أحداث السبت، 10 آب 2013
لقاء كيري – لافروف بلا نتائج … والجربا يتوقع تقدم قوات المعارضة
واشنطن – جويس كرم عمان – تامر الصمادي لندن – «الحياة»
لم تسفر محادثات وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في واشنطن امس عن اختراق في الملف السوري، واكتفى الجانبان بالتأكيد على ضرورة عقد مؤتمر «جنيف – 2» والبناء على «المصالح المشتركة» للبلدين التي تشمل ملفات أخرى، فيما توقع رئيس «الائتلاف الوطني» احمد الجربا ان تشهد الأسابيع المقبلة «تقدماً كبيراً لقوات المعارضة»، مشيراً إلى أن الأردن يبحث حالياً، بناء على طلب «الائتلاف»، فتح مكتب للمعارضة في عمان التي يزورها منذ ايام.
وأقر كيري عند بدء محادثاته مع لافروف التي ضمت ايضاً وزيري الدفاع الاميركي تشاك هاغل والروسي سيرغي شويغو، بأن العلاقات واجهت «أوقاتاً صعبة». وعبر عن أمله في تبادل وجهات النظر «بشكل صريح». وقال: «العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا مهمة جداً وتتميز في الوقت نفسه بمصالح مشتركة ومصالح متعارضة»، داعياً الى البحث في «المجالات التي نتفق عليها وكذلك تلك التي نختلف حولها».
وعلى رغم تأكيد كيري على «المصالح المشتركة»، لم تثمر المحادثات الاميركية – الروسية عن اختراق في حل الازمة السورية، مع تحذير لافروف «من الحلول المفروضة بالقوة»، وتأكيد كيري أن الخلافات تتخطى قضية المتعاقد السابق مع الاستخبارات الأميركية ادوارد سنودن.
وقال كيري لدى استقباله لافروف أن «هناك مصالح مشتركة مع روسيا وأيضاً مصالح متضاربة. من الواضح أن لدينا تحديات وليس فقط حول قضية سنودن». وأضاف: «كلانا كان يلعب (رياضة) الهوكي والديبلوماسية. مثل الهوكي، نتضارب فيها أحياناً».
ولم تعلن بعد الاجتماع الذي اعقبه لقاء منفرد بين كيري ولافروف نتائج ملموسة، على رغم عمل الجانبين لعقد «جنيف – 2». اذ أكد لافروف أن «من المهم تفادي الحلول المفروضة بالقوة ولدينا أمثلة في السابق أن هذا الأمر لم ينجح». وأضاف ان الهدف هو «الانتقال الى مرحلة سياسية وعقد مؤتمر جنيف» منوهاً بدعوة مجموعة الثماني في إرلندا مطلع الصيف للحكومة والمعارضة لـ «توحيد الجهود لمكافحة الارهاب».
وتأتي القمة في وقت تمر العلاقات الروسية – الأميركية بمرحلة فتور كان من أبرز مؤشراتها إلغاء الرئيس باراك أوباما لقاءه مع نظيره فلاديمير بوتين وزيارته موسكو الشهر المقبل.
الى ذلك، قال رئيس «الائتلاف الوطني» أمس إن الأسابيع المقبلة «ستشهد تقدماً كبيراً لقوات المعارضة»، مشيراً إلى أن الأردن يبحث حالياً، بناء على طلب «الائتلاف»، فتح مكتب يتبع للمعارضة في عمان. ورفض الناطق باسم الحكومة الأردنية الوزير محمد المومني، تأكيد أو نفي تصريحات الجربا في هذا الخصوص. لكنه قال لـ «الحياة» إن الوضع بالنسبة الى الأردن «يختلف عن غيرها من الدول. هناك سفارة تتبع حكومة (الرئيس) بشار الأسد في عمان وسفارة مماثلة تتبع حكومتنا في دمشق، إضافة إلى أن علاقات ديبلوماسية لا تزال قائمة بين البلدين».
وكان لافتاً أن السلطات الأردنية سمحت لرئيس «الائتلاف» وعلى نحو مفاجئ، دخول سورية عبر أراضيها صبيحة أول أيام العيد، كما عادت لتستقبله مرة أخرى في اليوم ذاته، وهو ما قُرئ في سياق الدعم العلني النادر من قبل الأردن، الذي حافظ طيلة الأزمة على هامش من الحذر عند تعامله مع النظام السوري، بعد أن اتهمه غير مرة بإرسال خلايا نائمة إلى أراضيه.
الى ذلك، قال الجربا إن ثمة مبادرة يجري العمل عليها لـ «تشكيل نواة جيش وطني سوري في شمال وجنوب البلاد كمرحلة أولى، وسيفتح باب التطوع للحاق به قريباً».
وأوضح عضو في الهيئة السياسية في «الائتلاف» لـ «الحياة» ان المشروع الذي تحدث عنه الجربا هو ذاته مشروع هيئة اركان «الجيش الحر» الذي يقوم على ركيزتين: توحيد ألوية وكتائب «الجيش الحر» بحيث تتبع لهيئة الأركان، وفتح باب التطوع للانضمام اليه. وأوضح ان نواة «الجيش قد تبدأ بثلاثة آلاف او أربعة آلاف مقاتل ثم يزيد العدد مع الوقت.
تابع ان الهيئة السياسية التي تضم 19 عضواً ستجتمع في إسطنبول في منتصف الشهر الجاري للبحث في مواضيع عدة بينها مشروع كردي لإقامة إدارة مدنية في شمال سورية وشمالها الشرقي والموقف من مؤتمر «جنيف – 2» وأمور تنظيمية، مشيراً الى ان اجتماع الهيئة العامة لـ «الائتلاف» التي تضم 114 عضواً سيعقد لاحقاً.
الى ذلك، قال زعيم «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم انه سيتوجه الى تركيا الأسبوع المقبل بعدما أجرى قبل يومين محادثات مع مسؤولين إيرانيين في طهران، لافتاً الى ان «اقامة علاقات ديبلوماسية مع الدول الإقليمية حق مشروع» لأكراد سورية. وأشار الى ان طهران لا تعارض اقامة ادارة مدنية كردية في سورية. ونقلت مواقع الكترونية كردية عن مسلم قوله ان إقامة «علاقات ديبلوماسية مع الدول الإقليمية والمؤثرة في الملف السوري حق مشروع للأكراد في ظل صمت المعارضة السورية تجاه استهداف الأكراد على الهوية من قبل الجماعات المتطرفة».
ميدانياً، شنت طائرات حربية امس غارات على مناطق في ريف اللاذقية غرب البلاد. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بأن «الطيران الحربي نفذ غارة على قرية بداما وغارات على مناطق في مصيف سلمى وناحية كنسبا وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين القوات النظامية وكتائب «البعث» و «قوات الدفاع الوطني» الموالية للنظام من جهة، ومقاتلي الكتائب المقاتلة ومقاتلين من جنسيات عربية من جهة ثانية». ونوه «الائتلاف» بإعلان «الجيش الحر» حماية المدنيين في الساحل السوري وتأكيدهم أن عملياتهم عسكرية بحتة وتستهدف حصراً النقاط الأمنية والمراصد والثكنات الحربية وكتائب الشبيحة والمراكز التابعة للجيش».
قتلى في غارات جوية غرب سورية
بيروت – ا ف ب
قتل عشرون شخصاً على الاقل في قصف نفذه الطيران الحربي مساء امس على بلدة في ريف اللاذقية (غرب)، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان انه “ارتفع إلى اكثر من عشرين عدد الشهداء الذين سقطوا إثر القصف الذي نفذته الطائرات الحربية على بلدة سلمى بجبل الأكراد مساء أمس”.
بارزاني: مستعدون للدفاع عن اكراد سورية
اربيل – ا ف ب
هدد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بـ”التدخل للدفاع عن اكراد سورية”، في حال ثبوت تعرضهم للقتل على ايدي الجماعات “الارهابية” في اطار الصراع الذي تعيشه سورية منذ سنتين ونصف. ونقل الموقع الالكتروني لرئاسة اقليم كرستان العراق عن بارزاني قوله “تقوم بعض وسائل الاعلام منذ فترة بنشر انباء عن قيام الارهابيين بالنفير العام ضد المواطنين الكرد وان ارهابيو القاعدة يتعرضون للاكراد المدنيين الابرياء ويقومون بذبح النساء والاطفال”. واضاف مخاطباً الاحزاب الكردية العراقية، من اجل “اظهار الحقائق من هذه الانباء اطالبكم باجراء تحقيق خاص لزيارة كردستان الغربية (شمال سوريا) والتحقق من هذه الانباء”. واكد بارزاني انه “اذا ظهر ان ذه الانباء صحيحة، وظهر ان المواطنين ونساء واطفال الكرد الابرياء هم تحت تهديد القتل والارهاب، فان اقليم كردستان العراق سوف يسخر كل امكانياته للدفاع عن النساء والاطفال والمواطنين الابرياء الكرد في كردستان الغربية” في سورية.
تساؤلات عن أمن مطار بيروت وتركيا تسحب جنودها من الجنوب
بيروت – «الحياة»
دخلت العلاقات التركية – اللبنانية مرحلة تأزم جديدة أمس على خلفية قضية الحجاج اللبنانيين التسعة المخطوفين من قبل الثوار السوريين في مدينة إعزاز السورية قرب مدينة حلب، والتي كانت أنقرة تتولى الوساطة لإطلاقهم، مع قيام مجموعة أطلقت على نفسها اسم «زوار الإمام الرضا» بخطف قبطان طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية ومساعده، فجر أمس بعيد خروجهما من مطار رفيق الحريري الدولي في اتجاه الفندق، ما استنفر كبار المسؤولين اللبنانيين للبحث عن المخطوفين ولاستنكار الحادث، فيما أبدى أهالي المخطوفين اللبنانيين في إعزاز فرحتهم بالعملية، وأكدوا أن لا علاقة لهم بها، ملوحين بخطوات تصعيدية ضد المصالح التركية، بينما دعت الخارجية التركية رعاياها الى مغادرة لبنان وتجنب السفر اليه، قال الناطق الرسمي بإسم «يونيفيل» أندريا تيننتي، في رد لمندوب الوكالة الوطنية للإعلام على سؤال حول إمكانية إنسحاب الكتيبة التركية من الجنوب «أن يونيفيل تبلغت في السادس من آب (اغسطس) الجاري من إدارة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة أن أنقرة قررت سحب سرية الهندسة والبناء التركية (الكتيبة التركية) العاملة في إطار يونيفيل بحلول الأسبوع الأول من أيلول (سبتمبر) 2013. إلا أن تركيا ستحافظ على وجودها في قوة اليونيفيل البحرية حيث أنها تساهم حاليا بقارب دورية سريع واحد و58 جندي حفظ سلام».
وجرى اتصال بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالرئيس التركي عبدالله غل تناولا خلاله «موضوع المخطوفين الأتراك واللبنانيين وغيابهم عن ذويهم لمناسبة العيد».
وعبّر سليمان خلال الاتصال عن «رفض الخطف الذي حصل أمس وأن هناك مساعي جدية ومتواصلة لمعرفة مكان المخطوفين والتأكد من سلامتهم والعمل على تحريرهم».
وإذ تم تبادل التهاني بعيد الفطر أشار الرئيس غل من جهته الى «الجهود التي قامت وتقوم بها تركيا لإطلاق مخطوفي إعزاز لافتاً الى انهم يتابعون هذه الجهود متمنياً أن يتم اطلاقهم وعودتهم الى عائلاتهم وأهلهم في أقرب وقت».
وأجرى الرئيس سليمان وفور تبلغه عملية الخطف سلسلة اتصالات بالمسؤولين الأمنيين والقضائيين للمتابعة والتأكيد على القوى الأمنية اتخاذ التدابير لتأمين سلامة طريق المطار وفقاً لقرار مجلس الوزراء في هذا الصدد.
وإذ طرحت العملية مجدداً مسألة أمن طريق المطار، واعتبر وزير السياحة فادي عبود أنها ستعرض لبنان لأخطار اقتصادية إضافية وربطت الجهة الخاطفة الإفراج عن القبطان ومساعده بإخلاء سبيل الزوار التسعة، فإن رئيسي المجلس النيابي نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تلقيا اتصالاً من وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو واستنكرا الحادث وأكدا أن «اي جهد لن يوفر للإفراج عن الطيارين».
وفيما رأى ميقاتي أن معالجة قضية انسانية محقة لا يمكن أن «تتم على حساب النيل من هيبة الدولة وسلطة القانون»، فإن الرئيس المكلف تأليف الحكومة تمام سلام قال: «سبق أن استنكرنا خطف الزوار اللبنانيين في سورية وطالبنا باستمرار الجهود المكثفة لإطلاقهم بالتعاون مع السلطات التركية إلا أن حادثة الخطف اليوم (أمس) لا يمكن السكوت عنها لما فيها من اساءة الى صورة لبنان وسمعته وما يتهدد زواره».
وفي تفاصيل الحادث أنه فيما كان طاقم طائرة تابعة للخطوط التركية (الرحلة 828) حطت في مطار بيروت فجر أمس ينتقل في سيارة فان تابعة لفندق «راديسون» في العاصمة، اعترضه عدد من المسلحين كانوا يستقلون سيارتين، على جسر «الكوكودي» القريب من المطار ومن ضاحية بيروت الجنوبية، وأنزل منه قائد الطائرة ومساعده، وتركوا سائر الطاقم المؤلف من 7 مضيفات ومضيفين، وفروا بالمخطُوفَيْن الى جهة مجهولة. وكانت الساعة تناهز الثالثة فجراً.
وقال وزير الداخلية مروان شربل أن 4 مسلحين نفذوا العملية وأن التحقيق حصل مع سائق الباص الذي كان يرافقه ابنه.
وأفادت المعلومات الأمنية بأن التحقيقات جرت أمس مع عدد من موظفي المطار وربما شملت بعض من هم في برج المراقبة أو قاعة الوصول، بهدف التأكد من وجود تنسيق بين الخاطفين وبين بعض الموظفين، أو عدمه ولتحديد هوية الجهة الخاطفة… ونفذ الجيش اللبناني فور حصول الخطف انتشاراً على طريق المطار.
وعلمت «الحياة» أن عدد المسلحين الذين نزلوا من السيارتين هم أربعة بينما بقي فيهما عدد آخر لم يحدد، هذا فضلاً عن أن أشخاصاً أوقفوا السيارات المتوجهة عبر جسر الكوكودي، أثناء عملية الخطف وأبلغوا سائقيها بأن عليهم تغيير طريقهم «لأن حادث سير وقع على الجسر». وقال السفير التركي في بيروت اينان اوزيلديز الذي قطع اجازته وعاد الى لبنان لـ «فرانس برس»: «لا أعرف لماذا حصل ذلك في وقت تستمر المفاوضات لإطلاق سراح مخطوفي إعزاز».
وكانت محطة «الجديد» اللبنانية بثت بيان مجموعة «زوار الإمام الرضا» التي تبنت خطف الطيار التركي ومساعده والذي أعلن أنهما «ضيوف لدينا لحين اطلاق سراح أخوتنا زوار الأماكن المقدسة المخطوفين في إعزاز والذين تتحمل تركيا المسؤولية المباشرة عن حريتهم». وأضاف البيان: «أمان ربي أمان… بيرجع زوار بيطلع قبطان». وكان بيان الخارجية التركية الذي دعا الرعايا الى مغادرة لبنان وتجنب السفر اليه إلا للضرورة، أكد أن أنقرة. تنتظر من الحكومة اللبنانية اتخاذ كل الإجراءات لضمان أمن المواطنين المقيمين في لبنان. واتخذت الكتيبة التركيبة العاملة في إطار قوات يونيفيل في جنوب لبنان احتياجات أمنية شديدة وألغت تحركاتها المؤللة تحسباً.
وقامت طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية حطت ظهراً في مطار رفيق الحريري حملت 154 راكباً وطاقماً اضافياً تولى قيادة الطائرة التي كانت حطت فجراً وخطف طياراها، التي عادت وغادرت، وعلى متنها طاقمها من المضيفات والمضيفين. كما حطت طائرة ثالثة ليلاً في المطار قادمة من اسطنبول حاملة ركاباً.
وكان المتحدث باسم أهالي المخطوفين اللبنانيين في إعزاز نجل أحد المحتجزين هناك، دانيال شعيب شكر المجموعة التي خطفت الطيارين ونتمنى عليها المحافظة عليهما ومعاملتهما معاملة حسنة، فيما قال الشيخ عباس زغيب المكلف بمتابعة ملف مخطوفي إعزاز أن لا علاقة للأهالي بخطف الطيارين لكنه اتهم الأتراك بالتلاعب بعواطف اللبنانيين متمنياً أن ينهي خطف الطيارين ملف مخطوفي إعزاز، ومساء ذكرت محطة «الميادين» ان المخطوفين التركيين بخير وقد نقلا الى «خارج بيروت».
وكان الوزير شربل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم خاضا بحضور مندوب عن دولة قطر في الأشهر الثلاثة الماضية مفاوضات عبر الداخلية التركية وجهاز المخابرات فيها مفاوضات أفضت من خلال وساطة أنقرة مع خاطفي اللبنانيين التسعة في إعزاز عن اتفاق على توسط لبنان لدى المسؤولين السوريين من أجل الإفراج عن 130 امرأة سجينة لدى النظام السوري وزار اللواء ابراهيم دمشق لهذه الغاية مرات عدة الى أن أفرج الجانب السوري عن 30 سورية سجينة في 19-7-2013، على أن يفرج خاطفو اللبنانيين التسعة عن اثنين أو ثلاثة منهم مقابل ذلك، إلا أنه لم يفرج عن أي منهم وبعثَ خاطفو إعزاز برسالة الى الداخلية اللبنانية بالاستعداد للإفراج عن اثنين مقابل شروط جديدة، لكن الجانب اللبناني رد بأنه يتفاوض مع الجانب التركي.
لماذا إنزعجت الخارجية الأردنية من الجربا؟.. تصعيد صامت ومكتب تمثيل بضغط سعودي وقذائف الأسد تعبر الحدود مجددا
عمان- القدس العربي- بسام البدارين: أقل من 48 ساعة فصلت بين عبور رئيس الإئتلاف السوري المعارض أحمد الجربا إلى بلاده في محافظة درعا (المحررة) من قبل المعارضة تحديدا من نقطة حدودية أردنية وبين تجاوب نظام بشار الأسد في دمشق برسالة من طراز خاص قوامها سقوط قذيفتين في قرية الطرة الحدودية بالجانب الأردني.
الجربا هو عمليا أول معرض سوري سياسي يتمكن من العبور عبر الحدود الأردنية بصورة علنية في إستعراض إعلامي علني يوحي ضمنيا بأن قواعد اللعبة على الأقل من جهة الأردنيين تغيرت قليلا.
نقاط العبور جنوبي سوريا المحروسة جيدا من الجيش العربي الأردني كانت مخصصة لمن يهرب من دمشق وللاجئين فقط ولم يسبق لها أن عملت بالإتجاه المعاكس.
لكن الجربا دخل وقام بنشاطات إجتماعية داخل درعا وعاد إلى عمان في تطور لافت على إستراتيجية الأردن بخصوص الملف السوري يوحي ضمنيا بأن حركة العبور يمكن أن تتماثل لنظيرتها على الحدود السورية مع تركيا.
اللافت أكثر أن الجربا إستعجل الإستعراض الإعلامي السياسي بدون تنسيق مع مستشاري وزير الخارجية الأردني ناصر جوده فسارع للتحدث عن الإتفاق على إفتتاح سفارة سورية خاصة بالمعارضة في وضع دبلوماسي محرج قوامه وجود سفارتين لسوريا في عمان.
لاحقا وعندنا أثار ما كشفه الجربا الجدل تعدلت تصريحات المعارضة السورية بعد إتصلات منزعجة من مقر الخارجية الأردني فإنتهى الأمر بصيغة تتحدث عن (شبه سفارة) تقوم بواجباتها الدبلوماسية إعتمادا على مقر السفارة السورية في قطر وهي الدولة الوحيدة التي سلمت سفارة دمشق للمعارضة تفاعلا مع مضمون مقررات القمة العربية الأخيرة التي إستضافتها الدوحة.
وبسبب تواصل الضجة عدلت الصيغة للمرة الثالثة حيث أوضح الإئتلاف السوري المعارض بأن المقصود ليس سفارة في عمان بيد المعارضة ولا هيئة دبلوماسية تتبع سفارة دمشق في قطر إنما مكتب تمثيلي للمعارضة السورية سيكون بمثابة إعلان موقف جديد في قواعد اللعبة الأردنية في حال إفتتاحه فعلا الشهر المقبل كما هو مقرر.
حصل ذلك بعدما إضطر الناطق الرسمي بإسم الحكومة الأردنية محمد مومني وخشية الغرق في حسابات الفوض للإعلان عن مفاوضات حصلت مع المعارضة السورية بشأن تنسيق ملف اللاجئين لإن بلاده لا تستطيع التعامل وحدها مع عبء اللاجئين.
المومني نفى حصول تغيير في الموقف السياسي الأردني ملمحا لإن إستراتيجية بلاده لا زالت كما هي وتتمثل في دعم عملية سياسية لإحتواء الوضع في سوريا.
بكل الأحوال وبصرف النظر عن رداء النفي الأردني الدبلوماسي للغاية شهدت العلاقات الأردنية السورية تطورا لا يمكن إلا ملاحظته عشية عطلة العيد ويمكن رده عمليا للضغط السعودي حصريا حيث تقود السعودية الأن إستراتيجية النظام الرسمي العربي في المسألة السورية.
الجربا نفسه مقرب من السعوديين وملف دعم المعارضة السورية المسلحة يشرف عليه الرجل الثاني في وزارة الدفاع السعودية الأمير سلمان بن سلطان وهو (شبه مقيم) في عمان منذ عدة أسابيع في إشارات واضحة على أن عمان تقترب أكثر من الرياض عندما يتعلق الأمر بإستراتيجية مشتركة لإدارة نقاط العبور والحدود الساخنة بين الأردن وسوريا.
ذلك لا يحدث على الأرجح إلا لسبب رغم صمت السفير السوري المشاكس في عمان بهجت سليمان عن هذه المستجدات وإن كانت تقارير محلية قد لفتت النظر لرسالة من الجانب السوري لم ترسل منذ ستة أشهر على الأقل إلى الجانب الأردني فبعد كل إعلانات وسجالات العيد بخصوص المكتب التنثيلي الجديد للمعارضة السورية في عمان سقطت قذيفتان على طريق دولي بمحاذاة قرية الطرة الأردنية التي تعتبر من أبرز نقط الإحتكاك بين الجانبين على الحدود.
لا يوجد مبرر ميداني ملموس لسقوط قذيفتين من جيش النظام السوري على الأرض الأردنية حيث لا ذرائع عسكرية أو مدنية تبرر الأمر وحيث توقف عمليا إستقبال اللاجئين السوريين.
يعني ذلك ببساطة أن دمشق ترسل رسالة تحذير للأردنيين ردا على دخول الجربا لدرعا بطريقة منسقة وقصة مكتب التمثيل في عمان.
هذه الرسالة تقول ضمنيا بأن على الأردنيين أن لا يتوقعوا إستمرار الهدوء على حدودهم إذا ما صعدوا في موقفهم التحالفي مع المعارضة ومنحوها تسهيلات حدودية حصريا.
لذلك سارع الناطق الرسمي الأردني محمد مومني للإعلان عن إحتفاظ بلاده بنفس مواقفها السابقة فيما لاحظ سكان الجانب الأردني بأن الأصوات المفزعة للقذائف السورية عادت للنشاط بعد فترة (صمت) تواصلت لأكثر من خمسة أشهر.
مرصد حقوقي: ضحايا الحرب في سورية أكثر من 125 ألف شخص
دمشق- (د ب أ): وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط 125221 شخصا منذ بدء الثورة السورية في 18 آذار/ مارس 2011 ، مع سقوط أول شهيد في محافظة درعا، حتى تاريخ التاسع من آب/ أغسطس 2013 وقد توزعوا على النحو التالي:
* الضحايا المدنيين: 53851 شخصا من بينهم 5553 طفلاً ، و3607 نساء فوق سن الثامنة عشر، و15191 من مقاتلي الكتائب المقاتلة.
* المنشقون المقاتلون :2106 .
* الخسائرالبشرية في صفوف القوات النظامية السورية: 26853 شخصا.
* الضحايا مجهولي الهوية، الموثقون بالصور والأشرطة المصورة: 2680 شخصا.
* مقاتلون من الكتائب المقاتلة، غالبيتهم من جنسيات غير سورية، وبعضهم مجهولي الهوية: 3198 شخصا.
* عناصر اللجان الشعبية، وقوات الدفاع الوطني، والشبيحة، والمخبرين الموالين للحكومة السورية: 17564 شخصا.
* مقاتلون من حزب الله اللبناني: 171 شخصا.
ويشار إلى ان هذه الإحصائية لا تشمل أكثر من عشرة الاف معتقل، لدى القوات السورية وأكثر من أربعة الاف أسير من القوات السورية والمسلحين الموالين لها لدى الكتائب المقاتلة.
ويقدر المرصد ان العدد الحقيقي للخسائر البشرية فى صفوف الكتائب المقاتلة، والقتلى من القوات السورية ، يعادل ضعف الرقم الذي جرى توثيقه، وذلك بسبب التكتم الشديد من قبل الطرفين، على الخسائر البشرية خلال الاشتباكات.
وطالب المرصد السوري لحقوق الانسان مجددا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، العمل بشكل جدي، من أجل وقف القتال في سورية، ومساعدة الشعب السوري، للانتقال إلى دولة الديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة، التي تحفظ حقوق كافة مكونات الشعب السوري.
قوات الأسد تشن غارات جوية لمنع تقدم المعارضة في اللاذقية
بيروت- (رويترز): قصفت طائرات حربية قرية في شمال سوريا الليلة الماضية في محاولة على ما يبدو من جانب الرئيس السوري بشار الأسد لمنع تقدم مقاتلي المعارضة في معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها.
وتدافع قوات الأسد عن اللاذقية مسقط رأس عائلة الأسد بعد ان تراخت قبضة الرئيس في اعقاب انتصارات المعارضة في الشمال لاسيما الاستيلاء على قاعدة جوية في حلب الاسبوع الماضي.
ويسيطر الأسد على معظم مناطق جنوب سوريا ووسطها في حين تسيطر المعارضة على المناطق الشمالية قرب الحدود التركية وعلى طول وادي الفرات إلى العراق.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت أن نحو 20 شخصا لاقوا حتفهم جراء الغارات الجوية على قرية سلمى من بينهم عشرة مدنيين وستة مقاتلين سوريين وأربعة مقاتلين اجانب.
وسلمى قرية سنية في جبل الأكراد المطل على البحر المتوسط وقتلت قوات المعارضة التي تتمركز في سلمي والمؤلفة من ألوية اسلامية من بينها اثنان على صلة بتنظيم القاعدة المئات في هجمات الشهر الجاري واستولت على عدة مناطق علوية.
واظهرت لقطات فيديو على الانترنت صورها هواة مبنى سكنيا ضخما وقد تهدمت جميع جدرانه الخارجية وشوهد رجال بعضهم يرتدي زيا عسكريا ينقلون جثثا على شاحنة.
ونشر الأسد قوات إضافية في المنطقة وتدلل الغارات الجوية على انه يعطي اولوية قصوى لحماية معقل الطائفة العلوية التي تمثل 12 بالمئة من عدد سكان البلاد البالغ 21 مليونا.
وتقاتل قوات الأسد لاستعادة السيطرة على المناطق التي فقدتها في حلب المجاورة حيث تقدمت المعارضة كثيرا خلال الاسابيع الماضية.
وسيطرت المعارضة الشهر الماضي على بلدة خان العسل جنوب غربي حلب وقال نشطاء اليوم ان الجنود قتلوا 12 مدنيا من بينهم امراة في بلدة قريبة.
وتتهم الحكومة مقاتلي المعارضة باعدام 123 شخصا في خان العسل ويقول النشطاء إن قتل المدنيين في تبارة السخاني على بعد 20 كيلومترا جنوبا قد يكون ردا انتقاميا.
وتحولت المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب التي كانت مركزا تجاريا إلى انقاض في اجزاء منها نتيجة المعارك كما قصفها الجيش السوري بالمدفعية.
وتقول الأمم المتحدة ان أكثر من 100 ألف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة قبل 28 شهرا واضطر 1.7 مليون سوري للفرار لدول مجاورة.
عشرون قتيلا على الأقل في غارات جوية غرب سوريا
بيروت- (ا ف ب): قتل عشرون شخصا على الأقل في قصف نفذه الطيران الحربي مساء الجمعة على بلدة في ريف اللاذقية (غرب)، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت.
وقال المرصد في بيان انه “ارتفع إلى أكثر من عشرين عدد الشهداء الذين سقطوا إثر القصف الذي نفذته الطائرات الحربية على بلدة سلمى بجبل الأكراد مساء أمس″.
واشار المرصد إلى أن “العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة ووجود أشلاء”.
واوضح المرصد ان من القتلى “ما لا يقل عن عشرة شهداء يعتقد أنهم مدنيون تحولوا إلى أشلاء، وستة مقاتلين من الكتائب المقاتلة بالإضافة إلى أربعة مقاتلين من جنسيات غير سورية”.
ياتي ذلك فيما يحقق مقاتلو المعارضة السورية تقدما محدودا في ريف محافظة اللاذقية الساحلية في غرب سوريا، نقطة ثقل الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد.
وتخوض القوات النظامية معارك لاستعادة قرى سيطر عليها المعارضون في تلك المنطقة.
وادى النزاع السوري المستمر منذ عامين الى مقتل اكثر من 100 الف شخص، بحسب الامم المتحدة.
الخطف والابتزاز مصير الصحافيين في سوريا
عبدالاله مجيد
سجلت حوادث خطف الصحافيين في سوريا هذا العام زيادة حادة مع تصاعد حدة النزاع وتنامي سطوة الجماعات الجهادية وانتشار الفوضى، حتى ان سوريا اصبحت اليوم من أخطر الاماكن في العالم على الاعلاميين، كما أكدت منظمات حقوقية وصحافيون مخضرمون.
عبد الاله مجيد من لندن: يبدو أن بعض اعمال خطف الصحافيين في سوريا، من تدبير جماعات اسلامية متطرفة وعصابات اجرامية تبحث عن المال أو السلاح أو كليهما فتخطف مطالبة بفدية مقابل الافراج عن رهائنها.
ولكن مراقبين لاحظوا ان بعض أعمال الخطف ليس لها دافع معلن.
تستهدف عمليات الخطف الصحافيين الأجانب بصفة خاصة وهم في الغالب اوروبيون دخلوا سوريا بلا تأشيرة من النظام لتغطية النزاع الذي دخل عامه الثالث.
وتعرض صحافيون سوريون ايضا للخطف وكذلك سوريون يعملون مع وسائل اعلام أجنبية.
وكان المراسلون الأجانب في البداية موضع ترحيب من فصائل المعارضة المسلحة والأهالي بوصفهم رسل الحقيقة الذين سينقلون معاناتهم وعذاباتهم في بلدهم الذي يجثم عليه نظام استبدادي يكتم انفاسهم.
ولكن اليوم يُنظر اليهم احيانا كمتطفلين لا يهمهم كيف ينتهي النزاع الذي اسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 100 الف شخص.
وزاد تفاقم الوضع الاقتصادي والضائقة المعيشية احتمالات الغدر والابتزاز والخطف ، بحسب منظمات حقوقية وإنسانية.
وأظهرت افادات مترجمين وسائقين ومرشدين محليين ان عصابات اجرامية أو جماعات جهادية حاولت تجنيدهم لاستدراج الاعلاميين بإغراء الحصول على سبق صحافي.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الباحثة في منظمة العفو الدولية دوناتيلا روفيرا التي امضت فترات طويلة في سوريا لتوثيق انتهاكات وخروقات ارتُكبت في مجرى النزاع السوري “ان اعمال الخطف ازدادت عددا وازدادت فظاعة ولا يُنكر ان تشظي الجماعات المسلحة وتنامي قوة الجماعات المتطرفة تزامن مع زيادة اعمال الخطف”. واضافت “ان من الجائز ان نفترض وجود علاقة بينهما”.
وتبين تقارير لجنة حماية الصحافيين في نيويورك ان هذا العام شهد ما لا يقل عن 14 حادث فقدان او خطف صحافيين محليين او اجانب. وسجلت منظمة مراسلون بلا حدود في باريس 15 حادثة فقدان او خطف أو اعتقال صحفيين.
ولكن عدد اعمال الخطف الحقيقي أكبر بكثير أغلب الظن لعدم الكشف عن العديد منها عادة بطلب من ذوي الضحايا لأسباب منها الخوف من إغضاب الخاطفين أو تشجيعهم على المطالبة بفدية أكبر.
ولكن حتى في حدود ما يُبلَّغ عنه من حوادث، تبدو وتيرة اعمال الخطف متجهة نحو تخطي معدلاتها في العراق التي بلغت 25 حادثة في غمرة اعمال العنف الطائفي هناك عام 2007.
وقال منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في لجنة حماية الصحافيين في نيويورك شريف منصور ان أعدادا متزايدة من الصحافيين “تخطفهم ميليشيات مستقلة من اجل المال وهذا مثير للقلق”.
واضاف ان اعمال الخطف من اجل الحصول على فدية مالية بدأت في اواخر عام 2012 “ولكننا نستطيع ان نرى من الاستهداف انها تخطف صحافيين من دول تدفع الفدية”.
وكان مقاتلون اسلاميون خطفوا المصور الاميركي الفرنسي جونثان البيري الذي يعمل لوكالة بولاريس قرب دمشق في 29 نيسان/ابريل الماضي وأُفرج عنه بعد ثلاثة اشهر مقابل فدية قدرها 450 الف دولار.
وقال البيري في مقابلة مع مجلة جورنال دو لا فوتوغرافي الفرنسية “ان مقاتلي المعارضة في وضع صعب لا يكترثون معه بسمعتهم في الخارج وهم يرون فينا فرصة”.
وقال المصور الصحافي ريكاردو غارسيا فيلانوفا الذي أمضى اكثر من 13 شهرا في سوريا خلال زيارات متعددة منذ اندلاع الانتفاضة عام 2011 انه لمس انعدام ثقة جديدا تجاه وسائل الاعلام الأجنبية خلال زيارته الأخيرة. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن فيلانوفا قوله ان الكثير من السوريين المناوئين لنظام الأسد ساخطون على الغرب لرفضه التدخل عسكريا.
ولاحظ بيتر بوكارت مدير قسم الطوارئ في منظمة هيومن رايتس لحقوق الانسان ان اعمال الخطف تزايدت بالارتباط مع تعاظم دور جماعات جهادية مثل جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام.
وقال بوكارت ان هذه الجماعات “تحاول ان تخطف سوريين اثرياء وبعض الصحافيين من أجل الفدية وان الخاطفين عادة يعرفون ثروة ضحاياهم”.
وأشار بوكارت الى تزايد نوع آخر من اعمال الخطف يمارسه سنة وشيعة ردا على بعضهم البعض.
وقال ان الاختفاءات مجهولة الأسباب تزايدت ايضا حيث يخطف مسلحون مجهولون اشخاصا لا يُعرف مصيرهم بعد ذلك مثل حالة الاسقفين اللذين اختفيا في حلب منذ نيسان/ابريل.
أضاف بوكارت: “انعدام الاستقرار يتفاقم في سوريا وان اعمال الخطف جزء من انعدام الاستقرار وهي جزء من المخاطر التي يواجهها المدنيون عموما في هذا النزاع”.
بعد خطف التركيين… وزير الداخلية يتعهد حماية الجميع ومطالبات بتشغيل مطار رينيه معوض الآمن
لوانا خوري
بعد خطف مجموعة زوار الامام الرضا طيارًا تركيًا ومساعده في بيروت، سحبت تركيا عناصرها من قوات يونيفيل في الجنوب، ما أحرج لبنان الرسمي، فيما سارعت قوى 14 آذار إلى لوم حزب الله وتورطه في سوريا.
لوانا خوري من بيروت: شكل خطف الطيار التركي ومساعده فجر أمس الجمعة على طريق المطار، أثناء توجههما إلى فندق في منطقة عين المريسة، عامل إحراج للبنان الرسمي، بينما وظفته قوى الرابع عشر من آذار في حملتها على حزب الله وسلاحه وتورطه الميداني في الحرب السورية، وحاولت القوى الأخرى تجاهله فحسب.
فبعدما تأكد انسحاب الأتراك من قوات الطوارئ الدولية – يونيفيل في الجنوب اللبناني، بسبب الخوف من تعرض عناصرها لأعمال إنتقامية، طلبت السلطات التركية من مواطنيها مغادرة الأراضي اللبنانية فورًا، فيما توجه السفير التركي لدى لبنان اينان اوزيلديز للقاء مروان شربل، وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال، في منزله في الحازمية، وغادره من دون الادلاء بأي تصريح. أما شربل، فقال للصحافيين: “نحن سنقوم بحماية الاتراك في لبنان وبحماية كل الناس وحتى اللبنانيين، والتحقيق سيستكمل، وسنسترجعهما عندما نحدد موقعهما، فلبنان يرفض الخطف، والدولة تسعى بكل قواها لتحريرهما”.
ضد لبنان
وكذلك زال السفير التركي رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة في منزله في بلس، فتباحثا في تداعيات جريمة خطف الطيار التركي ومساعده، وما تطرحه هذه الجريمة من احتمالات ومخاطر على المستويين السياسي والاقتصادي. وقد استنكر السنيورة هذه الجريمة، طالبًا أن ينقل إلى المسؤولين الاتراك موقف تيار المستقبل بإدانتها جملة وتفصيلًا، وباعتبارها موجهة ضد لبنان قبل تركيا. وقال: “انها جريمة لا تمثل لا لبنان ولا اللبنانيين، وهي تضر بالاستقرار في لبنان، وهدفها الحاق الضرر بالعلاقات بين البلدين”.
كما طالب السنيورة أن لا يتم الربط بين الشعب اللبناني والذين قاموا بهذه الجريمة. من جانبه، قال النائب عاطف مجدلاني، عبر حسابه على موقع تويتر، إن عملية خطف الطيار التركي ومساعده خطيرة، وهي تندرج في مخطط عزل لبنان وتحويله إلى سجن كبير. أما رئيس لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النائب محمد قباني، فاستنكر عملية الخطف من منطلق مبدئي ووطني فضلا عن مصلحة لبنان العليا.
وقال: “نعتبر أن معالجة قضية إنسانية كقضية مخطوفي أعزاز يجب أن تستكمل من خلال الدولة اللبنانية فقط وليس بطريقة الخطف للمبادلة”.
وفي بيان أصدره اليوم، طالب قباني الدولة اللبنانية بحماية مطار رفيق الحريري الدولي وطريقه، والشركات التي تستعمله وبينها شركة الطيران التركية وطواقمها، إضافة إلى باخرتي الطاقة الكهربائية التركية الأولى الراسية في الذوق والثانية الآتية إلى الجية.
مطارنا مخترق
كان النائب عن تيار المستقبل محمد كبارة الأعنف، إذ قال في بيان إن عملية خطف الطيار التركي ومساعده على بعد أمتار قليلة من حاجز الجيش اللبناني، المكلف حماية حرم مطار رفيق الحريري الدولي، تدق أكثر من جرس إنذار، وتطرح أكثر من طلب يعبر عن حق المواطنين اللبنانيين، كما حق زوار لبنان، وليس زوار الإمام الرضا، بمطار آمن وطريق آمنة وقضاء غير متحيز وأمن لا يتغافل عن إرهاب لصالح إرهاب آخر.
وأضاف: “مطار رفيق الحريري الدولي مخترق من قبل الإرهابيين، من برجه إلى حماليه، مرورًا بكل أقسامه، وهذه حقيقة لا فائدة من نكرانها، أما التذاكي للفلفتها فهو جريمة موصوفة عنوانها التغاضي عن الإرهاب”.
واستغل كبارة الحادثة لإعادة فتح ملف مطار الرئيس الشهيد رينه معوض في عكار، “كي نؤمن للبنانيين وزوارهم من غير الإرهابيين مطارًا آمنًا هو حق لهم على دولتهم وسلطاتها ومؤسساتها، لا سيما بعدما قاربت الدولة اللبنانية الإنزلاق إلى مرتبة الدولة المارقة الداعمة للارهاب نتيجة تغاضيها عن ممارسات الحزب الإرهابي، كي لا نقول نتيجة حمايتها له وتعاطف بعض الأمن معه”.
هل تريد؟
وطالب كبارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان تنفيذ وعده بتشغيل مطار الرئيس الشهيد رينه معوض، وساله: “هل تريد دولة لبنان الخضوع للحزب الإرهابي يا فخامة الرئيس، مع ما يعنيه ذلك من مخاطر على تصنيف لبنان، دولة ومؤسسات؟ ولماذا لا تتحرك الدولة اللبنانية ضد الحزب الإرهابي وأدواته؟”.
ونسجًا على منوال واحد، اكد النائب جان أوغاسبيان أن أي عمل أمني لا يمكن أن يحصل من دون علم حزب الله، “فالمنطقة التي حصلت فيها عملية خطف الطيارين التركيين خاضعة لسلطته، وطريق المطار اصبحت اداة ورهينة لدى الحزب”.
وأضاف في حديث إذاعي اليوم: “لا خطوط حمر بعد الذي حصل امس في الكوكودي”، كما رأى أن مخطوفي أعزاز اللبنانيين اصبحوا مادة للابتزاز بين النظام السوري والمعارضة.
معارضون يؤكدون و«الحر» ينفي طلبه وقف عملية «تحرير الساحل»
تزايد «التوتر الطائفي» بين العلويين والسنة
بيروت: «الشرق الأوسط»
اتهم ناشطون ميدانيون أعضاء في هيئة أركان «الجيش السوري الحر» بالطلب من الكتائب المقاتلة في ريف اللاذقية إيقاف معركة الساحل وإمدادات السلاح إليها، لكن مصادر قيادية في الحر نفت هذه الأنباء، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن معركة ريف اللاذقية مستمرة بالتنسيق مع المجلس العسكري في المدينة.
وقال الناشط عمر الجبلاوي، المتحدث باسم أنصار الثورة في اللاذقية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «أعضاء في هيئة أركان الجيش الحر اتصلوا بقادة الكتائب التي تقاتل النظام في اللاذقية، طالبين منهم إيقاف تقدمهم والانسحاب من المواقع التي بلغوها خلال الأيام الفائتة»، من دون أن يفصح عن هوية المتصلين «رفعا للمسؤولية» عن نفسه، على حد تعبيره.
وأشار الجبلاوي إلى أن «إمدادات السلاح قد توقفت خلال الساعات الأخيرة مما دفع المقاتلين المعارضين إلى الاعتماد على الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها من مواقع النظام خلال معارك الريف الساحلي». ونفى الناشط الميداني أن «تكون كتائب (الحر) قد تراجعت نتيجة المعارك المحتدمة في قريتي عرامو وبيت الشكوحي»، مشددا على أن «المعارضة ما زالت تسيطر على 10 قرى موالية». وأوضح الجبلاوي أن «الشيخ العلوي بدر غزال معتقل لدى كتيبة المهاجرين وليس لدى (دولة العراق والشام الإسلامية)»، مشيرا إلى «وجود عدد من المعتقلين العلويين محتجزين عند الكتائب الإسلامية». وكشف عن «مفاوضات تحصل بين كتيبة (صقور العز) وجهات نظامية من أجل مبادلة المعتقلين لديها بالمعتقلات المناصرات للثورة في سجون النظام».
وكان مقاتلو المعارضة قد تقدموا على جبهة ريف اللاذقية بعد إعلانهم بدء ما سموه «معركة تحرير الساحل»، حيث اقتحموا عددا من القرى الموالية للنظام في ريف اللاذقية ونجحوا في الاستيلاء عليها. كما تمكنوا من السيطرة على مرصدين عسكريين.
وبينما يبدي «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» دعمه لهذه المعركة، يرى عدد من المعارضين العلويين المقيمين داخل سوريا، إضافة إلى هيئة التنسيق الوطنية، أن معركة الساحل قد تؤدي إلى اندلاع صراع طائفي على خلفية الاختلاط العلوي السني في ريف اللاذقية، وهو ما يبرر الأنباء عن طلب أعضاء من هيئة الأركان من الكتائب المقاتلة وقف معركة اللاذقية.
ولم يتردد المعترضون على معركة «تحرير الساحل» في مطالبة الجيش الحر بالانسحاب من القرى التي استولى عليها، في موازاة سعي مقاتلي المعارضة السورية لاقتحام قرية قمة النبي يونس في ريف اللاذقية الشمالي ذات الأهمية الاستراتيجية من أجل توسيع انتشارهم في قرى وبلدات ريف المدينة.
في المقابل، نفى المنسق الإعلامي والسياسي في الجيش الحر لؤي المقداد صحة المعلومات بشأن طلب أعضاء في هيئة الأركان إيقاف معركة الساحل، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه المعركة كان مخططا لها منذ وقت مع المجالس العسكرية في ريف اللاذقية». وأشار إلى أن «الأسلحة تصل إلى الجبهات حسب الأولويات ووفق أهمية المعركة المفتوحة مع القوات النظامية». وأوضح المقداد أن «الأسرى الذين تم اعتقالهم خلال معارك الساحل اعتقلوا لأنهم يقاتلون مع النظام وليس لأنهم علويون»، مشددا على أن «المعارضة المتمثلة بكتائب الجيش الحر تلتزم بالاتفاقيات الدولية في التعامل معهم».
ويأتي موقف المقداد بشأن المعتقلين العلويين غداة نشر صفحات موالية للنظام، على مواقع التواصل الاجتماعي، أسماء أكثر من مائة علوي، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، قالت إنهم اعتقلوا أثناء اقتحام الجيش الحر لقراهم. وكان «الجيش الحر» استبق توجيه الاتهامات إليه بشأن اعتقال مواطنين علويين بتعهده في بيان أصدره قبل يومين «بحماية جميع المدنيين في الساحل وكل من يطلب اللجوء لهم من عائلات»، لافتا إلى أن «عملياته العسكرية تستهدف النقاط الأمنية والمراصد الحربية والثكنات وكتائب الشبيحة ومراكز الجيش وليس لها شأن بالقرى والمدنيين».
وأكد الجيش الحر، في بيانه، استعداد مشافيه «لاستقبال الجرحى من أي فئة كانت، مدنيين وعسكريين، وتأمين وحماية كل مدني هناك وتوفير ملاذات آمنة لهم»، محذرا «من وقوع أي أعمال خارج العمل العسكري وتجاوزات بحق الناس من أي كتيبة».
ولاقى بيان الحر ترحيبا من «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، معتبرا إياه «تجسيدا للقيم والمثل العليا التي يحملها «ثوار سوريا». وشدد الائتلاف في بيان أصدره لهذه الغاية أمس، على «الالتزام بكل ما ورد في بيان الجيش الحر»، داعيا «الجنود النظاميين إلى إلقاء السلاح». وأكد في الوقت ذاته «حرصه على وحدة التراب السوري وإقامة دولة الحق والعدل لجميع السوريين».
الجربا يعلن عن اتجاه لتشكيل «جيش وطني» لمواجهة «أمراء الحرب»
مصادر هيئة الأركان: ليس رديفا للجيش الحر
بيروت: «الشرق الأوسط»
كشف رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» أحمد الجربا عن التوجه لـ«تشكيل جيش وطني يضم ستة آلاف مقاتل في المرحلة الأولى»، مؤكدا أن «الأوضاع على الأرض في سوريا باتت أفضل مما سبق، وأن السلاح سيكون أفضل ويمكن أن يكون متطورا».
وقال الجربا، خلال حضوره حفل عشاء أقامه مكتب الإغاثة وشؤون اللاجئين التابع للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في العاصمة الأردنية عمان، إن الائتلاف بصدد عمل «استراتيجية مع رئاسة أركان الجيش الحر لتشكيل جيش وطني سيفتح باب التطوع له في الجنوب والشمال ليكون نواة، وللتخلص من أمراء الحرب والكثير من الإشكالات»، على حد وصفه.
وقالت مصادر في الائتلاف المعارض، مقربة من رئيس أركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس، لـ«الشرق الأوسط» إن «العمل جارٍ منذ فترة من قبل هيئة الأركان، بالتنسيق مع الائتلاف، من أجل دفع الكتائب المقاتلة على الأرض إلى مزيد من الانضباط والتنظيم لإنشاء نواة جيش يمكن التعويل عليه في سوريا في مرحلة ما بعد (الرئيس السوري) بشار الأسد».
وشرحت المصادر ذاتها أن المقصود بحديث الجربا عن «أمراء الحرب» هو «المجموعات التي تتاجر بالظروف القاسية التي يعيشها السوريون، فتحتكر المواد الغذائية وسواها من الحاجات والخدمات، إضافة إلى التشكيلات التي حسبت على الثورة، والتي لا تقوم بواجباتها العسكرية بالشكل المطلوب منها، بل تتلهى بسرقة النفط والقمح للمتاجرة بها في السوق السوداء وتحصيل الأموال».
وأدرجت مصادر المعارضة «التشكيلات غير المنضبطة التي تعمل وفق أجندة متشددة ومشبوهة، بعيدا عن الفكر الإسلامي المعتدل الذي يعرفه السوريون»، في إشارة إلى الكتائب الإسلامية، تحت تسمية «أمراء الحرب».
ولمح الجربا في تصريحه إلى أن الأسابيع المقبلة «ستشهد تطورا عسكريا حقيقيا وواقعيا على الأرض»، مشيرا إلى أن «هناك نية حقيقية بدأت بشكل عملي وحقيقي وواقعي لتغير قواعد اللعبة». وذكر بأن «دخول الحرس الثوري الإيراني وحزب الله إلى سوريا غير قواعد اللعبة».
وبينما وصف الجربا الأوضاع الميدانية بأنها «أفضل مما سبق»، قالت مصادر الائتلاف في تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك أفكارا تدرس بعد أن تم إنشاء عدة فرق مقاتلة جديدة منضبطة ومنظمة تعرف كيف تتعامل مع المدنيين وكيف تقاتل بطرق حديثة»، نافية أن «يكون الجيش المنوي تأسيسه والذي أشار إليه الجربا رديفا للجيش الحر، لأن هيئة الأركان ستكون نواته الأساسية».
وتأتي هذه التصريحات بعد انتقادات عدة تطال عددا من الكتائب في «الجيش الحر» لناحية بعض التجاوزات بحق المدنيين والجنود النظاميين في مناطق سورية عدة، وعلى أثر خلافات بين كتائب «الجيش الحر» وأخرى متشددة إسلامية، بلغت مداها مع تصفية قادة ميدانيين في الفترة الأخيرة في ريف اللاذقية وإدلب.
وتعول المعارضة السورية في الفترة المقبلة على الحصول على أسلحة ومساعدات عسكرية من الدول الداعمة للثورة، وهي تسعى بحسب مصادرها إلى تنظيم قواها العسكرية ميدانيا وتنسيق عملها بهدف إحداث التغييرات المطلوبة ميدانيا لصالح المعارضة.
وكان الجربا قد أشار في التصريح ذاته إلى أنه «ليس سرا دخول السلاح إلى سوريا وأن الثورة السورية دخلت مرحلة العسكرة والتسليح»، مشددا على أن «السلاح الذي يدخل سلاح دفاعي، وهو سبب إطالة أمد الثورة والحرب والدمار داخل سوريا».
تطبيق لبنان «إجراءات ما قبل الأزمة السورية» يضيق الخناق على النازحين الفلسطينيين
ناشطون: أسر كاملة عالقة على الحدود بين البلدين
بيروت: ليال أبو رحال
باشر الأمن العام اللبناني، بناء على تعليمات صادرة عن الحكومة اللبنانية، اتخاذ إجراءات قانونية مشددة، بدءا من السادس من الشهر الجاري، لناحية تنظيم عملية دخول النازحين السوريين والفلسطينيين المقبلين من سوريا عبر الحدود البرية.
وبعد أن كانت السلطات اللبنانية قد غضت النظر عن دخول أعداد كبيرة من النازحين، مقدمة التسهيلات لمن لا يحمل الأوراق الثبوتية والرسمية التي ينص عليها القانون اللبناني، خصوصا بعد استهداف مخيم اليرموك الفلسطيني، جنوب دمشق، أثار التشدد في إعادة تطبيق الإجراءات القانونية أزمة طالت بشكل خاص النازحين الفلسطينيين المقبلين من سوريا. إذ تحكم عملية دخولهم ومن ثم إقامتهم في لبنان شروط خاصة قرر الأمن العام اللبناني التشدد في تنفيذها.
ومع تشديد تطبيق الإجراءات القانونية، قالت مصادر في إحدى المؤسسات الدولية المعنية بملف اللاجئين لـ«الشرق الأوسط» إن أكثر من مائة فلسطيني لا يزالون عالقين على الحدود السورية مع لبنان، بعدما وصل العدد إلى قرابة الألف منتصف الأسبوع، ثم تراجع إلى 100 بعد عودة هؤلاء أدراجهم، وذلك بسبب رفض الأمن العام اللبناني السماح بدخولهم إلى لبنان. ودفع هذا الواقع منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية إلى التنديد أول من أمس «برفض السلطات اللبنانية السماح لمعظم الفلسطينيين الهاربين من سوريا بدخول لبنان»، مشيرة إلى أن «أسرا بالكامل، أطفالا ومسنين ومرضى، عالقون على الحدود». وطالبت «الحكومة اللبنانية بسرعة إلغاء قرارها بمنع دخول الفلسطينيين المقبلين من سوريا»، متهمة لبنان برفض دخول هؤلاء «من دون مراعاة للمخاطر التي تتهددهم». وقالت المنظمة، ومقرها نيويورك، إن «منع طالبي اللجوء من دخول البلاد يُعد انتهاكا لالتزامات لبنان الدولية»، مذكرة أن «لبنان ملزم، بموجب القانون الدولي، باحترام مبدأ عدم ترحيل الأشخاص إلى بلدهم إذا كانت حياتهم أو حريتهم مهددة فيه».
لكن مصدرا رفيعا في الأمن العام اللبناني قال لـ«لشرق الأوسط» أمس إن «لا قرار يمنع دخول النازحين الفلسطينيين إلى لبنان»، مؤكدا أن «الإجراءات ذاتها تطبق على النازحين إلى لبنان من سوريا، سواء أكانوا فلسطينيين أم سوريين». وأوضح المصدر الأمني أن «ما يحصل هو تطبيق للإجراءات التي كانت سارية قبل بدء الأزمة السورية لناحية التدقيق في الأوراق والمستندات القانونية».
وفي الإطار ذاته، قالت مصادر في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان لـ«الشرق الأوسط» إن ما يجري على الحدود هو «تشديد على حيازة النازحين للأوراق الثبوتية»، لكنها أشارت إلى أن «التدقيق يسري على النازحين الفلسطينيين أكثر من السوريين، إذ إنه لا يزال يسجل دخول عدد إضافي من النازحين السوريين في الأيام الأخيرة».
وكان وزير الداخلية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل قد أبلغ «الشرق الأوسط» في وقت سابق أن الأمن العام اللبناني على الحدود سيقوم بتنفيذ الإجراءات والتدقيق في الأوراق الثبوتية بما يتلاءم مع القانون الذي كان مطبقا قبل بدء الأزمة السورية، وبالتالي على النازحين تنظيم إقامتهم قانونيا، فيما أعلن وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور نهاية الشهر الفائت توجه الحكومة اللبنانية لاتخاذ إجراءات «سيادية» تحمي سيادة لبنان وأراضيه مع التدفق المستمر للنازحين وعملية التهجير «المنظم».
واستنادا إلى التقرير الأخير الدوري الصادر أمس عن مفوضية شؤون اللاجئين، يوجد في لبنان حاليا 677 ألف نازح سوري، مسجلون لديها أو بصدد التسجيل، وتشير تقديرات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى فرار نحو تسعين ألف فلسطيني من سوريا إلى لبنان. ورجحت «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا» في غزة خروج أعداد إضافية من الفلسطينيين من سوريا في الفترة المقبلة، مستندة إلى «تصاعد الهجمة على المخيمات الفلسطينية في سوريا خلال شهر يوليو (تموز) الفائت»، وكذلك «محاولة اقتحام عدد من المخيمات كاليرموك والسيدة زينب والحسينية من قبل الجيش النظامي».
ويمنح الأمن العام اللبناني اللاجئ الفلسطيني المقبل إلى لبنان تأشيرة دخول لمدة سبعة أيام قابلة للتجديد أسبوعا آخر، شرط حيازته على موافقة من دائرة الهجرة والجوازات السورية، وهو ما يعد في الوقت الراهن أمرا صعبا نظرا للظروف الأمنية وصعوبة الوصول إليها. ويصبح بقاء اللاجئ الفلسطيني بعد انقضاء المهلة القانونية مخالفا للقانون، وما لم يبادر إلى تسوية وضعه القانوني من خلال تقديم طلب «استرحام» لا يجد أمامه إلا خيار الترحيل. ويمنع القانون اللبناني على الفلسطينيين الإقامة في لبنان أكثر من شهر، باستثناء مغادرة الأراضي اللبنانية والدخول مرة أخرى.
وكان الأمن العام اللبناني قد منح «الرعايا الفلسطينيين اللاجئين في سوريا الذين كانوا قد دخلوا بموجب سمة مرور لمدة أسبوع وتقدموا بطلب تمديد الإقامة في المراكز الإقليمية، إقامة مؤقتة مدتها 3 أشهر مجانا، ومن دون تدريكهم رسم تحويل السمة، تمدد كل ثلاثة أشهر ولغاية السنة مجانا».
تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا يزيد المخاوف من إنشاء ملاذ جديد للإرهابيين
أبو عمر البغدادي ينفي اتهامات العمالة للنظام: نحن من نفذنا العمليات العسكرية الكبيرة ضده
بيروت: آن بيرنارد وإريك سكميت
دفع تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا بسرعة كبيرة، المجموعات المتطرفة إلى إنشاء جيوب في المناطق التي تتحول الآن إلى ملاذات للمقاتلين الإسلاميين، وهو ما تقول عنه الاستخبارات الأميركية والغربية إنه قد يتحول إلى أحد أكبر التهديدات الإرهابية في العالم اليوم.
ويقدر مسؤولو مكافحة الإرهاب عدد مقاتلي هذه التنظيمات الجهادية التي يعرف مقاتلوها بصلابتهم ورغبتهم في تنفيذ عمليات انتحارية بسيارات مفخخة، بأكثر من 6000 شخص أجنبي، وأشاروا إلى أن مثل هؤلاء المقاتلين يتدفقون إلى سوريا بأعداد أكبر مما كانوا يفدون إلى العراق في ذروة التمرد ضد القوات الأميركية أثناء وجودها هناك.
ينتمي الكثير من هؤلاء المقاتلين إلى تنظيم «جبهة النصرة»، الجماعة المتطرفة التي نال مقاتلوها على مدى الشهور الكثيرة الماضية شهرة بأنهم المقاتلون الأكثر فعالية في المعارضة.
ولكن البعض الآخر تجمع تحت مظلة جديدة، لمجموعة أكثر تطرفا، هي «الدولة الإسلامية في العراق وسوريا» التي تضم مقاتلين سوريين إلى جانب مقاتلين من جميع أنحاء العالم كالشيشان وباكستان ومصر والمغرب، فضلا عن «تنظيم القاعدة في العراق»، المجموعة السنية المتمردة الأبرز في القتال ضد الاحتلال الأميركي في السنوات التي تلت غزو العراق عام 2003. وأبرز ما يثير القلق هو المخاوف من أن تبرز جماعة جديدة تابعة لـ«القاعدة» من تلك الجماعات.
يعتقد البعض أن المخاطر ربما تكون عالية. فقد صرح مسؤولون في المخابرات الأميركية هذا الأسبوع بأن أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة في باكستان، يجري اتصالات منتظمة مع «جبهة النصرة» في سوريا، ليبدي فيها دعم قيادة التنظيم لإمكانية تحويل سوريا إلى ملاذ آمن للجهاديين. وقال خوان زاراتي، وهو مسؤول كبير سابق في مكافحة الإرهاب بإدارة جورج دبليو بوش، إن سوريا تقع في وسط هلال الفوضى، الذي يمتد من إيران إلى شمال أفريقيا، ففي تلك المنطقة، ربما يكون هناك انتعاش وعودة الروح إلى نوع جديد من «القاعدة».
وكانت المعارك قد احتدمت على خطوط القتال في سوريا خلال الشهور الأخيرة، حيث استحوذت الحكومة السورية، المدعومة من حزب الله، على الزخم مجددا واستعادة أراضي في جنوب وشرق سوريا من الثوار. في الوقت ذاته، تراجعت القوة داخل مجموعات المعارضة المنقسمة بصورة سيئة، حيث بلغت نحو 1.200 مجموعة، إلى أيدي الجهاديين المتمركزين في منطقة شمال شرقي سوريا الذين تمكنوا من السيطرة على مطار استراتيجي في المنطقة، والسيطرة بشكل كامل على عاصمة محافظة الرقة.
ويأتي اعتقاد أن سوريا يمكن أن تحل محل باكستان باعتبارها الملاذ الرئيس لتنظيم القاعدة في يوم من الأيام، إذا ما سقطت الحكومة، بمثابة ضربة قوية للمعارضة السورية المدعومة من الغرب والذراع العسكرية لها، الجيش السوري الحر. وهو ما يصب بشكل مباشر في يد حكومة بشار الأسد التي تسعى إلى ترويج نفسها كبديل وحيد للتطرف الإسلامي والفوضى، وجعلت احتمالية تقديم الدعم الأميركي الكامل أكثر بعدا مما كان عليه بالفعل.
حسين إيبيش، زميل بارز في مجموعة العمل الخاصة بفلسطين، كتب أخيرا مقالا نشر في صحيفة «ذا ناشيونال»، يقول فيه: «إن حجة الأسد في وقوف عصابات إرهابية خلف الثورة بدأت كنسج من الخيال خلال فترة المظاهرات السلمية غير المسلحة لكنها حقيقة الآن».
وفي الرقة، رشف قائد الدول الإسلامية في العراق والشام القهوة بعد تناول طعام الإفطار مرتديا زيا أشبه بالزي الباكستاني. القائد اسمه أبو عمر (البغدادي)، وهو سوري وأحد أفراد قبيلة في المنطقة، وتحدث عن أهداف حركته بالوصول إلى خارج حدود سوريا. ولم يتحدث أبو عمر عن مهاجمة الولايات المتحدة، لكنه هدد روسيا وتحدث عن المعركة الكبيرة ضد إيران وسعيها إلى الهيمنة على المنطقة. وقال إن السنة من جميع أنحاء العالم لديهم ما يبرر تدفقهم إلى سوريا للقتال بسبب اعتماد الحكومة على المقاتلين الشيعة القادمين من لبنان والعراق.
ورفض الدعوات من بعض قوات المعارضة السورية بالتركيز على الداخل السوري واستهداف إسقاط الأسد، وقال: «لدينا عدو واحد، هي إيران، وينبغي لنا أن نقاتل هذا العدو كجبهة واحدة وعلى عدة جبهات». وأشار أيضا إلى أن روسيا ستكون هدفا مشروعا لدورها في دعم الأسد وقمعها الوحشي للمسلمين في القوقاز. وقال: «روسيا تقتل المسلمين في الجمهوريات المسلمة ويرسلون الجيش والمال لقتل المسلمين في سوريا أيضا. وأقسم بالله أن روسيا ستدفع ثمنا باهظا نتيجة لدورها القذر في الحرب السورية».
لكن اللواء سالم إدريس، رئيس أركان الجيش السوري الحر، اتهم الجهاديين أخيرا بالعمل لصالح حكومة الأسد أو تلقي مساعدات منها، وأنها ليست معارضة بالمعنى الكامل، بالنظر إلى الدور الذي لعبته حكومة الأسد في السماح للسوريين والمقاتلين الأجانب بالعبور إلى العراق أثناء التمرد هناك. وقد تحدث بعض الجنود عن أن المدفعية والطائرات تهاجمهم بشراسة في الوقت الذي تترك فيه مواقع الجهاديين سليمة دون أذى.
لكن رغم الخطوط التي تفصل الجيش السوري الحر عن الجماعات الجهادية، فإن الصراع لم يمنع قادة الجيش السوري الحر من العمل مع المقاتلين الذين كانت شراستهم في المعركة كبيرة، وقد ساعد ذلك في إحداث تباين بين تصريحات قادة المعارضة في المنفى الرافضين للمتطرفين وعقيدتهم وتصرفات القادة على الأرض المتلهفين لأي مساعدة يمكنهم الحصول عليها.
ويقول أبو عمر: «نحن نواجه اتهامات ضخمة بأننا ننفذ أجندات أجنبية لتقسيم مجموعات الثوار السوريين أو أننا عملاء لنظام الأسد. لكننا نحن من نفذنا عمليات عسكرية كبيرة ضد نظام الأسد. وعندما نقاتل ضد أي موقع عسكري إما إن نحصل عليه أو أن نستشهد في سبيل الله».
* خدمة «نيويورك تايمز»
الإخوان المسلمون» يعودون إلى سوريا من بوابة حلب
بعد أن طردهم النظام إثر معارك حماه
لندن: «الشرق الأوسط»
أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا تأسيس أول مكتب علني لها في البلد منذ حظر نشاطها في الثمانينات بعد معارك حماه والتمرد المسلح للجماعة في المدينة التي تعرضت لتدمير هائل.
وقال المكتب السياسي للجماعة «إن رئيس المكتب السياسي لـ(الإخوان المسلمين) حسان الهاشمي افتتح خلال زيارته إلى حلب شمال سوريا قبل أيام أول مكتب للتنظيم في البلاد بعد غياب عقود من العمل السياسي لـ(الإخوان) بشكل علني». وجاء في البيان أن «افتتاح مكتب لحزب الإخوان المسلمين في داخل سوريا هو تحد كبير في وجه نظام الأسد وخطوة تؤكد عزم (الإخوان المسلمين) على العودة العلنية والتأسيس مع باقي أطياف السوريين لحياة سياسية». وأوضح أن «خطوة افتتاح أول مكتب في حلب تأتي لمتابعة الجهد الجاري لربط المسارات السياسية والعسكرية والمدنية والتنسيق في ما بينها تعزيزا للجهود التي تبذلها جماعة الإخوان المسلمين في توحيد الصف وجمع الكلمة للتسريع في سقوط النظام السوري».
وتعتبر هذه خطوة غير مسبوقة من «الإخوان»، إذ إنهم كانوا يعملون كنشاط سري لأن القوانين السورية تنص على إعدام كل من ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين أو في أحسن الحالات السجن المؤبد مع الأشغال الشاقة.
مصر: حملة اعتقالات تطال عشرات اللاجئين السوريين
القاهرة ـ سلامة عبد اللطيف
علم موقع “NOW” أنّ سلطات الأمن المصرية اعتقلت عشرات اللاجئين السوريين، خصوصاً في القاهرة. وأكدت مصادر مطّلعة للموقع أن تلك الحملة استهدفت بالأساس “تجمّعات اللاجئين في القاهرة، خصوصاً في مدينة السادس من أكتوبر”، حيث تقيم مئات الأسر السورية الفارة من جحيم الحرب في بلدها.
وأوضحت المصادر أن “جهازاً أمنياً يُرجّح أن يكون الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية، نفّذ حملة الاعتقالات هذه قبل أيام، واستهدفت عدداً من الشباب السوري المقيمين في محيط مسجد الحصري في السادس من أكتوبر، حيث تم توقيف أكثر من 10 شباب عُرف منهم: أنس مروان، ومحمد مروان، وحسن مروان، وكلهم من عائلة واحدة”.
وأفيد بأن السلطات قامت بترحيل عشرات السوريين من مصر، إذ سأل بعض الأهالي عن أبنائهم بعد توقيفهم فأُبلغوا أنه تم ترحيلهم، لكنهم فضّلوا عدم كشف هويتهم لئلا تلاحقهم السلطات المصرية.
وعُلم أن من بين المرحلين عبد الله قطايا وعبد اللطيف عتر وعبد الله عتر، وهما شقيقان، وجمال الأحمر، وكلهم رُحلوا إلى تركيا.
وقبل أيام نظّم أهالي شباب سوريين وقفة احتجاجية أمام مقر مفوضية اللاجئين في القاهرة لطلب وقف إجراءات ترحيل أبنائهم بسبب حتمية اعتقالهم في سوريا.
وبعد عزل الجيش المصري مدعوماً بقوى ثورية وسياسية الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة “الإخوان المسلمين”، بدأت حملة إعلامية تستهدف السوريين في مصر بحجة انضمام الآلاف منهم إلى اعتصامات الإسلاميين الموالين لمرسي، رغم نفي كل القوى الممثلة للاجئين السوريين لتلك الأنباء.
لكن وزارة الداخلية حذرت السوريين من الانخراط في الخلاف السياسي في مصر، كي لا يضعوا أنفسهم تحت طائلة القانون. وتعرض سوريون في مصر للضرب على أيدي معارضي مرسي بعدما تأثروا بتلك الحملة.
وأعربت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين عن قلقها من زيادة أعداد السوريين الذين يلقى القبض عليهم تعسفاً في مصر وبينهم قصَّر. وقالت إن معلوماتها تفيد بوجود 85 معتقلاً.
وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قبل أيام إنه “ينبغي عاى السلطات المصرية أن تكفّ عن الاحتجاز التعسفي للسوريين، وأن تكفّ عن تهديدهم بالترحيل بإجراءات لا تراعي التدابير القانونية السليمة”.
وقال مكتب رعاية شؤون اللاجئين في مصر في بيان حصل عليه موقع “NOW” إن “المواطن السوري اللاجئ في مصر يعاني ممّا هرب منه إلى مصر، فقد أصبح السوري الذي يحتاج للتحرك من مكان إلى آخر عرضة للاعتقال”. واشتكى المكتب من “استمرار الاعتقالات التعسفية بحق السوريين والترحيل التعسفي حتى لحاملي الإقامات”.
وأكد البيان أن حملة الاعتقالات تتم “بناء على طلب القنصل السوري في مصر فقط”، لافتاً إلى أن الأسماء التي يُبلغها القنصل للسلطات المصرية هم من داعمي الثورة السورية. وأوضح المكتب أن “من أكثر المطارات سوءاً في التعامل مع العابرين السوريين هو مطار القاهرة، حيث يتم تفتيش بعض العائلات وتجريد أفرادها من ملابسهم بالكامل، رجالا من قبل رجال ونساءً من قبل نساء، وغالباً ما يتم توجيه كم هائل من السباب لهم”.
تقدم للمعارضة بدير الزور وقتلى بريف اللاذقية
سيطرت قوات من المعارضة السورية المسلحة على مبان حكومية في دير الزور، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد القتلى نتيجة قصف الطيران الحربي السوري على مصيف سلمى بريف اللاذقية إلى أكثر من عشرين شخصا، فيما قصفت قوات النظام حي العسالي بدمشق بصواريخ أرض أرض.
وقال مراسل الجزيرة في دير الزور عمار الحاج إن قوات المعارضة سيطرت على مقري حزب البعث ومبنى التأمينات حيث كانت تتمركز قوات كبيرة من الجيش.
وأشار الحاج إلى أهمية حي الحويجة كونه يشرف على المعبر الرئيسي مع العراق، وفيه تجمعات من قوات الجيش النظامي.
وشهدت أحياء الحويجة والجبيلة والموظفين في المدينة صباح اليوم اشتباكات عنيفة أسفرت عن تقدم المعارضة، فيما شنت طائرات النظام غارات جوية على المدينة، وقد استطاعت المعارضة قتل عقيد في الحرس الجمهوري وعدد من عناصره وأسر آخرين كما استولت على دبابة.
وفي إطار متصل أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ارتفاع عدد “الشهداء” الذين سقطوا إثر القصف الذي نفذته الطائرات الحربية على بلدة سلمى بجبل الأكراد مساء أمس لأكثر من عشرين.
وجاء القصف مع اشتداد القتال المستمر بريف اللاذقية غربي سوريا، وقالت شبكة شام إن الغارات الجوية استهدفت أيضا قرى كنسبا واستربة ودورين التي تسيطر عليها المعارضة, كما دارت اشتباكات في بلدات أوبين وعرامو والخراطة وكتف الصهاونة.ير الساحل
تحرير الساحل
وكانت فصائل مسلحة بينها حركة أحرار الشام والدولة الإسلامية بالعراق والشام وكتائب من الجيش الحر قد بدأت قبل أيام ما سمته “معركة تحرير الساحل”، وباتت بعد أيام من القتال على مسافة عشرين كيلومترا تقريبا من بلدة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد.
ووفقا لناشطين, فإن الفصائل المقاتلة المعارضة سيطرت على عدد من القرى في ريف اللاذقية الشمالي, بيد أنها تواجه قوة نارية كبيرة من الجيش النظامي.
وقال المرصد السوري إن اشتباكات دارت بين قوات المعارضة ورتل من القوات النظامية كان متجها من جسر الشغور بإدلب نحو قمة النبي يونس باللاذقية، وأشار إلى تدمير المقاتلين ثلاث دبابات، ومقتل وجرح جنود نظاميين.
من جهته, قال مصدر عسكري إن القوات النظامية دمرت مستودع أسلحة وصواريخ في ريف اللاذقية الشمالي, مشيرا إلى مقتل عدد كبير ممن وصفهم المصدر ذاته بالإرهابيين -بينهم كويتي- في قرى سلمى والشيخ نبهان وعين الجوزة والحمبوشية والدرة.
قصف دمشق
وفي دمشق أكد ناشطون أن قوات النظام السوري قصفت حي العسالي بصواريخ أرض أرض، كما قالوا إن النظام استمر في قصفه لحيي جوبر والقابون بشكل مكثف.
وقالت لجان التنسيق وشبكة شام إن الجيش الحر صد محاولة للقوات النظامية لاقتحام حي برزة شمالي العاصمة.
وأشارتا إلى اشتباكات متزامنة بمنطقة شبعا على طريق دمشق الدولي بين الجيش الحر ولواء أبي الفضل العباس الموالي للنظام, كما حدثت اشتباكات في دوما على الطريق بين دمشق وحمص.
وتحدث المرصد السوري عن اشتباكات في حي القدم الدمشقي من جهة جورة الشريباتي أثناء محاولة اقتحام الحي من القوات النظامية.
وكان مقاتلون من الجيش الحر قد فجروا أمس مباني في داريا بريف دمشق, كان جنود نظاميون يتحصنون داخلها, مما أدى إلى مقتل 25 منهم وفق ناشطين.
ودارت أيضا اشتباكات في حي الراشدين بحلب, وفي أحياء بدير الزور، وفقا للمرصد, بينما يستمر القتال في بلدة نوى بدرعا.
من جانبه, قال مصدر عسكري سوري إن القوات النظامية استعادت السيطرة على بلدة الحارة بدرعا التي شهدت قتالا عنيفا في الأيام القليلة الماضية.
ميدانيا أيضا, قتل أربعة أشخاص وأصيب آخرون في غارات جوية وقصف براجمات الصواريخ على زملكا بريف دمشق وفقا للجان التنسيق.
معارك ضارية في دمشق وريفها والحر يتقدم في دير الزور
قوات الأسد تحاول منع تقدم مقاتلي المعارضة في اللاذقية معقل الطائفة العلوية
دبي- قناة العربية- رويترز
في حين تشهد دمشق وريفها اشتباكات عنيفة بين قوات الأسد والجيش الحر، أطلقت قوات المعارضة معركة دير الزور، حيث حققت تقدماً ملحوظاً. وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسيطرة الجيش الحر على مبنى حزب البعث في دير الزور إضافة إلى منزل محافظ المدينة.
تقدم الجيش الحر في المدينة جاء بعد تنفيذهم للعملية الأولى من نوعها في هذا الحي وفقاً للهيئة العامة للثورة واتحاد التنسيقيات الذي تحدث أيضاً عن سيطرة الثوار على مبنى المحافظة هناك.
على صعيد مواز، شنت قوات الأسد غارات جوية لمنع تقدم المعارضة في اللاذقية. وكانت طائرات حربية قصفت قرية في شمال سوريا الليلة الماضية في محاولة على ما يبدو من جانب الرئيس السوري بشار الأسد لمنع تقدم مقاتلي المعارضة في معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها.
وتدافع قوات الأسد عن اللاذقية مسقط رأس عائلة الأسد بعد أن تراخت قبضة الرئيس في أعقاب انتصارات المعارضة في الشمال، لاسيما الاستيلاء على قاعدة جوية في حلب الأسبوع الماضي.
ونشر الأسد قوات إضافية في المنطقة، وتدلل الغارات الجوية على أنه يعطي أولوية قصوى لحماية معقل الطائفة العلوية التي تمثل 12 بالمئة من عدد سكان البلاد البالغ 21 مليونا.
“دولة العراق والشام” تسترضي أهالي حلب عبر المهرجانات
تحاول تحسين صورتها من خلال إقامة ألعاب حربية ومسابقات لأكل المثلجات
دبي- قناة العربية
تحاول الفصائل المقاتلة في سوريا المحسوبة على تنظيم القاعدة، وأبرزها دولة العراق والشام، تحسين صورتها من خلال استضافة مهرجانات عائلية، تتضمن ألعابا حربية ومسابقات لأكل المثلجات.
وتدور مسابقات الترفيه العائلية هذه في حي الفردوس في مدينة حلب شمال سوريا. ويشرف أحد المقاتلين الذي يعرف عن نفسه بأبي الوقاص التونسي على خيم الترفيه، حيث تدور مسابقات وألعاب للأطفال والكبار، تنتهي بجوائز قيمة للرابحين.
وحرصت الذراع الإعلامية لدولة العراق، على نشر أكبر عدد من الفيديوهات على المواقع الاجتماعية تصور المهرجانات التي أقامتها في رمضان والأعياد، والتي تظهر فرحة المشاركين رغم أجواء الحرب في المدينة.
من جهتهم، يقول السكان إن مقاتلي دولة العراق يحاولون توسيع نفوذهم وكسب ود الحاضنة الشعبية، بعدما كانوا هدفا لتظاهرات في عدد من المناطق بعد تضييقهم على السكان واتهامهم باغتيال ناشطين وقياديين في الجيش الحر. وفي حين تمر المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، يقول محللون إن دولة العراق تحاول استغلالها لكسب قاعدة شعبية وإظهار وجه آخر لها.
يذكر أن دولة العراق بقيادة أبو بكر البغدادي تصدرت المشهد في سوريا منذ ظهورها في ابريل الماضي. وتشير مصادر إلى أنها تضم حوالي 3 آلاف مقاتل غالبيتهم من الأجانب الذين تعلموا من دروس القاعدة في العراق وأفغانستان ويحاولون اليوم فرض أجنداتهم بطرق أكتر نعومة.
قوات الأسد تدمر الجامع الكبير في القابون بريف دمشق
الجيش أطلق صاروخي أرض-أرض على حي العسالي ملحقاً دماراً كبيراً بالممتلكات
دبي – قناة العربية
أكد ناشطون سوريون أن قوات النظام دمرت الجامع الكبير في القابون بريف دمشق، متحدثين عن تعرض ريف دمشق لقصف عنيف.
واستهدفت قوات النظام الجامع الكبير وأحدثت به دماراً كبيراً وهدمت مئذنته جراء القصف.
وتعرضت أحياء أخرى في دمشق لقصف عنيف أيضاً، حيث قامت قوات النظام بإطلاق صاروخي أرض-أرض على حي العسالي، ما ألحق دمارا كبيرا بالممتلكات العامة والخاصة.
وفي سياق متصل، قام طيران النظام بغارات مركزة على حي برزة وحي جوبر، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
كما أعلن المركز الإعلامي السوري عن سقوط قتلى، بينهم نساء وأطفال في مدينة زملكا بريف دمشق بسبب القصف المدفعي.
الجيش الحر ينسحب من أريحا في ريف إدلب حقنا للدماء
قوات النظام ارتكبت عدداً من المجازر في البلدة وهددت بتسويتها بالأرض
دبي – قناة العربية
أوضحت مصادر ميدانية من الجيش الحر أن الثوار انسحبوا من بلدة أريحا بريف إدلب، حقناً للدماء وتفادياً لتدميرها من قبل جيش النظام.
وأتى الانسحاب إثر تهديدات من قوات النظام بتسوية المدينة بالأرض إن لم ينسحب الجيش الحرّ منها.
وكانت قوات النظام قد ارتكبت عدداً من المجازر بحق أهالي المدينة، ثم قامت مؤخراً بإلقاء منشورات من الطائرات تهدد سكان المدينة بتسويتها بالأرض.
وفي سياق آخر، تعرضت مدينة تلبيسة في حمص لقصف عنيف بالهاون والمدفعية، مما أدى إلى سقوط جرحى.
ومن جهة أخرى، تجد قوات النظام صعوبة بالغة في تمكين مروحياتها العسكرية في مطار كويرس العسكري في حلب من الإقلاع بسبب مقاومة المضادات الجوية للجيش الحر مع تواصل الاشتباكات بين الطرفين في محيط المطار.
معارك بريف اللاذقية.. وقصف على الرقة
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
قتل وأصيب العشرات بقصف بالبراميل المتفجرة على مدينة الرقة شمالي سوريا، السبت، في حين استمرت الاشتباكات في عدة قرى في ريف محافظة اللاذقية في ما أطلق عليه معركة “تحرير الساحل”.
وقال ناشطون معارضون إن عددا من الأشخاص قتلوا بينهم طفلان وسيدة جراء القصف بالبراميل المتفجرة على حي الملاهي في مدينة الرقة التي تسيطر عليها المعارضة.
وفي اتصال مع “سكاي نيوز عربية” ذكر الناشطون أن المعارضة المسلحة تواجه القوات الحكومية في 8 قرى في ريف اللاذقية.
وقامت كتائب المعارضة بقصف مواقع حكومية في جبل كتف صهاونة وقرية بلوطة بالهاون في الريف الشمالي لمدينة اللاذقية.
وتدور اشتباكات وصفها ناشطون بالعنيفة بين الجيشين السوري والحر في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري في محاولة من مقاتلي المعارضة السورية المسلحة للسيطرة عليهما.
ويأتي ذلك بالتزامن مع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في حيي مساكن السبيل وشارع تشرين، كما سقطت عدة قذائف على حيي الزبدية والأنصاري الشرقي في حلب.
وفي دير الزور، أعلنت المعارضة أن الجيش الحر تمكن من السيطرة على مقر حزب البعث ومبنى الخدمات في المدينة.
وفي ريف العاصمة دمشق، قتل مدير مدرسة السياقه العسكرية في الديماس على يد 11 مجند بعد انشقاقهم، وفقا لناشطين معارضين.
وفي التفاصيل قال ناشطون إن “العقيد علي محسن معلا مدير مدرسة السياقة العسكرية في الديماس بريف دمشق، والمساعد أول منير صهيب صقور قتلا اليوم على يد 11 عسكري من المدرسة انشقوا عن الجيش”.
وقصفت القوات الحكومية أحياء في العاصمة دمشق بينها مخيم اليرموك والقابون وبرزة.
توقعات بقيادة جديدة للمعارضة العسكرية السورية في المرحلة المقبلة
استانبول (9 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
رجّحت مصادر في المعارضة السورية أن يكون هناك قيادة عسكرية جديدة خلال المرحلة المقبلة، تتولى قيادة الجيش الوطني الذي سيتشكل بعد إعادة توحيد وتوسيع الكتائب الثورية المسلحة والجيش الحر، وأشارت إلى أن العميد المنشق مناف طلاس أحد الأسماء المطروحة ليكون له دور في هذه المرحلة
وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “تشير المعلومات الأولية إلى أن الأردن ستكون مرتكزاً لقيادة هذا الجيش، ومن المرجح إن نجحت مهمة تشكيل نواة هذا الجيش أن يحصل على أسلحة نوعية من الغرب، وسيحظى بدعم كبير لتوحيد المجالس العسكرية ومحاربة النظام من جهة ولطرد الجماعات المتشددة والجماعات الإرهابية من جهة أخرى”
وأضاف المصدر “وفق المعلومات فإن العميد طلاس أحد الأسماء المتداولة لقيادة هذه القوات العسكرية، خاصة وأنه لا يواجه برفض روسي أو أمريكي، ويكون أن يكون مقبولاً من المعارضة السورية ومن بعض القادة العسكريين في النظام، وسيكون صارماً مع الجماعات الإسلامية المتشددة والمتطرفة”
وكان رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا قد قال الخميس خلال اجتماع مع مجموعة من الشباب السوريين العاملين بالإغاثة إنه سيتم تشكيل جيش وطني يضم ستة آلاف مقاتل في المرحلة الأولى وسيستقبل الشبان للتطوع في جنوب وشمال سورية ليكونوا نواة له. وأعلن أنه وسيعمل على التخلص من أمراء الحرب والكثير من الإشكالات، وأشار إلى أن الأسابيع المقبلة ستشهد تطوراً عسكرياً حقيقياً وواقعياً على الأرض، وأن هناك نية حقيقية بدأت بشكل عملي وحقيقي وواقعي لتغير قواعد اللعبة
وطلاس الذي انشق عن النظام العام الماضي يعيش في باريس ويتنقل كثيراً في دول جوار سورية وخاصة الأردن، وهو قريب من بعض قادة المعارضة ولديه علاقات شخصية مع شخصيات منهم، وكذلك كانت له علاقات جيدة بالعديد من قادة الجيش السوري قبيل انشقاقه، غير أن إشكالاً يواجه قبوله شعبياً، خاصة وأن الغالبية ترى أنه كان مع والده مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري لعقود جزءاً من النظام وآلة فساده، وكان صديقاً سابقاً للرئيس السوري منذ الطفولة
مصادر بالمعارضة: معلومات عن وجود تواصل مع الأب باولو المختفي في سورية
استانبول (9 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
استبعد مصدر من المعارضة السورية أن يكون الأب اليسوعي باولو دالوليو مختطف، ونفى وجود أي دلائل قاطعة على ذلك حتى الآن، وقال إن ناشط على الحدود التركية تلقى رسالة من رقمه يقول له فيها إنه لدى دولة العراق والشام الإسلامية ومازال يبحث معهم موضوع راهبين سوريين مختطفين في شمال سورية
وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن دولة العراق والشام الإسلامية هي أكثر الفصائل الإسلامية المقاتلة في سورية استقلالاً وقوة ونفوذاً، ومصادر تمويلها غير محدودة، ولا يمكن أن تقوم بخطفه من أجل المال، كما أنه لا مصلحة لها باختطافه إلا إذا رأت أنه خطر عليها، أو كان هناك أسباب سياسية قوية، وهو أمر لا توحي به مواقف الأب باولو المعلنة منذ انطلاق الثورة في سورية، كما أنه لا قدرة للمعارضة السياسية أو العسكرية السورية على الضغط على هذه الجبهة بسبب استقلاليتها الكاملة عن كل القوى المسلحة والسياسية في سورية، وليس هناك سوى الانتظار لكشف غموض اختفائه”
من جهته كرر الناشط السياسي والإعلامي السوري المعارض فرحان مطر ابن الرقة ـ التي اختفى فيها دالوليو ـ التفاصيل المتداولة عن الساعات الأخيرة التي سبقت اختفاء الاب اليسوعي، وأوضح لـ (آكي) إنه أبلغ النشطاء أنه سيذهب لمقابلة قادة الكتائب العسكرية الإسلامية في الرقة شمال سورية ونصحوه بعدم المغامرة، وأصر على رأيه، ثم طلبوا منه مرافقته فرفض إلا أن يذهب وحيداً وقال لهم بالحرف الواحد سأغيب ثلاثة أيام لا تبحثوا عني ولا تسألوا ولا تنشروا شيئاً، وبعد هذه الأيام سأكون خارج سورية، قبل أن تنقطع أخباره نهائياً عن الرقة كما أنكرت دولة العراق والشام الإسلامية وجوده لديها
وتسيطر دولة العراق والشام الإسلامية على معظم شمال سورية، وتجري اشتباكات مستمرة بينها وبين كتائب الجيش السوري الحر والكتائب الكردية، وقامت مؤخرا بحملة اعتقالات واختطافات لنشطاء وبعض قادة الجيش السوري الحر في الرقة وتل أبيض خلال الأسابيع الأخيرة، وتحاول التفرد في السلطة والقرار في تلك المنطقة تمهيداً لإعلان إمارة إسلامية
وكان الكاهن الكاثوليكي الإيطالي قد قضى نحو ثلاثة عقود في سورية جلّها في دير مار موسى الحبشي في القلمون بريف دمشق، قبل أن تطلب منه السلطات مغادرة سورية العام الماضي بسبب مواقفه الداعمة للثورة، ودخل إلى محافظة الرقة عن طريق معبر تل أبيض الحدودي السبت 27 تموز/يوليو الماضي، وانقطع الاتصال معه يوم الاثنين بعد زيارة قيل إنها لقيادة دولة العراق والشام الإسلامية، ولم تتبن أية جهة اختطافه حتى الآن
قيادي بالائتلاف السوري: الحكومة المؤقتة منتصف الجاري وحضور جنيف مشروط
استانبول (9 آب/أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
قال مصدر سوري معارض إن ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية سيجتمع منتصف الشهر الجاري لانتخاب رئيس للحكومة المؤقتة ووزراء، وأوضح أن مهام هذه الحكومة سيكون تنفيذياً، وأشار إلى أن الائتلاف يتجه للموافقة على المشاركة في جنيف2 ولكن ضمن شروط
وقال الباحث والكاتب السوري عمر كوش، من ائتلاف قوى الثورة والمعارضة، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “ستعقد الهيئة السياسية للائتلاف اجتماعاً منتصف الشهر الجاري لمناقشة أسماء المرشحين لرئاسة الحكومة المؤقتة، وستجتمع بعدها مباشرة الهيئة العامة للائتلاف لانتخاب رئيس الحكومة الأنسب، وسيتولى هو تشكيل الحكومة التي ستتولى إدارة شؤون المناطق المحررة وتنظيم الإغاثة والرعاية الطبية، وتنحصر مهامها في الجانب التنفيذي ولا مهام سياسية لها، وستمثل السلطة التنفيذية” وفق تأكيده
ونفى كوش أن يكون للتجاذبات السياسية والمحاصصة دور في اختيار رئيس الحكومة المؤقتة، وأشار إلى أنها ستتألف بغالبيتها من تكنوقراط وموظفي دولة منشقين
وتشير بعض المصادر إلى أن الحكومة المؤقتة التي ينوي الائتلاف تشكيلها ستضم وزيراً للدفاع وآخر للداخلية، ما يعني أنها ستضطلع بمهام عسكرية وأمنية أيضاً
ورأى كوش أن مؤتمر جنيف2 “مازال مجرد مشروع متعثر وقد لا يُعقد فيما لو استمر النظام بحله الحربي على السوريين”. كما لم يجد تناقضاً بين المشاركة به وبين تشكيل حكومة مؤقتة للمعارضة، وقال “إن تشكيل الحكومة المؤقتة لا يعني رفضاً لجنيف2، والائتلاف لم يتخذ إلى الآن موقفاً واضحاً منه، وجنيف2 ما زال مشروعاً يتقاذفه فهم كل من روسيا والولايات المتحدة، بما يجعله فعلياً مشروعاً متعثراً، ومن الصعب تحويله إلى مشروع متحقق بسبب الحرب الشاملة التي يشنها النظام ضد غالبية السوريين”
وتابع “هناك توجه داخل قيادة الائتلاف بأنه من غير الممكن المشاركة بجنيف2 في ظل استمرار النظام في حربه والدمار الكارثي الذي يخلفه في سورية، وسيكون شرط الحضور تنفيذ بنود جنيف1 كاملة بما فيها وقف إطلاق النار بشكل كامل من قبل النظام وإطلاق سراح المعتقلين، والسماح بالتظاهر، إضافة إلى توقف روسيا وإيران عن تزويد النظام بالسلاح، وخروج مليشيات حزب الله وكل المرتزقة من سورية، وأن يتم تحديد جدول وسقف زمني، وأن يكون مفاوضو النظام ممن يقبل بالانتقال السلمي للسلطة ولم يتورط في القتل، وعلى أن يكون كل هذا بضمانات من القوى الدولية الفاعلة، ويكون رحيل الأسد هدفاً رئيسياً للمؤتمر”
قوات الأسد تشن غارات جوية لمنع تقدم المعارضة في اللاذقية
بيروت (رويترز) – قصفت طائرات حربية قرية في شمال سوريا ليل الجمعة في محاولة على ما يبدو من جانب الرئيس السوري بشار الأسد لمنع تقدم مقاتلي المعارضة في معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها.
وتدافع قوات الأسد عن اللاذقية مسقط رأس عائلة الأسد بعد ان تراخت قبضة الرئيس في أعقاب انتصارات المعارضة في الشمال لاسيما الاستيلاء على قاعدة جوية في حلب الاسبوع الماضي.
ويسيطر الأسد على معظم مناطق جنوب سوريا ووسطها في حين تسيطر المعارضة على المناطق الشمالية قرب الحدود التركية وعلى طول وادي الفرات باتجاه العراق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم السبت أن حوالي 20 شخصا لاقوا حتفهم في غارات جوية على قرية سلمى ومن بينهم عشرة مدنيين وستة مقاتلين سوريين وأربعة مقاتلين اجانب.
وسلمى قرية سنية في جبل الأكراد المطل على البحر المتوسط وقتلت قوات المعارضة التي تتمركز في القرية والمؤلفة من ألوية اسلامية من بينها اثنان على صلة بتنظيم القاعدة المئات في هجمات الشهر الجاري واستولت على بضع مناطق علوية.
واظهرت لقطات فيديو على الانترنت صورها هواة مبنى سكنيا ضخما وقد تهدمت جميع جدرانه الخارجية وشوهد رجال بعضهم يرتدي زيا عسكريا ينقلون جثثا الي شاحنة مكشوفة.
واظهر تسجيل مصور بثه مقاتلو المعارضة على الانترنت يوم الجمعة انهم استولوا على قرية الخراطة على بعد ثلاثة كيلومترات جنوبي سلمى. وأمكن مشاهدة مقاتلين معارضين وهم يتجول في القرية التي تحيط بها حقول زراعية وبساتين. ولم يمكن مشاهدة أي مدنيين وبدت منازل القرية خاوية.
ونشر الأسد قوات إضافية في المنطقة وتشير الغارات الجوية الي انه يعطي اولوية قصوى لحماية معقل الطائفة العلوية التي تمثل 12 بالمئة من عدد سكان البلاد البالغ 21 مليونا.
وتقاتل قوات الأسد لاستعادة السيطرة على المناطق التي فقدتها في حلب المجاورة حيث حققت المعارضة تقدما كبيرا في الاسابيع القليلة الماضية.
وسيطرت المعارضة الشهر الماضي على بلدة خان العسل جنوب غربي حلب وقال نشطاء يوم السبت ان الجنود قتلوا 12 مدنيا من بينهم امرأة في بلدة قريبة.
وتتهم الحكومة مقاتلي المعارضة بإعدام 123 شخصا في خان العسل ويقول نشطاء إن قتل المدنيين في تبارة السخاني على بعد 20 كيلومترا جنوبا قد يكون ردا انتقاميا.
وتحولت المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب التي كانت المركز التجاري لسوريا إلى إنقاض نتيجة المعارك كما قصفها الجيش السوري بالمدفعية.
وتقول الأمم المتحدة ان أكثر من 100 ألف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة قبل 28 شهرا واضطر 1.7 مليون سوري للفرار الي دول مجاورة.
(إعداد هالة قنديل للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)
من اوليفر هولمز