أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 24 أيلول 2015

 

دمشق ترحب بـ «قاعدة روسية» على سواحلها

نيويورك، دمشق، موسكو – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

تحدثت موسكو أمس عن «تفهم أكبر» تبديه إدارة الرئيس باراك أوباما لموقفها من النزاع السوري، في وقت أعلنت دمشق ترحيبها بإقامة روسيا قاعدة عسكرية على أراضيها، علماً أن مصادر غربية تتحدث عن تطوير الروس قاعدتين لهم على الساحل السوري.

وفي تقرير من دمشق أمس، نقلت وكالة «فرانس برس» عن «مصدر أمني» أن الجيش السوري استخدم الأربعاء للمرة الأولى طائرات من دون طيار تسلّمها من روسيا في عمليات ضد «مجموعات متشددة» في شمال البلاد وشرقها، من دون أن يورد تفاصيل عن نوع هذه الطائرات أو المواقع التي استهدفتها.

وأكد مسؤولون أميركيون أن روسيا نشرت طائرات مقاتلة في سورية من طراز «اس يو- 24» و»اس يو-25» إضافة إلى مروحيات عسكرية وعربات مدرعة وجنود. وأفاد معهد «اي اتش اس جين انتلجنس ريفيو» المتخصص في المعلومات العسكرية أن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية أظهرت أن العمل «ربما يجري على اعداد موقعين» شمال مطار اللاذقية في سورية «لاستقبال قوات روسية».

وفي هذا الإطار، ذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء أن السفير السوري لدى موسكو رياض حداد أبدى أمس ترحيب دمشق بوجود قاعدة عسكرية روسية في اللاذقية، وقال: «إذا وافقت روسيا فإن سورية سترحب بمثل هذه الخطوة لأنها تستهدف مواجهة الإرهاب على أرضنا».

وفي نيويورك، قال ديبلوماسي أوروبي في مجلس الأمن إن الاعتراض الأميركي على التدخل العسكري الروسي في سورية وصل إلى مجلس الأمن «إذ أوقفت الولايات المتحدة انخراطها في مشاورات أعدت لها موسكو منذ أسابيع حول مشروع بيان رئاسي» تريد روسيا إصداره عن المجلس في جلسة رفيعة يرأسها وزير خارجيتها سيرغي لافروف في 30 الشهر الجاري، على رغم أن الولايات المتحدة كانت أساساً جزءاً من المشاورات.

واعتبر الديبلوماسي نفسه أن إرسال روسيا أسلحة وجنوداً الى سورية يمثّل «إغلاقاً لنافذة الجهود الديبلوماسية التي كانت انفرجت بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران». وقال إن موسكو أغلقت النافذة التي كان قد عبّر عنها تكثيف اللقاءات الديبلوماسية الرفيعة المستوى التي أعقبت توقيع الاتفاق النووي مع إيران «وهي تتصرف الآن عكس بيان جنيف وروحيته»، مشيراً الى أن ذلك سيكون «في صلب القضايا السياسية التي ستبحث في الجمعية العامة للأمم المتحدة».

وقال الديبلوماسي إن «الاتفاق قائم بيننا وبين الروس على محاربة تنظيم داعش لكن خلافنا لا يزال قائماً بقوة في شأن دور (الرئيس السوري) بشار الأسد في العملية السياسية، لهذا نحن حريصون على تسريع الانتقال السياسي لإزاحة الأسد فيما هم يدعمونه عسكرياً». وأضاف: «نريد أن نعرف ما الذي يفعله الروس (عسكرياً)، فإن كانوا في سورية بهدف محاربة داعش فهذا شيء، وإن كانوا هناك لتقوية الأسد فهذا شيء آخر، وحتى الآن لا نعرف ماذا يريدون».

وأضاف أن الروس «عطلوا مرحلة التقدم الديبلوماسي التي كنا شهدناها، ونحن نسعى الى عمل يعيد المسار إلى الديبلوماسية، وهو ما يتطلب من الجميع أفكاراً خلاقة». وقال إن هذا «البحث» ينعكس في «السجالات التي تشهدها عواصم أساسية بينها واشنطن ولندن حول الحاجة الى مقاربة جديدة في شأن سورية بحيث يتم الاتفاق على شكل العملية الانتقالية التي ينبغي أن تبدأ بمشاركة الأسد وتنتهي من دونه إذ ثمة ضرورة لتحديد مدى الفترة الانتقالية وما يليها».

ووضع الديبلوماسي نفسه عمل المبعوث الخاص الى سورية ستيفان دي ميستورا في سياق «الإعداد لتحرك سنحتاجه لاحقاً، ونحن نريد منه مواصله عمله». واعتبر أن «الدعم الروسي العسكري للأسد يخالف بيان جنيف ولا يساعد في تطبيقه». وأشار الى أن من بين «الأفكار» المتداولة «خفض عدد المحيطين بالرئيس السوري وصولاً الى إنجاز انتقال سياسي ينتهي من دون الأسد».

وفي بروكسيل (أ ف ب)، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء الى تنظيم مؤتمر جديد للامم المتحدة حول سورية بعد «جنيف 1» و «جنيف 2». وقال لدى وصوله الى القمة الاوروبية المخصصة لمسألة الهجرة، «كل الذين يمكنهم المساهمة في ايجاد حل سياسي في سورية عليهم أن يجلسوا حول الطاولة. هذا كان المبدأ الذي قام عليه مؤتمرا جنيف وأنا أدعو إلى مؤتمر جديد يُتاح لكل البلدان التي تريد عودة السلام الى سورية المشاركة فيه».

وفي واشنطن، عبّر جون كيربي الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية عن انزعاج الإدارة لدعم موسكو للرئيس بشار الأسد. وقال: «لا يوجد تغيير في موقفنا أو قلقنا في شأن ما تفعله روسيا في سورية»، مضيفاً أن «الوزير (جون) كيري كان واضحاً وثابتاً (في تصريحاته). نرحب بدور بناء تقوم به روسيا في مواجهة تنظيم داعش لكن اذا كانوا هناك لتأمين الأسد فهذا يتناقض مع أي جهود جادة لوضع حد للصراع».

وكان كيربي يرد على تصريح لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال فيه إن الولايات المتحدة أصبحت أكثر تقبلاً للموقف الروسي إزاء الصراع في سورية. وأضاف لافروف «أعتقد ان الاميركيين أكثر تقبلاً بكثير (الآن) للحجج التي نقدمها منذ سنوات». وأشار لافروف إلى تصريحات أدلى بها كيري في الاسبوع الماضي بعد استئناف المحادث العسكرية بين البلدين بشأن سورية حيث لا تظهر أي علامة على ان الحرب الاهلية تتراجع بعد أربع سنوات ونصف السنة.

وفي تصريح منفصل قال مصدر ديبلوماسي روسي إن موسكو ترى أن فرص التوصل الى اتفاق دولي في شأن سورية تعززت.

على صعيد آخر، أعلن «جيش المهاجرين والأنصار» الذي يقاتل في سورية ويضم نحو 1500 من المقاتلين الشيشان والأوزبك والطاجيك مبايعته «جبهة النصرة»، فرع «القاعدة» السوري. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «جيش المهاجرين والأنصار» أعلن موقفه في بيان وزّعه على مناصريه.

ورأت «رويترز» أن هذه المبايعة تعزز وضع «النصرة» في مواجهة خصمها «داعش».

 

حل أوروبي لأزمة اللاجئين يعرض «إغراءات» لدول الجوار السوري

لندن – «الحياة»

في ظل انقسام حاد في شأن الحصص الإلزامية لتوزيع طالبي اللجوء على دول الاتحاد الأوروبي، عقد القادة الأوروبيون أمس، قمة طارئة في بروكسيل لمناقشة تشديد الضوابط على الحدود لوقف تدفق المهاجرين ومحاولة الالتفاف على الأزمة بإغراء دول الجوار السوري بمساعدات مالية لتشجيعها على إيوائهم. واعتبر رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك أمس، قبل ساعات من القمة، أن «المسألة الأكثر إلحاحاً التي يتوجب على الأوروبيين تسويتها، هي اعادة ضبط حدودنا الخارجية، وإلا لا معنى للحديث عن سياسة مشتركة للهجرة». (للمزيد)

وفي تأكيد لما أعلنه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون، عن زيادة المساعدات لدول الجوار السوري لاستيعاب المهاجرين، رأى تاسك أن النزاعات التي تدفع اللاجئين إلى الهرب من بلدانهم، خصوصاً سورية، «لن تتوقف في وقت قريب». وأضاف: «هذا يعني اننا نتحدث عن ملايين اللاجئين المحتملين وليس الآلاف». وأضاف: «إن شركاءنا في حاجة إلى مساعدتنا»، مشيراً إلى البلدان المجاورة لسورية مثل لبنان والأردن وتركيا.

وأورد بيان للقمة أن الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد تلتزم «تلبية الحاجات الملحة للاجئين في المنطقة عبر مساعدة المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي ووكالات أخرى ببليون يورو إضافية على الأقل»، في الدول المجاورة لسورية.

وكان تاسك أوضح أنه سيقترح على المشاركين في القمة «تدابير على المدى القصير» تتضمن مساعدات إلى تركيا والوكالات الإنسانية العاملة في مخيمات اللاجئين.

واستبق رئيس الوزراء الهنغاري القمة باتهام المستشارة الألمانية أنغيلا مركل بـ «الإمبريالية»، قائلاً إنه سيقترح أن تدفع دول الاتحاد مزيداً من الأموال لميزانيته للمساعدة في معالجة أزمة اللاجئين، وأن تسمح اليونان لدول أخرى بالدفاع عن حدودها لإبطاء تدفقهم.

وأعلن رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو، أن بلاده ستتوجه إلى القضاء للطعن بنظام توزيع حصص طالبي اللجوء على دول الاتحاد. وقال: «سنتحرك في اتجاهين: أولاً سنقيم دعوى قضائية في لوكسمبورغ، وثانياً لن ننفذ قرار وزراء الداخلية الأوروبيين» الذي تم التوصل إليه أول من أمس، وأقرّ بغالبية كبيرة توزيع 120 ألف لاجئ على دول الاتحاد.

في المقابل، أكد رئيس وزراء تشيخيا بوغوسلاف سوبوتكا، أنه لن يطعن بنظام الحصص، رغم معارضته له. وقال في بيان: «رغم أنني لا أفضل استخدام نظام الحصص وأرفضه وصوّتنا ضده، فان أوروبا يجب ألا تنقسم بسبب أزمة المهاجرين، ولا أريد تصعيد التوترات أكثر من خلال الطعون القضائية. يمكنك أن تمد الحبل لنقطة معينة بعدها ينقطع».

وقال الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس أمس، إن بلاده تستطيع استيعاب عدد اللاجئين المخصص لها وفقاً لخطة الاتحاد الأوروبي، لكنه أسف للموافقة على فكرة الحصص الإلزامية بالتصويت بغالبية وليس بالمفاوضات، وذلك بعد تصويت بلاده إلى جانب تشيخيا وهنغاريا وسلوفاكيا ضد توزيع اللاجئين على دول الاتحاد خلال اجتماع وزراء الداخلية. وقال يوهانيس إن الحصص الإلزامية ليست حلاً لأزمة اللاجئين في أورروبا. وأضاف: «القرار اتُخذ. أعلم أن دولاً أخرى تعتزم الطعن على القرار لكننا سننتظر لنرى النتيجة».

 

سلوفاكيا تطعن في نظام تقاسم اللاجئين

بروكسيل، براتيسلافا، براغ، لندن، أثينا – أ ف ب، رويترز

التقى القادة الأوروبيون في بروكسيل أمس، لمناقشة جذور أزمة الهجرة، وذلك غداة اتفاق توصل إليه وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي أول من أمس، وأُقر بغالبية واسعة تقاسم استقبال 120 ألف لاجئ، رغم استياء دول عدة في شرق القارة العجوز.

وأعلن رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو أمس، إن بلاده ستتوجه إلى القضاء للطعن بنظام توزيع حصص طالبي اللجوء على دول الاتحاد. وقال: «سنتحرك في اتجاهين: أولاً، سنقيم دعوى قضائية في لوكسمبورغ. وثانياً لن ننفذ قرار وزراء الداخلية».

في المقابل، صرح رئيس وزراء تشيخيا بوغوسلاف سوبوتكا أن بلاده لن تطعن بنظام الحصص، رغم معارضته له. وقال في بيان: «رغم أنني لا أفضل استخدام نظام الحصص وأرفضها وصوّتنا ضدها، يجب ألا تنقسم أوروبا بسبب أزمة المهاجرين». وأضاف: «لذا لا أريد تصعيد التوترات أكثر من خلال الطعون القضائية. يمكنك أن تمد الحبل لنقطة معينة بعدها ينقطع».

ووجهت المفوضية الأوروبية انتقاداً إلى 19 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي بينها فرنسا وألمانيا لعدم احترامها حق اللجوء.

وقال المسؤول الثاني في المفوضية فرانز تيمرمانز قبيل القمة الأوروبية الطارئة: «آن الأوان لتقوم الدول الأعضاء بما ينبغي القيام به».

واقترحت المفوضية رصد 1.7 بليون يورو إضافية لمواجهة تدفق المهاجرين، لترتفع بذلك قيمة المبلغ الذي رصده الاتحاد الأوروبي إلى 9.2 بليون يورو على مدى سنتين، وفق ما أوضحت مفوضة الموازنة كريستالينا جورجييفا. ويبدو الاتحاد مصمماً على تخصيص مساعدة مالية أكبر للدول المجاورة لسورية، أي تركيا والأردن ولبنان، التي تستقبل 4 ملايين لاجئ، آملاً بمساهمة الأمم المتحدة في احتواء تدفق طالبي اللجوء إلى أوروبا.

وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن الذي تولى إدارة المفاوضات: «نجحنا في التوصل إلى هذا الاتفاق (تقاســـم الحصص)»، لكنه عبّر عن أســـفه لعدم التوصل إلى توافق.

وأقرت غالبية واسعة من وزراء الداخلية «إعادة إسكان» 120 ألف لاجئ، بعد مناقشات استمرت 3 ساعات أصرّت في نهايتها كل من هنغاريا ورومانيا وتشيخيا وسلوفاكيا على رفضها القاطع للاقتراح.

وقال وزير الداخلية التشيخي ميلان شوفانيتس في تغريدة على تويتر إن «الحكمة خسرت اليوم».

وكانت دول عدة من بينها فرنسا، تفضل عدم إجراء تصويت وتميل إلى الإجماع. ونجحت هذه البلدان في إقناع بولندا لكن جهودها لم تجدِ في مواجهة الدول الـ 4 الرافضة لأي فكرة لحصص ملزمة.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في مقابلة مع صحيفة «سوددويتشه تسايتونغ» الألمانية إن الانقسامات الداخلية «تضعف كثيراً صدقيتنا» تجاه بقية العالم، محذرة من أن الاتحاد سيخسر «نفوذاً مهماً إذا لم نتمكن من تحمل مسؤولياتنا جماعياً».

من جهة أخرى، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن «أوروبا تحملت مسؤولياتها» حيال اللاجئين، في إشارة إلى الاتفاق في شأن توزيع 120 ألف لاجئ. وصرّح هولاند الذي يزور لندن حيث التقى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن «أوروبا قادرة على استقبال (اللاجئين) ولكن ضمن شروط وقواعد، وهذا ما كانت تطالب به فرنسا». وأضاف أن «الاتفاق يتيح في نهاية المطاف إقامة مراكز (الحصول على) المعلومات وخصوصاً (مراكز) تسجيل اللاجئين».

وتابع الرئيس الفرنسي أن «فرنسا كانت أعلنت التزاماتها. كنت أعلنت بنفسي أننا سنستقبل 24 ألفاً. وهنا، على كل الدول أن تفي بالتزاماتها. بعضهم لم يصوّت لكن القاعدة هي الغالبية الموصوفة. هذا يعني أنه حتى مَن صوّتوا ضدّ عليهم أن يطبّقوا الاتفاق الذي تم التوصل إليه».

وخلص هولاند إلى أنه «من الأهمية بمكان أن ترصد أوروبا إمكانات مالية بحيث نتمكن من التحرك سريعاً. 120 ألف شخص لقارة تضم 450 مليون شخص ولن نكون قادرين؟ سنثبت إننا قادرون على استقبال (هؤلاء اللاجئين) وفي الوقت نفسه اعتماد قواعد يمكن احترامها. هذا ما يسمى المسؤولية، هذا ما يسمى التضامن».

إلى ذلك، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مكالمة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أول من أمس، كل دول الاتحاد الأوروبي إلى استضافة «حصتها العادلة» من اللاجئين لمعالجة الأزمة.

وأعلن البيت الأبيض في بيان أن أوباما ومركل شددا على ضرورة تسهيل حصول عملية انتقال سياسي «تتيح توحيد السوريين» ومعالجة الأسباب العميقة لأزمة اللجوء.

وكانت بريطانيا استقبلت أول من أمس، الدفعة الأولى من 20 ألف لاجئ سوري يقيمون في مخيمات في دول مجاورة لسورية وتعهّدت إسكانهم. وجاء في بيان لوزارة الداخلية البريطانية: «اليوم وصل عدد من الأشخاص إلى المملكة المتحدة في إطار برنامج إعادة إسكان الأشخاص الأكثر ضعفاً».

ولم تكشف الحكومة تفاصيل حول عدد اللاجئين الذين وصلوا ضمن الدفعة الأولى أو مكان إقامتهم في بريطانيا.

في غضون ذلك، وصل أكثر من 2500 شخص معظمهم لاجئون أفغان إلى جزيرة ليسبوس اليونانية صباح أمس، على متن حوالى 40 قارباً مطاطياً يحمل كل منها ما بين 60 و 70 شخصاً وسط هطول أمطار، وكان بعضهم يعاني من انخفاض في درجة حرارة الجسم.

 

الأسد يؤدي صلاة العيد في دمشق

دمشق – أ ف ب

ذكرت “وكالة الأنباء السورية” (سانا) أن الرئيس السوري بشار الأسد أدى صلاة عيد الأضحى اليوم (الخميس) في جامع العادل بدمشق.

وأوضحت الوكالة أن “الأسد أدى صلاة عيد الأضحى المبارك في جامع العادل برفقة كبار المسؤولين في الحزب والدولة، وعدد من علماء الدين الإسلامي والمواطنين”.

ونشرت صورة على موقع الأسد الرسمي على “تويتر” بدا فيها واقفاً يؤدي الصلاة متوسطاً رئيس الوزراء وائل الحلقي ومفتي سورية أحمد بدر الدين حسون.

وأصدر الأسد أمس قانونين رفع بموجبهما رواتب موظفي القطاع العام، في بادرة لمناسبة العيد على ما يبدو.

ومنذ اندلاع النزاع في سورية في آذار (مارس) 2011، تنحصر غالبية مشاركات الأسد في المناسبات العامة في أداء الصلاة الرسمية في الأعياد. وقتل 240 ألف شخص على الأقل منذ اندلاع النزاع.

 

واشنطن نفت تصريحات روسية للافروف عن تغيير موقفها من الصراع في سوريا

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ش أ)

صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس بأن الولايات المتحدة باتت أكثر تقبلاً للموقف الروسي من الصراع في سوريا، لكن واشنطن سارعت الى نفي هذا التصريح، بينما دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بروكسيل الى تنظيم مؤتمر جديد للامم المتحدة حول سوريا بعد مؤتمري كانون الثاني 2012 وشباط 2013 المعروفين باسم “جنيف 1″ و”جنيف 2”.

 

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي في موسكو : “أعتقد ان الاميركيين أكثر تقبلا بكثير للحجج التي نقدمها منذ سنوات عدة “. وأشار إلى تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاسبوع الماضي بعد معاودة المحادثات العسكرية بين البلدين في شأن سوريا.

كذلك أفاد مصدر ديبلوماسي روسي أن موسكو ترى أن فرص التوصل الى اتفاق دولي في شأن سوريا تعززت.

ورأت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن العمليات التي ينفذها الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد “داعش” لا تحمل طابعاً فعالاً وواسعاً، إذ تشبه عروضاً أكثر من كونها ضربات حقيقية. وقالت إن الأجهزة الخاصة الروسية تعلم جيدا أن الائتلاف يملك معلومات دقيقة عن أماكن وجود مسلحي “داعش”، إلا أن سلاح طيرانه الحربي لا يوجه ضربات إلى هذه المواقع بالذات. وأوضحت أن إمدادات الأسلحة مستمرة إلى المتشددين، عبر قنوات مختلفة، يقال إنها تتبع لما يسمى بـ”المعارضة المعتدلة”، وخلصت الى أن منطق التمييز بين “إرهابيين جيدين وسيئين، وبين معارضة معتدلة وأخرى غير معتدلة” لم يعد صالحاً.

 

رد اميركي

بيد ان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي: أكد أن “لا تغيير في موقفنا أو قلقنا مما تفعله روسيا في سوريا… الوزير كيري كان واضحا وثابتا (في تصريحاته). نرحب بدور بناء تقوم به روسيا في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ولكن اذا كانوا هناك لتأمين (الرئيس السوري بشار) الاسد فهذا يتناقض مع أي جهود جدية لوضع حد للصراع”.

 

طائرات بلا طيار

في غضون ذلك، أبلغ مصدر أمني في دمشق لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” ان الجيش السوري استخدم أمس للمرة الاولى طائرات من دون طيار تسلمها من روسيا في عمليات ضد مجموعات متشددة.

وقال: “بدأت الحكومة السورية اليوم تستخدم طائرات من دون طيار روسية الصنع في عمليات ضد متشددين في شمال وشرق البلاد”، من غير ان يورد تفاصيل عن نوع هذه الطائرات أو المواقع التي استهدفتها.

وسجل هذا التطور العسكري بعد تأكيد مصدر عسكري سوري رفيع المستوى الثلثاء “وصول خمس طائرات روسية على الاقل وعدد غير محدد من طائرات الاستطلاع الجمعة الماضي” الى قاعدة عسكرية في مدينة اللاذقية الساحلية.

ونفت وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” معلومات متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي مفادها ان معارضين سوريين دربتهم واشنطن وسلحتهم، انضموا الى “جبهة النصرة” المرتبطة بـ”القاعدة”.

وقال الناطق باسمها الكابتن جيف ديفيس: “اننا على اتصال” بالمعارضين الـ70 الذين توجهوا الى سوريا بعدما تلقوا تدريبات لمحاربة “داعش”، “وليس هناك ما يشير الى حصول انشقاق”.

 

هولاند

وقال هولاند لدى وصوله الى القمة الاوروبية المخصصة لمسألة الهجرة في بروكسيل ان “على كل الذين يمكنهم المساهمة في ايجاد حل سياسي في سوريا، أن يجلسوا الى الطاولة. هذا كان المبدأ الذي قام عليه مؤتمرا جنيف… وأنا أدعو إلى مؤتمر جديد يتاح لكل البلدان التي تريد عودة السلام الى سوريا المشاركة فيه”.

والثلثاء اتفق هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لدى لقائه إياه في تشيكرز على “ضرورة تفعيل عملية السلام في سوريا”.

من جهة اخرى، نفت وزارة الخارجية الفرنسية حصول أي اتصال مع البرلمانيين الاشتراكيين الثلاثة الذين يعتزمون السفر إلى سوريا خلال الفترة بين 26 ايلول و30 منه.

 

خطة أميركية لتسليح آلاف المقاتلين في شمال سوريا

الحرب السورية: تفاؤل روسي.. تشاؤم أميركي

تواصل التناقض بين موسكو وواشنطن بشأن الأزمة السورية، ففي حين أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر تقبلاً للموقف الروسي إزاء النزاع، سارعت واشنطن إلى نفي هذا الأمر، مؤكدة أن موقفها لم يتغير مما تقوم به موسكو في سوريا، وذلك بعد ساعات من تحذير وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أن الدعم العسكري الروسي لدمشق يثير خطر مواجهة مع قوات التحالف الدولي.

في هذا الوقت، نقلت شبكة «سي ان ان» الأميركية عن مصادر في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قولها إن «قادة في الجيش الأميركي تقدموا بخطة لتوفير السلاح والذخائر لآلاف المقاتلين السوريين المعارضين، والمناوئين في الوقت ذاته لتنظيم داعش في شمال سوريا»، وذلك بالتزامن مع تزايد الوجود العسكري الروسي في البلاد.

وقالت المصادر إن «الحديث يتعلق بقرابة خمسة آلاف مقاتل، ينشطون ضمن مظلة يطلق عليها البعض التحالف العربي ـ السوري، وقد سبق له أن سجل عدة نجاحات في مواجهة داعش ميدانياً خلال الأسابيع الماضية، في الوقت الذي كانت فيه واشنطن تواجه المصاعب بسبب تعثر برنامجها لتدريب وتسليح معارضين».

وأضافت إن «دعم ذلك التحالف أمر أساسي وحاسم في حال رغبت أميركا في تسجيل نجاحات في شمال سوريا»، موضحة أن «القادة في الجيش الأميركي يعرفون بأن التحالف العربي ـ السوري يعاني حالياً نقصاً كبيراً في الذخيرة، وهم يودون توفيرها له بأسرع وقت، لكن القرار يحتاج لمصادقة البيت الأبيض الذي لم يقم بذلك بعد».

وأشارت الشبكة إلى أن وكيلة وزارة الدفاع للشؤون السياسية كريستين ويرموث كانت أول من أشار إلى هذا «التحالف»، وذلك عبر إشارتها، خلال جلسة استماع في الكونغرس، إلى ضرورة دعم الجماعات الأخرى التي تقاتل على الأرض، ومن بينها هذا «التحالف». وتشير المعلومات إلى أن «التحالف العربي – السوري» يتكوّن من 15 جماعة قبلية وعسكرية، ولديه علاقات جيدة مع الأكراد في المناطق الشمالية في سوريا، وسجل نجاحات بمقاتلة «داعش».

وأعلن مصدر أمني سوري لوكالة «فرانس برس» أن الجيش استخدم للمرة الأولى طائرات من دون طيار تسلمها من روسيا. وقال «بدأت الحكومة السورية اليوم (أمس) استخدام طائرات من دون طيار، روسية الصنع، في عمليات ضد متشددين في شمال وشرق البلاد»، من دون أن يورد أي تفاصيل حول نوع الطائرات أو المواقع التي استهدفتها. وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ذكر، في بيان، «قتل 12 مدنياً و20 مقاتلاً من تنظيم الدولة الإسلامية جراء ضربات جوية على مدينة تدمر، التي تتعرض لغارات كثيفة».

ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن السفير السوري لدى موسكو رياض حداد ترحيب دمشق بوجود قاعدة عسكرية روسية في اللاذقية إذا قررت روسيا إقامتها. وقال «إذا وافقت روسيا، فإن سوريا سترحب بمثل هذه الخطوة لأنها ستهدف لمواجهة الإرهاب على أرضنا».

وقال مسؤول أميركي، لوكالة «رويترز»، إن المنسق الأميركي لعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» الجنرال المتقاعد جون آلن يخطط لتقديم استقالته لأسباب شخصية. وأوضح أن آلن كان يخطط لقيادة التحالف لمدة ستة أشهر، لكنه يقوده منذ حوالى العام.

لافروف وكيري

ورأى لافروف، في تصريح في موسكو، أن «الأميركيين أصبحوا أكثر قابلية للحجج التي نتعامل معها منذ سنوات»، مشيراً إلى أن كيري قال له «إنهم يريدون التعاون معنا».

وتحدث لافروف عن دليل آخر على رغبة الأميركيين في التعاون مع روسيا وسوريا في محاربة الإرهاب، موضحاً أن «الجانبين أعربا عن نظرة إيجابية بعد مباحثات وزيري الدفاع (الروسي سيرغي) شويغو و(الأميركي أشتون) كارتر أيضا».

وسارع المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي إلى مناقضة تصريحات لافروف. وقال «لا يوجد تغيير في موقفنا، أو قلقنا بشأن ما تفعله روسيا في سوريا». وأضاف «الوزير كيري كان واضحاً وثابتاً (في تصريحاته). نرحب بدور بناء تقوم به روسيا في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، لكن إذا كانوا هناك لتأمين الأسد فهذا يتناقض مع أي جهود جادة لوضع حد للصراع».

وقال كيري، في مقابلة مع صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية نُشرت أمس، إنه أبلغ لافروف بأن «الولايات المتحدة تشعر بالقلق من دعم موسكو العسكري للأسد». وأضاف «هذه التصرفات قد تفضي لمزيد من التصعيد في الصراع، وقد تؤدي إلى فقد المزيد من الأرواح البريئة، وستزيد تدفق اللاجئين وتخاطر بمواجهة مع قوات التحالف التي تقاتل داعش في سوريا». ولم يوضح كيري طبيعة مخاطر المواجهة التي قد تحدث.

وكان مصدر ديبلوماسي روسي قال إن موسكو ترى زيادة في فرص التوصل لاتفاق دولي بشأن مكافحة الإرهاب في سوريا وحل الصراع. ولم تتضح طبيعة الاتفاق الذي يمكن التوصل إليه بشأن نقاط الخلاف الشائكة في الصراع، لكن المصدر أشار إلى أن «تنامي خطر تنظيم الدولة الإسلامية يشكل قوة دفع لجهود دولية جديدة من أجل الاتفاق». وقال «لدى موسكو الآن نظرة متفائلة بشأن فرص التسوية في سوريا، وتوحيد المساعي لقتال الدولة الإسلامية».

ودعت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «واشنطن إلى التعاون البناء من أجل مكافحة الإرهاب، وتشكيل تحالف واسع لمواجهة داعش بفعالية على أساس القانون الدولي، والدور المركزي للأمم المتحدة».

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن «روسيا لا تناقش التغييرات السياسية في سوريا مع غيرها من الدول»، مؤكداً أن «الشعب السوري هو فقط الذي يناقش مستقبل بلاده ويتخذ القرارات».

وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، خلال لقائهما في تشيكيرز في وسط بريطانيا، «ضرورة تفعيل العملية السياسية» في سوريا.

وقال مصدر في الأليزيه إن هولاند وكاميرون «اتفقا على ضرورة تفعيل العملية السياسية، وأبديا رغبتهما في العمل سوياً» في ما يتعلق بالملف السوري.

(«روسيا اليوم»، «سبوتنيك»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

روسيا تجري مناورات عسكرية بحرية في شرق المتوسط

موسكو – (أ ف ب) – اعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس عن اجراء مناورات عسكرية بحرية في ايلول/سبتمبر وتشرين الاول/اكتوبر في شرق المتوسط على خلفية قلق اميركي ازاء تعزيز الوجود العسكري الروسي في سوريا.

 

واعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان “في ايلول/سبتمبر وتشرين الاول/اكتوبر تجري القوات البحرية الروسية تدريبات في القسم الشرقي من المتوسط” مشيرة خصوصا الى مشاركة ثلاث سفن حربية.

 

والاسبوع الماضي ابلغت موسكو قبرص باحتمال اجراء بحريتها تدريبات في هذه المنطقة لكن بدون ان تعلن رسميا عن مناورات.

 

واوضح بيان الوزارة انه سيتم “اجراء اكثر من 40 تدريبا على الاقل” مشيرا الى مناورات تشمل المدفعية والمضادات الجوية.

 

ولفت البيان الى ان “هذه التدريبات تتوافق مع خطة تدريب الجيش السوري التي تمت الموافقة عليها في 2014″ بدون ان يأتي على ذكر النزاع في سوريا. واشار البيان في المقابل الى مناورات “روتينية”.

 

وبحسب وزارة الدفاع فان الطرادة قاذفة الصواريخ موسكفا التابعة للاسطول الروسي عبرت الخميس مضيق البوسفور للمشاركة في هذه المناورات التي تشمل ايضا سفينة انزال ومدمرة.

 

وتاتي هذه المناورات التي ستجري بين مرفأ طرطوس السوري وقبرص، فيما استخدم الجيش السوري للمرة الاولى الاربعاء طائرات بدون طيار قدمتها له روسيا، في اطار الدعم العسكري المتزايد لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.

 

أردوغان: الأسد يريد تأسيس “سوريا صغيرة” من دمشق إلى اللاذقية

اسطنبول- الأناضول: قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، يريد تأسيس سوريا صغيرة تبدأ من دمشق وتمتد عبر حماة وحمص إلى اللاذقية، وهي منطقة تشكل 15% من مساحة سوريا.

 

وأضاف أردوغان، في تصريحات صحفية أدلى بها عقب أداء صلاة عيد الأضحى المبارك في اسطنبول، أن الأسد يريد تأسيس دولة خاصة به، تسيطر عليها وتدعمها قوى سيادية معينة، وهذه المنطقة تنفتح على البحر الأبيض المتوسط.

 

وأكد أن بلاده تدافع عن وحدة التراب السوري، وتريد لشعب سوريا أن يحصل عن منطقة خالية من التنظيمات الإرهابية، مشيرًا إلى تأكيدها على ضرورة إقامة منطقة آمنة، ليتمكن اللاجئون السوريون في تركيا من العودة إليها.

 

وأضاف أنه تحدث مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين حول ذلك خلال لقائهما أمس في موسكو.

 

وأفاد الرئيس التركي أن الدعم الروسي والإيراني للنظام السوري لم يعد سرًّا، والبلدان يصرحان بذلك علنًا، مشيرًا إلى أنه أبلغ بوتين بأن الأسد، يريد تأسيس سوريا صغيرة تبدأ من دمشق وتمتد عبر حماة وحمص إلى اللاذقية، وهي منطقة تشكل 15% من مساحة سوريا تسيطر عليها وتدعمها قوى سيادية معينة.

 

ولفت إلى أنه اتفق مع نظيره الروسي على أن يبدأ وزراء خارجية تركيا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية العمل معًا على الملف السوري، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبناء على ذلك يمكن، فيما بعد، ضم المملكة العربية السعودية وإيران، إذا رغبتا، ولاحقًا الاتحاد الأوروبي والأردن وقطر.

 

وفي شأن آخر، اعتبر أردوغان أن وزارة الخارجية الأمريكية  “أخطأت” بعدم اعتبار “وحدات حماية الشعب” الكردية في سوريا تنظيمًا إرهابيًّا، موضحًا أن “حزب الاتحاد الديمقراطي” و”وحدات حماية الشعب” تنظيمات إرهابية بالنسبة لبلاده.

 

وأعرب عن اعتقاده بأن واشنطن ستعيد النظر في هذا “التقدير الخاطئ”.

 

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، الثلاثاء الماضي، في الموجز الصحفي من واشنطن، “لا نعتبر وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية، ولقد أثبتوا نجاحهم في الحرب ضد داعش في سوريا”.

 

ازدحام شديد يشهده معبر «جيلوة غوزو» التركي الحدودي مع سوريا

  • شهد معبر «جيلوة غوزو» التركي على الحدود السورية المقابل لمعبر «باب الهوى» على الجانب السوري، ازدحاماً شديداً مع تدفق أعداد كبيرة من السوريين اللاجئين في تركيا الراغبين بالعودة إلى بلادهم لقضاء أيام عيد الأضحى.

وبدأ السوريون بالتوافد إلى المعبر منذ ساعات صباح الأربعاء، حيث سمحت لهم السلطات التركية بالعبور نحو بلادهم بعد إتمام إجراءات تسجيلهم، إذ بلغ عدد المسجلين والداخلين إلى الأراضي السورية حتى عصر أمس قرابة ثلاثة آلاف شخص، فيما يواصل آخرون انتظارهم في المعبر.

 

«مخاتير» في أزقة اسطنبول وأنقرة يشكّلون عالما لتزويرالوثائق من سوريا والعراق وليبيا

رخص مهن ودفاتر سيارات وتصاريح فن وموسيقى وسجلات شركات وإحصاء إرث

أنقرة ـ «القدس العربي»: أمام الواجهات الخارجية لمكاتب القسم المختص بالتصديق في وزارة التعليم التركية نشرت وعلقت عشرات اللافتات الصغيرة، وباللغات الثلاث الانكليزية والتركية والعربية، والتي تحدد سلسلة من الشروط القاسية للمصادقة على أي وثيقة تعليمية صادرة عن سوريا او العراق وليبيا.

الإشعارات عمليا تبلغ الطلبة من الدول العربية الثلاث بأن وضعهم «صعب جدا» حسب مليكة حسان الطالبة الليبية التي كانت تبكي أمام مقرات هذا المكتب وهي تشرح لـ»القدس العربي» أسباب مراجعاتها المتتالية لخمسة أيام دون الحصول على ختم أوراقها المطلوبة.

فجأة قررت سلطات التعليم التركية وهي تفتح الجامعات لآلاف الطلبة العرب إجراء المصادقة على وثيقة الثانوية العامة. الشروط تبدو صعبة وكما فهمت «القدس العربي» من المسؤول المختص في المكتب التركي، ليس رغبة في تعقيد الأمور فقط ولكن لأن شبكات غامضة ومجهولة تزور ببساطة شديدة شهادات طلاب الثانوية العامة من هذه البلدان.

شهادة الثانوية العامة السورية هذه من أكثر الأوراق المزورة تداولا، الأمر الذي يتسبب عمليا بإرهاق وتأجيل معاملات الطلبة الذين يحملون شهادات صحيحة ودقيقة.

تزوير الوثائق مسألة تثير قلق وهوس الجميع في أنقرة خصوصا مع ظهور إمكانيات لافتة لتزوير وثائق سورية او عراقية، وبدرجة أقل ليبية من كل الأنواع.

يوجد مزورون محترفون يمكنهم ببساطة إصدار اي وثيقة سورية أو عراقية من أي نوع، حسب لافي عياش السوري المقيم في أنقرة منذ ثلاثين عاما، والذي أكد لـ»القدس العربي» أنه قابل أشخاصا في تركيا لديهم القدرة على تدبير أي وثيقة يمكن أن تطلب حيث توجد أختام مسروقة أصلية وتوجد أختام مقلدة أيضا يتاجر بها حتى بعض الأتراك.

أفراد في «تنظيم الدولة» وفي «جبهة النصرة» وحتى في «الجيش الحر» يبيعون الأختام الأصلية التي تمكنوا من السيطرة عليها بمبالغ ضخمة جدا لباعة متجولين يحصلون على دولارات كثيرة مقابل الختم الأصلي خارج سوريا.

فيما يتعلق تحديدا بالوثيقة السورية يباع ما يسمى بـ «دفتر سيارة» بمبلغ لا يقل عن 300 دولار رغم أن سعره المألوف داخل سوريا لا يتجاوز سبعة دولارات، ومثل هذا الدفتر هو نفسه الدفتر الأصلي. كما تباع أوراق استمارات لها علاقة بالترخيص والمهن والتعليم بمبلغ لا يقل عن 50 دولارا للورقة الواحدة لمن يحتاجها، فيما ينفق مبلغ موازن لختم الورقة بعد تعبئتها.

يمكن تزوير أي وثيقة تخطر على البال وفي بعض الأزقة والحواري التركية يسمى حملة الأختام والمزورون بـ»المخاتير»، والمسألة تؤرق السلطات التركية بسبب صعوبة التمييز بين الوثيقة الرسمية وتلك المقلدة او المزورة، خصوصا وأن أوراقا بسيطة واستمارات إدارية بيروقراطية تساهم في تحديد الوضع القانوني لملايين الأشخاص من اللاجئين كما تساهم في ترسيم مصالحهم ومصالح الآخرين معهم.

بين النماذج والاستمارات المزورة يتحدث المختصون عن رخص استيراد وتصدير وجوازات سفر وتراخيص صادرة حتى عن نقابة الفنانين أو رابطة الموسيقيين، إضافة لشهادات ميلاد وقيود أحوال وإبلاغات وفيات وأوراق حصر الإرث ووصولات مالية لشركات كبيرة وتقارير طبية.

باختصار شديد لا توجد ورقة أو وثيقة كما يقول الأتراك وبعض العرب المقيمين في انقرة لا يمكن تزويرها، خصوصا من سوريا والعراق وليبيا.

 

خطط أمريكية لاستثمار نجاحات الأكراد… محاصرة الرقة وتزويد 15 فصيلا بالذخيرة

سقوط الرمادي يفشل خيار العراق أولا ويدفع أوباما لتعزيز خيار سوريا أولا

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: تتزايد الضغوط على الإدارة الأمريكية للانخراط أكثر في سوريا وسط تحركات روسية واعتراف الحكومة السورية بتلقيها مقاتلات روسية الصنع لاستخدامها في الحرب ضد «تنظيم الدولة».

وآخر الضغوط على إدارة الرئيس أوباما جاءت من ديفيد بترايوس، مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي إيه» السابق.

وفي أول شهادة له أمام الكونغرس منذ استقالته من «سي آي إيه» عام 2012 أخبر بترايوس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس إنه يجب إنشاء مناطق آمنة في شمال سوريا يحميها طيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد «تنظيم الدولة» وتعمل من داخلها المعارضة المسلحة ويعيش فيها المشردون السوريون.

واقترح بترايوس قيام الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات عسكرية لمنع الطيران السوري من رمي البراميل المتفجرة على المناطق المدنية. وطالب في الوقت نفسه بزيادة الجهود لمواجهة «تنظيم الدولة» خاصة في العراق وبحث فكرة إرسال فرق عسكرية صغيرة تكون مسؤولة عن توجيه الغارات الجوية.

 

سياق عسكري وأمني

 

وانتقد بترايوس بشدة الولايات المتحدة والدول المشاركة معها لأنها لم تحقق النفوذ الكافي للضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد بشكل يدفع باتجاه الحل السياسي للحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ عام 2011.

وقال الجنرال السابق «كثيرا ما يقال إنه لا حل عسكريا للحرب في سوريا والحروب التي تدور في الشرق الأوسط» و»قد يكون هذا صحيحا ولكنه مضلل في الوقت نفسه، لأن هناك حاجة لسياق أمني وعسكري في كل حالة إن أريد التوصل لتسوية سياسية»، مشيرا أن «هذا السياق لن يتحقق بنفسه، ونحن وشركاؤنا بحاجة لتسهيله وهو ما لم نفعله خلال السنوات الماضية». وتشيرالصحافة الأمريكية إلى الاجتماعات التي تعقدها إدارة باراك أوباما هذا الأسبوع للبحث في طرق تقوي فيه الحملة ضد «تنظيم الدولة».

ويتركز التفكير الأمريكي على كيفية استثمار الإنجازات التي حققها الأكراد السوريون في شمال العراق.

فقد استطاعت قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الكردستاني بمساعدة من طيران التحالف والقوات الأمريكية الخاصة دحر مقاتلي «تنظيم الدولة» من منطقة تمتد من جنوب تركيا وشرق الفرات، بدءا من بلدة عين العرب/كوباني. وتدرس الإدارة فكرة توسيع الدعم لـ15 ميليشيا عربية والتي يصل عدد مقاتليها حوالي 5.000 مقاتل.

وستوفر الولايات المتحدة الذخيرة وليس الأسلحة على أمل أن تعمل هذه إلى جانب القوات الكردية وتندفع جنوبا باتجاه مدينة الرقة «عاصمة الخلافة».

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول أمريكي بارز قوله «السؤال المهم هو إن كنا سنعثر على قوات إضافية مؤهلة» للدعم الأمريكي وتكون قادرة على «تشديد الخناق على الرقة».

ومن الأفكار المقترحة وتناقش الآن تدريب مجموعة صغيرة من مقاتلي المعارضة السورية، كي تكون قادرة على استدعاء الطيران ودمجهم في الفصائل السورية الأكبر.

ولم يتم اتخاذ قرارات بعد في هذا الشأن لكن المسؤولين يخشون من التحركات الروسية ومن الخطاب الذي سيلقيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، والذي قد ينتقد فيه الحملة التي تقودها الأمريكية ضد الجهاديين.

 

عدم التورط

 

وفي الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة مواجهة «تنظيم الدولة» من دون التورط في «مستنقع» سوريا إلا أن نقاد الإدارة يقولون إنها تخلت عن المبادرة لصالح إيران وروسيا.

وفي هذا السياق علق بترايوس على «التصعيد العسكري الروسي في سوريا ما هو إلا تذكير آخر أنه عندما لا تبادر الولايات المتحدة يقوم الآخرون بملء الفراغ بطريقة تضر بمصالحنا».

وعبر بترايوس عن شكوكه بتعاون روسي مع الولايات المتحدة لمكافحة «تنظيم الدولة». ويرى أن التعزيزات العسكرية الروسية تهدف لحماية القواعد العسكرية الروسية ما بين اللاذقية وطرطوس وتقوية الأسد، على الأقل حتى يتم العثور على بديل مقبول للكرملين.

وعن كيفية حماية «الجيوب» الآمنة قال بترايوس إن المعارضة المعتدلة ستتولى حمايتها وبدعم من الطيران الأمريكي، وربما مجموعة صغيرة من المستشارين الأمريكيين. ويرى بترايوس أن «السنة في سوريا لن يكونوا مستعدين للمشاركة حتى نلتزم بحمايتهم وبقية الشعب السوري ضد كل الأعداء وليس تنظيم الدولة» أي الأسد وبراميله المتفجرة.

 

فشل في العراق

 

ويأتي التركيز على الجبهة السورية، بعد عام من توسيع الحملة إليها، ولهذا فالجمود على الساحة العراقية يدفع إدارة أوباما إلى وضع خطط قوية ضد «التنظيم» في سوريا، حسب وصف صحيفة «واشنطن بوست».

وستبدأ الجهود بزيادة الضغوط على الرقة. وهو ما يعبر عن تحول مهم في استراتيجية الإدارة تجاه سوريا منذ عام، حيث ركزت الإدارة على مواجهة «تنظيم الدولة» في العراق.

وأضافت الصحيفة أن مجلس الأمن القومي الذي يدرس الخيارات الجديدة في سوريا سيجتمع خلال الأيام المقبلة، كي يستثمر ما قالت إنها انجازات قامت بها قوات غير نظامية. وتفكر الإدارة في تخفيف إجراءات التقييم الأمني وتوسيع دائرة الفصائل التي يمكن التعاون معها، مما سيعمق من تورط الولايات المتحدة في الحرب الأهلية.

وتعتقد الصحيفة أن توجها كهذا قد يرفع الكثير من القيود على وزارة الدفاع وبرنامجها لتدريب المعارضة الذي عانى من مشاكل منذ الإعلان عنه العام الماضي. فبدلا من تعريض المقاتلين السوريين لسلسلة من المقابلات والفحوص قبل وأثناء التدريب، فقد يقصر المسؤولين الأمريكيين عمليات التدقيق على قادة الوحدات. وقال مسؤول «الأمر المهم هو توفير طلقات لهم».

وتربط الصحيفة التوجه الجديد بحالة الإحباط من الوضع الميداني في العراق، حيث توقف هجوم القوات العراقية على مدينة الرمادي، وقد لا يتم الهجوم على الموصل الذي خطط له هذا العام إلا بعد رحيل أوباما عن البيت الأبيض.

ويرى مسؤول آخر «لدينا فرص (في سوريا) لم نكن نعتقد أننا سنحصل عليها. ولدينا فرصة للتقدم نحو الرقة» وأضاف «لدينا فرصة للسيطرة على كل المناطق الحدودية مع تركيا من «تنظيم الدولة» ولم نكن نعتقد أننا سنفعل هذا».

وبحسب التفكير الجديد فسيتم عزل مدينة الرقة ومنع قادة «التنظيم» من تحريك قواتهم ما بين سوريا والعراق.

ويأمل الأمريكيون من تكرار ما فعله الأكراد حيث أجبروا «التنظيم» على الخروج من مناطقهم ووضعوه في حالة دفاع عن النفس وحرموه من تعزيز قواته والتجارة عبر الحدود التركية.

وفي حالة نجح الأمريكيون بدفع تحالف من الفصائل العربية للتعاون مع الأكراد والدفع باتجاه الرقة فستكون المرة الأولى التي تقدم فيها أمريكا السلاح مباشرة لجماعات سورية مقاتلة.

وكان برنامج البنتاغون محلا للنقد، خاصة بعد اعتراف قائد القيادة الوسطى الجنرال لويد أوستن بأن عدد المقاتلين السوريين الذين دربتهم الولايات المتحدة ويقاتلون ضد «تنظيم الدولة» ما بين 4-5 مقاتلين.

وتحاول الإدارة الحصول على إذن من السلطات التركية لاستخدام قاعدة أنجريليك وإرسال طائرات مقاتلة تحكم إغلاق الحدود التركية – السورية.

وترى إدارة أوباما أن هناك فرصة لتحقيق نجاح في سوريا في ضوء تضاؤل الآمال باستعادة الرمادي التي يجد الجيش العراقي صعوبة في التقدم نحوها بسبب حقول الألغام وعدم توفر فرق لتفكيك الألغام.

وتنقل عن مسؤول أمريكي قوله إن العراقيين لم ينتهزوا الفرص التي فتحها لهم القصف الأمريكي. كما أن مقتل قائدين كبيرين في القوات العراقية أثر على عمليات التقدم نحو المدينة.

وكان الرئيس أوباما قد ألمح إلى إمكانية موافقته على إرسال طائرات أباتشي أو وحدات من القوات الخاصة، مما يعطي القوات العراقية الثقة بالنفس.

 

مشاكل

 

وحذرت الصحيفة من بعض القصور في التفكير الجديد فهو لا يعرض حياة الجنود الأمريكيين للخطر لكن توفير السلاح للمقاتلين لا يمنع من وقوعه في الأيدي الخطأ، كما أن زيادة الدعم للأكراد قد يؤدي لغضب الأتراك الذين يرفضون ولادة أي كيان كردي على حدودهم.

ولا أحد يضمن فيما إن كان الدعم العسكري للمعارضة سيؤدي إلى نتائج. فـ»تنظيم الدولة» الذي أضعفته الغارات الجوية المتكررة لم يفقد زمام المبادرة واستطاع القيام بحملات عسكرية ناجحة في شمال- غرب البلاد.

وهو ما يعطي فكرة أن الغارات الجوية التي شنها التحالف الأمريكي على سوريا لم تحقق أهدافها بعد.

 

انشقاق

 

والفشل واضح في برنامج تدريب المعارضة حيث نقلت صحيفة «التايمز» البريطانية عن محمد الضاهر قوله إن المجموعة من 71 مقاتلا والتي دخلت سوريا يوم الأحد بقيادة الميجر أنس إبراهيم، المعروف بـ»أبو زيد»، قامت بتسليم أسلحتها لـ»جبهة النصرة» لضمان عدم اعتقالهم أو ملاحقتهم.

وقالت قيادة الفرقة 30 إنها فقدت الاتصال مع الميجر إبراهيم «كقيادة في الفرقة 30 ننكر الاتصال مع «جبهة النصرة» ولسنا متأكدين أن ما حدث للميجر أنس إبراهيم صحيح لأننا فقدنا الاتصال معه».

ونشر الميجر إبراهيم بيانا على وسائل التواصل الاجتماعي زعم فيه أن اسم مجموعته الجديد هو «فصيل مقاتلي أتارب» ولم يعد له صلة بالأمريكيين.

وقال «نقاتل على الأراضي السورية من دون تنسيق مع التحالف الدولي وسنظل نقاتل داعش والأسد حتى تتم هزيمة الشر».

وقالت الفرقة 30 إنه في حالة تم التأكد من هذا فستتم محاكمة الميجر أنس إبراهيم بتهمة الخيانة. ونقل موقع «دايلي بيست» عن مسؤولين في البنتاغون والقيادة المركزية قولهم إنهم لا يعرفون عن انشقاق المقاتلين ولكنهم اعترفوا أن الجيش الأمريكي لا يتصل مع المجموعات من «القوة السورية الجديدة» كما يطلق عليها حالة دخولهم سوريا.

وبحسب عمار الواوي المتحدث باسم المجموعة قوله «لا أنفي أو أوكد حدوث الانشقاق، ولو كان صحيحا إلا أنه متوقع فقد حذرنا المسؤولين عن البرنامج». وقال إن «طلبا من القيادة العامة للفرقة 30 بتوقيف أنس إبراهيم قبل انتهائه من التدريب لأننا تلقينا معلومات بأن هذا سيحدث إلا أن المسؤولين عن البرنامج رفضوا توقيفه».

ونقل الموقع عن مصدر داخل «جبهة النصرة» قوله إن أبو زيد ليس وحده من انشق، ولكن هناك عناصر أخرى في «القوة السورية الجديدة» سلمت أسلحتها لـ»جبهة النصرة» حال دخولها الأراضي السورية وتحديدا في بلدة الأتارب. وقال المقاتل الهولندي أبو سعيد الحلبي «لقد تم اعتقال أفراد الفرقة 30 عندما دخلوا سوريا» وأضاف أن قائد المجموعة كان يخطط للانشقاق عن الفرقة 30 واقترح تسليم معدات عسكرية مقابل الحماية والحرية.

وهاجم الولايات المتحدة وسيقاتل ضد نظانم الأسد رغم تعاقده مع الولايات. وفي المقابل شكك البعض بهذه القصة وقالوا إنها محاولة من «جبهة النصرة» للتضليل وإضعاف البرنامج الأمريكي الذي يعاني من مصاعب.

ويرى مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «هذه دعاية من النصرة» وأكد مسؤول أمني أمريكي أن «لا أحد انشق» مع أنه لم يستبعد القصة وقال «يجب أخذ القصة بنوع من الشك».

وفي حالة تأكدت قصة أبو زيد فإنها تأتي بعد 48 من خروج قائد الفرقة 30 محمد الضاهر من برنامج التدريب الأمريكي، حيث تحدث عن ست مشاكل يعاني منها بما فيها «بطء تطبيق البرنامج» و»غياب الجدية» و»غياب الدقة وأسلوب اختيار الفريق».

وفي الوقت نفسه أشار موقع «بلومبيرغ» أن الجنرال جون ألن الذي عينه أوباما للإشراف على جهود مكافحة «تنظيم الدولة» سيغادر منصبه خلال الأسابيع المقبلة، وهو قرار متعلق بإحباطه من سياسة البيت الأبيض ومرض زوجته. ويشير الموقع أن برنامج تشكيل «القوة السورية الجديدة» عانى منذ بدايته من نكسات، ففي بداية شهر آب/أغسطس خسرت البنتاغون أول دفعة مكونة من 54 مقاتلا عادوا إلى سوريا بعد إنهائهم التدريبات.

وفي الأسبوع قال الجيش الأمريكي إنه لا يعرف مصير 18 مقاتلا وآخر معتقل. ويقول المتحدث باسم الفرقة 30 «لا نريد فشل البرنامج لكن المسؤولين الأمريكيين رفضوا العمل مع الضباط الذين انشقوا عن الجيش السوري والذين عبروا عن اهتمام بالتعاون.

ويرى كريس هارمر، المحلل في معهد دراسات الحرب في واشنطن «هذا دليل على عدم تماسك السياسة السورية والتي عادت بنتائج عكسية» و»الفرقة 30 تعتبر فشلا ذريعا، لقد أنفقنا الكثير من المال، وحتى هذا لا يهم، ولكننا ضيعنا حسن النية، ففي كل يوم تتقبل فيه الولايات المتحدة بقاء الأسد، ولم يبق لدينا أي حسن نية، فنسبة 9% من السوريين تريد رحيل الأسد، ولهذا السبب لا ترى نسبة 90% من السوريين في أمريكا طرفا ذا مصداقية لبناء المستقبل».

 

اغتيال مراسل «الجزيرة نت» في درعا أحمد المسالمة… واتهامات لـ «جبهة النصرة»

مهند الحوراني

درعا ـ «القدس العربي»: لم تعد ظاهرة الاغتيالات في درعا استثناء، بل باتت هي القاعدة في ظل فراغ أمني يبدو أن الأيادي المحسوبة على النظام أو على تنظيم «الدولة الإسلامية» أو غيرهم، تستغله بشكل ممتاز بحسب ناشطين، حيث لم تنته سلسلة الاغتيالات التي راح ضحيتها نائب رئيس دار العدل الشيخ أبو أسامة، وتلاها اغتيال ياسر الخلف وهو قائد تشكيل عسكري في «جبهة ثوار سوريا»، بالإضافة إلى محاولات اغتيال فاشلة نجا منها مراسل «الجزيرة» بدرعا منتصر أبو نبوب وأحد القادة العسكريين بـ»جبهة ثوار سوريا» في القنيطرة، ليتكرر السيناريو نفسه أيضا باغتيال أحمد المسالمة مراسل «الجزيرة نت» بدرعا وهو شاب عمل في مجال الإعلام في «جبهة النصرة» وله ارتباطات مع الشيخ كساب المسالمة المتهم بمبايعة «تنظيم الدولة» والذي اغتيل قبل أشهر، وهو السبب بحسب ناشطين وراء اغتيال الإعلامي أحمد.

(م، م) إعلامي في درعا، وأحد أصدقاء المسالمة يقول في حديث خاص لـ»القدس العربي»: جرت محاولة اغتيال قبل شهرين لأحمد إلا أنه نجا بأعجوبة، وعند سؤالي له بمن يشك أجاب بكل وضوح « في غيرهم؟» في إشارة لـ»جبهة النصرة»، معللا السبب آنذاك لأنه كان مع الشيخ كساب وما زال حيا ويجب ان يموت، كما قال حينها.

من جهته قال علي المصري وهو ناشط إعلامي في حديث خاصة لـ «القدس العربي» ان علاقة أحمد المسالمة بالشيخ كساب كانت قبل دخوله على سوريا، حيث كان على تواصل معه عن طريق أقاربه، وكان يرافقه منذ بداية مجيئه إلى سوريا، ووقتها كان عنصر في «النصرة»، وكان يتردد بشكل يومي إلى بيت كساب، ويتلقى منه الدروس والتوجيهات والفتاوى إلى حين قتل كساب.

ويرى ناشطون أن توجيه أصابع الاتهام إلى «جبهة النصرة» فيه إجحاف، حيث كان المسالمة أحد أمهر إعلامييها قبل تركه، وكانت تربطه بـ»النصرة»علاقات طيبة إلى أن ترك «النصرة» من دون خلافات وبناء على رغبته الشخصية.

على صعيد آخر قال وليد الرفاعي عضو المكتب الإعلامي لدار العدل معللا سبب عدم وقوف عجلة الاغتيالات أنه «في الدول المتحضرة والمتقدمة لا أحد يستطيع وقف الاغتيالات، فما بالك في مجتمع متوتر ومتفكك في ظل وجود أجنده متفرقة حتى دار العدل وفصائلها ليست بعيدة عن ذلك، فلا تحملوا دار العدل ما لا تطيق».

وحول الحلول الواجب اتباعها لتلافي هذه الظاهرة يقول الرفاعي: «حلول كثيره تبدأ باحتياطات أمنية لكل شخص حسب نشاطه العسكري والاجتماعي، ثم مواجهة الفكر الدخيل على مجتمعنا، وتلك مسؤولية الجميع، وأظن أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي لمواجهة تلك العقول المدجنة، بل نحتاج إلى تكاتف الجميع وبكافة المجالات، والحل الرئيسي برأيي هو إسقاط النظام، وبسقوطه تسقط أغلب الأجندة والشعارات وتكشف زيف الزائفين».

وأوضح الرفاعي أنه من «الظلم والإجحاف تحميل دار العدل مسؤولية ما يحصل من انفلات أمني، فدار العدل لا تملك قوة مستقلة، فقوتها تنبع من قوة الفصائل الموقعة على ميثاقها، أما الكادر القضائي والإداري لدار العدل فيعملون ليلا ونهارا ويدفعون الثمن كغيرهم وكان آخرهم نائب رئيس دار العدل الذي اغتيل على يد عصابه مارقة مجرمة»، على حد وصفه.

وأكد أن التنسيق الأمني أمر هام بين الفصائل والمجموعات العسكرية العاملة على الأرض، من خلال اتخاذ خطوات ملموسة كفيلة بردع من تخول له نفسه زعزعة الاستقرار في المنطقة.

 

غرق في البحر ومبيت في الشوارع شهادات مبللة بالدموع من جزيرة رودوس عن نكبة السوريين

وديع عواودة

الناصرة ـ «القدس العربي»: ينقل اختصاصي نفسي فلسطيني بعض مشاهداته المروعة عن قرب لنكبة اللاجئين السوريين المتدفقين على الجزر التركية هربا من الجحيم في أوطانهم. ويقول إن العالم لم يشهد هجرة ومحنة إنسانية بهذه الضخامة منذ النكبة الفلسطينية والحرب العالمية الثانية، لافتا لرسوم الأطفال التي تروي كوابيسهم من دون كلام وذلك برسومات مبللة بالدموع.

ويروي الاختصاصي النفسي د. جمال دقدوقي من كفركنا داخل أراضي 48 في حديث هاتفي أمس لـ «القدس العربي» أنه وصل ضمن بعثة طبية ـ نفسية دولية لمد يد العون للاجئين السوريين في جزر اليونان، وأنه باحث يحتاج لمن يساعده لما شاهده وسمعه من أهوال.

دقدوقي المختص في «الصدمة بعد الكرب» يتحدث عن تدفق آلاف اللاجئين من سوريا والعراق لجزر يونانية في المتوسط كرودوس وليبسوس اللتين يعمل فيهما الآن.

ويتابع «لليوم الرابع تكاد عيناي لا تصدق ما أسمعه وأشاهده من فصول نكبة الشعب السوري الذي لا يجد من يعينه من أشقائه العرب وهم يتدفقون جوعى وعراة على تركيا وأوروبا، في هجرة لم يشهدها العالم منذ النكبة الفلسطينية والحرب العالمية الثانية».

 

تنظيم «الدولة» من ورائهم والبحر أمامهم

 

يروي لاجئون سوريون وصلوا جزيرة ليبسوس على مسامعه إنهم تعرضوا لكوابيس مرعبة منها اعتداء الجهات المتصارعة عليهم وسلبهم «تحويشة العمر» بعد بيعهم كل ما يملكون، خلال اجتيازهم حواجز عسكرية في بلادهم سوريا، وهم في طريق الهجرة للمجهول.

ويوضح بعضهم أن الحياة في سوريا لم تعد تطاق وتحولت منتزهاتها وحدائقها العامة لمقابر وحالهم كالمستجير من الرمضاء بالنار، فهم يركبون الموت في البحر مع نسائهم وأطفالهم وأمهاتهم ويغرق كثيرون منهم بانقلاب قواربهم المزدحمة كعلب السردين.

ويقول إنه سمع شهاداتهم كيف أنهم يقعون ضحية نصب بحارة أتراك يدفعون بالركاب لقوارب مطاطية مزدحمة بعد جباية رسوم باهظة ويهربون من القوارب بعد مئات الأمتار من الساحل أو يتركونهم في عرض البحر خوفا من الشرطة اليونانية فيبقى اللاجئون وحدهم، هم ومصيرهم.

 

عشر ساعات في البحر

 

أم محمود وكنتها كانتا على متن قارب حمل 160 راكبا انقلب قبيل بلوغه رودوس فغرق منهم 34. أم محمود وكنتها آية، وهما سيدتان فلسطينيتان من سوريا أصلهما من صفد، ظلتا في الماء 10 ساعات بفضل سترة نجاة وعجلين صغيرين تمسكت كل منهما بهما حتى أنقذهما خفر السواحل. أم محمود روت أن سمكة قرش كانت تحوم حولهما في الليل وأنها ماتت ألف مرة في تلك الساعات المظلمة في عمق البحر الأبيض. ويتابع دقدوقي: «وصل بقية أقارب أم محمود لرودوس وظنوا أنها وكنتها قد ابتلعهما البحر، ولما وصلت وكنتها آية فوجئتا جدا وغرقتا بالدموع.. لا سيما أن كثيرين فقدوا أولادهم أو نساءهم أو رجالهم في البحر، فلم نتمالك أنفسنا وبكينا كافتنا أعضاء الطاقم الطبي».

 

بكاء حتى جفت الدموع

 

ويوضح أن الشرطة اليونانية انتشلت جثث الغرقى المذكورين (34 ضحية) وأتت بها على فندق في رودوس وطلبت من الناجين التعرف عليها. وأضاف «كان مشهدا مروعا لا يحتمله قلب بشر ولا حجر، خاصة أن اللاجئين بكوا وبكوا حتى أغمي عليهم. بعض الآباء بكوا بكاء النساء وهم يلومون أنفسهم لما فعلوه بأبنائهم الأطفال ممن غرقوا في البحر وهم برفقتهم كالندب بصوت عال: «شو سويت بحالي» و»سامحني يابا يا يوسف».

وروى سوري من حمص أنه وصل ساحل رودس سباحة بعد انقلاب القارب على بعد مئات الأمتار، ونقل دقدوقي عنه «قبيل وصولي بشق الأنفس رميت ساعتي بعدما ظننت أنها ستغرقني لأنها ثقيلة».

ويتابع «التقيت رجلا عراقيا فقد زوجته في البحر، لكن أهلها لاموه لركوبه البحر وهددوه بالقتل إذا لم يعد جثمانها لتدفن في العراق، وهي عملية تكلف 2500 يورو لا يملك منها يورو واحدا، ووسط هذه المشاهد الموجعة كانت طفلة صغيرة ( ثلاث سنوات) تسأل بعيون مشدوهة وصوت حزين: وين أمي ؟ وحاول والدها إشغالها بالسؤال إذا كانت تريد النوم لكن من دون فائدة».

 

كوابيس الأطفال السوريين في رسومات

 

ويمضي دقدوقي في مشاهداته ويشير للقائه بالعشرات ممن فقدوا الأب أو الابن أو الأخ أو الزوجة أو الأم أو كافتهم في عرض البحر.

ويتابع «داخل المخيم في الجزيرة اليونانية أمس تحلق المئات حول جهاز تلفاز كان يبث مراسم الحج من مكة وهم يبكون ويبتهلون لله تخليصهم من نكبتهم».

ويقول إنه طيلة ساعات العصر فتش آلاف اللاجئين المتدفقين على الجزر اليونانية عن كراتين للمبيت عليها، لكن المطر المبكر كان عليهم فباغتهم وأتى على ما جمعوه فناموا في الشوارع في العراء لا شيء فوقهم ولا من تحتهم. أما كوابيس الأطفال الناجين من الموت والعالقين بذل اللجوء فرسموا مرارتهم برسومات تحكي الحكاية من البداية. من خلفهم «تنظيم الدولة» والذبح وأمامهم بحر هائج لا يرحم بمثل هذه الأيام من الخريف، وهم على قوارب تبدو كعلب السردين. بعض رسومات الأطفال السوريين تظهر عمليات قطع الرؤوس وبعضها الآخر تعبر عن الخوف من الموت غرقا وهو خوف استبد بهم وبآبائهم وأمهاتهم.

 

بعد ترحيب أمريكي وسوري من النظام والمعارضة توقع اجتماع لجان العمل في نيويورك

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: رحبت الخارجية الأمريكية بإعلان ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة لسوريا تأليف أربع مجموعات عمل بين السوريين لبحث المسائل الأكثر تعقيدا، من بينها مكافحة الإرهاب، وتشكيل مجموعة اتصال دولية.

وتبحث مجموعات العمل، المؤلفة من شخصيات ذات كفاءة يختارها النظام والمعارضة، أربعة ملفات أساسية هي «الأمن للجميع والمسائل السياسية كالانتخابات وحكومة انتقالية محتملة، والطابع العسكري المتمثل بمكافحة الإرهاب واحتمال وقف إطلاق النار وإعادة إعمار البلاد».

وأكد نائب الناطق باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر ان المبعوث الأمريكي للقضية السورية مايكل راتني قد عمل مع دي مستورا لتحقيق مجموعات العمل السورية.

ويقول مصدر معارض لـ «القدس العربي» ان العديد من المعارضين في الائتلاف وخارجه عارضوا الانضمام مع ممثلي النظام في مجموعات العمل، ولكن جرى إقناعهم بضرورة عدم إعطاء الحجة للنظام ليرفض الانضمام لهذه المجموعات. وإن تغيير الموقف الأمريكي وإعلان وزير الخارجية استعداده التفاوض مع الأسد وممثليه في لندن في نهاية الأسبوع فتح الباب واسعا لتشكيل هذه المجموعات.

وعلمت «القدس العربي» ان النظام السوري سيوافق رسميا على الانخراط في هذه المجموعات ويسمي ممثليه.

وأكد مصدر دبلوماسي عربي لـ»القدس العربي» في واشنطن انه يتوقع بدء اجتماعات لجان العمل السورية اثناء اجتماعات الجمعية العامة الـ70 للأمم المتحدة والتي ستبدأ في 28 أيلول/سبتمبر الحالي في نيويورك.

 

هل سيصنع السوريون حلوى العيد أم أن مرارة الحالة ستحول دون ذلك؟

محمد إقبال بلو

أنطاكيا – «القدس العربي»: «كعك العيد» بالإضافة إلى «المعمول» نوعان من المعجنات تصنعها النساء السوريات عادة ليلة العيد، سواء إن كان «العيد الصغير» وهو اسم يطلقه السوريون على عيد الفطر، أو «العيد الكبير» أي عيد الأضحى، ولكن.. بأية حال عدت يا عيد.

بعد سنوات من الأحداث الدامية في سوريا، والتي خلفت معتقلا أو معاقا أو شهيدا في كل عائلة سورية، تختلف وجهات النظر بالنسبة لما تعنيه الاحتفالات بقدوم العيد، إلا أن جميعها ترى أن لا بديل عن البهجة في يوم كهذا، لاسيما عيد الأضحى الذي يأتي بعد مناسك الحج والذي يحتوي على طقوس مميزة عن العيد الذي يسبقه، إذ يبدأ الناس بالتكبيرات في كل مناسبة منذ بدء أول أيام الحج حتى وإن لم يكونوا حجاجا.

تقول السيدة «أم عبد الوهاب» اللاجئة في مدينة انطاكيا، والتي تسكن أفقر أحيائها على الإطلاق بالقرب من جامع حبيب النجار: «سأقوم بصنع حلوى العيد كما فعلت على مدى 15 عاما من زواجي، فحلوى العيد لا نصنعها نحن السوريات للاستمتاع بأكلها، وقد تستغربون إن أخبرتكم أنني أصنعها لأستمتع بهذا الأمر بحد ذاته، ولن أشعر ببهجة عيد الأضحى بعد أيام إن لم يكن «كعك العيد» جاهزا مع تكبيرات العيد».

وتضيف السيدة السورية: «أعلم بأنني سأذرف بعض الدموع، كما فعلت في أربع أعياد متتالية مضت بعد اعتقال أخي من قبل قوات النظام، إذ كان قبل ذلك أول شخص أراه صباح العيد، يطرق باب منزلي منذ الثامنة صباحا ليهنئني بالعيد ويعطي أطفالي (العيدية) وعلى الرغم من ذلك كله لن أشعر أطفالي أو زوجي بحزني، فمن حقهم أن يسعدوا ويحتفلوا في هذا اليوم».

للعيد في مخيمات اللجوء أشجان أخرى يحكيها لـ»القدس العربي» الشاب «مصطفى» والذي يقيم في أحد مخيمات مدينة «كلس» الحدودية التركية فيقول: «يكفينا الحزن طوال تلك الأيام، ألا نفرح في يوم العيد ونبتهج، حقيقة لن نصنع حلوى العيد فهنا في المخيم يصعب ذلك لعدم توفر الأدوات اللازمة، لكنني منذ يوم أمس جهزت كل ما يتطلبه هذا اليوم، واشتريت المعجنات التقليدية التي نقدمها كضيافة لمن يأتي إلى «كرفانتنا» مهنئا بالعيد، وقد أحصل على إجازة ليوم أقضيه مع أطفالي خارج المخيم في مدينة (كيليس) ليشعروا بتغيير ما بمناسبة العيد».

«مصطفى» يشرح لـ «القدس العربي» معنى أن يحضر الحلوى، كما لو كان في منزله بريف حلب الشمالي قائلا: «هذا عيدنا نحن المسلمين، حق لنا أن نحتفل به وبإتمام فريضة الحج لمن استطاع إليه سبيلا، كما أنه من جانب آخر واجب علينا الاحتفال به، أعتقد أن الاحتفال بالعيد ليس مرتبطا بكوننا سعداء أو بؤساء مطلقا، بل هو طقس ديني نحبه كالصلاة والصيام تماما، ونعيشه بقدر ما يمنحنا الله من صبر وقناعة ورضى».

في الداخل السوري ورغم التهديدات الموجودة على مدار الساعة بالقصف والذي تقوم به قوات النظام من دون اعتبار لأعياد أو مناسبات، بل تكثفه في أيام الأعياد، يحضر الأهالي أنفسهم للاحتفال بيوم العيد، كما أن كثيرا منهم يجهزون الأضاحي لذبحها وتوزيع لحمها صباح العيد.

«أبو فواز» من إحدى بلدات ريف إدلب أخبرنا أن زوجته قد جهزت حلوى العيد منذ أيام، وصنعت كمية كبيرة من «المعمول وكعك العيد» بمساعدة نساء الحارة، وبدورها هي ستقوم بمساعدتهن في إعداد الأنواع نفسها تماما في بيوتهن، يقول الرجل: «جهزت زوجتي كل متطلبات الاحتفال بالعيد، كما تفعل كل عيد، ورغم أن أسرتنا تحتوي العديد من الشهداء إلا أن أحدا لا يعتبر احتفالات العيد إساءة له، أو عدم مراعاة لخاطره، بل أسر الشهداء تحتفل أيضا بالعيد كغيرها».

ويضيف: «كلنا نشعر بالحزن لما حل في بلادنا، كما نشعر بالأسى لفراق أشخاص غيبهم الموت عنا، وما أكثره خلال السنوات الماضية، لكن مسيرة الحياة لن تتوقف، فها نحن نأكل ونشرب ونتزوج ونحتفل بالمواليد الجدد، ثم إن الناس اعتادت على المصائب التي تحل بها كل يوم، ففي الأعياد الأولى بعد اندلاع الثورة وسقوط أعداد من الشهداء ساد الحزن الأجواء العامة خلال الأعياد، لكن لو كنا سنستلم لأحزاننا، كان الأولى بنا أن نستسلم منذ الطلقة أو القذيفة الأولى التي أطلقها النظام على صدورنا».

صنع حلوى العيد عادة لم ولن يتخلى عنها السوريون، فهي تقليد هام في أعيادهم ومن دونها لن يكون هنالك عيد بالنسبة لهم، كما أن تقاليد أخرى تتعلق بالعيد ولدت بعد اندلاع الثورة السورية، فمنذ ذلك اليوم وكل صلاة عيد تتلوها مظاهرة للمصلين تخرج من المسجد في معظم مناطق الداخل السوري الخارجة عن سيطرة نظام الأسد.

 

طوفان بشري سوري وحالات اختناق عند معبر باب الهوى

إنطاكيا – لبنى سالم

شهد معبر باب الهوى الحدودي، الواقع بين مدينتي إنطاكيا وإدلب، على الحدود السورية التركية، تدفق عشرات الآلاف من السوريين القادمين من الجانب التركي، فتسبب الازدحام الشديد بحالات اختناق بين السوريين المحتشدين، فيما لم يسمح إلا لعدد محدود منهم بالعبور.

 

وكانت السلطات التركية قد بدأت، يوم أمس الأربعاء، تنفيذ قرارها فتح المعابر الحدودية، والسماح للسوريين الموجودين في تركيا، بالانتقال باتجاه واحد إلى داخل سورية والعودة خلال 10 أيام.

 

ويشير عبد المحسن عبيد من الريحانية إلى أن المعبر شهد أعمال شغب على الجانب التركي، حين ظن السوريون أنه تم إغلاقه كون إجراءات الدخول بطيئة جداً نسبة إلى العدد الكبير، مضيفاً أن “السبب هو الإجراءات الإدارية التي تقوم بها إدارة المعبر، إذ يتم التأكد من جواز الشخص أو بطاقة آفاد التي يحملها السوري، وتسجيل بياناته حتى يسمح له بالعودة إلى الأراضي التركية بعد العيد”.

 

يقول خالد الموجود على الجانب السوري من المعبر “انتظر دخول أهلي لكنهم لم يستطيعوا الدخول حتى الآن، ويتعرض القادمون لمعاملة سيئة جداً من قبل عناصر المعبر، إهانات وعبارات مسيئة. شباب بأعمار صغيرة يحملون السلاح ويهينون الكبار والصغار، كل من يعترض يضربونه بالعصي”.

 

وتشتكي أم عصام وتقول: “تورطنا في المجيء إلى هنا، لم نتوقع أن يكون الحال بهذا السوء، جئت من اسطنبول لأرى أمي المريضة في سورية، أمضينا يومين حتى وصلنا إلى الحدود، مضى النهار كله ولا يبدو أن هناك أملاً بالدخول اليوم، سنبيت في العراء والجو بارد جداً، مضت 9 ساعات ولازلنا جالسين على الأرض ننتظر الفرج، هناك طوفان بشري قبلنا”.

 

بدورها أشارت إدارة المعبر إلى أنه لن يتم السماح لأي سوري بالعبور تجاه تركيا، وأن القرار يشمل فقط الدخول إلى سورية، لافتة إلى أنه بسبب الشائعات جاء الكثيرون من داخل سورية أملاً في العبور إلى تركيا لكنهم عادوا أدراجهم.

 

سوريا: ماذا تفعل روسيا وماذا تريد اميركا؟

قال وزير الخارجية الأميركية جون كيري، الأربعاء، في مقابلة مع صحيفة “لاستامبا” الإيطالية، إن الدعم العسكري الروسي للرئيس السوري بشار الأسد “قد يفضي لمزيد من التصعيد في الصراع وقد يؤدي إلى فقد المزيد من الأرواح البريئة، وسيزيد تدفق اللاجئين، ويخاطر بمواجهة مع قوات التحالف التي تقاتل داعش في سوريا”.

 

وكان كيري قد أشار الثلاثاء، إلى إن تقييماً للجيش الأميركي يشير إلى أن نوع الطائرات الروسية في سوريا، يتسق مع مهمة حماية القوات الروسية. وقال كيري: “في الوقت الحالي تقدير جيشنا وخبرائنا هو أن المستوى والنوع يمثل بالأساس حماية للقوات”. واستدرك قائلاً إنه بناء على قرارات روسيا في المدى البعيد فإن وجود الطائرات الروسية في سوريا ربما يثير بعض التساؤلات عن نوايا موسكو.

 

وأضاف كيري أن “الولايات المتحدة وروسيا كلتاهما تريدان هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في سورية لكن واشنطن تعتقد أن مساندة موسكو لبشار الأسد تجتذب المقاتلين الأجانب الذين يريدون رحيل الأسد”.

 

وحث كيري الرئيس الروسي على لعب دور بناء في التوصل الى حل دبلوماسي للصراع الذي تسبب في مقتل أكثر من 200 ألف شخص وتهجير الملايين. وقال: “إذا كان وجود روسيا هناك لدعم الأسد وجعله يشعر دوما أنه غير مضطر للتفاوض، فإني أعتقد أنها مشكلة لسوريا ومشكلة لكل من يريد إنهاء هذا الصراع الذي طال أمده”. واضاف كيري أن الولايات المتحدة مستعدة أن تبدأ على الفور مناقشات بشأن حل سياسي للأزمة في سوريا.

 

ويجتمع كيري مع نظرائه من دول في أوروبا والشرق الأوسط، بينهم روسيا وإيران، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل لمناقشة سبل إطلاق محادثات سلام بشأن سوريا.

 

في السياق، أوضح المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر، أن “طبيعة ومستوى المواد والأسلحة بما في ذلك الطائرات التي شاهدناها في القاعدة الجوية التي تحدث عنها (كيري) هي لحماية قواتهم الموجودة في القاعدة الجوية”. وأضاف تونر، قائلاً “لكن ما يوجد داخل القاعدة الجوية وكيفية عمله يظل غير معروف”.

 

من جهتها، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية مقالاً تحدثت فيه عن صور التقطت بالأقمار الاصطناعية تُظهر توسيع روسيا لحضورها العسكري في سوريا بالقرب من شاطئ البحر المتوسط.

 

إلى ذلك، قالت صحيفة “جيروزالم بوست” الإسرائيلية، إن الجيشين الروسي والإسرائيلي سينسقان التحركات “البحرية والجوية” في سوريا، وذلك عقب اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، في موسكو.

 

صحيفة “هآرتس” اعتبرت من جهتها أن “زيارة نتنياهو، هدفت بشكل رئيسي، إلى تخفيف التوتر الأمني على حدودها الشمالية، وإلى فتح خط ساخن أحمر مع موسكو”. الصحيفة أشارت إلى أن الزيارة هدفت إلى رسم خطوط حمراء، تُحدّد مناطق النفوذ والتأثير في سوريا ولبنان، “تكون بموجبها الطائرات الإسرائيلية حرة في مواصلة نشاطها الجوي، من دون المغامرة بمعارك جوية مع القوات الروسية”.

 

من جهة ثانية، قالت شبكة “سي ان ان” إن قادة في الجيش الأميركي تقدموا بخطة لتوفير السلاح والذخائر لآلاف المقاتلين السوريين المعارضين، والمناوئين في الوقت نفسه لتنظيم “الدولة الإسلامية” في شمال سوريا. وقالت المصادر إن الحديث يتعلق بقرابة خمسة آلاف مقاتل ينشطون ضمن مظلة يطلق عليها البعض وصف “التحالف العربي السوري”. وقالت المصادر إن دعم ذلك التحالف هو أمر أساسي وحاسم في حال رغبت أميركا في تسجيل نجاحات في شمال سوريا، مضيفة أن القادة في الجيش الأميركي يعرفون بأن ذلك التحالف يعاني حالياً نقصا كبيراً في الذخيرة وهم يودون توفيرها له بأسرع وقت، ولكن القرار يحتاج إلى مصادقة البيت الأبيض الذي لم يقم بذلك بعد.

 

وكانت الإشارة الأولى لوجود “التحالف العربي السوري” قد وردت على لسان وكيلة وزارة الدفاع للشؤون السياسية كريستين ويرموث، التي ذكرت في جلسة استماع في الكونغرس ضرورة دعم الجماعات الأخرى التي تقاتل على الأرض، ومن بينها هذا التحالف.

 

وتشير المعلومات حول ذلك التحالف إلى أنه مكوّن من 15 جماعة قبلية وعسكرية، ولديه علاقات جيدة مع الأكراد في المناطق الشمالية في سوريا، وسجل نجاحات معهم في مقاتلة “داعش”.

 

في المقابل، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر دبلوماسي روسي، الأربعاء، قوله إن “موسكو ترى زيادة في فرص التوصل لاتفاق دولي بشأن مكافحة الإرهاب في سوريا وحل الصراع الذي تسبب في مقتل ربع مليون شخص”.

 

في السياق، دعا رئيس مجموعة “التحالف الليبرالي الديموقراطي” في البرلمان الأوروبي غي فيرهوفشتات، مؤسسات ودول الاتحاد إلى العمل على إطلاق مبادرة من أجل حل الأزمة في سوريا، ودعا الاتحاد الأوروبي للانتقال إلى مرحلة التحرك الفعلي وإطلاق مبادرة حل يجب أن تهدف إلى “التخلص من الرئيس السوري بشار الأسد والقضاء على ما يعرف بتنظيم (الدولة الاسلامية) أيضاً”. وشدد على ضرورة أن يعطي زعماء الدول الأعضاء في الاتحاد، تفويضاً واضحاً للممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ببدء الاتصالات لاطلاق هذه المبادرة.

 

وأوضح فيرهوفشتات أن هذه المبادرة يجب أن تجمع كافة الأطراف الدولية، مثل إيران، وروسيا، والولايات المتحدة الأميركية، والصين، والمملكة العربية السعودية، وتركيا، حول طاولة المفاوضات، ويجب أيضاً “أن يقتنع هؤلاء بضرورة وقف حربهم على الأراضي السورية”.

 

وتطرق فيرهوفشتات في حديثه إلى المساعدات العسكرية المتعددة التي تضخها روسيا لصالح النظام السوري، بالقول: “تحاول موسكو خلق واقع جديد على الأرض، وما تفعله لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد النزاع وتعقيد المشكلة”. وأكد على ضرورة توفير دعم كاف للجيش السوري الحر، الذي يشكل، القوة الديموقراطية الوحيدة على الأرض السورية حالياً.

 

وفي واشنطن، نقلت وكالة “فرنس برس” دعوة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” السابق ديفيد بترايوس، في كلمة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، الولايات المتحدة إلى فرض مناطق حظر جوي لمنع طائرات النظام من إلقاء البراميل المتفجرة. ورأى بترايوس أن التحالف ضد تنظيم “داعش” لم يحقق تقدماً كافياً، مؤكداً أن الحرب في سوريا هي “تشرنوبيل جيوسياسي”. وأضاف أن “تداعيات انهيار سوريا قد تبقى ماثلة لفترة طويلة… وكلما سمحنا (لتلك الحرب) بأن تستمر لفترة أطول، كان الضرر أكثر فداحة”. وأعرب عن تأييده إقامة جيوب آمنة في سوريا لحماية السكان المدنيين.

 

“جيش الإسلام”في معرونة..يقطع المنافذ بين دمشق والشمال السوري

عمر بهاء الدين

بعدما تمكن “جيش الإسلام” من قطع طريق دمشق-حمص الدولي، الأسبوع الماضي، والسيطرة على سلسلة الجبال المطلة على الغوطة الشرقية، تقدمت قواته إلى أطراف بلدة معرونة. وبذلك بات “جيش الإسلام” يهدد الطريق الفرعي الذي استبدل به النظام المسافة المقطوعة من الطريق الدولي. وفي حال تمكن “جيش الإسلام” من السيطرة على معرونة فيكون قد أحكم قطع جميع الطرق الواصلة بين العاصمة دمشق والشمال السوري.

 

وقد تواردت أنباء عن وصول قوات “جيش الإسلام” إلى جسر الهامة الواقع في أطراف ضاحية الأسد. ولكن “جيش الإسلام” يفرض تكتماً إعلامياً شديداً على مجريات المعارك، ترافقه ندرة التصريحات الرسمية الصادرة عن قيادته.

 

وقد ازداد عدد قتلى “جيش الإسلام” بسبب ضراوة المعارك التي يتم خوضها بين الجبال. وتم اكتشاف نفق كبير حفرته قوات النظام خلف سلسلة الجبال التي تمت السيطرة عليها، في المنطقة المعروفة بـ”مكاسر ذو الهمة شاليش”، ومن غير المعروف حتى الآن إلى أين يصل النفق. كما أكد مقاتلون أنهم في الليالي يشاهدون الكثير من الأقمار الصناعية والطائرات من دون طيار في السماء، والتي يبدو أنها ترصد التحركات والمعارك الجارية.

 

وبينما يتم الحديث عن الدور الذي ستلعبه القوات الروسية الواصلة حديثاً إلى سوريا، فقد تم قصف السفارة الروسية في دمشق، الإثنين، من دون تبني أي جهة للعملية أو معرفة الأضرار التي لحقت بالسفارة. كما أعلن “جيش الإسلام” في الشمال السوري، عن قصف مواقع عسكرية للقوات الروسية في اللاذقية.

 

وفي الوقت الذي تستمر فيه المعارك في المناطق المحيطة بالغوطة الشرقية، وتسمع أصوات القذائف والصواريخ التي تنهال على الجبهات المشتعلة، فقد تساقطت قذائف في قلب دمشق، في مناطق الشهبندر والمالكي وأبو رمانة. كما سجلت حملة اعتقالات ومداهمات في حي ركن الدين الذي كان يعتبر أهم معاقل المظاهرات ضد النظام في مراحل الثورة الأولى.

 

وقد اشتدت شراسة القصف غير المسبوق على داريا غربي دمشق بالبراميل المتفجرة، حيث تم تسجيل سقوط أكثر من 200 برميل في الأيام الثلاثة الماضية. كما قامت قوات المعارضة في حي القدم جنوبي دمشق بتفجير نفق كانت قوات النظام قد حفرته باتجاهها. فيما تشير هذه الأحداث إلى خوف النظام من فتح جبهات جديدة حول دمشق من قبل المعارضة.

 

وفي حال صحت الأنباء عن وصول “جيش الإسلام” إلى بلدة معرونة، فإن ذلك يعني أن قواته تسير باتجاه ضرب طوق شمالي العاصمة، حيث لا يبقى للنظام سوى طريق دمشق-بيروت، فيما تزداد النداءات من ناشطين ومدنيين لقوات المعارضة في درعا لكي يقوموا بفتح معركة تقطع الطريق والإمدادات لقوات النظام، وتجعلها غير قادرة على تحمل كل هذه المعارك سوية. وذلك في ظل انهيار قدرات النظام العسكرية واعتماده على الميليشيات الطائفية من لبنان والعراق وإيران، وأخيراً قدوم القوات الروسية للحيلولة دون سقوطه.

 

موسكو تطالب بسحب توقيع واشنطن من بيان جنيف حول التسوية

معارضون سوريون يتوجسون من الموقف الأميركي

بهية مارديني

طالبت ماريا زاخاروفا الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة بأن تسحب توقيعها من بيان جنيف حول التسوية في سوريا، بسبب إصرارها على تغيير السلطة في هذا البلد.

 

بهية مارديني: أضافت زاخاروفا الأربعاء: “إذا كانت واشنطن تزعم بأنها لا تزال تتمسك ببيان جنيف، فيتوجب عليها أن تتخلى عن طرح سيناريوهاتها المفضلة بشأن كيفية تغيير الحكم في سوريا من الخارج، حتى لا تخادع الرأي العام العالمي، ولا تعرقل تطبيق بيان جنيف بشكل عملي”.

 

أدلت زاخاروفا بهذا التصريح، بعد توارد أنباء حول أن الوفد الأميركي الآتي إلى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ينوي طرح تصوراته حول تغيير السلطة الإجباري في سوريا عن طريق إيصال شخصيات بديلة.

 

فرض إرادة

تعليقًا على تصريح زاخاروفا، قال منذر اقبيق عضو الائتلاف الوطني السوري “لا أعلم بأي منطق تتحدث روسيا، فبيان جنيف ينص بوضوح وفي موضوعات عدة على أن الحل في سوريا هو عن طريق انتقال سياسي حقيقي وغير قابل للرجوع عنه إلى هيئة انتقالية حاكمة ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تضع البلاد على طريق الانتقال الديمقراطي”.

 

وأكد لـ”إيلاف “أنه “لا يوجد إلا معنى واحد لعبارة الانتقال السياسي، وهو انتقال السلطة من بشار الاسد، الذي يملك كل الصلاحيات التنفيذية حاليًا، الى الهيئة الانتقالية”. واعتبر “ان موسكو هي من تحتاج إعادة قراءة بيان جنيف، حيث يبدو أن الدبلوماسيين الروس قد نسوه في غمرة اعتدادهم بنفسهم وبتصعيدهم العسكري في سوريا”. وقال “يبدو أن روسيا تظن أنها في موقع يمكنها من فرض إرادتها على الشعب السوري، وفي هذه الحالة لا يمكن لقادة روسيا ان يكونوا مخطئين أكثر من ذلك”.

 

تساهل مع موسكو

من جانب آخر وحول الموقف الاميركي والتساهل مع موسكو، قال آقبيق “بدأت بعض أوساط المعارضة السورية تتوجس ريبة من المواقف الأميركية الأخيرة. اما لجهة تساهلها مع التصعيد الروسي العسكري في سوريا لصالح الاسد، أو من جهة تصريحات جون كيري الأخيرة حول وجود الاسد خلال جزء من المرحلة الانتقالية، مما يوحي أن الأميركيين قد يكونون متفقين مع الروس بشكل سري حول مبادرتهم الأخيرة، والتي تتناقض مع مندرجات بيان جنيف بشكل جذري”.

 

وأضاف “كان الرئيس بوتين قد اقترح مبادرة سياسية تبقي على الاسد رئيسًا، مع انتخابات تشريعية مبكرة وحكومة جديدة مختلطة. اتمنى ان لا تكون تلك الهواجس في محلها، خصوصا أن محاولة فرض حلول من هذا النوع لن تؤدي إلى توقف الحرب، بل سوف تعقد المسألة السورية بشكل أكبر، مع استمرار نزيف الدماء، وتصاعد مشكلة اللاجئين.

 

اختراعان أسديان

يجب أن تعي الأوساط الدولية أن الأسد ونظامه هم السبب الرئيس في ظهور مشكلتي داعش واللاجئين، وان الشعب السوري سوف يستمر في نضاله من اجل الحرية في كل الأحوال، لذلك الحل يجب ان يبدأ دائما من تحقيق انتقال السلطة من الاسد الى هيئة انتقالية حاكمة تحظى بثقة السوريين”.

 

واعتبر أنه “من الواضح أنه يوجد جدال واسع النطاق ضمن الساحة السياسية الداخلية في الولايات المتحدة، وكانت شهادة الجنرال المتقاعد ديفيد بيتريوس أمام لجنة الخدمات المسلحة في الكونغرس مثيرة للاهتمام، حيث اقترح إجراءات فورية، مثل حماية المدنيين السوريين من مجازر نظام الاسد بالبراميل المتفجرة، اضافة إلى الاعتماد على الثوار السوريين في الحرب على داعش، الى جانب اقتراح بانشاء مناطق آمنة في سوريا، وهذه اقتراحات تدور في أروقة واشنطن الآن”. ورأى أنه “علينا مراقبة ردود فعل الإدارة الأميركية حول هذه الاقتراحات، فإذا كانت إيجابية، فإن تلك الإجراءات سوف تصب في مصلحة بدء الحل في سوريا”.

 

هولاند يدعو إلى مؤتمر جديد للأمم المتحدة حول سوريا

لافروف: واشنطن صارت أكثر تفهمًا لمواقف موسكو من الأزمة السورية

لندن: «الشرق الأوسط» – موسكو: سامي عمارة

دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في بروكسل أمس، إلى تنظيم مؤتمر جديد للأمم المتحدة حول سوريا بعد مؤتمري يناير (كانون الثاني) 2012 وفبراير (شباط) 2013 والمعروفين باسم «جنيف1» و«جنيف2».

 

وقال هولاند لدى وصوله إلى القمة الأوروبية المخصصة لمسألة الهجرة: «كل الذين يمكنهم المساهمة في إيجاد حل سياسي في سوريا عليهم أن يجلسوا حول الطاولة. هذا كان المبدأ الذي قام عليه مؤتمرا جنيف (…) وأنا أدعو إلى مؤتمر جديد يتاح لكل البلدان التي تريد عودة السلام إلى سوريا المشاركة فيه».

 

في موسكو، عاد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي ليؤكد مواقف حكومته من الأزمة السورية، فيما أعرب عن اعتقاده بأن «الأميركيين صاروا أكثر تفهما لتلك الحجج التي لطالما طرحتها موسكو منذ عدة سنوات». ومضى لافروف ليدعو إلى التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن أزمة اللاجئين تؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل القضاء على الخطر الإرهابي وتسوية الأزمة سياسيا. وحول شكوى تركيا من تفاقم مشكلة تدفق اللاجئين إلى الأراضي التركية، قال لافروف إن «تركيا لم تتقدم إلى روسيا بأي طلب يتعلق بقضية اللاجئين السوريين»، مضيفا أن المنظمات الإنسانية الدولية المعنية باللاجئين في تركيا ولبنان والأردن تقدم المساعدات لهم على مستوى برنامج الغذاء وصندوق الأطفال ومكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ونقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» عن مصادر دبلوماسية روسية أمس ما قالته حول أن «موسكو تنظر بتفاؤل إلى إمكانية توحيد الجهود لمكافحة تنظيم (داعش) الإرهابي وتسوية الأزمة السورية»، فيما أشارت إلى أن الفشل في توحيد الجهود في هذا المجال يهدد بوقوع كارثة حقيقية.

 

وقالت المصادر إن «واشنطن تستطيع الحصول على المعلومات المطلوبة حول تعاون موسكو ودمشق من خلال قناة الاتصال بين وزارتي الدفاع للبلدين»، وكشفت عنه أنه تم بالفعل إعادة تفعيل هذه القناة، وأن الحوار بدأ. وأضافت أن الأميركيين يستطيعون الحصول على رد مناسب على كل أسئلتهم. على أن ذلك لم يمنع موسكو من الاحتجاج على خطوات واشنطن ومحاولات تطوير أسلحتها النووية في ألمانيا.

 

وتعليقا على تقارير حول إرسال مجموعة مسلحين من المعارضة التي يصفونها بـ«المعتدلة» ممن تلقوا تدريباتهم بمساعدة واشنطن، إلى سوريا، دعت وزارة الخارجية الروسية واشنطن في بيان أصدرته أمس، إلى التعاون البناء من أجل مكافحة الإرهاب وتشكيل تحالف واسع لمواجهة تنظيم «داعش» بفعالية على أساس القانون الدولي والدور المركزي للأمم المتحدة.

 

وكانت موسكو الرسمية عادت أيضا إلى تأكيد ضرورة الالتزام ببيان جنيف الصادر في 30 يونيو (حزيران) 2012. وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، أمس: «إذا كانت الولايات المتحدة تتمسك ببيان جنيف الذي دعمه المجتمع الدولي ووقعته واشنطن، فكيف يمكن الحديث عن طرح شخصيات أو سيناريوهات لتغيير السلطة أثناء الجمعية العامة للأمم المتحدة». وأكدت زاخاروفا أن السوريين هم الذين يجب أن يقرروا مستقبل سوريا، مشيرة إلى أن واشنطن في حال طرحها الخطط لتغيير السلطة يجب أن تسحب توقيعها من بيان جنيف. من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس إن روسيا لا تناقش التغييرات السياسية في سوريا مع غيرها من الدول، مؤكدا أن «الشعب السوري هو فقط الذي يناقش مستقبل بلاده ويتخذ القرارات».

 

في سياق آخر، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، إن الدعم العسكري الروسي للرئيس السوري بشار الأسد قد يثير خطر حدوث مواجهة مع قوات التحالف التي تقاتل تنظيم داعش هناك.

 

وفي مقابلة مع صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية، قال كيري، إنه أبلغ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من دعم موسكو العسكري للأسد في الحرب السورية التي دخلت عامها الخامس.

 

وقال كيري: «هذه التصرفات قد تفضي لمزيد من التصعيد في الصراع، وقد تؤدي إلى فقد مزيد من الأرواح البريئة، وستزيد تدفق اللاجئين، وتخاطر بمواجهة مع قوات التحالف التي تقاتل (داعش) في سوريا».

 

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أكدا، خلال لقائهما مساء الثلاثاء الماضي في تشيكيرز بوسط إنجلترا، «ضرورة تفعيل العملية السياسية» في سوريا، بحسب ما أفاد مصدر في الاليزيه.

 

من جهتها، أعلنت رئاسة الوزراء البريطانية في بيان أن كاميرون وهولاند اتفقا على أن «جزءا كبيرا من الرد على أزمة اللاجئين يجب أن يكون في إيجاد حل للوضع في سوريا».

 

دول عربية خليجية تعارض دور روسيا في سوريا وتصر على رحيل «الأسد»

أثار التدخل العسكري الروسي لدعم الرئيس «بشار الأسد» استياء الأعداء العرب الخليجيين للزعيم السوري حيث يقولون إن هذا الدعم يطيل أمد الحرب ويبقي سوريا بقوة في فلك عدوهم الإقليمي اللدود ايران.

 

وتقول روسيا إنها تقدم أسلحة للرئيس السوري حليفها القديم وإنها أرسلت جنودا كخبراء يقدمون التدريب على استخدامها في القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» والجماعات الجهادية الأخرى. وأجرت موسكو أيضا مناورات بحرية قبالة سوريا.

 

وتقول واشنطن التي تناهض «الدولة الإسلامية» و«الأسد» كليهما إن موسكو أرسلت طائرات مقاتلة ودبابات ومعدات ثقيلة أخرى إلى سوريا. وقال مسؤولون أمريكيون يوم الاثنين إن روسيا بدأت القيام بطلعات بطائرات بدون طيار في مهام استطلاع في سوريا. ولم تؤكد موسكو هذه التقارير.

 

وأكدت السعودية ودول خليجية سنية أخرى مجددا هذا الشهر معارضتها للأسد الذين يرون انه أداة في يد إيران الشيعية لكنهم لم يذكروا علانية كيف يزمعون التعامل مع وصول القوات الروسية.

 

وقال مصدر رسمي في دولة الإمارات العربية المتحدة لرويترز طالبا عدم نشر اسمه: «ليس لدينا تفاصيل كاملة عن حجم التدخل (الروسي) ودوره (في سوريا). لكن مثل هذه المسائل على الأرض تعقد الموضوع وتزيد من صعوبة إيجاد حل».

 

ووصف وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» التحركات العسكرية الروسية بأنها «تصعيد» وقال مجددا في اجتماع في الآونة الأخيرة لمجلس التعاون الخليجي إن سوريا ليس لها مستقبل ما بقي الأسد في السلطة.

 

ودعا وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي في بيان إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية «دون أي تدخل أجنبي».

 

ويضم مجلس التعاون الخليجي الإمارات العربية المتحدة والسعودية والكويت والبحرين وسلطنة عمان وقطر.

 

ولم يتضح بعد إن كانت الدول العربية الخليجية تريد أن يشتبك مقاتلو المعارضة السورية الذين تدعمهم مع القوات الروسية في ساحة القتال وهو احتمال قد يفسد بدرجة أكبر توازن القوى الإقليمي.

 

وعلى العكس بحث مسؤولون أمريكيون وروس سبل منع قواتهم من الاشتباك بطريق الخطأ في سوريا حيث تنفذ واشنطن ضربات جوية ضد أهداف «الدولة الاسلامية».

 

وفي العلن على الأقل تتمسك الدول العربية الخليجية بموقفها القائل بأن «الأسد» لا يمكنه البقاء على الرغم من الدعم العسكري الروسي.

 

هل هناك حل عسكري؟

وتفضل الرياض حلا سياسيا للأزمة لكن وزير خارجيتها «الجبير» قال إن الخيار العسكري ما زال متاحا لأن المعارضة السورية ما زالت تقاتل النظام بكفاءة أكبر بمرور الوقت.

 

بدأ الصراع السوري في عام 2011 باحتجاجات مناهضة لحكم عائلة الأسد المستمر منذ أربعة عقود. وفي الحرب الأهلية التي تلت ذلك قتل ربع مليون شخص وأجبر 11 مليون شخص – نصف عدد السكان – على مغادرة منازلهم. وفر عشرات ألوف اللاجئين السوريين إلى أوروبا في الشهر المنصرم وحده.

 

وتقول روسيا إنه من غير المرجح أن تنجح الضربات الجوية التي ينفذها تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد مواقع الدولة الإسلامية ودعت إلى حوار دولي مع الأسد.

 

وقالت «ابتسام الكتبي» مديرة مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية إنه في تقدير روسيا أيام الاسد ليست معدودة. وأضافت ان روسيا تريد عرقلة أي جهد عربي لإسقاط «الأسد».

 

وسوريا لها أهمية إستراتيجية حيوية لموسكو. فقاعدتها البحرية في طرطوس هي المنشأة الوحيدة لها في البحر المتوسط وتؤكد نفوذها الإقليمي. وكانت عائلة «الأسد» تاريخيا من أفضل عملاء روسيا في مبيعات السلاح.

 

وفي نظر كثير من عرب الخليج يجلب دخول روسيا في الحرب السورية أصداء التوترات القديمة التي تحيط بالمقاومة المدعومة من السعودية لقوات الاحتلال السوفيتي في أفغانستان في الثمانينات من القرن الماضي.

 

ويرى البعض انه من المفارقات ان روسيا التي كانت في وقت من الأوقات من أشد منتقدي أي تدخل خارجي في سوريا هي التي تفعل الآن هذا الشيء بعينه.

 

وكتب المعلق السعودي «محمد الراشد» في تدوينة متسائلا «هل قفزت روسيا بقدمها إلى مفرمة اللحم التي هي سوريا؟».

 

وتابع قائلا «ألم تتعلم الدرس من أفغانستان التي مزقت الاتحاد السوفيتي إربا أو الشيشان التي سحقت الغرور الروسي؟ وهل تعلم (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين شيئا؟».

 

غياب المشاركة الأمريكية

يقول بعض المسؤولين العرب الخليجيين إن التدخل الروسي لم يصبح ممكنا إلا بسبب ما يرون انه غياب للمشاركة الأمريكية في سوريا.

 

ويوجد أيضا اعتراف على مضض بموالاة «بوتين» المستمرة لحليفه وهي صفة يقول العرب الخليجيون إن صديقهم الأمريكي يفتقر لها.

 

وقال «سامي الفراج» -وهو مستشار أمن كويتي لمجلس التعاون الخليجي- لرويترز إن التدخل الروسي يعني في الحقيقة ان سوريا ستقسم الآن بين شريط ساحلي يسيطر عليه الأسد الذي ينتمي للطائفة العلوية واجزاء بعيدة عن الساحل تسيطر عليها غالبية سنية وتصبح إيران المستفيد الرئيسي.

 

وقال إن مجلس التعاون الخليجي يدرك ان اقتطاع كيان سوري جديد يسيطر عليه «الأسد» معناه الحفاظ على المصالح الايرانية أي أن يكون لها واجهة على البحر المتوسط. وأضاف أن الإيرانيين اختاروا القوة العظمى المناسبة التي يكونون معها وهي روسيا.

 

وقال إنه يتوقع أن يحذو مجلس التعاون الخليجي حذو الولايات المتحدة ويسعى إلى ضمان ألا تشتبك جماعات المعارضة المسلحة التي يؤيدها في سوريا في قتال مع القوات الروسية.

 

وقال إن الدول العربية الخليجية ستواصل ارسال أسلحة الى جماعات المعارضة لكنها لن تعطيها بهدف قتال القوات الروسية في سوريا.

 

ومن المرجح أن يؤدي التحرك الروسي إلى إضعاف وفاق مؤقت بدأ هذا العام بين روسيا والسعودية رغم دعمهما لأطراف متناحرة في الصراع السوري وخلافاتهما بشأن قضية البرنامج النووي الإيراني.

 

وما زالت الرياض تشعر باستياء من الفيتو الروسي الصيني في فبراير/شباط 2012 في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي أحبط مشروع قرار صاغته السعودية وأيده الغرب يقضي بضرورة تنحي «الأسد».

 

وفي مارس/آذار اتهم الأمير «سعود الفيصل» الذي كان يشغل منصب وزير الخارجية قبل «الجبير»، «بوتين» بالرياء وقال غاضبا في قمة عربية إن روسيا لا يمكنها الحديث عن الرغبة في السلام في الشرق الأوسط وفي نفس الوقت تدعم الأسد في سوريا.

 

وفي يونيو/حزيران بدا أن المناخ يتحسن عندما رأس ولي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» وفدا من مسؤولين سعوديين إلى موسكو ووقع اتفاقات عسكرية وأخرى للطاقة.

 

وأثارت الزيارة تكهنات بشأن علاقات ثنائية أوثق بين البلدين لكن هذا الاحتمال بدأ يخبو الآن.

 

وقال «عبد الخالق عبد الله» باحث العلوم السياسية بالإمارات إن «الأسد» لن يستمر «يوما واحدا» بدون دعم خارجي، مضيفا أنه مع أخذ في الاعتبار كل الأمور فانه من الأمان الرهان على أنه سيسقط أكثر منه على أنه سيبقى. وتابع قائلا إن روسيا لم تدرك هذا.

 

واشنطن تنفي انشقاق مقاتلين سوريين دربتهم  

نفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ما أوردته تقارير بشأن انشقاق معارضين سوريين دربتهم واشنطن وسلحتهم، وانضمامهم إلى جبهة النصرة.

 

وقال المتحدث باسم البنتاغون النقيب جيف ديفيس إنهم على اتصال بالمعارضين السبعين الذين توجهوا إلى سوريا بعد أن تلقوا تدريبات في تركيا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وقال “ليس هناك ما يشير إلى حصول انشقاق”.

 

وأكد أن كافة الأسلحة والمعدات التي سلمتها الولايات المتحدة إلى المقاتلين المعارضين الذين باتوا يعرفون باسم القوات السورية الجديدة “تحت سيطرتهم”، واعتبر أن الادعاءات التي تقول إن بعض هؤلاء المقاتلين انضموا إلى جبهة النصرة “لا صحة لها إطلاقا”.

 

وكانت واشنطن أطلقت مطلع العام الماضي برنامجا لتدريب أكثر من خمسة آلاف سوري من المعارضة على امتداد ثلاث سنوات، ومدهم بالأسلحة بقيمة خمسمئة مليون دولار.

 

والمجموعة التي تضم سبعين معارضا دخلت سوريا الأسبوع الماضي، بعد أن دخلت الصيف الماضي مجموعة أولى ضمت 54 عنصرا.

 

ويواجه هذا البرنامج انتقادات حادة من قبل العديد من الأطراف التي ترى أنه لم يحقق نتائج ملموسة ميدانيا.

 

وأقر البنتاغون بأن أقل من عشرة من المقاتلين الذين دربتهم الولايات المتحدة يقاتلون فعلا على الأرض، وقال إن عشرة آخرين لا يزالون ضمن البرنامج لكنهم ليسوا في سوريا حاليا. أما المقاتلون الآخرون فإما فقد أثرهم أو قطعوا الاتصال مع الأميركيين.

 

وذكر البنتاغون أن أحد المقاتلين لقي مصرعه في هجوم سابق لجبهة النصرة التي تحتجز آخر أسيرا عندها.

 

بوتين: نخطط لضربات جوية بسوريا  

قالت شبكة بلومبرغ إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعد لتنفيذ ضربات جوية من جانب واحد ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا إذا رفضت الولايات المتحدة اقتراحه بتنسيق جهودهما سويا.

 

وذكرت الشبكة أن بوتين يفضل أن توافق الحكومة الأميركية وحلفاؤها على تنسيق حملتهم ضد مسلحي تنظيم الدولة مع روسيا وإيران والجيش السوري. ونقلت ذلك عن شخص مقرب من الكرملين ومستشار بوزارة الدفاع في موسكو.

 

ونسبت بلومبرغ إلى شخص ثالث قوله إن اقتراح بوتين يدعو إلى “مسار مواز” لعمل عسكري مشترك يرافقه انتقال سياسي بمعزل عن الرئيس السوري بشار الأسد، وهو مطلب أميركي رئيسي.

 

وقالت الشبكة إن روسيا نقلت الاقتراح إلى الولايات المتحدة، لكن مصدرا أبلغها أن بوتين شعر بالإحباط من إحجام الولايات المتحدة عن الرد، وأضاف أن الرئيس الروسي مستعد للتحرك بمفرده في سوريا إذا دعت الضرورة.

 

وعززت روسيا وجودها العسكري داخل سوريا وزادت إمدادات الأسلحة للجيش السوري في إطار تكثيف الدعم لحليفها الأسد. وقال مصدر دبلوماسي روسي لرويترز إن موسكو ترى أن هناك فرصة كبيرة للتوصل إلى اتفاق دولي بشأن “مكافحة الإرهاب” في سوريا وإنهاء الأزمة التي دخلت عامها الخامس.

 

طائرات روسية بدون طيار للنظام السوري  

استخدمت قوات النظام السوري للمرة الأولى الأربعاء طائرات من دون طيار تسلمتها من روسيا، التي تعزز دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بهدف تصعيد العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية ومن تصفهم بالتنظيمات المتشددة.

 

وقال مصدر أمني في دمشق “بدأت الحكومة السورية تستخدم طائرات من دون طيار روسية الصنع في عمليات ضد متشددين في شمال وشرق البلاد”.

 

ولم يورد المصدر أي تفاصيل أخرى حول نوع هذه الطائرات أو المواقع التي استهدفتها.

 

وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى استخدام قوات النظام لطائرات من دون طيار إيرانية أقل تطورا، في عمليات موضعية بضواحي دمشق.

 

ويعد استخدام الطائرات الروسية من دون طيار دليلا آخر على تعزيز موسكو دعمها العسكري لنظام الأسد، وهو ما قد يشير -حسب خبراء- إلى مرحلة جديدة في الحرب السورية.

 

وأدى هذا التصاعد في القدرات العسكرية الروسية منذ أسابيع إلى دق جرس الإنذار في الولايات المتحدة، التي تحادث وزير خارجيتها جون كيري مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ثلاث مرات في هذه القضية في الأيام القليلة الماضية.

 

وتبرر روسيا خطواتها بضرورة تعزيز الدعم لمكافحة أكثر فعالية ضد تنظيم الدولة، الذي يمثل حسب موسكو التهديد الرئيسي للاستقرار في الشرق الأوسط.

 

وترى موسكو أيضا أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لشن غارات على مواقع تنظيم الدولة في سوريا والعراق لم ينجح في إجبار التنظيم على التراجع.

 

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن “الجيشين السوري والعراقي والمقاتلين الأكراد هي القوات الوحيدة التي تحارب حقا وبشكل فعال ضد الإرهاب، ونحن ندعم أولئك الذين يقاتلون ضد تنظيم الدولة بشكل فعال، لأنها قضية أمن قومي لدى روسيا”.

 

تجمع سوري معارض: روسيا تخطئ بتدخلها العسكري وتستجلب آخرين

روما (24 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أدان تجمع عهد الكرامة والحقوق تدخل روسيا عسكرياً في سورية، وقال إنها ترتكب بهذا الخطأ الغربي والعربي نفسه بتدخلها، ونبّه من أنها تستجلب تدخل أطراف أخرى مما يضعف فرص نجاح مبادرة المبعوث الأممي لسورية ستافان دي مستورا

 

وعقب وصول دفعات من السلاح الروسي برفقة مجموعة من خبراء ومدربين ومقاتلين روس إلى سورية وتمركزها في محافظة اللاذقية، رأى التجمع أن الاتصالات الروسية ـ الأمريكية المكثفة “تُعطي الانطباع بتقاسم جديد للأدوار في الحرب السورية القائمة منذ أربع سنوات ونصف”، وأكّد أن “جميع عمليات مد الأطراف المتصارعة في البلاد بالعتاد والأموال والمقاتلين يُشكّل تجديداً مستمراً للحرب المستعرة مما يُبقي على الوهم بالمقدرة على الحسم العسكري في صدور المتحاربين ويضرب مكانة الحل السياسي”، حسب رأيه

 

وشدد التجمع على أن نجاح الحل السياسي في سورية “مرتبط بالقضاء على الاستبداد السياسي، والبدء بمرحلة انتقالية يكون للمعارضة دور فعال فيها لعزل المجموعات الإرهابية عن البيئات الحاضنة لها”، حسب قوله

 

يذكر أن عهد الكرامة والحقوق مجموعة من الناشطين والسياسيين المنشقين والمستقيلين عن هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي بعد أن رفضت سياسات الهيئة وممارسات قيادتها

 

ناشطون سوريون: النظام يرسل أرتالاً عسكرية لمحاولة استعادة حلب

روما (24 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال ناشطون سياسيون سوريون إن النظام السوري يُرسل أرتالاً من الدبابات إلى أطراف مدينة حلب في شمال سورية فيما يبدو تحضيرا لمعارك كبيرة لمحاولة استعادة المدينة التي خرج معظمها عن سيطرة النظام

 

وأوضحت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن النظام السوري يُرسل أرتالاً عديدة من الدبابات والعربات المصفحة الجديدة كلياً من أطراف العاصمة دمشق إلى حلب في شمال سورية، في تحضير لاسترجاعها من يد المعارضة السورية المسلحة

 

وأشارت المصادر أيضاً إلى مشاهدة طائرات استطلاع تُحلّق وتسبق عبور بعض الأرتال الكبيرة في محاولة لاستكشاف أي كمائن محتملة

 

وقالت المصادر “رغم أن هناك قناعة لدى ضباط في النظام بأن استرجاع حلب سيكون بداية لتغيير كبير جداً في ميزان القوى، لكن الأمر لن يكون سهلاً على قوات النظام حتى لو تعاون الروس معه”، وفق ذكرها

 

وتتوازع معظم القوى العسكرية الفعالة في سورية على محافظة حلب وريفها في شمال سورية، حيث تسيطر المعارضة السورية المسلحة على شمال وغرب وجنوب الريف الحلبي، وعلى بلدة إعزاز الحدودية مع تركيا، بينما يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على غالبية الريف الشرقي للمدينة ويحاول انتزاع مناطق من المعارضة السورية، فيما لم يبق للنظام سوى قسم من الجزء الغربي للمدينة وعدة أحياء قديمة بما فيها قلعة حلب الأثرية، وبلدتي نبل والزهراء اللتين تقطنهما أغلبية شيعية، أما القوات

 

تشكيل فريق إسرائيلي-روسي للتنسيق العسكري في سوريا

شُكل فريق تنسيق إسرائيلي- روسي لمنع حدوث أي إطلاق نار غير مقصود في سوريا.

ويرأس الفريق من كل جانب نائبا رئيسي الأركان، وسيعقد الفريق أول اجتماع له في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول، بحسب ما قاله مسؤول عسكري إسرائيلي.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد اتفقا الاثنين على تشكيل الفريق، في الوقت الذي تكثف فيه موسكو وجودها العسكري في سوريا، لدعم الرئيس بشار الأسد، الذي أخذ يخسر بعض الأراضي لصالح المعارضة المسلحة.

وتخشى إسرائيل من أن يضع الانتشار العسكري الروسي في سوريا – الذي تقول الولايات المتحدة إنه يتضمن وحدات متقدمة في الدفاع الجوي المضاد للطائرات – روسيا في مواجهة طائراتها فوق الأجواء السورية.

وكانت الطائرات الإسرائيلية قد أغارت غير مرة على سوريا لمنع تسليم إمدادات أسلحة روسية وإيرانية – بحسب ما تقوله إسرائيل – لجماعة حزب الله اللبناني الموالية للأسد.

تخشى إسرائيل من وقوع أي حادث غير مقصود مع روسيا في سوريا

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول عسكري إسرائيلي – آثر عدم ذكر اسمه – قوله إن المحادثات مع روسيا ستركز على العمليات الجوية فوق سوريا، و”التنسيق الكهرومغناطيسي”.

ويشير هذا – كما يظهر – إلى موافقة الطرفين على عدم التشويش على أنظمة الاتصالات أو الرادار لأي من الجانبين، وتحديد طرق للتعرف على قوات الطرف الآخر لتفادي حدوث أي مواجهة غير مقصودة في وطيس المعركة.

وستنسق إسرائيل وروسيا أيضا عملياتهما البحرية قبالة السواحل السورية على البحر المتوسط، حيث توجد قاعدة بحرية روسية كبيرة، بحسب ما ذكره المسؤول الإسرائيلي.

ولم يرد من الجانب الروسي أي تعليق على تلك التصريحات.

وقالت وزارة الدفاع الروسية الخميس إنها ستبدأ تدريبات بحرية في منطقة “البحر المتوسط” في سبتمبر/أيلول، وأكتوبر/تشرين الأول.

وتشمل التدريبات “40 تدريبا قتاليا”، تشارك فيها ثلاث سفن حربية، وتتضمن إطلاقا للصورايخ، بحسب ما ذكرته الوزارة.

وكانت روسيا قد نبهت قبرص الأسبوع الماضي لتحويل مسار طائراتها بعيدا عن المنطقة.

 

المرصد السوري: الجيش السوري استخدم مقاتلات روسية جديدة في قصف الدولة الإسلامية

بيروت (رويترز) – قال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الخميس إن قوات الحكومة السورية استخدمت طائرات حربية تسلمتها من روسيا في الآونة الأخيرة في قصف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية بمحافظة حلب في شمال سوريا في محاولة لكسر حصار على قاعدة جوية قريبة.

 

وأضاف المرصد الذي يقع مقره في بريطانيا أن الضربات الجوية بدأت هذا الأسبوع وتزامنت مع هجمات برية قرب قاعدة كويرس الجوية بشرق محافظة حلب حيث تواجه القوات الحكومية حصارا منذ فترة.

 

(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى