أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 18 آب 2012


الإبراهيمي ينأى بنفسه عن فشل أنان ويوافق على منصب «الممثل الخاص»

نيويورك – راغدة درغام

حلب، دمشق، بيروت – «الحياة»، ا ب، ا ف ب، رويترز – وافق الديبلوماسي الجزائري المخضرم الاخضر الإبراهيمي رسمياً أمس على تولي منصب «الممثل الخاص المشترك الى سورية» خلفاً للمبعوث كوفي أنان. وبحسب مصادر رفيعة في الأمم المتحدة، يصل الابراهيمي مطلع الأسبوع المقبل الى نيويورك للقاء الأمين العام بان كي مون وتسلم مكتبه الجديد في مقر المنظمة الدولية في مانهاتن. وجاء تغيير صفة مبعوث الى ممثل بناء على «طلب الإبراهيمي نفسه من الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية أثناء المداولات التمهيدية لتوليه منصبه» بحسب مصدر دولي رفيع.

وقال ديبلوماسيون إن الإبراهيمي «يسعى الى إطلاق مهمة جديدة في سورية والى القطع مع مهمة أنان»، ما يعكس حرصه على «النأي بنفسه» عن فشل انان في مهمته، من دون أن يوضحوا ما إذا كان الابراهيمي يعد خطة عمل مختلفة عن النقاط الست. وأكد مصدر رفيع في الأمم المتحدة أن «قسم الشؤون السياسية في المنظمة الدولية سيكون مستعداً لتقديم كل المساعدة الممكنة الى الإبراهيمي خصوصاً أنه ضليع بمهمات الأمم المتحدة ويعلم كيفية الإفادة من قدراتها بناء على تجاربه السابقة معها».

وأعدت الأمم المتحدة مكتباًُ للإبراهيمي في نيويورك بناء على طلبه أيضاً، في إشارة أخرى الى إصراره على إطلاق مهمة أخرى مختلفة عن مهمة أنان الذي كان استقر مع فريقه في جنيف. وبحسب مصادر رفيعة، يعلن الإبراهيمي قريباً «المقاربة التي سيعمل بموجبها على التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية، وسيحدد طبيعة الدعم الذي يريده لمهمته من الأمم المتحدة بهيئاتها المختلفة».

وعلق وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو على تعيين الابراهمي بالقول إنه سيحتاج الى توافق في مجلس الأمن كي ينجح في مهمته. واضاف «إذا كنا لا نريد لمهمته أن تفشل مثل سلفه أنان يتعين علينا إيجاد توافق في مجلس الأمن ولا نسمح بأي أساليب للاعاقة». فيما ابدى البيت الابيض رغبته في الحصول على مزيد من التفاصيل لمهمة الابراهيمي.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنه «ممتن بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية بإعلان تعيين الإبراهيمي ممثلاً خاصاً مشتركاً الى سورية». وأضاف في بيان أن «العنف والمعاناة في سورية يجب أن يتوقفا» مشدداً على «تقدير اعتزام الإبراهيمي توظيف قدراته وخبرته نحو هذا الهدف»، وأن الإبراهيمي «سيتوقع لأجل ذلك دعماً قوياً وواضحاً وموحداً من المجتمع الدولي بما فيه مجلس الأمن». وقال بان إن «التوصل الى حل وانتقال سياسيين يلبيان تطلعات الشعب السوري من طريق الديبلوماسية يبقى الأولوية القصوى للأمم المتحدة».

ودعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس خلال زيارة قام بها لمخيم كيليس للاجئين السوريين على الحدود التركية الى «اسقاط النظام السوري وبسرعة»، منددا بـ «التجاوزات» التي يرتكبها هذا النظام بحق المدنيين. وقال: «بعد الاستماع الى الشهادات المؤثرة من اشخاص هنا (…) وانا اعي قوة ما اقول: بشار الاسد لا يستحق ان يكون موجودا». واتهم فابيوس الرئيس السوري بالقيام بـ»عملية تدمير شعب».

وانهى فابيوس امس في تركيا جولة اقليمية قادته الى لبنان والاردن وتركزت محادثاته خلالها على الازمة السورية وتدفق اللاجئين السوريين الى البلدان المجاورة.

وفي نيويورك، اجتمعت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن أمس تلبية لدعوة روسية بعدما أصيب السفير الروسي بخيبة كبيرة جراء عدم تلبية أي من الدول الأعضاء في مجموعة العمل من أجل سورية دعوته الى عقد اجتماع على مستوى السفراء في نيويورك أمس، باستثناء الصين. وقالت مصادر ديبلوماسية إن «روسيا منيت بفشل ذريع بعد محاولة سفيرها ممارسة الديبلوماسية البهلوانية من خلال محاولة العودة الى طاولة الجهود الديبلوماسية عبر اجتماع مجموعة العمل من أجل سورية». وأكدت المصادر أن الدول العربية والغربية إضافة الى تركيا رفضت تلبية دعوة تشوركين الى الاجتماع «الذي كان سيجد نفسه فيه وحيداً مع السفير الصيني في الأمم المتحدة لي باودونغ ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، مما اضطره الى إعلان تأجيله». ولم تحدد البعثة الروسية موعداً للاجتماع المقبل مكتفية بالقول إن «قرار الإرجاء تم بناء على رغبة دول أعضاء في مجموعة العمل من أجل سورية».

ميدانيا، اتسع نطاق الاشتباكات في مختلف انحاء سورية، خصوصاً في دمشق وحمص وحلب حيث اعترفت وسائل اعلام النظام للمرة الاولى ان المواجهات وصلت الى مشارف مطار المدينة. كما عادت المواجهات الى حي صلاح الدين على رغم اعلان النظام عن السيطرة عليه منذ الاسبوع الماضي واخراج «العناصر الارهابية» منه. وفي حي السكري ذكرت مصادر المعارضة ان قذيفة هاون قصفت مبنى سكنياً مما ادى الى سقوط العشرات بين قتلى وجرحى.

في هذا الوقت استمر قصف القوات النظامية بالمدفعية والطيران المروحي لاحياء دمشق وشمل المزة والقدم والعسالي والحجر الاسود، كما ذكرت شبكة «شام» الاخبارية التي قالت ايضاً ان بلدتي الضمير ودوما بريف دمشق تعرضتا لقصف مماثل.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان القوات النظامية سيطرت على مدينة التل في ريف دمشق التي شهدت خلال الايام الماضية حملات قصف شديد واشتباكات على مداخلها، مشيرا الى انسحاب مقاتلي الكتائب الثائرة من المدينة.

وقال المرصد السوري ان اشتباكات وقعت في محيط مطار المزة العسكري وانتقلت بعدها الى طريق المتحلق الجنوبي. كما وقعت اشتباكات في حي القدم على طريق درعا – دمشق الدولي وفي حيي التضامن والحجر الاسود. وتعرضت منطقة البساتين بين حيي المزة وكفرسوسة للقصف من طائرات حوامة.

وخرجت في مختلف المدن السورية تظاهرات حاشدة تأييداً لـ «الجيش السوري الحر» تحت شعار «بوحدة جيشنا الحر يتحقق نصرنا».

حال الفوضى تتفاعل سياسياً في لبنان وشربل الى أنقرة وتدابير لضمان طريق المطار

بيروت – «الحياة»

استمر لبنان غارقاً في دوامة الفوضى وتداعيات ما نجم عن قضية خطف حسان المقداد مطلع الأسبوع واللبنانيين الـ 11 المحتجزين في سورية، منذ أيار (مايو) الماضي، فيما سعت الحكومة اللبنانية الى استدراك غيابها عن تداعيات ما حصل، منذ يوم الأربعاء الماضي من خطف للسوريين ولمواطنين تركيين اثنين، وقطع طرقات لا سيما طريق المطار بتفعيل لجنة وزارية أوكل اليها متابعة قضية المخطوفين اللبنانيين، بينما أعلن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أن ما حصل خلال اليومين الماضيين «خرج عن السيطرة وليتحمل الجميع مسؤولياتهم… وافهموها كما تريدون وتصرفوا على هذا الأساس».

وفيما خطف تركي ثان ليل أول من أمس في منطقة الشويفات، وحصلت حوادث خطف أخرى بهدف الابتزاز، اجتمع مجلس الأمن المركزي برئاسة وزير الداخلية مروان شربل وأقر تدابير لمنع إقفال طريق المطار. وأكد شربل أنه ممنوع إقفالها من الآن فصاعداً، في وقت وزع آل المقداد على محطات التلفزة قرصاً مدمجاً فيه صور لسوريين محتجزين لدى العائلة قالوا انهم من «الجيش السوري الحر» لمبادلتهم بحسان المقداد التي كانت مجموعة زعمت انها من «الجيش الحر» احتجزته في دمشق.

وقال الناطق باسم العائلة أنها فوضت الصليب الأحمر الدولي التفاوض مع الخاطفين لاسترداد المقداد من سورية، وأكد أن عدد السوريين المحتجزين لديها أكثر من 20 بعد الإفراج عن 21 لا علاقة لهم بـ»الجيش الحر»، ملوحاً بعد تأكيده وقف العمليات الميدانية، بـ «مفاجآت تباعاً» في حال لم تثمر المفاوضات عبر الصليب الأحمر.

وقال مصدر في مجلس الأمن المركزي لـ «الحياة» أنه تقرر عدم الإعلان عن التدابير الأمنية لإبقاء طريق المطار مفتوحة وإن المواطنين سيلمسونها على الأرض تباعاً لضمان منع إقفالها. وفيما ذكرت محطة «الجديد» أن وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس الذي غادر بيروت الى أنقرة صباح أمس بعد لقائه كبار المسؤولين سيلتقي على الحدود التركية – السورية ممثلين عن الجهة الخاطفة للبنانيين الـ11، للتباحث معهم في الإفراج عنهم، لكن مصدراً ديبلوماسياً فرنسياً علّق لـ «الحياة» على هذه الأنباء بالقول ان ما وعد به الوزير فابيوس حين طالبه كل من رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور هو أنه سيثير القضية مع الرئيس التركي عبدالله غل ووزير الخارجية أحمد داوود أوغلو ليطالبهما ببذل جهد للإفراج عن المخطوفين اللبنانيين.

وسيزور وزير الداخلية مروان شربل تركيا اليوم لمتابعة قضية المخطوفين الـ11، وهي الزيارة الثانية التي يقوم بها الى تركيا لهذا الغرض خلال شهرين. كما اجريت اتصالات مع الجانب القطري للمساهمة في الإفراج عن هؤلاء.

وفيما حذرت تركيا رعاياها من السفر الى لبنان ونبهت السفارة الأميركية رعاياها من احتمال تعرضهم للخطف، توالت ردود الفعل الداخلية حول حال الفلتان والفوضى التي شهدتها الساحة. فقال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ان الأزمة بحجم خطر اضمحلال الدولة مطالباً بحالة طوارئ لمنع الظهور المسلح ولو بالقوة… كما دعا الى فتح مطار القليعات.

ورأى زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن لبنان يواجه خطر انحلال الدولة وسيادة منطق الفوضى والعشائرية. وفي وقت أشاد الحريري بنتائج قمة مكة الإسلامية انتقد السيد حسن نصرالله الامين العام لـ»حزب الله»، في خطاب لمناسبة «يوم القدس العالمي» قرارات القمة بالنسبة الى قضية فلسطين وأخذ عليها عدم دعوة سورية اليها. وقال انه «لو كان هناك ذرة من المسؤولية التاريخية لكان وجب أن تشكل فريقاً يزور دمشق ليقولوا كفى نزفاً للدماء».

وتناول نصرالله موضوع المخطوفين اللبنانيين الـ11 وخطف المقداد،. وقال: «كان طبعاً سخافة القول إنه قناص في حزب الله، فقد حصلت ردود أفعال في اليومين الماضيين بعد القول بمقتل الـ11 ثم خطف المقداد». واضاف انه «حتى الآن لم نعرف من هي الجهة الخاطفة، لذلك واكبنا وصمتنا، وقلنا إن الدولة هي من يجب أن تتابع، ومرت أشهر»، وأضاف: «الأداء الإعلامي كان مفجعاً وكارثياً وتصرف بروحية السبق الصحافي غافلاً عن أن 11 عائلة لديهم أهل وعاطفة… في ظل هذا الأداء الإعلامي خرجت الأمور عن السيطرة، وعندما قُطعت طريق المطار خرجنا مع «أمل» لنمنع إقفاله، ولكن تحولت قضية المخطوفين إلى مأساة إنسانية ومهزلة إعلامية. وبكل صراحة ما حصل خلال اليومين الماضيين هو خارج السيطرة، وافهموها واقرأوها «متل ما بدكن». ويجب ان تتصرفوا على هذا الأساس. وفي هذا الأداء السياسي والأداء اللاإنساني هناك ساحة بدأت تخرج عن السيطرة وعلى الكل تحمل مسؤولياته». والفكرة التي تقول ان الوضع تحت السيطرة و «أمل و «حزب الله» يقدران على إخراج الناس من الشارع، أعيدوا النظر فيها». ورأى ان «قضية المخطوفين تحولت الى حفلة ابتزاز سياسي كبير، وإذا كنا غير قادرين على التصرف في نهاية المطاف نحن يجب أن نتروى مع بعضنا بعضاً ونتصرف سياسياً وإعلامياً وداخلياً في شكل حضاري حتى نرى أين ستصل هذه القضية».

وفي ظل استمرار التضارب في المعلومات عن مصير المخطوفين الـ 11 قال ناطق باسم الأهالي لإحدى محطات التلفزة أمس ان معلوماتهم الخاصة تفيد بأنهم جميعاً بخير.

اشتباكات في محيط مطار المزة العسكري وقصف بالطائرات على دمشق

دمشق، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

تجددت الاشتباكات في احياء في جنوب وغرب دمشق بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين. وتحدث معارضون عن انفجارات في مرأب القصر العدلي في المرجة وسط دمشق وعن اشتباكات في محيط مطار المزة العسكري انتقلت بعدها إلى طريق المتحلق الجنوبي. كما استمر القصف والعمليات العسكرية على احياء في مدينة حلب شمال سورية ومدينة تلبيسة في ريف حمص وحي الخالدية في حمص ودير الزور، وتحدثت تقارير عن هدم عشرات المنازل بقصف جوي في إدلب. وقالت لجان التنسيق المحلية إن 91 قتيلاً سقطوا في اشتباكات امس.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان إن اشتباكات وقعت في محيط مطار المزة العسكري (غرب) وانتقلت بعدها إلى طريق المتحلق الجنوبي. كما وقعت اشتباكات في حي القدم (جنوب) على طريق درعا – دمشق الدولي وفي حيي التضامن والحجر الاسود (جنوب).

وتعرضت منطقة البساتين بين حيي المزة وكفرسوسة للقصف من طائرات حوامة.

وأفاد ناشطون ان الاشتباكات اندلعت اثر هجوم للجيش السوري الحر على مواقع للقوات النظامية على اوتوستراد درعا.

ووصفت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان دمشق بـ «الساخنة»، مشيرة الى ان «اصوات القصف والاشتباكات لم تهدأ». وأضافت ان «الجيش الحر هاجم حاجز كفرسوسة داريا قرب مطار المزة العسكري، وثكنة عسكرية أسفل جسر اللوان في كفرسوسة». وامتد القصف والاشتباكات الى ريف دمشق في داريا والسبينة وقارة وقطنا والكسوة والبساتين المحيطة بمنطقة السيدة زينب.

وقال المرصد السوري ان «القوات النظامية سيطرت على مدينة التل» التي شهدت خلال الايام الماضية حملات قصف شديد واشتباكات على مداخلها، مشيراً الى «انسحاب مقاتلي الكتائب الثائرة من المدينة».

وعثر على 65 جثة مجهولة الهوية في بلدة قطنا وثلاث جثث اخرى في منطقة البساتين بين داريا ومعضمية الشام في ريف دمشق، وهما منطقتان تشهدان منذ اسابيع تصعيداً في العمليات العسكرية.

وفي مدينة حلب، تعرضت احياء عدة لا سيما حي الميسر الشرقي، للقصف من القوات النظامية السورية صباحاً.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية ان حريقين اندلعا في مصنع للقطن ومعمل ضخم للزيوت في منطقة دوار الجندول القريب من الوسط ليلاً نتيجة القصف، مشيرة الى «تصاعد ألسنة اللهب بشكل قوي ويصعب على الأهالي إخماد الحريق». وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن العشرات سقطوا على أيدي قوات النظام السوري أغلبهم في حمص وحلب، وقالت إن طيران جيش النظام يقصف أحياء الإذاعة وسيف الدولة في حلب.

في محافظة درعا (جنوب)، قتل فتيان في بلدة نامر في كمين نصبته لهما القوات النظامية فجر امس، كما قال المرصد.

وفي محافظة حمص (وسط)، قتل خمسة شبان في منطقة القصير اثر اطلاق الرصاص عليهم من القوات النظامية السورية. وقالت مجموعات في الجيش السوري الحر إنها بدأت معركة لفك الحصار عن أحياء المدينة. ورغم قلة الذخيرة والأسلحة المتوافرة، إلا أن الجيش الحر يقول إن هدفه فك حصار قوات النظام عن حمص، وحماية من تبقى فيها من المدنيين بعد نزوح الآلاف منهم.

في مدينة دير الزور (شرق)، قتل مقاتل معارض اثر اشتباكات مع القوات النظامية واربعة عناصر من القوات النظامية اثر استهداف آليات عسكرية.

وفي إدلب، أفاد ناشطون بسقوط قتلى وجرحى إثر تهدم أكثر من ثلاثين منزلاً على رؤوس ساكنيها في بلدة جرجناز بإدلب نتيجة قصف مروحي مكثف نفذته طائرات الجيش السوري فجر امس.

وفي ظل تصاعد وتيرة العنف، تعول المعارضة أكثر فأكثر على «الجيش السوري الحر» لمواجهة قوات النظام. وقد دعت الى التظاهر في جمعة «بوحدة جيشنا الحر يتحقق نصرنا».

وبث ناشطون سوريون صوراً على مواقع الثورة السورية لتظاهرات خرجت في مناطق مختلفة من سورية، ففي العاصمة دمشق خرجت أحياء عدة من بينها السويقة وقبر عاتكة وسوق مدحت باشا وباب سريجة والعفيف على مسافة قريبة من القصر الرئاسي، وندد المتظاهرون بما يحدث في قطنا بريف دمشق، ورفعوا شعارات تنادي بالحرية كما طالبوا بإسقاط النظام.

وقتل اول من امس 180 شخصاً هم 112 مدنياً و49 عنصراً من قوات النظام و19 مقاتلاً معارضاً.

في موازاة ذلك، استمر الجيش التركي بتعزيز وجوده في المناطق المتاخمة للحدود السورية، حيث وصلت دبابات ومدرعات عسكرية تركية إلى الحدود المشتركة مع سورية في منطقة غازي عنتاب صباح امس. كما أرسلت أنقرة أيضاً منصات إطلاق الصواريخ ومدرعات قتالية تحسباً لسيطرة أكراد تركيا وسورية على بعض المدن السورية كمدينة القامشلي.

وأكد الرئيس عبدالله غل إحتمال قيام بلاده بالعديد من العمليات العسكرية في حال شعورها بالتهديد من قبل عناصر حزب العمال الكردستاني «بى كيه كيه» من شمال سورية.

وبرر الرئيس التركي في تصريحاته التي نقلتها صحيفة «زمان» التركية امس عدم مساندة بلاده للمعارضة السورية المسلحة بأنه عائد لأسباب أيديولوجية أو طائفية، وأضاف قائلاً «نحن نقف مع الشعب السوري».

كما أضاف غل فى تصريحات للصحافيين الأتراك عقب انتهاء قمة قادة دول منظمة التعاون الإسلامي «من الممكن لنظام الأسد تزويد منظمة «بي كيه كيه» بالسلاح. ومع الأسف الشديد نرى التطورات السورية تتجه إلى «الأسوأ رغم تحذيراتنا المتعددة للنظام السوري».

قيادي في «المجلس الوطني»: لا بد من تحرك عاجل لتدارك انهيار الدولة وتحولها إلى «فوضى»

الدوحة – محمد المكي أحمد

حذّر القيادي في «المجلس الوطني السوري» المعارض مــــحمد ياسين النجار، بعد زيارة إلى حلب استمرت ثلاثة أيام، من «انهيار سوريـــــة بأكملها في حال عدم قيام المجتمع الدولي بتحرك سريع»، ودعا الى «حظر جوي» و «حماية عربية إسلامية دولية للشعب السوري»، وأكد أن الوضع الطبي في حلب «ينذر بكارثة».

وقال النجار، عضو مكتب العلاقات الخارجية في المجلس الوطني وعضو «مجموعة العمل الوطني من أجل سورية» في حديث الى «الحياة» بعد عودته من حلب يرافقه عضو المجلس ياسر كعدان: «أناشد الدول العربية والاسلامية أن تأخذ زمام المبادرة لحماية الشعب السوري والعمل على ايجاد قرار على مستوى اصدقاء سورية لفرض حظر جوي، ومد يد العون للشعب السوري طبياً وإغاثياً» لافتاً الى ان «السوريين لم يشهدوا حملات تلقيح للأطفال منذ أكثر من عام، ما ينذر بكوارث غير قابلة للسيطرة».

وأفاد أنه قدم تقريراً الى المكتب التنفيذي لـ «المجلس الوطني» عقب تفقده مناطق المدينة الصناعية والشيخ نجار ومساكن هنانو والموكمبو وشارع النيل والشهباء الجديدة، اضافة الى زيارة غرفة عمليات «الجيش السوري الحر» في حلب ومقابلة قائد العمليات عبد القادر الصالح».

وشدد على أن «هناك شجاعة نادرة لشباب حلب»، كما لفت الى أنه التقى ايضاً المسؤولين عن المحاكمات والجانب العدلي، وقال إنهم يقومون بالتحقيق ومحاكمة السارقين المجرمين وبعض من يرتكبون مخالفات في المحافظة».

وعن مضمون تقريره قال: «وضعت المجلس الوطني السوري في اجواء محافظة حلب، خاصة أن معركة حلب هي معركة وطنية، وفي حال سقوطها يمكن أن يطبق عليها سيناريو بنغازي». وأضاف: «إن قيادة غرفة العمليات شكت من عدم توافر الذخيرة والأسلحة النوعية بشكل جيد، وإن الكلام عن أسلحة نوعية هو حتى الآن مجرد كلام، الأسلحة غير كافية لمقاومة جيش نظامي».

وأشار الى «أن الوضع الطبي في حلب ينذر بكارثة، بسبب عدم توافر كوادر بشرية وبدء نفاد الأدوية، لأن معامل الأدوية في المحافظة توقفت عن العمل، وهي تشكل 60 في المئة من إنتاج الأدوية في سورية».

وتضمن التقرير، وفق النجار، أن «الوضع المعيشي صعب في حلب وريفها، وهناك ندرة في مادة المازوت، وبلغ سعر الليتر قرابة دولار ونصف الدولار في حال وجوده، وبلغ سعر ليتر البنزين اكثر من أربعة دولارات، ولا يوجد هناك أطباء، واستولى الجيش والشبيحة على المستشفيات، وهناك صعوبة بالغة في توفير الخبز».

وقال: «كنا نشاهد الصواريخ تملأ السماء أينما ذهبــــنا، ونتوقع عمليات هجرة الى تركيا. أما عن الناحية العسكرية، فهناك حاجة للتواصل مع المجتمع الدولي لدعـــــم الثوار على الارض ومدّهم بأسلحة نوعية، وفي حال تأمينها، يمكن سقوط النظام بسهولة»، مشيراً الى أهمية توفير «أسلحة مضادة للطائرات وقاذفات خاصة بالمدرعات «تي 82».

وقال: «طلبـــنا من الثوار الحفاظ على وثائق رسمية للدولــــة، وتم خلال اقتحام الثوار المناطق الـــــقديمة في حلب حماية مديرية الاوقاف، حيث توجد صكوك الملكية للعقارات التي تمـــلكها المديرية».

ولفت الى «أنني لاحظت أن هناك مجتمعاً مدنياً متــــفاعلاً مع هموم الناس وقضاياهم بشكل جــــــيد، وهو يؤمّن المأوى للنازحين ومواد الإعاشة، وهناك مبادرتان للــــمجتــــــمع المدني، الأولى تحمل اسم (أمان) وتــــتعامـــل مع النازحين، والثانية مبادرة (بلد) ويقوم من خلالها تكنوقراط بسد احتياجات أهالي حلب من خلال عمليات النظافة وتشغيل مرافق خدمية والتعاون مع سلطة المحافظة»، وأكد أن «60 الى 70 في المئة من حلب تحت سيطرة الجيش الحر».

وأكد النجار أن «المجلس الوطني» بدأ عقب تلقيه تقريراً عن زيارته «تحركاً تجاه المجتمع الدولي والدول العربية، سواء في شأن ضرورات الإغاثة والجوانب الطبية وتشغيل المرافق. هناك حاجة سريعة لذلك، كي يتم تدارك انهيار الدولة وتحول سورية الى دولة فوضى».

ووفق مشاهداته، فإن «منطقتي صلاح الدين وسيف الدولة اصبحتا خاويتين، وأن الدمار يعم أرجاء الدولة، وأن النظام بات يتحصن بالمقار الامنية، ولا توجد حواجز أمنية على الشوارع، لأنه يَسهُل استهدافُها من الجيش الحر».

وأكد أنه يوجد الآن ربع مليون لاجئ سوري في تركيا و60 في المئة منهم يعيشون في مخيمات، وبينهم مئتا ألف في مناطق جنوب تركيا، في عنتاب وانطاكيا.

ونوه النجار، الذي دخل الى حلب عبر «ممرات ريفية مؤمّنة بشكل كامل»، بقرارات «قمة مكة» الإسلامية في شأن الوضع في سورية، وقال: «نشكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز… ونحتاج خطوات تنفيذية رادعة».

فيما رأى أن «تدخل المجتمع الدولي طبياً وإغاثياً وعلى صعيد التجهيزات، سيقلل من حجم الكارثة ويـــــؤدي الى تلافي انهيار الدولة»، قــــــال إن «المسؤولين في سورية قابلون للانشقاق، لكنهم يحتاجون الى توفير ظروف جيدة وممرات آمنة.

والتقيت في اسطنبول رائد الفضاء السوري المنشق اللواء محمد فارس، وقال لي إنه حاول الانشقاق اربع مرات، لكنه لم ينجح، بسبب متابعات أمنية دقيقة لكل المسؤولين، ولــذلك خرج من دون أن يحمل معه أي شيء من اغراضه الشخصية».

وحول توقعاته حظراً جوياً، قال: «أميركا هي صاحــبة قرار الحظر الجوي أكثر من روسيا، وهي حتى الآن لم تتخذ القرار، وهـــــناك خياران: إما تأمين مضادات للطائرات (للثوار) أو حظر جوي، واذا تقاعس المجتمع الدولي أمام هذين الخيارين سيكون شريكاً في الجريمة مع روسيا وايران، والسوريون لن يستسلموا، والنظام يعيش في حال رعب».

الابراهيمي: لست واثقًا تمامًا من إمكانية إنهاء النزاع في سورية

نيويورك -ا ف ب -اعلن الاخضر الابراهيمي، الوسيط الجديد للامم المتحدة والجامعة العربية في سورية، انه ليس واثقا تماما حيال فرص انهاء النزاع في سورية، لكنه اكد في الوقت نفسه انه ورغم كل شي “متسلح بالامل”.

واضاف “ما انا واثق منه هو اني ساقوم بكل ما استطيع، سأبذل فعلا جهدي”.

في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” قال “ربما افشل ولكن احيانا يسعفنا الحظ ونتقدم”.واضاف “امل ان يتعاون السوريون منذ البداية وان تدعمني الاسرة الدولية ايضا”

واعلن الابراهيمي انه سيتوجه قريبا الى نيويورك للقاء اعضاء مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة بان كي مون.

استئناف القصف الجوي على اعزاز في شمال سورية

بيروت- ا ف ب -استأنف سلاح الجو السوري قصفه على مدينة اعزاز في ريف حلب قرب الحدود التركية ، وذلك غداة مقتل 129 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان “تعرضت مدينة اعزاز للقصف بالطيران مشيرا الى عدم ورود انباء عن وجود خسائر بشرية بعد.

تداعيات الخطف تكبر وتلامس زيارة البابا

سليمان: رأيت المتفجرات وأتوقّع اتصالاً من الأسد

جعجع يدعو إلى حال طوارئ ونصرالله يحذّر من فقدان السيطرة

 شربل إلى تركيا اليوم وبداية ترتيبات لضمان طريق المطار

مع انحسار عاصفة الخطف في الساعات الـ 24 الاخيرة افسح للدولة والحكومة باطلاق خطوات واجراءات امنية وديبلوماسية جديدة يؤمل ان تثبت نجاعتها وجدواها في استعادة القليل من الهيبة الامنية المتداعية، اتخذت تداعيات هذه العاصفة وجهاً شديد القتامة على المستوى الخارجي فيما تسببت بتصاعد الاحتدام السياسي على المستوى الداخلي.

وعلى رغم النتائج الكارثية التي رتبتها العاصفة على صورة الدولة وخصوصاً من حيث “تهجير” الرعايا العرب من لبنان، ظلت معالم الظهور المسلح ماثلة في المشهد الداخلي امس مع مضي عشيرة آل المقداد في عروض إعلامية ولو تحت عنوان “انتهاء المرحلة الاولى” من عملياتها. واستهدفت هذه العروض اعلان اقفال “بورصة الخطف” على اكثر من 20 سورياً وتركي واحد، علماً ان تركياً آخر خطف قبل يومين. وادعت العشيرة انها خطفت الناطق باسم “الجيش السوري الحر”. كما عرضت شريطاً ظهر فيه مخطوف سوري محاطاً بمسلحين من خاطفيه.

وفي حين خصص اجتماع مجلس الامن المركزي امس لتنفيذ التدابير العملانية الرامية الى منع اقفال طريق مطار رفيق الحريري الدولي، أبلغ وزير الداخلية مروان شربل “النهار” ليلاً انه سيزور تركيا اليوم للمرة الثانية في مهمة متابعة قضية المخطوفين وخصوصاً في ضوء ما تعرضت له بلدة اعزاز في ريف حلب من قصف. واكد رغبة الجانب التركي في ابعاد المساعي عن الاعلام واعطى مثلاً نجاح مساعي اطلاق 20 ايرانياً كانوا مخطوفين سابقاً في سوريا من دون اي ضجة. ولفت الى ان وزارة الداخلية اوفدت قبل 20 يوماً ضابطاً الى انقرة حيث امضى يومين لمتابعة المساعي. واوضح انه ابلغ اعضاء اللجنة الوزارية المكلفة ملف المخطوفين والتي اجتمعت امس في مكتبه عزمه على زيارة انقرة ضمن مساعيه المستمرة، ولم يشأ الخوض في تفاصيل المعطيات التي يبني عليها تحركه اليوم. اما بالنسبة الى الاجراءات الامنية المتعلقة بطريق المطار، فقال شربل إنها صارت في عهدة الاجهزة الامنية معززة بالجيش وهي تلحظ اقامة حواجز وتسيير دوريات بين جسر المطار وحرمه.

وعلمت “النهار” انه في موازاة هذه الاجراءات عكفت دوائر رئاسة الجمهورية على اجراء اتصالات تحضيراً لتأليف الوفد الذي تقرر تشكيله في اجتماع الحوار الاخير للسعي لدى الدول المؤثرة الى اطلاق المخطوفين اللبنانيين.

وأفادت أوساط قصر بيت الدين ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان طالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لدى استقباله اياه امس بالتواصل مع المسؤولين الاتراك من اجل المساعدة على اطلاق المخطوفين اللبنانيين في سوريا.

سليمان والمتفجرات

وحضرت “النهار” امس لقاءً اعلامياً محدوداً مع الرئيس سليمان تطرق فيه الى جملة قضايا ساخنة ولا سيما منها قضية توقيف الوزير والنائب السابق ميشال سماحة. ورداً على سؤال عما اذا كان تلقى اتصالاً من الرئيس السوري بشار الاسد في صدد توقيف سماحة، قال الرئيس ان علاقته بالاسد “جيدة ومعروفة ومكشوفة (…) وما يهمني في هذا الموضوع انه كانت هناك متفجرات وانا قلت ذلك على طاولة مجلس الوزراء (…) واتمنى من كل قلبي الا تكون هناك اي علاقة لاي جهة رسمية سورية بهذه المتفجرات وان تكون مدبرة من افراد غير رسميين”. واضاف: “انا أتوقع ان يتصل بي (الاسد) لكنه لم يتصل حتى الآن”.

واذ جدد شكره لقوى الامن الداخلي في هذه القضية، قال: “لم أتهم أحدا. لقد رأيت بنفسي كمية المتفجرات. شيء مرعب. أنا شفتهم. هذه حقيقة يجب أن تقال، أما من جاء بها ولماذا فهذا شأن القضاء ولا أحد يلوم أحدا اذا أقر بوجود هذه المتفجرات”. ص3

جعجع ونصرالله

في المقابل، سجلت مواقف بارزة أمس لكل من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع والامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله من التطورات الاخيرة.

ورأى جعجع في مؤتمر صحافي عقده ظهرا ان عمليات الخطف استهدفت “الضغط على المعارضين السوريين في لبنان والافرقاء اللبنانيين المؤيدين للثورة السورية والدول العربية المساندة للثورة وكذلك الضغط على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة”. ودعا الى اعلان حال طوارئ ولو جزئية لمنع أي ظهور مسلح وكل اخلال بالامن ولو بالقوة.

أما نصرالله، فحذر مساء في كلمة ألقاها في مناسبة “يوم القدس” العالمي من فقدان السيطرة على الاوضاع التي سادت أخيرا، مطالبا “الجميع بتحمل مسؤولياتهم”. واذ انتقد “الأداء الاعلامي المفجع لبعض وسائل الاعلام في قضية المخطوفين اللبنانيين”، أعلن ان ما حصل في اليومين الاخيرين “هو خارج سيطرة “حزب الله” وحركة “أمل” وأن قضية المخطوفين “تحولت الى حفلة ابتزاز سياسي كبير”، مشددا على “أننا سلمنا الامر الى الدولة ولا نريد ان نقدم على أي خطوة قد تستغل ضد عودة المخطوفين أحياء”.

واشنطن وأنقرة

أما على صعيد المضاعفات الخارجية لعمليات الخطف، فبرز أمس تحذير اميركي جديد للرعايا الاميركيين المقيمين في لبنان من “تزايد أخطار استهدافهم” ومطالبتهم بمزيد من الحذر، كما جاء في بيان للسفارة الاميركية في بيروت. وقالت السفارة إنها “تلقت تقارير حول اخطار متزايدة من هجمات على الرعايا الاميركيين في لبنان”.

كذلك طلبت حكومة تركيا مجددا من مواطنيها عدم التوجه الى لبنان حيث خطف اخيرا عدد كبير من السوريين وتركيان. وجاء في بيان لوزارة الخارجية التركية: “من الافضل لمواطنينا عدم التوجه الى لبنان الا في حال الضرورة القصوى”. وكان تركي خطف الاربعاء في بيروت، ثم خطف تركي آخر الخميس. وأوضح البيان ان انقرة تواصل جهودها على جبهات عدة من أجل تحريرهما. وأعلن الرئيس التركي عبدالله غول ان التركي الذي خطف الاربعاء يمثل شركة تركية تمارس نشاطا في لبنان وليست له أي علاقة بالسياسة. وأوضح غول متحدثا الى الصحافيين انه التقى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور الخميس في مكة وطلب منهما “العمل على تحرير الرهينتين التركيتين فورا”.

زيارة البابا

وفي سياق متصل، اعتبر بطريرك الارمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر طرموني عبر اذاعة الفاتيكان امس ان تداعيات الازمة السورية على لبنان وموجة الخطف الاخيرة التي شهدها قد تؤدي الى الغاء زيارة البابا بينيديكتوس السادس عشر للبنان المقررة بين 14 ايلول و16 منه. وقال: “ما يحصل في سوريا يؤدي فعلا الى وضع خطير يمكن ان تكون له تداعيات على الحياة السياسية في لبنان تمنع زيارة البابا”. ولاحظ ان الغاء كهذا “سيؤدي فعلا الى ضرر كبير”. وأضاف ان لبنان “اعتاد الاضطرابات والسكان يصلون كل يوم من أجل هذه الزيارة التي ستثمر سلاما وصفحا متبادلا وتعاونا من أجل توحيد الشعب اللبناني وشعوب الشرق الاوسط”، مؤكدا ن هذه الزيارة “ليست فقط للبنانيين بل لجميع شعوب” المنطقة.

الإبرهيمي لـ”النهار”: أريد دعماً قوياً وحقيقياً وليس الفصل السابع

عندما ذهبت إلى لبنان لم تكن إمكانات النجاح أكبر منها في سوريا

    نيويورك – علي بردى

في حديث أول له مع الصحافة المكتوبة عبر العالم منذ تعيينه ممثلاً خاصاً مشتركاً للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا، قال الديبلوماسي الجزائري الدولي المخضرم الأخضر الابرهيمي لـ”النهار”، إنه يريد “دعماً قوياً وحقيقياً” من أعضاء مجلس الأمن، مقللاً شأن اصدار قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وإذ أعلن أنه يتقبل الفشل، ذكر بأنه عندما كان وسيطاً لإنهاء الحرب في لبنان، لم تكن امكانات النجاح فيه آنذك أكبر مما هي الآن في سوريا.

وعندما علم أن المتصل به “النهار”، استذكر الابرهيمي أولاً غسان تويني الذي كان “أخاً عزيزاً جداً علينا”. ثم رد على سؤال عن الخطوة الأولى التي ينبغي القيام بها لوقف الأزمة السورية، قائلاً: “لا أدري الآن، فتعييني تم للتو. أنا ذاهب الى الأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل”. وأوضح أنه سيجتمع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون والمندوبين الدائمين للدول الأعضاء في مجلس الأمن، وفي مقدمهم مندوبو الدول الدائمة العضوية، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين. وأضاف أنه سيتوجه من نيويورك الى القاهرة لعقد اجتماعات عدة أبرزها مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وأضاف أنه “بعد ذلك، سنكون منفتحين مع كل من يريد الإتصال بنا من الأشقاء في سوريا”.

وأفاد أنه “ينبغي أيضاً أن نرى أين توقف كوفي أنان”، وجوب أنه يجب الإفادة “من الدرس الكبير الذي سمعناه منه عند استقالته، أي الأسباب التي دفعته الى الإستقالة، وأهمها أن تأييد الأناس الذين عينوه لم يكن في المستوى المقبول”. وشدد على أنه “يجب العمل على أن يكون التأييد في المستوى المقبول”.

وهل يعني بذلك أنه يحتاج الى قرار قوي تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة؟ أجاب: “هذا أمر ثانوي. المهم هو وجود تأييد حقيقي وقوي من مجلس الأمن، ومن المجتمع الدولي بشكل عام، ومن الدول العربية من دون أي شك أيضاً”.

وهل يخشى انتقال الأزمة السورية الى لبنان، البلد الذي اضطلع الابرهيمي بدور رئيسي لوقف الحرب فيه؟ أجاب: “لا أستطيع أن أعلق على هذا الأمر في الوقت الحاضر. معلوماتي عما يحصل في لبنان حالياً محدودة. ان شاء الله سيكون لبنان بخير”.

ورداً على سؤال عما إذا كان الديبلوماسي الفلسطيني ناصر القدوة سيكون نائباً له كما كان نائباً لأنان، قال: “أعتقد ذلك. ولكن سننظر في كل هذه الأمور أيضاً. النائب تعينه جامعة الدول العربية. إذا كانت الدول العربية تريد ناصر القدوة، فأهلاً وسهلاً به”.

وهل يزور سوريا ولبنان وغيرهما من الدول؟ أجاب: “نعم، بكل تأكيد. ولكن متى؟ عندما تكون هناك امكانية للقيام بشيء ما”.

وما أو من الذي أعطاه الأمل في أنه سينجح في هذه المهمة حيث فشل أنان، أجاب: “لا أحد ولا أي شيء سوى أن الأمم المتحدة وأيضاً جامعة الدول العربية لا يمكن أن تتركا سوريا من دون محاولة، مهما كانت الظروف صعبة وامكانات النجاح متواضعة”. وأضاف: “عندما ذهبت الى لبنان، لم تكن امكانات النجاح أكبر مما هي الآن. وواحدنا يجب أن يقبل الفشل إذا كان مكتوبا له الفشل، معليش فليأت غيري من بعدي وينجح إن شاء الله”. وختم بأنه “متسلح بالأمل” على رغم كل شيء.

لافروف يرفض حظر الطيران

¶ في موسكو (و ص ف) صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع القناة العربية في شبكة “سكاي نيوز” التي تتخذ دبي مقرا لها ووزعت نصها وكالة “ريا – نوفوستي” الروسية، بأن “من غير المقبول محاولة اقامة مناطق حظر طيران بذريعة انسانية” فوق سوريا.

وقال إن اقامة مناطق حظر طيران “ستشكل انتهاكا للسيادة اذا كانت هذه المناطق تشمل الاراضي السورية وسيكون هذا الامر انتهاكا لميثاق الامم المتحدة”.

واضاف انه في ما يتعلق بموقفي تركيا والاردن من فكرة اقامة منطقة حظر طيران في سوريا، إنه يود ان يسمع من قيادتي البلدين في هذا الشأن، مشددا على رفض موسكو هذا المقترح.

ودعا الى عدم تخريب الاتفاقات التي تم التوصل اليها في مؤتمر جنيف الخاص بالملف السوري، قائلا: “ينبغي ألا ندفن اتفاقات جنيف حية”. وأشار الى ان حل الازمة السورية يجب ان يستند الى احترام الاعراف الدولية ووحدة الاراضي السورية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. و”أعتقد ان التصريحات التي نسمعها من واشنطن وبعض العواصم الاخرى، التي تتحدث عن وفاة اتفاقات جنيف، ليست مسؤولة”.

فتاة سورية تروي تفاصيل اغتصابها من قوات الأسد

كنت أشعر بالاختناق وشممت رائحة عفنة وأيد تعبث بي وأذرع تعتصرني

دمشق – جفرا بهاء

روت فتاة سورية شهادتها عن اغتصابها من قوات النظام على مرأى من أمها. قالت إنها كانت تحت وطأة الاعتداء عليها، تسمع ضحكاتهم وذاقت أبشع أنواع القهر يمكن لأي فتاة أن تعرفه.

وأضافت الفتاة في الشهادة التي حصلت عليها “العربية.نت”: كنا موثقات جميعنا في الساحة القريبة من بيوتنا، وكذلك كان الأطفال الذين كانوا يبكون خوفاً وهلعاً، أما الرجال فقد نقلوا لأماكن مجهولة.

كنا نصرخ مستغيثات، مرعوبات، “دخيلكن”.. صراخ.. عويل وبكاء أطفال، كنت أرتجف من شدة الرعب، ثلاثون شخصا، بل وحشاً، بأجساد ضخمة مخيفة، ووجوه ونظرات يتطاير منها الشرر، كانوا مدججين بالأسلحة و السكاكين.أخذوا النسوة وأبعدوهن موثقات مع الأطفال، وكن يستغثن “بعرضكن”.

أبقونا نحن الفتيات في الساحة.الحفلة بدأت بي أنا، فك وحش منهم وثاقي، قاومته، شدني من شعري ودفعني إلى الأرض فارتطم رأسي، وعندما صرخت سمعت صوت أمي تصرخ من بعيد “لااا.. لااا… أتركوها، هذه بنت صغيرة، حرام، لها مستقبل، خذوني أنا، أرجوكم”.

أمي والنساء يصرخن، ارتفعت أصواتهن بالبكاء و العويل.. و الدعاء، يا رب لطفك. كان صراخهن يثير الوحوش، فتزداد ضحكاتهم وشراستهم.

وأنا على الأرض رأيت ثلاثة وجوه تقترب مني ضاحكة شامتة مقهقهة، وأيد صارت تعبث بي وفي ثوان وجدت نفسي عارية، حاولت مقاومتهم، كنت أقاوم وأنتفض كالدجاجة قبل ذبحها، أذرع كثيرة امتدت إلى جسدي كأذرع أخطبوط تعتصرني، شعرت بالهجوم الوحشي على جسدي الذي استكان، فبت هادئة، مشلولة.

كنت أشعر بالاختناق وشممت رائحة عفنة أشبه برائحة الميتة تنطلق من أجسادهم المقرفة. كانوا يتصايحون بقسوة “بدك حرية، هاي حرية، حرية، حرية”.

وحش آخر بدأ يضربني على وجهي وجسدي، يلكمني بشراسة، ويدوس بقدميه الهائلتين على صدري، كنت أشعر بعظامي تطقطق تحت نعليه، لسعات من النار في أنحاء جسدي.

أمي، مازلت أسمع صراخها، ضربها أحدهم.. (أخرسي يا أم …..).

تناوب على جسدي المجروح عشرة وحوش بشرية، تناوبوا في امتهاني وتعذيبي.

لم أعد أسمع صوت أمي، وبالتفافة مني أثناء رحلة الاغتصاب وجدتها مرمية مضرجة بدمائها، وقد قطعت رقبتها مع غيرها من النساء والأطفال. قتلوهم جميعاً.

لم أكن الفتاة الوحيدة في الحفلة.. كانت هناك أخريات.. عذبن وقتلن أيضاً.

أراد أحدهم أن يجز عنقي كما فعلوا مع الأخريات، صوت وراءه قال: اتركها ألا تراها ميتة تقريباً، إنها تتنفس بصعوبة، نعم كنت بالكاد أتنفس، فقد كسروا أضلاعي تحت وطء أقدامهم فوق جسدي.

بعد انتهائهم من القتل والبطش والاغتصاب، جروا جسدي إلى حاوية القمامة لأموت هناك، (في المزبلة مكانك هنا يا ….).

مر الوقت بعد ذلك، ليس سريعاً، كنت عارية جريحة، أتنفس بصعوبة، وأشعر بالبرودة والخواء.

لا نهاية بالقصة

لا تنتهي المأساة بعثور شباب المدينة على الفتاة، ورغم أنها سمعت كلامهم “الله لا يسامحهم.. إنها حية”، إلا أنها فضلت أن تغيب عن الوعي بعد أن تركها الحنان الذي سمعته في صوت ذلك الشاب الصارخ “الله أكبر عليهم”، تركها في حالة من الجنون

الداخلي لا يعطيها القدرة على مواجهة عينيه بجسدها العاري.

الفتاة الآن خارج سوريا، وأدلت بشهادتها حول ما حدث معها بعد أن قضت أياماً وأياماً بالبكاء على روحها وأحلامها ووطنها.

تقول “لم أكن في النزل بمفردي. كانت هناك مجموعة من الفتيات اللواتي تعرضن مثلي للاغتصاب، وعرفت أن هناك من يقدم لنا الدعم والمساعدة، لكن هذا لم يخفف وطأة مصابي وشعوري بالخوف، كنت أشعر بأنني سأفقد عقلي يوماً ما، كانت تنتابني نوبات من الغضب، فأبكي و أصرخ: أين أنا الآن؟ أين أنت يا أبي؟ أين أنت يا أمي؟ إخوتي؟ عائلتي؟”.

حزب البعث في اليمن يدعو الأسد للتنحي

النظام السوري يعتقل الرجل الثاني في حزب البعث عبدالله الأحمر منذ تفجيرات مقر الأمن القومي

صنعاء – عبدالعزيز الهياجم

دعا فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في اليمن الرئيس بشار الأسد إلى التنحي والخروج بشرف، كاشفاً عن اعتقال عبدالله الأحمر الرجل الثاني في الحزب على أيدي النظام السوري في دمشق.

وفي التفاصيل، كشف حزب البعث العربي الاشتراكي “فرع اليمن” عن قيام النظام السوري باعتقال الأمين العام المساعد للقيادة القومية لحزب البعث عبدالله الأحمر، الذي يعد الرجل الثاني في حزب البعث السوري بعد بشار الأسد.

ووصف بيان صادر عن حزب البعث العربي الاشتراكي قطر اليمن ـ الذي يرتبط بالقيادة القومية التي مقرها دمشق ـ عملية اعتقال الأمين العام المساعد للقيادة القومية عبدالله الأحمر، بـ”الإفلاس السياسي والأخلاقي”.

وحمّل البعث اليمني الرئاسة السورية مسؤولية اختفاء الأحمر منذ تفجيرات مقر الأمن القومي السوري بدمشق منتصف يوليو/تموز الماضي.

وناشد حزب البعث العربي الاشتراكي، فرع اليمن، كافة المنظمات والأحزاب العربية والهيئات المعنية بحقوق الإنسان بالضغط على النظام السوري، للكشف عن مصير الأمين العام المساعد والحفاظ على حياته، كونه التزم بالحياد حيال الأحداث الجارية بسوريا منذ ما يزيد عن عام ونصف ولم يقف إلى جانب أي من النظام أو المعارضة السورية المطالبة بتغيير النظام.

وعبد الله الأحمر مولود سنة 1936 في مدينة التل التابعة لمحافظة ريف دمشق، وكان قد انضم إلى حزب البعث في الخمسينيات وعين محافظا لحماة من 1967 إلى 1969، ثم محافظا لإدلب من 1969 وحتى تولي حافظ الأسد السلطة في 1970 وانتخب عضوا في القيادة القطرية لحزب البعث السوري في مايو /أيار 1971 ثم انتخب أمينا عاما مساعدا لحزب البعث العربي السوري في سبتمبر أيلول 1971″.

وكان الأمين العام حافظ الأسد، وفي يوليو/تموز 1975 أعادت القيادة القومية انتخابه أمينا عاما مساعدا للحزب وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى الآن.

البعث كان يحضّر لخروج مشرف للأسد

وحول موضوع اختفاء أو اعتقال الأمين العام المساعد للقيادة القومية لحزب البعث في سوريا تحدث لـ”العربية.نت” القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي، فرع اليمن، علي الأسدي قائلا إن “الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي (القيادة القومية) عبدالله الأحمر ومسؤولين بارزين تحت الإقامة الجبرية منذ وقوع حادثة تفجير مقر الأمن القومي السوري منتصف الشهر الماضي وقوات الجيش والأمن والمخابرات السورية فرضت طوقا أمنيا على المنطقة التي يقيم فيها الأحمر خشية فراره إلى خارج سوريا”.

ولفت الأسدي إلى أنه كان قد أجرى اتصالات قبل نحو شهرين مع الأمين العام المساعد للقيادة القومية لحزب البعث تركزت حول السبل الكفيلة لخروج مشرّف لنظام الأسد يحفظ مكانة وسمعة حزب البعث العربي الاشتراكي، مشيرا إلى أن عبد الله الأحمر كان يعارض ـ وإن لم يجاهر بموقفه ـ الإجراءات التي تقوم بها قوات الجيش والأمن تجاه المطالبين بالحرية والتغيير.

وطالب الأسدي الأمم المتحدة والجامعة العربية بالضغط على نظام الأسد لفك الحصار عن الأحمر الذي تفرضه قواته منذ مايزيد عن شهر, وحمل النظام السوري مسؤولية الحفاظ على حياته وسلامته وأسرته

ودعا الأسدي القيادات القطرية لحزب البعث في كل من سوريا واليمن ولبنان إلى اتخاذ موقف مشرف مع الشعب السوري بما يحفظ لحزب البعث ماء وجهه وكرامته واعتباره وتاريخه، بدلا من المغامرة والتطبيل مع نظام زائل لا محالة.

كما طالب الأسدي الرئيس السوري بشار الأسد إلى احترام إرادة الشعب السوري والاستجابة لمطالبه المشروعة المتمثلة في الحرية والتغيير لتفويت الفرصة على المتربصين بأمن ووحدة سوريا وسلمها الاجتماعي والخروج خروجا مشرفا يحفظ لنظامه ولحزب البعث العربي الاشتراكي العريق ماء الوجه على غرار النموذج اليمني.

تونـس: اعـتـداء يخـرّب مهـرجـانـاًَ لمشـاركـة الـقـنـطار

اعتدى أكثر من 200 مسلح من السلفيين على المشاركين في «مهرجان الاقصى» الثقافي في مدينة بنزرت التونسية بالسيوف والهراوات والحجارة بحجة دعم عميد الاسرى اللبنانيين سمير القنطار، المشارك في المهرجان، للنظام السوري.

وكان القنطار وصل إلى تونس في 13 آب الحالي للمشاركة في يوم القدس العالمي بدعوة من «الرابطة التونسية للتسامح»، وهي منظمة غير حكومية، وعبّر من هناك عن رفضه لما يجري في سوريا، معتبرا انه يهدف لبسط الهيمنة الأميركية – الإسرائيلية في المنطقة، إلى جانب انتقاده بشدة سياسات دول الخليج.

وقال رئيس «الرابطة التونسية للتسامح» صلاح الدين المصري إن «ما جرى هو احتجاج على حضور القنطار إلى المهرجان، ورفض لتصريحاته الأخيرة بشأن موقفه من سوريا».

واستطاع المنظمون أن يؤمنوا هروب القنطار من الباب الخلفي للمقرّ من دون إصابته بأذى، في وقت أصيب اثنان منهم في الجبين، إلى جانب ضابط أمن أصيب في كتفه، بحسب مصادر في الشرطة.

في هذه الأثناء، أعلنت الشرطة اعتقال أربعة من المعتدين، واستمرار البحث عن المتورطين الآخرين، بينما أكدت لجوء عناصرها إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع.

وجاء في بيان أصدرته وزارة الداخلية التونسية إنه «مساء أمس (الأول) أمام دار الشباب بمدينة بنزرت عمد حوالي 200 شخص من المنتسبين إلى التيار السلفي إلى استعمال العنف لمنع تظاهرة نظمتها بعض الجمعيات لمناسبة «يوم القدس العالمي، وذلك على خلفية رفضهم لمشاركة بعض الضيوف العرب في هذه التظاهرة»، في إشارة إلى القنطار.

وأضاف البيان أن الشرطة «فرقت المعتدين باستعمال الغاز المسيل للدموع»، مشيراً إلى أن «الاعتداء (السلفي) خلف إصابتين بالجبين لدى اثنين من المنظمين، بالإضافة إلى إصابة ضابط أمن».

وكانت مجموعات سلفية منعت قبل يومين إقامة حفل لمجموعة إيرانية في مهرجان «الموسيقى الصوفية» في القيروان بدعوى أنها «شيعية»، إضافة إلى منع عرض مسرحي للممثل التونسي لطفي العبدلي بحجة إساءته للإسلام.

وتثير هذه التصرفات سخط فئات واسعة من التونسيين الذين يتهمون الحكومة الإسلامية بالتساهل في ردع هذه المجموعات التي تهدّد النمط الحداثي للمجتمع التونسي.

إلى ذلك، منعت السلطات الأمنية مستشار الرئيس التونسي المنصف المرزوقي السابق أيوب المسعودي من السفر إلى باريس، ودعته للمثول أمام محكمة عسكرية بعد تصريحات انتقد فيها قيادات في الجيش، في قضية قد تثير من جديد مسألة تراجع الحريات في البلاد.

وقال المسعودي انه كان ينوي السفر إلى باريس للالتحاق بزوجته وأبنائه هناك، لكنه فوجئ بقرار منع السفر، موضحاً «أبلغوني في المطار أنني ممنوع من السفر ويتعين أن أمثل أمام محكمة عسكرية من دون أن يعطوني تفاصيل أخرى. بكل تأكيد الأمر مسيس، ويتعلق بتصريحات انتقدت فيها قيادات للجيش ومسؤولين أمنيين وبمساندتي لتحركات احتجاجية في سيدي بوزيد».

وكان المسعودي انتقد في وقت سابق الجنرال في الجيش رشيد عمار مطالباً بالكشف عن حقيقة تورطه في تسليم رئيس وزراء ليبيا السابق، كما عبر صراحة عن دعمه للاحتجاجات الأخيرة المناهضة للحكومة في سيدي بوزيد.

من جهة أخرى، نفى السفير الأميركي الجديد في تونس جاكوب والـس، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء التونسية، ما أشيع عن وجود قاعدة عسكرية أميركية في تونس أو نية لواشنطن بإقامة واحدة في البلاد.

في المقابل، أعرب السفير عن «استعداد الولايات المتحدة لمساعدة تونس على حماية مناطقها الحدودية التي تواجه خطر الإرهاب، وذلك من خلال توفير التدريب والمعدات الضرورية لذلك».

(أ ف ب، أ ب، رويترز)

فابيوس اتصل ببري :المخطوفون الـ11 أحياء وبخير

تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالا من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ابلغه فيه ان المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا أحياء وبخير.

وشدد فابيوس على انه سيتابع الموضوع مع نظيره التركي الى حين الافراج عن المختطفين اللبنانيين.

كما تلقى بري رسالة من وزير خارجية تركيا أحمد داوود أغلو طمأنه فيها الى ان اللبنانيين الـ11 المختطفين بخير.

(ان بي ان)

ملف المخطوفين إلى تركيا مجدداً .. وسليمان «ينتظر اتصال الأسد»

نصرالله للإسرائيليين: عدوانكم سيكلّفكم عشرات آلاف القتلى

رسم الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله معادلة إستراتيجية نوعية جديدة، ربما هي الأكبر والأضخم، في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، بلغت حد كسر توازنات ومعادلات تقليدية سارية منذ عقود من الزمن.

اختارت قيادة «حزب الله» مناسبة «يوم القدس العالمي» لإرسال خطاب سياسي إقليمي، تعمد الغموض حيناً، والوضوح حيناً آخر، في محاولة لنقل النقاش في اسرائيل تحديداً، من مستوى الى مستوى آخر، وهو نقاش، سيجعل لبنان محصناً ومحمياً أكثر من أي وقت مضى، بفعل تراكم قوة الردع، وبلوغها مستوى غير مسبوق.

الأكيد أن المستويين العسكري والأمني، في اسرائيل، سيسعيان الى فك كل حرف من حروف كلمات المعادلة الجديدة: «هناك بعض الأهداف في فلسطين المحتلة يمكن استهدافها بعدد قليل من الصواريخ، وهي موجودة لدينا كما الإحداثيات. وهذا سيحوّل حياة مئات الآلاف من الصهاينة إلى جحيم حقيقي، إذا اضطررنا لاستخدامها حماية لبلدنا، وفي حال حصول ذلك يمكن الحديث عن عشرات آلاف القتلى، وليس عن 300 أو 500 قتيل».

والأكيد أيضاً ان الاسرائيليين يعرفون أن السيد نصرالله عندما يطلق معادلة من هذا النوع، لا يمارس هواية الحرب النفسية، بل يحسب كل كلمة يقولها، وعلى الأرجح سيجد غالبية الرأي العام الاسرائيلي تصدقه، بينما سيتعامل لبنان مع الخطاب والمعادلة على جاري العادة اللبنانية التي تريد تقزيم العناوين الكبيرة، لصالح منطق الزواريب والوحل اللبناني الذي لا يرحم من يغرق فيه.

وفيما بقي مصير المخطوفين اللبنانيين في دائرة العتمة، تتجاذب قضيتهم روايات وسيناريوهات تلقي مزيداً من الغبار حول مكان وجودهم، وما آل اليه مصيرهم، تحركت العجلة الرسمية بشكل ملحوظ عبر خلية الأزمة الوزارية التي شكلها مجلس الوزراء لمتابعة هذا الموضوع، وكانت باكورتها اعلان وزير الداخلية مروان شربل سفره إلى تركيا صباح اليوم للتباحث مع المسؤولين الاتراك حول هذه القضية، وما يمكن ان تقدمه تركيا من تسهيلات وإمكانات لجلاء مصيرهم. ومن المقرر ان يرافقه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.

ويأتي سفر شربل و إبراهيم غداة انتهاء زيارة وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس الى لبنان، وتوجهه منه مباشرة الى تركيا محملا بتمنيات رسمية لبنانية بأن تلعب بلاده دوراً في محاولة إنهاء قضية المخطوفين الـ11.

وبالتزامن، انصبَّ الجهد الرسمي على احتواء ارتدادات التحركات التي شهدتها الضاحية الجنوبية، ربطاً بما قامت به عائلة آل المقداد رداً على خطف ابنها حسان المقداد، وبالروايات حول مصير الزوار اللبنانيين الأحد عشر.

وقررت الدولة، في هذا السياق، اتخاذ إجراءات عملانية لمنع قطع طريق مطار بيروت، عبر خطة امنية اقرها مجلس الامن المركزي، امس، وتقضي بنشر الجيش في المنطقة وتسيير دوريات مكثفة

لقوى الامن الداخلي، فيما كان لافتاً للانتباه ارتفاع أصوات جديدة تطالب بفتح مطار القليعات، اذا أعيد إقفال طريق المطار.

ولقد كان السيد نصرالله صريحاً في توصيفه قضية المخطوفين بأنها تحولت من مأساة إنسانية «الى حفلة ابتزاز سياسي كبير»، من دون ان يخفي عتبه الكبير على الأداء الاعلامي المفجع والكارثي، الذي حوّل هذه القضية الى «مهزلة اعلامية» هدفها السبق الصحافي، من دون إقامة أي اعتبار للبعد الانساني ومشاعر عائلات وأهالي المخطوفين.

وبدا نصرالله، الذي كان يتحدث في المهرجان الذي اقامه «حزب الله» في قاعة الشهيد السيد محمد باقر الصدر في «ثانوية المهدي» في الكفاءات، ممتعضاً مما جرى في الضاحية الجنوبية في الايام القليلة الماضية، الا انه اعتبر ذلك نتيجة لما وصفه «الأداء السياسي والاعلامي واللاانساني، والذي دفع ساحة لأن تخرج عن السيطرة» وقال: «ليعلم الجميع، طاولة الحوار، مجلس الوزراء، مجلس الأمن المركزي، الجميع، بأن الذي حصل خلال اليومين الماضيين كان خارج سيطرة «حزب الله» وحركة «امل»، اقول هذا بكل صراحة وشفافية، افهموها كما تريدون، واقرأوها كما تريدون، وتصرفوا على هذا الأساس».

وإذا كان الشق الاقليمي في خطاب نصرالله قد تضمن رسالة شديدة الوضوح الى العالم، وتحديداً الى العرب والمسلمين والفلسطينيين بالدرجة الأولى بأن قضية فلسطين والقدس والصراع مع العدو الاسرائيلي، «هي قضية فوق كل الحسابات والحساسيات والخصوصيات، ولا يمكن ان يتزعزع إيماننا بها على الاطلاق»، فإنه انطوى في جانب آخر على رسالة تطمينية للداخل اللبناني، مؤكداً امتلاك المقاومة الشجاعة والقدرة للدفاع عن لبنان، وأنها «لن تنتظر إذناً من احد عندما يعتدى على بلدنا»، متجاوزاً بذلك كل الاصوات الداخلية التي تدعو الى ربط حركة المقاومة واستخدام سلاحها بمواقيت وأمكنة ومواعيد.

وفي موازاة التهديد الاسرائيلي الاخير بتدمير لبنان، اطلق نصرالله معادلة نوعية جديدة، اكد فيها قدرة المقاومة على ان تغيّر وجه اسرائيل وأن تحوّل حياة ملايين الإسرائيليين في فلسطين المحتلة «إلى جحيم حقيقي».

وتوجه الى العدو قائلا: أقول للإسرائيلي إن الحرب مكلفة مع لبنان جداً جداً جداً جداً.. وحتى ينقطع النفس. هناك بعض الأهداف في فلسطين المحتلة لن أحددها اليوم، ويمكن استهدافها بعدد قليل من الصواريخ الدقيقة المنصوبة والموجّهة. قد يعتقد الإسرائيلي انه يمكن ان يقصف قواعد الصواريخ، ولكن أكرر: هناك عدد من الأهداف يمكن أن نطالها بعدد من الصواريخ الدقيقة، وفي أي مرحلة من مراحل العدوان على بلدنا لن نتردد في إطلاقها، وضرب هذه الأهداف سيحول حياة مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى جحيم حقيقي، ويمكن الحديث عن عشرات آلاف القتلى. وعلى الإسرائيليين ان يدركوا أن الكلفة قوية جداً ولا تقاس بـحرب العام 2006.(ص4)

من جهة ثانية، قال رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمام وفد من «رابطة متخرجي كلية الاعلام»، انه ما يزال ينتظر ان يتصل به الرئيس السوري بشار الأسد. متمنياً «ألا تكون لأي جهة رسمية سورية علاقة بالمتفجرات (المتصلة بقضية الوزير الأسبق ميشال سماحة)، وأن تكون من تدبير أفراد لم يتصرفوا بقرار رسمي مركزي، ولنترك القضاء يقول كلمته».

وأكد سليمان «ان بقاء الحكومة او رحيلها يخضعان الى قواعد اللعبة الديموقراطية، وبهذا المعنى، فأنا أؤيد بقاء الحكومة الحالية ما دامت مقومات استمرارها ما تزال سارية المفعول، وأؤيد تشكيل حكومة جديدة إذا سقطت الحكومة الحالية ديموقراطياً»

الأزمة السورية: «مجموعة اتصال» تضم مصر وإيران والسعودية وتركيا

الإبراهيمي بديلاً لأنان: لتغليب الديبلوماسية على العسكرة

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أمس، تعيين وزير الخارجية الجزائري الأسبق الأخضر الإبراهيمي (78 عاما) موفداً دولياً في سوريا ليخلف بذلك كوفي انان، مشدداً على أن «الديبلوماسية لا تزال تشكل أولوية قصوى بالنسبة للأمم المتحدة للوصول إلى حل سلمي للصراع في سوريا، خاصة أن مزيداً من القتال والعسكرة لن يؤديا إلا إلى تفاقم معاناة الشعب السوري»، فيما سارعت واشنطن إلى المطالبة بمعرفة المزيد حول مهمته، وأنقرة إلى التأكيد على ضرورة حصوله على دعم كل أعضاء مجلس الأمن.

إلى ذلك، تسارع الحديث أمس عن إمكانية تشكيل «مجموعة اتصال» لبحث الأزمة السورية، تضم مصر وإيران والسعودية وتركيا. واعتبرت موسكو أن «مهمة المكتب التنسيقي التابع للأمم المتحدة في سوريا هي حث الأطراف المتنازعة على بدء الحوار السياسي».

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ادواردو ديل بوي، في بيان، إن الإبراهيمي سيتوجه «قريباً» إلى نيويورك، مع العلم أن انان ينهي مهمته رسمياً في 31 الحالي. وأضاف «لا بد من وضع حد للعنف ولمعاناة سوريا». وتابع إن «الأمين العام يثمن رغبة الإبراهيمي في وضع إمكاناته وخبرته تحت التصرف لإنجاح هذه المهمة الكبيرة، التي سيحتاج لإنجازها إلى دعم كبير واضح وموحد من قبل المجتمع الدولي ومن ضمنه مجلس الأمن».

وأعلن ديل بوي أن بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وافقا على تعيين الإبراهيمي بديلاً لأنان. وتابع أن «بان كي مون يرى أن الديبلوماسية لا تزال تشكل أولوية قصوى بالنسبة للأمم المتحدة للوصول إلى حل سلمي للصراع في سوريا، خاصة أن مزيداً من القتال والعسكرة لن يؤديا إلا إلى تفاقم المعاناة للشعب السوري، وجعل

الطريق إلى حل سلمي للأزمة أكثر صعوبة، والذي سيؤدي إلى انتقال سياسي بما ينسجم مع التطلعات المشروعة للشعب السوري».

وفي واشنطن، قال مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض جون ارنست «يلزمنا المزيد من الإيضاحات من الأمم المتحدة بشأن مهمة الإبراهيمي في منصبه الجديد».

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في أنقرة، ان «تعيين الإبراهيمي أمر مهم، لكن ينبغي لمجلس الأمن مساعدته من خلال توحده». وأضاف إن «كنا لا نريد لمهمته أن تفشل، مثل سلفه (كوفي) انان، يتعين علينا إيجاد توافق في مجلس الأمن ولا نسمح بأي أساليب للتعويق».

وكان فابيوس قال، اثر زيارة مخيم للاجئين السوريين على الحدود التركية ـ السورية، «بعد الاستماع إلى الشهادات المؤثرة من أشخاص هنا، وأنا أعي قوة ما أقوله: بشار الأسد لا يستحق أن يكون موجوداً».

«مجموعة الاتصال» حول سوريا

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أن طهران «تؤيد» اقتراح الرئيس المصري محمد مرسي لإنشاء «مجموعة اتصال مع إيران وتركيا والسعودية ومصر لتسوية الأزمات في المنطقة، خصوصاً السورية». وقال «يمكن لهذه الدول الأربع تشكيل مجموعة اتصال، وبحث المسائل، وإعادة، في اقرب فرصة، الهدوء إلى المنطقة وتبديد التوترات».

ورحب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي «بالنتائج الايجابية للقمة الإسلامية الاستثنائية في مكة المكرمة»، معرباً عن أمله في «الإسراع بتفعيل هذه النتائج، ولا سيما على صعيد حل الأزمة السورية». وكشف، في تصريحات لصحيفة «اليوم» السعودية نشرت أمس، «عن توجه لتشكيل لجنة خاصة تضم السعودية وتركيا ومصر وإيران لوضع أطر واضحة لمعالجة المشكلة السورية بشكل جذري وسريع».

روسيا

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن «من مهام المكتب الجديد للأمم المتحدة في سوريا متابعة الوضع على الأرض، وحث الأطراف السورية على وقف إراقة الدماء بأسرع وقت، وبدء الحوار السياسي». وأضافت «ننطلق أيضاً من أهمية بقاء الأمم المتحدة في سوريا، الذي يهدف إلى حل الأزمة في إطار خطة كوفي انان واتفاقيات جنيف لمجموعة العمل».

وكان مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، جيرار آرو، الذي تترأس بلاده رئاسة مجلس الأمن لهذا الشهر، أعلن، أمس الأول، أن المجلس قرر إنهاء عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، فيما أعلن نائب رئيس قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ادموند موليت أن مجلس الأمن أيد خطة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فتح مكتب اتصال سياسي في دمشق لمراقبة الأحداث.

إلى ذلك، ذكر مكتب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، في بيان، انه تم تأجيل لقاء «مجموعة العمل» حول سوريا، الذي كان متوقعاً أن يعقد في نيويورك أمس، إلى موعد لم يحدد بعد.

وأشار ديبلوماسيون إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أبلغت روسيا بعدم حضورها اللقاء، الذي لم تؤكد مشاركتها فيه سوى الصين وممثل للأمم المتحدة. وقال ديبلوماسي «في هذه المرحلة لا نرى فائدة من مثل هذا الاجتماع، إذ أن الانقسامات من القوة بحيث لا توجد أي فرصة لأن تتوصل مجموعة العمل الدولية إلى اتفاق سياسي بشأن سوريا».

وقال مصدر في وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيستقبل في 21 آب الحالي وفداً حكومياً سورياً برئاسة نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية قدري جميل.

ميدانيات

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانات، «مقتل 72 شخصاً، بينهم 43 مدنياً و21 جندياً وثمانية مقاتلين من المعارضة»، مشيراً إلى أن «القصف والاشتباكات متواصلة في حلب». وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن اشتباكات اندلعت قرب مطار حلب.

وذكر المرصد إن «اشتباكات وقعت في محيط مطار المزة العسكري، وانتقلت بعدها إلى طريق المتحلق الجنوبي. كما وقعت اشتباكات في حي القدم على طريق درعا ـ دمشق الدولي وفي حيي التضامن والحجر الأسود». وأضاف ان «القوات النظامية سيطرت على مدينة التل»، مشيراً إلى «انسحاب مقاتلي الكتائب الثائرة من المدينة».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

مكتب الشرع ينفي انشقاقه: لم يفكر في أي لحظة بترك الوطن إلى أي جهة كانت

نفى مكتب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الانباء التي تحدثت عن انشقاقه عن النظام.

وقال مدير المكتب الصحافي للشرع عبد السلام حجاب لهيئة الاذاعة البريطانية “بي بي سي” ان الشرع “لم يفكر في اية لحظة بترك الوطن الى اية جهة كانت”.

وكانت قناة “العربية” قد قالت إن الشرع انشق عن النظام ونقلت عن “الجيش السوري الحر” ان الشرع توجه إلى الأردن بعد انشقاقه.

غير أن حجاب قال انه “منذ بداية الازمة ولا سيما منذ اللقاء التشاوري الذي عقد في شهر تموز من العام الماضي يعمل الشرع مع مختلف الاطراف على وقف نزيف الدماء في سوريا بهدف الدخول الى عملية سياسية في اطار حوار شامل لانجاز مصالحة وطنية تحفظ للبلاد وحدة اراضيها وسلامتها الاقليمية واستقلالها الوطني بعيدا عن اي تدخل عسكري خارجي”.

ونقل حجاب عن الشرع ترحيبه بتعيين الاخضر الابراهيمي مبعوثا الى سوريا. وأضاف ان نائب الرئيس السوري “يؤيد تمسك الإبراهيمي بالحصول على موقف موحد من مجلس الامن لانجاز مهمته الصعبة من دون عوائق”.

من ناحيتها، اعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر ان عملية انشقاق الشرع ربما باءت بالفشل.

(التلفزيون السوري، بي بي سي)

إيران اللاعب الرئيس في الأزمة السورية

لميس فرحات

من البديهي أن تكون روسيا العقبة الرئيسية على الساحة الدولية لجهود الولايات المتحدة من أجل إنهاء العنف في سوريا، لكن على أرض الواقع يبدو أن إيران هي القوة الرئيسية التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد من الخارج.

بيروت: تدرك الولايات المتحدة على نحو متزايد أنها في الوقت الذي تسعى فيه إلى وضع حد للعنف في سوريا الذي يشنه الرئيس السوري بشار الاسد للبقاء في السلطة، تقف عراقيل كثيرة في وجه جهودها لكنها من قبل إيران لا من قبل روسيا كما يتصور البعض.

من بين الاثنتين، كانت روسيا المسؤولة عن إحباط الجهود الأميركية على الساحة الدولية من أجل وقف 18 شهراً من إراقة الدماء في سوريا. لكن على أرض الواقع، يقول الخبراء إن إيران هي الأكثر نشاطاً في الجهود المبذولة لدعم النظام المتداعي.

وزير الدفاع ليون بانيتا يقول إن ايران “تلعب دوراً أكبر في سوريا في نواح كثيرة. ومعظم نشاطاتها تثير القلق العميق من جانب الولايات المتحدة”. هذا التصريح تبعته تعليقات وزيرة الخارجية هيلاري رودهام كلينتون التي قالت إن الولايات المتحدة تعمل على تصعيد الجهود الرامية إلى قطع الصلات بين الاسد وايران “ووكيلها حزب الله في لبنان”.

وفى حديثه للصحافيين يوم الثلاثاء، قال بانيتا إن “وجود ايران المتزايد” يؤدي إلى ارتفاع عمليات القتل التي تجري في سوريا، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لديها أدلة على أن إيران تسعى لتدريب ونشر ميليشيا جديدة للقتال نيابة عن الأسد.

في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ “كريستيان ساينس مونيتور” أن تصريحات بانيتا أتت بعد معلومات كثيرة من قبل عدد من المصادر، بما في ذلك المجموعات الإيرانية المنفية، تشير إلى أن “الحجاج” الإيرانيين الذين اختطفوا من قبل الثوار كانوا في الواقع أعضاء في الحرس الثوري الذين أتوا لدعم النظام.

ووفقاً لمجاهدي خلق، وهي جماعة منفية معارضة لنظام رجال الدين في ايران، فإن الـ 48 معتقلا هم جزء من مشروع أكبر من وحدة تضم 150 عضواً من الحرس الثوري النخبة، والتي أرسلت الى دمشق لمساعدة الاسد.

وتقول منظمة مجاهدي خلق إن نشر قوات الحرس الثوري هي علامة واحدة فقط على عزم ايران للحفاظ على حليفها الأسد في السلطة – وهي سياسة النظام الايراني التي لم تخجل الجمهورية الإسلامية من إعلانها.

خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق، قال سعيد جليلي، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران وممثل المرشد الأعلى علي خامنئي، على شاشة التلفزيون السوري إن الحرب على سوريا هي “صراع بين محور المقاومة وأعدائه في المنطقة والعالم”.

ودفعت هذه العوامل بعض المحللين الإقليميين لاعتبار أن طهران متمسكة بالأسد واستثمرت الكثير في وجوده في السلطة، على استعداد للذهاب أبعد من ذلك لاستمراره – ربما أكثر من روسيا.

قامت موسكو بحماية الأسد من التدخل الدولي في سوريا من خلال الأمم المتحدة، لكنها تصر على أنها تعارض أي تدخل خارجي في ما تقول انه صراع داخلي سوري. ويعتقد العديد من الخبراء أن روسيا قد تتخلى عن دعمها للأسد في حال رأت ان قبضته على السلطة لن تكون محكمة، وإذا تأكدت بأن مصالحها لن تعاني في سوريا بعد الاسد.

وتقول منظمة مجاهدي خلق ان احتجاز الايرانيين الـ 48 دفع بقيادة الحرس الثوري في دمشق لترتيب عودة باقي أعضاء الفرقة الـ 150 إلى إيران. لكنها تعتقد أن الحرس الثوري لا يزال يعمل على تعزيز وجوده في سوريا، وتحقيقا لهذه الغاية، يتقول مصادر إيرانية إن طهران نقلت قائد الحرس الثوري الإيراني في لبنان إلى دمشق.

منذ عام 1997 كانت منظمة مجاهدي خلق على لائحة وزارة الخارجية الأميركية للمنظمات الارهابية، على خلفية أعمال العنف التي نفذتها في إيران خلال الحرب الإيرانية – العراقية، لكنها تحاول الآن إزالة اسمها عن القائمة عبر القضاء.

وتدعي المنظمة انها تخلت عن العنف وتقول انها زودت حكومة الولايات المتحدة بمعلومات استخباراتية بشأن البرنامج النووي الايراني والأنشطة العالمية.

سكان حلب المحاصرون والمطاردون يختبئون لضمان بقائهم

أ. ف. ب.

يلجأ سكان مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية والتي تحصن فيها المتمردون ويحاصرها الجيش النظامي، الى المساجد للاختباء من القصف العنيف الذي يستهدف المدنيين، حيث فضلون البقاء والاختباء على الهروب الذي يحتم عليهم المرور بحواجز النظام والمخاطرة بأرواحهم.

حلب: مع هبوط الظلام على حي سيف الدولة في حلب، يجازف بعض السكان بالخروج لإفراغ القمامة وجمع الغسيل قبل العودة سريعا الى داخل منازلهم، وسط تزايد حدة العنف في المدينة الذي يرغمهم على الاختباء.

وما زال مدنيون يقيمون في هذا الحي الواقع في وسط حلب، ثاني اكبر مدن سوريا، التي تحصن فيها المتمردون ويحاصرها الجيش السوري. لكن تقدم القوات السورية يدفع كثيرين منهم الى الرحيل.

وقالت ياسمين شاشاتي “نعرف اننا لسنا سوى ضحايا جانبية للنزاع وبشار الاسد يستهدف المدنيين عمدا”.

وكانت تعد القهوة في قبو مسجد لمجموعة من مقاتلي الجيش السوري الحر، اكبر قوة معارضة مسلحة.

وقد لجأت الى المسجد مع اثنين من ابناء اختها بعدما اضطرت لمغادرة شقتها المجاورة عندما بدأت القذائف تسقط من كل الجهات لانها تؤوي مقاتلي الجيش الحر.

ويقول المتمردون انه تم رصد وجودهم نتيجة الاشارات غير العادية الصادرة عن هواتف نقالة. وتقول رواية اخرى ان احد سكان المبنى غادر المكان قبل ساعة من القصف وهو الذي كشف مكان وجودهم.

وعند واحد من اهم تقاطعات الطرق يركض جمال سريعا ليبلغ الشبان في الجيش السوري الحر بالطرق الآمنة.

ويؤكد والغضب واضح على وجهه ان “الجيش اطلق النار على شاحنة تحمل الطحين اليوم. القناصة يطلقون النار على كل ما يتحرك. انهم يريدون اعطاء درس بقتلهم مدنيين لدفع الآخرين الى الرحيل”.

وتقول ياسمين ان شقيقتها حنان قتلت برصاص قناص عندما استقلت سيارة اجرة لشراء الفاكهة التي كان يطلبها ابناها عبد القادر (سبعة اعوام) وفهد (عشرة اعوام) لكنها اصيبت برصاصة في العنق.

وقالت ياسمين “جئنا من حمص. هربنا من المعارك في بابا عمرو في بداية السنة وجئنا الى حلب لاننا اعتقدنا انها آمنة. بشار الاسد يتحمل مسؤولية كل ذلك لانه وحش متعطش للدماء”.

وتابعت انها ارتدت معطفها فوق لباس النوم عندما قام الجيش السوري الحر باجلائها مع عائلتها. وجلست على كرسي في قبو المسجد وهي تراقب ابن شقيقتها الذي كان يلهو ببطارية هاتف نقال متروكة.

وكان تم غسل الارض من دماء الجرحى الذين نقلوا الى المسجد.

وقالت ان “والده يقاتل في نواحي حمص وليست لدينا اي اخبار منه منذ ايام”.

ومغادرة سيف الدولة ليست سهلة واي محاولة قد تؤدي الى عواقب وخيمة، اذ يجب الافلات من الحواجز التي اقامها “الشبيحة” والجيش النظامي.

ويصل البعض بسيارات محملة باكياس ومدنيين عبر الطريق الذي يربط بين حلب والحدود التركية الى الشمال.

وقال مقاتل عرف عن نفسه باسم ابو حيدر “هناك عائلات باكملها لا تجد مكانا تذهب اليه. البعض لديه المال لكنهم لا يجدون مساعدة ولا بيتا ويعيشون في الشارع”.

واكدت ياسمين شاشاتي ان “عبد القادر وفهد اعتادا العيش في الشوارع”. واضافت “انهم يتحدثان من الآن عن الثأر لأمهما ولا أعرف ماذا سافعل بعد أن يرحل بشار وتنتهي هذه الحرب”.

وتابعت “سامشي في شوارع حلب وحمص ودمشق وبيدي صورة لشقيقتي مكتوب عليها اهلا بكم في سوريا حنان الحرة اهلا بكم في الجنة”.

    خطف ثلاثة سوريين على طريق مطار بيروت

بيروت: تعرض ثلاثة سوريين السبت للخطف على ايدي اربعة مسلحين على طريق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، كما افادت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية.

وقالت الوكالة “اقدم اربعة مسلحين، احدهم ملثم، يستقلون سيارة رباعية الدفع فضية اللون، على خطف 3 سوريين من داخل مخمر للموز” قرب الجسر المؤدي الى المطار “وفروا بهم الى الشوارع الداخلية”، مشيرة الى ان القوى الامنية تعمل على “محاولة معرفة الخاطفين ومصير المخطوفين”.

ويأتي ذلك بعد ثلاثة ايام على قيام عشيرة آل المقداد الشيعية بخطف حوالى عشرين سوريا تقول انهم ينتمون الى الجيش السوري الحر اضافة الى مواطن تركي ردا على خطف احد افراد العائلة في سوريا من جانب مجموعة سورية معارضة.

استئناف القصف الجوي على اعزاز في شمال سوريا

أ. ف. ب.

بيروت: استأنف سلاح الجو السوري صباح السبت قصفه على مدينة اعزاز في ريف حلب قرب الحدود التركية (شمال)، وذلك غداة مقتل 129 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بيان “تعرضت مدينة اعزاز للقصف بالطيران صباح اليوم” السبت، مشيرا الى عدم ورود انباء عن وجود خسائر بشرية بعد.

وكانت اعزاز التي سيطر عليها الجيش السوري الحر قبل اسابيع وقد خلت تماما من اي وجود لقوات النظام تعرضت الاربعاء لقصف جوي اسفر عن مقتل 31 مدنيا على الاقل بينهم ثماني سيدات وثمانية اطفال، اضافة الى جرح العشرات، بحسب المرصد.

وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس الخميس دمارا هائلا خلفته الغارة الجوية على اعزاز.

وفي حلب، كبرى مدن شمال سوريا والتي تشهد عمليات عسكرية منذ اسابيع بعد ان كانت بمنأى عن الحركة الاحتجاجية التي تعصف بالبلاد منذ منتصف اذار/مارس 2011، تعرضت احياء الفردوس والسكري وبستان الزهرا والكلاسة والاذاعة للقصف، فيما دارت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محيط ساحة سعد الله الجابري ومحيط الملعب البلدي، كما اضاف المرصد.

وفي حمص (وسط)، تعرض حي الخالدية للقصف من قبل القوات السورية ما اسفر عن “سقوط شهيد واصابة 7 بجراح بعضهم بحالة خطرة”، بحسب المرصد.

وياتي ذلك غداة مقتل 129 شخصا في اعمال عنف في مناطق سورية عدة، هم 90 مدنيا وعشرة منشقين و29 جنديا نظاميا، كما جاء في حصيلة جديدة نشرها المرصد صباح السبت.

وتتواصل اعمال العنف في سوريا غداة اعلان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة تعيين الاخضر الابراهيمي مبعوثا للامم المتحدة والجامعة العربية في الازمة السورية خلفا لكوفي انان الذي استقال في 2 آب/اغسطس الجاري منتقدا عدم تمتع مهمته بدعم دولي كاف.

العمليات العسكرية تشتد في دمشق وحلب.. وهدم 30 منزلا على ساكنيها في إدلب

في جمعة «بوحدة جيشنا الحر يتحقق نصرنا»

بيروت: كارولين عاكوم لندن: «الشرق الأوسط»

دعا الثوار السوريون كتائب وألوية الجيش الحر إلى التوحد تحت قيادة واحدة وذلك من خلال إطلاق تسمية «بوحدة جيشنا الحر يتحقق نصرنا» على المظاهرات التي خرجت في عدة مناطق من البلاد، بعد أن سجلت تراجعا كبيرا في المناطق التي تتعرض للقصف الجوي. بحسب ما قاله ناشطون. وخرجت مظاهرات في درعا ودمشق وريفها وإدلب وريفها وفي حماه وحمص وحلب، إلا أن أكبر المظاهرات كانت في ريفي درعا وإدلب والمناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر. في المقابل تجددت الاشتباكات يوم أمس الجمعة في أحياء في جنوب وغرب دمشق بين قوات النظام والجيش الحر، فيما استمر القصف على أحياء في مدينة حلب في شمال سوريا.

ويأتي ذلك بعد يوم دامٍ في سوريا قتل فيه 180 شخصا هم 112 مدنيا و49 عنصرا من قوات النظام و19 مقاتلا في الجيش الحر، ومثل كل جمعة منذ 17 شهرا، أطلقت دعوات إلى التظاهر ضد نظام بشار الأسد تحت شعار «بوحدة جيشنا الحر يتحقق نصرنا».

بينما سقط أمس تسعون قتيلا في حصيلة أولية. بحسب عدة مصادر في المعارضة. حيث قتل خمسة شباب لدى إطلاق قوات النظام النار على نازحين سوريين عائدين من لبنان إلى مدينتهم القصير في ريف حمص. وسقط في حمص يوم أمس نحو 28 قتيلا وعشرات الجرحى في قصف مستمر على المدينة وريفها. وقال ناشطون في القصير إنه وبعد عملية للجيش الحر وتدمير أحد أكبر حواجز الجيش النظامي في ريف القصير، قام النظام بتكثيف القصف ما أدى إلى انقطاع الاتصالات عن المدينة، وسط حالة إنسانية كارثية، حيث شهدت المدينة قصفا وحشيا من قبل جيش النظام وقوات الأمن بقذائف المدفعية والصواريخ والدبابات والهاون، بالإضافة لتحليق مكثف للطيران المروحي في سماء المدينة مع استهداف منازل المدنيين برشاشاتها، مما أدى لسقوط عدد من الجرحى وتهدم الكثير من المنازل.

وفي دمشق دارت اشتباكات عنيفة فجر الجمعة في محيط مطار المزة العسكري غرب العاصمة وانتقلت بعدها إلى طريق المتحلق الجنوبي. كما وقعت اشتباكات في أحياء القدم والتضامن والحجر الأسود جنوب العاصمة. وتعرضت منطقة البساتين بين حيي المزة وكفرسوسة للقصف من طائرات حوامة.

من جهته، قال العقيد مالك الكردي، نائب قائد الجيش الحر، لـ«الشرق الأوسط» إن «معركة دمشق منذ أن بدأت ولا تزال عبارة عن حرب عصابات، كر وفرّ بين قوات النظام والجيش الحر، لكن بين فترة وأخرى نقوم بعملية استعادة القوى لنعود ضمن تكتيكات وخطط مغايرة». مضيفا «نحن موجودون في كل أحياء العاصمة، ومعركتنا لن تنتهي على الرغم من كل ما يقوم به النظام». ولفت الكردي إلى أنّ النظام إضافة إلى استخدامه طائرات الـ«ميغ» لقتل شعبه، «بدأ أخيرا يستخدم نوعا جديدا من المتفجرات التي يقصف بها من الطائرات والحوامات، وزنة كل متفجرة بين 250 و500 كلغم، أي ضعف وزن رأس صاروخ سكود».

وأفاد ناشطون أن الاشتباكات اندلعت إثر هجوم للجيش السوري الحر على مواقع للقوات النظامية على أوتوستراد درعا. ووصفت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان الليلة الماضية في دمشق بـ«الساخنة»، مشيرة إلى أن «أصوات القصف والاشتباكات لم تهدأ». وأضافت أن «الجيش الحر هاجم حاجز كفرسوسة داريا قرب مطار المزة العسكري، وثكنة عسكرية أسفل جسر اللوان في كفرسوسة». وامتد القصف والاشتباكات إلى ريف دمشق في داريا والسبينة وقارة وقطنا والكسوة والبساتين المحيطة بمنطقة السيدة زينب. وقال ناشطون في مخيم اليرموك الفلسطيني، إنه بعد اقتحام الجيش النظامي وتوغله بعمق في حي الحجر الأسود المجاور لمخيم اليرموك، شهد المخيم حركة نزوح كبيرة جدا لم يسبق لها مثيل حيث تم افتتاح مدرستين حكومتين لإغاثة النازحين هما «أسد بن فرات» و«المعتمد بن عباد» بالإضافة لوجود أعداد من العائلات بمختلف مساجد اليرموك، ولفتوا إلى أن الجيش الحر قام باستقدام قوات إلى المنطقة وتم تكبيد الجيش النظامي خسائر بلغت إعطاب سبع دبابات وإصابة مروحية وإسقاط مروحية ثانية، في أول سقوط لمروحية بدمشق بهذا الشكل، قبل يومين، تلا ذلك انسحاب لقوات النظام من الحي ومطاردة عناصر الجيش الحر لفلول قوات الجيش النظامي التي كانت تطلق النار بجميع الجهات بشكل جنوني حتى منتصف شارع الثلاثين حيث وصل الرصاص إلى شارع 15 في اليرموك. وحذر الناشطون من رد فعل انتقامي من قبل النظام، متوقعين قصفا مدفعيا شديدا خلال اليومين المقبلين. مع الإشارة إلى أن حيّي الميدان ونهر عيشة يعيشان في ظل حصار خانق جدا للشوارع والمساجد بعد زيادة عدد الحواجز التي تقطع أوصال الشوارع الحارات، ومع ذلك خرجت يوم أمس الكثير من المظاهرات في الميدان والقدم والحجر الأسود والزاهرة دعت إلى توحيد الجيش الحر لتحقيق النصر على النظام.

وفي حمص، أعلن الجيش الحر أنّه «بدأ معركة فك الحصار عن أحياء المدينة، على الرغم من قلة الذخيرة والأسلحة المتوفرة»، مؤكدا أنّ هدفه حماية من تبقى فيها من المدنيين بعد نزوح الآلاف منهم.

وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن أصوات القصف والاشتباكات لم تهدأ طوال الليلة الماضية، وأضافت أن القصف والاشتباكات امتدا إلى ريف دمشق في داريا والسبينة وقارة وقطنا والكسوة والبساتين المحيطة بمنطقة السيدة زينب.

وقال المرصد السوري إن القوات النظامية سيطرت على مدينة التل التي شهدت خلال الأيام الماضية حملات قصف شديد واشتباكات على مداخلها، مشيرا إلى «انسحاب الجيش الحر من المدينة».

كما ذكرت لجان التنسيق أنّ قوات النظام قصفت تلبيسة في ريف حمص وحي الخالدية في المدينة.

وفي هذا الإطار، قال الكردي، «الحصار على حمص وريفها مستمر منذ أشهر عدّة، ويمنع على الأهالي الذين يعانون من نقص في المواد الغذائية والأدوية من الخروج والدخول، لذا وأمام هذا الوضع قررنا التحرك وفكّ الحصار وفتح ممرات إنسانية لأهلنا بعدما تعذر على المجتمع الدولي القيام بذلك». وأشار الكردي إلى أنّه ومنذ اجتياح بابا عمرو وهناك ما يمكن وصفه بتوازن القوى في حمص، وذلك في ظل سيطرة الجيش الحر على قسم من الأحياء وقوات النظام على قسم آخر. وفي حلب حيث لا تزال عمليات الإنقاذ مستمرة مع تضاؤل فرص العثور على ناجين وسط الدمار الهائل الذي لحق بعدة أحياء بعد الغارة التي شنتها طائرات حربية سورية، أفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن طيران جيش النظام يقصف أحياء الإذاعة وسيف الدولة في حلب. كما ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أنّ «اشتباكات عنيفة وقعت بين الجيش الحر وقوات النظام في حي صلاح الدين».

وأكّدت لجان التنسيق «سقوط عشرات القتلى في قصف للجيش السوري على مبنى سكني في حي السكري بحلب، وعشرات القتلى والجرحى إثر انهيار مبنى بحي الشعار بسبب القصف العنيف».

وذكرت الهيئة العامة للثورة أن حريقين اندلعا في مصنع للقطن ومعمل ضخم للزيوت في منطقة دوار الجندول القريب من وسط حلب ليلا نتيجة القصف، وأشارت إلى «تصاعد ألسنة اللهب بشكل قوي، فيما عجز الأهالي عن إخماد الحريق».

كذلك، أفادت لجان التنسيق المحلية عن اكتشاف أربع جثث مجهولة الهوية في حي الزهراء أمام مبنى المخابرات الجوية.

وفي إدلب، أفاد ناشطون بسقوط قتلى وجرحى إثر تهدم أكثر من ثلاثين منزلا على رؤوس ساكنيها في بلدة جرجناز بإدلب نتيجة قصف مروحي مكثف نفذته طائرات الجيش السوري فجر أمس. وذكرت الهيئة العامة للثورة أنّ الجيش السوري قصف بلدات عدة في جبل الزاوية.

وفي سياق آخر، قال ناشطون إن السلطات السورية اعتقلت عددا من السوريين بعد وصولهم إلى مطار دمشق الدولي آتين من الجزائر.

وذكر الناشطون لوكالة الأنباء الألمانية أن السلطات السورية اعتقلت أمس أكثر من عشرة أفراد ضمن نحو 200 سوري رفضت الجزائر دخولهم أراضيها وأعادتهم إلى بلدهم الأم. ولم تتضح أسباب إبعاد هؤلاء من الجزائر ولا أسباب اعتقالهم في سوريا.

تقارير عن تسلم الجيش الحر صواريخ أرض ـ جو من نوع «ستينغر»

مقداد لـ «الشرق الأوسط»: سيطرنا على مستودعات من السلاح النوعي للجيش النظامي

بيروت: يوسف دياب

كشفت تقارير غربية عن تلقي الجيش السوري الحر، قواعد صواريخ مضادة للطائرات قادرة على تغيير موازين القوى في المعركة القائمة بين النظام السوري والمعارضة على الأراضي السورية. ونقلت قناة «العربية» عن مصدر من المعارضة السورية في الولايات المتحدة، قوله «إن الجيش السوري الحر تلقى 14 قاعدة صاروخ أرض – جو من نوع (ستينغر)، لكنه لم يستعملها بعد»، مشيرا إلى أن «الطائرة الحربية السورية التي سقطت منذ أيام لم تسقط بصاروخ أرض – جو بل بنيران أرضية فقط ولا مؤشر بعد على استعمال الجيش الحر لهذه الوسيلة الدفاعية النوعية». ولفت المصدر إلى أن «قواعد الصواريخ وصلت إلى الجيش الحر عبر منطقة لواء الإسكندرون وبمعرفة الأميركيين والأتراك».

وتعليقا على هذه المعلومات، قال الناطق باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر لؤي مقداد «إذا كان هذا الكلام صحيحا أو غير صحيح فإننا لا نؤكده ولا ننفيه». وأكد مقداد في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنه «في الأسبوعين الأخيرين تطور نوع السلاح لدى الجيش الحر بشكل كبير لسببين: الأول قدرة الجيش الحر على تحرير عدد من المناطق التي كانت فيها مستودعات سلاح نوعي للجيش النظامي، ومنها قواعد دفاع جوي. والثاني أن سوريا دولة محاطة جغرافيا بحدود كبيرة جدا ومنها العراق والحدود مع تركيا التي يبلغ طولها 800 كيلومتر، ولا أحد يستطيع إيقاف تجارة الأسلحة الرائجة عبر السوق السوداء». وشدد على أن «أحدا من الدول سواء كانت الولايات المتحدة الأميركية أو المملكة العربية السعودية أو دولة قطر لم يزودنا أي منها بالسلاح، أقله حتى اليوم، أما ماذا يحصل غدا فلا ندري». وأضاف «لا أنفي أن هذه الدول وخصوصا تركيا والسعودية وقطر تساعدنا إنسانيا وماديا وإغاثيا وحتى سياسيا». ولفت إلى أن «الجيش الحر انتقل إلى حالة مؤسساتية أقوى ومنظمة بشكل أكبر، ونحن إذا كنا نمتلك صواريخ مضادة للطائرات القادرة على إسقاط طائرات (الميغ) و(السوخوي) لكن إلى الآن لم نستعملها»، مشيرا إلى الطائرة «الميغ» التي أسقطت منذ أيام لم تسقط بصاروخ أرض – جو، إنما برشاش مضاد للطائرات من عيار 23.5، وهي كانت على علو منخفض، وكذلك الحال بالنسبة إلى طائرات الهليكوبتر، إنما إلى الآن لم يطلق أي صاروخ أرض – جو على أي طائرة حربية. ويعتبر تسليم صواريخ «ستينغر» للمعارضة خطوة كبيرة ميدانيا وسياسيا من قبل الدول الداعمة لها، ويرجح أن تكون وصلت بمعرفة تركيا والمملكة العربية السعودية والأميركيين، خصوصا أنه يجب على واشنطن السماح بإيصال أسلحة من صنعها ينقلها مالكوها إلى طرف ثالث. كذلك نقلت «العربية» عن مصدر قريب من الجيش السوري الحر أن «قواعد الصواريخ التي حصل عليها الجيش الحر وصلت منذ أقل من أسبوع، ولم تعبر على الأرجح الحدود التركية – السورية». وأشار المصدر إلى أن وحدة من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) عملت جاهدة لمنع وصول هذه الصواريخ إلى داخل الأراضي السورية، لأنها تتخوف من وصولها إلى عناصر تجهلها أو إلى عناصر جهادية دخلت سوريا، وتحارب إلى جانب الجيش الحر.

إلى ذلك، رأى عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني أنه «كلما تأتي مساعدات بالسلاح يستخدم النظام سلاحا أقوى ليضرب المدن السورية». وقال «لا بد أن يكون هناك حسم من خلال تسليح كل المدن السورية وسلاح نوعي يكفي لردع الدبابات والطائرات»، معتبرا أنه «إذا كان هناك رغبة صادقة للحل فهناك خطوات يجب اعتمادها»، مشيرا إلى أن «المجتمع الدولي حوّل الثورة السورية من ثورة حضارية إلى نموذج من الدمار يعيشه الشعب السوري».

موسكو تقترح موعدا لوقف العنف.. وتستقبل نائب رئيس الحكومة السورية

قدري جميل: سنتوصل لاتفاق في غضون الأسابيع القليلة المقبلة حول تقديم موسكو لقرض مالي إلى سوريا

موسكو: سامي عمارة

أعلنت موسكو عن ضرورة التوصل إلى اتفاق بشأن تحديد موعد لوقف العمليات العسكرية في سوريا بين القوات الحكومية والمعارضة وإعلان الجانبين التزامهما بهذا الموعد وتعيين ممثليهما في مفاوضات السلام. ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن فيتالي تشوركين، المندوب الدائم لروسيا لدى مجلس الأمن الدولي، دعوته إلى ضرورة منح ممثلي الجانبين الصلاحيات اللازمة للمفاوضات حول الحل السياسي وتشكيل هيئة انتقالية للسلطة. وكان تشوركين أشار أيضا إلى أنه سيواصل اتصالاته مع ممثلي كل من المملكة العربية السعودية وإيران نظرا لأنهما لن تشاركا في اجتماع «مجموعة العمل» في نيويورك.

وكشف السفير السوري في روسيا الاتحادية رياض حداد عن أن قدري جميل، نائب رئيس الحكومة السورية للشؤون الاقتصادية، سيصل إلى موسكو اليوم السبت 18 أغسطس (آب)، حيث من المقرر أن يلتقي سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسية، مطلع الأسبوع المقبل. وقال السفير السوري إن الوفد الذي يضم أيضا علي حيدر، وزير المصالحة الوطنية، سيبحث مع الوزير الروسي «السبل الممكنة للمصالحة الوطنية». ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن مصادر الخارجية الروسية قولها إن اللقاء بين لافروف والوفد السوري سيعقد يوم الثلاثاء المقبل.

وكان قدري جميل قام بزيارة لموسكو مطلع أغسطس الحالي، برفقة كل من وزيري النفط والمالية، فيما أدلى بتصريحات صحافية قال فيها إن روسيا وعدت بتقديم المساعدات اللازمة إلى سوريا لتجاوز الأزمة الاقتصادية الناجمة عن العقوبات المفروضة ضد سوريا والتي وصفها بـ«غير الشرعية». وأشار جميل إلى أن اتفاقا سوف يجري التوصل إليه في غضون الأسابيع القليلة المقبلة حول تقديم موسكو لقرض مالي إلى سوريا. وأضاف بقوله إن سوريا تعاني من نقص في المنتجات النفطية من جراء العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي ضد بلاده. وأشارت وكالة «ريا نوفوستي» إلى أن العقوبات تتضمن إلزام دول الاتحاد الأوروبي بـ«تفتيش طائرات وسفن يشتبه في أنها تحمل أسلحة وسلعا محظورة أخرى إلى سوريا». ونقلت عن وزارة الخارجية الروسية بيانها الذي قالت فيه إن «روسيا لن تسمح للاتحاد الأوروبي بتفتيش سفن ترفع العلم الروسي، تنفيذا لقراره العقابي الجديد ضد سوريا». وأشار البيان إلى أن «روسيا لا تنوي المشاركة في أي عمل تنفيذا لقرارات الاتحاد الأوروبي ضد سوريا، ولن تبحث أي طلب ولا توافق على تفتيش سفن ترفع العلم الروسي، وترفض تطبيق إجراءات تقييدية أخرى».

وفي غضون ذلك، قاطعت الدول الغربية اجتماعا للقوى العظمى حول سوريا كان من المقرر عقده أمس في الأمم المتحدة بناء على طلب روسيا التي اضطرت إلى إلغائه.

وقال المتحدث باسم البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الاجتماع «تأجل بناء على طلب أعضاء مجموعة العمل الدولية».

واستنادا إلى دبلوماسيين، فإن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا أبلغوا روسيا بعدم حضورهم هذا اللقاء الذي لم تؤكد مشاركتها فيه سوى الصين وممثل للأمم المتحدة. وقال أحدهم لـ«فرانس برس»: «جرت مشاورات في هذا الشأن، وهذه الدول الغربية أوضحت أنها لن تشارك».

ورفض دبلوماسي آخر التحدث عن «مقاطعة». وقال: «في هذه المرحلة لا نرى فائدة من مثل هذا الاجتماع، إذ إن الانقسامات من القوة بحيث لا توجد أي فرصة لأن تتوصل مجموعة العمل الدولية إلى اتفاق سياسي بشأن سوريا».

سوريون يعتدون على السفارة الروسية في بريطانيا

احتجاجا على تأييد موسكو لنظام الأسد

لندن: «الشرق الأوسط»

اتهمت السفارة الروسية في لندن الشرطة البريطانية أمس (الجمعة) بعدم التحرك لمنع هجوم على مبنى السفارة قام به مجموعة من النشطاء الذين كانوا يحتجون على تأييد موسكو للرئيس السوري بشار الأسد.

ورد هذا الاتهام في الوقت الذي تظاهر فيه نحو 40 متظاهرا ملثما أمام مبنى السفارة الواقع في حي راق بالعاصمة البريطانية ضد حكم في محاكمة فرقة موسيقية نسائية روسية في موسكو.

وقال متحدث باسم السفارة إن مجموعة من المتظاهرين كانت تردد هتافات مناهضة للأسد اعتدت على المبنى الليلة الماضية ورشق أفرادها نوافذ السفارة بالحجارة فهشموها.

وقال المتحدث «للأسف فإن رجال الشرطة الذين وصلوا إلى مكان الواقعة لم يتخذوا أي إجراءات لوقف الاحتجاج غير المشروع واحتجاز المهاجمين»، ولم يصب أحد. وأضاف المتحدث «نعتبر هذه الواقعة حالة جديدة من انتهاك مبدأ حصانة البعثات الدبلوماسية في لندن».

وقال إن الهجوم أسفر عن إلحاق أضرار جسيمة بالمبنى كما تم بث صورة للنوافذ المهشمة والكتل الحجرية المتناثرة على الأرض على صفحة السفارة بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك». ولم تصدر الشرطة البريطانية أي تعليق على الفور بشأن الهجوم.

ووجهت جماعات احتجاج مختلفة انتقادات واسعة النطاق للتأييد الذي تمنحه روسيا للحكومة السورية منذ تفجر الانتفاضة السورية في مارس (آذار) عام 2011.

وزير الخارجية الفرنسي يجتمع بممثل عن خاطفي اللبنانيين

مصادر الجيش الحر لـ «الشرق الأوسط»: ليس بين شهداء إعزاز لبنانيون.. وزغيب: تركيا معنية بإعادتهم

لوران فابيوس

بيروت: نذير رضا

بينما واصلت عشيرة آل المقداد أمس إصرارها على الاحتفاظ بالسوريين المعتقلين لديها مقابل ابنها حسان المقداد المعتقل في سوريا، على الرغم من الحراك السياسي والاتصالات لإطلاق سراحهم، دخلت قضية المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا أمس في تطور بارز، تمثل بمعلومات بثتها قناة «الجديد» عن اجتماع عقد بين وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس وممثل عن خاطفي اللبنانيين الـ11 في إعزاز أبو إبراهيم عند الحدود التركية عند معبر كيليس، من غير تقديم أي تفاصيل إضافية عن الاجتماع.

وجاء هذا النبأ، بعد اختتام فابيوس زيارة إلى لبنان التقى خلالها مسؤولين لبنانيين. وفيما لم تؤكد مصادر عائلات المخطوفين اللبنانيين لـ«الشرق الأوسط» ما إذا كانت «جهات سياسية طلبت من الوزير الفرنسي التدخل للمساهمة في إطلاق سراحهم»، أكد خاطف اللبنانيين أبو إبراهيم في حديث تلفزيوني أن «الجناح الأمني لثوار إعزاز تسلم اللبنانيين المخطوفين في سوريا، وقرر أن لا يكون هناك أي خبر في الإعلام». وقال أبو إبراهيم إن «7 من المخطوفين تمت معالجتهم من إصابات تعرضوا لها جراء الغارة الجوية التي أصابت مدينة إعزاز، وهم في مكان آمن»، مشيرا في حديث تلفزيوني إلى أن «4 منهم مفقودون لأن المنطقة تعرضت لدمار كبير وهناك عدد كبير من المفقودين». وأشار إلى أنه «بحال تم العثور على جثة أحد اللبنانيين ستسلم للسلطات التركية لنقلها إلى أهلها»، رافضا الكشف عن «معلومات عن أسماء القتلى أو المفقودين».

لكن مصدرا قياديا في الجيش السوري الحر، أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «ليس لدينا قتلى بين اللبنانيين الـ11، بل لدينا أربعة مفقودين»، مشددا «إننا أرسلنا كتيبة من الجيش الحر تأكدت من وجود سبعة من اللبنانيين بأحد المستشفيات، وهم بصحة جيدة».

وأكد المصدر أن «الأربعة الباقين ليس لدينا أي معلومات عنهم»، وأضاف: «أشك أن يكونوا استشهدوا، لأننا دفنا شهداء مجزرة إعزاز بأكملهم، وتأكدنا من هويات كل الشهداء وليس بينهم أي شهيد من لبنان».

واعتبر المصدر أن الغارة على إعزاز «هدفها قتل اللبنانيين، لأن (الرئيس السوري) بشار الأسد وجد الوضع في لبنان قابلا للاشتعال بعد تحرك آل المقداد، فشن غارة لقتلهم وإشعال لبنان»، متسائلا: «من يريد أن يحرر الأسرى والرهائن، هل يقصفهم بالطيران والصواريخ؟».

من جهته، قال مصدر في المجلس الوطني السوري لـ«الشرق الأوسط» إن القوات النظامية قصفت إعزاز «بغرض تصدير الأزمة إلى الدول المجاورة، وخصوصا لبنان الذي توتر فيه الوضع الأمني». ورأى المصدر أن النظام «يقصد من وراء قتل الرهائن، إثارة ردود الفعل ضد المعارضة والجيش السوري الحر».

في المقابل، اعتبر المكلف متابعة قضية المخطوفين اللبنانيين الـ11 في سوريا الشيخ عباس زغيب أن «الحديث عن فقدان أربعة مخطوفين، وإصابة الآخرين في الغارة، هو مسرحية لا تنطلي على أحد»، مشيرا في اتصال مع «الشرق الأوسط» إلى أن «دور إبراهيم فاشل، ولم يقدم شيئا على صعيد الجهود لإطلاق سراحهم».

واعتبر زغيب أن «السلطات التركية معنية بإرجاعهم إلى لبنان»، مشددا على أن «المخطوفين هم الآن تحت يد السلطات التركية وبقبضتها».

وتزامنت تلك التطورات مع تفاعل قضية السوريين المختطفين لدى عشيرة آل المقداد في الضاحية الجنوبية، لمبادلتهم بحسان المقداد المختطف في سوريا منذ أربعة أيام، إذ أعلن أمين سر رابطة العائلة ماهر المقداد في بيان باسم العائلة، أن «العشيرة تكرر ما أعلنته أمس عن انتهاء المرحلة الأولى من نشاطها الميداني وذلك لإعطاء فرصة للجنة الدولية للصليب الأحمر للقيام بعملها الإنساني، وسوف تعلن الخطوات اللاحقة»، مشيرا إلى أن العشيرة «شكّلت لجنة لمتابعة ملف ابنها المخطوف واللجنة مسؤولة عن النشاط للتعجيل بإطلاق سراحه».

وأكد رفض العشيرة «التعرض للأملاك العامة والخاصة وعدم قطع الطرقات وخصوصا طريق المطار والطرقات الرئيسية»، مشددة على تمسكها بالسلم الأهلي.

ولفت المقداد إلى «إننا رفضنا التعرض للأبرياء السوريين وغيرهم خصوصا العمال الساعين للرزق ولقمة العيش لذلك تم إطلاق سراح كل من ثبت لدينا أن لا علاقة له بالجيش السوري الحر واليوم أطلقنا سراح اثنين وبالتالي فعدد من أفرجنا عنهم هم 21 مواطنا سوريا»، معلنا أنه «لدينا أكثر من عشرين معتقلا».

وأكد أن العشيرة ترفع الغطاء عن أي فرد في حال مارس أي عمل يضر بقضية حسان المقداد. وتوجّه للجيش الحر قائلا «إذا كان اختطاف حسان ظنا منهم أنه صيد ثمين لمسؤول بحزب الله والجميع يعرف أنه بريء، وتأكد لكم سبب دخوله إلى سوريا بأنه مواطن مسالم لا يملك إلا مشكلاته الخاصة التي كانت سبب لجوئه إلى سوريا، فنأمل منكم التجاوب مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وإطلاقه دليل تعقل».

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكدت أن عائلة اللبناني حسان المقداد المخطوف في سوريا التقت مسؤولي اللجنة الذين أبدوا استعدادهم، إذا طلب منهم ذلك، لإجراء اتصالات من أجل معرفة مصير حسان، الذي أثار اختطافه في دمشق توترا أمنيا واسعا في لبنان.

وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر سمر القاضي ردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية: «حصل مساء أمس (الخميس) أول لقاء مباشر بين رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان يورغ مونتاني ونائبه دانيال بروتون وأفراد من عائلة حسان المقداد طلبوا توسط اللجنة لمساعدتهم في العثور على ابنهم»، وأضافت أن مسؤولي اللجنة شرحوا لعائلة آل المقداد أن الصليب الأحمر «لا يدخل طرفا في أي مفاوضات لإطلاق مخطوفين أو مفقودين أو معتقلين، وأن ما يمكنه القيام به في حال تلقّيه طلبا من أهل مفقود أو مخطوف في منطقة نزاع هو محاولة التواصل لمعرفة مكانه وتزويدهم بأخبار عنه وتفقد وضعه وزيارته إذا أمكن، كما يمكن للجنة التدخل كطرف غير منحاز لتأمين نقله وتسليمه، لكنّها لن تقوم بأي وساطة وأي مفاوضات».

بموازاة ذلك، أعلن ماهر المقداد أن «العشيرة اعتقلت الناطق باسم لجان تنسيقيات الثورة عبد الله الحمصي». كما بثّت رابطة آل المقداد تسجيلا مصورا يظهر أحد أعضاء الجيش السوري الحر والتي قامت باختطافه، ويدعى حماد رجب علاوي من البوكمال في دير الزور، يدلي باعترافات عن نشاطه ونشاطات الجيش الحر في لبنان.

إلى ذلك، أعلن الجيش اللبناني أمس أنه كثف إجراءاته الأمنية حول دور العبادة والأماكن العامة مع حلول عطلة عيد الفطر، وذلك بعد سلسلة من عمليات الخطف في بيروت واحتجاجات أدت إلى إغلاق طريق المطار.

وقال الجيش في بيان: «باشرت وحدات الجيش تنفيذ تدابير أمنية استثنائية حول دور العبادة ومحيطها والطرق الرئيسية وأماكن التسوق والمرافق السياحية».

المدن السورية خلال رمضان: حملات عسكرية متواصلة.. و«اقتتال» على المحروقات

قيادي في الجيش الحر لـ «الشرق الأوسط» : توقيت الإفطار ارتبط بموعد القصف

بيروت: نذير رضا

أجرى ناشطون في لجان التنسيق المحلية في سوريا تقييما للحالة الإنسانية التي عاشتها المدن السورية خلال شهر رمضان، ليصلوا إلى نتيجة مفادها أن «ليل رمضان تحول إلى موعد للقصف اليومي، فيما كانت نهارات هذا الشهر الفضيل شاهدا على النزاعات الشخصية بين السوريين في محطات بيع المحروقات وأمام الأفران، بعدما فقدت تلك السلع من معظم أسواق المدن التي تشهد الاقتتال».

ووصف قيادي في أركان الجيش الحر هذا الواقع بـ«المخزي»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «توقيت الإفطار ارتبط بموعد القصف والحملات العسكرية في درعا وإدلب وحمص»، مستشهدا بحادثة إصابة ستة أفراد من عائلة واحدة قبل أيام في معراتة في محافظة إدلب، «حين سقطت قذيفة مدفعية من عيار 122 ملم على منزل في القرية بالتزامن مع موعد الإفطار، ما أدى إلى وفاة ثلاثة منهم على الفور». وقال المصدر القيادي إن تلك الحادثة «لم تكن الوحيدة، فقد اعتاد الثوار وسكان المدن الثائرة على موعد القصف الذي يبدأ منذ موعد الإفطار، ولا يهدأ حتى صلاة الصبح».

المشهد نفسه يتكرر في محافظة درعا بطريقة شبه يومية. وقال ناشط من منطقة الحراك في درعا لـ«الشرق الأوسط» إن الأهالي «لم يعرفوا هدوءا طوال فترة رمضان». وأضاف: «ما إن يحين موعد الإفطار، حتى يبدأ دوي القذائف، ما اضطرنا إلى حمل إفطارنا وأولادنا والهروب من المنزل إلى أماكن أكثر أمانا».

وأضاف الناشط أنه «منذ اليوم العاشر من رمضان، بدأ الأهالي يختارون سلوكا آخر لنمط حياتهم، خصوصا مع اشتداد الحصار على قرى الحراك والكرك ودرعا البلد، وفقدان المواد الأساسية التي يحتاجها السكان مثل الأدوية وقوارير الغاز وغيرها». وأوضح أن هؤلاء «بدأوا يحاولون النزوح، وإبعاد أطفالهم، على الحد الأدنى، من مناطق الخطر إلى مواقع أكثر أمانا»، مؤكدا أن «قسما كبيرا من أبناء هذه المناطق، دفعوا أبناءهم باتجاه مناطق في ريف دمشق وريف درعا، فيما بذل البعض الآخر جهدا لإيصال الأطفال إلى خارج الحدود السورية مع الأردن ولبنان».

ولم يتوقف الأمر في المحافظات السورية على القصف؛ إذ شهدت المدن السورية أزمة محروقات وخبز قاسية، خصوصا في المحافظات الشمالية. ونقل ناشط من منبج صورة ما يجري بالقول: «يمتد صف السيارات المنتظرة أمام محطات الوقود، حين يصل صهريج المازوت أو البنزين، إلى نحو كيلومتر. يحتكر التجار هذه المادة، ويساومون الناس عليها، ولا ينفع ملء العبوات الصغيرة بالمحروقات، إلا بعد عراك في المحطة وإطلاق نار للحصول على قنينة صغيرة».

وأضاف الناشط أن تلك المواد الأولية «يمنعها النظام السوري عنا، في محاولة لتركيعنا والضغط علينا، وهو يعلم أننا عاجزون عن شراء المازوت والبنزين من تركيا بسبب ارتفاع سعر هاتين المادتين بشكل نعجز عن دفعه»، مشيرا إلى أن ذلك المشهد على محطات المحروقات «بدأ منذ بداية شهر رمضان، ويتكرر كلما وصلت صهاريج المحروقات إلى المنطقة». وقال الناشط: «إذا كان النظام يحجب عنا البنزين خوفا من استخدامه لآلياتنا العسكرية المقاتلة ضده، فإن المازوت يحتكره لتشغيل آلياته الحربية، حيث لا تصل إلينا إلا كمية قليلة جدا من المازوت لا تكفي تشغيل موتورات الري والجرارات الزراعية».

أما قوارير الغاز، فباتت بحسب الناشطين في قرى ريف حلب وإدلب «عملة نادرة»؛ إذ «فقدت هذه المادة بشكل كامل من الأسواق بسبب الأزمة». وقال ناشط من إدلب لـ«الشرق الأوسط» إن «سعر قارورة الغاز وصل في السوق السوداء إلى مائة دولار أميركي، بعد انعدام إمكانية الحصول على الغاز من المتاجر الشرعية». وأشار إلى أن «الطريقة الأفضل التي يتبعها الأهالي للحصول على الغاز، هو الاقتتال مع التجار والمحتكرين، وقد عمد النظام إلى الضغط علينا وبث الفرقة بين أهالي القرية الواحدة بغية الحصول على المواد الأساسية التي نحتاجها». ولا يجد هؤلاء سبيلا إلا النزوح باتجاه الحدود التركية، أو باتجاه القرى الساحلية التي يقيم بعض أقربائهم فيها.

في هذا السياق، كان مقرر الأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان للمشردين داخليا تشالوكا بياني أعرب عن بالغ قلقه إزاء وضع ما يزيد على 1.5 مليون شخص من الذين نزحوا داخليا بسبب النزاع المسلح في سوريا. وقال في بيان وصلت إلى «الشرق الأوسط» نسخة عنه قبل أيام، إن «القتال العنيف واستخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المكتظة بالسكان، مصدر قلق كبير. يجبرون الناس أكثر وأكثر يوميا على الفرار من ديارهم نتيجة تصاعد العنف، والبحث عن ملجأ عند الأسر المضيفة، وفي المدارس وملاجئ مؤقتة».

فابيوس: انشقاقات قريبة داخل النظام السوري ونأمل أن لا تحدث أزمة سوريا توترا في لبنان

سمير النشار لـ «الشرق الأوسط»: كل شخص في النظام السوري يفكر في الوقت والمكان المناسبين ليقفز من القارب الذي يغرق

بيروت: كارولين عاكوم

أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في ختام زيارته إلى لبنان أنه أشاد في لقاءاته مع المسؤولين بسياسة الحكومة اللبنانية بالنأي بالنفس عن أوضاع المنطقة، وبدعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى الحوار، وقال: «لقد حملت معي رسالة تأكيد التزام فرنسا بسلامة واستقلال لبنان، ورسالة ثانية تتعلق بملف النازحين السوريين، فنحن ممتنون لعمل الدولة اللبنانية ومؤسسات الإغاثة في هذا المجال، ويجب تفادي أي استغلال سياسي لهذا الوضع ونأمل أن لا تعكس أزمة سوريا توترا في لبنان».

وفي تصريح له لوكالة «الصحافة الفرنسية» قال فابيوس إنه يملك معلومات مفادها أن انشقاقات جديدة «مهمة» سوف تحصل قريبا داخل النظام السوري. مضيفا: «ولكن سوف نرى ما إذا كانت ستتأكد خلال الأيام المقبلة».

وذكّر فابيوس بـ«الانشقاقات المهمة جدا» التي حصلت خلال الأسابيع الماضية لرئيس الحكومة السابق رياض حجاب والعميد مناف طلاس الذي كان صديق طفولة للرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف فابيوس: «كل ذلك يظهر أن أشخاصا من طوائف أخرى قرروا التخلي عن النظام، لأنهم رأوا أن الشيء الوحيد الذي يفعله حاليا بشار الأسد هو قتل شعبه».

وقال فابيوس: «هذه العوامل التي تضاف إلى بعضها البعض ليست فقط مهمة، لكنها تظهر أن النظام يتحلل، ونحن نرغب بالتأكيد في أن يحصل هذا الأمر بأسرع وقت ممكن»، مشيرا إلى أن الأسد «تزداد عزلته»، وتابع: «نحن نريد تسريع إيجاد خلف له». لكن فابيوس حذر مع ذلك من أن سقوط النظام لا يجوز أن يترجم بـ«تصاعد التطرف». لذا، يجب على السواء تغيير النظام مع أن تستمر المؤسسات القائمة بقوة، وإلا «فإننا سنكون أمام الظاهرة العراقية». واعتبر فابيوس أن «بشار الأسد يملك وسائل جوية ومضادات للطيران قوية جدا وأقوى من تلك التي كانت مع القذافي في ليبيا».

من جهته، اعتبر سمير النشار عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري، أن الانشقاقات في صفوف النظام السوري هي نتيجة طبيعية لما يحصل في سوريا بعدما فقد النظام سيطرته على معظم المناطق السورية والدليل على ذلك، زيادة حدة الاشتباكات ولجوئه إلى الطيران الحربي الذي يعتمد في الحروب بين الجيوش والدول لقتل شعبه. وقال النشار لـ«الشرق الأوسط»: «إذا كان كلام وزير الخارجية الفرنسي حول الانشقاقات دقيق، فهي معلومات استخباراتية لا يتم الإعلان عنها». في حين رأى النشار أن انشقاق شخصيات أمثال مناف طلاس، ورئيس الحكومة رياض حجاب لا يعول عليه، مشيرا إلى «أن كل شخص في النظام السوري يفكر في الوقت والمكان المناسبين ليقفز من القارب الذي يغرق شيئا فشيئا». مضيفا: «ربما كان هناك رهان فرنسي على طلاس واكتشفوا في ما بعد أنه لا يقوى على فعل شيء، لأن القرار في نهاية المطاف هو بيد الشعب السوري الذي سيقرر مصيره».

وفي مؤتمر صحافي عقده في مطار «رفيق الحريري الدولي» قبيل مغادرته لبنان، أضاف فابيوس: «لقد تطرقت في مباحثاتي إلى الوضع في سوريا وفي المنطقة بشكل عام، وكانت زيارة سليمان ناجحة ونحن دعونا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى باريس في هذا الخريف».

ولفت إلى أنه «إذا استمرت الأزمة السورية في المستقبل واستمر تدفق السوريين إضافة إلى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فهذا سيظهر أزمة كبيرة للبنان»، ولفت إلى أن المسؤولين اللبنانيين تداولوا معه المسألة المالية التي تترتب على هذا الملف، مضيفا: «علينا أيضا تفادي انتقال عدوى الأزمة السورية إلى لبنان خاصة أن الأحداث الأخيرة تسهل هذا الانتقال، ونحن نأمل في إيجاد حل لهذا الوضع، وأن لا تعكس أزمة سوريا توترا في لبنان، وقد أكد المسؤولون اللبنانيون حرصهم على هذا الأمر».

وإذ أكد أن «فرنسا ملتزمة إلى جانب الأمم المتحدة بحسب القرار 1701 في اليونيفيل»، قال فابيوس: «نحن نشارك في هذه المهمة الصعبة والخطيرة وأنا أنوه بالكتيبة الفرنسية التي تؤدي مهمتها بشكل ممتاز، ولقد التزم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالحفاظ على بقاء الكتيبة لأنها تؤدي دورا أساسيا ولا نبحث في خيارات مختلفة في هذا الإطار».

رئيس أساقفة حلب للكاثوليك يطالب الأوروبيين بعدم بيع أسلحة للثوار السوريين

المطران جان كليمان جنبرت: أفراد أبراشيتنا غير مسلحين وقد حظرنا عليهم ذلك

لندن: «الشرق الأوسط»

طالب رئيس أساقفة حلب للروم الملكيين الكاثوليك المطران جان كليمان جنبرت أمس الأوروبيين بعدم إرسال أسلحة للثوار السوريين، وأكد أن الأبراشية الكاثوليكية «تحظر» على أفرادها القتال.

وقال لإذاعة الفاتيكان «نود أن نرى الدول الأوروبية، الغرب، وهو يحاول عدم بيع أسلحة ودفع الناس إلى القتال، وإنما تشجيعهم على الجلوس إلى طاولة وإيجاد حل عبر الحوار». وأضاف أن «الحوار هو السبيل الوحيد لوقف هذه الحرب الأخوية حيث يموت الناس سدى، أو حتى لتحقيق أهداف لا أفهمها».

وعبر عن قلقه إزاء وجود مقاتلين أجانب في حلب ووجود «منظمات لإيجاد جهاديين». وقال «لهذا السبب هناك أصوليون يأتون من ليبيا والأردن ومصر وعدة دول أخرى، من أفغانستان وحتى تركيا».

وتابع «الحمد لله، الطائفة المسيحية كانت حتى الآن بمنأى عن الأحداث. وقال إن «أفراد أبرشيتنا غير مسلحين وقد حظرنا عليهم ذلك وطلبنا منهم عدم حمل السلاح. لقد أوضحنا للجميع أننا لن نشارك في المعارك».

وقال «نذكر الجميع بأننا تعايشنا منذ مئات السنين مع مسلمين وأنه كان لدينا على الدوام علاقات جيدة معهم وعلاقتهم بنا كانت جيدة».

وتابع المطران أن مقاتلين أجانب لا يعرفون تاريخ هذه العلاقات ينظرون إليها بارتياب ويعتقدون أن «ذلك ليس أمرا جيدا، إنهم يرتكبون أخطاء. في بعض الأحيان يمكنهم القتل، لكن الحمد لله لم يسقط لدينا الكثير من الضحايا».

وأكد أن المسيحيين عاشوا على مدى ألفيتين في سوريا. وأضاف «علينا واجب وإنما أيضا فرصة للعيش هناك. يجب ألا نخسر هذه الفرصة واحتمال أن نكون مواطنين كاملي الانتماء إلى هذا البلد وأن نحمل شهادة الرب في هذه الدولة حيث خطا المسيحيون أولى خطواتهم».

وعبر عن قلقه إزاء هجرة المسيحيين بسبب النزاع إلى لبنان وإلى دول أبعد مثل كندا.

دخول فرنسي على خط المعالجة والحريري يدعو إلى تحرك إنقاذي لمنع الانهيار

الخاطفون ينعون الدولة.. ونصرالله ينأى بنفسه

تراجعت وتيرة الفلتان المسلّح ميدانياً أمس لكن تحت لافتة ضخمة عنوانها أنّ خاطفي الرعايا السوريين استمروا في تحرّكهم العلني غير آبهين بشيء، لا بالتحرك الرسمي ولا بالتوعّد بملاحقتهم قضائياً ولا بالدولة ومؤسساتها وقراراتها، فيما كان لافتاً أنّ الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله نفض يديه من التسيّب الخطير الذي حصل وأعلن أنّه “كان خارج سيطرتنا وأنّ قضية المخطوفين تحوّلت إلى مأساة إنسانية ومهزلة إعلامية”.

لكن في موازاة ذلك، سُجِّل دخول فرنسا على خط قضية المخطوفين من خلال وزير الخارجية لوران فابيوس تلبية لطلب رسمي لبناني، فيما دعا الرئيس سعد الحريري “جميع القوى إلى التعالي عن أنانياتها والتحرّك لإنهاء عوامل الانقسام وإنقاذ الدولة من الانهيار”، وواكبه رئيس حزب “القوّات اللبنانية” سمير جعجع بالدعوة إلى إعلان حالة طوارئ جزئية، محذّراً بدوره من “اضمحلال الدولة واندثارها”.

وأبلغت مصادر ديبلوماسية فرنسية “المستقبل” أنّ وزير الخارجية فابيوس التقى عند الحدود السورية التركية وفداً من المعارضة السورية، جاء من الداخل السوري، بعد أن كان تلقى في لبنان طلباً من الرئيس ميشال سليمان ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور للمساعدة في قضية المخطوفين.

ولم تربط المصادر بين اللقاء مع وفد المعارضة السورية والطلب اللبناني، لكنها أكدت أنّ فابيوس وعد المسؤولين اللبنانيين بلعب دور في موضوع المخطوفين وبمناقشته مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو كما مع الرئيس عبدالله غول.

وكان فابيوس أكد خلال لقائه الرئيس سليمان في قصر بيت الدين حرص فرنسا الشديد على سيادة لبنان واستقلاله واستقراره، مشدداً على أهمية العمل “لمنع انتقال انعكاسات الأزمة السورية” إليه. مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّ “ما يحصل في لبنان والحوادث التي تجري منذ بضعة أيام وبضع ساعات تشجّع للأسف على انتقال عدوى الأزمة السورية”.

وفي السياق ذاته، يتوجّه وزير الداخلية مروان شربل إلى اسطنبول اليوم لإجراء محادثات في شأن المخطوفين تنفيذاً لقرار اللجنة الوزارية المكلّفة متابعة القضية.

وكان شربل ترأس اجتماعاً لمجلس الأمن المركزي تقرّر فيه اتخاذ إجراءات ميدانية لمنع قطع طريق “مطار رفيق الحريري الدولي” تتضمّن نشر الجيش اللبناني وتسيير دوريات لقوى الأمن الداخلي. ونُقل عن وزير الداخلية قوله “إنّ قطع طريق المطار ممنوع من الآن وصاعداً مهما حصل”.

الحريري

إلى ذلك، حذّر الرئيس الحريري في بيان له من “أنّ لبنان يواجه خطر الانحلال لدور الدولة وسيادة منطق الفوضى والعشائرية في إدارة الشأن العام (…) في ظل تخلّي الحكومة عن القيام بواجباتها في ممارسة السلطة وتثبيت دعائم الأمن”. وقال “إنّ الأمر بات يفرض على جميع القوى التعالي عن الأنانيات الخاصة والتحرك لإنهاء كل عوامل الانقسام وإنقاذ الدولة من الانهيار وإعادة الأمل للبنانيين في قيام مشروعها الذي يحفظ الأمن والاستقرار ويعيد الهيبة لسلطة القانون ويوقف مسلسل فلتان السلاح غير الشرعي في مختلف المناطق”.

جعجع

وبدوره، دعا الدكتور جعجع رئيسي الجمهورية والحكومة إلى تحمّل مسؤولياتهما التاريخية “وإلاّ سيشهدان على أيامهما اضمحلال الدولة واندثارها”. وعرض في مؤتمر صحافي لبعض الخطوات من أجل “إعادة تصويب مسيرة الدولة وإنقاذ الوطن”، ومنها “إعلان حال طوارئ ولو جزئية لمنع أي ظهور مسلّح وكل إخلال بالأمن بالقوة، والتفتيش عن المخطوفين وإطلاق سراحهم وتوقيف كل مَن له علاقة بعمليات الخطف إضافة إلى توقيف كلّ مَن ظهر مسلحاً وتسطير استنابات قضائية بحق كل مَن تحرك ومسّ بعلاقات لبنان الدولية والخارجية واتخاذ تدابير قطعية ونهائية لعدم إقفال طريق المطار لدى كل طارئ ونشر الجيش والقوى الأمنية على طريق المطار وإعطائها الأوامر بإطلاق النار على أي مسلّح أيّاً يكن، واتخاذ قرار حكومي فوري من دون مماطلة بفتح مطار القليعات أمام حركة الطيران المدني، إذ لا يجوز أن تتحكم قلّة بمصير أكثرية اللبنانيين”.

ولفت إلى أن “أيام 7 أيار قد ولّت ومش كل مرة بتسلم الجرّة، وبالتالي يجب أن نفكر بطرق أخرى لخوض غمار السياسة في لبنان من خلال العملية الديموقراطية الموجودة في النظام اللبناني”.

وفي قضية النائب والوزير السابق ميشال سماحة، سأل جعجع “أين الأمن العام والجمارك من واقع مرور عبوات متفجّرة؟ ومَن أعطى إذناً لعبور سيارة سماحة من دون تفتيش على معبر المصنع؟”، وتساءل “أين هي نظرية النائب ميشال عون بأنّ السوريين انسحبوا من لبنان وأصبحوا في بلادهم؟ أفلا يحق لنا أن نتساءل مع مَن نجلس على طاولة الحوار؟”.

نصرالله

أما الأمين العام لـ”حزب الله” فقد أعلن في خطاب له في يوم “القدس العالمي” أنّ ما حصل خلال اليومين الماضيين في قضية المخطوفين “هو خارج سيطرتنا، وإفهموها وإقرأوها متل ما بدكن”. وأوضح أنه “في ظل هذا الأداء الإعلامي خرجت الأمور عن السيطرة، وعندما قُطعت طريق المطار خرجنا مع “أمل” لنمنع قفل طريق المطار، ولكن تحوّلت قضية المخطوفين إلى مأساة إنسانية ومهزلة إعلامية، وإلى حفلة ابتزاز سياسي كبير”.

المقداد

وأعلنت عشيرة آل المقداد عن انتهاء “المرحلة الأولى” من تحرّكها الميداني وانتقالها إلى “المرحلة الثانية” بعد أن أعطت مهلة للصليب الأحمر للقيام بدوره وساطة، كاشفة عن إطلاق سراح 21 سورياً “ثبت أن ليس لديهم علاقة بالجيش السوري الحر”.

الأسد بلا نائب

انشقاق فاروق الشرع

                                            أكدت مصادر في الثورة السورية لـ”المستقبل” أن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، انشق عن نظام بشار الأسد وهو في أمان خارج الأراضي السورية.

وأضافت المصادر أن الشرع انتقل منذ ثلاثة أيام إلى درعا يرافقه ثلاثة عمداء في الجيش، ما يفسر القصف العنيف لنظام الأسد على هذه المنطقة في محاولة لقتل الشرع قبل خروجه من الأراضي السورية.

وكان موقع “الرواد” كشف بعد منتصف ليل أمس، أن الشرع غادر سوريا وهو في أمان.

وآخر الأنباء التي وردت إلى “المستقبل” قبل إقفال هذا العدد، أن الشرع تمكن أمس من العبور إلى الأراضي الأردنية، إلا أن هذه المعلومة لم تتأكد.

وفي الداخل السوري احتدم القتال في أحياء من العاصمة أمس وقصفت مروحيات النظام حيّ المزة الشهير، إضافة إلى قصف مدفعي لحيّي القدم والعسالي في دمشق حيث يشتبك جيش النظام مع مجموعات للجيش السوري الحر، كذلك اشتدّ القتال في مدينتي حلب والرستن وغيرها من المدن المنتفضة التي شهدت أمس سقوط 168 شهيداً برصاص كتائب الأسد.

ومع إعلان الأمم المتحدة تعيين وزير الخارجية الجزائري الأسبق الأخضر الابراهيمي موفداً دولياً في سوريا خلفاً للأمين العام السابق للمنظمة الدولية كوفي أنان، كانت تركيا ترسل قواعد صواريخ محملة على عربات عسكرية إلى شريطها الحدودي مع سوريا.

وفي تركيا كذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إثر زيارة مخيم للاجئين السوريين على الحدود مع سوريا أمس، إنه “يجب إسقاط النظام السوري وبسرعة”، مضيفاً أنه “بعد الاستماع الى الشهادات المؤثرة لأشخاص هنا، وأنا أعي قوة ما أقوله الآن، بشار الأسد لا يستحق أن يكون موجوداً”.

واتهم وزير الخارجية الفرنسي الرئيس السوري بالقيام بـ”عملية تدمير شعب”.

وفي لقاء مع الصحافيين بعد ذلك في أنقرة مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو، حذر فابيوس من مخاطر مرحلة ما بعد الأسد وقال “يجب العمل على استبدال هذا النظام والعمل في الوقت نفسه على أن يتم هذا الاستبدال في ظروف تحت السيطرة. لا نريد أن تأتي فوضى بعد الوضع الحالي”.

ودعا فابيوس الى تحرك عاجل لإنهاء الأزمة وقال “الوقت الذي يمر يستخدمه بشار الأسد للأسف في قصف شعبه”.

وندد داود أوغلو بصمت المجتمع الدولي حيال “الجرائم ضد الإنسانية” التي ترتكبها قوات النظام في سوريا.

وأرسلت تركيا أمس المزيد من التعزيزات العسكرية والأمنية إلى الشريط الحدودي مع سوريا.

وذكر تلفزيون “سي إن إن” التركي أمس، أنه وصلت من القاعدة العسكرية السابعة في محافظة ملاطية قواعد صواريخ محملة على عربات عسكرية إلى محافظة أورفة جنوب تركيا.

وأضافت الشبكة أنه كانت وصلت تعزيزات عسكرية إلى الحدود التركية – السورية في الأيام الماضية من بينها عدد من الدبابات والمدرعات إضافة إلى زيادة في عدد الجنود في أورفة جنوب تركيا.

ويأتي هذا في الوقت الذي تشهد المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين. وأعلنت الأمم المتحدة أمس، تعيين وزير الخارجية الجزائري الأسبق الأخضر الابراهيمي (78 عاماً) موفداً دولياً في سوريا ليخلف بذلك الأمين العام السابق للمنظمة الدولية كوفي أنان.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان تعيين الابراهيمي، المجتمع الدولي الى تقديم دعم “قوي واضح وموحد” له لتسهيل نجاحه في مهمته.

وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ادواردو دل بوي إن الابراهيمي سيتوجه “قريباً” الى نيويورك، مع العلم أن أنان ينهي مهمته رسمياً في الحادي والثلاثين من الشهر الحالي.

وقال بان كي مون في بيانه “لا بد من وضع حد للعنف ولمعاناة سوريا”.

وتابع المتحدث باسم بان كي مون “أن الأمين العام يثمن رغبة الابراهيمي في وضع إمكاناته وخبرته تحت التصرف لإنجاح هذه المهمة الكبيرة التي سيحتاج لإنجازها الى دعم كبير واضح وموحد من قبل المجتمع الدولي ومن بينه مجلس الأمن”.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن الولايات المتحدة طلبت المزيد من الإيضاحات حول مهمة وصلاحيات الأخضر، ووصف إيرنست الإبراهيمي بأنه ديبلوماسي محنك ويتمتع بقدرات وهو معروف لدى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

وذكرت وكالات معونة تابعة للأمم المتحدة أمس، أن السوريين يتدفقون عبر الحدود هرباً من القتال في بلادهم وأن حالات الإسهال تفشت في مناطق ريفية بالقرب من دمشق.

وأوضحت مفوضية اللاجئين التابعة للمنظمة الدولية أن أكثر من 170 ألف سوري سجلوا أسماءهم في أربع دول مجاورة هي العراق والأردن ولبنان وتركيا.

وقال أدريان ادواردز من المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن نحو 3500 سوري فارين من المناطق الشمالية في حلب واعزاز وإدلب واللاذقية وصلوا إلى إقليمي هاتاي وكيليس التركيين يومي الثلاثاء والأربعاء.

وأضاف في إفادة صحافية مقتضبة “طرأ ارتفاع حاد في عدد السوريين الذين يفرون إلى تركيا”. وقال “هناك قرابة 65 ألف سوري الآن في تسعة مخيمات في تركيا لكن أسماءهم كلهم لم تسجل رسمياً. وهذا يعني أن نحو 40 في المئة وصلوا في آب”.

وقال ادواردز إن أكثر من ألف سوري وصلوا إلى الأردن الليلة الماضية.

وفي مخيم الزعتري في الأردن يقيم قرابة ثمانية آلاف من بين نحو 47 ألف لاجئ سجلوا أسماءهم في الأردن.

وتقول وكالات الأمم المتحدة إن الوضع الإنساني تفاقم في سوريا مع تصاعد العنف وحُرم المدنيون من إمدادات الغذاء والرعاية الصحية وغيرها من المساعدات، ويشهد ريف دمشق حالات من الإسهال.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن تفشياً لحالات الإسهال حدث بين سكان جزء من محافظة ريف دمشق بسبب تلوث إمدادات المياه بالصرف الصحي.

وقالت رئيسة وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ماريان جاسر “بالإضافة الى حلب يدور القتال داخل مدن أخرى وحولها من بينها حمص ودمشق ودير الزور وإدلب ودرعا”. (التفاصيل ص 14)

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض بلاده لفكرة إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا.

وقال في مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز” نشرت مقتطفات منها أمس، على أن تبث بالكامل اليوم إنه في ما يتعلق بموقفي تركيا والأردن من فكرة إقامة منطقة حظر جوي في سوريا، فإنه يود أن يسمع من قيادتي البلدين في هذا الشأن، مشدداً على رفض موسكو لهذا المقترح.

وقال الوزير الروسي “إن ذلك سيكون انتهاكاً للسيادة إن شمل أراضي في سوريا”.

ودعا لافروف إلى عدم تخريب الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في مؤتمر جنيف الخاص بالملف السوري. وأضاف “ينبغي ألا ندفن اتفاقيات جنيف حية”.

(ا ف ب، رويترز، “العربية”، “الرواد”، لجان التنسيق المحلية)

فابيوس: يجب إسقاط النظام السوري بسرعة

                                                                 دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى “اسقاط النظام السوري وبسرعة” وذلك اثر زيارة مخيم للاجئين السوريين على الحدود التركية أمس، منددا بـ”التجاوزات” التي يرتكبها هذا النظام بحق المدنيين.

فابيوس

وزير الخارجية الفرنسي قال للصحافيين خلال تفقده مخيم للاجئين السوريين في ولاية كيليس جنوب تركيا: “بعد الاستماع الى الشهادات المؤثرة من اشخاص هنا (…) وانا اعي قوة ما اقوله: بشار الاسد لا يستحق ان يكون موجودا”.

واتهم فابيوس، الذي ينهي في تركيا جولة اقليمية قادته في وقت سابق الى لبنان والاردن وتتمحور حول الازمة السورية وتدفق اللاجئين الى البلدان المجاورة، رئيس النظام السوري بشار الاسد بالقيام بـ”عملية تدمير شعب”.

وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن فابيوس يرافقه حاكم الولاية سليمان تابسز، إلتقى في مبنى إدارة المخيّم مع عدد من اللاجئين السوريين مستمعاً إلى مطالبهم، واستمر اللقاء الذي مُنعت وسائل الإعلام حضوره، نحو 20 دقيقة إنتقل بعدها إلى دار حضانة الأطفال الموجود في المخيّم.

وأثنى فابيوس على جهود القائمين على الدار وعلى الرعاية التي توفّرها الإدارة للأطفال الذي أنشدوا أغاني باللغة العربية والتركية.

واعترضت مجموعة من السوريين طريق فابيوس أثناء خروجه من دار حضانة الأطفال، ليشرحوا له بعضاً من المشاكل التي يعانون منها، وبعد الإستماع لهم توجه إلى فابيوس إلى معبر “أونجو بنار” الحدودي مع سوريا، حيث مُنع الصحفيون من مرافقته قبيل مغادرته كيليس متجهاً إلى أنقرة.

والتقى فابيوس لاجئين من هذا المخيم المكون خصوصا من مستوعبات ويضم نحو 12 الف شخص، وقال انهم طلبوا مساعدة فرنسا لوضع حد لقمع النظام وطالبوا بشكل خاص بتسليم المتمردين اسلحة.

وقال من دون ان يقدم اي التزام ملموس بشأن الاسلحة انه “لا يمكن القبول بان يواصل بشار ارتكاب تجاوزاته حتى ولو انه تراجع وخسر كثيرا”.

اللاجئون إلى تركيا

وفي خصوص اللاجئين السوريين الى تركيا، قال رئيس ادارة مكافحة الكوارث وحالات الطوارئ في تركيا فؤاد اوكتاي امس ان عدد اللاجئين السوريين الى تركيا هربا من اعمال العنف في سوريا المجاورة قد ارتفع بشكل حاد خلال الأيام القليلة الماضية ووصل إلى 66 الفا.

وذكرت وكالة انباء دوغان ان نحو 1500 شخص وصلوا من بلدة اعزاز الحدودية بعد ان قصفتها القوات الجوية للرئيس السوري بشار الأسد مما أسفر عن مقتل 35 شخصا على الاقل. ومن المتوقع أن يصل العدد الإجمالي للاجئين القادمين من هناك إلى 3000 خلال النهار.

ورفض اوكتاي اعطاء ارقام محددة للاجئين الذين يصلون من اعزاز لكنه قال انه يتوقع وصول اعداد كبيرة.

وقال في مؤتمر صحافي في انقرة “حتى الان تجاوز عدد السوريين اللاجئين في تركيا 66 الفا. هذا الرقم يتزايد بشكل مستمر”.

وقال اوكتاي “يوجد 439 جريحا سوريا يتلقون العلاج في مستشفيات مختلفة بتركيا بما في ذلك جرحى من اعزاز”.

وذكرت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 170 ألف سوري سجلوا أسماءهم في أربع دول مجاورة هي العراق والأردن ولبنان وتركيا.

موسكو ومهمة الأمم المتحدة

في موسكو قالت وزارة الخارجية الروسية، امس، إن مهمة المكتب التنسيقي التابع للأمم المتحدة في سوريا هي حث الأطراف المتنازعة على بدء الحوار السياسي.

وذكرت قناة “روسيا اليوم” أن وزارة الخارجية الروسية أصدرت بياناً قالت فيه إن “من مهام المكتب الجديد للأمم المتحدة في سوريا متابعة الوضع على الأرض وحث الأطراف السورية على وقف إراقة الدماء بأسرع وقت وبدء الحوار السياسي”.

وأشارت الخارجية الى أن موسكو تقيم عالياً دور بعثة المراقبين الدوليين الى سوريا في مساندة التقدّم لحل النزاع، موضحة أن روسيا شاركت بشكل فعّال في نشاط البعثة عبر إرسال مراقبين.

وأكد البيان أن “وجود المراقبيين الدوليين، خاصة في المرحلة الأولى، ساعد على تقليل حدة العنف في البلاد”، معرباً عن الأسف لعدم تمديد تفويض البعثة بسبب مواقف عدد من أعضاء مجلس الأمن. وتابع البيان “ننطلق أيضاً من أهمية بقاء الأمم المتحدة في الجمهورية العربية السورية، الذي يهدف الى حل الأزمة السورية في إطار خطة (المبعوث الأممي) كوفي أنان وإتفاقيات جنيف لمجموعة العمل”.

وكان مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة جيرار ارو، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن الدولي حالياً، قد أعلن في أعقاب مشاورات مغلقة للمجلس أمس الخميس، أنه تقرّر إنهاء عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا وافتتاح مكتب تنسيقي في دمشق بدلاً عنها.

مشاورات روسية أميركية

وفي واشنطن، اعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة وروسيا اجرتا محادثات “مباشرة وكاملة” حول سوريا وايران، وذلك خلال زيارة الخميس لموسكو قامت بها المسؤولة الثالثة في الخارجية الاميركية.

وقالت الخارجية الاميركية في بيان ان مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون السياسية وندي “تشيرمان اجرت محادثات جدية جدا مع نائبي وزير الخارجية الروسي (غينادي) غاتيلوف و(سيرغي) ريابكوف، وخصوصا حول المسألتين السورية والايرانية. وكالعادة، كانت المشاورات مباشرة وكاملة”.

وفي الشأن السوري، ابلغت تشيرمان المسؤولين الروس ان الولايات المتحدة “لا تؤيد تمديدا لبعثة مراقبي الامم المتحدة في سوريا”.

وقرر مجلس الامن الدولي الخميس انهاء عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا بعد نحو اربعة اشهر على بدء هذه المهمة.

وقالت واشنطن “نؤيد حضورا محدودا لمراقبي الامم المتحدة في سوريا ونبحث في مجلس الامن كيفية القيام بذلك”، مكررة الدعوة الى “البدء بعملية سياسية (في سوريا) لمصلحة المجتمع الدولي على المدى البعيد”.

وتتمسك موسكو بدعم النظام السوري واستخدمت حق النقض (الفيتو) ثلاث مرات مع بكين للحؤول دون اصدار مجلس الامن قرارا يفرض عقوبات على دمشق.

والخميس، دعت روسيا بعد اجتماع مجلس الامن القوى الكبرى الى ان توجه مع السعودية وايران نداء للحكومة السورية والمعارضة لوضع حد للنزاع.

وفي شان ايران والمسألة النووية، ابلغت تشيرمان موسكو انه “لا يزال هناك فرصة امام الدبلوماسية لتحقق نجاحا”، وفق البيان.

اشتباكات في دمشق وحلب

ميدانيا، دارت اشتباكات امس في احياء في جنوب وغرب دمشق بين قوات النظام ومقاتلين معارضين، فيما يستمر القصف على احياء في مدينة حلب في شمال سوريا، بحسب “المرصد السوري لحقوق الانسان” وناشطين.

ويأتي ذلك غداة يوم دام في سوريا قتل فيه 180 شخصا، هم 112 مدنيا و49 عنصرا من قوات النظام و19 مقاتلا معارضا.

وقال المرصد في بيان ان اشتباكات وقعت في محيط مطار المزة العسكري (غرب) وانتقلت بعدها الى طريق المتحلق الجنوبي. كما وقعت اشتباكات في حي القدم (جنوب) على طريق درعا دمشق الدولي وفي حيي التضامن والحجر الاسود (جنوب).

وتعرضت منطقة البساتين بين حيي المزة وكفرسوسة للقصف من طائرات حوامة.

وافاد ناشطون ان الاشتباكات اندلعت اثر هجوم للجيش السوري الحر على مواقع للقوات النظامية على اوتوستراد درعا.

ووصفت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان الليلة الماضية في دمشق بـ”الساخنة”، مشيرة الى ان “اصوات القصف والاشتباكات لم تهدأ”. واضافت ان “الجيش الحر هاجم حاجز كفرسوسة داريا قرب مطار المزة العسكري، وثكنة عسكرية أسفل جسر اللوان في كفرسوسة”.

وامتد القصف والاشتباكات الى ريف دمشق في داريا والسبينة وقارة وقطنا والكسوة والبساتين المحيطة بمنطقة السيدة زينب.

وقال المرصد السوري ان “القوات النظامية سيطرت على مدينة التل” التي شهدت خلال الايام الماضية حملات قصف شديد واشتباكات على مداخلها، مشيرا الى “انسحاب مقاتلي الكتائب الثائرة من المدينة”.

وعثر على 65 جثة مجهولة الهوية في بلدة قطنا وثلاث جثث اخرى في منطقة البساتين بين داريا ومعضمية الشام في ريف دمشق، وهما منطقتان تشهدان منذ اسابيع تصعيدا في العمليات العسكرية.

وفي مدينة حلب، تعرضت احياء عدة لا سيما حي الميسر الشرقي، للقصف من قوات النظام السوري.

وذكرت الهيئة العامة للثورة ان حريقين اندلعا في مصنع للقطن ومعمل ضخم للزيوت في منطقة دوار الجندول القريب من الوسط ليلا نتيجة القصف، مشيرة الى “تصاعد ألسنة اللهب بشكل قوي ويصعب على الأهالي إخماد الحريق”.

في محافظة درعا (جنوب)، قتل فتيان في بلدة نامر في كمين نصبته لهما القوات النظامية فجر امس.

في محافظة حمص (وسط)، قتل خمسة شبان في منطقة القصير اثر اطلاق الرصاص عليهم من القوات النظامية السورية.

في مدينة دير الزور (شرق)، قتل مقاتل معارض اثر اشتباكات مع القوات النظامية واربعة عناصر من القوات النظامية اثر استهداف اليات عسكرية.

وفي ظل تصاعد وتيرة العنف، تعول المعارضة اكثر فاكثر على الجيش السوري الحر لمواجهة قوات النظام.

وقد دعت امس الى التظاهر بكثافة تحت شعار “بوحدة جيشنا الحر، يتحقق نصرنا”.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي)

قصف جوي واشتباكات متواصلة في سوريا

                                            أحصت الهيئة العامة للثورة السورية ثلاثين شخصا قتلوا اليوم السبت برصاص قوات الأمن في مناطق مختلفة من سوريا، وجاء ذلك في ظل تعرض عدد من المدن والبلدات لقصف جوي، واستمرار اشتباكات بين مسلحي المعارضة وقوات الجيش السوري.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حي الخالدية في حمص تعرض للقصف من قبل القوات السورية مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة سبعة بجراح بعضهم بحالة خطرة، كما قتل مواطن إثر إصابته برصاص قناصة في شارع الستين.

وأوضح المرصد أن من بين قتلى اليوم شخصين سقطا في ريف حمص إثر القصف الذي تعرضت له منطقة الحولة من قبل القوات السورية، وأشار إلى أن مدينة البوكمال تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية فجر اليوم، وقتل مواطن في دير الزور إثر إصابته برصاص قناصة.

وتواصلت الاشتباكات حول العاصمة السورية دمشق وسمع دوي انفجارات في مناطق مختلفة من المدينة، وتحليق مروحيات حربية. وتعرضت أحياء في غرب دمشق لقصف مدفعي عنيف من قبل جيش النظام انطلاقاً من قواعد على جبل قاسيون مطلة على المدينة.

حلب ودرعا

وفي حلب، كبرى مدن شمال سوريا والتي تشهد عمليات عسكرية منذ أسابيع بعد أن كانت بمنأى عن الحركة الاحتجاجية التي تعصف بالبلاد منذ منتصف مارس/ آذار 2011، تعرضت أحياء الفردوس والسكري وبستان الزهرا والكلاسة والإذاعة للقصف، بينما دارت اشتباكات في محيط ساحة سعد الله الجابري ومحيط الملعب البلدي.

الاشتباكات مستمرة في شوراع مدن سورية مختلفة (الفرنسية)

وفي درعا قال ناشطون إن مدينة الحراك تتعرض لهجوم من عدة جبهات من قبل قوات الجيش النظامي التي تحاصر المدينة. كما أفادوا بأن المدينة تتعرض لقصف مكثف ومتواصل من قبل قوات النظام منذ الصباح أسفر عن جرح 11 شخصا على الأقل، وأن حيي درعا البلد والمخيم يتعرضان لقصف كثيف، وهناك اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في بلدة الحارة.

وأوضح المرصد أن مدينة أعزاز تعرضت للقصف بالطيران صباح اليوم، مشيرا إلى عدم ورود أنباء عن وجود خسائر بشرية بعد، وكانت المدينة التي سيطر عليها الجيش السوري الحر قبل أسابيع والخالية من أي وجود لقوات النظام، تعرضت الأربعاء لقصف جوي أسفر عن مقتل عشرات المدنيين بينهم ثماني سيدات وثمانية أطفال.

واقتحمت القوات النظامية قرية حربنفسه في ريف حماة وبدأت حملة مداهمات واعتقالات بحثا عن مطلوبين.

حصيلة الجمعة

وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 173 شخصا، من بينهم تسعون مدنيا وعشرة منشقين و29 جنديا نظاميا، يضاف إليهم 23 قتيلا سقطوا في وقت سابق وعثر على جثثهم الجمعة، بينهم سبع جثث في دمشق و16 في دوما في ريف العاصمة، وفق المرصد.

وفي جمعة أطلق عليها اسم “وحدة الجيش الحر” خرجت عدة مظاهرات في مدن سورية مختلفة طالبت بإسقاط النظام، وبناء سوريا جديدة، وعبر المشاركون فيها عن تأييدهم للجيش السوري الحر، ورفعوا مطالب بتوحيد الفصائل المسلحة.

من جهة أخرى بث ناشطون صورا على مواقع الثورة السورية لمجموعة ضباط طيارين انشقوا عن الجيش النظامي بمدينة حلب، وأفاد الناشطون أن الضباط هم عقيد ومقدم وملازم أول من كلية الطيران. وقال الضباط إن الجيش النظامي تحول من حامي البلاد إلى هادم, وأنه أصبح قاتلا للشعب، وقالوا إن على الطيارين أن يمتنعوا عن تنفيذ أي أوامر تعطى لهم بقصف المدن والبلدات والقرى السورية.

وبث ناشطون مشاهد على مواقع للثورة السورية قالوا إنها لتشكيل كتيبة تابعة للمجلس العسكري بدمشق وريفها، وأعلن المتحدث باسم المجموعة عن تشكيل كتيبة باسم “كتيبة الشيخ علي الدقر” وتعهد بالحفاظ على وحدة سوريا والدفاع عن المدنيين العزل، والعمل على إسقاط نظام الأسد.

لافروف: نرفض حظرا جويا على سوريا

لافروف: نتحرك وفق مبادىء القانون الدولي

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في حوار له مع سكاي نيوز عربية بموسكو أن بلاده ترفض فكرة فرض حظر جوي على سوريا، موضحاً أن ذلك “سيكون انتهاكا للسيادة إن شمل أراض سورية”، على أنه أقرّ بأن النظام السوري تأخر في الاستجابة لمطالب الإصلاح.

غير أن وزير الخارجية الروسي أشار إلى أنه يود أن يسمع من قيادتي كل من تركيا والأردن بشأن موقفهما من الفكرة.

وجدد لافروف رفض بلاده التهديد باستخدام القوة في سوريا، مشدداً على أن الغرب تجاهل التحذيرات الروسية بشأن التدخل المسلح في البلاد التي تشهد انتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد منذ أكثر من 17 شهراً.

واتهم لافروف، في المقابلة التي أجراها مذيع سكاي نيوز عربية عمرو عبدالحميد وأذيعت السبت، قوى خارجية بالضلوع في استمرار الصراع في سوريا، قال إن “البعض يبحث عن ذرائع لتشريع التحرك العسكري”.

وأشار إلى أن حل الأزمة السورية يجب أن يستند إلى احترام الأعراف الدولية ووحدة الأراضي السورية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

ودعا لافروف السوريين إلى الجلوس معاً على طاولة المفاوضات، موضحاً أنه لا يمكن إقناع الرئيس السوري بسحب قواته من جانب واحد، مؤكداً أن الأسد “يتعرض لضغوط من كافة الأطراف”.

ودان وزير الخارجية الروسي انتهاكات النظام والمعارضة على السواء. وأشار إلى أن موسكو لم تبرم مع دمشق أي صفقات سلاح جديدة، مضيفاً أن بلاده لا تشعر بالعزلة.

لافروف: تصويتنا في مجلس الأمن ليس تعنتا

ودعا لافروف إلى عدم تخريب البيان الذي تم التوصل إليه في مؤتمر جنيف الخاص بالملف السوري، مضيفاً أنه “ينبغي ألا ندفن بيان جنيف حياً”.

وأضاف قائلاً “أعتقد أن التصريحات التي نسمعها من واشنطن وبعض العواصم الأخرى، التي تتحدث عن وفاة اتفاقيات جنيف، ليست مسؤولة”.

وأوضح وزير الخارجية الروسي إن ما تم التوصل إليه في جنيف هو “أهم إجماع تم التوصل إليه بمشاركة الدول الغربية وروسيا والصين وتركيا وعدد من الدول العربية الرئيسية”.

وأكد أن الفيتو الروسي والصيني ضد مشروعات قرارات ضد سوريا جاء للدفاع عن مبادئ الأمم المتحدة، ومنها “احترام وحدة وسيادة الأراضي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان وتطبيق قرارات مجلس الأمن”.

وأوضح الوزير الروسي أن بلاده تتحرك وفق مبادئ القانون الدولي، منوهاً إلى أن ميثاق الأمم المتحدة لا يتضمن مصطلح “ثورة”.

المعارضة: مقتل 97 شخصا في سوريا

سوريا تستقبل عيد الفطر على وقع الحرب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

لقي 97 سوريا السبت مصرعهم برصاص الأمن، معظمهم في ريف دمشق وحلب بينهم ثلاثة أطفال وسيدتان، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن من بين القتلى 58 سقطوا في دمشق وريفها، و13 بكل من حلب ودير الزور وريفها، و6 في حمص، و5 في درعا، و1 في كل من إدلب والحسكة.

كما وثقت الشبكة مجزرة في مدينة التل بريف دمشق راح ضحيتها 40 قتيلا في قصف عشوائي.

واستأنف سلاح الجو السوري صباح السبت قصفه على مدينة إعزاز في ريف حلب، وذلك غداة مقتل عشرات الأشخاص في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد في بيان له “تعرضت مدينة إعزاز للقصف بالطيران صباح اليوم”، مشيرا إلى عدم ورود أنباء عن وجود خسائر بشرية بعد.

وكانت إعزاز التي سيطر عليها الجيش السوري الحر قبل أسابيع تعرضت الأربعاء الماضي لقصف جوي أسفر عن مقتل 31 مدنيا على الأقل، بينهم ثماني سيدات وثمانية أطفال، إضافة إلى جرح العشرات، بحسب المرصد.

وفي حلب، تعرضت أحياء الفردوس والسكري وبستان الزهرا والكلاسة والإذاعة للقصف، بينما دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط ساحة سعد الله الجابري ومحيط الملعب البلدي.

وتعرض حي الخالدية بحمص للقصف من قبل القوات السورية ما أسفر عن “سقوط قتيل وإصابة 7 بجروح، بعضهم في حالة خطرة”، وفقا لما نقلته فرانس برس عن المرصد.

وتتواصل أعمال العنف في سوريا غداة إعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان غي مون الجمعة تعيين الأخضر الإبراهيمي مبعوثا للأمم المتحدة والجامعة العربية في الأزمة السورية خلفا لكوفي أنان، الذي استقال في 2 أغسطس الجاري منتقدا عدم تمتع مهمته بدعم دولي كاف.

اختطاف 3 سوريين في بيروت

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

خطف أربعة مسلحين السبت ثلاثة سوريين على طريق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.

وقالت الوكالة “أقدم أربعة مسلحين، أحدهم ملثم، يستقلون سيارة رباعية الدفع فضية اللون، على خطف 3 سوريين من داخل مخمر للموز وفروا بهم الى الشوارع الداخلية”، مشيرة إلى أن القوى الأمنية تعمل على “محاولة معرفة الخاطفين ومصير المخطوفين”.

وكانت عائلة المقداد اللبنانية ردت على اعتقال الجيش الحر لأحد أفراد أسرتها في سوريا باختطاف سوريين في لبنان قالت إنهم ينتمون للجيش السوري الحر بالإضافة إلى خطف مواطن تركي.

فاروق الشرع نائب بشار الأسد ينشق ويصل إلى الأردن

اختفى من دمشق منذ أيام.. التلفزيون السوري وقيادة الجيش الحر تؤكد

العربية.نت

أعلنت مصادر المعارضة السورية عن انشقاق نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، عن نظام بشار الأسد ووصوله إلى الأردن. ومن جانبه، أعلن التلفزيون الرسمي السوري أن دمشق تؤكد أن الشرع لم ينشق. فيما سارعت القيادة المشتركة للجيش الحر إلى تأكيد صحة خبر الانشقاق.

ويعد انشقاق الشرع ثاني أكبر انشقاق يطال النظام السوري بعد رئيس الحكومة، حيث ذكرت مصادر متطابقة اختفاءه من العاصمة دمشق قبل أيام، ولم يعلن عن انشقاقه بشكل قاطع إلا بعد وصوله إلى الأردن.

وفي حديث خاص لـ”العربية” أكد لؤي المقداد من المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر خبر انشقاق الشرع، بالإضافة إلى انشقاق ضابطين من رتب عالية في ظل موجة انشقاقات كبيرة.

وقال المقداد إن جيش النظام نشر قناصته على الحدود السورية الأردنية في محاولة لاعتقال الشرع بعد تأكيد خبر انشقاقه، مضيفا أن نظام الأسد كان يسعى إلى اتهام الجيش الحر بقتل الشرع.

فاروق الشرع.. 36 سنة في خدمة النظام

يذكر أن الشرع سياسي ودبلوماسي تقلب في مناصب عدة وتقلد مسؤوليات مختلفة، حيث ولد بدرعا في العاشر من ديسمبر عام 1938، وتخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية في جامعة دمشق عام 1963.

وفي عام 1972 غادر دمشق ليكمل دراسته في جامعة لندن حيث درس القانون الدولي، لكنه بدأ مسيرته المهنية في شركة الطيران السورية عام 1963 حتى عام 1976 حين عين سفيرا في روما، وقضى في منصبه هذا ما يقارب أربع سنوات، ليتم تعيينه عام ألف وتسعمئة وثمانين وزيرَ دولةٍ للشؤون الخارجية وبعدها بأربع سنوات عين وزيرا للخارجية.

ومنذ ذلك الحين حتى عام 2006 ظل في هذا المنصب ليصدر الرئيس السوري بشار الأسد قرارا بتعيينه نائبا لرئيس الجمهورية خلفا لعبد الحليم خدام الذي أعلن انشقاقه عام 2005.

النظام السوري يرتكب مجزرة جديدة بدوما قبيل العيد

القوات الأمنية أعدمت مدنيين كانوا يعدون سلل إغاثة للعائلات الفقيرة

العربية.نت

يوم دامٍ آخر تشهده سوريا، فقد أعلن المجلس الوطني السوري أن الهلال الأحمر أحضر إلى مشفى دوما الجمعة 7 جثث بينهم طفل، مذبوحين من الرقبة وأيديهم مكبلة من الخلف.

وقد وجدت 6 من الجثث في مزارع الشيفونية بالقرب من الريحان، ولم تعرف هويات القتلى لعدم حملها ما يعرف عنها، إلا أن مصادر أشارت إلى أنه يعتقد أنهم “مذبوحين” منذ فترة.

كما تم إحضار 7 جثث أخرى لأشخاص بعد أن اعتقلهم الأمن السوري مع شخص ثامن من أحد المدارس في عدرا وهم يعملون على إعداد سلل إغاثية للعائلات الفقيرة، فقامت القوات الأمنية باعتقالهم وأمرت بإعدامهم، رمياً بالرصاص على الطريق الدولي.

إلا أن أحدهم نجا من الرصاص، بحسب ما أفاد ناشطون سوريون، وركض باتجاه مزارع مدينة دوما وأحضر عناصر من الجيش الحر لانتشال الجثث، تحت أزيز رصاص القناصة الذين راحوا يطلقون النار على كل من يحاول إنقاذهم، وكان بينهم طفل مُصاب.

وبعد عدة محاولات تمكّن الجيش الحر من سحبهم ولكن الطفل استشهد مع الستة الآخرين بعد تأخر اسعافه بسبب كثافة القنص.

اشتباكات عنيفة في حي صلاح الدين

إلى ذلك، أفادت لجان التنسيق بسقوط 157 قتيلاً برصاص قوات النظام السوري اليوم، فيما قالت هيئة الثورة السورية إن حي العسالي في دمشق يشهد اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وجيش النظام.

ومن جهتها قالت شبكة شام الإخبارية إن جيش النظام السوري قصف حيَّي القدم والعسالي بالعاصمة دمشق. وأضافت أن المروحيات قصفت المزة وكفرسوسة والمتحلق الجنوبي.

أما في حلب، فقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن اشتباكات عنيفة تدور بين قوات جيش النظام وعناصر الجيش الحر في حي صلاح الدين. وأضافت لجان التنسيق أن قذيفة سقطت على مبنى سكني في حي السكري بحلب وقتلت العشرات.

وهكذا تستمر مجازر النظام السوري الذي لم يأبه لعدد القتلى الذين يسقطون كل يوم، ولم يقم للعيد أي اعتبار.

مهرجان تونسي يلغي مشاركة مخرج سوري مؤيد للنظام

جودت سعيد يؤكد أن الفعالية السينمائية لأفلام الهواة تعرضت لضغوط

العربية.نت

أكد المخرج السينمائي السوري، جود سعيد، أن “المهرجان الدولي لسينما الهواة” في تونس ألغى مشاركته كعضو في لجنة تحكيمه، بسبب ما اعتبره المخرج “ضغوطا على المهرجان بسبب مواقفي السياسية”. وترعى وزارة الثقافة التونسية المهرجان وتقوم بتمويله.

ولدى سؤاله، أوضح سعيد أنه يقف “على مسافة من الثورة السورية”. ومن المعروف أنه من أبرز الموقعين على ما أطلق عليه “بيان سينمائيي الداخل”، الذي استنكر نداء وجهه سينمائيون سوريون إلى سينمائيي العالم للوقوف مع الشعب السوري.

وقال سعيد “لقد فوجئت باعتذار من المهرجان قبل أيام فقط من بدئه، وكنت قد برمجت نفسي على المشاركة”، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.

وشدد المخرج السوري على أن من حقه اتخاذ المواقف السياسية التي يرغب فيها.

وفي رصيد المخرج سعيد فيلمان، الأول “مرة أخرى”، ويعد العمل الأول في سوريا الذي يتطرق لموضوع العلاقات السورية اللبنانية، والثاني بعنوان “صديقي الأخير”، الذي ستجهز نسخته الأولى خلال أيام، بحسب تصريح المخرج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى