أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 05 كانون الثاني 2016

 

 

 

تركيا تطلب ضغوطاً إيرانية على «حزب الله» والميليشيات الشيعية

طهران – محمد صالح صدقيان؛ نيويورك، لندن – «الحياة»

بدت موسكو أمس في وضع المحرج بين قوتين إقليميتين لكل منهما كلمة أساسية في جهود تثبيت وقف النار في سورية وإطلاق مفاوضات للحل السياسي من المقرر أن تستضيفها أواخر هذا الشهر مدينة آستانة عاصمة كازاخستان. واتهمت تركيا صراحة القوات الحكومية السورية و «عناصر حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية» بأنها هي من يخرق وقف النار من خلال هجومها على وادي بردى قرب دمشق، داعية إيران إلى ممارسة ضغوط، وقالت إنها تعمل مع روسيا على فرض عقوبات على من ينتهك هذه الهدنة السارية منذ ستة أيام. في المقابل، أكدت إيران أنها و «المستشارين العسكريين» التابعين لها في سورية «يعملون من أجل صمود وقف النار»، لكنها دافعت عن هجوم الجيش السوري على وادي بردى، بحجة أنه يضم مسلحين محسوبين على «جبهة النصرة».

ووسط الجدل التركي- الإيراني، واصلت القوات الحكومية السورية، بمساعدة «حزب الله» اللبناني، هجومها على وادي بردى الذي يوصف بأنه «خزان المياه» الذي ترتوي منه دمشق. وقال ناشطون إن المهاجمين حققوا تقدماً في المنطقة وسيطروا على مواقع فيها في إطار «سياسة الأرض المحروقة»، في إشارة إلى شدة القصف الجوي والمدفعي الذي تتعرض له المنطقة.

وأعاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إطلاق الجدل أمس في شأن نياته في شمال سورية، إذ قال إن القوات التركية والفصائل السورية المنضوية في إطار عملية «درع الفرات» باتت قريبة جداً من طرد تنظيم «داعش» من معقله في مدينة الباب، بريف حلب الشرقي، مضيفاً أنها ستتوجه بعد ذلك لـ «تطهير» مدينة منبج القريبة والتي يسيطر عليها تحالف «سورية الديموقراطية» الكردي- العربي المدعوم من الأميركيين. وأبدت واشنطن أكثر من مرة انزعاجها من تهديدات أنقرة بالسيطرة على منبج، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى مواجهات بين طرفين يُفترض أنهما شريكان للأميركيين في الحرب ذاتها ضد «داعش». وقال مسؤول عسكري أميركي أمس، إن طائرات التحالف ستواصل تقديم دعم للقوات التركية في هجومها على الباب، في تغيير لافت في الموقف الأميركي الذي كان أعلن سابقاً أن هذا الهجوم قرار تركي داخلي. وليس واضحاً إذا كان هذا التغيير يرتبط بدخول روسيا على الخط وتنفيذ طائرات غارات ضد «داعش» دعماً للأتراك قرب الباب.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، إن «مفاوضات آستانة قد تتعثر إذا لم نوقف الخروق المتزايدة» لوقف النار في سورية. وأضاف: «نرى خروقاً… وعناصر حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية وقوات النظام السوري هي من يقوم بها». ودعا إيران إلى «القيام بما يمليه عليها ضمانها لاتفاق وقف النار، وعليها إظهار ثقلها والضغط على الميليشيات الشيعية والنظام».

وفي رد غير مباشر، قال مصدر مطلع لـ «الحياة» في طهران، إن الجانب الإيراني، بما في ذلك من يُعرفون بـ «المستشارين العسكريين» في سورية، «يعملون من أجل صمود وقف النار»، إلا أنه دافع عن هجوم الجيش النظامي على وادي بردى، قائلاً إن فيه «مسلحين محسوبين على جبهة النصرة وهم مستثنون من عملية وقف النار».

وفي دمشق، نقلت وكالة «سانا» الحكومية عن الرئيس بشار الأسد قوله خلال استقباله أمس علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، إن «إيران وكل الدول التي تقف إلى جانب الشعب السوري هي شريكة في الإنجازات التي تتحقق ضد الإرهابيين».

في نيويورك («الحياة»)، أكدت الأمم المتحدة أن المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا لن يشارك في محادثات آستانة، وكذلك لن يشارك فيها ممثل عن مكتبه، لكن يرجَّح أن تكون الأمم المتحدة «ممثلة بموظف لم تحدد رتبته بعد». وقال نائب الناطق باسم الأمين العام فرحان حق، إن دي ميستورا لا يزال عازماً على عقد جولة المحادثات في جنيف في موعدها المقرر الشهر المقبل، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن «لائحة المدعوين لم تعلن بعد، وهو ما سنعلنه قبيل انطلاق جولة المحادثات».

ميدانياً، نجحت القوات الحكومية السورية، بمساندة من «حزب الله»، في تحقيق تقدم في منطقة وادي بردى قرب دمشق، في مؤشر جديد إلى نيتها استكمال المعركة في هذه المنطقة الاستراتيجية التي تقول فصائل المعارضة إنها مشمولة بوقف النار الساري منذ ستة أيام، وهو أمر ينفيه النظام، بحجة أن هناك وجوداً لـ «جبهة فتح الشام» («النصرة» سابقاً) التي تستثنيها الهدنة إلى جانب تنظيم «داعش».

 

إيران تتهم تركيا بـ «احتلال» سورية

دبي – «الحياة»

اتهمت إيران اليوم (الخميس) تركيا بـ «احتلال» سورية وأن «عليها الخروج منها في أقرب وقت» ،في إشارة إلى دخول الجيش التركي إلى الشمال السوري «معركة الباب»، وذلك رداً على مطالبة تركيا إيران بالضغط على ميليشيا «حزب الله» اللبناني لإخراجها من سورية متهمة إياها بـ «خرق» الهدنة.

وبرّر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية الإيراني علاء الدين بروجردي، في تصريحات أوردتها وكالة «تسنيم» الإيرانية، وجوده وميليشيا «حزب الله» في سورية، متحدثاً بعد لقائه رئيس النظام السوري بشار الأسد: «نحن و (حزب الله) موجودون على مستوى المستشارين، وهذا الأمر يتم بتنسيق مع الحكومة السورية وبطلب منها، لذلك فإن الأطراف الذين يجب عليهم ترك سورية هم الذين دخلوها من دون إذن ومن دون تنسيق مع الحكومة».

وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اتهم الحزب وقوات الأسد ومليشيات تدعمها إيران بانتهاك الهدنة السورية الهشة التي دخلت يومها السابع اليوم بضمانة تركية – روسية، مبدياً خشيته من إفشال إيران محادثات السلام السورية المرتقبة في العاصمة الكازاخستانية أستانة.

وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إن «التصريحات غير البناءة للمسؤولين الأتراك تؤدي فقط للمزيد من تعقيد الظروف وزيادة المشكلات في طرق الحل السياسي للأزمة السورية».

وتشارك قوات تركية وفصائل معارضة مدعومة تركياً في «معركة الباب» التي أعلنت قوات «درع الفرات» انطلاقها قبل أشهر لتحرير مدينة الباب في الشمال السوري من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وقالت واشنطن أمس إنها قدمت دعماً عسكرياً لتركيا في الباب لكنه مشروط بعدم «تعرّضها» إلى «وحدات حماية الشعب الكردية».

وأعلن الجيش التركي اليوم مقتل 38 مسلحاً من «داعش» في الباب بعد استهداف حوالى 100 هدف في مواقع مختلفة في الباب وحلب.

وفي إطار خروق الهدنة المستمرة قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارك «مستمرة بوتيرة متقطعة بين قوات النظام وميليشيا حزب الله من جهة والفصائل المعارضة ومقاتلي فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) من جهة اخرى في منطقة وادي بردى» خزان مياه دمشق.

 

واشنطن تبنّت الغارة على “فتح الشام” وأنقرة دعت طهران للضغط لاحترام الهدنة

المصدر: (و ص ف، رويترز)

قال مسؤول عسكري اميركي أمس إن القوات الاميركية شنت غارة جوية في سوريا أوضحت تقارير أنها ادت الى مقتل 25 من عناصر “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقا) المرتبطة بتنظيم “القاعدة” بينهم عدد من قادة الحركة.

وصرح الناطق باسم الجيش الاميركي في بغداد الكولونيل جون دوريان بان “الغارة كانت اميركية”، الا انه لم يشر الى عدد القتلى.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له أن الغارة حصلت الثلثاء واستهدفت إحدى أهم قواعد الجبهة في سوريا في محافظة ادلب بشمال غرب البلاد، وان من بين القتلى قادة كانوا يعقدون اجتماعاً في الموقع.

واتهمت “جبهة فتح الشام” الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بشن الغارة. وأوردت في خبر عاجل: “أكثر من 20 شهيداً جراء استهداف التحالف الصليبي لاحد المقار المركزية في ريف ادلب الشمالي”.

كذلك، أعلنت القيادة المركزية الاميركية التي تشرف على عمليات الجيش الاميركي في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وآسيا الوسطى، ان القوات الاميركية شنت غارة جوية الاحد على المنطقة نفسها قرب بلدة سرمدا. ولم تحدد هدف الغارة، الا ان المرصد السوري قال إنها استهدفت سيارتين كانتا تنقلان ثلاثة من قادة “جبهة فتح الشام” قتلوا جميعاً.

وتسيطر “جبهة فتح الشام” وعدد من الجماعات الموالية لها على محافظة ادلب.

وتشهد الجبهات الرئيسية في سوريا وقفا للنار بدأ العمل به منتصف ليل الخميس- الجمعة بموجب اتفاق توصلت اليه موسكو، حليفة دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة. وهو أول اتفاق يتم في رعاية تركية مباشرة، بعدما كانت الولايات المتحدة شريكة روسيا في اتفاقات سابقة لم تصمد.

ويستثني هذا الاتفاق التنظيمات المصنفة “ارهابية”، وخصوصاً تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش). كما يستثني، بحسب موسكو ودمشق، “جبهة فتح الشام” الامر الذي تنفيه الفصائل المعارضة نفياً قاطعاً.

 

 

تحذير تركي

في غضون ذلك، تواصلت الاشتباكات والغارات الجوية على منطقة وادي بردى قرب دمشق، شمال غرب العاصمة، وسط حديث عن قرب التوصل إلى اتفاق بين قوات النظام والمقاتلين قد يتيح وقف العمليات العسكرية.

ونقلت وكالة “انباء الأناضول” التركية شبه الرسمية عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن “مفاوضات آستانا قد تتعثر إذا لم نوقف الخروقات المتزايدة” لوقف النار الساري منذ منتصف ليل الخميس الماضي.

وبعيد الاتفاق، نشبت معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلين من “حزب الله” اللبناني من جهة، ومقاتلي المعارضة و”جبهة فتح الشام” من جهة أخرى في وادي بردى، خزان مياه دمشق.

وعلى الاثر، جمدت الفصائل المعارضة مشاركتها في المحادثات المتعلقة بمفاوضات السلام المرتقبة في استانا، متهمة النظام بخرق الهدنة.

وقال جاويش أوغلو: “نرى خروقاً لاتفاق وقف النار في سوريا، وعناصر حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية وقوات النظام السوري هم من يقوم بها”.

ودعا ايران الداعمة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد و”حزب الله” إلى “القيام بما يمليه عليهما ضمانهما لاتفاق وقف النار، وعليهما إظهار ثقلهما والضغط على الميليشيات الشيعية والنظام السوري”.

 

الميدان

وفي الميدان، تواصلت الاشتباكات والغارات الجوية والقصف المدفعي للنظام في منطقة وادي بردى الواقعة على مسافة 15 كيلومتراً من دمشق.

وقال المرصد إن الطائرات المروحية جددت استهدافها مناطق الوادي تزامناً مع استقدام قوات النظام تعزيزات عسكرية.

وفيما تسعى تلك القوات إلى التقدم واستعادة السيطرة على عين الفيجة وكامل المنطقة، أشار مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إلى أن “أعيان وادي بردى طالبوا بالتواصل مع قاعدة حميميم لإرسال فرق روسية وخبراء سوريين لتصليح مضخات المياه”.

ونسب المرصد الى أحد الوسطاء أيضا أن “الأعيان بعثوا برسالة إلى النظام بالموافقة على السماح بإدخال ورش لإصلاح المضخات ووضع النبع تحت وصاية وإدارة مؤسسة المياه”، مشيرا إلى أن “النظام وحلفاءه من جهة والمقاتلين من جهة أخرى يعيقون إتمام العملية”.

وقال عبد الرحمن إن النظام يضع مسألة رفع سيطرة المقاتلين عن النبع شرطاً لوقف العمليات “منعا لأي ابتزاز أو تهديد مستقبلاً”.

غير أن عضو “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” أحمد رمضان اتهم “حزب الله” بـ”منع الضباط الروس من الدخول”.

وتعد المنطقة ذات أهمية استراتيجية للنظام، لكونها تحتوي على منابع المياه التي تغذي معظم العاصمة دمشق.

 

الاسد استقبل بروجردي

واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” عن بروجردي أن “زيارة الوفد (الإيراني) تأتي لتهنئة الشعب السورى بالانتصار الذي تحقق فى حلب”، معتبراً ذلك “خطوة كبيرة نحو اعادة الامن والاستقرار” في سوريا.

بينما أكد الأسد أن “إيران وكل الدول التي تقف إلى جانب الشعب السوري هي شريكة في الانجازات التي تتحقق ضد الإرهابيين”، معربا عن تقديره لدعم طهران “الذي أسهم بشكل كبير في تعزيز صمود السوريين”.

 

الوكالة السورية : قتلى وجرحى في انفجار باللاذقية

دمشق – د ب أ – أفاد قائد الشرطة السورية في اللاذقية اللواء ياسر الشريطي، بوقوع تفجير إرهابي قرب الملعب البلدي في مدينة جبلة تسبب بسقوط قتلى وإصابة عدد من المدنيين.

 

أذاعت ذلك وكالة الأنباء السورية “سانا” دون مزيد من التفاصيل.

 

فرنسوا هولاند يطالب النظام السوري باحترام وقف اطلاق النار

باريس – أ ف ب – دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس، الى الاحترام التام “وخصوصاً من قبل نظام” الرئيس السوري بشار الاسد لوقف اطلاق النار في سوريا لافساح المجال لعقد مفاوضات السلام المقررة في في شباط/فبراير في جنيف برعاية الامم المتحدة.

 

وأعلن قصر الإليزيه في بيان، أن “رئيس الجمهورية رأى أنه ينبغي بذل كل ما هو ممكن للسماح بإجراء المفاوضات التي تعتزم الامم المتحدة تنظيمها في الموعد المحدد. وهذا يفترض من الاطراف المعنيين، وخصوصاً النظام، الاحترام التام لشروط وقف اطلاق النار الذي رحب به مجلس الامن الدولي”.

 

وتتواصل المعارك المتقطعة قرب دمشق الخميس بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، في اليوم السابع لهدنة تزداد هشاشة بسبب الخروقات المتكررة على جبهات عدة، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

وبعيد الاتفاق، اندلعت معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة، ومقاتلي المعارضة وجبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) من جهة اخرى في وادي بردى، خزان مياه دمشق.

 

وعلى الاثر، جمدت الفصائل المعارضة مشاركتها في المحادثات المتعلقة بمفاوضات السلام المرتقبة، متهمة النظام بخرق الهدنة.

 

وفي حال استمرار وقف اطلاق النار في سوريا، يفترض أن تجري محادثات سلام تعمل روسيا وتركيا الى جانب ايران على عقدها هذا الشهر في آستانا، على أن تليها في 8 شباط/فبراير مفاوضات جنيف في محاولة لانهاء النزاع السوري الذي خلف اكثر من 310 آلاف قتيل وملايين النازحين منذ 2011.

 

مصدر سوري: لا وجود لقوات حزب الله في وادي بردى

دمشق – د ب أ – أكد مصدر عسكري سوري، أن المقاتلين المنتشرين في وادي بردى بريف دمشق الجنوبي الغربي تابعون للجيش السوري حصراً ولا تواجد لحزب الله اللبناني في المنطقة.

 

وقال المصدر ، الذي طلب عدم ذكر اسمه :”لا يوجد أي من مقاتلي حزب الله في وادي بردى ، وأن قوات الحرس الجمهوري التابعة للجيش السوري حصراً هي التي تحارب مسلحي المعارضة في وادي بردى”.

 

واضاف المصدر، أن موضوع وادي بردى بيد القوات الحكومية السورية حصراً، ولا أحد يتدخل في هذا الملف حيث تعمل قوات الحرس الجمهوري للسيطرة على مياه عين الفيجة وإعادة المياه إلى العاصمة دمشق.

 

واعتبر المصدر أن الأخبار المتداولة حول قيام عناصر من حزب الله بمنع ضباط روس من دخول وادي بردى بريف دمشق، عارية عن الصحة جملة وتفصيلاً ، لأن “عناصر الحزب غير متواجدين في المنطقة أصلاً” ، مبينا ًأن أقرب تواجد لمسلحي حزب الله هو مدينة الزبداني.

 

الى ذلك ، قالت مصادر إعلامية في المعارضة السورية، إن ” الثوار قتلوا أكثر من 20 عنصراً ودمروا دبابة لقوات النظام في مجمع كفتارو في وادي بردى بريف دمشق “.

 

واتهمت المعارضة السورية قوات النظام بأنها” قصفت قرية بسيمة اليوم بغاز الكلور السام ما تسبب في إصابة أكثر من13 شخصاً بحالات اختناق “.

 

الهدنة الهشة تدخل يومها السابع في سوريا مع معارك متقطعة قرب دمشق

بيروت – أ ف ب – تتواصل المعارك المتقطعة قرب دمشق الخميس، بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، في اليوم السابع لهدنة تزداد هشاشة بسبب الخروقات المتكررة على جبهات عدة، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

 

واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن، الى “معارك بوتيرة متقطعة ما تزال مستمرة بين قوات النظام ومقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة والفصائل المعارضة ومقاتلي فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) من جهة اخرى في منطقة وادي بردى”، خزان مياه دمشق.

 

وتاتي المعارك الخميس في وداي بردى بعد شن قوات النظام ليل الاربعاء “عشرات الضربات الجوية على انحاء عدة في المنطقة تزامناً مع قصف مدفعي وصاروخي، تسبب بمقتل عنصر من الدفاع المدني”، بحسب المرصد.

 

وتشهد المنطقة التي تعد مصدر المياه الرئيسي لمعظم دمشق معارك مستمرة بين الطرفين منذ بدء قوات النظام وحلفائها هجوماً في 20 كانون الاول/ديسمبر. وخلال المعارك تضررت احدى مضخات المياه الرئيسية في مؤسسة عين الفيجة ما ادى الى قطع المياه عن العاصمة. وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن ذلك.

 

في ريف دمشق، استهدفت قوات النظام ليلاً بلدات عدة في الغوطة الشرقية بالقصف تزامنا مع اشتباكات بين قوات النظام وحلفائه وفصائل اسلامية على محاور عدة في المنطقة موقعة على اتفاق الهدنة، تسببت بمقتل ثلاثة مقاتلين على الاقل، بحسب المرصد.

 

وتحدث المرصد عن قصف قوات النظام ليلاً ضاحية الراشدين غرب مدينة حلب، ومصرع مقاتل من فصيل اسلامي وجرح ثمانية آخرين.

 

وتزيد هذه الخروقات من هشاشة اتفاق وقف اطلاق النار الذي ينص على مفاوضات سلام مرتقبة الشهر الحالي في كازاخستان.

 

وقال عبد الرحمن ان الهدنة “لا تزال صامدة لكنها في مرحلة حرجة مع تكرار الخروقات على جبهات عدة”.

 

واوضح ان “معظم الجبهات التي تشهد معارك متقطعة او تتعرض للقصف والغارات، تضم عناصر من فتح الشام” وهو الاسم الذي اتخذته جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.

 

ويستثني اتفاق وقف اطلاق النار بشكل رئيسي التنظيمات المصنفة “ارهابية”، وخصوصاً تنظيم الدولة الاسلامية. وتقول موسكو ودمشق انه يستثني ايضاً جبهة فتح الشام الامر الذي تنفيه الفصائل المعارضة.

 

الا ان عبد الرحمن اكد انه رغم هذه الخروقات، فإن “وتيرة العمليات العسكرية على الجبهات الرئيسية تراجعت كثيراً منذ بدء تطبيق الهدنة”.

 

واضاف “انخفضت الخسائر البشرية بنسبة كبيرة، مع رصد مقتل 13 مدنياً فقط في المناطق المشمولة بالهدنة منذ بدء تطبيق وقف اطلاق النار، وهو ما كان يشكل حصيلة غارة واحدة قبل بدء تطبيقها”.

 

ودعت أنقرة الأربعاء طهران إلى ممارسة ضغوط على دمشق والقوات الداعمة لها لثنيها عن “انتهاك” اتفاق وقف إطلاق النار، محذرة من أن ذلك يهدد بتقويض مفاوضات السلام المرتقبة في كازاخستان.

 

تحضيرات روسية تركية لمحادثات أستانة… وتجدد القصف على ريف دمشق

أردوغان يؤكد أن الجيش التركي سيهاجم منبج بعد طلب أمريكا عدم مهاجمة الأكراد

إسطنبول ـ «القدس العربي» من إسماعيل جمال: جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التأكيد على أن جيش بلاده سوف يهاجم مدينة منبج التي تسيطر عليها الوحدات الكردية في شمالي سوريا، وذلك بعد ساعات من اشتراط الإدارة الأمريكية عدم مهاجمة الأكراد من أجل إعادة تقديم الدعم الجوي واللوجستي لعملية درع الفرات التي يخوضها الجيش التركي.

أردوغان كشف في خطاب له، الأربعاء، في العاصمة أنقرة أن لدى بلاده «ترتيبات جديدة» ستنهي عملية مدينة الباب السورية التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال فترة قصيرة، على حد تعبيره، مضيفا: «ومن بعدها نحن عازمون على تطهير بقية المناطق (في سوريا)، التي تمركزت فيها التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها مدينة منبج»، الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية التي تدعمها واشنطن.

وقبل تصريحات أردوغان بساعات، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في تصريحات نقلتها وكالة الأناضول، إن بلاده عرضت على تركيا تقديم دعم مؤثر لعمليتها في الباب شمالي سوريا ضد تنظيم «الدولة»، وما زالت اللقاءات حول هذا العرض مستمرة.

وأوضح المسؤول أن الإدارة الأمريكية عرضت تقديم دعم من قبيل طائرات مسلحة بدون طيار، ودعم جوي، وذخائر للمعارضة السورية المعتدلة التي تحارب التنظيم. ووضعت الإدارة الأمريكية عددا من الشروط مقابل ذلك الدعم «تتعلق بعدم التدخل في مواجهة الوحدات الكردية»، لافتا إلى أن «المسؤولين الأتراك يرفضون منذ مدة طويلة تلك الشروط.. الأمر يتعلق بأن لا يتم التوجه إلى منبج بعد الباب، وأن تتم العمليات ضد داعش عبر مركز تنسيق واحد مع التحالف».

يأتي ذلك فيما تكثف تركيا وروسيا التنسيق والاتصالات بينهما لضمان استمرار اتفاقية وقف إطلاق النار في سوريا تحضيرا للمفاوضات المزمع انطلاقها في أستانة عاصمة كازاخستان يوم 23 كانون الثاني/يناير الجاري، وسط استمرار انتهاكات الهدنة من قبل قوات النظام السوري والميليشيات الداعمة له مما قد يهدد بفشل المحادثات.

وفي هذه السياق، قالت وزارة الدفاع الروسية إن الاتفاق مع المعارضة السورية حول الهدنة والتحضير لمفاوضات السلام في أستانة تم بشكل مشترك مع تركيا وإيران من دون مشاركة الولايات المتحدة. لكن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو لفت إلى أنه بحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف مسألة مشاركة واشنطن في محادثات أستانة المقررة، مبينا أن هذا الاجتماع المرتقب لا يهدف إلى إبعاد أي طرف أو تهميش دور أحد.

وفي السياق، أعلن جاويش أوغلو أن بلاده تعمل مع روسيا من أجل فرض عقوبات على من ينتهك وقف إطلاق النار في سوريا. وحذر من أن تزايد الانتهاكات المكررة لوقف النار يهدد بتقويض مفاوضات أستانة.

وأوضح الوزير التركي أن النظام السوري وحزب الله اللبناني والميليشيا الشيعية الأخرى هم من ينتهكون اتفاقية وقف إطلاق النار في سوريا. وأشار إلى أن بلاده بالتنسيق مع روسيا قامت بإنشاء مركزيْ مراقبة وتنسيق أحدهما في موسكو والآخر في أنقرة لمتابعة الالتزام باتفاقية وقف النار وتدفق المساعدات الإنسانية.

الى ذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأربعاء بقصف طائرات النظام المروحية مجددا منطقة وادي بردى في ريف دمشق.

وقال المرصد في بيان إن القصف استهدف أماكن في جرود بسيمة وعين الفيجة وعين الخضرة وأماكن أخرى في الوادي، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بشكل متفاوت العنف بين قوات النظام المدعمة بحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من طرف، والفصائل المقاتلة والإسلامية ومقاتلي «جبهة فتح الشام» من طرف آخر، في محاولات متلاحقة من قوات النظام التقدم في وادي بردى بغطاء من القصف المكثف والعنيف والاستهداف المتواصل لقرى وبلدات الوادي.

 

الخارجية الأمريكية تأسف لتداعي وقف إطلاق النار في سوريا

تمام البرازي

واشنطن ـ «القدس العربي»: أعربت الخارجية الأمريكية عن أسفها وحزنها أن وقف إطلاق النار الذي أعلنته كل من روسيا وتركيا بدأ يتداعى كمـا حـدث لمعـظم وقف الأعمال العدائية السابقة والتي كاـنت الولايـات المتـحدة طـرفاً في الإعـلان عنها.

وقال الناطق باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي إن هناك مناطق جرى تثبيت وقف اطلاق النار فيها بينما خرق وقف إطلاق النار في مناطق أخرى.

وأشار إلى «أنه لا يمكن العودة للمفاوضات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة بدون وقف قصف المعارضة السورية بالقنابل».

وأكد كيربي أنه لا يوجد أي اتصال روسي ـ امريكي او تنسيق حول المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة السورية والمزمع عقدها في الأستانه في كازاخستان في شباط/ فبراير المقبل، ورفض التعليق على الغارات الجوية ضد ادلب ومقتل 20 سورياً.

 

حالات تسمم بحليب فاسد في مخيمات ريف حلب الشمالي وتضارب الأنباء حول وفيات بين الأطفال

محمد إقبال بلو

أنطاكيا ـ «القدس العربي»: بعد أن كان الاهالي يتحدثون عن الفساد في المنظمات الإغاثية على اختلاف تسمياتها وتبعياتها وانتشارها ضمن الاراضي السورية، لم يعد فساد تلك المنظمات مجرد كلمات احتجاجية يكتبها السوريون على صفحاتهم في «فيسبوك»، بل تعدى الفساد هيكلية تلك المنظمات وطريقة حصولها على التمويل وأسلوب تعاطيها مع النازح السوري، إلى توزيعها مواد غذائية فاسدة أيضاً، أدت في مرات سابقة لإصابات بينما أسفرت هذه المرة عن سقـوط ضـحايا من الأطـفال.

فقد شهدت مخيمات ريف حلب الشمالي مأساة جديدة تختلف عن القصف أو غيره من المآسي السابقة، وحسب ناشطين ومقيمين في تلك المخيمات فقد توفي تسعة أطفال في عدد مرشح للزيادة نتيجة العدد الكبير للأطفال المصابين بحالات تسمم، بعد أن تناولوا حليباً فاسداً، قامت بتوزيعه إحدى المنظمات الإغاثية.

ويقول شهود من المنطقة، إن كمية من الحليب الفاسد تم توزيعها على الأهالي في مخيمي شمارخ وشمارين المتجاورين في ريف حلب الشمالي شرقي مدينة اعزاز، ما أدى لوقوع المئات من إصابات التسمم كلها بين الأطفال.

ويقول عبد الحميد أحد سكان مخيم شمارخ لــ «القدس العربي»: «قامت إحدى المنظمات الإغاثية التركية واسمها منظمة وقف الديانة الإسلامية، بتوزيع كمية كبيرة من حليب الأطفال تبلغ حوالي عشرة آلاف علبة حليب، على الأسر التي تقيم في المخيمات، وسرعان ما بدأت الأسر بتقديم الحليب لأطفالها، إذ أن هذه المادة ليست من المواد المتوفرة بشكل دائم، وبعد ساعات بدأت تظهر الأعراض على الأطفال، ولم يتنبه الأهالي أن هنالك حالات تسمم إلا بعد أن بدأ عدد كبيرة من الأطفال يعاني من أعراض ذلك».

ويضيف «المنظمة الإغاثية المذكورة منظمة تركية، غالباً ما تقدم مواداً إغاثية جيدة وبكميات مقبولة، عن طريق مندوبها في ريف حلب الشمالي المدعو صلاح هادي وهو شاب من بلدة تل رفعت، وعلى الرغم من أنها المرة الأولى التي يتم فيها تقديم مواد فاسدة، إلا أنها فيما يبدو مرة بألف مرة كما يقولون، إذ توفي تسعة أطفال من المخيم، فيما زاد عدد المصابين عن 300 طفل، يتم نقلهم إلى المشافي تباعاً. بينما أفاد البعض بأن الأمر مبالغ فيه، وان هنالك تسمماً قد حدث بالفعل نتيجة توزيع حليب فاسد ولكن عدد الأطفال الذين توفوا لم يزد عن خمسة أطفال بينما عدد الإصابات أقل مما أشير إليه، وحسب «ماجد» أحد مقاتلي الفصائل في اعزاز فإن عدد الإصابات لم يتجاوز العشرين إصابة.

يقول ماجد لــ «القدس العربي»: «مات بالفعل خمسة أطفال نتيجة التسمم بالحليب، فيما نقل حوالي خمسة عشر طفلاً إلى مشفى «شمارين»، أما الأرقام التي تقول بإصابة مئات الأطفال فهي مجرد تضخيم من قبل الأهالي ومبالغات اعتدنا عليها في كل حادثة مهما كان نوعها».

ويضيف: «اعتقد الأهالي في المخيمات وأهالي القرى المجاورة أن هناك إصابات بالمئات، والسبب في ذلك يعود إلى خوف الأهالي الذين بدأوا بنقل أطفالهم إلى المستشفيات دون ان يصابوا أصلاً، وأصروا على فحصهم والتأكد من سلامتهم، وهذا ما جعل الأرقام كبيرة إلى هذا الحد».

فيما تحدثت حسابات «فيسبوكية» معظمها تحمل أسماء وهمية، بلهجة المدافع عن المنظمة ومندوبها، وتبرئة الجميع من هذه الحادثة، إذ وردت منشورات عديدة تقول بأن الحليب المشار إليه والذي يحمل ماركة «غوني ميلك» لم يتم توزيعه اصلاً من قبل المنظمة التركية، بل وزعت المنظمة نوعاً آخر «مجهولاً» من الحليب بينما الأهالي حصلوا على هذه الماركة من مصدر ثانٍ، أيضاً مجهول، في حين نشرت منظمة الاطباء المستقلين بياناً تقول فيه إن عدد الحالات مائة وسبعون تبين أن كلها مجرد حالات نفسية ووهم.

هذه الحادثة فتحت ملفات قديمة عن فشل ذريع في مختلف الملفات التي أدارتها المعارضة السورية، بل أعادت إلى الأذهان حادثة اللقاحات الفاسدة التي تم حقن الأطفال في بلدات ريف إدلب بها، والتي أسفرت عن وفاة العشرات منهم، دون أن يستمر التحقيق في الموضوع أو أن تتحمل جهة ما المسؤولية عن ذلك، وهو الموت السوري الذي يتعرض الجميع بشكل او بآخر ولأسباب مختلفة.

 

الميليشيات الموالية للنظام السوري تواصل انتهاكاتها بحق أهالي مدينة حلب

منار عبد الرزاق

حلب ـ «القدس العربي»: فرضت سيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية له، على الأحياء الشرقية من مدينة حلب، ظروفاً جديدة على حياة المدنيين فيها، حيث نشطت عمليات الانتقام من الأهالي من قبل تلك الميليشيات، متمثلة في ممارسات متعددة من قتل وخطف وغيرها.

عارف أبو خلف وهو عنصر في قوات النخبة التي يقودها العميد سهيل الحسن، أكدّ لـ «القدس العربي» أنّ ميليشيا «لواء الباقر» الّتي تضم عناصر من عشيرة البكارة، قامت باختطاف عدد من الشبان، واقتادتهم إلى مدرسة «توركان» على طريق (أثريا- خناصر)، بالقرب من منطقة تل شغيب، في عمليات وصفها بـ»الانتقامية».

وكشف أبو خلف، وهو اسم «مستعار»، إلى امتهان الميليشيات الموالية لقوات النظام في المدينة، الخطف والقتل؛ من أجل الابتزاز المادي، بحجة انتمائهم إلى فصائل المعارضة. في هذا الإطار، روى الشاب محمد، ع قصة اختطافه من قبل ميليشيا «الباقر»، واقتياده إلى مدرسة «توركان» التي تستخدمها الميليشيا كمعتقل لخطف وتعذيب المدنيين.

وأشار إلى أنّ عملية خطفه تمت مع خمسة من رفاقه، إثر سيطرة قوات النظام، والميليشيات الموالية لها على حي مساكن هنانو، على خلفية اتهامهم «كيدياً» بالانتماء إلى فصائل المعارضة، ليتم اقتيادهم إلى المدرسة الواقعة في منطقة «تل شغيب»، وإبقاؤه رهن الاعتقال 22 يوماً.

وكشف الشاب عن تعرضه لعمليات تعذيب جسدي ومعنوي، من عناصر الميليشيا في محبسه، والمتمثّلة في: «الضرب، الركل، والشبح»، إضافة إلى التعذيب المعنوي من خلال الاعتداءات اللفظية بالسب والشتم.

ولفت محمد إلى قيام ميليشيا «لواء الباقر» بعد 22 يوماً من الاعتقال، برميه أمام نادي الجلاء الواقع في حي السريان الجديد في الأحياء الغربية من حلب، حيث قام بالاتصال فيما بعد بقريب له، من هاتف أحد المارة؛ من أجل الحضور إليه، والعودة به إلى منزله – حسب رواية محمد.

وتقوم الميليشيات التابعة لقوات النظام السوري في مدينة حلب، بعمليات خطف، وسرقة وقتل، بدوافع انتقامية، أو من أجل الابتزاز المالي، بعد فرضها سلطة الأمر الواقع على الأهالي في أحياء المدينة، في ظل غياب سيطرة قوات النظام عن معظم تلك الأحياء.

ولا تقتصر ممارسات الموالية للنظام على القتل والخطف، بل تمتد لتهديد النازحين في مراكز الإيواء المؤقتة في المدينة، ما بين السجن في زنازين الأفرع الأمنية، أو دفع المال.

حيث يكشف مصدر أمني في المدينة لـ»القدس العربي» عن قيام عناصر من الميليشيات الموالية للنظام، بجلب 150 مذكرة اعتقال، بحق نازحين في مراكز الإيواء المؤقتة في جبرين، من أجل مفاوضتهم في ما بعد على مبالغ مالية؛ من أجل الإفراج عنهم من سجون الفروع الأمنية.

ويشير المصدر إلى أن قيمة المبالغ المالية التي يحصلّها عناصر الميليشيات، ومن خلفهم القائمون على الأفرع الأمنية في المدينة بالحصول على مبالغ تتراوح ما بين 500 ألف و5 ملايين ليرة سورية؛ من أجل الإفراج عن النازحين بعد اعتقالهم.

ويبلغ عدد النازحين في مراكز الإيواء المؤقتة التي أقامها الهلال الأحمر السوري في منطقة جبرين، 100 ألف نازح، لكن العدد تناقص في الفترة الأخيرة ليصل إلى 50 ألف، بعد عودة عدد كبير منهم إلى الأحياء الشرقية، بعد سيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية لها عليها.

وفي سياق قريب، يتحدث الناشط في مدينة حلب عامر عبد المولى لـ «القدس العربي» عن استغلال القائمين على الأجهزة الأمنية، حاجة العائلات المطلوبة لسلطات النظام السوري، للخروج من المدينة، فتؤمن لها سيارات عسكرية من أجل نقلهم إلى نقاط التماس مع فصائل المعارضة، أو عبر المناطق الكردية للوصول إلى مناطق المعارضة.

وحسب عبد المولى فإنّ المبالغ التي يحصلّها مسؤولو أجهزة الاستخبارات في المدينة، تتراوح ما بين 300 ألف، وحتى مليون ليرة سورية، عن كل شخص مطلوب لسلطات النظام السوري.

وسيطرت قوات النظام والميليشيات الموالية على الأحياء الشرقية من المدينة 24 كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، بعد إجلاء آخر دفعة من مدنيي تلك الأحياء، ومقاتلي فصائل المعارضة، ما جعل من تلك الأحياء مكاناً خصباً لنشاط الميليشيات الموالية للنظام؛ من أجل ممارسة أعمال الخطف والقتل بحق من تبقى فيها من مدنيين.

 

قوات النظام السوري تستهدف وادي بردى بغازات سامة

عبد الرحمن خضر

استهدفت قوات النظام السوري، صباح اليوم الخميس، قرية بسيمة في وادي بردى غربي العاصمة دمشق، بغازات سامة، في استمرار لحملتها على المنطقة التي لم تتوقف بالرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.

 

وقالت مصادر محليّة، لـ”العربي الجديد” إنّ، “أربع قذائف تحوي غازات سامة، مصدرها قوات النظام، سقطت على محيط قرية بسيمة، في منطقة وادي بردى المحاصرة”، مشيرةً إلى أنّه، “لم ينتج عنها أيّ إصابات”.

 

وأوضحت المصادر أنّ “محاولات قوات النظام المدعومة بميليشيا “حزب الله” اللبناني التقدم في المنطقة، لم تتوقّف طوال الليلة الماضية، كما رافقها قصف بالرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية”.

 

وأضافت أنّ “قوّات النظام مازالت تقطع الكهرباء والاتصالات عن كامل المنطقة، في محاولة منها الضغط على السكان، لفرض تسوية من أجل دخول القوات المنطقة”.

 

وكانت المصادر تحّدثت لـ”العربي الجديد” عن “منع قوات النظام و”حزب الله” أربعة ضباط روس من دخول المنطقة، كانوا ينوون مراقبة وقف إطلاق النار”، فيما نفت وسائل إعلامية روسية، “قيام النظام أو “حزب الله” بمنع الضباط من دخول المنطقة”.

 

وتحاول قوات النظام مدعومة بمقاتلين من “حزب الله” السيطرة على منطقة وادي بردى، بهدف تأمين محيط العاصمة دمشق، وتهجير معارضي “نظام الأسد” من المنطقة.

 

جنوب دمشق على طريق “التسوية

أحمد مراد

تسلمت “الهيئة السياسية في جنوب دمشق”، “مبادرة مصالحة وطنية” فرضها النظام على بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، مانحاً الهيئة مدة 24 ساعة للرد عليها، أو اللجوء للتصعيد العسكري، وتجويع هذه المناطق عبر إغلاق المعابر المؤدية إليها من العاصمة. وبين مؤيد للمبادرة ومعارض لها، يحاول أهالي الجنوب الدمشقي تجنيب أنفسهم خيار المواجهة مع النظام، آملين في نجاح “وقف إطلاق النار” ومؤتمر الأستانة.

 

المبادرة تضمنت بنوداً تتعلق بـ”تسوية” أوضاع الفارّين والمتخلفين عن تأدية الخدمة الإلزامية، وتسليم قسم من سلاح الفصائل المقاتلة، وتحديد فصائل عسكرية ترابط على جبهات “داعش” و”فتح الشام”، بعد ضم الفصائل إلى هيكلية “الدفاع الوطني”، وتشكيل غرفة عمليات مشتركة، وتشكيل “لواء مغاوير الجنوب” من المنشقّين الراغبين في “تسوية” أوضاعهم، مقابل عودة “مؤسسات الدولة”، والسماح بعودة الموظفين والطلبة، وفتح كافة الطرقات إلى هذه المناطق، بما فيها طريق السيدة زينب–سيدي قدّاد.

 

“اللجنة السياسية في جنوب دمشق” كانت قد عقدت اجتماعاً، الاثنين الماضي، مع لجنة النظام الأمنية، المكلفة ملف دمشق في مقر “فرع الدوريات”. مصدر مقرب من “اللجنة السياسية في جنوب دمشق” قال لـ”المدن”، إن من حضر الاجتماع هم 7 ضباط، على رأسهم رئيس “فرع الدوريات”. وتطرقت “اللجنة السياسية” في الاجتماع لمسألة التطورات الدولية، وضرورة الاخذ بها، لكن رئيس “فرع الدوريات” ردّ بغضب وهدد بالتصعيد العسكري، ومنح “اللجنة السياسية” مهلة 24 ساعة للرد على الورقة التي فرضها على المنطقة. المصدر ذاته أشار إلى أن رئيس الفرع، أكد على وجوب انتهاء ملفات جنوبي دمشق ووادي بردى، قبل اجتماع الأستانة.

 

قوات النظام عادت لإعطاء مهلة لـ”اللجنة”، إلى صباح الخميس، للرد، مهددة بالتصعيد العسكري وإغلاق كافة الطرق المؤدية إلى مناطق الجنوب الدمشقي.

 

ومنذ اجتماع الإثنين، عقدت “اللجنة السياسية” اجتماعات أهلية ومحلية وسياسية مكثفة، شملت البلدات الثلاث، وانقسمت الآراء فيها بين القتال، أو رفض المبادرة التي وصفت بـ”التعجيزية”، وبين محاولة التفاوض مع النظام لتخفيف شروطها، أو التعاطي معها ومحاولة كسب الوقت، ريثما تظهر نتائج الاتفاق الروسي-التركي، وبين الرضوخ للنظام والقبول بالأمر الواقع، أو الاستعداد لسيناريو التهجير، بحكم وجود منشقين ومتخلفين عن “الخدمة الإلزامية”، ويبلغ عددهم حوالى 3000 شخص.

 

وتقوم المبادرة على تقويض المبادئ التي تشكلت على أساسها “اللجنة السياسية في جنوب دمشق” وهي؛ رفض التهجير، ورفض تسليم المنشقين، ورفض التسويات، ورفض التحول إلى مليشيات تقاتل لتحقيق أجندات النظام.

 

وتعاني “اللجنة السياسية” من انقسامات بسبب ضغط “لجان المصالحة” المحلية المتمثلة بشكل رئيس بالشيخ أنس الطويل، الذي تجاوز مراراً صلاحياته كأحد أعضاء “اللجنة السياسية في جنوب دمشق”، وغرّد خارج ثوابتها من منبره السياسي-الديني في مسجد الكريم في بلدة ببيلا التي يمثلها، مؤكداً أمام أنصاره أنه سيجنبهم الدمار والخراب. الشيخ الطويل انتهى في آخر خطاباته بالقول: “على الفصائل الاعتراف أمام عناصرها أن الخروج على الحاكم كان من أكبر الأخطاء”.

 

على صعيد آخر، تتجاذب الفصائل العسكرية وعبر ممثليها الرئيسيين والفرعيين “الاستشاريين” ضمن “اللجنة السياسية” ما بقي من أطراف التفكير والقرار، سراً أحياناً، وعلناً أحياناً أخرى. فـ”جيش الاسلام” يعمل على تكريس نظرية الحرب، ورفض فكرتي التسوية أو التهجير، فيما تلتزم حركة “أحرار الشام الإسلامية”، كفصيل ثانوي في المنطقة، بالصمت، وتلّوح بتصريحات غير مباشرة من قياداتها برفض التهجير. أما فصائل أبناء الجولان وأبناء المناطق التي سقطت في يد المليشيات الشيعية نهاية عام 2013، ويمثلها سياسياً “تجمع عهد” فهو من أنصار التسوية. وكان قد أصدر بياناً مطلع عام 2017، أكد فيه على “الحل السياسي” الذي يضمن وحدة وسلامة الأرض السورية وسيادتها، ورحب بقرار “وقف إطلاق النار”، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق المحاصرة، واعتبر التجمع أنه جزء من هذا الاتفاق.

 

ويدعم كل من فصيلي “جيش الأبابيل” و”شام الرسول” المبادرة التي تتضمن بقاءهم في المنطقة، بغض النظر عن التنازل للنظام، إضافة إلى اشتراطه قتال تنظيمي “داعش” و”فتح الشام”، ويبطن هذان الفصيلان قبولاً بالمبادرة.

 

ويشهد الجنوب الدمشقي حرباً إعلامية يشعلها أنصار “المصالحة الوطنية”، إذ قام مجهولون بتوزيع منشورات تتضمن عدداً من أسماء القيادات العسكرية في المنطقة، تضمنت عبارة: “من أنتم؟ وماذا تريدون؟”، وكتابات جدارية في بلدة بيت سحم: “نعم للسلم لا للإرهاب لا للطائفية”، و”نريد أن نأكل نريد أن نلبس”، وذلك عشية المهلة الاخيرة التي منحتها قوات النظام. في وقت أطلق عدد من الناشطين الإعلاميين في المنطقة مبادرة جديدة، تتضمن توحيد الفصائل في المناطق المتبقية من ريف دمشق، ومواجهة النظام.

 

ومع إعلان “وقف إطلاق النار” في عموم الأراضي السورية في 30 كانون الأول/ديسمبر 2016، اعتبر الأهالي أن الاتفاقية أنقذت منطقتين من التهجير القسري: جنوبي دمشق ووادي بردى. إلا أن نظرية “النفوذ الروسي” التي راهن عليها الكثيرون من ناشطي المنطقة لإنقاذ الوضع وإلغاء كابوس المصالحة الوطنية، نسفها الرد القاسي لرئيس “اللجنة الأمنية” لقوات النظام من جهة، والأنباء التي نفتها موسكو عن طرد مليشيا “حزب الله”، الأربعاء، وفداً من ضباط روس حاولوا الدخول إلى وادي بردى للقاء الأهالي فيها برفقة وفد من أعيان المنطقة ممن يقطنون خارجها.

 

وفي إطار عملية الضغط الذي تمارسه قوات النظام على الأهالي جنوبي دمشق، أغلقت صباح الأربعاء، الحاجز المشترك في بلدة العسالي، ثم أعادت فتحه مع تشديد أمني واجراءات تفتيش، وتضييق على حركة مرور الأهالي عبره، خصوصا النساء.

 

وتعيش مناطق الجنوب الدمشقي حالة هدنة مع النظام منذ أوائل العام 2014، إلا اتفاقيات التهجير القسري التي وقعت سابقاً في داريا والمعضمية وقدسيا والهامة، أعادت إلى الواجهة مصير جنوب دمشق، مع محاولة النظام جعل المنطقة تسير على خطى سابقاتها.

 

إيران ترفض التدخل لوقف انتهاك الهدنة في سوريا

معتبرة مواقف تركيا غير بناءة

إيلاف- متابعة

رفضت إيران طلبًا تركيًا للتدخل وممارسة الضغوط على نظام بشار الأسد وحلفائه بوقف انتهاكات الهدنة، التي توصلت إليها أنقرة مع موسكو، واعتبرت تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو بهذا الشأن «غير بناءة».

 

طهران: دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إيران إلى الضغط على النظام السوري لوقف انتهاك وقف إطلاق النار، محذرًا من أن هذه الانتهاكات تعرض محادثات السلام، التي تعد موسكو لعقدها في العاصمة الكازاخستانية، استانا، للخطر.

 

ودعت إيران الخميس تركيا الى عدم “تعقيد الوضع اكثر” في سوريا وذلك ردا على تصريحات وزير الخارجية التركي الذي اتهم حلفاء إيران بالوقوف وراء الخروقات للهدنة السارية في سوريا.

 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي ان “التصریحات غیر البناءة للمسؤولین الاتراك تؤدي فقط للمزید من تعقید الظروف وزیادة المشاكل فی طریق الحل السیاسي للازمة السوریة”.

 

وكان وزير الخارجية التركي حذر الاربعاء نظام الرئيس السوري بشار الاسد وحليفتيه سوريا وإيران. وقال تشاوش اوغلو “نرى خروقا لاتفاق وقف اطلاق النار في سوريا، وعناصر حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية وقوات النظام السوري هم من يقوم بها”.

 

وتابع ان “مفاوضات استانا قد تتعثر إذا لم نوقف الخروقات المتزايدة” لوقف اطلاق النار الساري منذ منتصف ليل الخميس الماضي بموجب اتفاق روسي تركي. وأوردت وسائل الاعلام الإيرانية الرسمية ان المسؤول الإيراني الكبير علاء الدين بوروجردي التقى الاسد في دمشق الاربعاء وجدد دعم بلاده له.

 

يتفقدون منازلهم المدمرة

 

في غضون ذلك، بدأ آلاف الأشخاص في العودة إلى شرق حلب لتفقد منازلهم المدمرة. وقال ساجد مالك، ممثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا، لوكالة «رويترز» إن نحو 2200 أسرة عادت إلى حي هنانو السكني. وأضاف: «يأتي الناس إلى شرق حلب لرؤية محالهم ومنازلهم ولرؤية ما إذا كان المبنى قائمًا ولم ينهب المنزل… ولرؤية ما إذا كان يجب عليهم العودة».

 

وفيما يبدو أنه إقرار روسي ضمني بممارسات قوات النظام وميليشيا ما يسمى «حزب الله»، أدخلت وزارة الدفاع تعديلات على صيغة تقاريرها اليومية الصادرة عن «مركز حميميم الروسي» لمراقبة وقف إطلاق النار، وأضافت إليها فقرة تتضمن المعلومات الصادرة عن «اللجنة الروسية ­ التركية المشتركة الخاصة للنظر في مسائل انتهاك الاتفاقية»، أي الاتفاقية التي تم التوصل إليها في أنقرة، وتشكل روسيا وتركيا أطرافاً ضامنة لها. وفي نسخة التقرير الصادر أمس، الذي نشرته الوزارة على موقعها الرسمي، جاء أن «الجزء الروسي في ممثلية اللجنة المشتركة سجل 12 انتهاكًا لوقف إطلاق النار في محافظات اللاذقية وحماة و(ريف) دمشق. وسجل الجزء التركي في ممثلية اللجنة المشتركة 27 انتهاكًا لوقف إطلاق النار في محافظات إدلب و(ريف) دمشق، وحماة وحلب وحمص ودرعا والقنيطرة».

 

التحقق من كل الانتهاكات

 

وأضاف التقرير الصادر عن مركز حميميم، أن «العمل جارٍ للتحقق من كل الانتهاكات بغية الحيلولة دون تكرارها». وكانت وزارة الدفاع الروسية قد نشرت تقريرًا بصيغة مماثلة يوم أول من أمس، تشير فيه على لسان الجانب التركي، لكن على موقعها الرسمي، إلى خروق لوقف إطلاق النار سجلها الأتراك، وواضح أنها من جانب قوات النظام السوري. في هذه الأثناء، وبينما تبقى تصريحات وزارة الخارجية الروسية والكرملين غائبة عن المشهد السوري، توقف برلمانيون ومحللون سياسيون روس أمس عند المفاوضات المرتقبة في العاصمة الكازاخستانية أستانة. وفي هذا الشأن، نقلت وكالة «ريا نوفوستي» عن فيكتور أوزيروف، رئيس لجنة المجلس الفيدرالي لشؤون الدفاع والأمن، قوله إن «كل شيء الآن رهن بكيفية تعاطي التحالف بزعامة الولايات المتحدة مع الدعوات (إلى أستانا)»، مشككًا في إمكانية نجاح المؤتمر إن لم يشاركوا، دون أن يوضح ما إذا كانت الدعوات قد وُجهت لهم ومن هو الطرف الذي وجهها.

 

في هذه الأثناء، ميدانيًا، ذكر نشطاء أن النظام السوري يحاول فرض سيطرته على مناطق وضواح بجنوب دمشق عبر ما يزعم أنه «اتفاق مصالحة» يهدد النظام مواجهة كل من سيرفضه بالقوة العسكرية. ووفق نسخة عن الاتفاق تداولها نشطاء، فإن النظام السوري يدعو عمليًا جميع مقاتلي المعارضة إلى الاستسلام بتسليمهم السلاح و«تسوية أوضاعهم»، ومن ثم تشكيل قوات باسم «لواء مغاوير الجنوب» تكون تحت إشراف الدفاع الوطني، وأن تنتشر تلك القوات على خطوط المواجهة مع «داعش» و«جبهة النصرة» في تلك المنطقة، وفق ما يزعم الاتفاق. كما يدعو النص إلى مصالحة بين مناطق يلدا وببيبلا والحجر الأسود من جانب، ومنطقة السيدة زينب من جانب آخر.

 

قتلى وجرحى بانفجار في جبلة السورية  

قتل تسعة أشخاص وجرح 25 آخرون في تفجير سيارة مفخخة بمدينة جبلة على الساحل السوري، وفق حصيلة أولوية أوردتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، ونقلت الوكالة عن قائد شرطة محافظة اللاذقية أن الانفجار وقع قرب الملعب البلدي في جبلة، التي توجد على مقربة منها قاعدتان روسيتان.

 

وكان تنظيم الدولة الإسلامية أعلن مسؤوليته عن سلسلة التفجيرات التي ضربت طرطوس (على الساحل السوري غربي البلاد)، ومدينة جبلة بريف اللاذقية (شمال غرب) في مايو/أيار العام الماضي، وأوقعت عشرات القتلى.

 

وكان ناشطون بثوا تسجيلا مصورا للشخص الذي أظهرته مواقع موالية للنظام السوري على أنه أحد منفذي تفجيرات جبلة وطرطوس ليتبين لاحقاً أنه جندي تابع لقوات النظام.

 

ويُظهر التسجيل في البداية شخصا ألقى جنود النظام القبض عليه بوصفه أحد منفذي التفجيرات، ثم يظهر الشخص نفسه في مقابلة صحفية مع قناة تلفزيونية إيرانية، وهو يرتدي زي جيش النظام السوري.

 

تجدر الإشارة إلى أن مدينة اللاذقية ومحافظة طرطوس الساحليتين كانتا بمنأى عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ اندلاع ثورة شعبية تحولت إلى مسلحة منتصف مارس/آذار 2011، وتسبب في مقتل مئات الآلاف من السوريين.

 

وتجدر الإشارة إلى أنه ولا وجود معلنا لتنظيم الدولة في المحافظتين.

 

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

قصف متجدد للنظام على وادي بردى وريف حلب  

أفادت مصادر محلية للجزيرة بأن قوات النظام السوري استهدفت بقصف مدفعي بلدة بسيمة بمنطقة وادي بردى في ريف دمشق الشمالي، كما قصف النظام تسع قرى بريف حلب الجنوبي، وذكر مراسل الجزيرة أن سيارة مفخخة انفجرت في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي.

 

وقالت المعارضة السورية المسلحة إنها صدت هجوما على وادي بردى نفذته قوات النظام ومعها مجموعات إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني.

ورغم وقف إطلاق النار المعلن بسوريا، تسعى قوات النظام والمليشيات الموالية لها إلى بسط سيطرتها على منطقة وادي بردى الإستراتيجية، إذ تضم نبع الفيجة المصدر الرئيسي لمياه الشرب الذي يغذي العاصمة دمشق، ولا يبعد الوادي إلا 12 كلم شمال غربي العاصمة.

 

غاز الكلور

وقالت شبكة شام إن قوات النظام استهدفت للمرة الأولى منذ بدء حملتها الشرسة على وادي بردى بقذائف وصواريخ محملة بغاز الكلور السام المحرم دوليا قرية بسيمة، مما أدى لوقوع حالات اختناق بين الأهالي، ترافقت مع قصف بقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ منذ الصباح الباكر.

 

وبلغ عدد الغارات الجوية أمس على وادي بردى أكثر من ستين غارة، كان نصيب قرية بسيمة منها خمسين، وألقى في الغارات براميل متفجرة وصواريخ فراغية وقنابل نابالم حارق على قرى الحسينية وكفير الزيت وبرهليا وسوق وادي بردى.

 

وردا على الحملة على المنطقة، قصفت فصائل المعارضة مطار الضمير ومطار الناصرية بمنطقة القلمون بريف دمشق بصواريخ غراد، وقد ردّ النظام باستهداف جبال البترا ومناطق في القلمون الشرقي.

انتهاء المهلة

وفي سياق متصل، تنتهي اليوم المهلة التي منحها النظام لفصائل المعارضة في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم جنوبي دمشق للاختيار بين قبول ما سماها مبادرة المصالحة الوطنية وبين مغادرة المنطقة.

 

ولوّح النظام بإمكانية اللجوء للحل العسكري إذا رفضت مقترحه، وتتضمن مبادرة النظام 46 بندا، أهمها تسليم الأسلحة والتعاون في إدارة هذه المناطق، كما تشمل إجلاء الراغبين في الخروج إلى الوجهة التي يريدونها دون سلاح، وتتضمن أيضا تشكيل غرفة عمليات عسكرية مشتركة وإزالة الحواجز الأمنية.

 

وقال مراسل الجزيرة في غازي عنتاب أحمد العساف إن شأن هذه المنطقة جنوب دمشق مثل وادي بردى الذي كان يشهد أيضا هدنة مع النظام منذ فترة طويلة ولكن النظام -على ما يبدو- لم يعد يرغب في وجود أي منطقة بمحيط دمشق خارج سيطرته.

 

ريف حلب

وفي ريف حلب الجنوبي، أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات النظام قصفت تسع قرى تزامنا مع صد المعارضة المسلحة محاولة قوات النظام ومليشيات متحالفة معها اقتحام مواقع عدة في المنطقة، كما اندلعت اشتباكات وصفت بالعنيفة بين الجانبين، لكن لم ترد أنباء بعد عن وقوع خسائر بشرية. وأكد مراسلنا أن حركة نزوح شهدتها القرى التي تعرضت للقصف.

 

وقال مركز حلب الإعلامي إن موجة نزوح كبيرة تشهدها قرى هوبر وبردة والبويضة والعوينات والواجد بالريف الجنوبي إثر استهدافها بالمدفعيّة والصواريخ من لدن قوات النظام المتمركزة في جبل عزان.

 

وذكر مراسل الجزيرة أن سيارة مفخخة انفجرت في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي قرب الحدود مع تركيا، وتخضع المدينة لسيطرة المعارضة، ولم ترد تفاصيل عن ضحايا الانفجار والجهة المنفذة، وأفادت وكالة مسار برس بأن طيران التحالف الدولي استهدف بغارات عدة مدينة الرقة وسط سوريا والخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

الحكومة التركية تبحث جدوى وجود التحالف بإنجيرليك  

كشف نائب رئيس الوزراء التركي أن حكومة أنقرة تبحث جدوى وجود قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في قاعدة إنجرليك الجوية (جنوب البلاد)، ويسلط هذا التصريح الضوء على إحباط تركيا مما تعدّه تقصيرا في تقديم الدعم لعملياتها في شمال سوريا.

 

وقال ويسي قايناق لقناة الخبر التلفزيونية التركية اليوم الخميس إن مسألة قاعدة إنجيرليك الجوية التي يستخدمها حلف شمال الأطلسي (ناتو) والتحالف الدولي مدرجة على جدول أعمال حكومته.

 

ويأتي هذا التصريح بالتزامن مع إعلان إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اليوم أن أنقرة أبلغت مسؤولين أميركيين أنها لم تتلق دعما كافيا في معركتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في 45 يوما الأخيرة، وتتوقع مساندة كاملة لمحاولتها طرد عناصر التنظيم من بلدة الباب السورية.

 

وقال كالين لمحطة “كانال 24” التلفزيونية إن لديه انطباعا بأن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ستكون أكثر مراعاة “للحساسيات” التركية.

 

وتساءلت تركيا عن سبب عدم دعم الولايات المتحدة -التي تقدم المساعدة لوحدات حماية الشعب الكردية- لعمليتها الأخيرة حول بلدة الباب السورية.

 

وبدأ الجيش التركي عملية واسعة شمال سوريا في أغسطس/آب الماضي لطرد مقاتلي تنظيم الدولة من المنطقة قرب حدودها ومنع المسلحين الأكراد بقيادة وحدات حماية الشعب من السيطرة على الأرض بعد رحيلهم.

الموقف الأميركي

في المقابل، قال متحدث باسم الجيش الأميركي أمس الأربعاء إن واشنطن تجري محادثات مع أنقرة بشأن تقديم الدعم في المستقبل حول بلدة الباب، وإن من المرجح أن يكون هناك “نوع من الدعم المستمر”.

 

وأوضح العقيد الأميركي جون دوريان المتحدث باسم التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة استعداد التحالف لدعم عمليات الجيش التركي في شمال سوريا، وقال عبر اتصال من بغداد “لا يمكنني تقديم تفاصيل حول نوع الدعم” الذي عرضه التحالف على تركيا، لكن “هذه النقاشات جارية والأتراك يعلمون ما يمكن أن يفعله” الحلفاء.

 

ورأى دوريان الأربعاء أن لقاعدة إنجرليك “قيمة لا تقدر” في عمليات التحالف ضد تنظيم الدولة، وأوضح أن “العالم برمته أصبح أكثر أمانا بفضل العمليات التي انطلقت” من هذه القاعدة.

 

والأسبوع الفائت نفذت طائرات التحالف “استعراض قوة” قرب مدينة الباب بطلب من القوات التركية الميدانية، دون استخدام أسلحتها.

 

ولم يوضح أي من التحالف أو تركيا أسباب عدم دعم التحالف للقوات التركية في سوريا، لكن المؤشرات التي يسربها المسؤولون الأميركيون تعكس رغبة واشنطن في ضمان ألا تستهدف أنقرة في محيط الباب “قوات سوريا الديمقراطية” بقيادة الأكراد، الذين تعدهم واشنطن حليفا أكثر فعالية في سوريا، ويهاجمون حاليا معاقل تنظيم الدولة في محيط الرقة.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2017

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى