أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الخميس 31 تشرين الأول 2013

«جنيف – 2» نحو التأجيل بعد شروط الأسد والخلافات على تمثيل المعارضة

باريس – رندة تقي الدين

دمشق، بيروت، عمّان، نيويورك – أ ف ب، رويترز – ظهرت بوضوح أمس التعقيدات الكبيرة التي تحيط بجهود عقد مؤتمر السلام السوري، إذ أبلغ الرئيس بشار الأسد الموفد الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي بأن أي حل للأزمة التي تعصف ببلاده لا يمكن أن ينجح إلاّ إذا أوقفت دول خارجية دعمها لمن وصفهم بـ «الإرهابيين»، في إشارة إلى فصائل المعارضة السورية. وزاد هذا الموقف، الذي جاء خلال اللقاء الأول الذي يجمع الأسد بالإبراهيمي منذ قرابة السنة، من الشكوك حول إرجاء عقد مؤتمر «جنيف 2»، والذي تم تداول موعده في شكل غير رسمي في 23 تشرين الثاني (نوفمبر).

ونقلت وكالة «رويترز» من عمّان عن مسؤولين عرب وأجانب، أن القوى الدولية لن تتمكن على الأرجح من تحقيق هدفها بعقد مؤتمر السلام السوري الشهر المقبل، نتيجة ظهور خلافات بين موسكو وواشنطن حول «تمثيل المعارضة» فيه. ونسبت إليهم أيضاً أن فشل الائتلاف الوطني السوري المعارض في اتخاذ موقف واضح من محادثات السلام يُتوقع أن يساهم في إرجاء «جنيف – 2» لما يصل إلى شهر تقريباً عن موعده الأصلي غير الرسمي.

وقال مسؤول معني بالتحضير للمحادثات: «ستظهر صورة أوضح عندما تجتمع الولايات المتحدة وروسيا الأسبوع المقبل، ولكن كل المؤشرات يُظهر أن هدف (عقد المؤتمر في) 23 تشرين الثاني سيكون من الصعب تحقيقه».

ويجتمع مسؤولون أميركيون وروس في جنيف الأسبوع المقبل، للتحضير لمؤتمر السلام السوري، وقال مسؤول إن أحد أبرز نقاط الخلاف يتعلق بالدور الذي يمكن أن يلعبه الائتلاف الوطني السوري. وتعتبر موسكو «الائتلاف» واحداً فقط من أطراف المعارضة، داعية إلى حضور وفود متعددة، بينها «معارضة الداخل»، التي يمكن أن تجلس إلى طاولة المفاوضات بوصفها «خصماً» للأسد. وعبّر عن هذا الموقف المعارضُ المقيمُ في دمشق حسن عبدالعظيم، بعد لقائه الإبراهيمي قبل يومين، عندما قال إن المعارضة يجب أن تتمثل ليس بوفد يقوده «الائتلاف» ولكن كجزء من وفد موحد يمثّل «المعارضة الوطنية السورية».

وفي هذا الإطار، علمت «الحياة» من مصادر غربية، أن السفير الأميركي في سورية روبرت فورد، الذي التقى في جنيف الأسبوع الماضي النائب المُقال لرئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية قدري جميل، أكد للأخير أن الولايات المتحدة ملتزمة كلياً نص «جنيف -١»، وأنها أيضاً مصرّة على أنّ لا دور للرئيس بشّار الأسد في المرحلة الانتقالية. وقالت المصادر إن فورد أبلغ جميل أن الإدارة الأميركية تعتبر أن نص «جنيف – ١» يُخرج الأسد من المسار السوري، وأن المعارضة ستتمثل بـ «الائتلاف».

ورأت المصادر الغربية أن لجوء الأسد إلى إقالة قدري جميل أول من أمس، يشير إلى «ضعف وضع النظام»، علماً أن الإعلان الرسمي للإقالة تضمن الإشارة إلى أنه قام بلقاءات غير مصرّح له القيام بها في الخارج، في تأكيد لأن إخراجه من الحكومة يتعلق تحديداً بلقائه السفير فورد والتفاوض مع الأميركيين في خصوص «جنيف – 2».

وقالت المصادر إن وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر كان دُعي أيضاً لحضور الاجتماع مع فورد، لكنه لم يحضر. وغادر جميل جنيف إلى موسكو، حيث هو موجود حالياً، علماً أنه عبّر بعد إقالته عن رغبته في العودة إلى دمشق.

وكان لافتاً أمس تحذير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من احتمال فشل «جنيف – 2»، إذ قال في مؤتمر صحافي في أثينا: «تم التعبير بشكل واضح عن اعتراضات على هذا الاجتماع الروسي -الأميركي، ليس من أطراف سورية فحسب، بل أيضاً من بعض عواصم دول مجاورة أو غير مجاورة». وأضاف: «يجب تجنب فشل هذه المبادرة»، معتبراً أن قلب نظام الأسد بالقوة سيؤدي إلى قيام نظام «متطرف» مكانه سيشكل «خطراً هائلاً على الذين يعيشون في سورية أو في المنطقة».

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن الأسد أكد خلال لقائه الإبراهيمي الأربعاء أن «أي حل يتم التوصل إليه» للأزمة السورية «يجب أن يحظى بقبول السوريين»، مجدداً القول إن الشعب السوري هو وحده المخول «رسم مستقبل سورية». وقال الاسد إن «نجاح أي حل سياسي يرتبط بوقف دعم المجموعات الإرهابية والضغط على الدول الراعية لها والتي تقوم بتسهيل دخول الإرهابيين والمرتزقة إلى الأراضي السورية وتقدم لهم المال والسلاح ومختلف أشكال الدعم اللوجستي»، معتبراً أن «هذا الأمر هو الخطوة الأهم لتهيئة الظروف المواتية للحوار ووضع آليات واضحة لتحقيق الأهداف المرجوة منه».

من جهة أخرى، أكدت المتحدثة باسم المبعوث الدولي خولة مطر لوكالة «فرانس برس» الأربعاء، رغبة الإبراهيمي في أن تشارك السعودية في مؤتمر «جنيف-2». وقالت إن الإبراهيمي «يقدّر دور المملكة في إعطاء دفع لعملية السلام» في سورية والمنطقة، و «يأمل بمشاركتها» في مؤتمر السلام السوري.

وفي نيويورك، استعدت المملكة العربية السعودية لطرح مشروع قرار في اللجنة الثالثة في الجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بقضايا حقوق الإنسان، يدين استخدام السلطات السورية الأسلحة الكيماوية ومشاركة «حزب الله» في القتال في سورية. ويدعو مجلس الأمن إلى «اتخاذ الإجراءات لمحاسبة المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيماوية». وتشترك في رعاية القرار الذي سيطرح على التصويت امام اللجنة، السعودية والكويت وقطر، ويتوقع أن تنضم الى رعايته دول عربية وأوروبية.

روسيا ترحّب بنجاح المرحلة الأولى من تدمير الترسانة الكيماوية السورية

موسكو – يو بي أي

رحبّت وزارة الخارجية الروسية، بنجاح المرحلة الأولى من تدمير الترسانة الكيماوية السورية.

وقال مصدر في الوزارة لوكالة (نوفوستي) الروسية للأنباء، إن “المرحلة الأولى من تدمير الترسانة الكيماوية السورية قد أنجزت بنجاح”، مشيراً إلى أن “روسيا تدعم وستساعد بمختلف الأشكال على تنفيذ هذه المهمة في المواعيد المحددة من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ومجلس الأمن الدولي”.

وأعرب المصدر عن أمله بأن يتم تدمير الترسانة الكيماوية السورية بحول منتصف العام 2014 كما هو مُعلن.

وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أعلنت في وقت سابق اليوم، أن سورية دمّرت كل معدّات الإنتاج والمزج في منشآت الأسلحة الكيماوية المعلنة ملتزمة بمهلة حدّدت لها ضمن برنامج لنزع السلاح.

الإبرهيمي يواجه “وضعاً صعباً للغاية” وإلياسون يضطلع بدور أكبر لجنيف – 2

نيويورك – علي بردى العواصم – الوكالات

أكد الرئيس السوري بشار الاسد لدى لقائه الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي امس ان “اي حل يتم التوصل اليه” للازمة السورية “يجب ان يحظى بقبول السوريين”، مع تحذير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من فشل مؤتمر جنيف – 2، معتبرا ان السعي الى قلب نظام الاسد بالقوة يحمل في طياته “خطرا هائلا” على سوريا والمنطقة. ص11

ولمح ديبلوماسي غربي أمس الى امكان تزخيم الدور الذي يضطلع به نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون في العملية السياسية المرتقبة أملاً في ايجاد تسوية للأزمة السورية من أجل مساعدة الابرهيمي الذي “يواجه وضعاً صعباً للغاية” في التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر جنيف – 2 الشهر المقبل.

وكان الديبلوماسي يتحدث الى مجموعة من الصحافيين شرط عدم ذكر اسمه، فقال إن للأزمة في سوريا أربعة فروع: يتمثل الأول في التعاون “الجيد” بين دمشق ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتفكيك الترسانة السورية. ويتعلق الثاني بوضع “غير جيد على الإطلاق” في ما يخص الوضع الإنساني. وكشف أن وكيلة الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الإنسانية والمعونة الطارئة البارونة فاليري آموس اقترحت “تشكيل مجموعة توجيهية من الدول المؤثرة على الأطراف المختلفين” في سوريا لتيسير ايصال المساعدات الإنسانية، موضحاً أن “لا مانع لدى الدول الأوروبية والغربية في أن تكون روسيا وايران وتركيا وغيرها في هذه المجموعة”. ويرتبط الثالث بالتحضيرات لعقد مؤتمر جنيف – 2، مشيراً الى “تحديات من الطرفين، فالمعارضة منقسة (ولكن) نأمل في أن تتفق على الحضور… والأسد لديه شروط”. ولاحظ أن “الابرهيمي في وضع صعب للغاية”، ولكن “هل هذه هي اللحظة المناسبة كي يتنحى قبل أسابيع ثلاثة من الموعد المحتمل لمؤتمر جنيف؟ من سيتطوع للقيام بهذه المهمة؟”. وأعرب عن اعتقاده أن “على الأمين العام أو على الأرجح نائب الأمين العام أن ينخرطا مباشرة في العمل” على اطلاق العملية السياسية. ورجّح “إذا استقال الابرهيمي، أن يتسلم الملف كلياً نائب الأمين العام”.

عقدة التمثيل

وفي عمان، استبعد مسؤولون عرب وغربيون أن تفي القوى الدولية بهدف عقد محادثات للسلام في سوريا في جنيف الشهر المقبل مع ظهور خلافات بين واشنطن وموسكو على تمثيل المعارضة. وأبلغ المسؤولون “رويترز” أن من المتوقع أيضاً أن يساهم فشل “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في اتخاذ موقف واضح من المحادثات في تأجيلها قرابة شهر.

وقال مسؤول إن من نقاط الخلاف الرئيسية دور ائتلاف المعارضة وهي نقطة اشتد الخلاف عليها منذ اجتماع مجموعة “اصدقاء الشعب السوري” في لندن الاسبوع الماضي بين الدول الغربية والعربية المعارضة للأسد. وخلص المجتمعون الى أن محادثات جنيف يجب أن تكون بين وفد واحد للنظام السوري ووفد واحد للمعارضة ينبغي أن تكون القيادة فيه للائتلاف الوطني باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري.

بيد ان روسيا تعتبر الائتلاف مجرد جزء من المعارضة ولذا اقترحت أن تمثل المعارضة بوفود عدة بمن في ذلك شخصيات مقيمة في دمشق تقبل بها الحكومة.

مشروع سعودي

الى ذلك، علمت “النهار” من مصدر عربي أن السعودية ستقدم اليوم في اللجنة الثالثة للجمعية العمومية للأمم المتحدة مشروع قرار في شأن “وضع حقوق الإنسان في سوريا” على أن يجري التصويت عليه قبل منتصف الشهر المقبل. ويتألف المشروع الذي حصلت “النهار” على نسخة منه من 18 فقرة. وهو يبدأ بـ”التنديد بقوة باستخدام الأسلحة الكيميائية” في سوريا، وخصوصاً في هجوم الغوطة في 21 آب الماضي والذي “تشير التحقيقات بقوة” الى أن الحكومة السورية تقف وراءه. كذلك يندد بـ”الانتهاكات الجسيمة والخطيرة لحقوق الإنسان”.

ضربة إسرائيلية قرب اللاذقية

 شهدت ساعات الصباح الأولى في سوريا تطورات عسكرية بارزة، حيث أفاد نشطاء ومواقع الكترونية عن حصول انفجار مجهول في قاعدة عسكرية قرب قرية صنوبر في مدينة جبلة، تبين لاحقاً أنه ناتج عن ضربة اسرائيلية استهدفت تدمير صواريخ متطورة روسية الصنع.

وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي سوري أو إسرائيلي يؤكد أو ينفي الضربة،  أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن قصفاً صاروخياً اسرائيلياً من البحر استهدف القاعدة العسكرية قرب قرية صنوبر. وذكرت القناة الإسرائيلية الثانية أن “الهجوم الذي تعرضت له القاعدة الجوية قرب مرفأ اللاذقية، استهدف تدمير صواريخ “اس – 125”  روسية الصنع.  كما أشارت إلى أن “منظومة الصواريخ المستهدفة هي منظومة مضادة للطائرات المتطورة جداً”.

 كذلك، نشرت القناة الثانية صوراً من الأقمار الصناعية للمنطقة تظهر صواريخ نيفا الروسية الصنع، فضلاً عن بطارية صواريخ  “اس اي 2″، التي تضم أيضاً أجهزة لتعقب أهداف هذه الصواريخ عند إطلاقها.

 بدوره، تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن ورود  معلومات عن دوي انفجار في إحدى قواعد الدفاع الجوي في منطقة صنوبر جبلة، وأنه لا معلومات عن حجم الخسائر البشرية في صفوف القوات النظامية، بينما رجحت صفحات على فايسبوك ان تكون الغارة قد وقعت قرابة الساعة السابعة صباحاً.

وكانت ليلة أمس قد شهدت تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي الاسرائيلي فوق  لبنان دام قرابة الـ6 ساعات، بدأت منذ منتصف الليل وصولاً الى ساعات الفجر الاولى.

 من جهتها، أكدت مصادر خاصة لـ”المدن” من اللاذقية، وقوع انفجار ضخم في قاعدة عسكرية قرب قرية صنوبر، مشيرةً إلى أن حركة سيارات الإسعاف باتجاه المنطقة استمرت لساعات.

 وتعد الضربة الإسرائيلية  الجديدة لسوريا اليوم، الخامسة من نوعها هذا العام. وكانت غارات سابقة استهدفت أيضاً مواقع عسكرية في مناطق مختلفة من سوريا كان أبرزها غارة في أيار الماضي، استهدفت مركز البحوث العلمية في جمرايا في ريف دمشق.

قراءة في ألغام مصطلحات «جنيف» وآلياته

الحرب الديبلوماسية عليه والدفاع الروسي

وسيم ابراهيم

لم يحارب أحد من أجل «جنيف 1» كما فعلت روسيا. يمكن تأريخ «الغضب» الديبلوماسي الروسي حيال الأزمة السورية باللحظات التي انبرت فيها موسكو في وجه من يمس مقرراته.

في هذا السياق، جاءت اللهجة الديبلوماسية الحادة والمسهبة للكرملين تجاه بيان مؤتمر لندن لمجموعة «أصدقاء سوريا». لا يخوض معارك كهذه إلا من يعتبر أن «جنيف 1»، على ما هو عليه، مكسب يجب عدم التفريط فيه. كل الضجيج والصياح لا يغير بالنسبة للروس أن جنيف هو جنيف. لكن «الائتلاف الوطني» المعارض يحتاج ما يبرر به قبول التفاوض. هكذا ينتظر أن يأتي اجتماع وزراء الخارجية العرب الأحد المقبل على منوال مؤتمر لندن، نتيجة لتقدم الولايات المتحدة في إقناع السعودية بحتمية خطوة التفاوض المقبلة.

الفرنسيون والبريطانيون حاولوا جعل دول الاتحاد الأوروبي تصادق على ترجمتهم لجنيف الأول. لكن عدة دول أوروبية رفضت الدخول في التفاصيل، وخصوصا إلى من ستعود السلطة على الجيش وتحديد الصلاحيات الرئاسية. هذا ما أكده لـ«السفير» مصدر ديبلوماسي رفيع المستوى، ومطّلع عن قرب على المداولات الأوروبية.

جرى هذا السجال خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في لوكسمبورغ، قبل يوم من اجتماع لندن. رأت دول، أبرزها السويد والنمسا، أنه يجب عدم إثقال جنيف بالشروط، فلم تمر ترجمة لندن وباريس. لم ينتفض الروس على بيان الأوروبيين، الذي اعتبر أن «هيئة الحكم الانتقالية»، التي أقرها جنيف، ستملك السلطة على «جميع المؤسسات الحكومية والأمنية». لكنهم غضبوا على مقررات لندن التي حددت نهاية دور الرئيس السوري بشار الأسد بمجرد تشكيل هيئة الحكم، وأفتت بوضع سوريا تحت حكم حالة طوارئ مع إبطال الدستور. بالنسبة لروسيا هذا خروج عن مقررات جنيف الأول الذي يقول نصه، بوضوح، خلاف ذلك.

المعارضة والنظام لم يخفيا منذ اللحظة الأولى عدم ارتياحهما لـ«جنيف 1». روسيا نجحت، سريعا، في إقناع النظام بأنه في مصلحته. الدول الراعية للمعارضة لم تنجح في ذلك. لم تمر أيام حتى بدأت موسكو في التحذير من أي تلاعب بما وافقت عليه دول مجلس الأمن الخمس كأساس للمرحلة الانتقالية. لم يتحدث جنيف عن حكومة انتقالية، وكل ما ذكر عن هذا لا يعدو كونه محاولة للتبسيط أو سوء فهم. من صاغوا البيان ليسوا ضيقي الأفق كي لا يجدوا مفردات مناسبة. اعتبروا أن ما سيشكله النظام والمعارضة بالتراضي هو «هيئة حكم انتقالية». ترك للطرفين، خلال التفاوض، تحديد شكل هذه الهيئة، سواء حكومة أو مجلس حكم أو حكماء. لكن صلاحيات الهيئة واضحة في مقررات جنيف. ستخضع لها «جميع المؤسسات الحكومية، بما فيها دوائر الاستخبارات». هنا يحسم جنيف الصلاحية على أفرع الاستخبارات، ويترك للتفاوض تحديد من سيرأسها على أن تكون «قيادة عليا تكون محل ثقة الجمهور». لا حديث مشابهاً عن الجيش، ولا ذكر له سوى من باب ضرورة الحفاظ عليه.

