أحداث الخميس 23 تشرين الأول 2014
«البيشمركة» إلى عين العرب … وتركيا تحتج على تسليح المدينة
أربيل – باسل فرنسيس { نيويورك – «الحياة»
استمرت المعارك العنيفة في مدينة عين العرب، أمس، وسط ضربات جوية ضخمة نفذتها طائرات التحالف ضد مواقع «الدولة الإسلامية» في هذه المدينة الكردية السورية. وجاءت المعارك التي لم يُسجّل فيها تقدم ميداني بارز لأي من الطرفين المتقاتلين، في وقت منح برلمان كردستان العراق إذناً لرئيس الإقليم مسعود بارزاني لإرسال قوات «البيشمركة» للمشاركة في الدفاع عن المدينة المحاصرة، وفي ظل تقارير عن اتفاق لافت على تشكيل «مرجعية سياسية موحدة» في الإدارة الكردية داخل سورية تضم مؤيدين لبارزاني وآخرين محسوبين على حزب العمال الكردستاني.
وفي موقف يعكس، كما يبدو، استياء أنقرة من عملية إنزال طائرات أميركية مساعدات وأعتدة عسكرية للأكراد المحاصرين في عين العرب، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إن هذه الأسلحة وقعت بأيدي حزب الاتحاد الديموقراطي السوري الكردي وتنظيم «الدولة الإسلامية». ونقلت عنه وكالة «فرانس برس» قوله في أنقرة: «أصبح من الواضح أن هذا خطأ». وكانت حكومة أردوغان أعلنت مطلع الأسبوع موافقتها على عبور قوات «البيشمركة» الأراضي التركية من العراق إلى سورية للمساعدة في الدفاع عن كوباني، لكنها عادت بعد يوم لتقول إن هذا الأمر ما زال محور بحث.
ويأتي ذلك في وقت خوّل البرلمان الكردي رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني استصدار قرار لإرسال قوات من «البيشمركة» لدعم «قوات حماية الشعب» الكردية في عين العرب. وعقد البرلمان الكردي أمس جلسة بحضور وزير «البيشمركة» مصطفى سيد قادر، بناء على طلب من بارزاني. وأكد الوزير في الجلسة أن «القرار جاء بعد اتفاق مع الأطراف في التحالف وتركيا وحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري»، مشيراً إلى أن «مهمات البيشمركة ستكون تقديم الإسناد، وهي ليست تابعة لحزب محدد بل تمثل الإقليم بشكل رسمي».
وأثارت عملية إسقاط طائرات أميركية أسلحة مرسلة من إقليم كردستان إلى المدافعين عن كوباني، خلافات بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، إثر إعلان «الاتحاد الوطني» (حزب الرئيس السابق جلال طالباني) أن «المساعدات المرسلة إلى عين العرب هي من ترسانة الحزب، وتُقدر بنحو 24 طناً».
وقالت رئاسة الإقليم في رد على مواقف لحزب طالباني، إنها «تأسف لموقف حزب الاتحاد الوطني الذي ابتعد من الحقائق، ونؤكد أن المساعدات أرسلت باسم شعب الإقليم وحكومته».
في غضون ذلك، عقدت القوى الكردية السورية المقربة من بارزاني أو الموالية لحزب «العمال»، اجتماعات في محافظة دهوك لإنهاء الخلافات والاتفاق على إدارة مشتركة في المناطق الكردية السورية. وذكرت وسائل إعلام كردية أن هذه القوى «توصلت إلى اتفاق لتشكيل مرجعية سياسية موحدة»، وأشارت إلى أن «المجلس المشترك سيتألف من 30 عضواً، يضم 12 من حركة المجتمع الديموقراطي» (الموالي لحزب العمال) و12 آخرين من المجلس الوطني (الموالي لبارزاني)، على أن يُختار الأعضاء الستة باتفاق الطرفين في المجلس».
في نيويورك، أجمعت مصادر ديبلوماسية أوروبية في مجلس الأمن على أن «المستجدات المتعلقة بتنظيم الدولة الإسلامية- داعش تفرض الآن أكثر من أي وقت مضى إعادة إطلاق العملية السياسية في سورية، وهو ما سيبحثه نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون في زيارة الى إيران، ودولة خليجية، الأسبوع المقبل، بعد زيارة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى طهران والمنطقة».
وسيعود دي ميستورا إلى نيويورك الأسبوع المقبل على أن «يقدم إحاطة هي الأولى له أمام مجلس الأمن في ٣٠ الشهر الحالي في جلسة علنية تتبعها مشاورات مغلقة»، وفق مصادر المجلس.
وقدم ديبلوماسي أوروبي طلب عدم الإفصاح عن اسمه تقويماً للموقف الإيراني معتبراً إن «إيران مستعدة للتخلي عن (الرئيس بشار) الأسد، وثمة توتر داخلي في الطائفة العلوية في سورية» وهو ما «يعطي مساحة للبحث في الحل السياسي».
وأوضح المصدر نفسه أن «لإيران نفوذاً في سورية أكثر مما لروسيا الآن، لكن روسيا استثمرت في الأسد أكثر مما فعلت إيران، وهذا الأمر نوقش مع الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال لقاءاته في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، وهو لم يعلن استعداد إيران التخلي عن الأسد، ولكن هناك مساحة لبحث ذلك معهم».
وشدد على أن «أولوية إيران ومصلحتها الآن تتمثلان في التخلص من داعش، وهي مصلحة مشتركة بين إيران والدول الغربية ونحن وإن لم نكن ننسق معهم مباشرة في قتال داعش إلا أن الإيرانيين يشاركوننا التوجه نفسه».
وقال مصدر آخر إن إلياسون «سيبحث في طهران الملف السوري وأولوية مواجهة خطر داعش في المنطقة، والحاجة ملحة الآن لمعرفة الموقف الإيراني من إمكانية إعادة إطلاق العملية السياسية في سورية والتحرك قدماً نحو المفاوضات الجدية». وأضاف أن «السعودية لا تزال تعترض على انخراط إيران في مشاورات الحل السياسي في سورية، لكن هناك اعترافاً أكبر بين الدول الغربية بضرورة مشاركة إيران في أي حل، وهو موقف يؤكد عليه أيضاً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون».
وقال إن «التوقعات الآن أن دي ميستورا سيقدم حصيلة جولته في سورية والمنطقة، وسيوضح لمجلس الأمن تصوره حول كيفية إعادة إطلاق العملية السياسية وهو يعلم أن مسار جنيف كان أقر مرجعية في قرارات مجلس الأمن ونريده أن يبني على ذلك».
ماذا سيغيّر إرسال مقاتلين أكراد من العراق إلى كوباني؟
بيروت – “الحياة”*
أعلن نواب عراقيون أن برلمان كردستان العراق أقر اليوم الأربعاء، إرسال قوات عبر تركيا إلى بلدة عين العرب (كوباني) السورية التي يحاصرها تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش). وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني بعث برسالة إلى البرلمان أمس، يطلب موافقته على نشر قوات “البيشمركة” للقتال إلى جانب السوريين الأكراد.
وكانت تركيا أعلنت في وقتٍ سابق على لسان وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو، أنها ستسهل نقل مقاتلي “البيشمركة” الأكراد العراقيين إلى المدينة للقتال إلى جانب أكراد سورية.
وقامت طائرات أميركية بإلقاء أسلحة وذخائر ومواد طبيّة للمقاتلين الأكراد قدمها إقليم كردستان العراقي لمساعدتهم في القتال ضد التنظيم، لكن قسماً من تلك المؤن سقطت بيد مقاتلي تنظيم “داعش”.
واعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن “الولايات المتحدة أخطأت بإسقاط إمدادات عسكرية جواً على المقاتلين الأكراد” الذين يدافعون عن مدينة كوباني، إذ إن بعض الأسلحة وقع في يد متشددي تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) الذين يحاصرون المدينة.
وفي سياق متصل، أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، أن كوباني “أرض سورية ومدينة سورية وليست أرضاً تركية، وهذه مسألة يجب أن تكون واضحة للجميع”، مشدداً على أن الدولة “لن تتوانى عن ممارسة دورها العسكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والإنساني تجاه جميع مناطقها”.
وتوقع ناطق باسم وزارة “البيشمركة” في إقليم كردستان العراق، أن “تشارك القوات كردية في الدفاع عن كوباني خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد نقل القوات إلى الأراضي التركية للدخول من الحدود التركية إلى المدينة”.
وبعد إقرار برلمان كردستان إرسال قوات “البيشمركة” إلى كوباني، يمكن هذه القوات أن تدخل كوباني عبر معبر سيلوبي التركي العراقي، أو عبر جيلانبينار على الحدود بين تركيا وسورية، أو أن يتم نقلهم جواً الى مدينة سانلياورفا التركية، بالإضافة إلى الحدود مع كوباني.
وهذه القوات تملك أسلحة ثقيلة من شأنها أن تغير مجرى المعركة لصالح الأكراد السوريين الذين لا يملكون أسلحة، في وقت يتفوق “داعش” بأسلحته عليهم، وهذا ما يفسر تقدم التنظيم داخل المدينة، إذ تملك قوات “البيشمركة” أسلحة قدمتها لها دول غربية مثل ألمانيا وفرنسا، ودول شرق أوسطية مثل إيران، ما أدى الى زيادة ترسانة الإقليم من الصواريخ وراجمات الصواريخ والمدافع مثل الهاون. وهذه القوات تملك دبابات وطائرات مروحية، ودبابات روسية الصنع، وأنظمة دفاع جوي.
وأسلحة “البيشمركة” تتفوق على أسلحة “داعش”، الذي يفتقر إلى القدرات الجوية والخبرات التدريبية التي تتلقاها قوات البيشمركة باستمرار، خصوصاً بعد أن وصل التنظيم الى سد الموصل واقترب من مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، ما دفع بالدول إلى تقديم التدريب والخبرات للإقليم من أجل إستعمال الأسلحة المقدمة.
وسيؤدي دخول البيشمركة على خط المعارك المندلعة في كوباني الى إحداث تغيير في مجريات المعركة الدائرة منذ أسابيع، في ظل تقدم ملحوظ للتنظيم وتراجع نسبي للقوات الكردية، التي استفادت من ضربات التحالف الدولي مواقع التنظيم ما أدى الى تراجعه نسبياً، في ظل اعتماده على العمليات الانتحارية في السيارات المفخخة لاقتحام مناطق سيطرة الأكراد.
ويطرح دخول “البيشمركة” إلى كوباني عدداً من الأسئلة عن موقف النظام السوري، الذي يمكن أن يستفيد من هذه المعركة، والتي ستؤدي حكماً إلى إضعاف قدرات “داعش”، لكنه سيصطدم بحلم الدولة الكردية التي يمكن أن تكون نواتها الأولى هذا التعاون بين أكراد سورية وأكراد العراق. إضافة إلى التساؤل حول موقف تركيا، التي لا تقبل بوجود دولة كردية على حدودها، خاصة بعد اتهام نائب الرئيس الأميركي جو بايدن تركيا بدعم “داعش” واعتذاره في ما بعد، وأيضاً عدم دخولها في التحالف الدولي ضد الارهاب إلى الآن، وأيضاً التضارب في التصريحات بين المسؤولين حول السماح بانتقال المقاتلين من عدمه، فهي لم تسمح في البداية بدخول قوات كردية كوباني لكنها عادت وسمحت بذلك، وربما لكون السماح نتيجة ضغوط من الولايات المتحدة الأميركية.
ويشكل تسليح الأكراد هاجساً لتركيا، التي تريد تجنب تعزيز موقف الأكراد ووصول الأسلحة المقدمة من دول التحالف الدولي إليهم، إضافة إلى ذلك تبدي قلقها إزاء احتمال أن تنتهي الأسلحة الغربية التي يتم تسليمها الآن للمقاتلين الأكراد بأيدي حزب العمال الكردستاني، وأن يتم إنشاء إقليم كردي في تركيا على نمط كردستان العراق. وتريد القيام بكل شيء ممكن لتتفادى أن تتحول الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في مصلحة الأكراد.
ولم تتدخل تركيا عسكرياً الى الآن على رغم قرع “داعش” أبوابها من كوباني، في ظل سماح البرلمان التركي لها بالتدخل عسكرياً في سورية والعراق والسماح لقوات أجنبية باستخدام القواعد العسكرية على الأراضي التركية للغاية ذاتها، إلا أن الحكومة التركية لا تزال تمتنع عن تنفيذ أي تدخل عسكري ضد التنظيم.
*إعداد: عباس عبدالكريم
“الدولة الإسلامية” يتقدم في كوباني ويستعيد قرى في ريفها الغربي
بيروت ـ أ ف ب
تقدم تنظيم “الدولة الإسلامية” الجهادي المتطرّف اليوم الخميس في وسط وشمال مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية الحدودية واستعاد السيطرة على قرى في ريفها الغربي بعد معارك مع المقاتلين الأكراد، وفق ما أفاد (المرصد السوري لحقوق الإنسان).
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ “فرانس برس” إن “تنظيم الدولة الإسلامية أحرز بعد اشتباكات طويلة بدات أمس (الأربعاء) واستمرت حتى صباح اليوم تقدماً في شمال مدينة عين العرب (كوباني) وفي وسطها”.
وأضاف أن التنظيم المتطرّف الذي يحاول منذ أكثر من شهر السيطرة على المدينة الكردية الحدودية مع تركيا والواقعة في محافظة حلب “تمكّن أيضاً من السيطرة على قرى في ريف المدينة الغربي كان فقد السيطرة عليها قبل أيام لمصلحة المقاتلين الأكراد”.
وتابع أن عناصر التنظيم يخوضون في موازاة ذلك ومنذ الصباح اشتباكات مع مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الذين يدافعون عن المدينة التي تبلغ مساحتها بين خمسة وستة كلم مربع من أجل “التقدم من جهة الجنوب” فيها.
وقال المرصد إنه قتل في معارك امس في كوباني سبعة من عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” وثلاثة مقاتلين اكراد.
وبدأ مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية” المتطرّف هجوماً في اتجاه مدينة عين العرب في 16 أيلول (سبتمبر)، وتمكنوا في السادس من تشرين الأول (أكتوبر) من دخولها، وهم يسيطرون حالياً على اكثر من خمسين في المئة منها، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ومنذ نهاية أيلول، تشنّ طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غارات تستهدف مواقع وتجمعات لتنظيم “الدولة الإسلامية” في عين العرب ومحيطها، بهدف اعاقة تقدم التنظيم المتطرّف داخل المدينة.
سورية ترغب في اقتراض بليون دولار من روسيا
موسكو – أ ف ب
ذكرت صحيفة “كومرسانت” الروسية اليوم الخميس، أن سورية تريد أن تطلب من روسيا قرضاً قيمته بليون دولار خلال اجتماع اللجنة الروسية السورية المنعقد منذ الاربعاء في سوتشي، ويستمر ثلاثة ايام.
وكتبت الصحيفة استناداً الى مصدر رفيع في الحكومة الروسية أن “السلطات السورية تنوي ان تطلب من الدولة الروسية قرضاً قيمته الاجمالية بليون دولار، وتحتاج دمشق الى اموال من اجل استقرار عملتها ودعم برامج اجتماعية”.
وقررت موسكو في أيار (مايو) منح سورية التي تعاني من عقوبات غربية، 240 مليون يورو للأسباب ذاتها وفق الصحيفة.
وقال المصدر إنه “لا شك في أن وزارة المال (الروسية) ستعارض منح هذا القرض من دون ضمانة”. موضحاً أنه “حتى اذا تم التوصل الى اتفاق، فإن ليست لدينا وسائل لتحويل تلك الاموال الى سورية”.
وتهدف اللجنة الروسية – السورية التي ستعقد اجتماعاً حتى الجمعة في سوتشي، جنوب روسيا، الى البحث في مواصلة التعاون بين البلدين في ظل العقوبات ومبادلاتهما التجارية، وسيشارك فيها نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين المكلّف المجمع العسكري الصناعي.
والرئيس الروسي فلاديمير بوتين موجود اليوم الخميس في سوتشي، وسيلتقي ولي عهد امارة ابو ظبي ومساعد قائد القوات المسلحة في الامارات العربية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
ويذكر أن روسيا تعاني من أزمة اقتصادية حادة جراء العقوبات الأميركية والأوروبية التي طاولت وللمرة الأولى شركات نفطية تعمل في مجالي النفط والغاز، مثل “غازبروم” و”روزنفت” التي طلبت أمس الأربعاء، مساعدة مالية بقيمة 48 بليون دولار من صندوق الثروة الوطني الروسي، وفق ما قال وزير المال الروسي أنطون سلوانوف.
الى ذلك، أشارت تقارير سابقة الى أن عجز موازنة روسيا في عام 2015 سيصل إلى 0.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، بينما يُنتظر أن يبلغ العجز نحو 0.6 في المئة، في عامي 2016 و2017″، وفق وزير المال.
الأسد يعيّن خمسة محافظين جدد
دمشق – أ ف ب
أصدر الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء مرسوماً يقضي بتعيين خمسة محافظين جدد في كل من حلب (شمال) واللاذقية وطرطوس (غرب) وادلب (شمال غرب) والقنيطرة (جنوب)، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سانا”.
وافادت الوكالة ان الاسد “اصدر مرسوماً بتعيين كل من الدكتور محمد مروان علبي محافظاً لمحافظة حلب وخير الدين السيد محافظاً لمحافظة ادلب وابراهيم خضر السالم محافظاً لمحافظة اللاذقية واحمد الشيخ عبد القادر محافظاً لمحافظة القنيطرة وصفوان ابو سعدة محافظاً لمحافظة طرطوس”.
ولم تفصح الوكالة عن مزيد من التفاصيل.
وبموجب هذا المرسوم يحل علبي محل وحيد عقاد الذي عين محافظاً لحلب في آب (اغسطس) عام 2012 في ثالث تغيير يشمل هذه المحافظة منذ اندلاع النزاع في منتصف آذار (مارس) عام 2011.
وتشهد حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد، معارك يومية منذ اكثر من عامين بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، ويتقاسم الطرفان السيطرة على احياء في المدينة.
وسيشغل السيد منصب ابو سعدة المعين في كانون الثاني (يناير) عام 2013، في محافظة ادلب الحدودية مع تركيا والتي تعد إحدى نقاط ثقل مقاتلي المعارضة الذين يسيطرون على كل ريفها تقريباً.
وسينتقل ابو سعدة لشغل منصب نزار اسماعيل موسى في طرطوس الساحلية والتي عبرت شريحة واسعة من ساكنيها المؤيدين للنظام عن شعور متنام بالسخط ازاء مشاريع سياحية واستثمارية ضخمة تتم برعاية الحكومة فيها، وازاء مقتل العديد من ابنائهم المنضوين في الجيش السوري.
وتعد محافظة طرطوس العدد الاكبر من القتلى في صفوف قوات النظام، وهي من ابرز تجمعات الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس السوري. وتعتبر منطقة الساحل السوري “الخزان البشري” للنظام على صعيد الجنود وقوات الدفاع الوطني التي تقاتل الى جانب الجيش.
ويحل السالم محل محافظ اللاذقية احمد شيخ عبد القادر الذي اطلق موالون للاسد حملة على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت في آب (اغسطس) عام 2013 من اجل اقالته بسبب “الفشل الذريع في تنظيم تشييع ودفن شهداء مجزرة ريف اللاذقية الشمالي والمعاملة السيئة لاهالي الشهداء والجرحى”، في اشارة الى هجوم لـ”جبهة النصرة” على قرى في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية اقدموا خلاله على تنفيذ اعدامات في حق العديد من المدنيين، وغالبيتهم من العلويين.
وفي خامس تغيير يطاول محافظة القنيطرة الحدودية مع هضبة الجولان المحتلة من اسرائيل والتي تشهد اشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة، عين عبد القادر محافظاً للقنيطرة، عوضاً عن معن صلاح الدين العلي الذي كان كلف بمهامه في تموز (يوليو) عام 2013.
وصدرت تعيينات عدة لمحافظين طاولت تقريباً كل المحافظات السورية منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضد نظام الاسد في منتصف آذار (مارس)، وبعض المحافظين تغير اكثر من مرة.
“داعش” يرجم رجلاً بتهمة الزنا في ريف دير الزور
بيروت – الحياة
قام تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) بتنفيذ حد “الرجم حتى الموت” على رجل في ريف دير الزور بعد اتهامه بالزنا.
وأبلغت مصادر موثوقة “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن “التنظيم قام بتطبيق حد الرجم حتى الموت، أول أمس الثلثاء، على رجل في مدينة البوكمال في ريف دير الزور”، مشيرةً إلى أن “التنظيم ألقى القبض عليه متلبساً وهو يمارس الزنا مع مواطنة، من دون أن تكون هناك أي معلومات إضافية عن الحادثة”.
في سياق متصل، لم يتمكن المرصد من ايجاد أي تفاصيل عن مصير المواطنة، التي قال التنظيم إن الرجل “زنا بها”.
وكان قد انتشر، يوم الثلثاء الفائت، تسجيل مصور على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت عن إقدام مسلحين من تنظيم “داعش” في وسط سورية على رجم امرأة حتى الموت بمشاركة شخص قال إنه والدها، بسبب ارتكابها “الزنا”.
تحصين شلل الأطفال حلال يحرّمه «المقاتلون»
القاهرة – أمينة خيري
من الوارد أن يمرض أحدهم بحكم ضعف جهازه المناعي. ومن المحتمل أن ينتشر وباء في دولة ما بحكم تهالك إمكاناتها الطبية والعلاجية والوقائية. ومن الممكن أن تصاب مجموعة من الأطفال بفيروس لأنهم يقطنون في منطقة نائية لا تصل إليها الإمدادات الصحية أو الإجراءات الوقائية. أما أن يمرض أحدهم، أو ينتشر وباء ما، أو يصاب أطفال بفيروس بعينه لأن ذويهم يعتقدون أن وقايتهم ضد الدين، وحمايتهم تتعارض ودخول الجنة، وتحصينهم مناهض للشرع، فهذا هو المستحيل بعينه. لكن الجديد أن عين المستحيل تتحقق وتتبلور.
وتجلّت تماماً من خلال ظهور إصابات في منطقة شرق المتوسط التي خلت لفترة من هذا المرض. فأن يصاب طفل عام 2014 بشلل الأطفال ويتحوّل إلى مواطن معاق بسبب خرافات وخزعبلات تلتحق برداء الدين تارة، أو يأتي مختبئاً في بزة احتراب وقتال باسم الدين طوراً، فهذا – وإن كان مقززاً – فهو الواقع المر.
وتبدو مرارة واقع المنطقة، حيث «الدول التي تعاني مشاكل أمنية أو صراعات مسلّحة أو طائفية أو اقتتالات أهلية أو جماعات «إسلامية» متطرّفة، فقد ظهرت فيها مجدداً حالات شلل الأطفال أو لم تنجح جهود القضاء عليه من الأصل».
هكذا يتحدّث كبير مسؤولي الإعلام في مكتب شرق المتوسط بهاء القوصي عن اللقاح الحاضر الغائب، الفهم الخاطئ المضلل لآفة كان يُعتقد إنها ولّت ودبرت.
ودبرت أيام التي كان يعتقد فيها أن هذه المنطقة لا تتبوأ مكانات متقدمة في اللوائح. فقد تربعت بغالبيتها العربية على رأس بلدان العالم الشاهدة لاستمرار حالات الإصابة بشلل الأطفال، حيث 90 في المئة من الحالات الجديدة المبلّغ عنها خلال العام الحالي من نصيبنا.
ويرتبط نصيب الأسد الذي يحظى به أطفال العرب والمسلمين من هذا المرض التاريخي، ارتباطاً واضحاً بالجماعات المتطرّفة، حيث يؤكد القوصي لـ»الحياة» آسفاً، أن هذه الجماعات تمنع الهيئات الدولية وحملات التلقيح والتحصين من الوصول إلى المناطق التي تسيطّر عليها، ما أدى إلى تطابق بين حالات ظهور المرض وأماكن تواجد تلك الجماعات.
من «بوكو حرام» إلى «النصرة» إلى «داعش» إلى آخر تلك الجماعات، ظهرت حالات تنبئ بعودة مجددة لشلل الأطفال يُخشى أن يتحوّل إلى وباء. ومن أفغانستان وباكستان، إلى الصومال، وأخيراً العراق وسورية عاود المرض الظهور. ويشير القوصي إلى أن تحليل الفيروس في سورية مثلاً أشار إلى أن مصدره «مقاتلون» قدموا إليها من باكستان. وتحليله في الصومال، تأكّد مصدره بأنه «مقاتلون» من نيجيريا، وهكذا.
يُذكر أنه في نهاية العام الماضي، نجمت 60 في المئة من حالات الإصابة بشلل الأطفال عن انتشار الفيروس البري دولياً عن طريق المسافرين. وهذا العام، انتشر الفيروس انطلاقاً من ثلاث دول من أصل الدول العشر الموبوءة حالياً. ففي آسيا الوسطى انتقل من باكستان إلى أفغانستان. وفي الشرق الأوسط انتقل من سورية إلى العراق، وفي وسط أفريقيا من الكاميرون إلى غينيا الاستوائية.
لكن ما لم يستوِ هو تلك الفتاوى التي صدرت في بلدان «إسلامية» لتحرم حصول الأطفال والرضّع على تحصينات من الشلل «لأن التحصين يعطّل إرادة الله»، أو «لأنه مخلوط بدهن الخنزير»، أو لأن «الغرب الكافر دسّ فيه ما يؤدي إلى العقم ليمنع خلفة المسلمين».
ولأن المقولة الشهيرة «داويها بالتي كانت هي الداء»، يوضح القوصي أن بياناً واضحاً سريعاً صدر عن علماء مسلمين بارزين دعوا فيه إلى توحيد الصفوف من أجل استئصال المرض، معلنين أن تحصين الأبناء والبنات مسؤولية الأهل والمجتمع على حد سواء، ومؤكدين أن التحصينات آمنة وفعالة تماماً وتتفق ومبادئ الشريعة الإسلامية.
وأكدّ الأزهر أن «المقاصد الرئيسة للإسلام هي حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وإن حماية الأطفال من الأمراض أمر بالغ الأهمية لتحقيق هذه المقاصد». ومن وجهة نظر اقتصادية، فقد أعلن البنك الإسلامي للتنمية أن المجتمع الصحي أحد الشروط الرئيسة لتحقيق التنمية البشرية، وهذا لا يتحقق في المجتمعات المريضة. لذا، سخّر موارده ورأسماله الفكري للعمل من أجل استئصال شلل الأطفال.
من جهتها، أشارت منظمة التعاون الإسلامي إلى أن 95 في المئة من حالات الإصابة بشلل الأطفال حدثت العام الماضي في دول عضوة، إضافة إلى أن البلاد المستهدفة وتلك التي عاود فيها الانتشار هي دول أعضاء في المنظمة، ما يعني أنه بات قضية إسلامية ويجب العمل على اجتثاثه.
لكن الحروب والاقتتالات تقف حائلاً رئيساً في الدول العربية، بدءاً بمنع الجماعات من وصول فرق التطعيم، مروراً بتدمير البنية التحتية بما فيها المستشفيات والخدمات الصحية، وانتهاء بفتاوى التحريم.
أردوغان: أكراد العراق لن يرسلوا سوى 200 مقاتل إلى كوباني
ريغا ـ رويترز
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس إنه أحيط علماً بالتوصل إلى اتفاق لعبور 200 من مقاتلي البيشمركة الأكراد العراقيين الحدود عبر تركيا للدفاع عن مدينة كوباني السورية في مواجهة مقاتلي “الدولة الإسلامية”.
وقال أردوغان في مؤتمر صحافي في ريغا عاصمة لاتفيا، بعد أن وافق برلمان إقليم كردستان العراق على خطة لإرسال مقاتلين إلى سورية، إن الادارة الكردية في شمال العراق وحزب الاتحاد الديموقراطي يجدان صعوبة في الاتفاق على عدد المقاتلين الاكراد البيشمركة الذين يجب إرسالهم الى سورية.
وأضاف: “في نهاية المطاف تم الاتفاق وفقاً لمعلومات وردت بالأمس على ارسال مئتين من البيشمركة الى هذه المنطقة”.
وعدد المقاتلين الذين سيعبرون الاراضي التركية يظهر الطابع الرمزي للمساعدة العراقية. ويقدر بألفين عدد المقاتلين الاكراد الذين يتصدون في كوباني لجهاديي تنظيم “الدولة الاسلامية” الذين يعتبر عددهم أهم بكثير.
وجدد اردوغان انتقاداته لواشنطن بشأن المساعدة الاميركية التي تلقاها حزب الاتحاد الديموقراطي، مؤكداً انه قال في اتصال هاتفي مع الرئيس باراك اوباما ان “اي مساعدة لحزب الاتحاد الديموقراطي ستكون مساعدة تقدم لمنظمة ارهابية”.
ويغادر اردوغان لاتفيا الخميس متوجهاً الى استونيا. وفي البلدين العضوين في الاتحاد الاوروبي سيلتقي الرئيسين للبحث في عملية انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي.
أردوغان انتقد مدّ كوباني بالأسلحة كردستان العراق أقرّت ارسال البشمركة
المصدر: (و ص ف، رويترز)
أقر برلمان كردستان العراق امس ارسال مقاتلين من البشمركة الى مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) لمساندة اكراد سوريا هناك في مواجهتهم تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش)، بينما وصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان القاء الولايات المتحدة اسلحة من الجو الى المقاتلين الاكراد الذين يدافعون عن المدينة بانه قرار “خاطئ”.
وكانت تركيا قد أعلنت موافقتها على انتقال قوات البشمركة من الاكراد العراقيين عبر اراضيها الى مدينة كوباني، رافضة بذلك انتقال اكراد اتراك من مقاتلي “حزب العمال الكردستاني” الى هناك للقتال.
وقال المسؤول الكردي السوري انور مسلم من كوباني: “لا نعرف ما اذا كان مقاتلو البشمركة سيصلون ومتى، ولكن لا بد من ان ينسقوا معنا كي يتكلل قتالنا بالنجاح”.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان المعارك تجددت مساء الاربعاء في المدينة المحاصرة.
وقالت القيادة المركزية الاميركية انها شنت ست غارات جوية قرب كوباني.
على صعيد آخر، أعلن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان سلاح الجو السوري دمر طائرتين عسكريتين حلق بهما “داعش” في الاجواء السورية.
الى ذلك، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” ان قوات الائتلاف بقيادة الولايات المتحدة شنت 12 غارة جوية خلال الساعات الـ24 الأخيرة اتاحت صد هجوم لمسلحي “داعش” على مقربة من سد الموصل في العراق.
وعاود “داعش” فرض حصاره على جبل سنجار في شمال غرب العراق، حيث حوصر الآلاف من ابناء الاقلية الايزيدية قبل اكثر من شهرين.
وقتل 12 شخصا على الاقل واصيب اكثر من 40 بجروح في تفجير سيارتين مفخختين مساء الاربعاء في بغداد.
برلمان كردستان العراق أقرّ إرسال بشمركة إلى كوباني أردوغان: أميركا أخطأت بإسقاط أسلحة من الجو
المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
أقر برلمان كردستان العراق أمس إرسال قوات عبر تركيا إلى كوباني التي يحاصرها تنظيم “الدولة الاسلامية” “داعش”، بينما انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عملية القاء المعدات والاسلحة الاميركية من الجو الى المقاتلين الاكراد في المدينة السورية الكردية، واصفاً اياها بانها “خطأ”.
أبلغ اردوغان الصحافيين في أنقرة قبل توجهه الى ليتوانيا في زيارة رسمية ان الاسلحة التي ألقتها الطائرات الاميركية وقعت في ايدي حزب الاتحاد الديموقراطي السوري الكردي الذي لا تدعمه انقرة وجهاديي تنظيم “الدولة الاسلامية”. وقال: “بات من الواضح ان هذا قرار خاطئ”. واضاف أن “كل مساعدة تقدم الى حزب الاتحاد الديموقراطي تصب في مصلحة حزب العمال الكردستاني (التركي المتمرد). ونحن في تركيا سنتصدى لذلك”.
وبعد زيادة الغارات على مواقع الجهاديين الذين يحاصرون كوباني، ألقى الاميركيون فجر الاثنين اسلحة وذخيرة ومواد طبية الى “وحدات حماية الشعب”، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديموقراطي السوري الذي يقود المعارك ضد “الدولة الاسلامية”.
وأمس أفادت وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” أن طردين ضلا طريقهما بعيدا من الذين ألقيا لهم في كوباني، أحدهما دمر والآخر استولى عليه مقاتلو “الدولة الإسلامية”.
وقال أردوغان: “نرى اليوم بوضوح من الذي يستفيد من هذه المساعدة. يجب عدم القيام بهذا النوع من العمليات من اجل المظاهر فقط، فهناك وسائل اكثر حكمة وفاعلية لتحقيق ذلك”. وعندما سئل عن خطة تسهل تركيا بموجبها مرور مقاتلي البشمركة الكردية إلى كوباني، أجاب أنه اقترح هذه الخطوة في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما مطلع الأسبوع. ولكن: “أجد صعوبة في فهم لماذا كوباني بهذه الأهمية بالنسبة اليهم بينما لم يعد فيها مدنيون بل فقط نحو ألفي مقاتل.. في البداية لم يقولوا نعم للبشمركة ثم قالوا نعم جزئياً وقلنا إننا سنساعد”. وأشار الى أن المحادثات مستمرة بين المسؤولين في شأن تفاصيل انتقال البشمركة عبر تركيا.
وكان الرئيس التركي رفض الاحد بشدة مساعدة حزب الاتحاد الديموقراطي الذي وصفه بانه “منظمة ارهابية” شأنه شأن “حزب العمال الكردستاني” الذي يشن منذ 1984 حركة تمرد على حكومة انقرة. ورفضت أنقرة حتى الان التدخل عسكريا لمساعدة المدافعين عن كوباني خشية ان يستفيد من ذلك نظام الرئيس السوري بشار الاسد، الذي تدعو الى اطاحته. الا انها، تحت ضغط الولايات المتحدة، أبدت الاثنين استعدادها للسماح للبشمركة الاكراد العراقيين بعبور اراضيها للتوجه الى كوباني.
برلمان أربيل
وأمس صرح الناطق باسم البشمركة هالغورد حكمت بأن البرلمان الاقليمي في اربيل صوت على السماح بارسال مقاتلين أكراد عراقيين الى كوباني، وإن يكن قال إنه لا يزال ثمة غموض في التفاصيل، بما فيها عديد القوات وموعد ارسالها. وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بعث برسالة إلى البرلمان في ساعة متقدمة الثلثاء، طالباً الموافقة على نشر قوات بشمركة للقتال إلى جانب أكراد سوريا.
وقال العضو في البرلمان الكردي محمود حاجي عمر: “وافقنا اليوم في البرلمان على إرسال قوات بشمركة إلى كوباني في أسرع ما يمكن”.
وكان مسؤولان كرديان كبيران قالا في ساعة متقدمة الثلثاء إن الاستعدادت جارية لإرسال عدد محدود من قوات البشمركة إلى كوباني، لكن اتخاذ الترتيبات اللازمة سيستغرق بضعة أيام.
وأورد المسؤول السياسي الكردي العراقي هيمن هورامي في حسابه بموقع “تويتر” أن قوات البشمركة ستزود أسلحة ثقيلة.
موقف دمشق
وفي دمشق، صرح وزير الاعلام السوري عمران الزعبي بان بلاده قدمت “الدعم العسكري واللوجيستي” لكوباني، وانها ستستمر في ذلك.
وقال للتلفزيون السوري مساء الثلثاء إن “الدولة بقواتها المسلحة بشكل مباشر أو بطيرانها، قامت بتقديم الدعم العسكري واللوجيستي والذخائر والسلاح للمدينة. فعلت ذلك ولا أحد ينكر وستبقى تفعل ذلك بأعلى وأقصى طاقة ممكنة لأن هذه قضية وجودية مصيرية”.
الى ذلك، كشف ان سلاح الجو السوري دمر طائرتين عسكريتين حلق بهما التنظيم المتشدد في الاجواء السورية. وقال ان “هناك ثلاث طائرات… قديمة” استولت عليها “الدولة الاسلامية” من مطار الجراح العسكري في محافظة حلب، و”قام الارهابيون بتجريبها”، الا ان “الطيران العربي السوري قام بالتحليق فوراً ودمر اثنتين منها على المدرج أثناء هبوطهما” من دون ان يحدد مكان المدرج، بينما “البحث جار” عن ثالثة “خبأها” أفراد التنظيم، مؤكدا انهم “لا يستطيعون استخدامها”.
وكان “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له نقل الجمعة عن سكان في حلب انهم “شاهدوا طائرة على الاقل تحلق على علو مخفوض في اجواء المنطقة بعد اقلاعها من مطار الجراح العسكري، علماً انها ليست المرة الاولى يلاحظ السكان تحليق طائرة تقلع من المطار على علو مخفوض”.
واعتبر الزعبي ان الغرض من استخدام الطائرات أن “تكون لحكومة (اردوغان) ذريعة لاقامة منطقة حظر جوي بحجة امتلاك الارهابيين طيرانا”.
معارك
وتحدث المرصد عن معارك جديدة بين تنظيم “الدولة الاسلامية” والمقاتلين الاكراد في كوباني.
وقال إن اشتباكات دارت مساء الثلثاء واستمرت عنيفة حتى منتصف الليل، ثم تراجعت قبل ان تتجدد صباح الأربعاء وتتركز في وسط المدينة وشمالها. وقد سقط “ما لا يقل عن 18 مقاتلا من تنظيم الدولة الاسلامية الثلثاء خلال الاشتباكات التي دارت على جبهات عدة” وستة مقاتلين من “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تدافع عن المدينة.
وقتل أيضاً ثلاثة من “الدولة الاسلامية” في غارات لطائرات الائتلاف الدولي على مناطق في مدينة عين العرب ومحيطها الثلثاء.
الى ذلك، أعلن المرصد ان عدد القتلى الذين سقطوا في قصف جوي من قوات النظام السوري لمنطقة حدودية مع الاردن ارتفع من 15 الى 22، بينهم 13 طفلاً.
وشنّت طائرات حربية تابعة للنظام غارات على نصيب في جنوب سوريا الثلثاء، اليوم السادس من معارك في المنطقة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة بدأت اثر اعلان مجموعة من الكتائب المقاتلة ضد النظام اطلاق “معركة أهل العزم” الهادفة الى انتزاع السيطرة على عدد من مواقع النظام في محافظة درعا الجنوبية.
ويسيطر الجيش السوري على معبر نصيب الحدودي، الا ان مقاتلي المعارضة حاضرون في اجزاء من البلدة والمحيط.
تعيين محافظين
في غضون ذلك، أصدر الرئيس السوري بشار الاسد مرسوماً يقضي بتعيين خمسة محافظين جدد في كل من حلب واللاذقية وطرطوس وادلب والقنيطرة.
الأردن يحرك الجبهة الجنوبية ضد دمشق
خطر أمني واقتصادي على لبنان من معبر نصيب والجولان
محمد بلوط
الأردن يخلط الأوراق على الجبهة الجنوبية السورية. فمن دون ضوء أخضر من الاستخبارات الأردنية التي تمسك بالملف السوري، ومن غرفة عمليات عمان بشكل أوسع التي تضم أميركيين وسعوديين وفرنسيين، ما كان ممكنا فتح المعركة الدائرة منذ الجمعة الماضي على نصيب، المعبر السوري الأخير مع الأردن، فيما تسيطر «جبهة النصرة» على معبر الجمرك القديم.
وبتحريك «ألوية العمري» وحشد مجموعات كبيرة من «فرقة اليــرمـوك» و«حـــركـــة المثـنـى الإسلامية»، يعيد الأردنيون التذكير بجيرتهم الجنوبية الشرقية لدمشق، في إطار انكفاء الجيش السوري عن ريف القنيطرة الجنوبي وأجزاء من غربي درعا.
وتزامن النشاط الأردني المستجد مع تقدم إسرائيل في تعاونها مع أجنحة في المعارضة السورية المسلحة، في خطة إبعاد الجيش السوري عن منطقة فصل الاشتباك بين الجولانين المحرر والمحتل، والعمل على إقامة منطقة الأمر الواقع العازلة، التي هجرها الـ1228 جنديا من قوات الفصل الدولية.
ويبدو أن القوة السورية المدافعة عن المعبر، تواجه خيارات صعبة جدا بعد سقوط حاجز أم المياذن، الذي يمثل خط الدفاع الأخير عنها. وقد يصيب سقوط المعبر المحتمل بشظاياه لبنان، بإغلاقه خط التجارة اللبنانية البرية الرئيسي إلى بلدان الخليج العربي، كما يؤدي إلى شل حركة الترانزيت معها انطلاقا من مرفأ بيروت. وسيشكل هذا المعطى كارثة اقتصادية للبنان.
وتقطع الهجمات على شرق درعا، والمعبر السوري ـ الأردني الأخير، مع شبه هدنة غير معلنة في هذه المنطقة، تخرج النشاط الأردني من سلسلة عمليات أمنية تستهدف الجيش السوري إلى حرب تخوضها بالوكالة عن الأردن معظم الجماعات المسلحة التي تتلقى تمويلا من غرفة عمليات عمان، بالتنسيق مع الاستخبارات الأردنية.
وقد نجح الأردنيون الأسبوع الماضي، عبر «فرقة حمزة»، بانتزاع تل الحارة الاستراتيجي السوري، الذي يؤوي احد أهم مراكز التنصت على الاتصالات الإسرائيلية، ومراقبة تحركات الجيش الإسرائيلي في الجولان المحتل. وكان التل، الذي عمل فيه فريق من الخبراء الروس حتى وقت قريب، يشكل هدفا مشتركا أميركيا – إسرائيليا – أردنيا، شكلت الاستخبارات الأميركية في عمان فريقا خاصا للاستيلاء عليه منذ العام الماضي.
وصدت حامية التل السورية، في ذروة حرب تشرين الأول العام 1973، هجوما إسرائيليا على تحصيناتها التي صمدت ومنعت سقوطه، فيما يعزى سقوطه السريع الأسبوع الماضي بيد جماعات اقل تسلحا وخبرة إلى خرق امني في قيادة «اللواء 121» المكلف بالدفاع عن التل. وكانت الاستخبارات الأردنية قد سربت مع مواقع المعارضة السورية أنباء عن مقتل ضابط سوري، يرجح أن يكون قد قام بتسهيل دخول المعارضين إلى التحصينات، وتعمل حملة التضليل الإعلامي في الفضائيات والمواقع الالكترونية على تأمين تغطية لخروجه من سوريا نحو الأراضي الأردنية.
ولم تحظ جبهة ريف القنيطرة ودرعا بتغطية إعلامية توازي أهمية ما يجري، بسبب تعقيدات المنطقة وحساسية الجبهة الجنوبية السورية، التي ظلت لوقت طويل خيارا سعوديا وأميركيا مفضلا على ما عداه، لميزتها الإستراتيجية الأولى، بوقوعها على بعد يقل عن 60 كيلومترا، في بعض نقاطها، عن دمشق.
وكان الأردنيون، بدءا بالملك عبد الله الثاني، الذي نفى نيته شن أي عملية عسكرية من الأردن ضد سوريا، قد تبنوا سياسة قضم المواقع في الجبهة الجنوبية السورية، وتجنب المعارك الكبيرة وتقديم جرعات محدودة من الأسلحة إلى ألوية المعارضة المسلحة لضبط عملياتها تحت سقف حاجاتها، إلى أن دخل على خط إدارة الجبهة عاملان مفاجئان يبرران الإسراع في عمليات القضم والتضحية بمعبر نصيب: تمدد «النصرة» كقوة رئيسة في منطقة فصل القوات في قلب الجولان بمحاذاة الجيش الإسرائيلي، واكتساب «أميرها» أبو جليبيب الأردني، قوة وتهديدا بالاستقلالية، بفضل توسعه في المنطقة على حساب الجماعات العاملة مباشرة تحت إمرة الاستخبارات الأردنية، وهذا العامل الأول.
أما العامل الثاني فهو التهديد الذي تمثله حرب التحالف ضد الإرهاب على رهان الأردن لحماية نفسه من ارتدادات تلك الحرب، عبر مهادنة رموز التيار «الجهادي» السلفي مثل أبي محمد المقدسي، وأبو قتادة الفلسطيني، لقاء تحييدهما لـ«الجهاديين» ومناكفة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» – «داعش» واحتوائها. فقبل الحرب على «داعش»، كان بوسع الأردنيين مواصلة استخدام الساحة السورية كمحرقة للسلفية «الجهادية» الأردنية، واختراق المعارضة السورية، وشن حرب بالوكالة على الجيش السوري، إلا أن غارات التحالف خلطت الأوراق مع إعادة السلفيين الأردنيين ترتيب أولوياتهم، وتأجيل الخلاف مع زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي الذي يقاتل «الصليبية الجديدة»، وربما مبايعته على ضوء ازدياد شعبيته في الأردن.
وكان استفتاء للرأي قال إن 60 في المئة من الأردنيين لا يعتبرون «داعش» إرهابية. وبايعت البغدادي رموز سلفية أردنية كعمر مهدي زيدان، وذهب قاضي «النصرة» سعد الحنيطي، إلى «بيعة» مماثلة كبيعة متحدث «النصرة» السابق أبو محمد الطحاوي.
والأرجح أن الأردنيين يستعجلون الحصول على حصتهم شرق درعا وغربها بعد أن تحول الإسرائيلي لاعبا أساسيا في الجولان السوري، وكشف وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون رسميا عن التعاون العسكري مع المعارضة السورية، بعد ازدهار التعاون الطبي واللوجستي. وتقول تقارير غربية إن إسرائيل أعادت «الفرقة 210» إلى الجولان المحتل، وهي فرقة نخبة تأمر وحدات من الدبابات والمدفعية، من بينها اللواء السابع دبابات، وكتيبة متخصصة بالتجسس والرصد وتشويش الاتصالات، لمساعدة المتعاونين على تثبيت خطوط الإسناد التي لا تزال مهددة من الجيش السوري، الذي لا يزال يقفل الطريق نحو الريف الغربي لدمشق، ويحشد خمس فرق مدرعة على طول الطريق من جنوب القنيطرة فغرب درعا فريف دمشق.
وغني عن القول انه من دون التمهيد المدفعي الإسرائيلي في حرب التلال في ريف القنيطرة لم يكن بوسع المعارضة السورية أن تتقدم نحو بعض التلال، لا سيما في التلال الحمر الشرقية والغربية، التي دخلتها «النصرة» ورفعت عليها أعلامها، تحت أنظار الإسرائيليين في تل أبو الندى الاستراتيجي القريب. كما انه من دون الدعم الأردني، اللوجستي والعسكري والأمني، لم يكن بوسع «ألوية العمري» و«فرقة حمزة» الدخول إلى تل الحارة.
وليس قليلا أن يقدم المعارضون على تخريب المنشآت المائية السورية، وإفراغ سد سحم في الجولان، وتخريب 11 سدا ومسطحا مائيا في درعا، وتعطيل مضخات مزيريب التي تنظم وصول مياه اليرموك إلى بحيرة طبريا، وتعيدها إلى تلك المسطحات، أو إلى سد الوحدة الأردني الذي وصل مخزونه إلى مستوى قياسي بلغ 63 مليون متر مكعب.
لكن التمدد في منطقة الاشتباك لسبعين كيلومترا، بدءا من مزيريب، نحو قمة حرمون، ونقطة التقاء الأراضي السورية بمزارع شبعا، يعمل أيضا على احتواء أي نشاط عسكري مستقبلي لـ«حزب الله» في المنطقة.
وكان الجيش السوري قد بدأ في اليومين الماضيين عملية موضعية لاستعادة الحميدية والصمدانية الغربية، قرب معبر الجولان المحتل، وتحصين خطوط الدفاع عن مواقعه الأساسية والكبيرة في مدينة البعث وخان أرنبة التي تتحكم بالطريق الدولي نحو دمشق. وللمرة الأولى، حلقت المقاتلات السورية في المنطقة نفسها التي اسقط صاروخ إسرائيلي فيها طائرة «سوخوي» خلال إغارتها على مواقع المعارضة قبل شهر تماما. والغالب ان اختبارا ناجحا قد جرى لاستعادة المبادرة في المنطقة، والذهاب نحو عملية أوسع.
معركة عين العرب: استدراج.. واستدراج مضاد!
عبد الله سليمان علي
لا شك في أن المقاتلين السوريين الاكراد قد احتلّوا بصمودهم القويّ واجهة الاهتمام العالمي والتغطية الإعلامية خلال الأسابيع الخمسة الماضية، لكن ذلك لا يخفي حقيقة أن جبهة عين العرب (كوباني) السورية هي معركة قرر فتحها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» لمواجهة التحالف الدولي ـ العربي ضده، ثم حاولت واشنطن، التي تقود التحالف، قلب السحر على الساحر عبر استغلال هذه المعركة لتغيير موازين القوى، ومحاولة استنزاف التنظيم المتشدد من خلال دعم المقاتلين الأكراد، الذين كانوا في ورطة حقيقية لولا طائرات التحالف وغاراتها المكثفة.
وفي إطار الحملة الإعلامية المنظمة التي تستهدف المبالغة في تضخيم «الدولة الإسلامية»، وتحويله إلى وحش أسطوري ذي إمكانات خيالية، واستخدام ذلك في ما بعد بما يخدم مصالح واشنطن والغرب، تمّ العمل على تضخيم معركة عين العرب إعلامياً، وإعطائها زخماً غير مسبوق من حيث التغطية والاهتمام، بالرغم من أن المدينة لا تحظى بأي أهمية إستراتيجية تفوق أهمية مدن أخرى، مثل كسب أو تل أبيض أو القلمون أو القصير. وتنظر شرائح واسعة من الشعب السوري ـ موالين ومعارضين ـ بعين الريبة إلى هذا الاهتمام المبالغ به.
ويبدو ان بعض المواقع الإعلامية الكردية انساقت وراء هذا التضخيم، حتى ظنّ من يتابعها أن معركة عين العرب ستكون نتيجتها سحق «داعش» وإنهاءه بالضربة القاضية، حيث كانت هذه المواقع تتداول أخباراً سريعة حول مقتل كبار قادة التنظيم المتشدد، وعلى رأسهم زعيمه أبي بكر البغدادي أو عمر الشيشاني أو صدام الجمل أو خطاب الكردي، في الوقت الذي كانت وسائل الإعلام الغربية تنقل تقارير تتحدث عن مقتل المئات من عناصر التنظيم نتيجة غارات التحالف، بل إن بعض هذه الوسائل ذكرت أن عدد القتلى في صفوف التنظيم زاد عن ألف قتيل.
ثم خرج بعض المسؤولين الأميركيين، الأسبوع الماضي، ليتحدثوا عن خطة لاستدراج عناصر «داعش» إلى عين العرب واستنزافهم فيها، مشيرين إلى تلك التقارير التي أكدت سقوط مئات القتلى في صفوف مقاتليه.
في المقابل، أكد، مصدر من «الدولة الإسلامية»، لـ«السفير»، أن عدد القتلى في صفوف مقاتلي التنظيم لا يتجاوز المئة منذ الهجوم على عين العرب في 16 أيلول الماضي، وأن مجموع أعداد مقاتليه المشتركين في الهجوم لا يتجاوز الألف، بينما عدد «البككه» (يطلق داعش على وحدات حماية الشعب تسمية البككه، معتبراً إياهم من حزب العمال الكردستاني) أكثر من أربعة آلاف مقاتل، مشيراً إلى أنه لم يسبق لتنظيمه أن شارك بأكثر من هذا العدد في أي «غزوة من غزواته»، وهو يعتبر العدد الأضخم في أي هجوم يقوم به.
وإذ لا يمكن التأكد من صحة هذه الأرقام بشكل دقيق، إلا أن أرقام التحالف عن أعداد القتلى تبدو مبالغاً بها. ومن المستبعد أن يكون بمقدور مقاتلي «داعش» في عين العرب تحمل مثل هذه الخسارة، وفي الوقت ذاته الاستمرار في القتال، مع تمسكهم بالمواقع التي سيطروا عليها، أو استمرارهم في التقدم في أماكن أخرى.
وكان «المكتب الإعلامي لولاية الرقة»، التابع لـ«داعش»، بث الاثنين الماضي مقطعاً مصوراً بعنوان: «لقاءات على خط النار» تضمن مقابلات مع عدد من مقاتلي التنظيم من داخل مدينة عين العرب، لإثبات أنه ما زال يسيطر على وسط المدينة، وينفي صحة الأخبار التي تحدثت عن انسحابه أو تراجعه، وذلك بعد أن قامت «وحدات حماية الشعب» بهجوم التفافي استعادت من خلاله السيطرة على تل شعير المطل على المدينة. إلا أن العديد من وسائل الإعلام تحدثت آنذاك عن انسحاب مقاتلي «داعش» من الأحياء التي سيطروا عليها وتراجعهم مسافة خمسة كيلومترات عن مركز المدينة، الأمر الذي دفع «المكتب الإعلامي لولاية الرقة» إلى بث المقطع المصور لدحضه.
وقال نواب أكراد إن برلمان كردستان العراق أقر إرسال قوات من «البشمركة» عبر تركيا إلى عين العرب، فيما انتقد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلقاء الطائرات الأميركية المعدات والأسلحة الى المقاتلين الأكراد في المدينة، معتبرا انه قرار «خاطئ»، مضيفا إن «هذه الأسلحة وقعت في أيدي حزب الاتحاد الديموقراطي وتنظيم الدولة الإسلامية». وتابع: «لا افهم لماذا تعتبر كوباني بهذه الأهمية الإستراتيجية في نظر الأميركيين، في حين لم يعد فيها أي مدني».
وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قال، في مقابلة مع التلفزيون السوري، إن دمشق قدمت «الدعم العسكري واللوجستي» لمدينة عين العرب وإنها ستستمر بذلك.
وإذا كان صمود المقاتلين الأكراد أثار إعجاب العالم وحظي بكثير من الثناء، فإن ما يفعله الطرف الآخر، المتمثل بـ«داعش»، يثير تساؤلات كثيرة مشوبة بالقلق عن إمكانية مقاتليه الاستمرار للشهر الثاني في القتال والتقدم برغم غارات التحالف عليه جواً ومقاومة الأكراد له براً؟ وهو ما من شأنه أن يلقي بالشكوك على الحديث الأميركي عن الاستدراج، لأن وقائع معركة عين العرب ليس واضحاً فيها من هو الطرف الذي يستدرج الآخر. وبأحسن الأحوال قد تكون هذه المعركة نوعاً من الاستدراج والاستدراج المضاد بانتظار انتهاء القتال لمعرفة حقيقة النتائج على الأرض.
غير أن المؤكد أن قيادة «الدولة الإسلامية» هي من بدأت بالاستدراج أولاً، لأن قرار فتح جبهة عين العرب كان قرارها الأول الذي اتخذته رداً على إعلان التحالف الدولي بدء عملياته فوق الأراضي السورية، وما تلا هذا الإعلان من انقلاب «وحدات حماية الشعب» على توجهاتها السابقة وانخراطها في تحالف مع كتائب من «الجيش الحر» في إطار ما سمي «غرفة عمليات بركان الفرات» لتقديم أوراق اعتمادها إلى التحالف الدولي كقوة معتدلة تحارب «داعش». فشن الأخير الحرب على عين العرب، التي تعتبر بمثابة العمق الاستراتيجي لمقاتلي الأكراد و«الحر» في تلك المنطقة، الأمر الذي في ما يبدو فاجأ واشنطن، وأعاد خلط الأوراق، خصوصاً في ظل ظهور أبعاد إقليمية ودولية جعلت من عين العرب بؤرة صراع متعدد الأطراف والأهداف.
وقد يكون من الصعب الاعتراف بصحة قراءة «داعش» للأحداث وتداعياتها، غير أن ما طفا مؤخراً على السطح من محادثات بين مسؤولين أميركيين وقياديين من «حزب الاتحاد الديمقراطي»، لبحث ضم «وحدات حماية الشعب الكردية» إلى التحالف الدولي باعتبارهم القوة الأبرز التي تحارب «داعش» يثبت أن قرار «الدولة الإسلامية» بالهجوم على عين العرب لم يكن ارتجالياً أو عبثياً أو لمجرد رغبته في ممارسة وحشيته، وإنما يستند إلى موجبات قائمة وقراءة صحيحة.
والأخطر من ذلك، إن بعض المحللين الاستراتيجيين في التنظيم المتشدد يؤكدون أن أهداف «داعش» من الهجوم على عين العرب تحققت بالفعل، بغض النظر عن النتيجة التي ستؤول إليها المعركة بعد الآن. ومن أهم هذه الأهداف، الأول الإظهار أمام العالم أن مقاتلي «الدولة» يملكون زمام المبادرة وقادرون على خلط الأوراق في عين العرب، كما في مناطق أخرى قد تفوقها أهمية في حال اقتضت الظروف، والثاني إثبات قوتهم، وأن الحرب ضدهم، سواء الجوية أو البرية، لن تكون سهلة، ودليل ذلك كما يقولون إن التحالف عجز عن منعهم من دخول عين العرب، ثم لم يستطع إجبارهم على الانسحاب منها رغم قصف طائراته، فكيف سيكون الحال في مدن أخرى يسيطر عليها التنظيم منذ سنوات، وأعد فيها العدة من تحصينات وتجهيزات لمواجهة الغارات؟.
ومع ذلك يبقى السؤال: هل استخدم التحالف الدولي بالفعل كامل قدراته في قصف «داعش» لمنعه من التقدم، أم لا يزال اهتمامه منصباً على ترتيب تحالفاته مع بعض الجهات والدول، وإعادة صوغ إستراتيجيته على ضوء هذه الترتيبات، أكثر من اهتمامه حالياً بتوجيه ضربات موجعة إلى التنظيم المتشدد؟ وهل يدخل ذلك في خانة تضخيم قوة التنظيم تمهيداً لأجندات لم يحن وقتها بعد، أم أن «داعش» يملك فعلاً مقومات القتال برغم كل الظروف التي تحيط به وخطورتها؟
سؤال قد لا يكون له جواب قبل أن تنتهي معركة عين العرب.. حين تنتهي.
أمريكا: 15 ضربة جوية على الدولة الإسلامية بسوريا والعراق في 48 ساعة
واشنطن- (رويترز): قالت القيادة المركزية الأمريكية الخميس إن القوات الأمريكية ركزت ضرباتها الجوية مجددا على منطقة قرب مدينة كوباني السورية في حملة لصد قوات الدولة الإسلامية وإنها أصابت أيضا منشآت نفطية تسيطر عليها الجماعة المتشددة.
وأضافت القيادة في بيان أن القوات شنت 15 ضربة جوية على الدولة الإسلامية في العراق وسوريا يومي الأربعاء والخميس.
وقال البيان إن مقاتلة وقاذفة أمريكيتين نفذتا أربع غارات قرب مدينة كوباني الحدودية ودمرتا مركز قيادة تابعا للدولة الإسلامية ومواقع قتالية في منطقة كانت مستهدفة كثيرا هذا الشهر فضلا عن غارتين على صهاريج نفط شرقي دير الزور.
وشنت القوات الأمريكية وقوات التحالف أربع غارات في العراق بالقرب من سد الموصل الحيوي واصابت وحدات صغيرة للدولة الإسلامية ودمرت عربة بالإضافة إلى غارة أخرى بالقرب من بيجي. واستهدفت أربع غارات في منطقة الفلوجة منشأة تدريب ووحدة أكبر للدولة الإسلامية وأحد الأبنية.
وأضاف البيان إن كل الطائرات التي شاركت في الغارات عادت بسلام.
إتفاق في دهوك بين القادة الأكراد السوريين على نواة دولة
اردوغان: إلقاء أمريكا أسلحة لـ«الاتحاد الديمقراطي» مساعدة لمنظمة إرهابية
اسطنبول ـ «القدس العربي» ـ من اسماعيل جمال: انتقد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس الاربعاء عمليات القاء المعدات والاسلحة الامريكية من الجو الى المقاتلين الاكراد في عين العرب (كوباني) السورية الكردية معتبرا انه قرار «خاطىء».
وقال اردوغان «من الواضح اليوم ان هذا القرار قرار خاطىء» موضحا ان هذه الاسلحة وقعت في ايدي حزب الاتحاد الديموقراطي ـ السوري الكردي الذي تعتبره انقرة منظمة ارهابية ـ وتنظيم الدولة الاسلامية.
وصرح الرئيس التركي للصحافيين في انقرة قبل توجهه الى ليتوانيا في زيارة رسمية «كل مساعدة تقدم لحزب الاتحاد الديموقراطي تصب في مصلحة حزب العمال الكردستاني (التركي المتمرد). ونحن في تركيا سنتصدى لذلك».
جاء ذلك فيما وصلت أحزاب كردية شمال سوريا، إلى اتفاق مع حزب الاتحاد الديمقراطي «السوري الكردي (PYD).
وانتهت امس في مدينة دهوك شمال العراق، اجتماعات قادة الأحزاب الكردية، التي دعاها رئيس الإقليم مسعود بارزاني، وأوضح رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني السوري سعود الملا، المعروف بقربه من بارزاني، أنهم اتفقوا مع حزب الاتحاد الديمقراطي على 3 نقاط متعلقة بالأمور السياسية والعسكرية والإدارية، للمناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا.
من جانبه، قال عضو المجلس الوطني الكردي السوري نوري بريمو، «في حال العمل بالاتفاق، ستأخذ «الكنتونات» الثلاثة التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي، سابقاً، شمال سوريا، صفة محافظات، مشيراً الى أنه سيكون في المنطقة ادارة سياسية، وقوى عسكرية مشتركة وهو ما يعني عملياً توحيداً للقوى السياسية والعسكرية الكردية يحضّر البنى التحتية لدولة كردية.
من جانبه اعلن وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان بلاده قدمت «الدعم العسكري واللوجستي» لمدينة عين العرب (كوباني بالكردية) السورية الحدودية مع تركيا التي تواجه هجوما لتنظيم «الدولة الاسلامية منذ اكثر من شهر، وانها ستستمر بذلك.
وقال الزعبي في تصريحات للتلفزيون السوري «الدولة بقواتها المسلحة بشكل مباشر أو بطيرانها، قامت بتقديم الدعم العسكري واللوجستي والذخائر والسلاح للمدينة.فعلت ذلك ولا أحد ينكر وستبقى تفعل ذلك بأعلى وأقصى طاقة ممكنة لأن هذه قضية وجودية مصيرية».
واضاف الزعبي في تصريحات نقلتها الوكالة العربية السورية للأنباء إن القوات الجوية السورية دمرت مقاتلتين لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا.
وقال الزعبي إن القوات الجوية السورية تبحث عن الطائرة الثالثة لكنها دمرت طائرتين.وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها دمشق أن تنظيم الدولة الإسلامية يحلق بطائرات.
قوات عسكرية تتبع إدارة أوباما تعاونت سرا مع أكراد سوريا… وأضفت شرعية على الحماية الشعبية بدعوى إنقاذ عين العرب
إبراهيم درويش
لندن ـ «القدس العربي»: أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن كلفة الحرب التي تشنها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والتي وصلت حتى الآن إلى 424 مليون دولار أمريكي أي بمعدل 7.6 مليون دولار في اليوم.
وجاءت كلفة الحملة العسكرية وسط انتقادات لدى المشرعين الأمريكيين من أن الحرب ضد «داعش» التي ستدخل شهرها الرابع قريبا تتطور لمهمة زاحفة وتغير أولويات الإستراتيجية الأمريكية من إضعاف مقدرات «داعش» وبالتالي تدمير مقدراته في العراق للتركيز على حماية وانقاذ بلدة عين العرب (كوباني) الكردية في شمال سوريا التي يتركز فيها القتال بين قوات «داعش» والمقاتلين الأكراد التابعين لقوات الحماية الشعبية، الجناح العسكري لحزب الإتحاد الديمقراطي الكردستاني في سوريا.
وكدليل على تغير الأولويات في البلدة من محاولة وقف زخم «داعش» حولها إلى مهمة استراتيجية، الغارات المكثفة التي شنها الطيران على البلدة بزيادة نسبية عن الغارات التي شنت في العراق وسوريا إضافة لعملية إنزال المساعدات العسكرية للمقاتلين داخلها في محاولة لحسم المعركة في البلدة التي طالما قللت الولايات المتحدة من أهميتها الإستراتيجية. وظلت تركيا حليفة الولايات المتحدة وعضو الناتو رافضة لتقديم الدعم للمقاتلين حتى يقبلوا بمطالبها الإنضمام للمعارضة السورية.
وما جرى في الأيلم الأخيرة من تكثيف للغارات على عين العرب/ كوباني يقدم صورة عن التعاون الذي جرى بين المقاتلين الأكراد على الأرض والقادة العسكريين الأمريكيين في مركز العمليات المشتركة في منطقة كردستان العراق. فقد كان قيادي عسكري من قوات الحماية الشعبية على اتصال دائم مع المخططين العسكريين الأمريكيين وتم تنسيق الغارات الجوية بناء على التقارير الإستخباراتية عن مواقع قوات داعش في داخل البلدة التي قدمها العسكري الكردي، وهو ما اوردته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.
فقد كشفت عن التعاون السري الذي جرى ويتناقض مع المواقف المعلنة حول «استراتيجية العراق أولا» التي تمسكت بها إدارة أوباما. وبررت واشنطن التعاون مع منظمة لها علاقة بجماعة إرهابية أي حزب العمال الكردستاني ـ بي كي كي- أن بلدة عين العرب/كوباني أصبحت مهمة وذات قيمة رمزية يعتبر سقوطها بيد داعش خسارة معنوية ولهذا سارعت لمساعدتها.
ووصفت الصحيفة الطريقة التي تعاونت فيها القيادات الأمريكية مع المقاتلين الأكراد الذين بدأوا بالعمل معا وبطريقة وثيقة لتنسيق العمليات العسكرية، وأكثر مما كشف عنه في السابق. ولاحظت الصحيفة الطريقة التي تصرف فيها المستشارون القانونيون للإدارة حيث برروا عمليات إنزال المواد الغذائية والطبية والعسكرية للمقاتلين بسرعة مقارنة مع النقاشات الطويلة والمملة حول تقديم دعم للمعارضة السورية مما يؤشر لأهمية المقاتلين الأكراد للإدارة الأمريكية.
وترى الصحيفة أن تغير الموقف الأمريكي من أكراد سوريا يؤشر للطريقة التي تتطور فيها أهداف الحرب وتتغير. فالتدخل الأمريكي في عين العرب/كوباني ذهب أبعد من أهداف الإستراتيجية الأمريكية وهي محاولة وقف زخم داعش إلى التدخل العسكري المباشر.
اجتياز نهر الروبيكون
وترى أن الحكومة بتعاونها مع الأكراد في سوريا حرقت كل الجسور ـ اجتازت نهر الروبيكون- حيث تشير الخطوة لمسار جديد في الإستراتيجية وهو استنتساخ تجربة البلدة الكردية في عمليات مقبلة من لاستعادة بقية المدن والقرى التي يسيطر عليها تنظيم داعش. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي بارز قوله إن المعركة الدائرة في سوريا والعراق هي عن «الأعلام» وعين العرب/كوباني هي البلدة التي كان داعش يخطط لزرع أعلامه فيها مما حولها لمنطقة استراتيجية.
ويكشف التعاون بين الأمريكيين والأكراد عن تحول هؤلاء لحلفاء واشنطن الجدد على الأرض في سوريا بالطريقة نفسها التي تتعاون فيها مع أكراد العراق كحلفاء لمواجهة داعش في شمال العراق. مما يضع العلاقات الأمريكية ـ التركية على المحك. فتعاون واشنطن مع حزب الإتحاد الديمقراطي يعطيه «شرعية».
وترى الصحيفة أن قرار الإدارة إرسال مساعدات عسكرية لقوات الحماية الشعبية في داخل البلدة جاء بعد تقييم للوضع، وإمكانية نفاذ الذخيرة لدى المقاتلين في مدى ثلاثة أيام.
وكان القادة الأكراد قد اخبروا الأمريكيين عن نيتهم إرسال قوات خاصة لعين العرب/كوباني إلا أن الامريكيين اعتبروا الخطة انتحارية لأنها ستمر عبر الأراضي السورية، ومن هنا طلبت الولايات المتحدة من تركيا السماح بمرور البشمركة عبر أراضيها. ولكن تطور الأحداث على الأرض اجبرت واشنطن على التدخل سريعا وإرسال مساعدات عسكرية. وقرر الجنرال لويد أوستن الذي يدير المعركة الجوية ضد داعش إرسال مساعدات بالجو مستخدما طائرة شحن عسكرية من نوع سي-130.
ويقول المسؤولون إن الجنرال أوستن قدم الخطة للبيت الأبيض يوم الجمعة وصادق عليها أوباما فورا.
خطوة يرحب بها
وفي افتتاحيتها علقت الصحيفة على القرار الأمريكي التعاون مع أكراد سوريا بأنه نابع من الوضع الشائك الذي مثلته عين العرب/ كوباني التي أصبحت «صورة مصغرة عن الخيارات التي تواجه الولايات المتحدة في حربه مع الجيش الإرهابي».
وتقول إن المواد العسكرية التي نقلتها الطائرات الأمريكية تحت جنح الظلام لم تأت من القوات الأمريكية ولكن من أكراد العراق، وهي أسلحة خفيفة وذخائر وهي غير ما طلبه المقاتلون الأكراد في البلدة حيث طالبوا بأسلحة تساعدهم على مواجهة السلاح الثقيل لدى داعش ولم يحصلوا عليها.
وترى «وول ستريت جورنال» أن الطبيعة المحدودة للمساعدات الجوية كانت محاولة لتقديم مصداقية للرئيس أوباما الذي تحدث باستمرار من أنه لن يجر لحرب جديدة في الشرق الأوسط. لكن قد تقود استراتيجية الولايات المتحدة الحالية القائمة على مواصلة الغارات الجوية وشحنات أسلحة قليلة لتغير الوضع مع مرور الوقت لصالح داعش.
وترى ان السياسة المحيطة بمعركة عين العرب/ كوباني معقدة، فمن ناحية لا تريد تركيا مساعدة الأكراد السوريين التي تقول إنهم يدعمون أعداءها من مقاتلي بي كي كي. كما أن الاكراد السوريين أنفسهم منقسمون على أنفسهم، فهناك من يدعم أو يعارض نظام الأسد، إضافة للمصالح الكردية العراقية، فمن أرسل السلاح من كردستان العراق لديه مصالحه التي يريد تحقيقها في عين العرب.
ورغم كل هذا فالمساعدات العسكرية البسيطة تعتبر خطوة مهمة لأنها رفعت من معنويات المدافعين عن البلدة.
ولكنها قد تنضم سريعا للمدن العراقية التي سقطت في يد داعش إن لم تقدم الولايات المتحدة للمقاتلين السلاح الثقيل وأسلحة مضادة للدبابات.
ولعمل هذا فيجب على واشنطن التوصل لنوع من التفاهم فيما يتعلق بتحالفات قصيرة الأمد في المنطقة وهي مهمة غير سهلة.
ما بعد عين العرب/كوباني
وينظر للتعاون الأمريكي- الكردي على أنه محاولة لوقف زخم داعش الذي صعد سريعا واجتاح مناطق واسعة في سوريا والعراق بسرعة الضوء ولكنه على ما يقول جاكوب سيغيل في موقع «دايلي بيست» عالق الآن في مدينة حدودية تتراجع فيه قوته العسكرية وأسلحته الثقيلة.
ويقول الكاتب إن داعش واجه مقاومة كردية مدعومة من سلاح الجو الغربي منعته من السيطرة على عين العرب/كوباني التي أحاط بها وحاصرها لمدة شهر. كل هذا لا يعني أن داعش انتهى في البلدة أو تخلى عن خططه للسيطرة عليها.
ويرى سيغيل أن وجه داعش قد يتغير من قوة تسيطر على مناطق إلى قوة إرهابية قادرة على توجيه ضربات بدون ان يكون له قاعدة.
ويضيف أن خطأ قادة داعش كان في مقامرتهم لإنشاء دولة وهو ما وضعهم في حرب مفتوحة مع كل العالم. وكان بإمكان التنظيم الإستمرار كحركة تمرد إرهابية كما فعلت في الماضي لكنه راهن على «الخلافة».
وفي الوقت الذي فتح قرار أبو بكر البغدادي الباب أمام وصول متطوعين ودعم من الجهاديين في العالم لخلافته لكنه حول التهديد الذي تمثله دولته من مشكلة إقليمية إلى دولية.
ومنذ قراره تصرف داعش كدولة وكحركة تمرد على غرار طالبان في أفغانستان وكتنظيم القاعدة أي كحركة إرهابية. وترى لورين سكوايرز من «معهد دراسات الحرب» أن نجاحات داعش نتجت عن قدرته شن حرب هجينة- جزء منها حرب تقليدية وآخر حملة إرهابية.
وقد تهزم الحرب الجوية داعش كما تقول سكوايرز لكن التنظيم وعلى المدى البعيد سيتكيف ويتحول لحرب العصابات.
وحتى لو لم يكن التنظيم قادرا على كسر الجمود وتحقيق انتصار في عين العرب/كوباني فلديه القدرة على شن حرب عصابات في أي وقت. فمع وصول الإمدادات لمقاتلي الحماية الشعبية في البلدة قام مقاتلو داعش بشن سلسلة من الهجمات على البيشمركة في شمال العراق، فيما لم تتوقف التفجيرات والسيارات المفخخة التي تنفجر بشكل يومي في العاصمة بغداد.
إعلان كيان
ويبدو أن التطورات الجارية في مناطق الأكراد السوريين شجعت قادتهم للعمل قدما لتأمين ما يمكنهم تحقيقه حالة انجلى غبار المعركة في عين العرب/كوباني.
فقد نقلت صحيفة «التايمز» البريطانية عن محاولات الأكراد «إعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط» حسب وصفها، وذلك من خلال الإعلان عن منطقة للحكم الذاتي في ثلاث «كانتونات» وهي أورفة وشيزر وكوباني. وتجري القيادة الكردية السورية مناقشات لليوم التاسع في بلدة دهوك القريبة من الحدود السورية والتركية، وتأمل بتوحيد الصف الكردي وتوحيد المناطق الثلاثة في كيان حكم ذاتية تحت اسم «رجوفا». وقال المسؤولون في حزب الإتحاد الكردستاني إن الإعلان ستعقبه انتخابات برلمانية وتشكيل قوات مسلحة.
وأضافت الصحيفة إن التحرك تعارضه الحكومة التركية وحكومة إقليم كردستان العراقية التي يتزعمها مسعود بارزاني والذي يرتبط بعلاقات جيدة مع أنقرة. ويدعم البارزاني فصيلا كرديا آخر في المناطق السورية هو المجلس الوطني الكردي.
ويتزامن الإعلان مع حالة تمر فيها المناطق الكردية من فوضى بعد سيطرة داعش على عدد كبير من البلدات والقرى الكردية. لكن قادة الأكراد في سوريا يقولون إن الإعلان عن منطقة حكم ذاتي هو في تثبيت للواقع القائم.
وترى المعارضة السورية في الخطط الكردية تفتيتا لوحدة سوريا الطبيعية حيث تتهم فصائل المعارضة الأكراد بالتحالف مع النظام الإجرامي في دمشق. وقال متحدث باسم جيش الإسلام «إنهم يعملون يدا بيد مع نظام الأسد، فهم مثل ميليشيات الأسد».
وتتهم المعارضة السورية الولايات المتحدة بالتركيز على عين العرب/كوباني وتجاهل ما يرتكبه النظام السوري من جرائم. فقد نقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن معارضين قولهم إن النظام السوري وسع من هجمات بالأسلحة الكيميائية على المدنيين، واستهدف حي جوبر القريب من دمشق بقنابل غازية والتي انفجرت بدون إحداث أصوات ولكنها سببت غثيانا وضيق تنفس للمدنيين.
ويقول الناشط عباس «لم يكن هناك لون خاص ولكن السكان بدأوا يعانون من ضيق تنفس وصداع».
وقتل جراء الهجمات بالغازات السامة شخصان وأصيب ستة أخرون حيث يستغل النظام السوري الحرب على داعش لتوسيع هجماته ضد المعارضة.
ويقول معارض سوري «يستغل النظام الهجمات الجوية على داعش للتقدم وتوسيع مناطق سيطرته».
ولاحظت «منظمة الحد من الأسلحة الكيميائية» التي تتخذ مقرها في هيغ، وجود أدلة دامقعة عن استخدام الأسلحة الكيميائية وبشكل متكرر في سوريا في هذا العام. وسجل معهد دراسات الحرب في واشنطن 6 هجمات بالسلاح الكيميائي على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شرق دمشق وكذلك شمال وجنوب وشرق البلاد.
ويقول رامي السيد، الناشط المعارض من دمشق «قصة تدمير النظام لسلاحه الكيميائي ليست إلا شريان حياة قدمه الروس لنظام الأسد»، مضيفا «من الواضح أن نظام الأسد لم يدمر كل السلاح الذي بحوزته».
سورية: المعارضة تستعيد السيطرة على كتيبة الدبابات بريف حماة
إسطنبول ــ عبسي سميسم
تشنّ القوات النظامية السورية، حملةً هي الأعنف على بلدة مورك، في ريف حماة الشمالي، منذ سيطرة قوّات المعارضة عليها، مطلع العام الجاري، وسط استماتة من الأخيرة في الدفاع عن البلدة، والتي تمكّنت، اليوم الخميس، من استعادة السيطرة على كتيبة الدبابات، بعد ساعاتٍ من خسارتها.
وأوضح عضو مركز حماة الإخباري، سرمد خليل، لـ “العربي الجديد” أنّ “الثوار استعادوا السيطرة على كتيبة الدبابات، بعد تسلّل مجموعات تابعة لقوات النظام إلى الكتيبة، فجر اليوم، وسيطرتهم عليها لساعات”.
وأشار خليل إلى أنّ “المواجهات أسفرت، عن قتل ثمانية عناصر من قوات النظام، وأسر ثلاثة آخرين، وتدمير سيارة عسكرية، بينما قتل وجرح عدد من مقاتلي المعارضة”، لافتاً إلى “أن الاشتباكات امتدّت إلى حاجز الكسارة”.
بدوره، أفاد مدير مركز حماة الإعلامي، يزن شهداوي، لـ “العربي الجديد”، بأنّ “معارك عنيفة اندلعت بين قوّات المعارضة، وقوات النظام، مدعومةً من عناصر “حزب الله” و”الحرس الثوري الإيراني”، ومقاتلين أفغان”.
”
تعدّ بلدة مورك، من أهمّ وأسخن الجبهات المشتعلة، في الريف الحموي الشمالي
”
وأضاف أن “الثوار قتلوا عدداً من عناصر جيش النظام، إثر تصدّيهم لرتل عسكري، حاول قطع إمداد طريق مورك كفرزيتا”، مبيّناً أنّ “المدينة تشهد قصفاً هو الأعنف من نوعه، إذ كشف المركز الإعلامي، عن شنّ الطيران الحربي أكثر من 150 غارة جوية، وأكثر من 50 برميلاً متفجّراً، خلال أربعة أيام، على مدينة مورك، في ريف حماة”.
وتعدّ بلدة مورك، من أهمّ وأسخن الجبهات المشتعلة، في الريف الحموي الشمالي، وتتميّز بموقعها الاستراتيجي، ذات الأهمية الكبيرة لكلّ من المعارضة والنظام.
وتقع البلدة على الأوتوستراد الدولي، الرابط بين مدينتي دمشق وحلب، مروراً بمحافظتي حماة وإدلب. يشقّ الطريق الدولي البلدة إلى قسمين؛ شرقي، بيد قوات النظام، وغربي، لا يزال تحت سيطرة قوّات المعارضة المسلّحة، التي تستميت للمحافظة على مواقعها في مورك، كون سيطرة النظام عليها، يعني فتح طرق الإمداد لقواته المحاصرة في معسكري وادي الضيف، والحامدية، في ريف إدلب.
يشار إلى أنّ فصائل “الجيش الحرّ”، كانت قد سيطرت بمساندة كتائب إسلامية، على مورك مطلع العام 2014 ، بعد ضمانها لحواجز عسكرية مهمة، كالجسر والحوش ومفرق عطشان.
اتفاق على تشكيل مجلس كردي سوري موحّد
حلب ــ رامي سويد
وقّع “المجلس الوطني الكردي” في سورية، وحركة “المجتمع الديمقراطي”، التي تمثّل حزب “الاتحاد الديمقراطي”، المسيطر على المناطق الكردية في سورية، اتفاقاً يقضي بتشكيل مجلس كردي مشترك لإدارة المناطق الكردية، بعد أسبوعٍ كامل من الاجتماعات اليومية في مدينة دهوك العراقية، برعاية رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني.
وتضمّنت اتفاقية تشكيل المجلس الكردي، المخوّل إدارة المناطق الكردية في شمال سورية، اتفاق الطرفين الموقّعين عليها على أن يحصل كلاهما على نسبة أربعين في المائة من مقاعد المجلس المزمع تشكيله، مقابل حصول بقية التيارات، والأحزاب الكردية غير المنضوية تحت جناح أي من الطرفين، على نسبة العشرين في المائة الباقية.
وسيؤدّي هذا الاتفاق في حال تطبيقه، إلى إبعاد حزب “الاتحاد الديمقراطي” عن النظام السوري، الذي يحتفظ بعلاقات جيدة مع الحزب الكردي المسيطر على المناطق الكردية، خصوصاً مع حماية هذا الحزب لمقرّات أجهزة الأمن السورية، في مدينة القامشلي، أكبر المدن التي تسيطر عليها قوات الحماية الشعبية الكردية، في الوقت الذي يُعتبر فيه المجلس الوطني الكردي، كأحد أكبر مكونات الائتلاف الوطني، لقوى الثورة والمعارضة في سورية، والذي يُعد الكتلة السياسية الأكبر المعارضة للنظام السوري.
الصناعة لتمويل حرب نظام الأسد على السوريين
دمشق ــ العربي الجديد
لم تستطع الوزارات السورية إخفاء الأرقام والخسائر، التي سببتها حرب نظام بشار الأسد على السوريين منذ ثلاث سنوات، لتشير البيانات إلى تخطيها 200 مليار دولار.
وذكرت وزارة الصناعة، في تقريرها للنصف الأول من العام الحالي، أن قيمة الإنتاج في المؤسسات الصناعية الحكومية خلال الفترة من يناير/كانون الثاني وحتى نهاية يونيو/حزيران، بلغ 51.5 مليار ليرة (316.1 مليون دولار)، بينما كان مخططا لها أن تزيد خلال العام على 295 مليار ليرة (1.8 مليار دولار).
وأشارت بيانات وزارة الصناعة، إلى بلوغ قيمة الإنتاج الصناعي للعام الماضي نحو 163 مليار ليرة.
وأرجعت الوزارة تراجع المؤشرات إلى ما وصفته بـ “الحرب الكونية” على سورية، فيما أكد محللون اقتصاديون أن الحكومة تجاهلت قصف طائرات النظام للمنشآت والبنى التحتية للصناعة في المناطق الثائرة أو المؤيدة للثوار.
وحسب بيانات وزارة الصناعة، لم يتم استثمار سوى 123 مليون ليرة (755 ألف دولار) من الخطة الاستثمارية للوزارة المخصص لها 1.6 مليار ليرة (9.8 مليون دولار)، فيما يشير محللون اقتصاديون إلى اقتطاع هذه المخصصات لتمويل حرب النظام على الثورة.
وقال المحلل الاقتصادي السوري، الدكتور عماد الدين المصبح، في تصريح لمراسل “العربي الجديد”، إن حرب النظام على السوريين، أثرت بدرجة كبيرة على مؤشرات القطاع الإنتاجي العام وعلى مبيعاته المحلية والدولية.
وأضاف المصبح ” القطاع العام في سورية لم يعد يلبي الوظائف، التي من أجلها يقوم هذا القطاع، بل بات عبئاً سياسياً واقتصاديا على سورية”.
وتشير بيانات وزارة الصناعة إلى أن القيمة الإجمالية للمبيعات خلال النصف الأول من العام الحالي، بلغت نحو 38.4 مليار ليرة (235.7 مليون دولار)، بينما كان مخططا تحقيق 242 مليار ليرة (1.48 مليار دولار)، وبذلك يكون حجم التراجع في المبيعات الإجمالية المخطط لها نحو 204 مليار ليرة (1.2 مليار دولار).
ويرى المحللون أن هناك تساؤلات حول ما هي السلع التي تم إنتاجها ولم تلق طريقاً للبيع، أم أن بعض الإنتاج كان “دفترياً” فقط، وذهبت تكاليفه لمجالات أخرى.
وقال المحلل خضر العلو، في تصريح خاص “لا شك في أن للحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام الدور الأكبر في تراجع أرقام وزارة الصناعة، التي تعد قاطرة التنمية في سورية، حيث تم تهديم معظم المنشآت”.
وأضاف “هناك أسباب اقتصادية أخرى كثيرة، منها عدم توافر المواد الأولية وانقطاع الكهرباء وعدم توافر الوقود، وقدم خطوط الإنتاج وحالات الفساد الإداري المستشري في القطاع الصناعي”.
مورك تحت الحصار..ولا أدلة على اسقاط النظام لطائرات “داعش“
المدن – عرب وعالم
تدور منذ فجر الخميس، اشتباكات بين قوات النظام والمعارضة المسلحة، في محيط بلدة مورك، بريف حماة الشمالي، والتي تخضع لسيطرة المعارضة منذ نحو تسعة أشهر. وترافقت الاشتباكات مع قصف للطيران المروحي والحربي على البلدة. وتواردت معلومات عن سيطرة قوات النظام، على كتيبة الدبابات شمال شرق مورك، وفرضها لحصار على البلدة. في حين تعرضت صباح الخميس بلدة كفرزيتا وقرية لطمين بريف حماة الشمالي، لقصف من قبل قوات النظام.
وجددت قوات النظام قصفها على حي الوعر في حمص. كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مدينة الرستن، بينما تعرضت مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي لقصف من قبل قوات النظام، ترافق مع اشتباكات على الجهة الغربية من المدينة.
ونفذت طائرات التحالف الدولي أربع ضربات جوية، على آبار تابعة لحقل الجفرة النفطي، قرب قرية جديد عكيدات، معقل تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة دير الزور. كما دارت اشتباكات بين قوات النظام وتنظيم الدولة في حي الصناعة، وفي منطقة حويجة صكر على أطراف مدينة دير الزور.
من جهة أخرى، وثّق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، مقتل 553 شخص، بينهم 32 مدنياً، منذ بدء التحالف الدولي غاراته وضرباته الصاروخية على سوريا، فجر 23 أيلول/سبتمبر وحتى منتصف ليل 22 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وكان المرصد قد نفى ادعاءات النظام السوري، بأن تكون طائرات سلاح الجو النظامي قد قصفت طائرات حربية، زُعم أن تنظيم الدولة قام بتشغيلها في مطار الجراح العسكري في حلب. ونفى مدير المرصد، أن يكون النظام دمّر طائرتين من أصل ثلاث، وقال إن طائرات النظام “لم تنفّذ أية ضربة جوية على مطار الجراح”، مشدداً على أن خبر قصفها “عارٍ عن الصحة”.
وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، قد أكد أن هناك ثلاث طائرات ” قديمة قام الإرهابيون بتجريبها، فقام الطيران العربي السوري بالتحليق فوراً، ودمر اثنتين منها على المدرج”. وأوضح أن الثالثة مخبئة “والبحث جار عنها وستدمر، وهي لا تقلق ولا يستطيعون استخدامها”. وأوضح الزعبي سبب تحليق التنظيم بتلك الطائرات، فقال إنه يعود إلى رغبة حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بوجود ذريعة لإقامة منطقة حظر جوى “بحجة امتلاك الإرهابيين طيراناً”.
كما نفى المسؤول المحلي في كوباني إدريس نعسان، مزاعم الزعبي بإمداد النظام مقاتلي قوات “وحدات حماية الشعب” الكردي، بالأسلحة في مدينة كوباني. وأكد نعسان أن المقاتلين الأكراد تلقوا الدعم بالأسلحة “من طائرات التحالف فقط الإثنين الماضي”، ووصف تصريحات الزعبي بأنها “جزء من البروباغندا”.
وكان الزعبي قد أكد أن الحكومة السورية، قدمت “الدعم العسكري واللوجستي والذخائر والسلاح” لمدينة كوباني، التي هي “سورية وكل أهلها وشعبها سوريون بامتياز”، مشدداً على أن الحكومة “لم ولن تتوانى عن ممارسة دورها العسكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والإنساني تجاه جميع المناطق”. وقال الزعبي “لن يقتطع شبر واحد من الأراضي السورية لصالح أحد لا عصابات ومجموعات ارهابية ولا دول ولا كيانات فالأراضي السورية خط أحمر ونحن مستعدون كمواطنين سوريين للدفاع عن الوحدة الوطنية والسيادة حتى آخر سوري”.
كما شدد الزعبي، على استحالة محاربة “الإرهاب” في المنطقة، بمعزل عن “الدولة والقيادة السورية”، وإن كان قد لفت إلى أن عدم وجود دمشق بالتحالف الدولي “لن يغير من موقفها القاضي بأهمية مكافحة الإرهاب”. وأكد أن الحكومة السورية “لم ولن تتوسل لأحد كي تكون جزءاً من تحالف دولي لمكافحة الإرهاب”.
“البشمركة” العراقية إلى كوباني السورية.. عبر تركيا
المدن – عرب وعالم
قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الخميس، إنه أحيط علماً بالتوصل إلى اتفاق لعبور 200 من مقاتلي البشمركة الأكراد العراقيين، الحدود عبر تركيا، للدفاع عن مدينة كوباني السورية، في مواجهة مقاتلي الدولة الإسلامية. في وقت وافق فيه برلمان إقليم كردستان العراقي الأربعاء، بالإجماع على خطة لإرسال قوات كردية إلى كوباني.
وكان أردوغان قد قال الأربعاء، إنه وفي اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اقترح إرسال قوات من البشمركة إلى مدينة كوباني “عين العرب” السورية، باعتبار أن تسليح واشنطن لقوات حزب العمال الكردستاني (PKK) أو حزب الإتحاد الديمقراطي (PYD)، هو أمر غير مقبول بالنسبة لبلاده. وأكد إردوغان، في انتقاد مبطن للولايات المتحدة “أنا أجد صعوبة في فهم السبب الذي يجعل من كوباني بلدة استراتيجية بالنسبة لهم، خاصة، وأنه لم يتبقَ في البلدة أيّ من المدنيين، حيث غادرها سكانها الـ(200) ألف نسمة، وعبروا إلى بلدنا، وهم الآن باستضافتنا”. وتابع قائلاً “كوباني تحتوي الآن على 2000 مقاتل، لم يقولوا نعم لمسألة عبور قوات البشمركة في بادئ الأمر، أما الآن فجزء منهم فقط يقول نعم، وبالمقابل، قلنا لهم حسناً سنقدم لكم المساعدة”.
في الوقت نفسه، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، إن “المشاورات لازالت مستمرة، بشأن عبور قوات البشمركة، إلى مدينة كوباني”. نافياً بشكل قاطع الأنباء التي تشير إلى بدء عبور تلك القوات بالفعل. وأضاف أوغلو أن “الهدف من مسألة عبور بعض العناصر إلى كوباني، هدف إنساني لوجستي، وذلك للعمل على استقرار الوضع في البلدة، أو من أجل تقليل الأضرار الناجمة عن ذلك الوضع على أقل تقدير”. وشدد على قوله: “المباحثات مستمرة، وسيتم اتخاذ الخطوات اللازمة في ضوئها”. وأوضح أن الحكومة التركية جددت مذكرة التفويض من البرلمان، “وذلك لسرعة اتخاذ التدابير اللازمة، في حال تشكل أي خطر يهدد الأمن والمصالح القومية التركية”. مؤكداً أن بلاده لا يمكن أن تسمح بمرور عناصر من حزب “العمال الكردستاني”، الذي اتهمه بـ”التسبب في أحداث دموية” شهدتها تركيا مؤخراً، إلى كوباني عبر الحدود التركية.
من جهتها، قالت نائبة المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إن موافقة أنقرة على السماح بدخول قوات البشمركة إلى كوباني، “مساهمة مهمة في جهود دعم قوات التحالف”. وأضافت أن “تركيا تفعل أشياء مهمة للغاية في هذا الشأن”.
في حين أكد النائب عن “الجبهة التركمانية العراقية”، في برلمان إقليم شمال العراق، أيدن معروف، أن الإقليم يعتزم إرسال 200 من عناصر البشمركة، مزودين بأسلحة ثقيلة إلى كوباني. موضحاً أن عبورهم سيكون عن طريق عدد من المعابر التركية، مع كل من العراق وسوريا. وقال إن “البشمركة يتجهون إلى سوريا بطلب من بارزاني، وبدعم من تركيا”، مؤكداً أن “الأحزاب الكردية السورية تريد أسلحة ثقيلة.. ونحن نرسل البشمركة بناءً على طلب شعبنا”. ولفت إلى أنها “المرة الأولى التي يغادر فيها جنود أرض العراق منذ عام 1960″، بحسب قوله.
من جهة أخرى، تمكن تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة على تل شعير، ليحكم السيطرة على الريف الغربي للمدينة، ويكمل حصارها من الشرق والغرب والجنوب. كما شهد شمال المربع الحكومي الأمني ومحيط ساحة الحرية، اشتباكات عنيفة ومستمرة، بين مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية وتنظيم الدولة، حيث تمكن الأخير من التقدم في منطقتي ساحة الحرية وشمال المربع الحكومي الأمني. فيما شهدت الجبهة الجنوبية، محاولة للتقدم من قبل التنظيم، دارت على إثرها اشتباكات مع مقاتلي الوحدات. وقالت الوحدات الكردية، إنها استطاعت صد معظم محاولات التنظيم للتقدم باتجاه معبر مرشد بينار الإستراتيجي، إضافة لصدها محاولات أخرى في طريق 48 في الجهة الجنوبية، للمدينة وشارع سوق الهال، وشارع التلل من الجهة الشرقية.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن طائرات أميركية وأخرى تابعة للتحالف الدولي، نفّذت 12 غارة جوية في محيط كوباني، الثلاثاء والأربعاء، مما أدى إلى تدمير أهداف لتنظيم الدولة هناك، بينها موضعان قتاليان ومركبتان وبناية ومركز لوجستي.
من جهة أخرى، نقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أنباءاً عن استخدام عناصر تنظيم الدولة، غازات كيماوية سامة، ضد القوات الكردية، في مناطق قريبة من كوباني. وقالت مصادر إعلامية، إن الهجوم الكيماوي حصل ليلة الأربعاء، وأدى إلى فقدان بعض السكان بصرهم، وظهور البثور على وجوههم، إضافة إلى إصابتهم بمشاكل في التنفس. ولم يتم حتى الآن إجراء فحوص على السكان بسبب تواصل الاضطرابات وتبادل إطلاق النار بين الطرفين.
ضربات جوية جديدة ضد داعش قرب كوباني
إتفاق كردي على مرجعية موحدة
بهية مارديني
اتفق المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي الكردية على تأليف مرجعية واحدة للأكراد، مهمتها تجسيد الموقف الموحد في روج آفا وسوريا.
بهية مارديني: اجتمع وفدا المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي وناقشا القضايا التي تهم الشعب الكردي وحقوقه القومية في سوريا والعراق.
وصدر بيان عن المجتمعين، تلقت “إيلاف” نسخة منه، قالا فيه: “نظرًا لأهمية توحيد الموقف الكردي، تقرر تشكيل مرجعية كردية مهمتها رسم الاستراتيجيات العامة للأكراد، وتجسيد الموقف الكردي الموحد في كافة المجالات المتعلقة بالشعب الكردي في روج آفا وسوريا، وتتشكل من حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي والأحزاب الأخرى خارج إطار الطرفين”.
قرارات مهمة
وفي مجال الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا، تقرر الشراكة الفعلية فيها وفي الهيئات التابعة لها وتطوير الشكل الراهن لإدارة المناطق الكردية نحو توحيدها سياسيًا وإداريًا والعمل من أجل توثيق تمثيل مختلف المكونات الأخرى فيها.
وبشأن الحماية والدفاع، وجد الجانبان أن واجب الحماية والدفاع عن روج آفا مهمة تقع على عاتق أبنائها. وقدر الاجتماع عاليًا الامكانيات الدفاعية والتضحيات الكبيرة التي قدمتها وحدات حماية الشعب.
وتوصل الجانبان إلى قرارات مهمة بشأن تعزيز القدرات الدفاعية، لم يوضح البيان ماهيتها. وبخصوص مضمون اتفاقية دهوك بين المجلسين الكرديين، أوضح القيادي الكردي نشأت ظاظا للمواقع الكردية أنه كان تم الاتفاق بين الطرفين حول النسبة بحصول كل طرف على نسبة 40 % ، و في ما يخص النسبة المتبقية سيتم توزيعها على القوى السياسية غير المنضوية تحت جناح الطرفين، بناءً على انتخابات تشرف عليها لجنة مكونة من الطرفين.
لجنة مشتركة
وأكد ظاظا النية لتشكيل لجنة من الطرفين لمتابعة الامور المتعلقة بانضمام المجلس الوطني للادارة الذاتية بعد تعديلها، ودمج الكانتونات الثلاثة في إدارة واحدة، وتعديل بنود العقد الاجتماعي والتواصل مع مؤسسات الادارة الذاتية بهذا الخصوص. وكان لافتًا بحسب ظاظا أنه تم الاقرار بأحقية المجلس الوطني الكردي لقوة عسكرية تابعة له.
وشدد ظاظا على أن أهم الصعوبات التي اعترضت الطرفين في التوصل لاتفاقية، هي تجاوز الموقف المسبق من الادارة الذاتية بشكلها المنقسم إلى ثلاثة كانتونات، وتجاوز حركة المجتمع الديمقراطي لموقفها الرافض لمشاركة المجلس الوطني في ادارة غرب كردستان، مضيفًا أن أهم عرقلة تم تجاوزها كانت مسألة توزيع النسب بين الطرفين، نافيًا امكانية تنصل الطرفين من الاتفاقية كما حصل في اتفاقية سابقة.
تقدم من الغرب
في غضون ذلك، قال الناشط الكردي مصطفى عبدي: “بعد ليلة عاصفة، سيطر داعش على تلة شعير غربي كوباني، وتقصف المدينة من اتجاه الغرب، وحياة حوالى ثلاثة آلاف مدني في خطر نتيجة تواجدهم غربي شمال التلة، في المنطقة المحرمة، ووجود جرحى بينهم من الرصاص الذي اطلقه داعش”.
وأعلن عبدي عن مزيد من الضربات الجوية ضد داعش، وقال: “نفذت قوات التحالف يومي الثلاثاء والاربعاء ست ضربات جوية ضد تنظيم داعش الارهابي في سوريا، كانت جميعها بالقرب من كوباني، وقد دمرت الضربات مواقع قتالية لتنظيم داعش ومبنى ومركزاً لوجستياً للتنظيم”.
داعش يتقدم في عين العرب ويستعيد قرى في ريفها الغربي
553 قتيلاً بضربات التحالف الدولي في سوريا منذ بدئها
أ. ف. ب.
بيروت: قتل 553 شخصا في سوريا غالبيتهم الساحقة من المسلحين المتطرفين غير السوريين في ضربات التحالف الدولي التي بدات قبل شهر في هذا البلد والتي تشمل منذ ايام مواقع في مدينة عين العرب الحدودية مع تركيا حيث احرز الجهاديون اليوم الخميس تقدما.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن اليوم ان “553 شخصا هم 464 عنصرا من تنظيم داعش و57 عنصرا من تنظيم جبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة) و32 مدنيا قتلوا في الغارات التي يشنها التحالف الدولي ضد اهداف في سوريا منذ شهر”.
واضاف ان “الغالبية الساحقة من هؤلاء المسلحين الذين قتلوا في الغارات ليسوا سوريين”. كما ذكر المرصد في بريد الكتروني ان القتلى المدنيين وبينهم ستة اطفال وخمس نساء قتلوا في ضربات استهدفت خصوصا مناطق نفطية يسيطر عليها مسلحون متطرفون.
وشنت الولايات المتحدة وحلفاؤها في 23 ايلول/سبتمبر الماضي اولى غاراتها على مواقع المسلحين المتطرفين في سوريا، بعد نحو شهر ونصف على بدء ضربات التحالف الذي يضم دولا عربية ضد اهداف في العراق المجاور.
وبعد ساعات قليلة من اولى الغارات في سوريا، اكد الرئيس السوري بشار الاسد تاييد بلاده “لاي جهد دولي” يصب في خانة “مكافحة الارهاب”. وهذه الغارات التي تمثل التدخل الاجنبي الاول منذ اندلاع النزاع في سوريا منتصف اذار/مارس 2011، تستهدف بشكل خاص تنظيم “داعش” الجهادي المتطرف الذي يسيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق المجاور.
وساعدت الغارات على اعاقة تقدم تنظيم “داعش” في مدينة عين العرب في محافظة حلب منذ ان بدات تستهدف في نهاية ايلول/سبتمبر مواقع التنظيم في المدينة التي يحاول السيطرة عليها منذ اكثر من شهر وسط مقاومة شرسة من قبل المقاتلين الاكراد.
واليوم احرز تنظيم “داعش” بعد اشتباكات طويلة بدات امس الاربعاء واستمرت حتى صباح اليوم تقدما في شمال المدينة وفي وسطها، بحسب المرصد، وذلك للمرة الاولى منذ ايام. كما تمكن التنظيم من السيطرة على قرى في ريف المدينة الغربي كان فقد السيطرة عليها قبل ايام لصالح المقاتلين الاكراد، وفقا للمرصد ايضا.
ويخوض عناصر التنظيم في موازاة ذلك ومنذ الصباح اشتباكات مع مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الذين يدافعون عن المدينة التي تبلغ مساحتها بين خمسة وستة كلم مربع من اجل التقدم من جهة الجنوب فيها.
وبحسب المرصد، فقد قتل في معارك امس في كوباني سبعة من عناصر تنظيم “داعش” وثلاثة مقاتلين اكراد.
وبدأ مقاتلو تنظيم “داعش” المتطرف هجوما في اتجاه مدينة عين العرب في 16 ايلول/سبتمبر، وتمكنوا في السادس من تشرين الاول/اكتوبر من دخولها، وهم يسيطرون حاليا على اكثر من خمسين في المئة منها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويواجه عناصر التنظيم المتطرف مقاومة شرسة من قبل المقاتلين الاكراد الذين تلقوا في بداية الاسبوع مساعدات عسكرية القتها طائرات التحالف، وينتظرون وصول مقاتلين اكراد من قوات البشمركة بعدما وافق برلمان اقليم كردستان العراقي على ارسال مقاتلين.
وقال يوسف محمد صادق رئيس البرلمان في الاقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي اثر اجتماع في اربيل ان البرلمان “قرر ارسال قوات الى كوباني للدفاع عنها”. وتأتي هذه الموافقة اثر قرار تركيا بقبول انتقال قوات البشمركة من الاكراد العراقيين عبر اراضيها الى مدينة كوباني، رغم رفضها انتقال اكراد اتراك من مقاتلي حزب العمال الكردستاني الانفصالي الى مدينة عين العرب للقتال فيها.
وقال المسؤول الكردي السوري انور مسلم من كوباني “لا نعرف ما اذا كان مقاتلو البشمركة سيصلون ومتى، ولكن لا بد من ان ينسقوا معنا لكي يتكلل قتالنا بالنجاح”. لكن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اعلن اليوم في ريغا في لاتفيا ان سلطات اقليم كردستان العراق حددت بمئتين عدد المقاتلين الذين سيتوجهون لمساعدة القوات الكردية السورية.
وتشارك قوات البشمركة بشكل فعال حاليا في المعارك ضد تنظيم داعش في العراق حيث اعاد تنظيم “داعش” فرص حصاره على جبل سنجار في شمال غرب البلاد الذي لجأ الآلاف من ابناء الاقلية الايزيدية اليه قبل اكثر من شهرين، بحسب ما افاد مقاتلون يدافعون عن الجبل.
وقال داود جندي، وهو قيادي في “قوات حماية سنجار” المؤلفة من متطوعين ايزيديين يتولون حماية الجبل، في اتصال هاتفي مع فرانس برس الاربعاء “حاليا الجبل محاصر. كان ثمة طريق في غرب الجبل يؤدي الى المناطق الكردية في (شمال شرق) سوريا، لكن مسلحي داعش (وهو الاسم الذي يعرف به اختصارا تنظيم داعش) التفوا حول الجبل وسيطروا عليه (الطريق)”.
تنظيم “داعش” يعاود حصار جبل سنجار في شمال العراق
أ. ف. ب.
فرض تنظيم داعش حصارًا جديدًا على جبل سنجار في شمال العراق، وتدور اشتباكات بين عناصر التنظيم وقوات حماية سنجار، يأتي ذلك فيما تتواصل غارات التحالف ضد مراكز التنظيم الحيوية.
اربيل: أعاد تنظيم “داعش” فرض حصاره على جبل سنجار في شمال غرب العراق، حيث حوصر الآلاف من ابناء الاقلية الايزيدية قبل اكثر من شهرين، بحسب ما افاد مقاتلون يدافعون عن الجبل الاربعاء.
يأتي ذلك بعد اكثر من شهرين على اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما نجاح الغارات الجوية التي شنتها مقاتلات اميركية، في فك حصار الجبل الذي لجأ اليه الآلاف من أبناء الطائفة الايزيدية هرباً من الجهاديين الذين اجتاحوا مناطقهم، وارتكبوا بحقهم “محاولة ابادة”، بحسب الامم المتحدة.
وتتواصل غارات التحالف ضد اهداف تنظيم داعش الحيوية في عدة مناطق سورية وعراقية.
وقال داود جندي، وهو قيادي في “قوات حماية سنجار” المؤلفة من متطوعين ايزيديين يتولون حماية الجبل، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس الاربعاء “حاليًا الجبل محاصر. كان ثمة طريق في غرب الجبل يؤدي الى المناطق الكردية في (شمال شرق) سوريا، لكنّ مسلحي +داعش+ (وهو الاسم الذي يعرف به اختصاراً تنظيم الدولة الاسلامية) التفوا حول الجبل وسيطروا عليه (الطريق)”.
وأكد محمد خليل، وهو مسؤول محور عسكري في جبل سنجار، أن “الجبل محاصر من جميع الجهات”، مشيرًا الى أن الاشتباكات تدور “في الجهة الغربية الجنوبية للجبل، والجهتين الشرقية والشمالية”.
واوضح جندي أن الهجوم “بدأ في 20 من هذا الشهر (الاثنين)”، وشارك فيه “اكثر من 300 مسلح” من “داعش”، مدعومين بمدرعات وعربات عسكرية، تزامناً مع قصف بقذائف الهاون على الجبل.
اضاف “لا توجد لدينا سوى أسلحة خفيفة”، موضحاً أن ثمة “نحو ألفي عائلة” ما زالت متواجدة في المنطقة الجبلية، وأن “اوضاعهم سيئة جدًا”.
وأعلن مساعد الامين العام للامم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان ايفان سيمونوفيتش الثلاثاء أن الاقلية الايزيدية تعرضت لـ”محاولة ابادة”.
وفرّ عشرات آلاف الايزيديين من مناطقهم خشية مقتلهم بسبب معتنقهم الديني على أيدي الجهاديين الذين اجتاحوا مناطقهم وسيطروا خصوصاً على مدينة سنجار، الموطن الرئيسي للاقلية.
وتعود جذور ديانة الايزيديين الى اربعة آلاف سنة، وقد تعرضوا لهجمات متكررة من قبل الجهاديين الذين يعتبرونهم “عبدة للشيطان”.
ومطلع تشرين الاول/اكتوبر، أعلن تنظيم الدولة الاسلامية أنه منح النساء والاطفال الايزيديين الذين أسرهم في شمال العراق الى مقاتليه كغنائم حرب، مفتخرًا باحيائه العبودية.
واثر هجوم الجهاديين، حوصر عشرات آلاف الايزيديين في جبل سنجار لعدة ايام في شهر اب/اغسطس، فيما تعرض آخرون الى مذابح وظل مصير آخرين مجهولاً حتى الآن.
النظام يشنّ غارات على درعا ودمشق وحماة ويقصف حي الوعر في حمص
«الائتلاف»: مجزرة نصيب تحدٍّ للتحالف وردّ على انتصارات «الحر»
وصف نصر الحريري الأمين العام للائتلاف الوطني المجازر التي يرتكبها الأسد في نصيب والجيزة بدرعا وباقي المدن السورية بأنها «تحدٍّ لقوى التحالف الدولي وتمرّد فاضح على القوانين الدولية وميثاق حقوق الإنسان».
وارتفع إلى 22 عدد الشهداء الذين قضوا أول من أمس جراء قصف للطيران الحربي على مناطق في بلدة نصيب، من ضمنهم 13 طفلاً و3 مواطنات، فيما سقط عدد آخر من الجرحى.
وقال الحريري: «إن هذه الغارات الجوية التي استهدفت المدنيين كانت رداً على انتصارات الجيش السوري الحر وسيطرته على عدة حواجز استراتيجية في معركته التي أطلق عليها اسم» أهل العزم» في درعا، وكان حاجز «أم المياذن» أحد أهم الحواجز العسكرية الإستراتيجية التي سيطر الحر عليها في المنطقة».
واعتبر الأمين العام للائتلاف أنّ «هذا السلوك الأرعن لقوات الأسد يضع جدية المجتمع الدولي في محاربته للإرهاب على المحك القانوني والإنساني»، مشيراً إلى أنّ «مطالبتنا المتكررة بوجوب إيقاف المجازر بحق المدنيين وتحمّل التحالف مسؤوليته أمام القانون، هي ليست استجداء من قبلنا، بل واجب قانوني وأخلاقيّ وأيّ تقصير وتباطؤ في إيقاف عجلة القتل التي تقودها ديكتاتورية الأسد والصمت الدولي، يعتبر مشاركة وولوغاً بالقتل وانتهاكاً فاضحاً لقدسيّة القانون الدولي وميثاق حقوق الإنسان. ما يرتكبه الأسد اليوم من مجازر مروعة بحق أهالي نصيب والجيزة، هو ردّ أرعن على هزيمة قوات الأسد وقطعان «حزب الله» الإرهابي أمام قوى الجيش السوري الحر في تل الحارة، الذي كان يتخذه الأسد متراساً وقاعدة عسكرية يحصد عن طريقها أرواح آلاف الأطفال والنساء والشباب. إنّ هذه الطائرات التي تقودها الأيادي الراجفة والعميلة، والتي تمطر أهالي درعا بعشرات براميل الموت المتفجرة، لن تثني عزيمة درعا الحرّة أول أفراد الأسرة السورية المطالبة بإسقاط الأسد وقطعانه من مفردات التاريخ الحديث».
وأمس قصف الجيش السوري الحر مواقع قوات الأسد على جبهة حندرات بريف حلب أثناء تصديه لها، حيث تهدف هذه القوات لتعزيز وحدات الأسد العسكرية في النبل والزهراء بحسب تصريحات رسميّة أصدرها الائتلاف أول من أمس. ورداً على تصدي الحر الذي وصفه أهالي المنطقة بـ«البطولي» قصفت قوات الأسد الأحياء السكنية في مساكن هنانو وكفر حمرة ومنطقة الملاح.
ونفذ طيران الأسد غارة على مناطق في بلدة الشيخ مسكين، تعرضت مناطق في بلدة طفس، لقصف جوي. وقصفت قوات النظام مناطق في أطراف بلدة خراب الشحم ومناطق أخرى في بلدتي بصرى الحرير والنعيمة، كذلك فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على السهول الممتدة بين بلدتي عتمان واليادودة، في حين تعرضت مناطق في درعا البلد بمدينة درعا لقصف من قوات النظام، من دون وقوع خسائر بشرية إلى الآن.
وفي دمشق نفذ الطيران الحربي عدة غارات على مناطق في حي جوبر، وترافق ذلك مع سقوط صاروخ يعتقد بأنه من نوع ارض ـ ارض، اطلقته قوات النظام على اطراف الحي من جهة المتحلق الجنوبي، وسط اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي «حزب الله» من جهة، ومقاتلي المعارضة من جهة اخرى على اطراف حي جوبر.
ونفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في مدينة الزبداني بالترافق مع قصف لقوات النظام على مناطق في المدينة، كما استشهد مقاتل من المعارضة في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في الغوطة الشرقية.
ونفذ الطيران الحربي التابع لنظام الأسد غارة على مناطق في بلدة كفرزيتا و10 غارات على مناطق في بلدة مورك بريف حماه الشمالي، وترافق مع تجدد قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في البلدة، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني ومقاتلي المعارضة في محيط بلدة مورك، تمكن خلالها مقاتلو المعارضة من إعطاب آلية لقوات النظام التي وقعت خسائر بشرية في صفوفها، بينما سقطت عدة قذائف هاون على اطراف قرية تل درة بريف حماه الشرقي من دون أنباء عن إصابات.
وجدّدت قوات النظام قصفها على مناطق في حي الوعر وسط فتحها لنيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في الحي. كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في مدينة الرستن، بينما تعرضت مناطق في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي لقصف من قبل قوات النظام، وترافق ذلك مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام مدعمة بقوات الدفاع ومقاتلي المعارضة على الجهة الغربية من المدينة وفي محافظة إدلب، استشهدت امرأة واصيب ما لا يقل عن 6 نساء أخريات بجراح من بلدة خان السبل جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على مناطق في البلدة ظهر امس، كما نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في مدينة تفتناز ومحيط مطارها، ما أدى لإصابة طفل ومواطنة بجراح.
(المرصد السوري، الائتلاف الوطني)
تنظيم الدولة يحكم حصار عين العرب من ثلاث جهات
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية اليوم الخميس على تل مهم غربي عين العرب (كوباني) شمالي سوريا، ليحكم تقريبا الحصار على المدينة التي شهدت اشتباكات عنيفة في القسم الشرقي منها بين التنظيم والفصائل الكردية.
وقالت مراسلة الجزيرة مريم أوباييش إن التنظيم أعلن سيطرته على “تل شعير” إثر معارك مع الفصائل الكردية المقاتلة، وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردي.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم استيلاء مقاتلي تنظيم الدولة على التل, وقال إن ذلك سمح له بالسيطرة على الريف الغربي للمدينة (150 كيلومترا شمال شرقي مدينة حلب).
وأوضح المرصد أن التنظيم بات يحاصر المدينة من جهات الشرق والغرب والجنوب, كما أنه يحاول منذ عشرة أيام تقريبا السيطرة على الجانب السوري من معبر “مرشد بينار” الحدودي مع تركيا.
ووقعت اليوم اشتباكات عنيفة في الأحياء الشرقية من المدينة, وفي محيط المربع الأمني ومحيط ساحة الحرية. ووفقا للمرصد السوري, فإن التنظيم أحرز تقدما في منطقة ساحة الحرية, وشمالي المربع الأمني, كما حاول التقدم من جهة الجنوب لتندلع مواجهات سقط فيها قتلى من الطرفين.
يشار إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية بدأ هجومه على المدينة قبل 37 يوما بعدما سيطر على عشرات القرى الواقعة في ريفها، وتسببت المعارك في عين العرب في نزوح ما يصل إلى مائتي ألف شخص نحو تركيا، وفقا لتقديرات كردية سورية وتركية.
وأحرز تنظيم الدولة تقدما ملحوظا رغم تعرضه لغارات كثيفة من طيران التحالف الدولي. فقد قصفت طائرات التحالف مواقع لتنظيم الدولة لمنعه من التقدم نحو منطقة معبر مرشد بينار الإستراتيجي شمالي عين العرب.
ويأتي التقدم الذي أحرزه التنظيم بينما تستعد دفعة أولى من قوات البشمركة الكردية العراقية تضم مائتي جندي مزودين بأسلحة ثقيلة إلى عبور الأراضي التركية نحو مدينة عين العرب لتعزيز الفصائل الكردية السورية.
وكان برلمان كردستان العراق فوّض أمس رئيس الإقليم مسعود البارزاني لإرسال قوات إلى عين العرب لدعم المقاتلين الأكراد السوريين. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم في ريغا عاصمة لاتفيا إنه أُبلغ بالاتفاق الحاصل على إرسال مقاتلين من البشمركة الكردية العراقية إلى عين العرب.
يذكر أن تركيا ترفض بشدة تسليح مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في عين العرب، حيث تعتبرهم امتدادا لـحزب العمال الكردستاني التركي الذي تصفه أنقرة بأنه “تنظيم إرهابي”.
“مجزرة” بقصف للنظام بريف حلب وتقدم للمعارضة بدرعا
أفاد مركز حلب الإعلامي بارتكاب قوات النظام مجزرة راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى في بلدة تل قراح بريف حلب الشمالي إثر قصف بالبراميل المتفجرة على صالة أفراح تأوي نازحين بالبلدة.
في غضون ذلك أحرزت قوات المعارضة السورية في محافظة درعا جنوب البلاد تقدما مهما في مواقع كانت تعد خط الدفاع عن معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وقد جاء رد قوات النظام بقصف المواقع المسيطر عليها والقرى والبلدات المحيطة بها، مما أسفر عن عشرات الضحايا، جلهم أطفال ونساء.
وأوضح مركز حلب الإعلامي أن الطيران المروحي قصف صالة الأفراح ببرميل متفجر ما أسفر عن مقتل أكثر من 20 شخصا, فيما أفادت مصادر إعلامية عن قيام سيارات الإسعاف بنقل عدد كبير من المصابين إلى المشافي الميدانية في البلدة.
يأتي ذلك فيما تستمر المواجهات في تخوم مدينة حلب بين كتائب المعارضة و قوات النظام بالقرب من حندرات شمال المدينة في محاولة من الثوار لمنع قوات النظام من التقدم باتجاه مدينتي نبل الزهراء و فصل المدينة عن الريف .
التطورات بدرعا
وفي درعا جنوب البلاد وبعد ساعات على إعلان فصائل قوات المعارضة المشاركة في معركة “أهل العزم” للسيطرة على حاجز أم المياذن والنقاط العسكرية القريبة من معبر نصيب الحدودي إثر اشتباكات ضارية استمرت أربعة أيام، رد طيران النظام بعنف على المواقع المسيطر عليها، بحسب مراسل الجزيرة.
وأوضح المراسل عمر الحوراني أن عشرات البراميل ألقيت على بلدات أم المياذن والطيبة واليادودة ونصيب، التي كان لها الحصة الأكبر كونها الأكثر كثافة سكانية، حيث قتل عشرات المدنيين، بينهم العديد من الأطفال والنساء.
وفي السياق، أشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إلى أن طيران النظام شن غارات بالصواريخ والبراميل المتفجرة على مزارع العجمي وبلدات مزيريب والشيخ مسكين وعتمان واليادودة بريف درعا. وذكرت شبكة سوريا مباشر أن قصف الطيران على بلدة العجمي أوقع سبعة قتلى وجرحى بصفوف كتائب المعارضة المسلحة.
قصف حمص
وقد شن الطيران الحربي للنظام لأول مرة غارات على مناطق تسيطر عليها المعارضة في حي الوعر بمدينة حمص، وواصل قصفه مناطق بأرياف حماة وإدلب ودمشق.
ذلك أفاد مراسل الجزيرة في حمص بأن طائرات النظام السوري شنت وللمرة الأولى غارات على مناطق تسيطر عليها المعارضة في حي الوعر بمدينة حمص وسط البلاد. وقال ناشطون إن القصف أوقع قتيلا وعددا من الجرحى.
يذكر ان المعارضة السورية المسلحة تسيطر على أجزاء من الحي الذي تحاصره قوات النظام وتقصفه عادة بالمدفعية والهاون من الثكنات العسكرية المجاورة للحي.
وفي حمص أيضا، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية أن مقاتليه تمكنوا من إسقاط طائرة حربية من نوع ميغ، وذلك فوق جبل شاعر بريف حمص الشرقي، وأشار التنظيم في بيانه -الذي نشره عبر حسابه على الإنترنت- إلى أن مقاتليه تصدوا للطائرة عند تحليقها فوق المنطقة قبل أن يصيبوها بالمضادات الأرضية وتسقط لاحقا. يذكر أن تنظيم الدولة يسيطر على عدة بلدات بريف حمص الشرقي قريبة من منطقة جبل شاعر.
وكان التنظيم سيطر -قبل أشهر- على حقل إستراتيجي للغاز بمنطقة جبل الشاعر في معارك قتل فيها العشرات من قوات النظام، قبل أن تتمكن قوات النظام لاحقا من استعادته.
كمين وغارات
وفي إطار المعارك بمحيط العاصمة دمشق، أعلن جيش الإسلام مقتل النقيب أسامة عثمان وإصابة 15 عنصرا معه بكمين نصب لهم في تل كردي بريف دمشق الشرقي، وأشار المصدر إلى أن جميع القتلى يتبعون جيش التحرير الفلسطيني الذي يقاتل إلى جانب النظام.
في المقابل، قصفت قوات النظام بالطيران والمدفعية مدينة دوما بريف دمشق الشرقي، بحسب اتحاد تنسيقيات الثورة. كما تعرضت بلدة كناكر بريف دمشق الغربي لقصف من مدفعية النظام وسط أنباء عن سقوط جرحى. ولم تستثن مدفعية النظام ودباباته مخيم خان الشيح وبلدة زاكية بريف دمشق الغربي ومنطقة البيرقدار الواقعة بين بلدتي بيت سحم وببيلا جنوب دمشق.
وفي وسط البلاد، أفاد مركز حماة الإعلامي بشن قوات النظام أكثر من 22 غارة استهدفت مدن وبلدات ريف حماة الشمالي، خاصة مدينتي مورك وكفرزيتا.
وقال مراسل الجزيرة في ريف حماه بسوريا إن قوات النظام تمكنت من السيطرة على تلة مورك الاستراتيجية بريف حماه. وأضاف أن قوات النظام أصبحت بذلك تسيطر على الحي الغربي من المدينة فيما تسيطر قوات المعارضة على بقية الأحياء. وقد بثت الإخبارية السورية صور جنود تابعين للنظام يسيرون في أحد الأحياء. وقالت إن الجيش سيطر على معظم أحياء المدينة.
أما في الشمال، فقد سقطت قتيلة جراء غارات لطيران النظام على قرية حزارين بجبل الزاوية في ريف إدلب، كما أغار الطيران على قرى وبلدات كفرومة وكنصفرة وكفرسجنة وأرينبة وتلعاس ومعرزيتا وطريق الصياد في ذات الريف، في وقت احتدمت فيه الاشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام في حي الصناعة بدير الزور شرقي البلاد.
ضربات التحالف تحصد نحو 500 “متطرف” في سوريا
بيروت – رويترز
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الخميس أن الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة قتلت 553 شخصاً في سوريا، بينهم 32 مدنياً منذ بدء الحملة على تنظيم داعش. وقال المرصد إن 464 قتيلاً كانوا من مقاتلي التنظيم، وأضاف أن 6 أطفال و5 نساء بين القتلى المدنيين.
كما أوضح المرصد أن 57 عضواً بجبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا قتلوا أيضاً في الضربات الجوية التي بدأت قبل شهر. وأضاف أن الضربات أصابت محافظات حلب ودير الزور وإدلب والرقة والحسكة.
أما في التطورات الميدانية في كوباني فقد تقدم داعش الخميس في وسط وشمال مدينة عين العرب السورية الحدودية واستعاد السيطرة على قرى في ريفها الغربي بعد معارك مع المقاتلين الأكراد، بحسب ما افاد المرصد السوري.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن التنظيم أحرز بعد اشتباكات طويلة بدأت (الاربعاء) واستمرت حتى صباح الخميس تقدما في شمال المدينة وفي وسطها”.
واضاف ان التنظيم المتطرف الذي يحاول منذ اكثر من شهر السيطرة على المدينة الكردية الحدودية مع تركيا والواقعة في محافظة حلب “تمكن أيضا من السيطرة على قرى في ريف المدينة الغربي كان فقد السيطرة عليها قبل أيام لصالح المقاتلين الاكراد”.
وتابع ان عناصر التنظيم يخوضون في موازاة ذلك ومنذ الصباح اشتباكات مع مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الذين يدافعون عن المدينة التي تبلغ مساحتها بين خمسة وستة كلم مربع من اجل “التقدم من جهة الجنوب” فيها.
“داعش” يتقدم في كوباني والبيشمركة تستعد للتوجه
دبي – قناة الحدث
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن “داعش” حقق تقدماً واضحاً في مدينة كوباني خلال مواجهات استمرت حتى فجر اليوم الخميس، حيث سيطر التنظيم على تل شعير الاستراتيجي.
ووفقاً للمرصد فإن التنظيم أحرز أيضاً تقدماً شمال المدينة. فيما تدور معارك ضارية بين التنظيم ووحدات حماية الشعب و”الجيش الحر” على جبهة الجنوب.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه أن اتفاقاً تم التوصل إليه على فتح جسر بري أمام البيشمركة العراقية للتوجه إلى كوباني.
فبعد موافقة برلمان كردستان العراق على إرسال قوات عبر تركيا إلى كوباني، أكد مصدر كردي لقناة “الحدث” أن هذه القوات ستكون من البيشمركة ولا علاقة لها بالأكراد السوريين، إذ إن الإقليم أصلاً في حالة حرب مع داعش على طول حدود تصل إلى 1050 كم.
المصدر أوضح أن القوة التي سيتم إرسالها ستكون وحدة صغيرة لكن لن يتم تحديد موعد إرسالها لأسباب أمنية، ولن تكون فرقة مشاة بل إسناد، أي أن أسلحتها ستكون متوسطة ونصف ثقيلة.
وأكد أن القوات ستتحرك إثر انتهاء التنسيق مع كل من الأطراف الأميركية والتركية والـpyd ولفت إلى أنه لم يتم تحديد ما إذا كانت ستنقل براً أم جوياً.
إذا تقرر نقلها براً فهي ستسلك المعبر الوحيد بين كردستان وتركيا هو معبر إبراهيم خليل في زاخو، لكن إذا قدمت تركيا والولايات المتحدة طائرات ومساعدة كون الإقليم لا يملك قوة جوية, فإنه سيتم نقل الوحدة من مطار أربيل الدولي إلى مطار أورفة في تركيا الذي يبعد 30-45 كم عن كوباني.
وأشارت مصادر تركية إلى أن قرار برلمان كردستان شكل مخرجاً لتركيا والضغوط الداخلية والخارجية التي تتعرض لها، وقرار البرلمان أرضى الأكراد وقضى على أحلام الـpyd السياسية .
وأوضح المصدر أن تركيا تريد أن يمر على أراضيها كرد تضمن أنهم لن يعودوا ضد تركيا.
سوريا.. الثوار يدمرون لأول مرة دبابة من نوع “تي 92“
العربية.نت
أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن الثوار ولأول مرة قاموا بتدمير دبابة من نوع “تي 92” على الجبهة الواقعة بين حي جوبر وعين ترما.
وبحسب المعلومات المتوفرة فإن النظام السوري يمتلك دبابتين فقط من هذا الطراز.
نيويورك تايمز: الثورة التونسية أمدت داعش بالمقاتلين
تونس – منذر بالضيافي
تناقلت المواقع التونسية، مقالاً نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الأربعاء، حول المشهد التونسي بعد الثورة، خاصة من الناحية الأمنية وتحول تونس إلى بلد مصدر للإرهابيين.
وذكر المقال أنه بعد مرور ما يقارب الأربع سنوات على ثورات الربيع العربي، لا تزال تونس الدولة الوحيدة التي حظيت بالنجاح، في وقت تجتاح فيه الفوضى معظم أرجاء المنطقة.
وبينت الصحيفة أن أهم ما يميز تونس بعد حوالي أربع سنوات من الثورة، أنها أرسلت المزيد من المقاتلين الأجانب إلى العراق وسوريا للانضمام إلى صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي.
ونقل موقع “الصباح نيوز” ترجمة مطولة لمقال “نيو يورك تايمز” ورد فيه: “إنه رغم أن التونسيين وافقوا على دستور جديد بإجماع واسع وعلى إجراء ثاني انتخابات حرة هذا الشهر، كما أن لدى تونس أكبر عدد من المتعلمين في العالم العربي، فإن ذلك لم يمنع من الانجرار نحو التطرف”.
شباب متعاطف مع “داعش”
وأوضحت الصحيفة أن “الحرية الجديدة التي جاءت مع ثورة الربيع العربي سمحت للمسلحين بتجنيد عناصر جديدة أكثر علانية من أي وقت مضى. وفي الوقت نفسه، يقول كثير من الشباب التونسي أن الحريات وإجراء انتخابات جديدة لم تفعل شيئاً يذكر لتحسين حياتهم اليومية وخلق فرص عمل أو كبح جماح قوة الشرطة الوحشية”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين تونسيين قولهم: “إن ما لا يقل عن ألفي و400 تونسي سافروا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى هذه المجموعة الإرهابية، بينما تقول دراسات أخرى أن عددهم يقدر بثلاثة آلاف، في حين تم منع الآلاف من هذه المحاولات”.
كما قامت الصحيفة بإجراء استجوابات في مقاهي موجودة في الأحياء الشعبية لتونس العاصمة، وهناك اصطدمت بعدة أجوبة حساسة حول مساندة البعض لتنظيم “داعش” وتوصلت إلى أنه “من ضمن 30 شخصاً تم استجوابهم يعرف شخصاً ذهب للقتال في سوريا والعراق أو قتل هناك”.
وأضافت أن “أكثرهم وهم من الشباب العاطل عن العمل عبروا عن مساندتهم للمتطرفين أو تمنياتهم للالتحاق بصفوفهم، إضافة إلى اقتناعهم بأن الحياة هناك أكثر رفاهية أو أن هذا التنظيم (داعش) يعتبر فرصة للتخلص من الحدود التي أتت بها الحرب العالمية الثانية وقسمت العالم العربي”.
غارتان للتحالف.. وداعش يستعيد قرية بكوباني
شنت مقاتلات تابعة للتحالف الدولي غارتين على مدينة عين العرب- كوباني، الخميس، في وقت استعاد فيه مسلحو تنظيم الدولة قرية تل شعير غربي المدينة، بعد اشتباكات عنيفة مع المقاتلين الأكراد.
وأفاد مراسلنا بأن طيران التحالف شن غارتين على الشارع الرئيسي بالقرب من حي الجمارك شمالي كوباني.
وقال بيان للقيادة الوسطى الأميركية إن مقاتلات أميركية شنت 4 غارات في محيط كوباني، وغارتين في دير الزور، في سوريا ومناطق في العراق، يومي الأربعاء والخميس.
واستعاد مسلحو تنظيم الدولة السيطرة على تل شعير (على بعد نحو 5 كيلومترات إلى الغرب من المدينة)، الخميس، بعد اشتباكات استخدمت خلالها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، استمرت أكثر من ساعة.
وقال مراسلنا إن 4 من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، بينهم فتاة، قتلوا في تل شعير بعد دخول تنظيم الدولة إليها.
وكان مسلحو التنظيم شنوا هجوماً فجرا الخميس لاستعادة القربة التي سيطر عليها في وقت مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية، لكنهم فشلوا وتراجعوا إلى قرية “جقر غول”، قبل أن يعودوا لاحقاً ويستعيدونها.
معارضون يردون على “دعايات” الزعبي: مقاتلات الأسد لم تقصف طائرات “داعش” ولا وجود لدعم كوباني
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- سارعت مصادر في المعارضة السورية، وكذلك من أكراد سوريا، إلى “تكذيب” التصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، والتي زعم فيها أن مقاتلات النظام دمرت طائرتين حربيتين، استولى عليها مسلحو تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” مؤخراً.
وبعد نحو أسبوع على تقرير أوردته شبكة CNN عن استيلاء مسلحي التنظيم، المعروف باسم “داعش”، على ثلاث طائرات قتالية، بعد سيطرتهم على عدد من المطارات العسكرية التابعة للنظام في محافظتي حلب والرقة، أقر وزير الإعلام السوري باستيلاء التنظيم على ثلاث طائرات حربية بالفعل.
وقال الزعبي، في مقابلة بثها التلفزيون السوري: “هناك ثلاث طائرات منسقة قديمة، قام الإرهابيون بتجريبها، فقام الطيران العربي السوري بالتحليق فوراً، ودمر اثنتين منها على المدرج”، مضيفا أن الثالثة مخبئة “والبحث جار عنها، وستدمر، وهي لا تقلق، ولا يستطيعون استخدامها”، على حد تعبيره.
كما ذكر وزير الإعلام أن الحكومة قدمت “الدعم العسكري واللوجستي” إلى مدينة “كوباني”، التي تشهد معارك عنيفة بين مسلحي داعش ومقاتلين من “وحدات حماية الشعب الكردي”، مشدداً على أن الحكومة “لم ولن تتوانى عن ممارسة دورها العسكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي والانساني تجاه جميع المناطق.”
إلا أن مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، رامي عبدالرحمن، نفى أن تكون طائرات النظام السوري قد قامت بشن أي غارات على مطار “الجراح” العسكري في محافظة حلب، والذي ذكر المرصد، في وقت سابق، أن الطائرات التابعة لتنظيم داعش تنطلق منه.
وقال عبدالرحمن، في بيان أورده المرصد الحقوقي، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً له، على موقعه الرسمي الخميس، إنه تم رصد تحليق هذه الطائرات في سماء حلب الجمعة الماضي، وتم الكشف عن ذلك بعد أربعة أيام، بغرض “حماية” مصادر المرصد.
وأضاف أن طائرات النظام شنت غارة على منطقة “المهدوم”، المحاذية للمطار العسكري، مؤكداً أن القصف لم يستهدف الطائرات ولا مدرج المطار، كما أشار إلى أن المنطقة التي استهدفها القصف، هي نفس المنطقة التي التقطت فيها صور الفيديو لإقلاع الطائرات من المطار.
كما نفت مصادر كردية، بحسب البيان نفسه، ما وصفها بـ”مزاعم” الزعبي حول قيام الجيش السوري بتزويد مقاتلي “وحدات حماية الشعب الكردي” في مدينة كوباني، بالأسلحة، وأكدت أن “المقاتلين الأكراد تلقوا الدعم بالأسلحة من طائرات التحالف فقط، الاثنين الماضي.”
كما أكد المسؤول المحلي في كوباني، إدريس نعسان، لصحيفة “الشرق الأوسط”، بحسب تقرير المرصد، “استحالة” قيام قوات النظام بتزويد المقاتلين الأكراد بالأسلحة، حيث أقرب منطقة يتواجد فيها الجيش النظامي في مطار “كويرس” العسكري، والذي يبعد نحو 120 كيلومتراً عن كوباني.
وأكد المسؤول الكردي كذلك “استحالة” الإمداد الجوي عبر طائرات النظام، بقوله: “من الصعب أن تحلق طائرات النظام في سماء المنطقة، بموازاة متابعة طائرات التحالف ضربها لمواقع داعش في كوباني وجوارها”، واصفاً تصريح الزعبي بأنه “جزء من الدعاية”، التي يمارسها نظام بشار الأسد.
جهادي سابق لـCNN: حب المغامرة وعوامل اجتماعية وجنسية خلف انضمام الشباب المسلم الغربي لداعش
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قال جهادي سابق حمل السلاح إلى جانب حركة طالبان الأفغانية قبل أن يقرر لاحقا تركها والعمل على محاربة الفكر المتشدد العنيف، إن هناك مجموعة عوامل تدفع الشباب إلى القتال بصفوف تلك الجماعات، على رأسها حب المغامرة والرغبة بامتلاك هوية مستقلة، إلى جانب البعد الجنسي بالبحث عن شريك مناسب.
وقال الجهادي السابق مبين شيخ، في مقابلة مع CNN على خلفية الهجمات التي جرت في كندا خلال الساعات الماضية وكذلك توقيف ثلاث فتيات أمريكيات كن يعتزمن الانضمام لداعش: “القضية الأساسية تتعلق بالهوية والرغبة في امتلاك هوية مستقلة، وكذلك العامل الخاص بحب المغامرة.”
وتابع شيخ، في محاولته لشرح أسباب جذب الحركات المتشددة للشباب: “هناك أيضا العامل الجنسي، فالفتيات يرغبن في الزواج من المحاربين القساة، في حين يقوم الشبان بممارسة المزيد من القسوة من أجل التطابق مع الصورة الحالمة المرسومة لهم، فيطلقون على أنفسهم أسماء كبار صحابة النبي محمد ويصورون أنفسهم على أنهم حماة الإيمان، وهذا ما يحصل عندما يقوم شخص ما بتطوير أفكار متشددة ذاتيا، إذ يحلم بالمشاركة في شيء أكبر من الأحداث الجارية حوله.”
وحول السبب الذين يدفع الشبان إلى التمرد على الواقع بهذا الشكل العنيف في حين يتمرد سائر الشبان حول العالم من خلال ممارسات أقل عنفا مثل ترك المنزل العائلي رد شيخ قائلا: “السبب هو وجود مشكلة في التواصل الاجتماعي، حتى لدى أبناء الجيل الثالث من المهاجرين، الذين يواجهون المشاكل في سعيهم للاندماج وهم يسعون للرد على أسئلة وجودية كبيرة مثلا: هل يكون الانتماء إلى الجنسية الأمريكية أو الكندية متناقضا مع الإسلام والانتماء إلى الأمة الإسلامية؟ وهذه هي الأمور التي يرغب المتشددون في تعزيز التساؤلات حولها لأنها تضمن له دفع ذلك الجيل إلى الانفصال عن الغرب.”
ولدى سؤاله عن كيفية انتقال المرء من مرحلة التشدد إلى مرحلة تنفيذ الأعمال الإرهابية والقتل رد شيخ بالقول: “الخط بينهما دقيق جداً ولكن معظم المتشددين لا يقومون بعمليات عنيفة، بل إن عدد من يلجأ إلى العنف محدود للغاية.”
وختم بالقول: “يصعب بالتأكيد فهم سبب لجوء شخص ما إلى العنف، هناك دائما عوامل اجتماعية أخرى مؤثرة، ففي حالة الهجوم الذي قام به شاب مؤخرا على جنديين كنديين قام بدهسهما بسيارته فقتل أحدهما وجرح الآخر، رأينا كيف أن العامل الاقتصادي لعب دورا لأن الشاب المهاجم كان يعاني من ضائقة مع تراجع أعماله وترك شريكته له.”
معركة “كوباني”.. تركيا تعلن الاتفاق على عبور 200 مقاتل كردي من العراق إلى سوريا لصد هجوم “داعش“
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن التوصل إلى اتفاق يسمح بعبور 200 مقاتل كردي من قوات “البيشمرغة” في شمال العراق، إلى شمال سوريا، عبر الأراضي التركية، للمشاركة في المعارك ضد مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة “كوباني.”
وبينما تضاربت التقارير خلال الساعات الماضية، عن بدء وصول مقاتلين أكراد من العراق إلى المدينة التي يحاصرها التنظيم المعروف باسم “داعش”، في شمال سوريا، بالقرب من الحدود مع تركيا، أكد أردوغان، في تصريحات له من العاصمة اللاتفية ريفا الخميس، أنه تم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن.
جاء تأكيد أردوغان التوصل إلى اتفاق بعبور مقاتلي “البيشمرغة” إلى سوريا، بعد قليل من تصريحات سابقة لرئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، قال فيها إن “المشاورات لازالت مستمرة، بشان عبور قوات البيشمرغة”، نافياً بشكل قاطع الأنباء التي أشارت إلى بدء عبور تلك القوات.
وجدد الرئيس التركي انتقاداته لقيام طائرات أمريكية بإسقاط أسلحة على مدينة كوباني، المعروفة أيضاً باسم “عين العرب”، بحسب التسمية العربية، وهي الأسلحة التي يُعتقد أن تنظيم داعش استولى على جزء منها، قائلاً إن “الولايات المتحدة الأمريكية أقدمت على هذه الخطوة متجاوزةً تركيا.”
ونقلت وكالة “الأناضول” عن أردوغان قوله، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره اللاتفي، أندريس بيرزينس: “أبلغت الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في اتصالي معه، أن تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) PYD، هو تنظيم إرهابي كتنظيم PKK (حزب العمال الكردستاني)، والمساعدات التي ستقدمونها ستذهب لأيادٍ إرهابية.”
في الغضون، أكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن تنظيم داعش تمكن من السيطرة على منطقة “تل شعير” بالريف الغربي لمدينة عين العرب – كوباني، ليكمل حصاره على المدينة من ثلاث جهات، الشرقية والغربية والجنوبية، فيما تشهد الأطراف الشمالية معارك عنيفة بين مسلحي التنظيم ومقاتلي “وحدات حماية الشعب الكردي.”
باحثان غربيان: السعودية مسؤولة عن نشر التشدد في العالم و”الوهابية” اخترقت الطبقة الوسطى بالغرب
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — حملت ياسمين عليباي براون، الصحفية والكاتبة المتخصصة في المقالات المتعلقة بقضايا العرق والدين والسياسية، ورضا أصلان العالم الديني ومؤلف كتاب “المتشدد: حياة وزمن يسوع الناصري” السعودية مسؤولية انتشار ما وصفاها بـ”الأفكار المتشددة” حول العالم، وحذرا من اختراق “الوهابية” للطبقات الوسطى في الغرب.
ففي حوار مع CNN حول الإسلام والتطرف ورؤية الغرب للمسلمين قالت براون: “في أوروبا لم تصل الأمور إلى مرحلة الخوف من الإسلاميين كما هو الحال في أمريكا، أعتقد أن هناك بعض القلق، وهو قلق طبيعي، ولكنه لم يصل إلى حد مهاجمة دين معين أو انتقاد أتباعه.”
وأعادت براون السبب إلى وجود الاختلافات الثقافية بين القارتين، مضيفة أن حرية التعبير التي ينص عليها الدستور في أمريكا “تشوهت لتصبح حرية إهانة الأخرين وتجريحهم” ما يبرر الحالات العدائية الحاصلة حاليا.
أما أصلان فقد رجح أن تكون الأمور أبعد من ذلك وأكثر تعقيدا، مرجحا أن يكون لعدد المسلمين في أمريكا دور كبير في طبيعة الموقف منهم قائلا: “نسبة المسلمين بأمريكا لا تزيد عن واحد في المائة من السكان، كما أن 40 في المائة من الأمريكيين يقرون بأنه لم يسبق لهم لقاء مسلم في حياتهم، وبالتالي فهناك اختلاف كبير لهذه الناحية عن بريطانيا التي تسود فيها ثقافة أكثر تعددية وفيها عدد كبير من المسلمين الذين يعيشون فيها منذ عقود طويلة.”
وتابع أصلان بالقول: “هذا العامل مهم للغاية لأن العلاقات البشرية تلعب دورا كبيرا في وقف هذا النوع من التصريحات التعميمية والشمولية التي باتت تطلق على الإسلام في زمننا.”
وأردف قائلا: “هناك عامل آخر يتعلق بالإعلام الأمريكي نفسه الذي يركز على القضايا بطريقة معينة ومبسطة تختزل تعقيداتها الكبيرة والواسعة بوجهتي نظر فقط كي يفهمها الملايين من المشاهدين، وهذا الأمر يخلق حالة خطيرة بالنسبة لمئات ملايين المسلمين الذين نحتاجهم كي يكونوا معنا في مقدمة الصراع مع داعش بينما نحن في المقابل نعزلهم ونهمشهم.”
ولدى سؤالهما عن المشاكل الموجودة في العلاقات مع الدول الإسلامية التي تسير وفق أيديولوجيا متشددة قالت براون: “قبل أشهر ما كنت لأتحدث بهذه الطريقة ولكنني اليوم أقول إننا ربما فشلنا في فهم مدى الاختراق الذي تتعرض له مجتمعاتنا، ليس بسبب العنف الذي يمارسه تنظيم داعش فحسب، بل للفكر الوهابي الذي اخترق الطبقات الوسطى في بريطانيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.”
وأضافت: “علينا أولا أن ننظر في هذا الأمر فورا، ولا يمكنني أن أقول بأن غالبية المسلمين لا يتفقون مع هذه الأفكار، إذ أنني أخشى أن عددا كبيرا منهم بدأوا يعتقدون بها. الأمر الثاني هو أننا هنا في بريطانيا علينا أن نتحدث عن دور حكومتنا التي ساهمت في هذا الأمر من خلال عدم تعليقها على ما تفعله السعودية مثلا، ولذلك فالنقاش الذي نجريه اليوم باتت أكثر عمقا لأنه يدور حول ما إذا كان يمكن لبريطانيا وأمريكا وسائر دول أوروبا أن تساهم بعدم حصول هذا الاختراق لمجتمعاتنا.”
أما أصلان فقد رأى أن ما أشارت إليه ياسمين “مهم جدا” مضيفا أن التيارات السلفية والوهابية غزت العالم الإسلامي “بشكل متعمد” مضيفا: “لم تقم بريطانيا بالكثير من الجهد لوقف انتشار هذه الأيديولوجيا السعودية، وخاصة في الأماكن الفقيرة من العالم، وخاصة بالشرق الأوسط وأفغانستان وجنوب آسيا، ولكن علينا في الوقت نفسه القيام بالمزيد من أجل دعم الغالبية الساحقة من الأصوات الإسلامية التي تقف ضد تلك الأيديولوجيا.”
ونبه أصلان إلى ضرورة التفريق بين داعش والإسلام كدين قائم بذاته، وكذلك التفريق بين المتشددين وسائر المسلمين قائلا: “داعش يعتبر نفسه دولة إسلامية، ولكنه يقتل المسلمين ومن يقاتله هم من المسلمين، وبالتالي فإن الهوية الإسلامية للتنظيم لا ترتبط مطلقا بالإسلام كدين.”
ولدى سؤالها عن رأيها بما قاله الأمير الوليد في مقابلته مع CNNعن جهود السعودية بمواجهة المتشددين شككت براون بمدى نجاح ذلك قائلة: “هناك تمويل يذهب للمدارس والمساجد والمجتمعات وهم يفعلون ذلك لأن أحدا لم يوقفهم، وأنا أخشى أنه حتى الذين كنت اعتبر أن لديهم أفكارا إسلامية تقدمية بدأوا يتخلون عنها ويتحولون إلى وهابيين.”
مسؤول كردي: هدف تنظيم الدولة وأد تجربة الإدارة الذاتية شمال سورية
روما (23 تشرين الأول/أكتوبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رأى مسؤول في حزب سياسي كردي سوري أن هدف تنظيم (الدولة الإسلامية) من الهجوم على مدينة عين العرب (كوباني) شمال سورية هو “وأد” تجربة الإدارة الذاتية التي دعا لها حزبه
وقال رئيس المكتب الإعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في أوربا، نواف خليل، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد بدأ الهجوم على كوباني من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في السادس عشر من تموز/يوليو العام الماضي، واستمرت المناوشات حتى بدأ الهجوم الأخير في الخامس عشر من أيلول/سبتمبر الماضي، وكان الهدف من ورائه السيطرة على المدينة أو اجتياحها لوأد تجربة الإدارة الذاتية التي هي أساس ترسيخ العيش المشترك بين الكرد وبقية مكونات الشعب السوري”، وفق توصيفه
وأضاف خليل سبباً آخر للهجوم، وقال “هناك هدف آخر طبعاً من العملية العسكرية ضد كوباني وهو توسيع الرقعة الجغرافية التي يسيطر عليها تنظيم (الدولة الإسلامية) من شمال حلب وصولاً إلى الرقة ودير الزور والحسكة”، حسب قوله
وكان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي قد أعلن مطلع العام الجاري عن تشكيل حكومة محلية لواحدة من ثلاث مناطق ذات غالبية كردية في شمال شرق سورية، الجزيرة وعفرين وكوباني، تحت مسمى “الإدارة الذاتية الديمقراطية”، وسمى أعضاء مكتبه التنفيذي ووضع حاكمين لكل منطقة، في خطوة لقيت انتقادات من المعارضة السورية
وحول تعاون الجيش الحر ومساعدته للأكراد في الدفاع عن المنطقة ضد تنظيم (الدولة الإسلامية)، قال خليل إن “الاتفاق الذي جرى التوقيع عليه بين وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة ولواء جبهة الأكراد وثمانية فصائل من فصائل الجيش السوري الحر، وتشكيلهم غرفة عمليات مشتركة باسم بركان الفرات، كل ذلك كان دافعاً لتنظيم (الدولة الإسلامية) للهجوم على كوباني حتى قبل تشكيل التحالف الدولي”، ولقد “أعلنت وحدات حماية الشعب مراراً وتكراراً أنها على استعداد للتحالف مع فصائل الجيش السوري الحر، وهي ما تزال على موقفها هذا، أن يحاربوا معنا جنباً إلى جنب ضد التنظيم، ليس فقط دفاعاً عن كوباني بل عن مستقبل سورية”، أيضا
وأضاف “إن حزب الاتحاد الديمقراطي يعتبر أن محاربة تنظيم (الدولة الإسلامية) جزء من محاربة الاستبداد بجميع أشكاله وتجلياته، ويأمل أن يتم التوصل إلى قواسم مشتركة أكبر بين وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وفصائل الجيش السوري الحر التي تحارب الإرهاب والاستبداد” وفق قوله
وذكّر خليل بأن أهالي مدينة عين العرب (كوباني) هم من أوائل من خرجوا ضد النظام السوري قبل أكثر من سنتين، وقال “من الأهمية بمكان معرفة أن مدينة كوباني كانت هي أول مدينة كردية تطرد عناصر وقوات النظام منها في التاسع عشر من تموز/يوليو2012، وقد تم فرض حصار على المدينة وأهلها على عدة أصعدة، من قطع للكهرباء والماء ومنع دخول مواد غذائية إليها من أجل الضغط عليها”، وفق قوله
إردوغان: 200 مقاتل من البشمركة سيدخلون كوباني من تركيا
ريجا (رويترز) – قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الخميس إنه أحيط علما بالتوصل إلى اتفاق لعبور 200 من مقاتلي البشمركة الأكراد العراقيين الحدود عبر تركيا للدفاع عن مدينة كوباني السورية في مواجهة مقاتلي الدولة الإسلامية.
وقال مسؤول كبير في إقليم كردستان العراق لرويترز إن قوات البشمركة ستكون مزودة بأسلحة أثقل من تلك التي يستخدمها المقاتلون الأكراد في كوباني والذين يقولون إنهم بحاجة إلى أسلحة خارقة للدروع لصد تقدم الدولة الإسلامية.
وكان إردوغان يتحدث بعد أن وافق برلمان كردستان العراق يوم الأربعاء على خطة لارسال مقاتلين إلى سوريا.
وقال المتحدث باسم البشمركة هلكورد حكمت إن الاستعدادات لارسال قوات إلى كوباني جارية لكنه أضاف أن ذلك لن يحدث اليوم الخميس.
وقال إردوغان في مؤتمر صحفي في ريجا عاصمة لاتفيا “علمت أنهم توصلوا إلى اتفاق أخيرا على عدد 200 (مقاتل).”
ويحرص تنظيم الدولة الإسلامية على تعزيز مكاسبه في شمال سوريا ويكثف هجومه على كوباني حتى مع استمرار قوات تقودها الولايات المتحدة في قصف مواقعه.
وأسقطت الولايات المتحدة جوا أسلحة وإمدادات طبية للأكراد في كوباني قدمتها حكومة إقليم كردستان.
وجدد إردوغان يوم الخميس انتقاده للخطوة ووصف القوة الكردية الرئيسية التي تدافع عن المدينة بالجماعة “الإرهابية”.
وتعليقا على مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مطلع الأسبوع قال إردوغان “هل تنظر تركيا إلى هذا العمل بشكل إيجابي؟ لا. أمريكا فعلت ذلك متجاهلة تركيا وقلت له إن كوباني ليست مكانا استراتيجيا بالنسبة لكم في الوقت الحالي وإنما هي مكان استراتيجي بالنسبة لنا.”
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)
المرصد السوري: الضربات الجوية الأمريكية قتلت 553 شخصا في سوريا بينهم 32 مدنيا
بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الخميس إن الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة قتلت 553 شخصا في سوريا بينهم 32 مدنيا منذ بدء الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال المرصد ومقره بريطانيا إن 464 قتيلا كانوا من مقاتلي الدولة الإسلامية التي استولت على مساحات واسعة في سوريا والعراق.
وأوضح المرصد أن 57 عضوا بجبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا قتلوا أيضا في الضربات الجوية التي بدأت قبل شهر. وأضاف أن ستة أطفال وخمس نساء بين القتلى المدنيين.
وتشن الولايات المتحدة ضربات على الدولة الإسلامية في العراق منذ يوليو تموز وفي سوريا منذ سبتمبر أيلول بمساعدة حلفاء عرب. وضربت بريطانيا وفرنسا أيضا أهدافا للدولة الإسلامية في العراق.
وبررت واشنطن تحركها في سوريا بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تنص على حق الفرد أو الجماعة في الدفاع عن النفس ضد أي هجوم مسلح.
كان المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية الكولونيل باتريك رايدر قد قال يوم السبت إن واشنطن أخذت “تقارير عن سقوط ضحايا بين المدنيين أو أضرار لحقت بالمنشآت المدنية بمحمل الجد وهناك عملية جارية للتحقيق في كل إدعاء.”
وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 200 ألف شخص لاقوا حتفهم في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقال المرصد إن ضربات التحالف اصابت محافظات حلب ودير الزور وإدلب والرقة والحسكة.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود)
امريكا تهدد بمعاقبة مشتري النفط من تنظيم الدولة الاسلامية
واشنطن (رويترز) – هددت ادارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما يوم الخميس بفرض عقوبات على كل من يشتري النفط من تنظيم الدولة الاسلامية في مسعى لتعطيل ما تقول انه مصدر تمويل يقدم مليون دولار يوميا.
وقالت ايضا ان الحكومة السورية ربما وافقت على شراء نفط من التنظيم المتشدد الذي استولى على مساحات واسعة من العراق وسوريا في حملة وحشية.
ويقول وكيل وزارة الخزانة الأمريكية ديفيد كوهين إنه يمكن ان يمثل تهديدا للولايات المتحدة وحلفائها اذا لم يوقف.
واضاف كوهين “مع الاستثناء المهم لبعض المنظمات الارهابية التي ترعاها دول فمن المرجح ان يكون تنظيم الدولة الاسلامية هو أفضل المنظمات الارهابية التي نواجهها تمويلا.” وكانت تصريحاته معدة للادلاء بها في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي.
وقال كوهين وهو يستعرض اشمل استراتيجية مالية امريكية ضد الدولة الاسلامية حتى الآن إن التنظيم المتشدد يحصل على عشرات الملايين من الدولارات شهريا من خلال مصادر تشمل مبيعات النفط والفدية والابتزاز وغيرها من الانشطة الاجرامية الى جانب الدعم من مانحين اثرياء.
واضاف ان النفط مصدر تمويل مهم. ويعمل التنظيم من خلال السوق السوداء للنفط في سوريا والعراق ويكرر بعض الانتاج ويبيعه الى مهربين ينقلونه الى تركيا ومنطقة كردستان العراقية.
وقال كوهين إن الحكومة السورية التي تخوض حربا أهلية منذ اكثر من ثلاث سنوات ضد قوات معارضة وافقت ايضا فيما يبدو على شراء النفط من تنظيم الدولة الاسلامية.
واضاف ان بعض الضربات الجوية في الآونة الأخيرة من الولايات المتحدة ودول حليفة دمرت بعض المصافي التي يسيطر عليها التنظيم مما عطل ايراداته من النفط لكن ما يزال من المهم التوصل لطرق أخرى لاستهدف مصادر تمويله ومنع وصوله الى النظام المالي الرسمي.
وقال كوهين “يجب أن يعرف الوسطاء والتجار والمصافي وشركات النقل وأي أحد آخر يتعامل في نفط الدولة الاسلامية اننا نعمل بجد لتحديد هويتهم ولدينا وسائل متاحة لوقفهم.”
وتمنع العقوبات الأمريكية الافراد والشركات من الدخول الى النظام المالي الامريكي وعادة ما تتبعها البنوك في انحاء العالم والتي تشعر بالقلق من التعامل مع اعداء الولايات المتحدة.
وستعمل الولايات المتحدة ايضا على تعطيل انشطة التمويل الاخرى للتنظيم ومنها حوالي 20 مليون دولار حققها من خطف اناس مقابل فدية هذا العام.
وقال كوهين “اذا كان لنا ان نحمي مواطنينا ونتجنب تمويل خصمنا فيجب على كل دولة ان تتبنى وتنفذ سياسة عدم دفع فدى.”
(اعداد عماد عمر للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)