أحداث الخميس 8 أيار 2014
بدء انسحاب مقاتلي المعارضة من حمص… وإطلاق جنود من الجيش النظامي
واشنطن – جويس كرم { نيويورك، لندن – «الحياة»
بدأ أمس تنفيذ اتفاق إجلاء مقاتلي المعارضة السورية من مدينة حمص، «عاصمة الثورة» في وسط البلاد، بعد دفاع وصف بأنه «اسطوري» دام أكثر من سنة في مواجهة هجمات النظام. وفي المقابل أفرجت المعارضة عن أسرى ومخطوفين من العسكريين والمدنيين الموالين للنظام وبينهم إيرانية في محافظتي حلب واللاذقية. لكن أحد بنود الاتفاق عرقلته «جبهة النصرة» كما يبدو، إذ اتهمها النظام بمنع قافلة مساعدات من دخول بلدتي نبّل والزهراء الشيعيتين المحاصرتين في ريف حلب.
وجاء بدء تنفيذ الاتفاق في وقت أكدت مصادر في «الائتلاف الوطني السوري» المعارض لـ «الحياة» في واشنطن أنه ما زال هناك «تردد أميركي في تقديم صواريخ مضادة للطائرات للجيش الحر» وأن زيارة رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا للعاصمة الأميركية «تهدف بالدرجة الأولى إلى «تأسيس المناخ وبناء الثقة مع الادارة الأميركية».
وقالت المصادر عشية لقاء الجربا ووزير الخارجية جون كيري، وقبل أيام من لقائه الرئيس باراك أوباما، إن الزيارة هي لتأسيس «علاقة عمل مع الجانب الأميركي وبناء الثقة بأن لديهم شريكاً في سورية». وتحدثت المصادر عن «تردد مستمر من الإدارة في تقديم سلاح مضاد للطائرات للمعارضة ولأسباب وجيهة ترتبط بالقاعدة». وأضافت المصادر أن «الفيتو (على الصواريخ المضادة للطائرات) ليس فقط أميركياً بل هو دولي». وتوقعت «تصعيداً تدريجياً للمساعدات المسلحة التي يمكن ايصالها للجيش الحر في ظل اختبار لطريقة استخدام هذه المساعدات» خشية وقوعها في أيدي مسلحين متشددين.
وفي هذا الإطار، أكد الجربا في خطاب من «معهد السلام الأميركي» في واشنطن أن نظام السوري يتلقى سلاحاً إيرانياً وروسياً. ووصف «حزب الله» بـ «الارهابي» واعتبر أن النظام «يتعاون مع داعش» (الدولة الاسلامية في العراق والشام).
وقال الجربا في خطاب قوي اللهجة إن النظام يتلقى سلاحاً اليوم عبر صفقات مع روسيا، و «سلاحا ايرانيا عبر الأجواء العراقية ومطار بيروت». وأكد أن النظام يتعاون مع داعش وهي لا تقاتله» وأن الأميركيين «يعرفون أنه صدّر القاعدة للعراق». وشدد على أن الهدف اليوم هو اعادة احياء الحل السياسي من خلال تغيير موازين القوى على الأرض، وتزويد الجيش الحر بسلاح نوعي.
والتقى الجربا أمس بقيادات في الكونغرس على أن يجتمع اليوم بكيري قبل توجهه للبيت الأبيض الأسبوع المقبل للاجتماع بأوباما.
وعلى صعيد اتفاق حمص، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مساء أمس أنه «ارتفع إلى 45، عدد الذين أفرج عنهم من المختطفين لدى الكتائب الإسلامية في محافظتي حلب واللاذقية»، في مقابل سماح النظام بخروج الثوار من حمص,
وأوضح أنه «تم الإفراج عن الدفعة الأولى المكونة من 15 مختطفاً بالتزامن مع تهجير الدفعة الأولى من مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من أحياء حمص القديمة، نحو ريف حمص الشمالي». واضاف: «أفرج بالتزامن مع خروج الدفعة الثانية من مقاتلي الكتائب من حمص القديمة، عن الدفعة الثانية من المختطفين لدى الكتائب الإسلامية بريف اللاذقية، وهم 12 طفلاً و3 مواطنات، من سكان قرى يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية في ريف اللاذقية الشمالي، كانت قد اختطفتهم الكتائب الإسلامية والدولة الإسلامية في العراق والشام في شهر آب (أغسطس) 2013، ومع وصول الدفعة الثالثة من مقاتلي الكتائب من حمص القديمة إلى الريف الشمالي، تم الإفراج عن دفعة جديدة في مدينة حلب تتألف من 14 عنصراً من قوات النظام بينهم ضابطان بالإضافة لمواطنة من الجنسية الإيرانية». وأوضح «أن عدد مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة الذين هجروا من احياء حمص القديمة، وصل إلى 600، من بينهم نحو 15 جريحاً وصلوا إلى الريف الشمالي على ثلاث دفعات، كما أنه من المتوقع الإفراج عن دفعة جديدة من الذين اختطفوا من المدنيين في ريف اللاذقية الشمالي في آب (أغسطس) من العام الفائت من قبل الكتائب الإسلامية والدولة الإسلامية في العراق والشام، في حين توقفت اليوم (أمس) عمليات إخراج مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية من أحياء حمص القديمة إلى الريف الشمالي، على أن تستأنف صباح الخميس».
وفي نيويورك، يبحث مجلس الأمن اليوم في ملف «الكيماوي» السوري، في وقت قال ديبلوماسيون إن الموفد الدولي لسورية الأخضر الإبراهيمي «باق في منصبه» حتى الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في الثالث من الشهر المقبل، ما يعني أنه لن يستقيل قبل ذلك التاريخ.
وأكد ديبلوماسي مطلع أن إسماً عربياً جديداً أضيف الى لائحة المرشحين لخلافة الإبراهيمي، هو الجزائري سعيد جينيت، الذي يشغل حالياً منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لغرب أفريقيا. وبرز إسم جينيت بعدما أفُلت حظوظ وزير الخارجية التونسي السابق كمال مرجان في تولي مهمة الإبراهيمي بعد استقالته.
ويفضل الإبراهيمي تسليم منصبه الى شخصية عربية، وفق عدد من الديبلوماسيين في مجلس الأمن.
في وداع حمص
بيروت – “الحياة”
تناقل مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي (تويتر وفايسبوك) صورة تظهر عبدالباسط الساروت، وهو لاعب كرة قدم اشتهر بعيد الثورة السورية اثناء خروجه في المظاهرات وترديده شعارات ضد نظام الأسد، تظهره (الصورة) يقبل أرض حمص أثناء خروجه من داخل أحيائها.
ويظهر الساروت في الصورة ماسكاًً بيده سلاحه، وواضعاًً على ظهره حقيبة وعلى رأسه كوفية، وتوضح اللقطة لحظة وداع مؤثرة أخيرة للساروت، بعيد إعلان ظهر أمس الاربعاء بدء خروج المقاتلين من أحياء حمص القديمة.
خروج 960 مقاتلاً معارضاً من أحياء حمص القديمة
حمص (سورية)، بيروت – أ ف ب، “الحياة”
أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أنه “من المنتظر ان تُستأنف ظهر اليوم عملية إخراج من تبقى من مقاتلي المعارضة السورية في احياء حمص القديمة، بعدما وصل عدد الذين خرجوا حتى ليل أمس الأربعاء الى 960 مقاتلاً بينهم 15 جريحاً”.
وأضاف المرصد ان “المعارضة اطلقت في المقابل 46 شخصا هم: 12 طفلاً، و3 نساء وامرأة ايرانية الجنسية و30 عسكرياً من قوات النظام بينهم ضابطان”.
وافاد محافظ حمص طلال البرازي وكالة “فرانس برس” ليل أمس ان “80 في المائة من مقاتلي المعارضة والمدنيين خرجوا من احياء حمص المحاصرة”، وان “العملية التي بدأت الاربعاء بموجب اتفاق اشرفت عليه الأمم المتحدة، ستنجز اليوم الخميس”. وأكد البرازي في حديث ليل الأربعاء الخميس ان “عدد الذين خرجوا من الاحياء المحاصرة لأكثر من عامين، وصل الى 980 شخصا معظمهم من المسلحين وعدد من المدنيين، وان العدد المتبقي هو ما بين 300 إلى 400 شخص”.
ورجح محافظ حمص أن ينجز الاتفاق اليوم الخميس، قائلاً “الحركة سريعة ونحتاج ربّما الى نصف يوم لاستكمالها، إلا اذا حدثت بعض الأمور غير المتوقّعة”، واكد البرازي أن الذين غادروا انتقلوا في غالبيتهم الى بلدة الدار الكبيرة الواقعة على مسافة 20 كلم الى الشمال من حمص.
واضاف ان العملية استمرت حتى السابعة مساء، وخرجت خلالها 24 حافلة من الأحياء المحاصرة الى الريف الشمالي.
وأتاح الاتفاق خروج المقاتلين بأسلحتهم الفردية، مقابل دخول مساعدات الى بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب اللتين يحاصرهما مقاتلون معارضون، إضافة الى الإفراج عن معتقلين لديهم. وقال البرازي ان “كل اتفاق او تسوية او مصالحة يفضي الى نتائج ايجابية، ومن هذه النتائج الكبيرة التي تحققت اليوم الأربعاء هو اخلاء سبيل العشرات من المخطوفين”، مشيراً الى ان “عددهم قارب السبعين وعادوا الى ذويهم في حلب واللاذقية ومناطق اخرى”.
ومن المقرر ان تدخل القوات النظامية السورية الى أحياء وسط حمص بعد اكتمال عملية خروج المقاتلين والمدنيين. ويكون النظام السوري مع خروج المقاتلين من احياء وسط حمص، استعاد غالبية احياء ثالث كبرى مدن البلاد، باستثناء حي الوعر الذي يقطنه عشرات الآلاف، بينهم عدد كبير من النازحين من أحياء أخرى في حمص. ورداً على سؤال حول عدم شمول الوعر في الاتفاق الحالي، قال البرازي ان الحي “مخطوف. فيه 300 الف نسمة من المدنيين البعض منهم يدخل ويخرج كل يوم”، متحدثاً عن “صعوبة في انسياب المواد الغذائية والإغاثية للوعر”. واضاف “انا متفائل بانه في اسابيع قليلة، سنعلن عن تفاهمات ومصالحات جديدة في منطقة الوعر”، معرباً عن اعتقاده ان “التفاوض حولها سيكون أسهل من المدينة القديمة”. وتعدّ مدينة حمص ذات رمزية كبيرة في الاحتجاجات ضد النظام السوري، وشهدت تظاهرات عدّة ضده منذ منتصف آذار (مارس) 2011. واستعاد النظام غالبية احياء المدينة عبر حملات عسكرية، ما أدى الى دمار كبير ومقتل نحو 2200 شخص منذ بدء حصار الأحياء القديمة في حزيران (يونيو) 2012، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
الائتلاف يبرر هدنة حمص: الثوار هم الأقدر على تقدير الظروف
اسطنبول – الأناضول
أعلن الائتلاف السوري المعارض اليوم الأربعاء، أن “ثوار الداخل هم الأقدر على تقدير الظروف”، وذلك في أول تعليق رسمي له على هدنة حمص التي بدأ تطبيق بنودها فعلياً منذ الصباح.
وقال بدر جاموس الأمين العام للائتلاف، إن “حمص وقعت خلال عامين ضحية تدمير شامل ومبرمج ووحشي من قبل قوات النظام، إضافة إلى تهجير مطلق وتجويع للسكان بهدف التركيع”، مشيراً إلى أن “ثوار الداخل هم الأقدر على تقدير الظروف”.
وأضاف: “كان لا بد من أن يعمل الثوار في كل سورية على فك الحصار عن حمص وبأي وسيلة”.
وحيّا جاموس “أهالي الأحياء المحاصرة على صمودهم الأسطوري، في ظل الإمكانات المتواضعة لديهم من شح للإمدادات والدعم والهجمة الكبيرة من قوات النظام والمقاتلين الإيرانيين وحزب الله والميليشيات العراقية والشبيحة”.
وقضت الهدنة بحسب مصادر في المعارضة، بالخروج “الآمن” لأكثر من ألف مقاتل تابعين للمعارضة من أحياء حمص المحاصرة من قبل قوات النظام، وفك الحصار عن بلدتين مواليتين للنظام هما نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي، إضافة إلى الإفراج عن أسرى لدى الطرفين.
وأعلنت شبكة “سوريا مباشر” (تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة)، في وقت سابق من اليوم، أن 222 مقاتلاً من أحياء مدينة حمص المحاصرة من قبل قوات النظام منذ 22 شهراً، وصلوا إلى بلدة الدار الكبيرة في ريف المحافظة الشمالي.
وذكرت التنسيقية، أن عدد الذين سيتم إجلاؤهم من مدينة حمص يبلغ 1925 شخصاً، 600 منهم من المدنيين والباقي من مقاتلي المعارضة.
المقاتلون يُخلون حمص القديمة / الجربا لأسلحة “تحيّد” الطيران
المصدر: دمشق – الوكالات
واشنطن – هشام ملحم – جنيف – موسى عاصي
في كلمة أولى أمام جمهور أميركي، أكد رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” احمد الجربا ان لدى المعارضة السورية بديلا سياسيا معتدلا وقابلاً للتنفيذ من نظام الرئيس بشار الاسد، ومن الطروحات المتطرفة للتنظيمات الاسلامية. وتزامنت كلمته مع بدء مقاتلي المعارضة السورية بموجب اتفاق مع النظام السوري في اشراف الامم المتحدة، الانسحاب من الاحياء القديمة لمدينة حمص الى بلدة الدار الكبيرة في الريف الشمالي للمدينة بعد تعرضها لحصار طويل وقصف مكثف من قوات النظام. ويتيح الاتفاق خروج 1200 مقاتل على الاقل وعدد من المدنيين من الاحياء المحاصرة للمدينة التي كانت تعد “عاصمة الثورة” على الرئيس بشار الاسد، في مقابل ادخال مساعدات الى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين يحاصرهما المعارضون في حلب والافراج عن مخطوفين لديهم.
وقال الجربا إن هناك سوء فهم للمعارضة السورية على انها اسلامية ومتشددة، ورأى ان أحد اسباب ذلك تقصير من المعارضة. وشدد على ان الائتلاف مستعد وقادر على تحقيق حل سياسي يضمن ويحمي حقوق الاقليات ومشاركتها، ولكن قطعا من غير ان يكون هناك أي دور للاسد والمحيطين به. وكان الجربا قد بدأ الاثنين لقاءاته مع المسؤولين الاميركيين ومنهم وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان، وزعماء في الكونغرس بينهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ روبرت مينيننديز وهو من ابرز مؤيدي تسليح المعارضة السورية ودعمها.
وأضاف رئيس الائتلاف في معهد السلام الاميركي، وهو من أكبر مراكز الابحاث في واشنطن، ان النزاع في سوريا يمثل “أبرز كارثة انسانية في العصر الحديث”، وشدد على انها باتت أكبر بكثير من ان يعالجها السوريون بأنفسهم. وأوضح ان المعارضة السورية لا تريد من الولايات المتحدة ان تضحي بشبابها في النزاع السوري، وان ما يريده هو الحصول على الاسلحة التي يمكن ان “تحيد سلاح الجو” السوري بفاعلية، وذلك في اشارة الى الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف والتي لا تزال ادارة الرئيس باراك اوباما تعارض توفيرها للمعارضة خوفا من وقوعها في الايدي الخطأ. وطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف قوي من قرار الاسد الذي وصفه بالطاغية الذي يريد اجراء انتخابات ” على جثث السوريين”، في اشارة الى الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 حزيران المقبل.
وتشكل الزيارة الطويلة (من 6 ايار الى 16 منه) لوفد الائتلاف السوري لواشنطن فرصة ذهبية لاستعادة بعض البريق للائتلاف. لكن قادة في الائتلاف سألتهم “النهار” عن رأيهم في الزيارة، لم يتوقعوا ان تؤدي لقاءات واشنطن الى فتح كوة في قرار الولايات المتحدة رفض تزويد المعارضة السورية أسلحة نوعية مضادة للطائرات. ولم يستبعد هؤلاء بعض الحلحلة وخصوصا خلال اللقاءات المتوقعة للجربا في مجلس الامن القومي ومع المسؤولين عن ملف التسليح في الكونغرس وأعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي في مجلس الشيوخ، بعد اللقاء المتوقع اليوم مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري.
وفي معلومات خاصة لـ”النهار” أن الجربا قبل سفره الى واشنطن عقد والوفد المرافق له لقاءات على درجة من الأهمية في مدينة جدة السعودية في الاسبوع الأخير من نيسان الماضي شملت المسؤولين الثلاثة الابرز بعد الملك عبدالله بن عبد العزيز وهم: ولي العهد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الامير سلمان بن عبد العزيز وولي ولي العهد الامير مقرن بن عبد العزيز ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل. وقال أحد الذين شاركوا في هذاه اللقاءات لـ”النهار” إن الهدف هو تحريك ملف المساعدات العسكرية للمعارضة السورية “من أجل وضع حد سريع لتقدم النظام في عدد من المناطق الاستراتيجية”، خصوصاً أن عدداً من هذه المناطق، كمدينة حمص، “يتسلمها النظام بعد نقص السلاح فيها وعدم قدرة المعارضة على مواجهة الآلة العسكرية السورية ولا سيما منها سلاح الطيران”.
وأشار الى أن المسؤولين السعوديين أعربوا عن اقتناعهم بوجهة النظر التي تقول بضرورة حصول تغيير نوعي في الميدان لمصلحة المعارضة من أجل دفع عملية التفاوض وحل الأزمة طبقاً لبيان جنيف 1، لذا نقل المصدر عن المسؤولين السعوديين “عدم معارضتهم منح المعارضة السورية المسلحة أسلحة نوعية مضادة للطائرات”، لكن هذا الأمر، بحسب عضو في وفد الائتلاف، لن يدخل حيز التنفيذ “ما دام الفيتو الاميركي قائماً على تزويد المعارضة العسكرية هذا النوع من السلاح”.
وكشف ان الجربا يحمل الى المسؤولين الاميركيين اقتراحا تقنياً من أجل تطمين الادارة الاميركية الى عدم وقوع الاسلحة المضادة للطائرات في أيدي من تسميهم واشنطن “المجموعات المتشددة”. ومع رفضه الافصاح عن مصدر هذا “الاقتراح التقني”، قال إنه يقوم على أساس تجهيز الاسلحة بتقنية “البصمة” بحيث لا يمكن أن يطلقها الا الاشخاص الذين يتسلمونها فقط.
كما كشف أن لقاءً مماثلاً للقاء جدة حصل في الدوحة هدفه “الحصول على دعم قطر في مسار استعادة الائتلاف للزمام عشية زيارة واشنطن ومحاولة ابعاد الخلافات الخليجية – الخليجية عن الملف السوري”. وقال إن الأجواء في اللقاءين كانت ايجابية وإن قرار هذه الدول بتسليح المعارضة نوعياً بات محسوماً وان “الحديث مستمر مع زعماء بعض الدول بينها السعودية وقطر عن الكمية وليس عن مبدأ التسليح، الذي سيتم فور رفع الحظر الاميركي”.
مقاتلو المعارضة بدأوا الانسحاب من أحياء حمص القديمة خروج ثلاث دفعات في إشراف الأمم المتحدة إلى الدار الكبيرة
المصدر: (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
بدأت امس عملية خروج المقاتلين والمدنيين من الاحياء المحاصرة منذ نحو عامين في حمص، بموجب اتفاق غير مسبوق اشرفت عليه الامم المتحدة يتضمن ايضاً ادخال مساعدات الى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين يحاصرهما المعارضون في حلب والافراج عن مخطوفين لديهم.
قال احد المشاركين في التفاوض ضمن وفد المعارضة “ابو الحارث الخالدي” عبر الانترنت، ان ثلاثة اوتوبيسات على متنها 120 شخصا، خرجت قرابة العاشرة صباحا (السابعة بتوقيت غرينيتش) من احياء حمص. وأوضح ان الدفعة الاولى ضمت مدنيين ومقاتلين بعضهم مصاب.
وبعد الظهر، افاد” المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان عدد المقاتلين الذين خرجوا بلغ 400 مقاتل.
وصرح محافظ حمص طلال البرازي بأن ثلاث قوافل خرجت من الاحياء المحاصرة. وقال: “اذا كان الامر ممكنا، ستخرج قافلة رابعة اليوم، على ان تستكمل العملية غدا الخميس”. ولم يوضح عدد الذين خرجوا امس من الاحياء المحاصرة.
وتوجهت الاوتوبيسات الى بلدة الدار الكبيرة الواقعة على مسافة 20 كيلومتراً شمال حمص، والتي تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة. وبث ناشطون اشرطة مصورة لخروج المقاتلين من حمص ووصولهم الى الدار الكبيرة. واظهر احد الاشرطة المصورة عند بدء الخروج، عددا من الرجال، بعضهم ملثم والآخر يعتمر قبعة، وهم يسيرون في صف منتظم لركوب اوتوبيسين خضراوين وقف بجانبهما افراد من الشرطة السورية. وحمل بعض الخارجين حقائب على ظهورهم ورشاشات خفيفة. وبدا في الشريط اوتوبيس ثالث، وسيارة رباعية الدفع تحمل شعار الامم المتحدة.
وظهر في اشرطة اخرى قال الناشطون انها صورت في “الريف الشمالي لحمص”، وصول المقاتلين. وبدا مقاتلون يترجلون من اوتوبيسين قبل ان يصعدوا الى شاحنتين صغيرتين من نوع “بيك اب”. وبدا احدهم يستند الى عكازين، في حين تجمع عدد من المقاتلين في البلدة على دراجاتهم النارية.
ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء “سانا” عن البرازي انه “بالتزامن مع عملية خروج المسلحين من المرجح ان تبدأ عملية التسوية والمصالحة لجعل مدينة حمص خالية من السلاح والمسلحين”.
وبعد الظهر، نقل التلفزيون السوري الرسمي عن الاسد ان “الدولة تدعم المصالحات الوطنية في جميع المناطق انطلاقا من حرصها على وقف نزف الدم وإيمانا منها بأن حل الازمة لا يمكن ان يأتي عبر اطراف خارجيين، وانما هو ثمرة لجهود السوريين وحدهم”.
وانجز الاتفاق بعد مفاوضات بين النظام والمعارضة في اشراف الامم المتحدة، يفترض بموجبه ان تدخل القوات النظامية الاحياء بعد خروج المقاتلين. ولا يشمل الاتفاق حي الوعر الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة، ويقطنه عشرات الآلاف غالبيتهم من النازحين من احياء اخرى.
وفي حال خلو المدينة من مقاتلي المعارضة، يكون الجزء الاكبر من محافظة حمص بات خاضعا لسيطرة القوات النظامية، في ما عدا بعض المعاقل في الريف الشمالي مثل تلبيسة والرستن.
“انتصار اعلامي”
وتعد مدينة حمص ذات رمزية كبيرة في الاحتجاجات على النظام السوري، وشهدت الكثير من التظاهرات ضده منذ منتصف آذار 2011. واستعاد النظام غالبية احياء المدينة عبر حملات عسكرية عنيفة، اوقعت دماراً كبيرا ونحو 2200 قتيل منذ بدء الحصار في حزيران 2012.
ويضع الاتفاق عمليا حدا للمعارك في مدينة حمص، قبل شهر من الانتخابات الرئاسية التي ستنظم في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، والتي اعتبرتها المعارضة السورية والدول الغربية “مهزلة”.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “هذه هزيمة للمجتمع الدولي وليست انتصارا للنظام. ثمة صمود اسطوري في حمص على رغم سنتين من الحصار”. واضاف: “على رغم ذلك لم يفعل المجتمع الدولي اي شيء”، معتبرا ما يجري اليوم “انتصارا اعلاميا للنظام لان لحمص رمزية مرتبطة بالثورة السورية”.
وتحدث ناشطون عن ألم في صفوف المقاتلين الذين غادروا المدينة. وقال ناشط في بلدة تيرمعلة في ريف حمص التي انتقل اليها بعض المقاتلين الذين خرجوا من حمص، ان هؤلاء “جائعون” و”يشعرون بالغصة”.
ونقل الناشط عن المقاتل: “احسست ان روحي خرجت من جسدي وانا انظر الى حمص اثناء مغادرتها”.
ويشمل الاتفاق ادخال قافلة مساعدات الى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين تحاصرهما المعارضة في ريف حلب. لكن مقاتلين من “جبهة النصرة” الموالية لتنظيم “القاعدة” منعوا القافلة من دخول البلدتين.
وافاد مصدر معارض ان الاتفاق يشمل ايضا “اطلاق 36 محتجزاً … في مقابل الافراج عن الاشخاص المحاصرين في حمص”، موضحا ان “15 منهم، كلهم سوريون، تم تسليمهم اليوم”.
وقال المرصد السوري في بريد إلكتروني ان هؤلاء الـ 15 هم ثلاث نساء و12 طفلا، نقلوا الى اللاذقية.
وقال المصدر المعارض ان “11 محتجزا ايرانيا وعددا من اللبنانيين، كلهم من العسكريين، سيسلمون ايضا في اطار الاتفاق”.
المحكمة الدستورية
في غضون ذلك، أكدت المحكمة الدستورية العليا في سوريا أن الإعلان النهائي لأسماء المرشحين المقبولين للانتخابات الرئاسة سيكون السبت المقبل.
وصرح ناطق باسم المحكمة: “لقد تلقت المحكمة ستة تظلمات وستعكف على دراستها خلال الأيام المقبلة وفقا للدستور والقانون، وسيُعلن في العاشر من ايار الجاري عن أسماء المقبول ترشحهم لانتخابات الرئاسة”. وأضاف أن من تقدموا بالتظلمات هم: أحمد علي قصيعة، وعلي حسن الحسن، وبشير محمد البلح،
وخالد عبده الكريدي، وسميح بن ميخائيل موسى، وسمير أحمد معلا.
ودعت سفارات سوريا في مختلف دول العالم، مواطنيها الحاصلين على إقامة سارية المفعول في الدول المضيفة لها للحضور إلى مقار السفارات وتسجيل أسمائهم في اللوائح الانتخابية مصطحبين جوازات سفرهم.
الاردن
في عمان، اعلن مصدر عسكري اردني ان قوات حرس الحدود اشتبكت مع متسللين سوريين حاولوا دخول الاراضي الاردنية مما ادى الى اصابة اثنين منهم.
ونقلت وكالة الانباء الاردنية “بترا” عن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة ان “مجموعة من الأشخاص السوريين حاولوا التسلل من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية وتم الاشتباك معهم من قوات حرس الحدود”.
تسوية حمص القديمة تمتد إلى ريفي حلب واللاذقية
بارقة أمل في مستنقع اليأس السوري
زياد حيدر
فيما كانت أعمدة الدخان الأسود تلون زرقة السماء في حمص، تحركت في العاشرة صباحاً القافلة الأولى منطلقة من منطقة الخالدية في حمص القديمة باتجاه الدار الكبيرة، تسبقها سيارات القوى الأمنية، محملة بعشرات المسلحين، بثيابهم العسكرية والمدنية، وقد أطلقوا لحاهم، وحملوا أسلحة فردية، وحقائب صغيرة.
عشرات المسلحين، غادروا أمس أقبيتهم وأنفاقهم، في حصنهم المحاصر منذ عامين، ولكن ليس قبل إشعال النار بما تبقى منه، محوّلين ما بقي من جدران الكنائس والمنازل العتيقة إلى رماد أسود. رائحة الحرائق التي تركها المقاتلون في سراديب حمص القديمة، لم تعرقل سير عملية التسوية. كان المتمركزون في غرفة العمليات المشتركة في فندق «سفير حمص»، أبرز الشهود على ما أصاب هذه المدينة، يدركون أن «لعبة عضّ الأصابع» جزء من هذه التسوية الكبيرة، التي امتدت آثارها إلى ريف اللاذقية وحلب أيضاً.
وحددت الدار الكبيرة كنقطة وصول للمسلحين في حافلات نقلت حتى مساء أمس ما يقارب الألف من عددهم المقدر بـ1200، بتزامن مع تقدّم شحنات للمساعدات الإنسانية إلى قريتي نبل والزهراء المواليتين، في ريف حلب، وبتنسيق في الوقت ذاته مع خاطفي مواطنين في ريف اللاذقية في آب الماضي الذين أطلقوا سراح 40 مخطوفاً مدنياً، على دفعتين، إضافة إلى 30 شخصاً اختطفوا في حيّ بستان القصر في حلب، قالت مصادر إعلامية إن «الجبهة الإسلامية» أطلقتهم.
صورة الأمس، ربما تكون صورة مصغرة لما يمكن أن يجري مستقبلاً في مناطق كثيرة من سوريا، كأطر حلول جزئية وسط التعقيد الأكبر، كنقطة أمل مشجعة ضمن مستنقع اليأس المخيم.
تعمُّق الأزمة وانتشار الدمار واستمرار الانزلاق العسكري نحو مزيد من القتال، قاد أولا إلى فكرة طموحة منذ عامين باقتراح تسوية في مدينة تلكلخ الحدودية مع لبنان، بتنسيق بين قوى الأمن ومحافظة حمص من جهة، ووجهاء المدينة وشيوخ تجار وفاعلي خير من جهة أخرى. نجاح التجربة قاد لأن يشمل قرى ريف حمص الغربي، وصولاً إلى مناطق في دمشق وريفها، انتهاء بتسوية أمس في حمص القديمة، والتي إن اختلفت بتفاصيلها عن باقي التسويات، إلا أنها كشفت القدرة الكامنة في الحوار والتنازلات الميدانية في تحقيق الفرج لآلاف المدنيين، ممن تقطعت بهم سبل العيش، أو ضاقت بهم الحياة تحت حصار انتقامي، أو اختطفوا من أسرتهم لغاية أو أخرى.
وأمس أكد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائه مجموعة من وجهاء بلدات ريف دمشق، أهمية هذا المسعى في الحدّ من تفاقم العنف الدائر. ونقل عنه المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية تأكيده دعم «الدولة مسيرة المصالحات الوطنية في جميع المناطق السورية، انطلاقاً من حرصها على وقف نزيف الدم، وإيماناً منها بأن حل الأزمة التي نواجهها لا يمكن أن يأتي عبر أطراف خارجية، وإنما هو ثمرة لجهود السوريين وحدهم، لأنهم الأقدر على إيجاد الحلول لمشكلاتهم».
وسابقاً، وجّه الأسد كل محافظي المدن الكبرى وأعضاء مجلس الشعب و«البعثيين» للعمل على تحقيق كل أنواع المصالحات الممكنة وتسهيلها، على أن يساهم تعاون الجيش والقوى الأمنية في إنجاحها كبديل عن الحل العسكري حين يمكن ذلك. ويمثل الاتفاق نقطة لمصلحة السلطات السورية قبل الانتخابات الرئاسية في الثالث من حزيران المقبل، حيث ستكون القوات السورية استعادت السيطرة على كامل أحياء حمص، باستثناء حي الوعر.
ورعى اتفاق أمس، وساهم به رجال دين، مسيحيون ومسلمون، كما جرى تحت أعين القوى الأمنية والعسكرية، وبمتابعة لصيقة من مراقبي الأمم المتحدة المتواجدين في حمص، التي كان يطلق المسلحون عليها «عاصمة الثورة»، منذ أشهر. ونشرت مواقع الانترنت صورة وثيقة قديمة قالت إنها للاتفاق الحاصل، إلا أن مصدراً حكومياً بارزاً نفى لـ«السفير» صحة المعلومات التي تضمّنتها، مشيراً إلى أنها «محاولة سابقة لتحقيق اتفاق لم تنجح». وقاربت بعض تفاصيل المخطوطة يدوياً ما جرى أمس من اشتراط خروج المسلحين بسلاح فردي واحد مع كمية محدودة من الذخيرة.
وتقدّمت عملية التسوية أمس، رغم محاولة إعاقتها مراراً، حتى توقفت مع المغيب. وأبلغ مصدر حكومي رفيع المستوى «السفير» أن «تعقيدات» أعاقت سرعة التنفيذ، بسبب اعتراض القافلة التي تتقدمها سيارات للأمم المتحدة بقذائف صاروخية، بعضها سقط في ساحة قرية نبل، في الوقت الذي كان السكان يتجمّعون بانتظار وصول المساعدات. ولتأكيد «حسن نياتها» سمحت وحدات الجيش باستمرار سير الاتفاق، عبر تسهيل مرور 20 آلية إسعاف تابعة لمنظمة الهلال الأحمر السوري لنقل عدد من الجرحى من قلب حمص القديمة، وذلك حتى وصول أخبار توقف عملية الإغاثة في ريف حلب، كما عدم استكمال تسليم المخطوفين في ريف اللاذقية، وبقاء 25 مدنياً من النساء والأطفال لدى الكتائب الإسلامية، مع الإشارة إلى أن تسليم الدفعة الأولى منهم (11 طفلاً وأربع نساء) ترافق مع سقوط صواريخ «غراد» عدة في البساتين المجاورة للمدينة أيضاً.
إلا أن الجانب الحكومي أصرّ على استمرار العملية، وتصاحب ذلك مع الإفراج عن 30 شخصاً، بينهم ضابطان، وعلى دفعتين في حلب، من بينهم ايضاً الإيرانية شيرين زند المتزوجة من سوري.
وتحركت بعد ساعة من تلك العملية ثماني حافلات تحمل ما يقارب 400 مسلح، تلتها أربع حافلات ضمت 180 مسلحاً إلى بلدة الدار الكبيرة الواقعة على بعد 20 كيلومتراً إلى الشمال من حمص.
وأكد محافظ حمص طلال البرازي، لـ«السفير»، التزام الحكومة السورية باستمرار التسوية، رغم حالة التعطيل التي جرت في ريف حلب. واتهمت السلطات «جبهة النصرة» بمحاولة عرقلة الاتفاق عبر إطلاق قذائف صاروخية باتجاه قافلة الإغاثة، وتعطيل حركتها.
ومع حلول الظلام توقفت العملية، وتم استرجاع حافلات عدة من منطقة الانتظار بالقرب من جامع خالد بن الوليد، كما أخلت بعثة الأمم المتحدة الموجودة نقطتي المراقبة على طريق القوافل. وأكد البرازي، لـ«السفير»، أنه تم نقل 980 مسلحاً بـ24 حافلة مدنية إلى منطقة الدار الكبيرة، كما تم الإفراج عن 70 شخصاً، بينهم 40 من مخطوفي ريف اللاذقية بينهم 17 طفلاً، هم مجمل من تم التوافق على تحريرهم، في هذه التسوية. وقال البرازي إن الحكومة مستمرة بتنفيذ ما يخصها من هذه العملية، مشيراً إلى أن «استئنافها سيتم صباح الغد (اليوم) بحدود العاشرة».
اجتماع دولي في بروكسل اليوم لمواجهة خطر «الجهاديين» في سوريا
اعتراف أوروبي متأخر: معقل جديد لـ«القاعدة».. على أبوابنا!
وسيم ابراهيم
على الأقل هناك من يخرق حدود المراوغة السياسية في الغرب حول «الجهاديين». وزيرة الداخلية البلجيكية جويل ميلكيه تستضيف اليوم اجتماعاً دولياً رفيع المستوى حول «المقاتلين الأجانب» في سوريا، يحضره ممثلون عن سبع دول أوروبية، إلى جانب نظرائهم من الولايات المتحدة وتركيا والأردن والمغرب وتونس.
في دعوتها إلى الاجتماع، حرصت وزيرة الداخلية البلجيكية على وضع تهديد «الجهاديين» في سياق لطالما تجنبه نظراؤها: خطر «وجود معقل لتنظيم القاعدة على أبواب أوروبا». بهذا الكلام تضع ميلكيه الأمور في إطار الصورة الكبيرة، لتضم سوريا رسميا إلى معاقل التنظيم «الإرهابي» الأشهر عالميا.
مصدر ديبلوماسي أوروبي مطلع على التحضيرات للاجتماع قال لـ«السفير» إن ما أعلنته الوزيرة البلجيكية «لا ينافي الحقيقة». ولفت إلى أن القضية لا تتعلق بمواجهة تحد جامد ومكشوف الأبعاد، بل هناك بالضرورة نوع من لعبة «القط والفأر» بين سياسات تطويق الظاهرة وأساليب الإفلات منها. وقال إن «الجهاديين» باتوا يمثلون «مسألة عاجلة لا نعرف كيف تتطور، ولا كيف ينظم المنخرطون فيها أنفسهم كي يطوروا عملهم».
ستكون الدول ممثلة على مستوى الوزراء أو نوابهم. الدول الأوروبية المشاركة هي بلجيكا، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، اسبانيا، السويد وهولندا. سيحضر أيضا المنسق الأوروبي لشؤون «مكافحة الإرهاب» جيل دو كيرشوف.
الدول المشاركة في الاجتماع شكلت منصة غير رسمية للتعاون في التصدي للظاهرة. أُطلقت بمبادرة من بلجيكا وفرنسا، في حزيران العام الماضي، وعقدت ثلاثة اجتماعات تشاورية في وقت سابق.
الدول الأوروبية، خصوصا، وجدت العمل في تنسيق سياساتها أكثر سرعة وفعالية من العمل على مستوى التكتل الأوروبي، نظرا للآليات البيروقراطية التي تحكمه وضرورة إيجاد إجماع على كل قرار أوروبي مشترك.
في الاجتماع ستستعرض كل دولة السياسات الوطنية التي اتخذتها والنتائج التي ترتبت عنها. المواجهة المستمرة مع ظاهرة «الجهاديين» الأوروبيين في سوريا قادت الدول المعنية إلى وسائل ردع غير مسبوقة، اعتمدتها دول أوروبية عدة، ومن أبرزها سحب الجنسية. بعض الدول تجاوزت مشكلة تصنيف الجماعات المقاتلة في سوريا، بين معتدلة ومتطرفة أو إرهابية، وقامت بإجراء جذري عبر تجريم الانخراط في القتال أو السعي إليه.
على أرض الواقع، ليس هنالك من طارئ دفع بالوزيرة البلجيكية للحديث عن خطر وجود معقل في سوريا لتنظيم «القاعدة»، يجعله على أبواب أوروبا كما قالت. هذا الخطر ماثل، نظرياً على الأقل، منذ إعلان الأمم المتحدة عن وجود تنظيمات إرهابية تقاتل في سوريا.
القضية أنّ المسؤولين الغربيين لطالما استخدموا مواربات سياسية للحديث عن هذا التهديد، من دون ذكره صراحة تحت عنوان واضح. أبرز مؤشرات ذلك أن ما تحذر منه جويل ميلكيه هو أمر واقع بالنسبة لتكتل معني أكثر بالقضية. القصد هو «حلف شمال الأطلسي»، الذي يقدم نفسه كحلف عسكري وأمني. «القاعدة» يخترق حدوده، بالنظر لكون تركيا أحد أعضائه الـ28. لكن الحلف، الذي يرسل عشرات البيانات محذرا من الأخطار القريبة والبعيدة، تجنب إصدار أي بيان عن واقع أن «الإرهاب» الذي يحاربه في أفغانستان، بات له معسكرات على حدوده، وأنّ مقاتليه يعبرونها جيئة وذهابا. طوال ذلك الوقت كانت الحساسية السياسية هي الحاكمة، فخصومة الغرب المعلنة مع النظام السوري، دفعته إلى تجنب كل ما يمكن أن يعطيه نقطة قوة، أو يسجل نقاط ضعف جديدة في صفوف المعارضة.
لكن الحساسيات السياسية لم تحكم العمل كما فعلت مع القول. منصة مكافحة «الجهاديين» التي تقيم اجتماعها الرابع اليوم ليست الوحيدة من نوعها.
مؤخرا أُطلقت مبادرة أوسع، تضم 25 دولة، تحت عنوان «المقاتلون الإرهابيون الأجانب». حدث ذلك في لاهاي، نهاية شباط الماضي، متمخضاً عن اجتماع «المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب». هذا المنتدى أُطلق بمبادرة من الولايات المتحدة وتركيا، في أيلول العام 2011. أما المبادرة فتقودها كل من المغرب وهولندا، اللتين ترأستا الاجتماع الذي حضره مسؤولون أمنيون وسياسيون وخبراء من الأمم المتحدة ومن الانتربول الدولي.
بحسب الوثائق التي نُشرت لاحقا حول الاجتماع، والتي نشرها «المركز الدولي لمكافحة الإرهاب» في لاهاي، من المقرر أن يعقد خبراء الدول الـ25 اجتماعا تحضيريا في الرباط، خلال شهر أيار الحالي، واجتماعا آخر في أواخر شهر حزيران المقبل. الخبراء سيعدون مجموعة توصيات تقدم إلى اجتماع وزاري تعقده المجموعة الدولية.
كان واضحاً أنه عندما يتحدث الأمنيون المهنيون توضع السياسة جانبا. المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب في هولندا ديك سخوف قال إنّ ظاهرة المقاتلين الأجانب جعلت بلاده ترفع مستوى التهديد الإرهابي إلى ثاني أعلى مستوى ممكن. لذلك شدد على أن هدف المبادرة الدولية «ليس تعميق فهم التحدي الذي تشكله الظاهرة، بل توسيع وتقوية شبكة عالمية من الخبراء الممارسين للتصدي لها».
كل هذا يشرح سبب قيادة هولندا للمبادرة، لكن هناك ما يشرح أيضا الانخراط الكبير للمغرب. ممثل الرباط قال إن العديد من مواطنيه غادروا للقتال في سوريا، وأبرز إطار لوجودهم هو «حركة شام الإسلام»، التي قادها إبراهيم بنشقرون، وهو أحد معتقلي غوانتانامو. عندما عقد المؤتمر لم يكن بنشقرون قد قُتل بعد، بل حصل ذلك بعدما انخرطت حركته بقوة في الهجوم الشهير مؤخرا على مدينة كسب في ريف اللاذقية، ليُقتل في بداية شهر نيسان الماضي. وأوردت تقارير صحافية محلية أن مواطنه وصديقه في المعتقل الأميركي محمد مزوز استلم قيادة الحركة.
مع ذلك، أكد الممثل المغربي في اجتماع لاهاي أن الظاهرة تشكل تهديدا غير واضح الأبعاد لدولته، مؤكدا أنّ تحرياتهم أظهرت أنّ حوالي 80 في المئة ممن سافروا إلى سوريا لم يكونوا معروفين سابقا لسلطات الأمن المغربية.
وفي كل حديث عن الظاهرة تتجه الأنظار تلقائيا إلى تركيا، وفي الاجتماع أثيرت قضية مراقبة الحدود بفعالية. ممثل أنقرة أعلن أن بلاده رخصت رسميا لقائمة سوداء بالأجانب الممنوعين من دخول أراضيها. وتضم القائمة 3360 قيدا، وذلك بناء على معلومات مستقاة من «الانتربول» ومن دول شريكة حول عائلات تشتبه في إمكانية انضمام أبنائها للقتال في سوريا.
ولأن «الجهاديين» الأجانب لا ينزلون بالمظلات، يبدو أنّ ممثل تركيا وجد نفسه مضطرا للدفاع عن سياسة بلاده. قال إنها قوّت جانبها من الحدود مع سوريا، لكن «لم يمكنها المساعدة في تقوية الجانب السوري بسبب عدم اليقين حول من يسيطر على معابر الحدود السورية».
مجموعة لاهاي تضم أيضا روسيا والصين. ممثل بكين لاحظ أن هناك «حركات إرهابية» تلعب دورا في تجنيد «المقاتلين الإرهابيين الأجانب»، خاصا بالذكر «حركة شرق تركستان الإسلامية».
معارك «داعش» و«النصرة» تتواصل في دير الزور
درعا: توتر عشائري ضد «النصرة»
طارق العبد
ثلاثة أحداث شهدتها محافظة درعا بالأمس، بين معارك في الريف الغربي وتقدم للمسلحين ومسيرة تأييد للسلطة غير بعيدة عن المواجهات، فيما يتصاعد التوتر بين «جبهة النصرة» والمجموعات المقاتلة في الجنوب على خلفية تواصل اعتقال قائد «المجلس العسكري» احمد النعمة.
إلى ذلك، أفرج مسلحون متشددون عن 40 شخصا، بينهم 15 امرأة وطفلا كانوا خطفوا في ريف اللاذقية الشمالي، بعد اقتحام المسلحين لعدد من القرى في آب الماضي.
وأعلن المسلحون سيطرتهم على التل المطوق الكبير والصغير ومنطقة خربة فادي وحاجز عسكري في محيط بلدة انخل غرب درعا، فيما قالت مصادر ميدانية معارضة «إنه تم فتح خطوط إمداد للتقدم أكثر باتجاه الغرب والجنوب، باتجاه مدينة نوى وريف القنيطرة، حيث تقع مراكز عسكرية عدة تابعة للجيش، مثل تل أم حوران، كما أصبح من الممكن التحكم بالتلال التي كانت تستهدف أي تحرك بالقنص والنيران».
وأضافت ان «المعركة قد تمت بمشاركة حركة المثنى الإسلامية وكذلك الجبهة الإسلامية، وتحديداً أحرار الشام، بالإضافة الى ألوية عدة تابعة للجيش الحر مثل فرقة الحمزة والفرقة 69 قوات خاصة وفرقة اليرموك ولواء غرباء حوران ولواء المهاجرين والأنصار وفوج المدفعية الأول».
وعلى بعد 25 كيلومترا خرجت مسيرة داعمة للجيش والقوات المسلحة في مدينة ازرع بريف درعا. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «أبناء المدينة خرجوا تأييدا للثوابت الوطنية والاستحقاق الدستوري»، فيما كان لافتاً مشاركة شخصيات من السلطة في المسيرة للمرة الأولى في هذه المنطقة، مثل نائب وزير الخارجية فيصل المقداد .
في المقابل تستمر أجواء التوتر في أرجاء سهل حوران، جراء مواصلة «النصرة» اعتقال النعمة وقائد «فوج الفرسان الأول» موسى احمد المسالمة، فيما كان لافتاً بث التنظيم لمقطع مصور يظهر «اعترافات» النعمة، الذي اقر بمسؤوليته عن عدد من المعارك التي انتهت بالهزيمة، وهو ما اعتبر بمثابة حشد للرأي العام ضده.
ودعت «النصرة» إلى تشكيل «محكمة مشتركة» مع «الجيش الحر»، الذي استنفر عناصره بسبب انتماء النعمة والمسالمة إلى عشائر بارزة في حوران، ما ينذر بخطر اشتعال مواجهة في المنطقة بين المجموعات المقاتلة.
وتكشف بعض المصادر أن «الخطر قد يمتد إلى اقتتال واسع، على اعتبار أن المجتمع الحوراني قائم على العشائرية المتماسكة والفزعة لبعضهم البعض، كما أن العديد من الكتائب تتشكل من أبناء العشيرة الواحدة، وبعضهم يقاتل جزءٌ من أبنائه في صفوف الجيش الحر والآخر في صفوف النصرة، ما يعني إشكالية كبرى لناحية الاقتتال الداخلي».
في المقابل، أشار بعض الناشطين إلى تشدد من الجانب الأردني مؤخراً في التعامل مع الكتائب التي تخشى قطع التعاون بينها وبين عمان أن لم تنته أزمة الموقوفين لدى «النصرة»، حيث تقوم الاستخبارات الأردنية بتسهيل نقل الجرحى والذخائر وحتى عبور اللاجئين من الممرات غير النظامية، وهو ما قد يتوقف كلياً ويشكل أزمة سيدفع المقاتلون في «الجيش الحر» ثمنها، ولعل هذا ما يفسر التصعيد والحشد من قبل عشرات الألوية والكتائب في أرياف درعا، تحسباً لأي معركة قد تندلع في مواجهة «النصرة».
وفي دير الزور، استمرت الاشتباكات بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من طرف وكل من «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» وفصائل تابعة لـ«الجيش الحر» من طرف آخر، لا سيما على محاور جديد عكيدات وجديد بكارة والهرموشة وطابية والصبحة.
وكانت انتهت أمس المهلة المحددة للقبول بمبادرة «عشائر الفرات» التي أعلنت «جبهة النصرة» موافقتها عليها، بينما استمر «داعش» بتجاهلها وعدم الرد عليها. وازدادت ضراوة القتال في جديد عكيدات بشكل خاص، مع وصول تعزيزات جديدة لـ«داعش» قادمة من معدان في الرقة بقيادة «القائد العسكري لداعش» عمر الشيشاني، بينما تولى «والي داعش في دير الزور» عامر الرفدان، الذي سرت أنباء غير صحيحة عن مقتله، قيادة الهجوم على محور الهرموشة.
وشهدت مناطق القتال حركة نزوح كثيفة للأهالي، لا سيما بعد حالات الإعدام الميدانية التي تعمد كل طرف تنفيذها لدى دخوله إلى أي منطقة، وهو ما أثار رعب السكان ودفعهم إلى الخروج من منازلهم باتجاه المناطق الآمنة، إن توافرت.
وترافقت الاشتباكات المسلحة بين الطرفين مع حملات إعلامية شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي بين أنصار الطرفين. واستهدفت هذه الحملات إضعاف معنويات الطرف الآخر ومحاولة التأثير فيها، عبر بث أنباء لا صحة لها، مثل نبأ إصابة «والي داعش في الحسكة» أبو أسامة العراقي ونقله إلى العناية المشددة، قابله نبأ عن هروب «الأمير الشرعي في النصرة» أبو حسن الكويتي إلى الأراضي التركية.
«الجهاديون» في سوريا: 74 جنسية مختلفة
مجموعات خاصة وولاءات شتى… من الحدود التركية إلى الأردنية
لا يمكن الجزم بعدد الجهاديين العرب والأجانب في جبهات المعارضة المسلحة السورية. يمكن القياس فقط على تطور أعدادهم وجنسياتهم، مثلا من خلال إحصاءات متقاطعة عبر ما نُشر من حصيلة القتلى في صفوفهم، وما تنعاه الجماعات «الجهادية»، أو ما تعلنه وزارات الداخلية في بلدان الأصل أحيانا، أو ما تقدره أيضا مراكز الدراسات المتخصصة التي تتحدث عن أكثر من 74 جنسية مختلفة.
وأحد مؤشرات القياس ما قدره التيار السلفي الأردني الذي يشارك بأكثر من ألفي مقاتل في سوريا. في كانون الأول الماضي، قدر قتلى «الجهاديين»، خلال ثلاثة أعوام في سوريا، بعشرة آلاف قتيل ينتمون إلى 15 جنسية، أكثرهم من العرب. تونس وحدها دفنت في سوريا 1900 من «جهادييها»، تليها ليبيا برقم مشابه، فـ1400 عراقي، و700 سعودي، و800 فلسطيني من الداخل والشتات، ومثلهم لبنانيون. مؤشر آخر على عدد الشيشانيين في سوريا: يقول «القائد العسكري العام لدولة العراق والشام» عمر الشيشاني إن 500 شيشاني قتلوا في سوريا.
كيف نقدر عدد الأوروبيين في سوريا؟
الاتحاد الأوروبي الذي يخصص الخميس المقبل مؤتمرا لبحث خطر «الجهاديين» من بلدانه في سوريا، بات يقدر عددهم بثلاثة آلاف مقاتل. كتائب «الجهاد» الفرنسي وحدها كانت تقدر قبل عام بمئتي مقاتل، تضاعفت حتى وصلت إلى 700 مقاتل حتى الآن، ومثلهم من الألمان والبريطانيين، وأعداد مختلفة من البلجيكيين والهولنديين.
وتذهب التقديرات الغربية إلى رقم يتراوح ما بين 15 إلى 20 ألف مقاتل. الاستخبارات الأميركية تحدثت عن سبعة آلاف، و«معهد واشنطن» ذكر 11 ألفا. لكن كيف وأين ينتشر هؤلاء، وكيف يعملون على الأرض السورية، وكيف عملت الاستخبارات التركية والأردنية والسعودية والأميركية والفرنسية، عبر البوابات التركية والأردنية واللبنانية؟
ينتشر «الجهاديون» الأجانب في قوس يمتد من الشرق السوري، من أسفل دير الزور فالرقة فأرياف حلب وادلب وجبل الزاوية واللاذقية، في أقصى الشمال الغربي، وكلما نزلنا جنوبا تراجعت الأعداد.
رأيان في تراجعهم في غوطة دمشق، أولا هيمنة زهران علوش و«جيش الإسلام» على منطقة الغوطة ومنع الأجانب من القيادة فيها، وثانيا سلفية «جهادية» محلية لا تقبل أن يهيمن عليها «الجهاد» العابر للحدود.
أما في حوران فيرجع ضعف «الجهاد» الأجنبي، واقتصار حضوره على الأردنيين والفلسطينيين خاصة، وبعض السعوديين في «جبهة النصرة» وحدها، وانحسار تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، إلى غلبة العصبيات العشائرية ومقاومتها دخول «جهاديين» أجانب، اصطدمت بهم، قتلا واغتيالا منذ البداية. وشكلت قلة العمليات الانتحارية، مؤشرا مطمئنا على انحسار نفوذ «النصرة» في درعا.
الجماعات الغالبة وترتيبها في «الجهاد»؟
يتوزع «الجهاديون» الأجانب خاصة على «داعش» و«جبهة النصرة» و«أحرار الشام»، التي تختلف على السلطة بين «أمرائها»، ومواعيد إعلان «الإمارة»، لكنها تجتمع كلها على منبتها «القاعدي»، وتحدر قادتها من «الجهاد» الأفغاني، وكان منهم أبو خالد السوري، الذي دبر أبو أيمن العراقي عملية اغتياله في مقره الحلبي في إطار الحرب التي تشتعل بين «الفاتح» أبو محمد الجولاني، وزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي.
وتلعب «أحرار الشام»، دوراً غير معلن في استقطاب «الجهاديين»، بقرار تركي، لاحتواء أكبر عدد ممكن من «الجهاديين» الأجانب في صفوف الجماعة «الجهادية» الأبرز، والأكثر عديدا وعددا، والتي اندمجت منذ البداية في صفوف «هيئة أركان الجيش الحر»، حيث يمكن للاستخبارات الغربية والتركية والسعودية، مراقبة تدفق «الجهاديين» عبر اختراقها لـ«أحرار الشام». وخص الأتراك «أحرار الشام» دون غيرها بإدارة معابر الحدود، ووضع بيد مسلحيها باب الهوى وباب السلامة.
وتختلف وسائل السيطرة والإدارة التركية والخليجية من جماعة إلى أخرى، ومن دمجهم في التجمعات الكبرى مثل «داعش» و«النصرة» و«أحرار الشام»، إلى تشكيل كتائب مستقلة. ويشتهر من «الجهاديين» الشيشانيون الأكثر خبرة بقدومهم من «الجهاد» الشيشاني إلى سوريا، وطليعة من شكلوا سرايا وكتائب مستقلة. والخيط الجامع بينهم الاستخبارات التركية التي تشرف على عملياتهم وتركز على حشدهم في منطقة حلب، هدفها الأول.
وبدأ «الجهاد» الشيشاني في سوريا جماعة واحدة في «جيش المهاجرين والأنصار»، بقيادة عمر الشيشاني، مركزها حلب وريف اللاذقية في ما بعد، وما لبثت أن تفرقت إلى خمس كتائب. وبخلاف السائد لم يدخل الشيشاني «الجهاد» متأخرا من بوابة وادي بانكيسي الجورجي، وقد قدر له أن يشاطر السعودي ثامر سويلم (أبو خطاب)، طريق «الجهاد»، قبل أن تقتله القوات الروسية.
وتفرعت المجموعة الأولى القادمة إلى مجموعات: 800 منهم اختاروا البقاء مع صلاح الدين الشيشاني، عندما بايع عمر الشيشاني أبو بكر البغدادي، وأصبح «القائد العسكري العام لداعش»، ومقره الحالي دير الزور. وسطع نجم صلاح الدين الشيشاني في تنظيمه الهجوم على حلب على رأس غرفة عمليات «أهل الشام»، التي تنسقها الاستخبارات التركية والقطرية والسعودية من أنطاكيا. وخرج مسلم الشيشاني من المجموعة لتأسيس «جنود الشام» التي تشارك بـ300 مقاتل في عمليات كسب في ريف اللاذقية.
وقاد الشيشاني سيف الله «جند الخلافة» حتى قتله قبل شهرين الجنود السوريون خلف أسوار سجن حلب المركزي، إبان واحدة من أكبر الهجمات التي نظمتها الجماعات «الجهادية» على السجن الحلبي المحاصر. أما «كتيبة صبري» الشيشانية فاختفت من الوجود، عندما بايع قائدها «داعش» في الرقة، واختفى أبو البنات الشيشاني الذي اشتهر بعمليات الذبح، وسحبته الاستخبارات التركية بعد ذبحه الأب فرانسوا مراد، ولعبه دوراً مهماً في خطف المطرانين إبراهيم اليازجي ويوحنا إبراهيم منذ عام، لمصلحة أبو عبد الرحمن الكويتي.
القوقاز، قلب آسيا الوسطى، لم يرسل شيشانيين إلى سوريا فقط. الاوزبكيون لهم حصتهم. «كتيبة الإمام البخاري» تضم بضع مئات من الاوزبكيين، يقودهم سعيد الاوزبكي، بعد مقتل قائدهم الأول محمد علي الاوزبكي. طاجكستان تقاتل أيضا في سوريا. «كتيبة أنصار الدين» الطاجيكية، تحتشد في الريف الحلبي وحول المدينة.
الخليجيون في «الجهاد»
السعوديون يقاتل معظمهم في «داعش» و«النصرة»، لكنهم يقاتلون أيضا في كتائب مستقلة، يغلب حضورهم فيها. «الكتيبة الخضراء» تضم 400 إلى 500 سعودي. وتشتهر هذه الكتيبة، التي سطع نجمها في معارك ريف اللاذقية، بالعدد الكبير من الانغماسيين والانتحاريين الذين قتلوا خلال معاركها، وعدم قدرتها على تجديد عديدها من فرط اختصاصها بالأعمال الانتحارية، ما يفسر تراجع عديدها. وقادها فهد السمياني قبل أن يقتل ليخلفه عمر سيف.
«كتيبة صقور العز» أو «المهاجرين»، هي أقدم الكتائب السعودية، ويقودها الشيخ عبد الواحد، الملقب بصقر، وهو أحد قدامى «القاعدة» في أفغانستان. وتعمل الكتيبة في ريف اللاذقية خاصة.
الكويتيون لا يكتفون بدعم وتمويل «أحرار الشام»، وتركيب واحدة من أكبر شبكات دعم «الجهاديين» في سوريا، عبر شافي العازمي والداعية فهد حجاج العجمي. الكويتيون لهم كتيبتهم المقاتلة، وهي «حمران النواظر»، التي يتحدر معظم مقاتليها من قبيلة المطير، وقائدها خالد المطيري قتل العام الماضي، وتقاتل في الشمال السوري.
المصريون يقاتلون عبر «داعش» و«النصرة» و«أحرار الشام»، لكن أبا عبيدة المصري اتخذ له كتيبة «جيش محمد» التي توالي «النصرة» خاصة، عملا بفتوى أيمن الظواهري.
«جهاديو» المغرب العربي
800 ليبي يقاتلون خاصة في ريف اللاذقية، وأشهر كتائبهم «البتار» التي يقودها أبو صهيب الليبي، الذي عُرف بمشاركته في عملية الساحل الأولى، وخروجه بشريط فيديو يستعرض فيه أسراه من الأطفال والنساء، من القرى التي هاجمتها كتيبته. ونقلتها قيادة «داعش»، بعد البيعة إلى الحسكة، حيث تقاتل «النصرة» في مركدة والبصيرة والصور.
تونس قدمت إحدى أكبر الجماعات التي افتتحت طريق «الجهاديين» من المغرب الى المشرق. لا يُعرف رقم حقيقي لهم، لكن جماعات منها تقاتل في صفوف «النصرة» و«داعش». وشكل الداعية التونسي بلال الشواشي مع ذلك كتيبة مستقلة، هي «كتيبة العقاب»، التي تقاتل في الطبقة بريف الرقة.
أما «شام الإسلام»، فهي «جيش الجهاديين» المغاربة. ألف مقاتل قائدهم أبو احمد المغربي، أتى من معتقل غوانتانامو الأميركي، إلى سجن مغربي فسوريا، ليقود آخر عملياته في كسب، ويُقتل فيها.
وأحد الأسباب التي كانت تدعو المغاربة أو السعوديين أو التونسيين أو غيرهم لتأليف مجموعات خاصة هي حماية هذه المجموعات لنفسها من أي اختراق مخابراتي.
وهناك «الجهاد» الأوروبي، الذي لا يقلق وجوده في حد ذاته دول الاتحاد الأوروبي، لكن عودة «الجهاديين» أحياء من سوريا إلى أوروبا يطرح على اجتماع بروكسل الأوروبي، مشكلة احتواء العائدين واحتواء خطر انتشارهم، بعدما تحولوا من مجرد بؤرة، استخدمت الساحة السورية لتصفيتها باجتذاب عناصرها من دول الاتحاد الأوروبي إلى جبهات القتال، إلى كتائب يهدد الناجون منها بنشر العدوى، في بلدان الأصل.
لم يؤسس «الجهاد» الأوروبي في سوريا فصائل مستقلة وقاتل ما يقارب من ألفي «جهادي» أوروبي في صفوف «أحرار الشام» و«داعش» و«النصرة»، باستثناء الألمان.
وبسبب عبور «الجهاد» الفرنسي إلى سوريا من باريس عبر تونس، فقد برز غالبيتهم في صفوف «النصرة» و«أحرار الشام»، ثم «داعش»، إذ يتولى أبو عبد الرحمن الفرنسي قيادة «جبهة النصرة» في الرقة، ويقود أبو صهيب الفرنسي معارك «النصرة» في ريف اللاذقية، ويشتهر أبو محمد الفرنسي بكونه «الأمير الشرعي لأحرار الشام» في مسكنة في ريف حلب.
أما «الجهاد» الألماني، فله كتيبته المستقلة مع النمساويين. «كتيبة ملة إبراهيم» أسسها المصري النمساوي محمد محمود قبل عامين، وتضم بضع مئات من المتحدثين بالألمانية، وانضم إليها مغني «الراب» الألماني أبو طلحة. معظمهم لجأ إلى ريف اللاذقية بسبب تغيير طرأ على موقف الاستخبارات التركية التي بدأت بالتضييق عليهم منذ أسابيع. فمن بين كل الجماعات «الجهادية» القادمة من أوروبا اختارت الاستخبارات التركية، مواجهة القادمين من ألمانيا، تحت ضغط من برلين. إذ سلّمت تركيا «أميرهم» أبو أسامة الغريب الألماني إلى برلين بعدما خطفته «النصرة» وسلمته إلى الأتراك.
وأخيرا تعد حوران ساحة «الجهاد» الأردني والفلسطيني، إذ يجتمع في «كتيبة بيت المقدس» 300 سلفي «جهادي» فلسطيني طردتهم حماس من غزة، تحت راية شيخهم أبو النور. ويقود الأردني إياد الطوباسي مئات من مقاتلي التيار السلفي الأردني في صفوف «النصرة»، في حلب وريف القنيطرة ومنطقة فصل القوات مع الجولان المحتل، ويعد رأس رمح الهجمات ضد التلال في القنيطرة ودرعا.
قائد جبهة ثوار جنوب سوريا يعترف لـ ‘جبهة النصرة’ بحقيقة تسليمه خربة غزالة للنظام السوري بتوجيه من بعض الدول الداعمة
هبة محمد
درعا ـ ‘القدس العربي’: بعد إلقاء القبض على قائد جبهة ثوار جنوب سوريا وقائد المجلس العسكري في درعا العقيد الركن أحمد فهد النعمة من قبل جبهة النصرة في الرابع من الشهر الحالي، بثت الهيئة الشرعية التابعة لكتائب المعارضة المسلحة بما فيها جبهة النصرة في المنطقة الشرقية جنوب البلاد شريطا مصورا للعقيد الركن يدلي فيه باعترافاته ويتحدث عن تسليمه لبلدة ‘خربة غزالة’ بعد معارك دامت 62 يوما بين جيش الأسد وكتائب المعارضة المسلحة في شرح مفصل لآلية تسليم البلدة.
وسرد النعمة تفاصيل التسليم لنظام الأسد، ويقول بدأت العملية من اللواء 38 التي اشترك فيها كل من جبهة النصرة وكتائب من المعارضة المسلحة بقيادة بشار الزعبي وياسر العبود وهما قياديان في كتائب الثوار.
وأضاف النعمة أنه بتوجيه من بعض الدول الداعمة له والرافضة لتوجهات ‘جبهة النصرة’ قام بالإمتناع عن تقديم الأسلحة والذخائر للكتائب التي تخوض المعركة وتحدث عن طلب تلك الدول المانحة بضرورة الإنسحاب من المعركة وفتح الأوتستراد الدولي ‘دمشق- درعا’ الذي كانت ‘جبهة النصرة’ وكتائب الثوار قد قطعته خلال معاركها مع جيش النظام مما أدى الى عزل محافظة درعا بالكامل عن العاصمة السورية دمشق.
العقيد الركن النعمة طلب في اتصال هاتفي مع أبو عمار أحد القادة العسكريين الميدانيين الذي يشارك بالمعارك الى جانب ‘جبهة النصرة’ بالتراجع من المعركة بهدف فتح الأوتستراد الدولي الرابط بين محافظة درعا والعاصمة دمشق. فيما قوبل طلبه بالرفض من القائد الميداني الذي فضل مقتل جميع الثوار على فتح الأوتستراد أمام جيش النظام وأكمل أبو عمار أنه لن يتلقى الأوامر والتعليمات من أي جهة كانت’ وبعد نفاذ ذخيرة الثوار بقيادة أبو عمار طلب الأخير من النعمة تزويده بالذخيرة والعتاد من أجل الإستمرار بالعمليات العسكرية لكن الأخير رفض وطلب إقحام الكتائب العاملة تحت رايته بالمعركة بالتزامن مع انسحاب كتائب أبو عمار التي نفذت لديها الذخيرة.
في هذه الأثناء تمت عملية التبادل والتي انتهت باستلام العقيد النعمة زمام أمور المعركة وقيادة العمليات في قرية خربة غزالة.
وأكمل النعمة في حديثه أنه دخل المدينة بغرض التصوير على جبهاتها في يومه الأول من استلامه سير المعارك وانسحب مباشرة باتجاه اللواء 52 في مدينة الحراك بذريعة أن السلاح المقدم للنعمة هو لتحرير اللواء 52 في مدينة الحراك وليس لمساندة الكتائب الإسلامية في معاركها وتحرير خربة غزالة. وبهذا الحال انتهى سقوط خربة الغزالة بيد نظام الأسد بعد انسحاب كتائب النعمة.
يذكر أن ‘جبهة ثوار جنوب سوريا’ أعلن عن تشكيلها العقيد الركن في مطلع شهر أيار/مايو الحالي والتي تضم عددا من قادة فصائل المعارضة المسلحة العاملة في درعا.
وجاء اعتقال النعمة من قبل ‘جبهة النصرة’ بعد إصدار مذكرة بحث وتوجيه عدة تهم له منها ‘الخيانة والسرقة’، وتسليم بلدة ‘خربة غزالة’ وفق صفقة مادية، وبالإضافة إلى تصرفه بإمكانيات عسكرية ضخمة والعمل على تشكيل وحدات وخلايا نائمة لطعن الثورة بظهرها من خلال افتعال المشاكل التي يترتب عليها نزاع قد يصل الى مسلح بين كتائب الثوار حسب ما تحدث أبو خالد هلال ـ عضو المكتب الإعلامي في درعا لـ’القدس العربي’.
ويذكر أن المجلس العسكري في درعا بقيادة العميد فايز مجاريس كان قد أصدر بياناً رسمياً رقم 73 بتاريخ 14 ـ 07 ـ 2013 يقضي بعزل العقيد النعمة قائد المجلس وتحويله للمحكمة بعدة تهم معتبرة أنه بات مطلوبًا بشكل رسمي لمحكمة ثورية في أرض حوران بسبب ما وصفته ‘العمل على شق صف الثوار’ وذلك من خلال اجتماع غرفة عمليات الجبهة الجنوبية حينها بقيادة أبو عمار قائد فلوجة حوران ورئيس عمليات حربية في حوران.
ويشار الى أن اعترافات النعمة سجلت خلال اعتقاله وهو ما يضع الكثير من التساؤلات ويثير الشكوك حول تعرضه لضغوطات كبيرة للإدلاء باعترافات تحت التهديد.
حكومة المعارضة تعتزم إنشاء جامعة “حرة” في الداخل السوري
علاء وليد- الأناضول: أعلنت الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة الخميس، عن عزمها إنشاء جامعة على الأراضي “المحررة” في الداخل السوري.
وفي بيان أصدرته، ووصل مراسل (الأناضول) نسخة منه، قالت الحكومة إن وزارة التربية والتعليم التابعة لها، تعمل على إنشاء جامعة على الأراضي “المحررة” أي التي تسيطر عليها قوات المعارضة في الداخل السوري، وذلك بالقرب من الحدود التركية.
وأشارت الحكومة، إلى أن إنشاء الجامعة، الذي لم تحدد فترة معينة لإنجازها أو المباشرة بها، يأتي بالتوازي مع إطلاق جامعة “افتراضية”، توفر التعليم الجامعي للطلاب في “الداخل المحرر والمحاصر”، إضافة للسوريين في دول اللجوء.
وأدى الصراع المندلع في سوريا منذ أكثر من ثلاثة أعوام إلى تدمير عدد كبير من المباني الجامعية في البلاد، إضافة إلى أن ظروف الحرب ونزوح وتهجير نحو 10 ملايين سوري، داخل البلاد وفي دول الجوار حال دون استكمال التحصيل العلمي لآلاف الطلاب.
وشكلت الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف، العام الماضي، وتتخذ من مدينة غازي عينتاب، جنوب شرقي تركيا مقراً مؤقتاً لها، وتعمل على تأمين الخدمات المختلفة لسكان المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام من خلال الدعم الدولي الذي يصلها.
قوات الأسد تعلن أنها بصدد السيطرة على حمص
بيروت- (رويترز): قالت القوات السورية إنها ستسيطر الخميس بشكل كامل على مدينة حمص التي ارتبط اسمها يوما بمشاهد الحشود المطالبة بالديمقراطية لكنها تجسد الان صور الخراب وقسوة الحرب الأهلية السورية.
وبعد أن ظلوا يسيطرون على الحي القديم بحمص قرابة عامين رحل أكثر من 900 من مقاتلي المعارضة عن “عاصمة الثورة” في عدة قوافل أمس الأربعاء.
ونقلوا إلى منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة خارج المدينة بموجب اتفاق أبرم بين المقاتلين والقوات الموالية للرئيس بشار الأسد.
وقال طلال البرازي محافظ حمص لوسائل إعلام رسمية إن 80 في المئة من المقاتلين غادروا المدينة وإنه سيتم إجلاء الباقين اليوم الخميس لتعلن حمص مدينة آمنة وتبدأ عمليات إعادة البناء.
وابتسم المقاتلون للكاميرات أثناء رحيلهم لكن سقوط ثالث أكبر مدينة سورية في أيدي قوات الحكومة هو ضربة كبيرة للمعارضة وانتصار للأسد قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية التي من المرجح أن يعاد انتخابه فيها.
وخرج آلاف السوريين الى شوارع حمص عام 2011 ثم امتدت المظاهرات المعارضة للأسد لكل المدن الكبرى. واستخدمت قوات الحكومة الهراوات والذخيرة الحية لقمع المظاهرات في المدينة المختلطة دينيا.
وأطلقت قذائف مورتر على المظاهرات في حمص فلجأ المتظاهرون للسلاح. وانتشرت الجماعات المقاتلة عبر المدينة فيما لاذ المدنيون بالفرار أو احتموا في أقبية المباني المدمرة. وقبل عام فرضت قوات الحكومة حصارا على الحي القديم وقال سكان إنهم يتضورون جوعا.
وبث التلفزيون الرسمي الخميس لقطات لمراسل كان لا يرتدي سترة واقية وهو يجري مقابلة تحت الأمطار مع محافظ حمص في منطقة وسط حمص المهجورة. وقال المحافظ إن من تبقى من المقاتلين سيرحل خلال الساعات القليلة المقبلة.
وخلفهما لم ينج أي مبنى من آثار الرصاص وقذائف الموتر والقنابل بعد ثلاثة أعوام من الصراع. وسويت بعض المباني بالأرض تماما.
ويأتي إجلاء مقاتلي المعارضة بعد شهور من المكاسب التي حققها الجيش بدعم من حزب الله اللبناني على طول ممر استراتيجي يربط العاصمة دمشق بحمص والمنطقة المطلة على البحر المتوسط التي يسكنها العلويون الشيعة الذين ينتمي لهم الأسد.
وتسيطر قوات الأسد الآن على معظم العاصمة والطريق السريع الرئيسي بين دمشق وحمص والساحل الغربي المطل على البحر المتوسط بينما يسيطر مقاتلو المعارضة على معظم المنطقة الصحراوية في الشمال والشرق. ويتنازع الطرفان السيطرة على حلب ثاني أكبر المدن السورية.
وفي إطار الاتفاق الذي أبرم بين المقاتلين وقوات الأسد أفرج عن عشرات الأسرى الذين كان المقاتلون يحتجزونهم في محافظتي حلب واللاذقية الشماليتين.
لكن مقاتلين من جبهة النصرة التابعة للقاعدة منعوا قافلة إغاثة -كانت أيضا جزءا من الاتفاق- من الوصول لقريتين شيعيتين محاصرتين خارج حلب أمس الأربعاء. ولم يتضح إن كانت القافلة تحركت اليوم الخميس.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز الأسد في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثالث من يونيو حزيران والتي يقول معارضو الأسد انها مسرحية هزلية.
ويقول المعارضون إن من غير الممكن إجراء انتخابات نزيهة في بلد تمزقه الحرب الأهلية ويقع الكثير من أراضيه خارج سيطرة الحكومة وتشرد ستة ملايين من سكانه بينما لاذ 2.5 مليون آخرون بالفرار خارج البلاد.
وقتل أكثر من 150 ألف شخص بسبب الصراع ويتسبب القتال في مقتل أكثر من 200 شخص في اليوم.
السعودية تدعو لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لمناقشة الوضع في سورية
القاهرة- (د ب أ): طلبت المملكة العربية السعودية عقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب يوم الاثنين المقبل في الرياض وذلك لبحث تطورات الأوضاع في سورية، وذلك على هامش اجتماعات مجموعة آسيان واذربيجان.
وقال مصدر دبلوماسي عربي مسؤول بالقاهرة إن “الأمين العام الدكتور نبيل العربي قام بتعميم الطلب السعودي على الدول العربية كافة وجاري حاليا التشاور مع وزراء الخارجية العرب لتأكيد هذا الموعد”.
وأضاف المصدر أن الاجتماع سيناقش آخر تطورات الأوضاع في سورية في ضوء التطورات المتصاعدة في سورية سياسيا وميدانيا وانسانيا خاصة ما يتعلق باستمرار النزاع واعلان السلطات السورية عن اجراء انتخابات رئاسية الشهر المقبل.
تنسيقية معارضة تدعو لمحاسبة الدولة اللبنانية “قانونياً” على مشاركة حزب الله في القتال بسوريا
بيروت- الأناضول: أعلن “اتحاد تنسيقيات الثورة السورية” الخميس، أنه سيتابع المسؤولية القانونية للدولة اللبنانية حول مسؤوليتها في مشاركة حزب الله بالقتال الى جانب قوات النظام السوري.
وفي رسالة وجهها للرئيس اللبناني ميشال سليمان، ووصل مراسل (الأناضول) نسخة منها الخميس، دعا الاتحاد وهو تنسيقية إعلامية تابعة للمعارضة السورية، إلى رفع دعاوى قضائية في المحاكم الدولية ضد ما وصفه بـ(الخروقات) من قبل لبنان.
كما دعا إلى العمل على محاسبة الدولة اللبنانية لتقصيرها في ردع المسلحين القادمين عبر أراضيها للقتال إلى جانب قوات النظام، وتعويض أسر الضحايا وأصحاب الممتلكات المتضررين في سوريا”.
ويقاتل حزب الله منذ مطلع العام 2012 إلى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فيما انضم عدد من اللبنانيين المناصرين للثورة السورية من بينهم جهاديين، إلى القتال مع قوات المعارضة المسلحة.
وأضافت رسالة الاتحاد بالقول إنه “على الرغم مما نعلمه من ضعف الدولة اللبنانية جراء التدخل الإيراني والدولي في شؤونها، إلا أننا لا نجد بديلاً من تحميل هذه الدولة بكل رجالاتها مسؤولية المجازر التي يرتكبها لبنانيون طائفيون يقاتلون مع قوات بشار الأسد بحق شعبنا وأهلنا”، في إشارة إلى حزب الله.
ولفتت الرسالة إلى أن الشعب السوري “لن يُسقط حقه بمحاسبة ومحاكمة كل من يُسّهل أو يسمح بعبور الملشيات الشيعية التي تهاجم أراضيه انطلاقاً من الأراضي اللبنانية”.
ورأى الاتحاد أنه بعد أن أسقط الشعب السوري شرعية سلطة الأسد، “لا يمكن مراعاة أي تبرير للاشتراك في الجرائم التي ترتكبها الميلشيات الطائفية الموالية لبشار الأسد، وما يسمى (جيش الدفاع الوطني)، والتي تقاتل إلى جانبها مجموعات لبنانية مسلحة من حزب الله.
وأكد الاتحاد أنه سيتابع المسؤولية القانونية للدولة اللبنانية عن “هذه الخروقات وإطلاق يد مجرمي حزب الله الذي كنا نعتبره حزباً وطنيا مقاوماً ما قبل انزياح اللثام عن عقيدته الطائفية المقيتة”، حسب تعبيره.
ودعا “اتحاد التنسيقيات” النشطاء الحقوقيين وجميع المتضررين برفع دعاوى قضائية في المحافل القانونية الدولية، خاصة البلجيكية والهولندية والفرنسية للـ”المطالبة بوقف الخروقات وتحميل الدولة اللبنانية المسؤولية عن التقصير في ردع المسلحين وتعويض أسر الضحايا وأصحاب الممتلكات المتضررين من معارك فتحها هؤلاء “القتلة” لتحقيق “مصالح سياسية لدولة إيران على أراضي سوريا”.
ولم يتسنّ الحصول على تعليق رسمي من السلطات اللبنانية على الرسالة التي وجهها اتحاد التنسيقيات الذي ذكر أنه أرسل نسخاً منها إلى مكتب رئيس الجمهورية اللبنانية ووزارة الإعلام اللبنانية ونقابة محرري الصحافة اللبنانية ووسائل الإعلام اللبنانية والدولية بالإضافة إلى الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
تنسيقية معارضة: 50 قتيلاً من قوات النظام بتفجير فندق بحلب
علاء وليد- الأناضول: قال تنسيقية إعلامية معارضة الخميس، إن 50 قتيلاً من قوات النظام السوري سقطوا بتفجير فندق كانوا يتمركزون فيه بمدينة حلب شمالي البلاد.
وفي بيان مقتضب أوردته، وصل مراسل (الأناضول) نسخة منه، قالت “الهيئة العامة للثورة السورية” إن 50 قتيلاً سقطوا بانفجار فندق “الكارلتون” القريب من قلعة حلب الأثرية الذي تتخذه تلك القوات مركزاً لها في الأحياء التي تسيطر عليها من مدينة حلب شمالي سوريا.
وكانت تنسيقيات إعلامية معارضة، ذكرت في وقت سابق اليوم، إن العشرات من قوات النظام سقطوا ما بين قتيل وجريح بانفجار فندق “الكارلتون”.
وأوضحت التنسيقيات أن الانفجار ناتج عن تلغيم قوات المعارضة للفندق بكمية من المتفجرات تم وضعها تحته عبر حفر نفق يؤدي إليه.
ولم يتسنّ الحصول على تعليق رسمي من النظام السوري حول التفجير بسبب القيود التي يفرضها على الإعلام.
وتسيطر قوات المعارضة على معظم المدن والبلدات الواقعة في ريف حلب الشمالي منذ أكثر من عام ونصف العام، في حين أنها تتقاسم السيطرة على أحياء مدينة حلب مع قوات النظام.
قائد الجيش الحر: المعركة في حمص لم تنته والفرصة مهيئة لاستعادتها مجدداً
إسطنبول- الأناضول: اعتبر مؤسس وقائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد أن الاتفاق الأخير في مدينة حمص “وسط فيه ربح وخسارة للمعارضة، وأن المعركة لم تنته في المدينة، بل يمكن إعادة الكرة مرة أخرى لاستعادتها”، محملاً المسؤولية على من قال بأنهم “أمراء وأوصياء على الثورة، ويملكون المال والسلاح والإغاثة”.
وفي حوار أجراه الأسعد مع مراسل الأناضول في إسطنبول، قال إن “الجميع يعرف ماذا قدم أهل حمص، وكيف صمدوا وقاوموا الضغوط الداخلية والخارجية من النظام، ومن هو محسوب على الثورة”، لافتاً إلى أن “لكل إنسان طاقة تحمل معينة والمقاتلين كذلك، فمن حقهم أن يخرجوا بشكل مشرف بعد أن توقف دخول الغذاء مؤخراً بشكل كامل عنهم”.
ولفت إلى أن “المعركة لم تنته في حمص بعد، لأنها ثورة وليست حرب حقيقية، والحرب كر وفر، ويمكن إعادة الكرة مرة أخرى لاستعادة المدينة”، مشيراً إلى أن “هناك تجييش كبير وتعاضد مع خروج المقاتلين”.
وقال محافظ حمص طلال برازي الخميس: “إن نحو ألف مقاتل من المعارضة غادروا أحياء حمص، التي تحاصرها قوات النظام منذ حوالي 22 شهراً، أي بنسبة تزيد على 80% من العدد الإجمالي المتوقع للقوات “، بحسب وكالة أنباء النظام الرسمية، وذلك تنفيذاً لاتفاق يقضي إضافة لخروج المقاتلين؛ بالإفراج عن عسكريين موالين للنظام وإيرانيين وروسي وإدخال مساعدات لمناطق موالية للنظام محاصرة بريف حلب.
من ناحية أخرى، حمّل الأسعد مسؤولية مآل الأوضاع في حمص “لمن يملكون المال والسلاح والاغاثة، فقبل حمص كانت (القصير) وبعدها (يبرود وتلكلخ والزارة) وغيرها”، واصفاً إياهم بأنهم “من نصبوا أنفسهم أمراء على هذه الثورة، ويمنعون الجميع من العمل، بل يعتبرون أنفسهم أوصياء، ويتحملون دماء السوريين حالياً ومستقبلاً”، على حد تعبيره.
وأضاف الأسعد أن “الحدث اليوم هو حمص، والناس متذمرة بشكل كبير وفي مرحلة هيجان على من يعتبرون أنفسهم أولياء الثورة ويشرفون عليها، بل حتى وارثوها ويتحكمون بمقدراتها، وهناك تفكير بإسقاط الائتلاف الذي لم يقدم سوى الإساءة للثورة، صحيح أن هناك دول تعترف به والداخل السوري المعارض اعترف به مؤقتاً أيضاً، إلا أنه لم يحقق طموح الشعب والثائرين”.
ومضى أيضاً بالقول “المسؤوليات كثيرة وأعضاء الائتلاف يتقاتلون على مناصب، إنها ثورة شعب، ومن خرج ضد النظام وترسانته، قادر على منع أي شخص من الجلوس على الكرسي في المستقبل”، مشدداً على أن “الشعب السوري بات يعرف الهدف، ويعرف الأشخاص المناسبين في حكم البلاد، وهؤلاء المتنافسين لن يكون لهم مكان في سوريا”، على حد وصفه.
وفيما يتعلق باختراقات النظام لتشكيلات المعارضة، شرح الأسعد الأمر قائلاً “كان الجيش الحر هو الجناح العسكري الوحيد للثورة، الذي انطلق وحقق انتصارات، وهتف السوريون باسمه، وكان يمضي بشكل جيد، إلا أن خرج بعض الضباط الذين حذرنا منهم، وحذرنا بعض التشكيلات التي لا تعمل تحت إشراف الجيش الحر أيضا”.
وأردف متابعا “بدأت الاختراقات لأنه هناك داعمين، وأصبحت الثورة أجندات خارجية، فاستطاع النظام أن يدس بها، فاصبحت مرحلة مال وسلاح دون تدقيق على المجموعات والضباط، فمن لا تقبله سينتمي إلى غير مجموعة، ورغم ذلك حاولنا معهم في البداية، وكان يعلمون بتصرفات البعض المشتبه بها ولكنهم اصروا عليهم، وحتى القيادات التي شكلوها 90% منها مخترقة من قبل النظام”.
ولفت إلى أن “الشعب السوري لن يسكت عن هذه الأمور، ويجب على المحاكم أن تحاكم هؤلاء، مشدداً على أنه ليس لأحد أن يتوقع قيام أي طرف بأن يحميهم، بل لتحميهم الجهات الداعمة لهم، وسيحاسبون على كل تجاوزاتهم واساءاتهم”.
وفي نفس السياق، رفض الأسعد اعتبار المرحلة بأنها سوداوية، “بل أكثر إشراقاً، ومنذ أكثر من عدة أشهر المعنويات عالية”، معتبراً أن “الصورة سوداوية لمن ينصبون أنفسهم قادة للثورة”، مستدركا أنه “طالما بدأ الناس والشباب ينتقدون علنا الأخطاء، وعدم السكوت عن القادة فإنها مرحلة ذهبية، حيث يبحث الشباب والقادة في الوقت الحالي عن الجهات الصحيحة، وهذه هي الخطوة التي تعيد الهيكلة بالشكل الصحيح”.
أما فيما يتعلق بآخر أخبار الجيش الحر، قال الأسد أن الحر هو “جيش الثورة السورية، وتأسس منذ البداية لاعطاء شرعية للثورة، لمعرفتهم بأن النظام لا يزال الا بالقوة، وحاول كثيرون ضرب ونزع هذه الشرعية عبر تشكيلات عديدة أوجدتها بعض الأطراف الدولية والداخلية لضرب هذه الشرعية، لتتخبط وتظهر بعدها مجموعات على الساحة لها مسميات محددة”.
واشار إلى وجود مساع “من أجل توحيد الصفوف مجدداً، واعادة مسار الثورة إلى طريقها الصحيح، من خلال إعادة ترتيب أوراق الجيش الحر، وإزالة كل (الأخطاء) العالقة فيه، كما تم تأسيس بعض الكتل والألوية، وفي القريب العاجل ستطلق مبادرة لتوحيد كافة الفصائل بشكل حقيقي، لمن ليس عليهم شبهة من سرقات تسيء للثورة السورية”.
وكشف أن هذه الخطة هي “إعادة ترتيب وفرز الأمور على الأرض، لأن الجيش الحر اليوم بحاجة إلى الأشخاص الذين يريدون وحدة سوريا، لأن مقاتلي الحر خرجوا للحفاظ على المؤسسات وحقوق الناس، ومن خرج عن هذا الإطار ليس منهم، كما أن هناك كثير من يتمسح باسم الجيش الحر، ويسيء للثورة باسمه، وهو يتبع لدول معينة”، على حد وصفه.
ومنذ مارس/ آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات التي اندلعت في منتصف مارس/ آذار في سياق ثورات الربيع العربي؛ ما دفع سوريا إلى معارك دموية؛ حصدت أرواح أكثر من 150 ألف شخص، بحسب إحصائية خاصة بالمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له.
الجيش الحر يعاقب بالإعدام عميدا منشقا عاد إلى صفوف نظام الأسد
حازم بدر- الأناضول: أصدرت المحكمة العسكرية، التابعة لهيئة أركان الجيش السوري الحر المعارض الأربعاء، حكما بإعدام العميد محمد أبو زيد، لعودته إلى النظام السوري بعد أكثر من عام ونصف من انشقاقه.
وحصلت وكالة الأناضول اليوم، على مقطع فيديو يظهر فيه العقيد مالك عبد القادر، رئيس المحكمة، وهو يلقى بيان يتضمن الحكم والحيثيات الخاصة به، وجاء فيه أن العميد أبو زيد، الذي كان يشغل عضو هيئة القضاء العسكري بالجيش الحر، متهم بالخيانة والاتصال مع العدو.
وكان أبو زيد يشغل منصب رئيس المحكمة العسكرية في مدينة حلب (شمال)، قبل أن ينشق عن النظام في أغسطس/ أب 2012، غير أنه عاد مؤخرا إلى صفوف نظام بشار الأسد.
وظهر أبو زيد على شاشة التليفزيون الرسمي السوري في 24 أبريل/ نيسان الماضي، معلنا عودته إلى نظام الأسد.
وقال أبو زيد، خلال المقابلة، إن لديه وثائق وملفات كثيرة “تثبت تورط من يدعون أنفسهم دعاة السلام فيما يسمى الائتلاف المعارض والجيش الحر بسفك الدم السوري”، وإنه سيسلمها للجهات المختصة.
ومضى قائلا إن “هؤلاء يعيشون في قصور أوروبا ويدخلون إلى سوريا الشيشاني والأمريكي والأفغاني ممن لا علاقة لهم بالإسلام ولا بأي من الديانات السماوية، ولا غاية لهم إلا إرجاعنا إلى العصور الحجرية من خلال الأفكار التي يحملونها”.
ويقول نظام بشار الأسد في سوريا، الذي دعته واشنطن مرارا إلى التنحي، إنه يواجه مؤامرة إقليمية ودولية تستهدف إسقاطه باعتباره، وفقا لدمشق، يناهض إسرائيل والسياسات الأمريكية في المنطقة، فيما تردد المعارضة أنها تسعى إلى إنهاء أكثر من 40 عاما من حكم عائلة الأسد، وإقامة نظام ديمقراطي يتم فيه تداول السلطة.
وأودى الصراع المسلح بين قوات النظام والمعارضة بحياة أكثر من 150 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، وشرد حوالي تسعة ملايين آخرين، وفقا للأمم المتحدة، من أصل تعداد سوريا البالغ حوالي 22.5 مليون نسمة.
الجربا سيلتقي اوباما وسيطلب أسلحة نوعيّة
إجلاء مقاتلي المعارضة من حمص غليون: سوريا تتعرّض لاحتلال ايراني
حمص ـ درعا ـ ‘القدس العربي’ من هبة محمد وطارق الحمصي: انسحب المئات من مقاتلي المعارضة السورية من وسط مدينة حمص امس الأربعاء، تاركين معقلا كان من أول معاقل الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد، مما منحه انتصارا رمزيا مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة.
وأعلن مصدر مسؤول في الجبهة الإسلاميّة أنّ مقاتلي المعارضة السورية بدأوا فجر امس، الانسحاب من مدينة حمص، بموجب الاتفاق الذي أبرمته كتائب المعارضة مع النظام السوري بوساطة من الأمم المتحدة.
وذكر المصدر في حديث لـ’القدس العربي’ أنّ في المرحلة الأولى من الاتفاق تقوم الجبهة بتسليم 40 أسيرا لقوّات الأسد في الساحل السوريّ، وتسهيل مرور المؤن الغذائيّة لقريتي نبل والزهراء المواليتين للنظام بريف حلب الشمالي بالمقابل تعهد نظام الأسد بتأمين خروج 1200 شخص من المحاصَرين في مدينة حمص إلى ريفها الشماليّ المحرّر. وقال نشطاء إنه تم إجلاء 1900 شخص معظمهم من مقاتلي المعارضة.
وفي حديث مع ‘القدس العربي’ قال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، الكاتب برهان غليون ان ما يحصل في سوريا الآن هو احتلال ايراني وشدد على اولوية الحرب مع النظام وليس القتال مع المنظمات الجهادية المتطرّفة، كما انتقد غليون الموقف الأمريكي من الثورة السورية واعتبر الهدايا التي قدمتها واشنطن ‘مسمومة’ وطالب الدول العربية بالتحالف ضد المشروع الايراني.
من جهة اخرى طالب رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا امس الاربعاء الولايات المتحدة بتزويد مقاتلي المعارضة بالاسلحة الضرورية التي تتيح لهم حسم النزاع المسلح مع النظام السوري.
وقال الجربا امام مركز دراسات في واشنطن في مستهل اول زيارة رسمية له للولايات المتحدة ان قوات المعارضة تحتاج الى ‘اسلحة فعالة لمواجهة هجمات (النظام ). مشدداً على ان ‘هذا الامر سيسهل (ايجاد) حل سياسي’.
وقال مسؤول في البيت الابيض الثلاثاء إن من المتوقع أن يجتمع الرئيس باراك أوباما مع الزعيم السوري المعارض أحمد الجربا خلال الأسبوع القادم أثناء زيارته لواشنطن
السعودية اختارت قائد ‘جبهة ثوار سوريا’ لدعمه بالمال والسلاح وأسئلة حول قدراته القيادية
لندن ـ ‘القدس العربي’: تحت عنوان في صحيفة ‘كريستيان ساينس مونيتور’ الأمريكية ‘ كيف صنع الدعم السعودي قائدا من عامل بناء’ في إشارة لزعيم ‘جبهة ثوار سوريا’ التي قالت الصحيفة إن السعوديين على ما يبدو اختاروه، وهو جمال معروف وأكدوا على تزويده بالمال والدعم. لكن الصحيفة تقول إن المال لا يمكنه شراء الولاء وللأبد.
وجاء في التقرير الذي كتبه دومنيك سوغيل من منطقة هاتاي في جنوب تركيا أن ‘الأمريكيين يحاولون وبدأب البحث عن فصيل سوري مسلح يمكنهم دعمه ويرتاحون لتقديم المال والسلاح له، إلا أن السعوديين على ما يبدو اختاروا رجلهم، وخلال أقل من ثلاثة أعوام دفعت جيوبهم العميقة المليئة بالنقود جمال معروف عامل البناء السابق ليصبح واحدا من أقوى القادة العسكريين في الحرب الاهلية السورية’.
كتيبة جبل الزاوية
وكان أول ظهور لمعروف بحسب التقرير في عام 2011 كقائد ‘كتيبة جبل الزاوية’ والتي كانت مجموعة مسلحة بعدد قليل من المقاتلين لا يتجاوز الأربعين رجلا. وفي عام 2012 استطاع معروف تأمين الدعم السعودي له حيث حصل منهم على المال والسلاح والعلاقات الخارجية والولاءات من الجماعات الأخرى التي تدعمها السعودية.
فقد قامت الأخيرة مع دول الخليج الأخرى بتقديم المال والمدربين والمتطوعين لجماعات المقاتلين.
وعندما اندمجت مجموعته في كانون الأول/ديسمبر 2013 مع كتائب أخرى لتشكيل ‘جبهة ثوار سوريا’ كان الإختيار المناسب لقيادة تحالف القوى هذه حيث شاركت الجبهة في المعارك ضد الجماعات الجهادية في شمال سوريا. وفي الآونة الأخيرة ‘برزت علامات استفهام حول قيادة معروف وإن كان فعلا يقود أو يحظى بولاء الكتائب التي يريد دعمها’.
وتضيف الصحيفة إلى أن ‘جبهة ثوار سوريا’ حاولت جذب انتباه أمريكا والحصول على دعم منها لكن واشنطن على ما يبدو اختارت الفصيل الذي تريده وهو مجموعة منشقة عن جبهة معروف واسمها ‘حركة حزم’ التي ستحصل على الدعم العسكري الأمريكي أو معظمه.
ويقول معروف إن الولايات المتحدة تقدم له دعما من معدات غير فتاكة منذ آذار/مارس الماضي.
دعم من الائتلاف الوطني
وتشير الصحيفة إلى علاقة ‘جبهة ثوار سوريا’ مع الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة حيث قام زعيم الائتلاف أحمد الجربا بزيارة شمال سوريا والتقى مع معروف. ويقوم الجربا الآن بزيارة رسمية لواشنطن والتي تزامنت مع إعلان الحكومة الأمريكية عن ترفيع التمثيل الدبلوماسي للائتلاف وفتح بعثة دبلوماسية له في واشنطن ونيويورك.
وينقل التقرير عن الباحث المتخصص في سوريا آرون لوند قوله إن السعودية والحكومات الأخرى ترى في معروف ‘الوجه الجديد للثورة’.
ويضيف لوند الذي يدير موقع ‘سوريا في أزمة’ في مركز كارنيغي للسلام الدولي ‘ يعتبر جمال معروف واحدا من أقوى القادة العسكريين في سوريا’. وتضيف أن معروف عادة ما يقوم بإدارة المعارك على الجبهات في شمال سوريا لكنه أحيانا يقيم في هاتاي، المكان الذي يتوقف فيه المقاتلون السوريون بشكل منتظم للراحة والعلاج.
وكان معروف قد عمل مدة 20 عاما في قطاع البناء في لبنان، وبدأ بالمشاركة في التظاهرات المعارضة لبشار الأسد في بلده جبل الزاوية عام 2011 وهي التظاهرات التي استلهمت التجربتين التونسية والمصرية.
ولكنه قرر في حزيران/يونيو تشكيل مجموعة عسكرية بعد اقتناعه أن لا بديل عن الحل العسكري. وحقق انتصاره العسكري الأول بعد اجباره القوات السورية على الخروج من بلدة معرة النعمان، وبعدها حقق مجموعة من الإنتصارات العسكرية الصغيرة ويزعم أنه أول من أسقط طائرة عسكرية تابعة لسلاح الجو السوري.
وصل الجهاديون
وبعدها جاء الجهاديون الأجانب الذين لقوا في البداية ترحيبا من المقاتلين السوريين نظرا لكفاءتهم وشجاعتهم في مواجهة قوات النظام. ولكن المقاتلين السوريين بدأوا لاحقا بالتضايق من ممارساتهم ‘بدأوا بإقامة إمارات وقرروا حكمنا باسم الدين’ كما نقل التقرير عن معروف الذي أضاف ‘كانوا يريدون تعليمنا كيف نكون مسلمين’.
وأدت مظاهر الحنق على الجماعات الإسلامية المتشددة لبروز تيار معارض لهم، ففي كانون الثاني/يناير شارك معروف بطرد مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من محافظة إدلب، مؤكدا كما يقول إنه مقاتل معتدل يقف مع المصالح الأمريكية في سوريا. والذي يميز جبهة ثوار سوريا عن بقية الفصائل المقاتلة خاصة تلك المرتبطة بالقاعدة هو غياب المقاتلين الأجانب، فمعظم المقاتلين سوريون يقاتلون من أجل سوريا.
ويقول معروف إن القاعدة تقاتل في العراق ولبنان وأفغانستان وفي سوريا ‘أما نحن فواضح من نقاتل وما نقاتل من أجله، نحن نقاتل النظام’.
ويشير تقرير الصحيفة إن معروف ليست لديه طموحات سياسية ويؤكد على أهمية تقرير السوريين شكل الحكومة التي يريدونها عبر صناديق الإقتراع ويجب حماية الأقليات بمن فيهم العلويون، الطائفة التي ينتمي إليها بشار الأسد.
وفي المقابل لم ينج معروف من النقد حيث اتهم بالإنتهازية وانه يتربح من الحرب وأنه لا يقاتل دفاعا عن أيديولوجية ولكن من أجل من يمولونه خاصة السعوديين.
أسئلة حول قدراته
وطرح آخرون أسئلة حول قدراته في المعارك. ويقول لوند إن سياسات معروف على ما يبدو متساوقة مع تلك التي تروج لها الحكومة السعودية.
مشيرا إلى أن جبهة معروف هي الفصيل الكبير الذي دعم محادثات جنيف هذا الربيع وأرسل للمؤتمر ممثلين عن الجبهة. ويرى لوند أن قدرة معروف وتأثيره تأتي من ‘جيبه’ أو المال الذي يأتيه ولو ‘قطع الدعم الخارجي عن الجبهة فلربما انهارت بشكل سريع′.
وحتى بوجود الدعم لم تكن الجبهة قادرة على مواصلة النجاحات مما أدى لانهيار التحالف حسب محمود حمد، الذي كان في وزارة الدفاع السورية قبل انشقاقه في كانون الأول/ديسمبر 2011، والذي قال إن معروف لم يكن قادرا على الإحتفاظ أو الإنتصار في حملتين ضد النظام وحمل معروف مسؤولية خسارة مناطق وحقول نفط، حيث قامت الدولة الإسلامية في العراق والشام بالسيطرة على حقل نفط في جبل الشعير كان تحت سيطرة معروف.
وتساءل مقاتل آخر فر من الرقة التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية ‘داعش’ ‘إذا كانت لديه كل هذه القوة فلما لا تزال الرقة بيد داعش’.
ويقول حمد إن مشكلة معروف أن من يعمل معه هم الشباب العاطلين عن العمل الذين انضموا إليه للحصول على المال ولا هدف لديهم في القتال. ويشكك في حمد في ما تقوله السعودية والولايات المتحدة اللتان تقدمان معروف كقائد بارز قادر على مواجهة النظام والجهاديين مع أنه عاجز من هزيمة الطرفين.
خوف سعودي
ويأتي الدعم السعودي لمعروف وغيره متناقضا مع الإجراءات التي تتخذها لمكافحة الإرهاب في داخل البلاد.
وفي ضوء ما أعلنت عنه وزارة الداخلية السعودية من اكتشاف خلية إرهابية مكونة من سعوديين ومقيمين أجانب ‘فلسطيني وباكستاني ويمني’ قالت إنهم كانوا يخططون للقيام بهجمات إرهابية ضد منشآت حكومية ومصالح أجنبية وأنهم كانوا ينسقون مع الجماعات الجهادية في العراق وسوريا واليمن.
ولاحظ محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة ‘الغارديان’ البريطانية إيان بلاك أن إعلان الحكومة السعودية يأتي في ظل قلق السعودية من وصول آثار ومخاطر الجماعات الجهادية التي تقاتل في سوريا رغم حماس الحكومة السعودية للحرب هناك ودعمها الجماعات المقاتلة بالمال والأسلحة والمساعدات اللوجيستية من أجل الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وأشار بلاك إلى استقالة مدير المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان الشهر الماضي بعد فشله أو خسارته النقاش المتعلق بأولويات الأمن السعودي. وتم تعيين الأمير محمد بن نايف خلفا له لإدارة الملف السوري، والذي يتولى منصب وزير الداخلية ومرشح محتمل لتولي الملك في بلاده مستقبلا.
ويعمل الأمير محمد بن نايف على الملف وفي ذهنه تجنب تكرار التجربة التي أدت لظهور أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة أثناء الحرب الأفغانية في الثمانينيات من القرن الماضي.
وجاء في بيان الداخلية السعودية إن الخلية اكتشفت من خلال مراقبة نشاطاتها مشبوهة لها على وسائل التواصل الإجتماعي والتي يفترض أنها مراقبة بشكل شديد من المخابرات السعودية.
وقال اللواء منصورالشهري المتحدث باسم الداخلية السعودية إن ‘عناصر من القاعدة في اليمن كانوا على اتصال مع نظرائهم في سوريا وينسقون مع عدد من الشباب المضللين في عدد من مناطق المملكة. ويقول بلاك إن السعودية قامت في آذار/مارس الماضي بنشر قائمة تضم أسماء المنظمات الإرهابية وتضم جبهة النصرة السورية المرتبطة بالقاعدة وحزب الله السعودي وجماعة الحوثيين وجماعة الإخوان المسلمين المصرية.
ويحرم على السعوديين الآن وبشكل رسمي ‘المشاركة أو الدعوة للقتال في محاور الحرب في بلدان أخرى’ وكذا يحظر عليهم المشاركة في تظاهرات.
سياسة أوباما
وكان المعلق الأمريكي ديفيد إغناطيوس، الذي يكتب في صحيفة ‘واشنطن بوست’ أول المعلقين الأمريكيين الذين تبنوا معروف بعد أن تبنى ودافع عن رئيس هيئة أركان الجيش الحر السابق سليم إدريس.
وفي تعليق لأغناطيوس على تصريحات أوباما في مانيلا أثناء زيارته لمنطقة جنوب شرق آسيا والتي تحدث فيها عن نجاحات سياساته الخارجية قائلا ‘كان من المؤلم مراقبة فيديو على اليوتيوب للرئيس أوباما في مانيلا الأسبوع الماضي وهو يتحدث فيه أنه حقق نجاحات فردية وزوجية في السياسة الخارجية، فكل شيء يقوله مدروس، ومعظم هذا صحيح ولكنه يتصرف وكأنه يتحدث لعالم عقلاني، مضاد للعالم الذي يعيش فيه قادة مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين’.
ويضيف الكاتب في مقالته التي عنونها ‘تكلم قليلا واعمل كثيرا’ ونشرتها ‘واشنطن بوست’ ‘في عالم السياسة، يحصل الرؤساء الأمريكيون على النقاط ليس لأنهم محقون ولكن لأنهم أقوياء، فالرؤساء يقولون إنهم سيضربون الكرة بقوة تخرجها من الملعب أو لا يقولون شيئا. فالعوامل غير الظاهرة من القوة والمصداقية هي في الحقيقة جزء من نظام القواعد الدولي’.
ويرى الكاتب أن أمريكا في ظل أوباما أصابها ضرر حقيقي في سمعتها، فالكاتب مع ذلك متعاطف مع الكثير من أهداف السياسة الخارجية لأوباما. ويعتقد أن سبب الضرر هو ‘من عمل اليد ولأن الإدارة ركزت على الرسالة ذات المدى القصير’.
ويرى أن التحول الرئيسي في هذه السياسة كان في مصر وليبيا أثناء الربيع العربي. وفي سوريا وبنغازي وأوكرانيا كانت الإدارة، ‘نعم معنية بأولويات توصيل الرسالة بدلا من التركيز على سياسة واضحة وتخدم المصالح الأمريكية’.
ومن هنا يرى أن ما جرى في بنغازي عام 2012 ومقتل السفير الأمريكي فيها لم تكن مؤامرة إجرامية كما تخيلها المحافظون ولكنها أظهرت إدارة كانت تفكر فيما تقوله للرأي العام أكثر مما يجب عمله. ويتساءل عن الكيفية التي يمكن بها لأوباما إصلاح الضرر فيها؟ والجواب هو أن تكون حذرا.
ففكرة كون الإدارة ضعيفة قد تدفع الرئيس لاتخاذ قرارات مستعجلة كي يظهر قوته، ‘وكلما انزلقت عميقا نحو ثقب السمعة كلما تورطت’ يقول إغناطيوس، ويضيف أن ‘واحدا من مظاهر قوة أوباما هو فهمه لقيمة الحذر، فقد يكون حازما كما فعل مع مقتل أسامة بن لادن في أيار/مايو 2011، وقد يكون مترددا في اتخاذ القرار عندما لا يكون متيقنا من النتيجة، وفي هذا يستحق الثناء، وعليه فإن على البلاد تقدير رئيس يدرس الأمور بدقة خاصة عندما يعرف أن خيارات الولايات المتحدة محدودة في التعامل مع بوتين في أوكرانيا’.
وفي الوقت الذي يمكن التعاطف فيه مع أوباما حول ما قاله في العاصمة الفلبينية مانيلا وعندما عنف من طالبوا بسياسة خارجية حازمة ‘ماذا تعنون؟’ قال أوباما، ولكن الرئيس كان محقا في مواقفه ودفاعه عن سياسته الخارجية لمدى معين، فقبل عامين نصحه مستشاروه بتقديم الدعم السري للمعارضة السورية، وكان عليه الإستجابة لهم، بالإضافة لذلك فقد أخطأ أوباما عندما تحدث عن ‘خط أحمر’ فنقاده لم يجبروه على هذا فيما يتعلق بالسلاح الكيميائي. ومن هنا قال أحد المسؤولين الأمريكيين ‘تحدث قليلا وافعل أكثر’.
سقوط حمص يتيح للنظام التوجه بقواته إلى ريفها الشمالي
محمد دياب
حمص ـ ‘القدس العربي’: قد لا يكون ما حدث في حمص مفاجئا لبعض المراقبين، ولكنه بالتأكيد صادم بالنسبة للشارع المعارض للنظام السوري، فحمص كانت يجب أن تكون عاصمة الثورة، وحصنها المنيع الذي صمد تحت الحصار على مدار ما يقارب العامين، ولا يستطيع أحد أن ينكر بأن النظام كسب جولة جديدة من الحرب السياسية والعسكرية التي تدور بينه وبين المعارضة.
بعد سقوط حي الخالدية في قبضة الجيش النظامي، استطاع النظام سد آخر الممرات التي كان يستغلها المحاصرين لتمرير بعض المواد التي تساعدهم على البقاء، وأحكم سيطرته بالكامل، على الأحياء المحيطة بحمص القديمة، ما جعل الوضع الإنساني السيء يتفاقم داخل هذه الأحياء خاصة بعد نفاد جميع المواد الغذائية والطبية بشكل شبه كامل، مادفع بالمحاصرين الى التفكير باحتمالات أخرى للنجاة من هذا الوضع.
فكان الإتفاق الأول بين النظام والكتائب المقاتلة قبل شهرين من الآن، والذي سمح من خلاله النظام بخروج المدنيين من نساء وأطفال وشيوخ، وإدخال القليل من المساعدات الإنسانية، في تلك الفترة بدأت المفاوضات الجدية بين المحاصرين وقوات النظام بطريقة غير مباشرة، من أجل التوصل الى اتفاق ما يخلص كلا الطرفين من عبء الإستنزاف، في ظل عدة قدرة أحد منهما على تحقيق خرق عسكري طوال عامين.
ومن يعرف طبيعة أحياء حمص القديمة، يعرف بأن لا قدرة لجيش نظامي على اقتحامها إلا بتسويتها أرضاً، كما أن المليشيات الموالية لنظام، لم تستطع إحداث أي فرق، بل أن ‘جبهة النصرة’ استطاعت أن تحقق تقدما ميدانيا في حي جب الجندلي قبل أسابيع قليلة بعد أن حاولت مليشيات موالية للنظام القيام بهجوم شامل على المحاصرين.
واستغل النظام رغبة المسلحين بالإتفاق، من أجل الضغط باتجاه فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الغربي، ولكن سيطرة مقاتلي ‘داعش’ على ريف حلب الغربي، حال دون التوصل الى اتفاق، حيث لاقدرة لأحد وقتها على إقناع ‘داعش’ بتنفيذ الإتفاق، ولكن الأمور اختلفت مع سيطرة ‘الجبهة الإسلامية’ على المنطقة وانسحاب ‘داعش’ منها، ما مهد الطريق لتصبح ‘الجبهة الإسلامية’ طرفا فاعلا في المفاوضات، والإتفاق المبرم من بعدها.
يتحدث بعض الناشطين في حمص عن عنصر قوة آخر في المفاوضات استعملته ‘الجبهة الإسلامية’ خلال المفاوضات هو ‘أسر امرأة إيرانية من قبل المقاتلين المحاصرين’ وهو خبر لم نستطع تأكيده بشكل رسمي حتى الآن، وبحسب هؤلاء الناشطين فإن هذه الأسيرة هي سبب دخول الإيرانيين على خط المفاوضات، وسبب ضمانهم خروج المقاتلين بأسلحتهم دون التعرض لهم من قبل النظام.
النظام يتوجه نحو الريف الشمالي لحمص
خرج المقاتلون من حمص القديمة الى الريف الشمالي، الذين يتهمون قادته العسكريين بالتخاذل وعدم محاولة فك الحصار عنهم.
وباتت مدينة حمص خالية من الكتائب المسلحة ما عدا حي الوعر، والذي ينتظر اتفاقه الخاص به في الأيام القادمة بحسب بعض الناشطين، الذين يؤكدون على أن التوصل الى اتفاق بشأن حي الوعر في الأيام القادمة هو أحد شروط الإتفاق الحالي.
وبهذا يكون النظام قد أغلق ملف جبهة لطالما أزعجته واستنزفت الكثير من عناصره وعتاده، وبات بإمكانه أن يتوجه نحو الريف الشمالي حيث آخر معاقل المعارضة في حمص، من أجل إحكام السيطرة على كامل المحافظة، وتأمين طريق الساحل نهائياً.
حصل في الحارة ‘الحمصية’ بمخيم الزعتري: أم هاشم تستغيث من الدرك الأردني وبيع ‘خيم’ الأمم المتحدة تجارة رائجة
من بسام البدارين
راجعت السيدة ‘ام هاشم’ وهي لاجئة سورية تنتمي لمدينة حمص وتقيم منذ عامين في مخيم الزعتري، المكتب الامني الاردني المعني بادارة شؤون المخيم وتقدمت بمحضر شكوى رسمية قوامها احتراق وتلف الخيمة التي تأويها مع احفادها بحادث مجهول.
استقبل الاداريون الاردنيون الشكوى وزودوا ‘ام هاشم ‘ بوثيقة مختومة تسجل الحادثة وتوصي بالنتيجة، بتقديم خيمة جديدة لها وهي وصية تعتمد عليها اللجنة التي تدير شؤون المساعدات باسم المجتمع الدولي والمفوضية العليا للاجئين.
بعد خمسة ايام فقط عادت ام هاشم الى نفس المكتب الاداري وتقدمت بشكوى جديدة تفيد بان خيمتها حرقت للمرة الثانية.
رفض الموظف الاداري الاردني تدوين الشكوى ومنح ام هاشم التي يبلغ عمرها ستون عاما الورقة المطلوبة.
بعد موجة انفعال تخللتها مشادات طلب الموظف الاردني من ام هاشم مغادرة المكتب بانفعال.
تصرفت ام هاشم على النحو التالي: احتضنت الارض وهطلت دموعها وصاحت باعلى الصوت ‘.. اينكم يا حماصنة .. الدرك الاردني يعتدي على نسائكم’.
.. بسرعة البرق وصل الخبر للحي الحمصي في المخيم وهو عبارة عن تقاطع بين زقاقين يضم اكثر من 1000 لاجئ من مدينة حمص فقط.
تجمع اقارب ام هاشم، بالقرب منها وهم مسلحون بالعصي والحجارة وتجاوب معهم المئات من اللاجئين العابرين في المكان، وكانت نتيجة صيحة ام هاشم معركة جديدة بين قوات الدرك الاردنية والمئات من اهالي المخيم.
انتهى المشهد باحراق ثلاث خيم ومكتبا يتبع جهاز الدفاع المدني الاردني من مكاتب البورسلان الجاهزة واصابات في صفوف الدرك واللاجئين ولاستخدام مكثف للغاز للسيطرة على الموقف حيث تحضر السلطات الاردنية داخل المخيم استخدام الاسلحة النارية وتكتفي في الاشتباكات مع احتجاجات اللاجئين بالهراوات والغاز المسيل للدموع. كما يحصل بالعادة وبعد انتهاء المشاجرة الجماعية وحصر الخسائر، شكل المعتصمون وفدا التقى بالمدير الاردني لمخيم الزعتري العميد وضاح الحمود وتم الاتفاق على اجراء تحقيق في الحادثة والتأكد من تلقي ام هاشم للاساءة والاهانة من قبل الموظف الاردني.
اكد الاردنيون للاجئين ان ام هاشم حصلت حسب السجلات على خيمتين بيضاويتين من الخيم الموزعة باسم الامم المتحدة وان الدلائل تشير الى انها باعتهما لتاجر متجول خارج مخيم الزعتري وان شكواها ليست اكثر من ادعاء بسبب وجود ادلة متوالية على بيع اللاجئين الدائم للخيم التي يحصلون عليها اضافة لبيع العديد من الاغراض والمستلزمات والمعدات التي تأتي للاجئين من الدول الغربية والعربية.
تجارة خيم اللاجئين السوريين رائجة جدا حسب عبد القادر القيسي تاجر اقمشة الخيم الذي يؤكد بان سعر الخيمة الاممية التي يحصل عليها اللاجئ السوري لا يقل عن الفي دولار، فيما تباع باقل من مئة دولار في السوق المحلية، حيث يبادل تجار متخصصون لاستخدام اصباغ او رسومات تشطب او تلغي اشارات المنظمات الدولية قبل تحقيق ارباح غير مألوفة من اعادة بيع الخيم.
اللاجئون في اعتراضاتهم الدائمة يعاتبون السلطات الاردنية على ان هذه الخيم لا تقدم لهم من الخزينة الاردنية وانها تأتي كمساعدات لا علاقة للاردن بها لكن اللجان الادارية تؤكد بان مصداقيتها في مسألة الائتلاف اصبحت على المحك لان اللجان الدولية لا تصرف المساعدات، الا بتنسيب اردني وباوراق اردنية، فيما تقول وزارة الداخلية بان بيع اللاجئين لمساعداتهم وبصورة دائمة يزيد من حجم المال المخصص من قبل المجتمع الدولي وبصورة تؤثر سلبا على الحسابات والارقام الرسمية الاردنية.
لبنان يتراجع عن منع دخول اللاجئين الفلسطينيين من سوريّة
علم “العربي الجديد” أنّ وزارة الداخليّة اللبنانيّة ستُصدر بعد قليل بياناً، تُعلن فيه أن القرار الصادرعن الأمن العام اللبناني، الذي يمنع بموجبه دخول الفلسطينيين اللاجئين في سورية إلى لبنان، هو “قرار قديم”، وأن قراراً آخر سيعيد السماح بدخول اللاجئين الفلسطينيين في سورية إلى لبنان، سيجرى العمل بموجبه.وكان الأمن العام اللبناني، قد أبلغ شركات الطيران العالمية، في قرار صدر بتاريخ 3 مايو/أيار الحالي، بعدم نقل أي فلسطيني لاجئ في سوريا، إلى لبنان، بغض النظر عن الأوراق التي يحملها. وقد أثارت صورة عن القرار، انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، استياءاً كبيراً، وتم تداولها بشكلٍ واسع.
برهان غليون: قاسم سليماني يحكم سورية والحرب الإقليمية آتية
لندن ــ سلمى عمارة
حمّل الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، برهان غليون، الدول الغربية المسؤولية عن إطلاق يد الحرس الثوري الإيراني، بقيادة قاسم سليماني، في سورية. وقال غليون،
خلال محاضرة ألقاها في مقرّ منظمة العفو الدولية في لندن بعنوان “ثلاث سنوات من عمر الثورة: المآلات المحتملة والخيارات المطروحة، المعارضة والائتلاف، ودور الجاليات”، إن السياسة الغربية المتخاذلة تجاه الأزمة السورية أدّت إلى زيادة أطماع إيران في المشرق العربي، بل وحتى زيادة أطماع روسيا في أوروبا الشرقية وسعيها إلى استعادة مكانتها كقوة رادعة في العالم”.
وأشار إلى أن سياسة الاحتواء التي تعتمدها الولايات المتحدة تجاه الأزمة السورية “هي التي دفعت إيران إلى استبعاد أي نية لنقل الحرب إلى مائدة المفاوضات بعدما تأكدت لديها إمكانية ربح كل شيء في ظل ضعف ردود الأفعال الغربية والعربية على حدِّ سواء”.
ورأى غليون أن العرب يتحمّلون أيضاً جزءاً من المسؤولية في القتل الذي يمارسه النظام وحلفاؤه بسبب “عجزهم عن تقديم ردّ فعل متسق ومتوازن تجاه ما يجري”. وتابع: صحيح أن إيران لا يمكنها ربح الحرب في سورية، لكن استمرار القتال لسنوات سيؤدي إلى دمار البلاد ويدفع بالمنطقة نحو حربِ إقليمية، على حد تعبيره.
وبحسب تحليل غليون، فإنّ “عدم وجود مصالح أميركية في سورية، وحرص الولايات المتحدة على عدم التضحية باحتمال تفاهم روسي ــ أميركي، هو ما يجعلها تترك القوى المتنازعة في سورية لاستنزاف نفسها، من دون أن تعي أنها بذلك تساهم في تفريخ الإرهاب والتطرف الديني”.
ولفت القيادي في المعارضة السورية إلى أنه “لا يمكن استبدال نقد السياسة الغربية بلوم المعارضة”، مشدداً على أن وضع المعارضة السورية الآن “أفضل من السابق، وهناك إمكانية كبيرة للسير في اتجاه توسيع قاعدة التحالف الوطني”.
وبرأي غليون، فإنّ “التحالف مع المعارضة الإيرانية في الداخل أمر حتمي، خصوصاً في ظل حالة الاحتجاج التي يشهدها الداخل الإيراني بسبب النفقات التي تكبدتها إيران خلال حربها في سورية، والتي تقدر حتى الآن بأكثر من 14 مليار دولار”.
عشرات القتلى للنظام بتفجير كارلتون… والمعارضة تسيطر على القحطانية
دمشق ــ العربي الجديد
لقي نحو خمسين جندياً من الجيش السوري مصرعهم، وجُرح العشرات، اليوم الخميس، جراء تفجير “الجبهة الإسلامية” لفندق كارلتون في مدينة حلب، يأتي هذا في وقت سيطرت فيه كتائب “الجيش الحر”، بمساندة فصائل إسلامية، على بلدة القحطانية في القنيطرة، فيما تتواصل المعارك بين كتائب إسلامية في دير الزور.
وقالت “الهيئة العامة للثورة السورية”، في بيان مقتضب، إن 50 قتيلاً سقطوا في انفجار استهدف الفندق القريب من قلعة حلب الأثرية، فيما أوضح عضو مكتب “الجبهة الإسلامية” في حلب القديمة، ياسر عبد اللطيف، لـ “العربي الجديد”، إن المقاتلين نسفوا الفندق، وعددا من المباني المحيطة به، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى لقوات النظام، مشيراً إلى “اندلاع اشتباكات أعقبت التفجير، أدت إلى مقتل وإصابة عدد آخر من الجنود”.
وقالت مصادر ميدانية إن التفجير وقع بعد تفخيخ الفندق بألغام تم زرعها سابقاً في أسفل المبنى، والذي يعتبر مقرّاً للقادة العسكريين، وغرفة عمليات للجيش السوري.
وأعلنت كتائب المعارضة المسلحة منتصف فبراير/ شباط الماضي، مسؤوليتها عن تفجير المركز الرئيسي لقوات النظام في حلب القديمة، ضمن معركة أطلقت عليها شعار” زلزال حلب”.
ويعتبر الفندق الذي يقع أمام القلعة الأثرية في حلب القديمة، الى جانب خان الشونة، من المراكز الأثرية في محافظة حلب، ويعود نظام بنائه الى أواخر القرن التاسع عشر، واتخذته قوات النظام مركزاً لعمليات القصف، وشن هجمات على المعارضة، منذ أكثر من عام.
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن “المجموعات الإرهابية قامت في اعتداء جديد على آثار حلب القديمة بتفجير أنفاق حفرتها تحت عدد من الأبنية الأثرية، ما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة فيها”.
في غضون ذلك، سيطر “الجيش الحر” وفصائل إسلامية على بلدة القحطانية في ريف القنيطرة (جنوب غرب سورية)، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وجاء ذلك بعد يوم واحد من إعلان المعارضة عن بدء معركة أطلقت عليها اسم “اقترب الوصول يا شام الرسول”، وقالت إنها تهدف إلى السيطرة على القحطانية، ومعبر القنيطرة، وحاجز الرواضي، والحميدية، وفك الحصار عن منطقة جباثا وطرنجة.
وكان آخر تقدّم للمعارضة قبل نحو عشرة أيام، حين نجحت في السيطرة على منطقة تل الأحمر الشرقي ضمن معركة “صدى الأنفال”، التي أُطلقت للسيطرة على التلول الحمر بريف القنيطرة.
في هذه الأثناء، تواصلت المعارك بين كتائب إسلامية متناحرة في ريف دير الزور، والتي أدت إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان خلال الأيام الماضية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له، إن الاشتباكات تدور منذ ليل الأربعاء الخميس، بين مقاتلي “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش)، و”جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية” في بلدة جديد عكيدات، بريف دير الزور الشرقي وقرية جزيرة طابية. وأضاف أن المواجهات أسفرت عن سقوط مقاتل للكتائب الإسلامية ليرتفع بذلك عدد قتلى الاشتباكات الى 29.
كما شهدت دمشق ليل الأربعاء الخميس، تفجير “جبهة النصرة”، لمبنى في المدنية بمنطقة بورسعيد، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى لقوات النظام.
هدنات النظام السوري والمعارضة… التقاط أنفاس ونوايا مبيتة
دمشق ــ العربي الجديد
يتعامل النظام السوري مع المناطق الخارجة عن سيطرته والمستعصية على الحل الأمني العسكري، بسياسة “القُطعة”، فيقيس أهميتها بمقدار تأثيرها على فهمه لمنطق سيطرته الجغرافية وسياسته الأمنية العسكرية، التي تقوم على إخضاع السوريين وتحويل ثورتهم إلى نكبة، لينفضّوا عنها ويعودوا إلى “بيت الطاعة”.
من هنا، يولي النظام أهمية فائقة لإخضاع مناطق دمشق وريفها الثائرة، مثل حي برزة والقابون وجوبر والقدم وبلدات ريف دمشق القريبة من مركزه ومؤسساته الأمنية والحكومية والرئاسية، كبلدة المعضمية المتاخمة لمطار المزة العسكري، حيث يوجد سجن كبير تديره المخابرات الجوية، فضلاً عن مستودعات ذخيرة ومهابط للحوامات التي تمطر الريف ببراميل الموت يومياً، وقرب المعضمية من مقر الفرقة الرابعة التي يقودها فعليا العميد ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد.
وسبق النظام أن جرّب أساليب عدة للتفاوض مع أهالي المعضمية، وتوصل أكثر من مرة الى عقد هدنات أو تسويات سرعان ما فشلت، بسبب عدم وفاء النظام بتعهداته، وأيضاً بسبب عدم توحُّد المعارضة المسلحة.
وعادة ما تبدأ هذه الهدنات برفع العلم النظامي على مبنى البلدية في المنطقة الثائرة، وبالاتفاق على إدارة أبناء المنطقة لشؤونهم مع بقاء أسلحتهم الفردية، وتسليم أسلحتهم المتوسطة والثقيلة، مقابل رفع الحصار الاقتصادي عن البلدة وإعادة الكهرباء والماء وإطلاق المعتقلين من أبنائها، ولكن سرعان ما تُقوَّض الهدنة عندما يقوم النظام بحملة ملاحقات أمنية جديدة يعتقل فيها الشباب الثوار بدل أن يطلق من كان محتجزاً.
وتقوم استراتيجية النظام على الاستفادة من الهدنات بعزل البلدات الثائرة عن بعضها، كحالة المعضمية وداريا المواجهة لحي المزة، وإحدى بوابات دمشق، ومنها بدأ النظام سياسة “الجوع أو الركوع” بعدما قام بمحاولات عدة لاقتحامها واعلانها “منطقة محررة”، وصلت إلى حد زيارة الرئيس بشار الأسد لها، كزيارته إلى حي بابا عمرو. ومع ذلك، ظلت بعض أحياء داريا حتى هذه اللحظة، تقاوم، ويحاول النظام التفاوض على هدنة فيها.
كذلك، حاول النظام أكثر من مرة، عقد تسويات، وهو يستعمل مصطلح “المصالحة الوطنية” مع أهالي قدسيا لقربها الجغرافي إلى عدد من كتائب الحرس الجمهوري ومساكن ضباطه في العرين، وطبعاً، فشلت هذه التسويات، وبعض أسباب الفشل يعود الى أن من فاوض ثوار قدسيا لم يكونوا من أصحاب القرار الفعلي في النظام (وزير المصالحة الوطنية علي حيدر)، وعدم قبول الأمنيين الفاعلين لمنطق الحوار والمصالحة، فيقومون بعدم الالتزام بها وإسقاطها، وحتى إقصاء وتهديد من يحاول تعميمها.
أما في مخيم اليرموك بدمشق، فقد فشلت مساعٍ عديدة لإنهاء أزمة المخيم وكارثته الإنسانية، بسبب عناد النظام و”الجبهة الشعبية ــ القيادة العامة”، أن تكون هناك فترة اختبار طويلة بعد قيام المجموعات المسلحة غير الفلسطينية بالانسحاب من المخيم، وهو ما حصل بالفعل. إلا أن تأخر النظام بتحقيق بنود التسوية، جعل هذه المجموعات تتراجع عن الانسحاب وتعود للمخيم مرة أخرى.
اذاً، الأولية عند النظام هي للمناطق المحاذية لدمشق، لأنه يعتبر أن سقوط دمشق نهاية له. من هنا، انصبّ جهده على إخضاع هذه المناطق القريبة، والممتدة من قدسيا الى المعضمية وداريا الى القدم، فالمخيم والمليحة وحي جوبر الملاصق لحي العباسيين، ومن ثم برزة والقابون. وقد حاول النظام، عبر وجهاء دمشقيين ينتمون إلى هذه الاحياء، أو عبر رجال الاعمال المتحالفين معه، أو عبر سياسات الاغراء أو الحصار الاقتصادي أو الحملات العسكرية والأمنية الشديدة، كسر إرادة الثورة في هذه المناطق، وتحقيق تسويات يستفيد منها بكل الأحوال، سواء بدفع الخطر عن دمشق، أو بإشعال الخلافات داخل بيئة الثوار وفيما بينهم.
كما قام النظام بتكثيف جهوده على مناطق أخرى، فضلاً عن ترك الانطباع بهرولة الثائرين لعقد هدنات معه، وبالاستفراد في كل منطقة وحي، مما يعني التعامل مع الثورة السورية، وكأنها سلسلة مطالب محلية معاشية يلبي النظام ما يريد منها، ويتجاهل ما لا يناسبه منها.
وحاول النظام دائماً تسويق هذه التسويات والهدنات إعلامياً، فنشر صوراً من العناق والقبلات، كما حصل في حالة بلدة ببيلا بريف دمشق، وهو ما يوحي باستتباب الأمور له نهائياً. الا أن هذه الهدنات سرعان ما انهارت، لأنه لم يكن هناك اجماع من فصائل الثوار على تحقيقها، ولا النظام جدي بالتعامل معها، فهي بالنسبة له للاستهلاك الإعلامي ليس إلا.
وهذه الأيام، يحاول النظام عقد هدنة في منطقة الزبداني ليستكمل سيطرته على جبال القلمون والمناطق الحدودية مع لبنان. إلا أن جهوده تصطدم بعدم موافقة بعض الفصائل الموجودة في المنطقة، وإصرار جيش النظام على تسليم مقاتلي المعارضة أسلحتهم.
ويعتبر النظام ما حصل بالنسبة لأحياء حمص القديمة، نجاحاً لسياسة التجويع والحصار، وفرضأ لشروطه وسياسته الامنية. وبذلك، يكمل السيطرة على مدينة حمص، ويؤمن طريق الساحل بعد سيطرته على قلعة الحصن. وهنا أيضاً، نقض النظام التسوية التي عقدت مع المسلحين في القلعة، لإتاحة الفرصة لخروجهم، فقام بتنفيذ كمائن لهم بعدما قاموا بالانسحاب من القلعة الحصينة.
أما في مدينة حلب، وبعدما قبل النظام بالتفاوض مع المجموعات المعارضة المسلحة، وفي مقدمتهم “جبهة النصرة” لإعادة التيار الكهربائي بعد انقطاع دام 11 يوماً عن المدينة وريفها، وتسبب بمعاناة إنسانية خطيرة مقابل وقف البراميل على المدينة وتحييد منشآت المياه والكهرباء، عاد وتسبب بمجزرة من خلال رمي برميل متفجر على مدرسة عين جالوت في حي الانصاري، فأعاد المسلحون قطع الكهرباء عن المدينة.
ولا يبالي النظام بأية تسوية ولا صراع في مناطق ليست خطرة عليه، كما هي حال مدينة الرقة مثلاً، لأنه يستفيد من وجود “داعش” هناك، وما تمثله من نموذج يخيف به الغرب والاقليات وكل السوريين.
هكذا، فإنّ النظام لا يميل إلى عقد تسويات الا مكرهاً، وبكل الأحوال لا يتعامل معها على أنها نهائية وثابتة، فهي بالنسبة اليه مدخل لتغيير موازين القوى وعزل هذه المناطق الثائرة وتفكيك عوامل قوتها وثورتها، في حين ان المعارضة المسلحة، غالباً ما تقبل بهذه الهدنات بسبب الأوضاع المأسوية التي تعيشها مناطقها، وقلة السلاح والدعم وتغير موازين القوى.
ناشطون: حمص نكسة والثوار عائدون إليها
بهية مارديني
أعلن ناشطون لـ”ايلاف” عن ارتكاب تنظيم الدولة في العراق والشام مجزرة جديدة بحق ثمان عائلات في ريف دير الزور، أبادهم التنظيم إبادة كاملة، لتضاف هذه المجزرة الى أرشيفها الدموي.
أكد ناشطون سوريون لـ “إيلاف” أن داعش أبادت 8 عائلات في ريف دير الزور. وقبل ذلك، ارتكبت داعش مجازر في ريف الحسكة، بتل خميس، بحق مدينين أكراد، ومجزرة على طريق الكنطري الواصل بين الحسكة وحلب والرقة، حيث وجدت 50 جثة من عناصر حركة احرار الشام، بالاضافة الى مجازر بحق اعلاميين ونشطاء في ريف حلب، ومدنيين على الحدود العراقية السورية .
وفي اشتباكات مستمرة بين حيبهة النصرة وداعش، استطاعت النصرة قتل والي الحسكة أبو اسامة العراقي، في كمين. ووردت انباء أن الجبهة الاسلامية وجبهة النصرة تستعيدان السيطرة على قريتي الكبر والهرموشية بريف دير الزور الغربي، وانسحاب داعش من قرية الطابية إلى قرية جديد عكيدات، بعد وصول دعم كبير لجبهة النصرة والجبهة الإسلامية.
مقتل مراسل شبكة شام
قتلت داعش المعتز بالله ابراهيم، مراسل شبكة شام الاخبارية، في مدينة تل ابيض مع شابين آخرين. وتوعد لواء الجهاد في سبيل الله بعمليات نوعية في الـ48 ساعة القادمة، ردًا على قتل المراسل، في بيان قال: “هم يعلمون أننا نعامل أسراهم وفق شرع الله ولا نقتل بغير حق، واليوم وبعد كل حالات الاعدام في ساحات الرقة العامة بحق أبنائنا، الذين تقتلهم عصابات الكفر وخوارج العصر، نقول لعصابة البغدادي العين بالعين، والسن بالسن والبادي اظلم، وانتقامًا للشهيد المعتز بالله أبراهيم ولكل شهداء الرقة، وبشر الصابرين، نعد انه لن تمضي 48 ساعة إلا ونكون قد اخذنا بثأره والله على ما نقول شهيد”.
أما في ريف عين عيسى شمال الرقة، فإن قوات من كتائب أحفاد الرسول والفاروق انضمت إلى لواء ثوار الرقة، وقال أبو دهش، احد القادة الميدانيين: “تم تحرير قرى من ريف عين عيسى والتنظيم انسحب إلى تل ابيض”.
أضاف: “النصر والتحرير على الابواب، ومعنويات عناصر الفاروق والاحفاد عالية جدًا، وداعش يهربون كالارانب من القرى والحواجز” .
نكسة حمص
يتم تنفيذ اتفاق هدنة حمص على مرحلتين، بأن تسلم الجبهة الإسلامية في المرحلة الأولى 40 أسيرًا في اللاذقية للنظام، وتسمح بإدخال مؤن غذائية إلى نبل والزهراء المواليتين للنظام في حلب، مقابل سماح النظام لـ 1200 مقاتل بالخروج من حمص .
وفي المرحلة الثانية، تطلق الجبهة الإسلامية في حلب سراح 30 أسيرًا بينهم إيرانيون، مقابل خروج بقية مقاتلي المعارضة من حمص القديمة.
وقد اثارت عملية تسليم حمص القديمة غضب الشارع الثوري وحفيظة النشطاء ، والتهبت صفحات التواصل الاجتماعي بالتعليقات، كيلت الاتهامات للمجتمع الدولي بالتواطؤ مع النظام.
ويرى البعض أن تسليم حمص للنظام يعزز من قدرته، حيث الامتداد من حمص الى اللاذقية والحدود مع لبنان يقوي النظام سياسيًا ويعزز حلمه في التقسيم، كما أن حمص نافذة لدخول حزب الله إلى سوريا. لكن ناشطي الثورة قالوا لـ”ايلاف” إنها معركة من المعارك، والحرب ضد النظام مستمرة والصراع لم ينته، والمهم الحفاظ على أرواح الثوار.
واعتبروا هدنة حمص عملية مرحلية، “فالثوار خرجوا منها بسلاحهم وسيعودون اليها”.
مشروع قرار فرنسي لإحالة نظام الأسد للجنائية الدولية
عبدالاله مجيد
تقدم فرنسا إلى مجلس الأمن مشروع قانون لإحالة النظام السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم حرب، إنما فيتو روسي متوقع سيكون له بالمرصاد.
أعدت فرنسا مشروع قرار ينص على إحالة النظام السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، راعت في صياغته حساسيات الولايات المتحدة، كما افادت مصادر أممية متعددة.
والمعروف أن الولايات المتحدة لم تصادق على اتفاقية روما والنظام الأساسي الذي أُنشئت المحكمة الجنائية الدولية بموجبه، خشية أن يشمل ذلك تقديم جنودها إلى المحكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب. كما أنها تواجه في سوريا معضلة أخرى هي هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل. وكانت الولايات المتحدة اعربت منذ فترة طويلة عن القلق من ملاحقة حليفتها قضائيًا إذا أُحيل ملف الجولان إلى المحكمة الجنائية الدولية.
مع مراعاة قضية الجولان!
نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر اطلعت على نص مشروع القرار قولها إن فرنسا أخذت في اعتبارها هذه الهواجس الاميركية بتحديد النزاع المستعر في سوريا تحديدًا ضيقًا على أنه بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد والميليشيات المتحالفة معه وفصائل المعارضة المسلحة خلال الفترة الممتدة من آذار (مارس) 2011 حتى اليوم.
ويقترح مشروع القرار الفرنسي، الذي سيوزع على الدول الخمس عشرة الأعضاء في مجلس الأمن الاسبوع المقبل، إحالة “الوضع” إلى المحكمة الجنائية الدولية، في نص مصاغ بعناية لتجاوز قضية الجولان.
كما راعت فرنسا مخاوف الولايات المتحدة بنص القرار على استثناء “المسؤولين الحاليين أو السابقين أو الأشخاص” من البلدان التي لم تصادق على اتفاقية روما، ما عدا سوريا. وبهذه الطريقة، يتمتع الجنود الاميركيون بحصانة ضد الملاحقة القانونية إن تدخلوا بأي شكل في النزاع السوري.
إحالة لمجلس الأمن
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، وزّع مشروع القرار على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، لكن البعثة الاميركية امتنعت عن التعليق، ورفضت البعثة الفرنسية التطرق إلى نقاط محدَّدة من النص. ومن المتوقع أن تستخدم روسيا حق النقض (فيتو) لاجهاض القرار، لكن نيل تأييد الولايات المتحدة بصيغته المتفهمة لهواجسها سيعزل الكرملين أمام العالم برفضه إدانة انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان.
وكانت نافي بيلاي، مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان، دعت مجلس الأمن إلى إحالة النظام السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية. وأعد تحقيق منفصل قائمة سرية باسماء المشتبه بارتكابهم جرائم حرب.
وقال كين روث، المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان، إنه كان يتمنى لو وقعت الولايات المتحدة على اتفاقية روما، “لكن مشروع القرار الفرنسي صيغة توافقية سليمة لملاحقة اولئك الذين يرتكبون فظائع جماعية في سوريا”.
وبسبب عدم مصادقة سوريا ايضًا على النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإن المحكمة لا تستطيع فتح تحقيق في انتهاكات نظام الأسد، إلا بالإحالة إلى مجلس الأمن الدولي. وهذا ما فعلته مع نظام القذافي في ليبيا في العام 2011.
مقاتلون معارضون ينسفون فندقًا أثريًا في حلب
أ. ف. ب.
تبنت “الجبهة الاسلامية” المعارضة التي تقاتل نظام الأسد عملية نسف فندق الكارلتون الأثري في حلب القديمة، بحجة أنه كان يستخدم مقرًا لقوات النظام، وذلك عبر تفخيخ نفق يمر أسفل الفندف، وسقطت إثر هذا التفجير مبانٍ عدة محيطة.
حلب: نسف مقاتلون معارضون الخميس فندق الكارلتون في أحياء حلب القديمة في شمال سوريا، عبر تفجير نفق أسفل هذا الفندق الأثري، الذي تستخدمه القوات النظامية كمركز عسكري، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد في بريد الكتروني: “سمع دوي انفجار في حلب القديمة، تبيّن أنه ناتج من تفجير الكتائب الإسلامية كمية كبيرة من المتفجرات في نفق حفروه أسفل فندق الكارلتون الأثري الذي تتخذه قوات النظام مركزًا لها”.
انهيار مبانٍ محيطة
واشار المرصد الى اندلاع معارك اثر التفجير الذي ادى “الى تدمير ما تبقى من الفندق، ومقتل عدد من عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين لها”، اضافة الى “انهيار مبانٍ عدة في محيط الفندق”.
واورد التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل: “ارهابيون يستهدفون بتفجير ضخم فندق الكارلتون في المدينة القديمة، ما ادى الى تدميره بالكامل، وتدمير عدد من الابنية الاثرية المجاورة”.
14 قتيلًا من القوات السورية
هذا وقتل 14 عنصرًا من القوات النظامية على الاقل الخميس في نسف مقاتلين معارضين لفندق أثري في حلب القديمة في شمال سوريا، تستخدمه القوات النظامية كمركز عسكري، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. واشار المرصد الى “مقتل ما لا يقل عن 14 عنصرًا من القوات النظامية ومسلحين موالين لها” جراء التفجير واشتباكات اندلعت على اثره.
الجبهة الإسلامية تتبنى
وتبنت التفجير “الجبهة الاسلامية”، احدى ابرز التشكيلات المقاتلة ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وقالت في بيان نشرته على حسابها الرسمي على موقع “تويتر”، “نسف مجاهدونا، صباح اليوم، ثكنة فندق الكارلتون في حلب القديمة ومباني عدة محيطة به”.
وكان الفندق الواقع في وسط حلب، أحد المعالم العريقة في المدينة التي كانت تعد بمثابة العاصمة الاقتصادية للبلاد قبل اندلاع النزاع في منتصف آذار/مارس 2011. وتشهد المدينة منذ صيف العام 2012، معارك يومية بين النظام والمعارضة اللذين يتقاسمان السيطرة على احيائها.
ولجأ مقاتلو المعارضة مرارًا خلال النزاع المستمر منذ ثلاثة اعوام، الى تكتيك الانفاق في المعارك ضد القوات النظامية، لا سيما في ريف دمشق وحمص (وسط) وحلب (شمال). ويقوم المقاتلون بحفر انفاق بدءًا من مناطق يسيطرون عليها، وصولًا الى مواقع تابعة للنظام. ويقومون عادة بتفخيخها وتفجيرها، أو يتسللون منها لشن هجمات.
وقتل الاثنين 30 عنصرًا من القوات النظامية في تفجير نفق اسفل تجمع عسكري لهم في محافظة ادلب (شمال غرب)، بحسب المرصد.
مقاتلو حمص القديمة يودعونها «جوعى وبغصة» بعد 700 يوم من الحصار
وصول مساعدات إلى بلدتين شيعيتين في حلب.. والإفراج عن عشرات المخطوفين بينهم إيرانيون ولبنانيون
بيروت: بولا أسطيح
بدأ مقاتلو المعارضة السورية أمس الأربعاء الانسحاب من مدينة حمص القديمة إلى بلدة الدار الكبيرة بريف حمص الشمالي، تطبيقا لاتفاق مع النظام السوري أشرفت عليه الأمم المتحدة، ويقضي بفك الحصار المفروض على المدينة منذ 700 يوم أي نحو عامين، مقابل إفراج المعارضة عن عدد من أسرى النظام وفتح الطريق المؤدي إلى بلدتين شيعيتين تحاصرهما المعارضة هما نبل والزهراء في ريف حلب والسماح بدخول المساعدات الغذائية والطبية إليهما.
وأفاد ناشطون أمس بأن حافلتين تُقلان الدفعة الأولى من مئات المقاتلين غادرتا أحياء حمص القديمة ووصلتا إلى الريف الشمالي، فيما أشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ما يفوق الـ400 مسلح تركوا وسط المدينة حتى ساعة متأخرة من بعد ظهر أمس.
وأوضح عبد الرحمن أن «تعثر دخول المساعدات إلى نبل والزهراء جعل عملية خروج المسلحين تسير ببطء شديد»، لافتا إلى أنه «يفترض أن يخرج ما مجمله 1200 مقاتل معارض، إضافة إلى كل من يرغب من المدنيين خلال الساعات المقبلة من حمص القديمة تنفيذا للاتفاق الذي جرى بين قيادي بالجناح العسكري لحزب الله ورئيس اللجنة الأمنية في حمص ومحافظ المدينة من جهة، وثلاثة ممثلين عن الكتائب الإسلامية من جهة أخرى بمشاركة من لجنة المصالحة الوطنية. ولفت إلى أن دبلوماسيين إيران وروسا شاركوا بهذا الاتفاق لكنهم لم يكونوا حاضرين على طاولة المفاوضات.
وأشار مصدر معارض إلى أن الاتفاق بين النظام والمعارضة شمل إطلاق 36 محتجزا لدى المعارضة، موضحا أن «15 منهم، كلهم سوريون، سلموا اليوم (أمس)». وكان المرصد السوري أفاد بأن هؤلاء الـ15 هم ثلاث نساء و12 طفلا، ونقلوا إلى اللاذقية (غرب).
كما قال المصدر المعارض إن «11 محتجزا إيرانيا وعددا من اللبنانيين، كلهم من العسكريين، سيسلمون أيضا في إطار الاتفاق».
وبموجب الاتفاق، سُمح لكل مقاتل معارض بحمل حقيبة واحدة، إضافة إلى سلاحه الفردي، للدفاع عن أنفسهم في حال حدوث أي خرق لتنفيذ الاتفاق، علما بأن الجيش السوري أشرف عن بُعد على سير العملية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن محافظ حمص طلال البرازي قوله إن «الدفعة الأولى من المسلحين في أحياء حمص القديمة بدأت بالخروج»، مرجحا أن يتزامن ذلك مع «بدء عملية التسوية والمصالحة لجعل مدينة حمص خالية من السلاح والمسلحين». وأشار إلى أن «العمل جار لتشمل العملية كل أحياء حمص وليس حمص القديمة فقط»، موضحا أن «وحدات الجيش والقوات المسلحة ستقوم بعد خروج المسلحين بعملية التفتيش وتفكيك العبوات الناسفة والألغام وإزالة السواتر الترابية».
وأفادت قناة «المنار» اللبنانية التابعة لحزب الله بأن «20 سيارة تابعة للهلال الأحمر أخلت جرحى للمسلحين في أحياء حمص القديمة، فيما أحرقت مجموعات أخرى معارضة المقرات والمعتقلات التي كانت تستخدمها». وقالت «المنار» إن مسلحين أوقفوا قافلة إغاثة كانت تتجه إلى نبل والزهراء بالتزامن مع قصف البلدتين بقذائف صاروخية.
وأشار أبو الحارث الخالدي، وهو أحد المشاركين في التفاوض على الاتفاق من جهة المعارضة، لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أنه «قرابة الساعة العاشرة صباحا خرجت ثلاث حافلات تحمل على متنها 120 شخصا من أحياء حمص القديمة». وأوضح أن هؤلاء هم «من المدنيين والمقاتلين المصابين وغير المصابين»، وأنهم «توجهوا إلى بلدة الدار الكبيرة»، على بعد 20 كلم شمال حمص.
وبث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وموقع «يوتيوب» مقاطع فيديو أظهرت عملية خروج المسلحين من أحياء حمص القديمة وأخرى لحظة وصولهم إلى بلدة الدار الكبيرة. وظهر في مقاطع الفيديو عشرات المسلحين بعضهم ملثم، واستقل عدد منهم سيارات رباعية الدفع وآخرون شاحنات صغيرة، كما ظهرت حافلات كبيرة تقل مدنيين.
وأظهرت أشرطة أخرى قال الناشطون إنها صورت في «الريف الشمالي لحمص»، وصول المقاتلين. وظهر في الشريط مقاتلون ينزلون من حافلتين، قبل أن يصعدوا على متن شاحنتين صغيرتين من نوع «بيك أب»، وبدا أحدهم يستند إلى عكازين، في حين تجمع عدد من المقاتلين في البلدة على متن دراجاتهم النارية.
وتحدث ناشطون عن ألم في صفوف المقاتلين الذين غادروا المدينة. وقال أحدهم في بلدة تيرمعلة في ريف حمص التي انتقل إليها بعض المقاتلين الذين خرجوا من حمص، إن هؤلاء «جائعون» و«يشعرون بالغصة».
وقال الناشط وائل عبر الإنترنت: «هم جائعون جدا. سألت أحدهم عن شعوره، فنظر إلى دامعا وقال: أشعر بالجوع والغصة لمفارقة حمص». ونقل الناشط عن المقاتل قوله: «أحسست أن روحي خرجت من جسدي وأنا أنظر إلى حمص أثناء مغادرتها».
من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 20 من مقاتلي «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» والمسلحين الموالين لهما خلال اشتباكات مع عناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)» في محيط قرية الدحلة وفي بلدة جديد طابية في دير الزور. وأشار المرصد إلى معارك عنيفة شهدها حي الرصافة بين قوات النظام من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى، مما أدى إلى خسائر بشرية في صفوف الطرفين.
وفي حلب، أفاد ناشطون باشتباكات شهدها محيط مركز المخابرات الجوية ودوار البريج، فيما أفادت وكالة «سانا» بمقتل «أعداد كبيرة من الإرهابيين وتدمير عتادهم في الراموسة والليرمون والمدينة الصناعية بالشيخ نجار في حلب».
وفي ريف دمشق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة دارت في بلدة المليحة بين «جبهة النصرة» ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات حزب الله ومسلحين من جنسيات عربية وقوات الدفاع الوطني الموالية لها من جهة أخرى، مما أدى إلى مقتل ثمانية من عناصر الكتائب الإسلامية.
سيول تغمر مخيمات السوريين في عرسال
عبـدالله الحجيـري
تفاجأ اللاجئون السوريون في عرسال بموجة سيول وفيضانات ضربت خيمهم منذ أمس، بعد موجة سبقتها من الأمطار الغزيرة لم تتوقف طوال الليل.
أوضاع مخيمات اللاجئين السوريين المأساوية، زادتها العاصفة التي أتت مباغتة ولم تكن في الحسبان. وتشرّد المئات من النازحين من الخيم التي كانت تؤويهم، وتوزعوا على معارفهم ممن استطاعوا إيجاد منزل داخل عرسال، أو على خيم كانت أقل تضرراً بالسيول والامطار.
وعرسال غير مجهّزة أساساً ببنية تحتية لتصريف الأمطار، ومعظم المخيمات فيها أُنشئت في حقول ترابية، وهي أمكنة تجمّع أو ممرات للمياه في العادة. هذا ما أدى إلى إحداث أكبر الاضرار في خيم اللاجئين.
أبو الحسن أحد سكان المخيمات، قال لـNOW: “الله رحمنا بالشتوية، وما كان في برد وثلج متل ما خبّرونا أهل الضيعة، بس هيدي العاصفة عملت الفرق، وما كنا مستعدّين أبداً تجينا عاصفة بنص أيار”.
عدد كبير من الخيم أصبح أشبه بأحواض سباحة نتيجة تجمع المياه داخلها، هذا عدا عن تحوّل بعض المخيمات بأكملها إلى برك مياه. بعض العائلات قضت ليلتها في العراء يوم أمس، رغم تساقط الأمطار ليلاً. هذا ما تشير إليه أمّ عباس إحدى نساء مخيم في منطقة البابين على أطراف عرسال، حيث تحوّل المخيم إلى مستنقع كبير من المياه: “بالليل صار عنّا نص متر مي بالخيمة، فرش الاسفنج والبطانيات صارت كلها تحت المي، وما قدرنا نضل بالخيمة، هربنا وطلعنا على تلة حد المخيم نحنا وكتير من السكان، وقضينا الليلة تحت الشتا والبرد. وهلأ بعدها عم تشتي كمان، بعده الوضع ما تغير”.
عدد آخر من سكان المخيمات لجأ إلى بعض أقاربهم داخل عرسال، ممن استطاعوا إيجاد ملجأ لهم. تحدّث أحد هؤلاء لـNOW: “هربنا بالليل، نحنا والولاد أحلى ما يختنقوا بالسيول، ونمنا عند اصحابنا، 34 شخص بنفس البيت، نمنا فوق بعضنا”.
حسب أهالي المخيمات إن عملية مساعدتهم لم تتمّ، وذلك لأن العاصفة بدأت عصر أمس، أي بعد أن أغلقت الجمعيات أبوابها، واليوم يتعذر عليهم الوصول بسبب تجمع المياه، وعدم قدرتهم على تأمين المساعدات، لأن الكارثة كبيرة وكانت مفاجئة.
نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي قال لموقع NOW: “تواصلنا مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، والتي أرسلت خبراء اليوم لتقديم بعض المساعدات للحماية من الأمطار في حال تجددها، لكن هذا غير كاف”، وأضاف: “معظم الخيم والمخيمات أنشئت بطريقة متسرعة لإيواء اللاجئين عند وصولهم والنتيجة ظهرت يوم أمس”.
ولفت الفليطي إلى أن “شتاء اليوم يكشف عورة الحكومة اللبنانية والمؤسسات المانحة، التي تغاضت عن مخيمات اﻷمر الواقع ولم تسمح بإنشاء مخيمات بالحد اﻷدنى المطلوب إنسانياً. فالحكومة اللبنانية مسؤولة عن عدم السماح بإقامة مخيمات على النمط التركي أو اﻷردني، ونأت بنفسها عن تحمّل المسؤولية. واﻷمم المتحدة لا تقبل بإقامة مخيمات بعمق أقل من40 كم داخل لبنان أو خارج نطاق إنتشار الجيش اللبناني الذي يطوق عرسال ولا ينتشر بخراجها البالغة مساحته 452 كم مربع .”
%80 من مقاتلي المعارضة والمدنيين غادروا حمص
دبي – قناة العربية
قال محافظ حمص، طلال البرازي، إن 80% من مقاتلي المعارضة والمدنيين خرجوا من أحياء حمص المحاصرة، وإن العملية التي بدأت الأربعاء بموجب اتفاق أشرفت عليه الأمم المتحدة، ستنجز اليوم الخميس.
وأكد المحافظ أن عدد الذين خرجوا من الأحياء المحاصرة لأكثر من عامين وصل إلى نحو ألف شخص، وإن العدد المتبقي هو بين 300 و400 شخص.
وأكد البرازي إنجاز “80% من إخلاء المدينة من السلاح والمسلحين، والـ20% المتبقية اليوم (الخميس) تتوافر لها الشروط وتنجز”، آملا في أن يكون الخميس “يوم إنهاء هذا التفاهم الذي سيؤدي بالنتيجة إلى إخراج كل المسلحين والسلاح من المدينة القديمة”.
يذكر أن المئات من مقاتلي المعارضة انسحبوا من أحياء حمص القديمة، تاركين خلفهم حي الوعر محاصرا، وهو الذي لم يشمله اتفاق الهدنة.
وكان الاتفاق قد تعرقل تنفيذه لساعات بعد منع إدخال مساعدات إلى بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب، إلا أنه سرعان ما تم حل المسألة واستئناف خروج الدفعة الثالثة من المقاتلين إلى تلبيسة والرستن.
“داعش” يعدم مراسل “شبكة شام” في الرقة
العربية.نت
نعت شبكة شام الإخبارية، أمس الأربعاء، مقتل أحد كوادرها وهو المعتز بالله إبراهيم مراسل الشبكة في مدينة الرقة، والذي قتل في سجون “داعش” قبل ثلاثة أيام.
والمعتز من أبناء ريف حلب وكان مقيماً في مدينة الرقة، ويبلغ من العمر 21 عاماً.
كان تنظيم داعش قد قام قبل شهرين باعتقال المعتز بالله دون أن يوضح سبب ذلك، وتعرض المعتز للتعذيب طيلة مدة اعتقاله، ليعدم قبل ثلاثة أيام مع ابن الدكتور مروان إسماعيل في مدينة تل أبيض، والتي يسيطر عليها تنظيم داعش الذي سلم جثة المعتز إلى والدته.
وقالت الشبكة في بيان لها “إن ما قام به تنظيم دولة البغدادي (داعش) جريمة لا تقل عما يقوم به نظام الأسد عن جرائم بحق الثوار والنشطاء من تعذيب ثم إعدام.
نشطاء يسخرون من “مهزلة” الأسد وسط بركة الدم
العربية.نت
لا شك أن الحملة الدعائية التي شنها عدد من الممثلين السوريين لدعوة الناس إلى المشاركة في الانتخابات، قوبلت بكم كبير من السخرية السوداء، فلا الوضع الميداني السوري يسمح بذلك، ولا قدرة الناس النفسية وسط بركة الدم التي يسبحون فيها تخولهم التوجه لممارسة مثل هذا الحق في ظروف تغرق البلاد يومياً بالمآسي.
لعل هذا ما تهدف إليه الحملة التي يستعد نشطاء الثورة السورية خلال ساعات لإطلاقها، لتحديد رؤيتهم وموقفهم من “الانتخابات” التي يحضر لها نظام بشار الأسد فوق بركة الدم في سوريا، كما يقولون.
يشارك في الحملة التي ستترجم مخرجاتها لعدة لغات، عدد كبير من النشطاء من الداخل والخارج، إضافة لعدد كبير من الهيئات الثورية والتنسيقيات وفعاليات اجتماعية وسياسية من الجاليات السورية في الخارج ومن إعلاميين، فالعديد من الاجتماعات التحضيرية جرت للترتيب لفعاليات الحملة، واختيار اسم مناسب تحت موقف جماعي من “الانتخابات” التي يعتبرها هؤلاء سلاحاً قاتلاً آخر يشهره بشار الأسد بتغطية دولية في وجه الشعب السوري.
ومن المتوقع أن يطلق قريباً “هاشتاغ مميز” يتضمن الاسم الذي تم التوافق عليه من بين أكثر من ثلاثين اسما كانت مقترحة للحملة، وسيتم استخدام مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” و”فيسبوك” للترويج لها ونشرها، فيما رفض المنسقون إعلان الهاشتاغ المتفق عليه، أو نشر شعار الحملة قبل إطلاقها بشكل رسمي، لكي لا يتم استخدامه في صفحات مزورة أو بشكل غير مفيد.
مجرد مهزلة
وحول الهدف والغاية من إطلاق الحملة، يقول أحد منسقيها، إن الهدف هو وضع هذه الانتخابات في “موقعها اللائق”، كونها مجرد مهزلة، ليقول الشعب السوري الحر كلمته فيها، والغاية صفع هذا العالم الذي يسخر من نفسه أولاً عندما يتابع منذ ثلاث سنوات ونصف السنة هذا المسلسل القاتل الذي يأخذ دور البطولة فيه بشار الأسد الذي يتمسك به المجتمع الدولي بشكل فاضح، ويجهد لإعادة تلميعه والمحافظة على موقعه للاستمرار في تدمير سوريا وهزيمة ثورتها.
وعن عمل الحملة وإن كان سيقتصر على الجانب الإعلامي فقط، يقول المنسق “إن العمل على الأرض سيكون حاضرا بقوة من خلال فعاليات ميدانية يتم التحضير لها في عدد كبير من البلدان التي تستقبل جاليات سورية ولاجئين حول العالم، لنوصل رسالة واحدة مفادها “لا تراهنوا على إسكات صوت ثورة شعب”.
ويختم مؤكداً على أن الثورة والنشطاء مازالت لديهم الإرادة القوية للاستمرار والتنسيق على كافة المستويات، وكثير ممن يشارك في الحملة القادمة هم من النشطاء في الداخل، لافتا إلى أنهم يتوقعون مشاركة كبيرة في الحملة، وانتشاراً واسعاً لها، لأن الرد يجب أن يكون بمستوى الجريمة، وجريمة بشار الأسد هي جريمة ضد الإنسانية جمعاء، هذه الانتخابات مهزلة، ولكنها مهزلة دموية، فترقبوا الحملة. هذا هو صوتنا الوحيد”، بحسب قوله.
اجتماع دولي لبحث ظاهرة “الجهاديين” بسوريا
عبد الرحيم الفارسي- بروكسل – سكاي نيوز عربية
يناقش مسؤولون غربيون وعرب في بروكسل، الخميس، التحديات التي يطرحها الأجانب المشاركون في القتال الدائر في سوريا ضد القوات والجماعات الموالية للرئيس بشار الأسد.
ويشارك في المؤتمر، وزيرا داخلية بلجيكا وفرنسا، وممثلون عن الولايات المتحدة والمغرب وتونس والأردن وتركيا.
ويأتي الاجتماع بعد تنامي التحذيرات الصادرة في الغرب من احتمال عودة المقاتلين إلى بلدانهم، حاملين أفكارا متشددة وممتلكين لخبرات قتالية.
وكانت فرنسا قد أعلنت أواخر ابريل الماضي، عن إجراءات للتصدي لظاهرة تجنيد مواطنيها المسلمين من قبل شبكات، تسهل انتقال المقاتلين إلى المناطق الخاضعة للمعارضة في سوريا.
وهددت باريس بسحب جنسيتها ممن يثبت مشاركتهم في تدريبات أو عمليات عسكرية في سوريا.
وتشير تقديرات استخبارية إلى أن نحو 3 آلاف غربي، يشاركون ضمن أكثر من 11 ألف أجنبي التحقوا بالمقاتلين في سوريا.
وتقول مراكز دراسات أوروبية، إن الغالبية العظمى من المقاتلين الأجانب ينضمون لتنظيم دولة الإسلام في العراق والشام، وجبهة النصرة التي يضعها الغرب على قائمة “المنظمات الإرهابية”.
ويسعى المشاركون في مؤتمر بروكسل، لتكثيف تبادل المعلومات حول الجهاديين وشبكات التجنيد والإسناد.
وتشارك تركيا والأردن باعتبارهما مجاورين لسوريا، ويعتقد بأن غالبية المقاتلين الأجانب يمرون عبرهما إلى الأراضي السورية.
أما المغرب وتونس فيشاركان، بعدما تمكن مئات من مواطنيهما من الالتحاق بالجهاديين في سوريا.
تفجير يهز حلب واشتباكات بمخيم اليرموك
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلن التلفزيون السوري، أن انفجارا هائلا وقع في مدينة حلب، الخميس، أسفر عن تدمير فندق وعدة مبان أخرى في المنطقة، التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
وأورد التلفزيون في شريط عاجل “إرهابيون يستهدفون، بتفجير ضخم، فندق الكارلتون، في المدينة القديمة ما أدى إلى تدميره بالكامل، وتدمير عدد من الأبنية الأثرية المجاورة”.
وقال معارضون، إن التفجير أسفر عن مقتل نحو 50 من ضباط وجنود الجيش السوري.
وتبنت الجبهة الإسلامية، إحدى أبرز التشكيلات المقاتلة ضد بشار الأسد، التفجير، قائلة في بيان نشرته على حسابها الرسمي على موقع “تويتر”: “نسف مجاهدونا صباح اليوم ثكنة فندق الكارلتون في حلب القديمة وعدة مباني محيطة به”.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بريد إلكتروني “سمع دوي انفجار في حلب القديمة، تبين أنه ناتج عن تفجير الكتائب الإسلامية، كمية كبيرة من المتفجرات، في نفق حفروه أسفل فندق الكارلتون الأثري، الذي تتخذه قوات النظام مركزا لها”.
وأشار المرصد إلى اندلاع معارك، إثر التفجير الذي أدى “إلى تدمير ما تبقى من الفندق، ومقتل عدد من عناصر القوات الحكومية، والمسلحين الموالين لها”، إضافة إلى “انهيار مبان عدة في محيط الفندق”.
وكانت حلب وهي أكبر المدن السورية، تعد المركز التجاري الرسمي لسوريا، لكنها باتت الآن ممزقة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة.
هذا فيما شهد مخيم اليرموك بالعاصمة السورية، دمشق، الأربعاء، اشتباكات وصفت بـ”العنيفة”، حيث سمع أصوات انفجارات تهز المخيم، الذي كان يؤوي لاجئين فلسطينيين، حسب مصادر “سكاي نيوز عربية”.
وأفادت “شبكة سوريا مباشر” بمقتل شاب، وإصابة آخرين، جراء إطلاق نار من قبل القوات الحكومية على مدنيين كانوا متجمعين لاستلام مساعدات غذائية في المخيم جنوبي دمشق.
اتفاق حمص
من جهة أخرى، قال ناشطون سوريون معارضون، إن عملية خروج الدفعة الأخيرة من مقاتلي المعارضة، من أحياء حمص القديمة، بدأت الخميس. .
وأكد محافظ حمص، طلال البرازي، أن 80 في المائة من مقاتلي المعارضة والمدنيين، خرجوا من أحياء حمص القديمة، وأن العملية التي بدأت، الأربعاء، بموجب اتفاق أشرفت عليه الأمم المتحدة، ستتم بأكملها اليوم.
وأضاف أن عدد الذين خرجوا من الأحياء القديمة المحاصرة لأكثر من عامين، وصل حتى الآن إلى 980 شخصا، وأن العدد المتبقي هو بين 300 و400 شخصا.
هذا ومن المقرر أن تدخل القوات الحكومية، أحياء وسط حمص، بعد استكمال خروج المقاتلين المعارضين والمدنيين، الذين انتقل معظمهم إلى بلدة الدار الكبيرة شمالي حمص.
ومع خروج المقاتلين من أحياء حمص القديمة، تكون الحكومة السورية قد استعادت معظم أحياء ثالثة كبرى مدن البلاد، باستثناء حي الوعر، الذي يقطنه عشرات الآلاف من الأشخاص، والذي سيتم بحث توقيع تفاهمات بشأنه، بعد استكمال الاتفاق الراهن.
وفي المقابل، أفرج مسلحو المعارضة عن عشرات المعتقلين، معظمهم من الجيش السوري، في محافظتي حلب واللاذقية.
تحليل: بذكرى مقتل بن لادن.. ضعف الظواهري وتشتت القاعدة جعل هؤلاء أكبر تهديد للغرب
مقال لأندرو هاموند، المستشار الخاص السابق للحكومة البريطانية والزميل في كلية الاقتصاد بلندن، وقد كتبه خصيصا لـCNN، علما أن المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر CNN.
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — صادف الأسبوع الماضي ذكرى اغتيال زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، قبل ثلاثة أعوام بعملية للقوات الخاصة الأمريكية، ومنذ ذلك الحين تعرض التنظيم المركزي للقاعدة لضربات متتالية أضعفته، غير أن الخطر الذي مثله ما يعرف بـ”الإرهاب المحلي” تصاعد بشكل كبير، وذلك بدفع من المقاتلين العائدين إلى الغرب من مناطق القتال الرئيسية، مثل سوريا.
ففي بريطانيا مثلا، قال تشارلز فار، مدير مكتب الأمن ومكافحة الإرهاب، إن المواطنين البريطانيين الذين يسافرون من أجل القتال في سوريا يشكلون “التحدي الأكبر” للأمن البريطاني في الفترة ما بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، ويقدر المركز البريطاني لدراسات التطرف عدد البريطانيين الذين قاتلوا في سوريا بقرابة 366 شخصا، قتل منهم عدد كبير.
ولكن المركز يشير إلى أن العدد الإجمالي للمقاتلين الأجانب الذين شاركوا في القتال بسوريا قد يصل إلى 11 ألف مقاتل من 70 دولة، وهو ثاني أعلى عدد لمقاتلين أجانب في حرب ما منذ الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفيتي، ويضيف المركز أن مكمن القلق الأساسي بالنسبة لأولئك المقاتلين الذين يضمون ما يصل إلى ألفي مقاتل غربي من أوروبا وأمريكا واستراليا، سيعودون من سوريا إلى بلدانهم بخبرات قتالية كبيرة وقدرات إرهابية.
وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار العدد الكبير لأولئك المقاتلين الأجانب فسيكون من الصعب ملاحقتهم بشكل دقيق، ما سيزيد من مخاطر حصول هجمات في بلدانهم الأصلية، علما أن أولئك المقاتلين يفتقدون إلى الروابط الحقيقية مع تنظيم القاعدة الرئيسي، وإن كانت عملياتهم تصب في صالحه دعائيا، إلى جانب إمكانية تأثر بعضهم مباشرة بأفكار التنظيم، مثل منفذي هجومي لندن وبوسطن العام الماضي.
ويعكس هذا الواقع التراجع المتزايد في قوة التنظيم الرئيسي للقاعدة، والذي بات عاجزا عن تقديم المساعدة للناشطين في بلدانهم الأصلية، كما يعني أن أولئك المتشددين، ورغم خطورتهم، لا يمثلون كأفراد القدر نفسه من الخطر الذي تمثله الشبكات الإرهابية التقليدية، ما يعني أنه سيصعب عليهم القيام بعمليات ضخمة مثل هجمات سبتبمر.
واستنادا إلى ما سبق نقول إن أيمن الظواهري، خليفة بن لادن، سعى جهدع للاستفادة من الإرهاب المصنوع محليا ومن الفوضى في سوريا من أجل أهداف دعائية، ولكن ذلك لن يساعده على تبديد الصورة الراسخة حول تراجع قدرة التنظيم الرئيسي، فالظواهري يفتقد نفوذ بن لادن الشخصي على الجماعات الجهادية، إلى جانب الضعف الذي لحق بالشبكات نفسها بسبب عمليات التصفية المتلاحقة لقيادات متشددة.
أحد التحديات الرئيسية التي تعترض الظواهري تتمثل في أن الجسم الرئيسي لتنظيم القاعدة مازال في المناطق القبلية والحدودية في باكستان، أما الفروع الأخرى الأوسع انتشارا فقد تشتت إلى حد كبير وباتت غير مركزية، وهذا ما أدى إلى أن تصطدم بعض تلك الشبكات بالتنظيم الأم، كما حصل مع “داعش” التي اتهمت قيادة القاعدة بـ”الانحراف عن طريق الحق” والتسبب بـ”انقسام المجاهدين.”
وفي خلفية هذه الانقسامات بين القاعدة وشبكاتها يكمن التباين في الاهتمامات، فبعض التنظيمات باتت تقدم الأولوية للقضايا المحلية على حساب القضايا العالمية التي كانت تهم بن لادن، إلى جانب أن بعض الأماكن التي قد تشكل أهدافا دولية للتنظيم باتت أكثر تأمينا ويصعب استهدافها في ضوء إجراءات الأمن بعد هجمات سبتمبر.
وخلاصة القول أنه رغم الاضمحلال الكبير الذي أصاب التنظيم المركزي للقاعدة منذ مقتل بن لادن، إلا أن الكثير من الفروع الخارجية للتنظيم تمكنت من الحفاظ على قوتها، وزادت من تركيزها على القضايا المحلية على حساب الطموحات الدولية، ولكن خطر الإرهاب المحلي مستمر بالتصاعد على يد العائدين من مسارح القتال الخارجية، وخاصة في سوريا، مع قدرات قتالية وإرهابية جديدة.
الناشرون السوريون يُمنعون من المشاركة بمعارض عربية
روما (8 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد ناشرون سورين على وجود قرارات من دول عربية بعدم استقبال أي ناشر سوري في معارض الكتب التي تقام فيها، واعتبروا قرار منعهم قرارا سياسيا يدفع الناشر السوري ثمنه باهظاً.
وأثنى ناشرون سوريون على ما قدّمته دولة الإمارات العربية المتحدة للناشرين السوريين خلال الأزمة التي تمر بها بلادهم، ووصفوها بـ”البلد الصديق الذي يُعرف وقت الضيق”، ونوّهوا بقرار الدولة الترحيب بمشاركة الناشرين السوريين في معرض أبوظبي الدولي للكتاب مع إعفائهم من تكاليف الأجنحة، في الوقت الذي أكّدوا في على وجود قرارات من دول عربية بعدم استقبال أي ناشر سوري في معارض الكتب التي تقام فيها.
وعن تأثير حالة الحرب على حركة النشر والتوزيع التي كان يبرع فيها الناشر السوري، قال سعيد البرغوثي، صاحب ومدير دار كنعان السورية للنشر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لا شك أن أزمة الناشر السوري هي أزمة مضاعفة، لأن الناشر الجاد والملتزم كان يعاني بالأساس من صعوبات ومشاكل حقيقية وكثيرة، ازدادت بشكل كبير مع بدء الأزمة السورية، وللأسف لم تراع بلدان أخرى هذه الخصوصية للناشر السوري كما راعتها دولة الإمارات، فمثلاً معرض أربيل، وهو ليس الوحيد، الذي أشرفت عليه دار المدى العراقية التي نشأت وتأسست في سورية ويعرف القائمون عليها مشاكل الناشر السوري وأزماته، لم تعف السوريين من أي أعباء بل زادت التكاليف عليهم وحملتهم أعباء مالية مضافة، ولم يقتنوا أي كتاب سوري، ولكننا نؤكد على أننا سنستمر بخطنا الجاد التنويري ولن نضطر للتخلي عن المبادئ والطموحات، لأنه انتمائنا الحقيقي”.
وحول أسباب ذلك الموقف من الناشر السوري، قال البرغوثي “الحقيقة هو موقف يدعو للحيرة، ولا يمكن فهمه بسهولة، فإذا كان موقفاً سياسياً ضد النظام فيما ذنب الناشر السوري وما علاقته بذلك، ولا يعني الاصطفاف ضد السلطة معاقبة الناشر السوري، وإن كان موقفاً سياسياً ضد المعارضة فأيضاً ما علاقة الناشر والكتاب السوري بكل ذلك، وبالتالي هو موقف محيّر نعجز عن إيجاد مبرر له، علماً بأنه كل الدول تأخذ احتياطاتها الأمنية اللازمة لتتيح للناشر السوري لأن يلتقي بالجمهور والشركاء، ويدفع الناشر السوري ثمناً باهظاً نتيجة الظرف الراهن”.
من جهته قال الناشر السوري سامي أحمد مدير دار التكوين، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد أصدرت إدارة معرض الرياض للكتاب قراراً قبل ثلاث سنوات يمنع مشاركة الناشرين السوريين في المعرض، ولا أحمّل إدارة المعرض ولا القائمين على الثقافة في الرياض المسؤولية لأني أعتقد أن القرار سياسي وليس ثقافي، ونؤكد على أن هذا القرار جائر بحق الثقافة البحتة بعيداً عن السياسة، فالمعرض من أكبر وأهم المعارض العربية بالنسبة للناشرين والقراء أيضاً”.
وأضاف “هذا العام أيضاً منعنا معرض المغرب من المشاركة في معرض الدار البيضاء بناء على قرار رسمي، والأمر نفسه أصدره الكويتيون حيث منعوا الناشرين السوريين من المشاركة في معرض الكويت للكتاب، وهو أمر مفاجئ ومستغرب، وتحدثنا مع الأطراف العربية المختصة بالنشر كاتحاد الناشرين العرب وغيرهم لمعالجة المشكلة وتجاوزها دون أن نصل لأي نتيجة إيجابية”.
وبدوره أيضاً أثنى على موقف الإمارات وقال “وحدها اتخذت موقفاً معاكساً لمعظم الدول العربية، فقد رحّبت بمشاركة الناشرين السوريين في معرضي أبوظبي والشارقة وكانت سنداً حقيقياً للناشر السوري، وهو جزء من الانفتاح والتنوع الثقافي والفكري الذي تشهده الدولة
هل حان وقت إعادة النظر في مستقبل سوريا في ظل الأسد؟
بول أدامز
بي بي سي
الجماعات الجهادية مثل جبهة النصرة تثير القلق لدى الغرب
أوشكت الولايات المتحدة على شن غارات عسكرية تستهدف سوريا قبل ثلاثة أشهر.
وكانت نبرة خطاب واشنطن تجاه الرئيس السوري بشار الأسد تتزايد حدتها، إذ قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في أحد تصريحاته إن استخدام الرئيس الأسد للأسلحة الكيماوية ضد شعبه جعله يندرج على قائمة تضم أسماء من بينها أدولف هتلر وصدام حسين.
وبعد أسابيع من ذلك التصريح أشاد كيري بتعاون دمشق بشأن اتفاق دولي طموح يفضي إلى تخلص سوريا من أسلحتها الكيماوية، لكنه أصر على رحيل الأسد عن الحكم.
كما بدأت تقارير من شتى أرجاء البلاد في ذلك الوقت تركز بشدة على أعمال العنف التي ترتكبها جماعة جبهة النصرة وجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وهي جماعة إسلامية متشددة ذات صلة بتنظيم القاعدة.
وما أن اقتربت نهاية العام الماضي وبدأ من اختار الغرب التحالف معهم في سوريا يعانون من انتكاسة تلو الأخرى، حتى بدأ صناع السياسة في التفكير في أشياء غير متصورة وإمكانية الحصول على مكاسب من خلال التعاون مع الأسد بدلا من اتخاذ موقف ضده؟
“لا خيار”
لم تعرب وزارتا الخارجية الأمريكية أو البريطانية عن هذا التفكير صراحة، لكن قبل أسبوع قال ريان كروكر، السياسي الأمريكي السابق الذي يحظى باحترام كبير، لصحيفة (نيويورك تايمز) إن الوقت حان “لبدء محادثات مع نظام الأسد من جديد”.
وقال كروكر :”بقدر ما لديه من سوء، فهو ليس بقدر سوء الجهاديين الذين كانوا سيتولون السلطة في حالة غيابه”.
وأوضح السفير السابق لدى العراق وسوريا أنه كان يتحدث عن حوار بشأن قضايا بعينها وقال إنه يتعين أن تجرى “بهدوء شديد”.
لكن محللين أخرين ذهبوا إلى ما هو أبعد من ذلك.
وقال جوشوا لانديز، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما، وأحد مستشاري صناع السياسة في واشنطن، “قد يضطر أحد الأشخاص إلى أن يقر على مضض ببقاء الأسد. فليس لدينا لعبة أخرى”.
وكان لانديز من المعارضين بشدة لتسليح المعارضة السورية، وقال إنها سياسة “ستنفجر في وجوهنا”.
كما أنه لا يعتقد في أن إجراء اتصالات مبدئية مع الجبهة الإسلامية، وهو ائتلاف تشكل مؤخرا ويضم الجماعات الإسلامية غير المنحازة لتنظيم القاعدة، قد يفضي إلى نتائج أفضل.
ويقول لانديز إن السفير كروكر ربما يتحدث إلى نفسه، لكنه على علم بما تفكر فيه وزارة الخارجية.
قال كورت فولكر، السفير الأمريكي السابق لدى حلف شمال الأطلسي: “اعتبرنا الأسد بمثابة شريك بدلا من النظر إليه على أنه المشكلة”.
كما يعرب المشرعون الأمريكيون عن قلقهم الخاص.
فقد تحدث مايك روجرز، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي، عن قلقه بشأن تجمع غير مسبوق لمقاتلي القاعدة في سوريا.
وقال خلال مؤتمر في جامعة جونز هوبكنز الأسبوع الماضي :”ليست لدينا طريقة جيدة لاختبار المعارضة على أرض الواقع”.
جزء من الحل؟
وبناء على هذه الخلفية بدا الأسد كشخص لا يمكن الاستغناء عنه، فهو رجل يمكنه تسليم أسلحة بلاده الكيماوية، وربما هزيمة متشددي جبهة النصرة وجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
وكان الجيش السوري أعلن سيطرته على الطريق السريع الرئيسي الواصل بين دمشق وحمص في وقت سابق هذا الأسبوع، غير أنه قال إنه بحاجة الى معدات ثقيلة إضافية لضمان وصول القوافل إلى ميناء اللاذقية على البحر المتوسط.
ويعتمد نجاح هذه المرحلة الحرجة من الاتفاق كليا على قدرة الحكومة السورية في السيطرة على الأحداث على الأرض.
وربما يصبح الهدف الثاني، وهو التعامل مع المتشددين الإسلاميين، أكثر أهمية على الأجل الطويل.
ولطالما كان قادة سوريا مخادعين ويقرعون أجراس الخطر قبل وجود تهديد حقيقي من القاعدة في سوريا وبوضوح أخفقوا في التصدي لجبهة النصرة و(داعش) عند ظهورهما على الساحة.
تعاونت سوريا مع الأمم المتحدة لتدمير أسلحتها الكيماوية
لكن معارضين لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما يقولون إنه لا طائل من السعي إلى مساعدة الأسد.
وقال كورت فولكر، السفير الأمريكي السابق لدى حلف شمال الأطلسي: “اعتبرنا الأسد بمثابة شريك بدلا من النظر إليه على أنه المشكلة”.
مشاركة محدودة
وعلى الرغم من وضوح فكرة عدم الاستغناء عنه، فإن الغرب لا يريد على نحو واضح الاعتماد بشدة على زعيم يده ملوثة بالدماء.
وقال دانيال ليفي، من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية :”سيكون من الصعب تحقيق ذلك”، معتقدا أن حدود اعتماد الغرب على بشار الأسد وصلت بالفعل إلى نهايتها.
وأضاف :”الولايات المتحدة لديها بالفعل مهمة شاقة مع السعودية بشأن إيران”، مشيرا إلى الاتفاق الأخير المبرم بشأن البرنامج النووي لطهران.
وربما لن يكون الأسد ذلك “الرجل” مرة أخرى، كما كان في أعقاب غزو العراق.
غير أن نجاحه الأخير في ميدان المعركة، الممتزج بحاجة الغرب الملحة لتأمين ما لديه من أسلحة كيماوية إلى جانب صعود المد الجهادي يعنى أننا سنتعامل معه بطريقة أو بأخرى لفترة من الوقت.
BBC © 2014
قوات الأسد تقول إنها بصدد السيطرة على حمص مهد “الانتفاضة السورية”
من أوليفر هولمز
بيروت (رويترز) – قالت القوات السورية إنها ستسيطر يوم الخميس بشكل كامل على مدينة حمص التي ارتبط اسمها يوما بمشاهد الحشود المطالبة بالديمقراطية لكنها تجسد الان صور الخراب وقسوة الحرب الأهلية السورية.
وبعد أن ظلوا يسيطرون على الحي القديم بحمص قرابة عامين رحل أكثر من 900 من مقاتلي المعارضة عن “عاصمة الثورة” في عدة قوافل يوم الأربعاء.
ونقلوا إلى منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة خارج المدينة بموجب اتفاق أبرم بين المقاتلين والقوات الموالية للرئيس بشار الأسد.
وقال طلال البرازي محافظ حمص لوسائل إعلام رسمية إن 80 في المئة من المقاتلين غادروا المدينة وإنه سيتم إجلاء الباقين اليوم الخميس لتعلن حمص مدينة آمنة وتبدأ عمليات إعادة البناء.
وابتسم المقاتلون للكاميرات أثناء رحيلهم لكن سقوط ثالث أكبر مدينة سورية في أيدي قوات الحكومة هو ضربة كبيرة للمعارضة وانتصار للأسد قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية التي من المرجح أن يعاد انتخابه فيها.
وخرج آلاف السوريين الى شوارع حمص عام 2011 ثم امتدت المظاهرات المعارضة للأسد لكل المدن الكبرى. واستخدمت قوات الحكومة الهراوات والذخيرة الحية لقمع المظاهرات في المدينة المختلطة دينيا.
وأطلقت قذائف مورتر على المظاهرات في حمص فلجأ المتظاهرون للسلاح. وانتشرت الجماعات المقاتلة عبر المدينة فيما لاذ المدنيون بالفرار أو احتموا في أقبية المباني المدمرة. وقبل عام فرضت قوات الحكومة حصارا على الحي القديم وقال سكان إنهم يتضورون جوعا.
وبث التلفزيون الرسمي يوم الخميس لقطات لمراسل كان لا يرتدي سترة واقية وهو يجري مقابلة تحت الأمطار مع محافظ حمص في منطقة وسط حمص المهجورة. وقال المحافظ إن من تبقى من المقاتلين سيرحل خلال الساعات القليلة المقبلة.
وخلفهما لم ينج أي مبنى من آثار الرصاص وقذائف الموتر والقنابل بعد ثلاثة أعوام من الصراع. وسويت بعض المباني بالأرض تماما.
ويأتي إجلاء مقاتلي المعارضة بعد شهور من المكاسب التي حققها الجيش بدعم من حزب الله اللبناني على طول ممر استراتيجي يربط العاصمة دمشق بحمص والمنطقة المطلة على البحر المتوسط التي يسكنها العلويون الشيعة الذين ينتمي لهم الأسد.
وتسيطر قوات الأسد الآن على معظم العاصمة والطريق السريع الرئيسي بين دمشق وحمص والساحل الغربي المطل على البحر المتوسط بينما يسيطر مقاتلو المعارضة على معظم المنطقة الصحراوية في الشمال والشرق. ويتنازع الطرفان السيطرة على حلب ثاني أكبر المدن السورية.
وفي إطار الاتفاق الذي أبرم بين المقاتلين وقوات الأسد أفرج عن عشرات الأسرى الذين كان المقاتلون يحتجزونهم في محافظتي حلب واللاذقية الشماليتين.
لكن مقاتلين من جبهة النصرة التابعة للقاعدة منعوا قافلة إغاثة -كانت أيضا جزءا من الاتفاق- من الوصول لقريتين شيعيتين محاصرتين خارج حلب يوم الأربعاء. ولم يتضح إن كانت القافلة تحركت يوم الخميس.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يفوز الأسد في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثالث من يونيو حزيران والتي يقول معارضو الأسد انها مسرحية هزلية.
ويقول المعارضون إن من غير الممكن إجراء انتخابات نزيهة في بلد تمزقه الحرب الأهلية ويقع الكثير من أراضيه خارج سيطرة الحكومة وتشرد ستة ملايين من سكانه بينما لاذ 2.5 مليون آخرون بالفرار خارج البلاد.
وقتل أكثر من 150 ألف شخص بسبب الصراع ويتسبب القتال في مقتل أكثر من 200 شخص في اليوم.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)
مقاتلو المعارضة السورية يفجرون فندقا يستخدمه الجيش في حلب
بيروت (رويترز) – فجر مقاتلو المعارضة السورية مواد ناسفة أسفل فندق تستخدمه قوات الرئيس بشار الأسد في مدينة حلب بشمال البلاد يوم الخميس مما تسبب في تدمير المبنى وحدوث أضرار في مبان أخرى قرب قلعة حلب الأثرية.
ونشرت الجبهة الاسلامية التي أعلنت مسؤوليتها عن التفجير مقطع فيديو ظهر فيه الحطام والدخان يتصاعد الى سماء حلب.
وقالت الجبهة ان 50 جنديا قتلوا في الانفجار لكنها لم تقل كيف عرفت أعداد القتلى.
وقال المرصد السوري ومقره بريطانيا إن التفجير أسفر عن سقوط 14 قتيلا من قوات الامن.
وذكر أن مقاتلي المعارضة فجروا مواد ناسفة في نفق أسفل فندق كارلتون الذي قال المرصد ان قوات الاسد تستخدمه كقاعدة عسكرية لها في المنطقة التي تسيطر عليها من حلب.
وتشابه انفجار يوم الخميس مع الانفجار الذي نفذ يوم الثلاثاء خارج بلدة معرة النعمان في محافظة إدلب الشمالية الغربية حيث وضع مقاتلو المعارضة مواد ناسفة في نفق أسفل نقطة تفتيش فقتلوا 30 من قوات الحكومة.
وقال التلفزيون الحكومي إن فندق كارلتون دمر وإن بعض المباني المجاورة لحقت بها تلفيات في منطقة غنية بالاثار لكنه لم يقدم معلومات عن الخسائر في الأرواح.
(إعداد أميرة فهمي للنشرة العربية – تحرير دينا عادل)