أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 19 أيار 2012

 

حلب تنضم إلى «الانتفاضة» وقتلى في تظاهرات حاشدة

نيويورك – راغدة درغام

بيروت، دمشق، عمان – «الحياة»، أ ف ب، رويترز، أ ب – في تظاهرات حاشدة وصفت بإنها الأكبر منذ بدء الحركة الاحتجاجية، تظاهر أمس عشرات الالاف في حلب، القلب الاقتصادي لسورية وثاني أكبر المدن في مؤشر جديد على ان المدينة دخلت بقوة على خط الحركة الاحتجاجية بعد مقتل أربعة من طلاب جامعة حلب مطلع الشهر الجاري على يد قوات الامن. كما خرجت تظاهرات كبيرة في دمشق وريفها ودير الزور وادلب ودرعا وحمص والحسكة. وقال ناشطون وشهود إن العشرات سقطوا بين قتيل وجريح، بينهم أطفال بسبب استخدام قوات الامن الرصاص الحي والغازات المسيلة للدموع والقصف المدفعي لفريق المتظاهرين.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أمس إن حلب تشهد «أكبر تظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات». وأفاد بان «عشرات الآلاف يتظاهرون في كل سورية في أضخم تظاهرات منذ إعلان وقف إطلاق النار» في منتصف نيسان (أبريل). وقال الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي إن «مدينة حلب تعيش اليوم انتفاضة حقيقية»، مشيراً إلى خروج عشرات التظاهرات في أحيائها وفي مناطق الريف.

وأشار الحلبي إلى أن «معظم التظاهرات ووجهت بإطلاق النار من قوات الأمن التي اعتقلت عشرات المتظاهرين».

وقال ناشطون في اتحاد تنسيقات الثورة ان تظاهرات حلب «رسالة واضحة إلى النظام ان الحل الامني لن يجدي». وأشار الناشطون إلى ان استمرار العنف بشكل يومي برغم الهدنة المعلنة، وسقوط مئات القتلى على يدي قوات النظام في الأسابيع الأخيرة، خاصة في حمص وحماة إدلب دفع عشرات الآلاف من السوريين إلى المشاركة في تظاهرات امس في «رسالة تحذير» للنظام.

وأظهرت لقطات فيديو حملت على موقع المعارضة السورية على الانترنت مراقبون من الامم المتحدة حوصروا وسط تظاهرة في جامعة حلب. وتظهر اللقطات قوات أمن تهاجم محتجين في الشارع في حين ينظر مراقبو الامم المتحدة من داخل سيارة.

وفي ريف دمشق الذي شهد سقوط جرحى جراء إطلاق نار على المتظاهرين في دوما والتل، هتف المتظاهرون في داريا «ما رح نركع جيب الدبابة والمدفع». وفي بنش بريف إدلب، رفعت لافتات «الشعب لم يعد بحاجة إلى مجالس وطنية بل إلى بنادق وطنية».

واستمر قصف مدينة الرستن في ريف حمص. وأظهر شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الإنترنت أعمدة من الدخان ترتفع من أحياء في المدينة بعد سماع أصوات انفجارات قوية.

إلى ذلك، تحرك الجيش السوري لتعزيز وجوده العسكري عند معبر حدودي شمالي مع تركيا عقب تزايد التوتر في المنطقة. وأظهرت لقطات فيديو مركبات عسكرية، بما في ذلك دبابات تتوجه الى معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

وحض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الامم المتحدة على ارسال مزيد من المراقبين إلى سورية. وقال اردوغان، خلال زيارة لفارنا في شرق بلغاريا «300 مراقب ليس عددا كافيا. ربما من الضروري ارسال الف، الفين وحتى ثلاثة الاف مراقب». واضاف خلال اجتماع ثلاثي على ساحل البحر الاسود، ضمه الى نظيريه القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني والبلغاري بويكو بوريسوف: «ينبغي تغطية الاراضي السورية برمتها ببعثات مراقبين لكي يعلم العالم اجمع ماذا يحصل». واعتبر رئيس الوزراء القطري ان «الوضع في سورية محبط»، مجددا دعوته الى وقف «حمام الدم»، وقال «ننتظر ان نرى كيفية تطبيق انان لخطته».

وفي نيويورك، برز تخوف في الأمم المتحدة مما وصف بـ»العنصر الثالث وتنظيم القاعدة وعناصر جهادية» ومسؤوليتها عن «الهجمات الإرهابية» في سورية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن «القاعدة لا بد أن تكون وراء سلسلة الاعتداءات الإرهابية في الأيام الأخيرة»، رغم أن الناطق باسمه مارتن نيسركي أشار الى «عدم وجود أدلة مثبتة حتى الآن لدى الأمين العام».

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن «حماية حقوق الإنسان في سورية هي الأولوية الأهم وعلى العنف أن يتوقف من كل الأطراف فوراً». وأضاف «أعتقد بأن القاعدة لا بد وأنها تقف وراء سلسلة الاعتداءات الإرهابية الأخيرة في سورية، وهو ما أوجد مشكلات جدية». وأكد بان للمرة الأولى أن المراقبين الدوليين في سورية تعرضوا مباشرة «لاعتداءين ونحن نحاول ما بوسعنا حماية السكان المدنيين» السوريين.

وشدد على أن عمل المراقبين لن يتوقف رغم «استمرار العنف الذي انخفض ولكن ليس بما يكفي، وسنواصل بقدر المستطاع العمل لحماية السكان المدنيين».

وأقحم السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري لبنان في اتهامه تنظيم «القاعدة» وعناصر إرهابية في «الإخوان المسلمين» بأنها «تعبث بأمن سورية من مناطق لبنانية مجاورة للحدود السورية»، لكن نيسركي قال موضحا إنه «من الصعب التحقق من مثل هذ المزاعم» السورية حول نشاط «القاعدة» في لبنان.

وقالت مصادر غربية في مجلس الأمن إن الحديث عن لاعب ثالث «هو بزوغ ظاهرة جديدة نتيجة القمع التي تمارسه الحكومة ضد المعارضة والتظاهرات السلمية».

وذكرت أن خطة أنان «لا تنطوي على التحدث مع اللاعب أو العنصر الثالث بل تقتصر فقط على الحكومة والمعارضة» في سورية. وشددت على رفض «تلطيخ المعارضة بوصفها بأنها إرهاب»، مؤكدة أن «المعارضة شيء والإرهابيين شيء آخر». وقالت المصادر إن الإرهابيين والجهاديين كانوا يتوجهون سابقاً من سورية الى العراق «وليس مدهشاً أنهم يعودون الآن في الاتجاه المعاكس من العراق الى سورية».

فايننشال تايمز: إيران تساعد سورية على تحدي الحظر النفطي

لندن- يو بي أي- ذكرت صحيفة “فايننشال تايمز” أن إيران تساعد سورية على تحدي الحظر المفروض على نفطها، وتسخّر ناقلة مملوكة لحكومتها تستخدم شركات متعددة لنقل النفط الخام من سورية إلى أراضيها.

وقالت الصحيفة إن وثائق حصلت عليها تُظهر أن ناقلة النفط الإيرانية، التي تديرها خطوط الشحن الدولية للجمهورية الإسلامية، أبحرت من سورية إلى خليج عمان ومن ثم إلى إيران وذلك باستخدام أعلام مختلفة وتغيير مالكيها.

وأضافت أن محللين قدّروا أن اقتصاد سورية، التي تواجه عقوبات فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية خلال العام الماضي، انكمش بنسبة تتراوح بين 2 و 10%، فيما انخفضت قيمة ليرتها بنسبة الثلث.

وأشارت الصحيفة إلى أن الدليل على التعاون بين البلدين يأتي بعد أن لاحظ خبراء في مجال صناعة النفط زيادة ملحوظة في استخدام ما يسمى بـ “الأعلام الملائمة” على ناقلات النفط الإيرانية المملوكة للدولة.

ولفتت إلى أن قوانين البحرية الدولية تملي على السفن رفع علم الدولة المسجلة فيها، غير أن هذه السفن تستطيع ومن خلال دفع رسوم رمزية التسجيل في بلد آخر مثل بوليفيا أو ليبيريا أو جزر مارشال، حيث تعتبر معايير التسجيل أقل صرامة.

ونسبت “فايننشال تايمز” إلى هيو غريفيث، رئيس وحدة مكافحة الاتجار غير المشروع في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، قوله “إن أسطول ناقلات النفط الإيراني أصبح من الصعب تتبعه، وتقوم ناقلات النفط الإيرانية باستخدام أعلام دول لا تفرض قيوداً صارمة على التسجيل لمواصلة عملها لشحن النفط نيابة عن النظام السوري أو نقل النفط الإيراني”.

وأشارت إلى أن ناقلة النفط الإيرانية (أم تي تور) وصلت إلى ميناء طرطوس السوري في 23 آذار/مارس الماضي وكانت ترفع علم مالطا، وقامت مؤسسة النقل في مالطا بسحب تسجيلها بسبب مخاوف بشأن وضعها.

وقالت الصحيفة إن ناقلة النفط تور وصلت إلى ميناء بانياس السوري في الخامس والعشرين من آذار/مارس الماضي والتقطت شحنة من النفط الخام السوري الخفيف، وقامت بعد يومين برفع علم بوليفيا وتغيير مالكها، كما غيّرت اسم مالكها في السابع والعشرين من الشهر نفسه من (آي سي آي أم تور)، وهي شركة مالطية، إلى (أوريس البحرية)، وهي شركة مسجلة في جزر مارشال التي لا تخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي.

وأضافت أن ناقلة النفط (تور) غادرت ميناء بانياس السوري باتجاه الجنوب وعبرت قناة السويس، وأكدت مصادر مطلعة على تحركاتها انها أغلقت نظام سيرها أثناء إبحارها عبر خليج عدن خلال الفترة من 9 إلى 12 نيسان/ابريل الماضي، قبل أن تعيد تشغيله عند وصولها إلى خليج عدن في الثالث عشر من الشهر نفسه، ثم اتجهت إلى مضيق هرمز ورست في جزيرة لاراك القريبة من ميناء بندر عباس.

وقالت “فايننشال تايمز” إن تتبع بيانات سير الناقلة تور تبين أنها ما تزال راسية حتى يوم أمس الخميس ما يقترح بأنها لم تفرغ حمولتها من النفط الخام.

وأضافت أن سلطات بوليفيا فتحت تحقيقاً بعد تلقيها شكوى من أن نظام تسجيل السفن لديها سمح لسفن إيرانية برفع علمها.

رئيس المراقبين الدوليين في سورية يلتقي السفير الإيراني لدى دمشق

طهران- يو بي أي- اجتمع رئيس بعثة المرقبين الدوليين في سورية الجنرال روبرت مود بالسفير الإيراني في دمشق محمد رضا شيباني حيث بحثا التطورات في سوريا ومهمة المراقبين الدوليين.

وقالت وكالة “مهر” للأنباء الإيرانية ان الجنرال مود قدم لـ شيباني شرحاً حول مهمة المراقبين الدوليين في المناطق الساخنة في سورية.

واشارت الى انه اعرب “عن ارتياحه ازا ء التعاون التي ابدته السلطات في سورية مع المراقبين الدوليين”.

وذكرت أن رئيس بعثة المراقبين أشار الى مكانة ايران ودورها البناء في المنطقة، وقال “ان توجهات ايران إزاء الأحداث في سورية تتطابق ومشروع كوفي أنان الرامي الى تسوية الأزمة في سورية”.

وقالت إن السفير الإيراني في دمشق شرح مواقف ايران “المبدئية ازاء التطورات في سورية”.

واشار شيباني الى اختطاف مجموعة من المواطنين الإيرانيين على يد المجموعات المسلحة في سورية، طالباً من القوات الدولية “بذل كل جهودها للإفراج عن باقي الإيرانيين المحتجزين”.

وقال “ان الأمن والإستقرار في سورية يعد ضمن استقرار كل المنطقة”، لافتاً الى أن “ايران اعلنت خلال الزيارة التي قام بها كوفي أنان الى طهران انها تدعم خطته”.

دمشق: رياض الأسعد في لبنان والسعودية وقطر تمولان

بيروت – «الحياة»

غلب الهدوء على طرابلس يوم أمس وعزّز الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي انتشارهما في المدينة التي شهدت بعد مضي أسبوع على اندلاع الحوادث الدامية فيها، شيئاً من الانفراج وعودة الحركة العادية الى أسواقها، فيما بقي الموضوع الذي أطلق شرارة الأحداث الأخيرة فيها، أي توقيف الشاب شادي المولوي معلقاً، إذ رد القضاء العسكري أمس طلب محاميه تخلية سبيله لاستكمال التحقيق معه يوم الثلثاء المقبل. وحصلت انتكاسة مساء فسقطت قذيفة انيرغا على منطقة باب التبانة، ثم أخرى على جبل محسن، وسقط جرحى.

وعلمت «الحياة» ان قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبة أصدر قراراً برفع قرار منع السفر عن الشيخ القطري الذي كان أوقف فيما كان يتابع فترة نقاهة في فندق حبتور بعد عملية زرع كلية، للاشتباه بصلته مع المولوي، بعدما تبين أن كل ما فعله هو دفع مبلغ 4 آلاف دولار أميركي تبرعاً لمساعدة النازحين السوريين.

وانشغل الوسط الرسمي والسياسي أمس بالرسالة التي بعث بها المندوب الدائم لسورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الى الأمين العام بان كي مون، وتضمنت ما وصفه بـ «المعلومات الموثقة» عن أن «بعض المناطق اللبنانية المجاورة للحدود السورية أصبحت حاضنة لعناصر إرهابية من تنظيمي «القاعدة» والإخوان المسلمين ممن يعبثون بأمن سورية ومواطنيها ويعملون على تقويض خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة والنقاط الست».

وتحدث الجعفري عن مستودعات سلاح وعتاد يصل الى الأراضي اللبنانية من طريق البحر أو من خلال استخدام طائرات تابعة لدول معينة لنقل الأسلحة الى لبنان وتهريبها الى سورية بذريعة نقل مساعدات إنسانية للمهجرين السوريين في لبنان.

وتضمنت الرسالة التي تقع في 6 صفحات تواريخ تهريب أسلحة منها 13-3-2012 رسو «باخرة حربية مجهولة مقابل جونية في العاصمة اللبنانية بيروت وقامت زوارق صغيرة بنقل الأسلحة الى البر لنقلها الى سورية». وأن «مراكب محملة بالأسلحة رست في مرفأ أكوا مارينا قرب جونية وتم نقل الأسلحة منها الى عكار ثم الى وادي خالد لتهريبها الى سورية».

وأوردت الرسالة 8 حالات تهريب أخرى بتواريخ محددة منها في 24-3-2012 حيث «داهمت مخابرات الجيش اللبناني أوكاراً في مناطق أكروم المنية ورجم حسين وتم توقيف 38 إرهابياً من جنسيات مختلفة». وذكرت الرسالة أسماء 38 شخصاً من جنسيات لبنانية، سعودية، قطرية، ليبية، مصرية وسورية. وعددت الأسلحة والأعتدة التي ضبطت.

وتحدثت الرسالة عن توقيف مخابرات الجيش اللبناني 6 سوريين و4 لبنانيين «في منطقة مشاريع القاع في وادي خالد» (مشاريع القاع تقع في البقاع الشمالي). وبحوزتهم أسلحة لتهريبها الى سورية. وأشار الجعفري الى سرقة مستودع أسلحة وذخيرة في طرابلس جبل محسن في 29-3 وصادر الجيش سيارة تقل 6 أشخاص عدد أسماءهم كانوا يهرّبون أسلحة ثم في 30-3 في منطقة البترون حيث ألقي القبض على 4 أشخاص، فيما ألقي القبض على 8 أشخاص لبنانيين وسوريين كانوا يهربون أسلحة في سيارة فان. (ذكر أسماءهم) وأشار الى توقيف شخصين يهربان أسلحة ومتفجرات عند معبر الجديدة على الحدود السورية – اللبنانية في 22-4. وأشار الى ضبط الباخرة لطف الله-2 في البحر.

وبلغ عدد الأسماء التي حددها الجعفري على أن أصحابها أوقفوا 66 اسماً. وقال ان «مقار الجمعيات الخيرية التي تشرف عليها الجماعات السلفية وتيار «المستقبل» في المناطق المتاخمة للحدود تحولت الى أماكن لاستقبال وإيواء عناصر إرهابية من تنظيمي القاعدة والإخوان المسلمين من السوريين وغيرهم… وتتم معالجة المصابين والجرحى منهم تحت أسماء وهمية في المستشفيات والمستوصفات التابعة لتلك الجماعات بتمويل من دول مثل قطر والسعودية». وعدد بعضاً من أسماء 50 شخصاً وصفهم بالإرهابيين «يتواجدون في منطقة القلمون في طرابلس يحملون بطاقات ممهورة بشعارات الأمم المتحدة للمرور على حواجز الجيش اللبناني وبحوزتهم أسلحة».

وقال الجعفري أن «العقيد الفار من الجيش السوري رياض الأسعد (قائد الجيش السوري الحر) وصل الى لبنان أخيراً للتحضير لإقامة منطقة سورية عازلة انطلاقاً من الأراضي اللبنانية واعتبر ان دعم وتمويل وتغطية بعض الدول العربية والإقليمية والدولية للإرهابيين انتهاك لكل القوانين والأعراف الدولية ويهدد استقرار المنطقة» ككل وطلب من بان «اتخاذ كل الإجراءات لمعالجة هذه القضية الخطيرة للغاية ومساءلة كل الأطراف المسؤولة بما فيها الدول التي تقدم الأسلحة وتقوم بتمويل وتسهيل تهريب الأسلحة والإرهابيين الى سورية».

وليلاً رد تيار «المستقبل» على الجعفري معتبراً اتهاماته للتيار بأنها «مفبركة للتغطية على الخروق اليومية للأجهزة الأمنية والعسكرية لخطة كوفي أنان «وتسببت بجرائم موصوفة أقل ما يقال عنها أنها جرائم ضد الإنسانية».

يذكر ان الجيش اللبناني دخل أحد مستشفيات طرابلس ليل أول من أمس وألقى القبض على أحد الجرحى السوريين الذين يعالجون فيه، إلا أن بقية الجرحى في المستشفى وهم بالعشرات احتجوا وافترش بعضهم الأرض لمنع الآليات العسكرية من الانطلاق بالجريح، فصدر أمر من القيادة العسكرية بإعادة الجريح الى المستشفى.

وقال مصدر وزاري لـ «الحياة» اطلع على نص رسالة الجعفري ان الوقائع التي فيها لا نعلم بها نحن كدولة لبنانية وكوزراء في الحكومة فكيف يعلم بها الجانب السوري؟

مظاهرات حاشدة في «جمعة أبطال حلب» ودوي انفجارات يهز ريف دمشق

بيروت، دمشق، عمان – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – خرجت تظاهرات مناهضة للنظام السوري هي الأكبر منذ أشهر، بحسب ما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال ناشطون وشهود إن العشرات سقطوا أمس بين قتيل وجريح. كما استمر قصف مدينة الرستن في حمص. وأظهر شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الإنترنت أعمدة من الدخان ترتفع من أحياء في المدينة بعد سماع أصوات انفجارات قوية. وأفاد المرصد السوري أن أصوات انفجارات شديدة سمعت في منطقة البساتين بمحافظة ريف دمشق تلتها أصوات إطلاق رصاص كثيف. وأوضح أن أنباء وردت بمقتل عناصر من القوات النظامية إثر استهداف حاجز في «داريا» بريف دمشق فجر أمس بالتزامن مع سماع دوي انفجار. وذكرت لجان التنسيق المحلية في سورية أن القوات الحكومية صعدت من عملياتها العسكرية في مناطق عدة فجر أمس منها ريف دمشق التي سمع فيها دوي 10 انفجارات ضخمة هزت دوما وحرستا وعربين وجديدة عرطوز.

كما هز انفجاران ضخمان مدينة جسر الشغور في إدلب وترافقا مع إطلاق نار وانتشار كثيف لقوى الأمن.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن مدينة حلب تشهد «أكبر تظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات» في منتصف آذار (مارس) 2011، وذلك «على رغم القمع الذي ووجهت به تظاهرة أول من أمس ترافقت مع وجود المراقبين في جامعة حلب. وقال عبد الرحمن إن «عشرات الآلاف يتظاهرون في كل سورية في أضخم تظاهرات منذ إعلان وقف إطلاق النار» في منتصف نيسان (أبريل).

وقال الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال مع فرانس برس إن «مدينة حلب تعيش اليوم انتفاضة حقيقية»، مشيراً إلى خروج عشرات التظاهرات في أحيائها وفي مناطق الريف.

وأشار الحلبي إلى أن «معظم التظاهرات ووجهت بإطلاق النار من قوات الأمن التي اعتقلت عشرات المتظاهرين».

وذكر المرصد في بيان أن عدداً من المتظاهرين أصيبوا برصاص الأمن في حي صلاح الدين» حيث كان المتظاهرون يرددون «الشعب يريد تسليح الجيش الحر»، بحسب مقطع بثه ناشطون على الإنترنت.

وهتف المتظاهرون في حي السكري «ما رح نركع ما رح نركع خلي كل العالم يسمع». وجرى التقاط المقاطع من الخلف حتى لا يتم التعرف إلى الوجوه.

ودعت المعارضة إلى التظاهر تحت شعار «جمعة أبطال جامعة حلب» التي تشهد تحركاً احتجاجياً متصاعداً منذ أشهر، وقد قتل في إحدى تظاهرات الجامعة قبل أسابيع أربعة طلاب برصاص الأمن.

وفي ريف دمشق الذي شهد سقوط جرحى جراء إطلاق نار من الأمن على المتظاهرين في دوما والتل، هتف المتظاهرون في داريا «ما رح نركع جيب الدبابة والمدفع».

وفي بنش بريف إدلب (شمال غرب)، رفعت لافتات «الشعب لم يعد بحاجة إلى مجالس وطنية بل إلى بنادق وطنية»، وهتف المشاركون «حيوا جامعة حلب».

وفي كفر زيتا بريف حماة وسط البلاد، أظهرت مقاطع بثها ناشطون متظاهرين يرفعون لافتات «ثورة قامت من أجل الشعب لا يمكن أن تقتل الشعب» في إشارة إلى اتهام النظام للمعارضة المسلحة بارتكاب أعمال عنف في البلاد.

وقالت الناطقة باسم المكتب الإعلامي للثورة في حماة مريم الحموية في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس: «هناك تزايد في عدد التظاهرات خلال الأسبوعين الأخيرين بسبب تواجد المراقبين في حماة وريفها رغم يقين الأهالي أن المراقبين لا حول لهم ولا قوة»، مشيرة إلى خروج «أكثر من مئة تظاهرة في المدينة وريفها».

وفي تسيل بدرعا (جنوب)، هتف المتظاهرون على وقع الطبول والتصفيق «الموت ولا المذلة» ورفعوا لافتات «الجيش الحر سيعلم العالم كيف تتحرر الأوطان».

وفي محافظة الحسكة (شمال شرق) ذات الغالبية الكردية، خرجت تظاهرات في مدن وقرى المحافظة حيث رفعت الأعلام الكردية» و «أعلام الثورة» وهتف المتظاهرون نصرة للمدن الأخرى مطالبين بالحرية ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد بحسب ما أفاد ناشطون في المحافظة وأظهرت مقاطع على الإنترنت.

كما استمر قصف مدينة الرستن في حمص في وسط البلاد التي تعتبر معقلاً للمعارضة.

وأظهر شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الإنترنت أعمدة من الدخان ترتفع من أحياء في المدينة بعد سماع أصوات انفجارات قوية. وبدت في شريط آخر آثار حجارة وشظايا قرب عدد من المنازل في ظل دخان أبيض كثيف، وتتالي سقوط القذائف بمعدل واحدة في أقل من دقيقتين.

وتحاصر القوات النظامية منذ أشهر مدينة الرستن. وحاولت اقتحامها مرات عدة بعد سيطرتها على حي بابا عمرو في مدينة حمص في مطلع آذار، وكان آخر هذه المحاولات الاثنين وقعت خلالها اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل 23 جندياً نظامياً. وندد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بـ «صمت المراقبين الدوليين الذين لم يعملوا على وقف القصف المستمر منذ أيام على مدينة الرستن». كما أفاد المرصد عن تعرض أحياء عدة في مدينة حمص لإطلاق رصاص كثيف وقذائف هاون.

وقتل سبعة أشخاص على الأقل بينهم طفلان في أعمال عنف في مناطق عدة، بحسب ما أفاد المرصد السوري.

وقال المرصد إن مواطنين اثنين قتلا في حي التضامن في مدينة دمشق في إطلاق رصاص من القوات النظامية التي كانت تلاحق متظاهرين بعد تفرق التظاهرة.

وفي محافظة درعا، قتلت طفلة واعتقل أفراد أسرتها وذلك في مداهمة نفذتها قوات نظامية لمنزل العائلة تخللها إطلاق رصاص في مدينة جاسم، بحسب ما ذكر المرصد السوري الذي أشار إلى أن القوى الأمنية أحرقت منازل بعض المواطنين خلال حملتها.

وقتل طفل في حي طريق حلب في مدينة حماة (وسط) حيث سمع قبل الظهر صوت انفجار تبعه صوت إطلاق رصاص كثيف. ونقل المرصد السوري عن نشطاء أن الطفل قتل اثر إطلاق نار من رشاشات ثقيلة من القوات النظامية بعد التفجير. وقتلت امرأة في الحي نفسه بإطلاق الرصاص أثناء وجودها داخل منزلها.

وفي مدينة حمص، قتل متظاهر نتيجة حروق أصيب بها «اثر إطلاق قنابل غازية لتفريق تظاهرة في حي دير بعلبة»، بحسب المرصد الذي أشار أيضاً إلى إصابة خمسة متظاهرين بجروح.

من جهة ثانية، ذكر المرصد أن القوات النظامية السورية تحاصر حي الجبيلة في مدينة دير الزور (شرق) «في ما يبدو محاولة لاقتحام الحي الثائر على النظام».

ونفذت قوات الأمن حملة مداهمات في مدينة دوما في ريف دمشق وفي حي الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية (غرب)، واعتقلت عدداً من الأشخاص، بحسب المرصد الذي أفاد عن انتشار قوات الأمن السورية في محيط المساجد في عدد من أحياء اللاذقية «لمنع خروج تظاهرات». وسجل انتشار مماثل في محيط المساجد في مدينة جبلة في المحافظة ذاتها، وفي مدينة بانياس والقرى المحيطة.

في موازاة ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن «الجهات المختصة أحبطت أمس محاولة تفجير سيارة مفخخة في دير الزور (شمال شرقي سورية) وألقت القبض على المتورطين».

كما أشارت الوكالة إلى «ضبطت سيارة مسروقة وفي داخلها كمية كبيرة من المتفجرات على طريق الغوطة بالقرب من المليحة في ريف دمشق»، موضحة أن «إرهابيين ركنوا السيارة بالقرب من نقطة لقوات حفظ النظام ولاذوا بعدها بالفرار، ولدى معاينة الجهات المختصة ووحدات الهندسة للسيارة عثر بداخلها على نحو 600 كلغ من المتفجرات موضوعة داخل قاظانات ومعدة للتفجير».

وقالت الوكالة الرسمية إن «المجموعات الارهابية المسلحة تواصل زرع العبوات الناسفة لاستهداف المواطنين وقوات حفظ النظام ووحدات الهندسة، ففي حماة (وسط سورية)، استشهد أمس عنصر من قوات حفظ النظام وأصيب ضابطان وعدد آخر من العناصر بانفجار عدة عبوات ناسفة زرعتها مجموعات إرهابية أثناء محاولة تفكيكها بين دواري البحرة والأعلاف في حماة. ولدى قيام وحدات الهندسة بتفكيك عدد من العبوات الناسفة وقدوم قوات حفظ النظام إلى الموقع المذكور فجر إرهابيون عن بعد عدداً منها ما أدى إلى استشهاد العنصر معاذ الضاهر وإصابة المقدم فايز يوسف عارف والملازم أول أسامة خلوف والرقباء مصطفى الحليم ومحمد توتة ومحمد محب الدين والعنصرين عبد العزيز حوران وعهد تيت وأربعة عناصر من شرطة المرور كانوا متواجدين بالمنطقة».

وفي حلب في شمال سورية، قالت «سانا» إن «إرهابيين فجروا عبوة ناسفة قرب دوار الشعار عن بعد خلال قيام عناصر من الهندسة بتفكيكها ما أدى إلى استشهاد المساعد أول حسن حسين الحاضري وإصابة عدد من عناصر حفظ النظام بينهم ضابط اسعفوا إلى المستشفى العسكري بالمدينة».

وتابعت الوكالة أن «عبوة ناسفة انفجرت خلال نقلها من قبل ثلاثة إرهابيين بسيارتهم من نوع فان في قرية الكفر في ريف إدلب (شمال غرب) ما أدى إلى مقتل الإرهابيين الثلاثة».

وأشارت إلى أن «ثلاثة أشخاص استشهدوا وأصيب خمسة آخرون من أهالي قرية الدميمة الشرقية في منطقة القصير في ريف حمص (وسط سورية) إثر إطلاق المجموعات الإرهابية المسلحة عدداً من قذائف الهاون على القرية، ذلك أن القذائف التي أطلقتها المجموعات الإرهابية على منازل القرية المذكورة أدت إلى استشهاد حنا اسكندنافي (60 سنة) وجورج رياض اسكندنافي (13 سنة) وجيسكا لويس (14 سنة) وإصابة رياض اسكندنافي (40 سنة) وإليا قدموس (35 سنة) ورامي اسكندنافي (85 سنة) وبربارة شما (50 سنة)». وزادت إن «عنصراً من قوات حفظ النظام ويدعى أيوب سعيد شويخ استشهد بنيران مجموعة إرهابية مسلحة في قرية قنينة العاصي التابعة لمنطقة تلبيسة في ريف حمص، كما أصيب الرقيب أول أيهم قطيش والرقيب علي إسماعيل من قوات حفظ النظام بنيران قناص إرهابي في حي الجورة بحمص».

في غضون ذلك، قالت الوكالة إن «الجهات المختصة أحبطت مساء أول أمس محاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل من لبنان إلى سورية عند معبر الزيارة شرق معبر الدبوسية بريف تلكلخ بمحافظة حمص، وتمكنت من قتل وإصابة عدد من الإرهابيين الذين لاذ بقيتهم بالفرار إلى الأراضي اللبنانية حاملين قتلاهم وجرحاهم».

إلى ذلك، سلم 29 شخصاً من محافظة حمص «ممن غرر بهم وتورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بالدماء أنفسهم مع أسلحتهم إلى الجهات المختصة حيث تمت تسوية أوضاعهم بعد تعهدهم بعدم العودة إلى حمل السلاح والتخريب أو ما يمس أمن سورية مستقبلاً» بحسب الوكالة الرسمية.

خروج تظاهرات غير مسبوقة في حلب

بان لا يملك “دليلاً قاطعاً” على تورّط “القاعدة”

أنان يزور سوريا قريباً ويقول إن خطته هي الوحيدة المطروحة حالياً

استمرار قصف الرستن وسقوط 20 قتيلا في أعمال عنف بمناطق متفرقة

نيويورك – علي بردى

العواصم – الوكالات:

في أضخم تظاهرات للمعارضة السورية في مدينة حلب منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس بشار الاسد قبل 15 شهرا، خرج عشرات الآلاف في المدينة ومدن سورية اخرى في ما أطلق عليه الناشطون “جمعة أبطال جامعة حلب”. وواجهت القوات السورية التظاهرات باطلاق النار، ما أوقع ثمانية قتلى في أنحاء مختلفة من البلاد استنادا الى “المرصد السوري لحقوق الانسان” و20 قتيلا استنادا الى “الهيئة العامة للثورة السورية”. ووصف ناشطون تظاهرات حلب بأنها “انتفاضة حقيقية”. (راجع العرب والعالم)

وفي نيويورك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون أمس أن “جماعات ارهابية تستغل استمرار العنف وانعدام الأمن” في سوريا، غداة قوله إن تنظيم “القاعدة” مسؤول عن تفجيرات حصلت أخيراً في دمشق. بينما اشتكى المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في رسالة الى بان كي – مون ومجلس الأمن، من تحوّل بعض المناطق اللبنانية “حاضنة” لـ”القاعدة” و”الاخوان المسلمين”، متهماً “تيار المستقبل” وجماعات سلفية لبنانية بإيواء “ارهابيين” وتهريب السلاح الى سوريا. ص3

وأبلغ ديبلوماسي معني “النهار” أن ما أورده الجعفري “يستند الى معلومات حصلت عليها حكومته من جهات لبنانية”.

وكان بان تناول ليل أول من أمس أمام مجموعات شبابية في الأمم المتحدة الوضع في سوريا، فقال إنه “قبل بضعة أيام حصل هجوم إرهابي هائل وخطير وأعتقد أنه لا بد أن القاعدة مسؤولة عنه”. وأضاف أن “هجومين استهدفا المراقبين”، في إشارة على الأرجح الى العبوتين الناسفتين اللتين انفجرتا لدى مرور موكبين لبعثة المراقبين في كل من درعا وخان شيخون.

لكن الناطق باسم الامين العام مارتن نيسيركي أوضح لاحقا أن الامم المتحدة “لا تملك دليلا ملموسا وقاطعا في الوقت الحاضر” على أن “القاعدة” تقف وراء تنفيذ هجمات في سوريا، مع أن “بعض الاعتداءات يحمل بوضوح بصمات ارهابيين نعرفهم في أماكن أخرى”. وأكد ان الامين العام قلق من الوضع في الدول المجاورة مثل لبنان.

ولدى سؤاله عن تصريحات بان، رفض الناطق باسم المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان، أحمد فوزي، التعليق عليها. بيد أنه ذكر من جنيف بأن أنان تحدث عن وجود “عنصر ثالث” في سوريا. وإذ كرر أن “خطة انان هي الوحيدة المطروحة حالياً”، أعلن أن أنان “يدرس دعوة لزيارة سوريا” و”يمكننا توقع زيارة قريباً” لدمشق. ولم يرغب في تحديد مواعيد سفر اي من المسؤولين الدوليين الى سوريا “لدواع أمنية”.

بشار الجعفري في رسالة إلى بان كي مون: مناطق الحدود اللبنانية تحتضن إرهابيين

اعتبر مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، في رسالة وجّهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن بعض المناطق اللبنانية المحاذية للحدود السورية أصبحت حاضنة لعناصر إرهابية من تنظيم “القاعدة” وجماعة “الإخوان المسلمين”، وأن هؤلاء يعملون على تقويض خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان. وتحدث عن عمليات تهريب أسلحة إلى لبنان، عن طريق البحر أو المطار، ومنها إلى سوريا.

وفي الآتي نص رسالة الجعفري:

بناء على تعليمات من حكومتي، أودّ أن ألفت انتباه عنايتكم إلى أن بعض المناطق اللبنانية المجاورة للحدود السورية، قد أصبحت حاضنة لعناصر إرهابية من تنظيمي “القاعدة” و”الإخوان المسلمين”، ممن يعبثون بأمن سوريا ومواطنيها، ويعملون على تقويض خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة ذات النقاط الست. وفي ما يلي بعض المعلومات الموثقة المتعلقة بتزويد الجماعات الإرهابية في سوريا بالسلاح، وتهريب الإرهابيين عبر الحدود اللبنانية ـ السورية:

أولاً- أقيمت في بعض المناطق اللبنانية الحدودية مع سوريا عدة مستودعات للسلاح والعتاد، الذي يصل إلى الأراضي اللبنانية بطرق غير مشروعة، إما عن طريق البحر، أو في بعض الأحيان من خلال استخدام طائرات تابعة لدول معينة لنقل الأسلحة إلى لبنان ومن ثم تهريبها إلى سوريا، بذريعة أنها تحمل مساعدات إنسانية للمهجرين السوريين في لبنان. ونشير في هذا الصدد، إلى انه بتاريخ 13/3/2012 رست باخرة حربية مجهولة الهوية مقابل منطقة جونيه في العاصمة اللبنانية بيروت، وقامت زوارق صغيرة بنقل الأسلحة التي كانت على متنها إلى البر، بهدف نقلها إلى سوريا. كما رست مراكب محملة بالأسلحة في مرفأ “أكوا مارينا” قرب جونيه، وتم تفريغ حمولتها ونقل الأسلحة المتواجدة على هذه المراكب إلى عكار ثم إلى وادي خالد، تمهيداً لتهريبها إلى سوريا. وفي هذا السياق، فقد ضبطت الجهات اللبنانية المختصة العديد من محاولات تهريب الأسلحة إلى سوريا، وفي ما يلي بعض منها:

1ـ بتاريخ 24/3/2012، داهمت مخابرات الجيش اللبناني أوكار عصابات مسلحة في مناطق (اكروم، منية، رجم حسين) ونتج عن ذلك توقيف 38 إرهابياً من جنسيات مختلفة، حيث اعترفوا بأنهم كانوا يستعدون لدخول الأراضي السورية بطريقة غير مشروعة، للمشاركة في العمليات الإجرامية التي تقوم بها الجماعات الإرهابية المسلحة على الأراضي السورية، وهم: محمد شحادة (لبناني)، ربيع علمان (لبناني)، محمد بن حمود الدوسري (قطري)، سلطان عزيزي (سعودي)، أحمد الدويري (سعودي)، جاسم العسيري (سعودي)، ممدوح العسيري (سعودي)، فهد عبد العزيز (سعودي)، دباح خنجر (ليبي)، عثمان الدكويري (ليبي)، سعد الله الحسيني (ليبي)، أحمد شيخو (سوري)، ساكن الجنة محمد (ليبي)، ضرار المحمود (سوري)، يوسف الخالد (مصري)، عثمان الخالد (مصري)، خالد المسلماني (لبناني)، فؤاد المسلماني (لبناني)، عبد الله كتوب (سوري)، ماهر الزعبي (سوري)، خالد الجبيلي (ليبي)، عبد الحميد عثمان (مصري)، سفاح وليد (مصري)، خالد راضي (ليبي)، محمد العلي (لبناني)، خالد غنام (مصري)، أسعد بربوري (ليبي)، توفيق الدالي (مصري)، خلدون الجابري (ليبي)، سعدون الجابري (ليبي)، أحمد ضاهر (لبناني)، ربيع المحمد (لبناني)، سائر كفروني (سوري)، معمر محمد الخالق (ليبي)، محمد سنجر (مصري)، زكريا شوقي (مصري)، أحمد محمد (مصري)، عادل ديب (سوري). كما قامت الجهات اللبنانية المختصة بمصادرة مجموعة متنوعة من الأسلحة، منها: بندقية آلية عدد 26، قذيفة آر بي جي عدد 12، مسدس حربي نمساوي عدد 20، جهاز اتصال ثريا عدد 20، كرت هاتف من شركة “ألفا” عدد 4، قذائف صاروخية عدد 40.

2ـ بتاريخ 27/3/2012، قامت مخابرات الجيش اللبناني بتوقيف ستة سوريين وأربعة لبنانيين في منطقة مشاريع القاع في وادي خالد، أثناء محاولتهم تهريب كمية من الأسلحة والذخيرة إلى الأراضي السورية. وقد ضبطت السلطات اللبنانية المختصة بحوزتهم الأسلحة التالية: هاون عيار “82 مم” عدد 2، رشاش “دوشكا” عدد 1، قاذف “ار بي جي” عدد 3، صندوق قذائف “ار بي جي” عدد 8، صندوق قنابل يدوية عدد 8، صندوق ذخائر متنوعة عدد 15، بندقية آلية عدد 15، صندوق قذائف هاون عدد 5.

3ـ بتاريخ 28/3/2012، قامت السلطات اللبنانية المختصة بتوقيف المدعو “اسكندر اسكندر” بعد أن قام بسرقة مستودع للأسلحة والذخيرة في طرابلس ـ جبل محسن، بقصد تهريبها إلى سوريا.

4ـ بتاريخ 29/3/2012، قام الجيش اللبناني بمصادرة ثلاث سيارات، يستقلها كل من: وليد محمد المحمدية (والدته رفعة حمود، مواليد 1964، وادي خالد)، وخالد محمد المحمدية (والدته رفعة حمود، مواليد 1965)، ويوسف حسين الدندشي (والدته فاطمة، مواليد 1964، مشتى حسن)، وعلي خالد خليفة (مواليد 1961، وادي خالد)، وخالد أحمد الدندشي (والدته نهى، مواليد 1959، وادي الحار)، ومحمد أحمد خليفة (والدته فطوم، مواليد 1971، وادي خالد). وقد صادرت السلطات اللبنانية بحوزتهم الأسلحة التالية: بندقية آلية عدد 10، صندوق ذخيرة عدد 11، صندوق ذخيرة “ار بي جي” عدد 8. وقد اعترفوا أثناء التحقيق بأنهم قاموا بنقل السلاح إلى هذه المنطقة تمهيداً لتهريبه إلى سوريا.

5ـ بتاريخ 30/3/2012، قام حاجز المدفون بقضاء البترون التابع للجيش اللبناني بتوقيف سيارة عائدة للمدعو جورج الياس فغالي، كان يستقلها كل من: ايلي عبد الله الخوري، وجورج جوزيف أنطون، وسامي جوزيف خوري، حيث عثر بداخل السيارة على أربع بنادق من نوع “أم 16” وثماني بنادق آلية مع ذخائرها. وقد اعترف الأشخاص المذكورون بأن هذه الأسلحة معدة للتهريب إلى سوريا.

6ـ في بداية شهر نيسان 2012، قامت دورية تابعة لفوج الحدود البرية الثاني اللبناني في محلة مشاريع القاع في لبنان، بتوقيف عدد من الأشخاص اللبنانيين والسوريين، وهم: عبد الكريم محمد رايد (والدته خديجة، مواليد 1968، عرسال، لبناني الجنسية)، وعلي محمود عز الدين (والدته تركية حمدان، مواليد 1981، عرسال، لبناني الجنسية)، وإبراهيم محمود عز الدين (والدته فطومة زعرور، مواليد 1984، عرسال، لبناني الجنسية)، وإبراهيم أحمد رايد (والدته درة، مواليد 1983، عرسال، لبناني الجنسية)، ومحي الدين محمد الزهوري (والدته نزهة رحمة، مواليد 1985، القصير، سوري الجنسية)، وبلال محمد ديب المصري، (والدته نورية عرابي، مواليد 1987، باب عمرو، سوري الجنسية)، ومحمد أحمد الأسعد، (والدته فطوم، مواليد 1949، حمص، سوري الجنسية)، ويوسف محمد سعيد (مواليد 1989، باب الدريب، سوري الجنسية)، وحسين حميد حماد (والدته عقود، مواليد فواعرة، سوري الجنسية). وقد ضبطت السلطات اللبنانية معهم سيارة “بيك أب” نوع “هيونداي”، لونها أبيض، تحمل اللوحة رقم /358962 م/ وسيارة فان نوع “تويوتا” لونها أزرق تحمل اللوحة رقم /222426 م/، وهما سيارتان محملتان بأسلحة معدة للتهريب إلى سوريا، وهي: قاذف آر بي جي عدد 2، بندقية عدد 2، بندقية نوع فال عدد 1، بندقية عيار 49 عدد 1، قذيفة هاون عيار 120 عدد 3، قذيفة هاون عيار 81 عدد 3، رشاش “دوشكا” عدد 1، قاعدة هاون عيار 120 عدد 1، قذيفة هاون عدد 65 مع 72 حشوة، ذخيرة مسدس عيار 7 مم عدد 84.

7 ـ بتاريخ 22/4/2012، عثر عند معبر منطقة “الجديدة” على الحدود السورية ـ اللبنانية أثناء تحري سيارة لبنانية قادمة من لبنان إلى سوريا، وتحمل اللوحة رقم 118893، ويقودها المدعو نضال طراد شومان (تولد عام 1977، الصويري، لبناني الجنسية)، يرافقه المدعو جميل الصادق بن حسن (تولد عام 1954، أدلب، سوري الجنسية)، على مخبأ سري داخل السيارة يحتوي على قذيفة آر بي جي وقاذف واحد آر بي جي، و53 جهاز تفجير عن بعد، إضافة إلى عدد من المسدسات الحربية والطلقات.

8ـ بتاريخ 27/4/2012، قامت السلطات اللبنانية المختصة بضبط باخرة تدعى “لطف الله 2” آتية من ميناء مصراتة في ليبيا إلى لبنان، محملة بثلاث حاويات تبين أنها تحتوي على كمية كبيرة جداً من الأسلحة الفتاكة والذخائر المتنوعة وأجهزة الاتصالات المتطورة. وقد أفادت المعلومات الأولية بأن هذه الأسلحة كانت معدة للتهريب إلى داخل الأراضي السورية لمصلحة الجماعات الإرهابية.

ثانيا- تحولت مقار الجمعيات الخيرية التي تشرف عليها الجماعات السلفية وتيار “المستقبل” في المناطق اللبنانية المتاخمة للحدود السورية إلى أماكن مخصصة لاستقبال وإيواء عناصر إرهابية من تنظيمي القاعدة والإخوان المسلمين، من السوريين وغيرهم، ممن ينطلقون من الأراضي اللبنانية لتنفيذ عملياتهم الإجرامية في سوريا، ويفرون عائدين إلى تلك المقار. وتتم معالجة المصابين والجرحى منهم تحت أسماء وهمية في المستشفيات والمستوصفات التابعة لتلك الجماعات، وبتمويل من دول، مثل قطر والسعودية.

ثالثاً- يوجد في منطقة القلمون اللبنانية بطرابلس عدد من الإرهابيين يقدر عددهم بـ 50 شخصاً، بقيادة كل من (خالد التنك، وخالد حمزة، وزكريا غالب الخولي) يحملون بطاقات ممهورة بشعار الأمم المتحدة، يستخدمونها للمرور عبر حواجز الجيش اللبناني وبحوزتهم أسلحة مختلفة. وينطلق هؤلاء للقيام بعمليات تخريبية ضد سوريا من طرابلس إلى بلدة السفيرة بجرود الضنية، حيث يستقبلهم عناصر من الجماعات الإسلامية المتطرفة لتسهيل مرورهم إلى بلدة أكروم في سهل عكار ومنها إلى وادي خالد للدخول إلى الأراضي السورية بهدف القيام بعمليات إرهابية.

رابعاً- تفيد بعض المعلومات بأن العقيد الفار من الجيش السوري رياض الأسعد قد وصل إلى لبنان مؤخراً للتحضير لإقامة منطقة سورية عازلة، انطلاقاً من الأراضي اللبنانية.

ختاماً، فإننا نؤكد على أن استمرار عمليات تهريب الأسلحة والإرهابيين إلى سوريا عبر الحدود، بدعم وتمويل وتغطية من بعض الدول العربية والإقليمية والدولية، من دون أي مساءلة، لا يشكل، فقط، انتهاكاً لكل القوانين والأعراف الدولية، وفي مقدمتها ميثاق الأمم المتحدة، بل ويتعارض بشكل تام مع خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا السيد كوفي انان، من حيث المساهمة المباشرة والمتعمدة في زعزعة الاستقرار في سوريا، وتهدّد استقرار المنطقة ككل. وانطلاقاً من ذلك فإننا نتوقع من عنايتكم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة، وفقاً للمسؤوليات المنوطة بكم، لمعالجة هذه القضية الخطيرة للغاية، من خلال وقف تلك العمليات ومساءلة كل الأطراف المسؤولة عن ذلك، بما في ذلك الدول التي تقدم الأسلحة، أو تقوم بتمويل وتسهيل تهريب الأسلحة والإرهابيين إلى سوريا.

وأرجو ممتناً تعميم هذه الرسالة بوصفها وثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن.

“المستقبل” ينفي

ونفى “تيار المستقبل”، في بيان، “نفياً قاطعاً ما وجّهه الجعفري، في رسالة باسم بلاده إلى الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون، لجهة اتهام التيار بإيواء ما أسماه “عناصر إرهابية” من تنظيمي القاعدة والإخوان المسلمين “والذين يعملون على تقويض” خطة كوفي انان”.

وأضاف “لقد حاول مندوب النظام السوري في رسالته تصدير أزمة بلاده إلى لبنان عبر الزج باسم تيار المستقبل، الذي يلتزم قواعد العمل السياسي الديموقراطي والمدني المسؤول، وهذا ما أثبته منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إذ اتجه إلى العدالة وليس إلى الانتقام والثأر، ورفض وسيبقى يرفض استخدام الإرهاب أو السلاح”.

(“السفير”)

أردوغان يطالب بـ3 آلاف مراقب .. وقلق دولي من «الإرهاب»

أنان في دمشق قريباً .. ومود يريد انطلاق الحوار

يزور مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان دمشق قريبا، والتي سبقه إليها أمس المستشار العسكري للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجنرال السنغالي باباكار غاي، فيما واصل رئيس فريق المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود، الذي التقى السفير الإيراني في دمشق محمد رضا شيباني، دفاعه عن عمل البعثة، مؤكدا أن المراقبين، مهما ارتفع عددهم، «لا يمكنهم وحدهم وضع حد لأعمال العنف في البلاد، ما لم يكن هناك التزام حقيقي بإعطاء الحوار فرصة من جانب كل الأطراف الداخليين والخارجيين». وأشار الى أن لا بديل في الوقت الحالي من مهمة المراقبين من اجل حل الأزمة، موضحا انه اعطى الامر بالانتقال من مرحلة التخطيط والانتشار الى تنفيذ المهمة.

وحض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على إرسال «3 آلاف» مراقب إلى سوريا. وألقت العملية العسكرية التي نفذها حزب العمال الكردستاني في منطقة الاسكندرون عند الحدود السورية، قبل يومين، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود أتراك، الضوء من جديد على تداعيات الوضع السوري، وانفلات الوضع في المنطقة على الاستقرار في الداخل التركي. وأعلن وزير الداخلية التركي إدريس نعيم شاهين أمس بوضوح أن أنقرة تثبتت من أن دمشق تقدم الدعم لحزب العمال الكردستاني، في أول اتهام تركي رسمي منذ اتفاقية أضنة في خريف العام 1998 في هذا الاتجاه. وقال إن «الدلائل والاستخبارات التي بين أيدينا تثبت للأسف أن سوريا تدعم المنظمة الإرهابية كا جي كا» في إشارة إلى «اتحاد المجتمعات الكردية»، وهو الاسم الذي يطلق على المنظمة التابعة لحزب العمال الكردستاني، وتعتبر مسؤولة عن الأكراد في تركيا والعراق وسوريا وإيران.

واعتبر رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أن «على الأمم المتحدة أن تحدد وقتا لوضع حد لما يجري في سوريا».

وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن بعض المناطق اللبنانية المحاذية للحدود السورية «أصبحت حاضنة لعناصر إرهابية من تنظيم القاعدة والإخوان المسلمين، ويعملون على تقويض خطة» مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان. وقدم «بعض المعلومات الموثقة المتعلقة بتزويد الجماعات الإرهابية في سوريا بالسلاح، وتهريب الإرهابيين عبر الحدود اللبنانية ـ السورية». (تفاصيل صفحة 12)

أنان وبان كي مون

وقال المتحدث باسم المبعوث الدولي احمد فوزي، في جنيف، «يمكننا توقع زيارة قريبا» لانان إلى دمشق. ولم يرغب في تقديم تفاصيل خطة سفره «لدواع أمنية». وكرر فوزي توجيه نداء إلى جميع الأطراف كي توقف جميع أنواع العنف وتبدأ حوارا سياسيا. وقال إن «خطة انان هي الوحيدة المطروحة حاليا».

ووصل إلى دمشق المستشار العسكري للأمين العام للأمم المتحدة الجنرال السنغالي باباكار غاي، حيث يلتقي مود ويطلع على أوضاع البعثة بشكل كامل. وغاي كان القائد السابق لمهمة قوات حفظ السلام في الكونغو الديموقراطية.

وأشار بان كي مون، خلال «لقاء مع شبان» في نيويورك حول سوريا ووزع مكتبه نص اللقاء، إلى «اعتداء إرهابي خطير وكبير وقع قبل عدة أيام» في سوريا. وقال «اعتقد أن القاعدة تقف وراء» هذا الاعتداء. واعتبر أن نشر المراقبين كان «له طابع تهدئة» على أعمال العنف في سوريا، لكن «العنف استمر». وتابع «إذاً ندعو الى وقف جميع اعمال العنف من اي جهة اتت، من الحكومة او من المعارضة».

لكن المتحدث باسمه مارتن نيسيركي أوضح ان بان كي مون لا يملك «دليلا قاطعا» على ان «القاعدة» تقف وراء تنفيذ اعتداءات في سوريا، لكنه يخشى ان تكون مجموعات ارهابية تستفيد من الاضطرابات في البلاد، موضحا ان «بعض الاعتداءات تحمل بوضوح بصمات إرهابيين نعرفهم من أماكن أخرى». وأعلن ان بان كي مون وأنان ومود يخشون جميعا ان «تكون مجموعات إرهابية تستفيد من العنف وانعدام الأمن في سوريا».

مود

وقال مود، في مؤتمر صحافي في دمشق، «لا يمكن لأي عدد من المراقبين أن ينجز انخفاضا تدريجيا في وتيرة العنف، او ان يضع حدا لأعمال العنف إذا لم يكن هناك التزام حقيقي بإعطاء الحوار فرصة من جانب كل الأطراف الداخليين والخارجيين».

وعن التشكيك في مهمة البعثة، قال مود إن هذا الأمر لا يفاجئه، لا بل يجده «أمرا منطقيا»، مشددا على أن لا بديل في الوقت الحالي من مهمة المراقبين من اجل حل الأزمة السورية. وقال «لا يستحق السوريون بديلا يقود إلى مزيد من العنف، وليقنعني احد بأن لديه بديلا جيدا».

وأضاف مود «سأقوم بمنح التصريح بالانتقال من المرحلة الأولى للبعثة، والمتضمنة ترتيبات ما قبل الانتشار والتخطيط إلى مرحلة عمل (تنفيذ) المهمة، وأنا متأكد من أننا سنصل إلى قدرات عملياتية كاملة في وقت قياسي». وتابع «لدينا الآن نحو 260 مراقبا عسكريا على الأرض من نحو 60 دولة، وهذه الأعداد ليست كبيرة بالمفهوم العسكري للمجتمع الدولي على الأرض لخدمة الشعب السوري، والمساهمة في خفض مستوى العنف واستعادة الاستقرار ليتوصل هذا الشعب إلى تحقيق تطلعاته عبر عملية سياسية وليس عن طريق المزيد من العنف».

وأعلن مود أنه إذا كان تنظيم القاعدة هو المسؤول عن هجوم انتحاري في دمشق مؤخرا وأسفر عن مقتل العشرات فسيكون هذا «تطورا مثيرا للقلق». وقال «من الواضح انه يستحيل في هذه المرحلة معرفة من أين جاء هذا النوع من العنف ومن الذي قام به». وأضاف «اطلعت على التقارير التي أشرتم إليها. إذا كانت حقيقية فهذا تطور مثير للقلق».

وذكرت وكالة «مهر» أن مود قدم لشيباني شرحا حول مهمة المراقبين الدوليين، وأعرب «عن ارتياحه إزاء التعاون التي أبدته السلطات في سوريا مع المراقبين الدوليين». وقال ان «توجهات إيران إزاء الأحداث في سوريا تتطابق ومشروع أنان الرامي إلى تسوية الأزمة في سوريا».

وذكرت الوكالة أن شيباني شرح لمود مواقف طهران «المبدئية إزاء التطورات في سوريا». وقال ان «الأمن والاستقرار في سوريا يعد ضمن استقرار كل المنطقة»، مشيرا إلى أن «ايران اعلنت خلال الزيارة التي قام بها كوفي أنان الى طهران انها تدعم خطته».

أردوغان وحمد

وقال اردوغان، خلال زيارة لفارنا شرق بلغاريا، «300 مراقب ليس عددا كافيا. ربما من الضروري إرسال الف، الفين وحتى ثلاثة آلاف مراقب إلى سوريا».

وأضاف اردوغان، خلال اجتماع ثلاثي على ساحل البحر الاسود ضمه الى الشيخ حمد ورئيس الحكومة البلغاري بويكو بوريسوف، «ينبغي تغطية الأراضي السورية برمتها ببعثات مراقبين لكي يعلم العالم اجمع ماذا يحصل». وتابع ان «مصدر قلقنا الاساسي، ويا للاسف، يتمثل في ان خطة انان لم تطبق».

واعتبر حمد ان «الوضع في سوريا محبط»، مجددا دعوته الى وقف «حمام الدم». وقال «ننتظر ان نرى كيفية تطبيق انان لخطته»، مضيفا «على الأمم المتحدة ان تحدد وقتا لوضع حد لما يجري في سوريا، ولعمل شيء في هذا الموضوع لمنع قتل المزيد من المدنيين».

وأعلن وزير الداخلية التركي إدريس نعيم شاهين أن أنقرة تثبتت من أن دمشق تقدم الدعم لحزب العمال الكردستاني، في أول اتهام تركي رسمي منذ اتفاقية أضنة في خريف العام 1998 في هذا الاتجاه.

وفي موسكو، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش أنه من غير المستبعد بالنسبة لموسكو إمكانية أن يقرر مجلس الأمن الدولي زيادة بعثة المراقبين في سوريا في مرحلة مقبلة. وقال «يمكن أن تطرح ضرورة توسيع هذه البعثة للمناقشة في مرحلة ما»، مشيرا إلى أن «زيادة عدد ممثلي مجلس الأمن الدولي في سوريا من صلاحيات المجلس».

تظاهرات وميدانيات

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومعارضون انه «وتحت شعار أبطال جامعة حلب خرج عشرات ألوف السوريين في حلب ودمشق وريفها ومحافظات حماه وحمص والحسكة وإدلب ودرعا ودير الزور. وحاولت القوى الامنية في اماكن عدة تفريق التظاهرات بإطلاق النار الذي تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى». وقال المرصد ان «حلب شهدت اكبر تظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات» منتصف آذار العام 2011.

وأضاف المرصد «قتل ثمانية أشخاص في حمص وحي التضامن في مدينة دمشق ودرعا وحماه. وانفجرت عبوة في حي الشعار في مدينة حلب ادت الى مصرع ضابط وجرح خمسة عناصر من القوات النظامية».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «عنصرا من قوات حفظ النظام استشهد وأصيب ضابطان وعدد آخر من العناصر في انفجار عبوات زرعتها مجموعات إرهابية أثناء محاولة تفكيكها بين دواري البحرة والأعلاف» في حماه. وأضافت ان «الجهات المختصة أحبطت محاولة تفجير سيارة وألقت القبض على المتورطين في دير الزور». وأشارت الى ان «الجهات المختصة ضبطت سيارة مفخخة بحوالى 600 كيلوغرام من المتفجرات في منطقة الملحية» في ريف دمشق.

(«السفير»، «سانا»، رويترز،

أ ف ب، أ ب، أ ش أ)

سوريا تتهم لبنان بايواء ارهابيين

الامم المتحدة- (رويترز): ارسلت سوريا إلى الامم المتحدة رسالة تتهم بعض المناطق اللبنانية بإيواء القاعدة وجماعة الاخوان المسلمين على طول الحدود السورية لتضيف لبنان إلى انتقاداتها السابقة التي وجهتها لتركيا وليبيا بتزويد المعارضة بالسلاح.

وقال سفير سوريا في الامم المتحدة بشار الجعفري إن بعض المناطق اللبنانية القريبة من سوريا تؤوي عناصر ارهابية من القاعدة وجماعة الاخوان المسلمين تعبث بأمن المواطنين السوريين وتعمل على تقويض خطة مبعوث الامم المتحدة الخاص كوفي عنان.

وارسلت سوريا الرسالة إلى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وإلى مجلس الأمن يوم الخميس وحصلت عليها رويترز الجمعة.

وقال الجعفري في الرسالة إن بعض المناطق اللبنانية توجد فيها مخازن اعدت للسلاح والذخيرة التي تصل إلى لبنان بشكل غير شرعي سواء بحرا او على طائرات دول بعينها لنقل الاسلحة إلى لبنان ثم تهريبها إلى سوريا بحجة ان هذه الطائرات تحمل مساعدات انسانية للاجئين السوريين.

وأضاف ان بعض الجمعيات الخيرية السلفية وتيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري تستخدم في توفير الملاذ الامن للارهابيين في لبنان.

والعلاقة بين لبنان وسوريا معقدة حيث ما زالت سوريا تتمتع بنفوذ على لبنان على الرغم من رحيل آلاف الجنود السوريين وعملاء المخابرات من لبنان عام 2005.

واتهم الجعفري تركيا وليبيا الاسبوع الماضي بتسليح المعارضة السورية التي تحاول القوات الحكومية الموالية للرئيس السوري بشار الاسد منذ 14 شهرا سحقها دون جدوى في صراع تقول الامم المتحدة انه اسفر عن مقتل اكثر من عشرة آلاف شخص.

وقال الجعفري في رسالته إلى بان ومجلس الامن الاسبوع الماضي ان قضية السفينة لطف الله 2 التي اعترضها الجيش اللبناني تثبت ان ليبيا وتركيا تتعاونان مع دول اخرى من اجل احداث المزيد من الدمار والخراب في سوريا.

وقالت السلطات اللبنانية انها صادرت شحنة ضخمة من الاسلحة الليبية تضم قذائف صاروخية وذخيرة من اعيرة ثقيلة كانت على متن السفينة التي اعترضتها في البحر المتوسط.

وردت تركيا هذا الاسبوع بنفي قاطع. وقال السفير التركي ارتوجرول اباكان في رد لبان جي مون ومجلس الامن “ترفض تركيا بقوة هذه المزاعم التي لا اساس لها.”

وفي تصريحات بدا انها تدعم الشكاوى السورية بشأن وجود متشددين اجانب على اراضيها قال بان امام تجمع لشبان في مقر الامم المتحدة في نيويورك يوم الخميس انه يعتقد ان القاعدة هي المسؤولة عن تفجيرين انتحاريين لسيارتين ملغومتين في سوريا اسفرا عن مقتل 55 شخصا.

لكن المتحدث باسم الامين العام للامم المتحدة مارتين نسيركي قال اليوم الجمعة انه ليس هناك دليل قوي يشير إلى ان القاعدة دبرت هذا الهجوم.

سبعة قتلى و100 جريح في اعتداء دير الزور بسوريا

دمشق- (ا ف ب): قتل سبعة اشخاص واصيب حوالى مئة بجروح في التفجير الانتحاري الذي استهدف مدينة دير الزور في شرق سوريا السبت، كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية.

واوضح جهاد مقدسي على موقعه في تويتر ان “500 كلغ من المتفجرات” قد استخدمت في الاعتداء الذي وقع في حي مساكن غازي عياش. واضاف ان مجموعة من مراقبي الامم المتحدة قد تفقدت مكان الاعتداء.

وذكر التلفزيون السوري في وقت سابق ان “انتحاريا ارهابيا كان يقود السيارة المفخخة التي انفجرت في حي مساكن غازي عياش”. واضاف ان “اضرارا كبيرة لحقت بالمباني السكنية والمنشآت العامة والخاصة القريبة من موقع الاعتداء الارهابي”، من دون ان يحدد عدد الضحايا.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان ايضا عن اعتداء بسيارة مفخخة في المدينة، موضحا ان الانفجار وقع في شارع يضم مقرا للاستخبارات العسكرية والجوية ومستشفى عسكريا.

ومن جهتها، اتهمت المعارضة السورية السبت نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف وراء انفجار دير الزور و”عمليات التفجير المتكررة” التي هزت البلاد مؤخرا.

وجاء في بيان ان المجلس الوطني السوري “يعرب عن إدانته البالغة لعمليات التفجير الإجرامية التي أدت إلى مقتل مدنيين في عدد من المدن السورية وآخرها اليوم في مدينة دير الزور، ويحمل النظام السوري المسؤولية الكاملة عنها”.

واظهرت الصور التي بثتها وسائل الاعلام الرسمية مباني مدمرة وحطام سيارات وحفرة كبيرة وبقع دماء.

وهذا أول اعتداء من نوعه في هذه المدينة التي اعلنت السلطات الجمعة انها احبطت اعتداء بسيارة مفخخة فيها.

واستهدفت عدة اعتداءات دامية العاصمة دمشق وحلب، ثانية المدن السورية منذ بداية الحركة الاحتجاجية على نظام الرئيس بشار الاسد في اذار/ مارس 2011. وفي 10 ايار/ مايو، اسفر اعتداء مزدوج عن 55 قتيلا في دمشق.

واعلنت مسؤوليتها عن معظم الاعتداءات مجموعات صغيرة غير معروفة مثل جبهة النصرة، وعزا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى تنظيم القاعدة مسؤولية الاعتداءات الاخيرة في سوريا.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان من جهة اخرى عن انفجار قوي في دوما بريف دمشق، ولم يقدم مزيدا من التفاصيل.

وتعرض مقر لحزب البعث الحاكم في سوريا لهجوم بصواريخ ار.بي.جي في محافظة حلب وتلته معارك بين قوات الامن والمنشقين، كما ذكرت المنظمة.

وفي ادلب (شمال غرب) دمر المنشقون بصواريخ ار.بي.جي ناقلة جند مما اوقع قتلى وجرحى بلغ عددهم خمسة بين الجنود، كما ذكر المرصد.

وفي المنطقة نفسها، اندلعت معارك عنيفة بين الجيش والمنشقين قرب الحدود التركية ودمرت ثلاث آليات عسكرية.

وتستمر اعمال العنف على رغم وجود حوالى 260 مراقبا في سوريا لمراقبة وقف اطلاق النار الذي اعلنت في 12 نيسان/ ابريل لكنه ينتهك يوميا.

محاصرة مراقبي الامم المتحدة وسط مظاهرة في حلب

سورية تحشد قوات اضافية عند معبر حدودي مع تركيا وبان كي مون يعتبر ان ‘القاعدة’ مسؤولة عن التفجيرات الاخيرة

دمشق ـ بيروت ـ نيقوسيا ـ وكالات: تحرك الجيش السوري لتعزيز وجوده العسكري عند معبر حدودي شمالي مع تركيا عقب تزايد التوتر في المنطقة، في الوقت الذي اعتبر فيه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان القاعدة قد تكون مسؤولة عن الاعتداءات الاخيرة في سورية، فيما قال رئيس بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سورية الجمعة إنه إذا كان تنظيم القاعدة هو المسؤول عن هجوم وقع في وقت سابق من الشهر الجاري وأسفر عن مقتل العشرات فسيكون هذا ‘تطورا مثيرا للقلق’.

واظهرت لقطات حصلت عليها وكالة رويترز الجمعة مركبات عسكرية بما في ذلك دبابات تتوجه الى معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

ويتزايد الشعور بالاحباط لدى تركيا التي كانت حليفة لسورية بسبب رفض الرئيس بشار الاسد وضع نهاية لاعمال العنف في بلاده والقت بثقلها خلف معارضيه.

وتقول دمشق إنها تواجه مؤامرة ‘ارهابية’ يتم تمويلها وتوجيهها من الخارج. وأرسلت سورية في وقت سابق من الشهر الجاري إلى الامم المتحدة أسماء 26 اجنبيا قالت إنهم اعتقلوا بعد ان دخلوا للحرب في سورية. وقالت ان 20 منهم اعضاء في تنظيم القاعدة دخلوا البلاد عن طريق تركيا.

ومن جهته اشار بان كي مون خلال ‘لقاء مع شبان’ حول سورية ووزع مكتبه نص اللقاء الى ‘اعتداء ارهابي خطير وكبير وقع قبل عدة ايام’ في سورية. وقال ‘اعتقد ان القاعدة تقف وراء’ هذا الاعتداء. ولكنه لم يوضح الاعتداء الذي اشار اليه.

ووقع اعتداء مزدوج الاسبوع الماضي في دمشق اوقع 55 قتيلا.

وكانت روسيا، حليفة دمشق، اعتبرت الاثنين ان القاعدة ومجموعات تعمل معها كانت ‘وراء الاعتداءات’ التي وقعت خلال الايام الاخيرة في سورية.

واوضح بان كي مون ان 260 مراقبا من الامم المتحدة انتشروا في سورية، في ست مناطق، وان ‘تسعة الاف على الاقل وربما عشرة الاف شخص قد قتلوا في سورية’ منذ 15 شهرا واصفا الوضع بانه ‘لا يحتمل’.

واعتبر ان نشر المراقبين كان ‘له طابع تهدئة’ على اعمال العنف في سورية ولكن العنف استمر. وقال ايضا ‘اذن ندعو الى وقف جميع اعمال العنف من اي جهة اتت، من الحكومة او من المعارضة’.

جاء ذلك في الوقت الذي اطلقت فيه القوى الامنية السورية النار الجمعة على تظاهرات عدة سارت في انحاء البلاد، لا سيما في مدينة حلب التي شهدت التظاهرات الاضخم فيها منذ بدء الاحتجاجات قبل 14 شهرا، في وقت اعلن عن ‘زيارة قريبة’ للموفد الدولي الخاص كوفي عنان الى دمشق لاستئناف البحث في خطته للسلام.

واظهرت لقطات فيديو حملت على موقع للاعلام الاجتماعي على الانترنت من يعتقد انهم مراقبون من الامم المتحدة حوصروا وسط مظاهرة احتجاج بجامعة حلب. وتظهر اللقطات فيما يبدو قوات امن تهاجم محتجين في الشارع في حين ينظر مراقبو الامم المتحدة من داخل سيارة.

وتحت شعار ‘ابطال جامعة حلب’ التي بقيت لفترة طويلة في منأى عن الاحتجاجات وتشهد منذ اشهر تظاهرات تصعيدية قتل خلال محاولة قمعها على ايدي القوى الامنية قبل اسابيع اربعة طلاب، خرج عشرات الاف السوريين في دمشق وريفها ومحافظات حماة وحمص (وسط) وحلب (شمال) والحسكة (شرق) وادلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب) ودير الزور (شمال شرق).

وحاولت القوى الامنية في اماكن عدة تفريق التظاهرات باطلاق النار الذي تسبب بسقوط عدد من القتلى والجرحى.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان مدينة حلب شهدت ‘اكبر تظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات’ في منتصف آذار (مارس) 2011، وذلك ‘رغم القمع الذي ووجهت به تظاهرة’ الخميس التي ترافقت مع وجود المراقبين في جامعة حلب.

وقال عبد الرحمن ان ‘عشرات الالاف تظاهروا في كل سورية في اضخم تظاهرات منذ اعلان وقف اطلاق النار’.

وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال مع فرانس برس ان ‘مدينة حلب عاشت اليوم (الجمعة) انتفاضة حقيقية’، مشيرا الى خروج عشرات التظاهرات في احيائها وفي مناطق الريف.

واشار الحلبي الى ان ‘معظم التظاهرات ووجهت باطلاق النار من قوات الامن التي اعتقلت عشرات المتظاهرين’.

وذكر المرصد في بيان ان ‘عددا من المتظاهرين اصيبوا برصاص الامن في حي صلاح الدين’.

وهتف المتظاهرون في حي السكري ‘ما رح نركع ما رح نركع خلي كل العالم يسمع’، بحسب اشرطة فيديو نشرها ناشطون على شبكة الانترنت.

وقالت الناطقة باسم المكتب الاعلامي للثورة في حماة مريم الحموية في اتصال عبر سكايب مع فرانس برس ‘هناك تزايد في عدد التظاهرات خلال الاسبوعين الاخيرين بسبب تواجد المراقبين في حماة وريفها رغم يقين الاهالي ان المراقبين لا حول لهم ولا قوة’. واشارت الى خروج ‘اكثر من مئة تظاهرة في المدينة وريفها’. وسقط جرحى بين المتظاهرين في دوما والتل في ريف دمشق. وبلغت حصيلة اعمال العنف في سورية الجمعة ثمانية قتلى.

ومن جهته أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الروسية الجمعة إن موسكو قلقة من دعوات رئيس ‘المجلس الوطني السوري’ المعارض برهان غليون لبعض الدول بتسليح ما يعرف بـ’الجيش السوري الحر’.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية ‘نوفوستي’ عن الناطق الرسمي باسم الوزارة ،ألكسندر لوكاشيفيتش، قوله للصحافيين ‘ارتبكنا من تصريح الرئيس الذي أعيد انتخابه مؤخراً للمجلس الوطني السوري برهان غليون عن استراتيجية جديدة لإحكام سيطرة المجلس السياسية على مقاتلي المعارضة بغية الإطاحة بنظام (الرئيس السوري) بشار الأسد’.

وزير الداخلية التونسي يعترف بوجود تونسيين في صفوف المعارضة السورية المسلحة

تونس ـ يو بي اي: إعترف وزير الداخلية التونسي علي لعريض بوجود تونسيين في صفوف المعارضة السورية المسلحة’الجيش السوري الحر’، ولكنه لم يستنكر هذا العمل.

ونقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية الجمعة عن لعريض قوله، ‘لقد تأكد لدينا وجود بعض هؤلاء الشبان في السجون السورية وبعضهم الآخر استشهد في حين لا يزال آخرون ضمن الثوار بهذا البلد’.

ونفى لعريض أن يكون لدى وزارته معلومات دقيقة حول عدد هؤلاء الأشخاص ‘رغم الجهود المبذولة’، وقال في هذا الشأن ‘إن وضع كل تونسي بالخارج يهمنا في الحاضر والمستقبل’.

ولكنه لم يستنكر مثل هذا الفعل، واكتفى بالقول ‘يؤسفنا قيام بعض الشبان التونسيين بمغامرات غير محسوبة العواقب عبر السفر إلى سورية’.

وكانت السلطات السورية أعلنت في وقت سابق عن اعتقال عدد من التونسيين كانوا قد تسللوا إلى الأراضي السورية عبر تركيا للمشاركة في القتال إلى جانب المعارضة أو ما يسمى ‘الجيش السوري الحر’.

كما أعلنت عن مقتل عدد من التونسيين في سورية، فيما قال أهالي مدينة بن قردان التونسية الحدودية مع ليبيا أن 5 شبان من المنطقة، قتلوا في سورية إثر التحاقهم بما يسمى المقاومة السورية.

وتأتي تصريحات وزير الداخلية التونسية فيما ذكرت وسائل إعلام تونسية أن أحد أجهزة الاستخبارات التونسية ‘حصل على صور وتسجيلات فيديو توثق لوجود ‘نشاط مكثف لخلايا سلفية متشددة في عدد من المناطق الحدودية التونسية منها ‘بن قردان’، و’مدنين’، وجربة’ المحاذية لليبيا، إلى جانب بعض المدن الأخرى في شمال البلاد.

ونقلت صحيفة ‘الصريح’ التونسية الخميس عن مصادر أمنية وصفتها بـ’وثيقة الإطلاع’ لم تذكرها بالاسم، أن تلك الخلايا ‘تعمل على تجنيد الشباب المتدين، وتعبئته إرساله للجهاد في سورية’.

الجنرال مود: إذا ثبت تورط ‘القاعدة’ بالعنف في سورية فإن ذلك يعد أمراً خطيراً

التقى السفير الإيراني لدى دمشق

دمشق ـ يو بي آي: رأى رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية الجنرال روبرت مود إنه من المستحيل بهذه المرحلة تحديد الجهة التي تقف وراء التفجيرات مثل تلك التي وقعت في دمشق، مشراً الى أنه إذا ثبت تورط القاعدة فيها فإن ذلك يعد أمراً خطيراً.

وقال مود بالمؤتمر الصحافي الذي عقده في وقت سابق الجمعة في رد على سؤال حول التفجيرات التي وقعت في العاصمة السورية والحديث عن وقوف تنظيم القاعدة خلفها، ‘نرى بعض الحوادث التي تدعو للقلق على الارض، وهذا مثال واضح على نوع العنف الذي لن يفيد ولن يؤدي إلا إلى المزيد من العنف وايذاء الناس المتوجهين الى أعمالهم’.

وأضاف أنه ‘من المستحيل أن نحدد في هذه المرحلة من يقف وراء هذا النوع من العنف.. ولست قادرا على تأكيد وجود هذه الجماعات المرتبطة بالجهات التي تحدثتي عنها (القاعدة)، ولكنني قلق حيال هذه العبوات المتفجرة التي تستهدف المدنيين الأبرياء لأن هذا لن يساعد على حل الأزمة.. أنا رأيت التقارير التي تحدثتي عنها وإن كانت صحيحة فإن هذا يعد تطورا خطيراً’.

وحول استهداف فريق المراقبين الدوليين في مدينة خان شيخون في ادلب يوم الاربعاء الماضي، قال مود ‘تعرضت دوريتنا المؤلفة من 4 سيارات لحادث عندما انفجرت قنبلة بالقرب من سيارتين من سيارات الدورية فتعطلتا.. 6 مراقبين كانوا متواجدين وقرروا البقاء في القرية لأنه كان هنالك اشتباكات هناك، وكانت هنالك سيارة معطلة تماما والاخرى لم تعمل. تحدثت مع واحد منهم فأخبرني بأنهم في مكان آمن ويودون البقاء، وفي الصباح وبالتنسيق مع السلطة السورية والمعارضة في تلك القرية تمكنا من إخراج المراقبين الستة من القرية’.

وأعلن رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سورية ان حجم العنف لن ينخفض ما لم تعط فرصة حقيقية للحوار من قبل كافة الأطراف الداخلية والخارجية.

وقال في المؤتمر الذي عقده في فندق داما روز، ونقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية ‘سانا’، ‘نحن مسرورون بما شاهدناه وشعرنا به منذ وصولنا لكن رافق وواجه ذلك بعض أحداث العنف، وفي بعض المواقع استمر العنف خلال الفترة الزمنية المطلوبة للانتشار الكامل لبعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سورية’.

وأضاف’ لكن لا يمكن لأي عدد من المراقبين أن يحقق خفضا متقدما في حجم العنف ما لم تعط فرصة حقيقية للحوار من قبل كافة الأطراف الداخلية والخارجية.. وأنا مقتنع أكثر من أي وقت مضى بأنه لا يمكن لأي حجم من العنف أن يحل هذه الأزمة’.

وقال إن البعثة ‘بصدد إيجاد طريقة ناجحة للانتشار في سورية وذلك بفضل المستوى المتقدم من التعاون مع الحكومة السورية ورئاسة الأمم المتحدة والدول المساهمة’.

وأضاف مود ‘سأقوم بمنح التصريح بالانتقال من المرحلة الأولى للبعثة والمتضمنة ترتيبات ما قبل الانتشار والتخطيط إلى مرحلة عمل (تنفيذ) المهمة وأنا متأكد من أننا سنصل إلى قدرات عملياتية كاملة في وقت قياسي’.

وقال ‘أن البعثة تخطط لجلب الأطراف للحوار لإعادة الاستقرار بأسرع وقت ممكن.. ولا يتوقع منا أن نقوم بهذا قبل تخفيض مستوى العنف المرتكب وإيقافه..و نحن جادون جدا وملتزمون تجاه الشعب السوري الأبرياء والنساء والأطفال بتقديم المساعدة في استعادة الأمل وفي عودة الحياة إلى طبيعتها ولكن يجب أن نعطى فرصة حقيقية من الأطراف المتقاتلة والذين يدعمونهم’.

وأضاف مود ‘لدينا الآن نحو 260 مراقبا عسكريا على الأرض من نحو 60 دولة وهذه الأعداد ليست كبيرة بالمفهوم العسكري للمجتمع الدولي على الأرض لخدمة الشعب السوري والمساهمة في خفض مستوى العنف واستعادة الاستقرار ليتوصل هذا الشعب إلى تحقيق تطلعاته عبر عملية سياسية وليس عن طريق المزيد من العنف’.

الى ذلك اجتمع مود بالسفير الإيراني في دمشق محمد رضا شيباني حيث بحثا التطورات في سورية ومهمة المراقبين الدوليين.

وقالت وكالة ‘مهر’ للأنباء الإيرانية ان الجنرال مود قدم لـ شيباني شرحاً حول مهمة المراقبين الدوليين في المناطق الساخنة في سورية.

واشارت الى انه اعرب ‘عن ارتياحه ازا ء التعاون التي ابدته السلطات في سورية مع المراقبين الدوليين’.

وذكرت أن رئيس بعثة المراقبين أشار الى مكانة ايران ودورها البناء في المنطقة، وقال ‘ان توجهات ايران إزاء الأحداث في سورية تتطابق ومشروع كوفي أنان الرامي الى تسوية الأزمة في سورية’.

وقالت إن السفير الإيراني في دمشق شرح مواقف ايران ‘المبدئية ازاء التطورات في سورية’.

واشار شيباني الى اختطاف مجموعة من المواطنين الإيرانيين على يد المجموعات المسلحة في سورية، طالباً من القوات الدولية ‘بذل كل جهودها للإفراج عن باقي الإيرانيين المحتجزين’.

وقال ‘ان الأمن والإستقرار في سورية يعد ضمن استقرار كل المنطقة’، لافتاً الى أن ‘ايران اعلنت خلال الزيارة التي قام بها كوفي أنان الى طهران انها تدعم خطته’.

كما وصل الى العاصمة السورية دمشق الجمعة، المستشار العسكري للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وقال المتحدث باسم فريق المراقبين الدوليين حسن سقلاوي ليونايتد برس إنترناشونال، إن ‘المستشار العسكري للأمين العام للأمم المتحدة الجنرال السنغالي بابا كار غاي، وصل الى دمشق بعد ظهر اليوم (الجمعة)’.

وأوضح سقلاوي أن زيارة بابا كار غاي ‘ستستمر 3 أيام، يلتقي خلالها قائد فريق المراقبين الدوليين الميجر جنرال روبرت مود، ويطلع على أوضاع البعثة بشكل كامل’.

يشار الى أن بابا كار غاي كان القائد السابق لمهمة قوات حفظ السلام في الكونغو الديمقراطية.

مسيحيو قرية سورية يعودون إليها بعد تهجيرهم من قبل ‘تكفيريين من تنظيم القاعدة

دمشق ـ يو بي آي: عاد قسم من العائلات المسيحية التي هجّرها ‘ مسلحون تكفيريون’ من قرية قسطل البرج في محافظة حماه وسط سورية، الجمعة إلى قريتهم بعد تمركز قوى حفظ النظام قربها ،واجتماع أهالي القرية مع قرى الجوار المسلمين الذين استنكروا الحادث الذي قال كاهن القرية إن من نفذه ‘مسلحون غرباء جاؤوا من تركيا وهم من تنظيم القاعدة’.

وقال كاهن القرية جورج حوش في اتصال هاتفي مع يونايتد برس أنترناشونال ‘ لقد أدينا الصلاة اليوم مع الأهالي في القرية بعد أن عاد إليها من تهجّر منها الأسبوع الماضي على يد غرباء’.

وأضاف أن قرى الجوار الإسلامي (سنة وعلويون) أعربوا منذ حادث التهجير عن استنكارهم له واستهجانهم .

وكان مصدر من سكان البلدة قال ليونايتد برس انترناشونال في 10 أيار (مايو) الجاري إن ‘ مسلحين تكفيريين من المنطقة جاؤوا إلى القرية وطالبوا منّا عبر التهديد إخلاء منازلنا والخروج من القرية، بما بين أيدينا’.

وأضاف المصدر الذي فضّل وقتها عدم الكشف عن اسمه، أن المسلحين ‘سيطروا على منازل القرية كلها ، كما احتلوا الكنيسة وحوّلوها مقراّ لهم’.

وقال الكاهن حوش إن المسلحين الذين احتلوا القرية ‘ جاؤوا من تركيا عبر(دركوش) وأنهم أجانب من تنظيم القاعدة من تونس وليبيا وباكستان ومعهم بعض السوريين الغرباء عن المنطقة’.

وأضاف أنهم ‘اختطفوا ابن مختار القرية ناظم خشيفة، ولم يتركوه إلاً بعد دفع فدية بقيمة 200 ألف ليرة سورية( حوالي 3000 دولار)’.

وعائلات قسطل البرج هي ‘ خشيفة ورحمة وشاطوحي ‘وهم من الروم الأرثوذوكس ويتبعون كنسياً إلى أبرشية اللاذقية وإدارياً إلى محافظة حماه.

وتقع قرية قسطل البرج في محافظة حماة، قرب قريتي ‘حلوّز’ و’الغسانية’ وتتبع لناحية’ الزيارة’، في القسم الشمالي من سهل الغاب (42 كم عن السقيلبية) التابعة لمنطقة السقيلبية (48 كلم شمال غرب حماه)، وهي تضم حوالي 10 عائلات مسيحية، ومنها عائلات في محردة والسقيلبية واللاذقية.