ويؤدي مؤتمر جنيف إلى أن تسير الدولة السورية، خلال المرحلة الانتقالية، تحت سلطة رأسين. حتى تشكيل هيئة الحكم، مهما استهلك ذلك من وقت، ستبقى صلاحيات حكم الدولة بيد منصب الرئاسة. بعد ولادة «الهيئة» ستنتقل لها الصلاحيات «التنفيذية»، المذكورة سابقا، لكن سيكون عليها العمل مع منصب الرئاسة لإصدار ما يلزم لنقل تلك السلطات لها. بعد ذلك، سيكون عليها الإشراف مع الرئاسة على عملية «حوار وطني» لتحديد مستقبل البلد وشكل الحكم فيه. بناء على ذلك، سيعاد صوغ دستور جديد، ومن ثم يعرض على الاستفتاء العام. طوال تلك الفترة، وحتى يتم اعتماد دستور جديد لسوريا، ستكون السلطة على الجيش بيد منصب الرئاسة. ما لم يتخلَّ عنها، فالدستور الحالي يقول إن رئيس الجمهورية هو «القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة». بعد كل ذلك، سيأتي اعتماد نظام دستوري جديد، ليليه الإعداد لانتخابات عامة، رئاسية أو برلمانية، بحسب نظام الحكم الذي سيكون حدده الدستور سابقا.

ويعطي جنيف لهيئة الحكم الانتقالية وظيفة توطيد الاستقرار وإنهاء العنف، ويطلب تعاون الجيش معها لتنفيذ عمليات انسحاب، أما المعارضة المسلحة فتأتي حرفياً في سياق «نزع سلاح المجموعات المسلحة وتسريح أفرادها وإعادة إدماجها».

بعد كل هذا، لا يعود مستغرباً دفاع روسيا عن جنيف. إنهم يعرفون بالضبط على ماذا وقّعوا، والصيغة الأساس للانتقال تضمن دورين لحليفهم النظام: من جهة المشاركة في هيئة الحكم، ومن جهة أخرى استمرار لعب الرئيس السوري لدوره حتى إقرار دستور جديد. جنيف حدد بوضوح ذلك التسلسل، والمبعوث المشترك الأخضر الإبراهيمي يقول إن هناك أمورا «واضحة» تم الاتفاق عليها، وباقي «الغموض» متروك للتفاوض.

بخلاف لندن وباريس، لا يريد الأوروبيون استباق «جنيف 2» بطرح السؤال «هل سيخضع الجيش والأجهزة العسكرية لهيئة الحكم أم ستبقى تحت سلطة الرئيس بوصفه القائد الأعلى لها». لكن «أصدقاء سوريا» يذهبون مباشرة لحسم جنيف بما تراه روسيا مناقضاً للاتفاق الموقع. في لندن يقول حلفاء المعارضة إنه بمجرد تشكيل هيئة الحكم الانتقالية ينتهي دور الأسد. فيما يحدد جنيف، مبدئياً، ذلك بعد إقرار دستور جديد تليه الانتخابات. وينهي بيان لندن دور الأسد ليس فقط بجعل الجيش تحت سلطة الهيئة، بل بجعلها «المصدر الوحيد للشرعية والقانون في سوريا». يعني هذا، تعطيل العمل بالدستور والقوانين، وجعل سوريا تحت حالة طوارئ، الحكم فيها هو لما تراه هيئة الحكم الانتقالية. هذه الآلية الأخيرة لم يذكرها جنيف، بل تخالف الآلية التي تتحدث عن مراحل تقود إلى دستور جديد.

وفي هذا السياق، كان طبيعياً أن يخرج قادة «الائتلاف» بقبول الذهاب إلى جنيف كما يراه «الأصدقاء». ترجمة شبيهة طلبت من وزراء الخارجية العرب، الذين سيعقدون اجتماعاً طارئاً الأحد. هذا الاجتماع جاء نتيجة لتقدم حصل خلال اجتماع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره السعودي سعود الفيصل في باريس. مصدر اطلع على أجواء الاجتماع، في العشرين من تشرين الأول الحالي، قال إن ما حصل لا يمكن وصفه «انفراجا»، لكن «الأميركيين أكدوا للسعوديين أنه لا جدوى من رفضهم مسار جنيف». لهذا، ينتظر أن يأتي الاجتماع العربي في نفس سياق اجتماع لندن: مظلة معنوية تغطي على ذهاب «الائتلاف» للتفاوض، تحت عنوان «ضمانات المجتمع الدولي».

اللافت أنه بينما تتمسك واشنطن وموسكو بجنيف، يرفضه الحليفان «الميدانيان» لطرفي الصراع السوري. ليست السعودية وحيدة في عنادها للمسار التفاوضي. فخلاصة التصريحات الإيرانية ما زالت تصر على أن «جنيف 1» هو شروط مسبقة على «جنيف 2». الطرفان لم يتراجعا عن اعتبار أن الميدان وحده يحدد نتائج التفاوض. طموح كهذا لا يتسع له إطار جنيف الحالي.

 تفاهم قطري ــ روسي .. ولافروف يحذّر من نشوء «دولة متطرفة»

الأسد: الأهم وقف الإرهاب قبل الحل

تزايدت التسريبات بشأن احتمال تأجيل انعقاد مؤتمر «جنيف 2» السوري الى اواخر كانون الاول المقبل، ما من شأنه أن يمس مصداقية التفاهم الاميركي – الروسي حوله، ما انعكس بلهجة حادة من جانب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال «لن نسمح لقطار جنيف أن يخرج عن سكته… والأطراف التي تدعو لتدخل عسكري وتنحية الرئيس بشار الأسد، تساهم، شاءت أم أبت، في إنشاء دولة متطرفة في سوريا… ستشكل خطراً هائلاً على المنطقة».

وجاء ذلك في وقت كان المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي يتوّج جولته الإقليمية بلقاء مع الرئيس السوري الذي أكد موقفه بشأن ارتباط نجاح الحل للأزمة، بوقف دعم الجماعات الارهابية والدول التي تساندها. اما الإبراهيمي الذي قد يعود الى بيروت غداً الجمعة، فقد حرص على ان يعلن من دمشق أن «الجهود المبذولة من اجل عقد مؤتمر جنيف» تركز على إفساح المجال للسوريين أنفسهم «للاتفاق على حل».

وأكدت موسكو والدوحة «أهمية تنسيق المساعي الدولية الرامية لتسوية الأزمة السورية سياسياً بأسرع ما يمكن على أساس تنفيذ بيان جنيف 1 وفي إطار جنيف 2».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الأسد استمع من الإبراهيمي، في دمشق، إلى «عرض حول جولته على عدد من دول المنطقة في إطار التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي في جنيف».

وأكد الأسد، خلال الاجتماع، أن «الشعب السوري هو الجهة الوحيدة المخولة رسم مستقبل سوريا، وأي حل يتم التوصل إليه أو الاتفاق حوله يجب أن يحظى بقبول السوريين ويعكس رغباتهم، بعيداً عن أي تدخلات خارجية». وقال «نجاح أي حل سياسي يرتبط بوقف دعم المجموعات الإرهابية والضغط على الدول الراعية لها، والتي تقوم بتسهيل دخول الإرهابيين والمرتزقة إلى الأراضي السورية وتقدم لهم المال والسلاح ومختلف أشكال الدعم اللوجستي»، معتبراً أن «هذا الأمر هو الخطوة الأهم لتهيئة الظروف المؤاتية للحوار ووضع آليات واضحة لتحقيق الأهداف المرجوة منه».

وقال الإبراهيمي، بحسب «سانا»، أن «الجهود المبذولة من اجل عقد مؤتمر جنيف تتركز حول توفير السبل أمام السوريين أنفسهم للاجتماع والاتفاق على حل الأزمة بأسرع وقت ممكن، ووضع تصور مبدئي حول مستقبل سوريا».

وذكرت قناة «الميادين» أن الإبراهيمي أكد خلال اللقاء مع الأسد «أهمية تحديد موعد لعقد جنيف 2، وانه يمكن لعقد المؤتمر أن يكشف كل الأوراق ويضعف عرقلة الخارج» للحل. وأضافت «حمل الإبراهيمي انطباعاً بأن الموقف الدولي، ولا سيما الأميركي، أكثر تقدماً نحو الحل السياسي، وانه لم يخف جوانب سلبية عن دور إقليمي سلبي ومعرقل للحل السياسي ومؤتمر جنيف 2».

وقال السفير الإيراني في سوريا محمد رضا شيباني، بعد اجتماعه مع الإبراهيمي، إن طهران «تدعم جهود الإبراهيمي» لإيجاد حل سياسي للازمة السورية، وان «رؤى إيران وجهود الإبراهيمي تتطابق» في هذا الإطار. وأضاف «نحن مستعدون لحضور اجتماع جنيف 2، والكل يعرف طابع إيران لمساعدة الحل السياسي للازمة السورية»، معتبرا أن «حضور إيران هذا الاجتماع مفيد للوصول إلى حل سياسي في أقل وقت ممكن».

وقالت المتحدثة باسم المبعوث الدولي خولة مطر، لوكالة «فرانس برس»، تعليقا على كلام نقل عن الإبراهيمي وفيه انه انتقد «الدور السعودي المعرقل للتسوية السياسية»، أن الإبراهيمي «يقدر دور المملكة في إعطاء دفع لعملية السلام» في سوريا والمنطقة، و«يأمل مشاركتها في مؤتمر جنيف 2»، مضيفة انه «لا يكنّ للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين إلا كل التقدير والاحترام، وما نقل عن لسانه حول الدور السعودي غير صحيح». وكانت السعودية ودولة الإمارات رفضتا استقبال الإبراهيمي خلال جولته في المنطقة التي شملت مصر والعراق وإيران وتركيا وقطر وسلطنة عمان والأردن.

واستبعد مسؤولون عرب وغربيون، في تصريحات لوكالة «رويترز»، أن تفي القوى الدولية بهدف عقد «جنيف 2» في تشرين الثاني المقبل مع ظهور خلافات بين واشنطن وموسكو بخصوص تمثيل المعارضة.

وقال مسؤول، يشارك في الإعداد للمحادثات، «سيزيد وضوح الصورة عندما تجتمع الولايات المتحدة وروسيا الأسبوع المقبل (الثلاثاء في جنيف)، لكن جميع المؤشرات تبين أن من الصعب الوفاء بهدف 23 تشرين الثاني». وأضاف «ستستغرق تسوية الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة وقتاً. نتطلع الآن للذهاب إلى جنيف بين 23 تشرين الثاني وعيد الميلاد». وقال ديبلوماسي غربي «لم يحدد موعد رسمياً لأنه لا أحد يريد أن يتأجل رسمياً. لكن كان من الواضح دوماً أن الهدف هو 23 تشرين الثاني. يبدو الآن أنه سيتأجل بحكم الأمر الواقع». وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي «نحن مستمرون في العمل على عقد مؤتمر جنيف 2 وسيعقد اجتماع الأسبوع المقبل في جنيف لمعرفة ما وصلت إليه تلك الجهود ومواصلة الاستعدادات».

وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره اليوناني أفانجيلوس فينيزيلوس في أثينا، أن «موسكو لن تسمح بأن يخرج قطار الإعداد لمؤتمر جنيف للتسوية عن سكته».

وأضاف «ظهرت بعض الأطراف الرافضة للدعوة لجنيف، ليس فقط من الجانب السوري، بل ومن بعض العواصم المجاورة وغير المجاورة لسوريا، وهم لا يخفون بأن موقفهم السلبي هذا جاء على خلفية تراجع واشنطن عن توجيه ضربة عسكرية لدمشق. وبكلام آخر، لا تحاول الأطراف التي تدعو لتدخل عسكري ولتنحية الأسد إخفاء مشاعرها، وتساهم، شاءت أم أبت، في إنشاء دولة متطرفة في سوريا»، محذراً من أن قيام نظام «متطرف» سيشكل «خطراً هائلاً على الذين يعيشون في سوريا أو في المنطقة».

وأكد لافروف أن «وثيقة جنيف كانت حتى آخر لحظة معترفاً بها لدى جميع الأطراف من دون استثناء كأساس وحيد للتسوية، والآن حينما بدأت مبادرة الدعوة لمؤتمر جنيف تتحول إلى مبادرة قابلة للتطبيق راح المهللون لها شفهياً في السابق يكشفون عن وجوههم الحقيقية». وأشار إلى أن «الإعلان عن آفاق وأبعاد عقد جنيف 2 سيتم خلال مشاورات روسية – أميركية ستجري في جنيف الأسبوع المقبل بمشاركة الإبراهيمي»، مضيفاً أن «المشاركين في هذه المشاورات سيبلغون الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي والجهات المعنية الأخرى بنتائجها».

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، بعد اجتماع نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزير الخارجية القطري علي بن فهد الهاجري، في موسكو، أنه «أثناء مناقشة الوضع في سوريا جرى تأكيد الأهمية الخاصة للجهود المنسقة للمجمع الدولي الرامية إلى تسوية الأزمة السورية سياسياً بأسرع ما يمكن، على أساس تنفيذ بيان جنيف 1 في 30 حزيران العام 2012 وفي إطار مؤتمر جنيف 2». («سانا»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب، رويترز)

المعارضة تنقل عن الابراهيمي عدم التوافق بين امريكا وروسيا حول جنيف2

الائتلاف الوطني السوري يتهم ‘داعش’ بالإرهاب

الأسد: محادثات السلام مرتبطة بوقف الدعم للمعارضة

عواصم ـ وكالات: اتهم الائتلاف السوري المعارض لنظام بشار الأسد،’تنظيم ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام’ أو ما يسمى ‘داعش’ بالإرهاب، معتبراً أنه’لا يقل ‘إرهاباً عن النظام’، فيما كشفت قوى من معارضة الداخل السوري امس الأربعاء أن موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الابراهيمي أبلغها انه ليس هناك توافق أمريكي ـ روسي حول جنيف 2 حيث تعترض العقبات طريق عقد المؤتمر الدولي المرتقب.

وفي بيان أصدره الائتلاف قال إنه ‘ينظر اليوم إلى إرهاب دولة يمارسه نظام بشار، يرافقه إرهاب عصابات تنفذه (دولة العراق والشام)، وكلاهما يأخذان من الشعب السوري محلاً لإرهابهما، ومن موارد البلاد مصدراً لتمويله، مما يهدد مستقبل سورية وشعبها بشكل متصاعد في ضوء الصمت والعجز الدولي عن إيقاف النظام وتمدد أفرعه الأخطبوطية في البلاد’.

و’الدولة الإسلامية في العراق والشام’ أو ‘داعش’، هو تنظيم يتبع للقاعدة ومدرج على لائحة الإرهاب الدولية، وكثرت المخاوف خلال الفترة الماضية من تحول الصراع في سورية إلى صراع داخلي بينه وبين الجيش الحر’بالتوازي مع الصراع القائم مع النظام، وذلك مع كثرة الاتهامات من قبل الجيش الحر لـ’داعش’ بكثرة الانتهاكات والسعي لتوسيع نفوذه’في مناطق البلاد.

وأشار البيان إلى أن اعتداءات النظام خلال الفترة الماضية’على الأماكن المقدسة، ترافقت”بشكل متوازٍ ومنسق’،’مع اعتداءات”داعش’ وذلك للتغطية على مجازر النظام من جانب وتشويه صورة الثورة السورية من جانب آخر، لافتاً إلى أن ذلك يهدف أيضاً إلى’تحويل أنظار العالم عن حقيقة ما يحدث في البلاد، وصرف الانتباه الدولي عن الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي تصيب ملايين السوريين بسبب ممارسات نظام الأسد وغيره من ‘التنظيمات الخارجة عن الثورة والمعادية لها’، على حد قوله.

وأوضح الائتلاف أن مدينة يبرود بريف دمشق (جنوب سورية)، تعرّضت، ظهر أمس، لقصف عنيف من قبل قوات النظام، وطال’واحدة من أقدم كنائسها، لم يسمّها،’بعد أن تسبب بدمار أصاب منازل المدينة، وخلف أضراراً مادية كبيرة، وتصادف هذا القصف مع نشر مقطع فيديو فيه إساءة للمقدسات الدينية من قبل أحد عناصر ‘داعش’.

ولم يورد الائتلاف مقطع الفيديو الذي تحدث عنه في بيانه، كما لم يتسن للأناضول الحصول عليه، وذلك حتى الساعة (8.30) تغ.

واعتبر الائتلاف أن هذه”المصادفة غير المتوقعة تكشف النقاب عن عقلية واحدة، تستهتر بمقدسات الآخرين وحياة المدنيين، وتكاد تؤكد العلاقة العضوية بين هذا التنظيم الإرهابي وبين النظام الأسدي’، بحسب تعبيره.

فيما لم يعلق ‘داعش’ على بيان الائتلاف، وذلك حتى الساعة (8.30) تغ.’

من جانبه اكد الرئيس السوري بشار الاسد خلال لقائه الموفد الدولي الخاص الى سورية الاخضر الابراهيمي امس الاربعاء ان ‘اي حل يتم التوصل اليه’ للازمة السورية ‘يجب ان يحظى بقبول السوريين’، مجددا القول ان الشعب السوري هو وحده المخول ‘رسم مستقبل سورية’.

في المقابل، قال الابراهيمي، بحسب ما نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، ان ‘الجهود المبذولة من اجل عقد مؤتمر جنيف’ تركز على افساح المجال للسوريين انفسهم ‘بالاتفاق على حل’.

واوردت ‘سانا’ ان الاسد استقبل الاربعاء الابراهيمي والوفد المرافق، ‘واستمع منه الى عرض حول جولته على عدد من دول المنطقة في اطار التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي فى جنيف’.

واضافت ان الاسد اكد خلال الاجتماع ان ‘الشعب السوري هو الجهة الوحيدة المخولة برسم مستقبل سورية واي حل يتم التوصل اليه او الاتفاق حوله يجب ان يحظى بقبول السوريين ويعكس رغباتهم بعيدا عن اي تدخلات خارجية’.

وتابع الرئيس السوري ان ‘نجاح اي حل سياسي يرتبط بوقف دعم المجموعات الارهابية والضغط على الدول الراعية لها والتي تقوم بتسهيل دخول الارهابيين والمرتزقة الى الاراضي السورية وتقدم لهم المال والسلاح ومختلف اشكال الدعم اللوجستي’، معتبرا ان ‘هذا الامر هو الخطوة الاهم لتهيئة الظروف المؤاتية للحوار ووضع اليات واضحة لتحقيق الاهداف المرجوة منه’.

وقال الابراهيمي من جهته، بحسب ‘سانا’، ان ‘الجهود المبذولة من اجل عقد مؤتمر جنيف تتركز حول توفير السبل امام السوريين انفسهم للاجتماع والاتفاق على حل الازمة بأسرع وقت ممكن ووضع تصور مبدئي حول مستقبل سورية’.

وتطالب المعارضة السورية بان يتمحور اي حوار لايجاد حل للازمة السورية حول عملية انتقالية تنتهي برحيل الاسد، بينما يرفض النظام مجرد البحث في هذا الموضوع، معتبرا ان القرار فيه يعود للشعب السوري من خلال صندوق الاقتراع.

وحضر اللقاء بين الاسد والابراهيمي من الجانب السوري وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية فى رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد.

إمام سويدي ينقل الأسلحة عبر الحدود التركية للمسلحين السوريين

ستوكهولم- (د ب أ): ذكرت الإذاعة السويدية الخميس أن إماما سويديا تورط في نقل الأسلحة عبر الحدود التركية إلى المسلحين السوريين.

وكان هيثم رحمة، وهو من خلفية سورية، غادر موقعه كإمام لأكبر مسجد في ستوكهولم في آذار/ مارس من العام الماضي، وتردد أنه انتقل إلى تركيا التي يتم من خلالها نقل الأسلحة، القادمة بصورة أساسية من ليبيا والبوسنة عبر الحدود إلى المسلحين المعارضين في الجانب السوري.

ونقل التقرير عن الباحث البريطاني رفاييل ليفيفر قوله إن رحمة كان صريحا جدا في مقابلة أجراها معه عندما تحدث عن عزمه محاولة نقل أسلحة إلى سورية.

وذكر التقرير أن السعودية وعددا من الدول الخليجية، إضافة إلى تركيا يمولون العملية.

وقال الباحث هوج جريفيثس من معهد أبحاث السلام الدولي في ستوكهولم للإذاعة: “لا تفرض الأمم لمتحدة حظرا على نقل السلاح، وهناك حاجة كبيرة إلى الأسلحة والذخيرة”.

وأوضح أن دور “العملاء الخاصين” في نقل الأسلحة قد زاد “بسبب أن كمية الأسلحة التي تفحصها أجهزة الاستخبارات وتسمح بعبورها عبر حدود الأردن وتركيا تراجعت بسبب المخاوف المرتبطة بعدد من جماعات المعارضة”.

منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تعلن تدمير كافة معدات إنتاج ومزج الكيميائي السوري

لاهاي- (يو بي اي): أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الخميس، عن تدمير كافة معدات إنتاج ومزج الأسلحة الكيميائية في سوريا.

وذكر بيان للمنظمة نشر على موقعها الالكتروني، أن “البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة أكدت اليوم أن الحكومة السورية أنهت تدمير كل المعدات الأساسية لإنتاج ومزج الأسلحة الكيميائية المعلن عنها، ما يجعلها غير فاعلة”.

واضاف أن “سوريا تكون، من خلال قيامها بذلك، التزمت بالمهلة المحددة من المجلس التنفيذي في المنظمة، والقاضي بتدمير معدات إنتاج ومزج الأسلحة الكيميائية بحلول الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر القادم”.

وأشار إلى “البعثة المشتركة فتشت 21 من بين 23 موقعاً للأسلحة الكيميائية المعلن عنها في سوريا، و39 من بين 41 منشأة متواجدة في هذه المواقع، وأوضح أن “الموقعين الآخرين لم تتم زيارتهما لدواعٍ أمنية”، غير أنه لفت إلى أن “دمشق أعلنت الموقعين متروكين، فيما نقلت المعدات الموجودة فيهما إلى مواقع أخرى خضعت للتفتيش”.

وأعربت البعثة المشتركة عن رضاها لتفتيشها وحرصها على تدمير كل معدات المزج والإنتاج الأساسية.

وقالت إن الخطوة المفصلية التالية للبعثة ستجري في الخامس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر، عندما سيتعين على المجلس التنفيذي الموافقة على خطة مفصلة قدمتها سوريا لتدمير مخزون أسلحتها الكيميائية”.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أوصى بتشكيل بعثة مشتركة قوامها 100 خبير من المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة لتفكيك الأسلحة الكيميائية السورية بعد أن وافق مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يطالب بالتخلص من الأسلحة الكيميائية في البلاد.

وهذا القرار الذي وافق عليه أعضاء مجلس الأمن بالإجماع بعد جهود دبلوماسية مكثفة استمرت عدة أسابيع بين روسيا والولايات المتحدة، واستند إلى اتفاق بين موسكو وواشنطن، توصل إليه وزيرا الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والأمريكي جون كيري، في جنيف في أيلول/ سبتمبر، إثر هجوم بغاز السارين في ريف دمشق في 21 آب/ أغسطس الماضي، أسفر عن سقوط مئات الضحايا، واتهمت المعارضة السورية النظام بالوقوف خلفه فيما نفت ذلك الحكومة.

ويذكر أنه تم التوقيع على اتفاقية حظر السلاح الكيميائي عام 1993 ودخلت حيز التنفيذ عام 1997.

حلفاء امريكيا ثائرون.. السعودية وتركيا غاضبتان لعدم ضرب الاسد واسرائيل للتقارب مع ايران

ابراهيم درويش

لندن ـ ‘القدس العربي’ ‘حلفاء يثورون’، هو عنوان لافتتاحية في صحيفة ‘نيويورك تايمز′، جاء فيها ان الولايات المتحدة في العادة لا تواجه كل يوم تمردا من حلفائها لكن هذا ما يحدث في الحقيقة مع حلفائها السعودية وتركيا واسرائيل.

وفي الوقت الذي انكرت فيه ادارة باراك اوباما ان تكون هناك مشكلة حقيقية مع هؤلاء الحلفاء الا انه من الواضح ان هناك خلافات بعضها من الصعب حلها.

وتقدم الصحيفة جردة سريعة بالخلافات، فالسعودية ومعها اسرائيل قلقتان من قرار الادارة التفاوض مع ايران- عدوهما الابدي- حول برنامج الاخيرة النووي.

وفي نفس الوقت فتركيا ومعها السعودية ناقمتان على الرئيس اوباما لعدم التدخل عسكريا في سورية والاطاحة بالرئيس بشار الاسد.

وبدلا من معاقبته على استخدام السلاح الكيماوي اتفق مع روسيا على تفكيك السلاح الكيماوي السوري.

كما ان قائمة الغضب السعودي لا تتوقف عند ايران وسورية بل اعربت الرياض عن غضبها من تردد ادارة اوباما في دعم بقاء الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي اطاحت به ثورة شعبية عام 2011 وقبول واشنطن فيما بعد الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، عضو الاخوان المسلمين والذي جاء بعد مبارك ليطاح به في انقلاب عسكري هذا العام.

واشارت الصحيفة ان الدول الثلاث لجأت الى اساليب التهديد لعرض مواقفها، فقد رفضت السعودية مقعدا في مجلس الامن الدولي، لان الولايات المتحدة، والامم المتحدة فشلتا في تحقيق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين وحل الازمة السورية.

مع انه لا يعرف كيف سيتم تحقيق هذين الامرين بجهد امريكي فقط ومن الصعوبة بمكان معرفة ان كانت روسيا والصين تمثلان بديلا جيدا عن امريكا.

تركيا تتجه للصين

وتضيف الصحيفة ان السعوديين ذهبوا بعيدا في التهديد وقالوا ان الولايات المتحدة لم تعد حليفا يعتمد عليه وانها ستبحث عن مناطق اخرى لتوفير الامن لها.

وبنفس الوقت اعلنت تركيا، وهي دولة عضو في الناتو انها ستشتري صواريخ بعيدة المدى من الصين بقيمة 3.4 مليار دولار امريكي، لان المناقصة التي قدمتها الصين هي اقل من تلك التي تقدمت بها دول اوروبية وأمريكا. ولكن لا يمكن النظر الى القرار التركي بمعزل عن القضية السورية، حيث قالت الصحيفة انه مظهر من مظاهر عدم الارتياح التركي من سياسة ادارة اوباما المتعلقة بسورية.

وترى الصحيفة ان الصفقة عقيمة لانه من الصعب دمج النظام الصاروخي في النظام المتبع في دول الناتو مما يضعف في الوقت نفسه دفاعات الحلف وتركيا معا.

وبالنسبة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فانه كما تقول يقوم بكل جهد لافشال اي صفقة حول المشروع النووي الايراني، داعيا الكونغرس الامريكي لفرض عقوبات اقتصادية جديدة على ايران مما سيؤدي الى عرقلة اية محادثات بين الحكومة الايرانية الجديدة والقوى الكبرى المهتمة بالملف النووي الايراني.

وتعتقد الصحيفة ان الكثير من الغضب على الولايات المتحدة من قبل حلفائها هو بمثابة امتحان اعصاب. فقد ادى الربيع العربي الى هز النظام القديم، وادخل المنطقة في حالة من الفوضى، وفتح بالضرورة فرصا لايران كي توسع نفوذها في العراق وسورية، وادت الى توسيع شقة الخلاف السني- الشيعي. ومن هنا يفهم خوف السعودية ذات الغالبية السنية من التقارب الامريكي مع ايران الشيعية.

وتختم بالقول ان مسؤولية اوباما اولا وأخيرا هي حماية المصالح القومية الامريكية وهو محق في هذا الاطار بعدم الانجرار والتورط عسكريا في سورية او ان يتعرض لبلطجة من نوع ما ليضيع فرصة نادرة او بعيدة للتفاوض والتوصل لصفقة حول المشروع النووي الايراني. وأشارت الى ما قال اوباما امام الجمعية العامة للامم المتحدة في الشهر الماضي عندما اكد على الحل الدبلوماسي للملف الايراني وتحقيق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

مشيرة الى ان البعض قرأ في تصريحاته نوعا من التراجع والضعف لا البراغماتية، مع انها كانت راغبة لو اكد الرئيس على مصر واهتم بها اكثر، لكن اولوياته مفهومة، ومهمة اوباما الان هي التأكيد للحلفاء ان امريكا ملتزمة بحماية مصالحهم وامنهم.

تهديد للعراق

ولم تغب سورية عن مقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي نشرته الصحيفة تحت عنوان ‘اصبروا علينا’ وقدم فيه صورة ‘مشرقة’ عن التقدم الذي حققه الاقتصاد العراقي، مشيرا الى ان العراق قد نضج واصبح ‘ديمقراطية’ فاعلة.

وجاء المقال بمناسبة زيارة المالكي لواشنطن واجتماعه غدا الجمعة مع الرئيس اوباما، وركز فيه على الملف الامني وتهديد القاعدة. وقال ان العراق على خلاف بقية دول العالم لا يتعامل مع الازمة السورية كقضية ‘انسانية’ واغاثة بل كتهديد امني للعراق. فالقاعدة التي تهدد امن العراق تشارك في سورية بحملة منظمة للتحريض على العنف الطائفي ودق اسفين بين السكان، ‘ولن نسمح بهذا ان يحدث مرة اخرى’ في اشارة للعراق.

وقال المالكي ان العراق الذي لا يريد تحول سورية لمكان جذب للتطرف، او تسبب التمزق الاقليمي، فانه يضع وقف نزيف الدم في قائمة اولوياته. ولن يتحقق هذا حسب المالكي بدون التفاوض.

واكد على جدية الحكومة العراقية بمنع اي قطاع من الشعب العربي بالمشاركة وتسليح اي طرف من اطراف الصراع السوري. وعبر المالكي عن التزام بلاده بمنع استخدام اراضيها، ومعابرها المائية ‘نعم الجوية’ كي تستخدم من لاشعال النزاع في سورية.

ولكنه عاد للقول ‘ولكن بجيران اقوياء حولنا، وبدون قوة دفاع جوي، فقدرتنا على تطبيق هذه السياسة محدودة، وهذا واحد من الاسباب التي تجعلنا نبحث وبشكل عاجل على تطوير قدراتنا الجوية’.

وقال ان المواقف العراقية والامريكية تتطابق حول المسألة السورية، مع انها شهدت اختلافا في البداية. فالعراق مرتاح للاتفاق القاضي بتدمير اسلحة سورية الكيماوية. لانه لن تكون متضررة اكثر من العراق حالة وقوع هذه الاسلحة في الايدي الخطأ.

واكد المالكي ان العراق ليس قلقا فقط من الاسلحة الكيماوية بل واسلحة الدمار الشامل، ولهذا يدعم تنظيف الشرق الاوسط منها وتحويله الى منطقة خالية من الاسلحة النووية.

ومن هنا يقول المالكي ان المصلحة المشتركة بين البلدين- العراق وامريكا- تكمن في مواجهة الارهاب وحل الازمة السورية، فالحرب في هذا البلد اصبحت جاذبة للتطرف الطائفي والارهابيين من كل انحاء العالم، حيث يجتمعون في الجوار السوري فيما يتسلل بعضهم عبر الحدود الطويلة الى العراق مؤكدا ‘لا نريد ان تتحول سورية او العراق لقاعدة عمليات لتنظيم القاعدة، وهو ما لا تريده الولايات المتحدة ايضا’.

وفي الوقت الذي اكد فيه على تطور العراق ورغبة العراقيين لتطوير ديمقراطية نابضة بالحياة وان العراقيين يفهمون معنى الاعتداء الارهابي ويفرقونه عن الاحتجاج السلمي، قال المالكي ان حكومته ترد على الاحتجاجات السلمية من خلال عقد حوار مكثف وانشاء لجان تنسيقية للحوار على مستوى عال.

وعدد نجاحات العراق منذ الاطاحة بصدام، عقد خمسة انتخابات ديمقراطية، وتقدم على المستوى الاقتصادي حيث قال ان البلاد حققت نسبة نمو 9.6′ عام 2011 وارتفعت بنسبة 10.5′ العام الماضي. كما وزادت معدلات انتاج النفط بنسبة 50′ منذ عام 2005.

وزعم المالكي ان الحكومة تقوم باعادة استثمار عائدات النفط ببناء البنية التحتية واعادة احياء النظام الصحي والتعليمي’.

وفي الوقت الذي نبني فيه، فالعراقيون قد يكونون شركاء واعدين للشركات الامريكية في هذه المجالات’. وكل ما يحتاجه المالكي من الامريكيين هو منحه الصبر لان هناك طريقا طويلا امامه لقطعه.

لبنان عنف مستمر

بعيدا عن تطمينات المالكي لمضيفه الامريكي اوباما وتأكيده على الجبهة التي يحاربان عليها، فلبنان يظل الدولة الاكثر تضررا من الحرب في سورية، ففي الوقت الذي لا يتوقع فيه اللبنانيون الى عودة الحرب الاهلية التي انتهت عام 1990 الا ان الحرب في سورية زادت من التوتر الطائفي الذي يبدو واضحا على القرى الحدودية بين البلدين وفي زيادة اعداد اللاجئين. ويبرز بوضوح في مدينة طرابلس، ذات الغالبية السنية شمال لبنان. ففي تقرير لصحيفة ‘كريستيان ساينس مونيتور’ جاء فيه ان عدم قدرة القوات الامنية على القضاء على الاشتباكات التي دارت في المدينة ولاكثر من اسبوع،اثار القلق حول وصول الحرب في سورية الى لبنان، مع ان الكثير من اللبنانيين لا يتوقعون عودة الحرب الاهلية، ولا يمنع هذا من استمرار العنف الطائفي وزيادته في الاشهر القادمة’ بسبب الحملة المتوقعة في منطقة القلمون.

والمناوشات التي كانت تشير اليها الصحيفة هي التي تحدث منذ بداية الازمة السورية بين سكان جبل محسن العلويين وحي التبانة السنة، وكان آخرها تلك التي اندلعت في 21 تشرين الاول (اكتوبر) وادت لمقتل 16 شخصا وجرحت العشرات.

وجاءت الاشتباكات في ظل تراجع امني في كل انحاء البلاد مما زاد من اعباء القوات الامنية، وتزامنت هذه مع سلسلة من التفجيرات في جنوب البلاد وعمليات قصف قامت بها القوات السورية وقوات المعارضة المسلحة.

وأشارت الصحيفة الى تصريحات مدير المخابرات السعودية السابق الامير تركي الفيصل لموقع ‘مونيتور’ وجاء فيها ان ‘لبنان يقف على حافة حرب اهلية’، فيما اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون ان الحرب في لبنان قد بدأت فعلا ‘لهؤلاء الذين لا يعرفون، هناك حرب اهلية في لبنان’.

وتشير الصحيفة الى تعليقات محللين لبنانيين وقولهم ان تصريحات مثل هذه ‘تخويفية’ ولا تفرق بين اشتباكات تندلع من فترة لاخرى وحرب اهلية واسعة على غرار الحرب التي اندلعت عام 1975.

ونقلت عن ارام نيرغوزيان من معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن ان الحرب الاهلية في لبنان تحتاج الى تحشيد مالي وسياسي وعسكري من المجتمعات الرئيسية في لبنان بهدف محدد وهو اعادة تشكيل الخارطة السياسية والقيادة في البلاد.

واضاف ان الحرب الاهلية بمفهومها التقليدي لن تحدث في لبنان ولكن من المتوقع ان تعيش البلاد سلسلة طويلة من العنف هذا اذا لم يتم حل الموضوع السوري.

وما يميز النزاع المسلح في طرابلس وان اثر بشكل مأساوي على الحياة في المدينة الا انه لم يتطور الى حرب شاملة (مثل الدومينو) اشركت كل الاطراف، فالنزاع محصور بين حي التبانة وجبل محسن.

ولكن المواجهات الاخيرة احدثت شللا في المدينة،واغلقت المدارس والاعمال، ولم يستطع الجيش اللبناني التصدي للاشتباكات حيث كان يتعرض نفسه لاطلاق نار، فيما بدت حكومة تسيير الاعمال مشلولة وغير قادرة على عمل شيء. وهو موقف عبر عنه نائب عن المدينة نقلت عنه الصحيفة تساءل عما فعلته الحكومة والنواب في بيروت الذي قال انهم اجتمعوا وتباحثوا ثم اصدروا تصريحات ومواقف بدون ان تترك اثرا على الوضع.

مطلوبون في جبل محسن

وتنقل عن مسؤول في الحزب العربي الديمقراطي الذي يمثل العلويين في سورية قوله انهم- اي العلويين ـ لا يريدون الانجرار في حرب مع حي باب التبانة، لكن اطلاق النار عليهم يبدأ من هذ الحي على جبل محسن.

ويرى علي فودة المتحدث باسم الحزب ان الحل الامثل للمشكلة هو توقف الحرب في سورية، وانتخاب قيادة جديدة في لبنان وعندها ‘فلن يكون هناك قتال بين باب التبانة وجبل محسن’.

فسورية غير بعيدة عن الاشتباكات ليس لان العلويين في لبنان يؤيدون الاسد، بل لان التفجيرات الاخيرة التي شهدتها المدينة واستهدفت مساجد سنية وقتل فيها 45 شخصا يتهم فيها علويون من جبل محسن.

وينفي فودة هذه ‘الشائعات’ ويقول انها من عمل القوات الامنية. ومع عودة الهدوء الى طرابلس يوم الثلاثاء الا ان الشيخ شادي جبرة، امام احد جوامع حي التبانة قال ان ‘الحرب لم تنته وسنظل نضغط على جبل محسن حتى يسلموا المطلوبين’.

الجربا يستبق اجتماع الجامعة العربية بجولة عربية خليجية

بهية مارديني ايلاف

بهدف توحيد المواقف بشأن مؤتمر جنيف 2 وكسب التأييد العربي، يقوم رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا بجولة عربية وخليجية، وذلك قبل اجتماع الجامعة العربية الأحد المقبل، وقبل اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف الوطني.

لندن: قالت مصادر سياسية رفيعة لـ”إيلاف” إن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا يقوم هذه الفترة بجولة على بعض الدول العربية من بينها دول في الخليج، وذلك قبل اجتماع الجامعة العربية الأحد المقبل، وقبل اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف الوطني المقررة في التاسع من الشهر القادم.

وأشارت المصادر إلى أنّ هدف الزيارة توحيد المواقف بخصوص مؤتمر جنيف 2 وتأمين الغطاء العربي الذي طالب به الجربا في خطاباته ولقاءاته، إضافة إلى كسب الدعم والتأييد العربي لمطالب الائتلاف التي اعلنها الجربا في مؤتمر “لندن 11” لمجموعة أصدقاء سوريا.

ووصفت المصادر الزيارة ولقاءات الجربا بالمسؤولين العرب بـ”الناجحة”، فيما رفضت الخوض في أسماء مَن قابلهم وسيلتقيهم أثناء جولته، إلا انها أكدت أن الاجتماعات ستكون على أعلى المستويات، ولفتت إلى أن هناك اهتماماً عربياً عمومًا وخليجياً خصوصا بإنهاء الازمة في سوريا.

تبني بيان “لندن 11”

وسيلقي الجربا خطابًا أمام الجامعة العربية الأحد طالبًا الدعم والمساندة، متبنيًا بيان مؤتمر “لندن 11” نحو “تأسيس هيئة حكم انتقالية لن يكون لبشار الأسد وأعوانه المقربين الذين تلطخت أيديهم بدماء السوريين أي دور مستقبلي، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبوها”.

وسيؤكد الجربا أنّ هدف جنيف 2 “انتقال سياسي يستند إلى التنفيذ الكامل لبيان جنيف، وفي الوقت نفسه صون سيادة واستقلال ووحدة أراضي الدولة السورية باتجاه مستقبل سوريا، ديمقراطيًا وتعدديًا، تحترم فيه حقوق الإنسان ويسود القانون ومفاهيم المساواة”.

وسيشير إلى وجوب تحقيق جنيف ضمن محددات زمنية واضحة “لتأسيس هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة تتحكم بجميع المؤسسات الحكومية، بما في ذلك القوات المسلحة والمؤسسات الأمنية وأجهزة المخابرات.

ويجب أن تكون هذه الهيئة المصدر الوحيد للشرعية والقانون والانتخابات في سوريا، من خلال وساطة الممثل الخاص المشترك بين وفد وحيد للنظام السوري ووفد وحيد للمعارضة ينبغي أن يكون الائتلاف الوطني السوري صميمه وقيادته، كونه الممثل الشرعي للشعب السوري”.

لاءات الجربا

هذا وأعلن الجربا في خطابه الأخير في مؤتمر “لندن 11” في 22 الشهر الجاري “لاءاته الخمس”، وقال إنها اللاءات التي سيرفعها الائتلاف في حال توانت الدول عن أداء دورها واستمرت بالتفرج على ذبح النظام اليومي للشعب السوري.

وأشار إلى أنه “لا تفاوض لا صلح لا اعتراف لا تراجع ولا لمجتمع دولي عاجز”، وأضاف: “أن المعارضة السورية تجازف بفقدان مصداقيتها إذا استسلمت للضغوط الدولية بالذهاب إلى جنيف دون تحقيق هدف الثورة الرئيسي وهو الاطاحة بنظام الأسد”.

وقال إن ثوابت الائتلاف “أن لا تفاوض الا انطلاقًا من انتقال السلطة ثم رحيل السفاح وفق جدول زمني وادراج بنود ملزمة لتطبيق الاتفاق تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة”. ورفض الجربا دخول “إيران كوسيط على طاولة التفاوض فيما مرتزقتها من حزب الله إلى كتائب ابو الفضل العباس والحرس الثوري يعيثون في سوريا فسادًا”.

وقال إن الالتزام “بجنيف 2 يعني تطبيقًا كاملًا لجنيف 1 الصادر في 30 حزيران (يونيو) 2012 ابتداء من الممرات إنسانية واطلاق المعتقلين، وذلك قبل بدء التفاوض”.

ويذكّر الجربا مرارًا “بقرار مجلس الأمن الدولي في 27 أيلول (سبتمبر) الفائت حول الحاجة الملحة للانتقال السياسي في سوريا، وتأييد بيان جنيف، والذي يهدف إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بالتراضي المتبادل بين كافة الأطراف تحظى بسلطات تنفيذية كاملة، بما في ذلك سلطاتها على الأجهزة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية”.

النظام السوري يقصف قلعة الحصن وريف حمص

بهية مارديني

ايلاف

 بالرغم من تسارع الترتيبات لعقد مؤتمر جنيف 2 لوضع حد للأزمة السورية إلا أن المعارك متواصلة بين القوات النظامية والمعارضة، وقال ناشطون لـ”إيلاف” إن جيش الأسد قصف قلعة الحصن وقرية الزارة في ريف حمص.

لندن: أكد ناشطون أن قوات النظام السوري قصفت قلعة الحصن بعدد كبير من القذائف والصواريخ، وأضافوا في تصريحات خاصة لـ”إيلاف” “أن القصف طال المنازل وكل شيء في القرية، مما اسفر عن تدمير في البنية التحتية وقصف المسجد الشمالي وحرق الاراضي الزراعية، وأدى الى اصابة اكثر من سبعة جرحى جراء القصف العشوائي”.

 وقصف النظام القرية بأكثر من 50 صاروخ راجمة وبعدد لا يحصى من قذائف المدفعية والهاون والرشاشات الثقيلة والمتوسطة. وكانت قرية الزارة استقبلت أكثر من 10000 نازح من الريف المجاور ومن مختلف المناطق السورية اضافة الى عدد سكانها البالغ أكثر من 12000 نسمة، فيما هي تعاني من حصار خانق منذ بداية انطلاقة الثورة.

 إلا أنه وبعد الأحداث الأخيرة في مدينة تلكلخ بتاريخ 16 حزيران (يونيو) 2013، تعيش عزلاً تاماً عن العالم الخارجي حتى اليوم.

 الاهالي يناشدون الصليب الأحمر

 وناشد أهالي الزارة في بيان لهم، تلقت “إيلاف” نسخة منه، الصليب الاحمر الدولي وكل المنظمات الانسانية بالتدخل الفوري والسريع لإجلاء الجرحى. وقال البيان “في القرية يوجد مئات الجرحى ممن جروحهم خطيرة، ونطالب المنظمات بالتدخل الفوري لانقاذ الاهالي وسط مخاوف من ارتكاب مجازر”.

 وأكد الاهالي أن القصف من مختلف صنوف الأسلحة وأكثر من 8 غارات للطيران الحربي وأن عدد منازل القرية فقط 1200 منزل، ولفتوا إلى حشود كثيرة للدبابات والآليات العسكرية والشبيحة على تخوم القرية.

 من جانبه، دان مفوض الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية ماركوس لونينيج في وزارة الخارجية الألمانية النظام السوري وسياسته في تجويع المدنيين. وقال: “في حال وجود أناس يموتون جوعاً، يتعين على مسؤولي المساعدات الإنسانية التدخل، إنني أدين قيام النظام السوري بفرض الحصار على بعض الأحياء السكنية. وهذا يسري على نطاق واسع حول دمشق، وخاصة منطقتي شرق وغرب الغوطة، وكذلك في حي اليرموك الذي يسكن فيه الفلسطينيون”. ودعا إلى السماح بوصول المساعدات للمحتاجين لها.

 بلا ماء أو كهرباء

 وأضاف: “يعيش سكان بعض ضواحي دمشق وخاصة مدينة المعضمية منذ ما يزيد على 300 يوم مفصولين تماماً عن إمدادات المواد الغذائية والدواء والكهرباء. ولذا، فإنني أدين كل محاولة لمنع أو تأخير وصول المساعدات الإنسانية أو إساءة استخدامها في أعمال الحرب”.

وناشد “جميع المسؤولين في دمشق السماح فوراً ودون قيود بوصول المساعدات الإنسانية إلى كافة المناطق المتضررة، وكذلك الإجلاء الآمن للمدنيين المرضى والمصابين جراء التجويع إلى خارج محيط الحصار”.

الطفل وسيم لا يجد من يدفنه

في غضون ذلك، نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة الطفل وسيم زكور في مدينة حلب في الشمال السوري.  وقالوا “إنها ليست قصة بائعة الكبريت ولا قصة من الخيال إنها احدى قصص أطفال سوريا”.

 الطفل وسيم زكور “عاش يتيماً ومات وحيداً بعد أن فقد أهله تحت القصف، كان يمشي حافياً لم يجد إلا حذاء بمقاس قدم والده يتقي به قساوة الإسفلت والحجارة وقطع الزجاج التي كانت تنهش قدميه الصغيرتين”. وأكد جوزيف مكربنة من مدينة حلب أن الطفل” لم يكن يجد ما يأكله إلا كسرات خبز يسد بها رمقه، وكان يسترزق ببيع القمامة التي كان يودعها كيسه الأسود الذي بقي له”.

 وأشار الناشطون الى موت الطفل وسيم “مسجى على قارعة الطريق إلى جانب كيس القمامة الأسود متحلل الجثة لم يجد من يدفنه أو يشيّع جثمانه إلا العراء”.

تركيا محطة آمنة لتدفق “القاعدة” إلى سوريا

نصر المجالي ايلاف

 تحولت تركيا إلى قاعدة آمنة لتدفق عناصر تنظيم القاعدة إلى سوريا، وبينما تواجه انقرة مشكلة ضبط حدودها، يقول محللون إنها تغض الطرف عن نشاط متطوعي الجماعات المتشددة.

كشف تقرير صحافي نشر في لندن، الخميس، أن تركيا صارت تشكل المحطة الآمنة لتدفق المئات من مقاتلي القاعدة إلى سوريا، وبينهم عشرات البريطانيين. وقال تقرير لصحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية إن التنظيمات الإسلامية التي توصف بالمتشددة تمكنت مؤخرًا من توسيع نفوذها في الداخل السوري على حساب جماعات المعارضة المسلحة التي توصف بالاعتدال والمنضوية تحت جناح الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب.

وتؤكد الصحيفة أنها علمت من مصادرها أن مئات المنضمين إلى تنظيم القاعدة يتدفقون على الأراضي السورية بعدما يقضون بعض الوقت في منازل آمنة جنوب تركيا لينضووا في “الجهاد” مع التنظيمات الإسلامية في سوريا.

 ونقلت التلغراف عمن تقول إنهم بعض العناصر التي مرت بهذه الرحلة، إن متطوعين من جنسيات مختلفة وبينهم من يحملون الجنسية البريطانية يعيشون فترات متفاوتة في منازل آمنة في عدة مناطق جنوب تركيا حتى يتم تهريبهم عبر الحدود إلى الأراضي السورية، حيث يقومون بالقتال ضمن عدد من التنظيمات الإسلامية هناك.

 وتشير إلى أن تزايد نفوذ الجماعات المنتمية للقاعدة يطرح مزيدًا من التساؤلات عن الدور الذي يلعبه حلف شمال الأطلسي “الناتو” داخل تركيا.

 مخاوف تركية

 وتعتبر الصحيفة اللندنية أن تركيا شاركت الغرب مخاوفه من تواجد القاعدة في سوريا منذ البداية، حيث كانت الحكومة التركية تدعم الجماعات المعارضة ضد نظام الأسد.

 لكنّ محللين اعتبروا في الآوانة الأخيرة أن أنقرة إما فقدت سيطرتها على الحدود مع سوريا أو أنها تغض الطرف عن نشاط متطوعي القاعدة وتترك لهم المجال لدخول سوريا عبر الحدود.

 وتنقل الجريدة عن أبو عبد الرحمن الأردني، المسؤول عن تنظيم توافد (المجاهدين) إلى سوريا، قوله: “كل يوم يفد إلينا مجاهدون من مختلف الجنسيات”، موضحًا أنه ينظم رحلات عبر الحدود لإيصال المتطوعين الجدد إلى المناطق التي ينضمون فيها إلى الجماعات المقاتلة التابعة لتنظيم القاعدة مثل “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.

 ويختم التقرير بالإشارة إلى أن الشرطة التركية تقوم بشن حملات متكررة على عدد من المناطق التي تأوي المتطوعين الجدد في القاعدة بناء على معلومات استخباراتية، لكن مع حدود تمتد لأكثر من 500 كيلومتر يصبح الأمر شديد الصعوبة، كما أنهم يواجهون مصاعب قانونية في حالة اعتقال بعض المتطوعين، حيث يصعب سجنهم أو ترحيلهم لصعوبة اثبات انضمامهم الى تنظيم القاعدة.

ثوار يخاطبون أوروبا: أعطوا اللاجئين فسحة من السماء!

حيان الهاجري

ايلاف

وجهت صفحة “نحنا من جيل الثورة” السورية رسالة مؤثرة للأروبيين تحت عنوان “أعطوهم فسحة من السماء”، تطالب الأوروبيين بالاهتمام باللاجئين السوريين لأنهم هاربون من ظلم الطاغية بشار.

الثورة السورية مستمرة، بكل أشكالها، والأزمة السورية بالتالي مستمرة، والقمع لن يتوقف على ما يبدو. وبنتيجة كل هذا، سيستمر تدفق اللاجئين السوريين بعيدًا عن بلادهم المشتعلة بالعنف والقصف، باتجاه بر أمان، قد يكون بينه وبين سوريا بحار واسعة وعميقة. فالسوريون اتجهوا نحو أوروبا، علهم يجدون فيها أمنًا فقدوه، وعيشًا كريمًا افتقدوه. إلا أنهم لا يجدون دائمًا هناك من يستقبلهم بالابتسام، فيضمد جراحهم وجراح كرامتهم.

هربًا من الطاغية

من هذا المنطلق، رأى ع. الكنعاني، “أدمن” صفحة “نحنا من جيل الثورة” السورية، أن يوجه إلى أوروبا كتابًا مفتوحًا باللغات العربية والإنجليزية والإيطالية والإسبانية، أودع فيها كل المشاعر المؤثرة، عله يصل إلى قلوب الأوروبيين، عنوانها “أعطوهم فسحة من السماء”.

تقول الرسالة: “يأتينا البحر بهدايا ليست كالهدايا، يحدث أن يخرج أناس من مياهه متعبين مرهقين. أصدقائي الأوروبيون وأحبتي الإيطاليون، رفقا بالسوريين. لا تخافوا وجوههم المتعبة فقد أضناهم الرعب، ولا تفزعوا من ثيابهم المهلهلة، ولا من شعرهم المنكوش، فقد سلبهم الطاغية بشار كل شيء. ولا تصغوا للأصوات السوداء، فهؤلاء ليسوا غزاة، وليسوا لاجئين، إنما هؤلاء هدايا البحر”.

تضيف: “يحدث أن يأتي البحر بهدايا ليست كالهدايا، بصبيان صغار يعشقون الطيران كالسنونو، أصدقائي الأوروبيون، أعطوهم فسحة من السماء، فقد هربوا من الأقفاص الحديدية. أصدقائي الأوروبيون، لا تفزعوا إن رأيتم سوريًا على شواطئكم، فهو يحمل قلبًا كبيرًا وحلمًا أكبر”.

لاجئون موقتون

أراد الكنعاني أن يقول للأوروبيين إن السوريين الذين يصلون الشواطئ الأوروبية لم يتركوا بلادهم هربًا من من حرب أهلية، بل هربوا من البطش والظلم والقتل، ومن طاغية قابع في دمشق، “فنحن نرفض أن يطلق عليهم صفة لاجئ من حرب أهلية أو من جوع أو من بطالة، بل هم لاجئون موقتون، هاربون من الطغيان والموت”.

يضيف: “نحن بشر طالبنا بالحرية وخرجنا في تظاهرات، فأرسل الأسد غربانه السوداء ومدفعيته وبراميله المتفجرة، فحاولنا في هذه الرسالة أن نصرخ في وجه العالم، إننا مجرد أناس بسطاء، نريد الحياة لأطفالنا”.

وتواصل الكنعاني مع مديري صفحات أوروبية، فوافقوا على نشر الرسالة على صفحاتهم، مشاركين في توسيع بيكار نشرها.

مطبات في وجه الثورة

وفي تعريف صفحة “نحنا من جيل الثورة”، كتب الكنعاني: “كان بالبداية حلمًا ولكن كل هذا الألم وقصص الموت جعلت منه ملحمة من دم وتراب ودموع”.

ولأن الصفحة ثورية سورية، فقد وضعت لنفسها حدودًا لا تحيد عنها، أوردتها بلهجة الشباب السوري الثائر، فقالت: “بدنا نتفق على شوية مفاهيم و مصطلحات. صفحتنا ما بتعترف إنو في شي إسمو حكومة أو نظام حاكم بسوريا، لذلك نحنا بنعبر عن شلة هالاجرام اللي محتلة بلدنا هي بعصابة الاحتلال، ونحنا ما بنعترف بشي إسمو معارضة سياسية لأنو نحنا بنفهم انو اللي عنا هو ثورة شعبية للحصول على الحرية والاستقلال ففي عصابة محتلة و شعب ثائر بس”.

تضيف الصفحة: “هلق المشكلة شو بدنا نسميهم لهدول اللي عم ينطوطو من محطة لتانية، ومن عاصمة لعاصمة، من فندق لفندق، وعلى لعي ولت يا معلم… طبعًا ما رح نسميهم ناشط أو محلل سياسي لأنو قرفنا من هالتسمية، رح نسميهم مطبات يعني مطب المجلس الوطني، مطب هيئة التنسيق، مطب الاخوان، مطب المنبر ، لانو نحنا بنشوفون مطبات بوش الثورة”.

لا كبير إلا الجمل

وتستمر الصفجة في تحديد حدودها ونظمها: “نحنا مؤمنين بسوريا وبالثورة وبإنو اللي استشهد واعتقل واتعذب واللي اتهجر واللي عم يعاني بمعسكرات اللجوء، هدول كلون أهم بمية مرة من المزاودين والنصابين واللي فكروها فرصة ليتبروزو ويتريسو، ومنشان هيك نحنا هون رح نحاول نكون لاحقين الكل عالدعسة، اللي بيعمل منيح رح نمدحو، واللي بيغلط ما رح نقصر فيه، وما عنا كبير الا الجمل، وبالآخر ما حدا يفكر حالو اهم من دمعة ام و لا صرخة رعب”.

وختمت: “بدنا الكل يشاركنا ويكتب معنا باللي عم يفكر فيه، من شو خايف، شو بيتوقع، شو رايو بفلان، وشو رايو بالحكي اللي عم يطلع كل يوم، وبأحداث الثورة وشخصياتها، خلينا نتشارك ونقترح ونشوف شو بنحسن نعمل، كل واحد من محلو، وبامكانياتو”.

قدري جميل: لم أنسق حراكي مع الروس.. ولقاءاتي الخارجية جاءت بصفتي معارضا

نائب رئيس الوزراء السوري المقال قال لـ «الشرق الأوسط» إن «شرط تنحي الأسد يقفل باب الحوار»

قدري جميل

بيروت: كارولين عاكوم

قال نائب رئيس مجلس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية المقال قدري جميل، إن كل المعلومات التي جرى تداولها بشأن إقالته من منصبه، ولا سيما تلك التي ربطت بين استبعاده ولقاءات مع مسؤولين أميركيين، «سطحية ومبتذلة».

ووجه جميل انتقادات لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي أقاله بشكل مفاجئ من منصبه أول من أمس بعد أنباء أفادت بلقائه مع السفير الأميركي الخاص بسوريا روبرت فورد في جنيف السبت الماضي. وقال جميل إن النظام «يريد كل شيء تحت سيطرته وبالتنسيق معه». كما وجه انتقادات ضمنية للائتلاف السوري المعارض، وقال إن سياسته «لا تختلف عن سياسة الحزب الواحد».

وبينما رجح محللون أن إقالة جميل المفاجئة جاءت باعتباره «رجل روسيا»، بسبب علاقته القوية بأصحاب القرار في موسكو، خصوصا أنه يقيم هناك منذ مدة مع عائلته وأنه شيوعي وحاصل على شهادته في الاقتصاد من الاتحاد السوفياتي السابق، واحتمالية ترشيحه من الروس لقيادة المرحلة المقبلة من خلال مؤتمر «جنيف 2» للسلام في سوريا باعتباره شخصا توافقيا يجمع بين كونه جزءا من الحكومة السورية والمعارضة معا. إلا أن جميل نفى أن يكون «رجل روسيا»، مؤكدا أنه يتعامل مع كل الأطراف المعنية في الأزمة السورية، في إشارة إلى الروس والأميركيين.

وأكد جميل في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه لا صحة لكل ما أشيع كذلك حول الدعم الروسي الذي يتلقاه لتأهيله ليكون رجل المرحلة المقبلة في سوريا بدلا من الرئيس السوري بشار الأسد، قائلا: «لم يطرح هذا الموضوع علي، كما أنني لا أسمح ببحثه؛ لأنني أعتبره من مهمة طاولة الحوار السورية – السورية في مؤتمر جنيف 2».

وأكد جميل، الذي يرأس حزب الإرادة الشعبية للتغيير والتحرير، أن موقف الجبهة التي يمثلها كان ولا يزال يرفض شرط تنحي الأسد، انطلاقا من أن هذا الأمر «مضر بالمصلحة الوطنية ويقفل الباب أمام أي حوار»، مضيفا: «قبل دخولنا إلى الحكومة وبعد خروجنا منها، موقفنا ثابت لجهة رفض فرض الشروط المسبقة».

وكان جميل، الذي يضع نفسه دائما في خانة المعارضة، تسلم منصب نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في يونيو (حزيران) 2012 ضمن حكومة رياض حجاب (انشق لاحقا)، في خطوة أراد بها الأسد إدخال من يسميهم «المعارضة الوطنية» إلى دائرة الحكم لامتصاص نقمة الاحتجاجات والثورة الشعبية التي اندلعت ضده.

وفيما برر النظام قرار إعفاء جميل من منصبه بـ«تغيبه عن مقر عمله وقيامه بلقاءات في الخارج من دون التنسيق مع الحكومة السورية»، رد جميل على هذا الأمر بالقول: «نحن جبهة سياسية معارضة مستقلة نجري اتصالاتنا منذ البداية من دون تنسيق مع أحد إلا مع أنفسنا؛ لأن أي سياسة لا تتوافق مع هذا المبدأ تفقدنا دورنا المستقل، وهو الأمر الذي لم يقبل به النظام، وهذا دليل واضح ليتأكد من لا يزال يصر على رفضنا كمعارضة أننا في صلب المعارضة ولا نقبل بالتنازل عن مبادئنا».

وواصل جميل انتقاده لنظام الأسد قائلا: «كتركيبتين (نحن والنظام) مختلفتان في السياسة والتوجهات لا يمكن لعلاقتنا أن تستمر، وكانت الفترة التي بقينا فيها معا (سنة و4 أشهر)، خلال وجودنا في الحكومة هي الفترة القصوى».

وأكد جميل عدم حصول أي اتصالات بينه وبين أي جهة أميركية أو روسية بعد فصله من منصبه، كنائب مجلس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية، ويضيف ضاحكا: «تلقيت اتصالات تهنئة بخلاصي من أصدقاء في المعارضة، وكذلك من أشخاص محسوبين على النظام».

وفي حين يقول جميل: «أنا غير متشائم» من نتائج «جنيف 2»، يرى أن «هذا الوليد سينجح في إخراج سوريا من أزمتها».

أما فيما يتعلق بالمشاركة في «جنيف 2»، فقال جميل: «لم تحدد طبيعة تمثيلنا لغاية الآن، لكننا نسعى كي تمثل كل أطراف المعارضة على عكس الأطراف الأخرى (قاصدا الائتلاف الوطني السوري المعارض)، التي لا تختلف عن النظام في اتباعها سياسة الحزب القائد، بينما نحن نعمل على معارضة تعددية تمثل سوريا المستقبل، وهدفنا، كمناضلين ثوريين، هو إيقاف نزيف الدم وإنقاذ سوريا مما هي فيه اليوم، بإيجاد المخرج الآمن لهذه الأزمة من خلال المصالحة والحوار، وكل ما هو غير ذلك لا قيمة له بالنسبة إلينا».

وأبدى جميل استغرابه القول بضرورة تمثيل المعارضة في «جنيف 2»، كوفد موحد، معتبرا أن «التعددية مطلوبة والاتصالات مع كل الأطراف المعارضة والنظام مستمرة»، ورأى أن «جنيف 2» بدأ منذ فترة و«كل ما يجري اليوم يدور في فلكه، ونهايته ستكون يوم انعقاده، بالإعلان عن نتائج كل هذه المباحثات».

وتعهد جميل بالعودة إلى سوريا قريبا، وقال: «سأعود إلى دمشق في النصف الثاني من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بعدما أنهي أعمالي في موسكو، ولأمارس دوري كنائب في البرلمان وممثل للشعب السوري الذي انتخبني».

في جنوب دمشق يطهون القطط ويزرعون الخضراوات في الصحون اللاقطة

ارتفاع الوفيات بين الأطفال في المناطق التي يحاصرها النظام

لندن: «الشرق الأوسط»

كل نداءات الاستغاثة التي أطلقها ويطلقها السوريون لم تنجح في فك الحصار المفروض على المناطق المحاصرة في ريف دمشق، وما زال السكان العالقون في عدة مناطق أحياء جنوب العاصمة وفي الغوطة الشرقية يعانون من الجوع الشديد، وكل يوم تسجل حالات وفيات بين الأطفال نتيجة سوء التغذية.

ويوم أمس توفيت طفلة مخيم اليرموك عاشت ليومين فقط، لعدم وجود حاضنة أطفال وعدم توفر الدواء والحليب. كما نشرت صورة لطفل في مشفى ميداني في بلدة يلدا لطفل عمره خمس سنوات يعاني من سوء تغذية شديد إذ بدا كهيكل عظمي. وبحسب ناشطون في مخيم اليرموك بجنوب دمشق فإن قوات النظام صعدت حملتها «الجوع أو الركوع» في تلك المناطق بهدف إخضاع السكان في تلك المناطق لتسليم أبنائهم من الملتحقين بكتائب «الجيش السوري الحر» المعارض.

ومع تفاقم الجوع يعلق جنود النظام ربطات خبز على الحواجز على مدخل مخيم اليرموك على مرأى من السكان العابرين بهدف «الاستفزاز والإهانة»، بحسب شهود عيان. ويقول ناشط فلسطيني سوري في صفوف «الثوار السوريين»: «في الأسبوع الماضي سمح أحد الحواجز لبعض سكان المخيم بالخروج إلى حي الزاهرة لشراء الخبز، وسمحوا لكل عائلة بشراء رابطة خبز واحدة، وعند عودتهم أخذوا منهم الخبز وكوموه على الرصيف، واشترطوا على كل شخص كي يسمح له بإدخال الرابطة التي اشتراها أن يعوي كالكلب أمام الحاجز». ويتابع الناشط: «وقف الجميع وكان معظمهم نساء وشيوخ مذهولين أمام هذا الإذلال والإهانة، وقبل أحد الواقفين وكان شيخا مسنا بالشرط وراح يصدر صوت عواء مجروح مشوب بالبكاء وبعد أن انتهى قال الجندي لرفيقه اعط الخبز لهذا الكلب». ويشير الناشط إلى أن الرجل المسن الذي قبل بالإهانة كان ينتظره في المنزل خمسة أطفال من أحفاده يتمتهم الحرب.

وبث مكتب جنوب دمشق الإعلام أول صور لعملية طهو قطط مذبوحة في المخيم، ويظهر فيها رجل يضع قطة سلخ جلدها في طنجرة على موقد حطب، ويراقبها خلال سلقها. وفي صور أخرى تظهر عملية الذبح.

وكان أئمة جوامع ومشايخ في مخيم اليرموك وأحياء جنوب دمشق أصدروا فتوى بجواز أكل المحاصرين لحوم القطط والكلاب والحمير للحفاظ على حياتهم.

وتقول ناديا، 40 عاما، وتعيش في حي شرق دمشق، إن «قريبة لها خرجت من المخيم مع أطفالها، وكانت بحالة نفسية وصحية غاية في السوء، فقد أخبرتها أنها اضطرت وأطفالها لأكل لحم قطة، بعد أيام من الجوع لم تعد خلالها تتمكن من الوقوف على قدميها». وتضيف ناديا أن «حالة قريبتها النفسية كانت مضطربة وعدوانية، وكلما تذكرت ذلك تغرق بنوبة بكاء».

ومع تواصل الحصار وانعدام المواد الغذائية والخضار، يسعى السكان المحاصرون للزراعة على أسطح منازلهم، في منطقة عشوائيات تفتقر إلى مساحة خضراء. وفي فيديو بثه مكتب جنوب دمشق الإعلامي يقول أحد السكان إنه نزح إلى المخيم من منطقة البويضة التي اجتاحتها قوات النظام أخيرا، وبما أن الكهرباء مقطوعة بشكل دائم ولا حاجة لصحن (دش) التقاط البث الفضائي، حول تلك الصحون إلى أحواض زراعية، ملأها بالتراب على سطح المنزل وزرعها ببذور السبانخ والسلق والكزبرة والبقدونس وغيرها من حشائش وخضار ويسقيها بما يتيسر له من مياه. كما تحدث عن صعوبة الحصول على بذور للمزروعات إلا أن تهريبها إلى داخل المخيم أسهل بكثير من إدخال الخضراوات والمواد الغذائية.

وتسبب الحصار الخانق والتجويع المتعمد بوقوع عدة حوادث تسمم بسبب الإقبال على أكل أي شيء لسد الرمق، حيث ذكر سكان في المخيم أن أحد الأشخاص عثر الشهر الماضي في منزل مدمر بحي التضامن على قمح إلا أن لونه لم يكن طبيعيا ومع ذلك أخذه وطحنه مع العدس وصنع منه خبزا لعائلته المكونة من ستة أشخاص، الأب والأم وثلاثة شبان، زوجة أحدهم كانت حاملا في الشهر الرابع، وبعد ساعات قليلة ظهرت على الجميع أعراض التسمم، وتبين لاحقا أن القمح كان ملوثا بمادة شديدة السمية. ولا يزال جميع أفراد العائلة بحالة صحية سيئة، وأحدهم بحالة موت سريري، وتشرف عليهم الهيئات الطبية الموجودة في المنطقة مع عدم توفر علاجات للحالات السمية. وما زال أقرباؤهم ينتظرون السماح لهم بالخروج إلى مراكز طبية متخصصة في العاصمة.

وكانت عدة هيئات ومنظمات أطلقت نداءات لإنقاذ الأطفال والشيوخ العالقين في المناطق المحاصرة، في الغوطة الشرقية وداريا والأحياء الجنوبية دون أي جدوى، حيث سمح لعشرات العائلات بالخروج من المعضمية منذ أسبوعين بعد أن مات أكثر من 10 أطفال. ولكن بعد خروجهم فرض حصار خانق على بلدة قدسيا التي لجأت إليها معظم العائلات الخارجة من المعضمية. وتعاني قدسيا ذا الكثافة السكانية العالية والهادئة نسبيا من شح في معظم المواد الغذائية لا سيما الطحين والسميد المادتان اللتان تحظر قوات النظام إدخالهما إلى المناطق المحاصرة بأي كمية كانت.

محللون يرون بأن روسيا تريد الإبقاء على النظام السوري واستبدال جميل بالأسد

خبير يعد إقالته نتيجة لبداية تسوية أميركية ـ روسية

بيروت: «الشرق الأوسط»

رغم تأكيد نائب رئيس مجلس الوزراء السوري المقال قدري جميل أن لقاءاته الخارجية لم تكن يوما منسقة مع أي جهة، داخلية أم خارجية، نافيا كذلك تفاوض أحد معه ليكون رجل المرحلة الانتقالية وبديلا عن الرئيس السوري بشار الأسد، فإن معظم الآراء المتوافرة تجمع على أن لهذه الخطوة أبعادها السياسية الإقليمية المرتبطة بمؤتمر «جنيف2»، ومن خلفه التوجهات والتحالفات الدولية المتبدلة.

وفي هذا السياق يرى أستاذ العلاقات الدولية والخبير في الشأن السوري سامي نادر أن إقالة جميل من منصبه مرتبطة بالمرحلة الانتقالية التي يعد لها من خلال مؤتمر «جنيف2»، المتوقع عقده في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وانطلاقا كذلك من بداية تسوية أميركية – روسية، على أن يدير المرحلة الانتقالية نظام ليس بعيدا كثيرا عن السابق إنما من دون وجود للأسد فيه.

ويعزو نادر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» هذا الأمر إلى أسباب عدة، أبرزها وجود صيغة يتوافق عليها الفريقان الدوليان الأساسيان وتتوافق كذلك مع مقررات اجتماع «أصدقاء سوريا» الذي عقد قبل أسبوعين في لندن، إضافة إلى التقاء بعض أهداف الفريقين الدوليين الداعمين للمعارضة والنظام، أي روسيا وأميركا، على بعض الأهداف.

ويصر «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» على تنحية الرئيس السوري، كما سبق لوزير الخارجية الأميركي جون كيري أن قال إنه «لا دور للأسد في المرحلة الانتقالية»، بينما يستند الفريق الثاني، ولا سيما روسيا التي تعمل انطلاقا من مصالحها في حماية النظام السوري وتركيزها على عدو مشترك وهو المجموعات المتشددة، إلى التمسك بالنظام السوري لكن ليس شرطا برئيسه الأسد.

وانطلاقا من هذا التوجه يجري البحث، وفق نادر، عن أشخاص تطمئن إليهم روسيا، معروفين بعلاقتهم معها، وتستطيع من خلالهم توفر الضمانات الكافية لـ«تغيير شكلي» مفترض، والمحافظة على مصالحها لفترة طويلة الأمد، وهذا ما قد ينطبق على جميل، المعروف بعلاقاته مع روسيا، كما كان قبله الرهان على نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع، الذي عمد الأسد إلى استبعاده.

وذكر نادر برد وزارة الخارجية الروسية على مقررات «أصدقاء سوريا»، معتبرة إياه محاولة لإعادة النظر في بيان «جنيف1» وحسم نتائج مؤتمر «جنيف2»، من دون أن تدافع عن الأسد أو عن دوره في المرحلة الانتقالية، واضعا إياها في خانة «القبول باستبعاده»، وهو الأمر الذي يعكس، بحسب نادر، إمكانية التوصل إلى تسوية «أميركية – روسية»، يتم خلالها قبول روسيا باستبدال رأس النظام السوري من دون تغيير جذري في المعادلة القائمة.

وتبقى وفق نادر علامة الاستفهام حول الموقف الإيراني من هذه المسألة، معتبرا أن هذا التوافق المفترض يبقى هو الحل الوحيد في هذه المرحلة وفقا لموازين القوى الحالية إذا أريد التوصل إلى حل في «جنيف2».

ورأى نادر أنه إذا تبين أن إيران لها علاقة بإقالة جميل فهذا يدل على بداية التمايز في المصالح الإيرانية الروسية ومن خلفها علاقة النظام بروسيا، وهذا أمر طبيعي ستبرز نتائجه بشكل أكبر في الفترة المقبلة، إذا تمت التسوية. ويضيف: «كل طرف يعلم أن الطرف الآخر يستعمله لتحقيق مصالحه، إذ كانت إيران تستعمل ورقة الفيتو الروسي، بينما روسيا تستعمل المشاركة العسكرية لإيران من خلال حزب الله في الثورة، وسيأتي الوقت في النهاية لتنكشف كل الأوراق إلى حين أن يتوصل جميع الأفرقاء إلى تسوية، إما قد تكون بالاستغناء عن رأس النظام وإما الإبقاء على صراع طويل الأمد وبالتالي تفتت سوريا».

يذكر أن جميل تبلغ بقرار إعفائه من منصبه أثناء وجوده مباشرة على الهواء في استوديوهات قناة «روسيا اليوم» في موسكو أول من أمس، ووضع البعض خطوة الرئاسة السورية في إطار رسالة استياء من الأسد إلى القيادة الروسية، بعدما تأكد الأسد من الأخضر الإبراهيمي أن موسكو اقترحت على واشنطن تسوية تقضي بانتزاع كل الصلاحيات التنفيذية من الرئاسة السورية في مؤتمر «جنيف2»، كما سبق لـ«هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة في سوريا» أن أعلنت عنه الأحد الماضي، على لسان رئيس المكتب الإعلامي في الهيئة منذر خدام، لناحية أن روسيا تعمل على فرض جميل وحلفائه كجزء من وفد معارضة الداخل إلى «جنيف2».

الأسد بعد لقائه الإبراهيمي: نجاح أي حل سياسي يرتبط بوقف دعم «المجموعات الإرهابية»

متحدثة باسم المبعوث الأممي أعربت عن أمله بمشاركة السعودية في «جنيف2»

بيروت: «الشرق الأوسط القاهرة: سوسن أبو حسين واشنطن: هبة القدسي

اشترط الرئيس السوري بشار الأسد أمس وقف دعم «المجموعات الإرهابية» لإنجاح محادثات السلام «جنيف2»، في وقت نقلت متحدثة باسم المبعوث العربي والدولي إلى دمشق الأخضر الإبراهيمي عن الأخير تقديره لـ«دور المملكة العربية السعودية في إعطاء دفع لمسيرة السلام في سوريا والمنطقة»، آملا بمشاركتها في المؤتمر. وقال الأسد، الذي التقى أمس الإبراهيمي في اليوم الثالث من زيارة الخير إلى سوريا، إن «نجاح أي حل سياسي يرتبط بوقف دعم المجموعات الإرهابية والضغط على الدول الراعية لها والتي تسهل دخول الإرهابيين والمرتزقة إلى الأراضي السورية وتقدم لهم المال والسلاح ومختلف أشكال الدعم اللوجيستي». معتبرا أن «هذا الأمر هو الخطوة الأهم لتهيئة الظروف المواتية للحوار ووضع آليات واضحة لتحقيق الأهداف المرجوة منه». وأكد الأسد، في تصريحات نقلها عنه التلفزيون السوري الرسمي أمس، أن الشعب السوري «هو الجهة الوحيدة المخولة برسم مستقبل سوريا»، معتبرا أن «أي حل يتم التوصل إليه أو الاتفاق حوله يجب أن يحظى بقبول السوريين ويعكس رغباتهم بعيدا عن أي تدخلات خارجية».

ويعتبر هذا اللقاء الأول بين الإبراهيمي والأسد منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حين رفض الأسد في ختام اجتماع ثنائي التعهد للإبراهيمي بعدم الترشح لولاية رئاسية جديدة. وذكرت صحيفة الوطن السورية آنذاك أن الأسد أنهى اللقاء إثر هذا الطلب من الإبراهيمي، الذي غادر بعدها دمشق. وكان الصحافيون شاهدوا قرابة الساعة العاشرة من صباح أمس الإبراهيمي مغادرا فندق «شيراتون»، مقر إقامته في دمشق، برفقة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في موكب سيارات تابعة للأمم المتحدة.

ويسعى الإبراهيمي، من خلال سلسلة اللقاءات التي يعقدها في جولته الأخيرة إلى دعم الجهود لعقد محادثات السلام في جنيف، والتي تبدو متعثرة، من أجل بدء عملية سياسية تنهي الصراع المستمر في سوريا منذ عامين ونصف. وفي حين أشارت المتحدثة باسم المبعوث الأممي خولة مطر إلى أن الإبراهيمي اجتمع أمس بالرئيس السوري، من دون أن تذكر أي تفاصيل إضافية عن مضمون المحادثات، أكدت مطر تقدير الإبراهيمي «دور المملكة العربية السعودية في إعطاء دفع لعملية السلام في سوريا والمنطقة». وقالت، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية إن الإبراهيمي «يأمل بمشاركتها (السعودية) في مؤتمر (جنيف2)»، المحدد مبدئيا في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، مؤكدة أن الإبراهيمي «لا يكن للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين (الملك عبد الله بن عبد العزيز) إلا كل التقدير والاحترام». وتشكل دمشق المحطة السابعة للإبراهيمي في إطار جولة تشمل الدول المعنية والمؤثرة في إيجاد حل للأزمة السورية بهدف تهيئة الأجواء لمؤتمر «جنيف 2». وشملت جولة الإبراهيمي قبل دمشق كلا من مصر والعراق وإيران وتركيا وقطر، فيما من المرجح انتقاله في اليومين المقبلين إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حيث سيعقد سلسلة لقاءات فيها قبل مغادرته.

ووصل الإبراهيمي إلى دمشق مساء الاثنين الماضي، وأجرى لقاءات مع وزير الخارجية السورية وليد المعلم وشخصيات من معارضة الداخل. ويثير الإبراهيمي في الآونة الأخيرة غضب المعارضة السورية، لا سيما بعد إصراره على وجوب مشاركة إيران في محادثات جنيف، وهو ما ترفضه المعارضة كليا، انطلاقا من اعتبارها أن طهران «شريكة نظام الأسد في قتل السوريين». ووصف هيثم المالح عضو الائتلاف السوري المعارض لـ«الشرق الأوسط» أمس دور الإبراهيمي بأنه «يرتدي لباس بشار الأسد». وأشار إلى أن مؤتمر «جنيف1» لم يتحقق منه شيء، في إشارة إلى عدم جدوى الجهود الدولية لعقد مؤتمر «جنيف2».

وقال إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ترك ملف الأزمة السورية إلى الرئيس الأميركي القادم، بحسب ما أبلغه أعضاء في المكتب المصغر للرئيس أوباما في زيارته لواشنطن قبيل ثلاث أشهر عندما. مضيفا أن «الولايات المتحدة لم تدعم الثورة السورية بشكل جدي حتى الآن، وأن مساعداتها كانت رمزية وعلى استحياء ومواقفها متذبذبة بين الصعود والهبوط». وفي واشنطن، قللت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جين بساكي من تصريحات الأسد وربطه تحقيق أي حل سياسي للأزمة في سوريا بوقف دعم المجموعات السورية المعارضة.

وقالت خلال مؤتمر صحافي بالخارجية الأميركية: «إن الأسد مخادع وخلال الفترة الماضية صور نفسه بأنه يحمي سوريا من المتطرفين، لكنه أقدم على قتل أكثر من مائة ألف شخص وسط نزوح الملايين من اللاجئين السوريين وهناك فهم بأنه لا يوجد مستقبل للأسد في سوريا في المستقبل». وأكدت بساكي أن بلادها لن تستجيب لمطالب الأسد بوقف تسليح المعارضة. لكنها أبدت في الوقت نفسه قلق بلادها من المتطرفين الأجانب الذين يحاربون في سوريا.

توافق روسي ـ أميركي على منع معركة القلمون.. والنظام يحضر لها

حزب الله حشد 15 ألفا من مقاتليه لحسمها قبل الشتاء

بيروت: ثائر عباس

ينظر الكثير من الدبلوماسيين والسياسيين المهتمين بالشأن السوري إلى معركة جبال القلمون التي كثر الحديث عنها خلال الأشهر الماضية على أنها مؤشر لاتجاه الحل السلمي للأزمة السورية، وأنها مفتاح انعقاد مؤتمر «جنيف2» الذي يسعى الأميركيون والروس لحشد التأييد له وسط معلومات عن تباين بين الحليفين (الروسي والنظام) حول المعركة بسبب تأثيرها المحتمل على حظوظ انعقاد المؤتمر.

وجبال القلمون تقع عند الخط الفاصل بين لبنان وسوريا، وهي السفح الشرقي لسلسة جبال لبنان الشرقية الحدودية مع سوريا، وتقع غرب دمشق، وتصل ريف العاصمة بمدينة حمص عبر الأوتوستراد الدولي الذي يربط العاصمة بوسطها. وتمتد على طول الحدود اللبنانية، بمسافة 110 كيلومترات، ويصل عمقها داخل الأراضي السورية في منطقة ريف دمشق إلى 40 كيلومترا، حيث ترتبط مع لبنان عند نقطة بلدة عرسال المعروفة بدعمها القوي للمعارضة السورية التي تنشط في جرود عرسال. وتسيطر قوات المعارضة على مساحة واسعة من المنطقة، أهمها يبرود والزبداني وقارة وفليطا والمشيرفة وراس العين والمعرة وعسال الورد، كما تسيطر على مزارع رنكوس وأجزاء من ريف النبك. وأهم الفصائل المعارضة فيه هي ألوية «جيش الإسلام»، و«أسود السنة في القلمون»، و«جبهة النصرة»، و«ألوية الصحابة في رنكوس».

ويقول دبلوماسي غربي في بيروت إن حصول معركة القلمون معناه عدم انعقاد المؤتمر، وهو ما يدركه الروس والأميركيون ويسعون لمنعه. وبالفعل، فقد صارح السفير الأميركي الجديد في بيروت ديفيد هيل شخصيات لبنانية التقاها مؤخرا بأن مساعي تبذل لمنع نشوب هذه المعركة، قائلا: «نحن وأصدقاؤنا الروس نعمل ما في وسعنا لمنع هذه المعركة لمخاطرها على (جنيف2)، بالإضافة إلى مخاطرها الشديدة على الواقع اللبناني لجهة ارتدادات هذه المعركة الأمنية والعسكرية على لبنان». أما السفير الروسي في بيروت ألسكندر زاسبكين فقد تحدث بالصيغة نفسها أمام سياسيين آخرين التقاهم الأسبوع الماضي، وإن كان كلامه اختلف عن الكلام الأميركي لجهة عدم تكلمه نيابة عن الأميركيين كما فعل هيل، مشيرا إلى أن بلاده تسعى لمنع حصول المعركة. ويتابع الدبلوماسيون الغربيون بدقة تطورات الموقف في القلمون، خصوصا لجهة مشاركة حزب الله في هذه المعركة، إذ يكشف الدبلوماسي نفسه أن المعلومات تقول إن الحزب حشد نحو 15 ألف مقاتل من أجل المعركة، وإنه يستعد مع النظام السوري لخوضها – وحسمها – قبل الشتاء باعتبار أن المنطقة التي ستخاض فيها المعركة جبلية، ولن يكون الطقس البارد جدا عاملا مساعدا للمهاجمين.

إضافة إلى الحزب، يعتقد الدبلوماسي الغربي أن النظام نفسه يريد هذه المعركة بشدة، لأنه «لا يريد انعقاد المؤتمر، فهو يعتقد أنه تجاوز مرحلة الخطر، وليس مستعدا بالتالي لتقديم أية تنازلات في مؤتمر جنيف، وهي تنازلات حتمية، مهما اختلف تقييم هذه التنازلات. أما «الجماعات الجهادية» فهي بدورها تريد المعركة لأنها ترفض الحل السلمي وتعتقد أن بإمكانها ضرب النظام والحزب في هذه المعركة.

ويشير الدبلوماسي إلى أن الحزب يدفع بقوة باتجاه هذه المعركة، وهو يسعى من خلال تركيزه المتواصل على الجماعات الجهادية ودورها في المعركة إلى تهيئة الأرضية الشعبية لتدخله هناك، لأن التوقعات تشير إلى «معركة مكلفة» بشريا. ويعتبر أن ما يتردد على ألسنة قيادات الحزب، وآخرها تصريح لأحد قيادته عن «أننا عرفنا من يفخخ السيارات ويرسلها إلى مناطقنا وسنلقنه درسا لن ينساه» تقع في هذا الإطار، خصوصا أن التسريبات الإعلامية التي ظهرت بعد إعلان اكتشاف سيارة مفخخة في الضاحية كلها ركزت على أن السيارة المفخخة أتت من يبرود في جبال القلمون، مما سيعطي الحزب دافعا لإعلان مشاركته في الحرب «دفاعا عن الضاحية».

لكن خوض هذه المعركة قد يعقد الأمور في لبنان، حيث يتوقع أن تشهد الحدود دفعة كبيرة من النزوح هربا من المعارك، إضافة إلى أن المعارضين قد ينقلون المعركة إلى الأراضي اللبنانية انتقاما من الحزب، ما قد ينجم عنه موجة تفجيرات جديدة تضرب المناطق المعروفة بولائها للحزب كما يحذر الدبلوماسي الغربي، مشيرا إلى أن على لبنان أن يسعى بشدة لمنع حصول هذه المعركة لأن «لديه ما يكفيه من المشكلات، وهو في غنى عن المزيد».

ويبدو أن الأميركيين و«أصدقاءهم» الروس جادون في السعي لمنع حصول المعركة، ويظهر ذلك من خلال الكلام المتناقض عن هذه المعركة التي كثر الحديث عنها، لكنها لم تبدأ بعد، بما يؤشر إلى حجم الضغوط التي تمارس في هذا الإطار.

منظمة حظر الكيماوي: ختم أسلحة سوريا الكيماويّة كافةً

لاهاي – أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماويّة اليوم الخميس أن مفتشيها المكلفين الإشراف على إتلاف الترسانة الكيماويّة السورية وضعوا أختامًا “لا يمكن كسرها” لأكثر من ألف طن من المواد والأسلحة الكيماويّة.

وفي التفاصيل، فقد أكّد المتحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيماويّة كريستيان شارتيه لوكالة فرانس برس أن “جميع مخزونات المواد الكيماويّة والأسلحة الكيماويّة وُضعت لها أختام يستحيل كسرها”.

وكان مصدر في المنظمة المكلفة تدمير الترسانة الكيماوية السورية أكّد لوكالة فرانس برس، اليوم الخميس، أن منشآت إنتاج الأسلحة الكيماوية السورية أصبحت غير قابلة للاستعمال، قبل المهلة المحددة بعد غد السبت.

وقال هذا المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، إن “سوريا أنجزت عملية جعل منشآتها لإنتاج وتجميع الأسلحة الكيماوية غير قابلة للاستعمال”.

وأضاف أن سوريا التزمت بقرار المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، التي طلبت منها إنجاز “عملية التدمير هذه في أسرع وقت ممكن وفي موعد أقصاه الأول من تشرين الثاني 2013”.

وسيصدر إعلان رسمي من المنظمة في وقت لاحق من نهار اليوم.

وزار الخبراء 21 من اصل 23 موقعا معلنا من قبل سوريا و39 من 41 منشأة في هذه المواقع. وقد تجنبوا الموقعين المتبقيين “لاسباب امنية”.

وقال تقرير للمدير العام للمنظمة مؤرخ في 25 تشرين الاول/اكتوبر قدم الى المجلس التنفيذي وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه ان 18 من هذه المنشآت مخصصة للانتاج و12 للتخزين وثماني منشآت متنقلة تهدف الى التجميع وثلاث وصفت بشكل عام بانها “منشآت مرتبطة بالاسلحة الكيميائية”.

واضاف التقرير “لكن سوريا قالت ان هذه المواقع متروكة وعناصر برنامج الاسلحة الكيميائية التي كانت فيها نقلت الى مواقع اخرى تم تفتيشها فعلا”.

واكدت المنظمة في البيان ان عمليات التفتيش انتهت بذلك “ومجمل المنشآت اصبحت غير صالحة للاستعمال”.

واضافت ان “المرحلة المقبلة ستبدأ في 15 تشرين الثاني الموعد الذي سيتبنى المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية خطة مفصلة للتخلص من الترسانة الكيميائية السورية”.

وكلفت المنظمة التي حصلت بداية تشرين الاول على جائزة نوبل، الاشراف على ازالة ترسانة السلاح الكيميائي السوري بموجب قرار لمجلس الامن.

ونص القرار 2118 على ازالة ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية بحلول منتصف 2014.

تدمير المعدات المعلنة لإنتاج كيميائي سوريا

                                            أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن معدات إنتاج السلاح الكيميائي المعلنة في سوريا قد دُمرت بالكامل أو أبطلت قدرتها على العمل. وأشارت إلى أن ما أُتلف من معدات يشمل تلك المتعلقة بإنتاج الأسلحة الكيميائية بشكل عام، بالإضافة لمعدات المزج والتعبئة. وأوضحت أن دمشق التزمت بالمهلة التي حددها المجلس التنفيذي للمنظمة لهذه المرحلة قبل الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2013.

كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم المنظمة كريستيان شارتيه أن مفتشي الوكالة المكلفين بالاشراف على إتلاف الترسانة الكيميائية السورية وضعوا أختاما “يستحيل كسرها” لأكثر من ألف طن من المواد والأسلحة الكيميائية.

وزار خبراء البعثة المشتركة للمنظمة -التي حصلت على جائزة نوبل للسلام هذا الشهر- والأمم المتحدة 21 من أصل 23 موقعا معلنا من قبل سوريا و39 من 41 منشأة بهذه المواقع. وتجنبوا الموقعين المتبقيين لأسباب وصفت بالأمنية.

وأوضح بيان للمنظمة نشر على موقعها الإلكتروني أن الموقعين المتبقيين على درجة خطورة عالية بحيث تعذر تفتيشهما لكن المعدات الموجودة بهما نقلت لمواقع أخرى خضعت للتفتيش. وذكرت المنظمة أنها بأحد المواقع تمكنت من التحقق من التدمير عن بعد دون ذكر تفاصيل كيفية ذلك.

ولم تحدد المنظمة المواقع التي لم تتمكن من زيارتها، لكن مصادر مطلعة على عملياتها قالت إن أحدها بمنطقة حلب بشمال سوريا وآخر بمحافظة دمشق. تجدر الإشارة إلى وجود موقع كبير للأسلحة الكيميائية بالقرب من بلدة السفيرة جنوب شرقي حلب حيث قصفت قوات النظام الحاكم البلدة بالأسابيع القليلة الماضية في محاولة لاستعادة السيطرة عليها من قوات المعارضة.

وأشار بيان المنظمة إلى أن البعثة المشتركة على قناعة الآن بأنها تأكدت من تدمير المعدات الأساسية السورية للإنتاج ومزج وتعبئة الأسلحة، بل وأشرفت على ذلك.

وفي التفاصيل قال تقرير للمدير العام مؤرخ في 25 أكتوبر/تشرين الأول قدم للمجلس التنفيذي إن 18 من هذه المنشآت السورية –التي تم تفتيشها وإتلاف المعدات فيها- مخصصة للإنتاج و12 للتخزين، وثماني منشآت متنقلة تهدف إلى التجميع، وثلاث وصفت بشكل عام بأنها “منشآت مرتبطة بالأسلحة الكيميائية”.

وأضاف التقرير “لكن سوريا قالت إن هذه المواقع متروكة، وعناصر برنامج الأسلحة الكيميائية التي كانت فيها نقلت لمواقع أخرى تم تفتيشها فعلا”.

المرحلة المقبلة

وبحلول الموعد التالي المقرر في 15 نوفمبر/تشرين الثاني، يتعين على المنظمة وسوريا الاتفاق على خطة مفصلة للتدمير تشمل كيف وأين سيجري تدمير أكثر من ألف طن متري من المواد السامة والذخيرة الكيميائية بينها ثلاثمائة طن من غاز الخردل.

وبهذا الخصوص أوضح تقرير المنظمة أن المرحلة المقبلة ستبدأ في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني، وهو الموعد الذي سيتبنى المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية خطة مفصلة للتخلص من الترسانة الكيميائية لسوريا التي أصبحت رسميا عضوا باتفاقية إزالة الأسلحة الكيميائية في 14 أكتوبر/ تشرين الأول.

وكلفت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالإشراف على إزالة ترسانة السلاح الكيميائي السوري بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2118 نص على إزالة ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية بحلول منتصف عام 2014.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أكد الاثنين أن دمشق احترمت المهلة المحددة بالأول من نوفمبر/ تشرين الثاني لتدمير قدراتها على إنتاج الأسلحة الكيميائية، رغم أن مفتشي وكالة حظر الأسلحة الكيميائية لم يتمكنوا من زيارة كل المواقع.

وأكد بان في تقرير لمجلس الأمن الدولي أن مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية “أكدوا تدمير قدرات إنتاج (المواد الكيميائية) وخلطها وتعبئتها في كافة المواقع” التي زاروها.

ووافقت دمشق -بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة- على تدمير جميع أسلحتها الكيميائية بعد أن هددت الأخيرة باستخدام القوة ردا على قتل المئات في هجوم بغاز السارين على مشارف دمشق يوم 21 أغسطس/ آب الماضي.

وتلقي قوات المعارضة والولايات المتحدة وحلفاؤها اللوم على قوات الرئيس السوري بشار الأسد في هذا الهجوم وعدة وقائع سابقة، لكن الأسد رفض الاتهام وألقى اللوم على قوات المعارضة.

وتقوم المنظمة بمهمتها وسط حرب قتل فيها أكثر من مائة ألف شخص، وأثارت هذه الظروف غير المسبوقة مخاوف من أن تعطل أعمال العنف نزع الأسلحة، لكن المنظمة قالت إن السلطات السورية تعاونت مع خبراء الأسلحة الذين تمكنوا من زيارة جميع المواقع باستثناء موقعين.

جولة عربية للجربا وآمال فرنسية لجنيف 2

                                            بدأ رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا جولة عربية لحشد التأييد قبل اجتماع لوزراء الخارجية العرب الأحد المقبل. وفي الأثناء أعرب رئيس الحكومة الفرنسية عن أمله في نجاح مؤتمر جنيف 2 حول سوريا، بما يؤدي لـ”تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات”.

واستهل الجربا جولته العربية اليوم الخميس بالسعودية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر سياسي معارض مرافق للجربا بجولته، قوله إن “الجولة تشمل بلدانا عربية خليجية وكذلك الأردن”.

ووفق المصدر، فإن جولة رئيس الائتلاف تأتي “استباقا لاجتماعات الهيئة العامة للائتلاف في التاسع من الشهر المقبل بمدينة إسطنبول (التركية). كما تهدف أيضا إلى توحيد المواقف بخصوص جنيف 2 وتأمين الغطاء العربي الذي طالب الجربا به سابقا في المحافل العربية والدولية كان آخرها في اجتماعات لندن التي حضرها 11 من بلدان أصدقاء الشعب السوري”.

وفي سياق ذي صلة بمؤتمر جنيف 2 حول سوريا، قال رئيس الحكومة الفرنسية جان مارك إيرولت في مقابلة مع صحيفة “كومرسانت” الروسية الخميس إن بلاده تأمل في إنجاح المؤتمر، وأن يؤدي ذلك إلى “تشكيل حكومة انتقالية بكامل الصلاحيات”.

إنجاح المؤتمر

وأضاف إيرولت -الذي يبدأ اليوم زيارة لروسيا تستغرق يومين- أن إنجاح مؤتمر جنيف2 “يتطلب توفير الشروط كي يشارك الائتلاف الوطني السوري المعارض في المؤتمر وأن يؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية بما في ذلك صلاحيات الرئاسة”.

يأتي ذلك بعد تحذير أصدره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من احتمال فشل “جنيف2” حيث قال من العاصمة اليونانية أثينا -حيث يقوم بزيارة رسمية- إن قلب نظام الرئيس بشار الأسد بالقوة سيشكل “تهديدا هائلا” للمنطقة، لافتا إلى وجود اعتراضات على مؤتمر جنيف من أطراف سورية وعدد من الدول.

وعلى صعيد مواز، أشادت صحيفة سورية بالمبعوث العربي الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ووصفته بـ”الدبلوماسي الخبير والمخضرم”. وأشارت إلى أن جولته التي يتابعها في سوريا وشملت دولا أخرى معنية بالنزاع السوري “إيجابية”.

وكتبت “البعث” الناطقة باسم الحزب الحاكم بافتتاحيتها “اليوم يتابع الإبراهيمي جولته تحضيرا لما يمكن أن يسمى جنيف2 بلقاءات إقليمية ودولية يبدو أنها مريحة، فقد بدأها في سوريا بداية إيجابية لارتباطها بمتغيرات إقليمية ودولية وميدانية شعبياً وعسكرياً نحو الأفضل”.

حملة عنيفة

ووصل الإبراهيمي الاثنين إلى دمشق بعد نحو سنة من الانقطاع عنها عقب زيارة في ديسمبر/ كانون الأول 2012 تلتها حملة رسمية وإعلامية عنيفة على المبعوث الدولي وصفته بـ”السائح المعمر الذي حظي برحلة ترفيهية حول عواصم العالم”.

وزار الإبراهيمي خلال جولته التي تهدف إلى التحضير لجنيف2  كلا من تركيا ومصر وقطر وبلدانا أخرى إضافة إلى سوريا.

ولم يتحدد حتى الآن موعد المؤتمر، فقد سبق أن قال قدري جميل -نائب رئيس الوزراء السوري السابق- إنه ربما يعقد يومي 23 و24 نوفمبر/تشرين الثاني، كما تحدث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن النصف الثاني من الشهر ذاته.

وقد أرجئ عقد المؤتمر مرارا بسبب خلافات بشأن أهدافه والمشاركين، فالنظام السوري يرفض أي تنح للرئيس بشار الأسد في إطار عملية انتقالية، بينما ترفض المعارضة بالخارج بقاءه في السلطة.

يُشار إلى أنه قتل أكثر من 115 ألف شخص وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان منذ بدء الثورة.

شتاء سوريا.. جوع ومنازل بلا سقوف

                                            يزن شهداوي-حماة

عندما يتحول فصل الشتاء من نعمة وخير، إلى نقمة يخشاها الإنسان تكون قد وصلت إلى سوريا، هذا البلد الذي لم يعرف الدفء بالشتاء والبرودة بالصيف منذ أكثر من سنتين ونصف السنة، ما زال يتلمس الخروج من أزمة يبدو أن نهايتها لن تكون قريبة.

في حماة لنقترب أكثر من المعاناة، نقابل “أم خليل” (35 عاما) فتختصر لنا قصة معاناة سوريا بجملة واحدة ” نعيش على تبرعات ومساعدات أهل الخير، وفي اليوم الذي لا مساعدات فيه نبقى دون طعام”.

السيدة التي نزحت وأطفالها الثلاثة من مدينة الرستن بحمص إلى مدينة حماة بعد أن دُمر منزلها وقُتل زوجها وهو يقاتل بصفوف الجيش الحر، تاركاً أطفاله لتُعيلهم والدتهم.

وقالت “أم خليل” إنها لم تر مادة الغاز منذ أربعة  أشهر، وتقوم بالطهي على الحطب, ولكن اللافت كان شكواها من قدوم فصل الشتاء الذي يحمل معه هموم توفير احتياجات أطفالها ومنزلها الخالي من الأثاث تقريبا، وحين دخلنا منزلها استقبلتنا وهي جالسة مع أطفالها على سجادة واحدة مهترئة، وأطفالها يرتدون ألبسة صيفية رغم الجو البارد في حماة.

الشكوى من الشتاء تنتقل إلى “أبو مأمون” (40 عاما) وهو أب لخمسة أولاد أحدهم مقعد من ذوي الاحتياجات الخاصة وآخر مصاب بشلل في قدميه. ويقول إن المساعدات التي تصله لا تكفي لأبنائه المعوقين, وتابع أن متطلبات الشتاء تفوق بثلاثة أضعاف المساعدات التي تصله لتأمين الطعام والمازوت واللباس الشتوي والأدوية لعائلته.

حلم المازوت

مادة المازوت أصبحت حلماً لدى آلاف السوريين بسبب عدم توفرها أو غلاء سعرها “فاستعملنا بدلا منه الحطب كي لا نموت من البرد”. يشرح أبو مأمون معاناته الإضافية مع قدوم “فصل الخير”.

ولكي يزيد الطين بلة لدى عائلة أبو مأمون، يقول إنه “في سقف منزلي فجوة كبيرة، تسمح بإدخال المطر بكميات كبيرة إلى داخله، قمنا بإغلاقها بلوح خشبي لكنه لم يُقينا المطر الذي تساقط طوال الشتاء الماضي فوق رؤوسنا وأغرق المنزل”.

ويشرح أحد النشطاء الإغاثيين بالمدينة (عيسى) كيف صعب غلاء المواد التموينية ومستلزمات الشتاء والمازوت، عملية تأمين المساعدات من قبل الهيئات الإغاثية في حماة للنازحين إلى المدينة من مختلف المدن السورية والذي فاق عددهم المليون.

ويلخص الناشط المشهد بسوداوية مثيرة، بالقول إن هناك عشرات العائلات في حماة لا يملكون لوازم فصل الشتاء أو الأسقف المنزلية التي تقيهم المطر في منزلهم المؤلف في الغالب من غرفة واحدة.

ويطالب داعمي شعب سوريا بزيادة المساعدات بكافة أشكالها للعائلات، وخصوصا لمن لديهم أفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذين يحتاجون رعاية ومستلزمات خاصة لا يستطيعون تحمل تكاليفها الباهظة.

حزب الله يحشد 15 ألف مقاتل لمعركة القلمون في سوريا

الجيش السوري الحر يفجر مقراً عسكرياً تابعاً لقوات بشار الأسد في ريف دمشق

العربية.نت

أصبحت معركة القلمون، التي تسعى ميليشيا حزب الله إليها في غرب سوريا، تتقدم على مؤتمر “جنيف اثنين” بعد نتائج زيارة الموفد الدولي الاخضر الإبراهيمي الإقليمية. وذكرت أنباء صحافية أن الحزب جهّز للمعركة المذكورة 15 ألفا من عناصره، نقلا عن قناة “العربية”، الخميس.

أما في جنوب دمشق فقد أعلنت ميليشيا أبو الفضل العباس المتحالفة مع حزب الله والنظام ما أسمته “معركة النفير لحماية السيدة زينب”، مكثفة الحصار على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة جنوب العاصمة.

وفي وقت سابق، أعلنت سانا الثورة أن الجيش الحر تمكن من تفجير أحد مقار لواء أبو الفضل العباس في السيدة زينب في ريف دمشق، فيما ناشد أهالي الزارة في ريف حمص المنظمات الإنسانية بالتدخل الفوري لمساعدتهم بعد القصف المتواصل لقوات النظام.

وكانت سماء العاصمة السورية دمشق مسرحا لمقاتلات النظام، حيث لجأ النظام إلى قصف أحياء عدة خصوصا الجنوبية، حيث لم يتمكن النظام من اقتحامها بقواته البرية.

ولم يختلف الحال في أحياء داريا وعدرا والسبينة، حيث دارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام. لكن الاشتباكات الأعنف شهدها حي المشتل ودوار حجيرة في السيدة زينب… بين الجيش الحر وجيش النظام مدعوماً من حزب الله ولواء أبوالفضل العباس.

أما في حلب، فاستهدف الجيش الحر قوات النظام في أحياء الأشرفية والميدان وثكنة هنانو، والذي صد في الوقت ذاته عدة محاولات للتقدم من منطقة المطاحن أمام مطار النيرب العسكري إلى حي كرم القصر المجاور، وإلى المناطق الجبلية من ناحية بلدتي نُـبّل والزهراء في ريف حلب.

واستهدف الجيش الحر أيضا راجمات صواريخ تابعة لقوات النظام المتمركزة في مطار دير الزور العسكري، تزامناً مع اشتباكات في حي الرشيدية والرصافة.

أما في حمص فجددت قوات النظام قصفها المدفعي على قلعة الحصن المحاصرة.

وأفادت شبكة شام أيضا بأن الجيش الحر استهدف قوات النظام المتمركزة على حاجز الكازية العسكري وعلى حاجز حرفوش بنوى وسط اشتباكات عنيفة في حي المنشية بدرعا البلد .

فرنسا تهدف لتشكيل حكومة انتقالية سورية بكامل الصلاحيات

باريس لا يمكنها البقاء دون رد فعل مع استعمال دمشق أسلحة كيمياوية ضد الشعب

موسكو – فرانس برس

أبان رئيس الحكومة الفرنسية، جان مارك إيرولت، الخميس في مقابلة مع صحيفة “كومرسانت” الروسية أن فرنسا تهدف لإنجاح مؤتمر جنيف-2 حول سوريا و”تشكيل حكومة انتقالية بكامل الصلاحيات”.

وقال إيرولت “مع استعمال نظام دمشق أسلحة كيمياوية ضد شعبه، فإن فرنسا تفتخر بأنها اعتبرت على غرار عدد كبير من شركائها أنه لم يعد من الممكن البقاء بدون رد فعل”.

وأضاف إيرولت “بدون هذا الضغط، أنا مقتنع بأنه ما كان سيتحقق أي تقدم في تفكيك الترسانة الكيمياوية السورية التي كان بشار الأسد ينفي وجودها حتى في الصحافة الدولية”.

وأوضح “أنا مسرور لكون روسيا اتخذت المبادرة وأنه أصبح بالإمكان تخطي عائق كبير وطويل في مجلس الأمن الدولي بتبني القرار2118 بالإجماع بتاريخ 27 سبتمبر”.

وقال أيضا إن “الهدف هو إنجاح مؤتمر جنيف-2” مضيفا أن “هذا الأمر يتطلب توفير الشروط كي يشارك الائتلاف الوطني السوري المعارض في المؤتمر وأن يؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية بما في ذلك صلاحيات الرئاسة”.

يذكر أن رئيس الحكومة الفرنسية إيرولت يبدأ الخميس زيارة لمدة يومين لروسيا، وسيجري محادثات مع نظيره ديمتري ميدفيديف.

انفجارات تهز قاعدة للدفاع الجوي باللاذقية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

هزت سلسلة انفجارات، الخميس، قاعدة للدفاع الجوي في ريف محافظة اللاذقية بينما شهدت مناطق أخرى في البلاد اشتباكات بين فصائل المعارضة المسلحة والقوات الحكومية.

وفي حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أسباب الانفجارات “واضحة”، أكد مصدر أمني أن صاروخا سقط على مقربة من قاعدة الدفاع الجوي في منطقة صنوبر- جبلة.

وتقع القاعدة الجوية في محافظة اللاذقية التي تعتبر نقطة ثقل للنظام، والتي تقطنها شريحة واسعة من الطائفة العلوية، وهي الأقلية الدينية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الاسد.

في موازاة ذلك، استمرت الاشتباكات في مختلف المناطق السورية وسط تعرض بعض المدن خاصة دمشق وخمص لقصف مدفعي أودى بحياة عشرات الأشخاص، حسب المعارضة.

وقالت “الهيئة العامة للثورة السورية” إن أكثر من 40 شخصا قتلوا جراء قصف للقوات الحكومية، معظمهم سقطوا في سقوط قذائف على حي الحجر الأسود بدمشق ومزارع ريما بريف المدينة.

أما على صعيد المواجهات بين الأطراف المتنازعة، فقد ذكر المرصد أن اشتباكات “عنيفة” اندلعت في منطقة بور سعيد بحي القدم وحي القابون في دمشق منطقة العباسيين في محافظة دمشق.

وأضاف أن المعارضة نجحت في “إعطاب دبابة” للقوات الحكومية في حي القدم ما أدى إلى مقتل وجرح طاقمها، مشيرا إلى أن الجيش استقدم تعزيزات إلى المنطقة بغية التصدي للجيش الحر.

وفي دير الزور، بث ناشطون صورا تظهر مقاتلين من الجيش الحر وهم يستهدفون مطار دير الزور العسكري بصواريخ محلية الصنع، ولم يتسن التحقق من صدقية الشريط من مصادر مستقلة.

أما في درعا، فقد كشف المرصد عن استمرار اشتباكات كانت قد اندلعت بين المعارضة والجيش مساء الأربعاء في حيي المنشية وطريق السد، بالتزامن مع قصف على مناطق في المدينة.

وعلى صعيد الجهود الرامية لإنهاء النزاع، يواصل الموفد الدولي الخاص إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، لقاءاته في دمشق حيث التقى الخميس شخصيات من معارضة الداخل المقبولة من النظام.

وكان الإبراهيمي التقى الأربعاء الأسد الذي أكد له أن أي حل سياسي يتم التوصل إليه يجب أن يخضع لقبول الشعب السوري الذي يعتبر “وحده الجهة المخولة برسم مستقبل سوريا”.

منظمة: إبطال قدرات سوريا الكيماوية

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

نجحت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية في مهمتها الرامية إلى إبطال قدرات سوريا الكيماوية، إذ أعلنت، الخميس، عن تدمير كل معدات إنتاج هذا السلاح المحظور دوليا ووضع أختام “لا يمكن كسرها” لأكثر من ألف طن من المواد والأسلحة الكيمياوية.

وأوضحت أنه تدمير معدات إنتاج السلاح الكيماوي السوري وفقا للموعد الرئيسي المحدد لتفكيك البرنامج الكيماوي السوري، بعد توقيع دمشق على لمعاهدة الحد من الأسلحة الكيماوية بحسب ما كشفت وثيقة صادرة عن المنظمة حصلت رويترز على نسخة منها.

كما قال كريستيان شارتيه، المتحدث باسم المنظمة التي حصلت على جائزة نوبل للسلام هذا الشهر، إن “جميع مخزونات المواد الكيمياوية والأسلحة الكيمياوية وضعت لها اختام، اختام يستحيل كسرها” على أكثر من ألف طن من المواد المحرمة دوليا.

إلا أن المنظمة قالت إن فرقها فتشت 21 موقعا من 23 موقعا للأسلحة الكيماوية في أنحاء البلاد، مشيرة إلى أن الموقعين الآخرين على درجة خطورة عالية بحيث تعذر تفتيشهما لكن المعدات الموجودة بهما نقلت إلى مواقع أخرى خضعت للتفتيش.

وبحلول الموعد التالي المقرر في 15 نوفمبر المقبل، يتعين على المنظمة وسوريا الاتفاق على خطة مفصلة لتدمير أكثر من ألف طن متري من المواد السامة والذخيرة التي باتت تحت مراقبة المنظمة بعد وضع اختام عليها.

ووافقت دمشق بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة، على تدمير جميع أسلحتها الكيماوية بعد أن هددت واشنطن باستخدام القوة ردا على قتل المئات في هجوم بغاز السارين على مشارف دمشق يوم 21 أغسطس الماضي.

وكان الهجوم أسوأ هجوم كيماوي في العالم، منذ أن استخدمت قوات الرئيس العراقي السابق صدام حسين الغاز السام ضد الأكراد في بلدة حلبجة قبل 25 عاما، ما أثار موجة غضب عالمية ضد الحكومة السورية اجبرتها على الخطو الأميركية الروسية.

ووفقا للجدول الزمني للتخلص من الأسلحة الكيماوية، تبطل سوريا قدرتها على استخدام كل معدات انتاج وتعبئة المواد الكيماوية بحلول الأول من نوفمبر، وهو الموعد الذي التزمت به الآن.

وبحلول منتصف 2014 يتعين عليها أن تكون قد استكملت تدمير جميع مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية بمساعدة منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية التي وتقوم المنظمة بهمتها وسط حرب أهلية دائرة في سوريا، قتل فيها أكثر من مئة ألف شخص.

واثارت هذه الظروف غير المسبوقة مخاوف من أن تعطل أعمال العنف نزع الأسلحة، لكن المنظمة قالت إن السلطات السورية تعاونت مع خبراء الأسلحة الذين تمكنوا من زيارة جميع المواقع باستثناء ثلاثة.

وقالت السلطات السورية إن مكونات برنامج الأسلحة الكيماوية التي أخرجت من هذه المواقع، نقلت لمواقع أخرى معلنة. وجاء في وثيقة للمنظمة “تم تفتيش هذه المواقع التي يوجد بها عناصر من مواقع تم التخلي عنها.”

ولم تحدد المنظمة المواقع التي لم تتمكن من زيارتها، لكن مصادر مطلعة على عملياتها قالت إن إحداها في منطقة حلب في شمال سوريا وآخر في محافظة دمشق.

رياض الأسعد: أمريكيون يدربون دفعة ضباط عملاء

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– وجه العقيد السوري المنشق، رياض الأسعد، الذي كان من بين أول مؤسسي الجيش الحر، رسالة دعا فيها إلى “إعادة تقييم” لما مر على الثورة السورية من “أمواج وأعاصير”، وذلك بعد تعليقات له أشار فيها إلى تخريج دفعة من الضباط، ضمن ما يعرف بـ”الجيش الوطني” التابع للمعارضة، بتدريب أمريكي.

وقال الأسعد، الذي تعرض لمحاولة اغتيال في دير الزور قبل أشهر، أدت إلى بتر قدمه: “عامان ونصف على الثورة.. عامان ونصف نحاول احتراف الحرية، ونقاتل تمسكاً بحقنا بها، لأنها شريان الحياة وعبق التاريخ وصيرورته.”

وتابع الأسعد بالقول: “الثورة إماطة اللثام عن الظلم واجتثاث أدواته ومحاكمة تكريساته لإسادة العدل بين الناس.. لقد انطلقنا بالثورة السورية رفضا لظلم النظام واستبداده وفساده وإفساده وعمالته لنجتثه من أرضنا ونحرر وطننا وانساننا.”

واتهم الأسعد جهات لم يسمها بمحاولة “إفراغ الثورة من مضمونها العقائدي الفكري لتقع فريسة التجيير والاحتواء, ليسهل على أجندات التوجيه والتدريب الخارجي الهيمنة على مسارها ومصادرة قرارها” وأضاف: “اليوم لو أعدنا تقييم ما عبر علينا من أمواج وأعاصير عاتية سنجدد الانطلاق مصممين على تحقيق الأهداف وعقائدية المسار بالفكر والنار وبنادق الثوار وأقلام الاحرار وحناجر الأخيار.”

وكان الأسعد، الذي يحمل منصب القائد العام للقيادة العامة للجيش السوري الحر، والذي تراجع دوره بعد قيام الائتلاف الوطني والمجالس العسكرية اللاحقة، وإن احتفظ بتأثيره المعنوي، قد كتب الأربعاء على صفحته بموقع تويتر قائلا: “تخريج الدفعة الاولى بما يسمى الجيش الوطني بالأردن وبتدريب أمريكي والعدد 60 ضابطا أغلبهم برتبة عقيد، والدورة الثانية حوالي 180 ضابطا عميلا للاستخبارات.”

وتابع الأسعد بالقول: “تم انشاء ما يسمى الأمن الوطني بتدريب واشراف مؤسسة أمنية بريطانية وهي تشرف على تعيين ما يسمى قادة الشرطة في المناطق المحررة، هل هي الخسة؟” وختم بالقول: “تشكيل ما يسمى بالقضاء بإشراف وتدريب مؤسسة أمريكية حتى تكمل القصة ويكتمل بيع البلد ويبقى تحت العمالة بوجوه جديدة.”

مئات اللاجئين الفارين من الحرب في سوريا “منعوا من دخول الأردن

العفو الدولية تقول إن تشديد القيود على الحدود يضاعف مشكلات اللاجئين.

رُد مئات الفارين من الصراع في سوريا على أعقابهم على الحدود مع الأردن وبعض البلدان المجاورة الأخرى، بحسب ما تقوله منظمة العفو الدولية.

ومن بين الذين منعوا من الدخول الفلسطينيون والعراقيون الذين كانوا يعيشون في سوريا، ومن لا يملكون وثائق هوية، كما يقول تقرير المنظمة.

وتصف المنظمة هذا الوضع بأنه “غير مقبول”.

غير أن السلطات الأردنية لا تزال تقول إنها تحتفظ بحدودها مفتوحة أمام اللاجئين السوريين.

وقال محمد المومني المتحدث باسم الحكومة الأردنية لبي بي سي إنه “لم يطرأ تغيير على موقف الأردن بالنسبة إلى اللاجئين”.

وأضاف “اللاجئون الذين يصلون إلى حدودنا يسمح لهم بالدخول، طبقا للقانون الدولي، والموقف التاريخي للأردن المتمثل في توفير الأمن لمن يبحث عنه”.

ويبلغ عدد اللاجين الذي فروا من سوريا حتى الآن أكثر من مليوني شخص، وأدى هذا إلى أزمة إنسانية.

وقد لجأ معظم هؤلاء إلى لبنان، والأردن، وتركيا، والعراق، ومصر.

ويقول مراسل بي بي سي يولاند نيل إن تقرير المنظمة يبرز كيف أدى القتال الدائر في سوريا الآن، مع القيود التي يفرضها الأردن إلى وقوع آلاف السوريين الهاربين في فخ لا فرار منه عند منطقة الحدود.

فقدوا كل شيء

وقال فيليب لوثر، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية “يواجه الفارون من سوريا إلى الأردن أو الدول المجاورة الأخرى في المنطقة صعوبات بسبب تشديد القيود على الحدود. وقد فقد كثير منهم كل شيء”.

ومن بين من ردوا أيضا على أعقابهم الرجال الفرادى الذين لا يستطيعون إثبات وجود أسر لهم في الأردن.

أين يوجد اللاجئون السوريون؟

    في لبنان 716.000

    في الأردن 515.000

    في تركيا 460.000

    في العراق 169.000

    في مصر 111.000

    في سوريا ذاتها 4.25 ملايين نازح

وتقول المنظمة إن عشرات اللاجئين ممن سمح لهم خلال العام الماضي بدخول الأردن، أعيدوا إلى سوريا.

وقد أجبر في أغسطس/آب عام 2012 نحو 200 لاجئ على العودة إلى سوريا بعد اندلاع الاحتجاجات في مخيم الزعتري للاجئين.

وتقول العفو الدولية إنها حصلت على معلومات تشير إلى أن عشرات آخرين، منذ ذلك التاريخ، أعيدوا مرة أخرى إلى سوريا.

وتطالب المنظمة الحقوقية بحرية عبور اللاجئين عبر الحدود، لكنها تقول إن هناك حاجة إلى دعم دولي أكثر لمساعدة الدول المجاورة لسوريا على مواجهة أفواج اللاجئين.

ولم يتوفر حتى الآن سوى نصف التمويل الذي طالبت به الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين، والبالغ 4 مليارات، و400 مليون دولار، وليس هناك سوى رد فعل ضعيف من دول العالم الغربي، في إعادة توطين السوريين.

وكانت الانتفاضة في سوريا قد بدأت في مارس/آذار 2011، وتطورت إلى صراع مسلح قتل فيه ما يقدر بأكثر من 100.000 شخص.

BBC © 2013

قوات النظام تسيطر على السفيرة بحلب

                      معارك عنيفة بدمشق

قال مراسل الجزيرة إن جيش النظام السوري سيطر على كامل مدينة السفيرة بريف حلب بعد انسحاب الجيش الحر منها. فيما تصاعدت حدة المعارك في أحياء من العاصمة السورية دمشق مع تكثيف قوات النظام قصفها للمنطقة والأماكن المحيطة بها بريف دمشق.

وأوضح المراسل عمرو حلبي أن قوات النظام سيطرت على السفيرة مدعومة بقوات من حزب الله اللبناني وعناصر من الحرس الثوري الإيراني وعناصر عراقية وحوثية، وفق ما أفاد ناشطون له.

وأشار المراسل إلى أن السيطرة على السفيرة التي تبعد 20 كلم عن حلب يعني سهولة الوصول إلى الأحياء الشرقية لحلب التي تسيطر عليها كتائب المعارضة.

وقد أكد مركز حلب الإعلامي انسحاب الثوار من كامل مدينة السفيرة بريف حلب الشرقي، وأشار مركز السفيرة الإخباري إلى أن الانسحاب جاء بعد صمود المقاتلين لمدة 27 يوما أمام قصف منهجي لقوات النظام ومن وصفهم بمرتزقته.

وكانت غرفة علميات السفيرة وجهت في وقت سابق نداء لجميع كتائب الثوار بضرورة التوجه السريع للريف الجنوبي وإيقاف تقدم قوات النظام، إلا أن القليل من الكتائب استجابت للنداء، حيث شنت قوات النظام مدعومة بقوات من وحدات الدفاع الوطني هجوما عنيفا على المدينة من ثلاثة محاور تزامنا مع قصف عنيف جدا تعرضت له المدينة مما دفع الثوار في المدينة للانسحاب.

وفي العاصمة أفاد المركز الإعلامي السوري وشبكة شام بمقتل 16 شخصا بينهم عائلتان كاملتان وإصابة أكثر من 100 جريح جراء القصف العنيف على الحجر الأسود بدمشق.

وأشار المركز الإعلامي إلى سقوط جرحى بينهم أطفال في قصف استهدف مخيم اليرموك وحي تشرين بالعاصمة السورية اليوم. وبحسب ناشطين فإن جيش النظام قصف بالمدفعية الثقيلة حييْ برزة وجوبر شرقي العاصمة أيضا.

ومن جهته، قال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن صواريخ أرض/أرض استهدفت حي القابون، كما استهدفت قوات المعارضة دبابات في حي جوبر، وتمكنت من التصدي لقوات الرئيس السوري بشار الأسد على أطراف القابون وبرزة. وأشارت شبكة شام إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط حي برزة بدمشق وسط قصف عنيف يستهدف الحي.

وذكر ناشطون أن جنوبي العاصمة دمشق شهد تصعيدا جديدا للحملة العسكرية، تمثل في قصف عنيف على معظم مناطقه، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى في منطقتي الحجر الأسود والمخيم، كما استهدف الطيران الحربي منطقة القدم، وشهدت منطقتا التضامن والقدم اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام.

قصف وحصار

وفي ريف دمشق المحيط بالعاصمة، قالت شبكة شام إن عشرات الجرحى بينهم نساء وأطفال سقطوا جراء القصف العنيف على بلدة المليحة. وقال المجلس المحلي للبلدة إن القصف أثار هلعا في صفوف المدنيين بالمنطقة التي تتعرض لحصار أدى لجوع ونقص في الأدوية.

كما ذكرت لجان التنسيق المحلية أن قصفا عنيفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة استهدف مدن وبلدات خان الشيح والسبينة والسيدة زينب وداريا ومعضمية الشام ويبرود، في حين دارت اشتباكات وصفت بـ”العنيفة جدا” على جبهة بلدتيْ حجيرة وسبينة بريف دمشق، وفقا لشبكة شام.

وفي السياق، قال ناشطون إنهم وثقوا سقوط قتيلين وعدد من الجرحى جراء قصف قوات النظام لمدينة الزبداني في ريف دمشق.

وفي هذه الأثناء، أطلق قناصون تابعون للنظام نارا كثيفة على قدسيا بريف دمشق، مع استمرار الحصار على البلدة ذاتها وبلدة الهامة كذلك، لليوم الـ19 على التوالي مع منع إدخال الطحين والمواد الغذائية والتموينية.

يأتي ذلك بينما يدخل الحصار على داريا بريف دمشق عامه الأول في ظل منع قوات النظام الدخول والخروج، أو حتى اقتراب الناس من مداخل المدينة.

في هذه الأثناء قال التلفزيون السوري الرسمي إن قوات النظام عثرت على نفق في ريف دمشق.

وأفاد التلفزيون السوري بأن النفق يمتد بين مدينتي عربين وحرستا ويبلغ طوله 300 متر وبعمق خمسة أمتار، وأن جيش النظام وجد بداخله عبوات ناسفة. وقال التلفزيون إن من سماهم “الإرهابيين” كانوا يستخدمون النفق في نقل الجرحى والذخيرة.

قتلى للنظام

وفي غضون ذلك، قال المركز السوري الوطني للإعلام إن خمسة من جنود النظام قتلوا عند حاجز العبود في مدينة حماة بعد تدمير الجيش الحر دبابة تابعة لهم.

وفي ريف حمص قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة مدينة قلعة الحصن وقرية الزارة.

وقال الناطق باسم قيادة جبهة حمص صهيب العلي للجزيرة -في اتصال عبر سكايب- إن قوات المعارضة تمكنت من قتل 30 عنصرا للنظام قرب الزارة.

انفجارات بقاعدة

وقد وقعت سلسلة انفجارات في قاعدة للدفاع الجوي بريف محافظة اللاذقية الساحلية غربي سوريا لم تعرف أسبابها، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم.

ريف اللاذقية شهد مؤخرا اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة والنظام

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله إن انفجارات عدة دوت صباح أمس في إحدى قواعد الدفاع الجوي بمنطقة صنوبر/جبلة في ريف اللاذقية.

وأفاد مصدر أمني سوري الوكالة الفرنسية بأن صاروخا سقط على مقربة من القاعدة، وأدى إلى نشوب حريق.

وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 40 قتيلا اليوم معظمهم في دمشق وريفها وحمص، بينهم 11 من الجيش الحر. يأتي ذلك بينما كشفت بيانات للمرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم تجاوز عدد ضحايا الثورة السورية منذ مارس/آذار عام 2011 وحتى يوم أمس 120 ألف قتيل.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن بيان للمرصد أن عدد القتلى المدنيين تجاوز 61 ألف قتيل من بينهم 6365 طفلا و4269 امرأة، و18122 معارضا مسلحا. وأشار المرصد إلى أن خسائر القوات النظامية تقترب من 30 ألف فرد، إضافة إلى أكثر من 18 ألفا آخرين من عناصر الشبيحة والمخبرين الموالين للنظام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى