أحداث الخميس 9 أذار 2012
عشرات القتلى واقتحامات بعد يوم من الموافقة على خطة أنان
نيويورك – راغدة درغام ؛ اسطنبول – بيسان الشيخ؛ دمشق، بيروت، لندن – «الحياة»، ا ب، ا ف ب، رويترز
بعد يوم على ابلاغ الحكومة السورية المبعوث الاممي – العربي المشترك كوفي انان موافقتها على خطته المؤلفة من ست نقاط لحل الازمة، والتي نص احد بنودها على وقف القتال وسحب آاليات الجيش من المدن والمناطق السكنية، قالت لجان التنسيق السورية امس ان الجيش سيطر على بلدة سراقب بعد اربعة ايام من القصف سقط خلالها خمسون شخصاً على الاقل معظمهم من المدنيين. وقال ناشطون ان جثثاً كثيرة مجهولة الهوية تنتشر في الشوارع اضافة الى عدد كبير من الجرحى. كما قامت القوات النظامية بسرقة محتويات البيوت والمحلات قبل احراقها. كما تم تهجير معظم الاهالي.
واتهمت واشنطن الرئيس بشار الاسد بعدم الوفاء بوعوده لجهة تطبيق خطة انان. وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان «الاسد لم يتخذ الخطوات اللازمة لتطبيق» خطة السلام التي قدمها انان.
وفي اسطنبول التقت «الحياة» الشاب عبد المجيد بركات الذي عمل مديراً لمكتب المعلومات في «الخلية المركزية» لادارة الازمة السورية التي تم تشكيلها في مطلع نيسان (ابريل) من العام الماضي، اي بعد اسبوعين على بدء الانتفاضة. وفر بركات الى اسطنبول منذ اسابيع، بمساعدة احد الضباط «الذي لا يزال في الداخل ويساعد الكثيرين»، كما قال بركات الذي نقل معه وثائق سرية كثيرة اطلعت «الحياة» على بعضها، تظهر مسؤولية القيادة السورية عن اعمال القمع. ويروي بركات ان خلية ادارة الازمة تشكلت من كبار ضباط اجهزة الاستخبارات والامن، ومن بينهم الامين القطري المساعد لحزب البعث سعيد بخيتان ووزير الدفاع الاسبق حسن توركماني ونائب رئيس الاركان آصف شوكت. وكانت تعمل باشراف غير مباشر من شقيق الرئيس العميد ماهر الاسد. وروى بركات ان قرارات خلية الازمة لطريقة مواجهة الانتفاضة ونشر القوات او التعامل مع التظاهرات كانت تنقل الى القيادة القطرية في القصر الجمهوري حيث يتخذ الرئيس بشار الاسد شخصياً القرار النهائي بشأنها ويوقع الاجراءات المتوجبة عليها بنفسه.
وفي الردود على موافقة دمشق على خطة انان، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على ضرورة «وضع الرئيس الأسد التزاماته موضع التطبيق الفوري». وأعرب عن قلقه البالغ حيال «استمرار النزاع وسفك الدماء في سورية واستمرار نزوح آلاف المدنيين». وأكد دعمه الكامل لأنان، وأنه يشاركه الرأي بأن موافقة سورية على خطة النقاط الست هي «خطوة أولى أساسية يمكن أن تنهي العنف وسفك الدماء وتؤمن المساعدة للذين يعانون وتوفر بيئة مواتية لحوار سياسي يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري». وتوجه الى الرئيس السوري بالقول «أحض الرئيس الأسد بقوة على وضع التزاماته موضع التطبيق الفوري فليس من وقت لإضاعته».
وقال ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن إن «الأسد أعطى تعهدات كثيرة في الماضي ولم يحترمها» وأضاف انه «من السهل القول، لكن الأفعال هي التي تهمنا وليس الأقوال». وقال إن «قسم عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة يدرس احتمالات نشر مراقبين على الأرض في سورية لمراقبة أي تطبيق محتمل لخطة أنان». وأضاف «أن الاحتمالات القائمة الآن بسبب الطبيعة العاجلة للأزمة هي أن «يتم الاستعانة بمراقبين من بعثات حفظ السلام المنتشرة في سورية أو محيطها كقوة «أندوف» في الجولان أو «يونيفيل» في جنوب لبنان أو مراقبي الهدنة مع إسرائيل».
وقال ديبلوماسي رفيع في المجلس إن «الجميع يعلم أننا سنتوصل الى الاتفاق على قرار في شأن سورية عاجلاً أم آجلاً». وأضاف أن خطة النقاط الست هي «سلة متكاملة» ولا يمكن الرئيس الأسد أن «يختار تطبيقها بانتقائية». وأشار الى أن النقطة الخامسة التي تنص على حرية تشكيل الجمعيات والأحزاب وحرية التظاهر «هي فقرة مهمة جداً لأنها ستعني عملياً ترجمة الانتقال السياسي الى واقع». واعتبر أن موافقة الأسد على خطة أنان تعني أنه «قدم التزاماً بالبدء بوقف العمليات العسكرية وسحب قواته من المدن والبلدات ومحيطها، وعليه أن يبدأ فوراً».
ووزعت البعثة الفرنسية في الأمم المتحدة بيانا رحبت فيه «بجهود المعارضة السورية لبناء رؤية موحدة حول سورية الغد». وحضت «الذين يريدون العمل نحو إيجاد سورية الجديدة الى التوحد وراء أهدافهم». واعتبرت أن «إعلان المعارضة في اسطنبول هو وثيقة تضع مبادىء تأسيس سورية ديموقراطية وتعددية تحترم حقوق كل الشعب السوري». وأعربت عن الأمل في أن «تتكثف الجهود تحضيراً لمؤتمر أصدقاء سورية في ١ نيسان (ابريل) وأن يقدم المؤتمر فرصة لتقوية الدعم الدولي للمعارضة السورية المتحدة حول المجلس الوطني السوري».
وحضت الصين السلطات السورية والمعارضة على التزام خطة انان. فيما نفى ناطق باسم الاخير نيته زيارة ايران في الاسبوع المقبل. وقال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي إن بلاده تؤيد خطة السلام بشأن سورية، داعيا الى «التعامل مع القضية السورية بصبر»، ومحذرا من أن «أي نهج متسرع وخلق فراغ في السلطة في هذا البلد يمكن أن تكون له عواقب وخيمة على المنطقة».
وكانت اطراف المعارضة السورية اتفقت في اجتماعها اول من امس في اسطنبول على «وثيقة العهد والميثاق» التي تضمنت «تأكيد الدستور الجديد لسورية على عدم التمييز بين عرب وأشور وكرد وتركمان او غيرهم، واحترام الحقوق المتساوية للجميع ضمن وحدة سورية ارضاً وشعباً»، كما دعا الى «تنظيم انتخابات نزيهة ونظام متعدد الأحزاب وعدم قيام اي نوع من العقبات امام الراغبين بالمشاركة في الحياة السياسية».
وأكدت الوثيقة على ان «المجلس النيابي سيعكس ارادة الشعب ويعطي الشرعية للحكومة المنبثقة عنه». كما ان الرئيس بموجب هذه الوثيقة «سينتخب بحرية من قبل الشعب او من قبل البرلمان، ولن يكون على قياس فرد او هيئة معينة وتحدد صلاحياته وفق الدستور بما يتوافق مع فصل السلطات».
ميدانيا، تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن أعمال عسكرية استهدفت بلدات وقرى مختلفة وامتدت المواجهات من محافظة درعا في الجنوب الى منطقة حماة في الشمال، الى جانب اقتحام سراقب. كما تحدثت تقارير عن قصف أجزاء من حمص حيث قام الرئيس الاسد بجولة في حي بابا عمرو امس.
وذكر المرصد ان اشتباكات عنيفة وقعت بين القوات الحكومية وقوات المعارضة في منطقة بصر الحرير بجنوب درعا بعد ان طلبت قوات الامن من السكان تسليم المعارضين.
وعندما حاول الجيش اقتحام بلدة الرستن بوسط محافظة حمص قتل ثلاثة جنود وأصيب أربعة معارضين على الاقل. وانفجرت قذائف مورتر في مدينة حمص القديمة وفقا لرواية الناشطين.
كما اسفرت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري ومنشقين في ريف حماة امس عن مقتل اربعة مدنيين وخمسة منشقين واربعة جنود نظاميين على الاقل في قلعة المضيق وكرناز، اضافة الى عشرات الجرحى في صفوف الجيش النظامي.
الأسد يقرر إجراءات إخماد الثورة وتقارير أمنية «تحافظ على معنوياته»
اسطنبول – بيسان الشيخ
«عميل مزدوج» صفة يرفضها الشاب عبدالمجيد بركات مدير مكتب البيانات والمعلومات في الخلية المركزية لإدارة الأزمة وهي الصفة التي قد يوحي بها عمله داخل هيئة أمنية ترتبط مباشرة بالرئيس السوري بشار الأسد من جهة، ومسرب معلومات ووثائق لصالح تنسيقيات الثورة من جهة ثانية.
تشكلت «الخلية» في مطلع نيسان (أبريل) 2011 لإدارة ما تعارف على تسميته «الازمة» في اشارة الى الثورة السورية بقيادة كبار ضباط الاستخبارات والامن وعلى رأسهم الامين القطري المساعد سعيد بخيتان ومدير ملف العلاقات السورية – التركية والمستشار العسكري للرئيس (وزير الدفاع سابقاً) حسن تركماني ونائب رئيس هيئة الاركان آصف شوكت. أما الاعضاء فهم رئيس شعبة الامن السياسي محمد ديب زيتون ورئيس الاستخبارات العامة علي مملوك ورئيس الامن القومي هشام الاختيار ورئيس شعبة الاستخبارات الجوية جميل حسن ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عبدالفتاح قدسية. وتعمل الخلية بإشراف غير مباشر من ماهر الأسد. بعض هؤلاء لم يكونوا موجودين على رأس عملهم في تلك الفترة لكن مع انطلاق الثورة تم استدعاؤهم لتشكيل تلك الخلية وهم عموماً شخصيات يسمع بها السوريون ولا يعرفونها بشكل كبير وربما يكون آصف شوكت الوحيد الذي له صورة معروفة نسبياً في الاذهان.
اعطيت الخلية 3 مكاتب في مركز القيادة القطرية واحد منها للرئيس وآخر لأمانة السر ومكتب المعلومات والوثائق حيث كان يعمل بركات. فلم يكن هناك موظفون باستثناء سكرتيرة جاءت لاحقاً.
ومنذ توظيفه أدى بركات الذي التقته «الحياة» في اسطنبول دور أمين السر الذي يكتب التقارير ويحفظ المعلومات ويحرص على وصولها من مركز عمل الخلية في القيادة القطرية الى القصر الجمهوري ليتخذ الرئيس شخصياً القرار النهائي بشأنها ويوقع الاجراءات المتوجبة عليها بنفسه. مداهمات هنا او نشر قوات هناك، وقف المخابز عن العمل في بعض المناطق أو قطع المازوت والكهرباء عن أخرى. لا شيء يفوت الرئيس. فكل ما يتقدم به أعضاء «الخلية» يبقى اقتراحاً إلى أن يوقع عليه بنفسه، وإن كان الميدان متروكاً أيضاً لأهواء العسكريين الذين منحوا سلطات مطلقة بشرط إخماد الثورة.
واللافت بحسب بركات أن من شأن تلك التقارير أيضاً «الحفاظ على معنويات الرئيس» وذلك بتخفيض عدد المتظاهرين مثلاً وخصوصاً في أيام الجمعة، فيتحول الالاف الى عشرات بضربة قلم أو الايحاء أيضاً بضبط الوضع بشكل كلي. ويقول بركات: «في بعض المرات لم نرفع تقارير عن حمص نهائياً ليبقى الافتراض إنها هادئة والاحتجاجات فيها انتهت».
فر بركات الى اسطنبول منذ بضعة اسابيع حاملا معه وثائق سرية كثيرة يقول إنها تدين النظام، وسلمها للامن التركي، هذا إضافة الى شهادته الشفهية وكشفه معلومات حساسة لم يتمكن من تهريب الوثائق المتعلقة بها.
لكن كيف وصل شاب لم يتجاوز منتصف العشرينات تخرج حديثاً في كلية العلوم السياسية وملفه الامني «ملطخ» باعتقال في فرع فلسطين لضلوعه بنشاط سياسي في الجامعة إلى هذا الموقع الدقيق والحساس؟ «بمساعدة أحد الضباط» يقول بركات رافضاً الكشف عن اسم من ساهم في توظيفه «لانه لا يزال في الداخل ويساعد الكثيرين» على ما قال. عدا عن كون الشاب ملماً بالكومبيوتر واللغة الانكليزية وتنفيذ الجداول والرسوم البيانية. ويقول ساخراً: «هناك ناحية مهمة وهي أن تلك الطبقة من القادة الامنيين والعسكريين منفصلة عن الواقع لدرجة تعتقد ان حلم أي شاب هو بالضرورة الوصول الى هذه الدائرة الضيقة لدرجة لا يتوقعون أحياناً ان ينال أحد هذه الحظوة ويتخلى عنها».
في بداية عمل الخلية كانت تعقد الاجتماعات مرتين في الاسبوع فقط ثم ثلاث مرات إلى أن وصلت أخيراً إلى شبه يومية، علماً أن البعض كان يتغيب أحياناً لإمساكه بلمف معين مثل زيتون الذي اعطي ملف حمص فمكث فيها فترة يدير العمليات هناك.
وفي الشهر الثامن نقلت القيادة من بخيتان الى التركماني فصار التنسيق مع القصر وثيقاً ومباشراً أكثر لدرجة إنهم كانوا أحياناً يجتمعون هناك. وتعمل الخلية في سرية تامة فحتى القادة الميدانيون يتلقون اوامر بالانتشار العسكري في منطقة او مداهمة حي لكنهم لا يعرفون اين اتخذ القرار وكيف. واعضاء الخلية انفسهم كانوا أحياناً لا يعرفون كيف يتصرفون او ماذا يفعلون حيال موقف معين وان كانت لهم اي صلاحية فكانوا أشبه بحلقة تنسيق بين الرئيس والقوات العسكرية والامنية في الشارع وواجهة لقراراته.
وكانت تصل لبركات كل التقارير اليومية وهي تتألف من تقارير وزارة الداخلية وهي عبارة عن الحوادث اليومية التي تقع في سورية وتراوح بين 10 و30 صفحة وتقارير الامن القومي وهو عرض لحوادث اليوم اضافة الى توصيات وتقارير شعبة الامن السياسي وتصدر عن وزارة الداخلية وتقرير شعبة الاستخبارات العسكرية.
ويوضح انه في الفترة الاخيرة عندما انتشرت الاعمال العسكرية «باتت تصلنا ايضاً تقارير من هيئة الاركان». وكانت مهمة بركات تقضي بتلخيص هذه التقارير التي تصله في التاسعة صباحاً وتكثيف الافكار ووضع الارقام والمعلومات في جداول وتتضمن عدد المتظاهرين وبؤر التظاهر والقتلى والجرحى والشهداء. ويقول: «بطبيعة الحال هناك فارق بين القتيل والشهيد بالنسبة اليهم وهو عكس المعنى الذي يستخدمه الثوار». في النهاية يرفع التقرير النهائي باسم خلية ادارة الازمة مباشرة الى لرئيس فيوقع عليه.
ولدى سؤال بركات عن سبب ثقة كل هؤلاء الضباط به وعدم اثارته الشبهات، قال: «لم يكن هناك وقت ليفكروا كثيراً. الخلية تتشكل والازمة تتفاقم والضغوط كثيرة وكنت احياناً اعمل نحو 16 ساعة. علماً أنني بدأت تسريب المعلومات منذ الاسبوع الثاني لتوظيفي». هو واحد من «الجنود المجهولين» الذين بقوا في وظائفهم الرسمية أو سعوا اليها عن قصد بهدف دعم الثورة وامدادها بالمعلومات من داخل أجهزة النظام. واللافت انه اتقن اللعبة فقد بقي يشارك في التظاهرات بعلم مسؤوليه في أحيان كثيرة بحجة انه يريد أن يراقب الوضع عن كثب. «كان يجب ان أنال ثقتهم وأقوم بعملي بمهنية عالية لئلا اثير شكوكهم لكن في الوقت نفسه كنت اخبر اصدقائي متى ستتم المداهمات وأين وما هي الاحتياطات التي يجب اتخاذها وغير ذلك من المعطيات اللوجستية».
أما الذي فضح أمره فهو ذلك التعريف الملتبس نفسه لمعنى الشهيد والقتيل. ذاك انه طلب اذناً للسفر الى حلب لتقديم التعازي بابن خالته «الذي استشهد» جراء مشاركته في التظاهرات فرفض طلبه لأن «من يقتله الامن ليس شهيداً ولا يستحق التعزية» على ما قيل. فلم يضبط الشاب أعصابه وتنبه من حوله لتعاطفه مع الثورة وضلوعه وافراد عائلته فيها. استدعي للتنبيه بداية، وقيل له إن ثمة معلومات يتم تهريبها وبخيتان يحذر من اي خطأ ويتوعد بالقصاص الصارم. هدأ بركات قليلاً لتبديد الشبهة ثم عاد الى عمله ونظراً إلى أنه لا يوجد انترنت في القيادة القطرية كما يمنع ادخال شريحة الذاكرة فكان يستخدم جهاز الموبايل لتحميل الملفات ونقلها. بقي كذلك الى أن علم انه في خطر ففر وابن اخيه الى اسطنبول وحرص على نقل والدته الى السعودية.
سوريا الغائبة حاضرة بأزمتها في قمة بغداد
لا دعوة إلى التنحي وحضّ على الحوار
واشنطن – هشام ملحم / العواصم الاخرى – الوكالات
قائد القوات البرية التركية تفقد الحدود مع سوريا
طرح مشروع في الكونغرس الأميركي يدعم تسليح المعارضة
على رغم ان سوريا لم تدع الى القمة العربية التي تنعقد اليوم في بغداد للمرة الاولى منذ عام 1990، فإن الازمة السورية حاضرة بقوة على جدول الاعمال، إذ دعا وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التحضيري أمس إلى البدء بتنفيذ خطة المبعوث المشترك الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان الى سوريا، بعدما وافق عليها الرئيس بشار الأسد الثلثاء، ورفضوا التدخل الاجنبي في الشؤون السورية. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان “اعلان بغداد” الذي سيصدر عن القمة لن يدعو الى تنحي الاسد، بل يحض على الحوار بين السلطة والمعارضة. أما دمشق فأعلنت سلفا انها لن تتعامل مع أي مبادرة عربية تصدر في غيابها. ص11
وغداة قبول الاسد بخطة انان، تحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له عن عمليات عسكرية استهدفت بلدات وقرى من محافظة درعا في جنوب البلاد، ومن منطقة حماه التي تقع على مسافة 320 كيلومترا شمالا، بما في ذلك قصف أجزاء من حمص ثالثة كبرى المدن السورية. وبعد اربعة ايام من المعارك، دخلت القوات النظامية مدينة سراقب في ريف ادلب التي تقع على الطريق السريع بين حلب ودمشق. وتسببت هذه العمليات بنزوح الالاف.
ومع تزايد الحديث التركي عن احتمالات إقامة تركيا منطقة عازلة داخل الاراضي السورية من اجل استيعاب الاعداد المتزايدة من النازحين السوريين، تفقّد قائد القوات البرية التركية الجنرال خيري كفرك أوغلو فجأة الوحدات المنتشرة على الحدود مع سوريا. وأفادت وكالة “الأناضول” التركية شبه الرسمية أن قائد القوات البريّة تفقّد في رفقة الجنرال سيرفيت يوروغلو فجأة الوحدات المنتشرة في إقليم هاتاي على الحدود مع سوريا.
واشنطن
وفي واشنطن، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نيولاند بأن حكومتها لا تستطيع تأكيد التقارير التي تحدثت عن اختراق القوات السورية الحدود اللبنانية الاثنين لمهاجمة ثوار سوريين. وقالت: “بصراحة لسنا في وضع يسمح لنا ان نؤكد او ننفي”. وأضافت ان “نظام الاسد لم يتخذ حتى الان الخطوات الضرورية لتطبيق التزامه الذي قطعه لأنان.” وكررت ما قالته الوزيرة هيلاري كلينتون من ان الحكم على النظام سيكون على أفعاله وليس على اقواله. واشارت الى ان انان سيقدم الى مجلس الامن الاثنين المقبل تقريرا عن مساعيه.
مشروع في الكونغرس
وفي هذا السياق، كشف السناتور الجمهوري جون ماكين عن قرار سيعرضه على مجلس الشيوخ يندد بـ”الجرائم ضد الانسانية” التي يرتكبها النظام السوري، ويؤيد حق الشعب السوري المشروع “في الدفاع عن نفسه”، ويدعم دعوات بعض الدول العربية لتوفير الوسائل المادية لمساعدة الشعب السوري “بما في ذلك الاسلحة”، ويدعو الرئيس باراك أوباما للعمل عن كثب مع الشركاء الاقليميين لتحقيق ذلك. ويدعو القرار الى تأييد اقامة “المناطق الآمنة” ويحض الرئيس اوباما على التشاور مع الحلفاء الاقليميين في شأن سبل اقامتها.
وشارك ماكين في رعاية القرار السناتور المستقل جوزف ليبرمان والسناتور الجمهوري ليندسي غراهام والسناتورة الجمهورية كيلي ايوتي والسناتور الجمهوري جون هوفن.
وقال مستشار الامن القومي السابق زبيغنيو بريجنسكي ان الولايات المتحدة يجب ألا تضطلع بالدور القيادي لاطاحة نظام الرئيس بشار الاسد، لكنه وافق على ان تدعم جهود دول اقليمية مهمة مثل تركيا وغيرها من الدول العربية التي تريد التخلص من النظام السوري. وقال انه لا يؤيد مواقف مثل مطالبة الاسد بالتنحي علنا،”من غير ان تكون لدينا القدرة على تنفيذ ذلك”.
اردوغان في طهران يبحث في البرنامج النووي
وسط توتر بين البلدين بسبب سوريا
و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ
وصل امس رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إلى طهران على رأس وفد وزاري كبير لإجراء محادثات في شأن البرنامج النووي الإيراني وسط توتر للعلاقات بين البلدين نتيجة استمرار العنف في سوريا.
والتقى فور وصوله النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي وبحث معه في سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، كما تبادلا الرأي في آخر التطورات الإقليمية والدولية.
وافادت وكالة الجمهورية الاسلامية الإيرانية للانباء “ارنا” أن رحيمي ابدى استعداد بلاده لتعزيز علاقاتها مع تركيا في شتى المجالات بما يعود بالنفع على مواطني البلدين . وقال: “إن إيران لا ترى أي حدود أو قيود تقف في طريق تعزيز أواصر العلاقات التي تجمعها مع تركيا على المستويين الثنائي والدولي”.
وأشار إلى أن لتركيا مكانة خاصة لدى الإيرانيين، حكومة وشعبا، الأمر الذي ساهم في تعزيز العلاقات الثنائية التي تجمع الشعبين، ودعا إلى بذل جهود حثيثة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين ليبلغ حجمه 30 مليار دولار أميركي .
وسيلتقي اردوغان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي وكذلك الرئيس محمود أحمدي نجاد خلال زيارته التي تستغرق يومين.
وكان اردوغان اجرى محادثات في شأن إيران مع الرئيس الأميركي باراك أوباما الأحد في كوريا الجنوبية، الامر الذي أثار تكهنات بأن تركيا ستنقل رسالة من واشنطن إلى طهران على رغم أن مسؤولا تركيا نفى ذلك.
وقلل مسؤول تركي شأن الخلاف مع طهران على سوريا وتوقع أن تتسم المحادثات بالسلاسة. وقال: “إنهم يحترمون قيادتنا وآراءنا. هناك تعاون طيب بيننا وبين إيران وهم يعلمون أننا نحاول تحقيق الاستقرار في المنطقة”.
لكن ديبلوماسيا في طهران اكد ان الاحداث في سوريا ألحقت ضررا كبيرا بالعلاقات، وقال إن كثيرين يعتقدون أن هذا الجانب الاهم في الزيارة.
صالحي يحذر
وحذّر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي من قيام أطراف دوليين وإقليميين بأي إجراء متسرع أو أحادي الجانب حيال سوريا، مبديا استعداد بلاده لمساعدة سوريا في عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة.
وجدد خلال لقائه الموفد الخاص للرئيس السوري فيصل المقداد، الدعوة الى اتباع الآلية السياسية حيال الوضع الراهن في سوريا، معلناً استعداد إيران لتقديم المساعدة للعملية السياسية المتبلورة في إطار التوافق الحاصل بين دمشق والمبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان.
وكان صالحي، أعلن أن أنان سيزور إيران الإثنين أو الثلثاء المقبل. لكن الناطق باسم الموفد الاممي احمد فوزي نفى ذلك، قائلا ان انان “لن يزور ايران الاثنين المقبل ولا الاسبوع المقبل”.
الدبلوماسية التركية بين قمة بغداد و«أصدقاء سوريا»:
تجاهل العرب محرج.. والفشل في دمشق أكثر حرجاً
محمد نور الدين
اتهم رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد بالكذب، مؤكداً أنه لا يثق بموافقته على خطة المبعوث الأممي كوفي أنان لحلّ الأزمة السورية.
وقال أردوغان من ألماتا في كازاخستان إن الأسد قد كذب عليه وعلى الرئيس عبد الله غول ووزير الخارجية احمد داود اوغلو مرات عدة في السابق، في حين تمنى رئيس وزراء تركيا أن تأخذ خطة أنان طريقها للتنفيذ وان تتوقف إراقة الدماء.
من جهته، قال داود أوغلو إن الأسد يطلق مثل هذه الوعود قبل أي اجتماع حساس مثل مؤتمر أصدقاء سوريا الثاني.
وأرخى الانقسام داخل المعارضة السورية بثقله على مؤتمر ما يسمى بـ«أصدقاء سوريا» الذي سيعقد في اسطنبول الأحد المقبل. وتوقعت أوساط صحافية أن يكون ذلك امتحانا لتركيا، التي سيضعف فشلها في توحيد صفوف المعارضة يدها في الموضوع السوري.
وكتب سميح ايديز في صحيفة «ميللييت» التركية قائلا إن «الدبلوماسية التركية تدخل مرحلة صعبة وقلقة». ومن مؤشرات ذلك، حسب إيديز، عدم دعوة العراق لتركيا إلى مؤتمر القمة العربية في بغداد، حتى لو اقترن ذلك بعدم دعوة إيران أيضا. وهذا التجاهل لبلد فاعل وله هذا التأثير في الوضع السوري منذ أشهر عدة لا يصبّ في مصلحة الدبلوماسية التركية، ويعتبر تراجعاً لها خصوصاً أن تركيا قد شاركت في معظم مؤتمرات القمة العربية التي عقدت في السنوات الأخيرة. ولأول مرة يشار إلى سبب عدم الدعوة بأن تركيا بلد «غير عربي»، ولهذا دلالات متعــددة، تحديداً أنها جاءت من وزير الخارجية العــراقية هوشيار زيباري بالذات. وما يزيد في انزعاج أحــمد داود اوغلو في المقابل هو دعوة ممثل للاتحاد الأوروبي إلى القمة.
كذلك يشير ايديز إلى أن كلام زيباري إلى صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أثار استياء تركيا إذ قال إن «مؤتمر القمة العربية يظهر قدرة العراق على الوقوف على قدميه في مواجهة التدخلات الإقليمية»، والمقصود بها هنا تدخلات إيران وتركيا. وكان زيباري قد استدعى السفيرين الإيراني والتركي للاحتجاج على تدخلهما في الشأن العراقي.
ويقول إيديز إن هذه المؤشرات تثير عدم رضى أنقرة عشية انعقاد مؤتمر «أصدقاء سوريا» في اسطنبول، مضيفاً إن «العلاقات التركية – الإيرانية لا تمرّ بمرحلة إيجابية في ضوء اتهام أردوغان الصين وروسيا وإيران بأنها تدعم نظام الأسد، وهو ما ينبئ بأن محادثات اردوغان في طهران ستكون ساخنة».
يُضاف إلى عوامل التوتر التركية ـ الإيرانية، حسب ايديز، «اتهامات العديد من الكتّاب الإيرانيين، وآخرهم كاويه افراسياب في صحيفة «آسيا تايمز»، لداود اوغلو بأنه ينتهج «سياسة عثمانية جديدة عدوانية» وبـ«أن تركيا أداة لحلف شمال الأطلسي في الشرق الأوسط». وهو ما أزعج داود اوغلو والمسؤولين الأتراك.
وفي الموضوع السوري أيضا يذكّر الكاتب محمد علي بيراند في صحيفة «حرييت» التركية بأن اردوغان كان قال له في مقابلة في بداية الأحداث السورية بأن بقاء الأسد في السلطة مسألة أشهر. ويكتب بيراند قائلا «في العام الفائت قال لي اردوغان إن الأسد لن يصمد أشهراً قليلة. لكن حسابات المنزل لم تطابق حسابات السوق». ويقول بيراند إن السبب الأهم أن المعارضة السورية مفككة، ولكل منها تصوره المختلف لسوريا التي يريد، كما أن الأكراد والمسيحيين لا يعرفون أي بديل سيكون ما بعد الأسد. وما الذي قد يحصل إذا جاء نظام راديكالي وماذا سيحصل إذا فقدت المكتسبات التي جاء بها النظام العلماني. ويردف «إن توقعات الخبراء أن الأسد قد يبقى سنة أو سنتين، في حال توحدت المعارضة»، معلقاً «للمرة الأولى نسمع مثل هذا الكلام».
بدوره، يحذّر قدري غورسيل في «ميللييت» من جديد تركيا من أي تدخل عسكري في سوريا بمفردها. ويشرح موقفه بعشر نقاط «أولاً لا وضوح في الوضع، ثانياً لا معارضة مقنعة بديلة، ثالثاً إن إقامة منطقة عازلة بهدف حماية السنة لا يعني سوى حرب أهلية و«لبننة» سوريا، رابعاً لا ضمانة في أن تواصل روسيا وإيران، حليفتا الأسد، مد تركيا بالطاقة التي تعتمد عليهما، خامساً إن حزب العمال الكردستاني سيتحرك بالتعاون مع سوريا كما مع إيران، سادساً إن دخول تركيا إلى سوريا سيدوّل المشكلة الكردية، سابعاً إن أي تدخل عسكري يتطلب التمويل ونهاية موسم السياحة قبل بدئه، ثامناً سيكون من السذاجة ألا ينعكس مثل هذا التدخل على تركيا المنقسمة على نفسها بين أكراد وأتراك وعلويين وسنّة وعلمانيين وإسلاميين، تاسعاً سيضاعف هذا من احتمال ضربة إسرائيلية لإيران، حيث سيبدو، كما لو أن هناك تحالفاً تركياً – إسرائيلياً ضد سوريا وإيران، وعاشراً سيعتبر دخول الجنود الأتراك إلى سوريا على انه دخول عثماني إلى أرض عربية وستستيقظ من جديد الحساسيات التركية – العربية ويضاعف هذه الشكوك والاتهامات واقع أن تركيا تنتهج سياسة عثمانية جديدة.
موسكو تدعو المعارضة السورية إلى الموافقة «بوضوح» على خطة أنان
حثّت موسكو المعارضة السورية أمس، على الموافقة «بوضوح» على خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان، فيما سارعت واشنطن إلى اتهام الرئيس السوري بشار الاسد بعدم تطبيق الخطة بعد يوم واحد من موافقة دمشق عليها. أما فرنسا، فاعتبرت أن «مؤتمر اصدقاء سورية» الذي سيعقد في اسطنبول «سيحكم» على التزام الأسد بالخطة. أنان من جهته نفى ما أعلنه وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي عن نيته زيارة طهران قريباً.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنه «من المهم للغاية… أن تحذو جماعات المعارضة السورية حذو دمشق وتعلن بوضوح موافقتها على… مقترحات الحل السلمي التي قدّمها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص». وأضافت الوزارة «من الواضح أيضاً أن أموراً كثيرة تتوقف الآن على أطراف خارجية لا سيما أولئك القادرين على التأثير على المعارضة بشكل إيجابي».
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي ردا على اسئلة حول خطة انان «نأمل في ان تحترم الحكومة السورية والاطراف المعنية في سورية التزاماتهما». واضاف «نحن مسرورون لموافقة الحكومة السورية على خطة المبعوث الخاص انان الواقعة في ست نقاط ونعتقد انها ستؤدي الى نتائج بالنسبة للتسوية السياسية للازمة السورية». من جهة اخرى، قالت الصين الى انها لن تحضر مؤتمر «اصدقاء سورية» في اسطنبول في الاول من نيسان المقبل. وذكرت وزارة الخارجية «في الظروف الحالية لا تنوي الصين المشاركة» في هذا المؤتمر.
في المقابل، اتهمت الولايات المتحدة الاسد بعدم الوفاء بوعوده لجهة تطبيق خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لحل الازمة السورية. وانتقدت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الرئيس السوري وقالت للصحافيين ان «الاسد لم يتخذ الخطوات اللازمة لتطبيق» خطة السلام التي قدمها انان.
واضافت نولاند «سنحكم على (بشار الاسد) على اساس اعماله لا على اساس وعوده»، داعية الى «مواصلة الضغط» عليه. ورأت ايضا ان «استمرار التوقيفات واعمال العنف لا يشكل اشارة جيدة».
من جهته، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري الى التطبيق «الفوري» لخطة كوفي انان. وقال خلال مؤتمر صحافي في الكويت «اناشد الرئيس الاسد تنفيذ تعهداته فوراً ليس هناك وقت لنضيعه».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو خلال مؤتمر صحافي «هناك قبول محتمل لبشار الاسد لخطة كوفي انان». واضاف ان «اجتماع اسطنبول سيكون مناسبة للاسرة الدولية للتحقق ما اذا كان نظام دمشق يطبق هذه الخطة ام لا ويحترم تعهداته ام لا ويوقف المجازر التي يرتكبها يوميا منذ اكثر من عام ام لا».
وأضاف فاليرو معلقا على الموافقة التي اعطاها النظام السوري لكوفي انان «بعد اشهر من الوعود التي لم تحترم، ستحكم فرنسا والاسرة الدولية على افعال (الاسد)». واضاف ان القمع في سورية «اوقع في الايام الماضية عشرات القتلى ونحصي اليوم عشرات آلاف الجرحى والسجناء واللاجئين والنازحين». واوضح فاليرو «نطالب التطبيق التام لخطة السلام التي اقترحها انان بدءاً بالوقف الفوري للقمع».
من جهة اخرى، اشاد فاليرو «بجهود المعارضين السوريين المجتمعين في اسطنبول لبناء رؤية مشتركة لسورية الغد». واعتبر ان البيان الذي تم تبنيه «وثيقة مرجعية لتحديد مبادئ سورية ديموقراطية وتعددية تحترم حقوق السوريين كافة». وقال فاليرو ان فرنسا ترغب بأن تكون قمة اسطنبول المقبلة «مناسبة لتأكيد الدعم الدولي للمعارضة السورية المنضوية تحت المجلس الوطني السوري».
ودعا وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيله سورية الى تطبيق سريع لخطة انان، مؤكداً انه سيحكم على افعال دمشق وليس على اقوالها. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في برلين «يدعم مجلس الامن الدولي خطة انان التي تأتي في ست نقاط. انها مدعومة من المانيا». واضاف «هذه الخطة هي اساس لوقف لاطلاق النار ولنقل مساعدة انسانية ويجب تطبيقها بسرعة».
وحذر صالحي خلال لقائه الموفد الخاص للرئيس السوري فيصل المقداد، من قيام الاطراف الدولية والاقليمية بأي إجراء متسرع وتدخّل او انتهاج سياسة من جانب واحد تجاه سورية. واكد صالحي «علي دعم سورية الصديقة والشقيقة وذكّر بضرورة تجاوز المرحلة الامنية والتقدم بعملية الاصلاحات والاهتمام بمطالب الشعب في عملية بلورة الحوار الوطني». واعلن «استعداد الجمهورية الاسلامية الايرانية لتقديم المساعدة لسورية حكومة وشعباً بهدف تجاوز الظروف الصعبة والمشاكل التي حدثت خاصة في بداية عملية اعادة اعمار المناطق المتضررة».
ومن جانبه قدم المقداد خلال هذا اللقاء شرحا تفصيليا حول آخر المستجدات في شتي المجالات السياسية والامنية والاقتصادية في بلاده، معتبرا أن الظروف الراهنة «مناسبة في ضوء الاهتمام الخاص للحكومة السورية للتقدم بعملية الاصلاحات ومتابعة الحوار الوطني».
وصرح المتحدث باسم انان أحمد فوزي بأن أنان «سيكون في جنيف في وقت لاحق من اليوم (الاربعاء) ولن يذهب الى اي مكان آخر في الايام المقبلة. لن يزور ايران الاثنين المقبل ولا الاسبوع المقبل». ومن المقرر ان يلقي انان كلمة عبر الدائرة المغلقة امام مجلس الامن الدولي من جنيف الاثنين المقبل، بحسب فوزي. وهذه المرة الثانية التي يلقي فيها المبعوث الخاص كلمته بهذه الطريقة.
إلى ذلك، اسفرت اعمال العنف في سورية عن مقتل 21 شخصا سقط معظمهم في اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. فقد ادت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري ومنشقين في ريف حماه إلى مقتل اربعة مواطنين وخمسة منشقين واربعة جنود نظاميين على الاقل في قلعة المضيق وكرناز، اضافة الى عشرات الجرحى في صفوف الجيش النظامي.
وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماه ابو غازي ان «القوات النظامية اقتحمت (صباحاً) قلعة المضيق والقرى المجاورة لها معززة بالمدرعات وسط اطلاق نار كثيف… قبل ان تعود وتتراجع الى اطراف المدينة وتعاود القصف عليها». واضاف ان «المقاومة من قبل الجيش الحر مستمرة»، موضحاً ان العناصر المنشقة «تخوض معارك كر وفر مع القوات النظامية».
وفي ادلب اقتحمت القوات النظامية قرية خان السبل المجاورة لبلدة سراقب، ونفذت فيها حملة اعتقالات، بحسب المرصد الذي اشار الى تخوف اهالي خان السبل من ان يتكرر في قريتهم ما جرى في سراقب التي انسحبت منها القوات النظامية امس بعد ثلاثة ايام من العمليات العسكرية.
واعلن المجلس الوطني السوري المعارض سراقب في ريف ادلب «مدينة منكوبة»، داعياً الى «تحرك دولي فوري» لإجبار النظام على «سحب دباباته وايقافه عملية الإبادة التي يشنها على سكان المدينة». كما طالب «دول الجوار وتحديداً الصديقة تركيا بفتح ممرات إنسانية فورية لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية بأسرع وقت ممكن».
وفي ريف حمص (وسط) حاولت القوات النظامية فجر أمس، اقتحام مدينة الرستن، ما اسفر عن مقتل ثلاثة جنود نظاميين، بحسب المرصد، الذي اشار ايضا الى مقتل مدني بنيران القوات النظامية في حي باب هود في مدينة حمص. وقال المرصد بحسب آخر بيان ان اربعة مدنيين آخرين قتلوا في حمص. وقال الناشط كرم ابو ربيع «تتعرض احياء حمص القديمة لقصف عنيف يتركز خصوصا على حي الحميدية». وافادت لجان التنسيق المحلية عن وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر من الجيش السوري الحر في حي العباسية فجرا.
وفي درعا دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة في بلدة بصر الحرير، ودارت اشتباكات مماثلة في محيط مدينة داعل، بحسب المرصد الذي لم يسجل سقوط قتلى. وافاد المرصد بان جهاز الاستخبارات الجوية في دمشق اعتقل امس مواطنا (51 عاما) كـ«رهينة» لإجبار ابنه الناشط في الحركات الاحتجاجية على تسليم نفسه.
في هذا الوقت، تواصلت الحركات الاحتجاحية في البلاد وخرجت تظاهرات في حي الفرقان في حلب وحي القابون في دمشق وحي الغويران في الحسكة (شرق)، وفي مدينة الحراك في درعا، بحسب ما افادت لجان التنسيق المحلية.
(«السفير»، ا ف ب، رويترز، ا ب)
رئيس «التقدمي» يعترف بأن رياح سوريا تجري بعكس ما يشتهي لكنه لن يتراجع
جنبلاط: «لحظة التخلي» كانت عندما زرت الأسد.. ولن تتكرر
نبيل هيثم
تجري الرياح في سوريا بما لا يشتهي وليد جنبلاط، فلا سقوط أو إسقاط لنظام الرئيس بشار الاسد، ولا امل في حل سياسي على أساس المبادرة العربية (تفويض الصلاحيات لنائب الرئيس مقدمة للتنحي على الطريقة اليمنية)، بل ان سفن الازمة السورية تجري في الاتجاه الآخر الذي تبلغه الزعيم الدرزي شخصياً في العاصمة الروسية، من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن لا حل في سوريا الا تحت سقف نظام الاسد.
تلك هي الخلاصة التي تنتهي إليها مقاربة جنبلاط للحدث السوري، والتي تنطوي على استياء واضح من مآل الامور في سوريا، بعد سنة على اندلاع الأزمة، واصطدام ما يسميها «الثورة» (يرفض تعبير «الربيع العربي» نهائياً) بما هو أكبر منها، إن على صعيد المعارضات وتناقضاتها البنيوية، ومدى قدرتها على القول والفعل، وأمامه مثلان لفشلها، يتجلى الاول في مؤتمر المعارضة السورية في تونس، والذي ينظر اليه جنبلاط بأنه كان «مؤتمراً فاشلاً ولم يقدم المرجو منه»، ويتجلى الثاني في مؤتمر المعارضة السورية في تركيا الذي ينظر اليه جنبلاط أيضاً بوصفه «مؤتمراً فاشلاً».
ولعل العامل الابرز الذي كبح جماح «الثورة السورية»، «ليس قوة النظام وقدرته على الامساك بالارض السورية في وجه المجموعات المسلحة، بل ـ يضيف جنبلاط ـ يتمثل في عدم وجود قرار دولي باسقاط بشار الاسد»، فهذا النظام، كما يقول رئيس «التقدمي»، «هو حاجة للاتحاد الروسي، كما كان في القديم حاجة لـ«الاتحاد السوفياتي السابق»، كما هو حاجة للاميركيين». يسأل جنبلاط: «من سيحمي الحدود الشمالية لـ«الجيران» في الجولان ولبنان»، ويستطرد «المعارضة السورية ذهبت في مراهناتها مسافات بعيدة بعدما سمعت من الاميركيين والاوروبيين كلاما كبيرا تارة عن سقوط النظام خلال أيام وتارة اخرى ان الأسد فقد شرعيته، والى آخر ما هنالك، حتى ظنّ البعض ان المسألة انتهت، ولكن الحقيقة خلاف ذلك، اذ ان النظام لم يسقط… الا يعني لكم شيئا ان كل العالم لم يستطع ان يدخل سيارة اسعاف الى بابا عمرو في حمص؟».
تبدو صورة الاحداث في سوريا بعد سنة، عكس ما تمناها جنبلاط، لا الصورة الراهنة ولا مسار الاحداث على الارض، ولا الصورة المستقبلية في ظل الحراك الدولي الذي يقوده الامين العام السابق للأمم المتحدة كوفي انان «فها هو بشار الاسد في بابا عمرو يقول للعالم انا هنا، وسيقوم في القريب العاجل بتأجيل الانتخابات التشريعية، وسيجري الانتخابات على اساس الدستور الجديد الذي وضعه ويتيح له الترشح لولايتين، وطالما بقي بشار، لا امكانية لأي تغيير او اصلاح في سوريا، وطالما بقي النظام فمعنى ذلك يجب أن تتوقع منه أي شيء سواء في سوريا ام في لبنان».
وعلى الرغم من هذه الصورة السوداوية، لا يبدو أن جنبلاط في وارد القيام بخطوة تراجعية الى الوراء، بل يذهب أبعد من ذلك بالقول لـ«السفير»، إنه قرّر أن ينتقل بصورة نهائية الى موقع القطيعة النهائية مع النظام السوري ومهما كانت الأكلاف سواء بقي النظام ام لم يبق، ولن يكون من الآن فصاعداً أي كلام عن لحظات تخلٍّ او ما شابه. هناك لحظة تخلٍّ واحدة مررت بها متصلة بتلك الواقعة وليس بأي شيء غيرها»، ويقصد هنا انعطافته في اتجاه دمشق وزيارته الرئيس بشار الاسد بعد أحداث 7 و11 ايار 2008.
حسم جنبلاط امره بعدم حفظ خطوط الرجعة، ويبرر ذلك بقوله: «افضل لي ان اختم حياتي بخلاف مع النظام السوري.. وفي كل الاحوال انا مرتاح بقراري وأجد نفسي منسجما مع قناعاتي ومشاعري. انا اعرف انني قد اخسر سياسيا، لكنني في النهاية رابح مع نفسي».
على ان هدفا آخر يسعى جنبلاط الى تحقيقه من وراء موقفه الهجومي ويتعلق بدروز سوريا وحثهم على الالتحاق بـ«الثورة»، وبالتالي يعلن رفضه «تحويل دروز سوريا حرس حدود عند النظام كما هي حال بعض دروز فلسطين ممن تحولوا حرس حدود عند الاسرائيليين»، ويضيف «نحن نعيش في بحر العرب السنة، ما هي بيئة دروز سوريا ولبنان والمنطقة، هل تعلمون لماذا رفضت تلبية الدعوة لزيارة ايران؟ تصوروا لو قمت بالزيارة، ما هي عواقبها، خاصة على الدروز في الخليج وماذا لو قمت بالزيارة وجاء في الخليج من يتخذ قراراً بتسفير الدروز، ماذا نفعل حينها ومن اين نطعمهم؟».
صحيح ان موقف جنبلاط من سوريا يتقاطع مع موقف قوى الرابع عشر من آذار، الا انه يرفض ان يقال ان نهجه الأخير يجعله اقرب الى «14 آذار»، ويقول انه من البداية قد رسّم حدوده في المنطقة المستقلة مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان وآخرين.. ويلفت الانتباه الى انه تواصل في الآونة الأخيرة هاتفيا مع سعد الحريري مرتين، الأولى، لتهنئته بالسلامة بعد الحادثة التي تعرض لها في فرنسا، وأدت الى كسر احدى قدميه، والثانية، عندما بادر الحريري للاتصال مؤخرا بذكرى السادس عشر من آذار (الذكرى السنوية لاستشهاد كمال جنبلاط) وأوفد النائبة بهية الحريري لتمثيله بوضع زهرة على ضريح كمال جنبلاط في المختارة.
لن يتطور هذا المستوى من التواصل، معطوفا على بعض اللقاءات «مع جماعة سعد في بيروت»، الى حدود اللقاء بينه وبين زعيم «تيار المستقبل» ويقول «لمثل لقاء كهذا ثمنه السياسي، وأنا لست مستعداً لدفعه، وبالتالي انا راض بواقعي الحالي وباق في الحكومة على علاتها، وضمن هذا التحالف السياسي العريض، علماً ان كثيرين يهرعون الي كلما عرفوا انني بصدد زيارة فرنسا ويسألونني «هل ستلتقي سعد»، لكن يبدو ان هؤلاء مستعجلون ولهم اسبابهم».
يفصل جنبلاط بين موقفه من النظام السوري وعلاقاته مع القوى السياسية في لبنان، وخاصة مع «حزب الله» الذي يقول ان ثمة صلة تواصل موجودة بينهما بشكل شبه يومي من خلال مسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا، انما ليس على مستوى اللقاء بينه وبين السيد حسن نصرالله، والذي إن حصل فقد لا يتجاوز حدود اللقاء الأخير بينهما، حيث اختلفا على مقاربة الوضع في سوريا واتفقا على معظم القضايا الاستراتيجية في الداخل والخارج.
يفهم جنبلاط عمق العلاقة الاستراتيجية بين سوريا من جهة و«حزب الله» وايران من جهة ثانية، ويقول «لهم موقفهم ولي موقفي، وقد سبق وتجاوزنا مرحلة التوتر الكبرى التي سادت ما بعد احداث ايار 2008، ووضعنا تسوية قائمة على عدم الدخول في اية مساجلة مذهبية وهذا ما نحن متمسكون به ونسعى اليه مع كل الفرقاء، ولنكن واقعيين «أيّ خطر يمكن ان اشكله انا شخصيا أو ما أمثل على «حزب الله»؟ لا انا استطيع ذلك ولا غيري، وفي هذا السـياق، انا اختلف مع كل المنطق الذي يقوله منظرو فريق 14 آذار بتـجاوز الشريك الشيعي («حزب الله» والرئيس نبيه بري) وعـدم محاورته، فهذا منطق غير منطقي ولا يوصل الى اية نتيجـة.. أما نظريتهم عن بناء «شبكة الأمان»، فصارت مكررة وممجوجة وعمرها أكثر من ثلاثين سنة».
اما بالنسبة الى السلاح، يقول جنبلاط، فأنا مع بقاء هذا السلاح ليس الى الأبد، بل طالما يشكل حاجة لتحرير ما تبقى من الاراضي اللبنانية المحتلة، وفي مواجهة العدوان الاسرائيلي الدائم على لبنان، وبالتالي لا نستطيع ان نجعل من هذا الامر مبعث توتر دائم، فأنا مع «حزب الله» ومع السلاح الى ان تأتي تسوية سياسية وتضع هذا السلاح في عهدة الدولة، هذا اذا ما قدر لنا ان ننشئ دولة».
يلمح جنبلاط في حديثه عن التسوية، الى أن السلاح هو بديل الصلاحيات، وطالما أن لا أحد على استعداد لمناقشة التسوية اللبنانية الكبرى، فإن موضوع السلاح من المفضل أن يتم اخراجه من السجال الداخلي».
لا يرى وليد جنبلاط أن هناك ما يحول دون اجراء الانتخابات النيابية في العام المقبل، ويعتقد أن قانون الستين سيكون هو المحطة التي سيقبل بها الجميع في نهاية المطاف. لا يتوقع مفاجآت انتخابية، لكن اذا استمر أداء «تيار المستقبل» على حاله «أعتقد أنه سيخسر حتى في بيئته الأساسية».
يبقى الوضع السياسي مهتزاً، ولكن لا خوف على الاستقرار في لبنان، كما يقول جنبلاط، والحكومة العاجزة ستجد نفسها في مواجهة الإضرابات واللحوم الفاسدة، وحتى «المتـّة مقوطعة»، هناك من بدأ يشتغل انتخابات، وهناك من يسعى الى انشاء معمل كهرباء بالبترون، وها نحن امام مشكلة بواخر كهرباء في ما الحل يكمن بضرورة المعالجة الجذرية لا الترقيعية».
يستعيد جنبلاط تجربة الوزير الراحل جورج افرام الذي كان يملك مشروعاً جدياً لإنشاء معامل كهربائية على اساس الغاز (وليس الفيول)، لكنه ذهب ضحية المافيا، ويقول إن المؤسف في الأمر أن لا أحد يقارب هذا الملف، جذرياً، بل بهاجس الاستثمار السياسي أو الانتخابي أو المالي.
واما في ما خص الاشتباك الناشئ بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، فيفضل جنبلاط أن ينأى بنفسه عنه، الا انه يشدد على اهمية بقاء هذا الحكومة وعلى بقاء هذا التحالف العريض.
نبيل هيثم
كلينتون تبحث سبل دفع الأسد لتبني خطة أنان
خاص بالموقع – بالتزامن مع انعقاد القمة العربية في بغداد اليوم، التي ستناقش الأزمة السورية، من المفترض أن تزور وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، الرياض للتباحث في كيفية «حمل الأسد على التزام» خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي أنان، قبل أن تشارك الأحد المقبل في مؤتمر «أصدقاء سوريا» في إسطنبول.
تبدأ وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، اليوم، جولة على دولتين تهدف إلى زيادة الضغوط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد ليوقف حملة «القمع المستمرة منذ بدء الاحتجاجات الشعبية قبل أكثر من عام».
وستتوجه كلينتون في المرحلة الأولى من جولتها إلى الرياض، حيث ستجري محادثات يومي الجمعة والسبت مع مسؤولين سعوديين ومن دول خليجية أخرى، قبل أن تشارك في مؤتمر «أصدقاء سوريا» في إسطنبول الأحد المقبل.
وفي الرياض ستلتقي كلينتون الملك عبد الله ووزير خارجيته، سعود الفيصل، إضافة إلى وزراء من الكويت والبحرين وقطر والإمارات وسلطنة عمان.
وأفاد مساعدو كلينتون بأنها ستتباحث في سبل حمل الأسد على التزام خطة جديدة، طرحها موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي أنان، لوقف أعمال القمع، وستدرس إمكان فرض عقوبات إضافية على نظامه وطرق مساعدة المعارضة.
يذكر أن خطة أنان تدعو إلى التزام وقف جميع أعمال العنف المسلح، بما في ذلك وقف استخدام الأسلحة الثقيلة، وتطبيق هدنة يومية لمدة ساعتين للسماح بإحضار المساعدات وضمان حرية الحركة للصحافيين في جميع أنحاء البلاد، إضافةً إلى التزام العمل مع أنان من أجل عملية سياسية شاملة تقودها سوريا، فضلاً عن السماح بالتظاهر والإفراج عن جميع من اعتُقلوا تعسفاً.
من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء الهندي، مانموهان سينغ، أن الدول الناشئة ضمن مجموعة «بريكس» اتفقت في قمة اليوم على أن الحوار هو السبيل الوحيدة لـ«وقف أعمال العنف في سوريا».
وصرح سينغ في بيان ختامي في القمة المنعقدة في نيودلهي وحضرها قادة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا بـ«أننا متفقون على أن الحوار هو السبيل الوحيد للتوصل إلى حل طويل الأمد بالنسبة إلى سوريا وإيران».
وكانت المفوضة العليا لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، قد حذرت، أمس، الرئيس السوري بشار الأسد من وجود «الكثير من الأدلة على القمع الدموي الذي بدأ منذ أكثر من عام ضد معارضي النظام، لبدء ملاحقات ضده في جرائم ضد الإنسانية»، وذلك خلال مقابلة مع محطة هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
وأضافت بيلاي أن «الرئيس الأسد بإمكانه فقط أن يأمر بوقف العنف. هذا النوع من الأشياء هو الذي يأخذه القضاة المكلفون قضايا الجرائم ضد الإنسانية بمثابة مسؤولية الذي يأمر الجيش».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)
أنان يوفد القدوة إلى القمة العربية ومؤتمر «أصدقاء سوريا»
أكد المتحدث باسم المبعوث الدولي إلى سوريا، أحمد فوزي، اليوم، أن أنان لن يحضر القمة العربية في بغداد ولا «مؤتمر أصدقاء سوريا» في إسطنبول، مشيراً إلى أنه أوفد نائبه الفلسطيني، ناصر القدوة، لحضور الاجتماعين.
وبرر فوزي قرار أنان، في حديث إلى «راديو سوا» بالقول إنه «وصل للتو من رحلة تضمنت بيجينغ وموسكو ويستعد لتقديم تقرير لمجلس الأمن يوم الاثنين المقبل، وهو لن يتوجه إلى بغداد اليوم، وإنما أرسل، لأنه حريص على أن يكون ممثلاً في هذه القمة المهمة، نائبه السيّد ناصر القدوة لتمثيله هناك».
وعن المشاركة في مؤتمر «أصدقاء سوريا»، شدد فوزي على أن «موضوع أصدقاء سوريا أيضاً سيحضره السيّد ناصر القدوة وفريق من مكتب كوفي أنان»، مشيراً إلى أن زيارة أنان لطهران ما زالت رهن التشاور، ولافتاً إلى أن «الأجندة تتضمن بالطبع زيارة لطهران، ونحن بصدد التشاور مع السلطات الإيرانية في وزارة الخارجية عن التاريخ المناسب لهذه الزيارة، المناسب للطرفين».
وأكد فوزي أن الزيارة لن تجري يوم الاثنين المقبل؛ «لأن عنده تقريراً لمجلس الأمن، لكن يمكن أن تكون في منتصف الأسبوع أو في الأسبوع التالي، وإنما ليس يوم الاثنين»، داعياً الحكومة السورية إلى التطبيق الفوري لوقف إطلاق النار، الذي التزمته بعد موافقتها على خطة أنان لحل الأزمة.
وفي السياق، أمل فوزي «أن تبدأ الحكومة السورية بتطبيق هذا الاتفاق على الأرض فوراً. نعم، نحن نتواصل مع المعارضة شخصياً وهاتفياً ولذلك نرسل فريقاً إلى اسطنبول للتواصل مع المعارضة»، مؤكداً أن «وفداً من المبعوث الدولي كوفي أنان سيصل تركيا في موعد أقصاه 48 ساعة لإجراء مشاورات مع المعارضة لإيقاف العنف في سوريا».
(يو بي آي)
ناشطون سوريون يبالغون في توثيق صور الثورة
لميس فرحات
بيروت: أظهر تقرير جديد أعده مصور فرنسي كان في مدينة حمص السورية في الشهر الماضي، خلال فترة القصف المكثف من جانب القوات الحكومية على المدينة، أن بعض النشطاء الذين خاطروا بحياتهم لتوثيق القصف عبر الفيديو، عمدوا إلى المبالغة وإضافة المؤثرات على بعض لقطات الفيديو الخاصة بهم ، لجعل الوضع المزري يبدو أسوأ مما هو عليه.
التقرير الذي بثته القناة البريطانية الإخبارية الرابعة Britain’s Channel 4 News ليلة الاثنين، يقدم صورة رائعة للعديد من الناشطين أثناء العمل في الشهر الماضي، في الوقت الذي شن فيه الجيش السوري حملة شرسة لاستعادة السيطرة على منطقة من عمرو بابا وغيرها من أحياء مدينة حمص التي كانت بيد الثوار.
لكن في مشهد واحد تم تصويره من قبل ناشط يدعى عمر تلاوي، يسجل نداءات للحصول على مساعدة، فيما تغطي طبقة كثيفة من الدخان الاسود، اتضح ان هذا الدخان مصدره إضرام النار من قبل الناشطين في عدد من الاطارات تحت موضع الكاميرا.
وفي حين اعتبر مراسل القناة البريطانية جوناثان ميلر ان محاولات الناشطين لجعل المشهد أكثر دراماتيكية لا لزوم لها في هذه الحالة، إذ أن التسجيل كان يظهر بوضوح القصف الذي تتعرض له المدينة، وصف هذه الممارسات بمثابة “هدية لنظام بشار الاسد”.
وطلبت القناة من تلاوي تفسير انتهاك الممارسة الصحافية، فأجاب بأنه لن يعتذر عما فعل، مضيفاً: “كانت حمص تتعرض لقصف عنيف ، وأردنا ان يشهد العالم على ما يجري”.
منذ اندلاع الثورة في سوريا، عمد الناشطون إلى تصوير مقاطع فيديو ونشرها عبر الانترنت لتقدم لمحة عما يجري في البلاد إلى العالم الخارجي، لا سيما وأن الحكومة السورية فرضت حظراً شبه كامل على التقارير الصحفية المستقلة داخل البلاد.
يشار إلى ان العديد من الصحفيين الاجانب دخلوا خلسة إلى حمص ليقدموا تقارير عن حملة القمع هناك، ويقولون ان معظم اشرطة الفيديو التي يلتقطها عدد من الناشطين حقيقة، غير أنهم اشاروا إلى أن هؤلاء الشبان المعارضين لم يكونوا مراقبين محايدين بل مشاركين في النضال من أجل الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
الأسد يستجيب لخطة أنان… نوعاً ما
المعارضة السورية تصارع للتغلب على الانقسامات التي تشتتها
لميس فرحات
جاء إعلان أنان بأن الرئيس السوري قد وافق على خطة سلام من 6 نقاط ليضع الكرة في ملعب المعارضة الممزّقة، في الوقت الذي تجتمع قياداتها في إسطنبول في محاولة أخيرة لتوحيد الصفوف قبل انعقاد الاجتماع الدولي لأصدقاء سوريا في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
لميس فرحات: جال الرئيس السوري بشار الأسد في حي بابا عمرو في حمص، بعدما تمكنت القوات الأمنية من سحق المعارضين في معقلهم، في ظهور علني نادر، إطلع فيه على الدمار الذي سببته الاشتباكات، واعداً بأن المنطقة ستكون “أفضل من ذي قبل”.
تزامنت هذه الزيارة مع إعلان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، أن الرئيس السوري قد وافق على خطة سلام من ست نقاط لإنهاء الأزمة، بما في ذلك وقف إطلاق النار، وسحب الأسلحة الثقيلة من المدن المحاصرة، وحرية التظاهر والمفاوضات السياسية.
واعتبرت صحيفة الـ “تايم” أن هذا الإعلان وضع الكرة في ملعب المعارضة الممزّقة، في الوقت الذي تجتمع قياداتها في إسطنبول في محاولة أخيرة لتوحيد الصفوف قبل انعقاد الاجتماع الدولي لأصدقاء سوريا في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس السوري وافق على اقتراحات وخطط في السابق من حيث المبدأ، إلا أنه اختار نقاطاً معينة منها لتنفيذها، ولم يأخذها بشكل كامل. وركزت وسائل الإعلام الرسمية السورية بشكل ملحوظ على جولة الأسد إلى المنطقة التي دمّرتها الجماعات الإرهابية المدججة بالسلاح، والتي روّعت السكان”، ولم يكن هناك أي ذكر لقبول خطة أنان.
في بث مقطع قصير على شاشة تلفزيون الدولة، ظهر الأسد والوفد المرافق له وهو ينظر إلى المباني المدمّرة جرّاء القصف، وكان يتحدث مع عمال البناء، ويحثهم على العمل بجد وإعلام المواطنين بجدول زمني لإنهاء الإصلاحات، بحيث “يستطيعون معرفة متى يمكن أن تعود الحياة إلى طبيعتها”.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن المشكلة هي أن عدداً كبيراً من السوريين لا يريدون العودة إلى الحياة الطبيعية: إنهم يريدون الإطاحة بالرئيس الأسد.
من خلال الموافقة على خطة أنان، كفل الزعيم السوري لنفسه مكاناً على طاولة التفاوض على مستقبل البلاد – وهي لعنة بالنسبة إلى معظم فصائل المعارضة السورية المنقسمة، التي لا تملك نفوذاً محلياً أو دعماً دولياً لتفاديها.
وقالت بسمة قضماني، عضو تنفيذي في المجلس الوطني السوري، إن المجلس “يرحّب بحذر” ببادرة الأسد، إلا أنها أكدت عدم التراجع عن المطالبة بتنحّيه عن السلطة. وأضافت: “لا يمكن لأي مجموعة معارضة ذات مصداقية أن تقول خلاف ذلك. ما نقوله هنا هو أنه إذا كان يمكن أن يفتح هذا القرار الطريق للانتقال السلمي نحو السلطة، فهذا ما نريده”.
خطة أنان التي تتضمن ست نقاط:
1- وقف القتال وسحب القوات الحكومية والأسلحة الثقيلة من المدن التي تشهد احتجاجات.
2- إرساء هدنة إنسانية لمدة ساعتين يومياً، لإفساح المجال لوصول العاملين الإنسانيين إلى المناطق المتضررة من أعمال العنف.
3- السماح بعمل المنظمات الإنسانية وإطلاق السجناء.
4- ضمان حرية عمل وسائل الإعلام.
5- احترام حق التجمع والتظاهر السلمي.
6- تسهيل عملية انتقالية سياسية بقيادة سورية، تقود إلى نظام تعددي، عبر حوار بين الحكومة وجميع أطياف المعارضة السورية.
وأشارت الصحيفة إلى الانقسامات التي تسود المعارضة السورية، وبذل الجهود لمحاولة توحيد الصفوف، من ضمنها اجتماع إسطنبول الذي ضم فصائل عدة، بدعوة من قطر وتركيا، في محاولة لتشكيل جبهة موحدة.
لم يؤت الاجتماع بثماره المرجوة، إذ انسحب المجلس الوطني الكردستاني في وقت مبكر من اليوم نفسه، بعدما رفضت مطالبه بذكر “الأوضاع الكردية” بشكل واضح في بيان المعارضة النهائي، بحسب المشاركين. كما انسحب المعارض المخضرم هيثم المالح متهماً المجلس الوطني السوري بأنه “يتصرف مثل حزب البعث”، وفقاً لما نقلته وكالة فرانس برس.
وتضمن البيان الختامي بدلاً من تحديد استراتيجية لإسقاط الأسد، بيانات فضفاضة حول طبيعة الدولة في مرحلة ما بعد الأسد، بما في ذلك جمهورية مدنية، لا يشارك فيها الجيش في السياسة، والمطالبة بإعادة هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل إلى الدولة السورية.
أصيب الكثير من المشاركين في الاجتماع بخيبة أمل، لأن القضايا التي طرحت ليست من الأولويات، ولأن الموضوعات الأكثر أهمية وضرورة بقيت بعيدة عن النقاش. وأعرب أحد المشاركين في لقاء إسطنبول عن شعوره بالإحباط لقناة الجزيرة فقال: “من لا يتفق مع دولة ديمقراطية مدنية؟، هذا المؤتمر كان بلا جدوى، نحن لسنا بحاجة إلى مثل هذا المؤتمر، ولسنا مضطرين لتحمّل نفقته وتكاليفه لينتهي ببيان كهذا”.
لكن الصحيفة اعتبرت أن المشكلة الأساسية ليست في ما تضمنه البيان، بل في أن المعارضة عاجزة عن الاتفاق حتى على الأساسيات.
المعارضة السورية طالبته بسحب الدبابات بحلول الأربعاء لاثبات حسن نيته
دعوات دولية للرئيس الأسد للتطبيق “الفوري” لخطة أنان
وكالات
تتواصل الدعوات من مختلف الجهات الدولية، للرئيس السوري بشار الأسد طالبة التطبيق الفوري لخطة أنان، ودعت المعارضة السورية التي اجتمعت في اسطنبول الى سحب دبابات الجيش بحلول الاربعاء لاثبات حسن نيته، في حين تتواصل أعمال العنف في مختلف المناطق.
دمشق: واصل الجيش السوري الأربعاء عملياته العسكرية في مناطق عدة من البلاد ما اسفر عن سقوط عدد من القتلى، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الأسد الى التطبيق “الفوري” لخطة المبعوث الدولي كوفي أنان.
وفي الوقت نفسه، حضت الصين السلطات السورية والمعارضة على الالتزام بخطة أنان، بينما قالت دمشق إنها “لن تتعامل” مع اي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية التي يعقد وزراء خارجية الدول الاعضاء فيها اجتماعاً في بغداد اليوم يتوقع أن تطغى عليه الازمة السورية.
واسفرت اعمال العنف عن مقتل 23 شخصاً سقط معظمهم في اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
فقد نتج عن الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري ومنشقين في ريف حماة عن مقتل اربعة مواطنين وخمسة منشقين واربعة جنود نظاميين على الاقل في قلعة المضيق وكرناز، اضافة الى عشرات الجرحى في صفوف الجيش النظامي.
وفي محافظة حلب، قال المرصد مساء الاربعاء: “استشهد مواطنان احدهما طالب في المعهد الهندسي في جامعة حلب يبلغ من العمر 21 عاماً، وذلك اثر اصابته برصاصة في رأسه في حي الفرقان في المدينة، وشهيد أصيب باطلاق رصاص عشوائي من قبل القوات السورية في بلدة الاتارب”.
وفي ادلب (شماب غرب)، اقتحمت القوات النظامية قرية خان السبل المجاورة لبلدة سراقب، ونفذت فيها حملة اعتقالات، بحسب المرصد الذي اشار الى تخوف اهالي خان السبل من أن يتكرر في قريتهم ما جرى في سراقب التي انسحبت منها القوات النظامية امس بعد ثلاثة ايام من العمليات العسكرية.
ودخلت قوات النظام السبت سراقب بالدبابات ونفذت عملية عسكرية واسعة فيها تخللها اطلاق نار وعمليات دهم واعتقالات واعدامات ميدانية طالت مدنيين ومنشقين، بحسب المرصد وناشطين.
واعلن المجلس الوطني السوري المعارض سراقب في ريف ادلب “مدينة منكوبة”، داعياً الى “تحرك دولي فوري” لاجبار النظام على “سحب دباباته وايقافه عملية الإبادة التي يشنها على سكان المدينة”.
وطالب المجلس في بيان الأربعاء “منظمة الصليب الأحمر الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية بتوفير المساعدات العاجلة للمدينة وإخلاء الجرحى ودفن الشهداء”، مشيراً الى ان عدداً من الجثث “ملقاة في الشوارع منذ يومين”.
كما طالب “دول الجوار وتحديداً الصديقة تركيا بفتح ممرات إنسانية فورية لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية بأسرع وقت ممكن”.
ويبلغ عدد سكان سراقب حوالي 38 الف نسمة، وهي خارجة عن سيطرة النظام منذ حزيران (يونيو) الماضي، وتشهد حركات احتجاجية مستمرة اضافة الى نشاط واسع للمنشقين.
وتكتسب سراقب اهمية لوقوعها على الطريق الدولي الذي يربط دمشق وحلب (شمال). وقد اعاق المنشقون حركة القوات النظامية وتعزيزاتها مرات عدة على هذا الطريق في الاشهر الماضية.
وفي ريف حمص (وسط) حاولت القوات النظامية فجر اليوم اقتحام مدينة الرستن الخارجة عن سيطرة النظام منذ اسابيع، ما اسفر عن مقتل ثلاثة جنود نظاميين بحسب المرصد الذي اشار ايضاً الى مقتل مدني بنيران القوات النظامية في حي باب هود في مدينة حمص.
وقال المرصد بحسب آخر بيان أن اربعة مدنيين آخرين قتلوا في حمص.
وقال الناشط كرم ابو ربيع في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس: “تتعرض احياء حمص القديمة لقصف عنيف يتركز خصوصاً على حي الحميدية”.
واضاف: “سقطت قذائف عدة قرابة الساعة العاشرة (8,00 ت غ) على حي بستان الديوان اصاب عدد منها كنيسة ام الزنار الاثرية”.
وافادت لجان التنسيق المحلية عن وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر من الجيش السوري الحر في حي العباسية فجراً.
وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماة ابو غازي في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس إن “القوات النظامية اقتحمت (صباحاً) قلعة المضيق والقرى المجاورة لها معززة بالمدرعات وسط اطلاق نار كثيف (..) قبل أن تعود وتتراجع الى اطراف المدينة وتعاود القصف عليها”.
واضاف أن “المقاومة من قبل الجيش الحر مستمرة”، موضحاً أن العناصر المنشقين “يخوضون معارك كر وفر مع القوات النظامية”.
وتعرضت بلدة قلعة المضيق في الآونة الاخيرة لعدة محاولات اقتحام من الجيش النظامي باءت بالفشل.
وفي درعا (جنوب) دارت اشتباكات عنيفة فجر اليوم الاربعاء بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة في بلدة بصر الحرير، ودارت اشتباكات مماثلة في محيط مدينة داعل، بحسب المرصد الذي لم يسجل سقوط قتلى.
وافاد المرصد أن جهاز المخابرات الجوية في دمشق اعتقل امس مواطناً (51 عاماً) “كرهينة” لاجبار ابنه الناشط في الحركات الاحتجاجية على تسليم نفسه، مطالباً السلطات في بيان “بالافراج الفوري وغير المشروط” عنه و”التوقف عن ارهاب النشطاء من خلال اعتقال ذويهم”.
في هذا الوقت، تواصلت الحركات الاحتجاحية في البلاد وخرجت تظاهرات في حي الفرقان في حلب وحي القابون في دمشق وحي الغويران في الحسكة (شرق)، وفي مدينة الحراك في درعا، بحسب ما افادت لجان التنسيق المحلية.
سياسياً، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الاسد اليوم الاربعاء الى التطبيق “الفوري” لخطة الامم المتحدة التي تتضمن ست نقاط.
وقال خلال مؤتمر صحافي في الكويت: “أناشد الرئيس الأسد تنفيذ تعهداته فوراً ليس هناك وقت لنضيعه”.
ودعت الصين الحكومة السورية والمعارضة الى احترام “التزاماتهما” في اطار خطة المبعوث الدولي كوفي أنان الى سوريا لحل الازمة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي رداً على اسئلة حول خطة أنان: “نأمل في أن تحترم الحكومة السورية والاطراف المعنية في سوريا التزاماتهما”.
من جهتها، دعت موسكو الاربعاء المعارضة السورية الى “أن تحذو حذو دمشق” وتوافق “بوضوح” على خطة التسوية السلمية التي اقترحها المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، والتي اعرب نظام الرئيس السوري بشار الاسد عن تأييدها.
وصرحت الخارجية الروسية في بيان لها: “من المهم جداً على هذه الخلفية أن تحذو مجموعات المعارضة السورية حذو دمشق وتعلن بوضوح موافقتها على اقتراح التسوية السلمية التي اقترحها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية”.
ويأتي ذلك غداة اعلان متحدث باسم أنان أن الحكومة السورية وافقت على خطة المبعوث الاممي.
وتنص خطة أنان على وقف كل اعمال العنف المسلح وهدنة انسانية يومية لمدة ساعتين وتسهيل وصول الاعلاميين الى كل المناطق المتضررة من جراء القتال في سوريا.
كما تدعو الى اطلاق عملية سياسية والافراج عن المعتقلين تعسفياً.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء إن موافقة سوريا على خطة أنان للسلام يحب أن تقترن بـ”افعال فورية” مثل وقف اطلاق النار.
واعتبرت باريس أن اجتماع “اصدقاء سوريا” المقرر عقده الاحد في اسطنبول “سيكون مناسبة للاسرة الدولية للتحقق ما اذا كان نظام دمشق يطبق هذه الخطة أم لا ويحترم أم لا تعهداته ويوقف أم لا المجازر التي يرتكبها يومياً منذ اكثر من عام”.
ودعا وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الاربعاء سوريا الى تطبيق سريع لخطة موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، مؤكداً انه سيحكم على افعال دمشق وليس على اقوالها.
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في برلين: “يدعم مجلس الامن الدولي خطة أنان التي تأتي في ست نقاط. وإنها مدعومة من المانيا”.
واضاف: “هذه الخطة هي اساس لوقف اطلاق النار ونقل مساعدة انسانية ويجب تطبيقها بسرعة”.
وتلقت الدول الغربية في مجلس الامن الثلاثاء بشيء من الحذر اعلان السلطات السورية موافقتها على خطة الموفد الاممي والعربي كوفي أنان لحل الازمة في سوريا.
ودعت المعارضة السورية التي اجتمعت في اسطنبول الثلاثاء الرئيس السوري الى سحب دبابات الجيش من المدن السورية بحلول الاربعاء لاثبات حسن نيته.
وفي بغداد، يناقش وزراء خارجية الدول العربية، مشروع قرار حول سوريا يدعو الحكومة السورية الى “الوقف الفوري لكافة اعمال العنف والقتل”، ويدعو في الوقت نفسه الى حوار بين الحكومة والمعارضة للخروج من الازمة في سوريا.
كما يطالب مشروع القرار، الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه، المعارضة بـ”توحيد صفوفها”، متهماً السلطات السورية بارتكاب “جريمة ضد الانسانية” في بابا عمرو في حمص.
واعلنت الحكومة العراقية الاربعاء أنها ستقترح في اجتماعات القمة العربية نقل صلاحيات التفاوض حول اجراء انتخابات واطلاق الحريات في سوريا الى شخصية يتوافق عليها النظام والمعارضة.
واكد مصدر حكومي لوكالة فرانس برس أن “الشخصية المعنية يجب أن تكون سورية وصلاحيات التفاوض تشمل التفاوض مع الداخل والخارج”.
غير أن المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي قال لوكالة فرانس برس الاربعاء إن السلطات السورية “لن تتعامل” مع أي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية.
وقال مقدسي إن “سوريا لن تتعامل مع اي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية على أي مستوى كان”.
كما ذكرت الولايات المتحدة اليوم أن النظام السوري لم يتخذ “الخطوات المطلوبة” لتفعيل التزاماته ازاء خطة السلام التي اقترحها المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في تصريح للصحافيين: “لقد رأينا أن الاعتقالات والعنف مستمران اليوم في جميع انحاء سوريا من درعا الى حماة”.
واضافت: “لذا من الواضح أن نظام الاسد لم يتخذ حتى الآن الخطوات المطلوبة لتفعيل التزاماته التي قدمها الى كوفي أنان”.
وجددت نولاند التأكيد على أنه سيتم الحكم على الرئيس السوري بشار الاسد “عبر افعاله وليس عبر وعوده”.
وكان متحدث باسم المبعوث المشترك الى سوريا اعلن امس أن دمشق قبلت وقف اطلاق النار وخطة سلام وضعها أنان.
ارتفاع أسعار المواد الغذائية أدى إلى الاعتماد عليه بشكل رئيسي
الخبز أساسي على موائد السوريين مع أن الأزمة لم توفره
أ. ف. ب.
يؤدي ارتفاع أسعار المواد الغذائية في سوريا، نتيجة الأزمة المستمرة فيها، إلى اعتماد المواطنين بشكل أساسي على الخبز، في حين تؤكد السلطات السورية أن ارتفاع الاسعار سببه العقوبات الاقتصادية المفروضة من الولايات المتحدة ودول غربية وعربية على سوريا.
دمشق: تعتمد عائلة ام جهاد الى حد كبير في طعامها على الخبز مع الارتفاع الكبير في اسعار السلع التموينية في سوريا منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية رغم أن الازمة طالته ايضاً والحصول عليه يحتاج الى جهود شاقة.
وتقول ام جهاد لوكالة فرانس برس: “أصبحنا نعتمد بشكل اساسي على الخبز في وجباتنا نظراً لارتفاع اسعار المواد الغذائية الأخرى”.
وتحدثت خصوصاً عن الارز، قائلة: “كنا نطهوه الى جانب الوجبة اليومية والآن استعضنا عنه بالخبز بعد أن تضاعف سعره”. ويقول المكتب المركزي السوري للاحصاء إن معدل التضخم في سوريا ارتفع بين حزيران (يونيو) وكانون الاول (ديسمبر) 2011 نحو 15 في المئة، مدفوعاً على الاكثر بالزيادات الحادة في اسعار المواد الغذائية ونقص الوقود ما انعكس بقوة على تكاليف النقل.
من جهتها، تؤكد السلطات السورية مسؤولية أن ارتفاع الاسعار سببه العقوبات الاقتصادية المفروضة من الولايات المتحدة ودول غربية وعربية على سوريا رداً على حملة القمع التي تواجه بها السلطات حركة احتجاجية غير مسبوقة ما اسفر عن سقوط آلاف القتلى.
وفي مخبز ساحة شمدين في حي ركن الدين الدمشقي، تحصي ام جهاد، ربة المنزل الستينية، عدد الواقفين امامها في الطابور المخصص للنساء.
وتقول: “ننتظر دورنا طويلاً قبل الحصول على الخبز”، موضحة أنه للتحايل على مدة الانتظار الطويلة، تأتي مع وزوجها مرتين في الاسبوع الى المخبز.
وتضيف: “يقف كل منا في الطابور المخصص له ومن يحظى بالخبز قبل الآخر يشتريه، قبل أن نغادر معاً فاسحين المجال للآخرين”.
وامام مخبز البرامكة الآلي في دمشق يصطف عشرات الاشخاص يبدو على ملامحهم التعب والملل.
ويقول ابراهيم إن “الازمة تشتد في ساعات محددة في النهار كما في الصباح الباكر قبل ذهاب الناس الى عملهم أو عشية العطلة الاسبوعية الجمعة”.
الا أن الارقام الرسمية للانتاج تشير زيادة كميات الخبز في الاسواق، رغم الازمة.
وقال المدير العام للشركة العامة للمخابز الآلية عثمان حامد في تصريح نقلته وكالة الانباء الرسمية (سانا) الاسبوع الماضي إن كمية انتاج الشركة بلغت “ثلاثة آلاف طن يومياً بينما المخطط اليومي هو 2142 طناً”.
وهذه الشركة مؤسسة عامة تنتج الخبز المدعوم وتوزعه على المستهلكين عبر منافذ بيع في القطاعين العام والخاص.
وفي كناكر في ريف دمشق، يشكو عامل البناء خليل (48 عاماً) من ضيق الحال. ويقول إن “غلاء الاسعار يمنعني من شراء الخضار والفاكهة وأصبح طعامنا يقتصر على الحبوب والخبز”.
ويقول خليل: “اصبحت التبولة طبقاً خاصاً بالمناسبات. تغيّرت الامور كثيراً، والوضع سيء. لم أعد أستطيع تأمين حاجات عائلتي، بين كهرباء وغاز ومواصلات يومية”.
ويشير الرجل الى أن عائلته المؤلفة من ستة افراد تحتاج الى ثلاث ربطات خبز في اليوم على الاقل.
ويوضح: “في بلدتنا ثلاثة افران الا أنها لا تفتح جميعها في ان واحد، ما يسبب ازدحاماً عليها”، مؤكداً أنه يضطر “احياناً للاستيقاظ عند الخامسة صباحاً لأتمكن من شراء الخبز قبل ذهابي الى العمل”.
ويؤكد خليل أنه ينتظر دوره احياناً ساعة ونصف الساعة، رغم أن صاحب المخبز الذي يتزود منه “فتح طابوراً اضافياً للرجال لتخفيف الازدحام”.
وعزا شمس الدين الخطيب (38 عاماً)، الذي يملك متجراً لبيع الخبز في درعا جنوب سوريا، حدوث الازمة الى “ارتفاع اسعار المواد الاولية”، موضحاً أن ثمن الطحين زاد بنسبة 200 في المئة والسكر بنسبة 270 في المئة.
كما اشار الى “نقص الامداد بمادة الخميرة وتقليص الانتاج نظراً لغياب اليد العاملة التي تجد صعوبة بالتنقل بين المناطق بسبب خشيتها من انتشار حواجز التفتيش”.
واضاف أن “المواطن يشتري اليوم كمية اكثر من تلك التي يحتاجها خوفاً من عدم توفرها في اليوم التالي ما يشكل ضغطاً على الافران”.
واوضح صاحب متجر أن الطلب الكبير على الافران العادية سببه أن هذه الافران “تشتري الطحين من الدولة بسعر مدعوم وتبيع الخبز بسعر منخفض”. بينما “افران “الخبز السياحي” تعاني من هذه الازمة لأن اصحابها يشترون الدقيق والمواد الاولية بالسعر الرائج ويبيعون الخبز بسعر اغلى”.
وبسبب الازمة، لا يتردد بعض السوريين في شراء هذا “الخبز السياحي” الذي يدخل في خلطته الدقيق المستورد ويضاف اليه الحليب والسكر والاغلى سعراً من الخبز العادي “بدل الوقوف في طابور يضم نحو ستين شخصاً لمدة ساعة او ساعتين”، بحسب ما يقول صاحب المخبز.
ونقل شكوى احد زبائنه الذي دهش عندما علم بارتفاع سعر الخبز فسأل: “ماذا؟ هل تحول الخبز ايضاً الى نوع من الحلويات؟”.
وتباع ربطة الخبز المدعوم من الدولة (1500 غرام تقريبا) حاليا بـ 15 ليرة (ربع دولار) بينما ارتفع سعر الخبز السياحي (خبز خاص يدخل في خلطته الدقيق المستورد ويضاف اليه الحليب والسكر) من 35 ليرة الى حوالى خمسين (اقل من دولار). ويشكل الخبز مادة اساسية لدى العائلات السورية الفقيرة.
وكانت منظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (فاو) حذّرت الاسبوع الماضي من تدهور اوضاع الامن الغذائي في سوريا.
وقالت المنظمة إنها تشعر “بقلق بالغ خصوصاً بالنسبة إلى العواقب على المجموعات الضعيفة نظراً لاستمرار الاضطرابات منذ منتصف آذار/مارس من العام الماضي”.
طهران ورغم دعمها المعلن للرئيس السوري تبحث عن وسيلة للإبتعاد عنه
الأسد يحاكي استراتيجية القيادة الإيرانيّة في البقاء
عبدالاله مجيد
في غمرة الأزمة السورية وخطر إنزلاقها إلى حرب أهلية بأبعاد طائفية، حرص الرئيس بشار الأسد على تصوير نفسه قائدًا واثقًا وشعبيًا بات انتصاره على قاب قوسين أو أدنى، متعلمًا كيف يواجه الضغوط الخارجية من دروس النظام الإيراني حليفه الوحيد المتبقي في المنطقة، كما يرى محللون.
لندن: يرى محللون أن استراتيجية الرئيس السوري بشار الأسد في البقاء هي نفسها الاستراتيجية التي اعتمدتها القيادة الإيرانية بنجاح من قبل، أي التعهد باعتماد الطرق الدبلوماسية لكسب الوقت.
ولكن موجة من التحرك الدبلوماسي الدولي المكثف واجتماعات المعارضة في اسطنبول وتكهنات بأن أصدقاءه الإيرانيين ربما بدأوا يخففون من دعمهم له تطرح كلها تحديات جديدة على الأسد الذي يحكم منذ ما يربو على 11 عامًا.
وكان المبعوث الدولي الى سوريا كوفي أنان طالب الأسد يوم الأربعاء بالشروع فورًا في تنفيذ خطته ذات البنود الستة التي وافقت دمشق عليها قبل يوم. واتهمت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان نظامه بتعذيب الأطفال. واتفقت الفصائل المنضوية في المجلس الوطني السوري على ترتيب بيتها وتوسيع المجلس لبناء جبهة موحدة.
ولعل النبأ الأعمق مغزى زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان إلى إيران بعد اجتماعه مع الرئيس الأميركي باراك أوباما على هامش مؤتمر الأمن النووي في كوريا الجنوبية.
والمعروف أن إردوغان من أبرز خصوم الأسد واتخذ جانب الولايات المتحدة ضد إيران بشأن شرعية الرئيس السوري منذ أن بدأ بحملة البطش ضد المحتجين لإخماد الانتفاضة التي يرى مراقبون أنها اخذت تكتسب ابعاداً طائفية متزايدة.
ونفى مسؤولون في الإدارة الأميركية أن يكون إردوغان حمل رسالة الى إيران من أوباما. ولكن زيارة رئيس الوزراء التركي اثارت تكهنات بأن إيران، رغم دعمها المعلن للأسد، ربما كانت تبحث عن وسيلة للابتعاد عنه.
ومن الاحتمالات المطروحة أن تغيّر إيران موقفها من الأزمة السورية مقابل تنازلات تحصل عليها بشأن القضية الكبرى الأخرى التي تواجه القيادة الإيرانية، وهي النزاع مع الغرب حول برنامجها النووي.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن بروس جتلسن، استاذ العلوم السياسية في جامعة ديوك والمستشار السابق في وزارة الخارجية الاميركية، قوله إن بالامكان تخيل سيناريو يقول فيه الإيرانيون: “لن ندعم الأسد” مقابل اتفاق على البرنامج النووي.
وقال رضوان زيادة، عضو المجلس الوطني السوري ومدير المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن، “إن دعم الأسد اصبح صعباً حتى على إيران”.
وفي مؤشر الى الحراك المطرد بالارتباط مع الملف النووي الإيراني، اعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي يوم الأربعاء استئناف المفاوضات مع القوى الدولية الكبرى في 13 نيسان/ابريل بعد طول تأخير.
كما قال صالحي الذي نقلت اعلانه وكالة الانباء الإيرانية الرسمية إن طهران تدعم خطة السلام التي أعدها كوفي أنان ووافق عليها الأسد رسمياً يوم الثلاثاء.
واوحت التصريحات الإيرانية بأن طهران قد تريد الضغط على الأسد للالتزام بالخطة التي تضع اطاراً لوقف اطلاق النار من دون أن تشترط تنحيه عن السلطة.
وقال محللون إن من الجائز أن تكون استراتيجية الأسد هي نفسها الاستراتيجية التي اعتمدتها القيادة الإيرانية بنجاح من قبل، أي التعهد باعتماد الطرق الدبلوماسية لكسب الوقت. وظهرت يوم الأربعاء دلائل على أن هذا ما يفعله الأسد في وقت تواصل قواته هجماتها العسكرية في انحاء البلاد.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن زيادة أن هذا هو السبب في عدم ثقة المعارضة بأن الأسد سينفذ خطة أنان. وقال محللون آخرون إن الأسد قد يكون مقتنعاً بأنه منتصر. ولعل هذا سبب زيارته التلفزيونية إلى مدينة حمص المدمرة في يوم موافقته على مشروع أنان.
وقال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة اوكلاهوما الاميركية جوشوا لانديس إنه “ليس لدى الأسد ما يخسره باتباع هذه الدبلوماسية وأنا واثق من أن إيران تشجعه على ذلك”. واضاف لانديس أن الأسد “يعتقد أنه الآن في مرحلة التمشيط”.
القمع السوري يصل إلى قرى نائية لا تعتبر معاقلاً للمحتجين
نظام الأسد يعتمد على التفرقة الطائفيّة لهزيمة المعارضة
لميس فرحات من بيروت
يقول العديد من اللاجئين السوريين في لبنان الذين فروا من أعمال العنف في بلادهم إن الحملة الحكومية أصبحت أكثر شمولية وطائفية مما كان يتصوره الجميع، مشيرين إلى أن القصف يصل إلى مناطق وقرى نائية لا تعتبر معاقلاً للمعارضة ولا وجود لمسلحين فيها.
يروي اللاجئون السوريون في لبنان الذين فروا من بلدة “القصير” والقرى المجاورة في محافظة حمص، شهادات وصفوها بأنها “نادرة” بشأن الإضطرابات غرب سوريا، مع تصعيد القصف الحكومي لتلك المناطق.
وقال اللاجئون في شهادات نقلتها صحيفة الـ ” نيويورك تايمز” إن الحكومة أدركت على ما يبدو أنها عندما تدحر الثوار من معاقلهم مثل بابا عمرو في حمص، فإن مقاتلي المعارضة والمحتجين يعيدون تجميع أنفسهم في مناطق أخرى ذات ثقل سني.
ونتيجة لذلك، يعتقدون بأن الحكومة لا تستهدف المدن الكبيرة التي تشهد تظاهرات ومعارضة شرسة، بل أيضاً البلدات والقرى التي لم يكن ينظر إليها على أنها مركز للثورة الشعبية التي دخلت عامها الثاني.
ويرسم اللاجئون صورة قاتمة للوضع في غرب سوريا تفوق ما قيل في السابق عن حصار للمنطقة وامتداد الاحتجاجات فيها.
ويقول العسكري السابق أبو منذر (59 عاماً) من قرية المزاريا، إن “الجيش يسعى إلى تشريد الناس لإبعادهم عن المشاركة في الاحتجاجات”، مضيفاً: “إذا قتل الناس أو شردوا، فلن يكون هناك من يحتج”.
اضطر أبو منذر إلى الفرار من بلدته إلى لبنان المجاور، وتحديداً البقاع الذي يضم نحو ستة آلاف لاجئ، وفقاً للتقديرات الأممية.
ويقول اللاجئون في البقاع إنهم يشعرون بالخطر والتهديد، لأنهم ينتمون إلى الطائفة السنية. وأكد البعض منهم أنهم رأوا الجيش وهو يقدم البنادق للمواطنين في القرى العلوية المجاورة، حتى يطلقوا النار عليهم من أجل إرغامهم على الفرار من منازلهم. واشارت الصحيفة إلى أن هذه الأنباء وردت في تقارير ناشطين من الداخل تم التواصل معهم عبر الهاتف والرسائل البريدية، تتحدث عن النزوح على أساس طائفي.
ويؤكد اللاجئون أن الحكومة صعّدت حملتها حتى في قرى غير معروفة وبعيدة مثل القصير، فأغلقت المدارس والمتاجر واستمر القصف، وبات الناس يخشون الخروج بسبب القذائف والقناصة. ويعتقدون أن سكان أربع قرى (ربلة وزهرة وجوسيه والمزاريا) قد فروا إلى دول أخرى أو مناطق أخرى داخل البلاد.
من جهتها، تقول أم ناصر (34 عاماً) إن 15 من عائلتها في قرية جوسيه تعرضوا قبل أسبوعين لقصف القوات الحكومية من قبل جيرانهم العلويين عندما حاولوا مغادرة منزلهم. أما والدتها أم خالد (65 عاماً) فتقول إنها شاهدت مطلع أكتوبر/ تشرين الأول القوات الحكومية تضع البنادق على الأرض ومن ثم توزعها على المواطنين العلويين.
ولم تستطع أم ناصر أن تفسر ذلك، لكنها أكدت أن العديد من قرية جوسيه تعرضوا الشهر الفائت لإطلاق نار من قبل جيرانهم في القرية المجاورة حسبة، وقالت: “نحن نعرفهم، فقد كنا معهم نعيش جنباً إلى جنب يوماً ما”.
ويشير اللاجئون إلى أن العديد من السوريين يخشون العبور إلى لبنان حيث يعتقدون أن الجيش يقف إلى جانب النظام السوري، لذلك يفضلون الانتقال إلى مناطق أخرى في سوريا. وأقرت منظمة الصليب الأحمر هذا الشهر بوجود نحو 200 ألف نازح داخل البلاد.
وعلى الرغم من أنه من الصعب التأكد من مدى صحة أقوال اللاجئين، إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن شهاداتهم عن قصف المدنيين تتطابق مع تقرير هيومن رايتس ووتش الذي صدر في الأسبوع الماضي، استناداً الى مقابلات مع 17 لاجئاً من بلدة القصير.
وأشار التقرير إلى أن عدد القتلى والجرحى المدنيين هائل بسبب قصف الأحياء السكنية والمزارع وإطلاق الرصاص الحي على الناس الذين يحاولون الفرار .
وإضافة إلى حملة القمع الدموية التي يشنها النظام السوري على المعارضين، يقلق اللاجئون في بلدة القاع اللبنانية من عامل آخر يهدد حياة السوريين، وهو المشاعر الطائفية المستعرة في البلاد، والتي تؤدي إلى ازدياد العنف.
وقال العديد من اللاجئين إنهم يأملون في مستقبل تعددي قائم على المساواة الدينية، ويدعمون تشكيل حكومة – من أي طائفة كانت – مشيرين إلى أنهم يؤمنون بأن جيرانهم المسيحيين يدعمونهم “في أعماقهم” على الرغم من أن الكثير منهم لا يشاركون في التظاهرات والاحتجاجات. لكن في الوقت ذاته، يقول هؤلاء إن المواطنين السنة يتم استهدافهم بشكل خاص، ملقين باللوم على العلويين في معظم أعمال العنف التي تعمّ البلاد.
بلجيكا تغلق سفارتها في دمشق
أ. ف. ب.
بروكسل: اعلنت بلجيكا الخميس اغلاق سفارتها في دمشق لاسباب امنية واحتجاجا على القمع في سوريا.
وقال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز في تصريحات نقلتها وكالة الانباء بيلغا ان اغلاق السفارة سيطبق اعتبارا من 31 آذار/مارس برحيل السفيرة البلجيكية بينما سينتقل السكرتير الاول الى مقر البعثة الاوروبية في دمشق.
وبذلك تكون بلجيكا حذت حذو عدد من دول الاتحاد الاوروبي (ايطاليا وفرنسا واسبانيا وبريطانيا وهولندا) والولايات المتحدة وتركيا وست دول خليجية اغلقت سفاراتها في سوريا احتجاجا على قمع النظام لحركة الاحتجاج او لاعتبارات امنية.
واوقعت اعمال العنف التي تحمل السلطات مجموعات “ارهابية” مسؤوليتها اكثر من 9100 قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
سوريا: 31 قتيلا معظمهم في حمص وريف دمشق
وكالة الأنباء الكويتية – كونا
دمشق: ذكرت لجان التنسيق المحلية ان عدد القتلي في سوريا ارتفع حتى اللحظة الى 31 شخصا بينهم ثلاثة اطفال وامرأتان سقط معظمهم في حمص وريف دمشق.
وقالت اللجان في حصيلة ثانية ان الجيش النظامي قصف اليوم محافظات ادلب وحماة ودرعا ما اسفر عن سقوط عدد من المدنيين بين قتيل وجريح فيما ارسل تعزيزات عسكرية مدعومة بعشرات الآليات الى مدينة دركوش في ادلب المحاذية للحدود السورية – التركية.
كما اقتحم قلعة المضيق في حماة والقرى المجاورة لها مدعوما بعشرات الدبابات والمدرعات وسط قصف عنيف تسبب في تدمير اكثر من 30 منزلا ومخاوف من ارتكاب مجازر جديدة.
فيما طوقت قوى الجيش حي طريق حلب في حماة وبدأت بحملة دهم واعتقالات للمنازل مع تفتيش جميع السيارات التي تمر بالحي وسط انتشار للقناصة فوق أسطح المباني العالية فيما شهد عدد من المدن خروج مظاهرات واعتصامات طلابية تندد بالنظام وتطالب بالافراج عن المعتقلين.
وفي تطورات الاحداث اليومية في سوريا اشارت لجان التنسيق المحلية الى سقوط عدد من الجرحى في بلدة علما بدرعا اثر اقتحام قوات الامن البلدة وقيامها بعمليات مداهمات و تخريب ونهب للمنازل.
اما بلدة داعل في درعا فقد شهدت بدورها اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام على طريق (داعل عتمان) وسط انباء عن انشقاق كامل عناصر احد المراكز التابعة لقوات النظام مع عتادهم العسكري.
وقالت اللجان ان عشر عناصر من قوى الامن اعلنوا في تدمر بمحافظة حمص انشقاقهم عن النظام السوري والالتحاق بالجيش الحر بعد ان قيدوا ضابطهم المسؤول وتمكنوا من الهروب في وقت تتعرض فيه مدينة تلبيسة الحمصية لقصف شديد استهدف عددا كبيرا من المنازل ما تسبب في حركة نزوح جماعية للاهالي
إيران تحذر من أي تدخل في سوريا.. وتقترح أن تكون طرفا
تواصل القصف وحصيلة القتل ترتفع * بان كي مون يطالب دمشق بالتطبيق الفوري لخطة الأمم المتحدة * واشنطن: الأسد لم ينفذ خطة أنان.. والمعارضة: لو نفذ سيحاصر السوريون قصره * الخارجية الفرنسية: سنحكم على أفعال بشار من خلال مؤتمر إسطنبول
بيروت: كارولين عاكوم وليال أبو رحال واشنطن: هبة القدسي ـ لندن: «الشرق الأوسط»
حذر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، أمس، من اي تدخل أو إجراء «متسرع» في سوريا، من قبل أي من الأطراف الدولية أو الإقليمية, مقترحا أن تكون إيران «طرفا» في التسوية السياسية.
وأكد صالحي خلال لقائه مع فيصل المقداد، مبعوث الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران، أمس، دعم سوريا «الصديقة والشقيقة»، وأعلن استعداد طهران لتقديم المساعدة لسوريا حكومة وشعبا بهدف تجاوز الظروف الصعبة والمشاكل الت حدثت خاصة ف بداية عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة.
وفيما اكدت واشنطن أمس ان الاسد لم ينفذ خطة كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص, قال وليد البني، عضو المجلس الوطني السوري، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعارضة ستقبل بالخطة فقط في حال التزام نظام الأسد بما ورد فيها من نقاط خلال يومين، رغم أنها لم تنص على المطلب الرئيسي للمعارضة؛ وهو تنحي الأسد.
واعتبر البني أنه في حال قبل النظام بهذه المبادرة، فعندها سيعبّر الشعب السوري عن رأيه بالتظاهر أمام قصر الأسد وسيسقطه سلميا، مشيرا إلى أنه «ينبغي على روسيا والمجتمع الدولي والأسد نفسه أن يعترفوا بحقيقة أن النظام السوري انتهى، وعلى رئيسه الاختيار بين السقوط سلميا أو بعدما يدمر البلد».
وفيما تواصل القصف وارتفعت حصيلة القتلى, حث بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، في حديث له بالكويت أمس «الرئيس الأسد بشدة على وضع هذه الالتزامات (خطة أنان) موضع التنفيذ على الفور.. ليس هناك وقت نضيعه», بينما أعلن برنار فاليرو، المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، خلال مؤتمر صحافي أمس أن اجتماع «أصدقاء سوريا» الذي يعقد الأحد في إسطنبول سيتحقق ما إذا كان الرئيس الأسد يطبق خطة أنان التي تنص على وقف القمع أم لا.
الجيش السوري يشتبك مع «الحر» في ريف دمشق.. ومحاولات لاقتحام الرستن
قصف متواصل على حمص ودرعا وحماه.. ومظاهرات بحلب والحسكة وإدلب
بيروت: بولا أسطيح
بينما استمرت الاشتباكات بين القوات النظامية السورية وعناصر الجيش السوري الحر في أغلب المحافظات السورية أمس، إضافة إلى استمرار الجيش في قصفه لعدد من المدن، مما أسفر عن سقوط أكثر من 30 قتيلا، بدأت قوات الأمن السوري أمس محاولات لاقتحام مدينة الرستن الواقعة في ريف حمص والخارجة عن سيطرة النظام منذ أسابيع، وذلك حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى مقتل ثلاثة جنود من الجيش النظامي وإصابة 16 آخرين، فيما أصيب أربعة من المجموعات المسلحة المنشقة عند مدخل المدينة.
وأفاد الناشط كرم أبو ربيع بأن «أحياء مدينة حمص القديمة تتعرض لقصف عنيف يتركز خصوصا على حي الحميدية»، مضيفا «لقد سقطت عدة قذائف قرابة الساعة العاشرة على حي بستان الديوان أصاب عدد منها كنيسة أم الزنار الأثرية». وفي حين أفاد المرصد بمقتل مواطن في حي باب هود برصاص القوات النظامية، أكدت لجان التنسيق المحلية وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر من الجيش السوري الحر في حي العباسية فجر يوم أمس.
بدورها، أشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى قصف عنيف على أحياء حمص القديمة وحي باب هود، وقالت إن الانفجارات تهز المدينة. وذكرت الهيئة أن الجيش النظامي قصف تلبيسة بحمص، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.
وفي حلب، تحدثت الهيئة العامة للثورة عن سقوط قتيل وجريح برصاص الأمن السوري بحي الفرقان. ومنها إلى درعا، حيث دارت اشتباكات عنيفة فجر أمس الأربعاء بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة في بلدة بصر الحرير و«ذلك بعد تهديد ضابط لأهل البلدة بتسليم المجموعة المسلحة المنشقة أو البدء بعملية في البلدة»، بحسب المرصد السوري الذي أفاد في وقت لاحق بوجود اشتباكات عنيفة في محيط مدينة داعل.
وأفادت لجان التنسيق باندلاع اشتباكات دارت بين الجيشين النظامي والحر في سقبا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق كما في حرستا. وفيما بثت صفحات المعارضة فيديو يعلن خلاله العميد الركن عدنان محمد الأحمد، رئيس فرع الاستطلاع في قيادة المنطقة الشمالية، انشقاقه عن الجيش النظامي وانضمامه للجيش الحر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «جهاز المخابرات الجوية اعتقل يوم أول من أمس المواطن كاسم فارس البعلي البالغ من العمر 51 عاما من منزله في حي القابون كرهينة عن نجله الناشط في الحراك الثوري السوري»، وأضاف «لكن ضابطا بالمخابرات الجوية رفض الإفراج عن السيد كاسم قبل أن يسلم نجله فداء نفسه للأجهزة الأمنية». وطالب المرصد السلطات السورية «بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المواطن كاسم فارس البعلي، والتوقف عن إرهاب النشطاء من خلال اعتقال ذويهم».
بدورها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «مجموعة إرهابية مسلّحة قامت يوم أمس بقتل العميد خليف العبد الله في حلب، وهو من مرتبات الكلية الجوية، وذلك أثناء توجهه إلى عمله».
ونقلت «سانا» عن مصدر مطلع بالمحافظة قوله إن «أربعة إرهابيين يستقلون سيارة (كيا سيراتو) استهدفوا الشهيد العبد الله بعد خروجه من منزله متوجها إلى عمله بالقرب من جامع الباسل في الحي الرابع بالحمدانية، وأطلقوا النار عليه، مما أدى إلى استشهاده».
وفي جديد المظاهرات، بث ناشطون مقاطع فيديو عبر «يوتيوب» تظهر خروج مظاهرة حاشدة في حي غويران في محافظة الحسكة مطالبة بإسقاط النظام.
وفي حلب، خرج العشرات من منطقة الباب في مظاهرة طلابية، فيما خرجت مظاهرة نسائية في حي القابون في دمشق وأخرى في حاس في إدلب تضامنا مع المدن المنكوبة.
ومن حماه، أوضح عضو المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة السورية «أبو غازي» أن «القوات النظامية اقتحمت قرابة الساعة السادسة من صباح يوم أمس (قلعة المضيق) والقرى المجاورة لها معززة بالمدرعات وسط إطلاق نار كثيف، قبل أن تعود وتتراجع إلى أطراف المدينة وتعاود القصف عليها»، لافتا في اتصال عبر «سكايب» إلى أن عددا من المنشقين «يخوضون معارك كر وفر مع القوات النظامية، وإلى تعرض القلعة الأثرية في البلدة لنيران القوات النظامية على مدى أيام».
وقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخبر، مشيرا إلى «اقتحام القوات العسكرية السورية ترافقها عشرات الآليات الثقيلة المدرعة بلدة قلعة المضيق وقرى مجاورة لها، وذلك بعد أسابيع من إطلاق نار من رشاشات ثقيلة وسقوط قذائف هاون».
ولفت المرصد إلى أن «القوات النظامية اقتحمت قرية خان السبل المجاورة لبلدة سراقب في إدلب، ونفذت فيها حملة اعتقالات»، وشدد على «تخوف أهالي خان السبل من أن يتكرر في قريتهم ما جرى في سراقب التي انسحبت منها القوات النظامية أمس بعد ثلاثة أيام من العمليات العسكرية».
وبينما ناشدت لجان التنسيق المحلية السورية الصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية بدخول مدينة سراقب في إدلب لإسعاف الجرحى ودفن عشرات القتلى الذين سقطوا منذ اقتحام الجيش النظامي للبلدة وفرض الحصار عليها، أفاد ناشطون بمقتل أكثر من 20 شخصا في قصف استهدف مبنى سكنيا في سراقب.
المعارضة السورية تعلن سراقب «مدينة منكوبة»
ناشط لـ«الشرق الأوسط»: إعدامات ميدانية والجرحى ينزفون حتى الموت في الشوارع
بيروت: ليال أبو رحال
أعلن كل من «المجلس الوطني السوري» و«لجان التنسيق المحلية» في سوريا، في بيانين منفصلين، مدينة سراقب في محافظة إدلب «مدينة منكوبة»، جراء الحملة العسكرية التي تتعرض لها منذ أيام، مطالبين الصليب الأحمر الدولي والمنظمات الدولية بالتدخل لإخلاء الجرحى ودفن الجثث التي لا تزال موجودة في شوارع المدينة.
وقال «المجلس الوطني» أمس إن «المدينة تتعرض منذ أربعة أيام لحملة عسكرية شاملة، حيث قامت عصابات الأسد باقتحام المدينة بعشرات الدبابات والمدرعات، وارتكبت مجازر متكررة آخرها إعدامات ميدانية ودمرت منازل وأحرقت محالا تجارية وهجرت أكثر من 70 في المائة من سكانها». وأعلنت المدينة «مدينة منكوبة تستدعي تحركا دوليا فوريا، لإجبار عصابات الأسد على سحب دباباته وإيقاف عملية الإبادة التي يشنها على سكان المدينة».
وفي حين طالب «المجلس الوطني» منظمة «الصليب الأحمر» الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية بتوفير المساعدات العاجلة للمدينة وإخلاء الجرحى ودفن الشهداء الملقاة جثثهم في الشارع منذ يومين، مناشدا «دول الجوار وتحديدا الصديقة تركيا بفتح ممرات إنسانية فورية لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية بأسرع وقت ممكن»، ودعت لجان التنسيق بدورها «الصليب الأحمر الدولي والمنظمات الإنسانية والدولية إلى دخول مدينة سراقب فورا وإجلاء الجرحى ودفن الشهداء». وذكرت أنه «تمّ توثيق سقوط 40 قتيلا منذ لحظة اقتحام الجيش للبلدة، فيما ما زالت أعداد كبيرة لجثث مجهولة الهوية وجرحى في شوارع البلدة لا يستطيع أحد إسعافهم».
وحملت لجان التنسيق المحلية «الأجهزة الأمنية وقوات الجيش كامل المسؤولية عن كافة المجازر المرتكبة بحق أهل المدينة، من قتل وتنكيل وهدم بيوت وتهجير للأهالي»، وأكدت أن «هذه الجرائم لن تمر من دون عقاب»، بالتزامن مع دعوتها «المجتمع العربي والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لتحمل مسؤولياتها والعمل على إحالة هذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية».. فيما شدد «المجلس الوطني» على أن «دماء السوريين وأرواحهم مسؤولية يتحملها المجتمع الدولي والجامعة العربية»، ودعا الجامعة العربية «في لقاء قمتها المنعقد في بغداد إلى اتخاذ قرارات عاجلة لتأمين كافة المساعدات الإنسانية».
وكانت قوات الأمن السورية بدأت منذ يوم الأحد الماضي شن عملية عسكرية على مدينة سراقب، وهي من أولى المدن التي شاركت في المظاهرات مع بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا منذ أكثر من عام. وأكد الناشط منهل باريش لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «المدينة شهدت حركة نزوح إرادية لأكثر من 70 في المائة من سكانها، في حين هجرت كتائب النظام الأسدي قسرا بين 10 و15 في المائة من أسر الناشطين بعد أن أقدمت على طردهم من منازلهم وإحراقها».
ولفت إلى أن قرابة «300 منزل في المدينة قد تعرضت للقصف، وغالبية هذه المنازل تعود لناشطين سوريين في صفوف الثورة السورية»، مشيرا إلى أن القصف المدفعي الثقيل استهدف عددا كبيرا من المحال الواقعة في السوق التجارية، والتي تم نهبها قبل استهدافها وحرقها، كما طال القصف المكتب الإعلامي لتنسيقية سراقب التابعة لـ«لجان التنسيق المحلية» وأحد المشافي الميدانية.
ولفت باريش إلى أن «قرابة خمسين شخصا قتلوا في اليومين الأخيرين لم نتمكن إلا من دفن اثنين منهم»، وقال: «23 قتيلا تمت تصفيتهم في حفلة إعدام»، مشيرا إلى «جثث لا تزال ملقاة منذ يوم الأحد الفائت في الشوارع، فضلا عن عدد كبير من المعتقلين، بعد أن حولت قوات الأمن مدرستين في المدينة إلى مركزي اعتقال».
وتتميز مدينة سراقب بموقعها الاستراتيجي جغرافيا، باعتبارها النقطة التي تصل دمشق وحمص وحماه بحلب، كما تصل حلب باللاذقية، أي أنها تشكل نقطة رئيسية في خطوط المواصلات شمال غربي سوريا. ويبلغ عدد سكانها نحو 39 ألف نسمة. وصنفت تقارير سابقة مدينة سراقب باعتبارها واحدة من أكثر المدن نشاطا في المظاهرات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
الجيش اللبناني يضبط أسلحة قبل تهريبها للمعارضين داخل سوريا
ميشال سليمان: لن أقبل بأي توغل داخل أراضينا
بيروت: يوسف دياب
ضبط الجيش اللبناني، أمس، كمية كبيرة من الأسلحة في منطقة مشاريع القاع الواقعة على الحدود مع سوريا، كانت معدة للتهريب إلى الداخل السوري، وهي عبارة عن قاذفات «آر بي جي» ورشاشات ثقيلة وخفيفة وذخائر وعتاد عسكري.
وأعلنت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني في بيان أصدرته أمس، أنه «على أثر حصول إطلاق نار على الحدود اللبنانية – السورية أمس (أول من أمس)، بالقرب من محلة الجورة – منطقة مشاريع القاع، نفذت قوى الجيش انتشارا واسعا في المنطقة، حيث أوقفت سيارتي (بيك آب) نوع (هيونداي) و(فان) نوع (تويوتا) تقلان عشرة أشخاص، 5 منهم لبنانيون والآخرون من التابعية السورية، وضبطت بداخل السيارتين المذكورتين، كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة والذخائر العائدة لها وكمية من الأعتدة والألبسة العسكرية»، وأكدت أنه «تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المراجع المختصة لإجراء اللازم بشأنهم».
من جهته، أكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه الأسلحة كانت في طريقها إلى سوريا، ومعدة للتهريب من معابر غير شرعية، وأن الموقوفين هم عبارة عن تجار أسلحة كانوا بصدد إدخالها إلى سوريا وبيعها للمعارضة والثوار»، مشيرا إلى أن «مخابرات الجيش بدأت تحقيقاتها مع الموقوفين بإشراف القضاء العسكري». ولفت إلى أن «الجيش يتخذ إجراءات مشددة على الحدود في إطار خطة لحفظ الأمن ومنع تهريب الأسلحة بالاتجاهين».
وفي سياق ذي صلة، نفى رئيس جمهورية لبنان العماد ميشال سليمان حدوث أي توغل للقوات السورية داخل الأراضي اللبنانية، وقال إنه لو حدث توغل فإنه «لن يقبل به». وصرح سليمان لصحيفة «النهار» اللبنانية، أمس، أن اتصالاته مع قيادة الجيش اللبناني «أوضحت أن ما حصل كان اشتباكات بين الجيش السوري وعناصر من (الجيش السوري الحر) على مركز للهجانة السورية، أدى إلى وقوع قذيفة في لبنان لكن من دون إصابات أو توغل أو وجود للجيش السوري الحر في لبنان»، مشيرا إلى أن «أي توغل لن يقبل به»، ولو حصل فإنه كان سيجري اتصالات مباشرة بالقيادة السورية وغير مباشرة عبر الجيش وكل الوسائل المتاحة من أجل منعه.
إلى ذلك، نقل الصليب الأحمر اللبناني جريحا سوريا من منطقة بعلبك (البقاع) إلى مستشفى طرابلس الحكومي، وذلك بعد إدخاله لبنان عن طريق بلدة عرسال البقاعية، كما تم نقل جريح آخر بعد وصوله إلى مركز الصليب الأحمر إلى مستشفى تل شيحا في زحلة لتلقي العلاج.
وفي سياق متصل بقضية النازحين السوريين إلى لبنان، عقد لقاء في فندق «كواليتي إن» في طرابلس (شمال لبنان)، بإشراف الهيئة العليا للإغاثة برئاسة أمينها العام العميد إبراهيم بشير ومشاركة ائتلاف الجمعيات الخيرية لإغاثة النازحين السوريين في لبنان برئاسة أمينه العام الشيخ زيد زكريا وحضور الأعضاء، وذلك للبحث في واقع النازحين إلى مناطق الشمال المختلفة.
وأعلن المجتمعون في بيان أصدروه أن «الدولة اللبنانية، عبر الهيئة العليا للإغاثة، هي المسؤول الأول وينبغي أن تكون الراعي الأساسي للنازحين السوريين لتقدم لهم كامل الدعم، والائتلاف هو شريك في هذا العمل الإنساني». وقرر المجتمعون «السماح باستقبال المواد الإغاثية عبر المرافئ والمطار من الجهات الدولية المانحة والطلب رسميا من الأمم المتحدة والدول المانحة التدخل فعليا لتحمل أعباء النازحين، ومطالبة الحكومة اللبنانية بضرورة التغطية الطبية الشاملة للجرحى إضافة إلى الاستشفاء والدواء وتسهيل معالجة الجرحى وذوي الحالات الحرجة خارج مستشفيات الشمال وتسهيل سفر النازحين المصابين إصابات خطرة للعلاج في الخارج وقد تمت معالجة هذا الأمر بتاريخه مع الأمين العام للهيئة فله الشكر».
وأفاد البيان بأن المجتمعين اتفقوا على «إقامة مراكز إيواء، نظرا للأعداد الكبيرة للنازحين الذين يتوافدون إلى الأراضي اللبنانية بما يتلاءم مع أمن واستقرار لبنان، مع التأكيد على التنسيق في الإحصاء ما بين الهيئة العليا للإغاثة وائتلاف الجمعيات الخيرية نظرا للتفاوت الكبير في أعداد النازحين على أن تشمل تقديمات الهيئة العليا للإغاثة جميع النازحين على جميع الأراضي اللبنانية»، ولفت إلى أن «المجتمعين وضعوا آلية التعاون الإداري المشترك بين الائتلاف والهيئة العليا للإغاثة، وإبقاء الاجتماعات مفتوحة».
قلعة المضيق في قبضة الجيش السوري
الدبابات والمدرعات توغلت بعد قصف عنيف مخلفة أضرارا كبيرة
بيروت: «الشرق الأوسط»
أشار ناشطون سوريون إلى أن وحدات الجيش النظامي الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، قامت فجر يوم أمس باقتحام قلعة المضيق شمال غربي مدينة حماه، حيث توغلت الدبابات والمدرعات العسكرية في معظم الأحياء والقرى المحازية للقلعة الأثرية مخلفة أضرارا كبيرة.
وأضاف الناشطون أن عملية الاقتحام جرت نحو السادسة صباحا، حيث تم محاصرة المنطقة بأكثر من مائة دبابة ومدرعة، وبعد قصف عنيف ومكثف بكل أنواع الأسلحة، تمكنت قوات الجيش السوري التابعة للنظام من الدخول إلى المنطقة وتدمير ما يزيد على 30 منزلا، وفقا للناشطين أنفسهم.
المنطقة التي تتوسطها قلعة أثرية تعد من أهم المعالم التاريخية في البلاد، تعرضت خلال الأيام الماضية إلى قصف متواصل واشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش النظامي وعناصر من الجيش السوري الحر المتمركزين على أطرافها.
ويقول أبو جمال، أحد منسقي الحراك الثوري في المنطقة: «منذ 17 يوما والقرى المحيطة بقلعة المضيق تتعرض لقصف عنيف من قبل الجيش الأسدي، حيث تقوم الدبابات العسكرية بقصفنا من جهة تل برهان والبيدر، ومن الجنوب يستخدمون منطقة السقيلبية كنقطة لاستهدافنا».
وفي الوقت الذي يجد الناشط المعارض صعوبة في إعطاء رقم دقيق عن عدد الضحايا الذين سقطوا حتى الآن مقدرا عددهم بالخمسين، يشير إلى أن «الأوضاع الإنسانية سيئة للغاية، فالكهرباء والماء والهاتف والإنترنت، وجميع هذه الخدمات مقطوعة، إضافة إلى نقص في المواد الغذائية والطبية».
وعن الجيش السوري الحر الموجود في منطقة قلعة المضيق، يقول أبو جمال «حصلت الكثير من الاشتباكات بين عناصر (الجيش الحر) والقوات الأسدية عند أطراف المنطقة والحقول المتاخمة لها، وحين قرر الجيش النظامي تنفيذ الاقتحام (صباح أمس)، تصدت العناصر المنشقة له بشراسة وأجبرته على التراجع مرات عدة، لكن القصف الشديد دفع (الجيش الحر) إلى تنفيذ انسحاب تكتيكي».
وقالت تنسيقية قلعة المضيق وسهل الغاب للثورة السورية، إن «اقتحام المنطقة جرى من ثلاثة محاور؛ منطقة سقيلبية جنوبا، ومن جهة كفرنبودة وجبل شحسبو شرقا، ومن قرى الغاب الغربي غربا، حيث تم التوغل في المنطقة الممتدة من قلعة المضيق إلى التويني والشريعة والحويجة وعين الطاقة».
وكانت مناطق وقرى ريف حماه قد شهدت اتساعا لحركة الاحتجاجات الشعبية، بعد القمع الوحشي الذي مورس ضد المظاهرات المناهضة للنظام في ساحات المدينة.
ويؤكد أحد أعضاء تنسيقية حماه أن اقتحام منطقة القلعة «لا يعني انتهاء الثورة فيها، لأنه بمجرد أن تنسحب الدبابات ستعود حالة الاحتجاج إلى التصاعد في المنطقة، كما حصل في معظم مناطق ريف حماه».
وقام ناشطون معارضون بتعميم شريط فيديو يوثق آثار القصف على القلعة الأثرية والأضرار التي لحقت بها، وذلك بعد أن نفت قناة «دنيا» الموالية للنظام السوري خبر اقتحام القلعة أو قصفها.
يُذكر أن قلعة المضيق تقع على تل مرتفع في الجهة الشرقية من سهل الغاب الذي يمر منه نهر العاصي، بالقرب من مدينة أفاميا الأثرية، وهي تابعة إداريا إلى محافظة حماه.. ويبلغ عدد سكانها نحو 18 ألف نسمة، يعتمدون في حياتهم على السياحة والأعمال الزراعية، وسميت بهذا الاسم لأنها تطل على مضيق يقع بين التل الذي بنيت عليه وجبل شحشبو الذي يقابله.
عضو بالمجلس الوطني لـ «الشرق الأوسط»: سنقبل بخطة أنان إذا طبقت خلال يومين
روسيا تدعو المعارضة لاستجابة «واضحة».. والبني: عليهم أن يعترفوا بحقيقة أن النظام السوري انتهى
بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»
بالتزامن مع ما أعلنته وزارة الخارجية الروسية، أمس، حول دعوتها المعارضة السورية إلى قبول خطة السلام التي قدمها كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص، قال وليد البني، عضو المجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط» إنه التقى السفير الروسي في مجلس الأمن وتباحثا معا في خطة مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان، مضيفا أنه أوضح أن المعارضة ستقبل فقط بالخطة في حال التزام نظام الأسد بما ورد بها من نقاط خلال يومين، رغم أنها لم تنص على المطلب الرئيس للمعارضة؛ وهو تنحي الأسد.
وقال البني: «أكدت له (السفير الروسي) أنه إذا طبقت النقاط التي طرحها أنان في خطته – ولا سيما توقف القتل والاعتقال، وإطلاق سراح المعتقلين، والسماح للشعب السوري الذي لن يقبل بعد اليوم أن يحكمه جزار بعدما دفع كل هذا الثمن، بالتظاهر السلمي، وانسحاب الجيش السوري من المدن – سنعلن عندها موافقتنا لها، أما إذا كانت مهلة إضافية لبشار الأسد ليرتكب المزيد من المجازر وليدمر المزيد من المدن ونخسر 10 آلاف مواطن، فستثبت كما المبادرات السابقة عدم جدية المجتمع الدولي في حل الأزمة السورية، وعندها على هذا المجتمع أن يواجه الأسد بكذبه».
وعن مطلب المعارضة الأساسي وهو تنحي الأسد، الذي لم تتطرق إليه بنود المبادرة، اعتبر البني أنه في حال قبل النظام بهذه المبادرة، فعندها سيعبّر الشعب السوري عن رأيه أمام قصر بشار الأسد وسيسقطه سلميا، مضيفا: «هذا ما يدفعنا للترحيب بهذه المبادرة وإن كانت لا تنص على بند تنحي الأسد.. وعلى روسيا والمجتمع الدولي والأسد نفسه أن يعترفوا بحقيقة أن النظام السوري انتهى، وعلى رئيسه الاختيار بين السقوط سلميا أو بعدما يدمر البلد».
ويأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه روسيا المعارضة السورية، أمس، إلى قبول خطة للسلام قدمها كوفي أنان، وحثت الدول الأخرى على الضغط على معارضي الرئيس السوري بشار الأسد لقبولها.. وموسكو تعد أحد آخر حلفاء الأسد، كما أنها اتهمت المعارضة السورية مرارا بعرقلة الجهود الرامية لحل الصراع.
وعبرت وزارة الخارجية الروسية عن سعادتها بالعلم بأن الأسد قبل خطة السلام التي تدعو لوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الحكومية من المدن والبلدات قبل بدء حوار سياسي، وقالت في بيان لها: «من المهم للغاية في هذا السياق أن تحذو جماعات المعارضة السورية حذو دمشق وتعلن بوضوح موافقتها على مقترحات الحل السلمي التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص».
وأضافت الوزارة: «من الواضح أيضا أن أمورا كثيرة تتوقف الآن على أطراف خارجية، لا سيما أولئك القادرين على التأثير على المعارضة بشكل إيجابي».
وفي غضون ذلك، حث بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، الرئيس السوري بشار الأسد أمس على سرعة تنفيذ خطة سلام قبلها تدعو الجيش إلى العودة إلى ثكناته.. وأضاف مون متحدثا في الكويت «أحث بشدة الرئيس الأسد على وضع هذه الالتزامات (خطة أنان) موضع التنفيذ على الفور.. ليس هناك وقت نضيعه».
وقال مون «هذه خطوة أولى مهمة، من الممكن أن تنهي العنف وإراقة الدماء وتوفر المساعدات لمن يعانون»، مضيفا أن الحوار السياسي سيخدم «التطلعات المشروعة القديمة للشعب السوري».
كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن اجتماع «أصدقاء سوريا» الذي يعقد الأحد في إسطنبول سيسمح بالتحقق ما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد يطبق خطة أنان التي تنص على وقف القمع أم لا. وقال برنار فاليرو، المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، خلال مؤتمر صحافي، أمس «هناك قبول محتمل لبشار الأسد لخطة كوفي أنان». وأضاف أن «اجتماع إسطنبول سيكون مناسبة للأسرة الدولية للتحقق مما إذا كان نظام دمشق يطبق هذه الخطة أم لا ويحترم أم لا تعهداته ويوقف أم لا المجازر التي يرتكبها يوميا منذ أكثر من عام». وقال برنار فاليرو معلقا على الموافقة التي أعطاها النظام السوري لكوفي أنان «بعد أشهر من الوعود التي لم تحترم، ستحكم فرنسا والأسرة الدولية على أفعال (بشار الأسد)». وأضاف أن القمع في سوريا «أوقع في الأيام الماضية عشرات القتلى، ونحصي اليوم عشرات آلاف الجرحى والسجناء واللاجئين والنازحين».
وأوضح فاليرو «نطالب التطبيق التام لخطة السلام التي اقترحها أنان بدءا بالوقف الفوري للقمع»، كما أشاد بجهود «المعارضين السوريين المجتمعين في إسطنبول لبناء رؤية مشتركة لسوريا الغد». واعتبر أن البيان الذي تم تبنيه «وثيقة مرجعية لتحديد مبادئ سوريا ديمقراطية وتعددية تحترم حقوق كافة السوريين».
وقال فاليرو إن فرنسا ترغب في أن تكون قمة إسطنبول المقبلة «مناسبة لتأكيد الدعم الدولي للمعارضة السورية المنضوية تحت المجلس الوطني السوري».
من جهة أخرى، دعا وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي أمس سوريا إلى تطبيق سريع لخطة أنان، مؤكدا أنه سيحكم على أفعال دمشق وليس على أقوالها.
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في برلين «يدعم مجلس الأمن الدولي خطة أنان التي تأتي في ست نقاط. وهي مدعومة من ألمانيا». وأضاف «هذه الخطة هي أساس لوقف إطلاق النار ولنقل مساعدة إنسانية ويجب تطبيقها بسرعة». وكان أحمد فوزي، الناطق باسم أنان، قد أعلن أن الحكومة أرسلت ردا مكتوبا إلى الموفد الدولي، أعلنت فيه موافقتها على خطة «النقاط الست»، التي تحظى بدعم من مجلس الأمن الدولي، معتبرا إياها «خطوة أولية مهمة لوقف العنف وسفك الدماء، وتأمين المساعدات والبيئة المناسبة للحوار السياسي».
مع العلم، أن المقترحات الستة التي كان قد حددها أنان، ارتكزت على الالتزام بعملية سياسية شاملة تقودها سوريا للاستجابة للتطلعات المشروعة ومخاوف الشعب السوري، وتحقيقا لهذا الهدف، تلتزم الحكومة السورية بتعيين «محاور» لديها سلطة عندما تتم الدعوة لذلك من قبل المبعوث. والالتزام بوقف القتال، وتحقيق ذلك على وجه السرعة تحت إشراف الأمم المتحدة لوقف أعمال العنف المسلح بكل أشكاله من قبل جميع الأطراف لحماية المدنيين وتحقيق الاستقرار في البلاد، وتحقيقا لهذه الغاية يتعين على الحكومة السورية توقيف تحركات القوات ووضع حد لاستخدام الأسلحة الثقيلة في المراكز السكنية والبدء في الانسحاب العسكري من داخل المناطق السكنية وحولها. وأثناء تنفيذ هذه الإجراءات يتعين على الحكومة السورية العمل مع المبعوث لتحقيق وقف مستدام للعنف المسلح في جميع أشكاله من قبل جميع الأطراف، ووضع آلية فعالة لمراقبة الأمم المتحدة.
وسيسعى المبعوث إلى الحصول على التزامات مماثلة من المعارضة، وجميع العناصر ذات الصلة، لوقف القتال والعمل معه من أجل التوصل إلى وقف مستدام للعنف المسلح في جميع أشكاله، من جميع الأطراف، ووضع آلية فعالة لمراقبة الأمم المتحدة.
إضافة إلى ضمان توفير الوقت المناسب لوصول المساعدات الإنسانية لجميع المناطق المتضررة من القتال، وتحقيقا لهذا الهدف يتم اتخاذ خطوات فورية لقبول وتنفيذ هدنة لمدة ساعتين يوميا، وتنسيق الوقت المحدد وطرق تنفيذ الهدنة من خلال آلية فعالة، بما في ذلك على المستوى المحلي.
كذلك، تكثيف أعداد ووتيرة الإفراج عن المعتقلين والمحتجزين بصورة تعسفية، بما في ذلك الفئات الضعيفة من الأشخاص والمشاركين في أنشطة سياسية سلمية، والتزويد، من دون تأخير، من خلال القنوات المناسبة بلائحة لجميع الأماكن التي يحتجز فيها هؤلاء الأشخاص، والبدء على الفور في تنظيم الوصول لهذه المواقع من خلال القنوات المناسبة والاستجابة الفورية لجميع الطلبات المكتوبة للوصول إلى هذه الأماكن أو المعلومات عنها والإفراج عن هؤلاء الأشخاص. وضمان حرية التنقل في جميع أنحاء البلاد للصحافيين، وضمان عدم ممارسة سياسة تمييزية في منح التأشيرات لهم. واحترام حرية التجمع والتظاهر السلمي المكفولة قانونا.
ناشطون يتهمون النظام بإثارة «النعرات الطائفية بين المسيحيين والمسلمين السنة» في منطقة وادي النصارى
تحدثوا عن عمليات خطف.. لكن تم استيعابها
بيروت: «الشرق الأوسط»
اتهم ناشطون سوريون معارضون عناصر تابعة للمخابرات السورية بإثارة «النعرات الطائفية بين المسيحيين والمسلمين السنة» في منطقة وادي النصارى، غرب مدينة حمص، حيث شهدت المنطقة التي تعد أكبر تجمع للمسيحيين في سوريا منذ أيام عمليات خطف متبادلة.
وأشار رامي، وهو أحد الناشطين المعارضين لنظام الأسد المقيمين بالمنطقة، إلى أن «الشحن الطائفي عند أهالي وادي النصارى بدأ بعد أن زرعت المخابرات السورية أتباعها، وشجعتهم على إنشاء حواجز في كل قرية من قرى الوادي بحجة أن القرى السنية ستهاجمهم». وأضاف الناشط، أن «الأشخاص الذين دفعوا باتجاه التجييش الطائفي معروفون بعلاقتهم المتينة مع الأمن والمخابرات، ومعظمهم من قرى الحواش ومرمريتا، ويبدو أنهم ينفذون أجندة محددة يسعى النظام من خلالها إلى زرع الفتنة الطائفية في قرى هذه المنطقة الآمنة».
وقلل الناشط المعارض من شأن عمليات الخطف التي حصلت في المنطقة يوم الجمعة الماضي، مشيرا إلى أنه تم احتواؤها في وقت قصير، شارحا لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل ما حصل قائلا «قام مسلحون من منطقة تلكلخ وقرية الحصن ذات الغالبية المسلمة باختطاف نحو 30 شابا ينتمون للطائفة المسيحية في وادي النصارى، ورد عليهم أشخاص مسلحون من قرية الحواش مرمريتا باختطاف عدد من الشبان ينتمون للطائفة السنية، إلا أن مفاوضات سريعة حدثت بين عقلاء الطرفين أدت إلى الإفراج عن الجميع وضمان عدم تكرار الحادثة».
وتأتي هذه الحوادث بعد أسبوع على الانفجارين اللذين وقعا في دمشق وحلب، واستهدفا مناطق ذات غالبية مسيحية؛ حيث وقع انفجار دمشق بمحاذاة منطقة القصاع، بينما استهدف تفجير حلب منطقة السلمانية. ويعتقد سامر، وهو ناشط مسيحي من مدينة دمشق، أن «النظام يريد توريط المسيحيين السوريين في معركة بقائه في السلطة عبر تخويفهم بالتفجيرات الوحشية تارة، وعبر زرع الفتنة بينهم وبين الطوائف الأخرى تارة أخرى».
ويضيف «يكفي أن نشاهد التلفزيون السوري وكيفية تغطيته لوقائع التفجيرين لنفهم أن أحد الأهداف المراد تحقيقها في هذه الأعمال الإجرامية هو تخويف المسيحيين، والقول لهم إن السنة يريدون تهجيرهم كما حصل في العراق إذا لم يقفوا مع الثورة.. إلا أن الشعب السوري بجميع شرائحه، يعرف جيدا أن انفجارات بهذا الحجم لا يستطيع سوى النظام أن ينفذها، خاصة أنه المستفيد الوحيد منها».
ويجزم سامر بأن الحوادث الأخيرة التي حصلت في منطقة وادي النصارى بين المسيحيين والمسلمين يفتعلها الأمن السوري من أجل خلق فتنة طائفية بين الطرفين. ويقول «بعد أن استطاع النظام تجييش الطائفة العلوية ودفعها للدفاع عنه، يسعى لتكرار الأمر ذاته مع بقية الأقليات، مستغلا خوفها من أي تغيير يحدث في البلاد». ويتساءل «كيف يمكن أن تنشأ مشكلات طائفية بين أهالي الوادي وقد قامت معظم قرى المنطقة منذ أيام، لا سيما مشتى الحلو، بجمع تبرعات وأغذية ومواد طبية لأهالي حمص المنكوبين؟».
ويعد وادي النصارى من المناطق السياحية المهمة في سوريا، حيث يمتاز بطبيعته الخلابة وكثرة المياه والينابيع. ويعمل سكانه في شتى الأعمال، منها زراعة الأشجار المثمرة، كما يعمل قسم كبير منهم بالتجارة والصناعة، وتنتشر المنشآت السياحية في معظم أنحاء المنطقة.
ويضم الوادي أكثر من أربعين قرية معظمها ذات غالبية مسيحية، حيث احتضنت المنطقة أعدادا كبيرة من المسيحيين الذين كانوا يقيمون في مدينة حمص ونزحوا من بيوتهم هربا من القصف العنيف الذي ينفذه الجيش السوري النظامي ضد المدينة.
متحدث باسم المبعوث الدولي: أنان يرتب لزيارة إيران
نجاد: طهران ستفعل كل ما في طاقتها لمساندة النظام
واشنطن: هبة القدسي لندن: «الشرق الأوسط»
بعد جدل طويل، أمس، وتضارب حول حقيقة زيارة كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، الأسبوع المقبل لطهران، أكد أحمد فوزي، المتحدث باسم أنان، لـ«الشرق الأوسط» أن أنان ينوي بالفعل الذهاب إلى طهران، مشيرا إلى مناقشات دارت مع الجانب الإيراني حول تحديد موعد مرتقب للزيارة، لكنه أوضح أنه لم يتم الاتفاق على موعد محدد، ونفى أن تكون تلك الزيارة خلال الأسبوع المقبل.
وتأتي تصريحات المتحدث باسم أنان لتنفي التصريحات التي أعلنها وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في وقت سابق حول زيارة أنان لطهران، والتي حددها يوم الاثنين المقبل، وذلك بغرض إجراء مشاورات مع المسؤولين الإيرانيين حول الوضع في سوريا.
وقال صالحي للصحافيين، على هامش زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى إيران، إن «كوفي أنان سيزور طهران الاثنين على الأرجح». وأضاف أن «هناك بعض الخلافات بين إيران وتركيا بخصوص المسألة السورية»، ثم تابع: «لكننا نقترب من ردم هوة الخلافات، مع المهمة التي يقوم بها كوفي أنان ودعم تركيا ودول عربية والأمم المتحدة نأمل في إيجاد مخرج للقضية السورية».
وقد قام المبعوث الأممي كوفي أنان بزيارات لمناقشة الوضع السوري إلى روسيا والصين الحليفين الرئيسيين للنظام السوري. وأعلنت كلتا الدولتين تأييدها لخطة أنان، فيما أعلن النظام السوري، الثلاثاء، موافقته على خطة أنان ذات النقاط الست لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين والسماح بالمساعدات الإنسانية والبدء في عملية انتقال سياسي.
ويأتي ذلك فيما استبق الرئيس الإيراني أحمدي نجاد زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس إلى طهران، وكذلك الإعلان عن زيارة أنان، بإشادته بالطريقة التي اتبعتها القيادة السورية في التعامل مع الانتفاضة التي بدأت قبل عام وقتل فيها آلاف الأشخاص، قائلا إن طهران ستبذل كل ما في وسعها لدعم أوثق حليف عربي لها.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) يوم الثلاثاء عن أحمدي نجاد قوله، أثناء محادثات مع فيصل المقداد مبعوث الأسد: «أنا سعيد جدا أن المسؤولين السوريين يتعاملون مع الوضع بشكل جيد.. آمل أن يتحسن الوضع في سوريا يوما بعد يوم»، كما قال نجاد إنه لا يوجد حدود لتوسيع الروابط مع سوريا وإن إيران ستفعل «كل ما في طاقتها لمساندة هذا البلد».
واتهم الرئيس الإيراني الغرب بالتآمر مع دول عربية للإطاحة بالقيادة السورية وتعزيز وضع إسرائيل في المنطقة. وقال أحمدي نجاد «بترديد هتافات زائفة للدفاع عن حرية الشعب فإن الأميركيين يريدون السيطرة على سوريا ولبنان وإيران ودول أخرى ويجب علينا أن نكون على وعي بمخططاتهم وأن نتصدى لها بقوة».
ولم يشِر الرئيس الإيراني إلى خطة السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، والتي تدعو إلى حوار وطني لكن دون تنحي الأسد.
وكان أردوغان قد أجرى محادثات حول إيران مع الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الأحد في كوريا الجنوبية، مما أثار تكهنات بأن تركيا ستنقل رسالة من واشنطن إلى طهران، رغم أن مسؤولا تركيا نفى ذلك. وفي حين أن تركيا أبدت مرارا تأييدها لحق إيران في أن يكون لها برنامج نووي سلمي، فإنها على خلاف مع طهران بشأن سوريا حيث ما زال القمع مستمرا للمحتجين والمظاهرات المناهضة للحكومة.
وقال محللون إن الأحداث في سوريا ألحقت ضررا كبيرا في العلاقات بين أنقرة وطهران، على خلفية توفير الأولى مقرا لاجتماعات المعارضة ومأوى للاجئين، ودعم الثانية لنظام الأسد. وحث أردوغان الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي لإنهاء القتال بين قواته وبين مقاتلي المعارضة، كما سمحت تركيا لجماعات المعارضة بالاجتماع بشكل منتظم في إسطنبول، وعلى العكس من ذلك استمرت إيران في دعم سوريا، أقرب حلفائها العرب.
متحدث باسم الحكومة: سوريا سترفض أي مبادرة تتعلق بأزمتها تصدر عن القمة العربية
قال إن دمشق تتعامل مع الدول العربية بشكل ثنائي فقط منذ تعليق عضويتها
لندن: «الشرق الأوسط»
قال متحدث باسم وزارة الخارجية السورية، أمس، إن سوريا سترفض أي مبادرة تصدر عن القمة العربية المنعقدة في بغداد حاليا، فيما يتعلق بالأزمة السورية.
وقال جهاد مقدسي، المتحدث باسم الخارجية السورية، في بيان صحافي، إن سوريا «منذ تعليق عضويتها في الجامعة العربية تنطلق بعلاقاتها مع الدول العربية بشكل ثنائي فقط، وبالتالي فإننا لن نتعامل مع أي مبادرة تصدر عن جامعة الدول العربية على أي مستوى كان».
ودعا وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في بغداد، أمس، إلى تأييد خطة كوفي أنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية، التي تسعى إلى وقف لإطلاق النار وإجراء حوار سياسي، فيما أطلق عليه «الفرصة الأخيرة» لسوريا.
ومن المتوقع أن تصدر القمة العربية التي تنعقد غدا في العاصمة العراقية بغداد، بيانا عن الوضع في سوريا التي كانت الجامعة العربية قد علقت عضويتها في نوفمبر (تشرين الثاني) بسبب حملة القمع ضد معارضي النظام السوري والرئيس بشار الأسد.
وتقول الأمم المتحدة إن تسعة آلاف شخص قتلوا منذ بدء الأزمة، لكن السلطات السورية تلقي باللوم على «مجموعات إرهابية مسلحة» مدعومة من الخارج، وتقول إن تلك الجماعات قتلت ثلاثة آلاف فرد من الجيش والشرطة.
ومن المتوقع أن يصدق الزعماء العرب في بغداد خلال اجتماع القمة العربية على الاقتراح المكون من ست نقاط الذي تقدم به أنان.
وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا العام الماضي، وناشدت الأسد في الماضي التنحي للسماح بإجراء محادثات، لكن الأعضاء منقسمون بشأن كيفية التعامل مع العنف المتزايد الذي يهدد بإشعال الخليط العرقي والطائفي المركب في المنطقة.
كلينتون تطالب المعارضة السورية بتقديم رؤية موحدة قبل مؤتمر إسطنبول
وزيرة الخارجية الأميركية في الرياض غدا.. وخبير سياسي: الأسد يستفيد من موافقته على خطة أنان
واشنطن: هبة القدسي
تستعد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لزيارة المملكة العربية السعودية غدا قبل مشاركتها في مؤتمر أصدقاء سوريا يوم الأحد القادم في إسطنبول، في وقت تتابع فيه الإدارة الأميركية النتائج التي ستخرج بها القمة العربية ببغداد حول القضية السورية ومدى التزام النظام السوري بتنفيذ خطة كوفي أنان لوقف القتال.
وأشار مصدر مسؤول بالخارجية الأميركية إلى أن «الولايات المتحدة تقوم بالتنسيق المستمر مع كافة الشركاء الدوليين لدعم مهمة كوفي أنان ودعم المعارضة السورية، لتحقيق عملية انتقالية في سوريا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية».. وأوضح أن محادثات كلينتون في الرياض يومي الجمعة والسبت القادمين ستتناول الجهود الرامية إلى وضع حد لحمام الدم في سوريا، حيث تجري محادثات مع خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، كما تشارك في منتدى التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي.
من جهتها، أبدت كلينتون استعداد بلادها للاعتراف بالخطوات التي يتخذها كل من نظام الأسد والمعارضة، وقالت: «لا بد أن يبدأ حوار سياسي حقيقي يكون موضع ترحيب من جميع السوريين، ويجب العمل بشكل عاجل من الآن حتى مؤتمر إسطنبول لترجمة ذلك إلى خطوات ملموسة، وبحلول ذلك الوقت سنكون في موقف للاعتراف بالخطوات التي اتخذها كل من نظام الأسد والمعارضة».
وطالبت كلينتون المعارضة السورية باستغلال المؤتمر القادم في إسطنبول لوضع موقف ورؤية موحدة تحمي كافة السوريين، وقالت: «إننا سندفع المعارضة السورية بكل قوة لتقديم رؤية في إسطنبول خلال مؤتمر أصدقاء سوريا، ولدينا الكثير من العمل الذي يتعين القيام به من الآن حتى يوم الأحد».
كما طالبت وزيرة الخارجية الأميركية – في مؤتمر صحافي مع نظيرها الاستوني أول من أمس – النظام السوري بتطبيق خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربي كوفي أنان ووقف إطلاق النار، وقالت: إن «موافقة سوريا على خطة كوفي أنان يجب أن تقترن بأفعال فورية مثل وقف إطلاق النار».. وأضافت أن «واشنطن تأمل أن يكون الأسد صادقا في التزامه بالنقاط الست لخطة أنان لوقف العنف».
وحذرت كلينتون من تاريخ الرئيس السوري في الحنث بوعوده وقالت: «نظرا لتاريخ الأسد في إطلاق الوعود وعدم الوفاء بها، يجب الالتزام بالقيام بإجراءات فورية حتى يمكن الحكم على صدق الأسد وإذا كان مستعدا لإنهاء هذا الفصل المظلم في تاريخ سوريا، فليثبت ذلك من خلال إعطاء الأوامر لقواته بوقف إطلاق النار والانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان والسماح بوصول عمال الإغاثة الإنسانية وإطلاق سراح النشطاء السياسيين والسماح بوصول وسائل الإعلام دون عوائق وبدء عملية سياسية شرعية تؤدي إلى التحول الديمقراطي».
من جانب آخر أشار ديفيد شينكر مدير برنامج السياسات العربية في معهد واشنطن إلى أن الرئيس الأسد لديه القليل ليخسره من خلال موافقته على خطة أنان، موضحا أن التنازلات التي سيقدمها الأسد وفقا لخطة أنان ستكون وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح السجناء السياسيين والسماح بدخول وسائل الإعلام، لكن في المقابل فإن الفوائد ستكون كبيرة لصالح الرئيس الأسد.
وقال شينكر إن «هذا النظام قتل ما يقرب من 10 الآلاف من المواطنين السوريين، وبعض الدول اعتبرت قبول الأسد لخطة أنان خطوة إيجابية تدل على رغبة النظام لقبول حل وسط مع المعارضة، والأهم من ذلك أن خطة أنان لا تقول شيئا عن تنحي بشار الأسد عن الحكم، ولا تذكر أي شيء عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية».
وأوضح شينكر أن القول بأن تنحي الأسد عن منصبه أمر متروك للسوريين هو قول سخيف، لأن الشعب السوري لم يكن له في أي وقت مضى قدرة على تحديد مستقبل الأسد من خلال الطرق السلمية. وأكد أن خطة أنان تجيز استمرار حكم الأسد وتغير مسار المناقشات من مسار كيف يمكن دفع الأسد للتنحي إلى مسار الإصلاحات التي يمكن للأسد أن يقوم بها.
وأوضح الباحث السياسي بمعهد واشنطن أن خطة أنان تؤذي المعارضة وتسلط الضوء على الخلافات بين أعضائها، كما تؤدي إلى إبطاء بناء زخم في واشنطن لتوفير التمويل المالي والمساعدات للجيش السوري الحر والمعارضة العسكرية للنظام.. وأضاف أن موافقة الأسد على خطة أنان أيضا توفر له بعض الراحة من إدانات دولية وبعض الراحة لقواته من الجنود العلويين الموالين له إذا قام بوقف إطلاق النار، وكسب الوقت.
أكراد سوريا يتوقعون فشل مؤتمر إسطنبول المقبل
قيادي كردي: المجلس الوطني يسعى لفرض سلطة مركزية بديلة عن النظام
أربيل: شيرزاد شيخاني
أكد قيادي كردي سوري أن «جميع القوى والشخصيات الكردية قد أعلنت الانسحاب الكامل من المجلس الوطني السوري، وذلك ردا على مواقفه السلبية من القضية الكردية ومن حقوق الشعب الكردي»، مشيرا إلى أن «الحراك الوطني الكردي سيستمر، وليس بالضرورة أن تؤطر جميع القوى السياسية في المجلس الوطني السوري، على الرغم من أن ذلك أصبح مطلبا دوليا وشعبيا».
وعزا القيادي عبد الباقي يوسف، عضو المكتب السياسي لحزب اليكيتي الكردي السوري، أسباب ذلك، لـ«الشرق الأوسط»، إلى ما سماه بـ«مسعى المجلس الوطني السوري لتسويق نفسه كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، إضافة إلى مسعاه لفرض سلطة مركزية جديدة على البلاد بديلة عن النظام الشمولي الحالي»، مؤكدا أن «الكرد لن يقبلوا تحت أي ظرف كان بالعودة إلى الديكتاتورية في البلاد، وحرمان الأقليات القومية والدينية والمذهبية من حقوقها المشروعة في الوطن».
وقال يوسف إن «الوفد الكردي شارك في اجتماعات إسطنبول الأخيرة بهدف إجراء حوار وطني بناء؛ من أجل صياغة عقد سياسي جديد يوحد جميع السوريين بمختلف أطيافهم ومكوناتهم، خاصة مع اشتداد وتائر قمع السلطة السورية بقيادة رأس النظام بشار الأسد. وكان هذا العقد مطلبا دوليا وشعبيا استجابت له القوى الكردية المنضوية تحت راية المجلس الوطني الكردي السوري، وكانت لقاءات ومحادثات سبقت اجتماع إسطنبول جرت في إقليم كردستان بين قيادات المجلسين الوطنيين الكردي والعربي، ولكن للأسف لم نتوصل إلى تفاهمات وتوافقات معهم».
وأضاف: «دعونا المجلس الوطني خلال الفترة الأخيرة إلى إعادة النظر في سياساته ومواقفه تجاه الشعب الكردي وحقوقه الأساسية، كما طالبناه بالاعتراف بالحقوق المشروعة لكل الأقليات والمكونات السورية، ولكن ما رأيناه في الاجتماع الأخير لم يخرج عن نطاق إلقاء كلمات إنشائية.. ويبدو أن قادة المجلس يريدون فرض دولة مركزية على البلاد في المستقبل، ولكننا نحن الكرد لا نؤيد بالمطلق قيام دولة وسلطة مركزية في المستقبل، حتى لا ترضخ سوريا مرة أخرى تحت حكم الديكتاتورية».
ونوه يوسف بالدور الإقليمي في صياغة مشروع المجلس الوطني، وقال: «لا أستبعد أن يكون لبعض الدول الإقليمية دور في دعم توجهات المجلس الوطني بحرمان الكرد من حقوقهم الأساسية، خاصة أن الاجتماع عقد في تركيا وبرعاية الحكومة هناك».. وأشار إلى أن «حصيلة ما خرج به اجتماع إسطنبول تؤكد وجود تراجع واضح من المجلس الوطني عن التزاماته بحل القضية الكردية، فقد لاحظنا أنهم حاولوا إدراج قضايا ثانوية غير ضرورية في هذه المرحلة على جدول أعمال المعارضة، منها القضية الفلسطينية على سبيل المثال.. وعلى الرغم من احترامنا ودعمنا لقضية الشعب الفلسطيني، فإننا نعتقد أن تلك القضية يجب ألا تعلو على قضايانا الوطنية والمصيرية، وهذه الأمور مجتمعة كانت سببا في انسحاب جميع الأحزاب والشخصيات الكردية من إطار المجلس الوطني السوري».
وتوقع القيادي الكردي أن يفشل اجتماع إسطنبول المقرر انعقاده مطلع الشهر المقبل، مؤكدا أنه «في ظل هذا الوضع، لا أعتقد أن أي اجتماع آخر يمكن أن يحقق النجاح المطلوب لتوحيد صفوف المعارضة السورية».
وبسؤاله عن البديل للتعاون مع المجلس الوطني السوري، خاصة أن هناك دعوات ملحة داخليا وخارجيا لتوحيد صفوف المعارضة، قال يوسف: «صحيح أن هناك ضغوطا داخلية وخارجية لدفع المعارضة السورية إلى وحدة الصف والموقف، لكن مع ذلك هناك دول تحاول تعميق الخلافات بين قوى المعارضة، كما أن هناك محاولات من بعضها لتسويق المجلس الوطني كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، لكن ليس بالضرورة أن تنضم كل الأطراف في المعارضة إلى هذا المجلس، ونحن نرى أن وجود تنسيق وتعاون مثمر وبناء بين مجلسنا الكردي والمجلس الوطني السوري هو الأنسب لقيادة المرحلة المقبلة».
المنبر الديمقراطي السوري يحدد موقعه في خريطة المعارضة ويدعو لمؤتمره القادم
قال إن هدفه سيكون إضعاف النظام وإرباكه وشق صفوفه وإسقاطه
صورة من موقع «شام» لسوريين يحاولان إسعاف زميل لهما أصيبا بسبب هجوم شنه جيش النظام على مدينة حمص أمس
بيروت: «الشرق الأوسط»
أعلن المنبر الديمقراطي السوري أمس عن وثيقة سياسية تحدد موقعه في خريطة المعارضة السورية، يؤكد فيها أنه ينظر إلى نفسه كرافد للعمل الوطني السوري بمختلف مكوناته، لافتا إلى أنه سيلعب دورا وطنيا توحيديا يريده المنتمون إليه.
وقال المنبر في وثيقته إنه ليس له «أي طموح أو رغبة في الحلول محل أحد أو في تقييد دور أحد، بل سيكون الأمر على العكس من ذلك تماما، لأنه سيمد يده إلى الجميع، وسيتفاعل إيجابيا مع الجميع»، مضيفا أنه سيعمل على «سد ثغرات العمل الوطني، ويعزز نقاط قوته التي مكّنت السوريين من الصمود لأكثر من عام في وجه آلة القتل المنظم».
وأوضح المنبر أن دوره سيتركز على «تقريب مواقف قوى المعارضة وتوجهاتها ووسائلها وأهدافها، على أن يشمل ذلك وحدة مواقف قوى وتنسيقيات النضال الميداني على الأرض، وتعزيز وتقوية أواصر التقارب والوحدة بين المعارضة الحزبية والسياسية والقوى الميدانية المناضلة، التي تجد نفسها اليوم في وضع تحتاج فيه أشد الحاجة إلى دعم يساعدها على بلوغ موقف وطني يوحدها حول برنامج سياسي عام، يؤطر نضالها ويوحده ويجعله يبلغ أعلى درجة من الفاعلية من جهة، ويرسم ملامح البديل المنشود، الذي يجب أن تتحد حوله إرادة الجماعة الوطنية السورية بجميع مكوناتها من جهة أخرى».
وأكد المنبر أنه «سيركز أنظاره وجهوده على الداخل ونضالاته ومصاعبه ونجاحاته وأهدافه، وسيرى كل شيء في ضوء حاجاته وتضحياته، لذلك لن يشغله شيء عن الداخل، أي عن الشعب، وسيقوّي حراكه ويحاول إقناع من يقفون جانبا بالانخراط الفاعل فيه»، مشددا على أن «الهدف الدائم للمنبر سيكون إضعاف النظام وإرباكه وشق صفوفه وإسقاطه».
وأقرت لجنة الاتصال في المنبر الديمقراطي السوري موعد الاجتماع القادم في القاهرة، في الفترة من 12 وحتى 16 أبريل (نيسان) القادم. ويُذكر أن المنبر الديمقراطي السوري انطلق من اجتماع عقده في القاهرة شباب من الحراك الثوري والمدني وشخصيات سورية سياسية وثقافية وفكرية ودينية بتاريخ 16 من شهر فبراير (شباط) وحتى 18 من الشهر نفسه.
وقد تداول المجتمعون حينها في وضع الثورة السورية وما يسهم في تعزيز الحراك الداخلي والوصول بالثورة إلى تحقيق أهدافها في الحرية والكرامة، وتوصلوا إلى تأسيس ما سموه «المنبر الديمقراطي السوري»، والذي أقروا في بيان هويته أنه «منبر سياسي مدني ديمقراطي محل نشاط ميداني ومعرفي نقدي، منفتح على جميع الأفراد والجماعات والقوى المنخرطة في الثورة السورية، وتلك التي يُنتظر أن تحسم أمرها في نشدان التغيير الجذري في سوريا لبناء الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والحريات».
ويهدف المنبر إلى «تمكين الشعب السوري من إسقاط النظام القائم بكل رموزه، بجميع وسائل المقاومة المدنية»، و«التأكيد على أن الثورة السورية هي ثورة شعب ضد نظام مستبد فاسد، وليست أرضية لتصفية حسابات بين دول إقليمية وخارجية».. ومن أبرز الشخصيات في المنبر ميشال كيلو وفايز سارة وخلف علي الخلف، وغيرهم.
بان كي مون يطالب الأسد بتنفيذ تعهداته من دون إضاعة وقت والبيت الأبيض يصرّ على تنحيه
بيلاي: النظام السوري يعذب الأطفال والأدلة كافية لمحاكمته
أكدت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي وجود ما يكفي من الأدلة على قيام السلطات السورية باستهداف الأطفال بالتعذيب، مضيفة أن الرئيس السوري بشار الأسد سيحاكم من جراء الانتهاكات التي اقترفتها قواته.
وفي موقف لافت أكد البيت الأبيض أمس، أنه لا يزال يصرّ على تنحي الرئيس السوري على الرغم من إعلانه موافقته على النقاط الست التي قدمها إليه الموفد العربي – الدولي كوفي انان وطالبه أمس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتنفيذ تعهداته إزاءها “فوراً” لأنه “ليس هناك وقت لنضيعه”.
وقالت نافي بيلاي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس، إن الرئيس السوري “يمكن أن ينهي الاعتقالات ووقف قتل المدنيين فوراً بإصدار أمر بذلك”، لكنها اتهمت نظامه بـ”تعمد استهداف الأطفال وتعذيبهم بصورة ممنهجة”.
وأعربت بيلاي عن قلقها العميق إزاء مصير المئات من الأطفال المحتجزين في السجون السورية، وقالت “هناك ما يكفي من الأدلة التي تشير إلى أن العديد من الانتهاكات ارتكبت من جانب قوات الأمن التي لا بد أنها كانت تأتمر بأرفع المستويات في سوريا”. وشددت على أن في وسع الرئيس السوري إنهاء قتل المدنيين واحتجاز الأطفال وتعذيبهم بسهولة من طريق إصدار أمر رئاسي في هذا الخصوص، قائلة إن “الرئيس السوري سيحاكم من جراء الانتهاكات التي اقترفتها قواته”.
وأضافت “هذا وضع قانوني واقعي، هناك ما يكفي من الأدلة التي تشير إلى حقيقة أن الكثير من هذه الممارسات ارتكبتها قوات الأمن السورية التي لا بد أن تكون حصلت على الضوء الأخضر من أعلى المستويات لأن في وسع الأسد اصدار أمر لقواته بالتوقف عن أعمال القتل”.
وشددت على “أن التحقيق والمقاضاة هما عنصران حاسمان لردع الانتهاكات ووقفها”.
وقالت بيلاي إن الأطفال “تعرضوا لمعاملة مريعة أثناء الاضطرابات، وتم استهدافهم بأعداد كبيرة واحتجاز المئات منهم وتعذيبهم وهذا أمر مروع، وأصيب أطفال بعيارات نارية في الركبة واحتجزوا مع الكبار في ظروف غير انسانية رهائن أو مصادر للمعلومات وحُرم المصابون منهم من العلاج الطبي”، وأكدت أن “أي شخص ارتكب مثل هذه الانتهاكات سيواجه المساءلة لأن هذه الجرائم لا تسقط بمرور الزمن”.
وتقول الأمم المتحدة ان أكثر من 9000 شخص قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا في منتصف آذار (مارس) من العام الفائت.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال مؤتمر صحافي في الكويت “أناشد الرئيس الاسد تنفيذ تعهداته فوراً فليس هناك وقت لنضيعه”، واعتبر ان اعلان دمشق موافقتها على خطة انان “خطوة اولية مهمة قد تضع حدا لاراقة الدماء والعنف”. وقال “سألتقي القادة (العرب) في بغداد لأبحث معهم الطريقة التي يمكن فيها للامم المتحدة والجامعة العربية العمل معاً لمساعدة” انان في “تطبيق خطة النقاط الست”.
وكانت دمشق اعلنت موافقتها على خطة الموفد العربي – الدولي كوفي انان.
وفي جنيف اكد أحمد فوزي الناطق باسم انان ان المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية لسوريا لن يزور طهران الاسبوع المقبل، نافياً بالتالي تصريحات سابقة لوزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي. وقال “سيكون في جنيف ولن يذهب الى اي مكان آخر في الايام المقبلة. لن يزور ايران الاثنين المقبل ولا الاسبوع المقبل”.
وفي طهران اجتمع رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان مع زعماء إيران أمس وسط دلائل تشير إلى أن طهران قد تخفف موقفها بشأن سوريا بعد دعمها المستمر للأسد خلال الانتفاضة المستمرة ضده منذ اكثر من عام.
وقال اردوغان في مؤتمر صحافي مشترك مع النائب الاول للرئيس الايراني محمد رضا رحيمي في ختام المحادثات التي جرت بينهما أمس، ان اي عقل سليم يعارض استخدام الطاقة النووية لاغراض التسلح.
ولم يردّ رئيس الوزراء التركي على سؤال فيما اذا كان يحمل رسالة خاصة من بعض المسؤولين الغربيين الى ايران.
وقال البيت الابيض أمس إنه يتعين على الأسد التنحي حتى مع خطة سلام كوفي انان التي قال إنه وافق عليها.
وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست أن واشنطن سمعت الكثير من الوعود من قبل الأسد، وأنها تنتظر من الرئيس السوري أفعالاً وليس أقوالاً.
واتهمت الولايات المتحدة أمس الرئيس السوري بعدم الوفاء بوعوده لجهة تطبيق خطة كوفي انان لحل الازمة السورية. وانتقدت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الرئيس السوري وقالت للصحافيين ان “الاسد لم يتخذ الخطوات اللازمة لتطبيق” خطة السلام التي قدمها انان. وأضافت أن واشنطن قلقة بشأن “التوقيفات واعمال العنف التي تتواصل في سوريا اليوم (أمس)”.
وجاء التعليق الأميركي اثر تكثيف الجيش السوري عملياته في انحاء البلاد أمس ما اثار الشكوك بشأن موافقة دمشق بحسب الامم المتحدة على خطة الخروج من الازمة التي وضعها انان، وتنص على وقف كل اعمال العنف المسلح وهدنة انسانية يومية لساعتين وتسهيل وصول الاعلاميين الى كل المناطق المتضررة من جراء القتال في سوريا، كما تدعو الى اطلاق عملية سياسية والافراج عن المعتقلين تعسفيا.
وأضافت نولاند “سنحكم عليه (الأسد) على اساس اعماله لا على اساس وعوده”، داعية الى “مواصلة الضغط” عليه. ورأت ان “استمرار التوقيفات وأعمال العنف لا يشكل اشارة جيدة”.
وطرح أمس أمام مجلس الشيوخ الاميركي قرار له صفة رمزية يرمي الى ادانة العنف الذي يرتكبه نظام الاسد وتزويد المعارضة السورية بالسلاح.
والنص الذي قدمه الاعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ جون ماكين وليندسي غراهام وجون هوفت والمستقل جو ليبرمان، يدين “الفظائع التي ترتكبها الحكومة السورية ويدعم حق السوريين في العيش بسلام والدفاع عن انفسهم”. وفي قرارهم، يدعمون “دعوات المسؤولين العرب الى تزويد السوريين بوسائل الدفاع عن انفسهم ضد بشار الاسد وقواته بما في ذلك تسليمهم اسلحة”. ويطلبون من الادارة الاميركية اتخاذ “اجراءات وقائية” لمنع وقوع الاسلحة في “ايدي سيئة” مثل ايدي عناصر القاعدة.
وفي بكين، حضت وزارة الخارجية الصينية أمس الحكومة السورية والمعارضة على احترام “التزاماتهما” في اطار خطة الخروج من الازمة التي أعدها انان. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية هونغ لي ردا على اسئلة حول خطة انان “نأمل ان تحترم الحكومة السورية والاطراف المعنية في سوريا التزاماتهما”.
ميدانياً، واصل الجيش السوري أمس عملياته العسكرية في مناطق عدة من البلاد غداة اعلان دمشق موافقتها على خطة انان للخروج من الازمة.
وارتفعت حصيلة الشهداء امس الاربعاء إلى 40 شخصا سقط معظمهم في حماة ببينهم امرأة. وتجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري النظامي ومنشقين في بلدة قلعة المضيق في ريف حماة امس بعد اقتحامها صباحاً. وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماة ابو غازي ان “القوات النظامية اقتحمت قلعة المضيق والقرى المجاورة لها معززة بالمدرعات وسط اطلاق نار كثيف قبل ان تعود وتتراجع الى اطراف المدينة وتعاود القصف عليها”.
واضاف ان “المقاومة من قبل الجيش الحر مستمرة”، موضحا ان العناصر المنشقين “يخوضون معارك كر وفر مع القوات النظامية”، مشيراً الى ان البلدة “محاصرة وتتعرض للقصف منذ 17 يوما وكذلك قلعتها الأثرية”.
وتعرضت بلدة قلعة المضيق في الآونة الاخيرة لعدة محاولات اقتحام من الجيش النظامي باءت بالفشل.
(اف ب، رويترز، يو بي اي، بي بي سي، ا ب، أش أ)
الصين تحض دمشق والمعارضة على احترام “التزاماتهما” في إطار خطة أنان
الجيش السوري يقتحم قرى في ريف حماة وحمص وإدلب ودرعا
واصل الجيش السوري عملياته العسكرية امس في قرى عدة في كل من ريف حماة وحمص وادلب ودرعا، غداة اعلان دمشق موافقتها على خطة المبعوث الدولي كوفي انان للخروج من الازمة، فيما حضت الصين السلطات السورية والمعارضة على الالتزام بها.
وتجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوري النظامي ومنشقين في بلدة قلعة المضيق في ريف حماة امس بعد اقتحامها صباحا.
وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في حماة ابو غازي ان “القوات النظامية اقتحمت قرابة الساعة السادسة قلعة المضيق والقرى المجاورة لها معززة بالمدرعات وسط اطلاق نار كثيف (..) قبل ان تعود وتتراجع الى اطراف المدينة وتعاود القصف عليها”. اضاف ان “المقاومة من قبل الجيش الحر مستمرة حتى الان”، موضحا ان العناصر المنشقين “يخوضون معارك كر وفر مع القوات النظامية”.
واضاف ابو غازي ان البلدة “محاصرة وتتعرض للقصف منذ 17 يوما”، مشيرا الى تعرض القلعة الاثرية فيها لنيران القوات النظامية على مدى ايام.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان هذا الخبر، وقال في بيان ان “اشتباكات عنيفة تدور في بلدة قلعة المضيق بين القوات النظامية السورية ومجموعات مسلحة منشقة تعيق تقدم القوات النظامية داخل البلدة”.
وتعرضت بلدة قلعة المضيق في الآونة الاخيرة لمحاولات عدة اقتحام من الجيش النظامي باءت بالفشل.
وفي ادلب (شمال غرب)، اقتحمت القوات النظامية قرية خان السبل المجاورة لبلدة سراقب، ونفذت فيها حملة اعتقالات، بحسب المرصد الذي اشار الى تخوف اهالي خان السبل من أن يتكرر في قريتهم ما جرى في سراقب التي انسحبت منها القوات النظامية امس بعد ثلاثة ايام من العمليات العسكرية.
ودخلت قوات النظام السبت الماضي سراقب بالدبابات ونفذت عملية عسكرية واسعة فيها تخللها اطلاق نار وعمليات دهم واعتقالات واعدامات ميدانية طالت مدنيين ومنشقين، بحسب المرصد وناشطين.
واعلن المجلس الوطني السوري المعارض في سراقب في ريف ادلب “مدينة منكوبة”، داعيا الى “تحرك دولي فوري” لاجبار النظام على “سحب دباباته وايقافه عملية الإبادة التي يشنها على سكان المدينة”.
وطالب المجلس في بيان امس “منظمة الصليب الأحمر الدولية والمنظمات الإنسانية الدولية بتوفير المساعدات العاجلة للمدينة وإخلاء الجرحى ودفن الشهداء” مشيرا الى ان عددا من الجثث “ملقاة في الشوارع منذ يومين”. كما طالب “دول الجوار وتحديدا الصديقة تركيا بفتح ممرات إنسانية فورية لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية بأسرع وقت ممكن”.
وكان المرصد افاد ان مدينة سراقب “شهدت حالة نزوح كبيرة ازدات وتيرتها خلال الساعات الـ48 الفائتة مع بدء العملية العسكرية في المدينة السبت الماضي وطاولت سبعين في المئة من سكانها”.
ويبلغ عدد سكان سراقب نحو 38 الف نسمة، وهي خارجة عن سيطرة النظام منذ حزيران (يونيو) الماضي، وتشهد حركات احتجاجية مستمرة اضافة الى نشاط واسع للمنشقين.
وتكتسب سراقب اهمية لوقوعها على الطريق الدولي الذي يربط دمشق وحلب (شمال). واعاق المنشقون حركة القوات النظامية وتعزيزاتها مرات عدة على هذا الطريق في الاشهر الماضية.
وفي ريف حمص (وسط) حاولت القوات النظامية فجرا، اقتحام مدينة الرستن الخارجة عن سيطرة النظام منذ اسابيع، ما اسفر عن مقتل ثلاثة جنود نظاميين بحسب المرصد.
وفي مدينة حمص “تتعرض احياء حمص القديمة لقصف عنيف يتركز خصوصا على حي الحميدية”، بحسب ما افاد الناشط كرم ابو ربيع في اتصال عبر سكايب.
واضاف “سقطت قذائف عدة قرابة الساعة العاشرة على حي بستان الديوان اصاب عدد منها كنيسة ام الزنار الاثرية”. وافاد المرصد بمقتل مواطن في حي باب هود برصاص القوات النظامية.
وافادت لجان التنسيق المحلية بوقوع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر من الجيش السوري الحر في حي العباسية فجرا.
وفي درعا (جنوب)، دارت اشتباكات عنيفة فجر امس بين القوات النظامية السورية ومجموعة مسلحة منشقة في بلدة بصر الحرير و”ذلك بعد تهديد ضابط لاهل البلدة بتسليم المجموعة المسلحة المنشقة او البدء بعملية في البلدة”، بحسب المرصد السوري الذي لم يسجل “سقوط ضحايا حتى اللحظة”.
سياسيا، دعت الصين الحكومة السورية والمعارضة الى احترام “التزاماتهما” في اطار خطة المبعوث الدولي كوفي انان الى سوريا لحل الازمة.
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية هونغ لي ردا على اسئلة حول خطة انان “نامل في ان تحترم الحكومة السورية والاطراف المعنية في سوريا التزاماتهما”. اضاف “نحن مسرورون لموافقة الحكومة السورية على خطة المبعوث الخاص انان الواقعة في ست نقاط ونعتقد انها ستؤدي الى نتائج بالنسبة للتسوية السياسية للازمة السورية”. وياتي ذلك غداة اعلان ناطق باسم انان أن الحكومة السورية وافقت على خطة المبعوث الاممي.
وتنص خطة انان على وقف كل اعمال العنف المسلح وهدنة انسانية يومية لساعتين وتسهيل وصول الاعلاميين الى كل المناطق المتضررة من جراء القتال في سوريا. كما تدعو الى اطلاق عملية سياسية والافراج عن المعتقلين تعسفيا.
(ا ف ب)
المجلس الوطني الكردي يقاطع الانتخابات البرلمانية السورية
أعلن المجلس الوطني الكردي في سوريا، امس، مقاطعة الإنتخابات البرلمانية المقررة في 7 أيار (مايو) المقبل، بسبب الظروف الحالية التي تعيشها البلاد، واصفاً “المبادرة الوطنية لأكراد سوريا” بأنها “صنيعة النظام”.
وقال عضو اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني الكردي فؤاد عليكو، إن “الظروف الحالية التي تعيشها سوريا لا تسمح بإجراء إنتخابات برلمانية، فهناك محافظات مقطّعة ومدن محاصرة تقصف بالدبابات، وهناك إعتقالات وتهجير مستمر”، ورأى أنه “من غير المعقول أن تجرى إنتخابات والشعب السوري يعيش حال ثورة”.
يشار الى أن المجلس الوطني الكردي يضم 15 حزباً و22 تنسيقية شبابية وشخصيات مستقلة كردية.
أضاف عليكو الذي تحدّث عبر الهاتف من مدينة القامشلي (شمال شرق) أن “النظام السوري يريد من إجراء هذه الإنتخابات إيصال رسالة بأن الوضع في البلاد طبيعي، ولكن العالم أجمع يرى ما تشهده سوريا”.
وأبدى إعتقاده بأن السلطات السورية لن تعمل بطلب مجلس الشعب السوري الذي قدّم الى رئيس الجمهورية لتأجيل الإنتخابات، “لإصرار النظام على إقامة الإنتخابات”.
وانتقد القيادي الكردي آليات الإنتخابات التي تجري في سوريا، وشدّد على أنها “بعيدة عن النزاهة والمصداقية”، قائلاً “لا ثقة لنا بهذه الإنتخابات”.
وأشار الى أن “جميع الأكراد في كل المحافظات السورية بما فيها حلب ودمشق، سوف يقاطعون الإنتخابات”، واصفاً الأكراد الذين سيشاركون في الإنتخابات تحت اسم “المبادرة الوطنية لاكراد سوريا” بأنهم “صنيعة النظام ولا يمثلون الأكراد”.
وكان المجلس الوطني الكردي إنسحب من مؤتمر المعارضة السورية الذي عُقد في تركيا اول من امس. يذكر أن فترة الترشّح لانتخاب أعضاء مجلس الشعب السوري للدور التشريعي الأول لعام 2012 الذي سيجري في 7 أيار (مايو) المقبل وفقاً لقانون الإنتخابات العامة الجديد، انتهت امس.
(يو بي اي)
لاجئون سوريون يطالبون تركيا بتزويدهم بالسلاح
تتوقف شاحنة خلف بوابة في الشريط العازل الذي يفصل بين تركيا وسوريا ويقفز منها 15 سوريا ويبدأوا يهتفون مخاطبين رئيس الوزراء التركي “اردوغان انقذنا!”.
ويقول سوري يدعى ايوب عربي حين انزلته الشاحنة على الحدود وغادرت “نريد ان يتدخل اردوغان في سوريا”.
ويضيف “نطالب اردوغان بحماية السوريين من وحشية الاسد” في اشارة الى الرئيس السوري بشار الاسد فيما تنتظر المجموعة خلف الاسلاك الشائكة لكي تخضع للتفتيش من قبل الجنود الاتراك قبل ان تعبر الحدود.
وتركيا التي لها حدود بطول 910 كيلومترات مع سوريا قطعت علاقاتها مع نظام دمشق، حليفها السياسي والاقتصادي سابقا.
وكان اردوغان دعا الى رحيل الرئيس السوري ويندد بانتظام بالقمع الدموي للتظاهرات ضد النظام السوري.
وقال سوري اخر يدعى كمال عربي (42 عاما) ان “قوات الاسد لديها اسلحة ثقيلة ودبابات ومدفعية ونحن ليس لدينا اسلحة. ليس لدينا شيء لكي نقاتل”.
واضاف “نريد اسلحة من اردوغان واسلحة من تركيا”.
وتشكل تركيا منذ عدة اشهر ملجأ للمعارضة السياسية وللمتمردين السوريين. لكنها ترفض تسليحهم.
وخلال اجتماع عقد الاحد في كوريا الجنوبية اتفق الرئيس الاميركي باراك اوباما واردوغان على تقديم مساعدة “غير عسكرية” للمعارضين السوريين وبينها تجهيزات اتصالات.
ولجأ اكثر من 17 الف سوري الى تركيا منذ بدء الانتفاضة في سوريا التي اوقعت نحو تسعة الاف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وارتفع عدد اللاجئين السوريين الى تركيا بشكل كبير بعد تدخل الجيش السوري في الاسابيع الماضية في ادلب (شمال غرب) التي كانت احد معاقل حركة الاحتجاج.
وبحسب الارقام الرسمية التركية فان ما بين 200 و 700 سوري يعبرون الحدود يوميا.
وقال جمال عربي “استغرق الامر ثلاث ساعات لكي نصل. جنود الاسد ينتشرون على الطرقات”.
واضاف ان عناصر من الجيش السوري الحر واكبوا مجموعتهم.
وسمحت انقرة لقادة الجيش السوري الحر الذي يضم منشقين عن الجيش النظامي بالاقامة في محافظة هاتاي قرب الحدود.
وبعد وصولهم الى الاراضي التركية يتم استقبال القادمين الجدد موقتا تحت خيمة في قرية كوجكلي قبل ان ينقلوا الى مخيم للاجئين قرب الحدود.
وفيما يطلب الجنود الاتراك من صحافيي وكالة فرانس برس الابتعاد، يواصل القادمون الجدد الهتاف بالعربية “نحن نحارب من اجل الحرية!”.
(ا ف ب)
ثلاثة آلاف سوري لجأوا إلى الأردن في الأيام الثلاثة الماضية
أعلنت جمعية “الكتاب والسنّة الأردنية” التي تقدّم خدمات إغاثة أن “حوالي ثلاثة آلاف سوري لجأوا إلى المملكة الأردنية خلال الأيام الثلاثة الماضية هربا من العنف في بلدهم”. وقال الشيخ زايد حماد رئيس الجمعية في حديث لوكالة “فرانس برس” إن “حوالى 2450 سوريًا دخلوا إلى الأردن بطريقة رسمية عبر المراكز الحدودية، و500 آخرين عبر السياج الحدودي خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط”، مضيفًا: “هناك 20 ألف سوري مسجّلين لدى الجمعية ويتلقون مساعدات منها”.
وأشار حماد إلى أن الجمعية قدمت للنازحين “حوالى 3,5 مليون دولار على شكل مساعدات نقدية وعينية وغذائية منذ بداية الأزمة”، وتابع: “قدّمت الجمعية الأسبوع الماضي 200 ألف دينار أردني (280 الف دولار) معظمها أجرة لمساكن الأسر السورية الموزعة على الرمثا والمفرق واربد وعمان والزرقاء والكرك اضافة إلى ألفي طرد مساعدات غذائية”.
الأسد: مقابل التزامنا إنجاح مهمة أنان يجب وقف الأعمال الإرهابية للمجموعات المسلّحة
وجّه الرئيس السوري بشار الأسد رسالة الى قمة قادة دول “بريكس” (البرازيل والهند وروسيا والصين وجنوب افريقيا) المنعقدة في العاصمة الهندية نيودلهي أعرب فيها عن “تقدير سوريا لمواقف قادة المجموعة في تعزيز مبدأ احترام سيادة الدول واستقلالها وإرساء العمل الدولي متعدد الأطراف بديلاً لسياسات الهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والتطلع إلى مزيد من التعاون نحو بناء عالم متعدد الأقطاب مبني على قيم العلاقات الديمقراطية بين الدول”.
وعرض الأسد في رسالته “عوامل الأزمة التي تتعرض لها سوريا وارتباطاتها الإقليمية والدولية والخطوات التي اتخذتها الدولة للتعامل معها واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد وتحقيق تطلعات الشعب السوري عبر إصدار سلّة قوانين تتوجت باعتماد دستور جديد للبلاد يحقق حرية العمل السياسي والتعددية السياسية ومبادئ العمل الديمقراطي”، معتبراً أنه “بالرغم من ذلك تم تأجيج الأوضاع في سوريا بفعل الحملات الإعلامية المضللة واستمرار عمليات الاغتيالات والإرهاب المدعومة من قوى لجأت إلى تقديم السلاح والدعم المالي للمتطرفين، وحاولت استخدام المنابر الدولية لاستصدار قرارات لا تنسجم مع ميثاق الأمم المتحدة وتحميل الحكومة السورية مسؤولية ما يجري”.
وقال الأسد في رسالته: “إن سوريا وفي إطار استراتيجيتها لوضع حد للأزمة تجاوبت مع المهمة التي كُلِّف بها السيد كوفي انان كممثل خاص للأمم المتحدة (وجامعة الدول العربية) إلى سوريا، وتؤكد أنها لن توفر جهداً في إنجاح هذه المهمة التي تأمل أن تساهم في إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد”، وأمل في أن “يتعامل انان بشكل شمولي مع عناصر الأزمة ولاسيما الدولية منها والإقليمية”. وتابع الأسد: “لا بدّ لإنجاح مهمة أنان من أن يركز على تجفيف منابع دعم الإرهاب الموجه ضد سوريا وخاصة من قبل الدول التي اعلنت على لسان مسؤوليها أنها تقوم بتمويل وتسليح المجموعات الإرهابية في سوريا، فمقابل الالتزام الرسمي بإنجاح مهمة انان من الضروري أن يحصل على التزامات من قبل الأطراف الأخرى بوقف الأعمال الإرهابية من قبل المجموعات المسلّحة وسحب أسلحة هذه المجموعات ودعوتها الى وقف أعمالها الإرهابية وخطف الأبرياء وقتلهم وتدمير البنى التحتية للقطاعين العام والخاص”.
وأردف الأسد: “يجب إقناع الدول التي تدعم المجموعات المسلحة بالمال والسلاح بالتوقف عن ذلك فوراً بما في ذلك دول الجوار التي تحتضن هذه المجموعات وتقوم بتسهيل عملياتها الإرهابية ضد سوريا، ونحن تعتزم خلال فترة قصيرة جداً البدء بحوار وطني تشارك فيه كل الفئات التي تعمل من أجل أمن واستقرار البلاد”، وتمنى أن “تقدّم دول البريكس كل جهد ممكن لتحقيق هذا الهدف”، وقال إن “سوريا ترحب بالجهود التي تبذلها بعض دول المجموعة في هذا الإطار، وهي أعلمت انان بموافقتها على الخطة التي تقدم بها مع ملاحظاتها حولها”، ودعا إلى “إجراء مشاورات شاملة حول التفاصيل المتعلقة بالانتقال الى تطبيق هذه العناصر وفق تفاهم مشترك كي لا تستغل المجموعات المسلحة اجواء تنفيذ الحكومة لالتزاماتها كما حدث أثناء التزام سوريا التام بتطبيق خطة العمل العربية التي أفشلتها الجامعة العربية بعد ان صدر تقرير بعثة المراقبين العرب وأثبت وجود عناصر إرهابية مسلحة مسؤولة عن العنف والقتل في سوريا”.
(سانا)
مقتل 23 شخصًا بنيران الجيش النظامي السوري اليوم
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطين أن العمليات العسكرية للجيش النظامي السوري والإشتباكات مع المنشقين وعمليات المداهمة في عدة مناطق سورية اليوم قد تواصلت اليوم ما أسفر عن مقتل 23 شخصًا، 14 مدنيًا وثمانية عسكريين من بينهم ضابط، ومنشقّ واحد.
ففي مدينة حمص قتل ثلاثة أشخاص في قصف وإطلاق نار من القوات النظامية على أحياء الخالدية وباب الدريب وباب السباع، وثلاثة آخرين في مدينة القصير وقرية عرجون المجاورة لها في ريف حمص بنيران القوات النظامية، اضافة الى جندي منشق وضابط ومساعد في القوات النظامية. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن مدينة تلبيسة في ريف حمص قد تعرضت لقصف عنيف أدى الى حركة نزوح كبيرة من الحي الشمالي في المدينة.
وفي محافظة حماة، قُتل جنديان من الجيش النظامي إثر استهداف شاحنة عسكرية في ريف حماة الشمالي، وقتل ثلاثة مدنيين جراء اشتباكات في قرية عين الطاقة وبلدة قلعة المضيق. أما في مدينة حلب، فقُتل ضابط برتبة عقيد في منطقة دوار باب الجديد بمدينة حلب، غداة اغتيال ضابط آخر برتبة عميد في حي الحمدانية برصاص مجهولين. وفي محافظة ادلب، قتل خمسة مدنيين صباح اليوم جراء اقتحام قوات عسكرية قرى الريف الشرقي لمعرة النعمان، وثلاثة جنود في القوات النظامية في الاشتباكات مع منشقين في المنطقة.
وأشارت لجان التنسيق المحلية الى أن “تعزيزات عسكرية قد وصلت مدعومة بعشرات الآليات الى قرية دركوش المحاذية للحدود مع تركيا”، مشيرًة في إطار متصل الى “وقوع اشتباكات عنيفة في قرية الغدفة بين الجيش النظامي وعناصر الجيش الحر (المنشق عن النظام) الذين يتصدون لمحاولة اقتحام القرية”.
وفي محافظة درعا، أصيب ثمانية جنود نظاميين بجروح واعطبت الية لهم في اشتباكات مع منشقين في مدينة داعل، فيما سمع دوي انفجار شديد قرب بلدة خربة غزالة التي تجمعت حولها قوات عسكرية وأمنية، وقال عضو تنسيقيات حوران في درعا لؤي رشدان في اتصال عبر سكايب مع وكالة “فرانس برس” أن “اصوات انفجارات سُمعت في مدينة داعل قرابة الساعة العاشرة (8,00 ت.غ)، تلتها اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر الجيش السوري الحر”.
وذكر رشدان أن “قوات الامن والجيش مدعومة بالدبابات تحاصر بلدة خربة غزالة من جميع الأطراف تمهيدًا لاقتحامها على ما يبدو”، مضيفًا: “هناك مداهمات للمزارع في اطراف البلدة ومنع الناس من الدخول اليها والخروج منها”، ولفت الى أن قوات الأمن “اقتحمت بلدة بصر الحرير اليوم وسط اطلاق نار عشوائي، ونفذت فيها حملة مداهمات”، متابعًا: “كما اقتحمت قوات الامن بلدة علما ايضا حيث نفذت عمليات دهم و”اعتقالات عشوائية أدت الى حركة نزوح كبيرة من البلدة”.
وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات فجر اليوم بين القوات النظامية ومنشقين في منطقة الزبداني. وقال عضو تنسيقية الزبداني عبد الله عبد الرحمن في اتصال عبر سكايب مع وكالة “فرانس برس” أن “عناصر من القوات النظامية انشقوا فجرًا عن حاجز للجيش واشتبكوا مع باقي عناصر الحاجز في منطقة وادي قاق وكفر عامر”.وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “انفجارًا سمع صباحا في حرستا وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد من حاجز للقوات النظامية”. ونقلت لجان التنسيق أن “قوات الأمن اطلقت الرصاص والقنابل المسيلة للدموع على تظاهرة في مدينة التل في ريف دمشق”.
(أ.ف.ب)
أزمة سوريا تهيمن على القمة العربية
الزعماء دعوا حكومة الرئيس بشار الأسد إلى وقف العنف ضد الشعب (الجزيرة) هيمنت الأزمة السورية على كلمات الزعماء ورؤساء الوفود المشاركة بالقمة العربية الـ23، التي بدأت أعمالها ظهر اليوم بالعاصمة العراقية بغداد. كما تناولت هذه الكلمات قضايا أخرى مثل القضية الفلسطينية والثورات العربية.
وقال الرئيس العراقي جلال الطالباني -الذي يرأس الدورة الحالية للقمة- إن غياب سوريا عن هذه القمة “لا يقلل من اهتمامنا بما يجري فيها”.
وأكد الطالباني رفض القمة “لكافة أعمال العنف” وتجديدها “الدعوة لإيجاد سبيل سلمي لحل الأزمة السورية في ضوء المبادرة العربية” والجهود الدولية.
كما رفض أي تدخل خارجي بالأزمة السورية، داعيا بالوقت نفسه إلى الاستفادة من مبادرات الوسطاء الدوليين لحل هذه الأزمة، وعلى رأسها الخطة التي طرحها المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان.
إجراءات سريعة وناجعة
من جهته تحدث رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل عن مشاهد “الإبادة والتعذيب” التي قال إن نظام الرئيس بشار الأسد يمارسها ضد الشعب السوري.
ودعا عبد الجليل -الذي افتتح القمة بصفة ليبيا كانت رئيسة للدورة الأخيرة التي عقدت هناك في سرت عام 2010- إلى “اتخاذ إجراءات سريعة وناجعة” من خلال دعم جهود أنان لحل أزمة سوريا، التي لم تحضر القمة بسبب تعليق عضويتها بالجامعة منذ أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي.
كما دعا “لتصحيح مسار العلاقات المتذبذب” فيما مضى بين العراق وليبيا، وقال “قررنا إعادة العلاقات بين البلدين بما يخدم مصالحنا المشتركة” مؤكدا أهمية تطوير التعاون القضائي والجنائي مع الأقطار العربية، خاصة البلدان التي يوجد فيها من أسماهم “أزلام النظام السابق” في إشارة إلى نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي.
أما الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي فقد ذكر في كلمته بالجهود التي بذلتها الجامعة لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، وخصوصا مبادرتها بإرسال مراقبين تابعين لها أواخر 2011 لاحتواء الأزمة هناك.
وقال العربي إن الأزمة السورية “شغلت ولا تزال تشغل حيزا في التفكير العربي” مضيفا أنه منذ اندلاعها “وعلى مدار عام كامل بذلت الجامعة جهودا مضنية” لإيجاد حل سلمي لها، مشيرا إلى أن الجامعة “منحت الحكومة السورية الفرصة تلو الفرصة وناشدتها مرارا لتحمل مسؤوليتها ووقف العنف والحوار الجدي مع المعارضة”.
وأضاف أن الجامعة “وضعت الأولوية القصوى لحماية المواطنين السوريين والمحافظة على الوحدة السورية وتفادي التدخل الأجنبي، إلا أنه حتى هذه اللحظة لم تصل الجهود العربية والدولية إلى المبتغى” مؤكدا أن “حل الأزمة السورية ما يزال في يد السوريين”.
خطر على المنطقة
نبيل العربي ذكر بجهود الجامعة لحل الأزمة في سوريا (الجزيرة) وبدوه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الأزمة في سوريا “تشكل خطرا على المنطقة كلها” وأضاف أن الحكومة السورية “فشلت في حماية شعبها وفي الاضطلاع بمسؤولياتها تجاهه واستخدمت ضده القوة المفرطة”.
ودعا إلى جبهة لمنع تزايد مخاطر هذه الأزمة، وقال إن الرئيس السوري بشار الأسد “مطالب بأن يترجم كلماته إلى أفعال وينفذ المبادرة التي طرحها كوفي أنان، والتي تهدف إلى إيقاف العنف وسفك الدماء” كما ناشد المعارضة السورية إلى التعاون مع أنان.
ودعا بان الزعماء العرب إلى الاستجابة لمطالب شعوبهم، وقال “استمعوا إلى شعوبكم، الطريق نحو الديمقراطية ليست سهلة، يمكن أن تعتمدوا على الأمم المتحدة، نحن نلتزم بقوة بدعم السلم والديمقراطية في العالم العربي، ومساعدة الدول في الانتقال السلمي إحدى مهماتنا”.
وأضاف أن “الشعوب العربية تتطلع إلى الديمقراطية والكرامة والحرية” وأن “الصحوة العربية وضعت الجامعة العربية أمام تحديات جديدة”.
أمير الكويت جابر الأحمد الصباح دعا بدوره في كلمته إلى “الحفاظ على سوريا الشقيقة من الانزلاق نحو أتون حرب أهلية تؤثر على المنطقة بأكملها”. وقال إن إطالة الأزمة ستضاعف الخسائر البشرية والمادية.
كما دعا الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن إلى “الاضطلاع بمسؤوليتها والمساهمة الجدية لحل هذه الأزمة”، وناشد الحكومة السورية “الاستماع لصوت العقل ووقف أشكال العنف ضد شعبها الأعزل” والاستجابة لخطة أنان.
أما الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو فقد قال إن “ما يحدث في سوريا من استعمال للقوة في مجابهة المسيرات السلمية يؤلمنا ويؤرق مضاجعنا” وتأسف لكون المجتمع الدولي “عاجزا عن وضع حد لهذه الأحداث”. وذكَّر بما بذلته المنظمة من “جهود مكثفة لوضع حد لإراقة الدماء في سوريا” ودعمها المبادرة العربية لحل الأزمة.
إجراءات أمنية
وتناولت كلمات الزعماء الذين تحدثوا بالقمة مواضيع أخرى مثل الثورات العربية والقضية الفلسطينية، وسياسة الاستيطان الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى الوضع باليمن والصومال والسودان، وكذا العمل العربي المشترك.
وكانت القمة قد بدأت أعمالها في بغداد ظهر اليوم وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، حيث نشرت السلطات نحو مائة ألف من رجال الأمن بالمدينة، وكثفت نقاط التفتيش فيها، كما قطعت الاتصالات عنها وأغلقت مطارها.
ويشارك بالقمة عشرة زعماء عرب، بينما يمثل الدول الأخرى مسؤولون حكوميون أو مندوبوها بالجامعة، وتغيب عنها سوريا التي تم تعليق عضويتها بالجامعة منذ 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال مراسل الجزيرة في بغداد مازن إبراهيم إن القمة سوف تستغرق ساعة ونصف الساعة فقط، يليها مؤتمر صحفي تعلن فيه قراراتها، ولن تكون فيها جلسة افتتاحية وأخرى ختامية كما كان معهودا من قبل.
وقال مراسل الجزيرة في بغداد ناصر شديد إن هذه الإجراءات الأمنية ضيقت على سكان بغداد، الذين يعاني بعضهم بسببها صعوبة حتى في التبضع ونقل المواد الغذائية البسيطة.
وأضاف المراسل أن من خرج من بغداد لا يستطيع العودة إليها، مشيرا إلى أن مواطنين تركوا العاصمة إلى مناطق في شمال البلاد، ونقل عن مصادر صحفية قولها إن نحو نصف مليون عراقي غادروا بغداد إلى مدن بإقليم كردستان العراق هربا من الإجراءات الأمنية المصاحبة للقمة العربية.
غير أن المتحدث باسم وزارة الدفاع ضياء الوكيل قال إن الإجراءات الأمنية أحرزت تقدما كبيرا ونجاحا هاما على مستوى تأمين القمة، وتابع بحديث للجزيرة “نحن معنيون بتوفير الأجواء الملائمة وتأمين سلامة الزعماء المشاركين في القمة”.
ونفى الوكيل أن تكون هذه الإجراءات الأمنية قد ضيقت على المواطنين، وقال إن باستطاعة الناس التجول في بغداد، باستثناء بعض المناطق المحيطة بالمنطقة الخضراء، وبعض الشوارع التي تسلكها الوفود العربية فهي مغلقة، مضيفا أنه لا يوجد حظر للتجوال في بغداد.
قتلى بسوريا والجيش يواصل القصف
واصلت قوات الجيش النظامي قمع الاحتجاجات في سوريا والاشتباك مع عناصر الجيش السوري الحر اليوم الخميس، وقال ناشطون إن قتلى وجرحى سقطوا في قصف عنيف لقوات النظام استهدف بلدات جرجناز وتلمنس ومعرشمشة بريف إدلب وحرستا بريف دمشق، وذلك بعد مقتل ثلاثين شخصا برصاص الأمن أمس، معظمهم في حمص وحماة.
وفي محافظة إدلب شمال غرب البلاد، قتل ثلاثة مدنيين على الأقل صباح اليوم جراء اقتحام قوات عسكرية قرى الريف الشرقي لمعرة النعمان، وسط إطلاق نار كثيف وأصوات انفجارات.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن قوات الجيش السوري تقصف بلدة جرجناز بالمدفعية الثقيلة والدبابات، مضيفة أن أعمدة الدخان تتصاعد من المنازل بالكامل وقطع الكهرباء والاتصالات.
وفي محافظة حماة وسط البلاد، قتل جنديان من الجيش النظامي إثر استهداف شاحنة عسكرية في ريف حماة الشمالي الذي يشهد عمليات عسكرية واشتباكات، وسقط قتلى وجرحى في قصف للجيش النظامي استهدف بلدات قلعة المضيق وكرناز والتويني والشريعة.
اشتباكات
وفي محافظة درعا جنوب البلاد، قتل شخصان برصاص الأمن بمدينة الحراك، كما اندلعت اشتباكات بين الجيش النظامي والجيش الحر في درعا البلد، بينما اقتحم الأمن بلدات تَسيل وطَفَسْ وداعل.
وأصيب ثمانية جنود نظاميين بجروح وأعطبت آلية لهم باشتباكات مع منشقين بمدينة داعل، في حين سمع صوت انفجار شديد قرب بلدة خربة غزالة التي تجمعت حولها قوات عسكرية وأمنية.
وفي ريف دمشق، وقعت اشتباكات فجر اليوم بين القوات النظامية ومنشقين في منطقة الزبداني، والغوطة الشرقية، كما اقتحم الأمن حرستا وكفربطنا، وتحدث ناشطون عن اشتباكات في مدينتي دوما والزبداني صباح اليوم.
كما سمع انفجار شديد صباحا في حرستا وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من حاجز للقوات النظامية، وقال ناشطون إن مدنييين اثنين قتلا في استهاف سيارة كانت تقلهما هناك.
وفي حلب، سقط قتيل وعدة جرحى برصاص الأمن في حيي الفرقان وصلاح الدين. كما تعرضت بلدة خان شيخون في إدلب لقصف من قبل الجيش.
كما تعرضت أحياء حمص القديمة والخالدية ومدن الرستن وتلبيسة والحولة لقصف عنيف من قبل الجيش، وقال ناشطون إن ثلاثين شخصا على الأقل قتلوا في مناطق متفرقة من البلاد أمس الأربعاء، وتعرضت مدينة حمص (وسط البلاد) لانفجارات في ظل استمرار القصف على عدة أحياء فيها.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن بطل الملاكمة العالمي أحمد وتار اعتقل من منزله في حي الصابونية بمدينة حماة من قبل قوات الأمن، واقتحمت منزله البارحة بعد منتصف الليل واعتقلته تعسفيا وإلى جهة غير معلومة.
وحملت الشبكة “النظام السوري المسؤولية الكاملة عن المساس بهذا الرمز الوطني” وطالبت من الاتحاد الرياضي العربي التدخل للمطالبة بإطلاقه على وجه السرعة.
لجوء وسلاح
ووسط تصاعد أعمال العنف، قالت مصادر إنسانية وأمنية إن أكثر من ألف سوري تدفقوا أمس على الأردن التي تؤوي ما يربو على مائة ألف لاجئ حتى الآن.
وذكرت جمعية “الكتاب والسنة” وهي جمعية أردنية خيرية، أن اللاجئين من محافظتي حمص وحماة السوريتين وصلوا بصورة غير قانونية للمملكة في غضون 12 ساعة، في عملية يقول نشطاء سوريون إن الجيش الحر والجيش الأردني سهلا إتمامها.
وقال مصدر أمني أردني مؤكدا عملية الفرار الجماعي، إن اللاجئين نقلوا إلى مجمع حصين في مدينة الرمثا الحدودية (نحو 90 كلم شمال عمان) للخضوع لفحص أمني.
وفي بيروت، أعلن الجيش أمس ضبط سيارتين على متنيهما سوريون ولبنانيون محملتين بالأسلحة والذخائر بمنطقة مشاريع القاع المحاذية للحدود الشرقية مع سوريا. وقال في بيان له إن قوى الجيش “ضبطت بداخل السيارتين كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة والذخائر وكمية من الأعتدة والألبسة العسكرية”.
وأضاف البيان أن السيارتين كانتا تنقلان “عشرة أشخاص خمسة منهم لبنانيون والآخرون سوريون”. وأشار البيان إلى “تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المراجع المختصة”.
وشهدت مشاريع القاع أمس توغلا للقوات السورية وفق مسؤول محلي وسكان، في حين قال مختار المنطقة منصور سعد “القوات السورية كانت تلاحق فارين من الأراضي السورية نحو لبنان وأطلقت النيران باتجاههم”.
وتفيد تقارير أمنية وإعلامية أن عمليات تهريب سلاح تتم من مناطق لبنانية حدودية إلى المعارضين في سوريا، يقوم بها سوريون أو لبنانيون متضامنون مع الحركة الاحتجاجية التي بدأت في مارس/ آذار 2011 أو تجار.
واشنطن تشكك بتطبيق دمشق لخطة أنان
شككت واشنطن في التزام سوريا بتطبيق خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنانلحل الأزمة السورية، واتهمت الرئيس السوري بشار الأسدبعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة للتنفيذ، بينما قالت دمشق إنها سترفض أي مبادرة بشأنها من القمة العربية في بغداد بعدما قبلت في وقت سابق خطة أنان.
فقد قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أمس الأربعاء “إن أعمال الاعتقالات والعنف استمرت في سوريا من درعاإلى حماةولذلك من الواضح أن نظام الرئيس بشار الأسد لم يتخذ بعد الخطوات اللازمة لتنفيذ الالتزامات التي حددها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان”.
وأضافت “الأسد يعلم ما يتعين القيام به، وسوف تحكم واشنطن عليه من خلال أفعاله وليس وعوده”. وأشارت إلى أن أنان سيقدم تقريره إلى مجلس الأمن الاثنين المقبل، كما أن تركيا ستستضيف اجتماع أصدقاء سوريا الأحد المقبل، وأكدت أنه “يتعين مواصلة الضغط على الأسد للوفاء بالالتزامات التي قدمها، وهو هدف الولايات المتحدة على مدى الأيام القليلة القادمة”.
من جهته قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست إن موافقة النظام السوري على خطة أنان لن تغير من موقف واشنطن الداعي إلى تنحي الأسد. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قالت الثلاثاء إن الحكم على التزام دمشق بخطة أنان يكون من خلال الأفعال لا الأقوال.
من جانب آخر رحب الاتحاد الأوروبي بقرار السلطات السورية الموافقة على خطة أنان، لكن وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين آشتون أوضحت أن الأهم هو تطبيق الخطة على أرض الواقع.
سوريا ترفض
في المقابل قالت سوريا الأربعاء إنها سترفض أي مبادرة بشأنها من القمة العربية في بغداد بعدما قبلت في وقت سابق بخطة للتسوية للموفد العربي الأممي كوفي أنان. وطالبت الأمم المتحدة الأربعاء دمشق بتنفيذ الخطة.
وقال الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي إن بلاده لن تتعامل مع أي مبادرة تصدر عن الجامعة العربية على أي مستوى كان, مشيرا إلى أن سوريا منذ تعليق عضويتها في الجامعة (في 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي) تتعامل مع الدول العربية في إطار العلاقات الثنائية فقط.
ويفترض أن تدعم القمة العربية جهود كوفي أنان, وتدعو إلى وقف العنف والقتل في سوريا فورا, ومحاسبة المسؤولين عنهما, وإلى حوار بين نظام الرئيس الأسد ومعارضيه. ويفترض أيضا أن ترفض أي تدخل خارجي، وفق ما ورد في مشروع قرار بشأن سوريا.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الأربعاء عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب في بغداد إن مشروع القرار الذي سيرفع إلى القمة بشأن سوريا يخلو من المطالبة برحيل الأسد, كما لا يتضمن أي إشارة إلى تسليح المعارضة السورية.
وأضاف زيباري أن المبادرة العربية التي تم تبنيها في يناير/كانون الثاني الماضي واضحة ولا تطلب رحيل الأسد, وأن وزراء الخارجية العرب لم يناقشوا مطلقا تسليح المعارضة السورية.
خطة أنان
وكان موفد الجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا كوفي أنان قد أكد الثلاثاء قبول دمشق بخطته لتسوية الأزمة, لكنه شدد على أن المهم هو تنفيذها, وهو الموقف نفسه الذي تبنته الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول غربية أخرى مقترنا بالتشكيك في وفاء النظام السوري بما التزم به.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء في الكويت دمشق على تنفيذ التزاماتها المنصوص عليها في خطة أنان, وقال إنه يتعين عدم إضاعة مزيد من الوقت. وأضاف أن الحوار السياسي يمكن أن يحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري.
بدورهم, شكك المعارضون السوريون الذين اجتمعوا الثلاثاء في إسطنبول تحت مظلة المجلس الوطني السوري في التزام دمشق بخطة أنان. وفي المقابل, حثت موسكو الأربعاء المعارضة السورية على قبول الخطة مثلما قبلها النظام.
وفي طهران, قال وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي إن بلاده تدعم الخطة. وكان صالحي قد قال إن كوفي أنان سيزور طهران الاثنين المقبل في إطار مساعيه لحل الأزمة السورية, وهو ما نفاه أنان بنفسه.
وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد أشاد الثلاثاء بإدارة القيادة السورية للوضع أثناء الثورة التي دخلت عامها الثاني وقتل فيها أكثر من 9000، حسب أحدث تقدير للأمم المتحدة. وأكد أحمدي نجاد للمبعوث الخاص للرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران فيصل مقداد أن إيران ستفعل كل ما تستطيع لدعم النظام السوري.
حمد بن جاسم: قطر تريد الاستقرار لسوريا
قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إن بلاده لا تقوم بدور لدفع الدول العربية أو الغربية إلى مواجهة مع النظام السوري، كما أكد رفض قطر استخدام أراضيها لضرب إيران، وتحدث عن أسباب التمثيل الخليجي والقطري الضعيف في القمة العربية ببغداد التي تبدأ الخميس 29 مارس/آذار الجاري.
وأضاف في لقاء مع برنامج “بلا حدود” على قناة الجزيرة مساء الأربعاء أن قطر تريد لشعب سوريا الاستقرار والسلام، ولم تتدخل في سوريا قبل أن ترى الشعب السوري يصرخ ويحتج على قمع ثورته بالقتل والاعتقالات.
وأكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن الدول العربية أجمعت على رفض ما يحدث في سوريا من قمع وقتل، مشيرا إلى أن معظم القرارات العربية بشأن سوريا كانت بالإجماع، وأن هامش الاختلاف بين الدول العربية في هذا الشأن لا يتعدى 5%.
ونفى حمد بن جاسم أن تكون قطر تستهدف تأجيج الحرب الأهلية في سوريا، متسائلا “لماذا قد تقوم دولة قطر بهذا الدور؟”، وقال إن العلاقات القطرية مع سوريا حكومة وشعبا ظلت ممتازة، حتى وصلت لمرحلة يجب فيها أن تختار بين الشعب والنظام، “واخترنا جانب الشعب بالطبع، لأننا لا نستطيع أن ندعم قائدا في قتل شعبه”.
وكشف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قام باتصالات دبلوماسية عديدة مع سوريا، كما زار ولي العهد القطري دمشق وقدم اقتراحات واضحة للبحث في كيفية حل الأزمة، وأكد أن ما حدث ولا يزال يحدث في سوريا “تعدى حدود الاستيعاب الخليجي”.
وبشأن تأييد قطر لتسليح المعارضة في سوريا، قال إن كل الأعراف الدولية والشرائع السماوية والعادات والتقاليد تقر حق الإنسان في الدفاع عن نفسه، “وليس من الطبيعي أن يبقى السوريون مكتوفي الأيدي في ظل استمرار النظام في قتل شعبه بهذه الطريقة”.
ودعا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري النظام السوري إلى وقف القتل والسماح بدخول المساعدات، وبدء مرحلة سياسية لانتقال سلمي للسلطة، وأكد أن قطر تدعم أي تحرك من شأنه أن يحل الأزمة في سوريا.
وعن موقف قطر من تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التي حذر فيها من أن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد يعني قيام دولة سنية في سوريا قال إن الوزير الروسي “لم يوفق في وصف الموقف”.
وقال “نحاول كمسلمين ألا تكون هناك مواجهة سنية شيعية في أي مكان، لأن هذا ليس من مصلحتنا، أما من يحكم سوريا فهذا يحدده الشعب السوري وليس روسيا ولا أي دولة، وعلى الجميع احترام إرادة الشعب”.
قمة بغداد
وبشأن المشاركة الخليجية والقطرية في القمة العربية ببغداد، التي تنطلق أعمالها الخميس 29 مارس/آذار الجاري، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إن بلاده تريد علاقات متميزة مع العراقباعتباره جزءا من المحيط العربي، غير أنه أشار إلى أن بلاده لا تتفق مع ما يحدث في العراق من تجاهل لبعض الفئات ومن بينها السنة بطريقة لا تؤدي إلى مصلحة العراق أو العالم العربي بشكل عام.
وقال حمد بن جاسم إن قطر تريد من الحكومة العراقية أن تحل هذه الفئوية بطريقة تجمع الشعب العراقي وتعطي كل ذي حق حقه، من خلال حوار بين جميع الأطراف.
وأضاف أن قطر لم تقاطع القمة العربية ببغداد، لكنها حاولت إرسال رسالة لأشقائها العراقيين “مفادها أن قطر كانت تود أن يكون الحضور أعلى، ولكن لنا بعض الملاحظات سنتحدث فيها عندما نجلس سويا”.
وعما تردد عن سعي رئيس الحكومة العراقية نوري المالكيلإجهاض كل تحركات الجامعة العربية فيما يتعلق بالأزمة في سوريا، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إنه لا توجد دولة عربية تستطيع عمل هذا، وبرر ذلك بأن قرارات الجامعة العربية تؤخذ بالإجماع.
وأشاد بالدور الذي لعبته الجامعة العربية في الأزمة السورية، غير أنه عده غير كاف وغير مرض، ولكنه “هام” مقارنة بمرحلة ما قبل الربيع العربي.
مصر وإيران
ونفى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري ما تردد عن ممارسة الولايات المتحدة ضغوطا على قطر لعدم تقديم مساعدات لمصر، وأكد أن قطر والولايات المتحدة تربطهما علاقات متميزة معلنة، لكن هذا لا يعني أن تتدخل واشنطن في الشؤون الداخلية لقطر وتقرر لمن تعطي مساعدات ولمن لا تعطي. وقال إن بلاده لا تتفق مع واشنطن في أمور كثيرة، أبرزها دعمها لإسرائيل.
وأكد حمد بن جاسم أن قطر تنظر لمصر كأكبر وأهم دولة عربية، ويجب أن تكون هي المحور للعلاقات العربية، ولا تسعى بأي شكل لاختطاف الدور المصري في المنطقة بل التعاون لما فيه مصلحة الشعوب العربية، مشيرا إلى أن الخلافات بين البلدين في الماضي كانت بسبب النظام السابق.
وردا على سؤال بشأن زيارات قام بها نائب المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر خيرت الشاطر إلى قطر وسعي قطر لتدعيم الإخوان في مصر، قال المسؤول القطري إن بلاده ستتعامل مع من يأتي إلى السلطة في مصر أيا كان توجهه، والشعب المصري هو وحده من سيحدد من يحكمه.
وفي الملف الإيراني، شدد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري على رفض بلاده لاستخدام أراضيها من أجل شن عمل عسكري ضد إيران، وقال إن الولايات المتحدة تعرف هذا الموقف من جانب قطر، وحذر من أن أي هجوم على إيران سيكون مدمرا وله تأثير سلبي على المنطقة بأكملها.
وقال حمد بن جاسم إن بلاده حريصة على علاقاتها مع إيران، وتأمل أن يحل الإشكال بالطرق الدبلوماسية، وأكد أن بلاده لن تسمح باستخدام أراضيها في أي هجوم على إيران.
الخطوط العريضة لإعلان بغداد
حصلت الجزيرة على الخطوط العريضة لـ”إعلان بغداد” الذي يتوقع أن يتبناه القادة العرب المشاركون في القمة العربية الـ23 مساء اليوم بالعاصمة العراقية بغداد، ويؤكد الإعلان ضمن أهم نقاطه على مساندة الأقطار العربية لحل الأزمة السورية عبر مقترحات المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، كما يدعو إلى حل “عادل” للصراع العربي الإسرائيلي.
وقد نقل موفد الجزيرة نت إلى بغداد أن الإعلان يتحدث عن ضرورة “التقيد الفوري والكامل” بمقترحات كوفي أنان لوضع حد لمسلسل العنف المتصاعد بسوريا، ويؤكد على ضرورة إجراء حوار سياسي بين كافة الأطراف يفضي لحل الأزمة.
وبشأن ملف الصراع العربي الإسرائيلي، يشير الإعلان إلى ضرورة التوصل لحل للصراع وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. كما يدعو إلى تسوية الخلافات العربية عن طريق الحوار والسبل السلمية بعيدا عن لغة التهديد ومنطق التآمر.
من جهة أخرى يؤكد إعلان بغداد على التضامن مع الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية خاصة بعد أن دشن البعض منهم إضرابا مفتوحا عن الطعام للاحتجاج على تردي أوضاعهم وتصاعد وطأة الانتهاكات التي تمس كرامتهم.
كما يعبر الإعلان عن دعمه لجمهورية السودان ضد ما وصفها بـ”محاولات النيل من سيادتها”، ويشيد بعملية انتقال السلطة التي شهدها اليمن وبنجاح الانتخابات الرئاسية هناك.
ويدين الإعلان “الإرهاب بكافة أشكاله” ويدعو إلى تجفيف منابعه.
وبخصوص مستقبل جامعة الدول العربية، يؤكد إعلان بغداد على ضرورة مواصلة الجهود لتطوير وإصلاح منظومة الجامعة، ويحث -من جهة أخرى- الدول العربية على التفكير في الانضمام لاتفاقية حظر الأسلحة رغم استمرار إسرائيل في رفض ذلك.
كما يحث البيان الأقطار العربية على بدل كل الجهود التي من شأنها ضمان تكامل الاقتصادات العربية ضمن رؤية موحدة تصون كرامة المواطن العربي وتحقق تطلعاته.
قمة بريكس تدعو للحوار في سوريا
دعا زعماء الاقتصادات الصاعدة الرئيسية الخمسة المجتمعون في العاصمة الهندية نيودلهي اليوم إلى تنسيق التعاون في القضايا الاقتصادية والدولية الرئيسية.
وأعلن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ أن الزعماء المجتمعين في إطار القمة الرابعة لمجموعة دول بريكس اتفقوا على أن الحوار هو السبيل الوحيد لوقف أعمال العنف في سوريا ولتسوية أزمة البرنامج النووي الإيراني.
ودعا سينغ دول المجموعة -التي تضم البرازيل وروسيا والصين وجنوب أفريقيا فضلا عن الهند- لرفع صوت واحد من أجل قضايا بينها إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. كما دعا إلى تعزيز التعاون ضد الإرهاب، وتهديدات أخرى مثل القرصنة وخصوصاً الموجودة في الصومال.
وأشار إلى ضرورة تنسيق السياسات بين دول المجموعة من أجل إحياء النمو الاقتصادي، وشدّد على ضرورة أن تتجنب هذه الدول الاضطرابات السياسية التي تخلق هشاشة في سوق الطاقة العالمي وتؤثر على الدفق التجاري.
وقالت مسودة البيان الختامي للقمة “إننا متفقون على أن الحوار هو السبيل الوحيد للتوصل إلى حل طويل الأمد بالنسبة إلى سوريا وإيران”.
وأضافت مسودة البيان أنه يجب حل الأزمة مع إيران بالطرق الدبلوماسية وعدم السماح بتصعيد الموقف، واعترفت المسودة بحق إيران في السعي للحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية.
31 قتيلاً في سوريا تزامناً مع اجتماع القمة العربية
فرنسا تدين القمع في سوريا وتطالب النظام بوضع حد للمجازر
العربية.نت
دانت فرنسا اليوم الخميس استمرار القمع في سوريا، بينما أعلن نظام بشار الأسد موافقته على خطة الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان، التي تنص على وقف أعمال العنف.
وصرح برنار فاليرو، المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية: “غداة موافقة نظام دمشق المزعومة على خطة كوفي أنان، نلاحظ أن القمع أسفر مجدداً عن سقوط العشرات من الضحايا أمس. وأن النظام مازال يستخدم الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين”.
وأضاف في بيان خطي أن “المجتمع الدولي لن يرضى بالمراوغات”، وذلك في حين تنعقد القمة العربية في بغداد واجتماع “أصدقاء سوريا” السبت والأحد في إسطنبول بمشاركة مسؤولين عرب وأتراك وغربيين.
وأكد فاليرو أن “فرنسا تطالب النظام باحترام التزاماته ووضع حد للمجازر”.
وتابع أنه “بفضل جهود الأمم المتحدة والجامعة العربية المشتركة، عرض الموفد الخاص إلى سوريا كوفي أنان اقتراحات تقوم على خطة الجامعة العربية لإنهاء أعمال العنف وفتح مرحلة انتقالية ديمقراطية في سوريا”.
وفي إسطنبول اجتمع ممثلون للمعارضة السورية لمحاولة تسوية نزاعات داخلية عميقة قبل وصول وزراء خارجية دول غربية لحضور مؤتمر أصدقاء سوريا يوم الأحد لاستكشاف الطريق الذي تتجه إليه الانتفاضة التي بدأت قبل عام ضد حكم الأسد، بحسب ما ذكرت “رويترز”.
ميدانياً
أفادت لجان التنسيق المحلية بارتفاع عدد قتلى اليوم بنيران قوات النظام في سوريا إلى واحد وثلاثين قتيلاً. من جهته تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وقوع اشتباكات في ريف حماة بين جيش النظام وعناصر الجيش الحر.
ولا يزال جيش النظام يقصف عشوائياً بالمدفعية الثقيلة الأحياء القديمة في حمص، أما في حرستا فانفجرت سيارة أجرة مفخخة، ما دفع بجيش النظام إلى إطلاق النار عشوائياً وإغلاق الطرقات.
ولليوم الثاني على التوالي يقصف جيش النظام الأحياء السكنية في سراقب، فيما تعرضت بلدة جرجناز لقصف بالمدفعية الثقيلة، وتشهد بلدة معرشمشة في إدلب قصفاً عنيفاً أدى إلى تدمير عدد من المنازل.
وفي محافظة حماة الشمالية وقعت قافلة تابعة للجيش في كمين وقتل جنديان. وفي محافظة إدلب قتل ثلاثة أشخاص حين نفذ الجيش غارة في منطقة ريفية شرقي بلدة معرة النعمان.
وفي مدينة حمص قتل ثلاثة أشخاص بنيران الجيش. وأفاد المرصد بمقتل شخصين عندما فتح الجيش النار في قرى قريبة من الحدود مع لبنان وقتل ثلاثة في اشتباكات في مناطق ريفية بمحافظة حماة الشمالية.
وقالت وكالة الأنباء السورية إن عقيدين اغتيلا في مدينة حلب الشمالية اليوم الخميس.
وقالت الوكالة إن أربعة إرهابيين يستقلون سيارة سياحية استهدفوا بنيران أسلحتهم العقيدين عبدالكريم الراعي من مرتبات قيادة المنطقة الشمالية، وفؤاد شعبان من إدارة التعيينات في منطقة دوار باب الحديد بحلب خلال توجههما إلى عملهما ما أدى إلى استشهادهما.
بابا عمرو للأسد: لا تجعلني عبرة مرتين
زار الحي الجبار وداس على الدماء مستفزاً مشاعر السوريين
دمشق – جفرا بهاء
لطالما اختار النظام السوري أن يصف كل زيارة يقوم بها رئيسه بـ”التاريخية”، وربما تكون زيارته لحي بابا عمرو في حمص، حرم الثورة، هي الزيارة الوحيدة التي ينطبق عليها وصف “الزيارة التاريخية”.. فكل السوريين الموالين قبل المعارضين، يعلمون أن هذه المنطقة هي قدس أقداس الثورة، وظهوره المفاجئ فيها بدون سابق إعلان ما هو إلا رسالة إلى العالم وإلى الداخل بأن النظام سيستخدم أي حصان للدخول، سواء أكان حصان طروادة أو حصان الخراب والحرب الأهلية، لا فرق عنده بماهية ما يركبه للوصول.
هل تلذذ الرئيس الأسد بدماء قتلاه المختلطة برائحة المطر، هل ضحك في سره وهو يوجه عبيده إلى الإسراع في إعادة البناء حتى يتلذذ مرة أخرى بلعبة الهدم، لعبة الحياة والموت، لعبة أبيه.
كانت رسالته واضحة لمحبيه قبل معارضيه, للخارج قبل الداخل: “سأحول سوريا كلها إلى بابا عمرو إذا أردت، وسأكون المطر الأسود لسوريا.. أنا من سيرسل لعنة الخراب على الجميع مهاجماً كل طهاراتكم لأجلس وأضحك كثيراً…”.
ثمة من قارن بين نيرون والأسد، وثمة من قال إن الأسد أحرق بابا عمرو وذهب لزيارتها ماشياً على قدميه، محيطاً نفسه ببعض الموظفين الموالين، الذين هتفوا له ورقصوا على دماء من ماتوا هناك، ليثبت قوته من جديد.. ويبث كرهاً وحقداً بين قلوب الناس، حقداً “متبادلا” يقتات عليه بقاؤه إلى أجل مسمى، وبالمقابل فإن نيرون، والذي كانت أمه واحدة من ضحاياه، جلس يتلذذ لمدة أسبوع وبيده آلة الطرب بمنظر روما وهي تحترق، فإنه ربما وبعد هذا الوقت الطويل أثبت التاريخ أنه أحرق روما على قاعدة رغبته ببنائها من جديد.
وأما من راقب زيارة الأسد لبابا عمرو، فإنه لم ولن يجد عذراً أو سبباً إنسانياً تطيقه الروح البشرية لتفسير ما يحصل أمامه.
ارتبك الرئيس الأسد وتلعثم في بابا عمرو، والأكيد أنه خاف من فكرة أن هذا الحي لطالما كان معقلاً للجيش السوري الحر.. الجيش “العدو”، ثمة من تساءل إن كان أسد “العروبة” قد شعر أو سيشعر بهدا الشعور إن دخل يوماً إلى الجولان المحتل.. بين جنوده ومحافظ آخر.
حاول أن يعطي بعض التعليمات الدعائية والموجهة للسوريين لمحافظ حمص الذي حاول أن يخفي خوفه هو الآخر، وإن كان الأخير لواء سابقاً في الجيش، فإن ذلك لم يعطه جرعة شجاعة زائدة.
في جولته بان الخراب واضحاً، وكأن بابا عمرو منطقة بعيدة عن الحياة الإنسانية، فلا بشر هناك ولا سوريا، بل برد يحذر من عاصفة قادمة, برد لم يمنع المحافظ المتلحف الحائر أن يعلن أن نسبة تنفيذ البنى التحتية تجاوزت الـ90%، وحيرة لم تمنع الرئيس أن يؤكد بعفوية ضرورة الإصلاح بإعادة البناء، لم يخطر ببال الاثنين أنهما ما لم يريا عيون الهاربين من بطشهما وجبروتهما ومدفعيتهما فإنهما لن يدركا أبداً أي خطأ يرتكبان.
1000 قتيل
ليس الموتى وحدهم من يخرجون في نزهة لتفقد الأحباء.. القاتل أيضاً يريد أن يطمئن على قدرته في صنع المجزرة.
داس الأسد على أرض تضم تحت ترابها 1000 قتيل، وأخفى ضحكته التي اعتاد السوريون أن يسخروا منها.
ألم يكفه أن يكون بابا عمرو هو الحي الذي تعرض للقصف المستمر لمدة 26 يوماً، وخلف 1800 جريح.
بابا عمرو نادت الأمس أبناءها وقتلاها، لم يصرخ الحي عندما استهدفته راجمات الصواريخ واستباحته المروحيات العسكرية والرشاشات الثقيلة، ولم يئن عندما تلقى قذيفة كل دقيقتين، وبقي على عهده وعهد جيشه الحر وأهله، وحافظ على استقباله للموت برأس مرفوع وروح تهزم النظام في كل لحظة، ولكنه صرخ في الأمس “لا تجعلوني عبرة مرتين”.
داس فوق قلوب الأطفال
ذلك المراقب للزيارة لم يملك القوة التي تمنع دموعه من الهطول، حاول عبثاً أن يتجاهل شعور الإهانة والكره الشديدين، لذلك الذي تجرأ على دماء الأحياء والأموات، وداس فوق قلوب الأطفال والنساء، وجاء فاتحاً في نظر موالييه، ومجرماً في نظر معارضيه.
كنيسة أم الزنار بلا زنار
بالقرب من بابا عمر وفي حي بستان الدوار كانت تقف كنيسة أم الزنار قبل أن تقصفها قوات الأسد، لتحرقها وتتركها شاهداً على البربرية الأسدية.
وإن كان زنار السيدة العذراء لم يستطع حماية الكنيسة الأقدم والأشهر، فإن أهل بابا عمرو أدركوا أن زنار العذراء أغمض عينيه لصعوبة ما يرى ويشهد، وأطبق جفنيه على الكثير من الدموع.
واشنطن تطالب الأسد بالتنحي رغم قبوله بخطة عنان
مجلس الشيوخ الأمريكي يدرس قراراً يدعو إلى تزويد المعارضة السورية بالسلاح
العربية.نت
أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أن على الرئيس السوري بشار الأسد التنحي حتى مع قبوله لخطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، بحسب تقرير لقناة “العربية” اليوم الخميس.
وقال المتحدث، جون ايرنست، “إن موقف واشنطن من الأسد لم يتغير، وإن واشنطن سمعت من الأسد وعودا في السابق، إلا ان الولايات المتحدة تنتظر أفعالا لا أقوالا من الرئيس السوري”.
وفي واشنطن، قدم الأعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ نص قرار له صفة رمزية يرمي إلى إدانة العنف الذي يرتكبه نظام الرئيس السوري، ويدعو إلى تزويد المعارضة السورية بالسلاح.
ويدين القرار ما وصفها بالفظائع التي ترتكبها الحكومة السورية، ويدعم حق السوريين في العيش بسلام والدفاع عن أنفسهم.
كما يطلب القرار أيضا من الإدارة الأمريكية اتخاذ إجراءات وقائية لمنع وقوع الأسلحة في أيدي القاعدة.
جورج صبرة لـ آكي: المجلس الوطني يتوقع من مؤتمر استانبول اجراءات عملية ومواقف أعلى
روما (29 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قال الناطق باسم المجلس الوطني السوري، جورج صبرة، أن المجلس “يتوقع من مؤتمر اصدقاء الشعب السوري، اجراءات عملية إلى جانب الشعب السوري” حسب تعبيره
ومن المقرر أن يعقد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في مدينة استانبول التركية في الأول من شهر نيسان/أبريل المقبل، لمناقشة سبل مساعدة المعارضة السورية
وأوضح صبرة في تصريحات لوكالة (آكي) الايطالية للأنباء “لا نستطيع أن نتخيل أن لقاء استانبول سيكون نسخة ثانية مما جرى في تونس، واذا حصل ذلك، فهذا يعني أن مؤتمرات أصدقاء الشعب السوري لا تفعل شيئاً سوى أنها تكرر نفسها وبالتالي ستواجه هذه المؤتمرات بخيبة أمل كبيرة في صفوف السوريين” على حد قوله
وشدد صبرا، على أن المجلس الوطني يترقب “مواقف أعلى وأشد، وليس دعماً كلامياً وإشادة لفظية، ومناشدات وبيانات شجب لما يرتكبه النظام من أفعال” حسب تعبيره
وأشار إلى أن مؤتمر استانبول، يتوقع منه “اجراءات على الارض تؤازر الشعب السوري وثورته، وتدعم الجيش السوري الذي يدافع عن سلمية الثورة وتحاصر نظام القتل وتمنعه من الاستمرار في ارتكاب جرائمه التي صنفت على المستوى العالمي بأنها جرائم ضد الإنسانية” على حد قوله
وفيما يتعلق بالعنف الدائر في سورية، لفت صبرة إلى أن “استمرار النظام (السوري) في هذه الاعمال لا يحمل مخاطر على سورية والسوريين وحسب، بل الكثير من المخاطر على دول المنطقة وعلى الامن والسلام في العالم” حسب تعبيره
وحول ورقة عمل المجلس الوطني إلى المؤتمر، قال الناطق باسمه، أنها ستحتوي على التصور لمستقبل البلاد، وأضاف “سوف تعبر عن رؤية المجلس لسورية القادمة، أي كيف يرى سورية الديمقراطية بكثير من التفاصيل” على حد قوله
كانت فصائل المعارضة السورية قد اجتمعت يوم أول أمس في استانبول وتوصلت إلى “وثيقة العهد الوطني” التي تعد بمثابة تصور عام جامع لمرحلة ما بعد سقوط النظام، فيما رفضت كل من الكتلة الكردية في المجلس الوطني، والمنبر الديمقراطي، وهيئة التنسيق التوقيع عليه
ناشطون سوريون: مقتل 7 أشخاص بينهم ضابطان كبيران في هجمات بعدة مناطق من سوريا
قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن ضابطين برتبة عقيد قُتلا في كمين نصبه مسلحون لمركبتهما في مدينة حلب ، أحد معاقل الرئيس السوري بشار الأسد.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد قال إن خمسة أشخاص قُتلوا خلال هجمات أخرى وقعت في عدة مناطق بسوريا.
وأضاف المرصد ، الذي يتخذ من لندن مقراً له ، أن جنديين قُتلا برصاص عناصر مسلحة في مدينة حماة ، وأن اشتباكات وقعت قرب بلدة الزبداني في محافظة دمشق.
وذكر المرصد السوري أن ثلاثة مدنيين قُتلوا خلال اقتحام الأمن السوري لعدد من القرى القريبة من بلدة معرة النعمان شمال غربي محافظة إدلب.
وتحدث المرصد عن دوي انفجار قوي في بلدة حرستا ، الواقعة في محافظة دمشق ، قرب نقطة تفتيش للجيش الحكومي.
كما شهدت بلدة داعل في محافظة درعا الجنوبية اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة أسفرت عن إصابة 8 جنود وإعطاب مدرعة عسكرية.
قصف وقمة
وكان ناشطون في المعارضة السورية قد قالوا إن القوات الحكومية قصفت بلدة في ضواحي مدينة حماة لليوم السابع عشر على التوالي، بينما تواصل الجامعة العربية مناقشة خطة لإحلال السلام في البلاد.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الجيش السوري اقتحمت معقل المتمردين السوريين في بلدة “قلعة مدق” في ضواحي حماة.
وكانت الأمم المتحدة والجامعة العربي دعتا دمشق إلى تبني خطة لإحلال السلام.
لكن سوريا قالت إنها لن تتعامل مع أية مبادرة تصدر عن الجامعة العربية التي علقت عضويتها فيها العام الماضي.
“على المستوى الثنائي”
وتدعو الخطة، التي وضعها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، إلى التزام جميع الأطراف بوقف العنف المسلح وتطبيق وقف إطلاق النار لفترة ساعتين يوميا للسماح بوصول المساعدات الإنسانية والطبية إلى المناطق المتأثرة.
واعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن الحكومة السورية وافقت على الخطة، وهو الأمر الذي شككت فيه المعارضة.
لكن جهاد مقدسي المتحدث باسم الخارجية السورية قال لبي بي سي الأربعاء “طالما أن عضويتنا (في الجامعة العربية) قد علقت، فإننا نتعامل مع الدول العربية الأخرى على المستوى الثنائي فقط”.
وتابع جهاد مقدسي قائلا “لذلك لن نتعامل مع أية مبادرة تصدر عن أي مستوى من الجامعة العربية”.
فرار جماعي
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أعلن على موقعه على الانترنت أن القوات الحكومية اجتاحت بلدة قلعة مدق والقرى القريبة منها عقب حصار استمر أكثر من أسبوعين.
ونقلت وكالة رويترز عن أحد ناشطي المعارضة قوله إن الآلاف قد فروا من المنطقة، بمن فيهم المتمردون الذين لا يملكون سلاحا كافيا للقتال.
ووفقا للمرصد السوري، فإن أكثر من 40 شخصا قتلوا في قلعة مدق خلال الأيام القليلة الماضية.
في هذه الأثناء تواصل قصف القوات الحكومية حول مدينة حمص أيضا، حسبما ذكر ناشطون.
يذكر أن حمص، ثالث أكبر المدن السورية، كانت مسرحا لهجوم كبير شنته القوات الحكومية خلال فبراير/ شباط الماضي.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
بان جي مون يقول للاسد ان “العالم ينتظر”
بغداد (رويترز) – قال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الخميس ان الرئيس السوري بشار الاسد يجب ان يحول قبوله لخطة سلام من ست نقاط الى فعل يبعد بلاده عن “مسار خطر” يهدد المنطقة بكاملها.
وقال بان في كلمة امام القمة العربية في بغداد “من الاساسي ان يضع الرئيس الاسد تلك الالتزامات موضع تنفيذ فوري. العالم ينتظر ترجمة الالتزامات الى فعل. الاساس هنا هو التنفيذ ولا يوجد وقت لاضاعته.”
(اعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي)
القمة العربية تؤكد على الحل السلمي للازمة في سوريا
القاهرة (رويترز) – اكد الزعماء العرب في افتتاح قمتهم في العاصمة العراقية يوم الخميس على ضرورة الحل السلمي للازمة في سوريا التي تشهد انتفاضة دامية ضد حكم الرئيس بشار الاسد منذ عام.
وجمدت الجامعة العربية العام الماضي عضوية سوريا ضمن جهود الضغط على الاسد لوضع حد لاراقة الدماء.
وفي كلمته في افتتاح الدورة الثالثة والعشرين للقمة اكد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتفالي الليبي الذي تولى السلطة في ليبيا بعد تدخل حلف شمال الاطلسي الذي أدى للاطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي العام الماضي على “عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”.
لكن عبد الجليل الذي رأست بلاده الدورة السابقة للقمة اعرب عن القلق حيال “مشاهد الابادة والتعذيب التي يرتكبها النظام السوري” وهو ما يلزم اتخاذ خطوات سريعة لمتابعة الجهود المبذولة لحل الازمة.
وسلم عبد الجليل الذي اعلن رسميا استعادة علاقات بلاده مع العراق بعد انقطاع تجاوز ثماني سنوات الرئاسة الدورية للقمة الى الرئيس العراقي جلال الطالباني ليصبح اول كردي يتولى رئاسة القمة العربية.
وقال الطالباني في الجلسة الافتتاحية التي نقلت تلفزيونيا على الهواء مباشرة ان “غياب سوريا لا يقلل من اهمية هذا البلد الشقيق.” واعرب بدوره عن القلق حيال “اعمال العنف وسفك الدماء”.
وأكد الرئيس العراقي على السعي “لايجاد حل سلمي لهذه الازمة من خلال الجامعة العربية مع الاستعانة بجهود الوسطاء الدوليين من خلال المبعوث المشترك كوفي عنان.”
وطرح عنان المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية خطة من ست نقاط لوقف العنف في سوريا وبدء حوار سياسي. وقال انه تلقى موافقة دمشق على الخطة التي لا تدعو لتنحي الاسد على عكس دعوة سابقة من الجامعة العربية.
واستبقت سوريا التي علقت الجامعة العربية عضويتها في نوفمبر تشرين الثاني قرارات قمة بغداد بأن قالت امس انها سترفض اي مبادرات من القمة وستتعامل مع الدول العربية على اساس ثنائي فقط.
وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون في كلمة امام القمة ان الرئيس السوري يجب ان يحول قبوله لخطة السلام الى فعل يبعد بلاده عن “مسار خطر” يهدد المنطقة بكاملها.
وحث بان الاسد على “وضع هذه التعهدات موضع التنفيذ الفوري.”
وتقول الامم المتحدة ان أكثر من 9000 شخص قتلوا في الانتفاضة ضد حكم الاسد والمستمرة منذ عام. وتقول سوريا ان حوالي 3000 من افراد الجيش والشرطة قتلوا وتلقي بالمسؤولية على مجموعات “ارهابية”.
وقال اكمل الدين احسان اوغلو الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي ان ” الاجماع الدولي على المقترحات الستة التي تقدم بها عنان وموافقة الحكومة السورية عليها (امر) يبعث على الامل ونتمنى ان تصدق النوايا هذه المرة.”
واشار الى ان المنظمة اجرت مفاوضات مع الحكومة السورية للسماح للمنظمة والامم المتحدة “بارسال بعثة لدراسة الوضع المأساوي”.
وقال امير الكويت الذي يزور العراق لاول مرة للمشاركة في القمة ان “اطالة امد الازمة السورية لا يسهم الا في تعقيدها.”
واضاف “الحكومة السورية مدعوة للانصات للغة الحكمة والعقل والتجاوب مع الجهود المبذولة.”
ودعا الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الى حل يعتمد على رفض التدخل العسكري ورفض تسليح المعارضة وتكثيف الضغط على النظام السوري لاقناعه بنقل السلطة وارسال قوة سلام عربية تحت راية الامم المتحدة والجامعة العربية.
وقال الرئيس اللبناني ميشال سليمان ان بلاده المجاورة لسوريا نأت بنفسها “عن التداعيات السلبية لهذه الاحداث حرصا منها على المحافظة على استقرار لبنان ووحدته الوطنية”.
ودعا سليمان الى “حل سياسي ومتوافق عليه للازمة السورية انطلاقا من جوهر المبادرة العربية بما يسمح بوقف كل أشكال العنف وتحقيق الاصلاح والعبور الى ما يريده السوريون من ديموقراطية.”
(تغطية صحفية للنشرة العربية اشرف صديق – تحرير عماد عمر)
افتتاحية الغارديان: سوريا: الدبلوماسية المخادعة
موقع هيئة التنسيق
علقت صحيفة الغارديان البريطانية على الاحداث في سوريا في افتتاحيتها لليوم الآربعاء 28-اذار , حيث أسهبت في شرح موقفي السلطة واطراف المعارضة.
تقول الافتتاحية ان قبول السلطة والمعارضة لخطة انان يقوم على ايمان ناقص من قبل الطرفين وان الاسد يعلم بأنه لو قدم القليل فانها ستكون بداية السقوط له ولنظامه, بينما تشتت المعارضة وانقسامها حول العديد من القضايا بستثناء مسألة الثأر التي تبدو بالنسبة لهم قابلة للتأجيل ولكن غير قابلة للالغاء. السؤال اذاً هل حل انان المصطنع يستحق التقدم به؟ الاجابة نعم ولاسباب عديدة أولها ان مهمة عنان متفق عليها من جميع الاطراف بما في ذلك الاقليمية منها, وثانيها ان العنف في سوريا ليس مقتصراً عليها في حال استمراره فهو متوقع ان يصل الى لبنان وتركيا ايضاً.
لذلك فان نجاح خطة عنان يتوقف على اقناع كلا الطرفين بأن الخطة تشكل فرصة لهم لنصب الافخاخ لبعضهم البعض.
وتتابع الغارديان: بانتظار مؤتمر اصدقاء سوريا, لاشئ يبدو واضحاً في الافق بما في ذلك مخطططات الحكومة السورية.
ولكن, اذافشلت خطة انان فان ذلك لن يكون مفاجئاً, بينما في حال نجاحها او كشئ من هذا القبيل فانها فقط ستمد الصراع باتجاه شكل جديد وهو الشكل الذي من الممكن ان تكون احدى فوائده تخفيف الكلفة البشرية.
مساعي كوفي أنان: الحكاية الكاملة
اطّلعت «الأخبار» على تفاصيل المباحثات التي أجراها المبعوث الأممي _ العربي كوفي أنان إلى سوريا، بين دمشق وموسكو والعواصم ذات الصلة، من أجل الحصول على الموافقة على النقاط الست التي اقترحها لحلّ الأزمة السورية. ومن خلال هذه التفاصيل، تتبين ملامح وساطته، الهدف منها، العقبات التي تعترضها، والخطوات التالية. وفي ما يأتي عرضٌ لبعض ما جرى في الغرف المغلقة
ناصر شرارة
ماذا بعد موافقة دمشق على خطة المبعوث الأممي _ العربي المشترك، كوفي أنان، ذات النقاط الست؟ وما هي الخطوة التالية في مفاوضاته مع دمشق؟ وما هي حدود التباينات بشأن بنودها بين السلطات السورية وبين أنان، كذلك بين روسيا وبين رعاة «أصدقاء سوريا»؟ الأجوبة عن هذه الأسئلة الحاسمة ستحدّد مسار الفصل الثاني من الأزمة السورية التي تنخرط فيها دول العالم قاطبة.
«الأخبار» اطّلعت على مجموعة تقارير دبلوماسية تتعلق بعمل أنان وفريقه، ابتداءً من تفاصيل المباحثات بين موفده السرّي إلى دمشق قبل أيام، مروراً ببرنامج التفاوض ما بعد الموافقة السورية على النقاط الست، إلى تفاصيل محادثات أنان في روسيا وما يجري دولياً بحثاً عن قواسم تُنتج التسوية الصعبة.
برنامج اللقاءات
يرتقب أن يشارك الموفد الأممي _ العربي في أعمال القمة العربية المنعقدة في بغداد اليوم وغداً، على أن ينتقل يوم السبت إلى تركيا كي يشارك في اجتماع أصدقاء سوريا في إسطنبول، برفقة نائبه السفير ناصر القدوة، وأعضاء آخرين من فريقه، بينما تواصل بقية الفريق العمل في سوريا، حيث تلتقي مع أطياف المعارضة السورية الداخلية.
ومشاركة أنان في قمة بغداد تأتي في سياق تحبّذه واشنطن، لجهة التأكيد على عودة العراق إلى قلب العالم العربي. وفي هذا الإطار، يُثني نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، في محادثة مع دبلوماسي لبناني، على قرار الرئيس ميشال سليمان حضور قمة بغداد، وأيضاً على قرار أمير الكويت المشاركة شخصياً؛ فإدراة باراك أوباما، في ظل حماوة الحمله الانتخابية على رئاسة ثانية، تريد للقمة أن تُظهر أن العراق أصبح معافىً وقادراً على النهوض بمسؤولياته منفرداً، وهو ما حتّم الانسحاب الاميركي منه.
لكن أنان يركز جهوده في هذه اللحظات على تحقيق هدفين اثنين. الأول يتعلق بالجولة الثانية من مباحثاته مع السلطات السورية ومع معارضي الداخل في دمشق. والثاني يتعلق بسعيه إلى إحراز تقدّم للمعارضة السورية على مستوى إرساء وحدتها. ويرى أنان، بحسب ما يقوله القدوة في لقاء مغلق مع سفراء عرب في جنيف قبل ثلاثة أيام، أن انعدام الوحدة في صفوف المعارضة السورية هو أحد أهم العوامل التي قد تعوق مهمة الموفد الدولي _ العربي.
وقبل أيام قليلة، أوكل أنان إلى نائبه القدوة مهمة العناية بملف المعارضة السورية، والتواصل مع شقّيها الداخلي والخارجي على السواء. ويخوض القدوة الآن سباقاً مع الوقت الضيق أصلاً، للانتهاء من دراسته لهذا الملف، وخصوصاً أن التحاقه بفريق عمل أنان تأخر لأسباب غير معروفة. فرغم أن تكليفه حصل قبل أسابيع، يؤكد مصدر دبلوماسي أنّه لم يلتحق بمكتبه في جنيف، حيث مقر أنان، إلا يوم الاثنين الماضي. وأول مهمة قام بها لحظة جلوسه وراء مكتبه، هي اتصاله بعميد سفراء العرب في جنيف، طالباً منه عقد لقاء تعارف له مع سفراء الدول العربية في سويسرا، تمهيداً لبناء علاقة شخصية معهم، تؤمن حاجته للتواصل بهم في المرحلة المقبلة من عمله على الموضوع السوري. ويكشف القدوة عن أن تعيينه جاء بناءً على اقتراح من الجامعة العربية التي كان لها دورها في بلورة فكرة إنشاء البعثة الأممية _ العربية.
ثلاث عقبات
يقول القدوة إن العقبات الحالية المعوّقة لمهمة أنان تتوزع على عدة أنواع، منها ما يتصل بالمناخ الدولي الراهن، وعدم وجود توافق دولي على رؤية موحدة للحل في سوريا، الأمر الذي يعكسه عمل مجلس الأمن، وخصوصاً أنه جرى استدعاء المندوبين الكبار قبل أسبوعين للقاء أنان واستيضاحه عن أهداف مهمته وآلياتها والمطلوب دولياً لدعمها.
العقبة الثانية تكمن في صعوبة الجولة الثانية من المفاوضات الحافلة بمئات التفاصيل التي تحتاج إلى إيجاد صيغ تُلائم بينها وبين توزانات دولية وإقليمية متناقضة، وأيضاً بينها وبين شروط متباينة يطرحها النظام السوري من ناحية والمعارضة من ناحية ثانية. أما العقبة الثالثة، فتتركز على واقع المعارضة السورية المفكّكة. ويحدّد القدوة في اللقاء الدبلوماسي نفسه عنوان الخطوة الثانية في مهمة أنان في سوريا، وتتمثل في «التباحث بتنظيم آلية مراقبة، وإقرار بروتوكول ذي صلة لتنظيم عمل المراقبين».
قصة المسعى
يروي دبلوماسي عربي أن القدوة أجرى مراجعة لمسار الوساطة، ثم قدّم عرضاً للمشاكل التي تعترض المرحلة التالية منها، والمنتظر البدء بها قريباً. وقال إن هذه المراجعة يصح اعتبارها «قصة مسعى أنان الكاملة» بشأن سوريا، منذ طرح اقتراحه على دمشق حتى هذه اللحظة. ويسترسل فينقل عن القدوة روايته القصة وفق التفاصيل الآتية:
منذ الأيام الأولى لانتدابه لقيادة مسعى حل الأزمة السورية، صاغ أنان ما يمكن تسميته «مفهومه» لمهمته، ومفاده أن «الأزمة السورية هي إشكال عربي يحدث في منطقة عربية، ويجب أن يكون الحل سياسياً سورياً مدعوماً عربياً، من دون التقليل من أهمية دور الأطراف الدولية والإقليمية الأخرى». ويضيف الدبلوماسي «لقد قرأ أنان هذا المفهوم لتحرّكه على كل الزعماء العرب والدوليين الذين التقاهم»، معتبراً أن هذا المفهوم يمثّل الإطار الذي سيعمل داخله ولن يخرج عنه. وأكثر جهة رحّبت بهذا المفهوم هي روسيا، علماً بأن كل الأطراف الأخرى رأته حكيماً أو مقبولاً. وخلال زيارته الأخيرة لدمشق، عرض أنان على السلطات السورية اقتراحه المعروف بالبنود الستة التي جرى اعتمادها من خلال البيان الرباعي الذي صدر عن مجلس الأمن بالإجماع، ووافقت عليها دمشق. وهي تتلخص بإيجاز بـ«الالتزام بعملية سياسية، ووقف العنف وتأمين نقل المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح المعتقلين، وضمان الحريات الإعلامية وحق التظاهر السلمي». وكان أنان، قبل مغادرته دمشق، قد طلب من القيادة السورية أن تعطي موافقة علنية على اقتراحه، فوفى السوريون بذلك وردّوا بالإيجاب.
وتضيف الرواية «تمثّل النقاط الست المدخل الإلزامي لتحقيق أمرين سيكونان محل التفاوض في هذه المرحلة. الأول، تحقيق التزام أوّلي بالدخول في عملية سياسية تستجيب للطموحات المشروعة للشعب السوري، وتبتغي، ثانياً وبالتوازي، وقف العنف، لكنه وقف مستدام للعنف، مرتبط بإيجاد آلية مراقبة فعالة»، وحول هذه النقطة الأخيرة ستدور المفاوضات مع السلطات السورية والمعارضة ودول معنية.
ويكشف الدبلوماسي العربي أنه في نهاية الأسبوع الماضي «تسرّبت معلومات لأنان مصدرها موسكو، تفيد بأن الحكومة السورية قررت الموافقة على النقاط الست، فعمد فوراً إلى إيفاد أحد أعضاء بعثته إلى سوريا، بعيداً عن الأضواء، من أجل مباشرة التفاوض حول التفاصيل المتعلقة بإنشاء آلية مراقبة، تنفيذاً لأحد بنود النقاط الست». وقد طرح الموفد على المسؤولين السوريين ما يعتبره أنان في هذه المرحلة أمراً أساسياً يتعلق بـ«تأليف فريق مراقبين عسكريين غير مسلحين يرافقهم مراقبون مدنيون معنيون بمراقبة الوضع الإنساني».
خلال النقاش، تضيف الرواية، برزت ملامح تحفّظ سوري غير مباشر، «وان لم يجر طرحها مباشرة على طاولة التفاوض الآن. وتشير الملامح إلى رفض سوري، أو عدم رغبة في أن يشتمل فريق المراقبين على عناصر من جنسيات عربية. ولأنان رأي بخصوص هذا المطلب، وهو أنه لا يحق للدولة المعنية، وفق مبادئ عمل الأمم المتحدة، الاعتراض على جنسيات أعضاء فريق المراقبين».
ونفى القدوة بأسلوب ملتبس، بحسب المصدر الدبلوماسي، ما يشاع عن أن «اختيار الفرنسي جان غاري غوتيو، الذي شغل سابقاً مهمة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمهمات حفظ السلام لسنوات طويلة، نائباً ثانياً لأنان، كان وراءه نيّة مبيتة من قبل الأخير، لإنشاء قوات حفظ سلام تقوم بمهمة مراقبة وقف العنف في سوريا». وقال «حتى الآن، هذا الأمر غير مطروح، وتعيين غوتيو جاء على خلفية خبرته الكبيرة في حفظ السلام. وهذا الأمر سيؤدي دوراً رئيسياً في تطبيق بند مراقبة وقف العنف، فيما لو أنجز الحل السياسي المرتجى للأزمة السورية».
وأضاف القدوة «حتى الآن لم يجر اتفاق على صيغة فريق المراقبين، ولا على البروتوكول الذي سينظّم عمله، وكل ما طرحه أنان في دمشق عبر مبعوثه الموجود هناك حالياً، وعاد وأثاره مع المسؤولين الروس قبل أيام، هو فريق مراقبين غير مسلّحين».
موسكو: أسئلة وشروط
في موسكو، عرض وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف أمام أنان موقف بلاده من مهمته، المدعومة روسياً، وشروط استمرار هذا الدعم، وذلك على الشكل الآتي: أولاً، أبدت موسكو ارتياحها الكبير لمهمة أنان، وامتدحت شخصيته لتمتعه بصدقية عالية وسيرة عمل حافلة بالجدية. ثانياً، قدّمت روسيا وصفاً لمهمة أنان في هذه المرحلة بعد موافقة سوريا على اقتراحه، وهي أنها تقع في «المرحلة التحضيرية الحذرة، وهي مهمة صعبة». ثالثاً، توافقت روسيا مع أنان على نقطتين، الأولى أن يُصار إلى سحب موضوع تنحّي الرئيس السوري بشار الأسد من أي بحث، وهو ما جعل الموفد الدولي يلتقط الإشارة إلى أن مهمته ستفشل في حال غلّفها بهذا الشرط، والثانية تتعلق بالموقف الروسي الحاسم برفض ومنع أي تدخل عسكري خارجي.
وأوضح لافروف، في هذا المجال، لأنان أن روسيا قامت بكل ما عليها بعدما أقنعت النظام السوري بالقبول بخطته، وبالتالي يبقى عليه أن يبقى ضمن إطار مهمته ونقاطها المعلنة. وكان هذا الكلام تعبيراً واضحاً عن شروط موسكو للإبقاء على دعمها لمهمته، وهي مطالب لم يعتبرها أنان شروطاً، لأنها تمثّل مسلّمات في تفكيره بخصوص مهمته.
رابعاً، برزت تباينات خلال النقاش بين أنان ولافروف، حرص الطرفان على التقليل من أهميتها، على اعتبارها «تباينات تقنية»، وهي على صلة بتفسيرهما لآلية «مراقبة وقف العنف». وهي مادة نقاش بعثة أنان المقبلة في سوريا. وقد عبّر الجانب الروسي عن ذلك على شكل استفسارات من بينها: استفسر الروس عن الترابط ما بين «انسحاب القوات الأمنية النظامية السورية من المراكز السكنية وحولها، كما يرد في النقاط الست، وبين «من هي» الجهة التي ستكون مؤتمنة على الحفاظ على الأمن بعد الانسحاب، وسألوا: هل الشرطة مثلاً ستتولى هذه الأمور؟».
ويستبطن هذا السؤال محاولة روسية لسبر غور أنان بخصوص ما إذا كان لديه آلية يخفيها حتى الآن، كتأليف قوة حفظ سلام دولية أو عربية، على سبيل المثال، للقيام بهذه المهمة، وهو أمر يتحفّظ عليه الروس وترفضه دمشق بنحو مطلق.
الاستفسار الثاني لموسكو يتعلق بإظهار اهتمامها بتطبيق النقطة الواردة في اقتراح أنان بخصوص إنشاء آلية لنزع سلاح المعارضة، وخصوصاً أن النظام السوري واضح في هذه النقطة. وفي هذا المجال تحدث أنان عمّا يمكن فعله لتحويل المعارضة السورية من مسلحة إلى مدنية.
وقد سمع أنان وموفدوه كلاماً واضحاً من الجهات السورية، مفاده أن التسوية المتعلقة بوقف العنف لا يمكن اعتبارها فضّ نزاع أو ربط نزاع بين جهتين، وأن سوريا ترفض رفضاً مطلقاً بقاء أي مسلح، وأنها مستعدة لتوفير كل الضمانات السياسية والقانونية لأجل عدم التعرض لكل من يلقي سلاحه. وقد سمع موفد أنان عبارات حاسمة في هذا المجال: أنتم هنا للمساعدة على استقرار سوريا وحقن المزيد من الدماء، ولكن ليس لأجل فرض هدنة بين متقاتلين.
غداً: ماذا تقول الإدارة الأميركية عن أنان ومساعيه؟
لا زيارة لطهران
حذّر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، أمس، من قيام أطراف دولية وإقليمية بأي إجراء متسرّع أو أحادي الجانب تجاه سوريا، معرباً عن استعداد بلاده لمساعدة سوريا في عملية إعادة إعمار المناطق المتضررة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن صالحي تأكيده، خلال لقائه الموفد الخاص للرئيس السوري فيصل المقداد، «دعم سوريا الصديقة والشقيقة».
بدوره، قدّم المقداد شرحاً تفصيلياً لآخر المستجدات في شتی المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية في بلاده، معتبراً أن الظروف الراهنة مناسبة، في ضوء الاهتمام الخاص، للحكومة السورية للتقدم بعملية الإصلاحات ومتابعة الحوار الوطني.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم كوفي أنان، أحمد فوزي، أن الأخير لن يزور طهران في الأسبوع المقبل، نافياً بالتالي تصريحات سابقة لوزير الخارجية الإيراني. ومن المقرر أن يلقي أنان كلمة عبر الدائرة المغلقة أمام مجلس الأمن الدولي من جنيف، يوم الاثنين المقبل، بحسب فوزي.