أحداث الخميس 7 تشرين الأول 2013
تفجير في السويداء لـ «استدراج» الدروز
لندن، جنيف، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب
غداة فشل الجانبين الأميركي والروسي في الاتفاق على موعد لمؤتمر «جنيف 2» خلال محادثاتهما، وقع أول انفجار سيارة مفخخة قرب مبنى للاستخبارات الجوية في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، في وقت باتت حلب في شمال البلاد مهددة بانقطاع الكهرباء.
وفي مدينة السويداء، قتل ضابط وسبعة عناصر من الاستخبارات الجوية في تفجير بسيارة مفخخة قرب مقر لهذا الجهاز، الذي يعد الأقوى في سورية، ما يلوح بدخول المدينة ذات الغالبية الدرزية إلى دوامة العنف بعدما كانت بمنأى عنه منذ انطلاق الحراك في مدينة درعا المجاورة لها في بداية العام 2011. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن، إن «انتحارياً فجر نفسه بسيارة، ما أدى إلى مقتل رئيس الفرع، وهو ضابط برتبة رائد، وسبعة عناصر». من جهتها، أفادت «الوكالة السورية للأنباء الرسمية» (سانا)، أن التفجير أدى إلى «مقتل ثمانية مواطنين وإصابة 41 آخرين بجروح»، وإلحاق أضرار مادية بالغة في المكان.
وعرضت قناة «الإخبارية» السورية لقطات من مكان التفجير تظهر العديد من السيارات المحترقة، في حين يعمل رجال الإطفاء على إخماد النيران التي ما زالت مندلعة في بعضها، وسط تجمع مئات الأشخاص.
من جهة اخرى، قالت «سانا» إن ثمانية أشخاص، بينهم امرأتان، قتلوا امس جراء تفجير بعبوة ناسفة في ساحة الحجاز في دمشق وقع عند مدخل مبنى المؤسسة العامة للخط الحديد. وأضافت الوكالة أن 50 شخصاً على الأقل أصيبوا في التفجير، بينهم نساء وأطفال وعمال «كانوا يقومون بأعمال صيانة للمبنى».
وفي وسط البلاد، أعلن «المرصد» أن مقاتلي المعارضة سيطروا «على مبان ومخازن في مستودعات الأسلحة التابعة للقوات النظامية قرب بلدة مهين في ريف حمص»، واستولوا على كميات من الأسلحة، وذلك بعد أسبوعين من المعارك العنيفة للسيطرة على هذه المستودعات التي تعد من الأكبر في البلاد. إلا أن مصدراً أمنياً في النظام السوري نفى لـ «فرانس برس» سيطرة المقاتلين على الأسلحة، مؤكداً مواصلة المعارك وتكبيد المهاجمين «خسائر كبيرة».
وفي شمال البلاد، أفاد المرصد أن مقاتلين من «الدولة الإسلامية» و «جبهة النصرة» سيطروا على محطة حرارية أساسية لتوليد الكهرباء إلى الشرق من حلب، كبرى مدن الشمال السوري. وأعرب عن الخشية من أن يؤدي ذلك إلى قطع التيار الكهربائي عن المدينة التي يتقاسم النظام والمعارضة السيطرة عليها.
إلى ذلك، سيطرت القوات النظامية على غالبية بلدة تل عرن ذات الغالبية الكردية في ريف حلب، وذلك بعد أيام من سيطرتها على مدينة السفيرة الاستراتيجية القريبة منها، بحسب «المرصد». وفي الرقة في شمال شرقي البلاد، قطع مقاتلو «الدولة الإسلامية» رأس تمثال يعرف باسم «تمثال الحرية»، ويجسد فلاحاً وفلاحة بالزي التقليدي يرفعان مشعلاً، بطريقة مماثلة لتمثال الحرية في الولايات المتحدة.
جاء ذلك بعدما فشل مسؤولون روس وأميركيون، بمشاركة المبعوث الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي، بالاتفاق على موعد لمؤتمر «جنيف-2»، غير أن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغداف واصل أمس لقاءاته مع شخصيات سورية كان بينها نائب رئيس الوزراء السابق للشؤون الاقتصادية قدري جميل ومسؤول المهجر في «هيئة التنسيق للتغيير الديموقراطي» هيثم مناع ورئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم، الذي قال لـ «الحياة» بعد لقائه بوغدانوف إن «جنيف 2» لن يعقد قبل بداية العام المقبل. ونقل عن نائب وزير الخارجية الروسي تحذيره من تحول سورية الى «صومال ثانية» في المنطقة ومن «الاثار المدمرة» لذلك على دول جوار سورية.
من جهته، أعلن بوغدانوف استعداد بلاده لاستضافة لقاء غير رسمي في موسكو بين ممثلين عن النظام والمعارضة قبل المؤتمر الدولي. وأضاف، حسبما نقلت عنه وكالة «انترفاكس» الروسية، أن «اقتراحنا بإجراء اتصالات غير رسمية في موسكو في إطار الإعداد لجنيف- 2 مهم، لخلق أجواء ملائمة وإتاحة مناقشة المشاكل القائمة».
إلا أن النظام السوري يؤكد عدم ذهابه إلى «جنيف 2» لتسليم السلطة، ويرفض البحث في مصير الرئيس السوري، الذي تنتهي ولايته في العام 2014. وقال الأسد، خلال استقباله وفداً جزائرياً، إن «مواقف الشعب الجزائري المساندة لسورية ليست غريبة عن هذا الشعب، وخصوصاً أنه خاض تجربة مشابهة إلى حد بعيد لما يعانيه الشعب السوري الآن في مواجهة الإرهاب»، وفق التصريحات التي نقلتها وكالة «سانا».
وعلى صعيد ملف السلاح الكيماوي، أكد مسؤولون أميركيون كبار لوكالة «فرانس برس» طالبين عدم نشر أسمائهم، أن «هناك مؤشرات تظهر أن بعض العناصر داخل النظام السوري يريدون الحفاظ على ترسانة الأسلحة الكيماوية». لكنه أضاف أن الولايات المتحدة لديها ملء الثقة بفريق المفتشين الدوليين وأنه في حال تبين أن سورية لم تحترم التزاماتها عندها سيتم تشغيل «القنوات الدبلوماسية».
بدوره، قال مسؤول في دولة غربية إنه لا تزال هناك «شكوك» حول ما إذا كانت سورية قد صرحت عن كامل ترسانتها الكيماوية، مضيفاً: «لكننا سنترك منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تقوم بعملها».
تفجير انتحاري في دمشق وآخر طاوَل السويداء/موسكو تقترح استضافة حوار غير رسمي
نيويورك – علي بردى العواصم – الوكالات
غداة الفشل في تحديد موعد لمؤتمر جنيف – 2، أبدت موسكو استعدادها لاستضافة لقاء غير رسمي لممثلين للنظام السوري والمعارضة، فيما كانت وتيرة العنف تتصاعد في سوريا ويطاول تفجير انتحاري من المرات النادرة مركزاً للمخابرات الجوية في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية التي ظلت بمنأى نسبياً عن القتال الذي تشهده مناطق سورية اخرى. واعلن ناشطون مقتل رئيس المركز وهو برتبة رائد وسبعة عسكريين. وفجر انتحاري نفسه عند مدخل مبنى المؤسسة العامة للخط الحديدي في ساحة الحجاز الاثرية بدمشق، مما ادى الى مقتل ثمانية اشخاص بينهم امراتان.
كما سقطت اكثر من 20 قذيفة هاون على احياء مختلفة من العاصمة وقت تتواصل العملية العسكرية للجيش النظامي جنوب دمشق. وبثت قناة “الميادين” التي تتخذ بيروت مقراً لها ان القائد الميداني لـ”الجيش السوري الحر” في ريف دمشق الغربي وشمال القنيطرة احمد القادري قتل في اشتباكات مع القوات النظامية.
وافاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، ان مقاتلين من “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) و”جبهة النصرة” الاسلامية المرتبطين بتنظيم “القاعدة” سيطروا على محطة حرارية اساسية لتوليد الكهرباء الى شرق حلب كبرى مدن الشمال السوري، وتخوف من ان يؤدي ذلك الى قطع التيار الكهربائي عن المدينة التي يتقاسم النظام والمعارضة السيطرة عليها. أما القوات النظامية، فسيطرت على غالبية بلدة تل عرن ذات الغالبية الكردية في ريف حلب، بعد ايام من سيطرتها على مدينة السفيرة الاستراتيجية القريبة منها.
وقارن الرئيس السوري بشار الاسد لدى استقباله وفداً جزائرياً، النزاع مع مقاتلي المعارضة الذين يعدهم “ارهابيين”، بالنزاع الاهلي الذي غرقت فيه الجزائر قرابة عقد من الزمن.
الأوضاع الإنسانية
وفي نيويورك، باشرت المجموعة العربية في الأمم المتحدة اجتماعات استعداداً لصوغ مشروع قرار في مجلس الأمن عن الأوضاع الإنسانية المتردية في سوريا. وأفاد ديبلوماسيون أن السعودية تضطلع بدور رئيسي في التحركات الجارية في الأمم المتحدة بغية اعداد هذا المشروع بناء على الرسالة التي وجهتها وكيلة الأمين العام للمنظمة الدولية للشؤون الانسانية والمعونة الطارئة البارونة فاليري آموس الى أعضاء مجلس الأمن والتي تطالب فيها بهدنات إنسانية وفتح ممرات آمنة للطواقم والمعدات الطبية. وكشف ديبلوماسي أن السعودية تتولى أيضاً الاتصالات مع الدول الأعضاء في المجلس، وفي مقدمها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لتأمين دعم واسع لهذا التحرك.
وعقدت المجموعة العربية اجتماعاً استمعت خلاله الى اقتراحات المندوب المغربي الدائم لدى الامم المتحدة محمد لوليشكي في شأن تطبيق المقررات الاخيرة لجامعة الدول العربية، وخصوصاً من حيث أعداد مشروع القرار هذا في اقرب وقت ممكن.
اقتراح روسي
وفي موسكو، أبدى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف استعداد بلاده، ابرز الحلفاء الدوليين للنظام السوري، لاستضافة لقاء غير رسمي في موسكو لممثلين للنظام والمعارضة قبل مؤتمر جنيف – 2.
ونقلت عنه وكالة “انترفاكس” الروسية المستقلة ان “اقتراحنا اجراء اتصالات غير رسمية في موسكو في اطار الاعداد لجنيف – 2 مهم، لايجاد اجواء ملائمة واتاحة مناقشة المشاكل القائمة”.
وقال: “التقينا اليوم (أمس) ممثلي اطياف مختلفة من المعارضة السورية الخارجية، بينهم رئيس جناح لجنة التنسيق الوطنية في الخارج هيثم مناع، ورندة قسيس التي ترأس الائتلاف العلماني الديموقراطي السوري، ووفد كردي برئاسة رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي صالح مسلم، ورفعت الاسد نائب وشقيق الرئيس السوري السابق حافظ الاسد”.
واضاف: “اجرينا اليوم اربعة لقاءات كانت مثيرة لاهتمامنا ومفيدة للمحاورين السوريين من حيث تبادل المعلومات ووجهات النظر عما يجري في سوريا وحولها”. واعتبر ان السبب الرئاسي لتأجيل مؤتمر جنيف – 2 هو “عدم وجود موقف واضح لدى الائتلاف (الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية)من المشاركة فيه”. وأشار الى ان “شركاءنا الاميركيين، الذين يحاولون التأثير على الائتلاف الوطني بصفته الممثل الاساسي للمعارضة، قالوا لنا ان الائتلاف سيتخذ قراره في 9 تشرين الثاني”.
الائتلاف يرفض عرض موسكو
هدأت التصريحات السياسية بعد الإعلان عن تأجيل جنيف 2. المعارضة تنفست الصعداء مجدداً، والنظام كذلك. السعي يتجه نحو تغيير موازين القوى. النظام إلى الآن يضمن سيطرته على معظم الريف الحمصي، ويتقدم في حلب باتجاه إعادة السيطرة على مناطق أخرى بعد السفيرة والعزيزية. يساعده في ذلك الخلافات بين فصائل إسلامية وكتائب من الجيش الحر.
على المقلب الآخر، تأمل المعارضة إحداث خرق في مناطق سيطرة النظام، يضمن لها تحولات جديدة على الأرض ويعطيها ورقة جديدة تفاوض عليها. لكن يبقى هذا الاحتمال ضعيفاً، لا سيّما أنها لا تملك القدرة على تسيير المعركة عسكرياً.
وتحسباً لأي مفاجات تعقد الأمور أكثر، تصر روسيا على عقد جنيف 2. الأمر الذي ترجم من خلال دعوة ممثلين عن المعارضة والنظام، إضافة إلى المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، إلى موسكو، بهدف إجراء مباحثات، وفقاً لما كشفه نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف، معلناً قبول عدد من المعارضين، الذين لم يكشف أسماءهم، لهذا المقترح.
لكن في تصريحات سبقت ما كشف عنه بوغدانوف، نفت رئيسة وحدة تنسيق الدعم الإغاثي والإنساني في الائتلاف السوري المعارض، سهير الأتاسي، ما تتداوله بعض القنوات الإعلامية حول نيتها، بصحبة شخصيات من الائتلاف، زيارة العاصمة الروسية موسكو، للقاء مسؤولين للنظام، بغية التمهيد لـ”جنيف 2″. وأشارت إلى أن “مجموعة الدول الـ11 الداعمة للمعارضة بالتنسيق مع روسيا، بدأت بحث إمكانية عقد لقاء سياسي بين ممثلين سياسيين لكل من الائتلاف والنظام في موسكو في محاولة لتمهيد الطريق أمام “جنيف2″، لكن هذا الأمر قوبل برفض تام من قبل الإئتلاف”.
ووسط هدوء التصريحات، وترقب تغييرات موازين القوى بين المعارضة والنظام، عاشت السويداء في الجنوب السوري، تصعيداً أمنياً. فبعدما كانت المدينة تنام كل ليلة على وقع أصوات الرصاص والقصف على درعا، من ثكنات جيش النظام المتمركزة فوق أراضيها، شهدت الأربعاء أول انفجار استهدف فرع المخابرات الجوية، دمر المقر بشكل شبه كامل.
الإعلام الرسمي لم يذكر أن الانفجار استهدف فرع المخابرات الجوية، واكتفت قناة “الإخبارية السورية” بالحديث عن “تفجير ارهابي” قالت إنه “حصل بسيارة مفخخة غربي دوار العمران في السويداء”. إلا أن صوراً نشرها ناشطون من السويداء على الانترنت، أظهرت المبنى محترقاً وواجهته الأمامية مدمرة.
وفي ظل التعتيم حول الخسائر التي لحقت في الفرع الأمني، تحدثت أنباء عن مقتل رئيس الفرع ومساعده وعدد من العناصر. وهو ما أكدته قناة “روسيا اليوم” عبر مراسلها في دمشق، الذي نقل عن مصادر من مستشفى السويداء، قوله إن الانفجار “أدى إلى مقتل رئيس القسم ونائبه و10 عناصر”. في المقابل، نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” عن مصدر في قيادة شرطة محافظة السويداء، قوله إن الانفجار أدى إلى استشهاد 8 مواطنين وإصابة 41 اخرين.
وبعيداً من السويداء، شهدت العاصمة دمشق انفجاراً هي الأخرى. ونقلت وكالة “رويترز” عن “سانا” أن انفجار عبوة ناسفة “وقع في ساحة الحجاز وسط دمشق وأدى إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 50 آخرين بينهم نساء وأطفال”. لكن ناشطين نفوا أن يكون الانفجار ناجماً عن عبوة ناسفة، وذلك من خلال شريط مصور لمنطقة ساحة الحجاز، بينوا فيه أن الانفجار كان بسبب قذيفة هاون سقطت عند الساحة.
في غضون ذلك، أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” سيطرته على المحطة الحرارية قرب السفيرة في حلب، والتي سيطر عليها النظام قبل أيام، في حين دفع هذا الاعلان بعدد من النشطاء إلى التحذير من استهداف النظام للمحطة، لا سيّما أنها “تحتوي على مادة الهيدروجين التي تستخدم في التبريد”. كما أنها تبعد عن معمل غاز الكلور “سيساكو” نحو 10 كيلومترات، ما قدر ينذر بحدوث انفجار كيميائي في حال استهدفها النظام، على حد قولهم.
تفجيران في دمشق والسويداء .. ومعارك عنيفة في حلب
حراك أميركي ـ روسي لإنعاش «جنيف 2»
لم يكد يمر يوم على إعلان المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي فشله في تحديد موعد لعقد مؤتمر «جنيف 2» حتى تصاعدت وتيرة الهجمات بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة في العديد من جبهات القتال، وخصوصاً في ريف حلب، بالإضافة إلى عودة ظاهرة التفجيرات التي طال أحدها منطقة السويداء التي كانت تعتبر آمنة نسبياً.
وفي محاولة لتبديد أجواء الفشل التي لاحت في جنيف، أمس الأول، سارعت واشنطن وموسكو إلى تكثيف الجهود لحل معضلة تمثيل المعارضة المشرذمة في المؤتمر الدولي، وذلك من خلال سلسلة لقاءات عقدت يوم أمس، مع ممثلي المعارضة السورية في المدينة السويسرية، فيما يرجح أن ينتقل السفير الأميركي لدى دمشق روبرت فورد إلى اسطنبول خلال الأيام المقبلة للضغط على «الائتلاف السوري» المعارض قبل انعقاد اجتماعه المخصص لمناقشة مسألة المشاركة في «جنيف 2».
وفي موقف لافت، تجاهل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بيان الأخضر الابراهيمي الذي حمّل أمس الأول، المعارضة السورية مسؤولية عدم تحديد موعد لعقد «جنيف2»، إذ سارع إلى تحميل النظام السوري المسؤولية عن هذا الفشل الديبلوماسي، معتبرا أنه «رفع السقف المتوقع من الذهاب إلى جنيف، برفضه بيان جنيف 1».
وقتل 8 أشخاص، وأصيب 50، في انفجار عبوة في ساحة الحجاز وسط دمشق، التي تعرضت مع مناطق في ريفها إلى وابل من قذائف الهاون أدت إلى إصابة العشرات.
وفي مدينة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، قتل ضابط وسبعة عناصر من الاستخبارات الجوية، فيما أصيب 41 آخرين، في تفجير انتحاري بسيارة.
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن إن «انتحاريا فجّر نفسه بسيارة ما أدى إلى مقتل رئيس الفرع، وهو ضابط برتبة رائد، وسبعة عناصر».
وقال معارضون إن «مقاتلين حاولوا بعد ذلك اقتحام المبنى واندلعت اشتباكات أدت إلى مقتل العديد منهم».
في موازاة ذلك، اشتدت المعارك بين القوات السورية ومسلحي المعارضة يوم امس، حول مهين في ريف حلب، حيث تضاربت التقارير بشأن سيطرة مقاتلي «جبهة النصرة» على هذه المنطقة التي يقع فيها أحد أكبر مخازن الأسلحة في سوريا. (تفاصيل ص.10)
ديبلوماسيا، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن استعداد بلاده لاستضافة لقاء غير رسمي في موسكو بين ممثلين عن السلطات السورية والمعارضة قبل مؤتمر «جنيف2».
والتقى بوغدانوف في جنيف رئيس «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي» في المهجر هيثم المناع، ووفد «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي برئاسة صالح مسلم، ورئيس «المجلس الوطني الديموقراطي» رفعت الأسد، ورئيسة «الهيئة العامة للائتلاف العلماني الديموقراطي السوري» رندا قسيس.
وقال بوغدانوف، بعد الاجتماع، إن موسكو مستعدة لاستضافة اجتماع بين ممثلي الحكومة والمعارضة السورية بمشاركة شركاء أجانب، مؤكدا أن عددا من المعارضين وافقوا على هذا الاقتراح. وأضاف إن «مباحثات ممثلي الحكومة والمعارضة لا يجب بالضرورة أن تتوصل إلى اتفاق ما»، مشددا على «أهمية خلق أجواء الحوار»، موضحا أن «عدم وجود هذه الأجواء لا يساعد على إيجاد حل للقضايا المطروحة».
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن مسؤول أميركي رفيع المستوى انه «لا يشعر بخيبة أمل بسبب تأجيل المؤتمر»، مضيفا «أنها عملية وليست حادثا منفردا فقط. والقضية تكمن ليس في اليوم الذي سيعقد فيه المؤتمر بل في بناء مستقبل سوريا، وهذه عملية طويلة وصعبة ومعقدة. وإذا كان الائتلاف الوطني يحتاج إلى عدة أسابيع إضافية ليستعد كي يكون المعارضون شركاء حقيقيين، ولكي يكون هناك وفد كامل في المؤتمر، فنحن ندعمهم في ذلك».
وأضاف أن السفير الأميركي لدى سوريا روبرت «فورد سيتوجه قريبا إلى اسطنبول ليساعد المعارضة في جهودها الرامية للتوصل إلى توافق بشأن جنيف 2». وأعرب عن أمله في أن يصوت أعضاء «الائتلاف»، خلال اجتماعهم في اسطنبول في 9 تشرين الثاني الحالي، لصالح المشاركة في المؤتمر.
في هذا الوقت، أبدى العربي استغرابه لعدم تحديد موعد لعقد «جنيف 2» وما أسفر عنه الاجتماع الذي عقد في جنيف بين الإبراهيمي ومسؤولين روس وأميركيين.
وحول تفسيره لأسباب عدم تحديد موعد انعقاد المؤتمر، قال «اعتقد أن الحكومة السورية، كما نشر في الصحف، رفعت السقف المتوقع من الذهاب إلى جنيف حيث يقتضي أن تكون الدولة الممثلة في المؤتمر قد قبلت البيان الختامي لمؤتمر جنيف 1، وهو الأمر الذي يعني بدء المرحلة الانتقالية ثم إنشاء هيئة حكومية لها صلاحيات كاملة وهذا ما فسرته الحكومة السورية في اعتقادي بأنه نقل للسلطة». واعتبر أن «موضوع نقل السلطة يتم بالاتفاق والتوافق بين الحكومة والمعارضة، أما الاحتجاج بالقول إن المعارضة السورية منقسمة فهذا أمر يحدث في كل معارضة في العالم، ولكن عندما تواجه بأمر محدد وهو المشاركة في المؤتمر فأنا على يقين أنها ستشارك وترتب أوضاعها». وأرجع «رفع سقف الحكومة السورية مطالبها من جنيف 2 هو عدم رغبتها في الالتزام بوثيقة جنيف 1».
(«روسيا اليوم»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
أردوغان ينفي دعم الجماعات المرتبطة بالقاعدة في سوريا
ستوكهولم- (رويترز): نفى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الخميس أن تكون بلاده توفر مأوى أو دعما للجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا وأكد أن مثل هذه الجماعات ستظل بمنأى عن الدعم التركي للمعارضة السورية.
وتدعو تركيا منذ فترة طويلة الى زيادة الدعم للمعارضة السورية المسلحة لكن صعود جماعات مرتبطة بالقاعدة وسط صفوف المعارضة عرضها لاتهامات بأنها تدعم اسلاميين متشددين.
وقال اردوغان في مؤتمر صحفي خلال زيارة رسمية لستوكهولم “لا سبيل لأن تجد جماعات مثل النصرة والقاعدة مأوى في بلدنا”.
وأضاف “على العكس.. مثل هذه الكيانات ستلقى نفس المواجهة التي تلقاها الجماعات الإرهابية الانفصالية. اتخذنا الخطوات الضرورية حيالها وسنستمر في اتخاذها”.
وفي الاشهر القليلة الماضية سيطرت جماعات مرتبطة بالقاعدة مثل جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام على أراض في شمال سوريا قريبة من الحدود التركية.
وطوال الصراع السوري المستمر منذ عامين ونصف العام اتبعت تركيا سياسة الباب المفتوح إذ كانت بمثابة طوق نجاة للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة وسمحت بدخول المساعدات الانسانية ووفرت للاجئين مخرجا وسمحت للجيش السوري الحر المعارض بأن ينظم صفوفه على اراضيها.
وقال اردوغان “من نعترف بهم في المعارضة السورية معروفون. نحن على اتصال بالجيش السوري الحر…ونحن ايضا على اتصال بالائتلاف الوطني السوري (المعارض).
“نقدم كل دعمنا ومساعداتنا من خلالهما”.
مقبرة جديدة بـ”النجف” لتنظيم عراقي تستقبل مزيداً من قتلاه في سورية
النجف – من سوسن القياسي- ما زالت المقبرة الجديدة لتنظيم “عصائب أهل الحق” الشيعي العراقي، في محافظة النجف، (جنوب غربي العراق)، تستقبل المزيد من قتلاه الذين سقطوا في اشتباكات بسورية لاسيما عند مقام السيدة زينب بريف دمشق، جنوبي سورية.
وتفقدت مراسلة الأناضول المقبرة الجديدة التي تقع خلف مرقد “الشهيد الأول محمد باقر الصدر”، في مقبرة “السلام” بالنجف، بصحبة أبو حسن (الاسم الحركي لأحد قياديي التنظيم رفض نشر اسمه الحقيقي).
وقال أبو الحسن إن المقبرة الجديدة “هي الثانية لعصائب أهل الحق في مقبرة “السلام” بالنجف، بعد أن امتلأت المقبرة الأولى بالجثث ولم يعد بها متسع″.
وأضاف “المقبرة الجديدة استقبلت منذ إنشائها قبل 6 أشهر عشرات من القتلى من عناصر التنظيم”، دون أن يعطي رقما محددا.
ومن جانبه، تحدث “حسين الشحماني” للأناضول خلال زيارته قبر ابن عمه “كرار الشحماني” الذي قتل في سورية في أبريل/ نيسان الماضي، قائلا “جاءنا خبر أنه قتل في اشتباكات عند مقام السيدة زينب بريف دمشق”.
وأوضح أن جثمان ابن عمه “تم نقله من سورية إلى طهران، ومنها نقل إلى عبادان (جنوبي إيران على الحدود مع العراق) جوا، ثم نُقل برا إلى منفذ الشلامجة (الإيراني) الحدودي ليلا، وبعد إتمام الإجراءات القانونية، جلبناه إلى مدينة الكاظمية شمالي بغداد، وبعد تشييعه في المدينة، جئنا به إلى هذه المقبرة ودفناه هنا”.
وأضاف الشحماني “المعلومات التي وصلتنا في البداية قالت إن كرار قتل في اشتباكات مع “الجيش الحر” (السوري المعارض) قرب مقام السيدة زينب ولكننا اكشتفنا بعد فترة أنه قتل على يد زميل معه بعد أن دار بينهما نقاش حاد حول انتماءاتهما العقائدية”.
ويدور في العراق صراع عقائدي بين عناصر “جيش المهدي” الشيعي التابع للتيار الصدري في العراق وعناصر “عصائب أهل الحق” المنشق من هذا التيار ويتحركون بإمرة الحكومة العراقية حسب ادعاءات بعض المراقبين.
وأضاف الشحماني أن “كرار التحق بالقتال في سورية قبل مقتله بثلاثة أشهر تقريبا بعد أن تلقى مكالمات من قادة في تنظيم لواء أبو فضل العباس (تنظيم شيعي مسلح لحماية مرقد السيدة زينب في سورية وليس له نشاط في العراق) لأنه كان بارعا في القنص وأغرته بفكرة القتال في سورية لاسيما أن الهدف من القتال هو الدفاع عن مرقد السيدة زينب”.
وأشار الشحماني إلى أن من يلتحقون بـ”العصائب” للقتال في سورية يتم تدريبهم لمدة 15 يوما في إيران في حالة لو كانوا لا يجيدون فن القتال بالشوارع، ومن ثم يلتحقون للقتال لمدة 45 يوما، بعدها يمنحون إجازة، أو يقررون عدم العودة”.
وأوضح أن التنظيم “يفضل تجنيد العزاب بدلا من المتزوجين نتيجة لكثرة مقتلهم حتى لا يبقون أطفالهم يتامى”.
ورغم إنكار الحكومة العراقية دعمها للنظام السوري، ونفيها تزويده بالمسلحين والسلاح، إلا أن المعارضة السورية، تتهمها بغض الطرف عن توافد مسلحين منتمين لتنظيمات عسكرية عراقية للقتال في دمشق.
وانشق تنظيم “عصائب أهل الحق” (يطلق عليه مؤيدوه حركة المقاومة الإسلامية في العراق)، ويتزعمه الشيخ قيس الخزعلي من التيار الصدري.
ويقدر عدد مقاتليه، بحسب تقديرات مراقبين، بأكثر من 10 آلاف مقاتل بعدما كان عددهم لا يتجاوز 3 آلاف عام 2007 وجميعهم يتلقون التدريب العسكري والدعم المادي والتسليحي من فيلق القدس الإيراني. (الأناضول)
منظمة حظر الأسلحة الكيماوية: تم تفكيك موقع أسلحة كيماوية بالقرب من مدينة حلب
القاهرة- (د ب ا): أعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيماوية الخميس أن الحكومة السورية قدمت أدلة على أنها فككت موقعا للأسلحة الكيماوية بالقرب من مدينة حلب شمال البلاد.
وقالت المنظمة التى تشرف على تدمير ترسانة الاسلحة السورية في بيان لها إن الصور ومقاطع الفيديو التى قدمتها الحكومة السورية تظهر المبنى مجهورا.
ويعد هذا الموقع أحد الموقعين اللذين لم يتمكن المفتشون من زيارتهما بسبب القتال في حلب بين القوات النظامية والمعارضة.
وأضافت المنظمة “تم التثبت تماما من صحة الموقع الجغرافى للمكان وتوقيت التقاط الصور”.
وأوضحت المنظمة أن بعثة مشتركة مع الامم المتحدة تحققت الان من 22 موقعا من أصل 23 موقعا للأسلحة الكيماوية في سورية . ولم يتضح بعد مكان الموقع المتبقى.
وكانت المنظمة ومقرها لاهاى قد أعلنت في 31 تشرين أول/ اكتوبر الماضى أن سورية دمرت جميع معداتها المعلنة الخاصة بإنتاج الاسلحة الكيماوية قبل انتهاء المهلة النهائية المحددة بأول تشرين ثان/ نوفمبر الجارى.
الجيش السوري يستعيد بلدة أساسية من المعارضة المسلحة بالقرب من دمشق
بيروت- (ا ف ب): استعادت القوات النظامية السورية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني الخميس السيطرة على بلدة السبينة المهمة جنوب دمشق من ايدي مقاتلي المعارضة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
من جهته، أكد التلفزيون الرسمي السوري استعادة السيطرة على هذه البلدة التي تشكل ممرا اساسيا لمقاتلي المعارضة المتواجدين في الاحياء الجنوبية لدمشق.
تفجير مبنى المخابرات الجوية بالسويداء بسيارة مفخخة… والعربي يحمّل دمشق مسؤولية تأجيل جنيف 2
معلومات استخباراتية: سورية تخفي بعض ‘الكيمياوي’ بمخابئ سرية وأحد الضالعين بتفجيري ‘الريحانية’ بتركيا التقى الأسد مطولا
عواصم ـ وكالات: تدقق الولايات المتحدة في تقارير استخباراتية سرية لديها تشير إلى ان الحكومة السورية لم تصرح بالكامل عن مخزونها من الأسلحة الكيميائية بل تخفي بعضاً منها.
ونقلت شبكة ‘سي إن إن’ الامريكية عن مسؤول قوله ان معلومات استخباراتية تشير إلى ان الحكومة السورية تخفي بعض أسلحتها الكيميائية، ما يعني انه ما زال لديها مخابئ سرية.
وأضاف المسؤول ان ‘ثمة معلومات متنوعة تزعزع ثقتنا، فقد قاموا مؤخراً بأمور تشير إلى ان سورية ليست مستعدة للتخلص من كل أسلحتها الكيميائية’.
وتحدثت ‘سي إن إن’ مع عدد من المسؤولين الامريكيين الذين أكدوا الأمر.
ولفتت إلى ان وكالات الاستخبارات الامريكية ووزارتي الدفاع والخارجية والبيت الأبيض تراجع المعلومات الاستخباراتية.
وأوضح المسؤولون ان المعلومات الاستخباراتية الجديدة تتحدث عن مخزونات أسلحة وأنظمة إطلاق مثل رؤوس حربية وقذائف.
وقتل ضابط وسبعة عناصر من المخابرات الجوية السورية امس الاربعاء في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب البلاد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ‘انتحاريا فجر نفسه في سيارة مفخخة قرب فرع للمخابرات الجوية في السويداء، ما ادى الى مقتل رئيـــس الفرع وهو ضابط برتبة رائد، وسبعة عناصر’، فيما وردت أنباء لاحقة أن بين القتلى الرائد أسد عبدو، رئيس فرع المخابرات الجوية، والنقيب ابراهيم العلي نائبه، وذلك حسب صفحات شبكات التواصل الاجتماعي الموالية للنظام وهو ما أكدته وكالة أنباء (يو بي آي).
الى ذلك أشارت لائحة الاتهام في قضية تفجيري قضاء ‘ريحانلي’ (الريحانية)، في ولاية ‘هطاي’، جنوب تركيا، إلى لقاء ‘يوسف نازيك’، الذي لعب دور وسيط في التخطيط للهجوم، بالرئيس السوري، بشار الأسد، لمدة ساعة و45 دقيقة، قبل الهجوم.
وذكرت اللائحة التي قدمت لمحكمة الجزاء الثامنة في ولاية ‘أضنة’، أن ‘نازيك’ اتصل هاتفيا مع ‘مهراج أورال’، زعيم أحد المجموعات المنبثقة عن منظمة ‘جبهة التحرير الشعبية التركية’ اليسارية الإرهابية، لطلب موعد للقاء الأسد، الأمر الذي تحقق بعد 3-4 أيام ‘وهو ما يظهر التحرك المشترك بشكل مباشر بين المنظمة الإرهابية، وقوات الأمن السورية في التخطيط للهجوم’ وفق نص اللائحة.
وكان الانفجاران اللذان حدثا في 11 أيار/مايو الماضي، قد أوديا بحياة 52 شخصا، وجرح 100 آخرين، وتتكون لائحة الاتهام من 115 صفحة، ويبلغ عدد المدعين 359، ويحاكم في القضية 33 مشتبها بهم.
جاء ذلك فيما اعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي عن استغرابه لعدم تحديد موعد لعقد مؤتمر’جنيف 2′ خلال الاجتماع الذي عقد الثلاثاء في جنيف بين المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي ومسؤولين روس وأمريكان.
وقال العربي، في تصريحات له امس الأربعاء، حول تفسيره لأسباب عدم تحديد موعد انعقاد المؤتمر، قال ‘اعتقد أن الحكومة السورية رفعت السقف المتوقع من الذهاب إلى جنيف يقتضي من الدول الممثلة في المؤتمر أن تكون قد قبلت بالبيان الختامي لمؤتمر ‘جنيف 1′ الذي عقد في 30 حزيران /يونيو 2012 وهو الأمر الذي يعني بدء المرحلة الانتقالية ثم إنشاء هيئة حكومية لها صلاحيات كاملة وهذا ما فسرته الحكومة السورية في اعتقادي بأنه نقل للسلطة’.
وأرجع العربي رفع سقف الحكومة السورية شروطها في مؤتمر ‘جنيف 2 ‘هو عدم رغبتها في الالتزام بوثيقة ‘جنيف 1′
سورية: وليمة غداء للمعارضة الداخلية تتحول إلى حرب إعلامية بين زعمائها
دمشق ـ ‘القدس العربي’ ـ من كامل صقر: وليمة الغداء التي جمعت قياديين من الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير بنظراء لهم في هيئة التنسيق الوطنية المعارضة لم تنزل خفيفة سياسياً على طرفي الوليمة السوريين اللذين يتنافسان على زعامة المعارضة الداخلية السورية، لاسيما بعد أن كشف نائب رئيس الحكومة السوري المُعفى رئيس حزب الإرادة الشعبية قدري جميل خلال مقابلة تلفزيونية عن جلسة ‘غداء’ جمعته ورئيس الحزب القومي السوري علي حيدر والمنسق العام لهيئة التنسيق حسن عبد العظيم بضيافة الأخير.
عبد العظيم لم يرُق له هذا التسريب الإعلامي الذي أقدم عليه قدري جميل واعتبره محاولة لإظهار أن جميل ينسق مع عبد العظيم وهيئته ما دفع بعبد العظيم لإصدار بيان تبرأ فيه من وجود أي تنسيق بينه وبين قدري جميل، أو بين هيئة التنسيق وحزب الإرادة الشعيبة.
وجاء في البيان أيضاً أن ‘الهيئة لا تحاور أو تفاوض أي طرف مشارك في السلطة سابقا ولاحقاً’، وأضاف البيان ‘أن الهيئة لم تستقبل في مكتبها او مكتب المنسق العام او منزله أي وفد او زائر، وترفض استغلال ذلك بادعاء التنسيق مع الهيئة او المنسق العام’.
بعد ساعات قليـــــلة شن قدري جميل هجوماً عنيفاً على خصمه عبد العظـــــيم عبر بيان رسمي مستهجناً ما جاء في بيان هيــــئة التنسيق، واعتبر قدري جميل أنه ‘من المعيب على عبد العظيــــم ضمن الظروف السورية الاستثنائية التي تمـــر بها سورية، الإصرار على توهم إمساك ‘ختم المخترة’ لتوزيع صكوك الوطنية واللاوطنيــة، أو الجدية واللاجدية على تلك القوة أو تلك، وإن الظــرف الوطــــني والمسؤولية الوطنية الجدية يستدعيان الترفع عن الصغائر ولملمة الجراح’.
التلويح مجددا بضربة عسكرية لسورية
بسام البدارين
عمان ـ ‘القدس العربي’: التسريبات الإعلامية الأمريكية المعنية بالتشكيك بنوايا النظام السوري بخصوص تسليم كامل مخزون السلاح الكيماوي لها ما يبررها في ظل الإنفتاح الأمريكي الدبلوماسي المفاجىء على نادي الحلفاء القدامى الذي تبعثر بفعل تأثيرات الملف السوري.
عبر قاعدة المعلومات العريضة التي يمكن توفيرها وتداولها في العاصمة الأردنية عمان يمكن الإستنتاج بان الإدارة الأمريكية ولأغراض إحتواء ‘الغضب السعودي’ الذي برز على شكل تحديات ميدانية للسيناريو الأمريكي في سورية بدأت تحاول تعديل مفردات في خطابها بالسياق.
لذلك يتحدث وزير الخارجية جون كيري وهو إلى جانب نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل عن وجود خلافات في ‘التكتيك’ فقط مع السعودية بالشأن السوري مع التثبت من نفس الهدف وهو برأي الناشط السياسي محمد خلف حديد حصريا منع الرئيس بشار الأسد من الإحتفاظ بالحكم بعد عام 2014.
يمكن في نفس الإطار ملاحظة الزيادة الواضحة لحصة النفوذ التي يتمتع بها صديق الفيصل نظيره الأردني ناصر جودة المتحمس للمعارضة السورية عمليا وأحد نجوم التقارب معها في دائرة دول الخليج.
جودة بدأ يلعب دورا في بلاده يفوق ويتجاوز حصة وزير الخارجية وظهرت ملامح بعض أصدقائه المقربين في عملية التغيير المفاجئة التي حصلت مؤخرا في قيادة مجلس النواب وهو الأن من الشخصيات المدعومة بخيار سعودي في المرحلة المقبلة.
بنفس الوقت لا زال أمراء الإستخبارات السعودية وتحديدا الأخوين بندر وسلمان بن سلطان يعملان بنشاط في الساحة الأردنية وكلاهما نجح في تأمين فريق مستشارين أردني من طراز رفيع يضم متقاعدين أمنيين وخبراء. وكلاهما- نقصد بندر وسلمان- يواصلان العمل بنشاط على تأمين ما تيسر من السلاح والذخيرة لمقاتلين سوريين ويحافظان على غرفة عمليات فعالة ونشطة في عمان أجرت فعلا عبر جناحها المتمثل بالأمير الشاب سلمان شكل من أشكال الإتصالات بأطراف إسرائيلية كما كشف مصدر مطلع جدا لـ’القدس العربي’.
وفيما ترافقت شروحات وتوضيحات الوزير كيري للسعوديين مع التسريبات التي تشكك بنوايا النظام السوري بخصوص ‘إخفاء’ جزء من السلاح الكيماوي… فيما حصل ذلك حرصت السعودية وراء الكواليس على الثبات بموقفها من النظام السوري والسعي للحفاظ على التحالف العربي المصري الأردني المضاد للرئيس السوري بشار الأسد.
بالمقابل يمكن ملاحظة الخطاب القطري وهو يتضامن مجددا مع ‘عذابات’ وطموحات الشعب السوري إثر الإشتراطات الصعبة والمعقدة التي وضعتها دمشق لإجراء سلسلة من التسويات السياسية خلف الكواليس حيث تم إحباط خطوات تقارب قطرية أولا والتجاهل التام لمبادرات أردنية دفعت عمان للبقاء على تماس مع الحضن السعودي.
خلف الكواليس يمكن الإطلاع على تقارير إستراتيجية دبلوماسية تتحدث عن ضغط سعودي وإسرائيلي دائم في أروقة القرار الدولي يهدف للإحتفاظ بأكبر قدر ممكن من الخشونة في وجه النظام السوري ومنع التراخي معه قبيل جنيف الثاني، الأمر الذي يبرر تعطل مسارات مشاركة المعارضة السورية في لقاء جنيف 2 والحسابات الضيقة التي تجري في الكواليس والهوامش.
وخلف نفس الكواليس تصر بعض الأوساط على أن عملية بطيئة تجري حاليا بضغط من عدة أطراف إقليمية لعدم إغلاق خيار ‘الضربة العسكرية’ ضد النظام السوري، الأمر الذي يفسر برأي مراقب رفيع المستوى تعليقات كيري في واشنطن بخصوص التضامن مع الأهداف السعودية كما يشرح التسريبات حول سوء نوايا دمشق بعنوان تسليم كامل المخزون الكيماوي.
وتوفر التسريبات الأخيرة ملاذا إستراتيجيا يمكن إستثماره وتوظيفه للتراجع مستقبلا عن إستبعاد الضربة العسكرية أو للتلويح به مجددا خصوصا بعدما فقدت واشنطن حصة من نفوذها مع أقرب حلفائها مثل السعودية ومصر وبصورة أقل الأردن المصر بدوره على أن مصالحه تتمثل في التحدث مع كل الأطراف والبقاء على إتصال بكل السيناريوهات.
الهدف من المسألة على الأرجح هو إحياء خيار الضربة العسكرية في حالات الضرورة بهدف منع الرئيس بشار الأسد من إستثمار طاولة جنيف الثانية والعودة بقوة عبرها وفي مظلتها لعملية سياسية مدعومة دوليا تؤهله مجددا للبقاء في السلطة.
مسؤول في مفوضية اللاجئين: أحاول أن لا أستمع لقصص اللاجئين.. استغلال للاطفال واعتداءات جنسية
إبراهيم درويش
لندن ـ’القدس العربي’ يحاول كيليان كلاين شميدت أن يتجنب الإستماع للحكايات المروعة التي يحملها معهم الهاربون السوريون من الحرب الأهلية المستعرة في بلادهم الى المخيمات المزدحمة في الأردن وتركيا، مع أنه يعمل في الإغاثة الدولية منذ سنوات طويلة. ونقلت عنه صحيفة ‘واشنطن تايمز′ قوله ‘أحاول تجنب الحديث مع الناس القادمين من سورية بأي طريقة لأن قصصهم رهيبة’.
ويدير كلاين شميدت مخيم الزعتري لصالح المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة. مضيفا أنه ‘كلما استمر الصراع، كلما أصبح من الصعب الإستماع للقصص.
ولدينا الأن أشخاص جاءوا من الأماكن التي تعرضت لهجوم كيماوي، وأشخاص جاءوا من مناطق تعرضت للحصار لوقت طويل’.
ويضيف التقرير أن بعض اللاجئين يهربون من مناطق شهدت ظهور حالات من مرض شلل الأطفال (بوليو) والتي تهدد بالإنتشار بين الاطفال الذين لم يتلقوا التطعيم اللازم ضد الفيروس الذي يسبب الشلل.
وتحول مخيم الزعتري من مجرد مخيم صغير أقيم في بداية الأزمة لأكبر مخيم في العالم ويقيم فيه أكثر من 100 الف لاجىء سوري، كما ويعتبر رابع تجمع سكاني في الأردن حيث تحول في صورة منه الى مدينة قائمة بذاتها، لدرجة جعلت كلاين شميدت للقول مازحا انه ‘العمدة الدولي لمخيم الزعتري’.
تحدي الأمن
وكانت الأمم المتحدة قد نشرت تقريرا عن أوضاع المخيم في الصيف الماضي وقالت فيه أنه يعاني من فقدان الأمن وانتشار الجريمة المنظمة، وهو ما نفته الحكومة الأردنية، وفي هذا يقول كلاين شميدت أن التحدي الأكبر الذي يواجه سكان المخيم والمشرفين عليه هي ‘الأمن وكذلك العلاقة بين اللاجئين والشرطة ونحن’ أي الأمم المتحدة وعمالها.
فإلى جانب المخاطر الأمنية التي تشكلها الحرب الأهلية على دول الجوار فإنها تعتبر مصدرا لأزمة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ الحروب، حيث تضع أفواج اللاجئين الهاربين من بلادهم تحديات أمام المنظمات الدولية التي تكافح لتلبية احتياجاتهم بمصادر مالية قليلة. وتقول الأمم المتحدة أن عدد السوريين الذين هربوا من بلادهم منذ بداية الأزمة في آذار (مارس) 2011 هو 2.2 مليون.
ويتوزع هؤلاء على تركيا والأردن ومصر ولبنان والعراق. ويعيشون في مخيمات مزدحمة أو في المدن والأرياف حيث يزيد وجودهم من الأعباء على اقتصاديات الدول الجارة خاصة لبنان والأردن.
إستغلال الأطفال
ويشكل الأطفال والنساء غالبية اللاجئين، فالرجال والشباب إما قتلوا أو يقاتلون في صفوف المعارضة المسلحة.
ولم يذهب معظم الأطفال للمدارس لعامهم الثالث، ولهذا فهم عرضة للإستغلال والعمالة الرخيصة وأحيانا ما يتعرضون لإعتداءات جنسية، كما وتستهدفهم الجماعات المسلحة لتجنيدهم في صفوف المقاتلين داخل سورية.
ونقل التقرير عن فرانك جانوزي، نائب مدير فرع منظمة ‘امنستي انترناشونال’ في الولايات المتحدة قوله ‘تعتبر مخيمات اللاجئين مكانا خصبا للتجنيد بالنسبة للجماعات المتطرفة.
وتقوم الجماعات المسلحة بجذب الأطفال وتجنيدهم كمقاتلين أطفال’. وحذر قائلا ان المخيمات قنبلة موقوتة تؤذن بأزمة كبيرة. وعبرت عدد من الدول من مخاوفها من التهديد الأمني الذي تمثله المخيمات.
ففي تركيا يستخدم المقاتلون مخيمات اللاجئين بشكل دائم كمكان للإستراحة وزيارة عائلاتهم، ولتلقي العلاج الطبي وشراء احتياجاتهم، وذلك حسب تقرير لمنظمة الأزمات الدولية في بروكسل.
وكان الرئيس التركي عبدالله غول قد حذر من مخاطر الأزمة على بلاده. وقال أن حكومة بلاده قد أنفقت على إيواء اللاجئين 2.2 مليار دولار أمريكي.
وقال لصحيفة ‘الغارديان’ أن استمرار الأزمة يهدد السلم المحلي في بلاده خاصة بين الأقليات العرقية والدينية مثل الأكراد والعلويين.
وفي مخيم الزعتري فأن حضور الجماعات المتطرفة المرتبطة بالقاعدة مثل جبهة النصرة تراجع بسبب الرقابة الأمنية المشددة، ومع ذلك يشهد المخيم شغبا وتظاهرات يومية احتجاجا على الأوضاع المعيشية فيه.
وتقول تقارير للأمم المتحدة أن الأعباء التي يفرضها اللاجئون على الأردن تضع معوقات على تعافي اقتصاده.
فقد زادت معدلات التنافس على الوظائف بين اللاجئين السوريين والأردنيين ، مما أدى لزيادة البطالة ولانخفاض الأجور مقابل ارتفاع أسعار الإحتياجات الأساسية. فيما وصف سفير لبنان للأمم المتحدة أنطوان شديد الصدمة التي تركها اللاجئون السوريون على بلاده بأنها ‘ تهديد وجودي’. وقال في كلمة ألقاها في الأسبوع الماضي أمام معهد وودرو ويلسون الدولي للباحثين أن ‘لبنان يتعرض لخطر بسبب هذه المشكلة، وأن الثمن الذي يدفعه جراء هذه الأزمة اصبح فوق احتماله’.
ويعيش في لبنان أكثر من 812 ألف سوري يتوزعون على المدن والقرى. وقد أدى طول الأزمة واستعصاؤها على الحل إلى حالة من التعب والإجهاد اصابت المجتمعات المضيفة للسوريين وحتى في الدول التي تعتبر من أشد الداعمين للإنتفاضة.
ونقلت الصحيفة عن باحثة في مجموعة الأزمات الدولية في بيروت قولها إن ‘ المصادر التي تملكها الدولة محدودة ووجود أعداد كبيرة من اللاجئين تزيد من المطالب لدرجة وصلت فيها لحد الإنهيار’.
منع الفلسطينيين
ونفس التعب واضح في الأردن الذي يؤوي أكثر من 540 ألف لاجىء سوري، وقد قامت السلطات الأردنية في الآونة الأخيرة بإعادة أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين الذين يعيشون في سورية وذلك حسب تقارير منظمة أمنستي إنترناشونال.
وفي الوقت الذي أكد فيه المتحدث باسم الحكومة الأردنية أن بلاده لن تغلق حدودها أمام السوريين الذين يأتون للأردن طلبا للأمن والأمان إلا أنه تجنب التعليق على تقارير أمنستي حول منع عدد من اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين من اجتياز الحدود وإعادتهم من حيث أتوا.
ويخشى الملك عبدالله الثاني أن تصبح نسبة السوريين في بلاده بحلول العام المقبل 20 بالمئة. وبالنسبة للعراق فبعد محاولات منع اللاجئين في بداية الأزمة وتردد السوريين في الذهاب إلى هناك إلا أن أعدادا من اللاجئين فروا الى مناطق الشمال حيث استقبلت حكومة كردستان الإقليمية أعدادا منهم.
ومعظم هؤلاء فروا من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بسبب الوضع الأمني السيىء.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في شمال العراق قوله أن الفراغ في السلطة في مناطق الشمال هو الذي يدفع اللاجئين للفرار. واستقبل شمال العراق 22 الف لاجيء معظهم يعيشون في المدن.
9 ملايين
وفي آخر احصاءات للامم المتحدة قدرت عدد الذين يحتاجون للمساعدة الإنسانية الطارئة بحوالي 9.3 مليون سوري منهم 6.5 مليون نازح في داخل سورية . وتقول المتحدثة باسم مكتب تنسيق الجهود الإنسانية في الأمم المتحدة أن الرقم الضخم هذا جاء بسبب تعرقل جهود التوصل لحل.
وجاءت التقديرات في وقت أعلن فيه المبعوث الدولي لسورية، الأخضر الإبراهيمي عن فشل جهوده للتوصل لموعد عقد مؤتمر جنيف-2 الذي طال انتظاره بعد اجتماعه مع المسؤولين الأمريكيين والروس في جنيف. وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي بعد الإجتماع أن الحل الوحيد للأزمة الإنسانية يجب أن يكون سياسيا.
ويبدو أن الوضع الإنساني في سورية هو ما بات يقلق المراقبين فبعد عامين ونصف من الحرب المتواصلة تواجه سورية وضعا انسانيا صعبا، ونقصا في المواد الطبية والمأوى والمياه الصحية والطعام.
وعبر الكثيرون عن قلقهم من انتشار حالات فقر التغذية في بلد كان مكتفيا ذاتيا من ناحية الطعام. كما اعربت ‘منظمة الصحة العالمية’ عن قلقها من اكتشاف 10 حالات من مرض شلل الأطفال في بلد استطاع القضاء عليه قبل أكثر من عقد. وفي الوقت الذي بدأت فيه الحكومة حملة تطعيم شاملة إلا ان الكثير من السكان في حالة انتقال فيما تحولت معظم البلاد إلى ساحة حرب.
ويواجه عمال الإغاثة الإنسانية داخل سورية تحديات مع حلول فصل الشتاء حيث يحتاج السكان إلى الأغطية والفرش والخيم الدافئة والمدافىء. ولكنهم يجدون صعوبة في الوصول إلى المناطق المنكوبة.
قرار أممي
في وقت يتحرك فيه مفتشو الأسلحة الكيماوية بحرية، ولهذا دعت ‘مجموعة الأزمات الدولية’ في بيان لها قبل أيام الأمم المتحدة لتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى سورية بدون معوقات.
وجاء في البيان أن التخلص من الأسلحة الكيماوية وإن دفع الكثيرين توقع حدوث اختراق سياسي إلا ان هدفا أكثر واقعية يحتاج للتحقيق ويعبر في النهاية عن حسن نوايا الأطراف المتعددة وهذا يجب أن يكون على الجبهة الإنسانية حيث تتدهور الأوضاع بقوة وقسوة مع اقتراب الشتاء الثالث من عمر الصراع وبات لزاما على جميع المعنيين بالأزمة، السلطات السورية، الجماعات المسلحة ورعاة الطرفين اتخاذ خطوات لتخفيف المعاناة.
ولاحظ البيان المفارقة الساخرة بين قدرة مفتشي الأمم المتحدة على الوصول إدون إعاقة لبعض أكثر المواقع حساسية في البلاد، فيما لا تستطيع المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة الوصول إلى المدنيين، وهذا يحصل على بعد أميال من المناطق المحاصرة، حيث يتعمد النظام تجويع الناس بشكل منظم في تكتيك حربي جديد. فيما يعاني سكان المناطق النائية من البلاد والتي تقع في يد الجماعات المسلحة من نفس المصير.
وفي الوقت الذي تمر فيه الأسلحة والمواد العسكرية والأموال عبر الحدود للمقاتلين ويتحرك المقاتلون الأجانب بحرية فإن تدفق المعونات الإنسانية يتعرض لعراقيل. والأسباب لهذه المعوقات متعددة منهاعدم استعداد الأمم المتحدة لتجاوز النظام، الذي يقوم بدوره بمنع وصول المساعدات عبر الحدود إلى المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة، واستغلال النظام للمساعدات، وانعدام الكفاءة والبيروقراطية في التعامل مع المساعدات الخارجية، وتردد الغرب حيال احتمال العمل مع النظام، وزيادة راديكالية وتشرذم المعارضة، وإحجام الدول المجاورة عن جعل أراضيها قاعدة لوجستية للمنظمات الدولية غير الحكومية، والركود الاقتصادي العالمي الذي يقلص كمية الأموال المتوافرة، وسلوك البلدان الضالعة بعمق في الصراع ـ خصوصاً إيران، وروسيا، ودول الخليج العربية ـ التي تبلغ حماستها في دعم الجهود الحربية درجة لا توازيها جهودها على الجانب الإنساني.
وقالت ان المعارضة الخارجية لم تفعل الكثير بنفسها للاهتمام بالمدنيين الذين ادعت انها تمثلهم. ولكن النظام يلام أكثر لأنه تخلى عن معظم مسؤوليات الدولة وأصبح في معركته للبقاء يعامل شرائح السكان كما لو أنهم لم يعودوا مدنيين ومواطنين بل أعداء ينبغي تدميرهم بأي ثمن. ودعت المجموعة مجلس الأمن لتبني قرار يضمن حرية تحرك المساعدات الإنسانية.
وفي مقال حول سياسة التجويع ناقش ديفيد غاردنر في ‘الفايننشال تايمز′ سياسة التجويع التي يعتمدها النظام. وقال ان الرئيس الأسد استفاد من صفقة تفكيك الاسلحة الكيماوية، حيث جعل منه الغرب شريكا أساسيا في الحوار الذي يدعو إليه في مؤتمر جنيف-2، وترك له الساحة الميدانية فارغة يتصرف فيها كيفما شاء.
وأضاف أن الصفقة منحت الأسد وضعا مناسبا. وقال أن اي عملية دبلوماسية لا تتضمن وقف المجازر الصامتة لن ينجح.
جراح مسلم في سجون الأسد
في موضوع آخر طالبت عائلة جراح بريطاني مسلم محتجز في سورية منذ عام السلطات البريطانية بذل الجهود من أجل تأمين إطلاق سراحه. وكان عباس خان، وهو جراح عظام من ستراتثام جنوب العاصمة لندن قد اختفى بعد ان اجتاز الحدود التركية مع سورية بنفسه وبدون أن تكون معه تأشيرة دخول، لنقل المعدات الطبية والأدوية التي يحتاجها السكان بشكل عاجل.
وناشدت عائلة خان النواب في البرلمان البريطاني والدبلوماسيين لزيادة الجهود لإطلاق سراحه.
واتهمت عائلته وأخوته الحكومة بالفتور في التعامل مع قضيته، ونسبوا هذا لكونه مسلما من أصل هندي. وكان شقيقه شاه نواز، وهو طبيب أن عائلته لا خيار أمامها إلا نسبة هذا البطء في التعامل مع القضية إلا لكونه مسلما فلو كان ‘ اسمه جون سميث لاتخذت الحكومة اجراءات عاجلة’ وطالبت بالإفراج عنه.
وأضاف في تصريحات لصحيفة ‘التايمز′، ‘نحن في وضع نرى أن الحكومة تغض النظر عن قضيته لأننا من أصول مسلمة، وهناك شعور لدى المسؤولين يتعلق بسفر هذا الرجل وإن كان حقيقة لاغراض إنسانية او لأغراض شريرة’.
وكان عباس خان المتزوج وله ولدان قد عمل في كارلسيل وعمل في الكلية الملكية لطب العظام، وأثناء عمله كطبيب عمل متطوعا مع منظمة إغاثة إسمها ‘هيومان إيد’، وقد أخذ اجازة من عملة لمدة ستة أشهر حيث اختفى خلال هذه الفترة.
وفي البداية إعتقدت عائلته أنه مات، لكنها استطاعت تتبع أثره وتحديد مكانه في سجن عسكري، حيث تعرض للتجويع والضرب فيه، ومن ثم نقل الى سجن في دمشق، حيث قضت والدته الأربعة أشهر الماضية وهي تناشد المسؤولين السوريين للإفراج عنه.
وتقول فاطمة خان ‘لقد قبلت احذية الكثير من المسؤولين’ لإطلاق سراح ابنها.
وتقول أنها لم تتعرف على إبنها الذي تحول إلى هيكل عظمي عندما زارته في السجن ‘ناشدتهم، اكثر من مرة وقلت لهم أرجوكم، أرجوكم افرجوا عنه’، وتضيف أن ابنها ليس مجرما، وقالوا لها أن مكالمة من موسكو أو نيودلهي كفيلة بإطلاق سراحه في دقائق ‘فلماذا لا يساعدنا النواب في البرلمان؟’. وترفض خان التي لم تسافر لوحدها طوال حياتها مغادرة سورية بدون أن يكون ابنها معها، على الرغم من مناشدة ابنائها الستة لها وتقول ‘أشعر بالخوف لبقائي هنا، أنا سيدة كبيرة في العمر وحدي، ولكنني لا أريد أن يشعر إبني أنني لست إلى جانبه، أريد ان أكون قريبة منه، فهو بحاجة إلي’.
امريكا وروسيا تفشلان في الاتفاق على موعد جنيف 2 … وواشنطن تؤكد ثبات موقفها بشأن ضرورة رحيل الأسد
مدير المرصد السوري: أستبعد أي تأثير للمؤتمر على الأوضاع بالداخل السوري بحال عقد
عواصم ـ وكالات: اخفقت الولايات المتحدة وروسيا في التوصل لاتفاق على موعد لعقد مؤتمر السلام الخاص بسورية واختلفتا حول الدور الذي يمكن ان تقوم به إيران في المحادثات الرامية لانهاء الحرب الأهلية وحول من يمثل المعارضة السورية.
وقال الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الذي رأس الاجتماع في المقر الاوروبي للامم المتحدة في جنيف ‘كنا نامل ان نكون في وضع يتيح لنا الاعلان عن موعد. للاسف لم يتحقق ذلك.’
وأضاف ‘لكننا ما زلنا نسعى جاهدين لنرى ان كان بوسعنا عقد المؤتمر قبل نهاية العام.’
جاء ذلك فيما استبعد رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقره لندن، أن يكون لمؤتمر ‘جنيف 2 ‘ المزمع عقده حول الأزمة السورية أي تأثير على الأوضاع بالداخل السوري ‘إذا ما عقد’.
وقال عبد الرحمن لوكالة الأنباء الألمانية ‘د.ب.أ’، ‘المعارضة السورية المسلحة الفاعلة لا تعترف بتمثيل حقيقي لها من قبل أي كيان سياسي معارض’.
وأضاف ‘الكتائب الفاعلة على الأرض في سورية هم كتائب إسلامية في أغلبيتها الساحقة، ومصطلح الجيش الحر مصطلح إعلامي يطلق على كل من يقاتل النظام السوري ولا يعبر عن تنظيم موحد’.
وتساءل:’هل شاهدنا يوما أي مسؤول بهذا الجيش الحر يصدر قرارا ويتم تنفيذه علي الأرض؟’.
وتشاور الإبراهيمي مع عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين والروس قبل توسيع نطاق المحادثات لتشمل ممثلين عن بريطانيا وفرنسا والصين والعراق والأردن ولبنان وتركيا والجامعة العربية.
وقال الإبراهيمي انه سيعاود الاجتماع مع مسؤولين روس وأمريكيين في 25 نوفمبر تشرين الثاني وعبر عن امله في ان يتفق معارضو الرئيس السوري بشار الأسد على مندوبين لتمثيلهم قبل ذلك ببضعة أيام.
وقال ‘أمام المعارضة وقت صعب جدا جدا ..انهم منقسمون وهذا ليس سرا يخفى أحد. انهم يواجهون مشكلات من كل صوب وحدب وليسوا مستعدين.’
وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف الذي اجتمع هو وزميله النائب الثاني ميخائيل بوجدانوف مع الإبراهيمي ان الولايات المتحدة التي تدعم الانتفاضة ضد الأسد لا تملك النفوذ اللازم لتجميع وفد معارض يتحلى بالمصداقية لتمثيل فصائل المعارضة المختلفة.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنه قوله ‘ليس المطلوب هو تمثيل المعارضة فحسب بل مشاركة وفد معارض يضم مجموعة واسعة من قوى المعارضة. وهذا ما يعجز الأمريكيون عن تحقيقه.’
وشاركت ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأمريكي وروبرت فورد السفير الأمريكي لدى سورية كمندوبين عن الولايات المتحدة في المحادثات مع الإبراهيمي.
من جانبها شددت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سامنتا باور،’على أن تنفيذ اتفاق تدمير ترسانة سورية من الاسلحة الكيميائية ‘لم يغير’موقف الولايات المتحدة من الأسد فالرجل الذي استخدم الغازات وصواريخ سكود والإرهاب ضد شعبه لا يصلح أن يحكم وعليه أن يرحل’.
وذكرت المسؤولة الأميركية في تصريحات صحافية أدلت بها عقب انتهاء اجتماع مجلس الأمن الدولي الذي شهد تقديم سيخريد كاخ منسقة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة في سورية، أول تقرير شهري وإفادة لها بشأن مهمتها، أن حوالي 4000 شخص من بينهم 400 طفل قتلوا في الهجوم الكيميائي الذي نُفذ في غوطتي دمشق في الـ21 من شهر أب/أغسطس الماضي.
وأضافت ‘ليس هناك شيء للاحتفال به’ متابعة ‘أريد أن أشدد على أن المسؤولية تبقى على نظام الأسد لتلبية جميع التزاماته بموجب اتفاق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة للقضاء على ترسانته من الاسلحة الكيميائية’. وقالت باور، إن بلادها تعاملت بريبة مع الموقف البناء الذي أعلن عنه النظام السوري بشأن تدمير الأسلحة الكيميائية، مشيرة إلى أن السبب في ذلك هى الوعود الكثير التي لم يفي بها ذلك النظام منذ بداية الأزمة السورية/ معربة’عن سعادتها للتقرير الشهري الذي قدمته، الثلاثاء، سيخريد كاخ .
هذا ومن جانبه كشف مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو عن أن سورية اقترحت تدمير ترسانتها من الأسلحة المحظورة خارج حدودها فيما قالت كاخ في نيويورك إن فريق عمل البعثة حقق ‘تقدما حتى الآن’ مشيدة بتعاون السلطات السورية.
وذكرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في بيان أن أوزومجو أبلغ المجلس التنفيذي للمنظمة أن أنشطة التحقق والتدمير قد أنجزت ضمن ما حدد لها وذلك في 27 تشرين الاول (أكتوبر) و1 تشرين الثاني (نوفمبر) على التوالي في جميع المواقع (21 موقعا) باستثناء موقعين بسبب الوضع الأمني.
وأشار البيان الى انه قد تم نقل المعدات من هذين الموقعين إلى مواقع أخرى يسهل الوصول إليها والتحقق منها ومقارنتها بالمعلومات التي قدمتها سورية.
وأضاف أن البعثة ستواصل خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، ‘التحقق من تدمير الأسلحة الكيميائية من الفئة 3 وتدمير المعدات المتخصصة ومباني الإنتاج بالإضافة الى مراجعة وتعبئة المخططات’.
وأوضح أن الأسلحة الكيميائية من الفئة 3 هي الذخائر غير المعبأة مشيرا الى انه حتى اليوم فقد أبلغت سورية عن تدمير 99 من هذه القنابل في موقع واحد ويتوقع أن يتم تدمير 55 رأسا حربية في موقع ثان فيما بدأ العمل على أنشطة تدمير مماثلة في خمسة مواقع أخرى.
في المقابل أشاد السفير الروسي فيتالي تشوركين بـ’التعاون الجيد’ الذي أبدته الحكومة السورية مضيفا ‘نحن قلقون من أن تمارس جماعات المعارضة المسلحة نوعا من الاستفزازات التي قد تكون خطرة خصوصا خلال المرحلة المقبلة من القضاء على الأسلحة المحظورة’.
وقال تشوركين انه ذكر أعضاء المجلس الذين لديهم تأثير على مختلف مجموعات المعارضة المسلحة بأنه ‘تقع على عاتقهم مسؤولية احترام و تنفيذ’ أحكام القرار 2118 بشأن القضاء على ترسانة سورية من الاسلحة الكيميائية.
أميركا تطلب مساعدة حلفائها لتدمير الترسانة السورية
طلبت الولايات المتحدة، بشكل غير رسمي من عدة حلفاء، بينهم فرنسا وبلجيكا، مساعدتها على تدمير الترسانة الكيميائية السورية وفق ما أعلن، اليوم، ناطق باسم وزارة الخارجية البلجيكية. وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية قد أعلنت، في وقت سابق اليوم، أن الخبراء المكلفين تدمير الترسانة الكيميائية السورية فتشوا 22 من أصل 23 موقعاً معلناً من قبل سوريا.
وصرّح الناطق باسم وزارة الخارجية البلجيكية بأن «الأميركيين قاموا بزيارة عمل استطلاعية بداية تشرين الأول/أكتوبر لبلجيكا والنروج وفرنسا والبانيا للاطلاع على قدرات هذه البلدان في مجال معالجة الأسلحة الكيميائية».
وأضاف أنه «لم يصدر طلب رسمي، بل كان اتصال يهدف إلى مطالبة تلك الدول بسلسلة من الخيارات».
وينص القرار 2118 الذي صدّق عليه مجلس الأمن الدولي تفادياً لغارات أميركية على سوريا رداً على هجوم كيميائي، على تدمير كامل ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية التي كانت قبل الثلاثين من حزيران/يونيو تقدر بنحو ألف طن.
وفي نهاية تشرين الأول/أكتوبر رفضت النروج تدمير قسم من تلك الترسانة على أراضيها، مؤكدةً أن الولايات المتحدة طلبت منها ذلك. وتعكف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الحائزة هذه السنة جائزة نوبل للسلام، حالياً في سوريا على تفقد المواقع المسجلة لإنتاج الأسلحة الكيميائية وتخزينها.
ومن المقرر أن يصدّق المجلس التنفيذي للمنظمة بحلول 15 تشرين الثاني/نوفمبر على خريطة طريق لتدمير الترسانة الكيميائية استناداً إلى وثيقة «الخطة العامة للتدمير» التي سلمتها سوريا في 24 تشرين الأول/أكتوبر.
وأوضح الناطق باسم الخارجية البلجيكية أنه «لا بد من مساهمة المجتمع الدولي، وفي هذا الإطار تقوم الولايات المتحدة بجولة على حلفائها، لا على الأربعة الأوائل فقط، لتمهيد الطريق لمطالب منظمة حظر الأسلحة الكيميائية»، مضيفاً أنه بالنسبة إلى بلجيكا، وزارة الدفاع «هي التي يجب أن تنظر في ما يجب القيام به».
منظمة حظر الأسلحة الكيميائية: فتشنا 22 من 23 موقعاً معلناً
أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، اليوم، أن الخبراء المكلفين تدمير الترسانة الكيميائية السورية فتشوا 22 من أصل 23 موقعاً معلناً من قبل سوريا.
أوضحت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، في بيان، أنها فتشت بواسطة كاميرات أحد موقعين كانت قد تجنبتهما من قبل لأسباب أمنية، مضيفةً أن «البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة فتشت 22 من 23 موقعاً حتى الآن».
وتابعت أنه «طبقاً للتصريحات السورية، كان الموقع مفككاً وخالياً منذ فترة طويلة ويحمل مبناه الخالي آثار أضرار كبيرة نتيجة المعارك».
وصرحت المنظمة بأن التحقق من الموقع جرى بمساعدة كاميرات محمية «شغلها موظفون سوريون بإشراف فريق التفتيش»، موضحاً أن «الموقع الجغرافي للمكان وساعة تسجيل الصور والصور بحد ذاتها جرى التحقق من صحتها».
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الخميس الماضي، أن كل مخزون سوريا المعلن من الأسلحة الكيميائية وضع تحت الأختام. لكن كيفية تدمير هذه الأسلحة بحلول منتصف 2014 تبقى موضع جدل.
وتمنع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الدول من نقل مخزونها إلى دول أخرى. لكن بموجب القرار 2118 الذي اعتمد الشهر الماضي في مجلس الأمن الدولي، سمح للدول الأعضاء في المجلس بالمساعدة في نقل مخزونات الأسلحة لكي يمكن تدميرها «في أسرع وقت ممكن وبالطريقة الأكثر أماناً».
ويفترض أن تعلن المنظمة قبل 15 تشرين الثاني/نوفمبر خريطة طريق لتدمير الترسانة الكيميائية على أساس وثيقة تتضمن «خطة عامة للتدمير» قدمتها سوريا في 24 تشرين الأول/أكتوبر.
(أ ف ب)
عبد الحليم خدام: بشار قتل الحريري
لوانا خوري ايلاف
كرر عبد الحليم خدام اتهام الرئيس السوري بشار الأسد بقتل رئيس الحكومة اللبناني الأسبق رفيق الحريري، مؤكدًا أن ليس هناك من له مصلحة في قتل الحريري غير الأسد.
بيروت: أعرب عبدالحليم خدام، النائب السابق للرئيس السوري، عن قناعته التامة بأن بشار الأسد هو قاتل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، مؤكدًا: “لا يمكن أن تقوم جهة أمنية بعمل مماثل من دون اللجوء لرأي الرئيس بشار، وليس هناك من له مصلحة في قتل الحريري غير الأسد”.
وأضاف في تصريح صحافي: “قبل مقتل الحريري بأسبوع، كان هناك اجتماع بقيادات الحزب لبحث موضوع تنظيمي داخلي، ليست له علاقة بالسياسة الخارجية، فجأة قال بشار الأسد إن الحريري متآمر علينا، هو وشيراك وأميركا، والحريري عدونا اللدود، فذهل أعضاء القيادة من هذا الكلام، وسألته حينذاك لماذا هذا الكلام الآن وما الفائدة منه؟ فلم يجب والتزم الصمت”.
أترك لبنان!
واستمر خدام في سرد وقائع ما جرى بعد ذلك الاجتماع، فقال:”في اليوم التالي، بعثت رسالة للحريري مع محسن دلول، وقلت له (ضب أغراضك واترك لبنان)، وبعدها بيومين تعرض صديقي النائب مروان حمادة لمحاولة اغتيال، فقمت بزيارته في المستشفى وعرجت بعدها على بيت رفيق الحريري وتناولت الغداء معه في بيته”.
تابع خدام لصحيفة “عكاظ”: “تحدثنا كثيرًا، وسألني أبو بهاء عن فحوى الرسالة التي بعثت له بها، فقلت له يجب أن تغادر لبنان في الغد باكرًا لأنهم سيقتلونك، فردّ علي: لكن ماهر اتصل بي وقال أنت صديقنا والمقرب منا، فأجبته: فعلوا ذلك حتى يعطوك الأمان ويطمئنوك… لم يسمع كلامي وصدق كلامهم، وفي ثالث يوم تم اغتياله”.
وقال خدام إن الحريري تلقى في مرات عديدة أثناء زيارته لبشار وابلًا من التحذيرات والتهديدات، أمام الكثير من القيادات، وتعرض للتهديد من طرف رئيس جهاز المخابرات رستم غزالي، الذي كان يتصرف بحرية مطلقة في لبنان، “وقال له إنه سيقضي على كل من تسول له نفسه الخروج عن طاعته، وفي كل مقابلة معه يخرج الحريري متأزمًا، وعندما تأتيه مكالمة من العميد ماهر الأسد ليطمئنه فيها بأنه الصديق والمقرب، بالتأكيد رفيق الحريري يصدقهم ويأمن شرهم”.
مكانها تراوح
بالرغم من إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان، لمحاكمة قتلة الحريري، في العام 2007، إلا أن جلساتها لم تنطلق بعد، ما يعكس حركتها البطيئة. ومن أصل 23 شخصًا قيل إنهم متورّطون في عمليّة الإغتيال، كشفت هويّة خمسة متّهمين بعد سنوات من التحقيقات المعقدة. المتهمون الخمسة هم سليم جميل عيّاش، وحسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا، ومصطفى بدر الدين، وحسن مرعي، وجميعهم كوادر قيادية في حزب الله. وقد فشلت الدولة اللبنانية في جلبهم مخفورين أمام القضاء الدولي حتى الآن.
ويُنتظر أن تبدأ المحكمة الدولية الخاصة بلبنان محاكمات غيابية في 13 كانون الثاني (ديسمبر) 2014، إن لم يطرأ طارئ يستوجب إرجاءَها.
أما حزب الله فمستمر في رفض إتهامات المحكمة، واعتبارها مؤامرة سياسية للنيل من المقاومة التي انتصرت على إسرائيل، ومستمر في رفض تسليم المتهمين حتى لو كان ذلك لإثبات براءتهم. وهذا ما يجعل المحاكمة والتحقيق يراوح مكانه، والعيون اليوم على التقارب الأميركي الإيراني الذي قد يلعب دورًا في تسريع المحاكمات، بعد اخضاعها لتوافق إيراني سعودي ما.
حزب الله وإسرائيل
إلى ذلك، نقلت تقارير صحفية أخيرًا عن ديبلوماسي أممي تلميحه إلى أن لدى المحكمة الدولية نحو 13 اسمًا آخر لمتهمين ينتمون إلى حزب الله، أو مؤيديه أو العملاء المزدوجين له ولسوريا وإسرائيل، إضافة إلى المتهمين الخمسة الأساسيين.
كما نقلت تقارير أخرى عن ديبلوماسي خليجي في الأمم المتحدة، مطلع على سير المحكمة، عدم استبعاده أن يكون عدد عناصر حزب الله المشاركين في تنفيذ الاغتيال نحو 10 اشخاص، وعدم استبعاده أن يكون بعضهم عاملًا لصالح اسرائيل، خصوصًا أن أمين عام حزب الله حسن نصرالله كشف قبل أعوام عن ارسال إسرائيل طائرة مراقبة صورت الطريق الذي سلكه موكب الحريري قبل وقوع الانفجار في منطقة سان جورج، بالتوازي مع معلومات انكشاف خلايا تجسس لصالح إسرائيل بين كوادر حزب الله.
وقال هذا الدبلوماسي: “لإسرائيل مصلحة قومية واستراتيجية في اغتيال الحريري، وقد تكون اتفقت مع حزب الله بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على تصفيته للسيطرة على الساحة اللبنانية”.
قتلى بانفجار في دمشق.. و«الحر» يسيطر على مخازن ضخمة للأسلحة بريف حمص
استهداف فرع المخابرات الجوية في السويداء وأنباء عن مقتل رئيسه
بيروت: «الشرق الأوسط»
هز انفجار أمس ساحة الحجاز بوسط العاصمة السورية دمشق، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 50 آخرين، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام سورية رسمية، تزامنا مع انفجار آخر استهدف فرع المخابرات الجوية في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية. وبعد معارك مستمرة منذ أكثر من أسبوعين، أعلن «الجيش السوري الحر» أمس سيطرته على أجزاء من مستودعات ضخمة للأسلحة تابعة للقوات النظامية في محافظة حمص.
في دمشق، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بأن «عبوة ناسفة انفجرت في ساحة الحجاز الواقعة أمام مبنى المؤسسة العامة للخط الحديدي». ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة الشرطة قوله إن «إرهابيين» زرعوا العبوة الناسفة، فيما لفت «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى سقوط قذائف هاون في محيط ساحة الحجاز، مشيرا إلى «مقتل أربعة أطفال من جراء الحادث».
وفي حين لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، قال ناشطون إن «سيارات الإسعاف والإطفاء والدوريات الأمنية انتشرت في المنطقة، وأغلقت كل الطرق المؤدية إلى ساحة الحجاز».
وفي موازاة تفجير دمشق، أعلنت قناة «الإخبارية السورية» التابعة للنظام أن «تفجيرا إرهابيا وقع في مدينة السويداء جنوب سوريا وسط معلومات عن ضحايا وأضرار مادية». فيما أشار ناشطون إلى أن الانفجار وقع بالقرب من مبنى المخابرات الجوية في المدينة التي تقطنها غالبية درزية. وبحسب ناشطين، فإن «استهداف الفرع نفذ بسيارة مفخخة مما أدى إلى مقتل ضابطين برتبة عالية من فرع الأمن الجوي في السويداء وثمانية عناصر من الفرع».
ورجح «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» أن «يكون من بين القتلى في الانفجار رئيس فرع أمن المخابرات الجوية الرائد أسد عبدو»، في حين أوردت صفحات المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء تشير إلى أن كتيبة «مغاوير السويداء» التابعة للجيش الحر تقف وراء العملية.
ويعتبر هذا التفجير الأول من نوعه الذي يستهدف مقرا أمنيا تابعا للنظام في السويداء، خصوصا وأن المدينة تشهد هدوءا تاما بحكم الغالبية الدرزية التي تعيش فيها والتي اتخذت منذ بداية الأزمة السورية موقفا أقرب إلى الحياد.
وفي محافظة حمص، وسط سوريا، سيطر مقاتلون معارضون على أجزاء من مستودعات ضخمة للأسلحة تابعة للقوات النظامية بعد معارك مستمرة منذ أكثر من أسبوعين، واستولوا على كميات من الأسلحة، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد إلى «سقوط ما لا يقل عن خمسين قتيلا في معارك عنيفة انتهت بسيطرة المقاتلين وبينهم جهاديون، على المستودعات التي تعد من الأكبر في سوريا». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله إن «المقاتلين الذين سيطروا على المستودعات هم من جبهة (النصرة)، مدعومين بمقاتلين من الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ومقاتلي (الكتيبة الخضراء) التي تعرف باسم (كتيبة الاستشهاديين)، ومقاتلي كتيبة مغاوير (بابا عمرو) وكتائب مقاتلة أخرى».
وأشار إلى أن «المقاتلين استولوا على كميات كبيرة من الأسلحة من المستودعات التي تتألف من نحو 30 مبنى ومخزنا». وأوضح عبد الرحمن أن «المعارك العنيفة اندلعت إثر تفجير رجل من جبهة النصرة عربة مدرعة مفخخة داخل مستودعات الأسلحة، في حين استخدمت القوات النظامية سلاح الطيران وصواريخ (أرض – أرض) في محاولة لصد هجوم المقاتلين».
وتنبع أهمية هذه المستودعات التي تقع إلى الجنوب من بلدة مهين في الريف الجنوبي الشرقي لحمص، من كونها تضم كميات ضخمة من الذخيرة، فضلا عن وقوعها على الطريق المؤدية إلى منطقة القلمون بريف دمشق. كما أعلن الجيش الحر سيطرته على مخافر لقوات النظام في منطقة «المحسا».
على الصعيد الإنساني، اتهم «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» النظام السوري بالوقوف وراء الأزمة الإنسانية في سوريا من خلال القصف المركز والحصار الخانق ومنع وصول الدواء والغذاء إلى مناطق واسعة.
وأشار الائتلاف في بيان صادر عنه أمس إلى أن «النظام السوري يستهدف الأطفال من خلال حملات ممنهجة أسفرت بحسب تقارير منظمات حقوقية عن موت أكثر من 10 آلاف طفل وطفلة منهم قرابة 400 رضيع، سقط عدد كبير منهم في عمليات إعدام ميدانية، فيما لا يزال يرزح في السجون النظامية قرابة 10 آلاف فتى دون الثامنة عشرة يعانون من أفظع أنواع التعذيب والتنكيل، قتل منهم قرابة 80 طفل تحت التعذيب».
تقدم ميداني ملحوظ للمقاتلين الأكراد على حساب «داعش» و«النصرة»
سيطروا خلال أيام على 24 قرية.. والنظام وتركيا لا يعترضانهم
بيروت: «الشرق الأوسط»
أحرزت وحدات «حماية الشعب الكردي» تقدما ميدانيا ملحوظا شمال شرقي سوريا مؤخرا على حساب التنظيمات الإسلامية المتطرفة كـ«داعش» وجبهة «النصرة»، إذ تمكنت من السيطرة على 24 قرية ونقطة عسكرية. وفي حين يؤكد قياديون أكراد أن «الهدف من التقدم الميداني حماية الشعب الكردي من الخطر الأصولي»، يوضح ناشطون متابعون أن «هذا التقدم يرمي إلى قطع طرق إمداد الكتائب الإسلامية على الحدود مع تركيا، إضافة إلى محاولة ربط الحدود العراقية مع الساحل السوري عبر المناطق الكردية».
وتشير الخريطة الميدانية لتقدم وحدات «حماية الشعب الكردية» إلى إمكانية الانفتاح الجغرافي بين الدولتين العلوية الساحلية والكردية الشمالية، بحسب ما يؤكد الناشط الكردي ميرال بروردا لـ«الشرق الأوسط»، معتبرا أن «هذه العملية تحتاج إلى تأمين المناطق الحدودية مع تركيا كي تتوقف طرق إمداد السلاح عن المجموعات الإسلامية». ولفت بروردا إلى أن «تركيا لن تمانع وجود قوات كردية على حدودها فهي أفضل بكثير من القوى الإسلامية المتعصبة».
وتمتد سيطرة وحدات «حماية الشعب الكردي» من أقصى الشمال الشرقي لمنطقة الحدود السورية – العراقية باتجاه اليعربية والقحطانية والجوادية، مرورا بريف القامشلي الشمالي وصولا إلى عامودا والدرباسية وتل تمر، إضافة إلى سيطرتهم على غرب مدينة «تل أبيض» ومنطقتي «عين العرب» و«عفرين».
ويرجع بروردا سبب تقدم الأكراد وتمكنهم من طرد المقاتلين الإسلاميين إلى «الحاضنة الشعبية التي تؤيدهم في مختلف مناطق الحسكة والقامشلي، إضافة إلى تشتت التنظيمات الإسلامية بسبب قتالها على عدة جبهات، فهي تقاتل الجيش الحر والأكراد والنظام».
وتخوض قوات الحماية في هذه الأثناء معارك عنيفة في غرب مدينة رأس العين بهدف طرد الإسلاميين منها، في حين يؤكد الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردي ريدور خليل لـ«الشرق الأوسط» أن المقاتلين الأكراد سيطروا خلال الأيام الماضية على أكثر من 24 قرية ونقطة عسكرية، وكان آخر هذه القرى تل حلف وأصفر نجار في ريف رأس العين في محافظة الحسكة السورية.
وأشار خليل إلى أن الاشتباكات مع مقاتلي جبهة «النصرة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام»، أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر التنظيمين، والاستيلاء على كم هائل من الأسلحة والمعدات العسكرية.
ونفى الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردي «وجود أي دعم لوجستي أو عسكري يقدم لوحدات حماية الشعب من قبل أطراف أخرى، محلية وخارجية»، موضحا أن «ما يقدم لتلك الوحدات يقتصر على الدعم المادي من خلال حملات تبرع ينظمها الأكراد في تركيا والعراق وإيران».
وكان رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح المسلم أعلن أول من أمس: «قرب انتهاء تحرير كافة المناطق الكردية»، مشيرا إلى أن «الوحدات الكردية تسيطر بصورة كاملة على أكثر من 30 ألف كيلومتر مربع من المناطق الكردية بسوريا». وأكد، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية أن «النظام السوري لم يعترض طريقهم في تحريرهم لتلك المناطق لانشغاله بالدفاع عن العاصمة دمشق»، نافيا «حدوث أي اشتباكات أو حتى احتكاكات من الجانب التركي تجاه القوات الكردية عقب سيطرتها على المناطق الحدودية».
من ناحيته، أكد خليل أنه «ما من احتكاكات مع القوات النظامية لأنها انسحبت من مناطقنا منذ مدة، بسبب الضغط الشعبي الرافض لوجودها»، نافيا وجود أي تواصل أو تنسيق مع النظام السوري. وأشار إلى أن «الفرق الهندسية التابعة لوحدات حماية الشعب، تعكف حاليا على إزالة الألغام داخل مدينة اليعربية الحدودية، التي استعادت السيطرة عليها أخيرا، وتشكيل مجلس محلي لإدارة المدينة»، لافتا إلى أن «المجلس المحلي سيتولى إدارة كافة المؤسسات ومنها المعبر الحدودي، إضافة إلى تشجيع العائلات التي تركت المدينة على العودة إلى مساكنها».
وأكد أن «الاستقرار الأمني الذي تشهده المناطق الكردية الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردي، شجع عائلات عدة سبق وهربت إلى العراق وتركيا على العودة إلى مناطق سكنها»، لافتا إلى أن «إدارة هذه المناطق من مهام مجالس محلية تضم ممثلين عن كافة مكونات المنطقة من عرب وأكراد وآشوريين».
وبرغم أن وحدات «حماية الشعب الكردي» يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي وهو الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني فإنها تضم مقاتلين أكراد من توجهات سياسية مختلفة. وتتوزع هذه الوحدات في مناطق مختلفة تساند بعضها البعض.
السوريون مذهولون من الهبوط الحاد للدولار والذهب وبقاء أسعار السلع مرتفعة
اقتصاديون يعدون تحسن الليرة «وهميا».. والموالون للنظام يرجعونه إلى إقالة جميل
لندن: «الشرق الأوسط»
«الدولار صار أرخص من البطاطا»، جملة يكررها السوريون اليوم باستغراب شديد وهم يراقبون الهبوط السريع لسعر الدولار مقابل الليرة السورية خلال أقل من أسبوع، وما يزيد الغموض والدهشة، أن أسعار السلع والمواد الغذائية لم يهبط بل على العكس واصل ارتفاعه. فسعر كيلو البطاطا، على سبيل المثال، أكثر من 200 ليرة، وسعر كيلو الجبنة البلدية ألف ليرة علما بأن سعره كان في يونيو (حزيران) الماضي 350 ليرة. وانخفض سعر الدولار في السوق السوداء أول من أمس إلى 115 ليرة للمبيع و120 ليرة للشراء، وخلال أقل من أسبوع كان يسجل انخفاضا يوميا بمعدل عشر ليرات، بعد أن كان بـ170 ليرة. وترافق هبوط سعر الدولار بانخفاض سعر الذهب من نحو ثمانية آلاف للغرام الواحد عيار 21 إلى 4800 ليرة أول من أمس.
ويشيع الموالون للنظام أن سبب تحسن قيمة الليرة هو إعفاء نائب رئيس مجلس الوزراء قدري جميل من منصبه، حيث حمل النظام سياسته الاقتصادية وزر تدهور قيمة الليرة. وهذه الدعايات التي تبدو مقنعة للبعض من البسطاء إلا أنها بدت لفريق آخر «نكتة سمجة» ردوا عليها بنكتة تداولوها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهي عبارة عن تساؤل: «إذا كانت الإطاحة بقدري جميل وحدها حسنت وضع الليرة فكيف سيكون الاقتصاد إذا أطيح بالنظام كاملا».
لكن تحسن قيمة الليرة لم ينعكس على الأسعار التي واصلت الارتفاع، بل على العكس ساءت أحوال شريحة كبيرة من السوريين تعتمد على الحوالات المالية بالعملة الأجنبية التي تأتيها من المغتربين، ووجدت هذه الشريحة نفسها عاجزة عن حمل أعباء مساعدة الشريحة المعدمة المحيطة بها، فزاد عدد الفقراء بدل أن ينعكس تحسن الليرة على الجميع.
وعلى سبيل المثال كان خالد يتقاضى نحو 1500 دولار شهريا من عمل مع شركة أجنبية، وهو الشخص الوحيد في عائلته الكبيرة الذي حافظ على دخله فيما تضاءلت قيمة رواتب أشقائه الموظفين في الحكومة إلى حد لم تعد تكفي ثمن خبز ومواصلات. فكان يتقاسم معهم راتبه بينما يحاول الأشقاء الستة توظيف رأسمال صغير في مهن حرة لتدبير أمورهم. ومع انخفاض الدولار يقف خالد حائرا عما إذا كان بإمكانه الاستمرار بتقديم الدعم. ويبدي تخوفا من الوضع الاقتصادي في حال استمرت حالة اللاتوازن بين انخفاض سعر الدولار وارتفاع الأسعار. وقال إعلامي مختص بالاقتصاد لم يفصح عن اسمه لـ«الشرق الأوسط» بأن «تحسن قيمة الليرة تحسن وهمي، ومؤشر خطير»، متوقعا أن يعقب هذا الانخفاض الحاد ارتفاع حاد. ولفت إلى وجود «لعبة اقتصادية يمارسها النظام وأركانه في عالم المال والاقتصاد للاستثمار في الأزمة وجني مزيد من الأرباح». ويقول: «اتخذت الحكومة والأجهزة الأمنية حزمة إجراءات قاسية بحق شركات الصرافة حيث أوقفت عن العمل كبريات الشركات، وجرى الاستيلاء على الأموال التي بحوزتها، كما اعتقل عشرات من صغار الصرافين وحتى عشرات من الزبائن، وذلك بينما يعقد المصرف المركزي جلسات تدخل لطرح العملة في السوق بعد أن شلت حركتها ما خلق وفرة بالقطاع الأجنبي، ترافقت مع شح في البضائع والسلع في الأسواق، الأمر الذي جعل السوق بيئة مناسبة للاستيراد بسعر صرف منخفض للدولار إلى مستوى أقل من السعر الرسمي، لذا يرجح أنه بعد أن يفتح الباب للمسموح لهم من المستوردين بالعمل إغراق السوق بالبضائع المطلوبة أن يعود سعر الدولار للارتفاع ودفع الأسعار لترتفع أكثر وأكثر».
وأضاف الإعلامي الاقتصادي: «إنها لعبة خطيرة جدا على الاقتصاد الوطني لكنها رابحة جدا لتجار النظام الذي سبق واستثمر جيدا عبر التلاعب بسعر الصرف في السوق السوداء».
بدورها، أكدت مصادر حكومية أن هبوط سعر الدولار هو نتيجة لسياسة «اقتصادية بعيدة المدى» انتهجتها للمحافظة على قيمة الليرة، حيث تدخل مصرف سوريا المركزي في السوق، عبر سلسلة من جلسات التدخل في سوق الصرف، أولها كان مطلع يوليو (تموز) الماضي، حيث باع على أثرها لشركات الصرافة كميات من الدولار بسعر 240 ليرة على أن تباع للمواطنين بسعر 250 ليرة، وآخرها في 22 الشهر الماضي إذ باع فيها البنك الدولار للشركات بسعر 165 ليرة، على أن يباع للمواطنين بسعر 166.65 ليرة، علما بأن سعر الدولار في السوق السوداء وصل في يونيو الماضي إلى أكثر من 300 ليرة ما أدى إلى ارتفاع سعر غرام الذهب عيار الـ21 إلى 10 آلاف ليرة سورية، وهو أعلى رقم يصله في تاريخ سوريا.
ومع انخفاض سعر الذهب عاد السوق لينشط. فهناك من راح يبيع مدخراته قبل أن تخسر المزيد من قيمتها وهناك من راح يستغل هبوط السعر ليزيد مدخراته. وكانت «جمعية الصاغة» أوضحت بداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن مبيعات الذهب تسجل تحسنا أسبوعيا مستمرا واستقرت عند حدود 10 كيلوغرامات يوميا، بعد أن كانت 8 كيلوغرامات وقبلها ما بين 4 و6 كيلوغرامات.
واشنطن تشكك بصحة «جردة» الأسلحة الكيماوية التي قدمها النظام
مؤشرات على رغبة دمشق في الاحتفاظ بترسانتها
نيويورك ـ لندن: «الشرق الأوسط»
تساور الولايات المتحدة شكوك بشأن صحة المعلومات التي قدمها النظام السوري لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية بشأن ترسانته من الأسلحة الكيماوية.
وأعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سمانتا باور في وقت متأخر من مساء أول من أمس أن واشنطن تواصل التثبت من صحة جردة الأسلحة الكيماوية التي قدمتها سوريا للمجتمع الدولي وأيضا من برنامج إزالة هذه الترسانة.
وقالت باور إثر اجتماع لمجلس الأمن خصص للأسلحة الكيماوية السورية «لا يزال هناك عمل لا بد من القيام به للتأكد من أن لائحة المواقع الرسمية التي سلمتها الحكومة السورية شاملة وأن العملية تجري بشكل صحيح خصوصا مرحلة التدمير التي تبدو معقدة جدا».
وكانت سوريا سلمت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية وثيقة من 700 صفحة تتعهد فيها حكومة الرئيس السوري بشار الأسد بتدمير كامل مخزونها الذي يبلغ ألف طن من المواد الكيماوية و290 طنا من الأسلحة الكيماوية.
وأوضحت الدبلوماسية الأميركية أن الخبراء الأميركيين يواصلون درس هذه الوثيقة «التقنية جدا». وأضافت: «بالطبع ستسمعون صوتنا في حال اكتشفنا عدم تطابق أو اختلافات كبيرة». وفي نهاية أكتوبر (تشرين الأول) ختمت كل الأسلحة الكيماوية السورية بالشمع الأحمر وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أن كل مواقع إنتاج هذه الأسلحة لم تعد صالحة للاستخدام. ورحبت الولايات المتحدة بما أنجز حتى الآن معربة عن الأمل بأن تجري عملية التدمير ضمن المهل المحددة أي قبل نهاية يونيو (حزيران) 2014. وتابعت باور: «بعد سنوات من التعاطي مع هذا النظام وسنوات من الكذب في مجالات أخرى والكثير من الوعود التي لم يتم الالتزام بها خلال هذه الحرب فإن الولايات المتحدة تبقى بالطبع متشككة».
وكررت الدبلوماسية الأميركية القول: إن بشار الأسد غير مؤهل شرعيا لقيادة سوريا رغم وعده بتدمير كل ترسانته من الأسلحة الكيماوية. وتابعت: «إن شخصا يقتل شعبه بالغاز ويستخدم صواريخ سكود وكل أنواع الرعب ضد شعبه ليس في موقع يتيح له الاهتمام بهذا الشعب. إن هذا الاتفاق ينزع من الأسد ومن قواته سلاحا استخدموه للتفوق العسكري. وهذا شيء لم يكن يرغب فيه ولا هو يخدم مصالحه».
وأكد مسؤولون أميركيون كبار لوكالة الصحافة الفرنسية طالبين عدم نشر أسمائهم أن بعضا من أركان النظام السوري يسعى للحفاظ على الترسانة الكيماوية السورية. وقال أحد هؤلاء المسؤولين «هناك مؤشرات تظهر أن بعض العناصر داخل النظام السوري يريدون الحفاظ على ترسانة الأسلحة الكيماوية».
ولكنه أضاف أن الولايات المتحدة لديها ملء الثقة بفريق المفتشين الدوليين وفي حال تبين أن سوريا لم تحترم التزاماتها عندها سيتم تشغيل «القنوات الدبلوماسية».
بدوره قال مسؤول في دولة غربية إنه لا تزال هناك «شكوك» حول ما إذا كانت سوريا قد صرحت عن كامل ترسانتها الكيماوية، مضيفا: «لكننا سنترك منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تقوم بعملها». وفي نهاية اجتماع مساء أول من أمس لم تعلق سيغريد كاغ رئيسة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة حول احتمال أن يكون النظام السوري أخفى أسلحة كيماوية. وقالت: «إن هذه البعثة تعمل في إطار التفويض الذي أعطي لها وتعمل على أساس الإعلان السوري الذي سلم إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية».
لقاءات أميركية ـ روسية مع رفعت الأسد و«التنسيق» وطلاس وحزب قدري جميل في جنيف
الائتلاف يقلل من أهمية دعوة روسيا لعقد لقاء مع النظام في موسكو
بيروت: كارولين عاكوم
رفضت المعارضة السورية أمس تحميلها مسؤولية عرقلة انعقاد مؤتمر «جنيف 2» التي كانت مقررة نهاية الشهر الحالي، واتهمت النظام السوري بالتهرب من الاستحقاقات الجدية التي تنتظره، رافضة إعلان روسيا استعدادها استقبال مباحثات بين طرفي النزاع السوري على اعتبار أنها ليست طرفا محايدا.
وكشفت أن ممثلي الولايات المتحدة وروسيا عقدوا لقاءات على هامش اجتماع جنيف التحضيري أول من أمس مع رفعت الأسد، عم الرئيس السوري بشار الأسد، ومع معارضين آخرين من غير الائتلاف السوري المعارض الذي يعتبره الغرب، الممثل الشرعي للشعب السوري.
وكان الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي عقد لقاء مع دبلوماسيين أميركيين وروس في جنيف أول من أمس للتحضير لعقد مؤتمر «جنيف2» للسلام في سوريا. وانتهى الاجتماع الثلاثي بالفشل بعد أن تعثرت الأطراف في تحديد موعد له.
ورفض الإبراهيمي في مؤتمر صحافي عقده في جنيف بعد الاجتماع تعداد نقاط الخلاف التي حالت دون الاتفاق على تحديد موعد للمؤتمر، ولكنه أشار إلى أن «المعارضة السورية منقسمة وليست جاهزة». وقال إن «المعارضة هي واحدة من المشكلات»، موضحا أنه «يجب أن يكون هناك وفدان عن سوريا في جنيف، واحد عن النظام وآخر عن المعارضة». وتابع أن المعارضة السورية مدعوة «للقدوم عبر وفد مقنع».
ويعتقد أن هناك سببين رئيسين لفشل عقد المؤتمر هما الاتفاق على مصير الرئيس الأسد وحضور إيران تلك الاجتماعات. لكن السبب الآخر الذي برز أيضا وهو الخلافات بين أطراف المعارضة نفسها.
وفي هذا الإطار، اعتبر ممثل الائتلاف الوطني في الولايات المتحدة نجيب الغضبان في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الإبراهيمي «حاول استخدام إشارات غير عادلة»، متهما المعارضة «بعرقلة انعقاد جنيف 2». وأكد أن «ما تطلبه المعارضة ليست شروطا إنما تطبيق مقررات (جنيف1)، وهو الأمر الذي لم يعلن النظام السوري موافقته عليه لغاية الآن». موضحا أن «الطرف الآخر هو الذي يعمل على تعطيل أي حل سياسي للأزمة السورية من خلال تمسكه بالسلطة، بينما سبق أن نص (جنيف1) على تشكيل هيئة حكم انتقالية».
وفي موازاة تشديد الإبراهيمي على ضرورة تشكيل المعارضة وفدا «مقنعا» لحضور المؤتمر، رأى الغضبان أن «الائتلاف الوطني بما يضم من جهات عدة يمثل المعارضة السورية».
ومن المقرر أن يبدأ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، مباحثاته مع القوى العسكرية والثورية والميدانية في الداخل لإطلاعها على نتائج التحركات السياسية التي أجراها خلال الفترة الأخيرة في غياب أي مواعيد على جدول أعمال اللقاءات الخارجية، وفق ما أوضح عضو الائتلاف والمكتب التنفيذي في المجلس الوطني، أحمد رمضان، الذي استبعد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، انعقاد «جنيف 2» هذا العام، مرجحا تأجيل موعده إلى يناير (كانون الثاني) المقبل على أقل تقدير.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر في المعارضة السورية لـ«الشرق الأوسط» أنه على هامش الاجتماعات التي عقدها الإبراهيمي أول من أمس في جنيف، عقدت اجتماعات بين ممثلي أميركا وروسيا من جهة وأعضاء من هيئة التنسيق الوطنية إضافة إلى العقيد المنشق مناف طلاس ورفعت الأسد (عم الرئيس الأسد)، وممثلين من حزب الإرادة الشعبية للتغيير والتحرير الذي يرأسه نائب رئيس مجلس الوزراء المقال قدري جميل.
ووصف الغضبان في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» دعوة تلك الأطراف لحضور الاجتماع التحضيري لـ«جنيف 2» بأنها «تحركات روسية لتقديم شخصيات محسوبة على النظام وملطخة أيديهم بدماء الشعب السوري، على أنهم معارضون، هي محاولة للالتفاف على أسس المؤتمر».
من جهة أخرى، لم ير الغضبان فائدة من دعوة روسيا أمس النظام والمعارضة لإجراء مباحثات في موسكو، قائلا: «روسيا ليست طرفا محايدا لا سيما أنها تدير العملية السياسية بدلا عن الأسد وكانت عرابة الصفقة الكيماوية، بعدما سلم السلاح الكيماوي فيما أبقي على المجرم». وأضاف: «إذا تراجعت روسيا عن فكرة التخلي عن الأسد عندها نعتبر أنها تتجه نحو العمل على إيجاد حل جدي في سوريا».
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أعلن أمس أن روسيا مستعدة لاستضافة لقاء غير رسمي في موسكو بين ممثلين عن النظام السوري وآخرين عن المعارضة قبل «جنيف 2».
وقال بوغدانوف، حسب ما نقلت عنه وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، إن «اقتراحنا بإجراء اتصالات غير رسمية في موسكو في إطار الإعداد لـ(جنيف 2) مهم، لخلق أجواء ملائمة وإتاحة مناقشة المشكلات القائمة».
وسبق أن أعلنت مجموعات معارضة سورية أنها ستتجه إلى موسكو بحسب بوغدانوف. وتابع بوغدانوف، الذي تحدث من جنيف أن هذه المشاورات بين ممثلي المعارضة والنظام لا ينبغي «بالضرورة أن تؤدي إلى نوع من الاتفاق».
من جانبه، رأى عضو الائتلاف أحمد رمضان أن «رفض النظام حضور المؤتمر يعني رفضه الاعتراف بجوهر (جنيف2)، وهذا ما تعكسه أيضا المواقف الروسية التي يبدو أنها تنقلب على اتفاقات موسكو الأخيرة مع أميركا».
وفيما يتعلق باجتماع الهيئة العامة للائتلاف الذي كان مقررا في التاسع من الشهر الحالي، للإعلان عن الموقف النهائي حيال «جنيف 2»، لفت رمضان إلى أن «الموعد لا يزال على حاله لغاية الآن، على أن يتم اتخاذ القرار النهائي بشأن هذا الاجتماع بناء على المشاورات التي ستعقد مع القوى العسكرية والثورية والميدانية».
من جهة أخرى، قارن الرئيس السوري بشار الأسد بين النزاع الذي يخوضه ضد مقاتلي المعارضة الذين يعدهم «إرهابيين»، والنزاع الأهلي الذي غرقت فيه الجزائر لقرابة عقد من الزمن.
وقال الأسد خلال استقباله وفدا جزائريا إن «مواقف الشعب الجزائري المساندة لسوريا ليست غريبة عن هذا الشعب وخصوصا أنه خاض تجربة مشابهة إلى حد بعيد لما يعانيه الشعب السوري الآن في مواجهة الإرهاب».
وامتنعت الجزائر عن التصويت ضد أي قرار في الجامعة العربية ضد النظام السوري.
الثوار يستولون على ثاني أكبر مستودع للسلاح وتقرير أميركي حول إخفاء الأسد أسلحة كيميائية
مقتل رئيس فرع المخابرات الجوية ونائبه بتفجير في السويداء
تلقى بشار الأسد ثلاث ضربات موجعات أمس، الأولى بمقتل رئيس فرع المخابرات الجوية ونائبه بانفجار ضخم في مدينة السويداء، والثانية بالتقدم الذي حققه الثوار قرب بلدة مهين في محافظة حمص حيث استولوا على ثاني أكبر مستودع للأسلحة في سوريا، والثالثة دولية حين شكك تقرير للاستخبارات الأميركية في تسليم الأسد كل السلاح الكيميائي الذي في حيازته.
ففي الولايات المتحدة قال مجلس الأمن القومي الأميركي إنه يواصل مراجعة التقارير الخاصة بمدى دقة واكتمال البيانات التي قدمتها سوريا حول ترسانتها من الأسلحة الكيميائية، ولكنه أضاف أن تلك البيانات “سرية” ولا يمكن بالتالي مناقشتها، وذلك في رد على معلومات توفرت حول ترجح قيام نظام الأسد بمحاولة إخفاء بعض أسلحته من هذا النوع.
وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي برناديت ميهان، إن “البيانات التي قدمتها سوريا إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سرية الطابع، ولا يمكننا بالتالي الدخول في تفاصيل حول تقييمنا لها. ويمكن العودة إلى المنظمة نفسها في حال الرغبة بالحصول على المزيد من المعلومات.”
وكانت الـ”سي.ان.ان” علمت من مصادر مطلعة على ملف الأسلحة الكيميائية، أن هناك تقارير استخباراتية تشير إلى قيام نظام الأسد بإخفاء بعض الأسلحة الكيميائية عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تعمل لتدمير هذه الترسانة بحسب الاتفاق الدولي.
وقال أحد المسؤولين في الإدارة الأميركية للـ”سي.ان.ان” مفضلاً عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع ان “هناك معلومات قد تهز ثقتنا بتجاوب النظام السوري حول ملف نزع الكيميائي.. هناك عدد من الأمور التي قام بها النظام السوري أخيراً تشير إلى أنه لا ينوي التخلي عن الأسلحة الكيميائية بشكل كامل.”
وقال المسؤول الاميركي الذي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته “هناك مؤشرات الى ان السوريين ربما ينوون الاحتفاظ ببعض مخزوناتهم في الاحتياطي.” وأضاف أنه من المهم ان يواصل المجتمع الدولي ضغوطه القوية على الحكومة السورية لضمان الكشف عن كل الاسلحة الكيميائية السورية وتدميرها.
وذكر مسؤولون أن تلك المعلومات لم تصل بعد إلى حد استنتاج قاطع حول النيات السورية، وأن عمليات جمع المعلومات حول نية النظام لا تزال مستمرة، وهي تعتمد على بيانات حول ترسانته من الأسلحة والأنظمة الخاصة بتصنيعها وإطلاقها مثل القذائف ورؤوس الصواريخ التي يمكن أن تتيح لسوريا استعادة قدراتها الكيميائية متى أرادت ذلك.
وقال المسؤولون الذين طلبوا عدم ذكر اسمائهم، إن الأسد قد يسعى إلى الحفاظ على بعض أسلحته الكيميائية لضمان الحماية حيال ما يعتبره خطراً استراتيجياً يتمثل في إسرائيل، مضيفين أن محاولات الأسد تتجاوز الاحتفاظ ببعض الأسلحة لتصل إلى حد طلب إبقاء بعض المصانع الخاصة بإنتاج الأسلحة بذريعة تحويلها إلى مصانع لأهداف مدنية، كما برز في خطاب أرسله وزير الخارجية السوري وليد المعلم أخيراً إلى المنظمة الدولية.
ويأتي ذلك كله بعد يوم من تصريحات للسفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانتا باور التي قالت إن بلادها تواصل التثبت من صحة جردة الأسلحة الكيميائية التي قدمها الأسد إلى المجتمع الدولي ومن برنامج إزالة هذه الترسانة.
وقالت باور إثر اجتماع لمجلس الأمن أول من أمس خصّص لملف الترسانة الكيميائية السورية، إن هناك عملا لا يزال يتعين القيام به للتأكد من شمولية لائحة المواقع الرسمية التي سلمتها الحكومة السورية، وإن العملية تجري بشكل صحيح خصوصا مرحلة التدمير التي تبدو معقدة جداً.
وتابعت باور أنه بعد سنوات من التعاطي مع النظام السوري وسنوات من الكذب في مجالات أخرى والكثير من الوعود التي لم يتم الالتزام بها خلال هذه الحرب، فإن الولايات المتحدة تبقى بالطبع متشككة.
دبلوماسياً، اعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف استعداد بلاده لاستضافة لقاء غير رسمي في موسكو بين ممثلين عن النظام والمعارضة قبل مؤتمر جنيف2.
وقال بوغدانوف حسبما نقلت عنه وكالة “انترفاكس” الروسية للانباء، ان “اقتراحنا إجراء اتصالات غير رسمية في موسكو في اطار الاعداد لجنيف2 مهم، لخلق اجواء ملائمة واتاحة مناقشة المشاكل القائمة”.
ويأتي الاقتراح الروسي غداة فشل اللقاء الثلاثي الذي عقد الثلاثاء بين الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي ومسؤولين روس واميركيين، في التوصل الى الاتفاق على موعد لعقد جنيف2 الذي من المزمع ان يجمع ممثلين للنظام والمعارضة سعيا للتوصل الى حل سلمي للنزاع.
وقال الأمين العام للائتلاف الوطني السوري بدر جاموس إن “المهمة المشتركة للأمم المتحدة والجامعة العربية كما يفهمها الشعب السوري هي تحقيق مطالبه المحقة أو التزام الحيادية على أقل تقدير”، ورأى أن “الجهود الأخيرة للمبعوث الدولي المشترك الأخضر الإبراهيمي صبت في الحوار مع “المعارضة” المتصالحة مع النظام والتي تشارك في حكومة الحلقي والتي شهدت سوريا خلال وجودها أسوأ تصعيد عسكري واستخدام للسلاح الكيماوي وانتهاج التجويع كوسيلة حرب”.
واستهجن جاموس “ألا يلتزم الإبراهيمي وهو مبعوث الجامعة العربية، موقف الجامعة التي منحت مقعد سوريا للائتلاف الوطني والتي أكدت في اجتماعها الأخير على أن الائتلاف الوطني السوري هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، فقد حاول الإبراهيمي الانقلاب على الاعتراف بالائتلاف والمساواة بين معارضة مصنعة وبين ممثل حقيقي شرعي للشعب السوري”.
ميدانياً، وفي جنوب سوريا، قتل أمس 12 شخصاً بينهم رئيس قسم فرع المخابرات الجوية في محافظة السويداء ونائبه بتفجير سيارة مفخخة.
وقال مصدر مطلع إن الانفجار الذي وقع قرب دوار العمران في مدينة السويداء التي لا يزال النظام مسيطراً عليها، أسفر عن مقتل 12 شخصاً بينهم رئيس قسم فرع المخابرات الجوية في السويداء أسد عبود ونائبه.
وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 41 آخرين بجروح بانفجار السيارة المفخّخة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في قيادة شرطة المحافظة أن سيارة مفخّخة انفجرت قرب دوار العمران بمدينة السويداء، ما أدّى إلى مقتل 8 مواطنين وإصابة 41 آخرين بجروح، وإلحاق أضرار مادية في عدد من السيارات في المكان.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان انتحاريا فجر نفسه بسيارة “ما ادى الى مقتل رئيس الفرع وهو ضابط برتبة رائد وسبعة عناصر”.
وذكرت “سانا” ان ثمانية اشخاص بينهم امرأتان قتلوا أمس من جراء تفجير عبوة ناسفة في ساحة الحجاز في دمشق وقع على مدخل مبنى المؤسسة العامة للخط الحديدي. وأضافت الوكالة ان 50 شخصا على الاقل اصيبوا في التفجير.
وفي منطقة صحراوية جنوب شرقي محافظة حمص وسط البلاد، تمكن مسلحون من المعارضة السورية من السيطرة على ثاني أكبر مستودع للأسلحة في البلاد.
وقال لؤي المقداد المنسق الإعلامي والسياسي لقيادة أركان الجيش السوري الحر لوكالة الأنباء الألمانية إن المقاتلين تمكنوا خلال الساعات الأولى من صباح أمس من السيطرة على مستودعات الأسلحة قرب بلدة مهين.
وأكد المرصد السوري أن جبهة النصرة والدولة الإسلامية والكتائب المقاتلة سيطروا على مبان في المستودعات واستولوا على أسلحة وقتلوا ما لا يقل عن 20 من القوات النظامية وأسروا عدة جنود وانسحب جنود من قوات النظام إلى مناطق قريبة من المستودعات.
وفي حلب أعلنت فصائل و كتائب معارضة بدء عملية “تحرير البحوث العلمية” وما بقي من حي الراشدين بيد قوات الأسد.
واشنطن تطلب المساعدة لتدمير “الكيميائي”
كيري: تحديد موعد جنيف2 خلال أسبوعين
قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم الخميس إن تحديد موعد عقد مؤتمر جنيف2 الخاص بالأزمة السورية سيتم خلال أسبوع أو أسبوعين، في حين طالبت واشنطن حلفاءها بمساعدتها على تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وأكد كيري في مؤتمر صحفي مشترك عقده في العاصمة الأردنية عمّان مع نظيره الأردني ناصر جودة، أن الولايات المتحدة تعمل مع روسيا لحل النزاع، لافتا إلى أن ما يحدث في سوريا له انعكاساته السلبية على المنطقة، وواصفا الرئيس السوري بشار الأسد “بالوحشي”.
واعتبر أن الحرب في سوريا “تتعلق بعشرات آلاف العائلات التي فقدت أحبّاءها وبيوتها، ولا تريد أن تفقد بلدها العظيم في صراع غير منته”.
وتأتي تصريحات كيري في الوقت الذي انتقد فيه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اللقاءات التي أجراها المبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي مع عناصر بالمعارضة مشاركة في الحكومة السورية ضمن إطار التحضير للمؤتمر، مؤكدا أنه لا فائدة من أي حل سياسي لا يتضمن رحيل الأسد.
وقال الائتلاف في بيان إن “مهمة الإبراهيمي تتلخص في السعي لتحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري ورفع المعاناة عنه، أو التزام الحيادية على أقل تقدير”، وأوضح أن إلقاء الإبراهيمي اللوم على المعارضة (في فشل التوافق بشأن جنيف2) يعكس فشله في التوصل إلى صيغة مناسبة لانعقاد المؤتمر، وطالبه “بالتزام الحياد وعدم الخروج عن السياق المقبول في الطرح السياسي”.
وتشترط المعارضة ممثلة بالائتلاف للمشاركة في المؤتمر وضع إطار زمني واضح لرحيل الأسد، بينما تؤكد دمشق أنها ستذهب إلى جنيف من أجل إطلاق عملية سياسية لا لتسليم السلطة أو تشكيل هيئة حكم انتقالية.
تدمير الكيميائي
في غضون ذلك، طلبت الولايات المتحدة -بشكل غير رسمي- من عدة حلفاء -بينهم فرنسا وبلجيكا- مساعدتها على تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وقال ناطق باسم الخارجية البلجيكية إن “الأميركيين قاموا بزيارة عمل استطلاعية بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى بلجيكا والنرويج وفرنسا وألبانيا، للاطلاع على قدرات هذه البلدان في مجال معالجة الأسلحة الكيميائية”.
وأوضح الناطق أنه “لم يصدر طلب رسمي، بل كان اتصالا يهدف إلى مطالبة تلك الدول بسلسلة من الخيارات”، مؤكدا أنه بالنسبة لبلجيكا فإن وزارة الدفاع هي التي يجب أن تنظر في ما يجب القيام به.
ووافقت سوريا بموجب اتفاق تم التوصل إليه بوساطة روسية وأميركية على تدمير كامل ترسانتها الكيميائية بحلول منتصف العام 2014. وأعلنت عن ثلاثين منشأة لإنتاج وتعبئة وتخزين الأسلحة الكيميائية، وثماني وحدات تعبئة متحركة، وثلاث منشآت لها علاقة بالأسلحة الكيميائية، واحتوت على نحو ألف طن من هذه الأسلحة معظمها في شكل مواد خام، و290 طنا من الذخيرة المعبأة، و1230 طنا غير معبأة.
ومن المقرر أن يصادق المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بحلول منتصف الشهر الجاري على خريطة طريق لتدمير هذه الترسانة الكيميائية، استنادا إلى وثيقة “الخطة العامة للتدمير” التي سلمتها سوريا يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتحققت المنظمة من 21 من بين 23 موقعا معلنا للأسلحة الكيميائية في سوريا، وقالت إن أعمال العنف منعت مفتشيها من الوصول إلى الموقعين الباقيين.
واليوم الخميس قالت رويترز إنها اطلعت على مسودة وثيقة للمنظمة تفيد بأن مفتشيها تحققوا من أحد الموقعين عبر فحص أشرطة لقطات كاميرات “أحكم إغلاقها ووضع عليها ختم”.
وجاء في الوثيقة أن “الموقع الإضافي الذي تم فحصه والواقع في منطقة حلب” تم التأكد من تفكيكه وإخلائه منذ فترة طويلة.
قتلى للنظام في معضمية الشام
معارك عنيفة بريف دمشق والمعارضة تفقد سبينة
أفادت لجان التنسيق المحلية في سوريا بمقتل عدد من قوات النظام في معارك مع الجيش الحر على أطراف مدينة معضمية الشام في ريف دمشق التي تتعرض لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، في حين استعاد النظامي السيطرة على بلدة سبينة، وسط قصف واشتباكات في مناطق مختلفة من سوريا، منها درعا.
وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 12 شخصا في مختلف المحافظات السورية، بينهم طفل وسبعة مقاتلين من الجيش الحر.
وتحدثت شبكة شام عن قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على أحياء جوبر وبرزة واشتباكات في حي جوبر بين الجيش الحر وقوات النظام.
وقالت شبكة شام الإخبارية إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة أحياء جوبر وبرزة بالعاصمة دمشق التي شهدت اشتباكات مع الجيش الحر الذي أعلن مقتل عدد من قوات النظام خلال اشتباك على جبهات معضمية الشام بريف العاصمة.
وفي ريف دمشق أيضا، أفاد ناشطون بأن الجيش النظامي استخدم راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة في قصف على مضايا ويبرود والزبداني ومعضمية الشام وداريا، وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية.
وفي تطور لافت، أكد التلفزيون الرسمي السوري استعادة السيطرة على سبينة التي تشكل ممرا أساسيا لمقاتلي المعارضة المتواجدين في الأحياء الجنوبية لدمشق، في حين أعلن الجيش الحر انسحابه من البلدة بعد “صمود” دام تسعة أيام أمام هجمات مليشيات أبو الفضل العباس والجش النظامي وشبيحته من ستة محاور، وفق الهيئة العامة للثورة السورية.
درعا وجبهات أخرى
أما في ريف درعا، فقد تحدثت شبكة شام الإخبارية عن اشتباكات دارت بين الجيشين الحر والنظامي شرقي مدينة إنخل قرب اللواء الخامس عشر.
من جهته قال المركز الإعلامي السوري إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة حي طريق السد في درعا ومدينة داعل وبلدة تسيل في ريف درعا مما أسفر عن أضرار مادية في المباني السكنية.
في هذه الأثناء أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة بلدات الغارية الشرقية وسحم الجولان وصيدا وطريق السد قرب درعا.
كما قال ناشطون إن الطائرات الحربية شنت عدة غارات على بلدة تسيل قرب درعا أسفرت عن مقتل عدد من الأشخاص بينهم عائلة كاملة، كما أصيب عشرات بجروح. وأطلقت الطواقم الطبية في البلدة نداء استغاثة بسبب عدم توفر أكياس الدم والأدوية الضرورية في المستشفى الميداني.
وفي حمص، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الجيش الحر أعلن سيطرته الكاملة على مستودعات مهين بريف المدينة، وهي ثاني أكبر مستودعات في سوريا.
أما في حلب، فقد انقطع التيار الكهربائي عن المدينة نتيجة “اعتداء” على محطة توليد الطاقة، كما تقول وزارة الكهرباء السورية.
من جانب آخر قالت مجموعة من المقاتلين الأكراد إنها استولت على مزيد من المناطق من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة شمالي شرقي سوريا.
وقال المتحدث باسم الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا إن المليشيات الكردية ستستعيد كل الأراضي بين تل أبيض ورأس العين لتحكم قبضتها على منطقة تسهم في إقامة حكم ذاتي فيها.
يذكر أن قوات الحزب سيطرت في الأيام الأخيرة على تسع عشرة بلدة وقرية من أهمها رأس العين واليعربية والمعبر الحدودي مع العراق.
السفيرة منكوبة
بدوره، أعلن مجلس محافظة حلب أن كلا من مدينة السفيرة ومنطقة جبل الحص في ريفها مناطق منكوبة.
وقد دعا المجلس كافة المنظمات الإنسانية والإغاثية والجهات المانحة والهيئات الأممية لتقديم الدعم والعون لأهالي تلك المناطق التي شهدت أعنف المعارك والقصف في الفترة الأخيرة, خاصة مع قدوم فصل الشتاء مما قد يزيد الأمر تعقيدا وسوءاً على أوضاع النازحين.
تحذير جديد من تفشي شلل الأطفال بسوريا
جددت منظمة الصحة العالمية تحذيرها من احتمالات تفشي مرض شلل الأطفال بسوريا في ظل انخفاض نسبة التلقيح ضد الفيروس المسبب لهذا المرض، وذلك بعد أيام من تحذير آخر أطلقته المنظمة إثر تسجيل حالتين في دير الزور.
وقالت ممثلة المنظمة العالمية في سوريا إليزابيث هوف إن نسبة تلقيح الأطفال ضد فيروس شلل الأطفال انخفضت من 90% إلى 60% بسبب النزاع.
وأضافت هوف، إثر لقائها في دمشق وزيرَ الصحة سعد النايف، أن سوريا تواجه تحديا كبيرا لإعادة تكثيف حملة التلقيح.
من جانبه، قال النايف إن اللقاحات متوفرة بكل المدن وإن الحملة تُنظم بالتعاون مع المنظمة الدولية إضافة إلى تعاون المجتمع المدني للتأكد من إيصال اللقاحات إلى كل المناطق.
وكانت الصحة العالمية قد أكدت أواخر الشهر الماضي ظهور مرض شلل الأطفال بسوريا، وحذرت حينها من تفشيه في البلاد وخارجها بحكم طبيعة الفيروس المسبب له.
وفي وقت سابق قال المتحدث باسم برنامج القضاء على شلل الأطفال بالمنظمة أوليفر روزنباور، بمؤتمر صحفي في جنيف، إن من بين 22 حالة يجري فحصها تأكد الآن وجود فيروس شلل الأطفال من النوع الأول في عشر حالات، موضحا أن معظم الضحايا تقل أعمارهم عن عامين.
وأصيب 22 طفلا بمحافظة دير الزور التي تقع على الحدود مع العراق بالشلل يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول، وقام مختبر الصحة العالمية في تونس بعزل فيروس شلل الأطفال بعينات أخذت من عشرة مصابين لفحصها.
والمرض الذي ينتقل عن طريق الأطعمة والمياه الملوثة يمكن أن ينتشر بسرعة بين الأطفال دون الخامسة، خاصة أماكن الإيواء غير الصحية للنازحين بسوريا أو بمخيمات اللاجئين المزدحمة بالدول المجاورة.
ووفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية يوجد 65 ألف طفل دون الخامسة عرضة للإصابة بالمرض.
تفتيش موقع للكيميائي تعذر دخوله بسوريا
كشفت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنها فتشت أحد موقعين في سوريا قد تعذر دخولهما من قبل لأسباب أمنية، مما يرفع عدد المواقع التي جرى تفتيشها إلى 22 من أصل 23.
وأوضحت المنظمة -التي تعمل على تدمير الأسلحة الكيميائية السورية- في بيان أن التحقق من الموقع تم عن طريق كاميرات محمية شغلها موظفون سوريون بإشراف فريق التفتيش، مشيرة إلى أنه جرى حفظ اللقطات بإحكام ووضع أختام عليها كما تم التأكد من الموقع الجغرافي للمكان والصور ووقت التسجيل.
وأضافت المنظمة أنه طبقا للتصريحات السورية فقد كان هذا الموقع مفككا وخاليا منذ فترة طويلة وبه آثار أضرار كبيرة نتيجة المعارك.
إخفاء أسلحة
يأتي ذلك بعد أن ذكرت وسائل إعلام أميركية أمس الأربعاء أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد قام بإخفاء بعض الأسلحة الكيميائية عن المفتشين الدوليين.
ونقلت شبكة سي إن إن الإخبارية عن مصادر مطلعة على ملف الأسلحة الكيميائية السورية أن ثمة تقارير استخبارية تشير إلى أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لا ينوي التخلي عن كافة أسلحته الكيميائية.
وقال مسؤول من الإدارة الأميركية للشبكة -فضل عدم ذكر اسمه- إن “هناك معلومات قد تهز ثقتنا بتجاوب النظام السوري حول ملف نزع الكيميائي”.
غير أن مسؤولين أميركيين أكدوا أن هذه المعلومات لم يتم التأكد منها بشكل كامل حيث لا تزال فرق من وكالة الاستخبارات الأميركية ووزارة الدفاع إلى جانب البيت الأبيض تتحرى دقة هذه المعلومات.
يذكر أن سوريا وافقت بموجب اتفاق تم التوصل إليه بوساطة روسية وأميركية على تدمير مخزونها بالكامل من غازات الأعصاب والذخيرة بحلول منتصف عام 2014.
وقدمت دمشق في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي الإعلان التفصيلي لبرنامج الأسلحة الكيميائية وسيتعين عليها أن تتفق مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بحلول منتصف الشهر الجاري على خطة مفصلة للتدمير تشرح بالتفصيل مكان وكيفية تدمير هذه الغازات السامة ومنها الخردل والسارين وربما غاز الأعصاب (في إكس).
وفي نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي خُتمت كل الأسلحة الكيميائية السورية بالشمع الأحمر، وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن كل مواقع إنتاج هذه الأسلحة لم تعد صالحة للاستخدام.
فابيوس: الصحافيون الـ4 الفرنسيون الرهائن في سوريا أحياء
تم خطف اثنين منهم عندما كانا متوجهين إلى حلب والآخران خُطفا في الرقة
باريس – فرانس برس
أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الخميس، لقناة “آي تيلي” الفرنسية، أن فرنسا لديها أدلة “جديدة” تدل على أن الصحافيين الفرنسيين الأربعة المحتجزين رهائن في سوريا على قيد الحياة.
والصحافيون هم: ديدييه فرنسوا (53 سنة) مراسل إذاعة أوروبا 1، وإدوار إلياس (22 سنة) المصور المستقل المكلف بمهمة من الإذاعة، وخطفا في السادس من يونيو 2013 عند حاجز على الطريق عندما كانا متوجهين إلى حلب، إضافة الى المراسل نيكولا إينان (37 سنة) والمصور بيار توريس (29 سنة) اللذين خطفا في 22 يونيو في الرقة (شمال).
وفي سياق آخر، اعتبر فابيوس أن “قتل الصحافيين الفرنسيين اللذين كانا يعملان في إذاعة “فرنسا الدولية” في الثاني من نوفمبر في كيدال شمال مالي على يد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، الذي تبنى العملية في بيان الأربعاء، أمر “محتمل”.
وقال فابيوس لشبكة تلفزيونية: “نحن بصدد التحقق من ذلك لكن الأمر يبدو محتملاً”، في حين تبنى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قتل غيزلان دوبون وكلود فيرلون “رداً على الجرائم التي ارتكبتها فرنسا بحق الماليين”، وفق بيان التنظيم.
حزب التوحيد العربي اللبناني يعترف بتدخله عسكرياً بسوريا
الجيش الحر اقتحم تلة حربون مؤقتاً لينسحب بعد ذلك بسبب القصف الجوي العنيف
دبي – قناة العربية
أصدر حزب التوحيد العربي اللبناني بياناً ينعى فيه بعض عناصره الذين قتلوا في معارك ضد الجيش السوري الحر، في اعتراف صريح من الحزب بمشاركته عسكرياً في الصراع الدائر في سوريا، لينضم إلى أطراف أخرى تساند نظام الأسد في معاركه ضد الجيش الحر.
وشهدت منطقة جبل الشيخ الواقعة في هضبة الجولان تطورات ميدانية جديدة، فالجيش الحر استطاع بشكل مؤقت اقتحام منطقة تلة حربون العسكرية القريبة من جبل الشيخ، والاستيلاء على مستودعات للذخيرة وأنواع من الأسلحة الثقيلة والرشاشات المتوسطة، لكن وبعد قصف بالطيران والمدفعية الثقيلة على المنطقة اضطر الجيش الحر للانسحاب بسبب القصف العنيف.
منطقة جبل الشيخ القريبة من القطع العسكرية الإسرائيلية في هضبة الجولان، تضم قرى يقطنها دروز أهمها حضر وعرنة وحرفا، ويشارك بعض أفرادها في جيش الدفاع الوطني واللجان الشعبية.
انسحاب الجيش الحر من المنطقة سيفتح الباب للأطراف الخارجية لاستغلال الموقف كما تخشى المعارضة، فحزب التوحيد العربي اللبناني أحد أبرز حلفاء نظام الأسد في لبنان لم يتورع عن التورط وبشكل مباشر في القتال.
الحزب أصدر بياناً ينعى فيه قتلاه الذين سقطوا في معاركه ضد الجيش الحر في بلدة عرنة في جبل الشيخ… البيان قال إنه سيثأر لدماء عناصره، في إشارة واضحة لاستمرار تدخله العسكري في سوريا.
أطرافٌ جديدة إذاً تقتحم الأزمة السورية عسكرياً، بعدما كان حزب الله هو الأبرز في التدخل العسكري في سوريا خلال الفترة الماضية، إلى جانب لواء أبو فضل العباس القادم من العراق.
الجيش الحر يستهدف مبنى البحوث العلمية في المنصورة بحلب
قذائف على أحياء وسط العاصمة السورية وانفجارات في أماكن عدة
دبي – قناة العربية
أفادت شبكة شام الإخبارية بأن الجيش الحر في حي الراشدين بحلب سيطر على عدد من المباني القريبة من مبنى البحوث العلمية الذي بات معسكراً لقوات الأسد.
هذا وسقطت عدة قذائف على أحياء وسط العاصمة السورية في الوقت الذي تحدث فيه ناشطون عن دويّ انفجارات في أماكن عدة من المنطقة.
وفي القابون شمال العاصمة دمشق المعركة على أشدها، وقال الناشطون إن النظام استخدم في قصف الحي صواريخ أرض أرض.
الأحياء الجنوبية ليست أوفر حظاً من الشمالية مع استمرار القصف على الحجر الأسود الذي يشهد مع السبينة وأحياء أخرى تصعيداً عسكرياً منذ أيام.
وتحدثت شبكة سوريا مباشر أيضاً عن انفجار في البرامكة بدمشق، وأفادت شبكة شام الإخبارية باستهداف الجيش الحر معاقل النظام في خربة غزالة وبصرى الشام وحي طريق السد في درعا فيما استهدف القصف الجوي بحسب ما نقله الناشطون بلدة تسيل.
وفي السويداء قالت المعارضة إن تفجيراً استهدف مبنى فرع الأمن الجوي في المدينة أسفر عن مقتل رئيس الفرع وضباط آخرين، وبث التلفزيون السوري صور الحادث الذي وصفه بالإرهابي.
أما أحداث حلب توزعت على عدة جبهات إذ استهدف مقاتلو المعارضة مبنى البحوث العلمية في حي الراشدين ومقار قوات النظام في نبل والزهراء، في وقت قال الناشطون إن جيش النظام قصف قرى في شمال السفيرة البلدة الواقعة قرب معامل الدفاع والتي سيطر عليها النظام منذ أيام.
الائتلاف السوري: انعقاد مؤتمر جنيف2 بات مهمة مستحيلة
جهود الإبراهيمي صبت لمصلحة المعارضة المتصالحة مع النظام
اعتبر سفير ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية في باريس منذر ماخوس أن انعقاد مؤتمر جنيف بات مهمة مستحيلة، مشيراً إلى أن الأطراف الدولية تسعى لعقد مفاوضات بين المعارضة والنظام بينما الشعب السوري يطالب بالتخلص من النظام بشكل كامل.
تصريحات ماخوس جاءت فيما وجه الائتلاف الوطني السوري انتقادا لاذعا لتصريحات المبعوث الدولي العربي المشترك الى سوريا الأخضر الابراهيمي التي يلقي فيها اللوم على المعارضة في عدم تحديد موعد انعقاد مؤتمر جنيف اثنين.
واعتبر الائتلاف في بيان له أن الابراهيمي فشل في التوصل الى صيغة مناسبة لعقد المؤتمر المنشود.
كما رأى الائتلاف في بيانه أن الجهود الأخيرة للإبراهيمي صبت في إطار الحوار مع “المعارضة” المتصالحة مع النظام والتي تولت مناصب في حكومة الأسد، وشهدت سوريا خلال أيام استلامها للحقائب الوزارية أسوأ تصعيد عسكري ممكن، بدءاً من استخدام الكيمياوي في غوطتي دمشق وصولاً لتصعيد أعمال القتل والتدمير، إضافة لتعميق الأزمة الإنسانية.
الجيش يستعيد بلدة استراتيجية بريف دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
استعادت القوات الحكومية السورية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني السيطرة على بلدة “السبينة” ذات الأهمية الاستراتيجية جنوبي دمشق بحسب وسائل الإعلام الرسمية.
وقال التلفزيون الرسمي السوري الخميس إن الجيش السوري استعاد السيطرة على هذه البلدة التي تشكل ممرا أساسيا لمقاتلي المعارضة المتواجدين في الأحياء الجنوبية لدمشق.
من جهة أخرى استهدفت قوات المعارضة المسلحة سياريتن للجان الشعبية التابعة للقوات الحكومية ما أدى إلى سقوط قتلى في صفوفهم عند حاجز الدير علي بمدينة الكسوة بريف دمشق.
كما أعلن معارضون سوريون أن الجيش الحر سيطر على موقع عسكري استراتيجي في جبل الشيخ جنوبي البلاد.
ويأتي ذلك بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري والحر بالجبهيتن الغربية والشمالية لمدينة المعضمية بريف دمشق، ووسط قصف مدفعي عنيف يستهدف المنطقة.
وتعرضت مناطق في العاصمة السورية دمشق لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة استهدف أحياء جوبر وبرزة.
وفي الحسكة، سيطرت وحدات حماية الشعب الكردي على مزيد من المناطق في المحافظة شمالي البلاد، حسب ما أورده المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضحت شبكة سوريا مباشر، أن بلدة الغنطو في ريف حمص الشمالي، تعرضت لقصف براجمات الصواريخ، بينما شهدت منطقة باب السباع في مدنية حمص، قصفاً استهدف المباني السكنية.
الجيش يستعيد بلدة استراتيجية بريف دمشق
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
استعادت القوات الحكومية السورية مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني السيطرة على بلدة “السبينة” ذات الأهمية الاستراتيجية جنوبي دمشق بحسب وسائل الإعلام الرسمية.
وقال التلفزيون الرسمي السوري الخميس إن الجيش السوري استعاد السيطرة على هذه البلدة التي تشكل ممرا أساسيا لمقاتلي المعارضة المتواجدين في الأحياء الجنوبية لدمشق.
من جهة أخرى استهدفت قوات المعارضة المسلحة سياريتن للجان الشعبية التابعة للقوات الحكومية ما أدى إلى سقوط قتلى في صفوفهم عند حاجز الدير علي بمدينة الكسوة بريف دمشق.
كما أعلن معارضون سوريون أن الجيش الحر سيطر على موقع عسكري استراتيجي في جبل الشيخ جنوبي البلاد.
ويأتي ذلك بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري والحر بالجبهيتن الغربية والشمالية لمدينة المعضمية بريف دمشق، ووسط قصف مدفعي عنيف يستهدف المنطقة.
وتعرضت مناطق في العاصمة السورية دمشق لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة استهدف أحياء جوبر وبرزة.
وفي الحسكة، سيطرت وحدات حماية الشعب الكردي على مزيد من المناطق في المحافظة شمالي البلاد، حسب ما أورده المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضحت شبكة سوريا مباشر، أن بلدة الغنطو في ريف حمص الشمالي، تعرضت لقصف براجمات الصواريخ، بينما شهدت منطقة باب السباع في مدنية حمص، قصفاً استهدف المباني السكنية.
الخارجية البلجيكية: تلقينا طلباً للمساعدة في تدمير الأسلحة الكيمياوية السورية
بروكسل (٧ تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الايطالية للانباء
أكدت وزارة الخارجية البلجيكية أنها تلقت طلباً دولياً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة للمساعدة في تدمير الترسانة الكيمياوية السورية
وأشارت مصادر الوزارة إلى وجود مشاورات بشأن تلبية هذا الطلب، حيث “تجري مناقشات في مكتب رئيس الوزراء البلجيكي إيليو دي ريبو، ووزير الدفاع بيتر دو كريم”، حسب تعبيرها
وأضافت المصادر أن القرار البلجيكي سيتخذ بعد تنسيق مع واشنطن، “هناك مشاورات دولية مكثفة تجري حالياً من أجل تدمير الأسلحة الكيمياوية السورية بعد أن تم تحديد مواقعها وختمها”، وفق كلامها
إلى ذلك، أشارت معلومات إلى أن واشنطن تسعى لحث ألبانيا لقبول تدمير الأسلحة الكيمياوية السورية على أراضيها، نظراً لقربها الجغرافي “نسبياً” من سورية، ولخبرتها في هذا المجال
وكانت سلطات تيرانا قد قامت في عام 2007 بتدمير الأسلحة الكيمياوية التي تكدست في البلاد تحت حكم الديكتاتور أنفر هوجا
هيئة التنسيق لن تحضر جنيف2 إذا شارك رفعت الأسد وقدري جميل ضمن وفود المعارضة
روما (7 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد مصدر قيادي في هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة أن الهيئة لن تقبل أن تشارك في مؤتمر جنيف2، إن كان أمين حزب الإرادة الشعبية قدري جميل أو رفعت الأسد، ضمن وفد أو وفود المعارضة في المؤتمر، وأشار إلى أن الهيئة لا تختلف في موقفها عن موقف الائتلاف في هذا الشأن
وكانت شخصيات سورية قد التقت الإبراهيمي ومسؤولين روس وغربيين في جنيف الثلاثاء والأربعاء على هامش اجتماع روسيا والولايات المتحدة لبحث آفاق انعقاد مؤتمر جنيف2، ومن بينها ميشيل كيلو وهيثم مناع وصالح مسلم ومناف طلاس، وأيضاً رفعت الأسد وقدري جميل وغيرهم
وقال المصدر القيادي في هيئة التنسيق لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لن تقبل الهيئة أن يشارك جميل أو رفعت الأسد في أي وفد يمثّل المعارضة السورية، وحتى لو تم تشكيل عدة وفود للمعارضة فلن ترضى الهيئة أن تُحسب تلك الشخصيات على وفود المعارضة بسبب صلتها بالنظام سابقاً وحالياً، ووقوفها مواقف متطابقة مع مواقف النظام، وهؤلاء لا يمكن أن يعتبروا إلا جزءاً من النظام وممثلون عنه”
وأعرب المصدر عن تفاؤله بانعقاد المؤتمر، وقال “جنيف2 سيكون في نهاية المطاف، ولا بد أن يُعقد قريباً لتسوية الأزمة السورية، وحدوده الدنيا هو الانتقال لنظام ديمقراطي تعددي تداولي عبر هيئة حكم أو حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة بما فيها الأمن والجيش، ولا نستبعد أن تنجح الجهود الدولية في عقده قبل نهاية العام الجاري كما طالب الروس
كيري واثق من إمكانية تحديد موعد محادثات السلام السورية خلال أيام
عمان (رويترز) – قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الخميس إنه واثق من إمكانية تحديد موعد لمحادثات السلام الدولية بشأن سوريا خلال أيام.
وتأجلت المحادثات أكثر من مرة وهي تهدف إلى التوصل لحل سياسي للصراع في سوريا.
وأدلى كيري الذي يزور عمان لإجراء محادثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله بهذه التصريحات بعد يومين من فشل الولايات المتحدة وروسيا في الاتفاق على موعد للمحادثات.
وكان مسؤول سوري قال الشهر الماضي إن مؤتمر جنيف 2 سيعقد في 23 نوفمبر تشرين الثاني على الرغم من أن موسكو أو واشنطن أو الأمم المتحدة لم تؤكد هذا الموعد.
وقال كيري في مؤتمر صحفي “أعتقد أن الأمور قد تتحرك في غضون أسبوع”.
وأضاف أن هذا التأخير في تحديد الموعد سيسمح للمعارضة السورية في المنفى بالاجتماع يوم السبت والتوصل الى إتفاق بشأن موقفها من المفاوضات.
ومضى يقول “أنا واثق انه في غضون الأيام القادمة سيتم تحديد موعد وإذا كان الأمر يتعلق بتأخير أسبوع … سيتيح للناس وقتا للاستعداد وإتاحة فرصة أكبر لاستكشاف مختلف الخيارات.”
(إعداد أحمد حسن للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)