أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 25 أيلول 2014

غارات التحالف تستهدف خطوط إمداد «داعش»

نيويورك – راغدة درغام ورندة تقي الدين { واشنطن – جويس كرم < لندن، دمشق – «الحياة»، أ ف ب، رويترز –

شغلت غارات التحالف الدولي – العربي على مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) حيزاً من خطب عدد من القادة في اليوم الأول لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في وقت تركزت غارات اليوم الثاني على قطع خطوط الإمداد لـ «داعش» بين سورية والعراق.

 

وجدد الرئيس باراك أوباما عزم بلاده دعم المعارضة المعتدلة في سورية لتشكل «رداً على «إرهاب» تنظيم داعش ووحشية نظام (الرئيس بشار) الأسد»، فيما أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ان بلاده ستشارك في اي عمل يرفع الظلم عن الشعب السوري.

 

وكانت القيادة الوسطى في الجيش الأميركي أفادت بأن الضربات الأميركية ضد «داعش» في العراق وسورية تواصلت ليلة الثلثاء – الأربعاء، و«استخدم فيها عدد من الطائرات الهجومية والقاذفة والمقاتلة»، بينها واحدة استهدفت ثماني آليات لـ «داعش» شمال غربي بلدة القائم العراقية الحدودية بين سورية والعراق، في حين افاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بوقوع 13 غارة على مقار ومراكز وحواجز لـ «داعش» قرب البوكمال على حدود العراق.

 

وقرب حدود تركيا شمال سورية، أفاد «المرصد» بأن التحالف شن غارات قرب بلدة عين العرب (كوباني بالكردية) في شمال البلاد، التي يطوّقها «داعش» في الكامل منذ أيام. وأشار إلى أن الغارات استهدفت خطوط إمداد التنظيم التي تبعد نحو 35 كلم جنوب شرقي عين العرب، لكن نشطاء أشاروا إلى أنها لم توقف تقدم «داعش» نحو عين العرب.

 

وقال ناشطون ومواقع إسلامية أمس إن تنظيمات جهادية بينها «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام الإسلامية»، بدأت تخلي مراكزها في شمال غربي سورية. ونقلت «فرانس برس» عن ناشطين أمس أن غارة قتلت اول امس «أبو يوسف التركي»، أبرز قنّاصي «النصرة». وقالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) انها مازالت تتحرى عما إذا كانت الغارات الجوية قتلت قائداً لجماعة «خراسان» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» وأضافت أن الأمر سيستغرق وقتاً للتوصل إلى نتيجة، ذلك بعد إعلان مسؤول أميركي أن زعيم «خراسان» محسن الفضلي قتل في غارة استهدفت مقراً لـ «النصرة».

 

وأكد الرئيس أوباما التزامه دحر «داعش» من خلال العمل ضمن تحالف دولي، مشدداً على الدور الرئيس للدول العربية والإسلامية لمواجهة التنظيمات المتطرفة الإرهابية والانقسام الطائفي الذي يشكل أساساً لانتشار التطرف.

 

وألقى أوباما خطاباً مطولاً أمس أمام الجمعية العامة تضمّن ما يشبه المحاضرة عن ضرورة تجاوز الخلاف الطائفي بين السنة والشيعة في المنطقة، ومرّ سريعاً على الشأن الليبي كما أنه لم يذكر اليمن، ولم يتضمن خطابه موقفاً حيال تحديد دور الأسد في أي عملية سياسية في سورية خلافاً لما كان عليه العام الماضي عندما قال إن الأسد فقد الشرعية.

 

وأكد أن الولايات المتحدة لن تبني سياستها الخارجية كرد فعل على أساس محاربة الإرهاب وقامت بدلاً من ذلك بضرب «القاعدة» وقادتها وأماكنها الآمنة، مشدداً على أن بلاده «ليست في حرب مع الإسلام». ودعا في هذا الإطار إلى التركيز كمجتمع دولي على وجوب مواجهة تنظيم داعش الإرهابي وأن يُدمر (…) اللغة الوحيدة لمواجتها هي لغة القوة ولهذا سنعمل مع تحالف دولي لمواجهتها» من أكثر من 40 دولة.

 

وقال إن الولايات المتحدة وشركاءها «يدربون المعارضة السورية ويجهزونها لتكون رداً على إرهاب داعش ووحشية نظام الأسد»، معتبراً أن «الحل الوحيد الدائم لسورية سياسي من خلال عملية انتقال سياسية شاملة تستجيب التطلعات المشروعة لكل السوريين». وقال: «ليس هناك من طريق آخر للخروج من هذا الجنون لا في عام ولا في عشرة أعوام»، مضيفاً أن الوقت حان «لمفاوضات يحدد فيها الأطراف خلافاتهم مباشرة وبصراحة وفي شكل سلمي على طاولة المفاوضات بدلاً من ساحة القتال بالوكالة”. وأكد أن الولايات المتحدة «ستبقى منخرطة في العمل في المنطقة ونحن مستعدون للانخراط في هذه الجهود». ووجه أوباما رسالة الى إيران داعياً «القيادة والشعب» في إيران الى «عدم تضييع الفرصة الحالية» للتوصل الى حل ديبلوماسي للملف النووي.

 

وأكد الأمير سعود الفيصل أن بلاده «ستشارك في أي عمل يقوم بصدّ الجهد الذي تقوم به المنظمات الإرهابية وخصوصاً داعش لأن خطره وخطر غيره من المنظمات الإرهابية على المنطقة كبير جداً».

 

وقال بعد اجتماع ضمّه مع وزراء الخارجية العرب والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن المنظمات الإرهابية «أول ما فعلته كان أنها سرقت عقول شبابنا وغيّرت المفاهيم الإسلامية بشكل أساء إلى الأمة الأسلامية إساءة لا يمكن أن نحصيها الآن ولكن عسانا نستطيع أن نعالجها في المستقبل».

 

وأضاف: «يجب القضاء على هذا الشر المستطير وسنشارك في أي جهد يبذل في هذا الإطار للقضاء عليه، وخصوصاً في سورية التي يدّعي نظامها أنه ضد الإرهاب بينما داعش له ٣ سنوات وهو في الأراضي السورية ولم نسمع يوماً واحداً أن النار أطلقت بين جيش النظام السوري وداعش أو بين داعش والقوات الأخرى الموجودة بصفة غير شرعية في سورية».

 

وأكد أن «أي عمل يتخذ لإزالة هذا الوضع وإزالة الظلم الذي يقاسيه الشعب السوري سنشارك فيه وهذا قرار متخذ من الممكلة حماية لشعبها ومصالحه وحماية أيضاً للشعب السوري ومصالحه».

 

وسئل عما إن كان ممكناً أن يستفيد النظام السوري من الضربات الجوية ضد «داعش»، فقال «لا أدري كيف يمكن أن يستفيد من الضربة. وهو لا شك يتخذ قرارات أحياناً لغير مصلحته، لكن في هذه الحالة لا أعتقد ذلك».

 

وعما إذا كانت المملكة مستعدة لدعم لبنان في مواجهة تنظيم «داعش» والتنظيمات الإرهابية، قال: «إذا طلب لبنان المساعدة فسنساعده، ونحن ساعدنا لبنان ببليون دولار لشراء أسلحة والإخوة اللبنانيون مقدرون لهذا الدعم للجيش اللبناني ونأمل بأن يكون له أثره في حماية الأمن فيه».

 

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على أهمية وحدة مجلس الأمن في مواجهة الأزمات في العالم، مشيراً الى أن اتحاد المجلس أنتج تدمير برنامج الأسلحة الكيماوية في سورية. وقال إن استمرار الانقسام في المجلس حول الوضع في سورية «أدى إلى معاناة إنسانية فظيعة وفقدان الصدقية لمجلس الأمن وللأمم المتحدة». وأضاف أن البربرية في العراق وسورية تصل إلى قاع عميق كل يوم « وأن انتشار العنف يهدد المنطقة بأسرها».

 

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ان هدف الإرهابيين هو الإرهاب والتخويف، لافتاً الى ان الرهينه هيرفي غورديل مات وكان ذهب الى الجزائر في رحلة تسلق الجبل وسقط ضحية جريمة كريهة. وأضاف: «ان هيرفي غورديل قتل لأنه فرنسي ولأن فرنسا تكافح الإرهاب والشعب الفرنسي متعلق بالحرية ويدافع عن الشرف الإنساني. وأؤكد أن هذا الهجوم يعزز عزمي الكامل للاستمرار في مكافحة الإرهاب اينما كان وخصوصاً ضد داعش الذي ينشر الموت في العراق وسورية ويقتل ويلاحق المدنيين والأقليات الطائفية. وفرنسا قامت بتعبئة ضد هذه المجموعة بطلب من السلطات العراقية لأن داعش يقتل المدنيين في العراق وسورية والعمليات العسكرية الجوية ستستمر كل الوقت الضروري».

 

من جهته، أكد أمير قطر تميم بن حمد انه «سبق ان حذرنا ان مواصلة النظام للارهاب وسياسة الابادة والتهجير وعدم توفير الدعم للثورة السورية ستدفع الكثير من السوريين الى الدفاع عن النفس»، لافتاً الى انه «لم توضع اي خطوط حمر ليقف عندها النظام السوري»، وانه «في النهاية بات الشعب السوري يعيش بين فكي كماشة: ارهاب النظام وارهاب القوى المتطرفة، وتبقى حرب الابادة والتهجير المقصود التي يشنها النظام، الجريمة الكبرى».

 

ودعا في خطابه الذي تناول ايضا فلسطين واليمن مجلس الامن الى «تحمل مسؤوليته القانونية والانسانية على وجه السرعة ودعم الشعب السوري ضد الخطرين المحدقين».

 

أميركا وفرنسا تحذران رعاياهما في تركيا من خطر هجمات

اسطنبول ـ رويترز

طالبت الولايات المتحدة وفرنسا رعاياهما في تركيا بتوخي المزيد من الحذر لاحتمال أن يشن متشددون أجانب أو محليون هجمات عليهم رداً على الغارات الجوية التي استهدفت مقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في سورية والعراق.

 

وقالت السفارة الأميركية في أنقرة إن المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية في تركيا – والتي تقع على الحدود مع العراق وسورية – عرضة للخطر على وجه الخصوص رغم عدم وجود معلومات لديها عن تهديدات محددة.

 

وقالت السفارة في بيان أصدرته في وقت متأخر أمس الأربعاء “بعد بدء العمل العسكري ضد أهداف لـ”لدولة الاسلامية” في سورية نذكر المواطنين الأميركيين بالهجمات العنيفة التي وقعت في تركيا في الماضي.”

 

وأضاف البيان “احتمالات شن هجمات إرهابية على مصالح وأشخاص أمريكيين من مجموعات محلية وعابرة للحدود تبقى مرتفعة.”

 

وقصفت مقاتلات تابعة للولايات المتحدة وحلفاء لها مواقع لـ”لدولة الاسلامية” في سورية يومي الثلثاء والأربعاء لكن هذه الضربات لم تمنع تقدم مقاتلي “الدولة الاسلامية” في منطقة كردية قريبة من الحدود مع تركيا.

 

أوباما إذ يعلن «حرب النجوم» على «داعش»

عزت صافي

«من أجل من نقاتل»؟

 

سؤال طرحه الصحافي الأميركي توماس فريدمان في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» في 14 أيلول (سبتمبر) 2014، ثم تبعه بسؤال آخر: «كيف وُلد تنظيم «داعش»، ومن أين أتى؟»، ليعود ويقول: «إن النظام العلوي في سورية قتل مئتي ألف مواطن معظمهم من السنّة». ثم يضيف: «وحكومة المالكي العراقية الشيعية، مدعومة من إيران، قتلت مئات الآلاف من السنّة».

 

وينتهي فريدمان في جوابه عن سؤاله «من نقاتل؟» الموجه الى الإدارة الأميركية برئاسة باراك أوباما والحلفاء الأوروبيين» الى نتيجة خلاصتها: إن المنطقة العربية وما حولها موبوءة بالفساد والاستبداد. «فمن أجل من نقاتل؟».

 

صحيفة «واشنطن بوست» كتبت فــي اليوم عينــــه مع «نيويورك تايمز» إن «للولايات المتحدة تاريخاً في ســـوء فهم الشرق الأوسط». وأعطت الصحيفة أمثلة على صحة ذلك، منها: غزو جورج بوش الابن للعراق عام 2013، ثم ما رافق ذلك الغزو وما تبعه من أخطاء، استمرت مع إدارة أوباما التي فشلت في تحليل أسباب الثورات العــربية، كما فشلت هذه الإدارة في اتخاذ قراراتها، وهي الآن تخطئ باتخاذها قرار التدخل من جديد».

 

صحيفة «لوموند» الفرنسية، المعروفة برصانتها، قالت مع «نيويورك تايمز» و «واشنطن بوست» في اليوم عينه (14/9/2014): «إنها حرب سنّية- شيعية. فمع من ضد من ستحارب الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية»؟

 

لا حدود ولا إحصاءات للأخطاء القاتلة التي ارتكبتها الإدارة الأميركية عبر عهودها، على الأقل منذ جورج بوش الأب الى باراك أوباما الذي يفاخر بأنه مواطن أميركي من فئة اللون الأسود وصل على حصان أبيض الى بيت الرئاسة. وهذه علامة مدنية حضارية وإنسانية كبيرة تسجل للشعب الأميركي المتنوع الأعراق والإثنيات والديانات، وقد منحت غالبيته الديموقراطية أصواتها في دورتين انتخابيتين لمرشح رئاسي من خارج اللوائح المألوفة.

 

لكن أوباما بدّد حلم ناخبيه الديموقراطيين، وخيّب أمل الشعوب التي توسمت أن يكون نصير حقوقها وقضاياها العادلة، وفي طليعتها الشعوب العربية، وهو الذي جاء الى مصر في مطلع رئاسته الأولى ليعلن من جامعة القاهرة أنه يلتزم مشروع حل مشكلة فلسطين على قاعدة قرار الأمم المتحدة الصادر بعد حرب العام 1967، والقاضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة مقابل الاعتراف بدولة إسرائيل.

 

كل ذلك صار على الهامش أمام الزلزال الذي يضرب البلاد العربية منذ نحو أربع سنوات أمضاها أوباما وهو يفلسف خططه واستراتيجيته لتعميم السلام والاستقرار في المناطق المضطربة من العالم.

 

عندما انتشر نبأ نجاحه باصطياد زعيم «طالبان» أسامة بن لادن، أعلن أوباما قراره سحب الجنود الأميركيين المنتشرين خارج الولايات المتحدة عبر البراري والبحار، لإعادتهم الى وطنهم بعيداً من برك الدم والنار.

 

لن تطأ قدما محارب أميركي أراضي البلاد العربية والشرق الأوسط، أما الجو فيبقى حراً ومفتوحاً وآمناً. هذه كانت رسالة أوباما الى الأميركيين على عتبة تجديد رئاسته في دورة ثانية. وقد نجح، وحصد التأييد والحب من معظم الناخبين الذين لهم أولاد وأقارب وأصدقاء محاربون في الخارج، ومعهم أولياء الجنود الذين عادوا الى التراب الأميركي في مواكب التوابيت التي تخطّت أرقامها خمسة آلاف، مقابل نحو مليون عراقي بريء من جرائم صدام حسين، ومن مجزرة تقطيع أوصال الدولة العراقية والجيش العراقي وكل المؤسسات الإدارية والمدنية.

 

ذهب جورج بوش الابن، وقبله الأب، ومعهما حساب ماضٍ عربي أسود، وجاء أوباما في شبه مهرجان أممي احتفاء برئيس شبه أممي يحمل بشرى السلام والعدل. فماذا حدث خلال ست سنوات من رئاسته حتى اليوم؟

 

بعض التواريخ للتذكير:

 

في نهاية السنة الثانية من ولايته الأولى (كانون الأول – ديسمبر 2010) اندلعت شرارة ما سمّي «الربيع العربي» في تونس. شاب بائس أحرق نفسه أمام المارة في الشارع فحدثت انتفاضة أدت الى هروب الرئيس زين الدين بن علي، وما لبثت أن اندلعت ثورة امتدت الى ليبيا، فمصر، فسورية، فاليمن، وذهبت برئيس الى القبر (معمر القذافي في ليبيا) وآخر الى السجن (حسني مبارك في مصر) والثالث الى عزلة (علي عبدالله صالح في اليمن) أما الرابع (بشار الأسد في سورية) فقد جابه وصمد، وشغل العالم بالمؤتمرات الدولية، وبالموفدين الأمميين، الى أن خرج ذلك الشبح الأسود المسمّى «داعش» من عباءة سوداء يقال إنها من صنع البيت الأبيض في واشنطن، حيث أكبر غرفة عمليات لحياكة المؤامرات والحروب في أوطان الشعوب الفقيرة المحرومة من الحرية ومن العيش، ومن الأمل والحلم بالتقدم.

 

ثورات انفجرت مثل صواعق في سماء كانت صافية، فإذا هي اليوم، بعد نحو أربع سنوات، مزدحمة بمئات ألوف الضحايا وبصيحات الرعب والاستغاثة، ولا من مجيب أو معين.

 

… الى أن طلعت الصاعقة الأخيرة من مكتب الرئيس أوباما في واشنطن: تحالف دولي من أربعين دولة لمواجهة الشبح «داعش»، في سورية، كما في العراق، وفق استراتيجية لا سابقة لها في هذا العصر: إنها «حرب النجوم». «نصبّ عليهم الحمم من فوق فنقتلهم على الأرض، ولا يطالوننا في السماء»!

 

وللتذكير، فإن «حرب النجوم» هي مشروع الرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان وقد وضع «البنتاغون» استراتيجية تلك الحرب خلا عقد الثمانينات من القرن الماضي، وكان هدفها الآتي والسوفياتي السابق، وكانت أسلحتها الصواريخ الباليستية.

 

لم تقع «حرب النجوم» تلك إنما وقع الاتحاد السوفياتي بعدما استنفد موارده في صناعة الصواريخ المضادة، وكانت جمهورياته متهالكة تحت وطأة التأميم والتقنين وشدة الخناق على الحريات العامة، وعلى فرص التطور.

 

أما أوباما فماذا فعل قبل أن يقدم مشروع استراتيجيته للتخلّص من «داعش»؟

 

انتظر أربع سنوات حتى تهالك الوضع العربي. تدمرت سورية، ولم يسقط النظام، وسقط أكثر من 225 ألف شهيد وضحية، وتشرّد أكثر من ثلاثة ملايين، وانهار الاقتصاد والصناعة والزراعة، فضلاً عن المؤسسات، واندثرت معالم تاريخية كانت قبلة عالم الغرب والشرق. وماذا عن العراق الذي يعيش منذ 11 سنة على الدم والفوضى، بعدما كان قد عاش نحو أربعة عقود تحت حكم صدام التاريخ والحياة والمستقبل والأمل؟

 

العراق اليوم يتشقق ولايات وولاءات مذهبية وقبلية، وقد هاجر ثلث أهله حاملين معهم رساميل من كفايات وعلوم وطموح، فجمعتهم مع السوريين في الخارج وحدة المصيبة ووحدة الغربة، لا «وحدة العروبة والحرية والاشتراكية».

 

وأما ليبيا وثرواتها وخزنات تريليوناتها، فإنها تداس وتبعثر تحت هوجاء قبلياتها. ولا تسأل اليمن «السعيد» في كل مراحل حياته، فقد آلف الفقر والصبر والعذاب. وأما مصر، فلها رب يحميها وشعب يحبها ويكفيها إيماناً أنها وحدها «أمة» لا تموت.

 

بقي لبنان المعلّق بأسطورة «طائر الفينيق» الذي يحترق ثم ينتفض من رماده، ويعود ليحترق ولا يتعلّم، حتى كيف ينتخب رئيساً بعدما كان مدرسة لتخريج الأساتذة العرب في علوم الحرية والديموقراطية.

 

ولا تسأل عن فلسطين، فهي منشغلة بفرحة انتصارها في غزة.

 

أين العرب الآخرون؟

 

إنهم بانتظار إنجاز الاستراتيجية التي يعدّها أركان «البنتاغون» في واشنطن لتبدأ رحلة تدريب «المعارضة السورية المعتدلة» على حمل السلاح وفن القتال ضد «الجيش النظامي» وضد شبح «داعش» الذي يظهر ثم يتوارى ليعيد ترتيب صفوفه وتنظيم موازنته التي تقوم على موارد آبار النفط الواقعة تحت سيطرته ولديه أسطول ناقلات عبر البر، وقريباً ربما عبر البحار والأجواء!

 

ولنعد دائماً الى استراتيجية أوباما: المطلوب «معارضة سورية معتدلة» لتتعلم وتتدرب، ثم تتسلّم السلاح.

 

وقد نقرأ قريباً إعلاناً صادراً عن «البنتاغون» يدعو الراغبين بالتطوع في صفوف «المعارضة السورية المعتدلة» الى تقديم طلبات المشاركة في دورة التدريب الأولى مرفقة بشهادة «الاعتدال» على أن يُعيّن موعد الامتحان في ما بعد.

 

مهزلة مرة؟ لكن ما البديل؟

 

وهنا علّة المأساة في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة في مسيرة الشعوب العربية التي تدخل العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين وهي في حال التيه.

 

 

 

* كاتب وصحافي لبناني

 

فرنسا تكثف دعمها للمعارضة السورية وتعزز إجراءات الأمن

باريس ـ رويترز، أ ف ب

أعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان الخميس أن فرنسا “ستكثف دعمها” للمعارضة المعتدلة في سورية وستعزز الأمن “في كافة الأماكن العامة ووسائل النقل” لمواجهة التهديد الجهادي في فرنسا.

 

وقال بيان من الرئاسة الفرنسية بعد اجتماع للحكومة لمناقشة دور فرنسا في العملية الحالية الشرق الأوسط “سيجري تكثيف الإجراءات الوقائية ضد خطر الإرهاب في المواقع العامة ووسائل النقل.”

 

وأوضح الاليزيه غداة قتل الرهينة الفرنسي ايرفيه غورديل بقطع الرأس بيد مجموعة تعلن ولاءها لتنظيم “الدولة الاسلامية” ان باريس مستعدة ايضا لمساعدة دول اخرى في التصدي للجهاديين الاجانب اذا طلبت ذلك.

 

وأضاف أن باريس مستعدة لدعم كل الدول التي تطلب ذلك لمكافحة الإرهاب وأنها ستزيد دعمها لقوات المعارضة السورية التي تقاتل الجماعات الجهادية.

 

وفي وقت سابق اليوم، قال الناطق باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لو فول إن المقاتلات الفرنسية ضربت أهدافاً في العراق اليوم الخميس، في حين لم يستبعد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان إمكانية مشاركة فرنسا في الغارات الجوية ضد “الدولة الإسلامية” في سورية.

 

وتصدرت عبارات “جريمة” و”همجية” و”قطع رأسه لأنه فرنسي” صفحات الصحف الفرنسية الخميس مع صورة ايرفيه غورديل محاطة باللون الاسود حدادا، واعتبر العديد من المعلقين هذه الجريمة بمثابة “اعلان حرب”.

 

وتحدث رئيس الوزراء مانويل فالس صباح الخميس عن آلام “امة برمتها اجمعت في الدفاع عن قيمها”.

 

ومنذ مساء الاربعاء، اعرب ممثلو مسلمي فرنسا الذين يشكلون اكبر جالية في اوروبا ويقدر عددهم بنحو خمسة ملايين شخص، عن شعورهم “بالرعب” من عملية الاغتيال “الهمجية”.

 

وصرح عبد الله زكري احد مسؤولي مجلس مسلمي فرنسا لـ”فرانس برس”: “اشعر بغضب شديد ضد هؤلاء المجرمين القتلة من منظمة لا علاقة لها بالاسلام”.

 

وامام الصدمة الكبيرة التي اثارتها هذه “الجريمة الجبانة المبرمجة”، دعا لودريان الخميس الى “الوحدة الوطنية وضبط النفس” وهو موقف دعت اليه تقريبا مجمل الطبقة السياسية باستثناء اليمين المتطرف.

 

وفي نيس (جنوب) حيث كان يقيم ايرفيه غورديل، نكست الاعلام ودعا رئيس بلدية المدينة والوزير السابق كريستيان استروزي فرنسوا هولاند الى اعلان يوم حداد وطني.

 

ويتوقع ان يكرم متسلق الجبال عصر الخميس في قرية سان مارتان فيزوبي في منطقة نيس الجبلية حيث أنشا الرهينة السابق مكتب دليل سياحي.

 

واعلن رئيس بلدية البلدة هنري جيوج لفرانس برس معبرا عن تاثره الشديد ان “القرية في حداد، وكذلك كل اصدقائه في الجبل”.

 

الجيش السوري يستعيد مدينة استراتيجية شمال شرقي دمشق

دمشق ـ رويترز

اجتاحت القوات الحكومية السورية مواقع قوات المعارضة في مدينة إلى الشمال الشرقي من العاصمة دمشق يوم الخميس لتعزز بذلك قبضة الرئيس السوري بشار الأسد على الأراضي المحيطة بالعاصمة.

 

وتقع عدرا العمالية على بعد حوالي 30 كيلومتراً من العاصمة السورية لكنها بعيدة عن الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة على مقاتلي “الدولة الإسلامية”.

 

وقال التلفزيون السوري إن القوات المسلحة فرضت سيطرتها على مدينة عدرا العمالية وقضت على عدد من “الإرهابيين”. وأضاف أن القوات تتولى تمشيط المنطقة وتطهيرها من المتفجرات التي زرعها المتشددون.

 

وبسطت قوات الأسد مدعومة من حزب الله سيطرتها تدريجياً على ممر من الأراضي يربط بين دمشق وساحل البحر المتوسط ​​هذا العام وسيطرت على مدن وقرى على طول الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب وفي القلمون الجبلية على طول الحدود اللبنانية.

 

ويظهر ما تحقق من تقدم في عدرا العمالية أن الحكومة تواصل المضي قدما في تلك الحملة في الوقت الذي تقصف فيه قوات تقودها الولايات المتحدة مواقع لتنظيم “الدولة الإسلامية” في مناطق أخرى من البلاد.

 

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الحكومة سيطرت على المدينة بعد اشتباكات مع قوات المعارضة من بينها قوات من جبهة “النصرة” جناح تنظيم القاعدة في سورية الذي تعرضت مواقعها أيضا للقصف في الغارات الأميركية.

 

وفي وقت سابق قال المرصد إن 29 شخصاً على الاقل من بينهم 18 مقاتلاً من المعارضة لقوا حتفهم خلال اشتباكات وقعت أمس الأربعاء بين قوات المعارضة والقوات الحكومية على مشارف دمشق.

 

وبث التلفزيون السوري ما وصفه بأنه بث حي من المدينة ظهر فيه جنود يقفون في منطقة بالقرب من مبان مهدمة أو مدمرة.

 

وانتقد عدد كبير من النشطاء السوريين والمعارضين الولايات المتحدة لتركيزها على قصف “الدولة الإسلامية” وجماعات متشددة أخرى دون أن تفعل شيئا لإسقاط الأسد.

 

مقتل 141 “جهادياً” بينهم 12 سورياً فقط منذ بدء ضربات “التحالف

بيروت – أ ف ب، “الحياة”

 

قتل أكثر من 140 مقاتلاً جهادياً غالبيتهم من الأجانب في الضربات التي بدأ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة تنفيذها ضد مواقعهم في سورية فجر الثلثاء، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس.

 

وأدت الغارات الجوية والقصف بصواريخ موجهة، إلى مقتل 13 مدنياً على الاقل، بحسب المرصد.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع “فرانس برس”: “قتل 141 مقاتلا منذ بدء ضربات التحالف الدولي” ضد الجهاديين في سورية، مشيراً إلى أن هؤلاء هم “84 على الاقل من تنظيم الدولة الاسلامية، و57 من جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة”.

 

وأشار إلى ان 12 مقاتلاً فقط من القتلى هم من السوريين، في حين ان الباقين هم من الأجانب “لا سيما من الاوروبيين والعرب والشيشانيين والاتراك”.

 

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم إن 14 مقاتلاً على الأقل تابعين لتنظيم “الدولة الإسلامية” قتلوا في غارات شنتها القوات التي تقودها الولايات المتحدة أثناء الليل على شمال شرق سورية.

 

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “الضربات أسفرت أيضاً عن مقتل خمسة مدنيين على الأقل”.

 

ونفذ التحالف بقيادة الولايات المتحدة والذي يضم خمس دول عربية، اكثر من 30 غارة في شمال سورية وشرقها، استهدفت بمعظمها مناطق يسيطر عليها تنظيم “الدولة الاسلامية”، اضافة الى مواقع جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سورية.

 

وقالت الولايات المتحدة انها استهدفت مجموعة من عناصر في “القاعدة” تعرف باسم “مجموعة خوراسان”، كانت تعتزم تنفيذ هجمات ضد اهداف في دول غربية.

 

مزيد من الغارات الأميركية على مواقع “داعش” في سوريا الأكراد يستنجدون بالائتلاف و”النصرة” و”أحرار الشام” تُخليان مواقع

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

واصلت واشنطن لليوم الثاني قصف معاقل “الدولة الاسلامية” (داعش) في شرق سوريا، كذلك أغارت طائراتها على مواقع للمتشددين على الحدود مع العراق.

 

أفاد الجيش الاميركي أمس انه شن غارات جديدة على مواقع “الدولة الاسلامية” في العراق وسوريا، في احدث موجة من الهجمات على التنظيم المتطرف.

وكانت الولايات المتحدة وخمس دول عربية بدأت عمليتها العسكرية في سوريا بأكثر من 200 غارة استهدفت نحو 24 هدفا. وتوسع هذه الحملة التي لمح الرئيس الاميركي باراك أوباما الى انها قد تستمر سنوات، العملية التي بدأت قبل أكثر من شهر في العراق ضد مقاتلي التنظيم المتشدد.

ودمرت الغارات الاميركية الاخيرة ثماني آليات لـ”داعش” في سوريا قرب بلدة القائم العراقية الحدودية. ويبدو انها استهدفت ايضا آليتين عسكريتين للتنظيم غرب بغداد، الى موقعين قتاليين له في شمال العراق.

وصرح الناطق باسم “البنتاغون” جون كيربي بأن الغارات على شرق سوريا استهدفت موقعا يستخدمه الناشطون لنقل معدات عبر الحدود الى العراق.

وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له إن قوات الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة شنت 13 غارة جوية على الأقل على مناطق في سوريا قرب حدود العراق، مستهدفة “الدولة الاسلامية” التي تسيطر على اراض على جانبي الحدود لليوم الثاني.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن مدينة البوكمال والمناطق المحيطة بها تعرضت للقصف، مع العلم أن البلدة تربط الرقة، معقل “الدولة الإسلامية” في سوريا، وجبهات استراتيجية في غرب العراق، وأراضي تسيطر عليها وتمتد إلى اطراف بغداد غرباً وجنوباً.

وقد يكون حرمان التنظيم حرية عبور الحدود عند وادي الفرات هدفاً استراتيجياً للائتلاف، بعدما اغتنم حرية الحركة على الحدود لتسجيل انتصارات. فقد ساهم تدفق المقاتلين من سوريا في استيلاء التنظيم على معظم شمال العراق في هجوم خاطف في حزيران، ونقلت الاسلحة التي استولى عليها في الجانب العراقي إلى سوريا مما مكنه من السيطرة على رقعة أوسع من الاراضي.

 

البوكمال

وتعرضت المنطقة المحيطة بالبوكمال لقصف عنيف من قوات الائتلاف. وقال المرصد ان المنطقة كانت هدفا لنحو 22 غارة جوية الثلثاء. وقال مقاتل إسلامي في المنطقة ان “القوات الصليبية” شنت تسع غارات على الأقل، وان منطقة صناعية كانت ضمن المناطق المستهدفة.

وأبلغ كيربي شبكة “سي أن أن” الاميركية للتلفزيون أن “البنتاغون” يواصل تقويم الغارات التي نفذت ليل الثلثاء – الاربعاء. وقال: “كل ما قلناه أمس يتعزز اليوم… نعتقد أن تقويم آثار المعركة التي خضناها يظهر أن هذه الغارات الجوية كانت ناجحة للغاية في ما يتعلق بإصابة ما كنا نستهدفه وأوقعت الضرر الذي اردنا ايقاعه”.

 

اخلاء قواعد

وغداة استهداف الغارات الاميركية مواقع لـ”جبهة النصرة” وجماعة”خراسان” التابعة لـ”القاعدة” ايضا، قال مقاتلون ان الجبهة اخلت قواعدها في مناطق مأهولة في ريف ادلب بشمال غرب سوريا.

وقال مقاتل في الجبهة في رسالة عبر الانترنت ان “الاسلحة الثقيلة نقلت الى خارج المقار. والمجاهدون ايضا اجلوا من الاماكن القريبة من المدنيين. لا نريد ان يتعرضوا للخطر”. وأكد المرصد اخلاء “النصرة” قواعدها، قائلا ان ما لا يقل عن 50 مقاتلا من الجبهة وثمانية مدنيين قتلوا في غارات شنها الائتلاف الثلثاء.

والجماعة الاخرى التي اخلت قواعدها هي حركة “احرار الشام”، العضو في تحالف “الجبهة الاسلامية” الذي يخوض مواجهة مع متشددي “الدولة الاسلامية”.

ونسب المرصد إلى بيان لـ” أحرار الشام” انه أمر أتباعه “بإخلاء المقار والورش والمعسكرات التابعة لحركة أحرار الشام الإسلامية والإبقاء على ما يلزم لحراستها”.

وأمرت الجماعة أتباعها كذلك بإبعاد أجهزة الاتصالات الفضائية واللاسلكية عن المقار وعدم تشغيلها إلا للضرورة القصوى. كما، دعت الى إخفاء الأسلحة الثقيلة، وأهاب بالمدنيين الابتعاد عن قواعد الجماعة.

 

“أبو يوسف التركي”

واعلن ناشطون سوريون أن الغارات الجوية تسببت بمقتل “أبو يوسف التركي”، ابرز قناصي “النصرة” المرتبطة بـ”القاعدة”، في غارة على معسكر للتدريب في ريف حلب.

ونعت حسابات مناصرين للجبهة في مواقع التواصل الاجتماعي “أبو يوسف التركي”، متوعدة “بالثأر” لمقتله.

وقال ناشط في ريف ادلب في شمال غرب سوريا، ان “عناصر جبهة النصرة حزينون اليوم لمقتل أبو يوسف التركي”، موضحا أنه يبلغ من العمر 47 سنة وقد أتى الى سوريا منذ سنة ونصف سنة، “وقاتل ضد قوات النظام في ريف حماة وادلب واللاذقية، قبل ان ينتقل الى تدريب” قناصي الجبهة.

وانتشرت على موقع “تويتر” تغريدات تنعى التركي باستخدام “وسم” (هاشتاغ) “استشهاد أبو يوسف التركي”.

ونشرت صحيفة “الوطن” القريبة من السلطات ان التركي هو من “أشهر قناصي العالم”.

في غضون ذلك، أفاد مسؤول اميركي ان واشنطن تعتقد أن محسن الفضلي زعيم “خراسان” قتل في غارة أميركية. وكان مسؤولون أميركيون قالوا الثلثاء إن الجماعة المرتبطة بـ”القاعدة” شكلت تهديدا مباشرا للغرب، وكانت على وشك تنفيذ مخطط ضد أهداف أميركية أو أوروبية.

 

علي حيدر

في غضون ذلك، صرح وزير المصالحة الوطنية السورية علي حيدر لـ”رويترز” ان الغارات الجوية تسير في الاتجاه الصحيح من حيث عدم التعرض للمدنيين أو الأهداف الحكومية.

وقال: “بالنسبة الى الغارات في سوريا، نقول ان ما حصل حتى الآن يسير في الاتجاه الصحيح من حيث ابلاغ الحكومة السورية وعدم التعرض للمؤسسات العسكرية السورية وعدم التعرض للمدنيين”، موضحاً أن “الاميركي خضع للشروط السورية لذلك قالت سوريا انها أبلغت”.

وعلى رغم ترحيبه بالغارات، اضاف ان الأمر يحتاج الى ما هو أكثر من هذا العمل العسكري، “فالحرب على الارهاب ليس لها شكل واحد. الغارات الجوية لا تشكل الوسيلة الوحيدة لمحاربة الارهاب ومن دون شك العمل العسكري ممكن ان يطول وهذا جزء من مشروع محاربة الارهاب… ليست لدينا مشكلة ان تقوم الدول بواجبها حيال محاربة الارهاب، ولكن من غير أن يكون هناك تدخل في الشؤون الداخلية… لا يزال قدر من التنسيق مطلوبا ومن دون شك ننظر بعين الحذر الى جميع التطورات”.

واعتبرت صحف سورية أن الجيشين السوري والاميركي باتا “في خندق واحد”، لكنها شككت في نيات الولايات المتحدة في “مكافحة الارهاب”.

ونقلت صحيفة “الوطن” عن مصادر ديبلوماسية ان “القيادة العسكرية الأميركية باتت في خندق واحد مع قيادة الجيش السوري في الحرب على الإرهاب داخل سوريا وعلى حدودها الشرقية والجنوبية الشرقية، حتى لو رفضت واشنطن ودمشق مثل هذا التشبيه لأنه يتعارض مع توجهات رأيها العام، إلا أنه واقعي وحقيقي”.

وعلى رغم تعرض مواقعها في أماكن عدة لغارات، عجل مقاتلو “الدولة الاسلامية” في حملتهم للاستيلاء على كوباني، وهي مدينة كردية على الحدود مع تركيا.

وقال نائب قائد القوات الكردية التي تدافع عن بلدة كوباني أوج ألان إن مزيداً من مقاتلي “الدولة الإسلامية” وصلوا بعد الغارات الجوية التي شنها الائتلاف على مواقع التنظيم الثلثاء. وجدد دعوته الائتلاف الى توسيع الغارات لتمتد الى محيط كوباني التي تعرف أيضاً باسم عين العرب قائلا: “كوباني في خطر”.

 

أوباما يدعو العالم إلى التوحّد لتدمير “داعش” سعود الفيصل لـ”النهار”: سنشارك في صد الإرهاب

المصدر: العواصم – الوكالات

نيويورك – علي بردى

تحولت الدورة العادية الـ69 للجمعية العمومية للامم المتحدة امس منبراً أطلق منه زعماء العالم دعوات الى مواجهة تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) والقضاء عليه. وبينما كانت المقاتلات الاميركية تواصل غاراتها الجوية على معاقل الجهاديين في سوريا والعراق، حض الرئيس الأميركي باراك أوباما دول العالم على التوحد في هذه المواجهة الى حين تدمير التنظيم الاصولي “الذي لا يفهم إلا لغة القوة”. ووجّه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند رسالة حازمة ضد الارهاب بعد ساعات من قطع مجموعة “جند الخلافة” الجزائرية الموالية لـ”داعش” رأس الفرنسي ايرفيه غورديل، إذ قال: “سنواصل محاربة الارهاب في كل مكان”. وأكد وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان المملكة ستشارك “في أي عمل يصدّ الجهد الذي تقوم به المنظمات الارهابية.

 

وبعد الكلمة الافتتاحية للامين العام للامم المتحدة بان كي – مون، قال أوباما امام الجمعية العمومية إن “لغة القوة” وحدها ستستخدم لدحر “داعش” وغيره من الجماعات الإرهابية التي تعتنق مذهب “القاعدة”. ودعا العالم بأسره الى الإنضمام الى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة “لاجتثاث هذا السرطان”، رافضاً أن يكون الإرهابيون ممثلين للإسلام أو المسلمين. وامتنع عن أي حديث عن صراع الحضارات، قائلاً: “لسنا في حرب دينية”. وأضاف: “إن الولايات المتحدة ستعمل مع تحالف واسع لتفكيك شبكة الموت هذه”. لكنه أكد أنه “يمكن عكس هذا التيار”، مشيراً الى “الحكومة الجامعة الجديدة في بغداد، رئيس وزراء عراقي جديد يرحب به الجيران، فصائل لبنانية ترفض أولئك الذين يحاولون إشعال حرب. هذه خطوات يجب أن تتبع بهدنة أوسع. ولا مكان أكثر إلحاحاً من سوريا”. وأعلن أن “أميركا تدرب وتجهز المعارضة السورية لتواجه بكفاية الإرهابيين من داعش والوحشية من نظام الأسد”. لكنه رأى أن “الحل النهائي فيها (سوريا) هو حل سياسي”. وتطرق إلى الملف النووي الإيراني، داعياً زعماء طهران إلى “عدم تفويت الفرصة والتوصل إلى حل”.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في خطابه إن شعب مصر صنع التاريخ مرتين خلال السنوات الأخيرة، الأولى “عندما ثار ضد الفساد وسلطة الفرد وطالب بحقه في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية”، والثانية “عندما تمسك بهويته وتحصن بوطنيته وثار على الإقصاء رافضاً الرضوخ لطغيان فئة باسم الدين وتفضيل مصالحها الضيقة على مصالح الشعب”. وأوضح أن “مصر الجديدة هي دولة تحترم الحقوق والحريات وتؤدي الواجبات وتضمن العيش المشترك لمواطنيها من دون إقصاء أو تمييز”.

ودعا أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني المجتمع الدولي الى تقديم كل أوجه المساعدات الإنسانية للشعب السوري داخل سوريا وفي أماكن اللجوء، مجدداً مطالبة مجلس الأمن بـ”تحمل كل مسؤوليته القانونية والإنسانية على وجه السرعة في دعم الشعب السوري ضد خطر إرهاب النظام وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها وخطر القوى الإرهابية”.

وقال العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين ان “هؤلاء الارهابيين والمجرمين الذين يستهدفون سوريا والعراق ودولا اخرى هم الاشكال المتطرفة لتهديد عالمي خطير”.

ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الى استراتيجية شاملة ضد تنظيم “الدولة الاسلامية” تشمل “جيشنا” قبل جلسة الجمعة يصوت خلالها مجلس العموم البريطاني على ما إذا كانت لندن ستنضم إلى الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم في العراق.

واجتمع كاميرون مع الرئيس الايراني حسن روحاني في لقاء هو الاول من نوعه على مستوى القمة بين البلدين منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979.

 

مجلس الأمن

ولاحقاً، تبنى مجلس الامن بالاجماع في جلسة رأسها اوباما، مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة يلزم الدول وقف تدفق المقاتلين الاسلاميين المتطرفين الاجانب الى سوريا والعراق واحتواء الخطر الذي يشكلونه على بلدانهم الاصلية.

وصدر القرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة مما يجعله ملزما قانونا للدول الاعضاء في المنظمة الدولية البالغ عددها 193 دولة ويعطي مجلس الامن سلطة فرض قرارات بالعقوبات الاقتصادية او القوة.

وخلال الجلسة خاطب اوباما هولاند قائلاً: “نحن معكم ومع الشعب الفرنسي وقت تواجهون فيه خسارة رهيبة وتقفون ضد الرعب دفاعا عن الحرية”. وذكر بتأكيد الخبراء ان نحو 12 الف مقاتل اجنبي وفدوا من اكثر من 80 بلدا انضموا في السنوات الاخيرة الى التنظيمات الاسلامية المتطرفة في العراق وسوريا. ورأى ان اصدار”قرار لن يكون كافيا والنيات الطيبة ليست كافية. ينبغي ان يقترن الكلام الذي يقال هنا بافعال ملموسة في السنوات المقبلة”.

وفي وقت متقدم الثلثاء التقى اوباما مسؤولين من السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والاردن والبحرين وقطر وهي الدول العربية التي شاركت في الغارات الجوية ضد “داعش” في سوريا.

 

العبادي

ورداً على أسئلة لـ”النهار”، صرح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عقب اجتماع ثنائي مع الرئيس باراك أوباما، بأن “ما نطلبه هو إسناد العراق للوقوف في وجه داعش”، إذ أن “العراق يتعرض الآن لهجمة شرسة من خارج أراضيه، من الجارة سوريا، وهذا شأن دولي”. واعتبر أن “العالم، ويا للأسف، سمح بتدهور الوضع في سوريا الى الحد الذي بات العراقيون يدفعون ثمن هذا الخطأ وهذا التدهور بدمائهم. العراقيون حريصون ويكافحون الى جانب هذا الإسناد”. وخلص الى أن “كل دول مجلس الأمن عليها مسؤولية الوقوف مع العراق في هذه المواجهة”، ملاحظاً أن “الإرهاب لا يهدد العراقيين فحسب، علماً أنهم في الخط الأول لهذه المواجهة، وكذلك السوريين”.

واضاف أن “لبنان يدفع أيضاً ثمناً باهظاً للإستقطاب الإقليمي. نحن أبناء هذه المنطقة، العراق وسوريا ولبنان وغيرها من الدول، ندفع ثمن هذا الإستقطاب”. وأكد أن “العراق ليس مستعداً لمواصلة دفع هذه الضريبة من الدماء والتضحيات في صراع الإستقطابات. ولا نريد أن نكون طرفاً مع هذا أو ذلك. كرئيس وزراء للعراق، أنا منحاز الى الشعب العراقي، الى حماية الشعب العراقي والى حماية العراق”.

 

سعود الفيصل

وسألت “النهار” وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عن السبب الذي دفع المملكة الى المشاركة في الحرب على “داعش” وداخل سوريا، فأجاب: “نحن سنشارك في أي عمل يصدّ الجهد الذي تقوم به المنظمات الإرهابية، وخاصة منظمة داعش”، مشدداً على أن “هذه المنظمة وغيرها من المنظمات الإرهابية خطرها على المنطقة داهم”. وقال إن “أول ما فعلته أنها سرقت عقول شبابنا وغيرت المفاهيم الإسلامية بشكل أساء الى الأمة الإسلامية إساءة لا يمكن أن نحصيها الآن. ولكن عسانا أن نستطيع أن نعالجها في المستقبل”. ووصف تنظيم “داعش” بأنه “شر مستطير يجب القضاء عليه”، مؤكداً أن السعودية “ستشارك في أي جهد يبذل في هذا الإطار للقضاء عليه. وكذلك، إن مشاركتنا فيه، وخاصة في سوريا التي يدعي نظامها أنه هو ضد الإرهاب في حين أن داعش لها ثلاث سنوات وهي في الأراضي السورية، ولم نسمع يوماً واحداً أن أطلقت النار بين جيش النظام السوري وداعش، أو بين داعش والقوات الأخرى الموجودة بصورة غير شرعية في سوريا”. وكرر أن “أي عمل يقوم لإزالة هذا الوضع وإزالة الظلم الذي يقاسيه الشعب السوري سنشترك فيه. هذا القرار اتخذته المملكة حماية لشعبها ومصالحه وحماية أيضاً للشعب السوري ومصالحه”.

وهل تساعد السعودية لبنان على مواجهة الإرهاب الذي يعانيه؟ أجاب: “إذا طلب لبنان المساعدة سنقدمها له. ساعدنا لبنان بمبلغ مليار دولار لشراء أسلحة. والأخوة اللبنانيون يقدرون هذا الدعم للجيش اللبناني ونأمل أن يكون لذلك أثر في حماية أمن لبنان”. وسخر مما يقال عن فائدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد من ضرب “داعش”.

 

المنظمات الدولية تقلص حضورها في المنطقة

تخوفاً من مهاجمة “داعش” لموظفيها

شددت منظمات الاغاثة غير الحكومية الدولية من إجراءات الأمن الخاصة بها في الشرق الأوسط، وكلّفت مؤسسات محلية بأداء أعمالها للحد من تعرضها لمخاطر مضاعفة في المنطقة.

وأوقفت معظم المنظمات غير الحكومية الدولية إيفاد عاملين أجانب فيها إلى سوريا، بعد أن أظهر فيديو نشر قبل عشرة أيام قطع رأس عامل إغاثة بريطاني على أحد متشددي “الدولة الإسلامية في العراق والشام”-“داعش”.

هذه الأخطار تصعّب على المنظمات غير الحكومية التعامل مع بعض أشد الأزمات الإنسانية وطأة في هذا القرن. وقال ممثل واحدة من تلك المنظمات التي تعمل في الشرق الأوسط، طالباً عدم نشر اسمه، إن “شدة الخطر واستهداف العاملين يجعل من الصعب جداً على أي منظمة إنسانية العمل في تلك المناطق”. وأضاف: “النشاط (الإغاثي) الإنساني محدود جداً في الوقت الحالي، كل واحد منا مقيّد كثيراً نتيجة الوضع الأمني”.

من جهته، قال مدير الأمن في منظمة غير حكومية أخرى، إن “أساس أمننا في وضع مثل العراق هو القبول، وبالتالي فإن الناس الموجودين على الأرض وكل أطراف الصراع تعرف من نكون”، مضيفاً: “نحن نحاول الاقتراب من كل طرف يلعب دوراً في الصراع ليتقبلنا”.

أما رئيس بعثة منظمة “أطباء بلا حدود” في العراق فابيو فوريوني فقال إن “الأنشطة الإنسانية تتعرض للاستقطاب أكثر وأكثر من أجل أن تخدم أهدافا وأغراضاً لا علاقة لها البتة بالمساعدة الإنسانية التي نعمل جاهدين لتقديمها”. وأكد أن “هذا يقوض بالكامل قدرتنا على الوصول إلى هؤلاء السكان الاكثر احتياجاً (للمساعدات الإنسانية) في العراق”.

غالباً، تفرض حكومات الدول التي ينتمي إليها عمال إغاثة مخطوفون تعتيماً إعلامياً وهي تجري مفاوضات مع الخاطفين، وبالتالي فإن عدد عمال الإغاثة المحتجزين لدى الجماعات المتشددة ومنها “داعش” معروف على وجه التحديد لكن الأمم المتحدة تقدر أن ما بين 200 و300 عامل إغاثة سوري اختطفوا في شهر آب الماضي. وأوقفت منظمات غير حكومية كثيرة أنشطتها في المناطق التي أعلن فيها تنظيم “داعش” قيام دولة “الخلافة”، لكن بعض الوكالات لا تزال تقدم المساعدة هناك عن بُعد.

وقال لوران حميدة من منظمة “آكتيد” التي كان هينز يعمل فيها وقت اختطافه إن المنظمة سحبت طاقمها من ليبيا بعد أن استولت جماعة مسلحة على العاصمة الشهر الماضي.

من جهة أخر، لا تزال “منظمة الصحة العالمية” تقدم أدوية لأجزاء من العراق تخضع لسيطرة “داعش”، وأجرت في الآونة الأخيرة حملة تطعيم على المستوى الوطني ضد شلل الأطفال.

(رويترز)

 

قتيل ومئات الموقوفين في مداهمة مخيمات عرسال

أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه، صباح اليوم، أنه وأثناء قيام قوة من الجيش في منطقة عرسال بعملية تفتيش في مخيم تابع للنازحين السوريين، بحثاً عن مشبوهين، أقدم ثلاثة عناصر يستقلون دراجة نارية على محاولة إحراق مخيم آخر تابع للنازحين بالقرب من المخيم الأول، فأطلق عناصر الجيش النار باتجاههم، ما أدى إلى مقتل أحدهم وإصابة الآخرين بجروح، حيث تم توقيفهما ونقلهما إلى المستشفى للمعالجة.

وتواصل قوى الجيش إجراءاتها الأمنية في المنطقة، فيما بوشر التحقيق في الحادث.

وأفادت معلومات صحافية عن توقيف حوالي 448 شخصاً متورطاً بالاعتداء على الجيش خلال أحداث عرسال، بينهم أربعة عناصر من “جبهة النصرة”، أثناء دهم مخيمات: ورا الجسر والمصيدة والسنابل والجمالي.

وأفاد مراسل “السفير” في الهرمل بأن المسلحين افتعلوا حريقاً في احد المخيمات لتغطية هروبهم، إلا أن الجيش تمكن من اعتقال عدد منهم عند حاجز وادي حميد.

وأضاف أن الجيش طلب من بعض العائلات السورية النازحة مغادرة السهول الغربية لبلدة الفاكهة في البقاع الشمالي لأسباب عسكرية وأمنية.

وفي طرابلس، نفّذت وحدات من الجيش اللبناني مداهمات عدة لأماكن تواجد النازحين السوريين في محلة ابي سمرا.

 

وإزاء التوقيفات، دعت هيئة “العلماء المسلمين” لاجتماعين طارئين متزامنين الأول في بيروت والثاني في البقاع في الثالثة من بعد ظهر اليوم لاتخاذ ما يلزم من إجراءات بشأن المداهمات في عرسال.

ورأى رئيس الهيئة مالك جديدة أن تحرك الدولة في ملف المخطوفين “أقل من المطلوب”، مشيراً إلى أن “عامل الوقت خطير جداً”.

(“مرصد السفير”)

 

أوباما يدافع عن حربه.. ويراهن على وعي لبناني وحل سياسي في سوريا

الغارات على سوريا: ضرب «نفط داعش»

دخلت الغارات التي تقودها الولايات المتحدة على الأراضي السورية يومها الثاني، وإنما بكثافة أقل من اليوم الأول، وطغى عليها التركيز على المنطقة الحدودية مع العراق، والاقتراب قليلا من مواقع مسلحي «داعش» الذين يتقدمون نحو بلدة عين العرب، من دون الاخلال بالحصار المفروض عليها. لكن اليوم الثاني من حملة واشنطن، التي ضمّت اليها دولا خليجية بالاضافة الى الأردن واستهدفت مصافي نفطية، اتسم بنشاط اميركي محموم خصوصاً في نيويورك لحشد الدعم والتأييد الإضافي من جانب الرئيس الاميركي باراك اوباما وادارته للمعركة التي اسهب اوباما في الحديث عن جوانبها غير العسكرية.

وبينما كانت روسيا وايران تثيران المزيد من الشكوك في «شرعية» الهجمات الاميركية على الاراضي السورية، كان واضحاً أن اكثر من 200 غارة وضربة صاروخية خلال اقل من 48 ساعة، لم تبدّل في المشهد العسكري، ولم تقدم ما يعزز الترويج الاميركي لامكانية الرهان على فصائل «المعارضة المعتدلة» للتقدم ميدانيا والسيطرة على ما تخليه الغارات الجوية من مساحات على الارض. وبينما كانت السعودية تعمم خبر مشاركة ابن ولي العهد الامير سلمان بن عبد العزيز في الغارات، ويعلن عن مشاركة المملكة الاردنية في الغارات لليوم الثاني على التوالي، وتتنصل أنقرة من خبر مشاركتها في الضربات، كان المقاتلون الاكراد المحاصرون في عين العرب، قرب الحدود التركية، يتساءلون عن اسباب الامتناع عن ضرب طيران «التحالف» مواقع «داعش» بالقرب من الحدود التركية. اما في الجزائر، فقد عمد مسلحون «جهاديون» الى ذبح رهينة فرنسي بعد اقل من يومين على خطفه، تضامنا مع «داعش».

ووجه الجيش السوري، من جهته، ضربات إلى مواقع «داعش». وذكر التلفزيون السوري أن الجيش دمّر مواقع لـ«الدولة الإسلامية» بين بلدتي الباب وقباسين شمال شرق حلب، وقضى على عدد من الإرهابيين. وبدأت «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» إخلاء مراكزها في محافظة إدلب، بعد تعرض «النصرة» لغارة أمس الأول.

ودعا أوباما، أمس، دول العالم إلى الانضمام للحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، متعهدا بالعمل مع «تحالف واسع للقضاء على شبكة الموت هذه». وقال، في خطابه من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن «اللغة الوحيدة التي يفهمها القتلة مثل هؤلاء هي لغة القوة». وأضاف «اليوم، أدعو العالم إلى الانضمام» لهذه المعركة.

وأكد أوباما أن «الولايات المتحدة ستعمل مع تحالف واسع للقضاء على شبكة الموت هذه»، مضيفا «أننا لا نعمل لوحدنا» قبل أن يؤكد مجددا أنه ليس لديه النية «لإرسال قوات أميركية لتحتل أراضي أجنبية». وتابع «لن نتراجع أمام التهديدات، وسنظهر أن المستقبل ينتمي إلى أولئك الذين يبنون وليس للذين يدمّرون».

واعتبر أوباما انه لا يوجد شيء اسمه صراع بين الأديان، موضحا أن العنف اليوم داخل المجتمعات المسلمة و«حان الوقت للقادة السياسيين والدينيين لرفض العنف الطائفي. لنكن واضحين، إنها معركة لن يفوز احد بها.. الأمر الجيد هو انه يمكن عكس هذه الموجة. لدينا حكومة جامعة في بغداد، ورئيس حكومة يرحب به جيرانه، والأحزاب اللبنانية تنبذ الذين يحاولون إشعال حرب».

ودعا أوباما، في إطار ما يمكن اعتباره إستراتيجيته لمكافحة التشدد، «العالم، خصوصا المجتمعات المسلمة، إلى رفض إيديولوجية منظمات مثل القاعدة وداعش». وقال «لا يجب تعليم الأطفال كره الآخرين. يجب ألا يكون هناك تسامح مع ما يدعى رجال دين يطالبون الناس بأذية أبرياء، لأنهم يهود أو مسيحيون أو لأنهم مسلمون».

وبالرغم من انه أعلن أن بلاده تدرب وتسلح المعارضة السورية لمواجهة «داعش ووحشية نظام (الرئيس بشار) الأسد»، فانه اعتبر أن «الحل الوحيد للحرب سيكون سياسيا، عملية انتقال سياسي شاملة تستجيب لتطلعات كل السوريين». (تفاصيل صفحة 9)

وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في مقابلة مع شبكة «سي أن أن»، أن الغارات ستتواصل في سوريا. وقال «بالتأكيد سيكون هناك يوم ثان وثالث ورابع». وأضاف «سيتواصل هذا الأمر بأشكال مختلفة».

في هذا الوقت، حذر وزير الخارجية سيرغي لافروف واشنطن من محاولة تفريق الإرهابيين بين «طيبين وأشرار»، مضيفا «عندما نحارب الإرهاب يجب محاربته دائما أينما كان». وتساءل: «لماذا لم ير الأميركيون هذا الخطر في وقت سابق؟ لأن مواقفهم من هذه القضية كانت تنطلق من معايير مزدوجة، وهم لم يسمعونا عندما اقترحنا توحيد الجهود، ومساعدة الحكومة السورية، مثلا في تشكيل جبهة موحدة ضد الإرهاب سوية مع المعارضة الوطنية المعتدلة».

واعتبرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، انه «ثمة شك في شرعية الغارات الجوية، على أساس أن مثل هذه الأعمال لا يمكن أن تتم من دون موافقة الأمم المتحدة، وإذن صريح من سلطات البلد الذي تجري به، وهي في هذه الحالة الحكومة في دمشق».

وأعلن البنتاغون أن الضربات ضد «داعش» تواصلت، صباح أمس، على أهداف في العراق وسوريا حيث دمر العديد من الآليات وموقع لتجميع الأسلحة، وبعد ذلك أكد مسؤولان أميركيان أن سلاح الجو الأردني شارك في توجيه ضربات ضد مواقع تابعة إلى «داعش». وقال احدهما إن «الأردن شن غارة جوية هذه الليلة».

واعلن البنتاغون، في بيان اخر، ان قوات التحالف شنت غارات جديدة على «داعش». وقال المتحدث باسمه جون كيربي إن «الجيش الاميركي شن مع شركائه العرب ضربات جديدة على ارهابيي الدولة الاسلامية في سوريا». واكد مسؤول اميركي ان الحقول النفطية، التي تستخدم في تمويل التنظيم، كانت بين الاهداف التي اصيبت.

وكانت وكالة الأنباء السورية – «سانا» ذكرت أن «الولايات المتحدة وشركاؤها شنوا عدة غارات على مقرات وتجمعات داعش الإرهابي في مدينة البوكمال»، مشيرة إلى أن الغارات «استهدفت المنطقة الصناعية ومواقع أخرى في المدينة».

وتشير الضربات التي جرت إلى أن أحد أهداف الولايات المتحدة يتمثل في عرقلة قدرة «داعش» على العمل عبر الحدود السورية – العراقية. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الطائرات الأميركية ضربت 13 هدفا في مدينة البوكمال وحولها، وهي إحدى نقاط العبور الرئيسية بين العراق وسوريا بعد ضرب 22 هدفا هناك أمس الأول.

وأكد الجيش الأميركي تنفيذ ضربات داخل سوريا شمال غرب مدينة القائم العراقية، التي تقع قبالة معبر البوكمال الحدودي. وتتحكم البوكمال، التي تقع على الطريق السريع لسهل الفرات، في الطريق من مدينة الرقة في سوريا إلى الخطوط الأمامية في غرب العراق وإلى جنوب نهر الفرات صوب الضواحي الجنوبية والغربية لبغداد.

وأضاف «المرصد» إن «التحالف شن غارات ضد التنظيم قرب بلدة عين العرب في شمال البلاد، والتي يطوقها داعش بالكامل منذ أيام». وأشار إلى أنها استهدفت «أماكن في منطقة صرين، ومناطق خطوط إمداد الدولة الإسلامية التي تبعد نحو 35 كيلومترا جنوب شرق بلدة عين العرب». ونفت تركيا أن تكون الطائرات استخدمت مجالها الجوي أو قاعدة «انجيرليك»، وذلك بعد أن ذكر «المرصد» أن «طائرات آتية من تركيا» شنت الضربات.

وعلى الرغم من تعرض مواقعه في عدة أماكن لضربات جوية لجأ مقاتلو «داعش» إلى تسريع حملتهم للاستيلاء على عين العرب (كوباني). وقال أوجلان إيسو، نائب قائد القوات الكردية التي تدافع عن البلدة، إن «مزيدا من مقاتلي الدولة لإسلامية والدبابات وصلوا بعد الغارات الجوية التي شنها التحالف على مواقع التنظيم».

وكرر دعوته للتوسع في الغارات الجوية لتمتد إلى مواقع «الدولة الإسلامية» قرب عين العرب. وقال إن «مقاتلي الدولة الإسلامية تقدموا صوب كوباني أكثر من أي وقت سابق، وأصبحوا على بعد ثمانية كيلومترات فقط إلى الجنوب من البلدة».

ورحب رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي صالح مسلم محمد بالغارات الجوية، لكنه أشار، في حديث إلى «السفير»، إلى أن «الغارات الجوية لا تزال بعيدة عن كوباني»، موضحا أنها تبعد عن البلدة بما بين 15 إلى 20 كيلومترا ولذلك فإنها لا «تؤثر في سير المعركة». وأضاف «إنهم يمتلكون أسلحة متطورة جدا، من عربات هامفي ودبابات، فيما نحن نقاتل بالأسلحة الخفيفة والتقليدية»، مشددا على «أننا سنقاتل حتى النهاية».

واعتبر «رئيس» إقليم كردستان مسعود البرزاني أن «سوريا تستخدم كمركز من قبل الإرهابيين في هجماتهم على العراق»، مؤكداً أن «ضرب معاقل داعش في سوريا سيسرع عملية القضاء على التنظيم الإرهابي، لذلك ينبغي أن تتواصل الهجمات من دون انقطاع».

إلى ذلك، قال وزير المصالحة الوطنية السورية علي حيدر، لوكالة «رويترز»، إن الغارات الجوية ضد المتشددين تسير في الاتجاه الصحيح من حيث عدم التعرض للمدنيين أو الأهداف الحكومية، معتبرا أن «الأميركي خضع للشروط السورية، لذلك قالت سوريا إنها أبلغت». وتابع «ليس لدينا مشكلة أن تقوم الدول بواجبها تجاه محاربة الإرهاب، لكن من دون أن يكون هناك تدخل في الشؤون الداخلية. لكن لا يزال قدر من التنسيق مطلوباً، ومن دون شك ننظر بعين الحذر لجميع التطورات».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

 

معركة الأجهزة الأوروبية تنتقل إلى «الهوية»:

مخاوف من المتعاطفين مع «الجهاديين»

وسيم ابراهيم

لا شيء يدعو الغرب للاطمئنان بحصانته من هجمات «الجهاديين»، رغم الاستنفار لمواجهتها على جميع المستويات، الأمنية والقضائية وحتى الاجتماعية. القلق يتزايد بعدما أصبح المتعارف على تسميتهم «المقاتلين الأجانب» أحد عناوين المواجهة المفتوحة مع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش».

الخطورة التي باتت تحتلها القضية، جعلت مجلس الأمن يعقد جلسة خاصة لنقاشها، يقودها الرئيس الأميركي باراك أوباما.

التكتم الشديد هو السائد في معركة الأجهزة الغربية ضد «الجهاديين»، لكن مؤشرات تصاعدها أصبحت واضحة.

وتسربت قبل أيام أنباء عن قيام الاستخبارات البلجيكية والهولندية بإيقاف خلايا كانت تخطط لمهاجمة حزمة أهداف، بينها مبنى المفوضية الأوروبية. هناك يدخل ويخرج كبار المسؤولين الأوروبيين، زعماء ووزراء ضيوف، ومئات الصحافيين والموظفين يوميا. اللافت أن من كانوا يخططون هم «متعاطفون» مع «داعش»، أرادوا التسرب من مدينة لاهاي إلى بروكسل.

وسارعت أجهزة الأمن إلى محاولة سد ثغرة التسريبات، وقللت من أهمية ما رددته وسائل الإعلام المحلية والدولية. لكن على الأرض كانت الرقابة مشددة على مبنى المفوضية، وأخرجت فرق العمليات الخاصة بعض سكان المنطقة المحيطة من بيوتهم.

ويشكل المتعاطفون والأنصار معضلة حقيقية، خصوصا أن إثبات التهمة على «جهادي» يحتاج جهداً قضائياً معتبراً. الأدلة قليلة نتيجة غيابهم في أراضي القتال. ليس هناك بنية قانونية تتيح اعتقال الجميع وتجريمهم، كما لا يمكن فرض قوانين طوارئ تجيز ذلك. وعلى الصعيد الأمني التحدي ليس أهون: الأرقام الرسمية تتحدث عما يزيد عن ثلاثة آلاف جهادي، كل واحد منهم يتحرك في أوروبا بحاجة إلى 20 رجل أمن لمراقبته. ويكرر الخبراء الأمنيون أن تأمين حصانة كاملة أمر مستحيل. هذه الخلاصة يرددها لورنزو فيدينو، الباحث المعروف في مركز دراسات الأمن في زيوريخ السويسرية. في حديث مع «السفير» يقول إن الخطر يأتي أيضا «من أشخاص غير معروفين للسلطات ربما، وليس لديهم أي صلات عملاتية مع سوريا والعراق. هؤلاء يتبنون إيديولوجيا التطرف، وربما يعمدون إلى تنفيذ هجمات مستقلة».

حتى المتعاطفون لا يخفون أنفسهم أحيانا. هناك مجموعة شبان نشروا تسجيل فيديو يبايعون فيه، من هولندا، «الخليفة» ابو بكر البغدادي بعبارات الإجلال والتعظيم. أعلام التنظيم لا تخجل بالخروج إلى الشوارع تحت ذرائع عديدة، مثل ما حدث في بروكسل خلال التظاهرات المساندة لغزة. وقتها قال شاب، يحمل علم «الدولة الإسلامية» أمام الكاميرا حرفيا، إن الراية التي يحملها «هي الوحيدة الحقيقية، نعم راية الخليفة البغدادي، وكل الأعلام غيرها هي كذب»، مشيرا إلى آخرين حملوا أعلاما، بينها الفلسطيني.

إذا كان حصر أعداد «الجهاديين» غير ممكن، فكيف بأعداد المتعاطفين مع التنظيمات «الإرهابية». ويقول فيدينو إنه «إذا كان الجهاديون الذين اختاروا الذهاب هم عدة آلاف، فالواضح أن المتعاطفين هم أضعاف ذلك».

ولم تحتج الأجهزة الغربية الى تهديدات «داعش» الأخيرة حتى تستنفر كل قدراتها، لكن زيادة اليقظة مسألة «حاسمة» وفق الباحث مايكل نونان، رئيس برنامج الأمن الوطني في معهد أبحاث السياسة الخارجية في فيلادلفيا. في ظل التأهب الأمني العالي، لا يرجح نونان أن يتمكن «الجهاديون» من تنفيذ هجوم شبيه بهجمات 11 أيلول. الأكثر احتمالا هي الاعتداءات الفردية، كما فعل مهدي نموش عندما توّه أجهزة الأمن الفرنسية، لقتل أربعة أشخاص في المتحف اليهودي في بروكسل أواخر أيار الماضي.

لكنّ احتمالاً كهذا يجب أن يصيب الأجهزة الأمنية بالأرق، وفق مكانه في المعادلة التي يرتبها نونان خلال حديثه مع «السفير». ويقول «علينا الحذر، إذا حضر الشخص المناسب، وتمكن من تنفيذ الهجوم المناسب، فسيكون لذلك عواقب كارثية بالنسبة للرأي العام».

عملية «الاستنفار» التي أعلنها «داعش» لمهاجمة الغرب، ردا على حرب التحالف الدولي، لا تختصر برأي الباحث الأميركي أسباب التوجس. يقول إن الاعتداءات باتت تشكل الآن مطلباً للتنظيم «الإرهابي» يحتاجه «كي يستمد جرعة دعاية مركزة لزيادة شعبيته في المنطقة والخارج».

يعمل نونان على ظاهرة المقاتلين الأجانب منذ سنوات. رصدها في العراق بين العامين 2006 و2007، حين كان أثرها محصوراً في قتال القوات الأميركية والحلفاء على الأرض. كانت الإعداد وقتها، وفق ما يبين، حوالي 600 مقاتل أجنبي. الأعداد الآن «تتراوح بين 15 و18 ألف جهادي». يطلب مراقبة هذا الرقم لمعرفة الفرق الذي يدعوه لوصف ما يحدث بأنه «غير مسبوق».

استراتيجية المواجهة الغربية مع «الجهاديين» باتت عناوينها معروفة: حرب دعائية، محاصرة تمويل تنظيمات المصب، العمل مع البيئات المحلية، إضافة إلى زيادة الضغط على تركيا بوصفها بوابة «الجهاديين» المشرعة. وعبّر وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان عن أسفه لغياب التعاون مع الاجهزة الامنية التركية بعد وصول ثلاثة فرنسيين، يعتقد انهم «جهاديون»، الى مطار مرسيليا من دون ان يتعرضوا لأي مشكلة، بدلا من باريس حيث كان الامن الفرنسي بانتظارهم، بعدما بادرت السلطات التركية الى تغيير رحلتهم. كما أدرجت لجنة في مجلس الامن 12 «جهاديا» وجامع أموال لمصلحة «داعش» على اللائحة السوداء.

لكن عملية المواجهة على مستوى المجتمع أعادت مجددا نقاش مسألة الهوية. في كل مكان يكرر الخبراء هذا السؤال: ما الذي يجعل مواطنا أوروبيا، مسلما يمارس دينه بحرية ويعيش في مجتمع ديموقراطي، متحمسا للقتال في الخارج والعودة لتنفيذ اعتداء في هذا المجتمع؟

وتذهب الأجوبة في كل اتجاه. يستفيد منها اليمينيون المتطرفون لإيصال خطاب الكراهية، فيما تحاول الحكومات علاج مرتسماتها الواقعية. هناك عملية الدعاية المضادة لمضامين الدعاية «الجهادية»، مع استنهاض أصوات الأئمة والزعامات الدينية الإسلامية في العواصم الغربية. ويتم التركيز على الأسر والبيئات المحلية التي يخرج منها «الجهاديون». هناك أرقام هاتف ساخنة خصصت للإبلاغ عن حالة تطرف مقلقة أو «جهادي» مشتبه به.

كل ذلك أدى إلى نوع من الوساوس باتت تتسرب إلى المجتمعات الغربية. هذا ما يؤكده بعض المسؤولين عن البرامج الاجتماعية والنفسية لمواجهة «الظاهرة». منهم دانييل كوهلر، مدير أبحاث في معهد دراسة الحركات المتطرفة في ألمانيا. تحدث هذا الباحث عن تجربته، خلال ندوة حوارية في البرلمان الأوروبي، خصوصا لكونه من مؤسسي برنامج «حياة»، الذي تموّله برلين لنزع التطرف في البيئات المحلية. وجاء البرنامج ترجمة مباشرة لآخر شبيه طبق في العام 2000، مستهدفا حينها التعامل مع تنامي ظاهرة «النازيين الجدد». يروي كوهلر أن هناك عائلات ألمانية اتصلت بهم، مثلا، بعدما أقلقها أن أحد أبنائها توقف عن تناول الكحول: «اعتبروا ذلك إشارة منذرة، لأنه يعد خروجا عن تقاليد راسخة في المجتمع الغربي».

لكن هناك بالطبع حالات تطرف كثيرة يتم الإبلاغ عنها، ويعمل البرنامج فقط مع من يريدون نزع تطرفهم. لا يمكن فعل شيء مع المرتاحين والمقتنعين بالتطرف، كما أن القانون لا يمنع ولا يحاسب من يريد أن يتطرف في سلوكه وآرائه، ما لم تشكل ضرراً مادياً على الآخرين.

لكن عملية مواجهة «الجهاديين» لا تجري كما ينبغي، وفق المعطيات التي يقدمها الخبير.

خرج من ألمانيا نحو 400 «جهادي» (أرقام أخرى تقول إنهم تجاوزوا الـ600)، عاد منهم 120، لكن الحالات التي أُدينت هي: شخص واحد! علاوة على ذلك، فعملية نزع التطرف تستغرق وقتا أيضا، يقدره كوهلر بين أربع إلى خمس سنوات.

هذا الكلام يجعل مجموعات سياسية في أوروبا تفقد أعصابها. كان شارلز تانوك، عضو البرلمان الأوروبي من بريطانيا، يستمع بنفاد صبر لهذه الشروحات. الرجل من «حزب الاستقلال» الذي كان الفائز الأكبر في بريطانيا في الانتخابات الأوروبية هذا العام. قال ساخرا، بلهجة منفعلة، «هناك ألف جهادي بريطاني. كيف ننزع التطرف؟ نعالجهم نفسيا؟ أنا لا أعرف علاجا مفيدا، ولا شيء سيوقفهم سوى وضعهم في السجن»، قبل أن يضيف «هؤلاء جهاديون مجرمون، يمكن ردعهم بإجراءات حازمة مثل نزع جواز السفر، وسحب الجنسية».

عمليا هذه الإجراءات سارية في العديد من الدول الأوروبية، وليست مجرد أمنية لسياسي يميني. يعلق تانوك بأن حكومات الغرب تتحمل جزءاً من المسؤولية: «أعتقد أنها شيء غير مسبوق. إنها ظاهرة عالمية. نحن نتحمل جزءاً من المسؤولية، يوم دعمنا حركة المجاهدين في أفغانستان وخلقنا طالبان، وفق نظرية عدو عدوك صديقك. الآن نعرف أن هذا لا يعمل».

لكن كل اللوم برأيه يجب أن يوجه إلى دول رعت الظاهرة، وصولا إلى أخذ إجراءات رادعة بحقها. يصوّب على هدف دقيق بلا مواربة، ويقول إن «قطر أهم مستثمر في بريطانيا. السعودية فهمت، قطر لم تفهم. علينا بعث رسالة قوية لهم، والتلويح بعقوبات اقتصادية صارمة».

ويرى الباحث مايكل نونان ان على هذه الدول أن تخشى وتتحسب للثمن الذي يمكن أن تدفعه. ويذكّر بوقائع مشابهة، ويقول «على دول الخليج التحرك بجدية. لقد شاهدوا الحرب الكبيرة التي خاضتها قوات الأمن السعودية مع مجموعات قاعدية بين العامين 2004 و2007».

ويقول الباحث الأميركي إن المسألة لا تحتمل التساهل. الظاهرة برأيه هي «مثل صندوق باندورا (الشرور)، متى انفتح فلن ينجو من آثاره أحد. ماذا لو قررت القاعدة أنه الوقت المناسب لاستنهاض نفسها، والذهاب لتنفيذ هجمات أخرى؟».

 

احتراق خيم أثناء مداهمة الجيش اللبناني مخيما للنازحين قرب الحدود السورية

بيروت- (أ ف ب): نفذ الجيش اللبناني الخميس مداهمة لمخيم للاجئين السوريين في بلدة عرسال (شرق) الحدودية مع سوريا، تخللها احراق خيم، في حادث قال الجيش ان مسلحين نفذوه، بينما اتهم سكان القوى العسكرية بالقيام به.

 

وشهدت البلدة ومحيطها مطلع آب/ اغسطس معارك بين الجيش ومسلحين قدموا من سوريا، ما ادى الى مقتل 20 عسكريا و16 مدنيا وعشرات المسلحين. وخطف المسلحون نحو ثلاثين جنديا وعنصرا من قوى الامن الداخلي، اعدموا ثلاثة منهم في اوقات لاحقة.

 

واعلنت قيادة الجيش في بيان انه “أثناء قيام قوة من الجيش في منطقة عرسال بعملية تفتيش في مخيم تابع للنازحين السوريين بحثاً عن مشبوهين، أقدم ثلاثة عناصر يستقلون دراجة نارية على محاولة إحراق مخيم آخر تابع للنازحين بالقرب من المخيم الأول”.

 

واشارت الى ان عناصرها أطلقوا “النار باتجاههم، ما أدى الى مقتل أحدهم وإصابة الآخرين بجروح، حيث تم توقيفهما ونقلهما الى المستشفى”.

 

وفي حين لم يقدم الجيش تفاصيل اضافية عن الحريق، بث ناشطون صورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر بعض الخيم وقد اندلعت النيران فيها، وسط تصاعد دخان اسود كثيف.

 

وقدم سكان بينهم مسؤول محلي رفض كشف اسمه، رواية مغايرة.

 

وقال المسؤول ان “القوى العسكرية سكبت الوقود على الخيم واضرمت النيران فيها”، مشيرا إلى أن الجنود “هاجموا النساء والاطفال، واعتقلوا الرجال. اوقفوا المئات منهم”.

 

واضاف انه قام بزيارة المخيم ورأى “رجلا مسنا في التسعين من عمره، وبدت عليه آثار ضرب”، معتبرا ان عرسال “لم تعد آمنة بالنسبة للاجئين”.

 

الا ان مصدرا عسكريا اعتبر الحديث عن احراق الجيش للخيم “كذبا”، مجددا التأكيد ان مسلحين هم من تسببوا بالحريق. واكد ان الجيش “يعتمد كافة الاجراءات القانونية والانسانية في التوقيفات التي ينفذها”.

 

واشار إلى أن الجيش “اوقف مشبوهين بتهمة الارهاب، على ان يتم التحقيق معهم والافراج” عمن يثبت عدم ضلوعه في اعمال من هذا النوع.

 

ولم تعلق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة على ما جرى اليوم في المخيم. وقال سكان ان عددا من اللاجئين تظاهروا احتجاجا على ما جرى.

 

ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة التوقيفات، معتبرا في بيان انها تمت “بأسلوب وحشي، بحجة وجود مطلوبين تعرضوا للجيش اللبناني من داخل المخيم”. وطالب الحكومة “بوقف هذه التجاوزات بحق اللاجئين السوريين فورا، واطلاق سراح الموقوفين، وفتح تحقيق (…) واتخاذ الاجراءات القانونية بحق المسؤولين عنها منعا لتكرارها”.

 

وفي حين رفض المصدر العسكري تحديد عدد الموقوفين، قالت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية انهم “العشرات من اللبنانيين والسوريين” الذين يشتبه في مشاركتهم في معارك آب/ اغسطس، والتي استمرت خمسة أيام.

 

وانتهت المعارك بانسحاب المسلحين الى الجرود والاراضي السورية، واحتفظوا بالجنود وعناصر الامن اللبنانيين. وادى اعدام المسلحين لثلاثة من الجنود، الى توتر في منطقة البقاع ومناطق لبنانية عدة، حيث قامت عائلات هؤلاء مرارا بقطع طرق للضغط على الحكومة اللبنانية من اجل العمل على اطلاق سراحهم.

 

وتستضيف عرسال ذات الغالبية السنية والمتعاطفة اجمالا مع المعارضة السورية، عشرات الاف اللاجئين، يقيم العديد منهم في مخيمات غير شرعية.

 

وينقسم اللبنانيون بين داعمين للمعارضة السورية، ومؤيدين للنظام ابرزهم حزب الله المشارك في المعارك الى جانب النظام السوري.

 

المرصد السوري: 36 قتيلاً في اشتباكات بالحسكة

القاهرة – (د ب أ)- أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن اشتباكات عنيفة تدور حاليا بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي من طرف، والدولة الإسلامية ( داعش سابقا) من طرف آخر في مدينة راس العين بمحافظة الحسكة شمال شرق سورية .

وقال المرصد في بيان أصدره الخميس، إن الاشتباكات لا تزال مستمرة في مناطق الراوية ومبروكة والدهماء وثماد بالريف الغربي لمدينة راس العين ” سري كانييه”.

وأشار إلى أن الاشتباكات أسفرت خلال الأيام الثلاثة الماضي عن مقتل ما لا يقل عن 20 مقاتلاً من وحدات حماية الشعب الكردي، 16 مقاتلاً على الأقل من الدولة الإسلامية، خلال الاشتباكات والقصف المتبادل في المنطقة.

وكان تنظيم ” الدولة الإسلامية” قد سحب قبل ثلاثة أيام، عددا كبيرا من مقاتليه من الريف الشرقي لمدينة عين العرب كوباني في محافظة حلب، باتجاه منطقة مبروكة الواقعة على الحدود الإدارية بين محافظتي الحسكة والرقة.

 

عشرات القتلى في قصف جوي على مواقع لـ”داعش” شمالي العراق

نينوى – الأناضول – قال مصدر أمني كردي، الخميس، إن طائرات حربية شنت منذ منتصف الليلة الماضية غارات على مواقع لتنظيم “داعش” في قضاء مخمور (60 كلم جنوب أربيل)، مرجحا وقوع عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم.

وأضاف المصدر، أن طائرات حربية، يرجح أنها أمريكية، شنت منذ منتصف الليلة الماضية وحتى الساعة (10ت.غ.) غارات جوية مكثفة على مواقع تابعة لـ”داعش” على أطراف قضاء مخمور.

ورجّح المصدر وقوع عشرات القتلى والجرحى بصفوف التنظيم، مع تدمير عدة آليات عسكرية تابعة له، نتيجة القصف الجوي الكثيف.

وتشن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من بعض الدول الغربية والعربية، ضربات جوية وصاروخية على مواقع “داعش” في كل من العراق وسوريا منذ فجر الثلاثاء الماضي.

 

الائتلاف السوري يدين “تجاوزات” الجيش اللبناني بحق اللاجئين السوريين في عرسال

بيروت- وكالات: دان الائتلاف السوري المعارض، الخميس، مداهمة مجموعات من الجيش اللبناني لمخيمات اللاجئين السوريين في بلدة عرسال واعتقالها نحو 200 منهم بـ”أسلوب وحشي”، إضافة إلى إضرام نيران في خيم اللاجئين ما أدى لوفاة طفل وحدوث حالات اختناق في صفوف اللاجئين معظمهم من النساء والأطفال.

وفي بيان أصدره الائتلاف، ووصل مراسل “الأناضول” نسخة منه، دان نصر الحريري أمين عام الائتلاف بـ”أشد العبارات” ما أسماها بـ”التجاوزات” التي قام بها الجيش اللبناني بحق اللاجئين السوريين في عرسال واعتقال نحو 200 منهم بـ”أسلوب وحشي” بحجة وجود مطلوبين تعرضوا للجيش اللبناني من داخل المخيمات،

كما دان أيضاً إضرام نيران في خيم اللاجئين السوريين في البلدة اللبنانية ما أدى لوفاة طفل وحدوث حالات اختناق في صفوف اللاجئين معظمهم من النساء والأطفال، لم يبيّن عددهم.

وطالب البيان الحكومة اللبنانية بـ”وقف هذه التجاوزات بحق اللاجئين السوريين فوراً، وإطلاق سراح الموقوفين، وفتح تحقيق بشأن هذه الانتهاكات المتكررة، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المسؤولين عنها منعاً لتكرارها”، كما تقدم الائتلاف بالتعازي لذوي “الطفل الشهيد”.

ورأى الحريري أن هذه “التجاوزات” لن تسهم في تهدئة الأوضاع بل في تفاقمها على مستوى المنطقة؛ مذكراً بما وصفه “دور حزب الله اللبناني بهذه العمليات الإجرامية”، لم يذكر ذلك الدور الذي رأى أنه “يزداد كلما تعرضت قواته(حزب الله) للهزائم على الجبهات في سوريا.

وأشار إلى أن هذا الاعتداء جاء بعد ساعات من تقدم الجيش الحر في منطقة القلمون ضمن بلدتي “عسال الورد” و”الجبة” السوريتين القريبتين من عرسال اللبنانية.

ويقاتل حزب الله اللبناني إلى جانب قوات النظام السوري منذ مطلع العام الماضي، وكان له دور كبير في استعادة النظام لمناطق واسعة كانت قد خرجت عن سيطرته خاصة في منطقة القلمون، وتتهم المعارضة السورية الحزب بارتكاب “جرائم بحق المدنيين داخل سوريا”.

وأكد الائتلاف بأن “أي جهود تسعى للتهدئة ستكون مؤقتة وغير مثمرة ما لم ترتكز إلى انسحاب ميليشيا حزب الله من سوريا امتثالاً لإرادة الشعبين السوري واللبناني، ووفقاً للقرار الدولي 2178″.

وأصدر مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، قراره رقم 2178 تحت الفصل السابع، ووصل مراسل “الأناضول” نسخة منه، ونص على “قيام جميع الدول بمنع تحركات الإرهابيين أو الجماعات الإرهابية، من خلال فرض ضوابط فعالة على الحدود وضوابط على إصدار أوراق إثبات الهوية ووثائق السفر، بهدف منع تزوير أو تزييف أوراق الهوية ووثائق السفر”.

ولم يتسنّ التأكد مما ذكره بيان الائتلاف من مصدر مستقل، كما لم يتسنّ الحصول على تعليق رسمي من السلطات اللبنانية عليه حتى الساعة (12.15)تغ.

وكانت قد قالت مصادر أمنية لبنانية الخميس لرويترز، إن الجيش اللبناني احتجز نحو 450 شخصا يشتبه أنهم من المتشددين الإسلاميين قرب الحدود مع سوريا في إطار تعزيز جهوده لمنعهم من استخدام بلدة عرسال الحدودية كقاعدة.

وكانت عرسال الشهر الماضي مسرحا لأسوأ أعمال عنف نتجت عن الحرب الأهلية الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في سوريا.

وخلال تلك الاشتباكات التي سقط فيها عشرات القتلى أسر المتشددون مجموعة من الجنود اللبنانيين ومنذ ذلك الحين قتلوا ثلاثة منهم على الأقل. ومن المعتقد أنهم يحتجزون أكثر من عشرة آخرين.

وفي الأسبوعين الأخيرين القى الجيش القبض على مئات أغلبهم من السوريين الذين يتهمهم الجيش بأنهم أعضاء في جماعات متطرفة مثل جبهة النصرة الجناح السوري لتنظيم القاعدة الذي يقاتل قوات الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب رويترز.

وقال الجيش يوم الخميس إنه فتش مخيما قرب الحدود بحثا عن مشتبه بهم ولم يذكر تفاصيل أخرى.

وكثيرا ما يعبر مقاتلون معارضون للأسد الحدود مستخدمين عرسال نقطة استراحة أو للعلاج. وتستضيف المدينة أيضا عشرات الالاف من اللاجئين السوريين.

ويتهم المقاتلون الإسلاميون من السنة وجماعات أخرى في سوريا الجيش اللبناني بالعمل مع حزب الله الذي أرسل مقاتليه إلى سوريا لمساعدة قوات الأسد.

 

البنتاغون: الغارات الجوية أقل فاعلية دون قوات برية

قرار لمجلس الأمن يلزم الدول بمنع مواطنيها من الانخراط في تنظيمات متطرفة

واشنطن ـ «القدس العربي» من رائد صالحة: تبنت جلسة استثنائية لمجلس الامن الدولي ترأسها باراك اوباما الاربعاء قرارا ملزما لوقف تدفق المقاتلين الاسلاميين المتطرفين الاجانب الى سوريا والعراق واحتواء الخطر الذي يشكلونه على بلدانهم الاصلية.

ويفرض القرار الملزم الذي تم تبنيه بالاجماع على الدول منع مواطنيها من الانخراط في تنظيمات متطرفة مثل «الدولة الاسلامية» تحت طائلة فرض عقوبات.

واكد الجيش الامريكي ان الضربات ضد تنظيم الدولة الاسلامية تواصلت ليل الثلاثاء الاربعاء على اهداف في العراق وسوريا، حيث دمر العديد من الآليات وموقعا لتجميع الاسلحة.

ووصف مسؤولون من وزارة الدفاع الامريكية الغارات الجوية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» بأنها ناجحة، ولكنهم حذروا من أنها مجرد مرحلة اولى من حملة قد تستمر سنوات.

وقال اللفتنانت الجنرال ويليام مايفيل للصحافيين ان الحملة قد تطول لبضع سنوات. وحذر مايفيل الذي يدير العمليات في هيئة الاركان المشتركة بأن مقاتلي «داعش» يتكيفون حاليا مع الضربات وهم يحاولون الذوبان في المناطق الحضرية حيث يمكن ان تصبح فعالية الضربات الجوية اقل فاعلية دون قوات برية.

واكد مجددا على انه لن يكون هنالك أي جندي امريكي على الارض في سوريا. لكنه اعترف في الوقت نفسه ان هنالك تفضيلا لوجود قوات برية عندما تكون هناك مخاوف بشأن الاضرار الجانبية او الدقة في بيئة مغلقة او حضرية، وقال «من الواضح ان هناك رغبة في وضع شيء على الارض ولكن لدينا القدرة على تقديم الدعم الجوي دون وضع قوات وسنستمر في النظر حول كيفية ما يمكن فعله ونحن نمضي قدما»، في تلميح لامكانية ارسال قوات برية غير امريكية. يأتي ذلك بينما قلل مصدر قيادي في «داعش» من أهمية الضربات التي استهدفت التنظيم في منطقة الرقة، شرقي سوريا، موضحا أن 90 بالمئة من مقاره في هذه المنطقة كانت «خالية» من المقاتلين.

وبدأت الدول الأوروبية باتخاذ تدابير أمنية جديدة في مواجهة تنظيم «داعش». وتهدف الدول الأوروبية من خلال تلك الإجراءات، إلى منع وقوع هجمات «إرهابية» يمكن أن يكون مصدرها داعش، في أراضيها، إضافة إلى إعاقة ضم التنظيم لمقاتلين جدد إلى صفوفه.

وطالبت السفارة الأمريكية في الأردن رعاياها بالحذر والبقاء «متيقظين تحسبا لأي أعمال انتقامية»، قد تطالهم بعد شن غارات على تنظيم «داعش» في سوريا أول أمس الثلاثاء.

وقالت السفارة، في بيان أمس الأربعاء، على موقعها الإلكتروني، إنها لا تمتلك في الوقت الحالي معلومات مؤكدة بشأن احتمالية زيادة التهديدات ضد المواطنين الأمريكيين.

وتابعت أن الوضع الحالي يقتضي توصية المواطنين الأمريكيين في الأردن بالبقاء متيقظين احترازيا.

وبدأت جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، اخلاء مراكزها في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد أمس الاربعاء.

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان قيام «آلاف العناصر» من الجبهة، اضافة الى اعضاء في «حركة احرار الشام الاسلامية»، بإخلاء مراكزهم.

وقال قيادي ميداني في «الجيش السوري الحر» في منطقة ريف حلب، شمالي سوريا، امس الإربعاء، إن قصف التحالف الدولي لمقرات «جبهة النصرة» جاء «مفاجئا».

وحذر من أن قصف «النصرة» خلق جوا عدائيا ضد الجيش الحر في الشارع السوري، ووضعه في «حصار» بين جبهات ثلاث هي: «جبهة النصرة، وتنظيم داعش وقوات النظام السوري».

 

مشاركة الدول العربية رمزية ومقايضة سعودية إيرانية مهمة لمواجهة «داعش»… الأسد مستفيد وضم لداعميه الولايات المتحدة ودول الخليج إضافة لروسيا وإيران

إعداد إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي» بدأت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء حربا مفتوحة وجديدة في الشرق الأوسط، من الصعب التكهن بنهايتها، لكنها، كما أكد الرئيس باراك أوباما أنها لن تكون «حربا حمقاء» أخرى، فها هو الرئيس، الذي تردد باستخدام التفوق العسكري الأمريكي، كما فعل سلفه في العراق وأفغانستان، يبدأ حربه التي سيسلمها لخلفه. والفرق في الحرب الجديدة أنها بشركاء عرب، فطالما أكد الخطاب الأمريكي من سياسيين وعسكريين على أهمية مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش بوجوه عربية وأساليب عربية. وجرى التأكيد على البعد السني المتطرف في داعش، باعتباره تهديدا لحياة الدول العربية السنية، التي تواجهه، مثلما هو تهديد لحياة الغربيين. كان بإمكان أوباما شن الحرب على داعش في العراق وسوريا، بدون دعم عربي بعد مقتل الصحافيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف واستفزاز «داعش» للولايات المتحدة، لكنه أصر على حضور المكون العربي، وهي الدول الخمس، وفي مقدمتها السعودية وقطر والإمارات والأردن والبحرين.

وكانت مصر غائبة عن التحالف الجديد، لأن رئيسها عبدالفتاح السيسي، كما قال لصحيفة «وول ستريت جورنال»، يدعم واشنطن في حربها ضد داعش، لكنه يريد توسيع الحرب لتشمل الجماعات المتطرفة الأخرى غيرهأ انصار بيت المقدس في سيناء مثلا. ومع ذلك تأمل واشنطن من تعاون مصر في تدريب القوات العراقية، في وقت أكد فيه السيسي على تحمل الدول الجارة لكل من العراق وسوريا، خاصة الاردن والسعودية وتركيا مسؤولية مواجهة تنظيم داعش.

 

محاذير ومخاطر

 

رغم ما يحمله تحالف أوباما من أهمية، لكن لا يخفي مخاطره، فمن ناحية يتدخل الرئيس وبعد طول تردد في سوريا وكل المتحالفين العرب معه يريدون منه المساعدة في إسقاط النظام هناك، قبل التركيز على الجماعات الجهادية، ولا تريد هذه الدول أن يكون بشار الأسد المستفيد الوحيد من الهجمات.

وفي تحول أوباما نحو سوريا تراجع، ولو مرحلي، عن المطالبة بإسقاط النظام السوري. وعلى خلاف التدخل في العراق، الذي يحاول أوباما الحفاظ على وحدة أراضيه، تتدخل أمريكا في حرب أهلية قد تجد نفسها والدول الغربية وسط حرب بالوكالة تجري على أراضيها بين السعودية وإيران.

وكما ترى صحيفة «إندبندنت» في افتتاحيتها هي حرب شيعية – سنية «فالسبب الذي أدى لازدهار داعش في العراق وسوريا هو سيطرة الشيعة والعلويين على الحكم فيهما، وتحويلهما الحياة لجحيم لأبناء السنة، مما أقنع أعدادا كبيرة منهم بأن داعش هو المنقذ لهم».

ولهذا رأت الصحيفة أهمية رمزية في مشاركة الدول العربية السنية، مهما كانت. والأهم من هذا يجب أن لا ينظر للتدخل الأمريكي باعتباره تدخلا نيابة عن النظام، رغم أنه سيكون المستفيد حالة دفع موجة داعش للوراء. وترى الصحيفة أن هذه الحرب «فوضوية»، ومع ذلك فلا خيار أمام اوباما، وهي بالمعايير الأخلاقية ليست «غامضة «فداعش كما تعترف غالبية المسلمين قوة شر في العالم، ولديها نزعة إبادة نحو الشيعة وبقية الأقليات، ولن تتم هزيمتها على المدى القصير، ومع ذلك يجب أن لا يسمح لها بالإنتصار».

ومن هنا علقت صحيفة «التايمز» على أن الغارات لن تكون كافية لدحر داعش، ولا بد من القوات البرية كي تكمل مهمة إخراج الجهاديين من الأراضي التي سيطروا عليها وتقترح الصحيفة قواتا مشتركة: الجيش العراقي والبيشمركة وقوات المعارضة السورية، وربما قوات أردنية. ورحبت «التايمز» بقرار أوباما رغم تأخره. وتحسرت الصحيفة على عدم مشاركة بريطانيا إلى جانب الدول العربية، التي تعتبر مشاركتها مهمة منذ حرب الخليج.

 

تحالف آيل للسقوط

 

وفي هذا السياق يقول روجر بويز إن الغارات الجوية تنجح في بدايتها لأنها تضرب أهدافا محددة، لكن داعش سيجعل الحياة صعبة للتحالف الأمريكي، حيث سيتكيف مع الضربات، أي سيتفرق ويعيد تشكيل نفسه أو الإختفاء بين المدنيين. فهم على ما يقول بويز في «التايمز» قد يكونون مجاهدين، ولكنهم تلامذة لـ»نظرية ماو» في حرب العصابات، والذي شبه الناس/الشعب كماء البحر يسبح فيه السمك ويصعب اصطياده.

ويعتقد أن هزيمة داعش لن تتم من الجو، بل ميدانيا ووجها لوجه، ولا أحد يقترح هنا إرسال قوات برية،لكن ما يثير الغرابة هو أن أعدى أعداء داعش هم أعداء ألداء للغرب: إيران وحزب الله وحزب العمال الكردستاني (بي كي كي)، وعليه فليس للغرب أي تأثير على هذه المجموعات المصنفة إرهابية.

ويعتقد الكاتب أن تحالف أوباما ليس إلا بناء آيلا للسقوط مكونا من 40 دولة وما يجمعها هو الكراهية المشتركة. وسينتهي التحالف إلى دول تقاتل وهي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ودول تتفرج أي الدول العربية. ويضيف أن قادة داعش تخرجوا من السجون الأمريكية في العراق ويفهمون أن هذه الحرب تدور حول «التوقيت، فالولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون تهدف لشن حرب قصيرة وتحقق انتصارا سريعا، أما داعش فيهدف إلى حرب طويلة ينتهي الغرب فيها خاسرا.

ويشير بويز إلى حل الغرب لمعضلة كهذه وهي تسليح جماعات محلية تواصل الحرب حتى بعد تحقيق مصالح الغرب، مثل الأكراد والجيش السوري الحر، والأخير يعتبر أكثر مكونات التحالف إثارة للدهشة، فلا يوثق به ويعاني من سوء إدارة منذ عام 2011 . ويأمل أوباما بإنفاق 500 مليون دولار على تدريب عناصره وتحويله لجيش، ولهذا نقل المهمة من الـ»سي أي إيه» للبنتاغون.

 

تحول أوباما الدمشقي

 

في هذا السياق ينظر باتريك كوكبيرن إلى ما يراه «تحولا دمشقيا» في موقف أوباما، حيث غيرت الإدارة سياستها الهادفة للتخلص من الرئيس الأسد، التي تسعى إليها منذ ثلاثة أعوام، مشيرا لإمكانية دخول بربطانيا الحرب، حيث لمح كل من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى هذا، وكذا وزير الدفاع مايكل فالون، الذي تحدث لمجلة «سبكتاتور».

ويرى الكاتب أن واشنطن ليس لديها أي خيار حالة طال أمد الحرب إلا التعامل مع الذين يقاتلون داعش على الأرض، مثل حزب الله وأكراد سوريا.

ويقول إن مشاركة دول الخليج مهمة، لأن الولايات المتحدة في الماضي اشتكت من دعم جهات خاصة في هذه الدول للجهاديين في سوريا. وقلل الكاتب من أهمية الغارات على حركة داعش، الذي حضر نفسه لها، وقام بنقل قادته وعائلاتهم وخبأ معداته وأخلى المباني العامة. ونقل عن أحد مواطني الرقة «إنهم يتحركون باستمرار، ولا يلتقون إلا بشكل محدد». ويعلق الكاتب إلى أن الحرب قد تتحول لحرب عصابات وهي التي يمارسها التنظيم منذ بداية الغارات عليه 8 آب/أغسطس الماضي.

 

دمشق مستفيدة

 

وفي الإتجاه نفسه علق روبرت فيسك في مقالة له في الصحيفة نفسها، أي «إندبندنت» على الغارات وإمكانية مساعدتها نظام الأسد الديكتاتوري. وقال «في اللحظة التي تحركت فيها الولايات المتحدة ووسعت حملتها ضد داعش لتشمل سوريا، حصل بشار الأسد على دعم عسكري وسياسي أكثر من أي قائد عسكري، فبانفجار القنابل في مناطق شمال وشرق سوريا يمكن للأسد الإعتماد الآن على دعم روسيا والصين وإيران وأمريكا، وحزب الله والأردن ودول الخليج الثرية للحفاظ على نظامه». وأشار الكاتب إلى أن الأسد يمكنه الجلوس في بيته في دمشق ليفكر كيف تقوم أقوى دولة في العالم، التي حاولت ضربه العام الماضي باستهداف أعدائه».

ويقول إن السعوديين الذين أسهمت «جمعياتهم الخيرية» في دعم الدولة الإسلامية، يشاهدون حكومة بلادهم وهي تساعد في تدميرها. وقارن الكاتب ما يجري من تحالف غريب بتحالف رئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرتشل مع ستالين عام 1941 لتدمير النازية أثناء الحرب العالمية الثانية.

وسيكون النظام البعثي أحمقا لو اعتقد أن علاقته مع أمريكا علاقة صداقة، فأوباما هو آخر شخص في العالم يريد الأسد الإرتباط به، خاصة أن الحملة الجوية قابلة للتوسع كي تشمل أهدافا أوسع. ويرى فيسك أن طريقة الهجمات تقترح نية أمريكية لتوسيع أهدافها لتشمل جهات غير النصرة والجماعات المرتبطة بـ»القاعدة»، ولن ننتظر طويلا قبل أن يخطىء صاروخ طريقه وينتهي في مخزن من مخازن الجيش السوري أو منشآت الحكومة، خاصة أن حكومة أوباما تخطط لتدريب قوات المعارضة «المعتدلة». ويضيف فيسك أن أيا من الدول العربية، التي شاركت في الحرب باستثناء الأردن، أي دليل على مشاركتها في الغارات على سوريا. مذكرا بتحالف «الدول المستعدة» الذي شكله بوش عام 2003 ولم يتجاوز دور هذه الدول توفير المطارات والوقود للطائرات من القواعد العسكرية في منطقة الخليج. ويسخر الكاتب من حديث أمريكا عن «مراكز قيادة» داعش، التي ليست إلا مجموعة من المقاتلين الذين يتواصلون عبر الهواتف النقالة. ويدعو الكاتب هنا الخبراء والسفراء السابقين الذين يعلقون على الدولة الإسلامية النظر في كتب التاريخ والحديث عن أن الدولة الإسلامية نشأت من داخل «القاعدة» في العراق، التي ازدهرت اُثناء الغزو الأمريكي- البريطاني للعراق، والسؤال، هل كانت الولايات المتحدة ستدخل حربا تساعد فيها بشار الأسد لو لم يقم السيدان توني بلير وجورج بوش بغزو العراق؟

 

مقايضة سعودية – إيرانية

 

وتعتقد صحيفة «الغارديان» أن المغامرة الأمريكية في سوريا محفوفة بالمخاطر، فهي خطوة للمجهول وتؤثر على الرهائن، وقد تؤدي لضحايا مدنيين، ولا يعرف أين سيذهب الصراع السوري. وتطرح أسئلة حول قانونية الفعل العسكري، يضاف إلى هذا فتح المجال أمام عمليات انتقامية على التراب الأمريكي.

وفي المقابل تقول الصحيفة إن ترك داعش في مكان آمن وضربه في آخر لم يعد منطقيا في ظل انهيار الحدود السورية – العراقية. كل هذا صحيح، لكن طبيعة الإلتزام الأمريكي – الغربي تظل رهن اتفاق الدول التي مولت ودعمت سياسيا أطراف الحرب في سوريا والعراق. وتقترح الصحيفة مقايضة كبيرة بين السعودية وإيران، اللتين بدأتا تعترفان بدور في خلق «وحش» لم تعودا تستطيعان السيطرة عليه. ويجب عليهما التعاون، ليس لتدمير الوحش، ولكن للتعايش بينهما، أي بين السنة والشيعة في دولتين محطمتين.

وترى في العمل العسكري ضروري لحماية المجتمعات المهددة من «داعش» ووقف زخم تقدمه وللحصول على وقت على ثلاث مستويات، دولي، فمشاركة الدول العربية والتقارب السعودي – الإيراني يشير لتقدم. المستوى الثاني، في العراق، حيث الصورة غير مشجعة. والثالث في سوريا، حيث الصورة لا تشجع أيضا. لكن ضغوطا خارجية على كل من سوريا والعراق يمكن أن تغير الوضع. وفي النهاية ترى أن العمل العسكري يمكن الدفاع عنه حالة قاد لحل سياسي.

ومن التعليقات المثيرة، ما قدمه صاحب «نهاية التاريخ» فرانسيس فوكوياما مع كارل إيكنبيري في «فايننشال تايمز» من نصيحة لاوباما، حيث قال إن التاريخ البريطاني يمنح الرئيس بعض الدروس، وهو يحاول وضع وجه شجاع على السياسة الأمريكية في مواجهة داعش. وقال إن الدروس التي تعلمتها أمريكا من الحروب الأخيرة هي أنها أي أمريكا لا تملك الحكمة أو المصادر ولا القوة لإملاء النتيجة السياسية. فواشنطن أرادت بناء ديمقراطيات في العراق وأفغانستان، ولكنها الآن راضية إن حافظت على البلدين بدون تفكك.

وفي تعليقهما على ما أعلنه أوباما لملاحقة داعش أكدا على أهمية الإستراتيجية الواضحة، وفي هذا يمكنه التعلم من تاريخ بريطانيا، التي لم يكن لها أصدقاء في أوروبا، ولكنها فرضت رأيها على القارة من خلال ما يعرف باسم «توازن ما وراء البحار»، فمن المعروف أن بريطانيا لم تحكم أراضي ولكنها سيطرت على البحر، وكانت قوة اقتصادية استخدمتهما للوقوف أمام أي محاولة للهيمنة.

وهذا دور مناسب لأمريـــكا التي ليست في موقع لإنهاء الصراع السني الشيعي، الذي ينتشر في معظم أنحاء الشرق الأوسط. كما لا تملك الولايات المتحدة الوسائل لتحقيق تسوية سياسية تؤدي لديمقراطية في ســـوريا وحكم رشيد في العراق.

وكل ما تأمل فيه هو أن لا تطول الحرب، كما في حرب الثلاثين سنة بين الكاثولـــيك والبروتستانت في القرن الثامن عشر. وكل ما يمكن لأمريكا فعله هو منـــع أي لاعب مثل الأسد أو داعش من تحقيق انتصار. ويرى الكاتبان أن داعش تمدد فوق طاقته في سوريا والعـــراق ولا يتمتـــع بجاذبيـــة أيديولوجية، ولهذا فالضــربات الجوية ستضعـــفه، وأي عمل بري ستقوم به القوى الإقليمية التي لها مصلحة في هزيمة داعش.

ويقولان إن أمريكا لا أصدقاء أو أعداء لها في هذه الحرب الطائفية، صحيح أنها تريد حماية جماعات مثل الأكراد والحكومة العراقية ودول الخليج النفطية، التي تشارك أمريكا أهدافها وبعضها شارك في الغارات لكنها شاركت في صعود العنف والتطرف بطريقة أو بأخرى. وبالمقابل تعتبر واشنطن إيران عدوا لها، لكنها تتشارك معها في عداء داعش.

ويعتقد الكاتـــبان أن إمكانية تدمـــير داعش هدف بعيد المنال، فالولايات المتحـــدة حاولت تدمــــير «القــــاعدة» لأكثر من 13 عاما ولم تنفع معها الحيلة، ومن هنا يمنحـــها «توازن ما وراء البحار» وسيلة لاحتواء حرب أهلية وتحقيق أهدافها.

وفي النهاية يظل قرار أوباما معلقا بالنتائج، وترى فيه صحيفة «نيويورك تايمز» قرارا غير صائب، لأنه تم بدون خطة أو نقاش عام ومصادقة من الكونغرس «ففي غياب فهم الرأي العام أو نقاش وخطة متماسكة يظل قرار الغارات في سوريا غير صائب».

 

صحف سورية: الجيشان السوري والأمريكي باتا «في خندق واحد»

دمشق ـ أ ف ب ـ رويترز: اعتبرت صحف سورية امس الاربعاء ان الجيشين السوري والأمريكي باتا «في خندق واحد» غداة بدء تحالف دولي تقوده واشنطن شن ضربات ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» في سوريا، لكنها شككت في الوقت نفسه بنوايا الولايات المتحدة في «مكافحة الإرهاب».

ونقلت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات عن مصادر دبلوماسية قولها ان «القيادة العسكرية الأمريكية باتت في خندق واحد مع قيادة الجيش السوري في الحرب على الإرهاب داخل سورية وعلى حدودها الشرقية والجنوبية الشرقية، حتى لو رفضت واشنطن ودمشق مثل هذا التشبيه لأنه يتعارض مع توجهات رأيها العام، إلا أنه واقعي وحقيقي».

واضافت ان «الجيش السوري سيستفيد حتما من الضربات الجوية الأمريكية وخاصة أنه الأقوى على الأرض ولديه قدرة ومرونة في التحرك الميداني وهو الذي سيقيم نتائج الضربات الجوية الأمريكية وإن كانت حققت هدفها أم لا».

وبدأت الولايات المتحدة وحلفاء لها ابرزهم السعودية والاردن، شن ضربات جوية وقصف صاروخي فجر الثلاثاء على اهداف لتنظيم «الدولة الاسلامية» الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا، اضافة الى مواقع «جبهة النصرة المرتبطة» بالقاعدة في سوريا و»مجموعة خراسان» التي قالت واشنطن انها كانت تعد لتنفيذ هجمات في الغرب.

الا ان الصحف السورية شككت في نوايا هذه الضربات، وما اذا كانت واشنطن جادة في «مكافحة الإرهاب»، وهي العبارة التي يستخدمها نظام الرئيس بشار الاسد في وصف المقاتلين المعارضين الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ اكثر من ثلاثة اعوام.

وذكرت صحيفة «البعث» في افتتاحيتها ان التحالف شن هجماته «وسط سيل من التساؤل والتناقض في التحليلات لما جرى ولما سيأتي، وقد رافق هذا شعور عام (…) مقترن بشكوك كبرى في نوايا الإدارة الأمريكية».

واضافت ان «الإدارة الأمريكية وأزلامها يفتقدون العقلانية والمصداقية»، متحدثة عن «مؤشرات واضحة الى استمرار الازدواجية في مكافحة الإرهاب حيث الذريعة إلى المصالح والأجندات الصهيوأمريكية».

وذكرت صحيفة «الثورة» ان ضربات الامس «هي السماجة الأمريكية الاكثر حضورا في وسط المسرحيات الهزلية لمكافحة الإرهاب والاكثر فشلا في اخراجها هو العهر الاخلاقي والسياسي عندما تفتح الدول الداعمة للارهاب في سوريا نيران طائراتها على مواقع الإرهابيين فيما حسابات مصارفها مفتوحة لتمويلهم». اضافت «جديد ان تتعرض الاراضي السورية لهجوم من تحالف تشارك فيه الدول العربية وخاصة من حيث ان الهجوم يستهدف قوى ارهابية كانت سوريا سباقة الى قتالها وهي مستمرة في ذلك في الوقت الذي تلقت هذه القوى الإرهابية دعما اكيدا من كل الدول التي هجمت عليها اليوم بالطائرات».

وغالبا ما اتهمت دمشق دولا غربية وعربية بتوفير دعم مالي ولوجستي لمقاتلي المعارضة الساعين الى اسقاط نظام الرئيس الاسد.

الى ذلك قال وزير المصالحة الوطنية السورية علي حيدر لـ«رويترز» امس الاربعاء ان الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد المتشددين تسير في الاتجاه الصحيح من حيث عدم التعرض للمدنيين أو الأهداف الحكومية.

وقال «بالنسبة للغارات في سوريا نقول ان ما حصل حتى الآن يسير بالاتجاه الصحيح من حيث ابلاغ الحكومة السورية وعدم التعرض للمؤسسات العسكرية السورية وعدم التعرض للمدنيين.»

وأوضح ان «الأمريكي خضع للشروط السورية لذلك قالت سوريا انها أبلغت.»

وقالت الولايات المتحدة أمس إن سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة أبلغت نظيرها السوري بأن ضربات جوية ستقع ولكن واشنطن استبعدت التنسيق مع الأسد الذي تعتبره جزءا من المشكلة.

وكان الوزير السوري قد قال الشهر الماضي إن دمشق مستعدة للتعاون في أي جهد دولي لمحاربة الدولة الإسلامية.

وعلى الرغم من ترحيب الوزير السوري بالضربات الجوية إلا أنه قال إن الأمر يحتاج ما هو أكثر من هذا العمل العسكري.

ومضى يقول «الحرب على الإرهاب ليس لها شكل واحد. الغارات الجوية لا تشكل الوسيلة الوحيدة لمحاربة الإرهاب وبدون شك العمل العسكري ممكن ان يطول وهذا جزء من مشروع محاربة الإرهاب.»

أضاف «ليس لدينا مشكلة ان تقوم الدول بواجبها تجاه محاربة الإرهاب ولكن دون ان يكون هناك تدخل في الشؤون الداخلية.»

«لكن لا يزال قدر من التنسيق مطلوب وبدون شك ننظر بعين الحذر لجميع التطورات.»

وتصف الحكومة السورية كل الجماعات المسلحة على اراضيها بأنها إرهابية من الجماعات التي يدعمها الغرب إلى مقاتلي الدولة الإسلامية الذين احتلوا مساحات كبيرة من الأراضي في سوريا وفي العراق المجاور.

 

صحف سورية: الجيشان السوري والأمريكي باتا «في خندق واحد»

دمشق ـ أ ف ب ـ رويترز: اعتبرت صحف سورية امس الاربعاء ان الجيشين السوري والأمريكي باتا «في خندق واحد» غداة بدء تحالف دولي تقوده واشنطن شن ضربات ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» في سوريا، لكنها شككت في الوقت نفسه بنوايا الولايات المتحدة في «مكافحة الإرهاب».

ونقلت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات عن مصادر دبلوماسية قولها ان «القيادة العسكرية الأمريكية باتت في خندق واحد مع قيادة الجيش السوري في الحرب على الإرهاب داخل سورية وعلى حدودها الشرقية والجنوبية الشرقية، حتى لو رفضت واشنطن ودمشق مثل هذا التشبيه لأنه يتعارض مع توجهات رأيها العام، إلا أنه واقعي وحقيقي».

واضافت ان «الجيش السوري سيستفيد حتما من الضربات الجوية الأمريكية وخاصة أنه الأقوى على الأرض ولديه قدرة ومرونة في التحرك الميداني وهو الذي سيقيم نتائج الضربات الجوية الأمريكية وإن كانت حققت هدفها أم لا».

وبدأت الولايات المتحدة وحلفاء لها ابرزهم السعودية والاردن، شن ضربات جوية وقصف صاروخي فجر الثلاثاء على اهداف لتنظيم «الدولة الاسلامية» الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا، اضافة الى مواقع «جبهة النصرة المرتبطة» بالقاعدة في سوريا و»مجموعة خراسان» التي قالت واشنطن انها كانت تعد لتنفيذ هجمات في الغرب.

الا ان الصحف السورية شككت في نوايا هذه الضربات، وما اذا كانت واشنطن جادة في «مكافحة الإرهاب»، وهي العبارة التي يستخدمها نظام الرئيس بشار الاسد في وصف المقاتلين المعارضين الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ اكثر من ثلاثة اعوام.

وذكرت صحيفة «البعث» في افتتاحيتها ان التحالف شن هجماته «وسط سيل من التساؤل والتناقض في التحليلات لما جرى ولما سيأتي، وقد رافق هذا شعور عام (…) مقترن بشكوك كبرى في نوايا الإدارة الأمريكية».

واضافت ان «الإدارة الأمريكية وأزلامها يفتقدون العقلانية والمصداقية»، متحدثة عن «مؤشرات واضحة الى استمرار الازدواجية في مكافحة الإرهاب حيث الذريعة إلى المصالح والأجندات الصهيوأمريكية».

وذكرت صحيفة «الثورة» ان ضربات الامس «هي السماجة الأمريكية الاكثر حضورا في وسط المسرحيات الهزلية لمكافحة الإرهاب والاكثر فشلا في اخراجها هو العهر الاخلاقي والسياسي عندما تفتح الدول الداعمة للارهاب في سوريا نيران طائراتها على مواقع الإرهابيين فيما حسابات مصارفها مفتوحة لتمويلهم». اضافت «جديد ان تتعرض الاراضي السورية لهجوم من تحالف تشارك فيه الدول العربية وخاصة من حيث ان الهجوم يستهدف قوى ارهابية كانت سوريا سباقة الى قتالها وهي مستمرة في ذلك في الوقت الذي تلقت هذه القوى الإرهابية دعما اكيدا من كل الدول التي هجمت عليها اليوم بالطائرات».

وغالبا ما اتهمت دمشق دولا غربية وعربية بتوفير دعم مالي ولوجستي لمقاتلي المعارضة الساعين الى اسقاط نظام الرئيس الاسد.

الى ذلك قال وزير المصالحة الوطنية السورية علي حيدر لـ«رويترز» امس الاربعاء ان الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد المتشددين تسير في الاتجاه الصحيح من حيث عدم التعرض للمدنيين أو الأهداف الحكومية.

وقال «بالنسبة للغارات في سوريا نقول ان ما حصل حتى الآن يسير بالاتجاه الصحيح من حيث ابلاغ الحكومة السورية وعدم التعرض للمؤسسات العسكرية السورية وعدم التعرض للمدنيين.»

وأوضح ان «الأمريكي خضع للشروط السورية لذلك قالت سوريا انها أبلغت.»

وقالت الولايات المتحدة أمس إن سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة أبلغت نظيرها السوري بأن ضربات جوية ستقع ولكن واشنطن استبعدت التنسيق مع الأسد الذي تعتبره جزءا من المشكلة.

وكان الوزير السوري قد قال الشهر الماضي إن دمشق مستعدة للتعاون في أي جهد دولي لمحاربة الدولة الإسلامية.

وعلى الرغم من ترحيب الوزير السوري بالضربات الجوية إلا أنه قال إن الأمر يحتاج ما هو أكثر من هذا العمل العسكري.

ومضى يقول «الحرب على الإرهاب ليس لها شكل واحد. الغارات الجوية لا تشكل الوسيلة الوحيدة لمحاربة الإرهاب وبدون شك العمل العسكري ممكن ان يطول وهذا جزء من مشروع محاربة الإرهاب.»

أضاف «ليس لدينا مشكلة ان تقوم الدول بواجبها تجاه محاربة الإرهاب ولكن دون ان يكون هناك تدخل في الشؤون الداخلية.»

«لكن لا يزال قدر من التنسيق مطلوب وبدون شك ننظر بعين الحذر لجميع التطورات.»

وتصف الحكومة السورية كل الجماعات المسلحة على اراضيها بأنها إرهابية من الجماعات التي يدعمها الغرب إلى مقاتلي الدولة الإسلامية الذين احتلوا مساحات كبيرة من الأراضي في سوريا وفي العراق المجاور.

 

البنتاغون: مقاتلو «داعش» يتكيفون مع الضربات ويحاولون الذوبان في المناطق الحضرية والحلفاء العرب شنوا هجمات جوية في الموجة الثانية والثالثة في الحملة في شمال وشرق سوريا

رائد صالحة

واشنطن ـ «القدس العربي»: وصف مسؤولون من وزارة الدفاع الامريكية الغارات الجوية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق وسوريا» بأنها ناجحة ولكنهم حذروا بأنها مجرد مرحلة اولى من حملة قد تستمر سنوات.

وقال اللفتنانت الجنرال ويليام مايفيل للصحافيين ان الضربات الجوية في الايام الماضية هي بداية لحملة مستمرة موثوقة لتدمير «داعش» موضحا ان الحملة قد تطول لبضع سنوات، وحذر مايفيل الذي يدير العمليات في هيئة الاركان المشتركةبأن مقاتلي «داعش» يتكيفون حاليا مع الضربات وهم يحاولون الذوبان في المناطق الحضرية حيث يمكن ان تصبح فعالية الضربات الجوية اقل فاعلية دون قوات برية.

واضاف ان وزارة الدفاع شاهدت ادلة ملموسة على ما يفعلوه عناصر « داعش « حاليا ناهيك عن التجربة السابقة نتيجة الحملة الجوية في العراق مؤكدا ان « داعش « منظمة تتعلم بسرعة من ناحية التكيف مع المتغيرات.

واكد مجددا على انه لن يكون هنالك أي جندي امريكي على الارض في سوريا لإرشاد الغارات الجوية التي تجد صعوبة في ايجاد اهداف مباشرة وقال «نحن لم نضع، ولن نضع قوات برية في سوريا»، وتابع ان الجيش الامريكي يسعى، ايضا الى معالجة اوجه القصور والثغرات في الحملة الجوية خلال الاسابيع القادمة.

واعترف مايفيل في الوقت نفسه ان هنالك تفضيل لوجود قوات برية عندما تكون هناك مخاوف بشأن الاضرار الجانبية او الدقة في بيئة مغلقة او حضرية وقال «من الواضح ان هناك رغبة في وضع شيء على الارض ولكن لدينا القدرة على تقديم الدعم الجوي دون وضع قوات وسنستمر في النظر حول كيفية ما يمكن فعله ونحن نمضي قدما».

وشنت وزارة الدفاع 14 ضربة جوية في سوريا مساء الاثنين ضد «داعش» ومجموعة «خراسان» التابعة لتنظيم «القاعدة» والتى قال اكثر من مسؤول امريكي انها كانت في «المراحل النهائية» لتنفيذ هجوم على اهداف غربية بما في ذلك الولايات المتحدة، وكانت هناك ثلاث موجات من الهجمات في سوريا قامت بها الولايات المتحدة مع دور مساند من الاردن والامارات العربية والبحرين والسعودية وقطر.

وتضمنت الموجة الاولى اطلاق اكثر من 40 صاروخا من نوع «كروز توماهوك» انطلقت من المدمرة «يو.اس..اس. ارليف» في البحر الاحمر وصواريخ من حاملة الطائرات» «يو.اس.اس. بحر الفليبين» في الخليج العربي على اهداف في شمال وشرق سوريا، ووصلت هذه الضربات على مقربة من مدينتي حلب والرقة بهدف ضرب مواقع لمجموعة « خراسان « وورش التصنيع ومعسكرات التدريب.

وتألفت الموجة الثانية من «الرابتورز اف .22» ومقاتلات «اف -15 سترايك ايغلز» وقاذفات «بي-1» و»اف .16»، وطائرات بدون طيار انطلقت جميعا من قواعد اقليمية ضد اهداف في شمال سوريا بما في ذلك مقر لتنظيم «الدولة الاسلامية» وثكنات تدريب ومركبات قتالية.

وتكونت الموجة الاخيرة من مقاتلات «اف-18 اس» انطلقت من حاملة الطائرات «يو.اس.اس.جورج اتش.دبليو» في شمال الخليج العربي لتشن هجوما على معسكرات تدريب ل «داعش» ومركبات قتالية في شرق سوريا.

وقال مسؤولون ان الشركاء العرب في التحالف شاركوا في الموجة الثانية والثالثة وقاموا بدعم القدرات القتالية بما في ذلك الدوريات الجوية القتالية والضربات الفعلية ولكن رجحان القوة جاء من منصات الولايات المتحدة.

واشاد الرئيس الامريكي باراك اوباما بدور الحلفاء وقال ان الولايات المتحدة لم تتصرف لوحدها، وقد ضربت الادارة الامريكية اهدافا ل «داعش» منذ اوئل آب/ اغسطس في العراق وقال عدد من مسؤولي وزارة الدفاع الامريكية ان الغارات كانت ناجحة حتى الآن ولكن هنالك حاجة ماسة الى مزيد من الوقت لتقييم تاثيرها العام.

وقال مايفيل ان اهم شيء هو خلق بعض المساحة لقوات الأمن العراقية لإعادة تنظيم واستبدال القيادة والسماح لهم بالهجوم مؤكدا انه لا يريد كشف الكثير من المعلومات حول الضربات في المستقبل ولكنه اضاف انها حملة مستمرة ومن المتوقع رؤية المزيد من الهجمات مثل تلك التى جرت يوم الاثنين. من جهة اخرى، وافق الرئيس الامريكي باراك اوباما على ارسال 12 مقاتلة من طائرات «اى-10 وورثوغ الخنزير» الى الشرق الاوسط في تشرين الأول/ اكتوبر القادم مع اكثر من 300 طيار.

وقال النائب رون باربر ممثل ولاية اريزونا ان النشر المزمع لطائرات «وورث ثوغ» يثبت انه لا يمكن الإستغناء عن هذه الطائرة لدعم الجيش على تنفيذ المهام الصعبة، وقد سعت وزارة الدفاع الامريكية لإحالة هذه الطائرات على التقاعد ضمن توجة للاستغناء عن طائرات حقبة الحرب البارة ولكن الكونغرس الامريكي حارب ضد القرار مما اجبر الادارة الامريكية على قرارها الاخير ضمن اتفاق لمشروع قانون الدفاع النهائي مع مجلسي الشيوخ والنواب.

وقال خبراء ان طائرات «وورث ثوغ الخنزير» ستكون مثالية للحرب ضد تنظيم «الدولة الاسلامية « نظرا لقدرتها على تدمير الدبابات التى استولى عليها «داعش» من القوات العراقية وتوفير الدعم الجوي الوثيق لحماية القوات العراقية والكردية.

وكانت «القدس العربي» انفردت صباح امس بخبر حول الضغوط العسكرية لعدم احالة الطائرات على التقاعد وارسالها لمحاربة «داعش» قبل ان يعلن اوباما في المساء ارسال الطائرات الى الشرق الاوسط في حين اشاد اعضاء الكونغرس الامريكي بصواريخ «توماهوك» كواحدة من اكثر الاسلحة الاساسية في الترسانة العسكرية الامريكية، وقد تم استخدام هذه الصواريخ التى يتم انتاجها في اريزونا بكثرة ضد اهداف «داعش».

 

حماية الشعب” يستعيد مواقع من “داعش” بعد غارات “التحالف

غازي عنتاب ــ ريوان عثمان

استهدف الطيران الحربي لقوات التحالف الدولي في وقت متأخر، من يوم أمس الأربعاء، مواقع عدة لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في محيط مدينة عين العرب، تزامناً مع تقدم التنظيم في اتجاه المدينة بمسافة أقل من 8 كيلومترات.

 

وقال شهود عيان من داخل المدينة لـ”العربي الجديد”، إن القصف طال محيط قرى”قره موغ” (شرق) و”روفي” (جنوب) وقرية “سفتك” (غرب)، موضحين أن المواقع المستهدفة هي تحت سيطرة التنظيم.

 

وبحسب بيان وحدات “حماية الشعب” YPG، فقد تمكّن مقاتلوهم من إعادة السيطرة على قرية “حلنج” والقرى المحيطة بها إثر عملية عسكرية، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من عناصر التنظيم، مشيراً إلى استيلاء عناصر الوحدات على عدد من الأسلحة الخفيفة والثقيلة.

 

كما استعادت الوحدات السيطرة على قرية “كوليلكي” (جنوب) على إثر هجومهم على مواقع التنظيم في القرية، إضافة إلى الى قرية “سافا يايوروفي”، فيما أعلنت عن مقتل تسعة عناصر للتنظيم إثر تعرضهم لكمين من الوحدات في قرية “ساسوني” جنوب شرقي المدينة.

 

وشن تنظيم “الدولة الإسلامية” في الخامس عشر من شهر سبتمبر/ أيلول الجاري، حملة عسكرية بالأسلحة الثقيلة على مدينة عين العرب وريفها، سقط خلالها أكثر من 60 قرية ونزوح أكثر من 300 ألف مواطن من الريف والمدينة في اتجاه تركيا، حسب ما أكد أحد المتطوعين في حملة إغاثة على الحدود السورية التركية.

 

في المقابل، أكد مصدر رفض ذكر اسمه، في اتصال بـ”العربي الجديد” أنّ الوحدات تمكنوا، قبل يوم أمس الثلاثاء، من أسر30 عنصراً من التنظيم وقتل وجرح آخرين في كمين بمحيط قرية “سوسانوأشكفت” على إثر هجوم التنظيم على الإذاعة غرب عين العرب.

 

إلى ذلك، ذكر ناشطون من مدينة جرابلس، أن تجمعات كبيرة لعناصر من التنظيم في قرية القبة بريف البلدة أخفوا راياتهم ورفعوا أعلام الـ YPG، ويلبسون اللون الرمادي بدلاً من الأسود لتفادي ضربات قوات التحالف. وقال الناشط المكنى، أبو سلام، من داخل مدينة الرقة، إن التنظيم أخلى كامل مقراته في المحافظة بعد توجيه الضربات له، مؤكداً أن عدداً من السيارات محملة بعائلات من عناصر التنظيم خرجت من المدينة باتجاه الشرق، وتوقع أبو سلام أن يكونوا متوجهين إلى العراق.

 

الجيش اللبناني يدهم مخيمات السوريين في عرسال..ومقتل لاجئ

بيروت ــ العربي الجديد

أعلن اتحاد الجمعيات الإغاثية في لبنان أن الجيش اللبناني يدهم منذ صباح اليوم الخميس، عدداً من مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة عرسال، شمال شرقي البقاع اللبناني، مشيراً إلى أن النيران اشتعلت في عدد من هذه المخيمات.

 

وأفاد الاتحاد، وهو المشرف على عدد من مخيمات اللاجئين، بأن “النيران اشتعلت بعد مداهمات نفّذها الجيش اللبناني في خمسة مخيمات تضم مئات الخيم”. وقد أسفرت المداهمات، بحسب الاتحاد، إلى جانب إحراق المخيمات، عن “توقيف عشرات الذكور من مختلف الأعمار”.

 

واستنكر الاتحاد بشدّة “الممارسات التي ارتكبها الجيش كإبقاء النساء تحت أشعة الشمس لساعات طويلة أثناء المداهمة، وإحراق الخيم”. وأشارت مصادر الاتحاد الى ان المداهمات وعملية حرق الخيم مستمرة منذ فجر الخميس حتى لحظة كتابة التقرير.

 

كذلك أفادت مصادر محلية في البقاع شرقي لبنان وفي طرابلس شمالاً، رفضت الكشف عن هويتها، لـ”العربي الجديد” عن “تنفيذ الجيش لسلسلة مداهمات فجراً في أماكن تجمع اللاجئين السوريين وتوقيف العشرات منهم”.

 

وتخوفت مصادر معنية بملف اللاجئين أن تؤدي هذه الممارسات، خصوصاً حرق الخيم والتعرض للنساء، الى اعادة توتير الوضع عسكرياً “من أجل التخفيف عن مقاتلي حزب الله والنظام السوري في القلمون الذين تعرضوا لخسائر قاسية ليل الأربعاء الخميس، أبرزها ما أعلنته “جبهة النصرة” عن استعادة بلدة عسال الورد”، بحسب المصادر التي فضلت عدم كشف هويتها.

 

غير أن الجيش اللبناني أصدر بيان لاحق قال فيه إن “ثلاثة مشبوهين سوريين أقدموا على إحراق مخيم للنازحين في بلدة عرسال، أثناء تفتيش قوة من الجيش لمخيم آخر”. وأعلن عن “مقتل أحد المشبوهين وتوقيف شخصين آخرين بعد إطلاق النار عليهما”.

 

وكانت بلدة عرسال قد شهدت اشتباكات بين الجيش اللبناني وعناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) و”جبهة النصرة” في أغسطس/ آب الماضي، أسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين والمسلحين والعسكريين، إلى جانب إحراق عدد من المخيمات التي يقطنها اللاجئون السوريون.

 

إيران ترفض ضرب سورية: حمايةً للأسد وتفتيشاً عن ضمانات

طهران ــ العربي الجديد

منذ طرحت الولايات المتحدة الأميركية فكرة تشكيل تحالف دولي لضرب مواقع تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، كان لإيران موقف واضح وشعور بأن هذه الضربات التي ستوجّه بشكل طبيعي للعراق، سيكون للأراضي السورية حصة منها.

 

لكن هذا التخوّف الإيراني لا يصب في خانة القلق على مصير “داعش” الذي يشكل تهديداً لإيران أيضاً، ولكنه ترقب للآتي في المستقبل القريب، فطهران، على لسان مسؤوليها، ترى وراء النوايا الأميركية في التخلص من “الإرهاب” مخططاً للقضاء على نظام حليفها الاستراتيجي الرئيس السوري بشار الأسد.

 

وبعد يوم من توجيه الضربات الأميركية لمواقع على الأراضي السورية، افتُتحت جلسة البرلمان الإيراني العلنية أمس الأربعاء بتكبيرات وشعارات تعادي الولايات المتحدة الأميركية، فردد النواب، ومعظمهم من المحافظين، شعار “الموت لأميركا” الذي لطالما سُمع صداه في إيران في كل مناسبة.

 

واعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني في كلمته الافتتاحية أن “الادعاءات الأميركية بالقضاء على الإرهاب من جذوره في المنطقة ما هي إلا دعابة سياسية مضحكة غير قابلة للتصديق، فكيف يمكن دعم وتسليح المعارضة في سورية من جهة، والدخول في حرب على الإرهاب من جهة أخرى”، حسب قوله.

 

ورأى لاريجاني أن التصريحات الأميركية التي تفيد بأن الحكومة في سورية غير قادرة على مواجهة الإرهاب، تصريحات مؤسفة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا تمنح هذه الحكومة فرصة للقضاء على هذه الظاهرة على أرضها. وأشار إلى أنه التقى بمسؤول عربي في وقت سابق لم يذكر اسمه، أكد له شخصياً أنه كلما أحسّ الغرب بأن سورية تقوم بعمل إيجابي بمحاربة الإرهاب سارع إلى منعها من هذا الفعل، وهو ما يراه لاريجاني، كما معظم المتحدثين باسم مراكز صنع القرار في إيران، أمراً يناقض الهدف الأميركي، وهو السبب في عدم دخول إيران بهذا التحالف رغم توجيه دعوة أميركية لها كما يقولون.

 

وهذا الأمر تحدث عنه أيضاً الرئيس الإيراني حسن روحاني المتواجد في الولايات المتحدة، والذي بدأ رحلته بلقاءات ثنائية مع مسؤولين دوليين قبل انضمامه لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. فقد قال روحاني في لقاء مع قناة “سي بي اس” الأميركية في وقت سابق، إن هذا يعتبر تجاوزاً لسيادة الدولة، وأي مخطط لمحاربة الإرهاب الموجود في سورية كما العراق، يحتاج إلى دعم وتعاون من قبل الحكومة في ذلك البلد، ومن دون هذا الأمر لن يتحقق الاستقرار المنشود. وهو ما يتوافق وتصريحات صادرة من الخارجية الإيرانية التي رفضت بدورها هذا العمل بالمطلق، رغم حديث الحكومة السورية عن تنسيق واشنطن معها قبل توجيه هذه الضربات، وهو ما نفته الولايات المتحدة.

 

وتناولت صحيفة “اعتماد” الإصلاحية هذا الأمر على صفحتها الأولى، فلفت الكاتب محمد شريعتي دهقان إلى أن الضربات لم تُوجّه إلى مواقع “داعش” وحسب، بل شملت مواقع لـ”جبهة النصرة” أيضاً، في الوقت الذي أعلن فيه المسؤولون السوريون عن تنسيقهم مع الولايات المتحدة، وهو أمر يعكس رضاهم عما جرى، على حد قوله.

 

وهذا الكلام لا يعني تنسيقاً أميركياً بالمعنى الحرفي للكلمة، وإنما قد يصب في خانة أن واشنطن أبلغت الحكومة العراقية بهذا الأمر، وهي بدورها أطلعت السوريين الذين لم يرفضوا الضربات كما يرى الكاتب، وهو الأمر الذي يحمل في طياته بحثاً من الحكومة السورية عن دور في الصراع ضد “داعش”.

 

إلا أن إيران تنظر إلى ما هو أبعد من ذلك، ولا يمكنها أن تثق بالطرف الأميركي رغم أنها أبدت استعدادها في وقت سابق لتقديم العون لمحاربة الإرهاب، ولكنها عادت ورفضت الأمر فقط تخوفاً من تهديد الحليف الاستراتيجي في سورية.

 

ويضاف إلى هذا كله، تراكمات أخرى بين طهران وواشنطن، وهو ما يمنع من التوصل لأي صيغة تعاون، فإيران التي تستأنف محادثاتها النووية في نيويورك مع دول “5+1″، تنتظر حلاً لملف مصيري سينعكس على كل الأمور الأخرى، وهو ما تحدث عنه روحاني علناً من نيويورك. فبعد نفيه لأي لقاء مرتقب بينه وبين نظيره الأميركي باراك أوباما، عاد وقال إن إيجاد حل للملف النووي هو ما سيمنح فرصة للحديث عن صيغة علاقات ثنائية بين البلدين في وقت لاحق، إلا أن واشنطن لا زالت تختار سياسة فرض العقوبات والضغط على إيران، وهو ما لا يسمح بأي تعاون بين الطرفين في الوقت الحالي، حسب تعبيره.

 

ويبدو أن هذا هو المبرر الثاني، الذي يجعل إيران ترفض التعاون مع الولايات المتحدة، مضافاً إلى العامل الأول، وهو القلق على مصير الأسد.

 

وفي الوقت الذي لا ينكر فيه الجميع الدور الإيراني الذي يستطيع وضع بصماته على العديد من ملفات دول المنطقة، تدرك طهران هذه المعادلة تماماً، ولكنها في الوقت ذاته لن تسارع الى لعب أي دور من دون ضمانات حقيقية تتعلق بملفاتها المصيرية، وهو الأمر الصعب حالياً كما يرى الخبراء.

 

ويقول السفير الإيراني السابق في فرنسا محمد صادق خرازي، إن طهران لا تقبل العمل تحت ظل الولايات المتحدة في هذه المرحلة رغم طرح الأمر عليها، فلهذا اعتبارات أخرى.

 

وفي حوار مع وكالة “أنباء فارس” الإيرانية، يرى خرازي أن لإيران الحق في أن تبدي رأيها إزاء سورية وإزاء ما يحدث في المنطقة، متسائلاً كيف يحق للولايات المتحدة التدخل عملياً على الأرض في المنطقة، بينما لا يحق لإيران إبداء وجهات نظر من هذا القبيل، وهي جزء من المنطقة.

 

وكل هذا يدفع المعادلة نحو صيغة بحث إيران عن دور مشروع تلعبه في المنطقة باعتراف دولي، من دون التخلي عن ملفاتها المصيرية.

 

سورية: حذر من الغارات واجماع على الخذلان بمناطق المعارضة

دمشق ــ ألكسندر أيوب

تفاوتت ردود فعل المدنيين في الشارع السوري، بشأن غارات “التحالف الدولي”، الذي بدأ أولى ضرباته الجوية في سورية، أول أمس (الثلاثاء)، مستهدفاً مراكز تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، ومقار لـ”جبهة النصرة” في محافظات دير الزور، والرقة، وإدلب، وحلب والحسكة.

في دير الزور، وتحديداً في مدينة “البوكمال” الحدودية، حيث نفذت طائرات التحالف أكثر من 24 غارة جوية، شهدت المدينة حالة من الخوف والهلع، وسط موجة نزوح إلى القرى المجاورة.

يستعيد محمد يونس، مدرّس في مدينة البوكمال، وعضو مجلس محلي سابق، اللحظات التي تلت الغارات والخوف الذي اعترى الأهالي. ويقول لـ”العربي الجديد” “ما أن انتهت الغارات، حتى بدأ النزوح إلى قرى مجاورة، خاضعة لسلطة التنظيم، لكنّها لا تضمّ مقار له، وهو ما يجعلها أكثر أماناً من المدينة”. ويؤكّد يونس أنّ أهالي البوكمال “ضاقوا ذرعاً من سيطرة تنظيم “داعش”، ولكن في الوقت ذاته يتخوفون من استهداف المدنيين ضمن الغارات”، مضيفاً: “إذا لم تنه هذه الغارات نظام الأسد وتنظيم “الدولة”، على حدّ سواء، فهي بلا نتيجة”.

على بعد 180 كيلومتراً من دير الزور، تقع محافظة الرقة، والتي كان لها نصيبها من غارات التحالف، مع أكثر من 20 غارة استهدفت مراكز “داعش” في المدينة وريفها، في وقت يزداد فيه توتّر السكان، نتيجة سيطرة التنظيم على كامل المحافظة.

ويقول الناشط الإغاثي مرهف الخلف، لـ”العربي الجديد”، إنّ “الغارات أضاءت عند الرابعة فجراً ليل الرقّة، وسط ذعر الأهالي”، موضحاً أنّ “غالبية الناس يرغبون في إخراج “داعش” بأي طريقة، لكن بمجرد بدء الغارات، شعر الجميع بجديّة الموضوع، وكانت الأجواء أشبه بالمقاطع المصورة التي شاهدناها في حرب العراق”، على حدّ تعبيره.

 

وعلى الرغم من إخلاء التنظيم لأغلب مقاره في المدينة، لكنّ الخشية تبدو كبيرة من استهداف مراكز مدنيّة، ناهيك عن إدراك السكان أنّ الضربات الجوية لن تفيد، خصوصاً في الرقة، حيث يتمترس التنظيم ويسيطر على المدينة بالكامل. ويوضح الخلف أنّ “المدنيين ينتظرون إنهاء السبب الرئيس لمعاناتهم والمتمثل في نظام بشار الأسد”.

 

سخط من الغارات

وإذا كانت آراء عيّنة من السوريين، شرق البلاد، تتراوح بين الخوف والحذر، يبدو أنّ السوريين في الشمال، وتحديداً في ريف إدلب، أكثر سخطاً تجاه أولى غارات التحالف، خصوصاً بعد استهدافها خمسة مواقع في قرية كفردريان، في الريف الشمالي للمدينة، طالت أربعة منها مداجن شرقي القرية، تتخذها جبهة النصرة مقار لها ومستودعات للأسلحة. واستهدف الصاروخ الخامس مبنى من طابقين، يقطنه نازحون، مما أسفر عن سقوط عشرة قتلى مدنيين ونحو 15 جريحاً.

وبانفعال وغضب، يقول مالك مشرف، أحد عناصر الدفاع المدني في مدينة إدلب لـ”العربي الجديد”: “هذا أول الغيث، إذ كان أول ضحايا قصف التحالف لـ”داعش”، من المدنيين في إدلب، وهذه الضربات ستزيد الطين بلّة”. ويضيف “مسبّب “داعش” موجود بقصره في دمشق، وكان أولى توجيه تلك الصواريخ إليه، أما التنظيم فتسليح الجيش الحر كفيل بإنهائه”.

 

وفي ريف إدلب، خرجت تظاهرة رافضة للتحالف في بلدة كفر روما، ومطالبة بوقف غاراته. ويبرّر مازن عيدو، أحد منسقي التظاهرة، خروج التظاهرة بالقول لـ”العربي الجديد”: “لسنا مع داعش، ولكن أن نُقتل طيلة 3 سنوات، بمختلف أنواع الأسلحة على يد نظام إرهابي، لا يقلّ إجرامه عن “داعش”، ومليشيات مرتزقة إلى جانبه، ولا يتحرّك العالم، لينتفض اليوم لإيقاف خطر التنظيم، فهذا مستفز”. ويبدي أسفه لأن “فاتورة الخطوة الأولى كانت من المدنيين، فكيف إذا استمرت بقية الخطوات التي لا نعرف إن كانت تسير باتجاه دعم الثورة أو نظام الأسد”.

 

إجماع على الخذلان

يرى عضو التجمع المدني “حلب الحرة”، منذر الخياط، وتعليقاً على استهداف مقاتلات التحالف مراكز للنصرة في مدينة الأتارب في ريف حلب أنّ “التحالف لم يأت لخدمة الشعب السوري، وإنما لزيادة معاناته”، لافتاً إلى أنّ “استهداف النصرة سيزيد من الحاضنة الشعبية لها”.

 

ويقول لـ”العربي الجديد”: “النصرة فصيل مشهود له في معارك الثورة السوريّة ضدّ النظام، ربما تتبع جذوره للقاعدة، لكن كان هناك إمكانية لتطويع عناصره ودمجهم مع كتائب أخرى، خصوصاً أنّ الأغلبية من السوريين”.

 

ويتابع: “أغلب الناس هنا يرفضون التحالف، بعد فقدانهم الثقة في كل دول المنطقة، التي تركت الشعب السوري لمصيره خلال 4 أعوام”، معرباً عن اعتقاده بأنّ “الولايات المتحدة تتدخّل بالقدر الذي يضمن مصالحها ومصالح الدول الحليفة معها، لا مصالح السوريين”.

ويضيف: “من ذلّ السوريين في مخيم الزعتري، لن يدافع عنهم بطائراته اليوم”، في إشارة إلى الأردن.

 

وفي الوقت الذي يستهدف فيه التحالف الدولي المحافظات السورية الخارجة عن سيطرة الأسد، تشهد العاصمة دمشق ترقباً كبيراً، وتختلف آراء سكانها بين مؤيد ومعارض للنظام. يبدي مؤيدو الأسد خوفاً شديداً من تقدّم الجيش الحر من جهة “الغوطة الشرقية” إلى العاصمة، مستغلاً الظروف، في حين تأتي مخاوف المعارضين في دمشق من استغلال النظام لانشغال المجتمع الدولي وتكثيف عملياته العسكرية ضد المدنيين في مختلف المناطق السورية. والمفارقة أن كثيرين من الجهتين، يرددون العبارة ذاتها: “لن يحدث أكثر مما حدث”، في إشارة إلى حالة اليأس والخذلان التي يشعر بها السوريون، بعد أن ذاقوا مختلف أنواع الموت، على أيدي جهات عدّة وتحت شعارات مختلفة، من الكيماوي، مروراً بالبراميل المتفجّرة، وصولاً إلى صواريخ “التوماهوك”.

 

سورية: إعلان “النفير العام” بغوطة دمشق الشرقية

دمشق ــ جديع دواره

دعت القيادة العسكرية بالغوطة الشرقية، في بيان، يوم أمس الأربعاء، إلى “النفير العام”، وطلبت من أئمة المساجد والخطباء حث الشباب والكهول للانضمام إلى جبهات القتال.

 

وفي اتصال مع “العربي الجديد”، رفض المتحدث باسم “جيش الإسلام”، عبد الرحمن الشامي، الربط بين الدعوة للنفير العام والضربات التي بدأها الحلف الدولي، على تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش).

 

وعن جاهزية “الجبهة الإسلامية” التي يعتبر “جيش الإسلام” مكونا أساسيا فيها، لملء الفراغ في المناطق المنتظر أن يتم القضاء على تنظيم “داعش” فيها، كما الرقة وغيرها، قال الشامي، “نحن مستعدون وقادرون على ملء الفراغ وإدارة تلك المناطق وحمايتها”.

 

وبحسب بيان “النفير العام” الصادر عن الهيئة الشرعية العامة والهيئة الشرعية في دمشق وريفها، أنه أتى بناء على طلب قائد القيادة العسكرية في الغوطة الشرقية زهران علوش، من الشباب الإسراع للانضمام إلى التشكيلات العسكرية العاملة في الغوطة الشرقية، للدفاع عن “الدين والأهل والعرض”، مؤكداً أن “لا رجوع إلى الوراء، لأن الحرب دائرة، والنيران مستعرة”، على حد وصف البيان.

 

ورداً على اعتبار أي نفير عام هو بمثابة الإعلان عن نقص في عدد المقاتلين، بيّن الشامي بأن الدعوة لا علاقة لها بأي نقص في أعداد “المجاهدين”، موضحاً بأن ما ينقصهم هو الكوادر المتخصصة، وليس العناصر المقاتلة.

 

وكان النظام بدأ بالتزامن مع الحملة الدولية على “داعش”، حملة عسكرية على مدينة عدرا العمالية القريبة من دمشق، في محاولة لاستعادتها، بعد نحو عشرة أشهر على سيطرة مقاتلي المعارضة عليها.

 

وعلى أثر القتال الدائر على جبهة عدرا العمالية، أعلن الهلال الاحمر في مدينة دوما، أمس الأربعاء، بأن مركزه الاسعافي في المدينة استقبل نحو 35 إصابة بينها خمس حالات لإصابات عصبية، وخمس أخرى لحالات جراحية بليغة تحتاج لعمليات جراحة كبرى، مشيراً الى النقص الشديد لمواد الاسعاف الأولي والمستلزمات الطبية، مؤكداً نقل أكثر من 100 حالة إسعافية ضمن مدينة دوما.

 

وفيما يتعلق باستغلال النظام لانشغال العالم بالضربات على “داعش” وتنفيذ ضربات بالكيماوي على جبهة عدرا العمالية بحسب ما أعلنت بعض فصائل المعارضة، علق الشامي، بأن النظام لدية “كرت أبيض”، وهو يضرب إن كان العالم منشغلاً أو غير منشغل، مذكراً بأن الضربة التي حدثت العام الفائت، وكل الضربات التي تبعتها، مرت دون أي عقاب، موضحاً أن “العالم يراقب كيف يموت أطفالنا بكل دم بارد، ولم تتم محاسبته”.

 

وكشف الشامي لـ “العربي الجديد” أن بين ضحايا استخدام النظام للكيماوي على جبهة عدرا العمالية، يوم الأربعاء، سبعة من أسرى عدرا العمالية من الرجال وهم: توفيق محمود حسن وعلي يونس عقيل ولؤي طلال محمد وعماد الدين بدر حيدر وكنان عماد الدين حيدر وعبد الله محمد السناري ومحمد جاسم الحسين.

 

وتابع الشامي موضحاً، أن لا وجود للأطفال والنساء في عدرا العمالية من العائلات “المعتقلة”، داخل المدينة، إنما تمّ نقلهم إلى داخل الغوطة الشرقية، مؤكداً أن الجميع بخير.

 

وفسّر الشامي، بأن النظام يحاول نقل المعركة إلى عدرا العمالية، حيث تشهد الجبهات الاخرى حالة من الهدوء كما الدخانية وغيرها، اعتقاداً منه أنه يستطيع القتال بشكل أفضل في منطقة عدرا كونها منطقة مفتوحة.

 

وبحسب الشامي، فإن النظام يعتمد على مقاتلي “الجبهة الشعبية ــ القيادة العامة”، وعلى قادة من “حزب الله”، مشيراً إلى أنه بات يعاني من نقص حاد في المقاتلين، ولهذا السبب هو غير قادر على التقدم، “لا في عدرا العمالية ولا في غيرها”، وأن قتاله يعتمد على الطيران والصواريخ والقذائف البعيدة المدى، لكن دون نتيجة تذكر.

 

وتوعد الشامي النظام بمفاجآت قريبة، “من حيث لا ينتظر”، مشدداً على أن قواته في حالة تراجع، وأن خسائره البشرية في تصاعد، وبأن لجوءه للكيماوي يؤكد عجزه عن إحراز أي تقدم.

 

سورية: تقدّم للمعارضة بحمص.. والنظام يخشى دخول عدرا العمالية

دمشق، اسطنبول ــ العربي الجديد

سيطر مقاتلو “حركة تحرير حمص”، فجر اليوم، على حاجز للنظام، تابع لكتيبة الهندسة القريبة من مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، بعد استهدافه بالمدفعيّة الثقيلة وقذائف الدبابات”.

 

وقال صهيب العلي، المتحدث الرسمي باسم الحركة، إنّ “المعركة بدأت ليل أمس للردّ بشكل أساسي على استهداف الطيران المروحي المتواصل لمدينة الرستن”.

 

وأشار العلي إلى أنّ “النظام ردّ على السيطرة بإلقاء برميل متفجر في محيط منطقة الاشتباكات، سقط بالخطأ على حاجز “بنت مديحة” القريب والتابع للنظام، ما كبّد الأخير خسائر مادية وبشرية”، لافتاً إلى وجود “حواجز عديدة منبثقة عن الكتيبة وتحيط بها لحمايتها”.

 

وتقع كتيبة الهندسة، شمالي مدينة الرستن، على الطريق الواصل بين دمشق وحمص، وتعدّ من أخطر مقرات النظام التي تقصف مناطق ريف حمص الشمالية بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون وراجمات الصواريخ، حيث سبق لها أن تسببت بوقوع عدة مجازر بحق المدنيين.

 

وتشكّلت “حركة تحرير حمص”، في أواخر شهر آب/ أغسطس الماضي، من مجموعة من الضبّاط المنشقين، لتوحيد القوى والعمل على إسقاط النظام، فضلاً عن تنظيم العمل العسكري في منطقة حمص الجغرافية.

 

في موازاة ذلك، تقدّمت كتائب المعارضة وبخطوة ملحوظة، ليلة الأربعاء – الخميس، في منطقة القلمون بريف دمشق، حيث سيطرت على عدّة نقاط في محيط بلدة عسال الورد، على الحدود مع لبنان.

 

وأفاد الناشط من “المكتب الإعلامي في جرود القلمون” رعد القلموني، لـ”العربي الجديد”، بأنّ “مقاتلين من الجيش الحر، أحكموا سيطرتهم على عدّة نقاط وحواجز في محيط بلدة عسال الورد وقرية الجبّة، خلال معارك عنيفة تواصلت منذ عصر أمس وحتى فجر اليوم، قتلوا خلالها عدداً من عناصر حزب الله اللبناني، ودمروا مدفع 57، كما أعطبوا دبابة وعربة شيلكا”.

 

من جهة أخرى، أكّد مراسل “العربي الجديد” مقتل طفل وجرح مدنيين آخرين في مدينة الباب بريف حلب، جرّاء قصف جوي، طال المدينة صباح اليوم، لم يعرف مصدره، تزامناً مع اشتباكات بين “الجيش الحر” وقوات النظام على عدّة جبهات بمدينة حلب، تركّزت على أحياء الإذاعة وبستان القصر وجب الجلبي، وساحة السبع بحرات، من دون ورود أنباء موثوقة عن أعداد القتلى من الطرفين.

 

في موازاة ذلك، لم تدخل قوات النظام بعد مدينة عدرا العمالية، على الرغم من انسحاب قوات المعارضة منها، قبل يومين، بعد نحو 9 أشهر من القتال والقصف المستمر.

 

وقال الناطق باسم “جيش الإسلام”، النقيب عبد الرحمن الشامي، لـ”العربي الجديد”، إنّ عمليّة الانسحاب، التي جرت قبل يومين، أتت بعد اقتناع القيادة العسكرية في الغوطة الشرقية، بتراجع الأهمية الاستراتيجية للمدينة، والحاجة إلى الكوادر العسكرية على جبهات قتال أخرى، نعتقد أنّها هي الطريق الأفضل لدخول دمشق، وبعد تحقّق كل النتائج من دخول المدينة”.

 

وعدّد الشامي الأهداف التي تحققت من دخول المدينة، وهي “فتح طريق إلى الغوطة الشرقية المحاصرة، والتخلّص من عدد كبير من الضباط، بعضهم من الأسرة الحاكمة والشبيحة، الذين نكّلوا بالنازحين داخل المدينة، وشكلوا مصدر إزعاج للغوطة الشرقية”، على حدّ تعبيره.

 

وكانت قوات النظام قد صعّدت من قصف المدينة بمختلف أنواع الأسلحة، بما فيها الكيماوي، قبل نحو 4 أيام، لكنّ الشامي يشدّد على أنّ “عملية الانسحاب لم تتمّ تحت النيران، بل ضمن خطة منسّقة، مكّنتهم من سحب كل الأسلحة والعتاد والمقاتلين، بدون أي خسائر”. وأكّد أنّ المدنيين و”المحتجزين” نقلوا أيضاً إلى داخل الغوطة الشرقية بشكل آمن”.

 

ويُتهم جيش الإسلام بتنفيذ “انسحابات تكتيكيّة” من مناطق وجوده، لكنّ الشامي يضع هذه الاتهامات في إطار أن “الناس لا ترى إلا ما يبدو سلبياً لها”. ويقول “حققنا تقدماً كبيراً في القلمون بالسيطرة على عدّة مواقع عسكرية، ولدينا خطط لا نستطيع الكشف عنها، لكنها ستحمل أخباراً سارة في الأيام القليلة المقبلة”.

 

يُذكر أن فصائل المعارضة المسلحة والمؤلفة من “جبهة النصرة” و”الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” و”جيش الإسلام”، سيطرت على مدينة عدرا العمالية في ريف دمشق، نهاية السنة الماضية، واعتقلت عدداً (غير معروف) من “الشبيحة” والضباط، واحتجزت عائلاتهم من النساء والأطفال (تقدر مصادر صحافية العدد الكلي بخمسة آلاف)، بهدف مبادلتهم مع معتقلين من الغوطة الشرقية لدى النظام، لكن كل المحاولات باءت الفشل”.

 

وسبق وقُتل خمسة رهائن منهم في القصف الذي تعرضت له مدينة دوما، في ثالثة أيام عيد الفطر، كما قتل سبعة آخرون، وفق مصادر المعارضة، قبيل انسحاب قوات المعارضة من مدينة عدرا، بعد تعرضهم لهجوم بالكيماوي على المدينة من قبل قوات النظام، وجودهم في أماكن مغلقة داخل الأقبية.

 

يذكر أنّ مدينة عدرا العمالية، تقع على بعد نحو 25 كيلو متراً شرقي شمال دمشق، وهي قريبة من الأوتوستراد الدولي، الذي يربط العاصمة مع حمص والساحل السوري، وتعتبر بوابة الغوطة الشرقية. وسبق للمدينة أن استقبلت عشرات الآلاف من العائلات المهجّرة، وتُعدّ اليوم شبه مدمرة.

(شارك في التغطية: هيا خيطو وعبسي سميسم وجديع دواره)

 

الإعلام السوري مهللاً للضربات الأميركية: كلنا في خندق واحد!

اسطنبول ـ ثائر الزعزوع

فجأة دفنت النعامة رأسها في الرمل، وقالت: “لاشيء يحدث حولي”. وفق هذه النظرية تلقى الإعلام السوري خبر بدء الحرب التي يشترك فيها ثلث دول العالم تقريباً ضد تنظيم الدولة الإسلامية. أما الإعلام السوري فوقع بين تشدق النظام السوري بالتنسيق مع التحالف، وبين ادعاء السيادة الوطنية.

 

وبين الادعاءين يبدو أن القائمين على الإعلام حسموا الأمر باكراً، وقرروا انتظار الأوامر العليا. فانفردت الإخبارية السورية، مثلاً، بعرض حوار مطول يناقش الظروف الصعبة التي يعاني منها الاقتصاد التركي، في مشهد يعيدنا سنوات إلى الوراء، ويذكرنا بعرض الفضائية السورية برنامجاً علمياً عن أنواع الطيور، في حين كانت العاصمة العراقية بغداد تسقط في يد قوات التحالف الدولي!

 

على الضفة الأخرى انشغلت الفضائية الحكومية بنقل حوار عن إعادة الإعمار وترتيبات الحكومة لإشراك “الفعاليات الاجتماعية كافة” في هذا المشروع الذي سوف يستمر سنوات. ولعل اللون الأحمر الذي يظهر أسفل الشاشة بين الحين والآخر، لينقل عن مراسل الفضائية والإخبارية، خبراً عاجلاً عن قصف قوات التحالف مواقع “تنظيم داعش الإرهابي” تأتي بمثابة جس النبض، خصوصاً بعدما أعلن البيت الأبيض أن “الضربة الجوية” ستأخذ وقتها. وعليه يبدو أن تجاهل ما يحصل لا يمكن أن يستمرّ.

 

وبينما كان الإعلام العالمي ينقل تفاصيل الضربات على سورية، اكتفى الإعلام السوري الخاص والعام بالحديث عن “السيادة الوطنية” وحكمة القيادة في إصرارها على محاربة الإرهاب. وقد حاولت قناة “سما” جاهدة ربط القصف والتدمير الذي قامت به قوات النظام على مختلف المناطق السورية على مدى ثلاثة أعوام، مع ما تقوم به قوات التحالف. ولا ننسى طبعاً أن القناة نفسها كانت تردد وبصوت مرتفع أن ما تخطط له واشنطن، هو اعتداء سافر على السيادة الوطنية!

 

لكن يبقى ما قامت به صحيفة “الوطن” اليومية هو الأكثر إدهاشاً، أفردت الصحيفة على صفحتها الرئيسة لمانشيت بالخط العريض “واشنطن وحلفاؤها في خندق واحد مع الجيش السوري لمحاربة الإرهاب”. وجاءت باقي عناوين الصحيفة أقرب إلى التهليل والمباركة، لكل صاروخ يدك هدفاً داخل الأراضي السورية. وأبرزت الصحيفة تصريحاً للأسد يؤكد وقوف سورية إلى جانب الحملة، التي كانت قبل أسبوع واحد فقط عدواناً، وانتهاكاً للسيادة الوطنية.

 

ويبدو أن هذه الحملة الأميركية استطاعت أن تشق أواصر الخطاب الإعلامي المشترك بين إعلام النظام السوري وبين إعلام حلفائه سواء في حزب الله أو في الوسائل الحليفة له. فقناتَا “المنار”، و”الميادين” احتفتا بخطاب أمين عام “حزب الله”، حسن نصرالله، الرافض للعدوان، فيما تجاهله تقريباً الإعلام السوري.

جميع حقوق النشر محفوظة 2014

 

ضربات الحلف على الشمال السوري: فعالية محدودة

جلال زين الدين

فوجىء السوريون بالضربات الجوية لقوات التحالف الأميركي-العربي، فلم يتوقعوا أن تكون الضربات بهذا القوة والكثافة، وذلك على عكس “تنظيم الدولة الإسلامية” الذي كان قد استعد لها. وتوجس الأهالي خيفة، ووقعوا في حيرة من أمرهم. وخشيتهم تتمحور حول دقة الضربات الجوية، لأن تجربتهم المريرة مع طيران قوات النظام، الذي لم تستهدف غاراته سوى المدنيين، تجعلهم في حالة ترقب وخوف مستمرين. مما دفع المدنيين المقيمين في مناطق مجاورة لمقرات التنظيم إلى إخلاء منازلهم، والنزوح إلى الأرياف. فالقوة التدميرية للصواريخ الأميركية ستكنس في طريقها البيوت المجاورة للمقرات.

 

يقول أحد المزارعين “تركت المدينة وذهبت لبيتي في القرية، فقد سمعت المحللين يقولون إن صواريخ توماهوك الأميركية تحمل قوة تدميرية مخيفة. وبيتي ملاصق لمقر التنظيم، فأخذت ما خف حمله وغلى ثمنه، كالأدوات الكهربائية. كذلك فعل أغلب جيراني، فالحياة لا تطاق وأنت تنتظر قدرك بصاروخ غربي أو أسدي”.

 

قلق السكان ازداد عموماً، عندما رآوا أن الضربة في يومها الأول لم تقتصر على تنظيم الدولة الإسلامية، أو المناطق التي يسيطر عليها. وباتوا يشكون في صدق النوايا الأميركية، وهدفها الحقيقي من الضربة. فأميركا بحسب اعتقاد الكثر، لا تقدم على خطوة بهذا الحجم دون أن تبتغي من ورائها تحقيق مصالحها. يقول القيادي السابق بـ”أحرار الشام” أبو الليث “الأسد يرهب الشعب ويقتله منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولم تتخذ الدول العربية أو أميركا خطوة حقيقية تجاهه”. فالغرب لا يكتفي بضرب تنظيم الدولة، بل يحارب كل الفصائل التي آلمت النظام السوري كـ”جيش المهاجرين” و”جبهة النصرة”. وكأن الحلف الدولي يخفف الضغط عن النظام، لأن “محاربة الإرهاب تعني وقف قتل الأبرياء، لا تقديم الدعم للإرهابي الكبير بشار الأسد. وإذا استمر التحالف على هذا النهج بضرب المجاهدين دون تمييز، فإن ذلك سيدفعهم لتبني فكر تنظيم الدولة الإسلامية”.

 

تنظيم الدولة لم يُفاجأ بالضربات وإنما كان يعد العدة لها، ورتب أموره لهذا اليوم الموعود؛ ففرض قبل أكثر من أسبوع حظراً للتجوال في أغلب المدن التي يسيطر عليها، يستمر من صلاة العشاء إلى صلاة الفجر. وقاموا بإجراء تنقلاتهم تحت جنح الليل، واعتقلوا كل من خرق حظر التجوال خشية أن يكون عيناً عليهم. ولم يعد يتواجد في مقراتهم إلا أعداد قليلة من الموظفين المدنيين غير العسكريين، الذين لا تشكل خسارتهم أي خطر على التنظيم. وهذا ما يفسر قلة عدد قتلى داعش، فأكثر من خمسين غارة لم تقتل سوى خمسين مقاتلاً من أتباعها في اليوم الأول للقصف! مما يعني نجاعة الإجراءات الأمنية التي قام بها التنظيم. وبات التنظيم يغيّر مواقع معسكراته التدريبية للمنتسبين الجدد بين فترة وأخرى، وهي التي يفترض أن تتميز بالثبات والاستقرار، كما أوقف عدداً منها مثل معسكر سد تشرين ومعسكر الباب في ريف حلب، ريثما يتم تحضير مقرات آمنة. ويذكر أن تنظيم الدولة أعلن في نشراته المطبوعة، أنه لم يخسر أي مقاتل في الرقة في اليوم الأول للضربات. ويقتصر تأثير ضربات الحلف على ممارسة التنظيم لسلطته، فالمراجعين لمراكز التنظيم قل عددهم بشكل كبير خوفاً من قصف التحالف للمراكز. ويلاحظ في الفترة الأخيرة زيادة وتيرة الإعدامات في مراكز المدن والبلدات، حيث أعدمت داعش عشرات الأشخاص بتهم متنوعة خلال الأسبوع الحالي.

 

القيادي في تنظيم الدولة أبو قتادة قال “الحمد لله الذي حفظنا وحمانا من الحلف الصليبي الطاغوتي، ورد كيدهم في نحورهم. فقد نجح أمراء دولة الخلافة الإسلامية، بفضل الله، في اتخاذ الإجراءات الأمنية والعسكرية التي حقنت دماء المجاهدين. وسيصاب المتحالفون بصدمة كبيرة عندما تُظهر لهم الأيام حجم فشلهم، فالحسرة والهزيمة وحصير جهنم بانتظارهم”.

 

وانعكست ضربة اليوم الأول على حياة الناس وحركتهم في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم؛ وأصبحت الحركة التجارية ضعيفة، ومقتصرة على الأمور والحاجات الضرورية. ناهيك عن ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية. وأكثر ما يخشاه الناس من هذه الضربات، عدا استهداف المدنيين، أمران: أولهما طول أمدها الزمني، وتوسعها المكاني، فذلك سيطيل المعاناة، ويدمر ما لم يتدمر في البلد على مدى السنوات السابقة، ناهيك عن تعطيل عجلة الحياة وتدميرها. وثانيهما استفادة النظام من هذه الضربات، ولا سيما أن الضربات منذ يومها الأول تعدّت تنظيم الدولة إلى غيره من الفصائل التي تقاتل الأسد. ويقول الناشط الإعلامي أبو محمد “هناك شكوك كثيرة حول هذه الضربات، فهي لا تشمل الأسد أولاً، وغير مدعومة على الأرض ثانياً. وكأنها تهدف لتدمير ما لم يستطع الأسد تدميره، وتأخذ كتفاً عن الأسد، وتريحه مادياً وعسكرياً. فالأسد أكبر مستفيد من الضربات الجوية على صورتها الحالية، وأخشى أن تتم إعادة تحضيره لما بعد الضربة، باعتباره، من وجهة نظرهم، الوحيد القادر على سد الفراغ”. فالضربات الجوية لم تحسم معركة، ولن تحسمها ضد تنظيم الدولة، إذا لم “يزيلوا الأسد، ويجدوا من يستثمر تحرير المناطق من قبضة تنظيم الدولة على الأرض”.

 

أراء الشارع تتراوح بين رافض للضربة على صورتها الحالية، ومتشكك، وخائف. وقد عمقت تصريحات المسؤولين الأميركيين عن امتداد واستمرار الضربات لفترات طويلة، كل هذه المواقف والهواجس. تقول معلمة في مدرسة ابتدائية “إنهم لا يريدون القضاء على داعش، إنهم يريدون تدمير سورية وحسب. فلو أرادوا محاربة الإرهاب لحاربوا الأسد، ولما سمحوا لداعش أن تتمدد كل هذه الفترة تحت أعينهم ورعايتهم. داعش أشبه بالكبش الذي سمّنوه والآن جاء وقت ذبحه، لكنهم سيذبحون السوريين في طريقهم”.

 

يبدو أن الضربات ستستقطب عناصر جددا إلى صفوف التنظيم، تحت راية العداء لأميركا والغرب. وربما ينضم للتنظيم كتائب وفصائل كاملة، إذا ما استمرت الضربات باستهداف التنظيمات الإسلامية دون توجيه ضربات للنظام السوري. فالشعور بالمظلومية، وازدواجية الغرب بالتعامل مع الملف السوري، قد يقود الشباب للانتحار، عبر الانضمام لداعش.

 

دير الزور: التحالف يضرب نفط داعش

المدن – عرب وعالم

أعلن البنتاغون، أن السعودية والإمارات العربية المتحدة، وواشنطن، نفذت ليلة الأربعاء-الخميس قصفاً على مواقع للدولة الإسلامية في محافظة دير الزور شرقي سوريا، شمل مصفاة نفطية يسيطر عليها التنظيم.

 

وقالت القيادة الأميركية الوسطى في بيان لها إن المصافي التي تم استهدافها تنتج ما بين 300 و500 برميل يومياً، وتدر عائدات بنحو مليوني دولار يومياً يستفيد منها المقاتلون المتشددون. ولفت المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، إلى أن الضربات “طاولت 13 هدفاً بينها 12 مصفاة في شرق سوريا”، فيما كان الهدف الثالث عشر عبارة عن آلية لـ”الدولة الإسلامية” تم تدميرها. وأضاف كيربي أن النقاط المستهدفة “اصيبت بصواريخ اطلقها طيران التحالف. والواقع ان عدد طائرات التحالف في هذه العملية كان اكبر من عدد الطائرات الاميركية”.

 

مصادر “المدن” في دير الزور، أكدت أن الغارات الجوية بلغت 15 غارة، انطلقت قرابة الحادية عشرة والنصف ليلاً، واستهدفت مدينة الميادين. وأضافت المصادر أن القصف تركز على منطقة مسبق الصنع، والمركز الثقافي، والصناعة، والمحكمة الإسلامية وهي مقر مهم للدولة الإسلامية، إلا أنها قامت بإخلائه منذ الإعلان عن تشكيل التحالف الدولي، إضافة إلى قصف استهدف دوار البلعوم وبادية الميادين، وتتركز كل تلك الأهداف في مناطق مكتظّة بالسكان.

 

 

مواقع أخرى كانت أهدافاً للضربة الأميركية- العربية الجديدة أيضاً، وهي مركز قرية مركدة بالريف الشمالي لدير الزور، وقرية الحريجي، وبادية قرية القورية، وحقل العمر النفطي، أحد أكبر حقول النفط السورية، وهو كان تحت سيطرة “جبهة النصرة” قبل أن تتمكن “الدولة الإسلامية” من السيطرة عليه في الثالث من تموز الماضي.

 

إلى ذلك، أدرجت الولايات المتحدة الأميركية، 24 شخصاً وجماعة في قائمة الإرهاب. وضمت القائمة عمرو العبسي الزعيم الاقليمي لتنظيم “الدولة الاسلامية” في حمص بسوريا، والمسؤول عن عمليات الخطف، ومواطناً فرنسياً يدعى سالم بن غالم. كما حددت وزارة الخزانة 11 شخصاً وجماعة واحدة، كإرهابيين عالميين.

 

قرار وزارة الخزانة الأميركية جاء على خلفية عمل الأشخاص المدرجة أسماؤهم في لائحة الإرهاب مع منظمات مثل القاعدة و”الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة” و”الجماعة الإسلامية”، واتهمتهم بـ”إرسال دعم مالي ومادي ومقاتلين ارهابيين اجانب الى سورية وغيرها”.

ومن بين الأسماء المدرجة شخصان قال بيان وزارة الخازنة إنهما وسيطان لـ”الدولة الإسلامية” وهما مواطن جورجي يدعى ترخان تيومورازوفيتش باتيراشفيلي، وهو يقيم في سوريا، وطارق من الطاهر بن فالح العوني الحرزي، وهو قيادي في تنظيم “الدولة” من الجنسية التونسية، ومقيم في سوريا أيضاً.

 

أما على صعيد الجماعات، فكان الكيان المدرج ضمن لائحة الإرهاب هو “الهلال الاحمر الاندونيسي” وذلك لاعتباره “جناحاً إنسانياً” “للجماعة الإسلامية”. في هذا السياق قالت الوزارة “مع ان نشاطات الهلال الاحمر الاندونيسي ليست تمثل كل نشاطات القطاع الخيري ككل، الا انها دليل على كيفية مواصلة مجموعات ارهابية مثل الجماعة الاسلامية استغلال الهبات الخيرية لتمويل اعمال العنف وتامين غطاء للمتطلبات اللوجستية لتنظيمها الارهابي”.

 

من جهته، قال مساعد وزير الخزانة ديفيد كوهين، المكلف شؤون الإرهاب والاستخبارات المالية إن “العقوبات التي صدرت اليوم ستعرقل جهود الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام وجبهة النصرة والقاعدة والجماعة الاسلامية لجمع ونقل والحصول على اموال تسهل سفر المقاتلين الاجانب”. وأضاف “اتخاذ هذه الاجراءات في اليوم نفسه الذي يتبنى فيه مجلس الامن الدولي قراراً انما هو دليل على التزام الولايات المتحدة وشركائها اضعاف والقضاء على وصول الارهابيين الى مصادر التمويل”.

 

هل تنضم تركيا إلى التحالف الدولي؟

اسطنبول – بيسان أبو حمدان

بعد الاطمئنان على وصول الرهائن الاتراك لدى داعش بخير وسلامة إلى الأراضي التركية، وبعد فتح الحدود التركية أمام أكراد سوريا، لإعطائهم فرصة النجاة من بطش داعش، ها هي تركيا تعلن استعدادها للحاق بالتحالف الدولي لمحاربة “الدولة الإسلامية”.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شدد على أن تركيا لعبت دوراً هاماً في الجانب الإنساني من مكافحة داعش، وفتحت أبوابها للأيزيديين الفارين منه بالعراق، وكذلك للأكراد السوريين، خلافاً لما تم تداوله بعد رفض تركيا السابق مشاركة التحالف في حربها على داعش لأسباب مستترة حتى اللحظة.

يظهر أن لا عوائق أو مخاوف تعتمر موقف تركيا الآن من المشاركة في التحالف الدولي، لكن لرئيسها أردوغان وجهة نظر أكثر عمقاً لنوعية الحرب على تنظيم كهذا فيقول: “إذا اكتفي بالهجمات الجوية في مقاربة الأمر، فلا يمكن القول بأن الأمر أحيط به بشكل كامل، الغارات الجوية هي أحد أبعاد هذا الجهد، هناك بعد على الأرض، وجانب استخباراتي، وبعد إنساني، يجب تناول كل هذه الأمور كوحدة متكاملة، إذا لم تجر مثل هذه المقاربة الشاملة، فلن يكون هذا الأمر قد تم”.

يرد أردوغان بحدة على الاتهامات التي تطال تركيا بأنها هي من سهلت دخول عناصر التنظيم إلى الاراضي السورية عبرها، وأنها لو كانت أشد حرصاً أو أكثر اهتماماً لما دخلت كل هذه الجماعات عن طريقها البري والجوي، فعزا ذلك إلى صعوبة السيطرة الكاملة على حدود جغرافياً، بين تركيا وسوريا، التي يبلغ طولها 1200 كيلومتر، مضيفاً أن حكومته قامت بكل ما تملك للإحاطة بهذه المشكلة ولم تقصّر مطلقاً. وقال” تمكنا من تحديد حوالي 6 آلاف شخص قدموا من بلدان مختلفة إلى تركيا، فأوقفنا بعضهم، وطردنا البعض الآخر، وحظرنا دخول آخرين إلى بلادنا، نحن نولي هذه القضية اهتمامنا”. ويشير دائماً إلى أن تركيا هي من أولى الدول التي أولت القضية السورية اهتماماً بعد ما ارتكبه الرئيس السوري بشار الأسد، بحق شعبه رداً على مطالبه بالحرية والكرامة.

ويلقي بشكل ساخر مسؤولية التراخي بقضية داعش على الرئيس الأميركي قائلاً: “كان من الأفضل لو وضع الرئيس الأميركي مخاوفه جانباً قبل سنتين ودعم الجيش السوري الحر؛ قبل أن تقع الأسلحة في يد النصرة وداعش. كان يتوجب حل هذه المسائل قبل 3 سنوات، وكذلك الوضع في العراق. حتى أن الأمر هناك أقدم من 3 سنوات. موقف المالكي لم يكن إيجابياً، لقد مارس القمع على العراقيين بشكل مستمر”.

وإلى الآن يكتنف الغموض فاعلية ونوعية مشاركة تركيا في الهجوم مع التحالف بعد دعوة وزير الخارجية الأميركية جون كيري، أنقرة، إلى المشاركة في الحرب على “داعش”، بعد انتهاء أزمة الرهائن، وقول كيري إن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي، وأنها أعلنت عن التزامها خلال مؤتمرات عديدة بالمساعدة في الجهود لمحاربة التنظيم، بل وتعهدت بالمشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش”..وبعد الافراج عن 49 رهينة تركية “الآن نريد أفعالاً” يقول كيري.

من الواضح أن موقف تركيا غير مريح، وغير واضح، في كل ما يتعلق بقضايا المنطقة العربية. ولا يجب نسيان منافستها لإيران على الإمساك بزمام الأمور، حيث أنها تحاول الحفاظ على مسافة أمان مع “داعش”، وفي الوقت نفسه تشجع إقامة منطقة حظر جوي فوق الأراضي السورية الكردية، ما يعني أنها تنفي سرعة حل المسألة الكردية في عين العرب، كوباني، ومن جهة ثانية تتقاعس في دعم ضربات التحالف ظاهرياً وتتلقى ضغطاً أميركياً واضحاً بلزوم وفاعلية المشاركة للقضاء المزعوم على الارهاب، وهو أمر يقول أردوغان إنه سيبحثه مع أركان الحكومة التركية بعد عودته إلى أنقرة ليقدم موقف تركيا النهائي.

هل ينقل داعش الحرب إلى قلب أوروبا وأميركا؟

العالم يحارب “الدولة الإسلامية”

انفتحت أبواب الجحيم مع أولى الغارات الدولية المباشرة على الرقة، عاصمة دولة الخلافة الاسلامية، وتبينت جدية الأميركيين، لكن استراتيجيتهم ناقصة، وثغرتها واضحة: “هل يصمد داعش فينقل المعركة إلى عقر دار الغرب؟”.

 

إيلاف- متابعة: حين وقف الرئيس الأميركي باراك أوباما معلنًا استراتيجيته لقتال تنظيم الدولة الاسلامية ومصرًا على الذهاب إلى الحرب “من فوق”، جلس كثيرون في سوريا والعراق، من الأطراف المختلفة، يتهامسون إذ لم يقتنعوا بجدية الادارة الميركية، خصوصًا ان أوباما أعلن استراتيجية ناقصة جدًا، ومطاطة جدًا، تطول سنوات، من دون أن يضمن أي شيء، إلا تأكيده أن أي قوات برية أميركية لن تدخل هذه الحرب.

 

انهمرت القذائف والصواريخ على الرقة، عاصمة دولة الخلافة الاسلامية، التي تشكل حلفا من 22 دولة لقتالها، بعدما أبدع تنظيمها في ذبح الناس وقتل كل من لا يوافقه الرأي في إسلامه، أو في ما يدعيه من الاسلام، بينما أكدت كل المراجع الدينية في العالم الاسلامي أن الاسلام من التنظيم براء.

 

أتت المفاجأة فجر الثلاثاء، بهجوم جوي وصاروخي صاعق على معاقل داعش والنصرة في سوريا، بمشاركة عربية فاعلة، تمثلت في غارات نفذتها الطائرات الأردنية والسعودية والاماراتية والبحرينية، إلى جانب المقاتلات الأميركية.

 

هل يصمد داعش بوجه هذه الحرب، التي تحولت إلى حقيقة؟ إنه سؤال تصعب الاجابة عليه فورًا، حتى تنجلي الخطة التي وضعها البنتاغون، وحتى يشهد الغرب استيقاظ ما يسميه “خلايا إرهابية نائمة”، التي قد تجعل من هذه الحرب كونية، أو شبه كونية، تنقل النار من سوريا وجوارها إلى قلب أوروبا واميركا، تمامًا كما حذر الملك السعودي هبدالله بن عبد العزيز في خطاب أخير.

 

فتح القصف الدولي على داعش والنصرة مصاريع احتمالات وخيارات تميل كلها إلى الحرب، وأحلاها مر. وفي انتظار إجابات عن أسئلة بدأت تجول مع أول صاروخ سقط على مقر داعش في الرقة، لا يسع إلا الانتظار والترقب… وإن غدًا لناظره قريب!

 

أصدقاء سوريا: بشّار لن يكون شريكاً أبداً

أيدوا في نيويورك رؤية الائتلاف ودعمه في الانتقال السياسي

نصر المجالي

أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن أصدقاء سوريا أعربوا مجددًا عن دعمهم لرؤية أن تكون سوريا خالية من الطغيان والإرهاب، وتتمتع بالديموقراطية والتعددية واحترام حقوق الإنسان في ظل سيادة القانون.

 

نصر المجالي: قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن الاجتماع الوزاري لأصدقاء سوريا في نيويورك، الأربعاء، جدد التزامه بالعمل مع المعارضة المعتدلة، بقيادة الائتلاف الوطني السوري، لتحويل تلك الرؤية إلى واقع يلمسه كافة أفراد الشعب السوري، وأن بشار الأسد لن يكون شريكاً أبدًا.

 

وقال وزير الخارجية البريطاني بعد ترؤسه اجتماع أصدقاء سوريا إلى جانب وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والسعودية وتركيا، إن الدول والمنظمات الدولية الخمسين التي تمثل كافة أنحاء العالم كانت متحدة في إبداء العزم على معالجة الوضع الفظيع في سوريا، وشجبنا الأعمال الوحشية التي يرتكبها تنظيم داعش ونظام الأسد.

 

وأكد هاموند أن التصدي لتنظيم (داعش) يتطلب نهجًا متعدد الأوجه، حيث أن ذلك يتطلب الجمع بين الرد العسكري القوي الذي شهدناه في الأيام القليلة الماضية واستراتيجية سياسية ذكية ودقيقة تجفف قدرة داعش على الحصول على التمويل والموارد وتجنيد المقاتلين. ويجب أن يواجه هذا الرد داعش في كل من سوريا والعراق.

 

وقال إنه بالنسبة للعراق، نعمل جميعاً على حشد التأييد الدولي لحكومة العبادي الملتزمة بالإصلاح السياسي، وبأن تكون ممثلة لكافة طوائف المجتمع العراقي.

 

الانتقال السياسي

 

وفي سوريا كذلك، قال هاموند ستكون عملية الانتقال السياسي أساسية، ولا يمكن أن يكون الأسد شريكاً لنا ذا مصداقية، حيث أنه غير قادر على توحيد السوريين، وغير قادر على هزيمة داعش، كما أنه غير قادر على أن يحظى بدعم دولي واسع، بل إنه مسؤول عن نمو داعش، الأسد هو سبب، وليس حلاً، لوجود داعش.

 

وأشار وزير الخارجية البريطاني الى أن رئيس الائتلاف الوطني السوري، الدكتور هادي البحرة، خاطب الاجتماع وشرح الوضع على الأرض في سوريا، وحدد رؤيته بشأن سياسات مستقبلية سورية تعددية تنبذ الطائفية والتفكك.

 

وقال هاموند إننا كأصدقاء لسوريا، عبّرنا عن تأييدنا القوي لهذه الرؤية، كما أن الكثير من الدول التزمت بتوفير موارد إضافية، وقد أعلنت بأن المملكة المتحدة سوف تزيد التزامها إلى 46 مليون جنيه استرليني، وتقديم دعم عملي لحكم المعارضة في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المعتدلة، وتعزيز صمود المنطقة بمواجهة التطرف.

بعد 3 سنوات من حرب سوريا.. الفصل السابع سلاحا ضد المقاتلين الأجانب

بان كي مون: الأزمات تزداد والشعوب تستغيث بنا وعلينا الاستجابة * أوباما: أكثر من 15 ألف مقاتل من 80 دولة في سوريا

نيويورك: هبة القدسي

تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما باستخدام القوة لتفكيك تنظيم «داعش» والقضاء عليه، الذي سماه «سرطان التطرف العنيف الذي يعصف بأجزاء عدة من العالم الإسلامي»، وطالب المجتمعات الإسلامية برفض فكر تنظيمي القاعدة و«داعش» علنا. وبعد ساعات من إلقاء أوباما خطابه أمام الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا تاريخيا بموجب الفصل السابع للتصدي للمقاتلين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب المجموعات المتطرفة مثل «داعش». وقرار مجلس الأمن رقم «2178» صدر بالإجماع، مما يعني أن الدولة الدائمة العضوية في المجلس روسيا موافقة على استخدام كل الأساليب لمواجهة المقاتلين الأجانب، مما قد يعني استخدام القوة. ويجرم القانون السماح للمقاتلين الأجانب بالمرور عبر أراضي الدول.

 

وقال أوباما في خطابه أمام الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة صباح أمس: «لا تفاوض مع هذا النوع من الشر، واللغة الوحيدة التي يفهمها قتلة مثل (داعش) هي لغة القوة، والولايات المتحدة ستعمل مع تحالف واسع على تفكيك شبكة الموت هذه». وأشار أوباما إلى استراتيجيته في مكافحة «داعش» من خلال التحالف، واستخدام القوى العسكرية في غارات جوية لدحر «داعش» وقطع تمويله ووقف تدفق المقاتلين من داخل وخارج المنطقة إليه، والعمل على دعم الحكومة الشاملة في بغداد، وتسليح المعارضة السورية لمواجهة الإرهابيين ومواجهة وحشية نظام الأسد. وأكد أوباما أن الحل الوحيد لسوريا هو تحقيق انتقال سياسي شامل يستجيب لتطلعات الشعب السوري من خلال المفاوضات.

 

ورفض أوباما شعارات صراع الحضارات، والحرب الدينية، ومحاولات المتطرفين تعميق التعصب والكراهية، والتقسيم على أساس العرق والدين والطائفة. وقال: «قمنا بحملة مركزة ضد تنظيم القاعدة وأخرجنا قادتهم وحرمانهم من الملاذات الآمنة، وأكدنا أن الولايات المتحدة لن تكون أبدا في حالة حرب مع الإسلام، لأن ملايين من الأميركيين من المسلمين، وهم جزء من نسيج بلادنا».

 

وطالب الرئيس الأميركي المجتمع الدولي بمواجهات تحديدات الإرهاب بالتركيز على 4 مجالات؛ هي: تعزيز استراتيجية التحالف ضد «داعش»، وفصل الدين الإسلامي عن تنظيم «داعش» مع تشجيع المجتمعات الدينية على رفض الأفكار المتطرفة علنا، ووضع استراتيجية لعلاج الصراع الطائفي الذي يخلق البيئة الملائمة لنمو الإرهابيين. والعنصر الرابع هو التركيز على فرص التنمية ودعم الفرص للشباب.

 

وحذر أوباما من أنه «لا يوجد منتصر في الحروب الطائفية»، مضيفا أن العنف في مجتمعات بدول الشرق الأوسط «أصبح مصدرا لكثير من البؤس البشري، وحان الوقت للاعتراف بالدمار الذي أحدثته الحروب بالوكالة وحملات الإرهاب بين السنة والشيعة في أنحاء الشرق الأوسط، وحان الوقت للقادة السياسيين والدينيين لرفض الفتنة الطائفية وإفساح المجال للتسامح، والقضاء على الإرهاب في مصدره الأساسي، وهو إفساد العقول الشابة بالأفكار الآيديولوجية العنيفة». وحذر من إمكانات التنظيمات المتطرفة، وقال: «نواجه إرهابا أكثر وحشية، وآيديولوجية منحرفة، مع إمكانية استخدام التكنولوجيا».

 

وشدد أوباما على أهمية تركيز دول العالمين العربي والإسلامي على الإمكانات الهائلة لشعوبها وبصفة خاصة الشباب، وضرورة الاهتمام بالتعليم والابتكار وكرامة الحياة، ومشاركة المرأة، وخلق مجتمع مدني يسمح للناس بالتعبير عن آرائهم. وأشاد أوباما بعمل الأحزاب العلمانية والإسلامية معا في تونس لوضع الدستور وبعمل المجتمع المدني في ماليزيا مع الحكومة.

 

وبينما أعلن أوباما عن توجه 15 ألف مقاتل من 80 دولة إلى سوريا منذ بدء الحرب فيها، لفت إلى أن «الحل الوحيد في سوريا هو الحل السياسي.. لا توجد طريقة أخرى لإنهاء هذا الجنون هذا العام أم بعد عقد من الزمن». ولكن إلى حين تحقيق ذلك الحل السياسي، أكد أوباما: «لن نقبل بملاذات آمنة للمجموعات الإرهابية، ولن نكون قوى غازية»، مكررا موقفه من ضرورة دعم الإصلاحيين والرافضين للطائفية والعنف من أجل التقدم.

 

وعلى عكس خطابه العام الماضي، لم يحصل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي على كثير من اهتمام أوباما أمس. واكتفى بالقول إن بلاده «لن تتخلى أبدا عن السعي لتحقيق السلام ومعالجة الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والوضع القائم في الضفة الغربية وقطاع غزة غير قابل للاستمرار، وكذلك إطلاق الصواريخ على الإسرائيليين الأبرياء وقتل الأطفال الفلسطيني في غزة، وسوف ندافع عن مبدأ دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن».

 

وشدد الرئيس أوباما على أن بلاده ملتزمة بالتوصل إلى حل سلمي للمسألة النووية الإيرانية، مطالبا الإيرانيين بانتهاز هذه الفرصة، وقال: «رسالتي لقادة إيران وشعب إيران بسيطة؛ وهي: لا تدعوا هذه الفرصة تفوتكم. يمكننا التوصل إلى حل يلبي احتياجات الطاقة لديكم والتأكيد للعالم أن برنامجكم سلمي».

 

واستحوذت قضية الإرهاب ومواجهته على الشق الأكبر من خطاب أوباما وخطاب عدد من القادة الذين ألقوا خطاباتهم في اليوم الأول من أسبوع من اللقاءات الرفيعة المستوى في نيويورك. وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أسفه على الوضع الذي يعيشه العالم من صراعات، وحذر من خطر الإرهاب، وعبر عن ضرورة الحذر من التطورات في أوكرانيا، إلى تفجير مدارس الأمم المتحدة في غزة، إلى قطع الرؤوس في العراق وسوريا، وتفشي مرض «إيبولا»، وعد العام الحالي «عاما فظيعا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة»، محذرا من شبح الحرب الباردة، واتخاذ الربيع العربي مسارا مليئا بالعنف. وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى الأزمات في أوكرانيا، وأفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، وتهديدات الجماعات الإرهابية في مالي والصومال ونيجيريا والمجموعات المتطرفة في سوريا والعراق، والهوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لعلاج تلك الأزمات، وقال مون: «اليوم نحن نواجه كثيرا من التحديات المتزايدة، والناس يستغيثون بنا لحمايتهم من الجشع وعدم المساواة، وعلى الأمم المتحدة الاستجابة لهذه المطالب».

 

حدود محاربة تنظيم الدولة الإسلامية  

جاريث إيفانز

لقد عانى الشرق الأوسط لفترة طويلة من التصورات الخاطئة والتدخلات العسكرية الأجنبية البعيدة المدى والأثر، ومن المأمول ألا يكون قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما شن حرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية مجرد تدخل عسكري آخر.

 

الحق أنه لا توجد جماعة إرهابية على الإطلاق تستحق التدمير الصريح أكثر من هؤلاء الجهاديين النهابين الذين يمارسون الإبادة الجماعية، ولكن وفقا لتصور ووصف المهمة التي تقودها الولايات المتحدة حاليا فليس من الواضح ما إذا كانت أهدافها قابلة للتحقيق بتكاليف معقولة من حيث الوقت والمال والأرواح.

والمشكلة الأساسية هنا هي أن المكاسب التي حققها تنظيم الدولة الإسلامية على الأرض ينظر إليها من ثلاث وجهات نظر متباينة تماما، وتتطلب ثلاثة أنماط مختلفة من الاستجابات العملياتية.

 

فهناك المهمة الإنسانية المتمثلة في حماية السكان المدنيين في العراق وسوريا من فظائع الجرائم الجماعية، وهناك الحاجة إلى حماية مواطني البلدان الأخرى من إرهاب تنظيم الدولة الإسلامية، وهناك الرغبة في استعادة سلامة أراضي الدول والاستقرار في المنطقة.

 

والواقع أن خطاب أوباما وشريكه الأكثر تحمسا حتى الآن -رئيس الوزراء الأسترالي توني آبوت- كان مترددا بين الهدفين الأولين وألمح إلى الثالث، الأمر الذي أدى إلى صعود الآمال والتوقعات بملاحقة الأهداف الثلاثة بفعالية.

 

ولكن المهمة الإنسانية فقط لديها فرصة واقعية لتحقيق الغرض منها من خلال الإستراتيجية الرباعية المطروحة الآن على الطاولة: توجيه ضربات جوية ضد قوات تنظيم الدولة الإسلامية، وتدريب وتجهيز القوات العراقية والكردية بالمعدات وتزويدها بالمعلومات الاستخباراتية، وأيضا قوات المعارضة السورية غير المتطرفة، وتكثيف الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، وتسليم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين النازحين.

 

ومن الواضح أن العمليات العسكرية التي يقودها الغرب من غير الممكن أن تكون كافية في حد ذاتها لإعادة ترسيخ وحدة أراضي العراق أو سوريا، أو استعادة الاستقرار الإقليمي الأوسع نطاقا، وقد يساعد التدخل العسكري على منع المزيد من تفكك العراق وانتشار سرطان تنظيم الدولة الإسلامية إلى بلدان مثل الأردن.

 

ولكن إذا كانت القوات الأميركية -التي بلغ قوامها 150 ألف جندي- لم تتمكن من تحقيق الاستقرار في العراق في غياب حكومة شاملة وتتمتع بالقدر الكافي من الكفاءة فإن التدابير المحدودة المعروضة الآن لن تكون كافية ببساطة، ولا بد أن نكون أدركنا الآن أن أي تدخل عسكري غربي يحمل أهدافا سياسية صريحة -بدلا من أهداف إنسانية واضحة- يشكل مجازفة حقيقية بتأجيج مشاعر طائفية.

 

وقد تختلف الأمور إذا تمكنت الولايات المتحدة وغيرها من اللاعبين الرئيسيين من الشروع في الوقت نفسه في تنفيذ مشروع إقليمي واسع النطاق لتحقيق الاستقرار بالمنطقة، ولكن هناك الكثير من الأجندات المتنافسة التي تحول دون جعل هذا الهدف واقعيا في المستقبل المنظور.

 

ويعني التنافس بين السُنّة والشيعة أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج لن تذعن لمنح إيران أي دور ذي مغزى، ولن يعترف الغرب بأهمية إيران في تنفيذ أي عملية متعددة الأطراف، خوفا من خسارة النفوذ التفاوضي في ما يتعلق ببرنامج إيران النووي.

 

والواقع أن قلة من هم على استعداد لقبول حقيقة مفادها أن الرئيس السوري بشار الأسد -على الرغم من سجله البغيض- يكاد يكون من المؤكد الآن أنه أصبح جزءا من الحل، ويلعب الجرح المفتوح المتمثل في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دورا كبيرا في كل الخصومات.

 

إن هدف مكافحة الإرهاب أكثر معقولية بطبيعته من هدف تحقيق الاستقرار السياسي، وربما تتطلب السياسات المحلية في الولايات المتحدة وأستراليا وأماكن أخرى من العالم الاهتمام الذي تتلقاه من زعماء الغرب، وبقدر ما قد يكون من الممكن تدمير الأرض التي تسمح بتوالدهم وتكاثرهم -كما كان تنظيم القاعدة في أفغانستان- فسوف يكون عدد الإرهابيين الجدد الذين نخشى ظهورهم أقل.

 

ولكن من الصعب أن نصدق أن حملة عسكرية من ذلك النوع المتصور الآن -حتى بدعم كبير من البلدان العربية- يمكن أن تحقق هذا الهدف في أي وقت قريب، أو بتكلفة معقولة، سواء في العراق أو في الملاذات الآمنة لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ولا بد من تحمل العبء الحقيقي الآن من خلال التعاون الدولي الفعال في المجالات الاستخباراتية والشرطية.

 

إن بناء كفاءة القوات البرية العراقية والكردية -التي تشكل أهمية حاسمة في استعادة الأرض والحفاظ عليها- سوف يستغرق وقتا طويلا، وقد يتعذر تحقيق الغاية نفسها مع ما تسمى القوات المعتدلة داخل سوريا، وتفرض الغارات الجوية في أي مكان وقوع الضحايا بين المدنيين، وبالتالي إمكانية تأجيج المشاعر نفسها التي نسعى إلى مواجهتها.

 

وعلاوة على ذلك، فإن شن غارات جوية على سوريا من دون الحصول على موافقة الحكومة السورية أو تفويض من مجلس الأمن يشكل انتهاكا واضحا لميثاق الأمم المتحدة، والواقع أن احتمال شن هجمات إرهابية مستلهمة من تنظيم الدولة الإسلامية في الولايات المتحدة ليس حقيقيا أو وشيكا بالقدر الكافي لتبرير الاعتماد على استثناء الدفاع عن النفس.

 

وتشكل القلوب والعقول أهمية كبيرة في مكافحة الإرهاب، ويصبح الفوز بالقلوب والعقول أصعب كثيرا كلما شرعت الولايات المتحدة والدول المؤيدة لها في عمل عسكري ينتهك القانون الدولي بوضوح، وحتى الآن تشهد المحاولات البطيئة لإقناع وإشراك الدول العربية في حملة أوباما على التوتر الذي يشعر به العديد منها استنادا إلى كل هذه الأسباب.

إذا ضل الغرب وانحرف عن الهدف الرئيسي في حملته ضد تنظيم الدولة فمن المرجح أن ينتهي هذا المشروع إلى الدموع والآلام، مثله في ذلك كمثل العديد من المغامرات السابقة في الشرق الأوسط

 

وإلى حد كبير يعد المنطق الأكثر إقناعا لتبرير العمل العسكري، وكان كذلك منذ البداية هو الهدف الإنساني: المسؤولية عن حماية السكان المعرضين لخطر الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وغير ذلك من الجرائم الكبرى ضد الإنسانية وجرائم الحرب، وقد زعمت من قبل أن كل الشروط الضرورية في هذا السياق مستوفاة، وسوف تستمر هذه الحال ما دام تنظيم الدولة الإسلامية محافظا على طريقة عمله المروعة.

 

ومن الواضح أن الولايات المتحدة وقوات التحالف يصبح لديها الحق -بالعمل ضمن هذا الإطار- في تعطيل وإفساد قدرات تنظيم الدولة الإسلامية والسعي إلى تدميرها على النحو الذي يخدم أيضا هدف مكافحة الإرهاب، ولكن الهدف الأساسي للتدخل سوف يظل إنسانيا بشكل لا يقبل اللبس، وبهذا يصبح أقل عرضة لردود الفعل السلبية المناهضة للغرب مقارنة بأي مهمة أخرى، بل وقد نشهد حتى بعض التسامح الدولي مع عمل واضح المعالم ومحدود في سوريا في حالة وجود تهديد إنساني وشيك وواضح.

 

وإذا تم تعريف الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية وإدارتها باعتبار الحماية الإنسانية هدفها الرئيسي فلا بد أن تصادف النجاح ليس فقط في منع المزيد من الفظائع والأعمال الوحشية، بل وأيضا في تحقيق نجاحات كبيرة في الحد من خطورة التهديد الإرهابي الأوسع في منبعه.

 

وإذا ضل الغرب وانحرف عن هذا الهدف الرئيسي فمن المرجح أن ينتهي هذا المشروع إلى الدموع والآلام، مثله في ذلك كمثل العديد من المغامرات السابقة في الشرق الأوسط.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2014

 

الائتلاف يدين مداهمات الجيش اللبناني لمخيمات سورية بعرسال  

أدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اليوم الخميس مداهمة مجموعات من الجيش اللبناني لمخيمات اللاجئين السوريين في بلدة عرسال (شرق لبنان)، واعتقالها نحو مائتين منهم بـ”أسلوب وحشي”، وذلك بعد خروج مئات اللاجئين السوريين في مظاهرة في البلدة احتجاجا على الاعتقالات والمداهمات المذكورة.

 

وأدان الأمين العام للائتلاف نصر الحريري في بيان بـ”أشد العبارات” ما سماها “التجاوزات” التي قام بها الجيش اللبناني بحق اللاجئين السوريين في عرسال واعتقال نحو مائتين منهم بـ”أسلوب وحشي” بحجة وجود مطلوبين تعرضوا للجيش اللبناني من داخل المخيمات.

 

وقال الحريري إن الجيش أضرم النار في المخيم وتسبب في وفاة طفل، وحدوث إصابات باختناق بين اللاجئين ومعظمهم نساء وأطفال.

 

وطالب الحريري الحكومة اللبنانية بوقف هذه التجاوزات بحق اللاجئين السوريين فورا، وإطلاق سراح الموقوفين، وفتح تحقيق بشأن ما قال إنها انتهاكات متكررة، واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المسؤولين عنها منعا لتكرارها.

 

وأشار إلى أن هذا الاعتداء جاء بعد ساعات من تقدم الجيش الحر في منطقة القلمون ضمن بلدتي “عسال الورد” و”الجبة” السوريتين القريبتين من عرسال اللبنانية، وأكد أن “أي جهود تسعى للتهدئة ستكون مؤقتة وغير مثمرة ما لم ترتكز على انسحاب مليشيا حزب الله من سوريا امتثالا لإرادة الشعبين السوري واللبناني، ووفقا للقرار الدولي 2178”.

 

مظاهرات تنديد

وكان مئات اللاجئين السوريين قد خرجوا في مظاهرة في بلدة عرسال، احتجاجا على الاعتقالات والمداهمات التي نفذها الجيش اللبناني في البلدة صباح اليوم، حيث أدت المداهمات لمقتل شخص وجرح العشرات إضافة إلى اعتقال المئات.

 

وكانت قوة من الجيش اعتقلت مئات اللاجئين في المخيمات، وقال الجيش في بيان له إنه قتل مسلحا سوريا وأصاب آخرين أثناء مداهمته بعض المخيمات، كما تسببت أعمال المداهمة في احتراق ما يعرف بمخيم البنيان السابع الذي يضم عشرات الخيام.

 

وإثر المداهمات والإحراق أدان اتحاد الجمعيات الإغاثية -الذي يدير أغلبية مخيمات اللاجئين في عرسال- هذه المداهمات.

 

وأوضح مدير مكتب الجزيرة في لبنان مازن إبراهيم أن الجيش اللبناني داهم في ساعات الصباح الأولى المخيمات، وطالب اللاجئين بالخروج من الخيام، وقام بفصل النساء عن الرجال، ثم اعتقل عشرات الرجال.

 

وذكر إبراهيم أن العديد من اللاجئين واتحاد الجمعيات الإغاثية حذروا من أن من شأن الإجراءات التي قام بها الجيش اللبناني صباح اليوم أن تؤدي لتصاعد الوضع في عرسال.

 

وفسر مراقبون أن إجراءات الجيش الأخيرة تهدف إلى دفع اللاجئين السوريين للخروج من البلدة، كما حذروا من أن هناك خشية على مصير الرهائن من العساكر اللبنانيين لدى جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية على إثر أحداث اليوم.

 

وأفاد ناشطون سوريون بأن الجيش اللبناني شن حملة اعتقالات في مخيمات عرسال صباح اليوم طالت نحو 450 شخصا، مشيرين إلى أن الجيش عمد إلى تعرية المعتقلين وإهانتهم.

 

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا قالوا إنها حرق القوات اللبنانية لعدد من خيم اللاجئين.

 

وكان مسلحون سوريون ينتمون لجبهة النصرة وتنظيم الدولة هاجموا مراكز الجيش اللبناني والقوى الأمنية في بلدة عرسال مطلع أغسطس/آب الماضي وقتلوا ما لا يقل عن عشرين جنديا، وجرحوا واختطفوا عددا من عناصر الجيش والقوى الأمنية، تم تحرير عدد منهم، بينما لا يزال الباقون قيد الاحتجاز.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2014

 

التحالف يشن مزيدا من الغارات على تنظيم الدولة بسوريا  

قتل عشرة مدنيين وستة من تنظيم الدولة الإسلامية في الساعات الأخيرة بالغارات المتواصلة التي يشنها التحالف الدولي على مواقع التنظيم في سوريا، حسبما أفاد مراسل الجزيرة. وقد شملت الغارات الأخيرة للمرة الأولى مواقع نفطية يسيطر عليها التنظيم.

 

ففي محافظة دير الزور (شرق البلاد) نفذ التحالف عشرات الغارات استهدفت أربع منها مراكز للتنظيم في مدينة الميادين.

 

وقد شملت غارات التحالف على مواقع التنظيم للمرة الأولى مواقع نفطية يستخدمها التنظيم في تكرير النفط كحقل التنك النفطي الواقع شرق دير الزور، ومصافي تكرير للنفط في كل من بلدات العشارة وبقرص.

 

كما أكد شهود عيان للجزيرة أن التحالف استهدف رتل سيارات تابعا للتنظيم في قرية الحريجية بدير الزور، مما أدى إلى مقتل ستة من التنظيم وجرح العشرات من مقاتليه.

 

وفي الرقة (شمال البلاد) شن التحالف غارات عدة تركزت على اللواء 93 في بلدة عين عيسى شمال الرقة التي يسيطر عليها التنظيم.

 

كما حلق طيران التحالف وللمرة الأولى فوق بلدة سلوك ومدينة تل أبيض التابعتين لمحافظة الرقة على الحدود السورية التركية دون أن تسجل أي غارات على هذه المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة.

 

كما أفاد مراسل الجزيرة في سوريا بمقتل عشرة أشخاص بينهم نساء وأطفال إضافة إلى جرح عشرات في غارة شنتها طائرات التحالف على بلدة الهول في ريف الحسكة (شمال شرق). كما استهدفت غارات التحالف مواقع وحواجز تفتيش تابعة للتنظيم في بلدات الشدادي ومركدة والخاتونية والبحيرة بريف الحسكة.

 

يذكر أن تنظيم الدولة يفرض تعتيما إعلاميا على خسائره منذ بدء العمليات العسكرية التي يشنها التحالف الدولي على مواقعه في سوريا والعراق.

 

وكانت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة قد بدأت الثلاثاء الماضي بشن غارات جوية على مواقع لتنظيم الدولة في سوريا.

 

من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن أميركا والسعودية والإمارات قصفت مساء الأربعاء 12 مصفاة نفطية يسيطر عليها تنظيم الدولة شرقي سوريا.

 

وهي أول مرة تستهدف قوات التحالف منشآت نفطية بهدف تجفيف المصدر الرئيسي لتمويل التنظيم الذي يبيع النفط المهرب لوسطاء في دول مجاورة.

 

وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي عبر شبكة “سي أن أن” إن الضربات شملت 13 هدفا بينها 12 مصفاة في شرق سوريا.

 

وأوضحت القيادة الأميركية أن الهدف الثالث عشر كان آلية للتنظيم قرب دير الزور تم تدميرها.

 

توسعة الأهداف

تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت بدأت الشهر الماضي ضرباتها الجوية ضد مواقع تنظيم الدولة في العراق، ووسعت الثلاثاء الماضي نطاق هذه الضربات إلى سوريا بمشاركة خمس دول عربية هي السعودية والإمارات والبحرين وقطر والأردن، مما أدى إلى إصابة عشرات الأهداف التابعة للتنظيم.

 

وفي كلمة له أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما العالم إلى “توحيد صفوفه” في وجه الخطر “الجهادي”، مؤكدا أن اللغة الوحيدة التي يفهمها تنظيم الدولة هي “لغة القوة”.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2014

 

فرنسا تنفذ غارات بالعراق وتلمح لمهاجمة أهداف بسوريا

أعلنت فرنسا أنها شنت غارات جوية على شمال العراق اليوم يعتقد أنها استهدفت مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية، ولم تستبعد مشاركتها في الضربات التي يشنها التحالف الدولي ضد أهداف للتنظيم بسوريا.

 

وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول إن الضربات شنت صباح اليوم، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل بشأن المواقع التي استهدفتها.

 

وهذه ثاني مرة تشارك فيها مقاتلات الفرنسية منذ شنها غارات يوم 19 سبتمبر/أيلول الجاري في إطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

بموازاة ذلك، قال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم الخميس ان إمكانية مشاركة بلاده في الغارات ضد مواقع تنظيم الدولة في سوريا تبقى أمرا مطروحا على الرغم من استبعاد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ذلك في وقت سابق، وفي ظل تأكيدات باريس أن المشاركة الفرنسية ستقتصر فقط على أهداف في العراق.

 

وجاءت المشاركة الفرنسية في الغارات اليوم في وقت تشهد فيه فرنسا موجة استنكار عارمة بعد مقتل الرهينة الفرنسي في الجزائر إيرفي غورديل، الذي اختطفته جماعة تزعم أن لها علاقة بتنظيم الدولة الإسلامية، وسبق أن هددت بإعدامه غورديل إذا لم تتراجع فرنسا “في غضون 48 ساعة” عن ضرباتها الجوية في العراق.

 

وأمر الرئيس الفرنسي بتنكيس الأعلام ثلاثة أيام حدادا على الرهينة الذي قتل على يد مقاتلين إسلاميين جزائريين أعلنوا ولاءهم لتنظيم الدولة الإسلامية.

 

وأنهى البرلمان الفرنسي نقاشاته الداعمة للتدخل العسكري الذي تشارك فيه باريس مع عواصم غربية وعربية أخرى ضد التنظيم في العراق، في حين أكد المسؤولون الفرنسيون أن قتل الرهينة سيزيد فرنسا تمسكا وعزماً على محاربة الإرهاب.

 

وكانت جماعة “جند الخلافة” المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية بثت الأربعاء تسجيلا مصورا لقتل الرهينة الفرنسي بعد اختطافه في وقت سابق بمنطقة جبلية شمالي الجزائر.

وجاء شريط الفيديو تحت عنوان “رسالة دم للحكومة الفرنسية”، وبدأ بعرض صور لهولاند من المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه مشاركة بلاده في الحملة التي تستهدف تنظيم الدولة، ثم أظهر بعدها الرهينة جاثيا على ركبتيه محاطا بأربعة مسلحين.

 

وسبق للتنظيم أن بث يوم الاثنين شريطا هدد فيه بإعدام غورديل إذا لم تتراجع فرنسا “في غضون 48 ساعة” عن ضرباتها الجوية في العراق، وهو ما رفضه هولاند.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2014

 

النظام يسيطر على عدرا العمالية ويقصف دوما  

أفاد ناشطون أن مقاتلي المعارضة السورية انسحبوا من مدينة عدرا العمالية، مع استمرار معارك على أطرافها ومحاور أخرى، بينما قصف الطيران الحربي مناطق بريف دمشق وحماة ودرعا موقعا قتلى وجرحى.

 

وأضاف المصدر ذاته أن اشتباكات تدور في عدرا البلد وعدرا الجديدة، في ظل قصف جوي ومدفعي عنيف للطيران الحربي للمنطقة.

 

في المقابل، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني سوري قوله إن قوات النظام سيطرت على مدينة عدار العمالية شرق العاصمة دمشق، التي كانت تسيطر عليها كتائب المعارضة منذ ديسمبر/كانون الأول 2013، مما يتيح للنظام تشديد حصاره على الغوطة الشرقية لدمشق، أبرز معاقل المعارضة قرب العاصمة السورية.

 

من جهة أخرى، قتل 13 مدنيا -بينهم نساء وأطفال- وجرح عشرات جراء أربع غارات لمقاتلات النظام استهدفت الأحياء السكنية في دوما بالغوطة الشرقية.

 

كما قصف الطيران الحربي بالبراميل المتفجرة مدينة الزبداني، وبصواريخ أرض أرض حي الدخانية بريف دمشق، وسط معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على عدة محاور في المنطقة، شملت أيضا أطراف حيي القابون وجوبر شرق العاصمة.

 

في الوقت ذاته، أفادت شبكة سوريا برس أن مقاتلي المعارضة سيطروا على كافة النقاط العسكرية المحيطة ببلدة عسال الورد وقرية الجبة بعد تدميرهم حاجز المرصد وحاجز البهتون ومقتل العشرات من عناصر النخبة في حزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام.

 

وفي حلب بشمال سوريا، قتل شخص وأصيب عدد آخر جراء قصف الطيران الحربي الأحياء السكنية في مدينة الباب بريف حلب، بالتزامن مع غارات جوية على قرى وبلدت بريف عين العرب فيما استهدفت قوات المعارضة بمدافع هاون محلية الصنع نقاط تمركز لعناصر جيش النظام في حي الخالدية بمدينة حلب.

وترافق القصف مع اشتباكات عنيفة في حي البستان ومنطقة السبع بحرات والشيخ نجار والبريق بمدينة حلب.

 

وفي حمص وسط البلاد، أعلنت قوات المعارضة أنها سيطرت على حاجز على أطراف مدينة الرستن بريف المحافظة الشمالي.

 

وفي حماة، قصفت مروحيات النظام بالبراميل المتفجرة بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي، وقتل أربعة من عناصر مليشيا الدفاع الوطني في هجوم لقوات المعارضة في مدينة طيبة الإمام، وأعلنت قوات المعارضة أنها سيطرت على النقطة السابعة لجيش النظام جنوبي مدينة مورك في ريف حماة الشمالي.

 

وجنوبا في درعا، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدة دير العدس في ريف درعا.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2014

 

ذباح” داعش ومسؤول الخطف على لائحة الإرهاب الجديدة

واشنطن- رويترز

أصدرت الخارجية الأميركية، لائحة جديدة ضمت جماعات وأفرادا صنفتهم ضمن قائمتها الخاصة بالإرهاب العالمي.

 

وضمت اللائحة التي أصدرتها الخارجية الأميركية الأربعاء، حسب بيان نشرته على موقعها الرسمي على الإنترنت، أسماء أشخاص من دول عربية وجنسيات أوروبية يحظر التعامل معها وتفرض عليها قيوداً عديدة.

 

ومن الأسماء التي وضعها التصنيف ضمن القائمة “عمرو العبسي” الذي اختارته داعش كزعيم لمحافظة حمص في سوريا، وهو بحسب البيان “مسؤول عن الخطف ” باعتباره قيادياً لداعش في سوريا.

 

كذلك ضمت سالم بنغاليم، الفرنسي الجنسية والمتواجد في سوريا، والذي صنفته لائحة الخارجية الأميركية على أنه منفذ للإعدامات نيابة عن داعش، وقد أدين عام 2007 وحكم عليه بالسجن في محكمة فرنسية عام 2001 بتهمة القتل.

 

بالإضافة إلى محمد عبدالحليم حميدة صالح، مصري الجنسية، صنف في خانة الإرهاب لتجنيده انتحاريين لإرسالهم إلى سوريا وتخطيطه لنشاطات إرهابية في أوروبا. وقد ألقت السلطات المصرية القبض عليه في مايو 2013 بتهمة التخطيط لهجمات على سفارات غربية في القاهرة. وبحسب البيان فإن المتهم عضو في القاعدة ويعتقد بأنه متورط في تنفيذ هجمات ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية.

 

ومن ضمن الأسماء أيضاً، لافدريم موحاسيري ألباني الجنسية حقق شهرة واسعة النطاق بعد أن قام بتحميل صورة له وهو يقطع رأس شاب في يوليو عام 2014، وهو يتبع مراد ماركوشفيلي الشيشاني الجنسية وقائد تنظيم “جند الشام” التي تقاتل إلى جانب جماعات متطرفة أخرى حسب البيان. ونصرت ايمافوفيتش من البوسنة ويعتبر قياديا في “جبهة النصرة” في سوريا.

 

ومن السعودية أورد بيان الخارجية الأميركية اسم “مهند النجدي” الذي عمل في تخطيط وتنفيذ عدة هجمات لصالح القاعدة في أفغانستان منذ عام 2010 قبيل أن يشد رحاله إلى سوريا، حيث واصل دوره كخبير في صناعة العبوات الناسفة لصالح تنظيم القاعدة.

 

كما شملت القائمة أسماء أخرى منها “عبد الصمد فاتح” المعروف بـ”أبو حمزة” الذي انضم إلى شبكة متطرفة مرتبطة بالقاعدة ومرتكزة في منطقة الدول الاسكندنافية والذي التحق بالقتال في سوريا. و”عبدالباسط عزوز” الذي عمل في كل المملكة المتحدة وليبيا وأفغانستان على أنه ناشط رئيسي في تنظيم القاعدة قادر على تدريب وتجنيد مهارات متعددة لصالح القاعدة. وأرسل عام 2011 من قبل أيمن الظواهري مع 200 مقاتل لتشكيل قاعدة في ليبيا.

 

وتذيل القائمة اسم “معليم سلمان” الذي اختاره رئيس تنظيم الشباب السابق أحمد غودان كزعيم للمقاتلين الإفريقيين الأجانب، وهو المسؤول عن تدريب المقاتلين الأجانب الذي كانوا يرغبون بالانضمام إلى تنظيم الشباب واشترك في عمليات داخل القارة استهدفت السائحين والكنائس.

 

وأشار البيان إلى أن الخارجية الأميركية رشحت أسماء لتنظيمات أخرى إلى الأمم المتحدة ليتم إدراجها على لائحة هيئة العقوبات ضد القاعدة.

الخزانة الأميركية تضم 11 اسماً

 

وفي وقت لاحق، أصدرت وزارة الخزانة الأميركية، بيانا، تضمن لائحة تضم 11 شخصاً وكياناً واحداً، صنفتهم ضمن قائمتها الخاصة بالإرهاب العالمي.

 

وحسب البيان، فإن المذكورين “عملوا مع مجموعة من المنظمات الإرهابية كداعش، وجبهة النصرة، والقاعدة وفروعها، والجماعة الإسلامية، عن طريق إرسال الدعم المالي والمادي، ومقاتلين إرهابيين من الأجانب إلى سوريا وغيرها”.

 

وحسب القانون الأميركي، يتم حجز الممتلكات الموجودة داخل الولايات المتحدة أو تحت سيطرتها لكل من يصنف بالإرهاب أو يتعامل معه أو يرتبط به ويمنع أي شخص موجود داخل الولايات المتحدة من التعامل معه أو الاتصال به.

منظمات شملها التصنيف

 

ومن المنظمات التي شملها التصنيف، “جيش المجاهدين والأنصار” والتي تأسست في فبراير عام 2013 وتتخذ من سوريا مقراً لها وتتكون من مقاتلين أجانب وتتعاون مع حركات مسلحة أخرى في سوريا مثل “جبهة النصرة” و”داعش”.

 

وجاء ثانياً في اللائحة نفسها “حركة شام الإسلام” المؤسسة في أغسطس عام 2013، التي وصفها البيان بأنها “منظمة إرهابية بقيادة مغربية تعمل في سوريا ومكونة من مقاتلين أجانب بشكل رئيسي”، مشيراً إلى أنها قامت بعدة عمليات بالتعاون مع “جبهة النصرة”.

 

البنتاغون: مقاتلات عربية شاركت بالغارات بسوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكدت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، الخميس، أن 10 مقاتلات عربية و6 أميركية شاركت في توجيه الضربات الأخيرة على مواقع “تنظيم الدولة” في سوريا.

 

وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي للصحفيين، إن المقاتلات العربية والأميركية أغارت على مصافي النفط الخاضعة لسيطرة التنظيم في سوريا، موضحا أن 80 % من القصف قامت به المقاتلات العربية.

 

وأضاف أن قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، هاجمت 12 منشأة نفطية يسيطر عليها تنظيم الدولة، وضربت البنى التحتية للتنظيم والعمق الاستراتيجي له في محاولة للقضاء على منابع تمويله.

 

وتابع: “نسعى إلى تدمير القدرة الاستراتيجية لتنظيم الدولة في سوريا والقضاء على مصادر تمويل التنظيم”، مشددا على أن قوات التحالف ستتفادى ضرب البنى التحتية في سوريا.

 

وأكد المتحدث باسم البنتاغون: “لم نشهد أي تحركات من جانب داعش منذ بدء الضربات الجوية في سوريا. ولم نلحظ أي تحرك من جانب القوات الحكومية تجاه المناطق” التي قصفها التحالف الدولي في سوريا.

 

وشدد كيربي على أن قوات التحالف لم تقم بأي اتصالات مع الرئيس السوري بشار الأسد أو وزارة الدفاع السورية منذ بدء الضربات الجوية، وأنها لا تنسيق عسكريا مع إيران في تلك الضربات الجوية.

 

وحول الضربة التي استهدفت تنظيم خراسان، قال كيربي إنه لا يمكن تأكيد مقتل أي من زعماء التنظيم في هذه المرحلة، نظرا لعدم وجود قوات على الأرض.

 

عشرات الغارات في سوريا

 

وكانت قوات التحالف الدولي قد شنت عشرات الغارات الجوية على أهداف ومعاقل لتنظيم الدولة وجبهة النصرة في سوريا الخميس، واستهدفت الغارات أيضامنشآت نفطية خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة.

 

ولليوم الثالث على التوالي استمرت غارات قوات التحالف الدولي على مواقع ومقار تنظيم الدولة، مما أدى إلى مقتل 14 مسلحا على الأقل من عناصر تنظيم الدولة، و5 مدنيين، بحسب منظمة مراقبة، حسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن.

 

وقال الجيش الأميركي إن الضربات أصابت منشآت حول الميادين والحسكة والبوكمال.

 

وذكرت مصادرنا أن غارات طيران التحالف في ريف دير الزور استهدفت المركز الثقافي ومنطقة الصناعة والمحكمة الإسلامية ودوار البلعوم في مدينة الميادين، وقرية مركدة بريف دير الزور الشمالي، وقرية الحريجي وبلدة القورية وباديتها بريف دير الزور الشرقي، وحقل العمر النفطي في بادية بقرص.

 

وأفادت مصادرنا أيضا أن طيران التحالف شن 7 غارات على مدينة الميادين، و3 أخرى على بلدة الغورية شرقي دير الزور، مشيرة إلى أن الغارات استهدفت معاقل تنظيم الدولة.

 

كما شن التحالف غارة جوية على مقار التنظيم في محيط جسر قرية قره قوزاق بريف حلب الشمالي، وغارات أخرى على قرى وبلدت بريف عين العرب منتصف الليل.

 

وذكرت شبكة “سوريا برس” أنه سمع دوي انفجارات في إدلب، مشيرة إلى أن قوات التحالف الدولي استهدفت مقار تابعة لجبهة النصرة، مشيرة إلى 7 غارات جوية على مقار تنظيم الدولة في مدينة تل أبيض، أدت إلى مقتل عدد من عناصر التنظيم و12 مدنيا.

 

العقيد السوري المنشق رياض الأسعد: الغارات الدولية غطاء لتقدم الأسد.. وما خفي أعظم

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — ندد العقيد السوري المنشق، رياض الأسعد، أحد أبرز قادة الجيش السوري الحر، بالغارات التي تتعرض لها التنظيمات المسلحة على الأراضي السورية، قائلا إنها تصب في صالح النظام، ورأى أن القوات الحكومية ستستفيد منها لاستعادة ما فقدته من الأراضي.

 

وقال الأٍسعد، الذي يعتبر مؤسس الجيش السوري الحر وأحد أوائل المنشقين عن الجيش السوري النظامي في سلسلة تغريدات عبر حسابه بموقع تويتر إن ما حصل من ضربات للتحالف على الأرض السورية “لم يكن مفاجئا” بل توقعه منذ أكثر من عام.”

 

وأضاف الأسعد، في تغريداته التي بدأت مع الضربات الدولية التي تجري بشراكة عربية وأمريكية: “ما تبقى من اطفال لم يستطع النظام القضاء عليهم يقوم التحالف بإكمال المهمة والقضاء على البقية الباقية وتقوية النظام لاستعادة ما فقد من أرض.”

 

وشبّه الأسعد ما يجري في سوريا حاليا بما جرى في العراق سابقا عبر القول: “التاريخ يعيد نفسه وكأننا اليوم قبل عشر سنوات عندما تم التحالف ضد صدام حسين وتم احتلال العراق وذاق الشعب العراقي الويلات من قوات الاحتلال” منتقدا إبلاغ الولايات المتحدة للنظام السوري بالضربات الجوية قبل موعدها.

 

وندد الأسعد بما تردد حول مقتل أطفال في الغارات، محملا المعارضة السورية المسؤولية، ودعا “كافة المجاهدين والثوار” إلى ضرورة التنبه لأن “الجميع مستهدف” وختم بالقول: “تكلمنا سابقا عن رفضنا لهذا التدخل وبناء على معطيات ونبهنا من خطورته على الثورة وهو غطاء لتقدم النظام وهذا ما ثبت اليوم وما خفي أعظم.”

 

البحرة لـCNN: دفعات من المقاتلين السوريين ستتخرج شهريا من برنامج التدريب بالسعودية.. وعلى التحالف الدولي قصف الأسد

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) — قال هادي البحرة، رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية، في مقابلة مع CNN، إن الولايات المتحدة، ومنذ إقرار دعم المعارضة السورية لمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لم تقدم أسلحة نوعية، وإنما كميات إضافية من الأنواع التي كانت تقدمها سابقا، وأشاد بالضربات العسكرية الموجهة إلى التنظيم، داعيا إلى ضرب نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، لوقف الإرهاب من جذوره.

 

وقال البحرة، الذي قابلته CNN على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، والتي ستشهد قيامه بإلقاء كلمة أمام المجتمعين: “نحن متفائلون كثيرا بالدعم الدولي، ومسرورون لأن المجتمع الدولي استفاق أخيرا ليدرك الخطر الذي يمثله الإرهاب والتطرف في المنطقة، فهذا الأمر لم يعد مجرد مشكلة خاصة بسوريا أو المنطقة بل هو مشكلة عالمية.”

 

وحول مدى رغبة المعارضة السورية برؤية طائرات التحالف الدولي وهي تضرب نظام الأسد أيضا قال البحرة: “أجل نريد منهم ذلك، لأن عليهم التعامل مع جذور المشكلة المتمثلة في نظام الأسد نفسها، والذي شكل الحاضنة الأساسية للتنظيمات الإرهابية في سوريا والمنطقة بل وفي العالم أيضا.”

 

وتابع البحرة قائلا: “بالنسبة لنا، نحن نقاتل على جبهتين منذ مطلع العام الجاري، نحارب تنظيم داعش ونقاتل النظام أيضا، ونحن ندرك أن المجتمع الدولي سيعرف في نهاية المطاف أن على نظام الأسد الرحيل عن السلطة من أجل وضع حد لعمل جميع التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط والعالم.”

 

وحول برنامج تدريب المعارضة السورية في السعودية قال البحرة: “البرنامج معد لخمسة آلاف مقاتل فقط، ولكن لدينا خططنا الخاصة، وقد اقترحنا على الولايات المتحدة تدريب المدربين العسكريين الذين يمكنهم لاحقا تدريب سائر جنودنا وهذا يسمح لنا بتجهيز أعداد أكبر من المقاتلين بوقت أقل.”

 

ونفى البحرة أن تكون المعارضة السورية بحاجة إلى وقت طويل يصل إلى عام أو عامين من أجل الاستعداد لمقاتلة داعش قائلا: “برنامج التدريب يقوم على تخريج دفعات متتالية من المقاتلين ودفعهم إلى الجبهات، شهريا كما أن التدريبات ستُقدم في نهاية المطاف إلى مقاتلين مجربين ولديهم خبرة ميدانية، فالتدريب إذا ينصب على أسلحة معينة وعلى نظم الانضباط وأمور مشابهة.”

 

وعن الأسلحة التي حصلت عليها المعارضة من أمريكا قال البحرة: “حتى الآن لم نحصل على أي أسلحة متطورة باستثناء بعض الصواريخ المضادة للدبابات، نحن بحاجة للمزيد من الأسلحة المتقدمة المضادة للمدرعات، كما نريد المزيد من الحماية الجوية لقواتنا على الأرض وكذلك لمناطقنا المدنية، (منذ إقرار الكونغرس لمشروع تزويد المعارضة السورية بالأسلحة) لم نتسلم أنواعا جديدة من السلاح المتقدم، وإنما كميات إضافية من الأسلحة التي كنا نحصل عليها سابقا.”

 

ولدى سؤاله عن الرسالة التي يمكن له أن يوجهها للأسد قال البحرة: “أقول لكل السوريين أن لحظة رحيل الأسد قد حانت. إذا كان الأسد مهتما بوحدة سوريا وشعبها فعليه المغادرة الآن. نحن على استعداد للسير يدا بيد مع الجميع في سوريا – بما في ذلك أولئك الذين يعملون حاليا في الحكومة السورية والذين لم تتلطخ أياديهم بالدماء ولم يشاركوا في جرائم ضد إخوانهم من السوريين – من أجل بناء سوريا مجددا وتحقيق الانتقال السياسي إلى سوريا جديدة ديمقراطية وحرة.”

 

ورفض البحرة مبدأ رحيل الأسد إلى دولة أخرى دون ملاحقة قائلا: “يجب أن يتحمل الأسد مسؤولية جميع جرائمه التي أمر قواته بتنفيذها، ولكننا على استعداد للتفاوض حول تسوية تقوم على أسس العدالة والسلام من أجل مستقبل سوريا، لكن لا بد من محاسبة مرتكبي الجرائم ولا يمكننا تناسي ذلك.”

 

مصدر عسكري سوري معارض: الغارات الجوية لن تحقق أهدافها دون قوة تدخل برّي

روما (25 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

قال مصدر عسكري قيادي في الجيش السوري الحر إن حصّة سورية من غارات التحالف الدولي على مقرات التنظيمات الإسلامية التكفيرية المرتبطة بالقاعدة وبعض “التنظيمات المتشددة” تجاوز الـ 65 هدفاً، واستبعد أن تحقق هذه الغارات أهدافها ما لم يكن هناك مؤازرة من قوات برّية على الأرض، على حد تقديره

 

وقال المصدر العسكري المسؤول عن إحدى الكتائب المقاتلة في إدلب شمال سورية، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “بشكل أولي يمكن التأكيد على أن غارات التحالف استهدفت في سورية وحدها أكثر من 65 موقعاً، بعض الإصابات غير دقيقة وتسببت بمقتل مدنيين، وبعضها أصاب مواقع تنظيم الدولة الإسلامية إصابات مباشرة، لكن الخسائر التي حققها في صفوف هذا التنظيم غير قويّة بسبب الاحتياطات التي اتّخذها تنظيم الدولة في مقراته ومواقعه وتبديلها بشكل مستمر، وذوبانه بين السكان والمدنيين، ما يُصعّب عملية القضاء عليه”، على حد وصفه

 

وتابع المصدر المسؤول “صحيح أن غارات التحالف فرّقت تنظيم الدولة وتسببت في تشتته واختباء الكثير من مقاتليه، إلا أنه ما لم يكن هناك قوى دعم على الأرض رديفة ومتزامنة مع الغارات الجوية، فإن نتائج هذه الغارات ستبقى محدود ولن تقضي على التنظيم”.

 

وأضاف “صحيح أن غالبية الغارات تجري في الليل، وفي النهار يعيش أهالي المناطق التي تم قصفها حياة طبيعية، إلا أنه من الواجب لتذكير ولفت الانتباه إلى أنها تُخلّف الكثير من الضحايا المدنيين، وعدد أقل من تنظيم جبهة النصرة، وعدد أقل من تنظيم الجبهة الإسلامية، وبدأ مقاتلون تلك التنظيمات يموّهون تواجدهم ويغيّرون لباسهم ويذوبون في المجتمعات المحلية وفي الأماكن السكنية المدنية، ومن المستحيل اصطيادهم هناك دن قوات برية رديفة، خاصة وأن غالبية المناطق التي يسيطرون عليها ليست بيئة صديقة لهم نتيجة ممارساتهم وشك السوريين بمدى تعاون هذا التنظيم مع النظام السوري”، حسب قوله.

 

ونوه المصدر بأن “الحدود المفتوحة بين سورية والعراق تؤدي دور الخزان الإمدادي لتلك التنظيمات، فكلما قُتل قيادي فيها دخل خمسة آخرون بدلاً عنه، وهذا الأمر لا نهائي وصعب الضبط بغارات جوية فقط، وما لم يكن هناك خطة تدريجية للتحالف الغربي للسيطرة على الأرض، فإن تلك التنظيمات ستتمدد وتخرج أقوى من الأول”، وفق تقديره

 

ايطاليا: إغاثة ثلاثمائة مهاجر سوري قبالة سواحل قبرص

أثينا (25 أيلول/سبتمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أنقذت سفينة سياحية ثلاثمائة مهاجر سوري كانوا على متن قارب صيد صغير قبالة الساحل الجنوبي لقبرص، بعد أن تلقى خفر السواحل نداء استغاثة من المهاجرين

 

وأكدت وزارة الدفاع أنه “وفقا لمدير ميناء ليماسول جورجوس بوروس، فقد تم نقل جميع المهاجرين الثلاثمائة على متن السفينة (سلاميس فيلوزينيا) وهم يتمتعون بصحة جيدة، ونتوقع وصولهم إلى ميناء ليماسول هذا المساء”، معلنة أن “الأطباء والممرضين سيكونون على استعداد لإستقبالهم وإجراء الفحوصات عليهم حال وصولهم إلى الميناء”، حسبما جاء في بيان

 

وقال مسؤولون قبارصة إن “المهاجرين، ومن بينهم الكثير من النساء والأطفال، سيتم نقلهم لاحقا إلى ثكنة قرب العاصمة نيقوسيا”، على حد تعبيرهم

 

هذا وقد طلبت السلطات القبرصية من السفينة السياحية السالفة الذكر، تغيير مسارها والمساعدة في عملية الانقاذ، التي أعاقتها الرياح القوية

 

العبادي يقول ان الدولة الاسلامية تخطط لهجمات على شبكات المترو في باريس وامريكا

نيويورك (رويترز) – قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الخميس إن العراق تلقى معلومات مخابرات “ذات مصداقية” عن ان متشددي الدولة الاسلامية يخططون لتنفيذ هجمات على شبكات المترو في باريس والولايات المتحدة.

 

وقال لمجموعة صغيرة من الصحفيين الامريكيين “اليوم.. بينما انا هنا.. اتلقى تقارير دقيقة من بغداد حيث اعتقلت بضع عناصر وتوجد شبكات تخطط من داخل العراق لتنفيذ هجمات.”

 

واضاف “انهم يخططون لهجمات في شبكات المترو في باريس والولايات المتحدة.” وتابع “من التفاصيل التي تلقيتها.. نعم تبدو ذات مصداقية.”

 

وقال العبادي انه تلقى المعلومات صباح يوم الخميس في نيويورك.

 

ولم يتسن لرويترز تأكيد المعلومات على الفور من السلطات الفرنسية والامريكية.

 

(اعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير احمد حسن)

 

مصادر: امريكا ليس لديها دليل على اي مؤامرة للدولة الاسلامية ضد شبكات المترو

واشنطن (رويترز) – قال مسؤولان امنيان كبيران بالحكومة الامريكية لرويترز يوم الخميس إن الولايات المتحدة ليس لديها دليل لدعم زعم عراقي عن ان متشددي الدولة الاسلامية يتآمرون لمهاجمة شبكات المترو الأمريكية.

 

وقال مسؤول متحدثا بشرط عدم نشر اسمه إن الولايات المتحدة سبق ان تلقت تهديدات عن أن جماعات متشددة مختلفة تستهدف مثل هذه الشبكات لكن لا توجد معلومات حديثة عن خطة وشيكة لتنظيم الدولة الاسلامية.

 

وقال مصدر منفصل في الكونجرس ان المشرعين لم يبلغوا بأي تهديدات حالية من الدولة الاسلامية ضد شبكات المترو في المدن الامريكية.

 

وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في وقت سابق يوم الخميس إن العراق تلقى معلومات مخابرات “ذات مصداقية” عن خطة للدولة الاسلامية لمهاجمة شبكات المترو في باريس والولايات المتحدة.

 

(اعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

القوات الكردية تصد تقدم الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا

بيروت / كاراجا (تركيا) (رويترز) – صدت القوات الكردية في شمال سوريا تقدم مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية صوب مدينة استراتيجية على الحدود التركية يوم الخميس وطالبت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة باستهداف دبابات التنظيم وأسلحته الثقيلة.

 

وكان مقاتلو الدولة الإسلامية شنوا هجوما جديدا لمحاولة الاستيلاء على مدينة كوباني الحدودية قبل أكثر من أسبوع بعد قتال استمر شهورا ومحاصرتها من ثلاث جهات.

 

وفر أكثر من 140 ألف كردي على الأقل من المدينة المعروفة أيضا باسم عين العرب والقرى المحيطة بها وعبروا الحدود إلى تركيا.

 

وقال شاهد من رويترز إن مقاتلي الطرفين الأكراد والدولة الاسلامية تبادلوا القصف بنيران المدفعية والمدافع الرشاشة في عدة قرى على مسافة 15 كيلومترا غربي كوباني حيث بدا أن الخطوط الأمامية لم تتغير كثيرا عما كانت عليه منذ عدة أيام.

 

من ناحية أخرى قال مسؤولان كرديان إن تنظيم الدولة الاسلامية ركز مقاتليه جنوبي كوباني في ساعة متأخرة يوم الاربعاء وتقدم صوب المدينة لكن وحدات حماية الشعب الكردية صدت الهجوم.

 

وقال ادريس ناسان وكيل وزارة الخارجية في إقليم كوباني لرويترز هاتفيا إن وحدات حماية الشعب صدت الهجوم وأبعدت القوات المهاجمة مسافة تتراوح بين عشرة و15 كيلومترا.

 

وقال لاجئون من الأكراد السوريين الذين يتابعون القتال من تل على الجانب التركي من الحدود إن مقاتلي الدولة الاسلامية لم يتمكنوا من التقدم من المواقع التي استولوا عليها في بساتين الزيتون غربي كوباني.

 

وقامت قوات الجيش التركي بتسيير دوريات على الجانب التركي من الحدود وكان الجنود يقومون بين الحين والآخر بابعاد الناس عن التل المشرف على أرض المعركة. وترددت أيضا أصداء نيران الاسلحة الثقيلة على مسافة بعيدة عن الحدود داخل الأراضي السورية.

 

وعرقل موقع المدينة تعزيز مقاتلي التنظيم لمكاسبهم في شمال سوريا. وحاول التنظيم الاستيلاء على المدينة في يوليو تموز لكن قوات محلية صدته بدعم من مقاتلين أكراد من تركيا.

 

وجددت وحدات حماية الشعب يوم الخميس مطالبتها لقوات التحالف بشن غارات على مواقع التنظيم حول كوباني.

 

وقال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب “رغم أن كل مواقع الدولة الاسلامية وأسلحتها الثقيلة بما في ذلك الدبابات والمركبات المدرعة حول كوباني واضحة وعلى مرأى من الجميع على الخط الأمامي فمن الجدير بالذكر أن هذه الاهداف لم تقصف حتى الآن.”

 

وأضاف “نحن على أقصى درجات الاستعداد للتعاون مع قوات التحالف الدولي ضد الارهاب وتقديم تعليمات تفصيلية لها عن الأهداف الرئيسية.”

 

وأكد أوجلان ايسو أحد المسؤولين الأكراد عن شؤون الدفاع أن وحدات حماية الشعب أوقفت تقدم التنظيم جنوبي كوباني.

 

وقال هاتفيا “مقاتلونا أمنوا المنطقة وعثرنا على 12 جثة لمقاتلي الدولة الاسلامية.” وأضاف أن مقاتلي التنظيم مازالوا موجودين إلى الشرق والغرب من المدينة مع استمرار القتال في الجنوب.

 

وقال المسؤولان إنهما سمعا أزيز طائرات حربية تحلق فوق كوباني مساء الاربعاء للمرة الاولى لكن لم تعرف أهدافها على الفور.

 

وقال مسؤولون أمريكيون إن الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة استمرت لليلة ثالثة مساء الاربعاء مستهدفة مصافي النفط الخاضعة لسيطرة الدولة الاسلامية في شرق سوريا.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن ثمانية مقاتلين من قوات حماية الشعب قتلوا خلال الاشتباكات الليلية.

 

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

البنتاجون: من السابق لأوانه اعلان النصر على الدولة الاسلامية

واشنطن (رويترز) – قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) يوم الخميس إن من السابق لأوانه القول إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة “ينتصر” على تنظيم الدولة الاسلامية واشارت الى أن التنظيم ما زال يمكنه الوصول الى متطوعين واسلحة وتمويل حتى بعد عمليات القصف في سوريا والعراق.

 

وقال المتحدث باسم البنتاجون الاميرال جون كيربي للصحفيين “سؤالكم هو.. كيف تعرفون انكم تنتصرون؟ وما اقوله لكم هو اننا سنستغرق بعض الوقت لنكون قادرين على ان نقول ذلك.”

 

واضاف “حتى بعد الضربات التي تعرضوا لها… ما زال لديهم تمويل عند اطراف اصابعهم. ما زال لديهم كثير من المتطوعين. ما زال لديهم كثير من الاسلحة والمركبات والقدرة على التحرك.”

 

(اعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

فرنسا تشن ضربات ضد الدولة الإسلامية في العراق بعد الغارات في سوريا

من جون ايريش وتوم بيري

باريس/بيروت (رويترز) – قصفت طائرات حربية فرنسية أهدافا في العراق يوم الخميس فيما كثفت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغارات الجوية في سوريا ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين سيطروا على مناطق كبيرة في العراق وسوريا.

 

والضربات الفرنسية هي الأولى منذ 19 سبتمبر أيلول عندما شاركت باريس في العمل العسكري الأمريكي ضد الدولة الإسلامية في العراق وجاءت بعد أن ذبحت جماعة إسلامية جزائرية متشددة سائحا فرنسيا في الجزائر وهو النبأ الذي أعلن في ساعة متأخرة يوم الأربعاء ردا على مشاركة باريس في الحملة العسكرية في العراق.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 14 مقاتلا على الأقل تابعين للدولة الإسلامية قتلوا في غارات جوية شنتها القوات التي تقودها الولايات المتحدة أثناء الليل على شرق سوريا بينما أفادت تقارير أن القوات الكردية صدت تقدما للإسلاميين في اتجاه بلدة كوباني الحدودية.

 

وقال مسؤولون أمريكيون إن الليلة الثالثة من الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في وقت متأخر يوم الأربعاء استهدفت مصافي النفط الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية في ثلاث مناطق نائية في شرق سوريا إذ حاولت الولايات المتحدة وحلفاؤها وقف مصدر رئيسي من مصادر عائدات التنظيم.

 

واستهدفت الغارات أيضا عرقلة قدرة الدولة الإسلامية على العمل عبر الحدود السورية العراقية وهي منطقة أعلنتها منطقة خلافة إسلامية.

 

تأتي الغارات الجوية بعد القلق المتزايد في العواصم الغربية والعربية من المكاسب العسكرية السريعة التي حققتها الدولة الإسلامية في العراق وقطع رؤوس رهائن أمريكيين وبريطانيين ووضع مقاطع الفيديو التي تصور ذلك على الانترنت.

 

وتعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمواصلة الضغط العسكري على الجماعة التي واصلت تقدمها في المناطق الكردية في شمال العراق هذا الأسبوع رغم الضربات الجوية.

 

وفر نحو 140 ألفا إلى تركيا فيما يتحدث الفارون عن احراق قرى وذبح الأسرى.

 

وقال أوباما في خطاب استمر أقل قليلا من 40 دقيقة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الأربعاء “اللغة الوحيدة التي يفهمها قتلة كهؤلاء هي لغة القوة. لذا فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستعمل مع تحالف واسع لتفكيك شبكة الموت هذه.”

 

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه يرغب في مشاركة بريطانيا في الضربات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق بعد أن طلبت حكومة بغداد المساعدة من لندن. ودعا البرلمان إلى عقد جلسة يوم الجمعة للحصول على موافقته على التحرك العسكري.

 

ولم يقدم متحدث باسم الحكومة الفرنسية تفاصيل عن الغارات الجوية الفرنسية في العراق واستبعدت فرنسا المشاركة في الهجمات على الدولة الإسلامية في سوريا.

 

لكن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان أبقى الباب مفتوحا لإمكانية مشاركة فرنسا في الهجمات على سوريا بعد ساعات من مقتل السائح الفرنسي إيرفيه جورديل الذي ذبح في الجزائر بعد مرور 24 ساعة فقط على المهلة التي أعطيت لفرنسا لوقف هجماتها في العراق وهو الأمر الذي ضاعف على ما يبدو من تشدد موقف باريس.

 

وقال وزير الدفاع لراديو آر.تي.إل “الفرصة غير متاحة اليوم. لدينا بالفعل مهمة هامة في العراق وسنرى كيف يتطور الموقف خلال الايام القادمة.”

 

ومع الإلحاح عليه أكثر ليوضح هذه الإمكانية مستقبلا قال “المسألة مطروحة على الطاولة.”

 

وقال الجيش الأمريكي إنه استخدم -إلى جانب السعودية والإمارات- طائرات مقاتلة وطائرات بدون طيار لمهاجمة 12 مصفاة لتكرير النفط في شرق سوريا تسيطر عليها الدولة الإسلامية وتدر مليوني دولار يوميا للمتشددين.

 

وقال الجيش الأمريكي إن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الغارات على المصافي كانت ناجحة. ودمرت غارة أخرى مركبة تابعة للدولة الإسلامية.

 

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن الضربات أسفرت أيضا عن مقتل خمسة مدنيين على الأقل.

 

وقال مسؤولان كرديان يوم الخميس إن القوات الكردية صدت هجوما لمقاتلي الدولة الإسلامية في اتجاه بلدة كوباني في اشتباكات استمرت أثناء الليل.

 

وشن مقاتلو الدولة الإسلامية هجوما جديدا في محاولة للسيطرة على على البلدة منذ أكثر من أسبوع بتركيز مقاتليها جنوبي البلدة للتقدم نحوها في وقت متأخر يوم الأربعاء لكن قوات وحدات حماية الشعب تصدت لهم.

 

وقال ادريس ناسان وكيل وزارة الخارجية في إقليم كوباني لرويترز هاتفيا إن وحدات حماية الشعب صدت الهجوم وأبعدت القوات المهاجمة مسافة تتراوح بين عشرة و15 كيلومترا.

 

وأكد أوجلان ايسو أحد المسؤولين الأكراد عن شؤون الدفاع أن وحدات حماية الشعب أوقفت تقدم التنظيم جنوبي كوباني.

 

وقال هاتفيا “مقاتلونا أمنوا المنطقة وعثرنا على 12 جثة لمقاتلي الدولة الاسلامية.” وأضاف أن مقاتلي التنظيم مازالوا موجودين إلى الشرق والغرب من المدينة مع استمرار القتال في الجنوب.

 

وبالقرب من دمشق اجتاحت القوات الحكومية السورية مواقع قوات المعارضة في بلدة اليوم لتعزز بذلك قبضة الرئيس السوري بشار الأسد على الأراضي المحيطة بالعاصمة.

 

وتقع بلدة عدرا العمالية على بعد حوالي 30 كيلومترا من دمشق لكنها بعيدة عن الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة على مقاتلي الدولة الإسلامية.

 

وبسطت قوات الأسد مدعومة من حزب الله اللبناني سيطرتها تدريجيا على ممر من الأراضي يربط بين دمشق وساحل البحر المتوسط.

 

وانتقد عدد كبير من النشطاء السوريين والمعارضين الولايات المتحدة لتركيزها على قصف الدولة الإسلامية وجماعات متشددة أخرى دون أن تفعل شيئا لإسقاط الأسد.

 

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى