لكنها لم تفلح حتى الآن بفك الحصار عنه.
في غضون ذلك، قال مدير شبكة “سوريا مباشر” علي باز لـ”العربي الجديد” إن ثمانية مدنيين أصيبوا بحالات اختناق جراء إلقاء الطيران المروحي برميلاً متفجراً يحمل غاز “كلور” السام، على بلدة التمانعة في ريف إدلب.
وأوضح أن المصابين هم عائلة نازحة من منطقة صوران بريف حماه الشمالي، مؤلفة من أم وأب وطفلين وفتاة، إضافة إلى ثلاثة من المسعفين، مبيناً أنهم يعانون من حالات اختناق وضيق في التنفس.
وهذه هي المرة الثالثة التي تستهدف فيها قوات النظام التمانعة، إذ تعرضت البلدة إلى قصف مماثل مرتين خلال الشهر الماضي، أدى إلى إصابة نحو خمسة وثلاثين مدنياً.
وغاز “كلور” مادة غير قابلة للاشتعال، وله رائحة قوية وتأثير مهيّج على الجسم. وأهم أعراضه احمرار في الوجه وحرقة في العين والأنف والحلق.
وقالت رئيسة البعثة الدولية المكلفة تدمير الأسلحة الكيماوية في سورية، سيغريد كاغ، في وقت سابق، إن “التحقق من استخدام غاز كلور في سورية لا يندرج ضمن عمل البعثة، التي تركز على التخلص من السلاح الكيماوي في هذا البلد”.
وفي حماه، قال ناشطون ميدانيون إن عشرات القتلى والجرحى من قوات النظام سقطوا خلال مواجهات عنيفة مع كتائب المعارضة المسلحة في مدينة مورك بريف حماه.
وقال الناشط الإعلامي محمد الصالح لـ”العربي الجديد” إن “جيش النظام سيطر على الكتيبة الواقعة في الجهة الشرقية للمدينة، قبل أن تبدأ الكتائب الإسلامية، وعلى رأسها “جبهة النصرة”، “هجوماً مضاداً، نجحوا من خلاله في استعادة السيطرة على الكتيبة، وقتل وجرح العشرات من قوات النظام وتدمير أربع دبابات، والاستيلاء على أسلحة وذخائر”.
النظام يقضم حلب
في الوقت الذي يؤكد فيه الروس دعمهم المطلق للنظام السوري، وحتمية استخدامهم للفيتو على مشروع قرار دولي، يحيل الملف السوري إلى محكمة الجنايات، تمكنت قوات النظام من فك الحصار عن سجن حلب المركزي. مما يفتح الطريق أمامها لمهاجمة مناطق جديدة تحت سيطرة المعارضة.
تعتزم فرنسا ومجموعة الدول الغربية، الدفع بقرار إحالة ملف الحرب الأهلية في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وطرحه على التصويت في مجلس الأمن الخميس. في حين وصفت روسيا الخطوة بأنها “حيلة دعائية” محذرة من أنها ستضر بالجهود الرامية لإحلال السلام. وأكد المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين مرة أخرى الأربعاء، موقف موسكو وبشكل قاطع. وعندما سئل عما إذا كانت روسيا تعتزم استخدام حقها في النقض لإحباط مشروع القرار الذي أعدته فرنسا “بلى سنفعل”.
ويتوقع بأن يقدم الأميركيون شاهداً هاماً للمجلس، لم يكشفوا عن هويته بعد. وسيبعث الائتلاف الوطني السوري رسالة إلى مجلس الأمن بعد التصويت يدعم فيها إحالة الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد إلى الجنائية الدولية. كما تعد المجموعة العربية بقيادة السعودية، مشروع قرار لعرضه على الجمعية العامة بشأن المحاسبة والشؤون الإنسانية، وسيتعرض أيضاً لمسألة الانتخابات السورية. ومن المتوقع أن يقدم إلى الجمعية العامة خلال الشهر القادم. كما تعد أستراليا ولوكسمبورغ والأردن مشروع قرار تحت الفصل السابع ويختص بالشؤون الإنسانية.
وفي الوضع الميداني، تمكنت قوات النظام والمسلحين الموالين لها وقوات حزب الله اللبناني، الخميس، من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة المسلحة، منذ أكثر من عام على سجن حلب المركزي في شمال البلاد. بحيث دخلت آليات ثقيلة السجن ومنها دبابات ومدرعات. وكانت قوات النظام قد سيطرت على المنطقة الممتدة من دوار البريج إلى قرية حيلان، وصولاً إلى أقصى المنطقة الغربية من المدينة الصناعية بالشيخ نجار، في حلب. وذلك عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي جبهة النصرة والكتائب الإسلامية. مما يفتح الطريق الشرقي المؤدي إلى الريف الشمالي، لتضييق الخناق على المعارضة المسلحة. جبهة النصرة كانت قد نسفت مشفى الكندي بالكامل، تخوفاً من سيطرة قوات النظام عليه، لأنه يطل على طريق الكاستيلو، وهو آخر ما تبقى تحت سيطرة المعارضة. ونقلت مصادر متابعة مخاوف السجناء الإسلاميين والسياسيين المعارضين للنظام، من تنفيذ القوات المقتحمة للسجن، حملة إعدامات بحقهم. كما تشهد مناطق بالقرب من سجن حلب المركزي قصفاً مكثفاً بالبراميل المتفجرة.
ونفذ الطيران الحربي الخميس، غارات جوية على بلدة مورك بريف حماة، بالتزامن مع قصف الطيران المروحي لمناطق في البلدة. في حين تجري اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي المعارضة المسلحة من جهة أخرى، على الجبهة الجنوبية والشرقية من البلدة.
ولم تتوقف المعارك منذ أكثر من 15 يوماً في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، بين داعش من جهة وبقية كتائب المعارضة المسلحة من جهة ثانية. وذلك بسبب محاولة داعش تعزيز نفوذها، ومدّ رقعة دولتها حتى مدينة البوكمال على الحدود العراقية السورية. وذلك لتوسيع حدود “الدولة الاسلامية” التي تسعى داعش إلى إقامتها من محافظة الرقة شمالاً وصولاً الى الحدود العراقية.
أما في الغوطة الشرقية، فقد استهدف الثوار عناصر من قوات النظام، بكمين في مزارع شبعا الفاصلة بين بلدتي المليحة وجرمانا. كما تمكن مقاتلو المعارضة من إسقاط طائرة استطلاع فوق المليحة، تلاه 10 غارات جوية شنها الطيران الحربي وقصف بـ5 صواريخ أرض–أرض.
وفي سياق آخر، قال وزير الأوقاف السوري محمد عبد الستار السيد، إن الرئيس بشار الأسد أطلق “توجيهات فكرية” حول ضرورة “عدم تسطيح العقل البشري” في فهم القرآن. كما انتقد شعار جماعة الإخوان المسلمين المكون من المصحف والسيف، وحض على التصويت للأسد بالانتخابات المقبلة التي قال إنها “محطة للوطن والإسلام والمسيحية والعروبة”. وقال الوزير في كلمة له بجامعة دمشق حول الانتخابات الرئاسية، إن الاستحقاق الدستوري هو “محطة تاريخية للوطن والأمة والشعب والإسلام والمسيحية والعروبة” بهدف “مواجهة الغرب والصهيونية وكل القوى التي تحالفت ضد سوريا والتكفيريين من عملاء مشيخة قطر وحكومة رجب طيب أردوغان والوهابية السعودية وأجهزة الاستخبارات العالمية التي تحالفت كلها في محاولة لتدمير سوريا”.
واشنطن: النقض يحمي النظام والمجموعات الارهابية
فيتو روسي – صيني ضد إحالة سوريا للجنائية الدولية
أ. ف. ب.
نقضت روسيا والصين الخميس مشروع قرار عرض في مجلس الامن الدولي لإحالة سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قبل طرفي النزاع.
الأمم المتحدة: استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) الخميس ضد مشروع قرار عرض في مجلس الامن الدولي لاحالة سوريا الى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قبل طرفي النزاع.
وعرضت القوى الغربية مشروع القرار هذا في مواجهة تصاعد الفظاعات في سوريا بما يشمل هجمات كيميائية وعمليات تعذيب منهجية وقصف بالبراميل المتفجرة وعرقلة وصول المساعدات الانسانية.
وهي المرة الرابعة التي يستخدم فيها البلدان حق النقض لوقف مشاريع قرارات غربية ما يشل بالتالي جهود مجلس الامن لانهاء النزاع في سوريا الذي اسفر عن سقوط اكثر من 160 الف قتيل منذ اذار/مارس 2011.
وصوتت الدول الاعضاء ال13 الاخرى في مجلس الامن لصالح مشروع القرار فيما نددت قوى غربية بخطوة الصين وروسيا معتبرة انها تحمي ليس فقط النظام السوري وانما “مجوعات ارهابية” من المعارضة.
وقال سفير كوريا الجنوبية اوه جون الرئيس الدوري للمجلس ان “مشروع القرار لم يعتمد بسبب تصويتين سلبيين من عضوين دائمين في المجلس”.
لا عدالة للسوريين
من جهتها، قالت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سامنتا باور امام المجلس انه نتيجة للتصويت “لن يصل الشعب السوري الى العدالة اليوم”.
واضافت ان “احفادنا سيسألوننا بعد سنوات من الان، كيف فشلنا في احقاق العدالة لاشخاص يعيشون الجحيم على الارض”.
واضافت ان “ضحايا الة القتل لدى نظام الاسد وضحايا الهجمات الارهابية يستحقون اكثر من واقع احصاء المزيد من القتلى”.
الصين في الحضن الروسي
وموسكو اقرب حليف لنظام الرئيس السوري بشار الاسد وساهمت بدعمه دبلوماسيا طوال فترة النزاع.
وبكين عادة ما تعتمد الموقف الروسي.
وقال السفير البريطاني لدى الامم المتحدة مارك ليال غرانت “من المخزي انهما استخدمتا مجددا حق النقض ضد جهود مجلس الامن للقيام بتحرك حول انتهاكات حقوق الانسان في سوريا”.
ومشروع القرار الذي اعدته فرنسا دعمته 60 دولة بينها اعضاء في الاتحاد الاوروبي واليابان وكوريا الجنوبية وعدة دول افريقية.
وبما ان سوريا لم توقع معاهدة المحكمة الجنائية الدولية، فسيكون على مجلس الامن ان يقرر احالتها على المحكمة لما يرتكب من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية على اراضيها.
وكان المجلس قام بالمثل بالنسبة لدارفور العام 2005 وليبيا في 2011.
واعلنت القوى الغربية انها ستواصل توثيق الفظاعات وتطالب باحقاق العدالة في مواجهة الفظاعات التي ترتكب.
المحاسبة
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الخميس ان مجلس الامن “يجب ان يتحد”.
وكتب فابيوس ان “محاسبة مرتكبي جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية على اعمالهم هي طريقة لاحقاق العدالة للضحايا”.
واضاف “كما انها تشكل رادعا لهؤلاء الذين يستمرون في ارتكاب مثل هذه الاعمال. عاجلا ام آجلا سيحاكمون”.
ويندد مشروع القرار بالفظاعات التي ترتكبها القوات الحكومية وميليشيات تابعة للحكومة ومسلحي المعارضة ايضا.
المصداقية على المحكّ
واعتبر يان الياسون مساعد الامين العام للامم المتحدة امام المجلس قبل التصويت ان الخلافات داخل المجلس المستمرة منذ اكثر من ثلاث سنوات تلحق ضررا كبيرا.
وقال في خطاب قصير القاه قبل التصويت “اذا واصل اعضاء المجلس خلافهم، فان مصداقية هذه الهيئة والمنظمة بكاملها ستتضرر”.
واضاف ان للسوريين “الحق الاساسي بالعدالة”، معتبرا ان “المحاسبة ستساعد على منع ارتكاب فظاعات في المستقبل” من جانب طرفي النزاع.
لكن الفيتو الروسي لم يكن موضع شك.
فقد اعتبر السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين الاربعاء المبادرة الفرنسية بانها “عملية دعائية” ستقوض الجهود لايجاد حل سياسي للنزاع في سوريا.
وعملية التفاوض بين طرفي النزاع معلقة منذ شباط/فبراير واستقالة المبعوث الاممي الى سوريا الاخضر الابراهيمي.
وقال دبلوماسيون غربيون ان الصين كانت محرجة لكنها لم تشأ رفض دعم روسيا مجددا بعدما امتنعت عن التصويت على قرار يندد بالاستفتاء الذي نظمه الانفصاليون في شبه جزيرة القرم في اذار/مارس.
25 قتيلا نظاميا بدرعا.. واشتباكات بين «داعش» ومعارضين بدير الزور
مفاوضات حول تسوية في حي الوعر بحمص
بيروت: «الشرق الأوسط»
قتل 25 عنصرا من القوات النظامية أمس، خلال اشتباكات مع كتائب المعارضة قرب مدينة نوى الاستراتيجية بريف درعا، حسب وكالة «سمارت» للأنباء، في حين تتجه كتائب المعارضة السورية المتحصنة في حي الوعر، آخر الأحياء الخارجة عن سيطرة النظام في حمص، إلى الموافقة على اتفاق مع النظام، يقضي بخروج قسم من مقاتليها من الحي باتجاه الريف الشمالي، بحسب ما كشف مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، موضحا أن «القسم الثاني من المقاتلين المعارضين سيبقى في الوعر، بشرط أن يتحول إلى قوات دفاع شعبي ليقوم بتنظيم حركة الدخول والخروج من الحي».
وأشار مدير المرصد إلى أن «بنود الاتفاقية التي من المرجح أن تنجز في أي لحظة تنص على رفع الحصار عن حي الوعر، وعدم دخول القوات النظامية إليه، مقابل انسحاب قسم من مقاتلي المعارضة، وبقاء قسم ثان للقيام بمهام لوجيستية»، لافتا إلى أن «النقطة الخلافية التي لم يجر الاتفاق عليها حتى الآن، تتعلق بسلاح المقاتلين الذين سيبقون في الحي، إذ تصرّ المعارضة على الإبقاء عليه، بينما يطالب النظام بسحبه».
ويعد الوعر الحي الحمصي الأخير الذي لا يزال تحت سيطرة قوات المعارضة، بعد إنجاز اتفاق مع النظام قضى بإخلاء الأحياء القديمة من مقاتلي المعارضة بإشراف الأمم المتحدة.
ويعيش في حي الوعر نحو 160 ألف نسمة، ويخضع لحصار جزئي من قبل القوات النظامية منذ ستة أشهر، حيث يسمح بإدخال بعض المساعدات الغذائية، وخروج ودخول عدد من العاملين في المؤسسات الحكومية.
ويقع الوعر قرب مصفاة حمص النفطية، ويبعد عن الريف الشمالي، حيث تتمركز كتائب المعارضة، نحو 15 كيلومترا. ويتحصن داخل الحي ثلاثة آلاف من المقاتلين المعارضين يتوزعون على 15 كتيبة، أبرزها «كتائب البراء بن مالك» و«كتائب الفاروق»، إضافة إلى عناصر تابعة لـ«جبهة النصرة» الإسلامية.
وتحاول القوات النظامية منذ أسبوع اقتحام الحي من عدة محاور، بحسب ما يؤكد الناشط الميداني سليم قباني لـ«الشرق الأوسط»، موضحا أن «اشتباكات عنيفة دارت على محور الجزيرة السابعة الملاصق لقرية المزرعة الشيعية، حيث تقاتل عناصر من (حزب الله) اللبناني إلى جانب القوات النظامية، إضافة إلى معارك على محوري بساتين حي الوعر وبرج الغاردينيا».
وغالبا ما تعمد القوات النظامية، وفق قباني، إلى «قصف الحي بقذائف الهاون وصواريخ (أرض – أرض) من فرع الأمن العسكري وحيّي النزهة والزهراء المواليين للنظام».
ميدانيا، اندلعت معارك عنيفة بين القوات النظامية وكتائب المعارضة في درعا على طريق نوى – تسيل، خلال محاولة القوات النظامية اقتحام المدينة من تل الجموع، مما أوقع نحو 25 قتيلا في صفوفها، وفق وكالة «سمارت» للأنباء. كما قتل ثمانية من العناصر النظامية، إثر تفجير عربة عسكرية بعبوات ناسفة، على طريق نوى – الشيخ مسكين، تزامنا مع تنفيذ القوات النظامية حملة مداهمات في حي السبيل بدرعا – المحطة، واعتقالها عددا من المدنيين، وفق ناشطين. وتشن القوات النظامية حملة عسكرية على مدينة نوى، منذ أسبوع، من عدة محاور، أقواها من الجهة الغربية (تل الجموع)، في ظل أوضاع إنسانية صعبة للغابة، بدأ الأهالي على أثرها عملية نزوح على مرحلتين، حيث ينتقلون إلى ريف القنيطرة، ثم إلى المناطق الأكثر أمنا في ريف درعا الغربي. وتملك نوى أهمية استراتيجية كونها نقطة انطلاق مقاتلي المعارضة نحو بلدة الشيخ مسكين، ثم طريق دمشق – درعا، مما يؤدي إلى قطع طرق إمداد النظام باتجاه درعا.
وفي دمشق، أفادت شبكة «سوريا مباشر» بأن قذيفتي هاون سقطتا على ساحة العباسيين وشارع بغداد وسط العاصمة دمشق، وذكر ناشطون أن «الجيش الحر استهدف بالهاون مساكن الضباط في بلدة الكسوة بريف دمشق الغربي».
كما أفاد اتحاد «تنسيقيات الثورة السورية» بسقوط ثلاثة جرحى، على الأقل، جراء غارتين جويتين تعرضت لهما بلدة حتيتة الجرش بريف دمشق الشرقي، تزامنا مع سقوط جرحى جراء قصف من مدفعية النظامية على مزارع بلدة خان الشيح بريف دمشق الغربي ومدينة الزبداني وداريا. وعلى صعيد الصراع بين الكتائب الإسلامية المعارضة وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، تجدّدت الاشتباكات بين الطرفين في بلدة الصور، شمالي دير الزور، والخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة.
ونقلت مواقع المعارضة عن الناشط المعارض أبو إبراهيم الرقاوي قوله إن: «عشر سيارات تابعة لتنظيم (الدولة الإسلامية) اتجّهت إلى قرية الحريجي وحاولت تنفيذ (عملية التفاف)، تهدف إلى محاصرة كتائب المعارضة في المنطقة، وقد تصدت قوات تابعة للمعارضة للرتل بكمينٍ أدّى إلى مقتل 15 مقاتلا من تنظيم (الدولة الإسلامية) وأسر 12 منهم، إضافة إلى سقوط قتيلين من كتائب المعارضة». وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» حاول التقدّم، أول من أمس، باتجاه قرية الحريجي المجاورة لبلدة صور والخاضعة لسيطرة كتائب معارضة، بعد تعزيزات استقدمها من الرقة.
النظام يقترب من السيطرة على سجن حلب المركزي.. والمعارضة تستقدم تعزيزات
استعادته تجعل المدينة في حالة حصار وتفصلها عن الريف
بيروت: «الشرق الأوسط»
اقتربت القوات النظامية السورية من فك الحصار الذي يفرضه مقاتلو المعارضة على سجن حلب المركزي منذ نحو سنة، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان والإعلام الرسمي السوري أمس. وتصبح حلب، مع استعادة النظام سيطرته على محيط السجن، في «حالة حصار وتفصل عن ريفها»، وفق ما أوضحه عضو مجلس قيادة الثورة في حلب حسان نعناع.
وأشار نعناع في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن القوات النظامية باتت على بعد كيلومتر واحد من السجن بعد سيطرتها على تلة الشيخ يوسف، بعد هجوم نظامي كبير تخلله إسقاط مروحياتها نحو 20 برميلا متفجرا، تزامنا مع اقتحام المنطقة بعدد كبير من الدبابات، لافتا إلى أن مقاتلي المعارضة، الذين يحاولون التصدي، استقدموا تعزيزات إضافية من ريف حلب الشمالي.
وتحاصر كتائب المعارضة، وأبرزها الجبهة لإسلامية وبعض كتائب الجيش الحر وبعض المقاتلين من جبهة النصرة سجن حلب المركزي منذ أكثر من عشرة أشهر. وأوضح القيادي الميداني أن للسجن أهمية استراتيجية بالنسبة إلى النظام، باعتباره ثاني أكبر سجن في سوريا، ويعد الطريق المجاور له أساسيا بالنسبة إلى المعارضة لإيصال إمداداتها من الريف.
وكانت مجموعات المعارضة، عند بدء حصارها السجن، أعلنت أنها تريد تحرير السجن بهدف إطلاق سجناء سياسيين محتجزين فيه، فيما حال حصارها دون دخول مواد غذائية بشكل منتظم، ما تسبب بحالات وفاة كثيرة بين السجناء نتيجة النقص في الأدوية والمواد الغذائية وأدوات النظافة الشخصية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام مدعومة بقوات الدفاع الوطني ومسلحين من جنسيات عربية ومقاتلي حزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب إسلامية من جهة أخرى في محيط تلة حيلان ومحيط محطة الكهرباء الرئيسة في منطقة الشيخ نجار التي تبعد عن سجن حلب المركزي نحو واحد كيلومتر». وعد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن نجاح النظام في طرد مقاتلي المعارضة من محيط السجن وفك الحصار سيشكل نصرا استراتيجيا له نتيجة طول وقت الحصار.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) من جهتها عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات من الجيش أحكمت سيطرتها على بلدة حيلان المجاورة لسجن حلب المركزي وتتابع تقدمها بنجاح باتجاه المناطق المحيطة بالسجن بعدما أحكمت الطوق عليه»، لافتة إلى أن وحدات الجيش تقوم بتفكيك بقايا العبوات الناسفة والمفخخات وتكبد المجموعات الإرهابية خسائر كبيرة.
وأتى هذا التقدم بعدما تمكنت قوات النظام من السيطرة على هذه المناطق ليل أول من أمس بعد عملية التفاف وتمويه، وفق ما ذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن، وتمكنوا بمساندة من قوات حماية السجن، من تضييق رقعة المعارك.
وكانت معارك عنيفة وقعت في محيط السجن في فبراير (شباط) الماضي وكان المقاتلون على وشك الاستيلاء عليه، قبل أن تستعيد القوات النظامية السيطرة على المنطقة.
ويقع السجن شمال مدينة حلب التي تتوزع السيطرة على أحيائها بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة، فيما تقع منطقة الشيخ نجار التي تشن القوات النظامية الهجوم انطلاقا منها إلى الشمال الشرقي من المدينة، وكانت لفترة في عهدة مقاتلي المعارضة.
ويضم السجن ما يقارب 4500 سجين، بينهم سجناء سياسيون ومنشقون عسكريون. وكان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، أصدر تقريرا في وقت سابق، أطلق عليه عنوان «غرف انتظار الموت»، قال فيه إن «سجن حلب تحول إلى معقل للجيش والشبيحة، ثم تحول إلى معتقل للسجناء السياسيين منذ أن بدأت معارك تحرير حلب، وقتل فيه وأعدم ما يقارب 150 سجينا بالرصاص أو بالتعذيب، كما مات فيه عشرات المرضى لقلة الدواء والغذاء».
بدورها، أعلنت الرابطة السورية لحقوق الإنسان أن «السياسة التي تنتهجها إدارة السجن في معاملة السجناء، من قتل عشوائي وإعدامات ميدانية وتعذيب وتجويع ممنهج وإهمال طبي متعمد أدت إلى وفاة العشرات منهم».
الجربا لـ(«الشرق الأوسط»): الغرب وعد بالتسليح خلال أسابيع
قال إن المعارضة ستطلب من الدول العربية المؤيدة تسليم سفارات سوريا للائتلاف
باريس: ميشال أبو نجم
أكد أحمد عاصي الجربا، رئيس الائتلاف الوطني السوري، أن جولاته ولقاءاته التي قادته إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ولقاءاته مع قادة هذه الدول، حققت نتائج طيبة، مشيرا إلى أن «الأمور تتغير» لجهة وعي الغرب بأنه آن الأوان لأن يمد المعارضة السورية بالسلاح النوعي الذي تحتاج إليه. وقال في حوار مع «الشرق الأوسط» خلال وجوده في باريس، إنه يعتقد أن «مسألة مساعدة المعارضة عسكريا بالأسلحة النوعية، ستترجم في الأسابيع المقبلة ترجمة حقيقية على أرض الواقع».
وأكد الجربا أن الأميركيين أصبحوا مقتنعين بنسبة 90 في المائة بضرورة مساعدة المعارضة عسكريا. وأفاد بأن الدول الخليجية طلبت عقد اجتماع استثنائي لمجلس الجامعة العربية لنقل مقعد سوريا إلى الائتلاف، وكشف عن أنه اقترح أن تعمد الدول «المؤيدة للائتلاف والتي تصوت لصالح هذا الاقتراح، لتسليم السفارة السورية لديها إلى الائتلاف».
على المستوى الداخلي، أكد الجربا أنه لن يترشح مجددا لولاية ثالثة، «ومن ثم يتعين ترك اللعبة الانتخابية تدور دورتها». لكنه نبه إلى أن المنسحبين من الائتلاف في حال فشلوا في الفوز بالرئاسة «لن يمكنهم العودة إليه مجددا». وعزا الجربا استقالة وزير الدفاع، أسعد مصطفى، من منصبه «لأسباب سياسية وأخرى شخصية»، بسبب سوء علاقته برئيس الحكومة أحمد طعمة.
روسيا والصين تجهضان إحالة ملف سوريا للجنائية
أجهضت روسيا والصين مشروع قرار تقدمت به فرنسا لنقل ملف الحرب في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، وذلك من خلال استخدام موسكو وبكين حق النقض (فيتو) ضد القرار في جلسة لمجلس الأمن الدولي اليوم. وصوت لصالح المشروع بقية الأعضاء الـ15 في المجلس.
من جهتها، وصفت المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الفيتو الروسي والصيني بأنه يدعم “المتطرفين” ولا يخدم إلا نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.
وكانت روسيا قبل الجلسة وصفت المشروع الفرنسي بأنه “حيلة دعائية” محذرة من أن الخطوة ستضر بالجهود الرامية لإحلال السلام.
وتعارض موسكو منذ فترة طويلة إحالة ملف الحرب السورية إلى المحكمة -ومقرها لاهاي- تمهيدا لمحاكمة محتملة لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وقبل التصويت كذلك، وصف دبلوماسي كبير بمجلس الأمن الدولي -تحدث مشترطا ألا ينشر اسمه- التصويت المقرر بأنه “الصواب الذي يجب عمله” مضيفا أنه حان الوقت لإحالة الملف للمحكمة الجنائية الدولية.
وتعد هذه المرة الرابعة التي تستخدم فيها روسيا الفيتو لإحباط قرار لمجلس الأمن بشأن سوريا.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
قوات النظام تفك حصار سجن حلب المركزي
تمكنت قوات النظام السوري اليوم الخميس من فك الحصار الذي فرضه مقاتلو المعارضة منذ أكثر من عام على سجن حلب المركزي في شمالي البلاد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله “بعد نحو 13 شهرا من الحصار من قبل جبهة النصرة وكتائب إسلامية مقاتلة، تمكنت القوات النظامية ومسلحون موالون لها من فك الحصار عن سجن حلب المركزي”.
وأشار إلى أن دبابات ومدرعات “دخلت السجن صباح اليوم”.
وبحسب المرصد، خاضت القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني ومسلحين موالين لها، معارك ضارية في الأيام الماضية ضد المقاتلين الذين يحاصرون السجن منذ أبريل/نيسان
2013.
وكان التلفزيون السوري قال إن الجيش النظامي سيطر الأربعاء على تلة حيلان الإستراتيجية في حلب. وبث التلفزيون صوراً للتلة الواقعة بين سجن حلب المركزي ومدينة الشيخ نجار الصناعية.
وتدور اشتباكات عنيفة بحلب بين كتائب المعارضة السورية وقوات النظام، حيث تحاول العناصر النظامية تحقيق تقدم بالمدينة وسط مقاومة عنيفة.
ونجحت قوات النظام في السيطرة على مواقع في المدينة الصناعية بحي الشيخ نجار، بينما واصلت قوات المعارضة تقدمها في جبهة المخابرات الجوية شمالي غربي المدينة نفسها، حيث تمكن مقاتلوها من السيطرة على أجزاء واسعة من حي جمعية الزهراء بالمدينة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
مطالب بتسهيل استقدام لاجئين سوريين لألمانيا
خالد شمت-برلين
حثت منظمة برو أزيل -وهي أكبر منظمة لمساعدة اللاجئين في ألمانيا وأوروبا- حكومة المستشارة أنجيلا ميركل على استقبال ثمانين ألف لاجئ سوري تقدموا بطلبات للالتحاق بأقارب لهم يقيمون في مدن ألمانية.
وقال الأمين العام لبرو أزيل -في مؤتمر صحفي عقدته المنظمة أمس الأربعاء في العاصمة الألمانية برلين للحديث عن معوقات قدوم اللاجئين السوريين- إن الولايات الألمانية الـ16 تلقت 76 ألف طلب لجوء من سوريين لهم أقارب يعيشون فيها.
واعتبر غونتر بوركهاردت أن إصدار موافقة سريعة على استقبال ثمانين ألف لاجئ سوري يمثل إجراءً مناسبا لمواجهة الكارثة الإنسانية المتفاقمة حاليا في سوريا.
وطالب -في تصريح للجزيرة نت- الولايات الألمانية بالتخلي عن شرط إلزام السوريين المقيمين فيها بالكفالة المادية لأقاربهم الراغبين في اللجوء، وأوضح أن هؤلاء اللاجئين يمكنهم إعالة أنفسهم بعد وصولهم بالتوجه لسوق العمل.
وذكر بوركهاردت أن مواجهة الكارثة الإنسانية المتفاقمة بسوريا وتخفيف الأعباء عن الأردن وسوريا ولبنان وتركيا -التي تستضيف نحو ثلاثة ملايين لاجئ- يتطلب سماح ألمانيا لكل السوريين الذين يحملون جنسيتها أو إقامات طويلة فيها باستقدام أقاربهم دون عوائق.
واستبَقت المنظمة الحقوقية بهذه الدعوة اجتماعا مقررا لوزراء الداخلية المحليين للولايات الألمانية يوم الـ11 من الشهر القادم، لبحث الموافقة على استقبال دفعة جديدة من السوريين لأسباب إنسانية، وقدرت تقارير صحفية هذه الدفعة الجديدة بعشرة آلاف شخص.
وطالب سوريون تحدثوا بالمؤتمر الصحفي لـ “برو أزيل” الولايات الألمانية بتسهيل إجراءات استقبال ذويهم، وتحدثت مايا الخشن ذات الثلاثين عاما عن مغادرتها مصر بعدما تفاقمت أوضاع السوريين فيها.
وقالت مايا الخشن للجزيرة إنها غامرت بحياتها في رحلة خطرة بالقارب من الإسكندرية إلى إيطاليا ثم ألمانيا، وأعلنت أنها استوفت كافة إجراءات استقدام شقيقتها التي تعاني من أوضاع شديدة الصعوبة في ليبيا، لكن السلطات الألمانية أبلغتها بعدم إمكانية حضور شقيقتها لأنها لا توجد بأوروبا.
وطالبت اللاجئة السورية الولايات الألمانية بالتغاضي عن شرط الوجود بأوروبا لتسهيل استقبال مواطنين يعانون من أوضاع سيئة بمصر وليبيا تحديدا.
وأعلن أرام علي -وهو طالب سوري بجامعة هانوفر للجزيرة نت- أنه عجز عن إحضار عمّيه لألمانيا بسبب اشتراط سلطات ولاية سكونسا السفلى التي يقيم بها أن يكون له راتب شهري يصل لثلاثة آلاف يورو، وهو الشرط نفسه الذي أفشل محاولات سيدة سورية مسنة لاستقدام شقيقها من حلب لأن راتبها لا يتجاوز تسعمائة يورو.
دفعة ثالثة
وكان نائب الكتلة البرلمانية للحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم توماس شتروبل قد أعلن -في مقابلة صحفية في وقت سابق- أن حزبه وشريكه بالائتلاف الحكومي الحزب الاشتراكي الديمقراطي اتفقا على استقبال ألمانيا لدفعة ثالثة من اللاجئين السوريين بعد موافقتها على استقبال دفعتين سابقتين تقدران بعشرة آلاف شخص.
وقررت الحكومة الألمانية في مارس/آذار الماضي السماح بقدوم خمسة آلاف سوري إلى البلاد لأسباب إنسانية.
كما وافقت برلين في ديسمبر/كانون الثاني الفائت على استقبال دفعة جديدة من السوريين معظمهم من الذين لهم أقارب بألمانيا، وقالت منظمة برو أزيل إن الإجراءات البيروقراطية سمحت بوصول نحو 150 فقط من هذه الدفعة.
وبموازاة ذلك، أطلقت الحكومات المحلية للولايات الألمانية -باستثناء ولاية بافاريا- برنامجا لاستقبال سوريين، ومنحت الولايات الألمانية بموجب هذا البرنامج تأشيرات دخول لـ4400 من اللاجئين.
يُشار إلى أن عدد السوريين الذين يتقدمون للجوء في ألمانيا يبلغ 1700 شخص بالمتوسط شهريا.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
المعارضة السورية تخترع رشاشا يُتحكم به عن بعد
طور مقاتلون من المعارضة السورية سلاحا جديدا بالربط بين أسلحة قديمة وتقنيات جديدة تسمح لهم باستخدام جهاز تحكم عن بعد عند رصد تحركات قوات النظام، وإطلاق النار عليهم دون التعرض لخطر القنص.
وفي شريط مصور على اليوتيوب قدم “فجر الشهباء للإنتاج الفني المرئي والمسموع” عرضا عن هذا السلاح الذي قال متحدث في الشريط إنهم حققوا به إصابات بالغة وهم في مكان آمن، وإن النظام قصف مكان السلاح وادعى أنه قضى على وكر للإرهابيين دون أن يصاب شخص واحد.
وهذا السلاح كما عرض الشريط عبارة عن رشاش معه كاميرا يوضع في نقطة يرى المقاتلون أنها خطرة بعد التسلل إليها، ويتحكم به المقاتل عن بعد وهو في مكان آمن عن طريق جهاز تحكم.
ويتابع المقاتل الذي يراقب الرشاش مجال الرؤية في شاشة أمامه عن طريق الكاميرة المثبتة على الرشاش، ويستخدم جهاز التحكم لإطلاق النار عند الحاجة.
وقال المتحدث الذي لا يظهر وجهه بصورة واضحة إن “هذا العمل قمنا به لما رأينا الصعوبة التي يواجهها المجاهدون في خطوط التماس وفي الاقتحامات، فأحببنا أن نطور لهم سلاحا يمكن أن يساعدهم في أمور ليس للعنصر البشري العادي القيام بها”.
وضرب مثلا بأماكن يصعب فيها رصد العدو بسبب كثافة النيران التي يواجه بها المقاتلون، مما قد يضطرهم إلى التراجع.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2014
الفيتو يعرقل إحالة ملف سوريا للجنائية الدولية
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو)، الخميس، ضد مشروع قرار عرض في مجلس الأمن الدولي لإحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم حرب من قبل طرفي النزاع.
وعرضت القوى الغربية مشروع قرار لمواجهة ما يحدث في سوريا بما يشمل من هجمات كيميائية، وعمليات تعذيب منهجية، وقصف بالبراميل المتفجرة، وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.
وصوتت الدول الأعضاء الـ13 الأخرى في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار.
وقال سفير كوريا الجنوبية وهو الرئيس الدوري للمجلس إن “مشروع القرار لم يعتمد بسبب تصويتين سلبيين من عضوين دائمين في المجلس”.
فيما قالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، سامنتا باور، أمام المجلس أنه نتيجة للتصويت “لن يصل الشعب السوري إلى العدالة اليوم”.
ورأت باور أن الفيتو لا يحمي فقط النظام السوري، وإنما المجموعات الإرهابية أيضا.
وهذه رابع مرة تمنع فيها روسيا والصين إقرار تحرك من جانب مجلس الأمن بشأن سوريا، والدولتان حليفتان قويتان لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ودعم مشروع القرار الذي أعدته فرنسا، 60 دولة بينها أعضاء في الاتحاد الأوروبي، واليابان، وكوريا الجنوبية، وعدة دول إفريقية.
وقتل أكثر من 150 ألف شخص خلال الحرب الدائرة في سوريا.
القوات الحكومية السورية تستعيد سجن حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
استعادت القوات الحكومية السورية الخميس، السيطرة على سجن حلب المركزي في شمال البلاد، بعد حصار فرضه عليه مقاتلو المعارضة منذ أكثر من عام، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ”فرانس برس”: “بعد نحو 13 شهرا من الحصار من قبل كتائب إسلامية مقاتلة، فكت القوات الحكومية ومسلحون موالون لها الحصار عن سجن حلب المركزي”، مشيرا إلى أن دبابات ومدرعات “دخلت السجن صباح الخميس”.
وأشار عبد الرحمن إلى أنه نتيجة ذلك “تم قطع طريق إمداد رئيسي للمقاتلين بين الأحياء التي يسيطرون عليها في شرق حلب، والحدود التركية”، موضحا أن “هناك طريق إمداد وحيد متبقي للمقاتلين بين حلب والحدود التركية، يقع شمال غربي المدينة”.
وبحسب المرصد، خاضت القوات الحكومية مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني ومسلحين موالين لها، معارك ضارية في الأيام الماضية ضد المقاتلين الذين يحاصرون السجن منذ أبريل 2013، وبينهم “إسلاميون متشددون”.
وقتل خلال المعارك منذ الثلاثاء وحتى بعد ظهر الأربعاء، 50 من مقاتلي المعارضة على الأقل، إضافة إلى عدد غير محدد من القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها، بحسب المرصد.
وكان المرصد والإعلام الرسمي السوري أفادا الأربعاء عن تقدم القوات النظامية في اتجاه السجن، من خلال السيطرة على تلة حيلان ومحطة الكهرباء الرئيسية في منطقة الشيخ نجار، التي تبعد نحو كيلومتر واحد عن السجن، وذلك إثر عملية “التفاف وتمويه”.
وحاصرت مجموعات من المعارضة المسلحة السجن معلنة أنها تريد “تحريره” وإطلاق سجناء فيه، وحال الحصار دون دخول مواد غذائية بشكل منتظم، ما تسبب بحالات وفاة عديدة بين السجناء نتيجة النقص في الأدوية والمواد الغذائية وأدوات النظافة الشخصية.
وبلغ عدد السجناء قبل بدء الحصار نحو 4 آلاف شخص بينهم إسلاميون، وأدى سوء الأحوال الإنسانية في السجن وسقوط قذائف جراء المعارك في محيطه، إلى مقتل نحو 600 من هؤلاء، بحسب المرصد.
واقتحم المقاتلون أسوار السجن مرارا، إلا أن القوات النظامية كانت تستعيد السيطرة في كل مرة.
لبنان يمنع لاجئي سوريا من “السياسية”
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أصدرت وزارة الداخلية اللبنانية، الخميس، قرارا يقضي بمنع أي نشاط أو تجمع سياسي للاجئين السوريين المقيمين في البلاد، وذلك قبل نحو أسبوعين من الانتخابات الرئاسية السورية التي يتوقع أن تبقي الرئيس بشار الأسد في منصبه.
وطلبت وزارة الداخلية “من النازحين السوريين عدم القيام بأي تجمعات سياسية، وعدم القيام بأي لقاء علني له أبعاد سياسية قد يؤثر بأي شكل من الأشكال على الأمن والاستقرار في لبنان، أو على علاقة النازحين السوريين بالمواطنين اللبنانيين”، وذلك في بيان لمكتب الوزير نهاد المشنوق.
وطلب المشنوق من منظمات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية المعنية بشؤون النازحين السوريين “تحمل مسؤولياتها الكاملة حيال هذا الموضوع، والعمل على إبلاغ النازحين السوريين بمضمون هذا البيان، ومتابعته، وإعطائه الأهمية القصوى”.
وأكد أن القوى الأمنية “لن تتهاون في التعامل بحزم مع أي عمل أو نشاط من شأنه زعزعة الاستقرار الداخلي”.
وأوضح أن هذه الخطوة تأتي “انطلاقا من موقف الحكومة اللبنانية المتمسك بتحييد لبنان عن الصراع الدائر في سوريا، وحرصا على سلامة العلاقة بين اللبنانيين والنازحين السوريين”.
ويأتي القرار قبل أقل من أسبوعين على الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في الثالث من يونيو، على أن تجرى عمليات الاقتراع للسوريين خارج البلاد في السفارة السورية في 28 مايو.
ناشط حقوقي سوري: على المعارضة مقاطعة روسيا ورفع دعاوى قضائية ضدها
روما (22 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
دعا ناشط حقوقي سوري بارز المعارضة وخاصة الائتلاف الوطني إلى مقاطعة روسيا وإقامة دعاوى قضائية ضد مندوبها في الأمم المتحدة على خلفية استخدام بلده الفيتو على إحالة جرائم الحرب في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، كما دعا المجتمع الدولي لإنشاء محكمة دولية خاصة بسورية.
وقال المحامي والناشط الحقوقي السوري رديف مصطفى، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “مرة أخرى الفيتو الروسي الصيني المزدوج في قضية إحالة ملف الانتهاكات في سورية إلى محكمة الجنايات الدولية، وتستمر موسكو في دعم وحماية ميليشيا الأسد رغم الاستمرار في ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وأعتقد بأنه بات مطلوباً من الائتلاف والمعارضة إعلان قطع كافة العلاقات الدبلوماسية مع روسيا والتحرك باتجاه إقامة دعاوى قضائية على المندوب الروسي والصيني وحكومتيهما في جميع دول العالم بتهمة عرقلة العدالة”، على حد وصفه
وأضاف “تستخدم روسيا للمرة الرابعة حق النقض في الملف السوري والمتعلق بجرائم خطيرة هي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي باتت تثقل كاهل المجتمع الدولي وتؤكد بأن روسيا لا تدعم فقط النظام المجرم بدمشق بل تحاول حمايته من العقاب وترك هذه الجرائم تمر دون مسائلة”.
وختم مصطفى الناشط في مجال حقوق الإنسان بالتشديد على ضرورة إيجاد بدائل لتحقيق العدالة في سورية، وقال “المطلوب من المجتمع الدولي الآن التوجه نحو إنشاء محكمة دولية خاصة لعدم ترك المجرمين وتمكينهم من الإفلات من العقاب”.
وكانت روسيا والصين قد استخدمتا اليوم الخميس حق النقض (الفيتو) ضد مشروع فرنسي لإحالة جرائم الحرب في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، في وقت حصد فيه الصراع الدائر في البلد أرواح أكثر من 165 ألف شخص وشرد أكثر من تسعة ملايين بين نازح ولاجئ
روسيا والصين تستخدمان الفيتو ضد قرار يحيل سوريا للمحكمة الجنائية الدولية
من ميشيل نيكولز ولويس شاربونو
الأمم المتحدة (رويترز) – استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) يوم الخميس لإسقاط مشروع قرار يحيل الوضع في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية تمهيدا لملاحقة قضائية محتملة عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت خلال الحرب الأهلية المستعرة منذ ثلاثة أعوام هناك.
وهذه رابع مرة تمنع فيها روسيا والصين إقرار تحرك من جانب مجلس الأمن إزاء سوريا. وموسكو حليف قوي لحكومة الرئيس بشار الأسد.
وقتل أكثر من 150 ألف شخص خلال الحرب الدائرة في سوريا.
وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون الذي كان يتحدث أمام المجلس نيابة عن الأمين العام بان جي مون “من الواضح في هذه الحالة أنه لا يوجد طرف بريء في هذه المأساة.”
وقال دبلوماسيون إن 62 دولة شاركت في رعاية القرار الذي صاغته فرنسا. وطرح المشروع الفرنسي للتصويت رغم العلم بأن الفيتو سيستخدم.
وقال إلياسون “إذا استمر أعضاء المجلس غير قادرين على الاتفاق على إجراء قد يوفر قدرا من المحاسبة عن الجرائم المستمرة فإن مصداقية هذه الهيئة والمنظمة كلها ستستمر في المعاناة.”
ولا يمكن للادعاء في المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في الوضع في سوريا بدون إحالة الملف من مجلس الأمن الدولي لأن سوريا ليست عضوا في نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة.
وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة إن الولايات المتحدة وافقت على دعم مشروع القرار بعد أن ضمنت حماية إسرائيل من أي محاكمة محتملة في المحكمة الجنائية الدولية مرتبطة باحتلالها لمرتفعات الجولان.
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير سيف الدين حمدان)
زيارة البابا للشرق الأوسط مهمة معقدة على حبل مشدود بين الدين والسياسة
من فيليب بوليلا
مدينة الفاتيكان (رويترز) – يبدأ البابا فرنسيس زيارته الأولى للشرق الأوسط يوم السبت مصطحبا معه حاخاما وإماما في مهمة معقدة للترويج لرؤيته بشأن الحوار بين الأديان كقاطرة للسلام في المنطقة.
لكن في منطقة يمتزج فيها الدين بالسياسة فإن الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام وتشمل الأردن والأراضي الفلسطينية وإسرائيل ستجعل زعيم 1.2 مليار كاثوليكي في العالم يسير على حبل دبلوماسي مشدود.
وسوف تسلط الأضواء بقوة على كل اقوال وأفعال البابا سواء اجتماعاته مع الفلسطينيين واللاجئين السوريين أو لقاءاته مع المسيحيين الذين تتناقص أعدادهم في الأراضي المقدسة أو محادثاته مع زعماء المنطقة بحثا عن أي مدلولات سياسية.
وحتى البرنامج الرسمي للبابا اصطدم بالحساسيات التي تهيمن على الحياة السياسية في الشرق الأوسط. فقد وصف البرنامج المحطة الثانية من جولته إلى بيت لحم والتي تستغرق ست ساعات بانها زيارة إلى “دولة فلسطين” وهو مصطلح ترفضه إسرائيل.
وقال المستشار الدبلوماسي المخضرم للبرلمان الإسرائيلي والسفير السابق لدى الفاتيكان عوديد بن هور “لسنا سعداء بهذا الشأن لكنها حقيقة (أن يستخدم الفاتيكان هذاالمصطلح).”
وكان الفاتيكان قد أغضب إسرائيل عام 2012 بتأييده تصويتا في الجمعية العامة للأمم المتحدة لمنح الفلسطينيين اعترافا بوضع دولة مراقب غير عضو. وتجادل إسرائيل بأن مثل هذه الخطوة لا يمكن أن تأتي إلا من خلال التفاوض.
وتؤيد دولة الفاتيكان حلا للصراع بإقامة دولتين مع حدود آمنة لإسرائيل لكن هناك رؤى متباينة بشأن وضع القدس في المستقبل.
وتريد الفاتيكان ضمانات دولية لحماية القدس كمدينة مقدسة للمسيحية والإسلام واليهودية.
ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 لتكون عاصمة دولتهم في المستقبل بينما تقول إسرائيل إن المدينة هي عاصمتها “الأبدية الموحدة”. ولا تعترف معظم الدول وبينها الفاتيكان بذلك وأبقت على سفاراتها في تل ابيب.
ومما يظهر مدى تعقيدات الوضع السياسي أنه بدلا من أن يقطع فرنسيس مسافة قصيرة بالسيارة من بيت لحم إلى القدس سينتقل بطائرة هليكوبتر الى تل ابيب ثم تقله هليكوبتر اخرى إلى القدس.
وفي محاولة لتجسيد رؤيته بأن الديانات السماوية الثلاث يمكنها التعايش معا في المنطقة والمساعدة في تحريك الجمود السياسي ضم فرنسيس لأول مرة حاخاما وإماما ليكونا ضمن الوفد البابوي الزائر.
والاثنان -الحاخام ابراهام سكوركا والإمام عمر عبود مدير معهد الحوار الديني في بوينس إيرس- هما صديقان للبابا عندما كان كردينالا في مسقط رأسه الأرجنتين.
وقال المتحدث باسم الفاتيكان الأب فيدريكو لومباردي إن وجودهما “إشارة بالغة القوة والوضوح” لأهمية الحوار بين الأديان في المنطقة.
وسيكون الحاخام سكوركا في الأراضي الفلسطينية وموقع إسلامي رئيسي في القدس بينما سيكون الإمام عبود عند الجدار الغربي المقدس لدى اليهود ونصب (ياد فاشيم) لضحايا المحرقة.
وسيقضي البابا فرنسيس وهو الرابع فقط الذي يزور الأراضي المقدسة أكثر قليلا من 32 ساعة في إسرائيل لكن في ظل وجود 16 مهمة في جدول أعمال الزيارة فإن المحطة الأخيرة للزيارة ستكون الأكثر ازدحاما والتي أثارت معظم الجدل وبواعث القلق الأمني.
وكان مجهولون يشتبه بأنهم متطرفون يهود قد كتبوا تهديدات للمسيحيين على منشآت للكنيسة مما دفع فؤاد طوال بطريرك اللاتين في القدس وسائر الاراضي المقدسة إلى القول إن هذه الأفعال “سممت” أجواء الزيارة.
وقالت إحدى العبارات “الموت للعرب والمسيحيين وكل من يكره إسرائيل”.
وأصدرت أجهزة الأمن الإسرائيلية التي تخشى قيام المتطرفين بعمل كبير ضد المسيحيين أو مؤسساتهم أوامر تقيد تحركات العديد من النشطاء اليهود من اليمين المتطرف طوال مدة الزيارة.
وسيزور البابا فرنسيس في القدس معظم المواقع التي ارتبطت بالأيام الأخيرة في حياة يسوع المسيح بما في ذلك الموقع الذي قيل أن المسيح دفن فيه ويجتمع أيضا بقيادات يهودية وإسلامية في لقاءات منفصلة.
وسيتم تشديد الإجراءات الأمنية لأن البابا رفض استخدام السيارات المصفحة المضادة للرصاص وأراد استخدام سيارة عادية مثلما يفعل في روما.
وستكون الزيارة أقصر من تلك التي قام بها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عام 2000 وتلك التي قام بها البابا بنديكت عام 2009. وأثار قصر المدة احباط المواطنين المسيحيين لأن عددا اقل سيتمكن من رؤيته.
وخلال الرحلة التي ستبدأ السبت بزيارة الأردن سيلتقي البابا فرنسيس مع برثلماوس البطريرك المسكوني الحالي للأرثوذوكس لإحياء الذكرى الخمسين للقاء البابا بولس السادس في القدس عام 1964 بالبطريرك اثيناجوراس الزعيم الروحي للمسيحيين الأرثوذوكس في العالم.
ومثل اللقاء نقطة تحول في العلاقات بين طائفتي الكاثوليك والأرثوذوكس آنذاك.
(اعداد أحمد حسن للنشرة العربية – تحرير سيف الدين حمدان)