تظاهرات في «جمعة أبطال حلب»… وأنان إلى دمشق قريباً

مود: المراقبون لا يمكنهم وقف العنف

شهدت سوريا أمس تظاهرات عدة، ولا سيما في مدينة حلب، في وقت أُعلنت فيه عن «زيارة قريبة» للموفد الدولي الخاص كوفي أنان لدمشق، لاستئناف البحث في خطته للسلام، فيما أعلنت موسكو أنها قلقة من دعوات برهان غليون إلى تسليح «الجيش السوري الحر»

أعلن رئيس بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سوريا، الجنرال روبرت مود، أمس، أنه إذا كان تنظيم القاعدة هو المسؤول عن هجوم دمشق، الذي أدى إلى مقتل العشرات، فسيكون هذا «تطوراً مثيراً للقلق». وقال، في مؤتمر صحافي: «من الواضح أنه يستحيل في هذه المرحلة معرفة من أين جاء هذا النوع من العنف ومن الذي قام به».

جاءت تصريحات مود رداً على تعليقات من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أول من أمس، أشار فيها إلى أنه يعتقد أن تنظيم القاعدة مسؤول عن الهجومين الانتحاريين بسيارتين ملغومتين، اللذين أديا إلى مقتل 55 شخصاً في دمشق قبل أسبوع. وأكد مود أن «المراقبين، مهما ارتفع عددهم، لا يمكنهم وحدهم وضع حد لأعمال العنف، ما لم يكن هناك التزام حقيقي من كل الأطراف بعملية السلام».

وأشار إلى «مستوى متقدم من التعاون» من جانب السلطات السورية مع المراقبين الذين وصل عددهم إلى 260 من أصل ثلاثمئة هو العدد الذي قرره مجلس الأمن. وهم ينتمون إلى ستين بلداً.

وكان الجنرال مود قد اجتمع أمس بالسفير الإيراني في دمشق محمد رضا شيباني حيث بحثا التطورات.

وفي سياق مرتبط بمهمة بعثة المراقبين، وصل إلى العاصمة السورية دمشق أمس، الجنرال السنغالي بابا كار غاي، المستشار العسكري للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال المتحدث باسم فريق المراقبين الدوليين، حسن سقلاوي، إن «زيارة غاي ستستمر 3 أيام، يلتقي خلالها رئيس بعثة المراقبين، ويطلع على أوضاع البعثة بنحو كامل».

وسيتوجه وسيط الأمم المتحدة كوفي أنان «قريباً» إلى سوريا، على ما أعلن المتحدث باسمه أحمد فوزي. وقال فوزي، في لقاء صحافي في جنيف: «يمكننا توقع زيارة قريباً». من جهة أخرى، أعلن فوزي أن أحد مساعدي أنان سيتوجه إلى سوريا كذلك. ولم يرغب المتحدث في تقديم تفاصيل خطة سفره «لدواع أمنية».

ورداً على سؤال عن تصريحات بان بشأن القاعدة، رفض فوزي التعليق. غير أنه أعلن أن أنان سبق أن تحدث عن وجود «عنصر ثالث» في سوريا. وأكد أنه «تعذّر علينا التحقق من ماهية هذا العنصر. ونحن نفعل ذلك».

بدوره، حض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأمم المتحدة على إرسال مزيد من المراقبين إلى سوريا، مشيراً إلى أن المراقبين الـ300 المنتشرين حالياً في هذا البلد لا يشكلون عدداً كافياً.

وقال أردوغان، خلال اجتماع ثلاثي على ساحل البحر الأسود ضمه إلى نظيريه القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والبلغاري بويكو بوريسوف: «ينبغي تغطية الأراضي السورية برمتها ببعثات مراقبين لكي يعلم العالم أجمع ماذا يحصل». ورأى رئيس الوزراء القطري أن «الوضع في سوريا محبط»، مجدداً دعوته إلى وقف «حمام الدم»، وقال: «ننتظر أن نرى كيفية تطبيق أنان

لخطته».

من جهة ثانية، أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الروسية أن موسكو قلقة من دعوات رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض برهان غليون بعض الدول إلى تسليح ما يعرف بـ«الجيش السوري الحر».

ونقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عن الناطق الرسمي باسم الوزارة، ألكسندر لوكاشيفيتش، قوله للصحافيين «إن غليون دعم علناً جهود تسليح الجيش السوري الحر».

وفي السياق، تلقت قيادة سفينة الخفر «سمتليفي» (المتقد) التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي أمراً ينص على تمديد مهمة المناوبة القتالية قرب السواحل السورية.

ميدانياً، خرجت أمس تظاهرات مناهضة للنظام السوري هي الأكبر في مدينة حلب، بحسب ما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر المرصد في بيان أن عدداً من المتظاهرين أُصيبوا برصاص الأمن في حي صلاح الدين، حيث كان المتظاهرون يرددون «الشعب يريد تسليح الجيش الحر»، بحسب مقطع بثه ناشطون على الإنترنت. ودعت المعارضة إلى التظاهر أمس تحت شعار «جمعة أبطال جامعة حلب» التي تشهد تحركاً احتجاجياً متصاعداً منذ أشهر.

وذكر تقرير أن قسماً من العائلات المسيحية التي هجّرها «مسلحون تكفيريون» من قرية قسطل البرج في محافظة حماه وسط سورية، عادوا أمس إلى قريتهم بعد تمركز قوى حفظ النظام قربها.

واجتمع أهالي القرية مع قرى الجوار المسلمين الذين استنكروا الحادث الذي قال كاهن القرية جورج حوش إن من نفذه «مسلحون غرباء جاؤوا من تركيا، وهم من تنظيم القاعدة».

وقتل ستة أشخاص وجرح آخرون، مدنيون وعسكريون، أمس في انفجارات عبوات ناسفة في مدن سورية مختلفة، بحسب ما أفاد الإعلام الرسمي السوري. وذكر التلفزيون السوري أن «انفجاراً وقع قرب جامع العباس في حي برزة» في العاصمة السورية، ما أدى إلى وقوع جرحى. وأوضح التلفزيون أن العبوة التي انفجرت كانت مزروعة في كشك هاتف عمومي «سببت إصابة عدد من المارة، بينهم نساء وأطفال».

في حماة، أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بأن «عنصراً من قوات النظام استشهد وأُصيب ضابطان وعدد آخر من العناصر في انفجار عدة عبوات ناسفة زرعتها مجموعات إرهابية، أثناء محاولة تفكيكها بين دواري البحرة والأعلاف».

في حلب، ذكرت الوكالة أن «إرهابيين فجروا عبوة ناسفة قرب دوار الشعار عن بعد خلال قيام عناصر من الهندسة بتفكيكها، ما أدى إلى استشهاد المساعد أول حسن حسين الحاضري وإصابة عدد من عناصر حفظ النظام بينهم ضابط أُسعفوا إلى المشفى العسكري في المدينة».

وفي دير الزور، أحبطت الجهات المختصة محاولة تفجير سيارة مفخخة وألقت القبض على المتورطين، بحسب الوكالة.

في ريف دمشق، أشارت الوكالة إلى أن «الجهات المختصة ضبطت سيارة مفخخة بنحو 600 كيلوغرام من المتفجرات في منطقة الملحية».

في المقابل، قتل سبعة أشخاص، بينهم طفلان، في أعمال عنف في مناطق سورية عدة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن مواطنين اثنين قتلا في حي التضامن في مدينة دمشق في إطلاق رصاص من القوات النظامية التي كانت تلاحق متظاهرين بعد تفرق التظاهرة.

وفي محافظة درعا، قتلت طفلة واعتقل أفراد أسرتها، وذلك في عملية دهم نفذتها قوات نظامية لمنزل العائلة تخللها إطلاق رصاص في مدينة جاسم، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى أن القوى الأمنية أحرقت منازل بعض المواطنين خلال حملتها. كذلك قتلت فتاة إثر إصابتها برصاص قناصة في بلدة الجيزة في

درعا.

وقتل طفل في حي طريق حلب في مدينة حماة، حيث سمع قبل الظهر صوت انفجار تبعه صوت إطلاق رصاص كثيف.

ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن نشطاء أن الطفل قتل إثر إطلاق نار من رشاشات ثقيلة من القوات النظامية بعد التفجير. وقتلت امراة في الحي نفسه بإطلاق الرصاص أثناء وجودها داخل منزلها.

وأعلنت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان أن القضاء السوري أصدر حكماً بالإعدام بحق الناشط محمد عبد المولى الحريري، المعتقل منذ 16 نيسان، بعد تجريمه بجناية «الخيانة العظمى»، معتبرة الحكم «باطلاً» لاستناده إلى اعترافات انتزعت منه «تحت التعذيب الوحشي». وطالبت الرابطة السلطات السورية بوقف تنفيذ هذا الحكم «الجائر»، محملة إياها «المسؤولية الكاملة عن سلامة الحريري».

إلى ذلك، اعترف وزير الداخلية التونسي علي العريض بوجود تونسيين في صفوف المعارضة السورية المسلحة «الجيش السوري الحر»، ولكنه لم يستنكر هذا العمل.

واكتفى بالقول: «يؤسفنا قيام بعض الشبان التونسيين بمغامرات غير محسوبة العواقب عبر السفر إلى سوريا».

(سانا، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)

سخط على «التنفيذي» وبعده عن الشارع

راوحت ردود الفعل داخل المعارضة السورية مع إعلان رئيس المجلس الوطني برهان غليون انسحابه من رئاسة المجلس فور اختيار خلف له، على خلفية انتقادات لتجديد انتخابه أخيراً، فيما تبقى جماعة الإخوان المسلمين الفئة الأكثر تأثيراً في بقاء غليون أو رحيله

محمد صالح

دمشق | الخميس ظهراً من باريس _ برهان غليون يعلن انسحابه من رئاسة المجلس الوطني السوري المعارض واستعداده للتنحي فور توافر البديل. خبر حاول أعضاء المجلس عبر الإعلام التعاطي معه بهدوء، وهم الذين لم يمض على تجديدهم لغليون أكثر من يومين، مترافقاً مع تحذير لجان التنسيق المحلية من الانسحاب، ما لم يحدث ترتيب للبيت المعارض، الذي يرى نفسه الممثل الشرعي للشعب السوري.

خلافات الأعضاء بدأت تطفو إلى السطح تدريجاً مع أنباء تكشف النقاب عن استياء الشباب في الداخل من آلية عمل المجلس، والمفاجأة الأكبر أن رئيس المجلس لم يكن يعلم بذلك؛ فبحسب ناشط في الحراك السوري، رفض الكشف عن اسمه، عقد لقاء طويل بين برهان غليون وشباب في «اتحاد تنسيقيات الثورة»، على أثره مباشرة أعلن غليون الاستقالة.

وحسب الناشط المطّلع على التفاصيل، إن «المشكلة ليست مع الأكاديمي الحمصي شخصياً بقدر ما هي مع أداء المجلس الوطني والمكتب التنفيذي. فالاتحاد يريد المحافظة على المجلس الوطني كأحد أهم مكتسبات المعارضة، لكن في ظل تشكيلة مكتبه التنفيذي الحالي وسيطرته المطلقة على جميع أمور المجلس وتأخر الهيكلة الجديدة وغياب رؤية واضحة، يستمر المجلس في الغرق في بحر التخبطات، فطالبناه بضرورة التواصل مع الداخل، ووضعنا رؤيتنا بين يديه لضرورة التغير بشكل سريع جداً في المجلس بما يتلاءم والمصلحة العامة، لا الأطراف والكتل التي يتشكل منها المجلس».

ويعلق ناشط آخر بأن «غليون في النهاية هو رجل فكر، وليس وراءه جماعة سياسية تحميه، وهو يوضع في الواجهة اليوم لتلقي الضربات، وكان عليه أن يستقيل فعلاً حتى لا يُساء إلى كل ما حاول تقديمه، لكن يبدو أن غليون لم يكن يتصور حجم الامتعاض الشعبي من أداء المجلس، وبعد الحديث توضحت له الصورة عامة وأين وصلت الأمور».

ويلخص نشطاء الحراك ملاحظاتهم باعتبار أن «المجلس الوطني لم يتلق الدعم الكافي عربياً أو دولياً، رغم ما حظي به من تأييد شعبي في بداية انطلاقته، وعلى العكس هناك محاولة لإزاحته وسحب أي شرعية عنه ووضعه في مواجهة مباشرة مع الحراك عبر تقليم أظفاره، وإظهاره بمظهر الخائب، وهو ما حصل فعلاً في كثير من المراحل، ولكن من ناحية أخرى لا يمكن أن إنكار أن مشكلة المجلس بنيوية من الداخل؛ فهناك حالة استقطاب بين مكوناته بالإضافة إلى غياب الشفافية ولم يحصل على اعتراف دولي رسمي به، أضف إلى ذلك تفاوت كوادره من حيث الإمكانات».

ويرى الناشط أن «المكتب التنفيذي هو مشكلة المجلس؛ فليس هناك رؤية واضحة وأعضاء يمثلون كتلاً غير منسجمة، وهو بالضبط ما جعلنا نقابل غليون ونضعه في الصورة التي كانت السبب في تقديمه للاستقالة، وحتى برهان نفسه لا يملك إمكان إحداث تغيير جدي في المكتب التنفيذي، وحديث إعادة الهيكلة يبقى ــ بلا خطة واضحة ــ مجرد كلام، وبعد ما سمع منا من مواقف وانتقادات للمجلس ارتأى النأي بنفسه، فهو يريد المحافظة على المجلس، ونحن كذلك، ولكننا نريد إعادة الامور إلى نصابها عبر تسلم الحراك الداخلي لزمام الأمور، من دون أن يكون المقصود إقصاء من يعملون في الخارج، ولكن نريد محو تلك الفجوة ما بين الطرفين، فالحراك هو الموجود فعلياً على الأرض، ونحن من ندفع الدماء ويجب أن تكون الكلمة العليا لنا في تنظيم أمور الحراك، وفي المحاسبة للمجلس، إضافة إلى الوضع المالي للمجلس وكيف تصرف الأموال الواردة وما هي فعلياً حدود التعامل والدعم للمجلس العسكري والجيش الحر». وبحسب قول النشطاء، فإنّ «من المقرر أن توجه دعوة إلى كافة الكتل المعارضة في الداخل لاجتماع تحدد فيه خياراتهم ومطالبهم ورؤيتهم للهيكلية الجديدة للمجلس الوطني».

لكن ماذا عن الورقة المقدمة من اللجان المحلية إلى المجلس؟ يقول النشطاء في حديثهم إنهم «اتفقوا على ورقة عمل تشمل عدة جوانب؛ ففي الشق السياسي، تتبلور المهمة الأساسية للمجلس في العمل على تعزيز شرعية المعارضة بين الشعب، وضرب شرعية النظام، وضرورة وجود قيادات من الداخل في المجلس، وعودة قيادات الخارج إلى الداخل».

وبدا من اللافت أن يطالب النشطاء بالحد من الخلافات العلنية بين أعضاء المجلس والمهاترات مع المنشقين وتأكيد عمل المجلس كمؤسسة لا كأفراد، وإصدار بيانات توضح التبرعات والهبات المقدمة للمجلس وطريقة إنفاقها، سواء على الأعضاء أو التي تذهب إلى الداخل السوري. وفي حال عدم إمكانية ذلك يجب توثيقها لعرضها في المستقبل، واستقطاب رجال الأعمال السوريين في الخارج، لا عبر آليات الدعم المادي فقط، بل أيضاً ــ وهو الأهم ــ ظهورهم كمشاركين، مع التركيز على إعادة بناء المناطق المتضررة نتيجة قصف النظام، بموجب اتفاق يكون المجلس شريكاً فيه، والضغط على روسيا لذلك كي لا يظهر النظام بمظهر إنساني، وإطلاق حملة سياسية كي لا تطمس معالم الجرائم التي ارتكبها النظام.

أما عسكرياً، فيشير الناشطون إلى أن «هناك خشية لدى الناشطين من تشكيل بعض أطراف المجلس تنظيمات مسلحة، والعمل بعيداً عن نبض الشارع والمصلحة العامة، ما يهدد بردّ انتقامي للنظام غير محسوب النتائج. ويطالبون بإيجاد آليات سيطرة وضبط شامل لمختلف المجموعات المسلحة بما يمكن من وضع استراتيجية شاملة لمواجهة أساليب النظام في استفراد المدن والقرى واحدة تلو الأخرى، مع العمل على دعم الجيش الحر، دعماً غير مباشر، من خلال توفير المستلزمات التي تحقق توازناً نسبياً في ميزان القوى».

وبحسب ما رشح عن المجلس الوطني، ستنطلق عملية إعادة هيكلة للهيئة المعارضة في وقت قريب، من دون أن يعلن هوية البديل المقترح، وإن كان المعارض القادم من حزب العمل الشيوعي جورج صبرا هو أحد أكثر من يطالب به نشطاء الداخل، لكن آخرين أشاروا إلى أن القرار الأساسي يبقى بيد الإخوان المسلمين، الجناح الأقوى في المجلس.

المعارضة تحمل النظام السوري مسؤولية تفجير دير الزور الانتحاريّ

دمشق: اتهمت المعارضة السورية السبت نظام الرئيس بشار الاسد بالوقوف وراء تفجير السيارة المفخخة الذي اوقع سبعة قتلى و100 جريح في دير الزور (شرق) و”عمليات التفجير المتكررة” التي هزت البلاد مؤخرا.

وجاء في بيان ان المجلس الوطني السوري “يعرب عن إدانته البالغة لعمليات التفجير الإجرامية التي أدت إلى مقتل مدنيين في عدد من المدن السورية وآخرها اليوم في مدينة دير الزور، ويحمل النظام السوري المسؤولية الكاملة عنها”.

واضاف البيان “إن عمليات التفجير المتكررة جزء من خطة النظام لإشاعة حالة من الفوضى والاضطراب عقب إخفاقه في قمع ثورة الشعب السوري”.

وتابع انها “محاولة للانتقام من السوريين الذي لم تخفهم محاولاته القمعية وعمليات الاعتقال والتعذيب والتصفية والإبادة”.

ونزل المتظاهرون بعشرات الالاف الى الشارع الجمعة للمطالبة باسقاط نظام الاسد خصوصا في حلب ثاني مدن البلاد التي شهدت تظاهرات غير مسبوقة منذ اندلاع حركة الاحتجاج في اذار/مارس 2011 بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقتل سبعة اشخاص واصيب حوالى مئة بجروح في الاعتداء الانتحاري الذي استهدف مدينة دير الزور في شرق سوريا السبت، كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية.

واوضح جهاد مقدسي على موقعه في تويتر ان “500 كلغ من المتفجرات” قد استخدمت في الاعتداء الذي وقع في حي مساكن غازي عياش.

كر التلفزيون السوري السبت ان “سيارة مفخخة” انفجرت في مدينة دير الزور (شرق) ما اسفر عن سقوط ضحايا.

وذكر التلفزيون في شريط عاجل “انفجار سيارة مفخخة في حي مساكن عياش بدير الزور” مشيرا الى سقوط ضحايا في هذا التفجير “الارهابي”.

وافادت قناة الاخبارية السورية ان تفجير السيارة “الارهابي” تسبب بحفرة كبيرة بالاضافة الى اضرار في المباني المجاورة لمكان الانفجار” لافتة الى ان حصيلة الضحايا “غير معروفة حتى الان”.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، من جهته، في بيان ان “سيارة مفخخة انفجرت في شارع يوجد فيه فرع المخابرات العسكرية والمخابرات الجوية والمشفى العسكري في دير الزور” واشار الى ان الانفجار تبعه اطلاق رصاص كثيف.

واضاف انه “لم يتضح حتى اللحظة حجم الخسائر البشرية او المادية”.

وكانت السلطات السورية أحبطت الجمعة محاولة تفجير سيارة مفخخة في هذه المدينة وألقت القبض على المتورطين.

ووقع هجوم انتحاري مزدوج الاسبوع الماضي في دمشق اوقع 55 قتيلا.

وفي ريف حلب، استهدف “مسلحون مجهولون” في مدينة الباب مقر شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم بقذيفة ار بي جي ودارت اشتباكات بعدها مع حراس المقر.

واشار المرصد الى عدم ورود انباء عن سقوط ضحايا.

وكان “انفجار قوي” استهدف الاسبوع الماضي مقرا لحزب البعث في مدينة حلب، بحسب المرصد الذي اشار الى مقتل حارس المقر اثر اطلاق نار اعقب الانفجار.

وفي ريف ادلب (شمال غرب)، سقط خمسة من القوات النظامية بين قتيل وجريح اثر تدمير ناقلة جند مدرعة اخرى على حاجز للقوات النظامية بقذائف الار بي جي في جبل الزاوية.

وياتي ذلك غداة مقتل 14 شخصا في مناطق متفرقة من البلاد.

ويشهد وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في 12 نيسان/ابريل في سوريا، بموجب خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان، خروقات يومية تسببت حتى الآن بمقتل ما يزيد على 900 شخص منذ تطبيقه.

الا انه بالرغم من الخرق اليومي لوقف اطلاق النار الذي بدأ في 12 نيسان/ابريل، كجزء من تطبيق خطة انان لحل الازمة السورية، فان الدول العظمى تتمسك بخطة انان بسبب عدم وجود بديل لها في الوقت الحاضر، بحسب ما يقول دبلوماسيون في الامم المتحدة.

وتنسب السلطات السورية الاضطرابات التي تعيشها البلاد واسفرت عن مقتل اكثر من 12 الف شخص اغلبهم من المدنيين منذ منتصف اذار/مارس 2011، بحسب المرصد السوري، الى “مجموعات ارهابية مسلحة” تتهمها بالسعي لزرع الفوضى في البلاد في اطار “مؤامرة” يدعمها الخارج.

كاميرون يبلغ قادة الدول الثماني عزمه على إرسال عسكريين إلى سوريا

لندن: قالت صحيفة “ديلي تليغراف” البريطانية الصادرة اليوم إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اقترح على زعماء مجموعة الدول الثماني الكبرى إرسال عسكريين بريطانيين للإسهام في جهد مهمة المراقبة الدولية.

وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء البريطاني ينشد وجوداً بريطانياً ضمن فريق المراقبين التابع للأمم المتحدة من أجل “منع القوات السورية” من ارتكاب انتهاكات بحق الشعب السوري على حد قول كاميرون.

ونوهت صحيفة ديلي تليغراف بأن كاميرون يريد توسيع مهمة المراقبين الدوليين في سوريا وعددهم، بالرغم من وجود أكثر من 200 مراقب دولي داخل سوريا حالياً.

وذكرت الصحيفة أن رئيس وزراء بريطانيا يريد دعم عمل المراقبين الدوليين ومهمة الميجور جنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبين الميجور النرويجي بقائد عسكري بريطاني.

وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات رئيس الوزراء البريطاني تأتي في وقت تحقق الأمم المتحدة في تقارير تتحدث عن وجود “تبادل عسكري تكنولوجي بين الجيش السوري وكوريا الشمالية.

حلب تتسلم مشعل الثورة بمظاهرات غير مسبوقة

واشنطن: هبة القدسي بيروت: بولا أسطيح وليال أبو رحال ويوسف دياب

تسلمت مدينة حلب، أمس، «مشعل الثورة» السورية، حيث شهدت أكبر مظاهرات من نوعها منذ اندلاع الاحتجاجات بسوريا في منتصف مارس (آذار) 2011. بينما أشار أحمد فوزي، المتحدث باسم المبعوث العربي الدولي كوفي أنان، إلى جهود تقوم بها إدارة عمليات حفظ السلام في نيويورك والمراقبون الدوليون بقيادة الجنرال روبرت مود لمعرفة ما سماه «الطرف الثالث» في سوريا.

وجاء حديث فوزي تعليقا على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التي حمّل فيها تنظيم القاعدة مسؤولية تفجيرات دمشق، موضحا أن هناك «عنصرا ثالثا» يظهر على الأرض ويبعث على القلق، وبخاصة بعد ظهور «بصمات في الأنشطة والأحداث والتفجيرات التي يبدو أنها تأتي من مصادر أخرى غير المعارضة والحكومة», بينما عقب الجنرال روبرت مود، على ذات الموضوع بقوله أمس «لا أستطيع أن أحدد من المسؤول عن التفجيرات في دمشق».

ميدانيا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرات الآلاف من السوريين خرجوا للتظاهر أمس في جمعة «أبطال جامعة حلب» في معظم المحافظات السورية، في ما قال إنها «أضخم مظاهرات تشهدها سوريا», بينما سقط نحو 22 قتيلا أمس، وقال نشطاء إن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد قتلت اثنين من المحتجين في دمشق, بينما استمرت قوات النظام في قصفها العنيف لأحياء حمص ومدينة الرستن لليوم الرابع على التوالي.

إلى ذلك، أكد ناشطون مناهضون للنظام السوري أن ضابطا علويا يحمل رتبة مقدم أعلن انشقاقه عن الجيش النظامي والتحق بكتائب الجيش السوري الحر. وقال الضابط تيسير ديب، الذي يتحدر من مدينة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري «حين بدأت الثورة ظننت أن هناك عصابات مسلحة. وبعد مجيء المراقبين قررت الانشقاق والتحقت بصفوف الجيش السوري الحر.

حلب تتسلم مشعل الثورة في جمعة «أبطال جامعة حلب»

أضخم مظاهرات منذ إعلان وقف إطلاق النار في سوريا.. واستمرار قصف الرستن

بيروت: بولا أسطيح

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشرات الآلاف من السوريين خرجوا للتظاهر أمس في جمعة «أبطال جامعة حلب» في معظم المحافظات السورية، في ما قال إنها «أضخم مظاهرات تشهدها سوريا منذ إعلان وقف إطلاق النار» في 12 أبريل (نيسان) الماضي، لافتا إلى أن مدينة حلب بالتحديد شهدت بالأمس أكبر مظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا منذ منتصف مارس (آذار) 2011.. بينما سقط نحو 22 قتيلا أمس، حيث استمرت القوات النظامية في قصفها العنيف للرستن.

وتحدث رامي عبد الرحمن مدير المرصد، لـ«الشرق الأوسط»، عن ازدياد لافت في عدد نقاط التظاهر وعن اتساع تمددها الجغرافي، مؤكدا أن سوريا شهدت بالأمس الحراك الأكبر والأوسع، بمقابل انتشار أمني كثيف ومواجهة قوات الأمن للمتظاهرين بالرصاص في كثير من الأحيان. وقال: «أما في ما يخص مدينة حلب، فيمكن القول إن اليومين الماضيين كانا حلبيين بامتياز، إذ خرجت بالأمس عشرات المظاهرات في أحياء المدينة كما في الريف وسط حضور أمني كثيف».

بدوره، وصف الناطق باسم تنسيقيات الثورة في حلب محمد الحلبي، ما يحصل في حلب حاليا بـ«الانتفاضة الحقيقية»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن عشرات الآلاف خرجوا بالأمس في المدينة، بما يزيد على 38 مظاهرة، وأضاف: «أعلام الثورة غطت بالأمس أغلب أحياء حلب، فخرج ما يزيد على 15 ألف متظاهر في حي صلاح الدين، بينما خرج 8 آلاف في حي الشعار».

وتحدث الحلبي عن تحولات أساسية في المدينة، إذ شاركت بالأمس أحياء الجديدة والأشرفية (الأكراد) وحي جمعية الزهراء بالحراك بشكل لافت، مشيرا إلى أن معظم المظاهرات قوبلت بالرصاص الحي، بينما هز انفجار حي الصاخور قرب جامع أبو بكر الصديق، الذي يعتبر أحد أهم مراكز انطلاق المظاهرات. واتهم الحلبي النظام بتدبيره لمنع المصلين من التظاهر.

إلى ذلك، سجلت أمس أعمال عنف جديدة في مناطق عدة من سوريا، بحيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن عبوة ناسفة انفجرت في حي الشعار في مدينة حلب، أسفرت عن مقتل ضابط وجرح خمسة عناصر من القوات النظامية، بينما ذكر تلفزيون «الإخبارية السورية» أن عسكريا قتل وجرح خمسة آخرون أثناء تفكيكهم عبوة ناسفة عند دوار الشعار في حلب.

وفي حمص، أفاد ناشطون بتعرض أحياء الخالدية وحمص القديمة وجوبر والسلطانية لقصف وإطلاق نار من القوات النظامية، لافتين إلى استمرار القوات النظامية بقصفها مدينة الرستن في ريف حمص الخارجة عن سيطرة القوات النظامية منذ أشهر.

وبث ناشطون صورا لما قالوا إنه قصف مستمر منذ أيام على المدينة، مما أسفر عن هدم عدد من منازل الأهالي وسقوط ضحايا، وسط حديث عن وصول تعزيزات عسكرية إضافية لقوات الجيش السوري قرب المدينة. وأظهر شريط فيديو آخر أعمدة من الدخان ترتفع من أحياء في المدينة بعد سماع أصوات انفجارات قوية، وبدت في الشريط آثار حجارة وشظايا قرب عدد من المنازل في ظل دخان أبيض كثيف، بينما يتوالى سقوط القذائف بمعدل واحدة في أقل من دقيقتين. وندد المرصد السوري لحقوق الإنسان الجمعة بـ«صمت المراقبين الدوليين الذين لم يعملوا على وقف القصف المستمر منذ أيام على مدينة الرستن».

وفي ريف دمشق قال ناشطون إن دوي انفجارات هز كلا من دوما وحرستا وعربين، وأضافوا أن قوات الأمن انتشرت بكثافة في كفرسوسة والقابون وعدة أحياء بالعاصمة دمشق. وتحدث المرصد السوري عن خروج مظاهرات في حيي القدم والتضامن في العاصمة دمشق لنصرة داريا ودوما في الريف الدمشقي، الذي يشهد باستمرار عمليات دهم واعتقال، وتضامنا مع طلاب جامعة حلب.

وفي حماه أفاد ناشطون بمقتل طفل وجرح آخرين في قصف للجيش السوري على عدة أحياء في المدينة، ونقل المرصد عن نشطاء أن الطفل قتل إثر إطلاق نار من رشاشات ثقيلة من القوات النظامية بعد التفجير.

وفي حي الغراف بمدينة اللاذقية، قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأمن اعتقلت عددا من الأشخاص، حيث تم تكبيلهم واقتيادهم إلى جهة مجهولة، وتحدثت عن اقتحام قوات الأمن السورية لبلدة خطاب في ريف حماه.ونفذت قوات الأمن السورية عمليات دهم في مدينة دوما في ريف دمشق، وفي حي الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية، واعتقلت عددا من الأشخاص، بحسب المرصد، الذي أفاد بانتشار قوات الأمن السورية في محيط المساجد في عدد من أحياء اللاذقية لـ«منع خروج مظاهرات». وسجل انتشار مماثل في محيط المساجد في مدينة جبلة في المحافظة ذاتها، وفي مدينة بانياس والقرى المحيطة، بحسب الناشطين.

في المقابل، أشار الإعلام الرسمي السوري إلى أن عنصرين من القوات النظامية قتلا وجرح آخرون، مدنيون وعسكريون، في انفجارات عبوات ناسفة في مدن سورية مختلفة. وذكر التلفزيون السوري أن «انفجارا وقع قرب جامع العباس في حي برزة» في العاصمة السورية، مما أسفر عن وقوع جرحى، موضحا أن العبوة التي انفجرت كانت مزروعة في كشك هاتف عمومي، و«تسببت في إصابة عدد من المارة بينهم نساء وأطفال». بدورها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن الجهات المختصة أحبطت محاولة تفجير سيارة مفخخة في دير الزور وألقت القبض على المتورطين. ولفتت إلى أن «المجموعات الإرهابية المسلحة تواصل زرع العبوات الناسفة لاستهداف المواطنين وقوات حفظ النظام ووحدات الهندسة»، مشيرة إلى أنه في حماه «استشهد اليوم (أمس) عنصر من قوات حفظ النظام وأصيب ضابطان وعدد آخر من العناصر بانفجار عدة عبوات ناسفة زرعتها مجموعات إرهابية أثناء محاولة تفكيكها بين دواري البحرة والأعلاف بحماه».

وأضافت «سانا»: «أما في حلب فقد فجر إرهابيون عبوة ناسفة قرب دوار الشعار عن بعد خلال قيام عناصر من الهندسة بتفكيكها مما أدى إلى استشهاد المساعد أول حسن حسين الحاضري، وإصابة عدد من عناصر حفظ النظام، بينهم ضابط، أسعفوا إلى المشفى العسكري بالمدينة». وتحدثت وكالة الأنباء الرسمية عن «إحباط الجهات المختصة مساء الخميس/ الجمعة محاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل من لبنان إلى سوريا عند معبر الزيارة شرق معبر الدبوسية بريف تلكلخ بمحافظة حمص».

الجيش الحر ينفي انتقال الأسعد إلى لبنان للتحضير لإقامة منطقة عازلة

مصادره لـ «الشرق الأوسط»: موجود في اسطنبول.. ولسنا أغبياء لحصار أنفسنا بعدوين

بيروت: بولا أسطيح

نفت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر ما تضمنته رسالة المندوب السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى الأمم المتحدة، حول أن قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد «وصل إلى لبنان مؤخرا للتحضير لإقامة منطقة سوريا عازلة انطلاقا من الأراضي اللبنانية»، مؤكدة أن العقيد الأسعد حاليا في اسطنبول حيث يعقد اجتماعات متواصلة مع مسؤولين أتراك.

وفيما تعذّر التواصل مع الأسعد، نفى المقدم المظلي خالد الحمود نفيا قاطعا أن يكون قائد الجيش الحر في لبنان للتحضير لإقامة منطقة سوريا عازلة، مشددا على أنّه «ليس من مصلحة الجيش الحر إقامة منطقة مماثلة في لبنان، لأنه يصبح عندها محاصرا بعدوين بدلا من عدو واحد؛ وهما حزب الله والنظام السوري»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لسنا أغبياء للخوض في مغامرة مماثلة، كما أننا لا نريد للبنان أن ينزلق في أحداث لا تحمد عقباها، كوننا نعلم أنّه – ومتى قضينا على النظام السوري – فعندها سيعود حزب الله لحجمه الطبيعي عندما نحاصره ونمنع دخول السلاح الإيراني إليه».

بدوره، رد عضو كتلة المستقبل النيابية، النائب خالد الضاهر على قول الجعفري بأن «مقرات الجمعيات الخيرية التي تشرف عليها الجماعات السلفية وتيار المستقبل في المناطق اللبنانية المتاخمة للحدود السورية تحولت إلى أماكن مخصصة لاستقبال وإيواء عناصر إرهابية من تنظيمي القاعدة والإخوان المسلمين»، وقال الضاهر: «الكل بات يعلم أن الكذب هو نهج هذا النظام القاتل الذي انتقل اليوم ليهين بهذا الحديث الحكومة اللبنانية، وهي الحكومة التي أوجدها هو»، معتبرا أن كل الاتهامات التي ساقها الجعفري تهدف إلى صرف الأنظار عمّا يجري في سوريا من جرائم بحق الإنسان.

وتخوف الضاهر من أن تكون الحملة السورية الموجهة على لبنان، كما الاشتباكات التي شهدتها طرابلس، مقدمة للمخطط السوري الساعي لنقل الأزمة السورية إلى خارج الحدود، كما هدّد الأسد، و«بالتحديد إلى لبنان»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «رياض الأسعد ليس في لبنان، كما أنّه لا يخطط لإقامة منطقة عازلة في الشمال، على الرغم من أنّنا لا ننكر أن مطلبنا إقامة مخيمات للنازحين السوريين، حيث يمكن أن يتمتعوا بحد أدنى من الاستضافة اللائقة»، منتقدا وبشدة سعي الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني الخاضع للسلطة السياسية لتوقيف جرحى سوريين وتسليمهم للسلطات السورية.

انشقاق ضابط علوي من القرداحة

المقدم تيسير ديب: الخوف يمنع القرى العلوية من المشاركة في الثورة

بيروت: «الشرق الأوسط»

أكد ناشطون مناهضون للنظام السوري أن ضابطا علويا يحمل رتبة مقدم أعلن انشقاقه عن الجيش النظامي والتحق بكتائب الجيش السوري الحر.

وقال الضابط تيسير ديب، الذي ينحدر من مدينة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد، في تسجيل بثته إحدى الفضائيات العربية: «حين بدأت الثورة ظننت أن هناك عصابات مسلحة. وبعد مجيء المراقبين قررت الانشقاق والتحقت بصفوف الجيش السوري الحر، لأعرف من هم الجيش الحر. فاكتشفت أنهم ضباط وجنود من الجيش النظامي السوري انشقوا لأنهم شعروا بالظلم وشعروا أن هناك فتنة تحضر للبلاد، فحسمت أمري بالاستمرار معهم». وتابع الضابط الذي ظهر خلال التسجيل المصور في أحد مراكز تدريب الجيش السوري الحر: «جميعهم زملائي وإخوتي، ولا فرق أبدا بيني وبينهم. ونحن نتعامل كمجموعة متكاملة لأن هناك ظلما أصاب البلاد وتهديما وتهجيرا وقتلا».

وطلب المقدم المنشق من المصور أن يقترب بكاميرته ليصور الجنود المنشقين ويتأكد «أن أحدا منهم لا يحب القتل، ولا يحب أن يغادر منزله إلا نتيجة تهديم البيوت وبغرض محاربة الظلم والدفاع عن الأرض والعرض». وأكد أنه «مع الجيش الحر» ولا فرق بينه وبين أي جندي آخر داخل صفوف هذا الجيش.

وعن قرى الساحل السوري، التي ينحدر منها الضابط ويشكل العلويون غالبية سكانها، قال: «إن الخوف يمنع هذه القرى من المشاركة بالثورة والانضمام إلى المظاهرات المطالبة بالحرية، النظام يريد لهذه القرى أن تبقى محسوبة عليه». وجزم الضابط المنشق بأن «هناك العديد من أهالي هذه القرى على استعداد للمشاركة بالحراك الثوري، لكن الخوف يمنعهم». وتحمل مدينة القرداحة، التي يعد المقدم المنشق تيسير ديب أحد أبنائها، رمزية كبيرة.. حيث تنحدر منها عائلة الأسد وتشكل المعقل الرئيسي للمؤيدين للنظام السوري. وتقع المدينة على هضبة من هضاب الجبال الساحلية ذات الغالبية العلوية، وتتبع إداريا محافظة اللاذقية. وقد صارت مقصدا للكثير من مؤيدي النظام السوري بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد، حيث تم إنشاء ضريح للرئيس الراحل على أحد مرتفعاتها.

وهي تبعد نحو 20 كيلومترا عن جبلة، وترتبط بمنطقة جبلية تضم الكثير من القرى كعين العروس وبحمرا وبستان الباشا ودباش ورويسة البساتنة والسفرقية، بالإضافة إلى العديد من القرى والمزارع الأخرى.

تتوفر فيها كل الخدمات الحديثة من مستشفيات ومراكز صحية ومدارس وأبنية حكومية. وتمتاز بمقامات دينية تعود جميعها إلى الطائفة العلوية، أشهرها مقام الأربعين (على قمة جبل العرين) ومقامات بني هاشم (على قمة جبل النواصرة) ومقام الشيخ غريب والشيخ ضاهر ومقام جعفر الطيار ومقام الشيخ مقبل.

ويشكل العلويون نحو 12 في المائة من سكان سوريا، وما زال معظمهم يبدي تأييدا للنظام السوري نتيجة ما يسميه معارضون سوريون «سياسة التخويف» التي اعتمدها النظام مع جميع الأقليات في البلد لتصطف إلى جانبه.

ولا يعد هذا الانشقاق الأول من نوعه داخل صفوف الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد، حيث تم الإعلان عن تشكيل كتيبة «الأحرار العلويين» في بداية شهر مارس (آذار) من العام الحالي، والتي تضم العديد من الضباط والجنود العلويين، وعلى رأسهم النقيب صالح حبيبي صالح.. لكن المقدم ديب يعد أعلى المنشقين رتبة حتى الآن من الطائفة العلوية.

القضاء السوري يحكم بالإعدام على ناشط بتهمة «الخيانة العظمى» بعد ظهور تلفزيوني

قانوني في «المجلس الوطني» لـ «الشرق الأوسط»: النظام يستغل مؤسسات العدالة لترهيب الناشطين

بيروت: ليال أبو رحال

أعلنت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان أمس أن «القضاء السوري أصدر حكما بالإعدام بحق الناشط محمد عبد المولى الحريري»، المعتقل منذ 16 أبريل (نيسان) الماضي، بعد تجريمه بجناية «الخيانة العظمى والتعامل مع جهات أجنبية»، مشيرة إلى نقله إلى سجن صيدنايا العسكري «تمهيدا لتنفيذ الحكم».

وشددت الرابطة على أن الحكم «جائر» و«باطل» لاستناده إلى اعترافات انتُزعت «تحت التعذيب الوحشي»، لافتة في بيان أصدرته أمس إلى أن الحريري تعرض «منذ اللحظات الأولى لاعتقاله إلى تعذيب وحشي، أدى إلى كسر ظهره في اليوم الأول لاعتقاله، فيما تابعت أجهزة الأمن التحقيق معه وهو في حالة شلل نصفي ممتنعة عن تقديم المساعدة الطبية اللازمة له».

وكان الحريري قد اعتقل مباشرة بعد انتهائه من مداخلة تلفزيونية مع قناة «الجزيرة» الإخبارية، وأكدت الرابطة السورية أن الحريري «لم يحظ بالحدّ الأدنى من شروط المحاكمة العادلة والحصول على المساعدة القانونية المنصوص عليها في الدستور السوري، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان التي انضمت إليها سوريا».

وبينما طالبت الرابطة السلطات السورية بوقف تنفيذ الحكم «الجائر» بحق الحريري، وأشارت إلى «تصاعد وتيرة أعمال العنف والقتل والتعذيب والاختفاء القسري بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة، والتي تم تصنيفها في معظم الحالات كجرائم ضد الإنسانية تستوجب ملاحقة ومحاسبة المسؤولين عن ارتكابها أمام القضاء الدولي المختص»، طالب معارضون سوريون وجمعيات ومنظمات حقوقية وإعلامية المجتمع الدولي بالضغط على النظام السوري لوقف تنفيذ حكم الإعدام.

وقال مدير المكتب القانوني في المجلس الوطني السوري هشام مروة لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الحكم ليس بغريب على النظام السوري، الذي لم يعد يجد سبلا لتكذيب ما ينقله المراسلون الميدانيون الذين يوثقون ما يرتكبه يوميا من جرائم»، متهما النظام «باستخدام القضاء لتوجيه رسائل سياسية لترهيب هؤلاء الناشطين الأبطال».

-وشدد مروة على أنه «لا يمكن بأي شكل من الأشكال اتهام الحريري بارتكاب الخيانة العظمى»، وأضاف: «إذا سلمنا جدلا بأنه قام بمخالفة ما، ربما نقول إنه خالف قوانين الإعلام لناحية ممارسته المهنة أو التصريح دون إذن، لكن لا يمكن لذلك أن يرقى إطلاقا إلى مصاف جناية أو جنحة أو خيانة عظمى».

وانتقد مروة بشدة «لجوء النظام السوري إلى استخدام مؤسسات العدالة والقضاء واستغلالها لتوجيه رسالة سياسية، بعد استخدامه المؤسسات التشريعية لإصدار مراسيم عفو عن الجرائم العسكرية بهدف الإيقاع بالناشطين»، مذكرا بأن هذه الممارسات ليست بجديدة على النظام السوري.

ودعا مروة «المنظمات الإنسانية والحقوقية إلى رفع صوتها عاليا لإثناء النظام السوري عن تنفيذ الحكم بالناشط، الذي لم يفعل أكثر من التواصل مع وكالات أنباء وتقديم البيانات لها»، معولا على الدور الذي يمكن لها أن تقوم به في هذا السياق.

وناشدت رابطة الصحافيين السوريين العالم التدخل لوقف تنفيذ حكم الإعدام بحق الناشط، ودعت الناشطين والزملاء الإعلاميين إلى التوقيع على بيان يطالب بمنع المحاكمة عنه. وذكرت على صفحتها على «فيس بوك» أنه «تناقضت الأنباء حول مصير الحريري في ظل التزام السلطات في سوريا الصمت حيال التعليق على الخبر»، مطالبة بمعاملته «شأن أي صحافي ينقل الخبر بحسب المواثيق الدولية».

وفي بيروت، أدان مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية «سكايز» (عيون سمير قصير)، «الحكم بالإعدام الصادر بحق الحريري بتهمة الخيانة العظمى والتعامل مع جهات أجنبية، التي لا تستند إلى أي مسوّغ قانوني، والبعيدة كل البعد عن منطق المحاكمات المدنية العادلة بكل أوجهها، بدليل اعتقاله من دون أي مذكرة قضائية لحظة انتهائه من حديث تلفزيوني وهو أعزل ولم يبدِ أي مقاومة».

وطالب «المنظمات والمؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بالتدخل فورا والضغط لوقف تنفيذ الحكم غير المبرر، وكذلك وقف (مسرحية) ادعاءات القضاء السوري المفبركة سلفا وكشفها أمام المراجع القانونية الدولية من أجل محاكمة المجرمين الحقيقيين المتورطين فيها».

متحدث باسم أنان: المبعوث في دمشق قريبا.. ونبحث عن «طرف ثالث»

بان كي مون يعرب عن اعتقاده بأن تنظيم القاعدة يقف خلف تفجيري دمشق والمعارضة تتهم النظام

مراقبون يفحصون آثار انفجار أسفر عن مقتل جندي وإصابة عدد من الأشخاص ببلدة برزة في ريف دمشق أمس (رويترز)

واشنطن: هبة القدسي بيروت: ليال أبو رحال

في تطور مثير، اتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تنظيم القاعدة بالضلوع في التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا مؤخرا في دمشق، فيما أعلن معارضون سوريون أنهم لا يستبعدون أن تكون «عناصر إرهابية هي من نفذت تفجيري دمشق الأخيرين»، لكنهم جزموا في الوقت عينه بأن «النظام السوري هو من يقف خلف هذه العناصر».. فيما كشف أحمد فوزي، المتحدث باسم المبعوث العربي الدولي إلى سوريا، أن كوفي أنان يخطط لزيارة دمشق قريبا لبذل مزيد من الجهود لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية.

وقال عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري الدكتور نجيب الغضبان لـ«الشرق الأوسط» أمس: «لا نستبعد بان تكون عناصر إرهابية هي من قامت بتنفيذ سلسلة الانفجارات التي وقعت في دمشق، لكن النظام السوري هو من يسيطر على هذه العناصر ويتحكم بها»، مذكرا «إننا سبق وحذرنا منذ أشهر من إطلاق النظام سراح مجموعة من العناصر التي يعرف ارتباطها بتنظيم القاعدة من سجونه، وقلنا إننا متخوفون من استخدامهم للإساءة للمعارضة السورية وضرب الثورة».

وجزم الغضبان بأن «الدلائل المتوفرة كلها تؤكد أن النظام السوري هو المستفيد الأول من سلسلة التفجيرات»، مؤكدا أنه «ليس من مصلحة الحراك الثوري والمجلس الوطني وحتى الجيش السوري الحر على الإطلاق الوقوف خلف هذه الأعمال الإرهابية».

وكان أمين عام الأمم المتحدة قد لفت أمس إلى أن «الأمر كان مفاجئا وخطيرا، ففي وقت قصير تم تنفيذ هجوم شامل أدى إلى مقتل عدد كبير من الضحايا»، معربا عن اعتقاده بأن «تنظيم القاعدة يقف خلف تلك الهجمات في دمشق، وهذا ما سيخلق لنا إشكالات بالغة».

وأرسلت دمشق مطلع الشهر الجاري قائمة من ستة وعشرين اسما لعناصر من جنسيات مختلفة إلى الأمم المتحدة، قالت إن أغلبهم من أعضاء تنظيم القاعدة.

وفي هذا الإطار، أوضح الغضبان أنه «من الممكن أن تكون عناصر متطرفة قد دخلت إلى سوريا في الفترة الأخيرة مستغلة الظروف الراهنة، لكن المؤكد أن قدرتها على التحرك محدودة جدا». وشدد على أنه «لا يمكن فصل التفجيرات عن توقيت حصولها وارتباطها بأمور أخرى، في مقدمها إفشال مهمة المراقبين الدوليين وإرهاب المواطنين السوريين»، متسائلا: «في حال لم يكن النظام متورطا فلماذا لم تحصل انفجارات مماثلة خلال ما سماه النظام بالانتخابات التشريعية ولماذا لم يتم استهداف مؤيدي النظام».

وجدد الغضبان الإشارة إلى أنه «من المعلوم ارتباطات النظام السوري، الذي تحدث منذ اليوم الأول عن جماعات مسلحة تحرك الشارع السوري، بتنظيم القاعدة». وقال إن «ظاهرة القاعدة في سوريا مختلفة عن سواها في باقي الدول، حيث إن النظام هو من سمح بنشاطها منذ عام 2002 وغض النظر عن تحركات عناصرها»، موضحا أن «النظام نفسه هو من أرسل عناصر إلى العراق وباتت علاقته معروفة بتنظيم فتح الإسلام في لبنان».

من جانبه، قال أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي أنان أثناء لقائه بالصحافيين أمس بجنيف: «أستطيع أن أقول إننا نتوقع زيارة له (أنان) في وقت قريب، ونائبه لديه أيضا خطط لزيارة سوريا، لبذل مزيد من الجهود لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية، لكنني لا أستطيع الكشف عن وقت أو تاريخ وصوله»، لاعتبارات ومخاطر أمنية. وأوضحت مصادر أن زيارة نائب أنان ستتم مساء الجمعة أو صباح السبت.

وتعد الزيارة المرتقبة هي الثانية لأنان بعد زيارته الأولى لدمشق في التاسع والعاشر من مارس (آذار) الماضي، والتي أعلن بعدها موافقة الرئيس بشار الأسد على خطة السلام المكونة من ست نقاط والتزام النظام السوري بتنفيذها.

وعلق فوزي على تصريحات بان كي مون حول مسؤولية تنظيم القاعدة عن تفجيرات دمشق، وقال: «إن نص ما قاله الأمين العام هو أنه يعتقد أن تنظيم القاعدة لا بد وأن يكون خلف تلك التفجيرات»، وأشار فوزي إلى ما سماه «عنصرا ثالثا» يظهر على الأرض في سوريا ويبعث على القلق، قائلا: «إننا لم نتمكن بعد من التأكد من انتماءات هذا العنصر الثالث، ونحن في صدد القيام بذلك».

وأشار فوزي إلى جهود تقوم بها إدارة عمليات حفظ السلام في نيويورك والمراقبون الدوليون بقيادة الجنرال روبرت مود لمعرفة الطرف الثالث، وقال: «نحن هنا نتحدث عن بصمات في الأنشطة والأحداث والتفجيرات التي يبدو أنها تأتي من مصادر أخرى غير المعارضة والحكومة، ولكن لم يتم بعد التحقق منها وعلينا أن نكون حذرين جدا، فالتفجيرات الانتحارية التي وقعت في دمشق أسفرت عن عدد مرعب من الضحايا، وأعلنت مجموعة جهادية مسؤوليتها عنها، ثم عادت وأنكرت قائلة إن شريط الفيديو الذي نشر على الإنترنت (ويتضمن الاعتراف بالمسؤولية) كان مزورا، ولذا علينا أن نكون حذرين ونحن نلقي بالمسؤولية».

وأضاف فوزي أن انتهاكات وقف إطلاق النار تأتي من الجانبين، وقال: «ندين بأشد العبارات العنف بجميع أشكاله من قبل جميع الأطراف، وهذا يجب أن ينتهي لكي تسمح لعملية سياسية أن تنطلق ويكون هناك بصيص من النجاح لها». ورفض فوزي وصف خطة أنان بالهشة أو الفاشلة، مؤكدا قبول الجانبين للخطة وتعهدهم بتنفيذها.

وأشار فوزي إلى حضور بان كي مون للقاءات قمة حلف شمال الأطلسي في شيكاغو، آملا أن تشهد القمة وحدة في المجتمع الدولي تجاه تنفيذ خطة أنان. وشدد على الاستمرار في الضغط الدولي لتنفيذ الخطة، وقال: «هناك جهود ملموسة وإجراءات يجري اتخاذها في العلن ووراء الكواليس».

من جانب آخر كشف تقرير لفريق من الخبراء التابعين للأمم المتحدة عن محاولات من كوريا الشمالية لإرسال شحنات من الأسلحة إلى سوريا، وقال التقرير إن كوريا الشمالية تتجاهل بذلك العقوبات المفروضة عليها من الأمم المتحدة. وأوضح التقرير أن شحنات الأسلحة لا تنطوي على مواد نووية أو مواد متصلة بأسلحة الدمار الشامل، لكنها تبقى في النهاية انتهاكا لمبيعات غير مشروعة لأسلحة ومواد متصلة بها.

مود يعترف بتعرض المراقبين لأضرار في حلب

رمضان لـ«الشرق الأوسط»: احتمالات نجاح مبادرة أنان باتت محدودة

بيروت: يوسف دياب

أعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود، أن «بعض عربات المراقبين في حلب تعرّضت لأضرار، كما تعرّض المراقبون إلى أضرار في جامعة حلب». وشدد على أن «ما يجري يضر بالشعب السوري». وقال في تصريح له أمس «لا أستطيع أن أحدّد من المسؤول عن التفجيرات في دمشق».

وأشار مود إلى أن «عدد المراقبين الموجودين في سوريا حاليا اقترب من 260 مراقبا، وأن بعثة المراقبين في سوريا في طريقها إلى استكمال نشر عددها الإجمالي، وكلما زاد عدد المراقبين زادت فرص وقف العنف». وإذ رأى أن «الفرص لإحلال السلام في سوريا ما زالت قائمة»، اعتبر أن «سرعة انتشار المراقبين جاءت بفضل التنسيق الذي قدّمته السلطات السورية، ونحن نعمل بكل ما في وسعنا لوقف العنف».

وبثّت أمس مواقع إلكترونية صورا التقطها ناشطون في الثورة السورية تظهر إطلاق النار على المراقبين الدوليين في مدينة خان شيخون الذي حصل يوم الأربعاء الماضي، ومحاولة إنقاذهم من قبل المتظاهرين. كما أظهرت صور أخرى من جامعة حلب مهاجمة أحد عناصر الأمن السوري لسيارة المراقبين الدوليين التي سرعان ما لاذت بالفرار.

وتعليقا على تصريحات مود، رأى عضو المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني السوري»، ورئيس «مجموعة العمل الوطني من أجل سوريا» أحمد رمضان، أن «فرص نجاح مبادرة (المبعوث الأممي والعربي) كوفي أنان أصبحت محدودة جدا، وهناك محاولات لإعاقة هذه المبادرة ليس من النظام السوري فحسب، إنما من حلفائه لا سيما الموقف الروسي الذي لم يقدم أي دعم لهذه المبادرة، وذهب باتجاه مساندة النظام من أجل تقويضها».

وأكد رمضان في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «الحديث عن وجود هدوء ووقف لإطلاق النار هو خداع، لأن النظام مستمر بالتصعيد العسكري والأمني وأن عمليات الاعتقال والتعذيب تضاعفت ثلاث مرات، والنظام ما زال يوسع من دائرة الهجمات ويستخدم فرق الموت التي تقوم بأعمال القتل والتصفية».

وطالب رمضان المجموعة الدولية بـ«مراجعة فعلية لالتزام النظام السوري بشروط عمل المراقبين». وقال «نطالب مجلس الأمن الدولي بأن لا يدفن رأسه في الرمال والتنكر لأن النظام تنكر للمبادرة وأجهضها، والدليل أن عمل المراقبين تأخر حتى الآن عن إكمال العدد والإمكانات، ولا نعتقد أن الأمم المتحدة تحتاج إلى أسابيع أو أشهر لترسل 300 مراقب، وإذا كان النظام رفض وقف إطلاق النار سابقا، فليس من سبب للاعتقاد بأنه سيوقف النار الآن».

واعتبر أن «الرئيس السوري بشار الأسد وجّه رسالة خطرة جدا في حديثه الأخير عندما هدد الدول التي تدعم الشعب السوري بنقل الفوضى إليها، وبدأ بترجمة هذه التهديدات في لبنان ومن مدينة طرابلس حيث اندلعت موجة العنف فيها، وفي البحرين عبر مجموعات درّبتها المخابرات السورية لتقوم بعمليات عنف وتخريب خدمة للنظام وحلفائه الإقليميين».

وردا على سؤال عن البديل عن المراقبين في حال أعلن أنان فشل مبادرته وجرى سحبهم، أجاب «ليس مطلوبا من المجتمع الدولي وخصوصا مجلس الأمن، تقديم حبوب مسكنة لما يجري في سوريا، بل هو معني بحماية السلم والأمن الدوليين، وحماية الشعوب من خطر الإبادة والقتل، وما يجري على أرض سوريا هو محاولة لتقويض الأمن الإقليمي والدولي بحسب تصريحات الأسد، كما أن هناك إبادة للمدنيين على يد كتائب النظام الإجرامية». أضاف «مطلوب من مجلس الأمن ثلاثة أمور، الأول عقد جلسة عاجلة لتقييم تجارب النظام وفق قراري المجلس السابقين، وشروط عمل المراقبين، والثاني طرح آلية جديدة للتعامل كما نصّت القرارات السابقة، والتي تقول إنه في حال لم يتجاوب النظام السوري (مع المبادرة) يجتمع مجلس الأمن ويتخذ إجراءات إضافية». وشدد رمضان على أن «تكون هذه الإجراءات تحت الفصل السابع ليفهم هذا النظام أنه ليس متروكا، وينبغي أن تكون هناك عملية جراحية حقيقية لاجتثاث الورم الخبيث الذي يفتك في الجسم السوري منذ أكثر من أربعة عقود».

باريس غير مكترثة بدعوة الأسد وتحذيراته للرئيس الفرنسي الجديد

مصادر دبلوماسية فرنسية: لن نغير سياستنا تجاه دمشق

باريس: ميشال أبو نجم

لم تعر باريس أي اهتمام لتصريحات الرئيس السوري بشار الأسد لإحدى القنوات الإخبارية الروسية يوم الأربعاء الماضي، والتي دعا فيها الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند إلى «التفكير في مصالح بلاده»، وبالتالي تغيير سياسة فرنسا إزاء سوريا، محذرا إياه من أن «الفوضى الحالية (في سوريا والمنطقة) والإرهاب ستكون لهما انعكاسات على أوروبا»، القريبة من منطقة الشرق الأوسط.

وقالت الخارجية الفرنسية أمس إن بشار الأسد «لن ينجح بمثل هذه التصريحات في أن ينسي (العالم) أن قواته مستمرة في ارتكاب المجازر بحق الشعب، وأنه لم يبدأ (حتى الآن) تطبيق خطة (المبعوث العربي الدولي كوفي) أنان». وتساءل برنار فاليرو، الناطق باسم الخارجية الفرنسية في المؤتمر الصحافي الإلكتروني، ظهر أمس «هل توقف العنف؟ هل أطلق سراح الموقوفين؟ هل عاد الجيش إلى ثكناته؟ هل انطلق المسار السياسي؟»، ليجيب بالنفي، وليؤكد مجددا أن باريس ما زالت تدعم خطة أنان التي يجب أن تفضي، وفق فهمها لها، إلى تحقيق «الانتقال السياسي» في سوريا؛ أي إلى رحيل الأسد عن السلطة وانتهاء نظامه.

وردت فرنسا على الاتهامات التي ساقها الأسد، والتي حمل فيها أطرافا خارجية مسؤولية أعمال العنف والفوضى والإرهاب في بلاده، بقولها إنه حان الوقت للرئيس السوري «بعد 14 شهرا من عمر الأزمة أن يفهم أن القمع الدموي الذي تمارسه القوى الأمنية (السورية) هو الذي يهدد بإغراق سوريا في حال من الفوضى المضرة بالاستقرار الإقليمي». وخلصت الخارجية الفرنسية إلى القول إن باريس «مستمرة في مساندة الشعب السوري في مطالبته بالحرية، وفي إدانة استمرار القمع الدموي» المستمر.

وأفادت مصادر دبلوماسية أوروبية معنية بالملف السوري بأن السلطات في دمشق «تأمل» في أن رحيل الرئيس نيكولا ساركوزي، ووصول فرنسوا هولاند إلى رئاسة الجمهورية «سيفضي إلى تغييرات في سياسة باريس إزاء دمشق؛ باعتبار أن الضغوط والعقوبات الاقتصادية والفردية الأوروبية وغير الأوروبية لم تؤد إلى نتيجة، وأن النظام ما زال قائما». كذلك تراهن دمشق، وفق المصادر نفسها، على انشغال الإدارة الأميركية في الانتخابات الرئاسية، وبالتالي فإنها تستبعد أي تحرك جدي من أجل إسقاط النظام في سوريا.

غير أن مصادر دبلوماسية فرنسية «استبعدت» حصول تغير في سياسة فرنسا إزاء دمشق، التي تميزت حتى الآن – من جهة – بالتشدد والدفع باتجاه عزل النظام سياسيا ودبلوماسيا، وفرض عقوبات اقتصادية ومالية متلاحقة ضد سوريا، ومن جهة ثانية بالدفع باتجاه مساعدة المعارضة ممثلة بالمجلس الوطني السوري. وهددت باريس، في اجتماع حضرته 15 دولة من «مجموعة أصدقاء سوريا» عقد في مقر الخارجية الشهر الماضي، بالمضي في «بدائل أخرى» إذا ما تبين أن خطة أنان قد فشلت. كما أن وزير خارجيتها السابق آلان جوبيه، الذي أدار الملف السوري منذ بدء الاحتجاجات والمظاهرات قبل 14 شهرا، اعتبر أن الخطة المذكورة هي «الفرصة الأخيرة»، وأن المهلة المعطاة لتطبيقها «ليست إلى ما لا نهاية».

وآل الملف السوري إلى الوزير الجديد لوران فابيوس الذي تسلم مسؤولياته الخميس. ولم تتوافر الفرصة حتى الآن لفابيوس لأن يعرض النهج الذي سيسير عليه، علما بأن الموضوع السوري سيكون – إلى جانب الملف الإيراني – على طاولة مباحثات زعماء مجموعة الثماني في كامب ديفيد. وبحسب المصادر الدبلوماسية الفرنسية، فإن هناك «إجماعا» فرنسيا على الخطوط الكبرى لسياسة فرنسا الخارجية التي لم تكن – باستثناء ملف الوجود الفرنسي العسكري في أفغانستان – حاضرة في الجدل الانتخابي، مما يعني التوافق حولها.

وما يدفع في هذا الاتجاه أن الرئيس هولاند خلال حملته الانتخابية التزم هو الآخر خطا متشددا إزاء سوريا، وذهب أبعد مما ذهب إليه ساركوزي حين قال إنه سيجعل «القوات الفرنسية تشارك في عملية عسكرية في سوريا إذا كان ذلك بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي». ولذا فثمة توافق في الرأي على أن باريس لن تعدل سياستها في المستقبل المنظور.

ويستبعد مراقبون مستقلون في العاصمة الفرنسية ظهور «تغيرات جذرية» في الموقف الدولي من سوريا «في إطار المعطيات الراهنة»، ويرون أن جل ما يمكن القيام به هو العودة إلى مجلس الأمن الدولي والاستمرار في الضغط على الجانب الروسي حتى «يتحمل مسؤولياته»، لأنه «طرف مشارك» في مهمة أنان التي وافق عليها بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي، وبالتالي «عليه استخلاص النتائج» إذا ما باءت بالفشل.

وفي هذا السياق، ترى باريس أن حدوث تغير جدي في الموقف الروسي «أمر ممكن»، إلا أنها ترى أن الطرف الذي يمكن أن يحصل عليه هو الولايات المتحدة الأميركية، لأنها الجهة القادرة على «دفع الثمن»، أي الاعتراف بالمصالح الروسية في المنطقة وتوفير الضمانات لاحترامها. وتؤكد المصادر الفرنسية أن ما تعمل عليه باريس هو السعي للوصول إلى «إجماع» في مجلس الأمن تكون روسيا من ضمنه، واقتراح حلول تضمن «الانتقال السياسي» بما فيها الحل على الطريقة اليمنية.

بان كي مون لا يملك دليلاً على تورّط “القاعدة” في تفجيرات سوريا

“جمعة أبطال جامعة حلب” تحشد أكبر تظاهرات الثورة

                                            لا تزال الثورة السورية تأخذ منحى تصاعدياً على الرغم من استمرار قوات الأسد في تسخين كافة الجبهات الداخلية في كل المدن والقرى التي تشهد انتفاضة ضد حكم الرئيس السوري ولا سيما في مدينتي حمص والرستن التي رزحت أمس تحت قصف عنيف جداً بعد أن عجز النظام عن اقتحامها على الرغم من تكرار محاولاته، وكان بارزاً أمس خروج تظاهرات مناهضة للنظام السوري هي الأكبر في مدينة حلب منذ بدء الانتفاضة قبل أكثر من عام.

وأكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي أمس، أن بان كي مون لا يملك “دليلاً قاطعاً” على أن تنظيم القاعدة يقف وراء تفجيرات سوريا، مضيفاً أن “بعض الاعتداءات تحمل بوضوح بصمات إرهابيين نعرفهم من أماكن أخرى”.

وفي وقت اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أنه لا يمكن للرئيس السوري أن يمسك الحكم في سوريا إلى الأبد، كان نظيره القطري حمد بن جسم في مؤتمر صحافي مشترك معه بحضور رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف في فارنا أمس، يعتبر أن “على الأمم المتحدة أن تحدد وقتاً لوضع حد لما يجري في سوريا، ولعمل شيء في هذا الموضوع لمنع قتل المزيد من المدنيين”.

فقد أطلقت القوى الأمنية السورية النار في “جمعة أبطال جامعة حلب” أمس مردية 27 شهيداً منهم 3 أطفال و3 نساء حسب لجان التنسيق المحلية، في وقت أعلن أن الموفد الدولي الخاص كوفي أنان سيقوم “بزيارة قريبة” الى دمشق لاستئناف البحث في خطته للسلام.

وتحت شعار “أبطال جامعة حلب” التي بقيت لفترة طويلة في منأى عن الاحتجاجات وتشهد منذ أشهر تظاهرات تصعيدية قتل خلال محاولة قمعها على أيدي القوى الأمنية قبل أسابيع أربعة طلاب، خرج عشرات آلاف السوريين فيها وفي العاصمة دمشق وريفها ومحافظات حماة وحمص والحسكة وإدلب ودرعا ودير الزور.

وحاولت القوى الأمنية في أماكن عدة تفريق التظاهرات بإطلاق النار، ما تسبب بسقوط العشرات من القتلى والجرحى.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن مدينة حلب شهدت “أكبر تظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات” في منتصف آذار (مارس) 2011 “برغم القمع الذي ووجهت به تظاهرة” أول من أمس التي ترافقت مع وجود مراقبين في جامعة حلب.

وقال عبدالرحمن إن “عشرات الآلاف تظاهروا في كل سوريا في أضخم تظاهرات منذ إعلان وقف إطلاق النار”.

وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي إن “مدينة حلب عاشت اليوم (أمس) انتفاضة حقيقية”، مشيراً الى خروج عشرات التظاهرات في أحيائها وفي مناطق الريف. وأشار الى أن “معظم التظاهرات ووجهت بإطلاق النار من قوات الأمن التي اعتقلت العشرات”. وذكر المرصد في بيان أن “عدداً من المتظاهرين أصيبوا برصاص الأمن في حي صلاح الدين”. وهتف المتظاهرون في حي السكري “ما رح نركع ما رح نركع خلي كل العالم يسمع”، بحسب أشرطة فيديو نشرها ناشطون على شبكة الانترنت.

وقالت الناطقة باسم المكتب الإعلامي للثورة في حماة “هناك تزايد في عدد التظاهرات خلال الأسبوعين الأخيرين بسبب وجود المراقبين في حماة وريفها برغم يقين الأهالي أن المراقبين لا حول لهم ولا قوة”. وأشارت الى خروج “أكثر من مئة تظاهرة في المدينة وريفها”.

كما سقط جرحى بين المتظاهرين في دوما والتل في ريف دمشق أطلقت عليهم قوات الأمن التابعة للنظام النار.

وتعرضت مدينتا حمص والرستن القريبة منها إلى قصف عنيف، وقتل متظاهر نتيجة حروق أصيب بها “إثر إطلاق قنابل غازية لتفريق تظاهرة في حي دير بعلبة”، حسب المرصد الذي أشار أيضاً الى إصابة خمسة متظاهرين بجروح.

وقال المرصد إن ثلاثة مواطنين قتلوا في حي التضامن في مدينة دمشق في إطلاق رصاص من قوات النظام التي كانت تلاحق متظاهرين بعد تفريق تجمع مناهض للنظام. وفي محافظة درعا، قتلت طفلة واعتقل أفراد أسرتها في مداهمة نفذتها قوات النظام لمنزل العائلة تخللها إطلاق رصاص في مدينة جاسم، كما قتلت فتاة اثر إصابتها برصاص قناصة في بلدة الجيزة في درعا. وقتل طفل وامرأة في إطلاق نار في حي طريق حلب في مدينة حماة.

وانفجرت عبوة ناسفة فجر أمس في حي الشعار في مدينة حلب أدت الى مصرع ضابط وجرح خمسة عناصر من قوات النظام حسب المرصد. بينما ذكر تلفزيون “الاخبارية السورية” أن عسكرياً قتل وجرح خمسة آخرون أثناء تفكيكهم عبوة ناسفة عند دوار الشعار في حلب.

وأفاد الإعلام الرسمي السوري من جهته عن ستة قتلى في انفجارات عبوات ناسفة، أحدهم ورد أيضاً في حصيلة المرصد.

واستمر أمس قصف مدينة الرستن في حمص التي تعتبر معقلاً للجيش السوري الحر، على أيدي قوات النظام. وتحاصر قوات النظام المدينة منذ أشهر، وحاولت اقتحامها مرات عدة بعد سيطرتها على حي بابا عمرو في مدينة حمص في مطلع آذار (مارس) الماضي.

وندد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بـ”صمت المراقبين الدوليين الذين لم يعملوا على وقف القصف المستمر منذ أيام على مدينة الرستن”.

وأعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي أمس، أن بان كي مون لا يملك “دليلاً قاطعاً” على أن تنظيم القاعدة يقف وراء تنفيذ اعتداءات في سوريا، لكنه يخشى أن تكون مجموعات إرهابية تستفيد من الاضطرابات في البلاد.

وكان بان كي مون اعتبر الخميس أن “القاعدة” قد تكون مسؤولة عن اعتداءات نُفذت أخيراً في سوريا.

وأكد رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود أمس أن المراقبين مهما ارتفع عددهم، لا يمكنهم وحدهم وضع حد لأعمال العنف في البلاد، ما لم يكن هناك التزام حقيقي من كل الأطراف بعملية السلام.

وقال مود للصحافيين “لا يمكن لأي عدد من المراقبين أن ينجز انخفاضاً تدريجياً في وتيرة العنف أو أن يضع حداً لأعمال العنف إذا لم يكن هناك التزام حقيقي بإعطاء الحوار فرصة من جانب كل الأطراف الداخليين والخارجيين”. وأشار الى أن لا بديل في الوقت الحالي من مهمة المراقبين من أجل حل الأزمة.

وفي المواقف، استخفت فرنسا أمس بالتصريحات الأخيرة للرئيس السوري الذي دعا فيها الرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند الى “التفكير في مصالح فرنسا” وتغيير سياستها حيال دمشق.

وفي أول تصريح رسمي يصدر منذ استلام لوران فابيوس وزارة الخارجية، قال الناطق باسمها برنار فاليرو تعليقاً على كلام الأسد “ليس بمثل هذه التصريحات يستطيع الأسد أن ينسينا أن القوات المسلحة التابعة له تواصل ذبح شعبه وأنه الى الآن لم ينفذ شيئاً من خطة كوفي أنان” وتساءل الديبلوماسي الفرنسي “هل توقفت أعمال العنف؟ هل حرر الأسرى؟ هل أعيد الجيش الى الثكنات؟ هل بدأت عملية انتقال سياسية؟”.

وتابع فاليرو “لا يوجد سوى أجوبة سلبية على هذه الأسئلة حتى الآن. ونحن لا زلنا منخرطين تماماً في دعم خطة أنان التي ينبغي أن تتيح عملية انتقال سياسية للسلطة في سوريا. فرنسا تواصل دعمها حق الشعب السوري في نيل حريته وتدين استمرار القمع الدموي في سوريا الذي أوقع عشرات القتلى في الأيام الأخيرة وخصوصاً اليوم (أمس) بسبب قصف مدينة الرستن”.

وختم الديبلوماسي الفرنسي مشدداً على أنه “يجب أن يفهم بشار الأسد أنه بعد 14 شهراً من الأزمة فإن القمع الدموي الذي تمارسه القوى الأمنية التابعة له هو الذي يهدد بدفع سوريا الى حالة من الفوضى تؤثر على الاستقرار في المنطقة”.

كما أعلنت باريس أن وزير الخارجية لوران فابيوس يلتقي اليوم في نيويورك أمين عام الأمم المتحدة حيث سيعرض معه آخر التصورات بشأن الأزمة السورية.

وحض رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الأمم المتحدة أمس على إرسال مزيد من المراقبين الى سوريا، قائلاً “300 مراقب ليس عدداً كافياً. ربما من الضروري إرسال ألف، ألفين وحتى ثلاثة آلاف مراقب”.

وأضاف خلال اجتماع ثلاثي على ساحل البحر الأسود ضمه الى نظيريه القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والبلغاري بويكو بوريسوف “ينبغي تغطية الأراضي السورية برمتها ببعثات مراقبين لكي يعلم العالم أجمع ماذا يحصل”، مؤكداً أن الرئيس السوري لن يمكنه البقاء إلى الأبد في السلطة في سوريا.

وتابع اردوغان “أنا وأخي (رئيس الوزراء القطري حمد بن جبر) آل ثاني كانت لدينا علاقات جيدة مع بشار الأسد، كانت أسرنا تلتقي، وكنا أصدقاء. ولكن حين يصبح المرء طاغية حيال شعبه، لا يمكن أن نستمر في تقديم الدعم له”.

واعتبر رئيس الوزراء القطري أن “الوضع في سوريا محبط”، مجدداً دعوته الى وقف “حمام الدم”، وقال “ننتظر أن نرى كيفية تطبيق أنان لخطته”، مطالباً الأمم المتحدة “بأن تحدد وقتاً لوضع حد لما يجري في سوريا ولعمل شيء في هذا الموضوع لمنع قتل المزيد من المدنيين”.

وفي جنيف، توقع أحمد فوزي المتحدث باسم موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية “زيارة قريبة” لأنان الى دمشق من دون تفاصيل إضافية.

(أ ف ب، أ ش أ، رويترز، قنا)

أنان قريباً في دمشق ومساعده يعتبر أن خطته الوحيدة المطروحة حالياً

مود: يستحيل تحديد الجهة التي تقف وراء التفجيرات في هذه المرحلة

                                            قال رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا إنه من المستحيل تحديد الجهة التي تقف وراء التفجيرات الاخيرة في سوريا، في تناقض مع ما أدلى به الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليل الخميس ـ الجمعة، حيث وجه اصبع الإتهام الى تنظيم “القاعدة” في مسألة التفجيرات.

ومن المقرر ان يتوجه وسيط الامم المتحدة والجامعة العربية المشترك كوفي انان “قريبا” الى دمشق على ما اعلن المتحدث باسمه احمد فوزي، الذي اعتبر أن خطة انان هي الوحيدة المطروحة حاليا.

وفي التطورات المتعلقة بالملف السوري أيضا، قال تقرير إن الأمم المتحدة تفحص تقارير عن مساع تقودها كوريا الشمالية لتسليح النظام السوري.

مود والتفجيرات

رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود رأى أنه من المستحيل بهذه المرحلة تحديد الجهة التي تقف وراء التفجيرات مثل تلك التي وقعت في دمشق، مشيراً الى أنه إذا ثبت تورط القاعدة فيها فإن ذلك يعد أمراً خطيراً.

وقال مود في مؤتمر صحافي عقده امس في رد على سؤال حول التفجيرات التي وقعت في العاصمة السورية والحديث عن وقوف تنظيم القاعدة خلفها: “نرى بعض الحوادث التي تدعو للقلق على الارض، وهذا مثال واضح على نوع العنف الذي لن يفيد ولن يؤدي إلا إلى المزيد من العنف وايذاء الناس المتوجهين الى أعمالهم”. وأضاف أنه “من المستحيل أن نحدد في هذه المرحلة من يقف وراء هذا النوع من العنف.. ولست قادرا على تأكيد وجود هذه الجماعات المرتبطة بالجهات التي تحدثتي عنها (القاعدة)، ولكنني قلق حيال هذه العبوات المتفجرة التي تستهدف المدنيين الأبرياء لأن هذا لن يساعد على حل الأزمة.. أنا رأيت التقارير التي تحدثتي عنها وإن كانت صحيحة فإن هذا يعد تطورا خطيراً”.

وحول استهداف فريق المراقبين الدوليين في مدينة خان شيخون في ادلب يوم الاربعاء الماضي، قال مود ” تعرضت دوريتنا المؤلفة من 4 سيارات لحادث عندما انفجرت قنبلة بالقرب من سيارتين من سيارات الدورية فتعطلتا.. 6 مراقبين كانوا متواجدين وقرروا البقاء في القرية لأنه كان هنالك اشتباكات هناك، وكانت هنالك سيارة معطلة تماما والاخرى لم تعمل. تحدثت مع واحد منهم فأخبرني بأنهم في مكان آمن ويودون البقاء، وفي الصباح وبالتنسيق مع السلطة السورية والمعارضة في تلك القرية تمكنا من إخراج المراقبين الستة من القرية”.

وأعلن رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا ان حجم العنف لن ينخفض ما لم تعط فرصة حقيقية للحوار من قبل كافة الأطراف الداخلية والخارجية.

وقال في المؤتمر الذي عقده في فندق “داما روز”، ونقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، “نحن مسرورون بما شاهدناه وشعرنا به منذ وصولنا لكن رافق وواجه ذلك بعض أحداث العنف ، وفي بعض المواقع استمر العنف خلال الفترة الزمنية المطلوبة للانتشار الكامل لبعثة الأمم المتحدة للمراقبة في سوريا”. وأضاف” لكن لا يمكن لأي عدد من المراقبين أن يحقق خفضا متقدما في حجم العنف ما لم تعط فرصة حقيقية للحوار من قبل كافة الأطراف الداخلية والخارجية.. وأنا مقتنع أكثر من أي وقت مضى بأنه لا يمكن لأي حجم من العنف أن يحل هذه الأزمة”.

وأشار إلى أن البعثة “بصدد إيجاد طريقة ناجحة للانتشار في سورية وذلك بفضل المستوى المتقدم من التعاون مع الحكومة السورية ورئاسة الأمم المتحدة والدول المساهمة”. وأضاف: “سأقوم بمنح التصريح بالانتقال من المرحلة الأولى للبعثة والمتضمنة ترتيبات ما قبل الانتشار والتخطيط إلى مرحلة عمل (تنفيذ) المهمة وأنا متأكد من أننا سنصل إلى قدرات عملياتية كاملة في وقت قياسي”.

ولفت إلى أن “البعثة تخطط لجلب الأطراف للحوار لإعادة الاستقرار بأسرع وقت ممكن.. ولا يتوقع منا أن نقوم بهذا قبل تخفيض مستوى العنف المرتكب وإيقافه.. ونحن جادون جدا وملتزمون تجاه الشعب السوري الأبرياء والنساء والأطفال بتقديم المساعدة في استعادة الأمل وفي عودة الحياة إلى طبيعتها ولكن يجب أن نعطى فرصة حقيقية من الأطراف المتقاتلة والذين يدعمونهم”. وأضاف: “لدينا الآن نحو 260 مراقبا عسكريا على الأرض من نحو 60 دولة وهذه الأعداد ليست كبيرة بالمفهوم العسكري للمجتمع الدولي على الأرض لخدمة الشعب السوري والمساهمة في خفض مستوى العنف واستعادة الاستقرار ليتوصل هذا الشعب إلى تحقيق تطلعاته عبر عملية سياسية وليس عن طريق المزيد من العنف”.

بان كي مون

وكان بان كي مون رأى في تصريح اول من امس ان “القاعدة” قد تكون مسؤولة عن الاعتداءات الاخيرة في سوريا. واشار بان خلال “لقاء مع شبان” حول سوريا ووزع مكتبه نص اللقاء الى “اعتداء ارهابي خطير وكبير وقع قبل عدة ايام” في سوريا. وقال “اعتقد ان القاعدة تقف وراء” هذا الاعتداء. ولكنه لم يوضح الاعتداء الذي اشار اليه.

واوضح بان ان 260 مراقبا من الامم المتحدة انتشروا في سوريا، في ست مناطق، وان “تسعة الاف على الاقل وربما عشرة الاف شخص قد قتلوا في سوريا” منذ 15 شهرا واصفا الوضع بانه “لا يحتمل”.

واعتبر ان نشر المراقبين كان “له طابع تهدئة” على اعمال العنف في سوريا ولكن العنف استمر. وقال ايضا “اذن ندعو الى وقف جميع اعمال العنف من اي جهة اتت، من الحكومة او من المعارضة”.

أنان إلى دمشق

فوزي قال في لقاء صحافي في جنيف “يمكننا توقع زيارة (أنان إلى دمشق) قريبا”. واضاف “سبق ان قلنا ان المبعوث المشترك يدرس دعوة لزيارة سوريا”.

واعلن فوزي ان احد مساعدي انان سيتوجه الى سوريا كذلك. ولم يرغب المتحدث في تقديم تفاصيل خطة سفره “لدواع امنية”.

ووجه فوزي مجددا نداء الى جميع الاطراف كي توقف جميع انواع العنف وتبدأ حوارا سياسيا. كما دعا الى وحدة مجلس الامن والمجتمع الدولي. وقال ان “خطة انان هي الوحيدة المطروحة حاليا” فيما تواصل القوى العظمى التمسك بالخطة وتخشى حلول لحظة الاقرار بفشلها.

واعتبر الامين العام الامم المتحدة اول من امس ان “القاعدة” قد تكون مسؤولة عن هجمات اخيرة في سوريا.

وردا على سؤال حول تصريحات بان رفض فوزي التعليق. غير انه اعلن ان انان سبق ان تحدث عن وجود “عنصر ثالث” في سوريا.

واكد “تعذر علينا التحقق من ماهية هذا العنصر. ونحن نفعل ذلك”.

أسلحة كورية شمالية

الى ذلك، قال فريق خبراء للأمم المتحدة يتابع سير الامتثال بالعقوبات على كوريا الشمالية في تقرير سري اطلعت عليه وكالة “رويترز” ان الفريق يفحص تقارير عن محاولات كورية شمالية سابقة لارسال شحنات مواد متصلة بالأسلحة الى سوريا وميانمار.

وقال فريق الخبراء في التقرير “استمرت كوريا الشمالية بنشاط في تجاهل العقوبات الواردة في قرارات (الأمم المتحدة)”.

وقال التقرير الذي قدمه الفريق إلى لجنة عقوبات كوريا الشمالية المنبثقة عن مجلس الامن الدولي في وقت سابق من هذا الاسبوع “لم تبلغ دول أعضاء اللجنة عن أي انتهاكات تنطوي على نقل مواد نووية او مواد اخرى متصلة باسلحة الدمار الشامل او صواريخ ذاتية الدفع. لكنها أبلغت عن عدة انتهاكات اخرى منها مبيعات غير مشروعة لأسلحة ومواد متصلة بها وسلع كمالية”.

وتتسم تقارير فريق خبراء الأمم المتحدة عن العقوبات بحساسية شديدة. وقال مبعوثون في الأمم المتحدة لرويترز ان الصين التي ورد اسمها في التقرير بوصفها نقطة عبور للشحنات الكورية الشمالية غير المشروعة المتصلة بالاسلحة منعت من قبل مجلس الأمن الدولي من نشر مثل هذه التقارير وقد تفعل هذا مع أحدث تقرير.

وقال تقرير الخبراء “مع أن العقوبات لم تجعل كوريا الشمالية توقف أنشطتها المحظورة فإنها فيما يبدو أبطأتها وجعلت الصفقات غير المشروعة أكثر صعوبة واشد تكلفة”.

لكن فريق الخبراء اوضح انه لم يستطع اثبات ان كوريا الشمالية مستمرة في التعاون بشأن الصواريخ الذاتية الدفع مع ايران وسوريا وبلدان اخرى “لكن ذلك يتسق مع تقارير عن التاريخ الطويل لكوريا الشمالية من التعاون الصاروخي مع هذه البلدان ومع ملاحظات الفريق”.

موسكو: خطة أنان في خطر

في موسكو، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية امس أن خطة أنان في خطر بسبب محاولات قوى معيّنة لم تسمها خلق دوّامة من العنف في البلاد، وقالت إنها لا تستبعد زيادة عدد المراقبين الدوليين في سوريا إن اقتضت الحاجة.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن المتحدث باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش قوله إن “عناصر معيّنة في سوريا تسعى إلى تخريب تنفيذ خطة كوفي أنان من أجل إعادة إطلاق دوّامة العنف”. وأضاف أن روسيا لا تستبعد زيادة عدد مراقبي الأمم المتحدة في سوريا إذا اقتضت الحاجة.

وقال المسؤول الروسي”يمكن أن تطرح ضرورة توسيع هذه البعثة للمناقشة في مرحلة ما”، مضيفاً أنه “في المبدأ، يحق لمجلس الأمن الدولي اتخاذ قرار لتعزيز الإمكانية المادية والبشرية لممثليه في سوريا”.

وأشار إلى أنه ليس على علم بأية مطالب من قبل المراقبين الدوليين في سوريا لتجهيزهم بالأسلحة.

وقد تلقت قيادة سفينة الخفر “سمتليفي” (المتقد) التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي أمرا ينص على تمديد مهمة المناوبة القتالية قرب السواحل السورية.

ونقلت وكالة “انترفاكس” عن مصدر في هيئة الأركان العامة في أسطول البحر الأسود قوله إن هذا القرار تم اتخاذه بسبب حيثيات الوضع في المنطقة.

وكان من المقرر سابقا أن تعود السفينة إلى قاعدتها في سيفاستوبول يوم الثلاثاء الماضي، وتوقع المصدر ان تنهي السفينة مهمتها أواخر الشهر الجاري بعد أن يحل طراد “موسكو” محلها قبالة السواحل السورية.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي)

جورج صبرا: نظام الأسد يتوهم أنه يستطيع القضاء على شغف السوريين بالحرية

أكد أن لا خلافات سياسية داخل المجلس الوطني والرأي بالعودة إلى تداول المسؤولية

رأى عضو المجلس الوطني السوري جورج صبرا، في حديث لـ “اذاعة الشرق”، أن الأوضاع على الأرض في سوريا، مع مرور سنة وخمسة أشهر على بداية الثورة، لم تختلف لجهة عنف النظام ووحشيته في التعامل مع شعبه، وذلك قبل مهمة المراقبين العرب وبعد خطة كوفي أنان “وللأسف النظام يستفيد من الفرص السياسية التي تعطى له ويحاول أن يحولها ربحا ًويستفيد منها للاستمرار بأعمال القتل والقتل هو فلسفته الوحيدة وهو يتوهم انه قادر على إخراج الثورة الوطنية من مواقعها والقضاء على شغف السوريين بالحرية والتخلص من النظام الأحادي الديكتاتوري والاستبدادي”.

وقال صبرا: “هذا العنف عند النظام اقتضى انتقال الثورة إلى بعد أعمق ووصل عدد التظاهرات خلال الأسبوعين الماضيين إلى أكثر من 8000 تظاهرة يوم الجمعة وامس كان حجم الحراك هادراً وتوسع ليشمل مدينة حلب. وقد شهد الأسبوع الماضي خروح 7000 طالب إلى الشوارع في المدينة من جامعة حلب رغم عنف النظام واطلاق النار على المتظاهرين، وقد دخل النظام إلى جامعة حلب وعمل هدماً وقتلاً بالطلاب وترويعهم على أسرتهم”.

أضاف: “النظام يستمر بأعمال الترهيب والقتل والاعتقال ويقود البلاد إلى أماكن خطرة ليس فقط على أمن واستقرار سوريا بل على أمن واستقرار المنطقة العربية، ويحمل المخاطر الكبرى ليس على السوريين ومستقبلهم بل على مستقبل المنطقة”.

وعن التيارات والمناخات الشبابية في الداخل وعلى أرض الميدان، أكد صبرا ان “الثورة كانت مفاجأة للسوريين وللوسط السياسي كله، وكان السؤال حول استمرارها أياما أو اسبوعا ثانيا أو شهرا ثانيا فإذا بها تمتد قرابة السنتين إلى الآن، ما يعني ان هناك أجيالا جديدة كسرت الخوف المستقر منذ 50 عاماً ويتجاوز حدود الطاعة لنظام يملك اكثر من 17 فرعاً أمنياً بوليسياً ومخابراتياً يمارس سلطة القهر والقتل والقمع والشباب السوري يواجهه، وانا كنت شريكاً في مسيرة الثورة في 15 آذار وسجنت على أيدي هذه الأجهزة في 10 نيسان وأعرف طبيعة هذا النظام الأمني. وهو يفكر بشيء واحد هو السلطة والقمع والقتل، والشباب يفكرون بشيء واحد هو الحرية والتخلص من بشار الأسد. هذا جيل جديد ستتعرفون عليه وعلى اصواته وشخصياته من انتاج ثورة الديموقراطية التي كان يجب ان تزهر في سوريا في تسعينيات القرن الماضي وليس الآن”.

وعن طبيعة الخلاف داخل المجلس الوطني قال: “ليست هناك خلافات سياسية بين أوساط المجلس الوطني، والدليل الاتفاق على الاطار العام وهو تنحي الأسد وعائلته. في الاطار السياسي العام لا اشكاليات ولا نزاعات سياسية ليراهن النظام على انقسامنا. الثورة الفيتنامية ضمت أكثر من 20 منظمة ثورية داخل صفوفها ومنظمة التحرير الفلسطينية مظلة سياسية تضم اكثر من 17 جهة ومنظمة مستقلة في صفوفها. لا خلاف سياسيا في المجلس الوطني. الخلاف على مستوى الاداء لقيادة المجلس وغياب التصورات الواضحة. وكلما تقدمت الثورة زادت المهام التي تحتاج الى تطوير هيكلية تخصصية، ونتائج على الارض على الصعيد السياسي والديبلوماسي وعلى صعيد تقديم الخدمات الانسانية والدعم المالي للشباب السوري. والناس بعد 15 شهراً خارج دائرة العمل والانتاج والعائلات محتاجة ومليون نازح ولاجئ يحتاجون لمساعدات وهناك ناس في الاعتقال”.

أضاف: “ظهر قصور لدى قيادة المجلس ولا استثني من القصور احداً لجهة ما يجب ان يقدم للثورة السورية. ثم القاعدة الرئيسة كانت قائمة على مبدأ التوافق والتداول في قيادة المجلس كل 3 أشهر. وقد جرى ما جرى من تمديد للدكتور برهان غليون وكانت هناك قوى لا تقبل التغيير واخرى تريد تداول القيادة، والجديد هو رفض المتظاهرين مبدأ عدم التداول، وتهديد التنسيقيات على الأرض بالانسحاب من المجلس الوطني ما اثر على الدكتور برهان غليون فاتخذ القرار بالانسحاب من قيادة المجلس بشكل خاص ومفاجئ تحت تأثير طلب الشارع. والرأي لدينا بالعودة الى التوافق وتداول المسؤولية كل 3 أشهر او 6 أشهر على قواعد ديموقراطية للأسف غابت عن الممارسة السياسية بفعل حالة استبداد النظام الاسدي، التي شملت أجيالنا بكاملها، وكل أعمارنا”.

واعتبر جورج صبرا ان “الشباب في سوريا يريد ان يراكم على صورة وطنية تقليدية في سوريا. وليست تجربة فارس الخوري يتيمة، وقد رفعه المسلمون الى سدة الرئاسة. وكذلك ما يحصل من حراك في سوريا اليوم يشمل كل الطوائف والمذاهب والاعراق والاقليات، والأب باولو الذي قدم رسالة الميلاد وارادت السلطة خروجه القسري من سوريا ما دفع بكل اهالي حماة لان يحملوا صليباً رفضاَ لخروج الاب باولو! وهذا هو تاريخ سوريا. سوريا تجاوزت التصنيفات الطائفية”.

اضاف: “سوريا لا تحتاج الى برهان على وطنيتها. وما يجري في المجلس الوطني برهان على عكس ما يرد على لسان اقلام متنورة داعمة للثورة، على قاعدة عدم عسكرتها، وصارت تلك الأقلام تحذر وعلى نحو مفاجئ من الخطأ الأصولي في مكان ما. كلا سوريا وطنية والتشويهات يزرعها النظام ويراهن عليها وستظهر سوريا الثورة ميزتها الوطنية والديموقراطية”.

وحيا جورج صبرا مدينة طرابلس، وأكد “ان طرابلس يجب ان لا تدفع الثمن، ولا يريد المجلس الوطني ان يدفع لبنان أي اثمان. ومعروفة كلفة الاثمان التي دفعها لبنان طوال 30 عاماً مع نظام الوصاية. واذا كان أهل النظام الأسدي يفعلون الفظيع بحق شعب سوريا، ويرتكبون جرائم قتل وتدمير واعتقال في المدن السورية واخرها حلب ودمشق فكيف لجهة ما فعلوه في لبنان”.

(“المستقبل”)

أنان لسوريا و”طرف ثالث” وراء التفجيرات

                                            يستعد مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان للعودة مجددا إلى دمشق للتباحث مع المسؤولين السوريين بشأن الأزمة السياسية والأمنية المتفاقمة هناك، بينما قالت الأمم المتحدة إن طرفا ثالثا -غير النظام والمعارضة- قد يكون وراء التفجيرات التي هزت دمشق قبل أيام.

وبحسب أحمد فوزي المتحدث باسم أنان فإن الأخير سيتحرى في سفرته تلك “جهودا إضافية لحل سلمي للأزمة” السورية، دون أن يحدد بالضبط وقت الزيارة.

وقال فوزي إن احتمالاً ثالثاً ظهر في قضية التفجيرات التي هزت دمشق قبل أيام، مرجحا خلال مؤتمر صحفي ألا تكون تلك التفجيرات ووقائعُ أخرى من تدبير المعارضة السورية أو نظام الرئيس بشار الأسد.

من جهته قال مارتن نزيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إنه لا توجد أدلة قاطعة لدى المنظمة الدولية على أن تنظيم القاعدة يقف وراء التفجيرات الأخيرة في العاصمة السورية دمشق.

وكان الأمين العام الأممي بان كي مون قد اعتبر الخميس أن تنظيم القاعدة قد يكون مسؤولا عن تلك التفجيرات.

وفي هذه الأثناء دعت تركيا الجمعة إلى زيادة عدد المراقبين الدوليين في سوريا، كما جددت قطر دعوتها إلى وقف حمام الدم هناك.

وحث رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأمم المتحدة على إرسال مزيد من المراقبين إلى سوريا، معتبرا أن المراقبين المنتشرين حاليا في هذا البلد لا يشكلون عددا كافيا.

وقال أردوغان خلال زيارة إلى فارنا في شرق بلغاريا الجمعة “من الضروري إرسال ألف.. ألفين وحتى ثلاثة آلاف مراقب إلى سوريا”.

وأضاف خلال اجتماع ثلاثي على ساحل البحر الأسود ضمه ونظيريه القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني والبلغاري بويكو بوريسوف، “ينبغي تغطية الأراضي السورية برمتها ببعثات مراقبين لكي يعلم العالم أجمع ماذا يحصل”.

وتابع “كان من المهم أن نقف على تطابق وجهات نظرنا ومصدر قلقنا الأساسي، ويا للأسف، يتمثل في أن خطة أنان لم تطبق”.

من جانبه اعتبر رئيس الوزراء القطري أن “الوضع في سوريا محبط”، مجددا دعوته إلى وقف “حمام الدم”، وقال “ننتظر أن نرى كيفية تطبيق أنان لخطته”.

وقال أردوغان من جهته “أنا وأخي رئيس الوزراء القطري كانت لدينا علاقات جيدة مع الرئيس السوري بشار الأسد.. كانت أسرنا تلتقي وكنا أصدقاء، ولكن حين يصبح المرء طاغية حيال شعبه، لا يمكن أن نستمر في تقديم الدعم له”.

انفجار بدير الزور وقصف إدلب

                                            قال التلفزيون السوري إن “سيارة مفخخة” انفجرت في مدينة دير الزور مما أسفر عن سقوط ضحايا، في حين قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن سبعة قتلى سقطوا اليوم برصاص قوات الأمن معظمهم في إدلب.

وذكر التلفزيون في شريط عاجل “انفجار سيارة مفخخة في حي مساكن عياش بدير الزور”، مشيرا إلى سقوط ضحايا في هذا التفجير “الإرهابي”، وأكد في وقت لاحق سقوط 7 قتلى و100 مصاب جراء الانفجار الذي وقع بسبب “هجوم انتحاري” بسيارة مفخخة، وفقا للمصدر ذاته.

وأفادت قناة الإخبارية السورية بأن التفجير تسبب في حفرة كبيرة بالإضافة إلى أضرار في المباني المجاورة لمكان الانفجار.

بالمقابل قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إن “سيارة مفخخة انفجرت في شارع يوجد فيه فرع المخابرات العسكرية والمخابرات الجوية والمشفى العسكري في دير الزور”، وأشار إلى أن الانفجار تبعه إطلاق رصاص كثيف.

وكانت السلطات السورية أحبطت الجمعة محاولة تفجير سيارة مفخخة في هذه المدينة وألقت القبض على المتورطين.

وأشار المرصد إلى أن “مسلحين مجهولين” في مدينة الباب بريف حلب استهدفوا مقر شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم بقذيفة “آر بي جي”، ودارت اشتباكات بعدها مع حراس المقر، وتحدث عن عدم ورود أنباء عن سقوط ضحايا.

قصف

من جهة أخرى قال المرصد إن القوات السورية قصفت مناطق يسيطر عليها المعارضون للنظام عقب اشتباكات قال نشطاء إنها أسفرت عن  سقوط خمسة من القوات بين قتيل وجريح في محافظة إدلب شمالي البلاد.

هجمات اليوم جاءت بعد مظاهرات عمّت أنحاء مختلفة من سوريا (رويترز)

وأوضح أن أصوات انفجارات تسمع منذ الساعات الأولى من صباح اليوم السبت في قريتي حنتوتين وبنين في منطقة الزاوية ناتجة عن قذائف من القوات النظامية على أحراش حنتوتين. وتحدث نشطاء عن اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري النظامي ومنشقّين في بلدة سرمدا.

وفي محافظة حمص، قصف الجيش مدينة الرستن -معقل الجيش السوري الحر- لليوم الخامس على التوالي، وبثّ الناشطون صورا على الإنترنت تظهر جانبا من الخسائر البشرية والمادية جرّاء سقوط القذائف على منازل المدنيين.

وقالت لجان التنسيق المحلية المعارضة التي توثق أعمال العنف في سوريا، إن 29 شخصا لقوا حتفهم أمس الجمعة عقب احتجاجات جماهيرية ضخمة اندلعت في مدينة حلب.

ويشهد وقف إطلاق النار الذي بدأ تطبيقه يوم 12 أبريل/نيسان الماضي في سوريا بموجب خطة موفد الجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي أنان، خروقات يومية تسببت حتى الآن في مقتل ما يزيد على 900 شخص منذ تطبيقه.

وتنسب السلطات السورية الاضطرابات التي تعيشها البلاد وأسفرت عن مقتل أكثر من 12 ألف شخص أغلبهم من المدنيين منذ منتصف مارس/آذار 2011، إلى “مجموعات إرهابية مسلحة” تتهمها بالسعي لزرع الفوضى في البلاد في إطار “مؤامرة” يدعمها الخارج.

مسرحية للمخرج ماهر صليبي

“سوناتا الربيع”.. عن الثورة والإصلاح بسوريا

                                            من خلال العرض المسرحي “سوناتا الربيع” لفرقة السمت المسرحية، يحاول ثلاثة فنانين سوريين تقديم مبررات للمطالبات بالإصلاح في بلادهم التي تشهد اضطرابات مستمرة منذ أكثر من عام من خلال حكاية مواطن يسرد عذاباته وإحباطاته بانتظار إصلاح مؤجل.

المسرحية، التي عرضت مؤخرا في أبو ظبي، من نوع المونودراما القائمة على ممثل واحد هو مازن الناطور، الذي اشتهر بأدواره البدوية في المسلسلات التلفزيونية. وقام بكتابة النص الكاتب المسرحي جمال آدم المقيم في الإمارات، أما المخرج ماهر صليبي فقد قدم إلى الإمارات أخيرا بحثا عن فرص عمل بعد تأثر الإنتاج هناك إثر الثورة.

وفي مونولوغ طويل يسرد أبو حسن، الذي يقوم بدوره مازن الناطور، كيف انتهى به المطاف إلى العمل كدهان، والسكن وحيدا في غرفة حقيرة على السطوح بعد أن كان أستاذا للتاريخ في الجامعة السورية إثر سنوات دراسة في فرنسا.

 الناطور وهو يحاول إصلاح الجدار بعد أن استعصى عليه (الفرنسية)

حكاية إصلاح مؤجل

يسرد أبو حسن حكايته وهو يصلح جدران بيته ويصبغها، وحينما يستعصي عليه إحداث شرخ في الجدار يصرخ “راح أصلحك يعني راح أصلحك، مش مثل إصلاحاتهم… عشر سنين وما شفنا شي..”.

لكن أبو حسن يرتجف من وقع كلمة “إصلاح” على النظام فيقرر استبدالها بكلمة “علاج” حتى لا يقع تحت طائلة القمع مرة أخرى، فيكشف في فضفضته الداخلية كيف أنه فضل دراسة التاريخ على الطب في فرنسا، وبقي محافظا على وصية والده التي صاغها المتنبي في بيت الشعر الشهير “من يهن يسهل الهوان عليه.. ما لجرح بميت إيلام؟”. فدفع ثمن ذلك خسارته لوالده ووظيفته وزوجته وابنته ورجولته أيضا.

وتبدأ معاناة أبو حسن عندما يرفض “إنجاح” ابنة “المعلم” التي تدرس في صفه، والمعلم عند السوريين هو المسؤول الرفيع المستوى، فيعتقل ويعذب لسبعة أيام، ويموت والده من القهر ومهانة الاستجواب، وتهجره الزوجة وتأخذ ابنتها معها إلى بلدها فرنسا.

خلال الاستجواب القاسي يفقد أبو حسن رجولته تحت التعذيب، فيعمل دهانا حتى “لا يذل”، حسب تعبيره، وفي ذروة انفعالاته يقوم بتحطيم الجدران حوله ويقول صارخا “يا معلم أنتو اللي دمرتوا البلد.. انتو اللي دمرتوا القيم..”.

وفي تقنية قد تكون جديدة في المسرح العربي، يستعين المخرج ماهر صليبي بشاشة عرض ضخمة موضوعة في إطار النافذة ليعرض صور فيديو من ذاكرة أبو حسن، فتحضر صورة الأب والزوجة والابنة سوناتا، والسجان الذي يستجوبه ويعذبه، كما استخدم التقنية ليختم العمل بقصيدة محمد الماغوط الشهيرة:

“تركوا لنا بقايا الشمس لندفأ… بقايا الموائد لنأكل .. بقايا الليل لننام

بقايا الفجر لنستيقظ.. بقايا الموسيقى لنسمع .. بقايا الأرصفة لنمشي

بقايا الأصابع لنكتب.. ثم يتركون لنا الوطن من المحيط إلى الخليج لنقاتل ونموت من أجله”.

ويتبع ذلك شريط أسفل الشاشة يقول: خبر عاجل، تاركا الجمهور يصنع خبره.

جروح كثيرة

ويشير المؤلف جمال آدم إلى أن النص مكتوب في نهاية العام الماضي، أي بعد مضي تسعة أشهر على الثورة السورية، قائلا “أردت التلميح إلى الجروح الكثيرة التي قادت إلى الانتفاضة في الوطن العربي وتحديدا في سوريا، وأقول انتفاضة لأن الثورة تكون على المحتل للأرض”.

وسبق عرض المسرحية في مهرجان الفجيرة للمونودراما ومهرجان الشارقة للمسرح، وبحسب المؤلف ستعرض أيضا في كل من دبي وألمانيا وإسبانيا وواشنطن.

ويعتبر آدم أن العمل يعكس وجهة نظره في الدفع نحو الإصلاح في بلده بطرق سلمية، ويقول “أنا مؤيد لسوريا جديدة بطريقة إنسانية وعبر الحوار وليس السلاح، وتحطيم الجدران في العمل هو البداية الجديدة التي نريدها، وهذا ليس تحطيما للبلد بل هو هدم للسياسات السابقة”.

من جهته تجنب المخرج ماهر صليبي استخدام المصطلحات السياسية في حديثه، وقال “العمل عن مأساة مواطن سوري رفض التعامل مع الفساد فينعزل عن الحياة، فالفساد يأخذنا إلى أماكن أخرى مثل ما يحدث الآن، وهي رسالة إنسانية من فن اللامباشرة الذي أفضله”.

المعارضة السورية تتهم النظام بتفجير دير الزور

أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 100 وقدّرت كمية المتفجرات بنحو 1000 كغ

العربية.نت

اتهمت المعارضة السورية نظام الأسد بتدبير تفجير دير الزور، وأصدر المجلس الوطني السوري بياناً أعرب فيه عن إدانته البالغة لعمليات التفجير الإجرامية التي أدت إلى مقتل مدنيين في عدد من المدن السورية وآخرها اليوم في مدينة دير الزور.

وأضاف البيان “إن عمليات التفجير المتكررة جزء من خطة النظام لإشاعة حالة من الفوضى والاضطراب عقب إخفاقه في قمع ثورة الشعب السوري”. وتابع “إنها محاولة للانتقام من السوريين الذي لم تُخفهم محاولاته القمعية وعمليات الاعتقال والتعذيب والتصفية والإبادة”.

وكانت سيارة مفخخة انفجرت، اليوم السبت، عند الساعة التاسعة صباحاً، بحي مساكن عياش في مدينة دير الزور، قرب مقرّين للمخابرات والأمن العسكري، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة حوالي 100 بجروح.

وأشارت كالة الأنباء السورية إلى أن “انتحارياً” اقتحم بالسيارة المفخخة التي يقودها وهي من نوع هيونداي مبنى مؤسسة الانشاءات العسكرية في الحي المذكور، ما أدى إلى مقتل 9 من المدنيين وحراس المبنى وإصابة العشرات، وبعضهم جروحه خطيرة.

وأضافت أن التفجير أدى لتصدع الأبنية على مسافة 100 متر في محيطه وأحدث حفرة بقطر خمسة أمتار وعمق مترين ونصف المتر، وقدرت كمية المتفجرات بنحو 1000 كغ. يذكر أن وفداً من المراقبين الدوليين اطلع على موقع التفجير وعاين الأضرار في المكان.

ومن جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان صادر عنه إن “سيارة مفخخة انفجرت في شارع يوجد فيه فرع المخابرات العسكرية والمخابرات الجوية والمشفى العسكري في دير الزور”، مشيراً إلى أن الانفجار تبعه إطلاق رصاص كثيف. وأضاف أنه “لم يتضح حتى اللحظة حجم الخسائر البشرية أو المادية”.

وكانت السلطات السورية أحبطت الجمعة محاولة تفجير سيارة مفخخة في هذه المدينة وألقت القبض على المتورطين.

يُذكر أن هجوماً مزدوجاً وقع الأسبوع الماضي في دمشق حاصداً 55 قتيلاً. وفي ريف حلب استهدف “مسلحون مجهولون” في مدينة الباب مقر شعبة حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم بقذيفة “آر بي جي” ودارت اشتباكات بعدها مع حراس المقر.

وكان “انفجار قوي” استهدف الأسبوع الماضي مقراً لحزب البعث في مدينة حلب، بحسب المرصد الذي أشار الى مقتل حارس المقر إثر إطلاق نار عقب الانفجار.

بان كي مون يتراجع عن اتهام القاعدة بتفجيرات دمشق

متحدث دولي يشير إلى ظهور “طرف ثالث” مجهول الهوية في سوريا

العربية.نت

تراجع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن تصريحات كان أدلى بها أمس الجمعة، حول إمكانية أن يكون تنظيم القاعدة مسؤولاً عن التفجيرين اللذين وقعا في العاصمة السورية دمشق، في 10 مايو/أيار الحالي، نقلاً عن “العربية”، اليوم السبت.

وخلّف التفجيران 55 قتيلاً و372 جريحاً، بحسب ما أعلنه التلفزيون السوري وقتذاك.

وقال بان كي مون للصحافيين إن حجم وتعقيد التفجيرين دفعاه لذلك الاعتقاد. وأشار إلى أن التحقيق مستمر حول الجهة الثالثة التي يمكن أن تكون خلف التفجيرين. ولم يغفل المسؤول الدولي الدعوة مرة أخرى إلى وقف العنف فوراً في سوريا.

وكان أحمد فوزي، المتحدث باسم كوفي عنان، المبعوث الدولي لسوريا، قد ألمح إلى أن طرفاً ثالثاً، لا تزال هويته مجهولة، بات موجوداً على الارض في سوريا.

وجاءت تصريحات المتحدث رداً على سؤال حول تصريحات بان كي مون حول إمكانية أن يكون تنظيم القاعدة مسؤولاً عن الهجمات الأخيرة في سوريا.

كما أفاد المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، مارتن نسيركي، بأنه لا توجد أدلة دامغة على وجود تنظيم القاعدة في سوريا، لكنه قال إن الهجمات الأخيرة التي ضربت دمشق هي من عمل جماعات إرهابية منظمة وتثير القلق.

ومن جانبه، رفض رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا، روبرت مود، تأكيد تصريحات تتعلق بوجود جماعات ترتبط بتنظيم القاعدة في سوريا. وأعرب في الوقت ذاته عن قلقه إزاء استمرار سقوط قتلى في البلاد، وقال إن التفجيرات التي تستهدف المدنيين مثيرة للقلق.

وفي تطور آخر، وصل المستشار العسكري للأمين العام للأمم المتحدة، الجنرال السنغالي، بابا كار غاي، إلى دمشق في زيارة تستغرق 4 أيام، يلتقي خلالها قائد فريق المراقبين الدوليين، مود، ويطلع على أوضاع البعثة بشكل كامل.

ويشغل غاي منصب مستشار عسكري لعمليات حفظ النظام. وشغل سابقاً منصب رئيس قوات حفظ السلام في الكونغو الديمقراطية. وعيّنه بان كي مون في هذا المنصب رغم صدور مذكرة اعتقال بحقه عام 2010.

صبرا: لدينا شخصيات كثيرة يمكن أن تحل مكان غليون

شدد على مبدأ التداول بين مكوّنات المجلس الوطني السوري على رئاسته

العربية.نت

أعرب جورج صبرا، عضو المكتب التنفيذي للأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، عن استغرابه من كون البعض يشكك في إمكانية إيجاد بديل لبرهان غليون، الذي كان قد أعلن عن استعداده للاستقالة من رئاسة المجلس إذا توافر البديل.

وقال صبرا لقناة “العربية”: “إذا المجلس الوطني السوري لا يمكن أن يجد بين صفوفه بديلاً لرئيس أو لعضو مكتب او لأي شخصية فيه فما نفع هذا المجلس؟!”، مشدداً على ضرورة أن يكون المجلس على قدر الثقة التي أعطاه إياها كل من الشعب السوري والمجتمع الدولي.

التداول على الرئاسة

وأكد صبرا أن “البدائل موجود وكثيرة”، مذكراً بأن أحد أهم القواعد التي بني عليها المجلس هو التداول بين مكونات المجلس على رئاسته، ومعتبراً أن هذا يعني ان كل مكون من مكونات المجلس الوطني مستعد لتبوء هذا المنصب.

وكشف أن الجميع فوجئ بقرار غليون، مضيفاً أن هذا الأخير اتخذ قراراً شخصياً ثم أعلنه على الملأ مباشرةً.

وقال صبرا: “نحن الآن بصدد بحث هذا الوضع من كل جوانبه ولابد من اجتماع هيئات المجلس لتقرر فيه، لابد من اختيار رئيس جديد للمجلس إذا تم التوافق على شخصية فليكن ذلك وإلا يمكن ان ندخل في عملية انتخاب جديدة”.

واعترف بتقصير المجلس الوطني في تلبية متطلبات واحتياجات الشارع السوري من دعم مادي ولوجيستي وإغاثي وتسليح للجيش السوري الحر، كما أقر ببطء وعدم مرونة العمل داخل مكاتب وهيئات ومؤسساته.

تفجيرات القاعدة

لكن صبرا اعتبر أن أكبر انتقاد يمكن أن يوجه الى المجلس هو انه حتى الآن لم يستطع تطبيق القاعدة الاساس التي بني عليها وهي التوافق في اتخاذ القرارات، ومنها اختيار رئيس المجلس وكذلك التداول في الرئاسة المجلس.

ورداً على قول بان كي مون إن تفجيرات دمشق تحمل بصمات القاعدة، كرر صبراً أن هذا لا يعدو كونه “اعتقاداً” وأن المجلس ينتظر الحقائق كما انه يتمنى تشكيل لجنة تحقيق دولية في هذا الشأن.

وذكر أنه في السابق لم يلحظ أي نشاط او وجود للقاعدة في سوريا رغم نشاطها في المناطق المجاورة، مضيفاً أن أي علاقة بين سوريا والجهات الارهابية كانت تتكون عبر النظام الذي هو على علاقة مع المنظمات الارهابية التي عملت في العراق وفي نهر البارد في لبنان.

9 قتلى و100 جريح بهجوم دير الزور

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

سقط 9 قتلى وأكثر من 100 جريح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة بالقرب من مقرين أمنيين في مدينة دير الزور بسوريا، ومن بين القتلى حرس في منشأة عسكرية قريبة، حسب وكالة الأنباء السورية “سانا”.

وفي اتصال مع سكاي نيوز عربية قال الناطق باسم مجلس ثوار دير الزور أوس العربي، إن الانفجار وقع في منطقة “مساكن عياش” التي تحتوي على مقري المخابرات العسكرية والجوية بالإضافة إلى المشفى العسكري.

واتهم المجلس الوطني السوري نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف وراء هذا التفجير وغيره من العمليات المتكررة التي هزت البلاد مؤخرا.

وتسبب الانفجار بوقوع أضرار كبيرة في المباني السكنية والمنشآت العامة والخاصة المحيطة بموقع التفجير، كما زار وفد من المراقبين الدوليين المكان.

ونقلت رويترز عن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض أن الانفجار وقع قرب مكاتب المخابرات العسكرية وتلاه إطلاق كثيف للنيران.

وقالت قناة الإخبارية السورية الموالية للحكومة إن الانفجار وقع في مرآب للسيارات مرتبط بمجمع عسكري وفقا لوكالة أسوشييتد برس.

وأظهرت تسجيلات لهواة بثت على الانترنت دخان كثيف يتصاعد فوق المدينة.

وأسفر انفجار مزدوج قرب مقر للمخابرات في دمشق في العاشر من الشهر الجاري عن مقتل 55 شخصا على الأقل في أحد اعنف الهجمات على المنشآت الحكومية.

ويصف مسؤولون سوريون الانفجارات بأنها دليل على حملة “إرهابية” ضد الدولة بينما يتهم المعارضون الأسد بتدبير الهجمات لتبريرمزاعمه وقمعه الدموي لمعارضين سلميين.

وبدأت سوريا قبل خمسة أسابيع في تنفيذ خطة سلام تحت رعاية الأمم المتحدة والجامعة العربية بمشاركة بعثة مراقبين من الأمم المتحدة للإشراف على وقف لإطلاق النار لم يتحقق بعد تمهيدا لإيجاد حل سياسي لنزيف الدم.

27 قتيلا في جمعة “أبطال جامعة حلب”

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

خرجت مظاهرات حاشدة في مناطق سورية عدة أبرزها في حلب في ما أطلق عليه ناشطون اسم جمعة “أبطال جامعة حلب،” واجهتها قوات الأمن بإطلاق الرصاص ما أسفر عن مقتل 27 شخصا، وفقا للجان التسيق المحلية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن مدينة حلب تشهد “أكبر مظاهرات منذ اندلاع الاحتجاجات” في منتصف مارس 2011، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن “عشرات الألوف يتظاهرون في كل سوريا في أضخم تظاهرات منذ اعلان وقف اطلاق النار” في منتصف أبريل الماضي.

من جانبه، أكّد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي في اتصال مع فرانس برس أن “مدينة حلب تعيش اليوم انتفاضة حقيقية”، لافتا إلى خروج عشرات المظاهرات في أحيائها وفي مناطق الريف.

وفي الرستن، أكّدت جماعات من المعارضة أن القوات الحكومية السورية قصف المدينة التي يسيطر عليها مسلحون سوريون شمالي مدينة حمص.

ويمثل هذا القصف جزءا من حملة جارية طوال أيام تحاول قوات النظام من خلالها استعادة السيطرة على مدينة الرستن، والتي يسيطر عليها مقاتلو “الجيش السوري الحر” منذ شهر يناير.

وقالت لجان التنسيق المحلية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الرستن واجهت قصفا كثيفا ومتجددا صباح الجمعة.

وبث نشطاء على الإنترنت تسجيلات مصورة تظهر تصاعد الدخان وسقوط القذائف على أحياء في الرستن.

من مظاهرات جمعة

وقد اختار الناشطون شعار “أبطال جامعة حلب” لمظاهرات الجمعة تحية لجامعة المدينة التي قتل فيها أربعة طلاب قبل أسابيع برصاص قوات الأمن التي اقتحمت الجامعة عقب تظاهرة طالبت بإسقاط النظام.

وشهدت الجامعة في الأشهر الماضية حركة احتجاجية متصاعدة ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

ففي الثالث من مايو اقتحمت قوات الأمن السورية الجامعة وأطلقت النار عقب تظاهرة طلابية تنادي بإسقاط النظام، ما أسفر عن مقتل أربعة طلاب.

عقب ذلك بساعات، أعلنت إدارة الجامعة تعليق الدروس في كافة كليات الجامعة.

وبعد ظهر الخميس، وصل وفد من المراقبين الدوليين إلى الجامعة حيث استقبلهم آلاف الطلاب مطالبين بإسقاط النظام ورافعين “أعلام الثورة”.

وأظهر مقطع بثه ناشطون على الإنترنت طلابا في سيارة أحد المراقبين وهم يشاهدون عناصر من الأمن ينهالون بالضرب على طلاب، ويسمع صوت شابة في المقطع تطلب من المراقب أن يغادر المكان قائلة “نحن بحمايتك”.

عقوبات اقتصادية كندية جديدة على سوريا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أعلنت الحكومة الكندية الجمعة منع تجارة “المواد الكمالية” مع سوريا، وكذلك فرض عقوبات مالية على 6 أشخاص وهيئات جديدة تابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال وزير الخارجية جون بايرد إن “العنف الوحشي والمتواصل من قبل نظام الأسد ضد الشعب السوري أرغم كندا على زيادة عزل هذا النظام وأتباعه”.

وأضاف أن الحكومة الكندية تمنع “تصدير وبيع وتزويد وإرسال مواد كمالية إلى سوريا”.

ويتعلق القرار بالإتجار في المجوهرات والأحجار والمعادن الكريمة والساعات والسجائر والمشروبات الروحية والعطور والألبسة، واللوازم التي لا تحمل علامات تجارية والفرو والمعدات الرياضية واليخوت الخاصة والمواد الغذائية الفاخرة، وأجهزة الكمبيوتر والتلفاز والمعدات الإلكترونية.

كما أعلن بايرد عن تجميد ودائع ومنع المبادلات الاقتصادية مع مجموعة “ألتون” وهي شركة لتصدير النفط، ومع إدارة التبغ والتنباك السورية ومع هيئة الإذاعة والتلفزيون في سوريا.

كما فرضت كندا عقوبات شخصية على رئيس مجموعة ألتون، سليم ألتون ومساعده يوسف كليزيه وحاكم البنك السوري المركزي أديب مياله.

وأوضحت الحكومة الكندية أن 129 شخصا و44 هيئة قريبة من النظام السوري استهدفت بالعقوبات الاقتصادية.

باريس ترد على تصريحات الأسد: القمع هو الذي يهدد ببث الفوضى

باريس (18 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

دعت باريس الرئيس السوري بشار الأسد الجمعة إلى أن “يفهم بأن القمع الدموي لقواته الأمنية هو الذي يهدد انزلاق سورية نحو الفوضى”، وذلك تعليقا على تصريحات الأسد التي حذر فيها من انتشار الفوضى إلى بقية الدول في حال انتشرت في بلاده

وكان الأسد أعرب عن أمله بأن يفكر الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند بمصالح فرنسا، وقال لمحطة روسية “أنا أكيد أنها (مصالح فرنسا) لا تقوم على مواصلة بث الفوضى في الشرق الاوسط والعالم العربي باسره”، واعتبر ان “الفوضى الجارية والارهاب، كل هذا ستكون له عواقب على اوروبا، لانها ليست بعيدة عن منطقتنا، ويمكننا القول اننا جيران جنوب اوروبا””، وفق تعبير الرئيس السوري

وفي رده على سؤال حول تصريحات الأسد قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “لا يمكن لبشار الأسد أن ينسينا بتصريحات كهذه أن قواته الأمنية توصال ارتكاب المجازر بحق شعبه وبأنه لم يبدأ بعد بتطبيق خطة كوفي انان”، وتسائل فاليرو “هل توقف العنف؟ هل تم الإفراج عن السجناء؟ هل انسحب الجيش إلى ثكناته؟ هل بدأت عملية سياسية؟”، وتابع “الأجوبة على هذه الأسئلة سلبية مما يدفعنا إلى مواصلة التزامنا بدعم خطة انان التي يجب أن تتيح عملية انتقال سياسي في سورية”، وفق تعبيره

وأكد فاليرو أن فرنسا تواصل “دعم حق الشعب السوري بالحرية وتدين مواصلة القمع الدموي في سورية الذي أوقع عشرات القتلى في الأيام الأحيرة ولاسيما من جراء القصف على مدينة الرستن”، وأضاف “بعد 14 شهرا من الأزمة يجب أن يفهم بشار الأسد أن القمع الدموي الذي تقوده قواته الأمنية هو الذي يهدد سورية بالانزلاق نحو الفوضى التي يمكن ان تؤثر على الاستقرار الإقليمي”، وفق تعبيره

وفي سياق متصل أعلن فاليرو أن وزير الخارجية الجديد لوران فابيوس سيلتقي الأمين العام للأمم المتحدة غداً ويبحث معه الأزمات الراهنة وخاصة الشرق الأوسط وسورية والساحل الإفريقي

تونس: مسؤول حكومي يقر بعدم السيطرة على مساجد تدعو للجهاد بسوريا

تونس (18 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

اقر مسؤول حكومي الجمعة بأن وزارة وزارة الشؤون الدينية التونسية لا تحكم سيطرتها على جميع مساجد البلاد حيث يعمد بعض الخطباء والأئمة الى الدعوة والحث على الجهاد في سورية

وعبر مستشار وزير الشؤون الدينية أحمد البرقاوي في مؤتمر صحفي عن اسفه لوجود ظاهرة استقطاب الشبان التونسيين في المساجد ودعوتهم الى “الجهاد في سوريا”، منوها بأن الوزارة لا تحكم سيطرتها على جميع المساجد والتي يفوق عددها اكثر من ستة آلاف جامع ومسجد موزعة على كامل أنحاء البلاد

وحسب البرقاوي، “سيتم عبر تعيين الملحقين بالوزارة قبل حلول شهر رمضان المقبل ما سيمكن من تطويق هذه الظاهرة والقضاء عليها “، حسب قوله

وتتزامن تأكيدات المسؤول الحكومي مع مسيرة نظمها انصار حزب التحرير (غير مرخص له) عقب انتهاء صلاة الجمعة حيث توافدت مجموعات منهم على ساحة القصبة من المساجد القريبة وذلك دعما لنصرة ثورة الشعب السوري رافعين شعارات من بينها “يا جيوش الاسلام هبوا لنصرة بلاد الشام”. هذا ولم تسجل اية صدامات تذكر مع اعوان الامن الذين كانوا قريبين من المباني الحكومية المطلة على الساحة ،حيث مقر الحكومة التونسية

وكان وزير الداخلية علي لعريض قد إعترف بوجود شبان تونسيين في صفوف المعارضة السورية المسلحةومقتل آخرين و القاء السلطات السورية القبض على بعضهم من دون تحديد عددهم

سوريا: اكبر تظاهرات في حلب منذ إعلان وقف إطلاق النار

خرجت يوم الجمعة تظاهرات مناهضة للنظام السوري هي الاكبر في مدينة حلب، بحسب ما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “عشرات الالاف يتظاهرون في كل سوريا في اضخم تظاهرات منذ اعلان وقف اطلاق النار” في منتصف ابريل/ نيسان.

وقال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي ان “مدينة حلب تعيش اليوم انتفاضة حقيقية”، مشيرا الى خروج عشرات التظاهرات في احيائها وفي مناطق الريف.

واشار الحلبي الى ان “معظم التظاهرات ووجهت باطلاق النار من قوات الامن التي اعتقلت عشرات المتظاهرين”.

ودعت المعارضة الى التظاهر تحت شعار “جمعة ابطال جامعة حلب” التي تشهد تحركا احتجاجيا متصاعدا منذ اشهر، وقد قتل في احدى تظاهرات الجامعة قبل اسابيع اربعة طلاب برصاص الامن.

الرستن

جاء ذلك في وقت يستمر القصف على مدينة الرستن في محافظة حمص واعمال العنف في مناطق اخرى على مرأى من المراقبين الدوليين.

واظهر شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الانترنت اعمدة من الدخان ترتفع من احياء في المدينة بعد سماع اصوات انفجارات قوية. وبدت في شريط آخر آثار حجارة وشظايا قرب عدد من المنازل في ظل دخان ابيض كثيف، وتتالي سقوط القذائف بمعدل واحدة في اقل من دقيقتين.

وندد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة بـ”صمت المراقبين الدوليين الذين لم يعملوا على وقف القصف المستمر منذ ايام على مدينة الرستن”

كما افاد المرصد عن تعرض احياء عدة في مدينة حمص لاطلاق رصاص كثيف وقذائف هاون.

وقتل الجمعة طفل في حي طريق حلب في مدينة حماة حيث سمع قبل الظهر صوت انفجار تبعه صوت اطلاق رصاص كثيف. ونقل المرصد عن نشطاء ان الطفل قتل اثر اطلاق نار من رشاشات ثقيلة من القوات النظامية بعد التفجير.

الرستن

الرستن تحت القصف

ونفذت قوات الامن السورية حملة عمليات دهم في مدينة دوما في ريف دمشق وفي حي الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية، واعتقلت عددا من الاشخاص، بحسب المرصد الذي افاد عن انتشار قوات الامن السورية في محيط المساجد في عدد من احياء اللاذقية “لمنع خروج تظاهرات”.

وسجل انتشار مماثل في محيط المساجد في مدينة جبلة في المحافظة ذاتها، وفي مدينة بانياس والقرى المحيطة.

وانفجرت عبوة ناسفة فجر الجمعة في حي الشعار في مدينة حلب ادت الى مصرع ضابط وجرح خمسة عناصر من القوات النظامية، بحسب المرصد. بينما ذكر تلفزيون “الاخبارية السورية” ان عسكريا قتل وجرح خمسة اخرون اثناء تفكيكهم عبوة ناسفة عند دوار الشعار في حلب.

وشهد الخميس تظاهرات عدة في مدينة حلب كان اخرها في حي صلاح الدين وقد تعرضت لاطلاق الرصاص من القوات النظامية ما ادى الى سقوط قتيل.

وخرجت تظاهرات صباحية في حيي القدم والتضامن في دمشق. وبعد صلاة الجمعة، سجلت تظاهرات في مدن وبلدات وقرى عدة في في محافظات الحسكة ودير الزور وحلب وادلب وريف دمشق ودرعا وحمص.

واطلقت قوات الامن النار على تظاهرة في دوما ما ادى الى اصابة مواطن بجروح. كما اصيب متظاهرون اثر اطلاق رصاص من القوات النظامية على تظاهرة في حلب.

الاعدام لناشط

في موازاة ذلك، اعلنت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان ان القضاء السوري اصدر حكما بالاعدام بحق الناشط محمد عبد المولى الحريري، المعتقل منذ 16 ابريل/ نيسان، بعد تجريمه بجناية “الخيانة العظمى” معتبرة الحكم “باطلا” لاستناده الى اعترافات انتزعت منه “تحت التعذيب الوحشي”.

ودانت الرابطة “بأقوى العبارات الحكم الجائر” الذي صدر بحق الحريري لافتة الى انه “لم يحظ بالحد الأدنى من شروط المحاكمة العادلة والحصول على المساعدة القانونية المنصوص عليها في الدستور السوري والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان التي إنضمت إليها سوريا”.

الى ذلك، قال مصدر امني لبناني ان دورية امنية اوقفت شابين سوريين بحوزتهما مسدسان حربيان امام مستشفى في شمال لبنان يعالج فيه جرحى اعمال العنف في سوريا، قبل ان يتمكنا من الفرار الى داخل المستشفى، حيث احتشد عدد من الجرحى والعاملين للدفاع عنهما، ومن ثم الى جهة مجهولة.

من جهة اخرى، نفى الناطق باسم تنسيقية النازحين السوريين في لبنان احمد موسى ان يكون الشابان مسلحين، قائلا ان احدهما مصاب في رجليه وعاجز عن الحركة، وانه اتى الى المستشفى للمراجعة الطبية.

نائب عنان إلى دمشق

قال المتحدث باسم كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا يوم الجمعة ان نائب الوسيط الدولي يعتزم السفر الى سوريا لكن توقيت الزيارة سري.

وفي افادة معتادة، أحجم أحمد فوزي عن ان يتناول بالتفصيل تقارير قالت ان “شخصية مهمة” ستزور دمشق في وقت لاحق من يوم الجمعة. وقال ان عنان يعتزم التوجه الى سوريا في مرحلة ما وان نائبه لديه خططا محددة للسفر. ولم يكشف عن اسم نائب عنان

القاعدة

وقال بان كي مون انه يعتقد ان القاعدة مسؤولة عن التفجيرات الانتحارية التي أودت بحياة 55 شخصا على الأقل في سوريا قبل أسبوع، وان عدد القتلى في الصراع الدائر في البلاد منذ 14 شهرا يتجاوز الان عشرة آلآف.

ويوجد 257 مراقبا أعزل للأمم المتحدة في سوريا لمراقبة هدنة عمرها خمسة اسابيع توسط في جهود التوصل إليها كوفي عنان مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة.

وقال بان ان “ارسال مراقبين كان له أثر مهدئ فقد انخفض عدد حوادث العنف لكن ليس بدرجة كافية فلم يتوقف كل العنف.”

أسلحة كورية

وأعلن فريق خبراء تابع للأمم المتحدة أنه يفحص تقارير عن محاولات كورية شمالية سابقة لارسال شحنات مواد متصلة بالأسلحة الى سوريا وميانمار.

وقال فريق الخبراء في التقرير “استمرت كوريا الشمالية بنشاط في تجاهل العقوبات الواردة في قرارات (الأمم المتحدة).”

ولفت التقرير الذي قدمه الفريق إلى لجنة عقوبات كوريا الشمالية المنبثقة عن مجلس الامن في وقت سابق من هذا الاسبوع: “لم تبلغ دول أعضاء اللجنة عن أي انتهاكات تنطوي على نقل مواد نووية او مواد اخرى متصلة باسلحة الدمار الشامل او صواريخ ذاتية الدفع. لكنها أبلغت عن عدة انتهاكات اخرى منها مبيعات غير مشروعة لأسلحة ومواد متصلة بها وسلع كمالية.”

روسيا

واعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن خطة عنان في خطر بسبب محاولات قوى معيّنة لم تسمها خلق دوّامة من العنف في البلاد، وقالت إنها لا تستبعد زيادة عدد المراقبين الدوليين في سوريا إن اقتضت الحاجة.

وقال الناطق باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش إن “عناصر معيّنة في سوريا تسعى إلى تخريب تنفيذ خطة كوفي عنان من أجل إعادة إطلاق دوّامة العنف”.

وأضاف أن روسيا لا تستبعد زيادة عدد مراقبي الأمم المتحدة في سوريا إذا اقتضت الحاجة.

وقال المسؤول الروسي”يمكن أن تطرح ضرورة توسيع هذه البعثة للمناقشة في مرحلة ما”.

من جهة أخرى، تلقت قيادة سفينة الخفر “سمتليفي” (المتقد) التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي أمرا ينص على تمديد مهمة المناوبة القتالية قرب السواحل السورية.

ونقلت وكالة “انترفاكس” عن مصدر في هيئة الأركان العامة في أسطول البحر الأسود قوله إن هذا القرار تم اتخاذه بسبب حيثيات الوضع في المنطقة.

المزيد من بي بي سي

BBC © 2012

مراكز إعلامية في مرمى نيران النظام السوري

اتبع النظام السوري سياسة واضحة في استهداف الصحافيين ومراكزهم الإعلامية منذ اندلاع الثورة السورية. وقصف أربعة مراكز إعلامية في المدن والأرياف السورية التي تشهد حراكاً شعبياً ضد نظام الحكم، لاسيما

حمص حيث قصف مركزيين إعلاميين على الأقل، الأول في بابا عمرو راح ضحيته الصحافية الأمريكية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي أوشليك، والثاني في الخالدية، إلا أن الأضرار اقتصرت على الأجهزة التقنية.

يتعقب الجيش السوري إشارات البث الصادرة عن الأجهزة الفضائية في المراكز الإعلامية، لتحديد موقع المركز، والحصول على احداثياته ثم قصفه بالطائرات العامودية أو بالصواريخ. وشوهدت طائرة استطلاع من دون طيار في بابا عمرو في حمص، قبل قصف المركز الإعلامي بوقت قصير، ما يدل على أنها كانت في مهمة استخباراتية لتحديد موقع المركز الصحافي.

أجهزة أغلى من الحياة

أكثر ما يشغل بال الإعلاميين الحفاظ على الأجهزة وإن كلفهم الأمر حياتهم. باسل سليمان مصور صحافي التقط صورا هامة لمناطق القصف في حمص. قام سليمان وغيره من الإعلاميين في المدينة باتباع طرق جديدة لتفادي قصف المراكز الإعلامية، إذ لم يعد بالإمكان تحمل خسارة أجهزة تقنية أخرى. يعمل سليمان حاليا في منطقة حمص القديمة التي تعرضت لقصف شبه يومي. يقول: “نظرا لتجاربنا السابقة والخسائر التي ترتبت جراء قصف المركز الإعلامي في بابا عمرو والخالدية، قررنا توزيع أنفسنا على أقبية المنازل وعدم وضع الأجهزة بمكان واحد حفاظا عليها، والعمل على تغيير مكان أجهزة البث الفضائي والإنترنت كل فترة لعدم كشف مكانها. كما نعمل على إطفاء جميع الأجهزة ما إن نسمع صوت تحليق طائرة استطلاع.”

ويضيف: “بدأنا نركز على الأدوات التي لا تصدر ذبذبات، والعمل على أجهزة البث في أضيق إطار ممكن. كنا مثلاً نصطحب معنا الكاميرا فقط أثناء الجولات الميدانية، من دون أجهزة البث المحمولة. وبالتالي نؤجل بث الصورة حتى العودة إلى مكان أجهزة البث. صحيح أن في ذلك تأخير لوصول الصور لكنها طريقة تضمن الحفاظ على الأجهزة والأمان. كنا نستخدم سابقا الأبنية العالية لالتقاط الصور والعمل على أجهزة البث، لكن الأمر بات الآن غير ممكن أبداً بسبب انتشار القناصة واستخدام النظام السوري سلاح المروحيات لملاحقة الناشطين”.

نظام يصطاد الصحافيين

من جهته، يقول بلال الحمصي الناطق باسم تجمع أحرار الخالدية إن “خلال الأشهر الماضية تم استهداف أكثر من مركز إعلامي في منطقة البياضة والخالدية ووادي العرب ودير بعلبة وبابا عمرو. وكان من أول الأهداف مكتبنا الإعلامي الموجود في منطقة البياضة تحديدا. كنت موجودا مع مصور وبعض النشطاء وكنا نعمل على إحصاء عدد الشهداء وتوثيق الأضرار التي نجمت عن القصف، ونستعد لبث حي لرسالة مصورة لإحدى القنوات الفضائية. فجأة بدأ القصف. في البداية ظننا أنه عشوائي، لكن سرعان ما أدركنا أنه يستهدفنا بشكل مباشر، إذ سقطت قذيفة على الجدار الفاصل بين درج المنزل والغرفة التي يقف فيها المصور الذي استطاع الهرب بسرعة ليتحول مكان وقوفه إلى كومة من الحجارة. فررنا من المكان تاركين الأجهزة، ونزلنا إلى الطابق السفلي لنحتمي من القذائف. لكن القصف استمر لحوالي نصف ساعة تقريبا مستهدفا المركز وما يحيطه به من أبنية. الحمد لله أننا نجونا. غير أن النظام السوري يعمل بكل طاقته على اصطياد الصحافيين وتعطيل المراكز الإعلامية بأي طريقة حتى لو بواسطة الصواريخ.

الموت يحيط بنقل الأخبار والصور

الناشط الإعلامي عبيدة السالم في حمص واحد من الإعلاميين الذين اختاروا منطقة خالية من السكان ليقيموا فيها المركز الإعلامي في حمص على أن تصلح في الوقت ذاته لمبيت الناشطين والصحافيين الأجانب الموجودين في بابا عمرو. المركز الإعلامي كان قريب نسبيا من المستشفى الميداني. لا يفصله عن المركز إلا عدة مباني لتسهيل مهمة الصحافيين والنشطاء في المنطقة.

ويقول السالم: “لم نكن نفصح لأحد عن مكاننا الحقيقي خشية الاختراقات لأن النظام كان يمطرنا بالقذائف والصواريخ قصيرة المدى. اخترنا في البداية منزلا قريبا من منطقة الإنشاءات لسهولة كشف منطقة بابا عمرو بواسطة الكاميرات المنصوبة على السطح”.

ويتابع: “كان الجميع في بداية حصار منطقة بابا عمرو وقصفها يعتقد أننا داخل المنطقة، لكننا كنا على تخومها نتنقل بكاميراتنا وهواتف الثريا لتصوير ونقل ما يجري. كانت تجهيزاتنا كاملة تقريبا. لم نعان من المشاكل التي عانت منها بقية المناطق من نقص في أجهزة الإنترنت الفضائي أو هواتف الثريا. كنا مجهزين قبل الحملة العسكرية التي جابهناها لأن منطقة بابا عمرو تعرضت لعدة حملات سابقة علمتنا أن نكون على أهبة الاستعداد”.

ويستذكر السالم عملية القصف التي طالت مركز الاسعاف أولا ثم سقوط قذيفة قريبة أصابت المبنى بشكل غير مباشر إلى أن بدأ الاستهداف الفعلي في ما بعد حين عرضت الأفلام التي فضحت قصف المستشفى وأظهرت الشهداء والمصابين.

صور السالم الجرحى والقتلى الذين نقلوا إلى المستشفى الميداني حين سقطت القذيفة. وأصيب الناشط الإعلامي خالد أبو صلاح أثناء قيامه بتوثيق الأضرار. عاد الناشطون الإعلاميون إلى المركز الإعلامي لتحميل الصور والأفلام التي لم يستطيعوا بثها على الهواء لصعوبة وخطورة التحرك في المنطقة المحيطة بالمركز لأنها تتعرض للقصف.

ويشير السالم إلى أنه عندما وصل إلى المركز الإعلامي كان الجميع خارجا يستعدون للرحيل لمكان آخر.  “لا أعرف لما اخترنا التقدم والتغلغل في منطقة بابا عمرو. خيار الانسحاب لم يكن واردا أبدا. كان الصحافيون الأجانب ومجموعة من النشطاء يقفون متفرقين بين الأبنية المحيطة وسيارة صغيرة تحمل المعدات وجهاز البث. القذائف كانت تحاصرنا لكن المبنى لم يطله أي ضرر. وردتنا أنباء غير مؤكدة عن اقتحام الجيش السوري النظامي منطقة الانشاءات القريبة. أحداث متسارعة، أذكرها بدقة لكن التفاصيل تلتحم بترقب لحظات الخوف. من بين هذه اللحظات لحظة مقتل المصور الفرنسي ريمي اوشليك والصحافية الامريكية ماري كولفن. أنا الآن حي لكن ربما ألحق برفاقي في أي لحظة خلال عملي.

مركز الدوحة لحرية الاعلام

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى