أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأحد 26 كانون الثاني 2014

واشنطن تعيد تعريف قواعد التسوية في «جنيف٢»: لا مكان للأسد… والحل بمظلة إقليمية

واشنطن – جويس كرم

صاحب مؤتمر «جنيف٢» تصعيد واضح في اللهجة الأميركية أعاد، وفق الخبراء، تحديد خطوط أي تسوية بالنسبة إلى إدارة الرئيس باراك أوباما. وتشمل هذه الخطوط عدم وجود أي دور في المرحلة الانتقالية للرئيس السوري بشار الأسد أو من «تلطخت أيديهم بالدماء»، والضغط بشتى الوسائل للوصول إلى اتفاق، وضمان مظلة إقليمية في أي اتفاقية مرجوة «مع الوقت».

وجاء تشديد وزير الخارجية الأميركي جون كيري ولأكثر من مرة على ضرورة مصاحبة أي اتفاق برحيل الأسد وأن «أي حل للأزمة لا يمكن أن يتمحور حول إصرار شخص أو عائلته على التمسك بالسلطة»، ليعيد تمسك واشنطن بالخط الذي وضعه أوباما في آب (أغسطس) ٢٠١١ حول ضرورة تنحي الأسد، ومن ثم اتفاق «جنيف١» في حزيران 2012 الذي أكد تأسيس هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات كاملة. ويشير الخبير في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أندرو تابلر لـ «الحياة» الى أن واشنطن وبتصعيد اللهجة في جنيف «أعادت التموضع قليلاً بعد ما حصل في أيلول (سبتمبر) الفائت وعدم تنفيذها الضربة (التي هددت بها لمعاقبة النظام السوري على استخدامه المزعوم للسلاح الكيماوي) ومحادثاتها مع إيران». ويضيف تابلر أن إعادة تحديد الموقف الأميركي مرتبط بـ «التأثير الإيراني الكبير في سورية (داخل النظام وعبر «حزب الله»)، وأيضاً بسبب نمو التطرف من الجانبين». ويرى أن موقف واشنطن في شأن ضرورة رحيل الأسد يأتي «بسبب اقتناعها بأن بقاءه سيؤدي إلى تقسيم سورية».

وكان كيري قال في كلمته في مونترو حيث عُقد مؤتمر السلام السوري إنه «لا يمكن أن نحظى بالسلام أو الاستقرار ولا يمكن استعادة سورية وإنقاذها من التفكك طالما أن بشار الأسد في السلطة».

غير أن الإدارة تُدرك أن لا تسوية قريبة في سورية، وهو ما أكده كيري في مقابلته مع «العربية» بالإشارة إلى أن الأسد «غير مستعد للذهاب وتسليم السلطة لحكومة انتقالية». ويساهم التشنج الإقليمي والتباعد بين إيران ودول عربية أيضاً في استبعاد تسوية قريبة من الحسابات الأميركية، كما يقول تابلر. لكن واشنطن ترى، كما يبدو، أن «المظلة الاقليمية» ضرورية لضمان أي حل في سورية، وهي ستسعى كما يتردد في واشنطن إلى الضغط وبوسائل مختلفة للوصول إلى تسوية تتوافق مع الخطوط التي وضعتها.

وتؤكد مصادر أميركية لـ «الحياة» أن المساعدات غير المسلحة لـ «الجيش الحر» والتي توقفت أواخر العام الماضي «سيتم استئنافها قريباً ولكن من دون الاعلان عن هذا الأمر». وأوقفت واشنطن – وأيضاً لندن – المساعدات العسكرية غير المميتة لـ «الجيش الحر» بعدما سيطرت «الجبهة الإسلامية» على مخازن تابعة لقيادة أركان «الحر» على الحدود مع تركيا، وأيضاً بعد تنامي نفوذ «الدولة الإسلامية في العراق والشام». ورداً على سؤال عن «المساعدات المسلحة» للمعارضة، قال كيري قبل أيام: «ما نراه من محادثات مباشرة بين ممثلي المعارضة والنظام لا يمثل كل ما يقام به من جهود للوصول إلى حل… ومن دون الدخول في التفاصيل سأقول إن هناك سبلاً عدة سيتم استقصاؤها، بينها الدعم المستمر للمعارضة وزيادة هذا الدعم».

وفي الوقت نفسه، هناك تصور واضح للإدارة الأميركية حول شكل أي حل في سورية، وباعتباره سيحمي المؤسسات السورية من التفكك وبينها مؤسسة الجيش التي قال عنها كيري إنها ستحارب «القاعدة» بعد الوصول إلى اتفاق. كما تحدث الوزير عن حماية الأقليات وعن «قوات حفظ سلام» واستعداد الكثير من الدول لإرسالها بعد الوصول إلى اتفاق. وتعكس هذه الأمور الحسابات البعيدة المدى لواشنطن ووضعها في سياق ينسجم مع التسوية التي تسعى إليها الادارة.

«نصف خطوة» في بداية مفاوضات النظام و «الائتلاف»

جنيف – إبراهيم حميدي؛ دافوس – راغدة درغام

عقد وفدا الحكومة السورية و «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أول مفاوضات مباشرة بينهما أمس في جنيف برعاية الوسيط الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي، الذي أعلن أن الطرفين ناقشا أموراً إنسانية، وبالتحديد قضية إيصال المساعدات إلى أحياء حمص المحاصرة، لكن البحث في الأمور السياسية بما في ذلك تشكيل هيئة الحكم الانتقالية لم يبدأ بعد. وعلى رغم ذلك، يُشكّل فك الحصار عن الحي القديم في حمص المفترض أن تدخله قافلة مساعدات اليوم الأحد أو غداً الإثنين أول بادرة إلى إمكان تحقيق تقدم أو اختراق «متواضع» في مفاوضات «جنيف2».

وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» إن وفد «الائتلاف» سيقدم غداً الإثنين «خريطة طريق» للمرحلة الانتقالية لعرضها على وفد الحكومة خلال المفاوضات التي تجري برعاية الأمم المتحدة ووساطة المبعوث الدولي- العربي الأخضر الإبراهيمي.

وعُقدت جلسة التفاوض الأولى بين وفدي النظام والمعارضة في قاعة في مقر الأمم المتحدة في جنيف، وتوسط الإبراهيمي الوفدين اللذين جلس كل منهما في مقابل الآخر إلى الطاولة التي تشبه حرف «يو» باللغة الإنكليزية. وعلى رغم وجود وزير الخارجية السورية وليد المعلم في مقر الأمم المتحدة، إلا أنه لم يحضر المفاوضات التي رأسها من الجانب الحكومي مندوب سورية في الأمم المتحدة بشار الجعفري وغاب عنها الوزراء السوريون الذين جاؤوا مع وفد الحكومة. كذلك غاب عن وفد «الائتلاف» رئيسه أحمد الجربا وحل محله كبير المفاوضين في الوفد هادي البحرة.

وبعد جلستين من المفاوضات قبل الظهر وبعده، عقد الإبراهيمي مؤتمراً صحافياً قال فيه إن مفاوضات أمس تناولت «الشؤون الإنسانية، وناقشنا باستفاضة الوضع في حمص والحي القديم فيها». وأضاف أن هذا الموضوع كان أيضاً محور نقاش في سورية نفسها بين وفد من الأمم المتحدة ومحافظ حمص وأن الحكومة السورية ستجري نقاشات مع مسؤوليها الأمنيين على أمل السماح بدخول قافلة مساعدات إنسانية إلى الحي القديم في حمص الأحد أو الإثنين.

وأضاف الإبراهيمي أن جلسة مفاوضات الأحد «ستناقش قضية تبادل السجناء والمفقودين» بين القوات النظامية والمعارضة.

ورداً على سؤال، أعرب الإبراهيمي عن أسفه لاستمرار النظام في استخدام «البراميل المتفجرة» في قصفه مناطق المعارضة، مشيراً إلى أن ذلك محظور على الصعيد الدولي بموجب القانون الدولي الإنساني.

وأقر بأن «الوقت صعب جداً ومعقد جداً. نحن نسير بنصف الخطوة وليس الخطوة (الكاملة). غداً (اليوم) سنتكلم في شأن الناس الذين فقدوا حريتهم، والإثنين سنتكلم بالتأكيد في موضوع بيان جنيف 1، هذا هو محور المفاوضات والشيء الأساسي الذي جئنا من أجله». ورداً على كلام مسؤولين حكوميين سوريين أن لهم تحفظات عن بيان جنيف الأول، قال الإبراهيمي: «كلامي واضح وصحيح: الطرفان متفقان أننا هنا للحديث عن تنفيذ بيان جنيف 1». وأضاف: «طموحنا، وكما أكد الإخوان اليوم، هو إنهاء الحرب وإعادة السلم والاطمئنان. بدأنا نتحدث عن الأمور الإنسانية أولاً تمهيداً للمواضيع الأكثر تعقيداً. نأمل أن تكون حمص هي البداية». وقال إنه إذا جاء السلام إلى سورية فهذا سيعني «انتهاء الإرهاب أو تقليص حجمه».

وقال إن الوفدين تحدثا أحدهما إلى الآخر في جلسة بعد الظهر ولكن من خلاله، كما يتحدث النواب مثلاً بعضهم إلى بعض من خلال رئيس البرلمان (يتوجهون بالكلام إليه).

وقالت مصادر سورية في جنيف إن «الائتلاف» وافق على البدء ببحث موضوع المساعدات الإنسانية والهدنة في حمص خلال المفاوضات التي جرت مع وفد الحكومة شرط الانتقال الإثنين إلى موضوع هيئة الحكم الانتقالية.

وفي دافوس، أفادت مصادر على صلة بالقنوات الخلفية للمفاوضات حول الأزمة السورية أن العمل جار على فكرة بناء هيكلية أمنية تجمع القوات الحكومية و «الجيش الحر» كجزء من هيئة الحكم الانتقالي وكجزء من استراتيجية لمواجهة التطرف والإرهاب. وقالت المصادر إن مكان بشار الأسد في العملية الانتقالية ما زال موضع خلاف بين الدول التي تشارك في البحث عن تسوية سياسية. وأكدت أن أكثرية المشاركين في الجلستين المغلقتين في دافوس على مستوى الوزراء وصناع القرار أكدت أهمية الحوار والتفاهم السعودي – الإيراني لحل الأزمة السورية وان جميع المشاركين في الجلستين، ما عدا وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، أكد أن لا مكان للأسد في سورية المستقبل.

ويتوجه إلى طهران قريباً كوفي أنان الذي ترأس الجلستين في دافوس وذلك ضمن وفد مجموعة المسنين التي تضم أيضاً الأخضر الإبراهيمي الذي يرعى المفاوضات في جنيف بين النظام والمعارضة السورية.

وحضر الأمير تركي الفيصل إحدى الجلستين بصفة غير حكومية وشارك جواد ظريف فيها وتناقشا. وشارك نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون في الجلستين، واجتمع مع ظريف في أول لقاء منذ سحبت الأمم المتحدة دعوة إيران إلى مونترو لإطلاق مفاوضات «جنيف ٢».

وقالت مصادر الأمم المتحدة أنها تدفع في اتجاه وقف النار المحلي لتأمين المساعدات الإنسانية.

وانتقدت مصادر أوروبية أسلوب المسارين المتوازيين لدى الأمم المتحدة، أي العمل على وقف نار محلي لأسباب إنسانية بموازاة مع تشكيل الهيئة الحكومية الانتقالية. وقالت إن النجاح ممكن في احد المسارين وليس كليهما معاً.

“النصرة” ترحب بـ”مبادرة الأمة” لوقف القتال مع “داعش”

بيروت – أ ف ب

رحبت جبهة النصرة الاسلامية، الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سورية، بمبادرة داعية سعودي لوقف القتال بين الدولة الاسلامية في العراق والشام وتشكيلات اخرى من المعارضة السورية، وفق ما جاء في بيان لزعيمها ابو محمد الجولاني.

واقترح الداعية السعودي عبدالله المحسيني في 23 كانون الثاني (يناير) مبادرة بعنوان “مبادرة الامة”، مهلتها الزمنية خمسة ايام وتنص على وقف فوري للقتال وتشكيل محكمة شرعية بين الاطراف المتقاتلة.

ولم يتضح بعد موقف الطرفين المعنيين مباشرة بالمعارك على الارض، وهما الدولة الاسلامية المرتبطة بالقاعدة من جهة، وتحالف “الجبهة الاسلامية” و”جيش المجاهدين” و”جبهة ثوار سورية” من جهة اخرى.

وقال الجولاني “لقد اطلعنا على المبادرة التي اعلن عنها الشيخ عبدالله المحيسني حفظه الله، واطلعنا ايضا على الجهد الذي قدمه لوقف القتال بين الجماعات”، وذلك في بيان مكتوب نشرته جبهة النصرة على حسابها الرسمي على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي ليل الجمعة السبت.

اضاف “هذه مبادرة الامة اليوم بين ايدينا، فانا لها ندعو ونبارك ونؤيد”.

وتابع “نحن نشهد ان وقف القتال قد اتفق عليه جميع المتنازعين في الساحة، مع تباين بسيط في الآراء، كما اتفق الجميع على النزول لحكم الله عز وجل، واعادة صب الجهود لقتال النظام النصيري”، في اشارة الى نظام الرئيس بشار الاسد. وكان الجولاني دعا في تسجيل صوتي بث في السابع من كانون الثاني (يناير)، الى وقف القتال بين الفصائل المختلفة، محذراً من ان استمراره قد يؤدي الى “انعاش” النظام.

وتنص مبادرة الداعية السعودي على “وقف فوري لاطلاق النار في في كافة مناطق الشام، وتشكيل محكمة شرعية من قضاة مستقلين ترتضيهم جميع الاطراف”، على ان “تلتزم الكتائب العاملة في الساحة والموقعة على هذه المبادرة، بان تكون هي الضامن لتنفيذ قرار المحكمة الشرعية”، وذلك بحسب النص الذي نشره المحيسني على موقعه الالكتروني الرسمي.

كما حدد النص “خمسة ايام من تاريخ اطلاق مبادرة الامة لاعلان من قبل (من وافق) بالتحاكم للمحكمة الشرعية”.

ونشر الداعية مبادرته الخميس، وتنتهي المهلة التي حددها الاثنين.

وأمل المحيسني من “الدولة الاسلامية في العراق والشام، الجبهة الاسلامية، جيش المجاهدين، وجبهة ثوار سوريا، اصدار بيان بالموافقة من عدمها خلال هذه المدة”.

كما دعا “جبهة النصرة وسائر المجموعات الموجودة في الساحة الشامية بيان موقفها من هذه المبادرة”.واندلعت منذ الثالث من كانون الثاني (يناير) معارك عنيفة بين الدولة الاسلامية، والتشكيلات الاخرى من المعارضة السورية، ادت الى مقتل نحو 1400 شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

الابراهيمي: وفدا المعارضة والحكومة السوريين بحثا في حصار حمص

جنيف – أ ف ب، رويترز

اعلن الوسيط العربي والدولي المشترك الاخضر الابراهيمي ان “وفدي النظام السوري والمعارضة بحثا خلال الجلسة الاولى من مفاوضات في مسألة حصار مدينة حمص وسيبحثان الاحد في مسألة المعتقلين”.

وقال “بعد الظهر بدأنا بالبحث في المسائل الانسانية وناقشنا الوضع في حمص القديمة”، مضيفاً “غداً نناقش مسألة المعتقلين والذين خطفوا واذا كان في الامكان فعل شيء لهم”.

وأكد ان “المحادثات المباشرة لم تحرز نتائج مهمة”، لكنه يأمل ان تؤدي إلى “وصول إمدادات الاغاثة الإنسانية إلى مدينة حمص المحاصرة”.

وقال الإبراهيمي انه عرض خططه في اجتماع الصباح من اجل احراز تقدم في المحادثات خلال الاسابيع القادمة.

مفاوضات جنيف تصطدم بالقضايا الانسانية

دينا أبي صعب

غداة انفراد وفدي المعارضة والحكومة السورية في قاعة واحد لأول مرة منذ انطلاق أعمال مؤتمر “جنيف 2” الأربعاء الماضي، لم يتحقق اي إختراق رئيسي نتيجة تمسك كل من الطرفين برؤيتهما للأولويات المفترض أن تبحث على طاولة المفاوضات.

 السير البطيء للمفاوضات حسمه المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الابراهيمي بعد جلستي مباحثات صباحية ومسائية خرج بعدهما الأخير ليؤكد  أن المفاوضات  لم تحرز الكثير من التقدّم لكنها مستمرة،  لافتاً الى أن “الوضع معقّد جداً، ونسير بأقل من خطوة خطوة”.

 وفيما أوضح  أن جلسة الأحد “ستناقش قضية إطلاق سراح سجناء وملف المخطوفين”، لفت إلى أن “مناقشة تنفيذ بيان “جنيف 1” هو الموضوع الرئيسي للمباحثات الحالية”، مضيفاً “رجوت الطرفين ضرورة الحذر في أحاديثهم الإعلامية”، وأوضح أن “ما صرّح به الطرفان عني يعبّر عن وجهة نظرهما”، مشيراً الى أنه لم يكلّف أياً من الطرفين بالحديث عنه.

 موقف الابراهيمي في ما يتعلق بـ”جنيف ١” بدا قريبا من تصريحات المتحدث باسم الائتلاف، لؤي صافي، الذي عقد  مؤتمراً صحافياً بعد انتهاء الجلسة المسائية أيضاً، اعتبر فيه أن الجلسات التي جرت بين الوفد المعارض والوفد الحكومي كانت “مشاورات تمهيدية تحضيراً للمفاوضات التي ستبدأ الاثنين”، حيث سيبحث فيها “تنفيذ بنود جنيف 1 ” وأبرزها تشكيل حكومة انتقالية.

 وكانت المفاوضات بين الجانبين بدأت مع التئام الجلسة الصباحية التي اقتصرت على مداخلة وحيدة للابراهيمي، تحدث فيها، بإسهاب، عما آلت إليه الأوضاع في سوريا، وعن الوضع المأساوي الذي يعيشه السوريون، وعلى ضرورة الانطلاق، من دون إبطاء، في المفاوضات من أجل إيجاد حل سريع للأزمة.

 وركز الابراهيمي حسب معلومات حصلت عليها “المدن” من مصادر مقربة من الأمم المتحدة، على أن “أساس عملية التفاوض هو بيان “جنيف 1″، الذي وافق عليه الطرفان”.

وأضافت المصادر أن المفاوضات تبدأ من “حلحلة انسانية عاجلة، وضرورة البدء بإيصال المواد الغذائية والمساعدات إلى المناطق المحاصرة”، مؤكدة أن ما يحصل الآن “مرحلة بناء الثقة، وننطلق لاحقاً للتفاوض في المسائل الحساسة”.

 وبعد الجلسة الصباحية، عقد الابراهيمي لقاءين منفصلين مع كل من رئيسي الوفدين الحكومي والمعارض، استمع إلى وجهة نظر كل منهما بالنسبة لبرنامج العمل في جلسة بعد الظهر.

الابراهيمي طرح على وفد الحكومة السورية مسألة الهيئة الانتقالية، فكان رد رئيس الوفد، وليد المعلم، “رفض الخوض في هذه المسألة باعتبار ان القضايا الانسانية هي الاولوية القصوى (للنظام) حالياً”.

 في المقابل، كانت المعارضة تخطط وفقاً لما أكده عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري لقوى المعارضة، أنس العبدة، لـ”المدن” لكي تطرح “في (جلسة بعد الظهر) وقفاً لاطلاق النار في حمص القديمة والجديدة، بدءاً من صباح الغد”، كذلك “فتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات والسماح لمن يريد المغادرة بالرحيل”.

 ورداً على سؤال لـ”المدن” قال الناطق الرسمي باسم الائتلاف، لؤي صافي، حول قدرة الوفد المعارض الموجود في جنيف على ضبط الوضع العسكري في حال وافق الطرف الآخر على وقف إطلاق النار قال إن “هناك تواصلا مستمرا مع الفصائل العسكرية الموجودة في حمص وهي على استعداد للالتزام بما يقرره الوفد الائتلافي في هذا الشأن بالذات”، فيما أوضح العبدة أن الوفد الموجود في جنيف “لديه تفويض خطي موقع من قبل الفصائل العسكرية المعارضة في حمص” حول هذه النقطة بالذات.

  لكن “المدن” علمت  أن وقف إطلاق النار بالنسبة للوفد النظامي، غير مطروح في المرحلة الحالية، وأوضحت أوساط مقربة من وفد الحكومة السورية أن المسألة الأساسية هي معالجة المأساة التي يعانيها السكان المحاصرون وأن الوفد يوافق على إدخال المساعدات الغذائية شرط أن تصل الى المحاصرين لا أن تقع بأيدي المسلحين.

 وحول مسألة الممرات الإنسانية في حمص، التي تحدث عنها وفد المعارضة، أشارت المصادر إلى أن وفد الحكومة “ينفي مسألة طرح المعارضة فتح الممرات في حمص” وأن “هذا الموضوع لم يطرح للمناقشة بعد”.

 وبدت النتيجة التي آلت إليها جلستي السبت منطقية بعدما لجأ الوفدان إلى تخفيض مستوى تمثيلهما في المفاوضات.  مصادر متابعة في الأمم المتحدة، قالت لـ”المدن” إن تخفيض مستوى تمثيل الوفدين السوريين في الاجتماع الصباحي “شكل صدمة للابراهيمي” الذي لم يعرف بهذا التفصيل قبل الاجتماع.

 وغاب عن الجلسة، بحسب المصادر، وزير الخارجية السورية، وليد المعلم وأعضاء آخرون في الوفد النظامي، ومن الجهة المقابلة غاب رئيس الائتلاف السوري لقوى المعارضة، أحمد الجربا، في حين ترأس الوفد الحكومي سفير سوريا في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، وعن جانب المعارضة هادي البحرة، وهو ما أكده الابراهيمي في مؤتمره الصحافي.

داخل مبنى الأمم المتحدة، سادت أجواء ارتياح عامة عقب المواجهة التي تمت بين الطرفين، وهي خطوة أساسية بحد ذاتها يبنى عليها في ملف التفاوض، رغم جلوس الفريقين متواجهين دون توجيه أحدهما الحديث للآخر.

 هذا الارتياح، انعكس على الساحة االخارجية، حيث غابت حشود المتظاهرين الذين حملوا، الجمعة، أعلام الطرفين. وتعليقاً على هذا الموضوع، قال أحد منظمي تظاهرة المعارضة التي جرت الجمعة، إن رفاقه “لم يتظاهروا اليوم، لأن التنظيم كان ليوم واحد فقط دعماً لبدء المفاوضات” الجمعة، وأشار إلى أن عدداً من المعارضين توجهوا رغم ذلك إلى الساحة بصفة شخصية “كي لا يغيب التحرك نهائياً عن الإعلام”.

النظام يقصف داريا بالبراميل المتفجرة وتسجيل أول حالة وفاة جوعا في جوبر

«الأونروا» تعلن أن الفلسطينيين أكثر الفئات تضررا.. واليازجي يؤكد أن راهبات معلولا بخير

بيروت: «الشرق الأوسط»

يواصل الجوع حصد المزيد من الأرواح في المناطق المحاصرة في محيط دمشق، لا سيما في مخيم اليرموك الذي كان عرضة للقصف أمس، فيما سجلت أول حالة وفاة بسبب سوء التغذية في الغوطة الشرقية. كذلك، لم يتوقف الطيران الحربي عن استهداف مناطق سورية بالبراميل المتفجرة، لا سيما مدينة داريا في ريف دمشق حيث تدور اشتباكات بين قوات المعارضة والنظام الذي يسعى لاستعادة المدينة.

في موازاة ذلك، أكد بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا اليازجي أن «الراهبات المختطفات من معلولا بخير وهن لا يزلن في يبرود»، قائلا «حصل اتصال معنا شخصيا منذ عدة أيام في مقر البطريركية، ويفترض على الأقل حتى تاريخه أنهن موجودات في أحد المنازل في منطقة يبرود»، آملا الإفراج عنهن في القريب العاجل، لافتا إلى أن «المفاوضات لا تزال جارية».

وسجل ناشطون سوريون في الغوطة الشرقية أول وفاة بسبب الجوع في منطقة جوبر، وبثوا شريط فيديو يظهر جثة رجل نحيل قالوا إنه قضى أمس جراء قلة الغذاء والجوع والحصار المفروض على الغوطة الشرقية من قبل قوات النظام. فيما أعلن ناشطون في مخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق أن عدد المدنيين الذين قضوا جوعا في المخيم وصل إلى 65 ضحية، بعد وفاة الشاب موسى مرعي، أمس، بسبب الجفاف وسوء التغذية جراء الحصار الخانق المفروض على مخيم اليرموك وأحياء جنوب العاصمة.

واحتجاجا منهم على وضعهم المأساوي، في ظل نفاد جميع المواد الغذائية والأدوية والغلاء الفاحش للأسعار، واستمرار انقطاع التيار الكهربائي عن جميع أرجاء المخيم منذ أكثر من عام، نظم سكان المخيم اعتصاما طالبوا فيه بفك الحصار عن المخيم وإدخال المواد الغذائية إليه أو فتح الطريق أمامهم للعودة إلى وطنهم فلسطين.

وفي هذا السياق، أكد مكتب الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن «اللاجئين الفلسطينيين في سوريا هم أكثر الفئات تضررا من الصراع السوري». وميدانيا، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الطيران الحربي نفذ غارة جوية على جرود بلدة تلفيتا، شمال دمشق، فيما استهدف الطيران المروحي مدينة داريا بريف دمشق، مستخدما «البراميل المتفجرة» المحشوة بمادة «تي إن تي»، والتي تلقى من الطائرات من دون نظام توجيه دقيق.

وفي حلب، استهدف القصف الجوي حيي مساكن هنانو والميسر، كما شن سلاح الجو أيضا غارة على بلدة حريتان في ريف حلب، في حين شهدت الأحياء الخارجة عن سيطرة النظام قصفا جويا مكثفا في الأسابيع الأخيرة.

وقال الناشط في المدينة محمد وسام، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن القوات النظامية تستفيد من انشغال مقاتلي المعارضة في المعارك مع جهاديي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وأشار إلى أن «الجيش (النظامي) يحشد قوات إلى الشرق من المدينة، والعائلات المقيمة في شرق حلب بدأت بالنزوح في اتجاه أحياء وقرى أكثر أمانا»، تخوفا من حملة واسعة قد تشنها القوات النظامية على الأحياء الشرقية من حلب، والواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة.

كما أفادت شبكة «سوريا مباشر» بأن قوات النظام قصفت بالهاون بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي، وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن قوات النظام تقصف بالمدفعية الثقيلة والهاون مدينة تلبيسة بالريف.

وفي درعا، قالت شبكة «شام» إن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش السوري الحر وقوات النظام على الجبهة الجنوبية لمدينة الشيخ مسكين بريف درعا، وأفادت الشبكة بسقوط قتيل وعدد من الجرحى جراء قصف الطيران الحربي على أحياء درعا البلد.

كما أفاد اتحاد التنسيقيات بأن الطيران الحربي شن غارة جوية على مخيم مدينة درعا، فيما تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في مدينة الشيخ مسكين بريف درعا. واستمرت الاشتباكات بين عناصر كتائب إسلامية مقاتلة وكتائب مقاتلة من جهة، والدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة أخرى، في منطقة البادية في حماه، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا كذلك إلى معارك في الحسكة، بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي من طرف، ومقاتلي «داعش» وكتائب إسلامية مقاتلة من طرف آخر، في منطقة المناجير بريف مدينة رأس العين.

هدنة في حمص «بالونة اختبار» للمفاوضات السورية.. وبحث ملف المعتقلين اليوم

الإبراهيمي يعلن التقدم «نصف خطوة».. ويطالب الوفدين بالحد من التصريحات الإعلامية

جنيف: مينا العريبي

بعد إنجاز اليوم الأول من المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السورية في جنيف، يستعد الطرفان لليوم الثاني من المفاوضات التي ترتكز على ملف المعتقلين والمخطوفين في سوريا. وصرح ممثل الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي بأنه سيعقد جلسة جديدة من المفاوضات الثلاثية مع الحكومة والمعارضة السورية، مضيفا أن «الطرفين يتحدثان، ولكن من خلالي».

ويأتي ذلك بعد إتمام اليوم الأول من المفاوضات الثلاثية بـ«نجاح نسبي»، إذ لم ينسحب أي طرف وجرى الاتفاق على السعي إلى فرض وقف إطلاق نار في حمص القديمة والسماح لدخول مساعدات غذائية وطبية للمحاصرين منذ أشهر فيها. وأوضح الإبراهيمي أن محادثات أمس تمحورت حول إمكانية تطبيق الهدنة في حمص والتي تعتمد على التطبيق على واقع الأرض في حال توصل محافظ حمص إلى اتفاق مع القوات الأمنية هناك.

واعتبر عضو الوفد المفاوض المعارض لؤي الصافي أن وقف الإطلاق المحلي في حمص «بالونة اختبار» للمفاوضات السورية، أي اختبار لإمكانية التوصل إلى اتفاقات مرحلية تساعد على بناء الثقة بين الطرفين السوريين وتحقيق إنجازات تحسن من وضع السوريين. وعلى الرغم من إجراء المفاوضات حول حمص والإعداد لمفاوضات اليوم حول المعتقلين، أبدى الإبراهيمي حذرا في التعبير عن أي تفاؤل، قائلا «إننا نتقدم نصف خطوة». وأضاف «كانت لدينا جلستان، لم نحقق الكثير ولكننا نواصل. الوفدان هنا».

وتطرق الإبراهيمي إلى التغيير في وفد الحكومة السورية، إذ لم يحضر الوزراء السوريون الجلسة الأولى من المفاوضات، وقال «الوفد قاده ممثل سوريا لدى الأمم المتحدة (بشار) الجعفري، وإن نائب رئيس الوزراء (وزير الخارجية وليد المعلم) كان في المبنى والتقيته».

وحول المحادثات الخاصة بحمص، قال الإبراهيمي «بحثنا الوضع في حمص والبلدة القديمة، وهذه القضية بحثها فريق الأمم المتحدة في دمشق سابقا، ومحافظ حمص سيلتقي بمستشاره الأمني، ونأمل في النهاية أن تدخل قافلة من المساعدات – غذائية وطبية – البلدة القديمة». وأضاف «إننا لم نصل إلى اتفاق حول حمص، لا أعتقد أن الناس هنا سيتوصلون إلى اتفاق – ذلك سيحدث في حمص – هناك قافلة من الاحتياجات جاهزة للدخول».

وفي جلسة اليوم، ستبحث «قضية المعتقلين والمخطوفين، وإذا كان من الممكن أن نفعل شيئا لتأمين حرية بعض المحرومين من حريتهم»، بحسب الإبراهيمي. ومن المتوقع أن يبحث أيضا مصير الراهبات المحتجزات من معلولا بالإضافة إلى المطرانين المخطوفين، بالإضافة إلى الناشطة رزان زيتونة وثلاثة معها اختفوا في دمشق ويتوقع أنهم في سجون النظام السوري. وقال الإبراهيمي «نأمل أن يستعيد كل هؤلاء حريتهم.. هناك الآلاف في سجون الحكومة».

واقر الإبراهيمي بأن المفاوضات صعبة جدا، قائلا «نحن نمشي بالنصف خطوة، لا الخطوة». وأضاف «لا يوجد شك في أننا سنتطرق بكل تأكيد إلى تطبيق بيان (جنيف 1) الصادر في 30 يونيو (حزيران)، هذا هو الموضوع الرئيس للاجتماع». وأوضح «الحديث في القضايا الأخرى يأتي للتمهيد وخلق جو إيجابي من أجل الهدف الأساسي الذي جئنا من أجله». وتابع «طموحنا إنهاء هذه الحرب وإعادة الاطمئنان للناس.. بدأنا بالأمور الإنسانية كي يتعود الناس على مخاطبة بعضهم البعض حتى عند الحديث عن الأمور الأصعب تكون أسهل، لكن لا أتوقع أن تكون سهلة». ويعتبر موضوع حمص وملف المعتقلين ضمن محادثات تمهيدية لبدء البحث في الحل السياسي غدا (الاثنين).

ولفت الصافي إلى «اننا نريد أن نفتح ممرات إنسانية في كل سوريا، حمص بالونة اختبار».

وردا على سؤال من صحافية من قناة موالية للحكومة السورية عن «مكافحة الإرهاب» وإدراجها في المفاوضات، قال الإبراهيمي «الهدف إنهاء الحرب. الحرب هي التي خلقت الظروف لوجود الإرهاب، وأن تكون له جذور وتمتد.. سيقل الإرهاب وينتهي إذا انتهت الحرب وعاد السلام إلى سوريا.. أنا متأكد».

من جهة أخرى، طالب الإبراهيمي كلا الطرفين بعدم الإدلاء بتصريحات تستفز الطرف الآخر. وقال «ترجيت الطرفين أن يكونا حذرين في ما يدليان به إلى الإعلام.. إنني لا أعطي أحاديث صحافية، أتحدث هنا فقط».

وتعليقا على تصريح الإبراهيمي، قال الصافي «إننا أحرار في الحديث للسوريين. يحتاج الناس أن يستمعوا منا بدلا من الاعتماد على إعلام غير موثوق. هناك جهود ممنهجة لتشويه صورة الأحداث» من قبل أطراف من الحكومة السورية.

ومن جهته، أكد وزير الإعلام نائب رئيس الوفد الرسمي السوري إلى مؤتمر «جنيف 2»، عمران الزعبي، أن الوفد موجود في جنيف لإطلاق «عمل ومسار سياسي واقعي ومنطقي يعنى بالشأن السوري ولا يسمح للآخرين بالتدخل». وأضاف في تصريحات للصحافيين «نحن منفتحون على كل نقاش ضمن توجهات السياسة السورية خاصة في ما يتعلق ببيان جنيف الأول وبالتحفظات السورية المعلنة وليست السرية»، لافتا إلى أنه «لا يجوز للفريق الآخر أن يكون متفاجئا بهذا الكلام إذ إنه وبعد صدور بيان جنيف الأول مباشرة كان هناك موقف سياسي رسمي سوري معلن ومبلغ إلى الأمم المتحدة وإلى الدول الكبرى حول التحفظات على البيان». لكنه أضاف أن لدى الحكومة السورية «تحفظات كاملة» على آلية الحكم الانتقالية المنصوصة في بيان «جنيف 1»، مما قد يصعب المفاوضات السياسية غدا.

ومن جهته، أكد نائب وزير الخارجية عضو وفد الحكومة السورية فيصل المقداد أن «القيادة السورية تؤمن بالشعب السوري وبأن إخراجه من الكارثة التي فرضتها الدوائر الاستعمارية القديمة الجديدة على سوريا مهمتها الأساسية». وأضاف «عادة في العمل السياسي تكون (البدايات) متواضعة، لكننا متفائلون، ونحن سنبني على هذه البدايات المتواضعة لأننا نرغب في أن نخرج شعب سوريا من هذه الكارثة التي يمر بها نتيجة للأعمال الإرهابية»، في تعبير يستخدمه النظام السوري للإشارة إلى الأزمة في البلاد على أنها «أزمة إرهاب».

وعلى الرغم من المهاترات الإعلامية، يبدو أن الطرفين ملتزمان بالحوار. ولفتت مصادر دبلوماسية عربية إلى أن هناك توقعات بأن تستمر المفاوضات خلال الفترة المقبلة، لأن الدولتين الأساسيتين الداعمتين للعملية السياسية، الولايات المتحدة وروسيا، ملتزمتان باستمرار المفاوضات في هذه المرحلة. وأفادت المصادر بأن الأنظار تتجه للحكومة السورية لتقديم تنازلات تساعد على دفع عملية التوافد. وأوضح دبلوماسي عربي مطلع على سير المحادثات لـ«الشرق الأوسط»: «النظام لديه السلطة في البلد والقدرة على تقديم التنازلات، كما تزداد الضغوط عليه للالتزام بمبادئ (جنيف 1) وسيكون ذلك اختبارا لوفد النظام خلال الفترة المقبلة».

والتقى رئيس البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة في جنيف اليكسي بورودافكين بالمقداد، أمس، بينما واصل المبعوث الأميركي للمعارضة السورية روبرت فورد اتصالاته بوفد المعارضة السورية. وجرى لقاء بين أعضاء من الفريقين الأميركي والروسي أمس حيث بحثا سير المفاوضات وإمكانية إنجاح هدنة حمص.

الشرطة البريطانية: سنعتقل الجهاديين العائدين من سوريا

لندن – حذّر كبير منسقي مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية بيتر فايهي من توقيف جهاديين بريطانيين عائدين إلى البلاد من سوريا، ومن احتمال توجيه التهمة إليهم بصورة تلقائية، معرباً عن “قلقه الشديد حيال هذا الموضوع”.

وفي تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، صرّح فايهي عن “قلقه العميق لعودة الجهاديين الذين التحقوا بصفوف مقاتلي المعارضة السورية ورجعوا مقاتلين متمرّسين”.

وأضاف إنّ “سوريا مكان بالغ الخطورة وستعتقلون على الحدود إذا ما عدتم”، موضحاً أنّ “أسماء الجهاديين ستسجّل في استماراتنا وقد توجّه إليهم التهمة”.

من جهته، قال أسامة حسن من مؤسسة كويليام فاونديشن للبحوث حول الحركات الإسلامية في لندن، إنّ “الحكومة تشعر بقلق شديد ومن حقّها أن تشعر بذلك، لأنّ بعض الجهاديين يتدرّبون على استخدام الأسلحة وعلى تقنيات أكثر تطوّراً، مثل صنع القنابل والسترات المحشوة بالمتفجرات”.

وذكرت صحيفة “تايمز”، اليوم السبت، أنّ “السلطات شدّدت عمليات المراقبة في المطارات وخصوصاً الرحلات المتوجّهة أو الآتية من اسطنبول، وهي محطة أساسية في الطريق إلى سوريا”.

وهذا الأسبوع، أعطت الشرطة تفاصيل حول اعتقال أربعة شبّان في الحادية والعشرين من العمر، أتوا جميعاً من اسطنبول في رحلات مختلفة. وكان واحد منهم ترك رسالة لوالدته قال فيها إنّه سينضمّ إلى الجهاديين.

واعتقلت الشرطة، الأسبوع الماضي أيضاً، امرأتين في السادسة والعشرين والسابعة والعشرين، كانت إحداهما تستعدّ للصعود إلى طائرة متّجهة إلى اسطنبول.

مفاوضات جديدة بجنيف لبحث المساعدات والمعتقلين

                                            ذكر مراسل الجزيرة أن لقاءً جديدا بدأ اليوم في جنيف بين وفدي النظام والمعارضة السوريين، ومن المقرر أن يبحث الطرفان قضية إدخال المساعدات الإنسانية إلى مدينة حمص إضافة إلى قضية المعتقلين، على أن يتم التطرق إلى الجانب السياسي بداية من يوم غد الاثنين.

 وقالت مصادر في الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية للجزيرة ان وفد المعارضة سيبلغ الوسيط العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي خلال جلسة المفاوضات بأن قافلة المساعدات لحمص القديمة مازالت تنتظر سماح النظام لها بالدخول. من جانبه قال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن الوفد الحكومي المفاوض منفتحٌ على بحث كل الأفكار، لكنه جدّد أن الرئيس بشار الأسد والقيادة السورية خط أحمر لا تفاوض عليه.

وفي وقت سابق، قالت مراسلة الجزيرة بجنيف وجد وقفي إن الوفدين سيلتقيان بغية الحديث عن قضية المساعدات الإنسانية، وأشارت إلى أن الأمم المتحدة تتوفر حاليا على 12 شاحنة مساعدات جاهزة تنتظر الضوء الأخضر لدخول حمص.

وذكر عضو وفد الائتلاف السوري عبيدة نحاس أن اجتماعا سيعقد اليوم بين ممثل الأمم المتحدة بدمشق ومحافظ حمص من أجل تسيير قافلة المساعدات، وأشار إلى أن نحو خمسمائة عائلة بالمدينة المحاصرة منذ عام تنتظر المساعدات ويوجد من بين أفرادها أكثر من ألف طفل.

وستنتقل المفاوضات في الفترة المسائية لمناقشة ملف المعتقلين، ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر مقربة من المفاوضات قولها إن النظام السوري وافق على الإفراج التدريجي على عدد كبير من المعتقلين، حيث من المقرر الإفراج عن المجموعة الأولى -التي يقدر عددها بنحو ألفي معتقل معظمهم من النساء والأطفال- في وقت لاحق من هذا الشهر.

اليوم الأول

وكان اليوم الأول من المفاوضات قد اختتم أمس من دون تحقيق تقدم كبير، واجتمع الوفدان صباح أمس لمدة نصف ساعة في قاعة واحدة بحضور الإبراهيمي للمرة الأولى, ثم اجتمعا عصرا لمدة ساعتين دون أن يكون بين الوفدين أي حديث مباشر، وفق ما قال مراسل الجزيرة عامر لافي.

وأكد الإبراهيمي أن جولتي المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة السوريين السبت بشأن القضايا الإنسانية -خاصة ما يتعلق بفك الحصار عن مدينة حمص- لم تحققا الكثير، وأشار إلى عدم مشاركة رئيسي وفدي النظام والمعارضة وليد المعلم وأحمد الجربا بالجلستين الصباحية والمسائية.

وفي مؤتمر صحفي عقده أمس بمقر الأمم المتحدة بجنيف، كرر الإبراهيمي تصريحات سابقة بأن الوضع “معقد وصعب” وقال إن جداول أعمال الجلسات يتم تحديدها وفق ما يتم الاتفاق عليه, وإن العملية تتقدم بـ”أنصاف خطوات”.

وأضاف أنه لم تتم بجلستي السبت مناقشة وقف القصف بالبراميل المتفجرة وغيرها, وهو من بين ما تسعى إليه المعارضة, مؤكدا مرة أخرى أن الهدف من مؤتمر جنيف2 تنفيذ الإعلان الصادر عن جنيف1 في يونيو/حزيران 2012, الذي نص أساسا على تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات.

وقال الإبراهيمي إنه طلب من وفدي النظام والمعارضة الكف عن التصريحات التي يمكن أن تعكر أجواء التفاوض، وكان يشير إلى تصريحات لوفد النظام رفض فيها مطلب المعارضة بتشكيل هيئة الحكم الانتقالي بمقتضى إعلان جنيف1.

ويقلل دبلوماسيون من فرص تحقيق تقدم في مفاوضات مؤتمر جنيف2 بسبب انعدام الثقة بين الطرفين المتفاوضين، وبسبب غياب فصائل سورية مسلحة بارزة وإيران.

النظام رداً على المعارضة: لدينا موقوفون لا معتقلون

الإبراهيمي يرفع جلسة المفاوضات الأولى بين الائتلاف والنظام السوري

العربية.نت

رفع الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى سوريا، جلسة المفاوضات الأولى بين وفد الائتلاف السوري المعارض والنظام السوري.

وبحسب معلومات موفد “العربية”، حسين قنيبر، فإن المعلومات التي حصل عليها من مصادر من كلا الوفدين تفيد بأن الائتلاف قدم لائحة بأسماء آلاف المعتقلين، ولكن وفد النظام السوري رد بأنه لا يوجد لديه معتقلون وإنما موقوفون.

وأضاف قنيبر أن الفرق بين المعتقل والموقوف بالمعنى القانوني يتلخص بأحقية أن يكون لدى النظام موقوفون.

وكان من المفروض أن تكون الجلسة الأولى اليوم في مؤتمر “جنيف 2” لمناقشة ملف المعتقلين.

وعن الجلسة الثانية، فإنه من المفروض أن تكون عن إدخال المساعدات لحمص وفك الحصار عنها، وحول ما حدث من نقاشات حول هذا الأمر قال قنيبر، إن وفد النظام السوري قال رداً على المطالبة برفع الحصار عن حمص: إن هذا الموضوع بسيط ولا يحتاج إلى القدوم إلى “جنيف 2”.

وأضاف قنيبر أن وفد النظام يعتبر أن السلة الإنسانية سلة متكاملة، بمعنى أنه يشترط لرفع الحصار عن بعض أحياء حمص المحاصرة رفع الحصار الذي تفرضه المعارضة على بعض الأحياء مثل نبل والزهراء. ومما رشح عن الاجتماعات أيضاً، ما صدر عن بعض أعضاء وفد النظام السوري حول التأكيد على أن مسألة البحث في انتقال السلطة هو أمر من المبكر الحديث عنه، ولكن يمكن بحث حل سياسي وعملية سياسية وليس انتقالاً سياسياً.

وفدا سوريا يبحثان ملف المعتقلين في مؤتمر “جنيف 2

الإبراهيمي أكد أن جلستي السبت بين النظام والمعارضة لم تحققا تقدماً

دبي – قناة العربية

يبحث مؤتمر “جنيف 2” حول التسوية في سوريا في جلسته، الأحد، ملف المعتقلين، بعد أن انتهت الجولة الأولى من المفاوضات، السبت، بين النظام والمعارضة في جنيف برعاية المبعوث الدولي والعربي المشترك إلى سوريا، الأخضر الابراهيمي، دون تقدم يذكر.

وقال الإبراهيمي إن وفدي النظام السوري والمعارضة التقيا في جلستين، السبت، لكن لم يُنجز الكثير حتى الآن.

ولفت إلى أن الجلسة الثانية تطرقت إلى المسائل الإنسانية والوضع في حمص.

صرح المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض لؤي صافي بعد جلسة المفاوضات المباشرة مع وفد النظام، السبت، أن هذه الاجتماعات كانت عبارة عن مشاورات تحضيرية قبل جلسة يوم الاثنين التي ستبحث تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة.

وأضاف “أن بحث قضايا إطلاق سراح المعتقلين وتوصيل المساعدات، ستكون بمثابة بالون اختبار بين الجانبين”.

وتحدث الإبراهيمي عن بحث ملف المساعدات الإنسانية، وخصوصاً إلى مدينة حمص، خلال مفاوضات السبت.

وأشار إلى أن ملف رفع الحصار عن المدن السورية تصدر أجندة المجتمعين، وأنه قد يتم التوصل قريباً إلى اتفاق نهائي بإيصال مساعدات إنسانية إلى مدينة حمص وأحيائها القديمة.

ويؤكد دبلوماسيون أن المفاوضات هي طريق بناء الثقة قبل الغوص في مبادئ مؤتمر “جنيف واحد” الأكثر تعقيداً، وهو أيضاً ما لمح إليه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في تصريح له قائلا: “المباحثات الأولى تبحث الأمور المتواضعة قبل الانتقال إلى الموضوعات الكبرى”.

ويدور الخلاف الرئيسي بين الحكومة والمعارضة السورية حول تمسك الأخيرة بمقررات مؤتمر “جنيف واحد” الداعية إلى تشكيل سلطة انتقالية في سوريا، وهو ما أعلن الوفد السوري رفض الالتزام به.

الإبراهيمي: الطرفان متفقان على تنفيذ بيان “جنيف 1

جلسة اليوم لفك الحصار عن حمص.. وغداً سيتم التطرق لموضوع السجناء والمخطوفين

العربية.نت

كشف الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي أن المحادثات التي جرت اليوم بين الوفدين السوريين في مونترو (سويسرا) “لم تحرز كثيراً من التقدم لكنها مستمرة”.

وتركزت الجلسة الثانية اليوم بين الوفدين، بحضور الإبراهيمي، على المسائل الإنسانية، وخاصة فك الحصار عن حمص القديمة، في حين ستخصص جلسة أخرى، صباح غداً الأحد، لقضية إطلاق سراح سجناء وملف المخطوفين.

وفي هذا السياق، قال الإبراهيمي: “لم نتوصل بعد لاتفاق بشأن إيصال المساعدات الإنسانية لحمص”، مشيراً إلى لقاء سيعقد غداً مع محافظ حمص لبحث إدخال مواد غذائية وطبية للمدينة.

وأعرب عن أمله أن يتم إدخال القوافل إلى أحياء المدينة المحاصرة وأن يكون “النجاح في موضوع حمص.. بداية للحديث عن ملفات أخرى”.

وفي سياق آخر، أوضح أن “مناقشة تنفيذ بيان جنيف 1 هو الموضوع الرئيسي للمباحثات الحالية”، مؤكداً أن الطرفين متفقان على تنفيذ ما جاء في بيان “جنيف 1”.

كما كشف الإبراهيمي أن “الطرفين تحدثا مع بعضهما البعض خلال الجلسة المسائية”، في حين لم يتم أية مصافحة أو كلام بين الوفدين في الجلسة الأولى التي عقدت صباح اليوم السبت.

منظمة الكيمياوي: صبر الغرب ينفد من تباطؤ سوريا

دمشق تتعلل بتدهور الأوضاع الأمنية ومهاجمة مخازن كيمياوية

دبي – قناة العربية

قالت مصادر بمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية إن صبر الحكومات الغربية بدأ ينفد إزاء فشل ومماطلة النظام السوري في مواصلة نقل ترسانته، والتي من المفترض تدميرُها بالكامل قبل 30 يونيو من العام الجاري، بينما لم يتم حتى الآن تدمير سوى 1 في المئة من إجمالي المخزون الذي يملكه النظام ويقدر بحوالي 1300 طن، بحسب ما ذكرت قناة “العربية”، السبت.

وأكدت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية صراحة أن دولا أبلغتها باستياء بالغ عن التأخير في نقل الأسلحة الكيمياوية.

وسلم النظام حتى الآن المنظمة، حسب مصادر، 16 طناً. إلى ذلك تم وضع جدول زمني لنقل 500 طن من أشد المواد فتكا، منها 20 طناً من غاز الخردل، تنتظرها السفينة الدنماركية وستدمرها السفينة الأميركية “كيب راي “وذلك قبل نهاية مارس المقبل.

وعللت دمشق تأخرها بسوء الأوضاع الأمنية، وأن مسلحين هاجموا موقعين للتخزين.

وفي المقابل، وصفت بعض الأطراف الدولية النظام بأنه يختلق الأعذار، بعكس ما كان عليه الوضع في بدء الاتفاق الذي اقترحته روسيا واتفقت عليه مع الولايات المتحدة.

وذكرت مصادر رفيعة المستوى أنها تشعر بخيبة أمل إزاء بطء وتيرة تسليم المخزون، وأن ذلك قد يدفع بالمنظمة إلى إحالة الملف من جديد إلى مجلس الأمن، خصوصاً مع تعنت نظام مواقف بشار الأسد في مؤتمر “جنيف 2”.

أطراف اصطناعية لمساعدة جرحى سوريا على الوقوف مجدداً

%40 من بين 370 شخصاً تلقوا العلاج في 2013 كانوا من النساء والأطفال

(الريحانية) تركيا – فرانس برس

يوفر المشروع الوطني للأطراف الاصطناعية الذي يقع ببلدة الريحانية في تركيا على بعد كيلومترات من الحدود السورية، العلاج لكل من يصل إليه من السوريين المصابين.

لا أحد يسأل الوافدين الجدد إلى المركز إن كانوا مقاتلين أم مدنيين، لكن مدير العيادة رائد المصري يعتبر أن 40% من بين 370 شخصا تلقوا العلاج في 2013 كانوا من النساء والأطفال.

وأفاد رائد المصري، وهو سوري الجنسية، أن “أحد مرضانا لا يتجاوز عمره العام والنصف عام، أصيب عندما كان في شهره الثامن، وخسر ساقيه قبل أن يتعلم المشي، وخطواته الأولى ستكون على ساقين اصطناعيتين”.

وتتلقى عيادة الريحانية تمويلا من منظمة سيريا ريليف والجمعية الطبية للمهاجرين السوريين، وهي مجموعة أطباء في المهجر يعالجون ضحايا الحرب.

ويذكر الطبيب أنه قبل فترة قصيرة وصل شاب يبلغ من العمر 22 عاماً إلى العيادة بعد أن فقد ساقيه وذراعه في هجوم صاروخي على حلب قبل ستة أشهر.

ولكن سيتعين عليه الانتظار أربعة أشهر على الأقل بعد عمليته الجراحية الأخيرة قبل أن يتمكن من تجربة ساقيه الاصطناعيتين، ومن ثم بدء العلاج الفيزيائي.

أما عمر شيخ حمدو، وهو مصاب آخر بترت ساقاه، الواحدة على مستوى أعلى الفخذ والأخرى فوق الركبة، فبدأ يعتاد على ساقيه الاصطناعيتين، وهو يستند إلى العكازين المعدنيين.

وأوضح المعالج الفيزيائي المتطوع سمير المصري: “سيبدأ بالسير خمس دقائق ثم الاستراحة، وفي الأسبوع المقبل سنحاول ذلك لعشر دقائق”.

الزعبي: منفتحون للنقاش والأسد لن يتنحى

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

استبق وزير الإعلام السوري عمران الزعبي انطلاق اليوم الثاني من محادثات جنيف، الأحد، بتصريحات أكد فيها أن الحكومة السورية “منفتحة لمناقشة كل القضايا المطروحة على طاولة الحوار”، لافتا في الوقت نفسه إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يتنحى.

وأضاف: “من يطالب بتنحي الأسد يعيش بعالم خرافي”.

وأشار الزعبي إلى أن الحكومة السورية “مستعدة لفتح ممرات إنسانية للمتضررين داخل سوريا”.

واعتبر وزير الإعلام السوري أن المعارضة المسلحة “هي من تتحمل حصار المدنيين في القرى المختلفة”.

وأضاف: “المعارضة السورية تحاصر مئات الآلاف من المدنيين في مناطق عدة من البلاد”.

أما فيما يتعلق بالمعتقلين، فقال: “نريد حل قضية المعتقلين دون تمييز”.

وفي المقابل، اتهم المتحدث باسم وفد المعارضة منذر اقبيق، الحكومة السورية بمنع دخول قوافل المساعدة الإنسانية إلى المدن المحاصرة وعلى رأسها حمص.

وقال اقبيق في تصريحات لصحفيين في جنيف، إن وفد المعارضة قدم قائمة فيها عشرات الآلاف من المعتقلين لدى النظام السوري، بينهم آلاف النساء والأطفال على حد قوله.

وتابع: “هناك من يموت جراء التعذيب” في سجون النظام السوري.

ونفى اقبيق أن يكون لدى الجيش السوري الحر معتقلون مدنيون، مشيرا إلى أن كل المحتجزين لديه “أسرى حرب” فقط.

يذكر أن ملف “المعتقلين والموقوفين” يتصدر جدول أعمال اليوم الثاني من المفاوضات المباشرة بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة، وذلك غداة مباحثات “صعبة” تناولت الحصار المفروض على أحياء في مدينة حمص.

وكان وفدا الحكومة والمعارضة جلسا، السبت، وجها لوجه على طاولة تفاوض في مقر الأمم المتحدة في جنيف لمدة 3 ساعات في حضور مبعوث السلام الدولي الأخضر الإبراهيمي، الذي قال إن “الوضع صعب جدا ومعقد كثيرا”.

وعن حصيلة جلستي السبت، قال الإبراهيمي “لم ننجز الكثير لكننا نتابع.. الوضع صعب جدا ومعقد كثيرا. ونحن نمشي بالنصف خطوة لا بخطوة كاملة”.

وفي حين تصر المعارضة على تنفيذ مقررات البيان الذي أقرته الأمم المتحدة قبل عامين، أكد أعضاء وفد الحكومة منذ وصولهم إلى سويسرا إنهم يقبلون بشكل عام بإعلان جنيف 1 لكنهم رفضوا تشكيل هيئة انتقالية.

كما تتمسك المعارضة بإقصاء الرئيس السوري، بشار الأسد، عن العملية السياسية، بينما يقول الأخير إن الناخبين السوريين يملكون فقط هذا الحق، وإنه قد يرشح نفسه لفترة ولاية جديدة في انتخابات ستجرى في يونيو المقبل.

خفايا جنيف2: حوار ودي بغياب المعلم.. والجعفري لا يعرف عن هدنة حمص

جنيف، سويسرا (CNN) — كشف مصدر دبلوماسي غربي لـCNN بعض خفايا ما دار في الجلسة المغلقة بين وفدي المعارضة السورية والحكومة خلال مؤتمر “جنيف 2” السبت، فأشار إلى أن المباحثات كانت “ودية” ولم يحصل تصعيد بالمواقف من الجانبين

وقال المصدر الذي طلب من CNN عدم كشف هويته، أن كل طرف التزام بعدم استفزاز الطرف الآخر، مضيفا أن الحوار دار في أجواء “ودية” بغياب وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، الذي امتنع عن الحضور ردا على غياب رئيس الائتلاف السوري الوطني المعارض، أحمد الجربا، عن الجلسات.

وأضاف المصدر أنه لدى طرح إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار من أجل إيصال المساعدات إلى المدينة القديمة المحاصرة في حمص رد رئيس الوفد السوري، سفير دمشق لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، بالقول إنه يسمع بهذه القضية “للمرة الأولى” طالبا مهلة من أجل العودة إلى حكومته للتباحث معها حول الطلب.

وأوضح المصدر الدبلوماسي الغربي أن ما ذكره الجعفري “غير صحيح” إذ أن قضية إيصال المساعدات إلى حمص تناقش منذ أسابيع في مجلس الأمن، مع جهود أمريكية وروسية مضيفا: “ما قاله الجعفري غير صحيح، لقد سبق أن أثار الروس ذلك معهم من قبل.”

ولفت المصدر أن الهدنة الإنسانية بحمص كانت من بين القضايا التي أدرجها الوسيط الدولي، الأخضر الإبراهيمي، على جدول أعماله ضمن البنود الممهدة لبناء الثقة بين الجانبين. ونوه إلى أن الجعفري انتقل من الحديث عن الهدنة في حمص إلى طلب مناقشة وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى كامل الأراضي السورية.

وكشف المصدر أن الإبراهيمي وعد المعارضة السورية بطرح القضايا الأساسية، والمتعلقة بالمستقبل السياسي لسوريا، اعتبارا من الاثنين، مرجحا أن تضغط روسيا على دمشق من أجل بت قضية حمص نظرا لرغبتها في إنجاح المؤتمر.

مؤتمر جنيف 2: طرفا الصراع السوري يبحثان إطلاق سراح السجناء

يستأنف وفدا الحكومة والمعارضة السورية في جنيف مباحثاتهما المباشرة، التي من المتوقع أن تتناول قضية إطلاق سراح السجناء والمخطوفين.

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إن طرفي الأزمة سيبحثان “ما يمكن فعله لتأمين حرية، على الأقل، بعض الأشخاص الذين سلبوا حريتهم.”

ووصف الإبراهيمي لقاء الطرفين “وجها لوجه” السبت في إطار “مؤتمر جنيف 2” بأنه “بداية جيدة” لمحادثات السلام الرامية إلى بحث مخرج للصراع السوري.

وأوضح أن القضايا محل النقاش تمثل بداية لتناول قضية تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.

وكانت مفاوضات الطرفين أمس قد ركزت على بحث سبل توفير طرق آمنة لنقل مساعدات إنسانية إلى المناطق المحاصرة في مدينة حمص.

وقال المبعوث الدولي إنه سعى إلى بناء الثقة بين الجانبين من خلال طرح القضايا الإنسانية أولا.

وأكد على أن الهدف يتركز في “خلق مناخ” يساعد في النهاية على تحقيق تقدم فيما يتعلق بـ”وثيقة جنيف 1″ التي أعلنت عام 2012 .

أعمال العنف

تريد المعارضة السورية التزام الحكومة بـ”وثيقة جنيف 1″

وتشدد المعارضة على أن النظام يجب أن يلتزم كتابة بـ”وثيقة جنيف 1″ التي نصت على عملية انتقالية في سوريا.

لكن المسؤولين السوريين يقولون إن “وضع نهاية للإرهاب وأعمال العنف” يجب أن يكون على رأس الأولويات.

ويشيرون إلى أنه من المبكر جدا مناقشة وضع الرئيس السوري بشار الأسد.

وأوضح الإبراهيمي أن أيا من الجانبين لم يتوجه بحديث مباشر للآخر خلال مباحثات السبت، مضيفا أن الطرفين كانا “يتحدثان من خلالي لأحدهما الآخر.. وهذا ما يحدث في المناقشات المتحضرة.”

ويسعى الطرفان إلى تقديم تنازلات محدودة وليس إلى إبرام اتفاق شامل بينهما.

يذكر أن النزاع السوري خلف ما يزيد عن 100 ألف قتيل، منذ بدأ في عام 2001.

كما تسببت أعمال العنف في نزوح ما يزيد عن 9,5 مليون سوري من مناطقهم، وهو ما أثار أزمة إنسانية في سوريا والدول المجاروة.

BBC © 2014

استئناف المحادثات بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين

جنيف (رويترز) – استأنف وفدا الحكومة السورية والمعارضة المحادثات المباشرة يوم الأحد ومن المتوقع أن يناقشا قضايا إنسانية بينها مطالب المعارضة بأن تفرج دمشق عن النساء والأطفال المحتجزين.

وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة إن الجانبين التقيا لليوم الثاني في مقر الأمم المتحدة في جنيف في حضور مبعوث السلام الدولي الأخضر الإبراهيمي الذي يحاول التوسط في اتفاق سلام لانهاء الصراع السوري المندلع منذ نحو ثلاث سنوات.

وقال الإبراهيمي إن المحادثات التي جرت يوم السبت وتجري يوم الأحد ستركز على ما وصفها بخطوات بناء الثقة بهدف تهيئة أجواء إيجابية قبل إجراء المزيد من المحادثات السياسية الصعبة يوم الإثنين.

ووصف جلسات يوم السبت التي كانت أول اجتماع وجها لوجه بين الجانبين بأنها كانت بداية طيبة. إلا أنه قال إنه لم يتم احراز تقدم يذكر بخصوص اتفاق يسمح بدخول المساعدات الانسانية الى مدينة حمص حيث تحاصر قوات الرئيس بشار الأسد مقاتلي المعارضة منذ 18 شهرا.

وقالت المعارضة إنها ستطالب يوم الأحد بالافراج عن المحتجزين. ولم تذكر المزيد من التفاصيل إلا أن دبلوماسيا غربيا قال إنه يتوقع أن يركز الطلب على النساء والأطفال.

وقال مبعوثون حكوميون سوريون وصلوا للمشاركة في محادثات يوم الأحد إنهم مستعدون لمناقشة كل القضايا التي يطرحها الإبراهيمي إلا أنهم قالوا إن من الخطأ التركيز على قضايا فردية أو محلية.

وقال وزير الاعلام عمران الزعبي لرويترز إنهم اقترحوا الحديث عن حمص إلا أن الحكومة السورية تعتبر كل المدن السورية متساوية ومهمة.

وكررت بثينة شعبان مستشارة الأسد وعضو وفد الحكومة تحفظات الزعبي. وقالت إن الجانب الآخر جاء إلى المحادثات لمناقشة مشكلة صغيرة في حين حضر وفد الحكومة لبحث مستقبل سوريا.

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

على ماذا اتفق وفدي “الائتلاف” والنظام في اجتماعهما مع الإبراهيمي؟

 وحدة جنيف الاعلامية التابعة للائتلاف الوطني السوري

ثلاثة ملفات شكّلت محور الجولة الأولى المشتركة بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة برئاسة المبعوث الأممي الاخضر الإبراهميي في قاعة واحدة  في مقرّ الأمم المتحدة في جنيف، والذي لم يدم أكثر من نصف ساعة وقد انتهى بحدود الساعة الحادية عشرة بتوقيت جنيف صباح هذا اليوم ، حسبما كشف أحد المشاركين في عداد وفد الائتلاف.

ملفات جاء في طليعتها المساعدات الإنسانية التي لا تصل إلى عدد كبير من المناطق في سوريا ولا سيما المحاصرة منها، وقد حظي هذا الملف باجماع كافة الاطراف على ضمان وصول المساعدات التي ترسلها جهات أجنبية ومنظمات الأمم المتحدة ، وضرورة فتح الطريق امام المنظمات الإنسانية المتواجدة على الأرض لكي تعمل جهدها لتخفف معاناة سكان بعض المناطق التي لا تصلها المساعدات منذ فترة والتي تعاني من وضع إنساني كارثي.

كذلك جرى الحديث عن الظروف المرافقة لتوزيع بعض هذه المساعدات والتي تمر عبر بعض  الآليات غير النظيفة وبعض الموظفين الأمميين والمحليين، وطلب وفد المعارضة بالكشف عن هؤلاء ودفعهم لرفع ايديهم على هذه المواد المخصصة للفئات الأكثر حاجة للمساعدة من الشعب السوري.

وطالب وفد المعارضة بان توزع المساعدات بشكل عادل وعلى جميع المناطق من دون إستثناء أو بالنظر لطبيعة مكوناتها القومية أو الطائفية وأن لا يتم حرمان بعض المناطق منها لهذه الأسباب.

الملف الثاني تناول موضوع السجناء السياسيين والمعتقلين وتم الاتفاق على تشكيل لوائح بأسمائهم، وتوضح ظروف اعتقالهم على ان ترفع إلى الإبراهيمي، وهذه ضمن النقاط التي يعتبرها المبعوث الأممي تمهّد لتحسين الأجواء لمقاربة الجهود المشتركة في تأسيس هيئة إنتقالية.

فضلاً عن ذلك، اجمع الحاضرون على أنّ سوريا الغد ستكون لكلّ أبنائها على ان تحترم كل القوميات التي تتشكل منها وان يتمتع ابنائها على اختلاف طوائفهم بحقوق متساوية، وتجنب الوقوع في مطبات نظام بشار الاسد، وان لا تحظى اي منطقة باهتمام على حساب الأخرى.

 داعش” تجلد فتاتين في الرقة وتعتقل شاباً من أجل النقاب

ولاية الرقةسعيد جودت- كلنا شركاء

قامت عناصر تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بجلد فتاتين في مدينة الرقة اليوم بحجّة عدم ارتدائهما النقاب، بحسب مكتب أخبار سورية.

واضافت الوكالة أنه  تمّ اعتقال أمس الفتاتين من قِبل نساء تتبعن التنظيم، وإدخالهما إلى المقر الرئيسي للتنظيم في مبنى المحافظة قديماً، ليتمّ إطلاق سراحهما بعد عدة ساعات وعلى جسديهما آثار جلد. وقد قالت إحداهما إنه قد تم جلدهما بالسياط من قبل امرأة.

كما قام عناصر التنظيم مساء أمس باعتقال شابٍ في شارع المنصور بالرقة بسبب عدم ارتداء زوجته للنقاب، علماً أنها كانت ترتدي الحجاب والعباءة، ولم يتبيّن مصير الشاب حتى الآن.

يشار إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية كان قد قام يوم أمس أيضاً بإعدام مدنيين اثنين في دوار النعيم في المدينة ذبحاً بالسيف بتهمة “شتم الرسول”، حيث تمّت عملية الإعدام على الملأ بوجود سكان من المدينة بينهم أطفال.

داعش” يستبدل اسم مدينة الباب باسم “المدينة المنورة

سعيد جودت- كلنا شركاء:

كشفت شبكة “حلب نيوز” عن نية عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام  بتغيير اسم مدينة الباب إلى “المدينة المنورة” نظراً لقيام الأهالي بحماية المهاجرين على حد تعبيرهم، علماً أن المدينة تشهد انقطاعاً للتيار الكهربائي منذ أكثر من عشرة أيام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى