أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 19 تشرين الثاني 2011

دمشق تطلب تعديلات على مهمة المراقبين… والضغوط الدولية تتصاعد

القاهرة – محمد الشاذلي؛ بيروت، دمشق، انقرة، نيويورك – «الحياة»، اب، ا ف ب

أعلن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي امس أنه تلقى مساء الخميس رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم، تضمنت تعديلات على مشروع البروتوكول المتعلق بالمركز القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة إلى سورية والذي أقره مجلس الجامعة على المستوى الوزاري الأربعاء الماضي في الرباط. وأشار العربي إلى أن هذه التعديلات هي محل دراسة الآن.

ورفض مصدر مسؤول في الجامعة العربية الحديث عن فحوى التعديلات والاقتراحات التي طلبت دمشق ادخالها على مشروع البروتوكول الخاص بمهمة الجامعة للمراقبة والتي يفترض ان تذهب إلى سورية لرصد الأوضاع، وأكد أن هناك التزاماً من الجامعة بعدم التحدث في هذا الشأن. واوضح أن الامين العام عمم المذكرة السورية على الدول الأعضاء، وهو يجري اتصالات مع وزراء الخارجية العرب لاستطلاع آرائهم في الطلبات السورية.

وكان مجلس الجامعة منح الحكومة السورية مهلة ثلاثة أيام من أجل التوقيع على هذا البروتوكول، وأكد أنه بعد توقيع الحكومة السورية على البروتوكول وبعد وقف جميع أعمال العنف والقتل، يتم إرسال بعثة مراقبي الجامعة فوراً إلى سورية.

وفي نيويورك، أشارت مصادر ديبلوماسية الى تردد دول الثورات العربية حيال تبني دعم مشروع قرار اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة في شأن سورية، لكنها قالت ان مصر وليبيا وتونس ستصوت في النهاية لصالح مشروع القرار نظراً لما يعنيه قيامها بعكس ذلك.

وقال مصدر ديبلوماسي إن عدداً أكبر من الدول سينضم الى رعاية مشروع القرار، مشيراً الى أن عدم انضمام مصر الى الدول الراعية له «يعود الى ترؤسها مجموعة دول عدم الانحياز التي بينها اتفاق على عدم دعم القرارات التي تستهدف دولاً بعينها» في اللجنة الثالثة المعنية بحقوق الإنسان.

وأكد السفير البريطاني في الأمم المتحدة مارك ليال غرانت، أن الأردن والمغرب وقطر والسعودية هي من بين الدول التي تشارك في رعاية مشروع القرار، آملاً «أن آخرين سيشاركون أيضاً وأنه سيكون هناك دعم قوي للقرار عند طرحه على التصويت مطلع الأسبوع المقبل» في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وشدد غرانت على أن اللجنة الثالثة في الجمعية العامة يجب أن تظهر أن الأمم المتحدة سوف لن تسمح للأعمال الوحشية في سورية بأن تبقى من دون مواجهة».

وفي أنقرة، دعا امس وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه المعارضة السورية الى تجنب اللجوء الى السلاح، وحذر في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي احمد داود اوغلو، من ان «الحرب الاهلية في سورية ستكون كارثة حقيقية». واعتبر جوبيه أن الأوان قد فات على بقاء النظام السوري في الحكم بعدما فشل في تحقيق الاصلاحات التي تطالب بها الاسرة الدولية. كما رفض التدخل الخارجي في سورية الا اذا كان بموجب قرار من مجلس الامن الدولي.

وحذر وزير الخارجية التركي من «مخاطر الانزلاق الى حرب اهلية» في سورية، وقال ان المنشقين عن الجيش السوري «بدأوا التحرك في الفترة الاخيرة ولذلك هناك مخاطر من الانزلاق الى حرب اهلية». لكن اوغلو اوضح ان «من الصعب التحدث عن حرب أهلية، لأن في هذه الحالة هناك جانبان يتحاربان. بينما في الوضع الحالي غالبية السكان تتعرض لهجمات من قوات الامن. لكن هناك دائماً خطرُ ان يتحول ذلك الى حرب اهلية». واشار الى ان بلاده ستساعد «المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية تيارات المعارضة على تعزيز موقعه في سورية وفي العالم»، موضحاً ان تركيا تعترف بالمجلس كـ «حزب سياسي» ومحاور في الازمة السورية.

وفي خطوة مهمة اعلنت وزارة الخارجية البريطانية ان الوزير وليم هيغ قرر تعيين السفيرة السابقة في بيروت فرانسيس غاي ممثلة للحكومة لاجراء اتصالات مع المعارضة السورية. كما ذكرت ان هيغ ينوي لقاء شخصيات من المعارضة «في المستقبل القريب».

وفي رد المعارضة السورية على التعديلات التي طلبت دمشق ادخالها على بروتوكول التعاون مع الجامعة العربية، اعتبرت أن النظام «يحاول كسب الوقت لطمس الجرائم». وكتب رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية عمار القربي على صفحته على «فايسبوك»، أن معلوماته تؤكد أن النظام وضع تعديلات على مبادرة الجامعة بإرسال مراقبين من شأنها إفراغ الفكرة من محتواها. وقال إن دمشق طلبت ألاّ تضم لجان المراقبة أيَّ ناشط في مجال حقوق الإنسان، وأن يكون كل المراقبين الـ 500 من الموظفين الرسميين في الدول العربية.

وفي هذا الوقت، توافد عدد كبير من المعارضين السوريين على القاهرة وعقد عدد منهم اجتماعات أمس ويستكملونها اليوم في سبيل ترتيب أوضاع المعارضة وعلاقاتها بـ «المجلس الوطني السوري».

وأمنياً افادت منظمات حقوقية امس، ان اكثر من عشرين مدنياً بينهم طفلان سقطوا برصاص الامن في التظاهرات التي جرت امس في عدة مدن سورية «جمعة طرد السفراء»، فيما افاد مصدر رسمي عن مقتل عنصرين من حفظ النظام بانفجار عبوة ناسفة في حماة (وسط). كما تحدثت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن «استشهاد عنصرين من قوات حفظ النظام وإصابة ضابط بجروح خطيرة جراء انفجار عبوة ناسفة في حي القصور بحماة».

ويأتي ذلك في اليوم الثاني من مهلة الايام الثلاثة التي منحتها الجامعة العربية لسورية من اجل وقف القمع، مهددة بفرض عقوبات اقتصادية على دمشق اذا لم توافق على مشروع البروتوكول المتعلق بالمركز القانوني ومهام المراقبين.

كلينتون: الأسد غير قادر على تحمل المعارضة المسلحة

واشنطن – جويس كرم

أكدت وزيرة الخارجية الأميركية أن هناك «حاجة لحدوث تغيير في رأس الحكومة» السورية مشيرة الى أن الرئيس السوري بشار الأسد «لن يكون قادراً على تحمل المعارضة المسلحة» أو «تجاهل الجامعة العربية وتركيا».

وقالت كلينتون في تصريحات لشبكة «أي بي سي» الأميركية أمس أن الحكومة السورية «لا يمكنها تجاهل الجامعة العربية وتركيا… ونحن نرى النتائج (التعنت السوري)، انها مأسوية». وأضافت «نحن حاولنا حض الحكومة السورية للتفاوض حقيقة وحماية المتظاهرين السلميين وهم تجاهلونا جميعاً».

وفي سؤال حول اعتبار كلينتون في بداية الاحتجاجات في سورية بأن الرئيس السوري بشار الأسد «اصلاحي» قالت الوزيرة «كنا نأمل بذلك لأنه كان هناك الكثير على المحك، كنا نريد أن نرى مثلاً اتفاقية بين اسرائيل وسورية… هذا شيء عمل عليه الكثيرون لـ30 عاماً». وأشارت كلينتون الى أنها سمعت من أعضاء في الكونغرس كانوا التقوا به «أنه يريد أن يقوم بالاصلاح، انما حين وصل الأمر للربيع العربي ومطالبة الشعوب بالحرية وحقوقهم، رد (الأسد) كما رأينا بعنف مبرح». وحذرت كلينتون ضمنياً الأسد بأنه «لن يكون قادراً على تحمل المعارضة المسلحة المتنامية لسوء الحظ والتي كما يبدو تغذيها وقد يكون في قيادتها منشقين من الجيش».

باريس: كلما ازداد عدد المنشقين في سورية كلما تضاءلت القدرة على القمع

باريس – رندة تقي الدين

وصل إلى باريس أمس السفير الفرنسي لدى دمشق ايريك شوفالييه بعد أن سحبته الخارجية الفرنسية من سورية اثر العنف الذي تعرضت إليه السفارات الأجنبية.

وترى أوساط القرار في باريس أن سورية كانت تعتقد أنها بمنأى عن تدويل أزمة النظام بسبب الموقفين الروسي والصيني اللذين يمنعانا من الذهاب إلى مجلس الأمن، إلا أن قرار الجامعة العربية بتعليق عضويتها فاجأ النظام السوري لأنه قلب المعادلة الإقليمية إزاء الرئيس بشار الأسد الذي لم تكن الدول العربية تنظر إليه كما كانت تنظر إلى العقيد الليبي السابق معمر القذافي.

وتابعت المصادر إن فرنسا تعمل مع الدول العربية من أجل مشروع قرار حول سورية في الجمعية العمومية في الأمم المتحدة في نيويورك حول مسألة انتهاك النظام السوري حقوق الإنسان، وهو مؤشر مهم جداً حسب المصادر لأنه سيظهر أن الأسرة الدولية ستبقى على تعبئة كاملة إزاء ممارسات النظام السوري على رغم الفيتو المزدوج المحتمل من روسيا والصين في مجلس الأمن على قرار عقوبات أو إدانة.

إلى ذلك قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن العملية التي استهدفت مقر الاستخبارات الجوية السورية في حرستا جاءت «نتيجة الإصرار الأعمى للرئيس السوري بشار الأسد على المضي في قمع شعبه»، مشيراً إلى ضرورة مواصلة التعبئة على مستوى الأسرة الدولية ليتوقف كل هذا القمع.

وأضاف إن فرنسا مستمرة في نهج التشاور الدائم مع كل شركائها ومع أعضاء الجامعة العربية التي اتخذت مبادرات مهمة خلال الأيام القليلة الماضية وأيضاً مع الأمم المتحدة في محاولة لدفع الأمور على مستويين: الأول هو مجلس الأمن والثاني هو الجمعية العامة متجنباً نفي أو تأكيد ما ذكر عن اجتماع تشاوري عقد في باريس لتنسيق جهود الأطراف المعنية بالأزمة السورية وتحويلها إلى خطوات ملموسة.

ولفت فاليرو إلى أن فرنسا تتحرك من منطلق عدم توفير أي جهد لوقف العنف في سورية.

وتطرق إلى الانشقاقات التي تحصل في صفوف الجيش السوري بالقول: «نتمنى أن يكون هذا مثيراً للقلق بالنسبة للنظام» لأنه يشير إلى «وجود ضباط وجنود يرفضون تنفيذ الأوامر البربرية التي توجه لهم» وأنه «كلما ازداد عدد المنشقين كلما تضاءلت قدرة النظام على القمع».

وأشاد مجدداً بشجاعة المتظاهرين السوريين والمعارضين ومنهم خصوصاً أولئك الذين ينزلون إلى الشارع يوماً بعد يوم و»نحثهم على تنظيم صفوفهم والتوحد حول البرنامج نفسه».

وتجنب التعليق على دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما للمعارضة السورية للعدول عن العنف واكتفى بالقول إن من «ينبغي التوجه إليه هو الأسد ليوقف العنف الذي يؤدي كل يوم إلى المزيد من القتلى».

وبالنسبة إلى العقوبات المطبقة على سورية أكد فاليرو أن الهدف منها هو»أن يشعر الحكم بتأثيرها» إذ أنها تستهدف أشخاصاً وهيئات تمول القمع «ونتجنب العقوبات التي تؤثر على المدنيين».

معارض سوري يتوقع تحولاً في الموقف الروسي

واشنطن – جويس كرم

تستكمل واشنطن العمل على الساحة الدولية وخصوصاً في الضغط على الجانب الروسي للتراجع عن دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في وقت توقع المعارض السوري رضوان زيادة والعائد لتوه من موسكو تحولاً في الموقف الروسي في حال أعطت واشنطن الكرملين بعض الحوافز. وفي فندق في ضواحي العاصمة الأميركية عقد «المجلس الأميركي السوري» مؤتمراً حاشداً حضره ممثلون للجالية من مختلف أنحاء الولايات المتحدة، وشارك فيه شخصيات من الإدارة الأميركية وأخرى بارزة في المعارضة السورية. وتحدثت مديرة مكتب سورية ولبنان في مجلس الأمن القومي الأميركي هاجر حجار عن تصميم الولايات المتحدة العمل لتكثيف الضغط سياسياً واقتصادياً على نظام الرئيس بشار الأسد، وأشارت إلى أن عزلة الأسد داخلياً وإقليمياً ودولياً «تزداد» ما يؤثر على الاقتصاد السوري.

وأشادت المسؤولة الأميركية بالدور التركي ودور الجامعة العربية مؤكدة أن واشنطن تدعم هذه الجهود من دون أن تكون هي في الصدارة، وأكدت أن العمل الديبلوماسي الأميركي مستمر للضغط على روسيا ودفعها للابتعاد عن الأسد، وأن الرئيس باراك أوباما بحث هذا الأمر أخيراً مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف.

وحول موقف روسيا، أكد المعارض السوري وعضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري رضوان زيادة لـ «الحياة» أن اجتماعاته على مدى الأيام الأخيرة في موسكو كانت «جيدة». وشارك زيادة مع وفد من المجلس في زيارة لروسيا جرى فيها لقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف وبعد إصرار الوفد السوري على أن يكون اللقاء على مستوى «الوزراء». وقال زيادة أن الاجتماع مع لافروف استمر 90 دقيقة، واستحوذت المبادرة العربية 60 في المئة منه، وحيث أكد لافروف دعم موسكو للمبادرة إنما معارضة تجميد عضوية سورية. أما البند الثاني، فكان في حديث الجانب الروسي عن «العصابات المسلحة»، وهو ما رد عليه الوفد بالسؤال لماذا هذه «العصابات» لا تستهدف إلا من هم «ضد النظام». وشدد الوفد للجانب الروسي التأكيد بأن أي مفاوضات أو محادثات مع النظام حول المرحلة الانتقالية تجري «بعد خروج الأسد وكون هناك الكثير من الدماء على يديه». واعتبر الجانب الروسي أن المعارضة تدفع نحو إعادة نموذج ليبيا وموسكو «غير موافقة على هذا الأمر». ورد أعضاء المجلس بالإشارة إلى أنه إذا توقف الدعم الروسي للأسد فهذا يبدد المخاوف من العمل العسكري.

في الوقت نفسه كانت هناك ليونة روسيا لجهة موضوع الفيتو في مجلس الأمن واستياء من إحراق العلم الروسي من قبل المتظاهرين. وتوقع زيادة أن يتغير الموقف الروسي في ما يخص قرارات مجلس الأمن ولثلاثة أسباب هي: الضغط الشعبي داخل سورية، الموقف العربي وحرص روسيا على علاقاتها مع باقي الدول العربية، ومفاوضاتها مع الولايات المتحدة و «إمكانية تقديم واشنطن حوافز تجارية وعسكرية» لاستقطاب دعم روسيا في هذا الملف.

كلينتون ترى حرباً أهلية في سوريا ممكنة: المعارضة تتغيّر وجـزء منها بات مسلّحاً

دمشق وافقت مبدئياً على استقبال بعثة الجامعة العربية بعد اقتراح تعديلات

ناشطون تحدّثوا عن مقتل 16 شخصاً في تظاهرات “جمعة طرد السفراء”

وافقت دمشق مبدئياً على اقتراح جامعة الدول العربية ارسال مراقبين الى سوريا، على رغم انها اقترحت تعديلات على البروتوكول الخاص بذلك يعمل الامين العام للجامعة نبيل العربي على دراستها. وفي “جمعة طرد السفراء”، أفاد ناشطون ان قوى الامن قتلت 16 متظاهراً في انحاء متفرقة من البلاد، فيما تحدثت السلطات عن مقتل عنصرين من قوات حفظ النظام بانفجار عبوة ناسفة في حماه. واستمرت الضغوط الغربية في التصاعد على النظام السوري.

وفي تقويم يتناقض والمواقف الاميركية المعتادة، قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ان نشوب حرب اهلية في سوريا “أمر ممكن” في حال وجود معارضة مسلحة ومدعومة بالاموال. كما حذرت أنقرة من انزلاق الاوضاع الى حرب اهلية مع تصاعد هجمات “الجيش السوري الحر” المنشق عن الجيش السوري على اهداف حكومية. أما موسكو، فكررت الدعوة الى “ضبط النفس والحذر” حيال الوضع السوري.  وأبقت باريس ضغوطها، داعية مجلس الامن الى اتخاذ اجراء حيال سوريا، معتبرة انه فات الاوان بالنسبة الى الرئيس السوري بشار الاسد. وفي المقابل اتهمت طهران الجامعة العربية بالرغبة في إشعال حرب اهلية في سوريا. (راجع العرب والعالم)

وقال مسؤول سوري بارز طلب عدم ذكر اسمه ان حكومته وافقت مبدئياً على استقبال بعثة مراقبين من الجامعة العربية، لكنها لا تزال تدرس التفاصيل.

وكان الاقتراح الاولي للجامعة يقضي بارسال 500 مراقب. بيد ان عضو اتحاد الاطباء العرب المصري ابرهيم الزعفراني الذي يتوقع ان يكون في عداد البعثة، أعلن ان عدد المراقبين انخفض الى 40. وأضاف انه ليس معروفاً من أوصى بخفض عددهم. واوضح ان “مهمتنا هناك ستكون حماية المدنيين”. واشار الى ان البعثة ستضم اطباء وناشطين ومحامين وخبراء عسكريين.

كلينتون

¶ في واشنطن، اعتبرت  كلينتون في مقابلة مع شبكة “ان بي سي” الاميركية للتلفزيون، ان نشوب “حرب اهلية” في سوريا امر ممكن، وقت اخذ معارضون سوريون يردون على قمع النظام السوري باستخدام السلاح.

وقالت: “اعتقد انه يمكن ان تنشب حرب اهلية اذا وجدت معارضة لديها تصميم كبير ومسلحة تسليحاً جيداً وتتمتع بتمويل كبير”. واضافت ان هذا العمل المسلح “اذا لم يتول قيادته المنشقون عن الجيش فسيؤثرون فيه بالتأكيد. اننا نراه ولا نوافق على ذلك لأننا نؤيد التظاهرات السلمية والمعارضة غير العنيفة”.

وحرصت على القول ان “نظام الاسد” هو الذي دفع الشعب من خلال العنف الذي يمارسه منذ اشهر الى “حمل السلاح ضده”.

وسئل عن الرد الدولي على ما تشهده سوريا، فأجابت بأن جامعة الدول العربية وجهت إشارة لا تخطئ إلى ضرورة أن يرحل الأسد عن السلطة، ولكن لا “شهية” لأي تدخل عسكري أميركي أو من الأمم المتحدة كما حصل في ليبيا.

وفي مقابلة أخرى مع شبكة “سي إن إن” الأميركية للتلفزيون ، قالت كلينتون إن الوضع في سوريا “مقلق جداً”، ولاحظت أن المعارضة تتغير وبات جزء منها “مسلحاً جيداً ومستعداً للقيام بخطوات ضد الحكومة السورية”.

(أ ب، و ص ف، رويترز، ي ب أ)

سوريا تطالب بـ«تعريب» بعثة المراقبين و«احترام سيادة الدولة» تصاعد التحذير من «الحرب الأهلية» يسبق انتهاء المهلة العربية

أصبح مصطلح «الحرب الاهلية» السورية شائع الاستخدام بين مختلف العواصم، ما بين الترغيب والترهيب، والنفي والتأكيد. تداولته واشنطن وأنقرة وباريس وطهران، أمس، غداة التحذير الذي أطلقته موسكو للاشارة الى احتمالات انزلاق الوضع الامني المتأزم الى «حرب أهلية» بين السوريين، بعدما تصاعدت العمليات العسكرية التي يشنها مسلحون ضد القوات الأمنية والمراكز الحكومية، وتزايد التقارير حول جرائم قتل وخطف طائفية. وبينما يفترض ان تنتهي اليوم «المهلة» التي حددتها الجامعة العربية للرد على المبادرة العربية حول الازمة السورية، طلبت دمشق من الأمين العام للجامعة نبيل العربي تعديلات على مشروع البروتوكول المتعلق بمركز ومهام المراقبين الذين تنوي الجامعة إرسالهم إلى سوريا، مشترطة أن يكون المراقبون من جنسيات عربية فقط، وألا تتعدى مهمتهم سيادة الدولة السورية.

وقال العربي، في بيان، إنه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم أول من أمس تضمنت «تعديلات على مشروع البروتوكول بشأن المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا» الذي أقره مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في 16 تشرين الثاني. وأضاف ان «هذه التعديلات هي محل دراسة الآن».

وكان وزراء الخارجية العرب قد هددوا، خلال اجتماع في الرباط الأربعاء الماضي، بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري ما لم يوقع خلال ثلاثة أيام بروتوكولا يحدد «الإطار القانوني والتنظيمي» لبعثة المراقبين العرب التي ستُرسل إلى سوريا لحماية المدنيين.

وقال مصدر دبلوماسي لـ«بي بي سي» إن سوريا ردت على ورقة الجامعة العربية بورقة معدلة «تحافظ على روح النص وطبيعة المهمة وتحفظ في الوقت نفسه سيادة سوريا». وأوضح أن «الجانب السوري مستعد للتوقيع فورا على الورقة المعدلة التي تطالب بدرجة أكبر من التنسيق مع الحكومة السورية».

وأضاف المصدر أن «سوريا أبدت استعدادا لاستقبال بعثة من الجامعة العربية، ومن ضمنها مراقبون إذا اتُّفق على التعديلات التي طلبتها دمشق»، موضحا أنه «يجري حاليا العمل على بعض التفاصيل»، لكنه أشار إلى أن ذلك لا يهدف إلى «عرقلة مهمة» الوفد.

وقال مصدر لـ«السفير» إن سوريا اشترطت أن يكون المراقبون من جنسيات عربية فقط، وألا تتعدى مهمة المراقبين سيادة الدولة السورية. ولم يكن واضحا من تصريحات المصدر إن كانت دمشق تحفظت على أحد نصوص البروتوكول التي تحمل السلطات السورية مسؤولية حماية المراقبين، وذلك في ظل تعرض القوات العسكرية والأمنية السورية للكمائن والقتل.

كلينتون

واعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في مقابلة مع شبكة «ان بي سي»، أن اندلاع «حرب أهلية» في سوريا أمر ممكن، في وقت أخذ «معارضون يردون على قمع النظام السوري باستخدام السلاح».

وقالت «أعتقد انه يمكن أن تندلع حرب أهلية إذا وجدت معارضة لديها تصميم كبير ومسلحة جيداً وتتمتع بتمويل كبير». وأضافت أن هذا العمل المسلح «إذا لم يتول قيادته المنشقون عن الجيش فسيؤثرون فيه بالتأكيد. إننا نراه ولا نوافق على ذلك، لأننا نؤيد التظاهرات السلمية والمعارضة غير العنيفة». وحرصت على القول إن «نظام (الرئيس بشار) الأسد هو الذي دفع الشعب من خلال العنف الذي يمارسه منذ أشهر الى حمل السلاح ضده».

ويتناقض تقويم كلينتون مع رفض المتحدث باسم وزارتها مارك تونر، أول من أمس، التحذير الذي أعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن هجمات المعارضين على المباني الحكومية تشبه «حربا أهلية».

وقال تونر امس ان واشنطن لا ترى أي إشارات حول ان الحكومة السورية ستحترم اقتراح الجامعة العربية. وأضاف «لقد خسروا كل مصداقية، ولهذا نعتقد انه يجب على الأسد التنحي والسماح بعملية انتقال ديموقراطية».

بوتين

وانتقد رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين، بعد اجتماع مع نظيره الفرنسي فرانسوا فييون في موسكو، باريس لتدخلها في شؤون الدول الأخرى، مكررا تحذير موسكو من أي تدخل عسكري في سوريا.

وعما اذا كانت روسيا ستدعم الدعوات للأسد بالتنحي أو قرارا دوليا بإدانته، قال بوتين «نحن على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي لكننا ندعو إلى توخي الحذر وضبط النفس»، مضيفا «هذا هو موقفنا» إزاء سوريا. وأضاف «نرى أنه من الضروري عدم استخدام القوة على الإطلاق في حل مسائل من هذا النوع».

ومن جانبه، كان تصريح فييون أشد لهجة ضد دمشق، قائلا «نعتبر ان الوضع يتردى أكثر فأكثر، والاسد صمّ أذنيه بمواجهة الدعوات من جانب الاسرة الدولية ولم يفِ بوعود الاصلاح وما زالت أعمال القتل مستمرة». وتابع «نعتقد انه لا غنى عن زيادة الضغوط الدولية، وتقدمنا بمسودة قرار أمام الامم المتحدة نأمل ان تجد دعما واسعا قدر الامكان».

إيران

وحذرت طهران من ان قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا هو «خطأ تاريخي» وسيؤدي الى حرب أهلية في هذا البلد.

ونقلت وكالة «الأناضول» عن رئيس اللجنة البرلمانية الايرانية للشؤون الخارجية علاء الدين بروجردي قوله، في مؤتمر صحافي في السفارة الايرانية في أنقرة، ان «النهج الذي سلكته الجامعة العربية يهدف الى إلحاق هزيمة بسوريا من الداخل والتسبب بحرب أهلية».

وأضاف «كان ذلك خطأ تاريخيا بتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية». واعتبر ان «الحل الافضل لوضع حد للاضطرابات التي تشهدها سوريا راهنا، يكمن في أن يواصل الرئيس بشار الاسد الاصلاحات».

جوبيه وداود أوغلو

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي احمد داود اوغلو في أنقرة، أن «الوقت حان لتشديد العقوبات على النظام السوري الذي لم يستجب للمطالب». (تفاصيل صفحة 13)

وأبدى جوبيه تشاؤمه إزاء إمكان أن يحترم النظام السوري المهلة التي حددتها الجامعة العربية لوضع حد لأعمال «العنف». وأكد أن «نشوب حرب أهلية سيكون كارثيا»، ودعا المعارضة السورية إلى تفادي «اللجوء إلى التمرد المسلح». وكرر أن فرنسا تعارض «أي تدخل أحادي الجانب» في سوريا، وان مثل هذا التدخل إذا حصل يجب أن يتم في إطار تفويض من مجلس الأمن الدولي.

وحذر داود اوغلو، من ان «المنشقين عن الجيش السوري بدأوا بالتحرك في الفترة الاخيرة ولذلك هناك مخاطر بالانزلاق الى حرب أهلية». وأضاف «انه حتى الآن من الصعب التحدث عن حرب أهلية، لأنه في هذه الحالة هناك جانبان يتحاربان. بينما في الوضع الحالي غالبية السكان يتعرضون لهجمات من قوات الامن. لكن هناك دائما خطر أن يتحول ذلك الى حرب أهلية».

وعما إذا كانت تركيا تعتزم إقامة منطقة عازلة أو فرض منطقة حظر جوي على حدودها مع سوريا، قال داود اوغلو إن مثل هذا الإجراء ليس مطروحا في الوقت الحالي، إلا انه أضاف انه من الممكن اتخاذ «إجراءات» في المستقبل.

واعتبر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان «الهجوم الذي استهدف مقرا للاستخبارات السورية من قبل عناصر منشقين عن الجيش ليس سوى نتيجة للإصرار الأعمى والوحشي للاسد على قمع شعبه». وأضاف «يجب ألا نتعجب في مثل هذه الظروف من ان نصبح في مواجهة اوضاع من هذا النوع، من هنا الضرورة الملحة لكي يتجند الجميع في المجتمع الدولي لكي يتوقف كل ذلك». وحرض الجنود السوريين على النظام، معتبرا انه «كلما اتسع الانشقاق تضاءلت قبضة القمع».

ويبدو أن باريس أصبحت مقر لقاءات بريطانية وأميركية مع أطراف المعارضة السورية. وينتظر وفد من الخارجية الأميركية وصل باريس أمس، إجراء لقاءات، مع شخصيات لم تحدد بعد من المعارضة السورية. وصباح أمس، وفي مقر السفارة البريطانية في باريس، التقت السفيرة البريطانية السابقة في لبنان فرانسيس غاي، وهي المسؤولة حالياً عن الملف السوري في الخارجية البريطانية، سبع شخصيات من المعارضة السورية، لا يضمون أفراداً من المجلس الوطني، وينتمون إلى هيئة التنسيق للتغيير الوطني والديموقراطي، كحسين كامل، وتيار الدولة كريم تركماني وشخصيات مستقلة كسمير عيطة.

وفي اللقاء الأول من نوعه بين دبلوماسي بريطاني ومعارضين سوريين، عرضت غاي للوفد السوري المعارض اعتراضات مشابهة للاعتراضات الفرنسية على أي تدخل عسكري. وقالت للوفد إن أي تدخل عسكري لن يأتي بحل، وقد يؤدي إلى حرب أهلية لو وقعت فلن تتوقف نيرانها عند الحدود السورية، بحسب ما نسب إلى السفيرة البريطانية السابقة في لبنان.

من جهة اخرى، قال متحدث باسم مجموعة «توتال» النفطية الفرنسية إن السلطات السورية توقفت عن دفع المستحقات المالية للشركة عن أنشطتها لإنتاج النفط. وقال متحدث باسم توتال «لم نعد نتلقى مدفوعات من الحكومة السورية» مضيفا ان الشركة لاحظت انخفاضا طفيفا في انتاج النفط في سوريا.

ميدانيات

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن «قتل 12 مدنيا، بينهم طفلان، في بلدة الحارة في ريف درعا وريف دمشق وريف حمص وريف حماه». من جهتها، أشارت «لجان التنسيق المحلية» الى «مقتل 17 مدنيا، بينهم اربعة اطفال، في درعا وحماه وريف دمشق وحمص» في «جمعة طرد السفراء».

من جانبهم، نفى مراسلو «سانا» في إدلب وحماه وريف دمشق الأخبار التي بثتها قناة «الجزيرة» حول إطلاق نار على المواطنين، مؤكدين أن «هذه الأخبار عارية من الصحة ولم يحدث أي شيء من هذا القبيل إطلاقا».

ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر رسمي قوله «استشهد عنصران من قوات حفظ النظام، وأصيب ضابط، جراء انفجار عبوة في حي القصور بحماه الذي يشهد كثافة مرورية». وأضافت ان «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت في محافظة دير الزور خطاً لنقل النفط الخام تابعاً للشركة السورية للنفط، ما أدى إلى حدوث انفجار في جزء الخط عند هذه النقطة»، مشيرة الى انه تم اصلاح الخط بعد إطفاء الحريق الذي اندلع فيه.

واشار المرصد الى «اصابة طفل بإطلاق رصاص من حاجز في حي البياضة، وثلاثة أشخاص في حي بابا عمرو في حمص». وتابع ان «قوات الامن أطلقت النار بكثافة لتفريق التظاهرات التي خرجت في مدينة حرستا (ريف دمشق) ما أدى الى اصابة اربعة متظاهرين بجراح». وقال «قطعت الاتصالات الارضية والخلوية عن مدينة معرة النعمان (ريف ادلب) التي خرجت فيها تظاهرة حاشدة، رغم إطلاق رصاص أسفر عن اصابة 17 متظاهرا».

وأشار المرصد الى «إصابة عشرات المتظاهرين ليل الخميس الجمعة برصاص قوات الأمن السورية خلال تفريقها اعتصاما في إحدى بلدات ريف دمشق أحرق خلاله المتظاهرون مخفر البلدة احتجاجا على اعتقال امرأة في تظاهرة مناهضة للنظام».

من جهة ثانية، شهدت عدة ساحات عامة في دمشق تظاهرات شارك فيها الآلاف للتعبير عن تأييدهم للرئيس السوري، حاملين الاعلام السورية وصور الاسد. وأقسم مؤيدو الاسد خلال تظاهراتهم على الخروج في كل يوم جمعة الى الساحات العامة للتعبير عن موقفهم ورددوا «الساحات لنا، الساحات لنا».

وذكرت «سانا» ان «آلاف المواطنين الذين أدوا صلاة الجمعة في الجامع الأموي بدمشق خرجوا في مسيرة تحت عنوان المساجد لنا رفضاً لقرار الجامعة العربية حول سوريا ودعماً للقرار الوطني السيادي المستقل». وأضافت «كما انطلقت عشرات السيارات من محيط جامع الحسن في مسيرة بعد صلاة الجمعة رفضاً للتدخل الخارجي في شؤون سوريا الداخلية وتأييداً لبرنامج الإصلاح».

(«السفير»، سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز)

مقتل 16 مدنيا في ‘جمعة طرد السفراء’.. انباء عن اجتماع عربي غربي في باريس لتنسيق التحرك الدولي

سورية تطالب بإدخال تعديلات على خطة المراقبة العربية وفرنسا وتركيا تحذران من الانزلاق الى حرب اهلية

أنقرة ـ القاهرة ـ باريس ‘القدس العربي’ ـ وكالات: اعلن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الجمعة في بيان ان سورية طلبت تعديلات على مشروع البروتوكول المتعلق بمركز ومهام المراقبين الذين تنوي الجامعة العربية ارسالهم الى سورية عشية الموعد النهائي الذي حددته الجامعة لدمشق كي تتخذ خطوات من اجل انهاء ثمانية اشهر من اراقة الدماء، في الوقت الذي دعت فيه فرنسا وتركيا إلى فرض ضغوط دولية اكبر على سورية من اجل انهاء الحملة الامنية العنيفة ضد معارضي الرئيس السوري بشار الاسد، بينما قال ناشطون ان قوات الامن قتلت 16 مدنيا في ‘جمعة طرد السفراء’.

وقال العربي في البيان انه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تضمنت ‘تعديلات على مشروع البروتوكول بشأن المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الى سورية’ الذي اقره مجلس الجامعة الوزاري في 16 تشرين الثاني (نوفمبر).

وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في بيان الجمعة انه تسلم رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تتضمن تعديلات على مسودة البروتوكول تتعلق بالوضع القانوني ومهام بعثة المراقبة المزمع ايفادها الى سورية. ونقل البيان عن العربي قوله ان هذه التعديلات تخضع الآن للدراسة. وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه انه يشك في استجابة سورية لمبادرة الجامعة العربية التي تستهدف وقف اراقة الدماء بعد ان بلغ عدد القتلى وفقا لاحصاء الامم المتحدة إلى اكثر من 3500 قتيل.

وقال جوبيه الذي تحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان فرنسا مستعدة للعمل مع المعارضة السورية وان هناك حاجة إلى عقوبات اشد على دمشق. واضاف جوبيه انه يعارض اي تدخل انفرادي في سورية لكنه ترك الباب مفتوحا امام عمل اوسع قائلا ان اي خطوة من هذا النوع يجب ان تأتي بتفويض من الامم المتحدة. وكثفت فرنسا خلال الايام القليلة الماضية اتصالاتها الدبلوماسية بشأن الوضع في سورية، وعقد اجتماع الجمعة في مقر وزارة الخارجية الفرنسية بهذا الصدد بحسب ما افادت مصادر متطابقة، في حين فضلت الخارجية الفرنسية عدم تأكيد حصوله رسميا من دون ان تنفيه.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الجمعة ردا على سؤال حول هذا الاجتماع الذي يفترض انه ضم دبلوماسيين فرنسيين وامريكيين وبريطانيين والمانا واتراكا ومن عدد من الدول العربية وعقد في مقر الخارجية الفرنسية، ‘انا لا اؤكد شيئا’ من دون ان ينفي.

ونقلت مجلة ‘لو نوفيل اوبسرفاتور’ ان هذا الاجتماع الذي من المقرر ان يكون قد عقد الساعة 15.30 ت غ يهدف الى تنسيق التحرك الدولي بشأن الملف السوري.

ومن جهتها اعتبرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الجمعة في مقابلة مع شبكة ان بي سي ان اندلاع ‘حرب اهلية’ في سوريا امر ممكن، في وقت اخذ معارضون سوريون يردون على قمع النظام السوري باستخدام السلاح. وقالت كلينتون ‘اعتقد انه يمكن ان تندلع حرب اهلية اذا وجدت معارضة لديها تصميم كبير ومسلحة في شكل جيد وتتمتع بتمويل كبير’. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة ان قوات الامن قتلت 16 محتجا على الاقل واصابت عشرات عندما اطلقت النار لتفريق احتجاجات في مدن درعا وحمص وحماة وضاحية عربين في دمشق. ودعا المحتجون الدول الاجنبية إلى طرد السفراء السوريين دعما للمعارضة، فيما افاد مصدر رسمي عن مقتل عنصرين من حفظ النظام بانفجار عبوة ناسفة في حماة (وسط).

ورفع محتجون في محافظة درعا الجنوبية التي كانت مهد الانتفاضة السورية لافتة كتب عليها ‘من يتقي الله يطرد سفيرا سوريا’.

أردوغان يؤكد أن بلاده لا تنوي التدخل بالشؤون الداخلية لدول أخرى

أنقرة- (يو بي اي): أكد رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان السبت، أن بلاده لا تنوي التدخل بأية مسائل داخلية لدول أخرى، ولفت إلى أن بلاده تأمل أن يحل الهدوء في سوريا لصالح السلام والإستقرار في المنطقة.

ونقلت وكالة أنباء (الأناضول) التركية عن أردوغان قوله في “المؤتمر العالمي التركي للمقاولين” في اسطنبول، إنه ليس لبلاده أية نيّة للتدخل بالشؤون الداخلية لدول أخرى، وأضاف أن أنقرة على عكس بعض الدول الأخرى التي تهتم فقط بآبار النفط، تقلق بشأن سفك الدماء في بغداد والقدس وغزة وبنغازي وطرابلس وسيرت.

وأضاف “أخبرنا المجتمع الدولي خلال السنوات التسع الأخيرة أنه لا ينبغي إستعداء سوريا، لكن في الوقت نفسه تلقينا عهوداً من الإدارة السورية بإصلاحات.. وللأسف لم تحافظ الإدارة السورية على وعودها”.

وقال إن تركيا تأمل أن “تحقق سوريا الهدوء الداخلي من أجل صالح السلام والإستقرار الإقليمي”.

من ناحية أخرى، قال أردوغان إن خبرات الشعب التركي وقوة إقتصاده يجب أن تنعكس أكثر على السياسات الأوروبية. وأضاف “علينا أن نكافح رهاب الأجانب والتمييز العرقي بقلب موحّد”.

صحافة: الجامعة العربية اهانت اعضاءها ودعمت المعارضة.. ويقودها صقور يعملون على اضرام نار الحرب الاهلية

لندن ـ ‘القدس العربي’: اصبح الحديث عن الحرب الاهلية في سورية امرا واقعا في التعليقات والتصريحات الصحافية بل ومواقف الدول المعارضة للنظام والمؤيدة له، فيما تتكرر دعوات المعارضة السورية لانشاء منطقة عازلة ـ آمنة كي تتخذها منطلقا لعملياتها، وجاءت العمليات الاخيرة لما يعرف بجيش سورية الحر، لتؤكد حقيقة تحول الثورة السلمية الى ثورة عسكرية جرت البلاد الى حرب اهلية تهدد الجيران لسورية وتهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي للبلاد.

وما يثير من المخاوف هو تعقيد البنية السكانية في البلاد وتوزعها على اقليات واثنيات وطوائف دينية، ففي الوقت الذي تحكم فيه البلاد الطائفة العلوية منذ اربعين سنة فان هناك مخاوف لدى اقليات من وصول جماعات جديدة للحكم تقوم بالانتقام من اربعين عاما من القمع والتعذيب واستغلال موارد البلاد الحقيقية، فيما تخشى كل من لبنان والعراق البلدين اللذين عانيا من حروب اهلية من تدفق هائل للاجئين لحدودها، ويبدو ان الاطراف الحالية ذات العلاقة بالازمة وهي النظام والمعارضة والجامعة العربية وتركيا كل ارتكبت اخطاء في كيفية ادارة الازمة، فمع تزايد المخاوف من ‘تدويل’ الازمة وما كشفت عنه الصحف البريطانية يوم الخميس من دعوة العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الى انشاء مجموعة اتصال دولية على غرار ما حدث في ليبيا فان جامعة الدول العربية وتصرفها الذي اتسم بقصر النظر بحاجة الى اعادة النظر في الطريقة التي تعاملت فيها مع النظام السوري، فبتأثير من قطر والسعودية اللتين مثلتا ‘معسكر الصقور’ مع انضمام الاردن لهما فانها عقدت الامر بتوجيهها انذارات للنظام السوري، فيما اتسمت محاولات تركيا التي حاولت التدخل بالازمة في البداية بالازدواجية عندما كانت تقدم العون للمعارضة السورية على تنظيم نفسها في اسطنبول، وتتحمل المعارضة ايضا جزءا من المسؤولية لانها تربط الحوار مع الحكومة برحيل بشار الاسد، كما ان نظام الاسد يتحمل المسؤولية الكبرى فهو الذي فوجىء باندلاع مظاهرات في جنوب البلاد لجأ للحل الامني، كما اتسمت وعوده بالمخادعة، مما جلب عليه غضب حلفائه، ومن هنا يرى المحلل في صحيفة ‘الغارديان’ جوناثان ستيل في مقال له قائلا ان سورية بحاجة اليوم الى وساطة وليس حربا اهلية. وقال ان الجامعة العربية باهانتها للحكام الاعضاء فيها وتعليق عضوية سورية فيها لا تقدم خيارات للاسد كي يخرج من الزاوية التي حشر فيها. واتهم الكاتب الجامعة العربية بانها قررت بطريقة ‘خرقاء’ ان تدفع الحرب الاهلية للامام، وقال ان الجامعة وبتأثير من دول متشددة قررت ان تتخذ مواقف وتدعم طرفا في الحرب الاهلية على غرار ما حدث في ليبيا. وقال ان الجامعة بدلا من ان تقوم بالتوسط بين النظام ومعارضيه فانها قررت توجيه الاهانة له.

ولاحظ ان الدول العربية التي تحفظت على القرار وهي العراق ولبنان والجزائر هي الدول التي عانت من اهوال الحرب الاهلية. واكد الكاتب ان الحرب بدأت فعلا، مشيرا الى ان صورة النظام الذي يقوم باطلاق النار على المدنيين اصبحت قديمة ولا اهمية لها لان جيش سورية الحر لم يعد يخف نواياه بانه يقوم بقتال الجيش الحكومي.

وحذر قائلا انه في حالة لو عزز هذا الجيش قوته فان الحرب ستأخذ طابعا طائفيا بشعا بل وقد تتحول الى مذابح. وقال ان المعتدلين السنة يعربون عن مخاوفهم من المواقف المتشددة المتزايدة التي بدأ الاخوان المسلمون والسلفيون يظهرونها وهم الذين باتت لهم اليد الطولى في الانتفاضة.

واشار الى مخاوف الاقلية المسيحية التي لا تريد ان تجرب نفس ما حدث لاشقائها في العراق، وهنا نوع من القلق الشديد لدى الاكراد في شمال البلاد.

ويقول انه على الرغم من مخاوفهم من النظام الذي حرمهم من حقوقهم فانه يخشون الاخوان المسلمين اكثر. واتهم الكاتب النظام بارتكابه اخطاء كبيرة في معالجته للازمة ومنعه من الاعلام العالمي الدخول لتغطية الاحداث مما فتح مجالا للمبالغة والشائعات حيث اصبحت افلام ‘يوتيوب’ التي تضعها المعارضة مصدرا لمعرفة الوضع. ورأى الكاتب ان هجوم مؤيدي النظام على السفارات فعل اخرق. كل هذا ادى الى حالة استقطاب بين النظام الذي اتهم المعارضة بانها العوبة في يد القوى الخارجية والمعارضة في الخارج التي تشترط رحيل الاسد كي توافق على الحوار وكذا كررت دعوتها للتدخل بناء على النموذج الليبي مما يعتبر تحريضا على الحرب الاهلية، وعلى الرغم من عدم تشدد معارضة الداخل الا ان الاحداث قد تدفعها لنفس الاتجاه.

ويقول الكاتب ان هناك حاجة لوساطة دولية قبل ان تضيع الفرصة وبأجندة تعمل على تحول ديمقراطي وحماية للاقليات بما فيها الطائفة العلوية التي تخشى من عمليات الانتقام حالة تغير النظام. واضاف ان مطالب المعارضة برحيل الاسد وعائلته سيترك مفعولا مضادا الا في حالة تقديم العفو، فما الذي سيدفع الاسد للخروج وقد شاهد بعينه سحل القذافي واهانة مبارك في محاكمته وسجنه. والوضع لم يزدد سوءا حتى الآن حيث لم تدخل المحكمة الدولية لجرائم الحرب على الخط.

ويعتقد ان النموذج المناسب لحل الازمة هو اتفاق الطائف بين الاطراف اللبنانية وبدعم سعودي، لكن السعودية المدعومة الان من ادارة اوباما والتي وضعت الخطر الايراني امام عينها من المشكوك فيه ان تلعب هذا الدور، خاصة ان سورية وايران حليفتان.

ويرى في الموقف التركي المتغير ليس بعيدا عن صراعه مع الاكراد في جنوب البلاد، حيث غضت ادارة اوباما عن عملياتها ضدهم داخل العراق. وفي غياب اي دور للامم المتحدة التي حاولت ان تلعب دورا في الازمة الليبية ورفضت الدول الغربية جهودها فان هناك حاجة الى ‘طائف جديدة’ تقوم من خلالها الجامعة العربية بتعيين لجنة من الحكماء العرب للاستماع لكلا الطرفين.

المنشقون عن الجيش السوري والدور المتزايد

من جهة اخرى التقت صحيفة ‘لوس انجليس تايمز’ مع احد قادة المسلحين الذي يقدم نفسه على انه ضابط بارز واسمه الحركي احمد العربي الذي تحدث سابقا مع صحيفة ‘الغارديان’ ان جنوده يقومون باختراق صفوف الجيش السوري.

وتقول الصحيفة انه في الوقت الذي تتجه فيه الانتفاضة نحو العسكرة فان الجنود المنشقين عن الجيش يحضرون انفسهم للعب دور بارز، مع ان الحكومة السورية تقول منذ البداية ان الانتفاضة ادت الى ظهور جماعات مسلحة وعصابات. ولكن العربي ومن معه يقولون ان قمع النظام للمتظاهرين لم يترك لهم اي خيار بل التوجه نحو حمل السلاح، حيث يقول انه مع رفاقه المتمركزين في قرب الحدود اللبنانية مع سورية يقومون بالتسلل بشكل دائم لداخل سورية ويتجنبون حقول الالغام التي زرعها الجيش على طول الحدود مع لبنان، وبعد قيامهم بعمليات يعودون الى لبنان، ويشير العربي ان استراتيجيتهم تتغير في كل ساعة.

وكان العربي قد انشق في ايار (مايو) بعد خدمة 29 عاما في الجيش وهرب الى لبنان ويقول ان 500 مقاتل تحت امرته، فيما يزعم جيش سورية الحر ان عدد افراده يزيد عن 10 الاف من المنشقين يتمركزون على الحدود في تركيا ولبنان والاردن وداخل سورية. ويقول العربي انه ينسق مع قيادة الجيش تحت امرة العقيد رياض الاسعد. وكان جيش سورية الحر عندما ظهر قد اخذ على عاتقه حماية المدنيين من الجيش كما قال لكنه حول استراتيجيته لمواجهة النظام اي ما يشبه حرب العصابات، ويقول الجيش انه يستهدف اكثر رجال الامن بالزي المدني وميليشيات النظام من ‘الشبيحة’.

ويزعم العربي ان جنوده يمتنعون عن قتل افراد الجيش لان معظهم مجندين من السنة، ويأمل ان يتم اقناعهم بالانشقاق لان الجيش يعاني من حالة انقسام كما يقول. لكن الحكومة تقول ان هناك الف جندي قتلوا من بين المدنيين 3500 منذ بداية الانتفاضة في شهر اذار (مارس) الماضي. وتنقل ‘لوس انجليس تايمز’ عن مقاتل اخر اسمه محمد مختبئ في بيت سري انه ومن معه من الجنود المنشقين مستعدين لكي يمروا من حقول الالغام والدفاع عن وطنهم. وقال انه ينتظر الاوامر كي يهاجم وحينها يتبين عدد الجيش الكبير. وعلى الرغم من اعتراف المنشقين بصعوبة هزيمة الجيش السوري – 200 الف المتماسك لحد الان الا ان قادته يأملون بانشقاقات واسعة ومنطقة آمنة للتخطيط لهجمات عسكرية. وعلى الرغم من ان الحكومة السورية لم تذكر ايا من الهجمات التي زعمها جيش سورية الحر الا انها تذكر بصراع الاخوان المسلمين مع نظام الاسد الاب في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، وايا كانت صحة الهجمات فانها تظهر تطورا في عمل الجماعات المعارضة وتصميمها على مواجهة النظام بالسلاح. وعلى الرغم من ذلك فان قادة معارضة الداخل يعارضون الاقتتال الداخلي ويطالبون بوقفها حسب تصريح فايز سارة- المعارض البارز لصحيفة ‘نيويورك تايمز’.

تركيا والربيع العربي

ويرى روبرت فيسك في صحيفة ‘اندبندنت’ ان الدور التركي في الازمة السورية هو جزء من دورها البارز في ظل الثورات العربية، ويشير الى انه في الوقت الذي يقول فيه طيب رجب اردوغان ان عدم وجود بترول في سورية هو سبب عدم اهتمام الدول الغربية بعمليات القتل في سورية الا ان كل الصحف التركية تتكهن عن عملية تركية في سورية، من خلال تطويق منطقة داخل سورية على الحدود.

ويقول ان هناك غضبا حقيقيا على سورية في داخل سورية مشيرا الى تصريحات عبدالله غول، وطيب اردوغان لان سورية رفضت المبادرة التي تقدمت بها انقرة، كما ان تركيا تريد اعتذارا كاملا من الدولة على ضرب قنصلياتها وليس من وزارة الخارجية، تماما كما فعلت مع اسرائيل بعد هجوم الاخيرة على قافلة الحرية. ويقول ان هناك حديث عن وقف تركيا تزويد سورية بالكهرباء مع ان من سيتضرر هم الفقراء لا الحكومة.

وفي الوقت الذي سحبت فيه عددا من دبلوماسييها في سورية الا ان سفارتها وقنصلياتها لا تزال تعمل بشكل كامل. ويقول ان ما يتحدث عن الفرنسيون والاتراك بينهم هو كيفية توحيد المعارضة السورية لتجنب ما حدث مع الليبية قبل سقوط القذافي، كما ان تركيا تتعامل مع مزاعم المعارضة المسلحة ضرب مركز الاستخبارات بانها مبالغة. ويتساءل عن جدوى عمل المراقبين الذي تطالب الجامعة العربية النظام السماح لهم، وما هي الحرية التي ستتاح لهم ان وافقت سورية على ذلك.

تحقيق في اجهزة تجسس

وكشفت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن تحقيق تجريه وزارة التجارة حول بيع شركة امريكية في كاليفورنيا سورية اجهزة استخدمت للتجسس على معارضي النظام. وقالت ان الوزارة تحقق في صفقة لشركة بلو كوت سيستم في مدينة صانيفيل في كاليفورنيا كان لديها علم مسبق بان اجهزتها كانت ستسخدم لملاحقة المعارضين. وكانت الشركة قد قالت في السابق انها لم تبع انظمة الكترونية لسورية لكنها عادت واعترفت قائلة ان اجهزتها ربما وصلت الى سورية من طرف ثالث، ويحاول المحققون تحديد من قام بتزويد الانظمة التكنولوجية لسورية، خاصة ان امريكا تحظر توريد الكثير من المنتجات لسورية.

وفي بيان للشركة قالت انها قلقة لما يحدث في سورية وانها لا تريد ان تستخدم انظمتها من قبل الحكومة. وطالب عدد من النواب في الكونغرس من اوباما التحقيق فيما ان كانت انظمة تكنولوجية تستخدم في قمع السوريين.

غزة ودمشق.. الشتاء الاسلامي بات هنا

صحف عبرية

الامطار الغزيرة التي هطلت يوم الاربعاء لم تشوش الحركة وحدها. الطقس العاصف فعل فعله والى الاحتفال الذي عقد في رام الله، في الذكرى السابعة لوفاة الرئيس، رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات لم يصل سوى بضع مئات من الاشخاص. ربما ألف.

المنظمون، الذين فهموا بانه ينتظر طقس عاصف، قرروا أن يعقدوا الحدث هذا العام في قاعة كرة السلة في مركز رياضي للشباب في حي الطيرة. وامتثلت قيادة فتح هناك لسماع رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) خليفة عرفات يذكر تاريخ 23 تشرين الثاني/نوفمبر كموعد للقاء القمة بينه وبين رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل. في هذه المرحلة يبدو أن الرجلين سيتفقان على اجراء الانتخابات للبرلمان والرئاسة في شهر ايار/مايو 2012 وتعيين رئيس الحكومة الانتقالية، الذي ليس سلام فياض.

أبو مازن امتنع عن التطرق يوم الاربعاء لبرامجه السياسية، ولكن في ضوء تصريحاته الماضية، ليس لديه النية للتنافس في الانتخابات القادمة على الرئاسة ويمكن التقدير بان عباس، ابن 76، سيسعى الى اعتزال منصبه بعد سبع سنوات.

غير قليل قيل عن المقارنة بين عباس وعرفات. وبينما اتهمت اسرائيل الاخير بانه يمكنه أن يتوصل الى السلام ولكنه لا يريد، فقد زعم أن عباس يريد ولكنه لا يستطيع. بعد أن جمع غير قليل من القوة والمكانة في الضفة على الاقل، أصبح عباس في نظر حكومة اسرائيل الحالية ‘لا يريد ولا يستطيع’.

بالغ وزير الخارجية افيغدور ليبرمان إذ جعله في واحد من تصريحاته العدو الاكبر للمسيرة السلمية. ليبرمان، دون أن يقصد، عزز مكانة عباس في نظر الجمهور الفلسطيني. يحتمل أن يكون من السابق لاوانه بعد تأبينه سياسيا. صحيح أنه تعب ومتآكل وأوضح بانه لا يريد ولاية اخرى، ولكن في ضوء الوضع السياسي الاشكالي لفتح، يمكن الافتراض بانه سيمارس عليه ضغط هائل في نهاية المطاف سيجعله يغير موقفه ويحوله الى المرشح الرائد للرئاسة.

محافل مختلفة، في فتح مثلما في مصر ايضا، شددت هذا الاسبوع لـ ‘هآرتس’ على ان عباس لا يزال لا يذهب الى أي مكان. واضافة الى ذلك فان رئيس السلطة معروف كشخص يتمسك بقراراته. عنيد، ايجابا كان ام سلبا. هكذا كان في حالة التوجه الى الامم المتحدة وهكذا في موضوع استئناف المفاوضات مع حكومة اسرائيل. وفقط في الاسابيع الاخيرة اوضح بان على فتح ان تستعد للانتخابات وانه ليس في نيته التنافس على الرئاسة مرة اخرى. آثار مثل هذا القرار قد لا تكون بسيطة على الاطلاق بالنسبة لدولة اسرائيل.

بنك أسماء

جملة السيناريوهات التي يمكن عرضها في حالة انتخابات ديمقراطية بدون عباس لا تبشر بالخير. أولا، ليس واضحا اذا كانت اسرائيل ستسمح بعقد الانتخابات ولا سيما في شرقي القدس. اذا ما منعتها، فمرة اخرى ستتعرض لانتقاد دولي حاد. وعلى فرض أن الانتخابات ستنطلق بالفعل، يوجد دوما احتمال بان تنتصر حماس، ليس فقط في التنافس على البرلمان بل وعلى الرئاسة ايضا. ليس واضحا ماذا ستفعل عندها دولة اسرائيل فالحديث يدور عن قرار ديمقراطي لجمهور كامل.

احتمالات فوز حماس في الانتخابات للبرلمان ليست كبيرة حاليا. الاستطلاعات تبين تفوق فتح، حتى بعد انهاء صفقة شليط. ومع ذلك، فالزخم الذي بدأ مع تحرير 477 سجينا من أصل 1.027 من المتوقع فقط أن يحشد الزخم مع استكمال الصفقة كلها وبعد انتهاء ثلاث جولات الانتخابات للبرلمان المصري.

يمكن التقدير بان انجازا كبيرا للاخوان المسلمين في مصر، بعد انجاز حزب النهضة في تونس، سيؤثر ايضا على وضع حماس في الرأي العام الفلسطيني ويخلق احساسا بعصر جديد في الشرق الاوسط. الربيع العربي سيصبح ‘شتاءا اسلاميا’.

المشكلة الاكثر حدة من حيث فتح، تدور حول مرشح المنظمة للرئاسة. فضلا عن عباس لا يوجد في هذه اللحظة مرشح متفق عليه. السيناريو الاكثر معقولية هي أن تقوم قيادة فتح، بفهمها أن المفاوضات مع اسرائيل علقت في طريق مسدود (على الاقل حتى تشرين الثاني/نوفمبر 2012 والانتخابات للرئاسة في الولايات المتحدة)، بتأييد المرشح الاكثر شعبية مروان البرغوثي ‘السجين رقم 1’.

وبزعم مقربيه، يعتزم البرغوثي طرح ترشيحه في كل الاحوال، حتى لو تنافس عباس على ولاية اخرى. فرص زعيم التنظيم السابق جيدة، على فرض أن يكون المرشح المتفق عليه من فتح امام رئيس وزراء حماس اسماعيل هنية. ولكن هذه ستكون منافسة كدية فقط ترمي أولا وقبل كل شيء الى حمل اسرائيل على تحرير مروان البرغوثي وليس بالذات لتحقيق المصلحة الفلسطينية أو تقصير الطريق نحو الدولة. يمكن التقدير بانه في حالة انتصار البرغوثي ايضا، فان وزير الخارجية ليبرمان ورئيس الوزراء نتنياهو، سيفعلان كل ما يمكن لمنع تحريره. وحسب نهجهما، فانه قاتل مدان أعرب في الماضي غير مرة عن تأييده للعمليات الارهابية.

المشكلة هي أن عباس ايضا، الذي أعرب عن نفوره من العنف، يعتبر في نظرهما العائق الاكبر امام السلام. وبين هذا وذاك يوجد مائة خيار آخر أقل احتمالية. فمثلا، اتفاق بين كل الحركات الاعضاء في م.ت.ف، بمن فيهم فتح على مرشح واحد وهو رئيس الوزراء سلام فياض. ولكن في ضوء الضغينة التي يكنونها له في فتح، لايبدو أن هذا السيناريو معقول على نحو خاص.

امكانية اخرى هي انتظام قيادة فتح حول مرشح متفق عليه مثلما حصل بعد وفاة عرفات. رئيس اللجنة الاولمبية والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، جبريل الرجوب كفيل بان يكون مثل هذا المرشح، والمنظمة ستمنحه كل الدعم والبنية التحتية السياسية كي ينتخب. ولكن المناورة التي نجحت في انتخابات 2005، عندما لم تعرض حماس مرشحا أمام عباس، قد تفشل هذه المرة، اذا ما عرض اسماعيل هنية ترشيحه.

تنقيط في غزة

أول أمس كان يفترض أن يصدر مصنع أثاث معروف في غزة ارسالية اولى من القطاع الى الخارج عبر اسرائيل. ويوم الاثنين حرص أحد ما على احراق مصنع الاثاث وألحق ضررا شديدا بالمصنع. غير قليل من المحافل في القطاع ليسوا راضين عن الهدوء النسبي في علاقات اسرائيل والقطاع او من مساعي جهاز الامن في اسرائيل لتحسين الاقتصاد الغزي بعض الشيء. فهم معنيون بالتصعيد وهذا الاسبوع ايضا بدا واضحا ان جهودهم مستمرة، ضمن امور اخرى من خلال تنقيط الصواريخ نحو بلدات الجنوب.

الجهاد الاسلامي تلوح كمنظمة تتصدر هذا الجهد. رئيس الاركان، الفريق بيني غانتس تحدث يوم الثلاثاء فاثار عاصفة صغيرة، قال ما يفهمه الكثيرون في ان جولات التصعيد الاخيرة تؤدي الى ان يكون الجيش مطالبا بعملية هجومية كبيرة في قطاع غزة.

يبدو ان اقوال رئيس الاركان موجهة الى قيادة حماس، في محاولة للايضاح لها بانها كفيلة بان تدفع ثمن عربدة الجهاد الاسلامي في القطاع.

وحسب المعلومات في اسرائيل فان لدى الجهاد ايضا صواريخ فجر، بل وليس لها مصلحة في الحفاظ على الهدوء في غزة ومعنية بقدر ما بالتصعيد مع اسرائيل ولا سيما في ضوء رغبة طهران في المواجهة العنيفة.

ينبغي التشديد على أنه في اسرائيل لم تتخذ قرارات بشأن غزة بعد. فحملة عسكرية في القطاع ليست موضوعا يستهان به. فقد تكون لغانتس خطط قصيرة اكثر من رصاص مصبوب، ولكن احدا لا يضمن ان تكون هذه النتيجة النهائية لدخول بري كثيف الى غزة ولا سيما اذا ما سقطت الصواريخ في منطقة تل أبيب.

ومرة اخرى غيوم

رئيس القسم السياسي الامني في وزارة الدفاع اللواء عاموس غلعاد قال مؤخرا ان الوضع الامني لدولة اسرائيل لم يسبق له أن كان جيدا بهذا القدر منذ سنين. ولكنه استدرك قائلا بانه توجد سحب كثيفة ومتكدرة في الافق ايضا.

تناول غلعاد الوضع في سورية ووصف جهود الرئيس بشار الاسد لتجاوز محاولات الثورة وقال انه يقطع اصابعه بنفسه. وهذا يصف الاسد جيدا الذي يؤمن بانه من خلال القمع العنيف والفظ لمعارضيه سينجح في تجاوز الربيع السوري، فاذا به ينجح في ان يضيف لنفسه المزيد من المعارضين، يعزل الطائفة العلوية ويقلص نفسه الى الحجوم الطائفية كما يقول غلعاد.

التطورات الاخيرة هذا الاسبوع جسدت ذلك. بعض جماعات المعارضة المسلحة هاجمت قاعدة لاستخبارات سلاح الجو واطلقت صواريخ مضادة للدبابات وسلاح خفيف على الموقع.

وتحدث غلعاد طويلا عن التهديد الايراني واقترح تصديق النظام بتهديده بابادة دولة اسرائيل. بل وعرض غلعاد مفهومه عن رغبة الاخوان المسلمين تحقيق سيطرة في المنطقة وتوسيع نفوذهم. واشار مع ذلك الى أن اجهزة الامن الفلسطينية تعمل بتصميم شديد ضد حماس وبنيتها التحتية الارهابية.

هآرتس 18/11/2011

عضو في المجلس الوطني: ناقشنا رسميا مع تركيا اقامة ملجأ امن ومنطقة حظر جوي داخل سورية

لندن ـ ‘القدس العربي’: في سياق تطور الازمة السورية نقلت صحيفة ‘التايمز’ عن احد افراد المعارضة السورية في لندن قوله ان تركيا عازمة على اقامة منطقة حظر جوي اجل تشديد الخناق على النظام السوري.

وزعم الناشط المعارض ان نقاشا مع المسؤولين الاتراك قد تم بحثه من اجل اقامة ممر عرضه ثلاثة اميال في داخل الاراضي السورية القريبة من الحدود مع تركيا والتي سيتم من خلاله استهداف اية طائرة سورية.

ونقلت عن عبيدة نحاس عضو في المجلس الوطني السوري ان نقاشات على عدة مستويات تتم في القاهرة وانقرة بين اطراف المعارضة والمسؤولين. واضاف انه ايا كانت الاجراءات التي ستتخذ فانها من اجل حماية المدنيين كي يستطيعوا الهرب من قصف الجيش السوري لمدنهم ومناطقهم.

وتركز المعارضة السورية التي لقيت دعما منذ البداية من الحكومة الى ان تقوم انقرة بقيادة الجهود الدولية من اجل اتخاذ اجراءات ضد النظام، وكان طيب رجب اردوغان، رئيس الوزراء التركي قد تحدث يوم الخميس وناشد المجتمع الدولي كي يستمع لصراخ السوريين، وقال ان غياب الفعل ضد النظام قد احدث جرحا في ضمير الانسانية.

ومع ان الحكومة التركية قد استقبلت اعدادا من اللاجئين الذين فروا من مدن الشمال الا انها تقوم ايضا بتوفير الحماية لعدد من المنشقين من كبار الضباط المنشقين عن الجيش السوري خاصة العقيد رياض الاسعد الذي يقول انه يقود جيش سورية الحر ويتبع اوامره 10 الاف من المنشقين.

وكان الاخوان المسلمون قد اعلنوا من اسطنبول انه سيدعون تدخلا تركيا في سورية، وقال محمد رضا الشقفة زعيم الاخوان المسلمين السوريين انهم يرحبون بان يكون التدخل من تركيا، الدولة الاسلامية وليس الغرب.

ويعيش النظام السوري عزلة دولية وعربية خاصة بعد ان طالبه الاردن وتركيا بالتنحي عن السلطة فيما منحت الجامعة العربية سورية حتى اليوم كي توافق على السماح على دخول بعثة مراقبين عرب لسورية، ونقلت ‘التايمز’ عن امير طاهري ان تكهنات تحدثت عن عروض تقدمت بها الدول العربية للاسد للخروج من سورية والاقامة بشكل امن في ابو ظبي او عمان، ورجح امير طاهري الكاتب في الصحيفة ان تكون ابو ظبي هي المقر المقترح. وحديث المعارضة السورية عن دور تركي ليس جديدا لان معظم الصحف التركية تمتلئ بالتقارير عن امكانية تدخل تركي واقامة منطقة عازلة عند الحدود الشمالية.

وينبع الموقف التركي المتشدد من الغضب على سورية لرفضها المبادرة التركية، وللهجمات التي تعرضت لها قنصلياتها حيث تطالب الحكومة السورية اعترافا رسميا وليس فقط من الخارجية.

سوريا تطلب تعديلات على بروتوكول المراقبين والعالم يتوجس من حرب أهلية

يوم تحدّيات وتهديدات متبادلة جديدة شهده الملف

السوري أمس، ميدانياً وسياسياً، داخلياً وخارجياً. الشارع المنقسم تبلور بوضوح مجدداً، بينما علت التحذيرات الإقليمية والدولية من وقوع حرب أهلية، وإذا صحّت الأنباء، فإنّ الجيش السوري بدأ بالرد على احتمال إقامة منطقة عازلة

ازداد عدد المحذّرين الدوليّين من احتمال وقوع حرب أهلية في سوريا، إذ انضمّ إلى التحذير الروسي الذي صدر على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف، أول من أمس، كل من نظرائه الأميركية والتركي والفرنسي، وهو ما أعربت ايران عن تخوفها من حصوله أيضاً.

وعلى وقع التسابُق الدولي في تحذير سوريا والتلويح بمعاقبتها بمختلف السبل، أعادت دمشق الكرة مجدداً إلى ملعب الجامعة العربية، عندما طلبت تعديل النص القانوني الذي ينظّم زيارة وفد المراقبين الذين قرر وزراء الخارجية العرب إرسالهم إلى سوريا، علماً أن المهلة العربية التي منحت لسوريا يوم الأربعاء، لكي توافق على اقتراح إرسال المراقبين العرب، تنتهي اليوم.

أما عسكرياً، فكان الأبرز ما نقله موقع تلفزيون «المنار» عن «مصادر غير رسمية» ومفاده أن «الجيش السوري بدأ عملية انتشار على كل الحدود مع تركيا، مطلقاً على العملية اسم تحطيم الأوهام»، فيما بدا كردّ على الأنباء والتقارير التي تحدثت عن احتمال قيام تركيا بفرض منطقة حظر جوي تتحول إلى منطقة عازلة تضم مدينة حلب في إطار مخطّط اطاحة النظام. وبحسب «المنار»، فإنّ الجيش «أعلن المنطقة الحدودية بعمق 20 كيلومتراً الفاصلة عن الحدود التركية، منطقة عسكرية مغلقة ممنوع الدخول إليها والخروج منها الا بموافقة الجيش».

وفي القاهرة، كشف الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن سوريا طلبت إدخال تعديلات على خطة إرسال مراقبين من الجامعة إلى سوريا لتقييم الوضع هناك. وجاء في بيان العربي أنه تسلّم رسالة أول من أمس الخميس من وزير الخارجية السوري وليد المعلم «تتضمّن تعديلات على مسودة البروتوكول تتعلق بالوضع القانوني ومهام بعثة المراقبة المزمع ايفادها الى سوريا». ونقل البيان عن العربي قوله إن هذه التعديلات «تخضع الآن للدراسة». وكانت وكالة «أسوشييتد برس» قد نقلت عن مسؤول سوري «رفيع المستوى» تأكيده أن سوريا وافقت «من حيث المبدأ» على استقبال وفد المراقبين العرب «ونحن بصدد دراسة التفاصيل». وفي السياق، كشف عضو اتحاد الأطباء العرب، المقررة مشاركته في الوفد العربي المحتمل أن يتوجه إلى سوريا، إبراهيم الزعفراني، لـ«أسوشييتد برس» ايضاً، أن وفد المراقبين الـ500 يضمّ أطباء ومحامين وناشطين حقوقيين وخبراء عسكريين، محدداً هدف لجنة المراقبين بـ«حماية المدنيين».

ورغم أن واشنطن انتقدت التحذير الروسي من نشوب حرب أهلية في سوريا على خلفية الانقسام الحاصل في الجيش، عادت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، لتحذّر، أمس، من احتمال أن «تنزلق الأوضاع في سوريا إلى حرب أهلية»، ووجهت اللوم إلى الرئيس بشار الأسد في «استفزاز المنشقين ليحملوا السلاح». وقالت كلينتون في مقابلة مع شبكة «أن بي سي» الأميركية، على هامش زيارتها لمدينة بالي الإندونيسية، إنّ الوضع في سوريا «قد يتحول إلى حرب أهلية». وأضافت كلينتون أن بلادها تريد أن ترى «معارضة سلمية وغير عنيفة». ورداً على سؤال بشأن الرد الدولي تجاه ما تشهده سوريا، قالت كلينتون إن جامعة الدول العربية «وجهت إشارة لا تخطئ إلى ضرورة أن يرحل الأسد عن السلطة»، لكنها أشارت إلى أنه لا توجد «شهية» لأي تدخل عسكري أميركي أو من قبل الأمم المتحدة كما حصل في ليبيا.

وفي مقابلة أخرى مع شبكة «سي أن أن» الأميركية، لفتت كلينتون إلى أن الوضع في سوريا «مقلق جداً»، معترفةً بأن المعارضة السورية «تتغير وأصبح جزء منها مسلحاً جيداً ومستعداً للقيام بخطوات ضد الحكومة السورية».

أما في أنقرة، فقد حذّر وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أيضاً، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي آلان جوبيه، من «مخاطر الانزلاق إلى حرب أهلية» في سوريا، مشيراً إلى أن «المنشقين عن الجيش السوري بدأوا بالتحرك في الفترة الاخيرة، ولذلك هناك مخاطر بالانزلاق الى حرب اهلية». كذلك نبّه الوزير التركي إلى أن بلاده قد تتّخذ المزيد من الإجراءات ضد النظام السوري إذا استمر العنف، وهو ما وافقه فيه جوبيه الذي شدد على ضرورة تشديد العقوبات على دمشق. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن داوود أوغلو قوله إن «العقوبات الاقتصادية فضلاً عن الإجراءات الأخرى يجب أن تطرح على الطاولة إذا واصلت الحكومة السورية قمعها». ورداً على سؤال عما إذا كانت تركيا تعتزم اقامة منطقة عازلة أو فرض منطقة حظر جوي على حدودها مع سوريا، أجاب بأن مثل هذا الاجراء «ليس مطروحاً في الوقت الحالي»، محذراً في الوقت نفسه من أنه «من الممكن اتخاذ اجراءات في المستقبل»، من دون أن يعطي ايضاحات اضافية. وتابع «هدفنا الأساسي هو اتخاذ خطوات ضرورية بالتوازي مع مبادرة الجامعة العربية لوقف سيل الدماء. لكن إذا استمرت الهجمات، فستكون هناك حاجة لاتخاذ المزيد من الإجراءات بدءاً بالعقوبات الاقتصادية كي نتمكّن من وقف المجزرة». وأعرب عن أسفه لفشل «الجهود التركية لأن الإدارة السورية لم تصغ إلى نداءاتنا ونداءات العالم. والأهم أنها رفضت الإصغاء إلى صوت شعبها ووجهت إليهم السلاح بدلاً من ذلك».

بدوره، توقع جوبيه أن يكون الرد السوري على المبادرة العربية بإرسال مراقبين إلى سوريا سلبياً، قائلاً «لا أريد استباق الامور، لكنني أشك في أن يوافق النظام». وخلص رئيس الدبلوماسية الفرنسية إلى أنه «آن الاوان لتوحيد جهودنا من أجل تشديد العقوبات» على دمشق، مجدِّداً الطمأنة إلى أن فرنسا «مستعدة للعمل مع المعارضة السورية». ووصف الوضع في سوريا بأنه بات «لا يحتمل»، داعياً مجلس الامن الدولي إلى التحرك. وعن هذا الموضوع، قال جوبيه «من الجيد أن يتخذ مجلس الامن الدولي موقفاً، اذ ليس من المنطقي أنه لم يتحرك بعد إزاء أزمة بهذا الحجم، وهذا غير مقبول». وفي المؤتمر الصحافي نفسه، ناشد جوبيه المعارضة السورية تفادي اللجوء إلى «التمرد المسلح لأنّ حرباً أهلية ستكون كارثة حقيقية». وفيما كرر جوبيه أن فرنسا تعارض «اي تدخل أحادي الجانب» في سوريا، لفت إلى أن «مثل هذا التدخل، إذا حصل، يجب أن يكون في اطار تفويض من مجلس الامن الدولي». وفي السياق، استبعد مصدر أوروبي أن يقوم الاتحاد الأوروبي بتحرك منفرد تجاه الأزمة في سوريا. وقال المصدر الأوروبي في بروكسل لوكالة أنباء «آكي» الإيطالية إنه «لا نية للاتحاد بالتحرك بمفرده، وبالنسبة إلى أوروبا، يجب أن يتحرك المجتمع الدولي بكافة أطرافه معاً من أجل وقف العنف في سوريا وتأمين انتقال هذا البلد نحو الديموقراطية».

في غضون ذلك، كانت العاصمة التركية تستقبل ضيفاً آخر، هو رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، علاء الدين بروجردي، الذي وصف قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا بأنه «خطأ تاريخي»، لأنّ من شأن هذا القرار أن «يتسبب في المزيد من الفوضى في سوريا وحتى قد يؤدي إلى حرب أهلية قد تنتقل إلى المنطقة بأكملها» بحسب وكالة «أسوشييتد برس». وجزم بوجردي بأن «الحل الأمثل هو الاصلاحات التي بدأ الرئيس بشار الأسد بتطبيقها». غير أن التغطية الإخبارية لوكالة «يو بي آي» لكلام بروجردي جاءت مختلفة، إذ إن المسؤول الايراني اتّهم، بحسب تلك الوكالة، الجامعة العربية بأنها «ترغب في إشعال حرب أهلية في سوريا». وبحسب المصدر نفسه، فإنّ بروجوردي قال إن «الأسلوب الذي تستخدمه الجامعة العربية في تعاملها مع الملف السوري يهدف إلى التسبب بحرب أهلية في سوريا، وهذه الحرب الأهلية قد تقود إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة كلها». ورداً على سؤال عن رأي إيران بسياسة تركيا تجاه سوريا، أجاب: بإمكان تركيا أن تجري مشاورات مع إيران حول سوريا وأن تلعب «دوراً بنّاءً أكثر في الموضوع».

أما رئيس الحكومة الروسية، فلاديمير بوتين، فقد بعث بإشارات عامة حين دعا إلى ضرورة «ضبط النفس والحذر بشأن سوريا» في مجلس الأمن الدولي. ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي فرانسوا فيون في موسكو، لدى سؤاله إن كانت بلاده ستدعم قراراً يدين سوريا في مجلس الأمن، «نحن مستعدون للعمل مع المجتمع الدولي بأكمله، وسنقوم بذلك، لكننا ندعو الى ضبط النفس والحذر. هكذا أفترض أن يكون موقفنا تجاه هذه المسألة». وأضاف «لا ننوي تجاهل رأي شركائنا، وسوف نتعاون مع الجميع»، مكرراً موقف بلاده التي تعارض «استخدام القوة على الإطلاق في حل مسائل من هذا النوع».

على صعيد آخر متصل بما كشفه المراقب العام لحركة «الاخوان المسلمين» السوريين محمد رياض شقفة عن نيل «المجلس الوطني السوري» وعداً بأن يتم الاعتراف به قريباً من قبل بريطانيا، كشفت وزارة الخارجية البريطانية أن الوزير وليام هيغ سيلتقي قريباً وفداً من ممثلي المعارضة، مشيرة إلى أنه تم تعيين السفيرة البريطانية السابقة لدى لبنان، فرانسيس غاي، «للتواصل مع المعارضة السورية».

(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

مراسلون أجانب: 164 قتيلاً مسيحياً في حمص في 3 أشهر

تحدّث مراسلون أجانب زاروا مناطق سورية ساخنة أخيراً عن وقوع عشرات القتلى المسيحيين في الأحداث التي تشهدها سوريا، مشيرين الى أن أوضاعهم «باتت خطيرة»، وهم «مهددون اكثر من غيرهم باعتبارهم الحلقة الأضعف». وقالوا إن المناطق الساخنة باتت تمثل «بيئة حاضنة لمسلحين غير معروفين، لديهم أسلحة متطورة وذخيرة كبيرة جداً»، مشيرين الى «جثث مشوهة يرميها المسلحون في الطرقات».

وعلى هامش مؤتمر المسيحيين المشرقيين الذي يعقد لمدة يومين في بيروت، عقد عدد من مراسلي وكالات الأنباء الأجنبية من ايطاليا وبلجيكا وفرنسا واسبانيا والولايات المتحدة لقاءً في المركز الكاثوليكي للإعلام، تحدثوا خلاله عن نتائج الجولة التي قاموا بها الى مناطق في سوريا، شملت: دمشق، ريف دمشق، معرة النعمان، حمص، حماه، القصير وبانياس، للاطلاع على الأوضاع عموماً، وأوضاع المسيحيين على نحو خاص. وشارك في اللقاء رئيس المركز الكاثوليكي الأب ايلي ماضي، ومدير المركز الخوري عبده ابو كسم، والأم أغنس مريم الصليب، التي رافقت الوفد في جولته.

بداية، تحدث ماضي فأشار الى أن «مبادرة الصحافيين جاءت لتقصي الحقائق، وكي تطلع وسائل الإعلام العالمية على الحقيقة»، مشدداً على أن «الكنيسة تدعو الإعلام الى نقل الحقائق دون أي تشويه»، مؤكداً أن «هؤلاء الصحافيين زاروا المناطق الأشد سخونة في سوريا، واطلعوا بالتفاصيل على الوضع الميداني، وعلى انعكاسه على الوجود المسيحي في سوريا، ولكي يكون الإعلام موضوعياً أرادوا أن يعلنوا ما شاهدوه».

وأشارت أغنس مريم الصليب الى أن وسائل الإعلام «تنقل منذ ثمانية اشهر لأحداثاً عن سوريا، ونحن من يعيش فيها نشعر بأنها تدور حولنا لا عندنا، لأن هناك تشويهاً كبيراً لحقيقة ما يجري من مجازر وارتكابات بحق المواطنين. ولأننا كراهبات مطلعون على الوضع المسيحي من حولنا، فإننا نؤكد وقوع 164 قتيلاً من المسيحيين في حمص وحدها، في الأشهر الثلاثة الماضية فقط، مما يعني أن الأوضاع باتت خطيرة، ليس على المسيحيين فقط، بل على الجميع، لكن المسيحيين مهددون اكثر من غيرهم، باعتبارهم الحلقة الأضعف».

وأضافت: «لقد أصررنا، كأول وفد صحافي أجنبي يدخل المناطق الساخنة في سوريا، على نقل الحقائق والدخول في التفاصيل، حيث وقف المسلحون وجهاً لوجه ضد رجال الأمن والجيش لضرب هيبة الدولة في سوريا، وخلق حال من الفوضى والإرباك، التي أدت الى أذية المواطنين على نحو فاضح، لا يليق بأدنى الحقوق الإنسانية، ذلك أن الجثث تستباح وتشوه وترمى في الطرقات من دون أي رحمة». وتابعت: «تجولنا في حمص وفي بلدة قاره وصولاً الى القصير والنهداء وباب عمر، ورأينا جثثاً مشوهة تركها المسلحون يمنة ويسرى، وبات معها الشعب السوري قيد الرهن، وباتت هذه المناطق بيئة حاضنة لمسلحين غير معروفين، لديهم أسلحة متطورة وذخيرة كبيرة جداً».

وختمت: «إن الحصار ادى الى نقص في المواد الأولية، لذلك ندعو المنظمات الدولية الى أن تتطلع الى المدنيين الذين يدفعون يومياً فاتورة الخلاف السياسي القائم في سوريا».

في دردشة مع الصحافيين الأجانب عن أوضاع المسيحيين في سوريا اكدوا أن «حالتهم لا تفهم إلا في إطارها، وأنهم ليسوا وحدهم، بل ضمن الخطر العام الذي يتهدد سوريا»، لكنهم شددوا على أن «الموضوعية تقتضي القول إن مجموعات مسلحة تقف بوجه رجال الأمن في سوريا لإضعاف النظام، وإذا بقي الوضع على حاله من التدهور، فإن المسيحيين سيكونون الفريق الأضعف والضحية».

سوريا: هزّة أرضية بانتظار الـزلزال

قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا والضغط على بشار الأسد اعتُبر «هزّة أرضية» شعر بارتداداتها المراقبون الغربيون. جوّ من المفاجأة والسرور طغى على التحليلات مع ترقّب لتحرك تركي عدائي

صباح أيوب

بداية مع المفاجأة التي عبّر عنها غالبية المحللين الصحافيين. مفاجأة اسمها «الجامعة العربية»، إذ دُهش هؤلاء بـ«الصدفة الفارغة» من المنظمة التي طالما اعتبروها «من غبار» «لا طعم لها ولا أهمية لقراراتها»، ها هي تتحرك وتنطق بقرارات مصعدة ضد النظام السوري. طبعاً، لم يخفَ عن هؤلاء التذكير بأن تلك «الجامعة العربية» هي نفسها التي لم تتحرك خلال سحق النظام البحريني، بمساندة عسكرية من المملكة العربية السعودية، المتظاهرين في البحرين، والتي لم تتخذ حتى الآن أي قرارات قاسية بحق الرئيس اليمني رغم قمعه تحركات المعارضين بالرصاص والقوة أيضاً.

لكن، مع ذلك، حيّا الجميع موقف الجامعة وطالبوها بالمزيد. وحدها افتتاحية «نيويورك تايمز» اختارت أن تجاهر بدعمها وحفاظها على بعض الأنظمة الديكتاتورية الحاكمة في العالم العربي، والتي تنضوي تحت لواء الجامعة العربية، فقالت: «نعلم أن أنظمة مستبدة تسيطر على الجامعة. لكن هؤلاء يجب على الأقل أن يدركوا أين هي مصالحهم الشخصية. فاستمرار حالة اللااستقرار في سوريا سيهدد المنطقة بأكملها». الصحيفة الأميركية دعت جيران سوريا «وكل الدول المتحضّرة» إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري «قبل فوات الأوان».

لكن مفاجأة الجامعة العربية كان لها تفسيرات صحافية. فهي حسب معظم الذين حللوا موقفها الأخير من سوريا أقدمت على التصعيد لأسباب محددة هي: «التخلص من نظام علوي في سوريا وسط أكثرية دول سنيّة في المنطقة، التخلص من أحد ركائز إيران في المنطقة إذا ردع التقدم الشيعي الايراني في العالم العربي وبالتالي إنهاء محور إيران ـــ سوريا ـــ حزب الله المؤرق لغالبية الأنظمة الخليجية. إضافة إلى سبب آخر هو الارتقاء إلى مستوى تركيا في التصعيد ضد سوريا وتسجيل موقف عربي مزايد يرضي الأوروبيين والأميركيين». هذا ما جاء في مقالي صحيفتي «ليبيراسيون» و«لو نوفيل أوبسرفاتور» الفرنسييتين. وقد لفت مقال «ليبيراسيون» إلى أن المملكة العربية السعودية «تحلم بأن تقوم الولايات المتحدة الأميركية أو حتى إسرائيل بقصف المنشآت النووية الإيرانية»، فلماذا لا تضغط الآن، إلى جانبها قطر، لإنهاء أحد أهمّ ركائز إيران في المنطقة؟ التخلص من النظام السوري سيكون للدول العربية «كضرب عصفورين بحجر واحد»، إذ ستكتسب بعض الأنظمة، ولو ظاهرياً، رضى شعوبها، وستشلّ النظام الإيراني، كما يشرح بيرنار غيتا في تعليقه.

«مجموعة الاتصال حول سوريا»

وإلى جانب المحتفلين بقرار عزل الأسد عربياً، استمرت الدعوات للجوء إلى التدخل العسكري في سوريا، كما كتبت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في إحدى افتتاحياتها تقول: «إذا لم تنجح العقوبات المتزايدة والمراقبون الدوليون في تنفيذ التعهدات حيال سوريا، فإن إدارة أوباما ستكون مجبرة على اتخاذ تدابير أقوى». لكن صحيفة «لوس أنجلس تايمز» تقول، بدورها، إن «إزاحة الأسد ليست أمراً سهلاً. وأمر عزله عربياً ودولياً قد يقوّيه مرحلياً ويعطيه فرصة لتنفيذ الإصلاحات، ما دام لم يقترح أحد بعد ضربات جوية أطلسية كما حصل في ليبيا. فالعقوبات تأخذ وقتاً لتعطي نتائج ملموسة. لكن إذا أضفنا إليها الضغوط العربية، فقد يتوصل الأسد إلى الأخذ بنصيحة الملك الأردني (بالتنحّي)».

محلل «مجلس العلاقات الخارجية»، ميكا زنكو، يقول إن «سوء إدارة المجتمع الدولي لعملية التدخل في ليبيا والمبالغة فيها قتلا فرص الأطلسي في قيادة عملية إنسانية مماثلة في سوريا». المجلس ينقل عن صحيفة «ذي ناشيونال» الإماراتية أنه يجب على دول الجامعة العربية أن تفي بوعودها لفرض عقوبات «على القروض المالية والتجارة والنفط» أو «الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً للشعب السوري». لكن ماذا عن الولايات المتحدة الأميركية؟ ما هي خياراتها تجاه الأزمة حالياً؟ جوناثان ماسترز في «مجلس العلاقات الخارجية» يذكّر بالخطة التي طرحها إليوت أبرامز (راجع «الأخبار» عدد الاثنين ١٤ تشرين الثاني)، أما أندرو تابلر من «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى»، فقد أدلى بشهادة أمام «لجنة العلاقات الخارجية» في الكونغرس أخيراً، وتقدم بمجموعة خيارات أمام الإدارة الأميركية في سوريا منها: تأليف «مجموعة الاتصال حول سوريا» (على غرار مجموعة الاتصال حول ليبيا)، تشجيع المنشقين عن النظام، مساعدة المعارضة السورية على التخطيط للمستقبل، طلب مراقبين لقضايا حقوق الإنسان، التهيّؤ لعسكرة الأزمة، والضغط في مجلس الأمن من أجل التحرك.

تركيا من حسن الجوار إلى العداء

ماذا عن تركيا؟ وكيف قرأ المتابعون موقفها التصعيدي الأخير من النظام السوري؟ «ها قد حان الوقت لتصبح تركيا قوة عظمى في المنطقة»، يقول سونير كاغابتاي المتخصص في الشؤون التركية في «معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى». كاغابتاي يشرح أن تركيا تعتمد الآن «سياسة جديدة في المنطقة بالتخلي عن دعمها للأنظمة الديكتاتورية، ومن بينها نظام الأسد، والوقوف إلى جانب الحركات الديموقراطية، وهذا ما سيعطيها دوراً قيادياً في المنطقة». لكن الباحث يشير إلى التحديات التي تمثّلها إيران في وجه الطموحات التركية.

مصطفى أكيول، الصحافي التركي، يقول في «نقاش نيويورك تايمز» المخصص لبحث موقف تركيا من سوريا، إن شعار السياسة الخارجية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم طالما كان «صفر مشاكل مع الجيران». لكن هذا الشعار لم يعد يتناسب، حسب الكاتب، مع دعم تركيا لبشار الأسد، «لذا فقد تحول الموقف التركي الرسمي إلى دعم المعارضة السورية وإشهار العداء للأسد». فحزب رجب طيب أردوغان، يضيف أكيول، «يفتخر بتقديم نفسه كقوة ديموقراطية استطاعت كسر عقود من حكم العسكر، وهو يتباهى بكون بعض الديموقراطيات، وخصوصاً الإسلامية الناشئة منها كحزب «النهضة» التونسي، معجبة بنماذجه».

كيف ستتصرف تركيا على الأرض إذاً؟ يرى كريستوف بولتانسكي في «لو نوفيل أوبسيرفاتور» أن «تركيا انتقلت إلى العداء المفتوح تجاه سوريا. فهي رغم علاقاتها التجارية الكبيرة معها، هددت بفرض عقوبات. ورغم قلقها على جبهتها الكردية الجنوبية، تسعى إلى إنشاء منطقة عازلة عسكرية مع الحدود السورية». بولتانسكي يذكّر بأنه عام ١٩٩٨ ما كان أمام حافظ الأسد سوى تسليم عبد الله أوجلان، بعدما هدّدت تركيا بـ«غزو سوريا». سيمون تيسدال في «ذي غارديان» يلفت الى الدعم الأميركي الذي يحظى به الموقف التركي. «فتركيا تمثل الولايات المتحدة الأميركية محلياً في وجه روسيا التي تدعم النظام السوري»، يشير تيسدال، مذكّراً بترحيب نائب مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي بالموقف التركي الأخير. الصحافي البريطاني لا يستبعد «تدخل تركيا عسكرياً في شمال سوريا لتأمين منطقة آمنة للمدنيين اللاجئين»، علماً بأن تركيا تدرك تماماً «تداعيات الفوضى في سوريا التي ستنتقل لا محالة إلى العراق والبلدان المجاورة وتحرّك إيران».

«عكس معظم الدول الإسلامية في المنطقة، تركيا تتعاون مع أوروبا والولايات المتحدة والحلف الأطلسي. كذلك فإن نموذج الإسلام المعتدل بات مقبولاً لدى هؤلاء، ما يعطي تركيا قوة إضافية للتأثير في المنطقة»، ينقل تيسدال عن صحيفة «زمان» التركية.

عين على الأكراد

«من المؤكد أن تحرّك سوريا وإيران جبهة حزب العمال الكردستاني في الجنوب التركي للضغط على القرارات التركية»، تقول الباحثة لينور مارتن على طاولة نقاش «نيويورك تايمز». لكن الباحثة تدعو تركيا إلى مواجهة الأمر عبر انتهاج «سياسة صفر مشاكل مع الجيران» ـــ التي فشلت تجاه سوريا ـــ مع المنطقة الكردية جنوباً. تلوم الباحثة السلطات التركية على التخلي عن تلبية الحاجات الاقتصادية والإنمائية لسكان تلك المنطقة، ما سيؤثر سلباً على علاقتها بهم في الظروف الحالية.

مايكل ويس في «ذي نيو ريبابليك» يسلط الضوء من جهته على أهمية انضمام أكراد سوريا إلى الحراك المعارض، نظراً إلى عددهم وانتشارهم في أنحاء سوريا كلها. ويس يدعو المجلس الوطني إلى الاتصال بأكبر عدد من الأكراد في البلاد وتقديم كل الدعم لهم وتوفير الضمانات بحمايتهم وتلبية مطالبهم بعد إسقاط النظام، خصوصاً تلك المتعلقة بنسبة تمثيلهم في المؤسسات الرسمية الجديدة.

مقتل 9 سوريين برصاص الأمن قبل إنتهاء مهلة انهاء العنف

دمشق: افاد ناشط حقوقي السبت عن مقتل ستة مدنيين جدد في عدد من المدن السورية ليرتفع بذلك الى تسعة عدد القتلى الذين سقطوا السبت في اليوم الاخير من المهلة التي حددتها الجامعة العربية للنظام السوري لوقف اعمال العنف.

وذكر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “ان 6 مدنيين جدد سقطوا برصاص القوات السورية ليرتفع بذلك عدد القتلى اليوم الى تسعة”.

واوضح مدير المرصد “قتل ثلاثة مدنيين في بلدة كفر تخاريم في ريف ادلب (شمال غرب) خلال الاقتحام العسكري الذي قامت به القوات السورية في البلدة والقرى المجاورة لها”.

واضاف عبد الرحمن “كما قتل مدنيان برصاص القوات العسكرية خلال اشتباكات وقعت بين الجيش النظامي ومنشقين عنه في القصير الواقعة في ريف حمص (وسط) كما قتل اخر برصاص قناصة في حمص”.

وكان المرصد اشار في وقت سابق اليوم الى “مقتل مواطن برصاص الامن خلال عملية مداهمة في بلدة حلفايا (ريف حماة) والى مقتل عسكريين منشقين اثنين خلال اشتباكات جرت بين الجيش النظامي السوري ومنشقين في القصير.

وباتت تقع مواجهات متزايدة بين منشقين عن الجيش السوري وقوات الامن النظامية في مختلف انحاء سوريا.

يأتي ذلك غداة مقتل 15 مدنيا بينهم طفلان برصاص الامن في عدد من المدن السورية، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وكان وزراء الخارجية العرب هددوا مساء الاربعاء خلال اجتماع في الرباط بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري ما لم يوقع خلال ثلاثة ايام بروتوكولا يحدد “الاطار القانوني والتنظيمي” لبعثة المراقبين العرب المزمع ارسالها الى سوريا.

واعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاربعاء في عشية انتهاء هذه المهلة انه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تضمنت “تعديلات على مشروع البروتوكول بشان المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة الى سوريا”.

وقال ان “هذه التعديلات هي محل دراسة الان”.

وعشية انتهاء المهلة خرجت تظاهرات مسائية في عدة احياء من مدينة حمص واجهها الامن باطلاق النار ما اسفر عن سقوط 11 جريحا منهم 4 بحالة خطرة في حي الخالدية، حسبما اكد المرصد.

واضاف ان عددا من احياء المدينة شهد عمليات اقتحام من قبل الامن السوري مثل احياء الانشاءات وجورة الشياح والقرابيص ترافق مع اطلاق رصاص.

ولفت الى ان حي الغوطة شهد تواجدا أمنيا كثيفا حيث سرعان ما تفرقت المظاهرة المسائية حين اقتحمت أكثر من 11 مدرعة الحي كما تواصل اطلاق النار الكثيف في معظم الأحياء مساء الجمعة.

كما شهد ريف حمص تظاهرات مسائية في عدة مناطق مثل الحولة ومدينة تدمر بحسب المصدر نفسه.

اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الاسلامي حول سوريا الاسبوع المقبل

ومن جهتها، اعلنت منظمة التعاون الاسلامي السبت انها ستعقد اجتماعا طارئا في مقرها بالسعودية الاسبوع المقبل لحث سوريا على وقف نزيف الدماء.

وقال بيان للمنظمة انه تمت الدعوة للاجتماع الوزاري في 26 تشرين الثاني/نوفمبر لحث السلطات السورية على وقف اراقة الدماء واستهداف المدنيين وتشجيع تنفيذ اصلاح سياسي.

كما سيحث اجتماع لممثلي الجنة التنفيذية للمنظمة التي تجمع جيبوتي ومصر وكازاخستان وماليزيا والسعودية والسنغال وطاجيكستان، على الحوار بين السلطات السورية والمعارضة.

وجاء الاعلان بعد ايام من تحذير الامين العام للمنظمة اكمل الدين احسان اوغلى من التدويل المحتمل للازمة السورية اذا اخفقت دمشق في الاذعان لمطالب الاصلاح وانهاء العنف.

ووفق ارقام الامم المتحدة اسفرت حملة قمع نظام الرئيس بشار الاسد لحركة الاحتجاج عن مقتل اكثر من 3500 شخص خلال ثمانية اشهر.

واكد احسان اوغلى في بيان السبت رفض التجمع الاسلامي الذي يضم 57 بلدا للتدخل الاجنبي في سوريا، مضيفا ان المزيد من العنف سيهدد على الارجح سلام وامن واستقرار المنطقة.

وزير الخارجية البريطاني يلتقي الاثنين في لندن المعارضة السورية

واعلنت مصادر رسمية ان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ سيجري الاثنين في لندن محادثات مع قادة المعارضة السورية الذين سيلتقون ايضا مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ايضا.

وقالت ناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية ان “وزير الخارجية سيلتقي المعارضة السورية”.

واضافت ان هيغ سيجري الاثنين مباحثات مع ممثلين عن “المجلس الوطني السوري” و”لجنة التنسيق من أجل التغيير الديموقراطي في سوريا” بعد اشهر من الاتصالات التي جرت وراء الكواليس، على حد قوله.

وصرحت المتحدثة نفسها “منذ اشهر نجري بشكل منتظم اتصالات مع مختلف الشخصيات السورية المعارضة. الان نحن نكثف هذه الاتصالات”.

وتابعت انه في اطار “تكثيف” الاتصالات بالمعارضة السورية، قرر هيغ تعيين السفيرة البريطانية السابقة في بيروت فرانسيس غاي مسؤولة عن الاتصالات مع المعارضة السورية في الخارج.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة ان “وزير الخارجية كلف المسؤولة الكبيرة في وزارة الخارجية فرانسيس غاي القيام بهذه المهمة”.

وسيكون هذا الاجتماع اول لقاء علني بين لندن ومسؤولي المعارضة السورية للرئيس بشار الاسد.

من جهة اخرى، قال مصدر حكومي بريطاني ان “ممثلي المعارضة السورية سيلتقون ايضا في لندن مسؤولين كبارا في مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون”.

وكان وزير الخارجية البريطاني دعا الاسد الى التنحي.

والاثنين، دعا هيغ في بروكسل الى تشديد العقوبات ضد نظام الرئيس السوري. وقال “من المهم جدا ان نفكر في اجراءات اضافية بهدف تشديد الضغط على نظام الاسد”.

واضاف الوزير البريطاني انه يدعم قرار الجامعة العربية في نهاية الاسبوع بتعليق مشاركة سوريا في اجتماعاتها الى حين تطبيق الاسد بنود الخطة العربية لوقف العنف. وقال “انهم يلعبون دورا قياديا”.

الا ان صحيفة الغارديان البريطانية ذكرت انه ليست هناك نية لمنح المتمردين السوريين اعترافا رسميا كما حدث مع المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا الذي قاتل نظام معمر القذافي.

واضافت ان بريطانيا تدرس اجراءات لتوجيه رسالة الى دمشق تفيد انه من غير اللائق دبلوماسيا مهاجمة سفارات اجنبية.

وكان متظاهرون غاضبون هاجموا البعثات الدبلوماسية لفرنسا وقطر والسعودية وتركيا والامارات العربية المتحدة والمغرب.

واستدعت فرنسا سفيرها في سوريا الاربعاء.

كلينتون تحذر بدورها من “حرب اهلية”

انضمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة الى الاصوات الدولية المحذرة من خطر اندلاع “حرب اهلية” في سوريا بسبب قمع نظام الرئيس بشار الاسد للحركة الاحتجاجية.

وقالت كلينتون في مقابلة مع شبكة “ان بي سي” الاميركية “اعتقد انه يمكن ان تندلع حرب اهلية بوجود معارضة تملك التصميم ومسلحة بشكل جيد وفي نهاية المطاف ممولة بشكل جيد، بتأثير من منشقين عن الجيش ان لم يكن بقيادتهم”.

وكان محللون حذروا من حرب اهلية تنتقل من سوريا الى لبنان والعراق والاردن واسرائيل.

واوضحت كلينتون ان الولايات المتحدة تفضل حركة احتجاجية سلمية ضد الاسد اذ تخشى الولايات المتحدة ان تبرر اعمال عنف تقوم بها المعارضة للاسد اللجوء الى القمع.

واعترفت في مقابلات مع عدد من شبكات التلفزيون بان للولايات المتحدة تأثيرا محدودا على الاحداث في سوريا عبر دعمها مبادرات لتركيا والجامعة العربية للضغط على الاسد لوقف العنف.

وقالت لشبكة “ان بي سي” امس “اعتقد انه يمكن ان تندلع حرب اهلية بوجود معارضة تملك التصميم ومسلحة بشكل جيد وفي نهاية المطاف ممولة بشكل جيد، بتأثير من منشقين عن الجيش ان لم يكن بقيادتهم”.

واضافت الوزيرة الاميركية التي تقوم بجولة في آسيا “نحن بالفعل نرى ذلك وهو ما نكره ان نراه لاننا نؤيد احتجاجات سلمية ومعارضة غير عنيفة”.

وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف صرح الخميس ان هجوما مثل الذي استهدف مقرا للامن وشنه منشقون عن الجيش، يمكن ان يقود سوريا الى حرب اهلية.

وصرح مارك تونر انه لا يتفق مع الروس في تحليلهم معتبرا ان اعمال العنف التي تقوم بها المعارضة جاءت ردا على قمع نظام الاسد الذي يؤكد ان الحركة الاحتجاجية يقودها “ارهابيون”.

وللمرة الاولى منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا، تعرض مقر للمخابرات الجوية في ريف دمشق لهجوم فجر الاربعاء بقذائف مضادة للدروع (آر بي جي) اطلقها منشقون عن الجيش السوري.

ودفع هذا الهجوم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى التحذير الخميس من ان هذه الهجمات يمكن ان تؤدي الى “حرب اهلية”.

ورأى تونر انه “تقييم خاطىء” يخدم مصلحة النظام السوري الذي لا يعترف بوجود حركة احتجاجية ويحمل مسؤولية اعمال القتل الى “عصابات ارهابية مسلحة”.

وحرصت كلينتون على القول الجمعة ان “الطريقة التي رد فيها نظام الاسد (على الحركة الاحتجاجية) هي التي دفعت الشعب الى حمل السلاح ضده”.

بينما ترفض روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن، اي ادانة لنظام الاسد في الامم المتحدة، اكدت كلينتون ان الادارة الاميركية لا تريد استصدار قرار دولي يجيز تدخلا عسكريا في سوريا كما حصل في ليبيا.

وقالت “لا احد يريد هذا النوع من العمل حيال سوريا. ليبيا كانت حالة فريدة (…) هذا لا ينطبق على سوريا”.

وفي مقابلة اخرى مع شبكة ايه بي سي الاميركية اكدت كلينتون دعمها للقرارات التي اتخذتها الدول العربية وتركيا هذا الاسبوع لعزل سوريا.

وقالت ان الصوتين العربي والتركي قويان الى درجة “لا يمكن لدمشق ان تتجاهلهما”.

واضافت “ادركنا منذ البداية اننا لسنا على الارجح الصوت الذي سيلقي اذانا صاغية لدى السوريين”، مشيرة الى ان العلاقات التجارية بين دمشق وواشنطن محدودة.

وتابعت كلينتون “لذلك شجعنا الى جانب تصريحاتنا، جوقة متزايدة تتألف من الجامعة العربية وتركيا ولا يمكن لسوريا تجاهلها”

وكانت فرنسا وتركيا حثتا امس الاسرة الدولية على زيادة ضغوطها على النظام السوري من خلال تشديد العقوبات كما اعرب البلدان عن قلقهما من احتمال نشوب حرب اهلية في سوريا.

وصرح وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الذي يقوم بزيارة الى تركيا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي احمد داود اوغلو “على الرغم من كل النداءات التي وجهت الى هذا النظام ليقوم باصلاحات (…) الا انه لم يستجب للمطالب”.

واضاف “اعتقد انه آن الاوان لتوحيد جهودنا من اجل تشديد العقوبات” على نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

من جهته، اعتبر داود اوغلو ان “القضية الاكثر الحاحا في الوقت الحالي هي تعزيز الضغوط على سوريا لوقف اراقة الدماء”.

وشدد جوبيه على ان “الوضع لم يعد محتملا” وان “مواصلة القمع غير مقبولة” ودعا مجلس الامن الدولي الى التحرك.

واعتبر انه “من الجيد ان يتخذ مجلس الامن الدولي موقفا. اذ ليس من المنطقي انه لم يتحرك بعد ازاء ازمة بهذا الحجم. هذا غير مقبول”.

وتشهد سوريا منذ منتصف آذار/مارس حركة احتجاجية غير مسبوقة اسفر قمعها من جانب نظام الرئيس بشار الاسد عن سقوط 3500 قتيل، وفقا لاخر حصيلة نشرتها الامم المتحدة في 8 تشرين الثاني/نوفمبر.

جمعة “طرد السفراء” في سوريا تخلّف 18 قتيلا

أعلن ناشطون حقوقيون سوريون أن 18 شخصا على الأقل بينهم أطفال قتلوا برصاص قوات الأمن خلال مظاهرات في عدة مدن سورية فيما سماها المعارضون “جمعة طرد السفراء”، للمطالبة بإسقاط النظام السوري.

وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن إجمالي عدد المواقع التي جرت فيها مظاهرات في أنحاء البلاد يوم أمس بلغ 210.

وأوضحت أن من بين هذه المظاهرات 25 مظاهرة في ريف دمشق، و13 مظاهرة في العاصمة دمشق، و16 مظاهرة في محافظة دير الزور، و30 مظاهرة في محافظة إدلب.

كما جرت خمس مظاهرات في محافظة الحسكة، و44 مظاهرة في محافظة حمص، و14 مظاهرة في محافظة حلب, 44 مظاهرة في محافظة درعا،و14 مظاهرة في محافظة حماة، وثلاث مظاهرات في محفظة اللاذقية، واثنتان في الرقة.

ودعا المحتجون الدول الأجنبية إلى طرد السفراء السوريين دعما للمعارضة.

وفي المقابل، نقلت وكالة “سانا” السورية للأنباء عن مصدر رسمي مقتل عنصرين من قوات حفظ النظام وإصابة ضابط بجروح خطيرة جراء انفجار عبوة ناسفة في حي القصور بحماة.

وفيما يتعلق بمظاهر التأييد للنظام، شهدت عدة ساحات عامة في العاصمة دمشق مظاهرات شارك فيها عدة آلاف للتعبير عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الأسد، حاملين الأعلام السورية وصور الأسد.

بروتوكول الجامعة يلزم مندوب سوريا على الاعتذار عن عباراته النابية

بهية مارديني من القاهرة

ينص أحد بنود البروتوكول الذي يجب ان توقع عليه سوريا بخصوص مهام بعثة جامعة الدول العربية، على ضرورة اعتذار المندوب السوري الدائم من مجلس الجامعة عن عباراته النابية وغير الدبلوماسية.

القاهرة: كشفت مصادر دبلوماسية عربية لـ”ايلاف” أن البروتوكول الذي يجب ان توقع عليه سوريا بخصوص مهام بعثة جامعة الدول العربية الى سوريا، ينص بموجب البند السادس على مطالبة الحكومة السورية بالإعتذار رسميا عما صدر عن المندوب السوري الدائم “يوسف الاحمد”، من عبارات نابية وغير دبلوماسية تجاه مجلس الجامعة في اجتماعه بتاريخ 12-11-2011”.

وأشارت المصادر الى مطالبة سوريا “بإدانة الاعتداءات التي تعرضت لها البعثات الدبلوماسية والقنصلية العربية والاجنبية في دمشق”.

اما أعمال البعثة فستبدأ عملها “فور توقيع الحكومة السورية على هذا البروتوكول، وستباشر مهامها، بإرسال وفد يتقدّمه رئيس البعثة وعدد كاف من المراقبين – من 30 الى 50 مراقب-مدّعم بعدد من الموظفين الاداريين وأفراد أمن للحماية الشخصية لأعضائها”، ويكون للبعثة الحرية الكاملة بالتحرك و زيارة السجون ومراكز الشرطة والمعتقلات.. وضمان حرية اجراء اللقاءات والاجتماعات وعدم مراقبة او معاقبة او مضايقة اي شخص يتواصل معها، على أن يمنح الأعضاء نفس امتيازات وحصانات خبراء الامم المتحدة”.

وبموجب البند الاول من البروتوكول، “يجب ان توافق الحكومة السورية على مشروع البروتوكول، بشأن المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية، المرسلة الى سوريا والمكلفة بالتحقق من تنفيذ بنود الخطة العربية لحل الازمة السورية. وتوفير الحماية للمدنيين السوريين، ويجب أن توقع عليها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والحكومة السورية. ويسمي الأمين العام للجامعة العربية الرئيس المناسب للبعثة.”

ولفتت المصادر الى “أن رئيس البعثة هو من يحدد وبالتشاور مع الامين العام، عدد المراقبين وفقا لما يراه مناسباً مع احتياجات مهام البعثة في مراقبة تنفيذ الحكومة السورية لتعهداتها في حماية المدنيين على أكمل وجه. وللأمين العام الاستعانة بالخبرات الفنية والمراقبين من الدول العربية والاسلامية والصديقة لتنفيذ المهام الموكولة للبعثة”.

ويجب على الحكومة السورية بحسب البند الرابع أن تعلن موافقتها على تنفيذ كامل بنود الخطة العربية، على أن يتم إرسال البعثة بعد ثلاثة أيام من التوقيع على البروتوكول، وفقاً للبند الثالث.

وبموجب مشروع البروتوكول المقدم بعد رسالة وزير الخارجية السورية الموجهة إلى الأمين العام للجامعة العربية بتاريخ 14-11-2011، تم الاتفاق على تشكيل بعثة مستقلة من الخبراء المدنيين والعسكريين العرب من مرشحي الدول والمنظمات العربية ذات الصلة بحقوق الانسان، وهو البند الذي اعترضت عليه سوريا وطالبت بإرسال موظفين رسميين.

هذا وتتولى البعثة، بحسب البروتوكول، المراقبة والرصد لمدى التنفيذ الكامل لوقف جميع اعمال العنف ومن اي مصدر كان في المدن والاحياء السكنية السورية والتأكد من عدم تعرض اجهزة الامن السورية والعصابات للمظاهرات السلمية، والتاكد من الافراج عن المعتقلين بسبب الاحداث الراهنة والتأكد من سحب واخلاء جميع المظاهر المسلحة من المدن والاحياء السكنية، التي شهدت وتشهد المظاهرات وحركات الاحتجاجات، والتحقق من منح الحكومة السورية رخص الاعتماد لوسائل الاعلام العربية والدولية، والتحقق من فتح المجال امامها للتنقل بحرية في جميع انحاء سوريا وعدم التعرض لها.

 وللبعثة حرية الاتصال والتنسيق مع المنظمات غير الحكومية ومع المسؤولين الحكوميين ومع الافراد والشخصيات وعائلات المتضرريين من الاحداث الراهنة، كما لها حرية الحركة الكاملة وحرية اجراء ماتراه مناسبا من زيارات واتصالات ذات صلة بالمسائل المتعلقة بمهامها، بتوفير الحماية للمدنيين وقيام البعثة بزيارة مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة.

وحول تعهدات الحكومة السورية، يجب ان تقدم كافة التسهيلات والسماح بدخول المعدات الفنية اللازمة لإنجاح مهمة البعثة، وتوفير مقرات لها في العاصمة السورية وفي المواقع الاخرى التي تقررها البعثة .

——–تحذير من سعي نظام الأسد إلى المراوغة بشأن بعثة المراقبين العرب

ناشطون يرفضون دعوة الإسلاميين لتدخل تركي عسكري في سوريا

بهية مارديني من القاهرة

يخشى ناشطون سوريون من مراوغة نظام الرئيس بشار الأسد بشأن طلب الجامعة العربية إرسال بعثة مراقبين إلى سوريا، ويرون أن النظام ربما يمتنع عن عمليات القتل خلال تواجد البعثة، فيما أثارت دعوة الإخوان المسلمين إلى تدخل عسكري تركي جدلا ورفضا.

 أثارت التصريحات التي أطلقها المراقب العام للاخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة والتي طالب من خلالها بالتدخل التركي لحسم المعركة ضد نظام بشار الأسد، ردود فعل متباينة، ففي حين اعتبر مراقبون أنه لايمثل السوريين، رأى آخرون أنه لم يذع سرا  .

ورفض شيرزاد اليزيدي السياسي الكردي المستقل في تصريح خاص لـ”ايلاف ” تصريحات الشقفة متسائلا “من نصّب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين ناطقا باسم الشعوب السورية حتى يعلن اليوم ومن تركيا أن الشعب السوري يرحّب بالتدخل العسكري التركي في سوريا “.

وأكد “نحن كشعب كردي مثلا، كي لا أشير الى بقية المكونات السورية، نرفض رفضا قاطعا ومبرما أي تدخل عسكري تركي “.

وأضاف “آمل أن لا تنجرّ أنقرة خلف دعوات الاخوان المسلمين هذا إن افترضنا أن تصريحات الشقفة لم ُتطلق بالتنسيق والترتيب مع أنقرة التي ليس مرحّبا بها عسكريا وخاصة على الصعيد الكردي السوري وهي إن ارتكبت هكذا حماقة فسيكون من شأن ذلك تعميق الأزمة ومدّ طوق نجاة حتى للنظام المحتضر عبر خلط الأوراق وحرف الانتفاضة عن سلميتها وأهدافها في التغيير الديمقراطي الشامل وصولا ربما الى حرب أهلية قد تتطور حتى الى حرب اقليمية “.

وأشار اليزيدي الى “أن هذا كلّه ليس في مصلحة أحد وخاصة ليس في مصلحة السوريين بعربهم وأكرادهم ولا يخدم سعيهم المحموم للخلاص من هذا النظام الاستبدادي بل سيكون توظيفا لتضحياتهم العظيمة في خدمة مشاريع وأجندات فئوية وإقليمية غير نزيهة ومتعارضة مع المصلحة السورية العامة في حدوث تغيير ديمقراطي حقيقي يجمع كل السوريين على أنقاض البعث القاتل “. حسب قوله.

وكان زعيم الاخوان المسلمين في سوريا قال إن السوريين “يقبلون بتدخل عسكري تركي” في بلادهم بدلا من التدخل الغربي، لحماية الشعب من القوات الحكومية.

واضاف الشقفة في تصريحات صحافية، ان على انقرة والمجتمع الدولي عزل الحكومة السورية، وتشجيع الشعب على الاستمرار في نضاله لوضع نهاية لاربعة عقود من حكم اسرة الاسد، حسب قوله.

واعتبر أنه ” في حال استجدت الحاجة الى تدخل عسكري، كالحماية الجوية مثلا، فالشعب السوري سيقبل بالتدخل التركي”.

وأضاف”نحن وشعبنا معجبون بالتجربة التركية، وفي حال وصلنا الى السلطة سنتعامل مع الجميع، وسنسنّ قوانين تركز على الحرية والعدالة والمساواة، وكلها مبادئ من الاسلام”.

بعثة المراقبين العرب

وحول إرسال بعثة المراقبين العرب أعرب اليزيدي عن أسفه قائلا”حتى لو وافق النظام على بعثة المراقبة العربية فأعتقد أنها ستكون موافقة من قبيل المراوغة وكسب الوقت وسيحاول ربما التخفيف من جرائمه خلال وجود هكذا بعثة أي أن النظام سيناور ويلف ويدور”.

 وأضاف “المهم هنا أننا أمام مأساة إنسانية ووطن بأكمله يسير نحو المجهول فاللعب على الوقت وعلى الكلام من قبل النظام هو تسفيه لكل هذه التضحيات الجسام والدماء الزكية التي يقدمها المنتفضون السوريون لحريتهم والحل ينبغي أن يكون في رضوخ النظام للإرادة الشعبية في التغيير والخلاص من الاستبداد “.

ومن هنا رأى “ان دور الجامعة العربية هام وملح لقطع الطريق على أدوار أخرى وخاصة الدور التركي الملتبس والمغرض والمثير للكثير من الحساسيات “، مؤكدا “الدور العربي يشكل قاسما وطنيا أعظم يجمع عليه مختلف السوريين والذي ينبغي أن يركز على الاعداد فورا للمرحلة الانتقالية عبر تأطير مختلف فئات المعارضة بكافة أطيافها ومكوناتها الرئيسة ضمن اطار عام وجامع ودون إقصاء لأي طرف رئيس كالطرف الكردي مثلا ووضع آليات وخارطة طريق لانتقال سلمي وسلس نحو حياة ديمقراطية وسياسية جديدة “.

ولفت الى “ان المسؤولية الأكبر على عاتق الجامعة تقع في التفاوض مع النظام على آلية تركه للسلطة وكف يده عنها وعن الناس الذين ما عادوا يقبلون الاستبداد البعثي بعد الآن وهذا كله طبعا مرهون بحدوث معجزة تقنع العقل القاتل الحاكم في دمشق بأن ساعة رحيل النظام قد دقت وأن طريق الدم الذي يسلكه لن يوصل الى نتيجة لجهة بقائه وديمومته”، وأضاف”كلنا أمل في اجتياز سوريا والسوريين هذا المخاض التغييري العاصف بأقل الخسائر الممكنة لكن مع الأسف يبدو أن ضريبة الحرية ستكون ثقيلة وثقيلة جدا “.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أعلن الجمعة في بيان ان سوريا طلبت تعديلات على مشروع البروتوكول المتعلق بمركز ومهام المراقبين الذين تنوي الجامعة العربية ارسالهم الى سوريا.

من جانبه قال الدكتور عمار قربي رئيس المؤتمر السوري للتغيير (أنطاليا)عبر صفحته على فايسبوك “النظام السوري وضع تعديلات على مبادرة الجامعة العربية بإرسال مراقبين من شأنها إفراغ الفكرة من محتواها” ولفت القربي الانتباه الى طلب النظام” بأن لا تضم اللجان اي ناشط حقوق انسان، و ان يكون كل المراقبين الـ 500 من الموظفين الرسميين في الدول العربية “.

التيار القومي العربي يعقب على برهان غليون حول الطائفية

من جهة ثانية وتعقيباً على بيان الدكتور برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري الذي دعا فيه إلى نبذ الفتنة والاقتتال الأهلي، قالت لجنة التنسيق والمتابعة في التيار القومي العربي إن “الشعب السوري تحمّل لتسعة أشهر كل أصناف القتل والعنف المروع، حفاظاً على خيار الثورة الوطني وسلميتها، ورفض بشكل قاطع كل أساليب وألاعيب النظام في بث الفرقة والعبث في النسيج الوطني”.

وتابع البيان:” ولم يعد خافياً على العالم كله أن الجهة الوحيدة التي تمارس القتل والترويع والخطف والقتل الطائفي وما شابه من أفعال شائنة،هو النظام وعصاباته وشبيحته وملحقاته الأمنية والعسكرية”.

وأضاف التيار القومي العربي في بيان، تلقت “ايلاف ” نسخة منه “إن ما تمر به الثورة اليوم من ظروف حرجة، وما يعيشه الشعب من حالة مأسوية عبر القتل والاعتقال والتشريد والمعاناة الإنسانية، لاتسمح أبداً ببروز حالة من الإرتباك أو التعبير غير الدقيق أو التصريحات غير المدروسة وغير الموثقة، التي تسيء إلى الثورة والثوار الأبطال،الذين يتمتعون بإيمان قوي بالوحدة الوطنية والسلم الأهلي وبإرادة لا تلين وتضحيات هائلة،وتفوق وطني أخلاقي على النظام المجرم وكل تنويعاته.”

وشدد البيان على “أن تصريحات الدكتور برهان غليون غير دقيقة وغير صائبة وغير سياسية وُمستغربة، خاصةً أنها جاءت في ظروف داخلية وخارجية حساسة للغاية، تفرض قدراً عالياً من الدقة والمسؤولية في التصريح والتوصيف ومقاربة القضايا الحساسة” .

ورأى “أنه على المكتب التنفيذي للمجلس الوطني أن يوضح للرأي العام في سوريا موقفه من تلك التصريحات غير المسؤولة، وأن يعالجها بشكل موضوعي في داخله كمؤسسة وطنية اكتسبت شرعيتها من تبنيها أهداف الثورة، وألا تتكرر مثل تلك التصريحات الملتبسة حفاظاً على الأداء الجيد الذي ظهر فيه المجلس الوطني أخيراً”.

وأشار البيان الى أنه حتى يستقيم عمل المجلس الوطني ويتناغم كلياً مع نبض الثورة،”لابد من النزاهة والصدق والموضوعية في تصريحاته ومواقفه، لأن الشعب السوري ينزف دماً على مدار الساعة، وعليه لابد من تقبل بل سيادة النقد والمتابعة المستمرة لعمل المجلس،انسجاماً مع وظيفته وتصحيحاً لهفواته وتجذيراً لموقفه العام الذي نحرص على أن يتطابق كلياً مع سياق الثورة ويرتقي إلى مستوى أدائها السياسي”.

وشدد التيار القومي العربي في سوريا، على أنه “يرى في المجلس الوطني فصيلاً وطنياً مهماً على الساحة الوطنية، لذا يحرص كل الحرص على تفعيل أدائه العام ضمن سياق الثورة وتطور الأحداث، والثورة والشعب السوري ينتظران أقوالاً تعبر عن مشروعهما الوطني التحرري، وأفعالاً تلبي مطالبهما وتزيد عزيمتهما وتعمل على حشد كل الشعب حول الثورة، لا تصريحات ملتبسة تكررت في الآونة الأخيرة”.

وكان برهان غليون دعا  جميع أبناء الشعب السوري إلى التوقف القطعي عن الاعمال المدمرة ونبذ روح الفرقة والانقسام، والعودة إلى روح الأخوة والوطنية” التي أشعلت الثورة وكانت السبب الأكبر لاستمرارها وتقدمها”. متحدثا عن وجود عمليات خطف واغتيال وتصفية حسابات بين أبناء الشعب الواحد، بل بين أبناء الثورة أنفسهم. و”هو ما يشكل تهديدا خطيرا لمكاسب الثورة ويقدم خدمة كبرى لنظام القتل والاستبداد ويؤخر الانتصار” حسب قوله.

وقال “أتوجه بشكل خاص إلى أحرار حمص وثوارها الأبطال من كل الفئات والمذاهب وأدعوهم إلى تغليب حسّهم الوطني، ووقف الاعتداءات وعمليات الخطف والانتقام والترفع عن الاحقاد والالتفاف حول ثورتهم الجامعة وعليهم ضبط النفس ورفض الانجرار وراء ممارسات بغيضة تزكّي الحقد بدل المودة والألفة وتكرس الانقسام بدل الوحدة”

ودعا غليون جميع الثوار إلى نبذ تلك الممارسات المدمرة للشعب والثورة وإدانتها وتحريمها والعمل معا على إطلاق سراح كل المختطفين وتكوين اللجان المحلية للتعاون من أجل منع تكرارها.

تنسيق مع الخارجية المصرية للردّ على نشر الصورة غير اللائقة

شيخ الأزهر غاضب من حملة بينيتون وتهديدات بإجراءات قانونية

أحمد حسن من القاهرة

أعرب شيخ الأزهر عن غضبه الشديد من الصور المركّبة التي نشرتها مجموعة ملابس بينيتون، والتي أظهرته يقبِّل بابا الفاتيكان. وأكّد مستشاره أن هناك تنسيقًا مع وزارة الخارجية المصرية لبحث الإجراءات القانونية والأدبية للردّ على هذه الحملة.

أثارت حملة بينيتون للتصدي للكراهية، التي نشرت صورًا مركبة لبابا الفاتيكان وشيخ الأزهر في حالة تقبيل، ردود فعل غاضبة من جانب الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وقيادات الأزهر، وقرروا اتخاذ إجراءات قانونية وأدبية تجاه المسؤولين عن الحملة.

وقال الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر لـ”إيلاف” إن هناك حالة من الغضب الشديد تسيطر على الإمام الأكبر وجميع الأزهريين تجاه هذه الصورة، وأضاف أن كل علماء الأزهر يطالبون بالرد القوي على الجهة التي نفذت هذه الصورة.

وتابع: “سوف نبحث الخطوات القانونية والأدبية، التي سيتم اتخاذها، لحفظ وجه مصر والمسلمين والأزهريين، مشيرًا إلى أن الجميع يؤكد على أن الإساءة ليست موجّهة لشخص الدكتور أحمد الطيب فقط، بل للدولة، على المستوى الرسمي والشعبي. ولفت إلى أن هناك تنسيقًا مع وزارة الخارجية لبحث الخطوات التي سيتم اتخاذها تجاه الجهة التي قامت بهذا العمل المشين”.

ووجّه الدكتور عزب اتهامًا لوسائل الإعلام الغربية بشنّ حملة عنيفة ضد الإسلام، مستخدمين فيها كل الوسائل القذرة، خاصة بعد ثورات الربيع العربي.

وطالب عضو جبهة علماء الأزهر الدكتور محمد البري الإمام الأكبر بعدم السكوت عن هذه الإساءة، التي تمثل إهانة لجميع رجال الدين والمسلمين كافة، فالإمام الأكبر يمثل رمزًا دينيًا للمسلمين السنّة.

وقال لـ”إيلاف” إن الصورة تأتي في إطار الهجمة الشرسة ضد الإسلام ورموزه الدينية، فقد تم إعادة نشر الصور المسيئة للنبي محمد، والآن يتم الإساءة إلى أكبر رمز ديني في العالم الإسلامي، حسب تعبيره.

ودعا البري المجلس العسكري إلى التدخل، وإصدار بيان إدانة للإساءة إلى الإمام الأكبر؛ لكونه رمزًا لدولة مصر، كما طالب بخروج مظاهرات ومليونيات ضد هذه الصورة؛ للبرهان على قوة الشعوب العربية، على أن يعمّ الرفض الإسلامي دول المسلمين كافة، وألا  يقتصرعلى مصر فقط.

كما استنكر الدكتور أحمد عمر هاشم عضو مجمع البحوث الإسلامية نشر صور مسيئة إلى الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وتحوّلها إلى الدعاية الرخيصة باسم المحبة. وقال لـ”إيلاف” إن الأزهر لن يسكت عن هذه الإساءة، وسوف يتم اتخاذ خطوات شديدة اللهجة نحو الحدث، للرد بشكل يحفظ كرامة الأزهريين جميعًا؛ لكون الإمام الأكبر يمثل رمزًا لجميع المسلمين، لا يجب السكوت عن أي إهانة توجّه إليه، مطالبًا العالم الإسلامي بالوعي للحملة الشرسة التي يتعرّض لها الإسلام ورموزه الدينية ، ومعتبرًا أن لغة الحوار لا بد من الحفاظ عليها مع الآخر، حيث إنها هي الوسيلة الوحيدة للحوار، الذي يجب أن يبنى على الاحترام المتبادل.

كما عبّر الدكتور أحمد راسم النفيس زعيم الشيعة في مصر عن استنكاره للصورة، ودعا جميع المسلمين، شيعة وسنة، إلى الرد عبر الحوار مع الغرب، الذي يتجاهل ويجهل الكثير عن طبيعة الإسلام، وقال لـ”إيلاف” إن الإساءة إلى الإمام الأكبر تمثل إهانة للجميع، فهو رمز ديني، يتولى أكبر مجمع فقهي في العالم.

ووفقًا لإفادة الدكتور نبيل السويطي، أستاذ القانون الدولي، لـ”إيلاف”، فإن من حق الإمام الأكبرالدكتور أحمد الطيب التقدم باحتجاج رسمي إلى السفارة الإيطالية في القاهرة، للتقدم بالاعتذار عمّا حدث من قبل الشركة الإيطالية من إساءة إلى منصب الإمام الأكبر، كما من حقه رفع دعوة قضائية ضد الشركة أمام القضاء الإيطالي، والتقدم ببلاغ إلى النائب العام المصري، وفي حالة صدور حكم بالإدانة على الشركة فسوف يتولى الانتربول الدولي تطبيقه.

وأضاف أنه يحق لوزارة الخارجية المصرية تقديم هذا الاحتجاج، والتقدم برفع الدعوة القضائية، على اعتبار أن شيخ الأزهر رمز ديني لمصر والعالم الإسلامي، وتوجيه الإهانة إليه يمثل إهانة إلى الدولة والشعب المصري.

ودعا إلى تفويت عدم مرور الحدث بسلام، وكأنه لم يحدث، حيث إنه يوجد غضب شديد لدى الفاتيكان، ولن تتنازل عن تقديم الدولة المسؤولة على الجهة التي قامت بنشر هذه الصور المسيئة، فلابد ألا يكون موقف الأزهر متخاذلاً، حتى لا تكون هناك مقارنة مع ما سوف يتخذه الفاتيكان من حقوق أدبية وقانونية.

وكان الفاتيكان قد أعلن الخميس أنه في صدد رفع دعوى قضائية، وأصدر وزير خارجية الفاتيكان بيانًا، رغم تأكيد مجموعة الملابس الإيطالية أنها ستسحب الصورة في أعقاب الانتقادات الشديدة التي وجّهها الكرسي الرسولي.

كما أعلن الفاتيكان أن وزارة خارجية الكرسي الرسولي ستكلِّف محاميها “رفع دعوى في إيطاليا وفي الخارج، لمنع تداول الصورة المركبة في وسائل الإعلام وغيرها، والتي تم تركيبها في إطار حملة إعلانات بينيتون”.

وقال بيان الفاتيكان إن الصورة، التي أظهرت فيها الشركة البابا بنديكتوس السادس عشر، “جارحة، ليس فقط لكرامة البابا، بل أيضًا لمشاعر المؤمنين”.

مقتل 18 شخصا على الأقل في جمعة «طرد السفراء».. وبؤر جديدة تنضم للمظاهرات

اعتقال مراسل «سانا» في دير الزور بعد تقديم استقالته اعتراضا على العنف ضد المدنيين

جريدة الشرق الاوسط

تستمر السلطات السورية بمواجهة المتظاهرين المدنيين بالرصاص والقنابل، وقد قتل أمس برصاص الأمن 18 شخصا على الأقل، بحسب لجان التنسيق المحلية، في جمعة «طرد السفراء»، وذلك قبل يوم من انتهاء مهلة الأيام الثلاثة التي أعطتها الجامعة العربية للنظام السوري كي يوقع على بروتوكول لإرسال 500 مراقب إلى سوريا.

وخرجت مظاهرات في عموم البلاد وطالب المتظاهرون بتعليق الرئيس الأسد بعد تعليق مشاركة النظام في اجتماعات الجامعة العربية، في الوقت الذي حاول فيه النظام تسيير مسيرات تأييد تنطلق من المساجد التي درج المتظاهرون على الخروج منها كل يوم جمعة كجامع الحسن في دمشق، إلا أنها محاولة باءت بالفشل، حيث اكتفى المؤيدون يرافقهم الشبيحة بمسيرات سيارة جابت غالبية شوارع العاصمة ومسيرات أخرى سريعة في الساحات العامة بسبب الأمطار وضعف المشاركة في يوم العطلة، حيث لم يتمكن النظام من تحشيد الموظفين والطلاب كما جرت العادة في المسيرات التي كان ينظمها وسط الأسبوع.

وأعلن التلفزيون السوري عن سقوط ثلاثة من رجال الأمن لدى تفكيكهم عبوة ناسفة، في حي القصور بحماة الذي يشهد كثافة مرورية، وإصابة اثنين من عناصر حفظ النظام بالقرب من الجامع العمري في درعا. وقالت «سانا» إن «الجهات المختصة ألقت القبض على 10 إرهابيين مطلوبين داخل قبو مهجور في معرة النعمان». ونفت «سانا» ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن خروج مظاهرات في أحياء القابون والقدم عسالي في مدينة دمشق كما نفت الأنباء حول إطلاق نار على المواطنين. وأيضا نفت ما يقال حول اقتحام جامع الغزي في مدينة جبلة.

وفي محافظة دير الزور، أعلن ناشطون أمس أن السلطات السورية قامت باعتقال مدير مكتب وكالة الأنباء الرسمية (سانا) في دير الزور بعد استقالته احتجاجا على ممارسات النظام بحق المدنيين.

وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة عنه أنه «تم اعتقال مدير وكالة (سانا) في دير الزور علاء الخضر بعد استقالته من منصبه احتجاجا على ممارسات النظام بحق المدنيين».

وأضافت اللجان أن الخضر «قام بوضع لاصق على فمه وتعليق لافتة على صدره كتب عليها: أنا صحافي سوري».

من جهتها، سارعت «سانا» إلى التعليق على نبأ الاعتقال وذكرت أنها «تنفي اعتقال مدير مكتبها بدير الزور» مؤكدة أن «مدير مكتبها بدير الزور هي الصحافية لمياء الرداوي وليس علاء الخضر».

ولفتت الوكالة النظر إلى أن «الخضر انتقل من الوكالة منذ خمسة أشهر للعمل في جامعة الفرات في دير الزور وليس له أي علاقة بمكتبها في دير الزور».

من جانب آخر بث ناشطون مقاطع فيديو لمظاهرات عمت البلاد في جمعة «طرد السفراء»، كما سجلت نقاط تظاهر جديدة في ريف حمص القريبة من منطقة القلمون في الشهر التاسع من انتفاضة السوريين، كمنطقة حسياء الواقعة بين دمشق وحمص، ومدينة يبرود في محافظة ريف دمشق والتي شهدت أحداثا عنيفة ليل الخميس على خلفية قمع قوات الأمن لمظاهرات خرجت هناك، وجرت بعدها حملة اعتقالات واسعة. وكذلك عادت المظاهرات لمنطقة الدار الكبيرة وقرية جندر القريبة من حسياء والتي خرجت فيها مظاهرة كبيرة يوم أمس، وفي منطقة تل الشور التي تعد من أهم مناطق التظاهر في محيط حمص وتعرض لقمع شديد وحملات أمنية وعسكرية عنيفة لقربها من منطقة بابا عمرو التي تعرضت للقصف والرصاص والحصار والوجود الكثيف لقوات الأمن. وعلى الرغم من ذلك خرجت فيها يوم أمس مظاهرة كبيرة.

كما شهدت مدينة تدمر وسط البداية السورية مظاهرة كبيرة، والقرى القريبة منها كالسخنة والقريتين وغيرها من القرى التي خرجت يوم أمس لتشكر الجامعة العربية وتطالب بطرد السفراء، وهتفوا أنهم يريدون بعد تعليق العضوية تعليق بشار الأسد، في إشارة إلى مطالبتهم بإعدام الرئيس.

وفي مدينة حمص المنكوبة بحسب وصف سكانها، خرجت المظاهرات في غالبية الأحياء في الشوارع الفرعية إلا أن قوات الأمن والجيش أطلقوا النار على الأحياء والمنازل مما أسفر عن إصابة العديد بجراح وقتل طفل في حي الخالدية. وسمعت عدة انفجارات في باب السباع وباب الدريب والمناطق المحيطة.

وفي مدينة القصير جرح شخص على الأقل في إطلاق نار لتفريق المتظاهرين. وفي مدينة الرستن الرازحة تحت حصار عسكري وأمني شديد حذرت قوات الأمن الأهالي من الخروج من المنازل عبر مكبرات الصوت وهددت بإطلاق النار عليهم في حال المخالفة. وقال ناشطون إن قناصة تمركزوا على الأبنية الحكومية والأبنية المرتفعة، بينما راحت الآليات العسكرية تجوب الشوارع ولا يزال الحظر مستمرا.

وفي دمشق، خرجت عدة مظاهرات في حي كفر سوسه والقدم والحجر الأسود والميدان وبرزة والقابون، وذلك في ظل حملة اعتقالات واسعة تشنها قوات الأمن في تلك المناطق منذ عدة أيام. وقال ناشطون إن قناصة جرى نشرهم في حي كفرسوسة على الأبنية المحيطة بفرع أمن الدولة. كما لوحظ يوم أمس وجود أمني كثيف جدا في دوار كفرسوسة وفي محيط مسجد عبد الكريم الرفاعي حيث لوحظ وجود 6 سيارات نجدة حمراء اللون بالإضافة إلى عشرات من الشبيحة وقوات حفظ النظام المنتشرة على أطراف مسجد الرفاعي وفي الأزقة المؤدية إلى المسجد.

وجرت مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في الغواص قرب حارة قويق بعد هجوم الأمن على المظاهرة، كما خرج المتظاهرون من جامع زين العابدين وفوجئوا بالعدد الكبير للأمن والشبيحة في الخارج فمكثوا صامتين وساروا باتجاه حي الزاهرة، وجرت محاصرتهم من قبل الشبيحة والأمن وجرى اعتقال عدد من الشباب، رغم أن المتظاهرين حافظوا على صمتهم.

وفي منطقة الشاغور خرجت مظاهرة من جامع المصطفى في المنطقة الصناعية قرب كراج السيدة زينب بعد صلاة الجمعة وهتفت لحمص ودرعا ونادت بإسقاط السفاح قبل وصول قوات الأمن والقيام بحملة اعتقالات. وقال مصلون في الجامع إن خطبة إمام الجامع كانت طويلة جدا ومؤيدة للنظام حيث تحدثت عن المؤامرة ووصف الخطيب المتظاهرين بالخوارج، وما إن انتهى حتى انطلق التكبير وانطلقت المظاهرة ضد النظام وضد كل ما قاله إمام الجامع الذي لجأ إلى الميكروفون للتشويش على صوت المتظاهرين الذين واجهوا قوات الأمن وقد احتلت محيط الجامع وجرى اعتقال نحو خمسة شباب في صفوف المتظاهرين الذين نثروا منشورات كثيرة.

وفي ريف دمشق قال ناشطون إن حالة حصار فرضت على مدينة الكسوة مع منع الدخول والخروج، وانتشرت قوات الأمن في الشوارع وحول المساجد كما كانت هناك سيارات دفع رباعي تحمل رشاشات ثقيلة تتجول في المدينة وانتشر بعض القناصة على أسطح المباني العالية المطلة على المساجد.

وفي حوران انتفضت غالبية القرى يوم أمس، ففي مدينة درعا خرجت مظاهرة بجانب الجامع العمري، خلال تشييع أحد القتلى وتم إطلاق النار لتفريق المتظاهرين بشكل عشوائي، أسفر عن عدد من القتلى.

وفي اللاذقية على الساحل السوري، قال ناشطون إن قوات الأمن والشبيحة باللباس المدني ومدججين بالعتاد الكامل قبل خروج المصلين قامت بمحاصرة الجوامع. كما وجدت كاميرا «الدنيا» بحماية الشبيحة من الخلف لتصوير الحياة الطبيعية في حي الطابيات. ولوحظ وجود عسكريين برتب عالية مثل عقيد ورائد عند بعض الحواجز الأمنية في المدينة، كما راحت سيارات الأمن والسيارات المدنية للشبيحة تجوب الأحياء المنتفضة مع إشهار الأسلحة.

وفي محافظة ادلب خرجت مظاهرات في غالبية مدن وبلدات المحافظة، وفي مدينتي معرة النعمان وكفر نبل تم فرض حصار أمني مشدد وجرى قطع الاتصالات بالكامل بعد يوم شهد مظاهرات مميزة في شعاراتها كما جرت العادة.

وفي حلب خرجت مظاهرات في المناطق التي اعتادت على التظاهر كل يوم جمعة مثل تل رفعت وعندان وصلاح الدين وعين عرب. وقال ناشطون إن المتظاهرين في تل رفعت قبضوا على عشرة عناصر من الأمن بينهم رائد وثلاثة أشخاص من لبنان – يُعتقد أنهم من عناصر حزب الله – وأن التفاوض جار مع الأهالي لإطلاق سراحهم.

المتظاهرون السوريون حيوا الجيش السوري الحر وهتفوا لحمايته

رفعوا صور «شهدائهم» وقللوا من اللافتات

جريدة الشرق الاوسط

بإصرار متزايد خرج السوريون يوم أمس بعد صلاة الجمعة في مظاهرات اختاروا أن يكون اسمها «جمعة طرد السفراء» رغم الأمطار الغزيرة ليوجهوا رسائلهم إلى كل دول العالم لطرد سفراء النظام السوري، «لأنهم ارتضوا أن يكونوا ممثلين للنظام لا للشعب» بحسب اللافتات التي رفعت يوم أمس، متحدية قوات الأمن والجيش والتي بذلت الأسبوع الماضي قصارى جهدها في حملة اعتقالات واسعة للحد من خروج المظاهرات المناهضة للنظام.

وكان لافتا في مظاهرات يوم أمس قلة اللافتات، لصالح رفع صور «الشهداء» في غالبية المظاهرات مع ارتفاع حرارة الأغاني الثورية المتحدية لشراسة النظام، وتحية «الجيش الحر» باعتبار أنه يقوم بحماية المتظاهرين والمدنيين العزل. فهتف المتظاهرون من حوران إلى جبل الزاوية مرورا بحمص وحماه ووصولا إلى دير الزور «الله يحمي الجيش الحر». وردا على الأصوات الرافضة للتدخل الخارجي والتي اتهمت المتظاهرين بالخيانة لاستدعائهم تدخل الناتو رفع أهالي كفرنبل في محافظة إدلب لافتة كتبوا عليها «نريد تدخل الناتو عسكريا لنتخلص من الأسد.. طلبنا دفع البلاء الأكبر بالبلاء الأصغر». كما رفعوا كاريكاتيرا ينذرون فيه الأسد بأن لا جدوى من سياسة كسب الوقت لأن الطريق أمامه مسدود ويصور الأسد وهو يمشي على طريق معبد بالمهل وينتهي بجدار.

وبينما انتقد متظاهرون في إحدى قرى حوران الجامعة العربية التي لا تزال تمنح المهل ورفع المتظاهرون لافتة كتبوا عليها «بشار الأسد أنت الحلقة الأضعف». وفي بصر الحرير رفعوا لافتة واحدة كبيرة حمراء اللون كتب عليها باللون الأصفر الإعلاني «أغيثونا» فقط لا غير. ولافتة أخرى تتوعد الأسد بالقول: «نكرهك.. الحسم قريب».

وفي غالبية المظاهرات شدت حناجر المتظاهرين بأغان سورية تراثية حوروا كلماتها مع إضافات جديدة أعطت للمظاهرات زخما جديدا «قولوا الله وعلوا الصوت نحن لا نهاب الموت.. قولوا الله وعلوا الصوت شباب ما تهاب الموت». وفي تذكير بمصير معمر القذافي ردد المتظاهرون في حمص «زنقة زنقة دار دار بدنا رأسك يا بشار.. شارع شارع دار دار سوريا كلها أحرار». وفي جبل الزاوية غنوا «قرب يومك يا بشار.. يا بشار ما نك منا خود كلابك وارحل عنا» و« يا لله ويا جبار تخلصنا من بشار الغدار» و«السوري إيده يرفع بشار ما عم يسمع»، مع تكرار الأغنية الشهيرة منذ أول أيام الانتفاضة «سوريا بدها حرية ومكتوب على أعلامنا الله يلعن إعلامنا» في استنكار لدعايات وسائل الإعلام المحلية التي يتهمونها بالكذب.

ناشطون يؤكدون إلقاء قنابل مسمارية على المتظاهرين في معرة النعمان.. انتقاما

بعد يوم من استهداف الجيش السوري الحر لمقر حكومي في المدينة

جريدة الشرق الاوسط

بعد أسبوع من تصاعد الاشتباكات بين المنشقين عن الجيش السوري والقوات النظامية، واستهداف الجيش السوري الحر فجر أول من أمس لمركز حكومي في مدينة معرة النعمان، جنوب إدلب، كانت تتمركز فيه عناصر الأمن السوري، جاء رد الفعل عنيفا من قبل النظام السوري ضد سكان المدينة الذين خرجوا يوم جمعة «طرد السفراء» في مظاهرات تطالب بإسقاط نظام الأسد من معظم المساجد والأحياء. فقامت القوات العسكرية الموالية للنظام والمتمركزة في المدينة بإلقاء قنابل مسمارية على المتظاهرين، الأمر الذي تسبب في الكثير من الإصابات الخطيرة وحالات موت فوري لم يحدد عددها بدقة.

وقال شاهد كان يشارك في المظاهرات التي خرجت من المدينة، في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «كنا نتوقع أن يقوم الأمن والشبيحة الذين ينتشرون منذ فترة طويلة في شوارع المدينة بالتعرض لنا بطريقة عنيفة، لكننا لم نتوقع أن يطلقوا قنابل مسمارية علينا». وأضاف «أعتقد أنهم فقدوا صوابهم بعد العملية التي نفذها الجيش السوري الحر، كتيبة أبي العلاء المعري، ضد مركز الشبيبة الكائن في أحد أحياء البلدة».

وقد كانت تنسيقية مدينة إدلب لدعم الثورة السورية قد أعلنت على صفحتها على موقع «فيس بوك» قيام الجيش السوري الحر الذي يضم عناصر منشقة، بعملية عسكرية استهدفت مركزا حكوميا في مدينة معرة النعمان تابعا لحزب البعث، تتمركز في داخله عناصر من المخابرات السورية الموالية للأسد، فحدثت اشتباكات عنيفة بين الطرفين دفعت عناصر الأمن المتمركزة داخل المقر إلى استخدام درع بشري مكونا من 20 مدني قاموا بتكبيل أيديهم وأرجلهم ورميهم في منطقة المواجهات، من بينهم أربعة أطفال. مما اضطر قوات الجيش السوري الحر إلى الانسحاب حفاظا على أرواح المدنيين وفقا لتنسيقية مدينة إدلب.

وتعد هذه العملية التي قام بتنفيذها عناصر من الجيش السوري الحر ضد قوات الأمن السوري هي الثانية من نوعها بعد عملية حرستا في ريف دمشق التي استهدفت مجمعا كبيرا للمخابرات الجوية. ويرى الكثير من المراقبين أن هذه العمليات ستتصاعد من الآن فصاعدا ضد الأجهزة الأمنية التي ترتكب ممارسات قمعية شرسة ضد حركة الاحتجاج الواسعة المندلعة ضد حكم عائلة الأسد.

وتبعد بلدة معرة النعمان عن مدينة حلب 84 كم، وعن مدينة حماه 60 كم، وتعلو عن سطح البحر 496 م، الأمر الذي يعطيها أهمية استراتيجية، حيث تتركز في تلك المدينة حركة تجارية نشطة لوجود تجارة منتجات الماشية من ألبان وأصواف، والمحاصيل العطرية خاصة الكمون الذي تشتهر به تلك المنطقة. وكانت البلدة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 76035 نسمة قد دخلت مشهد الثورة السورية بعد حركة الانشقاقات الواسعة في صفوف الجيش السوري، فالتجأ عدد من الجنود المنشقين إليها، مما دفع الأمن والجيش المواليين للأسد إلى اقتحامها عدة مرات وتنفيذ حملات اعتقال واسعة ضد أهلها بحثا عن المنشقين، الأمر الذي أدى إلى نزوح المئات من سكان المدينة إلى القرى المحيطة.

ويشير شاهد العيان الناجي من رصاص الأمن السوري الذي استهدف مظاهرات جمعة «طرد السفراء» في المدينة إلى أن «المناطق المحيطة بمدينة جسر الشغور تعد بيئة حاضنة لجميع المنشقين عن الجيش السوري الموالي للأسد». ويضيف «رغم العمليات العسكرية العنيفة التي شنت من قبل آلة الحرب الأسدية ضد مدينة المعرة وخان شيخون وسنجار وكفرنبل، والانتشار الواسع لمدرعات الجيش السوري على أطراف المدن وفي داخلها، فإن حركة الاحتجاج لن تتوقف في هذه المنطقة، خاصة مع تزايد الانشقاقات في الجيش وتنفيذ المنشقين لعمليات عسكرية ضد الأمن».

حلب في قبضة الشبيحة.. وأهلها يرون الجيش للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة

معارض حلبي لـ «الشرق الأوسط»: نخرج في المظاهرة فنجد أنفسنا محاطين بآلاف الشبيحة يحملون العصي الكهربائية والسكاكين

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: سوسن الأبطح

فوجئ سكان حلب صباح أول من أمس بدخول كتيبة كاملة للجيش إلى منطقة «الراموسة» على مشارف المدينة، تضم نحو 600 جندي، و18 مركبة مصفحة إضافة إلى 3 ناقلات جند. وقال أحد السكان لـ«الشرق الأوسط» في اتصال معه «إن حلب لم تعتد بعد هذه المظاهر، رغم أن ثمة مظاهرات متفرقة تحدث فيها. وهي المرة الأولى منذ بدء الثورة التي يدخل فيها الجيش السوري حلب، بعد أن كان أمنها متروكا للأمن والمخابرات والشبيحة».

وأكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن حلب التي بقيت تحت أجنحة النظام، بدأت تتحرك مع انتهاء عيد الأضحى، حيث أحرق محتجون مركزا للأمن في منطقة «المرجة» وأخرجوا المعتقلين فيه، وما يزال مغلقا إلى اليوم، وعادوا وهاجموا منذ يومين مركزا صغيرا للأمن في منطقة «الفردوس». وتخرج مظاهرات لا سيما كل يوم جمعة في نحو ست مناطق منها «الصاخور»، و«صلاح الدين»، و«سيف الدولة». فيما باتت مناطق عشائرية وصعبة المراس مثل «المرجة» و«النيرب» تخرج فيها مظاهرات يومية.

وإذ يصعب تأكيد العلاقة بين التطورات الأمنية التي تشهدها حلب لا سيما في الأسبوع الأخير، والمشروع الذي تسربت أخباره حول رغبة عربية – دولية، في تحويل حلب إلى جزء من المنطقة العازلة، إلا أن المصادر تقول إنها لا ترى علاقة بين الموضوعين، وإنما هناك احتقان بقي ممسوكا في حلب ويبدو أنه بدأ يطفو على السطح. والمنطقتان الأساسيتان اللتان تشهدان تمردا الآن أي «المرجة» و«النيرب» معروفتان بالعشائر ووجود السلاح، والروح القبلية. والمفارقة أن المنطقتين اللتين اعتمد النظام على أهاليهما لتحويلهم إلى شبيحة، ثار المعارضون بينهم مما يعني أن ثمة انقساما أهليا كبيرا فيهما، بين من يوالي النظام ومن يعاديه، والسلاح متوفر بيد الطرفين. وكذلك تنطلق مظاهرات متواترة في مناطق فقيرة في ريف حلب مثل عندان وتل رفعت وإعزاز وكذلك ترمانين ومارع ومنغ.

ويجمع حلبيون تحدثنا معهم، على خصوصية المدينة، وتركيبتها المعقدة، وعلى أن ثمة أسبابا موضوعية جعلتها لغاية الآن، بعيدة عن تفجر كالذي تشهده حمص أو شهدته حماه. ويقول تاجر حلبي لـ«الشرق الأوسط» رفض ذكر اسمه: «حلب مدينة متمردة أصلا، وهي معقل تجار المخدرات ومهربي السلاح، ومحكومين أخرجوا بعد العفو عنهم، وفيها قبائل وعشائر وتحكمها العصبيات، لذلك فإن النظام يتحاشى بشكل كبير تفجير الوضع في حلب. وهو يسترضي رؤساء العشائر ويداهن تجار الممنوعات الذي يعملون أصلا بغطاء من الدولة. موظفو الدولة والبعثيون لا يشكلون أكثر من 30% من السكان، بينما يرتبط الموالون الآخرون بمصالح من نوع آخر مع نافذين في السلطة». ويضيف التاجر الحلبي الذي يزور لبنان: «حتى التجار الشرفاء يجب أن يسترضوا النظام كي يسيروا أعمالهم».

سبب آخر للهدوء النسبي الحلبي هو «القبضة الأمنية الشديدة» بحسب ما يقول معارض حلبي يدعى حسين عبد الرحيم شارك في المظاهرات، وقبض عليه الشبيحة قبل أن يهرب إلى لبنان منذ أيام ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «نخرج في المظاهرة.. نحو 300 شخص، فنجد أننا محاطون بآلاف الشبيحة يحملون العصي ويضربوننا بالحجارة، ومعهم سكاكين، وعصي كهربائية. رغم وجود كلاشينكوفات بيد بعض الشبيحة، فإن إطلاق الرصاص نادر جدا في حلب، بعكس الريف الذي يمكن أن يشهد إطلاق نار. فقد يطعن المتظاهر أو يضرب ويجرح في حلب، لكن النظام لا يرغب بإيقاع قتلى تفاديا لغضب العشائر، التي إن فقدت شخصا قد تقيم الدنيا ولا تقعدها. أضخم مظاهرة في حلب يمكن أن تصل في أحسن الأحوال إلى ثلاثة آلاف شخص، ولا يمكنها أن تصمد أكثر من نصف ساعة في وجه الشبيحة، حتى لو كانت منظمة وأعادت تجميع نفسها عدة مرات».

ويروي حسين عبد الرحيم «قررت في إحدى المرات الخروج مع الشباب في مظاهرة، لكنني حين وصلت ورأيت عدد الشبيحة، خفت ولم أهتف وبقيت واقفا، أحاول أن أحفظ أرقام سيارات الشبيحة لأخبر شباب الثورة عنها كي يتم استهدافها، إحراقها أو حتى تعريتها من عجلاتها».

لقاء تشاوري غربي ـ عربي ـ تركي في باريس يمهد لقيام «مجموعة اتصال» حول سوريا

باريس تعول على دور كبير لتركيا بالتوازي مع دور الجامعة العربية

جريدة الشرق الاوسط

باريس: ميشال أبو نجم

حرصت باريس على إبقاء الاجتماع الذي استضافته أمس خارجيتها حول سوريا بعيدا عن الأضواء، فلا هي أكدت رسميا حصوله ولا هي نفته. لكن الاجتماع حصل على مستوى منخفض وتحديدا على مستوى مسؤولي الشرق الأوسط في وزارات الخارجية، وهو الأول من نوعه. والأرجح، كما تقول مصادر دبلوماسية أجنبية في باريس، أن يكون توطئة لإقامة «مجموعة اتصال» حول سوريا تضم الدول المعنية والراغبة في العمل معا.

وضم اجتماع باريس ممثلين عن فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا وتركيا وعدد من الدول العربية، وفي غياب ممثلين عن الدولتين المتبقيتين في مجلس الأمن الدولي وهما روسيا والصين.

وفي لقاء عدد محدود من ممثلي الصحافة قبل ثلاثة أيام مع مسؤول كبير في الخارجية الفرنسية، قال الأخير إن فرنسا «تريد أن تلعب دورا رياديا» في الموضوع السوري. غير أنها في هذه المرحلة «لا تريد أن تظهر في المقدمة وتفضل أن تحتل الدول العربية هذا الموقع». وهذا الاعتبار هو الذي يفسر على الأرجح رغبة باريس في التعتيم على الاجتماع الذي دعت إليه واستضافته. ورغم تكرار السؤال على الناطق باسم الخارجية، فإن الجواب كان دائما نفسه وقوامه أن هناك «الكثير من الاجتماعات والمشاورات» وأن باريس «تشارك فيها» أكانت هنا أو في مكان آخر.

والحقيقة أن باريس تلعب دورا يتخطى بكثير مجرد المشاركة. فالموضوع السوري حمله رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون إلى موسكو التي كان فيها أمس في إطار زيارة رسمية سعى خلالها لدفع المسؤولين الروس إلى «تطوير» موقفهم من التطورات الحاصلة في سوريا ودفعهم إلى التخلي عن التهديد باستخدام الفيتو ضد أي قرار يتناول سوريا في مجلس الأمن الدولي. وتقول المصادر الفرنسية إن «العقبة الحقيقية» هي روسيا بينما الصين «خرجت من الصورة» وبدأت بـ«تغيير خطابها» من القمع المتواصل في سوريا. كذلك في الدول الناشئة التي وقفت على الحياد (البرازيل، الهند، جنوب أفريقيا) في مجلس الأمن المرة الماضية، أصبحت «أكثر تقبلا» لقرار يدين سوريا في مجلس الأمن بعد أن كانت ترفض سابقا مجرد الخوض فيه.

ويبدو أن الدور الأول في الموضوع السوري يعود لوزير الخارجية ألان جوبيه الذي يستخدم إزاء المسؤولين في دمشق لغة بالغة التشدد بعد أن كان أول من اعتبر الرئيس الأسد فاقد الشرعية وأول من دعا إلى تنحيه عن السلطة ومن قال إن نظامه قد «انتهى». ومن أنقرة التي انتقل منها إلى العواصم الخليجية بادئا بأبوظبي، قال جوبيه إن «الوقت قد فات» من أجل أن يعمد الرئيس الأسد إلى إطلاق إصلاحات حقيقية، مشككا في إمكانية قبوله للمبادرة العربية. ورأى الوزير الفرنسي أن «اللحظة قد حانت» لتوحيد الجهود في التعاطي مع الملف السوري بكل تشعباته. وسيكون هذا الملف على رأس المواضيع التي سيبحثها جوبيه مع المسؤولين الخليجيين في أبوظبي والرياض والدوحة والكويت بعد أن كان أشبعها بحثا مع المسؤولين الأتراك.

وليس سرا أن باريس تعول على دور كبير لتركيا بالتوازي مع الدور الذي تلحظه للجامعة العربية مجتمعة أو للدول الرئيسية فيها. وسيبرز ذلك بداية الأسبوع المقبل في مجلس الأمن الدولي حيث ستقدم الدول الغربية بالتشارك مع عدد من الدول العربية مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة يدين سوريا والقمع وانتهاكات حقوق الإنسان المتواصلة فيها وربما أدخلت عليه فقرة تدعو إلى توفير الحماية للمدنيين وهو ما تطلبه المعارضة وتتبناه غالبية الدول العربية.

وقالت الخارجية إن جوبيه بحث مع الأتراك «كافة الوسائل والطرق» التي يمكن أن تحقق هذا الهدف. غير أن باريس تحذر من أمرين شدد عليهما الوزير جوبيه في مؤتمره الصحافي المشترك أمس مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو: الأول التحذير من «عسكرة» الحركة الاحتجاجية السورية، والثاني رفض أي تدخل بأي شكل كان من غير غطاء من مجلس الأمن الدولي أو «من غير سند قانوني شرعي» وفق ما قاله الناطق باسم الخارجية برنار فاليرو.

ويترك هذا التعبير الباب مفتوحا أمام العديد من التفسيرات التي سينكب عليها القانونيون لمعرفة ما إذا كان «حق التدخل لحماية المدنيين» يفترض حكما قرارا من مجلس الأمن أم يمكن توفير هذا السند بطرق أخرى.

وتعتبر باريس أن تصويتا مكثفا لصالح مشروع القرار في الجمعية العامة «سيكون له مضمون سياسي واضح» و«سيشكل ورقة ضغط قوية على روسيا وعلى الدول الأخرى الممانعة». وتتوقع المصادر الفرنسية أن يحظى بدعم شبه شامل من الدول العربية.

هكذا تكتمل صورة الحراك الفرنسي السياسي والدبلوماسي الفرنسي إزاء الموضوع السوري. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول رفض الكشف عن هويته أن باريس «أخذت المبادرة» على كل المستويات: دعم المعارضة السورية والإعراب عن الاستعداد للاعتراف بها شرط أن تنظم صفوفها وتبلور برنامجا سياسيا للمرحلة اللاحقة، والدفع المتواصل باتجاه فرض عقوبات تصاعدية على النظام السوري وأركانه والهيئات والشخصيات الداعمة له، واستمرار الضغط في مجلس الأمن والتوجه إلى الجمعية العامة فضلا عن التحرك في إطار مجلس حقوق الإنسان في جنيف والتنسيق مع البلدان العربية وتركيا وكذلك الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما يعكسه لقاء باريس أمس. وعلى الصعيد الثنائي، تشير المصادر الفرنسية إلى أن باريس هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي استدعت سفيرها في دمشق «للتشاور» بعد تكرار الاعتداءات على ممثلياتها الدبلوماسية والقنصلية لا بل التعرض مباشرة لسفيرها أريك شوفاليه أكثر من مرة.

فرنسا وتركيا تدعوان لتشديد العقوبات ضد الأسد.. وموسكو تناشد «ضبط النفس والحذر» في التعاطي مع الملف السوري

أوغلو يتحدث عن عقوبات اقتصادية ضد سوريا إذا لم تنفذ الخطة العربية.. وجوبيه يرفض تدخلا عسكريا خارج تفويض دولي

جريدة الشرق الاوسط

دعت فرنسا وتركيا أمس إلى تشديد العقوبات ضد النظام السوري، في وقت ناشدت فيه روسيا «ضبط النفس والحذر» في التعاطي مع الملف السوري.

وصعدت تركيا انتقادها لسوريا وقالت إنها تعد لعقوبات ستستهدف الحكومة السورية لكنها لم تقدم مزيدا من التفاصيل. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي آلان جوبيه في العاصمة التركية، إن هناك حاجة إلى تصعيد الضغوط على سوريا لوقف إراقة الدماء. وأضاف «القضية الأهم الآن هي زيادة الضغط على سوريا لوقف أعمال القتل. سيدعم هذا خطة الجامعة العربية. إذا لم تنفذ سوريا هذه الخطة فستكون هناك حاجة لاتخاذ بعض الإجراءات خاصة العقوبات الاقتصادية».

من جهته، قال جوبيه إنه يعارض التدخل في سوريا من جانب واحد وإن أي تدخل يجب أن يتم بتفويض من الأمم المتحدة، وحذر من كارثة إذا انزلقت سوريا إلى حرب أهلية. وأبدى جوبيه تشككه في أن ترد سوريا بشكل إيجابي على خطة سلام مقترحة للجامعة العربية ودعا إلى فرض عقوبات أكثر صرامة على دمشق. وقال إن فرنسا مستعدة للعمل مع المعارضة السورية. وردا على سؤال حول ما إذا كانت فرنسا تتوقع شكلا من أشكال التدخل التركي في سوريا قال جوبيه إنه يعارض أي تحرك من جانب واحد.

وأضاف «نحن ضد التدخل من جانب واحد.. إذا نفذ تدخل يجب أن تتخذ الأمم المتحدة القرار. وهذا هو رأي فرنسا دائما».

وقالت فرنسا إنها على اتصال بجماعات المعارضة السورية، وقال جوبيه إن باريس مستعدة للعمل مع المعارضة لكنه دعاها فيما يبدو إلى عدم استخدام المنشقين عن الجيش لشن هجمات ستؤدي إلى نشوب حرب أهلية في سوريا. وقال جوبيه: «نوجه دعوة إلى المعارضة السورية.. وهي تجنب الحرب الأهلية.. نأمل ألا يتم تعبئة الجيش، فهذه ستكون كارثة». وأضاف: «ندافع عن موقفنا الذي تبنيناه منذ البداية وهو الوقوف ضد العنف لكن حان الوقت لتوحيد جهودنا وفرض عقوبات أكثر صرامة. نحن بحاجة إلى دراسة هذا في الجمعية العامة للأمم المتحدة».

وفي إطار التحركات الفرنسية المكثفة لزيادة الضغوط على النظام السوري، التقى رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو أمس، وندد بتزايد القمع في سوريا، معتبرا أن الرئيس السوري لا يزال «يتجاهل» نداءات الأسرة الدولية، وقال فيون «نعتبر أن الوضع يتردى أكثر فأكثر، والأسد صم أذنيه بمواجهة الدعوات من جانب الأسرة الدولية ولم يف بوعود الإصلاح وما زالت أعمال القتل مستمرة». وتابع «نعتقد أنه لا غنى عن زيادة الضغوط الدولية وتقدمنا بمسودة قرار أمام الأمم المتحدة نأمل بأن تجد دعما واسعا قدر الإمكان». إلا أن بوتين دعا إلى إبداء «ضبط النفس والحذر» بالنسبة إلى الوضع في سوريا، وقال: «نحن ندعو إلى ضبط النفس والحذر، هذا هو موقفنا» إزاء سوريا، وذلك خلال مؤتمر صحافي في موسكو بعد يوم من تحذير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من حرب أهلية في سوريا. واتهمت روسيا المعارضة السورية بتأجيج الاضطرابات في البلاد، وهو الموقف الذي أثار حفيظة الغرب الذي يريد أن تنضم موسكو إلى الضغوط الدولية بشكل مباشر ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وكان دبلوماسيون من كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا قد تقدموا أول من أمس بمسودة قرار لدى لجنة حقوق الإنسان التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة تدين انتهاكات حقوق الإنسان من جانب الحكومة السورية للتصويت عليها الثلاثاء المقبل، بحسب توقعات المسؤولين.

ومن شأن تمرير مسودة هذا القرار زيادة الضغوط على مجلس الأمن الدولي للتحرك إزاء الأزمة السورية. وكانت روسيا والصين قد استخدمتا «الفيتو» الشهر الماضي ضد مشروع قرار بمجلس الأمن يدين حملة القمع التي تقوم بها القوات السورية. وجاءت دعوة بوتين لضبط النفس بعد أن سأله صحافي إذا ما كانت روسيا ستدعم قرارا في الأمم المتحدة يدين النظام السوري، ولم يكن واضحا ما إذا كان رد بوتين يتعلق مباشرة بذلك. غير أن بوتين أكد أن روسيا مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي. وقال بوتين «لا ننوي تجاهل رأي شركائنا وسنتعاون مع الجميع».

وبعد أن حذر وزير الخارجية الروسي أول من أمس من أن العمليات التي يشنها «الجيش السوري الحر» ضد القوات النظامية تقرب سوريا من حرب أهلية، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أمس أن تلك الهجمات ليست سوى نتيجة لـ«الإصرار الأعمى والوحشي» للرئيس بشار الأسد على قمع شعبه. وأضاف المتحدث الفرنسي في مؤتمر صحافي «ما يحدث، وبالتحديد هذا النوع من الأوضاع، ليس سوى نتيجة لهذا الإصرار الأعمى والوحشي لبشار الأسد على قمع شعبه منذ أشهر». وتابع فاليرو «يجب ألا نتعجب في مثل هذه الظروف من أن نصبح في مواجهة أوضاع من هذا النوع، من ثم فالضرورة ملحة لكي يتجند الجميع في المجتمع الدولي لكي يتوقف كل ذلك».

وكانت المعارضة السورية أفادت بأن منشقين عن الجيش هاجموا الأربعاء مركزا للاستخبارات الجوية قرب دمشق، في هجوم هو الأول من نوعه منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية الواسعة ضد نظام الأسد قبل ثمانية أشهر. وأدانت الولايات المتحدة هذا العمل معتبرة أن أعمال العنف تصب في مصلحة النظام. وردا على سؤال حول تنامي ظاهرة الانشقاق عن الجيش السوري قال فاليرو إنه يأمل بأن يشكل هذا الأمر «مصدر قلق للنظام»، معتبرا أنه «يكشف عن أنه باتت هناك ثغرات في السلسلة التراتبية للجيش، لأن هناك عسكريين في سوريا أصبحوا يرفضون تنفيذ الأوامر الوحشية التي تعطى لهم».

وتابع فاليرو «كلما زاد عدد المنشقين ضعفت قدرة نظام دمشق على القمع»، مضيفا أن «حركة التأكل داخل الجهاز العسكري السوري تتواصل، وكلما تواصلت ضاق الخناق على النظام».

وخلص فاليرو إلى القول بأن «كل شيء يشير إلى أننا نعبر باتجاه مراحل جديدة، في الداخل مع انشقاقات داخل الجهاز القمعي، وفي الخارج مع تزايد عدد الدول التي بدأت تتحرك جديا مثل تركيا والجامعة العربية».

واشنطن تفتح تحقيقا في قانونية بيع شركة أميركية تكنولوجيا مراقبة للنظام السوري

عضو في مجلس الشيوخ: من غير المقبول بيع معدات أميركية الصنع تساعد في استمرار أعمال العنف في سوريا

جريدة الشرق الاوسط

واشنطن: ساري هورويتز وسامنثا أسوكان*

فتحت وزارة التجارة الأميركية تحقيقا لتحديد ما إذا كانت تكنولوجيا طورتها شركة في كاليفورنيا، قد ساعدت الشرطة السورية في عملية مراقبة المعارضين خلال العمليات الأمنية الدامية هناك، بحسب ما قال مسؤولون أميركيون أول من أمس.

ويحاول مسؤولون في وزارة التجارة تحديد ما إذا كانت شركة «بلو كوت سيستيمز أوف سانيفيل» في ولاية كاليفورنيا على علم مسبق باستخدام الحكومة السورية للمعدات والبرامج التي تنتجها، على حد قول عدد من المسؤولين الأميركيين الذين رفضوا ذكر أسمائهم لاستمرار التحقيقات. ولم يرد أي من مسؤولي الشركة على مكالمات هاتفية ورسائل بالبريد الإلكتروني يوم الخميس بغرض التعليق على هذا الأمر.

وصرحت الشركة في وقت سابق بأنها لم تبع معدات أو برامج إلى النظام السوري، لكنها أقرّت بأن منتجاتها تستخدم هناك في سوريا ويمكن الحصول عليها من خلال طرف ثالث. ويُحظر بيع الكثير من السلع لسوريا في إطار العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على سوريا. وتحاول التحقيقات تحديد هوية الطرف الذي أدخل تكنولوجيا «بلو كوت» إلى سوريا. وجاء في بيان صحافي للشركة خلال الشهر الحالي: «تتابع شركة (بلو كوت) أعمال العنف في سوريا ويؤسفها معاناة البشر وخسائر الأرواح بسبب الأعمال التي يرتكبها النظام القمعي. لا نريد أن يستخدم النظام السوري أو أي نظام في دولة أخرى فرضت الولايات المتحدة عليها الحصار التجاري منتجاتنا». وليست تكنولوجيا «بلو كوت» لأغراض المراقبة، بحسب الشركة، لكن يمكن أن تستغلها السلطات لمراقبة الاتصالات الإلكترونية وحجب بعض المواقع الإلكترونية وبعض مواقع التواصل الاجتماعي.

وحثّ أعضاء مجلس الشيوخ أول من أمس إدارة أوباما على فتح تحقيقات في أمر تزويد شركة «بلو كوت» وشركة أخرى مقرّها في كاليفورنيا لدمشق بـ«وسائل للقمع». وجاء في خطاب من مارك كيرك، عضو مجلس الشيوخ الجمهوري، وروبرت كيسي، العضو الديمقراطي عن ولاية بنسلفانيا، وكريستوفر كونز، العضو الديمقراطي عن ولاية ديلاوير: «من غير المقبول بيع معدات أميركية الصنع ربما تساعد في استمرار أعمال العنف وينبغي أن يتم التحقيق في هذا الأمر في أقرب وقت ممكن».

وتتحمل وزارة التجارة مسؤولية مراقبة صادرات أجهزة المراقبة. ورفض يوجين كوتيلي، المتحدث باسم وزارة التجارة، التعليق على التحقيقات، وقال: «لا يمكن مناقشة أي أمور تتعلق بالتحقيقات الجارية». وإذا تبين لوزارة لتجارة أن شركة «بلو كوت» خالفت شروط التصريح، يمكن أن تفرض عليها غرامة مالية تصل إلى مليون دولار بحسب دانييل مينوتيللو، محام مقيم في سيليكون فالي متخصص في قانون التصدير والتكنولوجيا. ومن المحتمل أن تُفرض على الشركة عقوبات مدنية أو يُتخذ ضدها إجراءات أخرى. ووكلت الشركة الشهر الماضي شركة «ماكديرموت ويل أند إميري إل إل بي» للمحاماة للدفاع عنها في هذه القضية بعد ورود تقارير إخبارية عن استخدام هذه التكنولوجيا التي تنتجها الشركة في سوريا.

ويحارب الرئيس السوري بشار الأسد انتفاضة بدأت خلال ما يسمى بالربيع العربي والتي أصبحت عنيفة خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث بلغ عدد القتلى منذ اندلاع الاحتجاجات 3.500 بحسب تقديرات الأمم المتحدة. وخلال الأسبوع الحالي جمّدت جامعة الدول العربية عضوية سوريا بسبب عدم التزامها بالمبادرة العربية التي تضمنت تعهدًا لوقف استخدام العنف ضد المحتجين. وكشفت تقارير إخبارية أن الأنظمة الاستبدادية استخدمت تكنولوجيا أميركية وغربية لمراقبة معارضين ومراقبين. وكان هناك وسطاء ينقلون هذه التكنولوجيا في بعض الحالات. ويجب على الشركات الأميركية، التي ترغب في تصدير أجهزة «مفيدة في اختراق الاتصالات السلكية أو الإلكترونية أو الشفهية سرًا»، أن تقدم طلبًا للحصول على تصريح من وزارة التجارة بحسب لوائح إدارة التصدير.

وفرض الرئيس السابق جورج بوش الابن عقوبات على سوريا عام 2004 تقضي بمنع أي معاملات بينها وبين الشركات الأميركية، وبات من الضروري حصول أي شركة على تصريح لبيع أي منتج إلى دول مفروض عليها عقوبات من قبل الولايات المتحدة. وقال جيفري فيلتمان، مساعد زير الخارجية، في جلسة بالكونغرس في 9 نوفمبر (تشرين الثاني)، إن شركة «بلو كوت» لم تحصل على تصريح لتصدير التكنولوجيا التي تنتجها إلى سوريا. ودعا أعضاء مجلس الشيوخ، الذين طلبوا من إدارة أوباما من قبل فتح تحقيقات مع شركة «بول كوت»، إلى فتح تحقيق مع شركة أخرى مقرها كاليفورنيا وهي شركة «نت آب». وأورد موقع «بلومبيرغ نيوز» الإخباري أن المعدات التي تنتجها شركة «نت آب» تستخدم في مشروع سوري لمراقبة الإنترنت هدفه اختراق كل حسابات البريد الإلكتروني في سوريا. وأصدرت شركة «نت آب»، التي تعمل في مجال أنظمة إدارة البيانات والتخزين، بيانًا الشهر الحالي تشير فيه إلى أنها «لا توافق على استخدام منتجاتها في سوريا» ولديها أنظمة تمنع إساءة استغلالها. وجاء في البيان: «إذا كان قد تم التحايل على القيود التي نفرضها دون علمنا، فنحن ندين استخدام النظام السوري لمنتجاتنا في قمع شعبه».

* خدمة «واشنطن بوست» خاصة بـ«الشرق الأوسط»

سوريا تطلب إدخال تعديلات على خطة المراقبة العربية.. والعربي: الرسالة قيد الدراسة

كلينتون: الأسد لم يعد إصلاحيا وأيامه معدودة

جريدة الشرق الاوسط

القاهرة: خالد محمود واشنطن: هبة القدسي

أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أنه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم، تتضمن بعض المقترحات والتعديلات الخاصة بمهمة بعثة الجامعة العربية. وقام العربي بتعميم الطلب السوري على الدول العربية، مؤكدا أن المطالب السورية قيد الدراسة. وأفادت مصادر بأن التعديلات التي طالبت بها سوريا تتعلق بالمركز القانوني ومهمة بعثة مراقبي الجامعة وبعض المناطق التي سيدخلها المراقبون العرب في سوريا. وأشارت المصادر إلى أن المواقع التي حددتها مذكرة الجامعة العربية واعتبرتها بؤرا للتوتر تخشى سوريا تحمل المسؤولية الأمنية بها حول دخول المراقبين لهذه المناطق، بحجة أن الشبيحة يسيطرون عليها وكذلك الجماعات المسلحة، إضافة إلى أعداد البعثة نفسها والشخصيات التي ستذهب. وأكد يوسف الأحمد، سفير سوريا في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، لـ«الشرق الأوسط»، أن بلاده طلبت بالفعل إجراء تعديلات على خطة لإرسال مراقبين من الجامعة. وفي أول تعليق رسمي سوري على هذا البيان، قال الأحمد: «نعم طلبنا إدراج تعديلات على خطة الجامعة العربية». لكنه رفض في المقابل الكشف عن تفاصيل هذه التعديلات. وأضاف الأحمد الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة السورية دمشق التي يزورها حاليا: «أرسلنا إلى الأمانة العامة للجامعة العربية بفحوى هذه التعديلات وننتظر ردا ونحن في حوار مع الأمانة العامة للجامعة. وبعدها سيكون بمقدورنا فور تلقي ردها إعلانها».

وجاء ذلك في وقت قالت فيه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، إنها «لم تعد تعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد إصلاحي، وإن أيامه أصبحت معدودة، لأنه ليس قادرا على مواجهة التنامي المؤسف للمعارضة المسلحة، والذي من الواضح أنه ربما قاد إلى هروب القياديين من جيشه». وأضافت كلينتون «على الأرجح الوقت تأخر جدا لكي يقوم بتغيير المسار، لكن هناك حاجة للتغيير في رأس هذه الحكومة وحاجة للدخول في حوار حقيقي والبدء في مسار الإصلاح».

وأشارت كلينتون لشبكة «سي بي إس نيوز» أمس إلى أنها كانت تعتقد أن الأسد يرغب في الإصلاح، وأن «الكثير من أعضاء الكونغرس في الحزبين الجمهوري والديمقراطي الذين زاروا سوريا في الشهور الأخيرة قالوا إنهم يعتقدون أنه يريد القيام بإصلاحات، لكن عندما حدث الربيع العربي وطالب الناس بحقوقهم وحريتهم تعامل معهم الأسد بعنف شديد». وأوضحت أنه كان لديها أمل في أن يحقق الأسد إصلاحات وترى اتفاقا بين سوريا وإسرائيل، وهو أمر عمل عدد كبير من الناس على تحقيقه لمدة ثلاثين عاما.

وحول دور الولايات المتحدة في إحداث التغيير في سوريا، دون أن تأخذ خطوات عسكرية كما حدث في ليبيا، قالت كلينتون: «هذا مهم بالنسبة لنا ودبلوماسيتنا هي ألا نفعل شيئا في هذا الشأن، وأدركنا من البداية أننا لسنا الصوت الذي يستمع له السوريون، وليس لنا علاقات قوية معهم». وأشارت وزيرة الخارجية الأميركية إلى أن من الصعب على سوريا تجاهل أصوات الجامعة العربية وتركيا. وقالت «لقد شجعنا سوريا مع الآخرين أن تتفاوض بشكل حقيقي وأن تحمي المتظاهرين السلميين، لكنهم تجاهلونا جميعا».

وعلقت الجامعة عضوية سوريا مؤخرا، كما وضعت خطة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني لتشكيل فريق لتقصي الحقائق يتألف من 500 عضو يضم عسكريين. وقالت دمشق إنها ترحب ببعثة تدعمها الجامعة أيا ما كان تشكيلها، وكان وزراء الخارجية العرب قد وافقوا في اجتماعهم الاستثنائي الذي عقد بالعاصمة المغربية الرباط على مشروع بروتوكول بشأن مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى دمشق للتحقق من تنفيذ بنود الخطة العربية لحل الأزمة وتوفير الحماية للمدنيين السوريين.

وجاء في مشروع البروتوكول أن مجلس الجامعة منح الحكومة السورية مهلة 3 أيام من أجل التوقيع على هذا البروتوكول، وأكد المجلس أنه بعد توقيع الحكومة السورية على هذا البروتوكول وبعد وقف جميع أعمال العنف والقتل يتم إرسال بعثة مراقبي الجامعة فورا إلى سوريا، ويتولى الأمين العام لجامعة الدول العربية تسمية رئيس بعثة مراقبي الجامعة وكذا القيام بإجراء الاتصالات اللازمة مع الحكومة السورية للتوقيع على البروتوكول.

وشدد المجلس على ضرورة إعلان الحكومة السورية موافقتها على تنفيذ كامل بنود خطة العمل العربية التي اعتمدها المجلس في الثاني من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وطالب المجلس سوريا بالاعتذار رسميا عما صدر من مندوبها الدائم تجاه مجلس الجامعة من «عبارات نابية وغير دبلوماسية» في اجتماع القاهرة كما أدان المجلس الاعتداءات التي تعرضت لها البعثات الدبلوماسية والقنصلية العربية والأجنبية في دمشق. وطالب المجلس الحكومة السورية بتوفير الحماية اللازمة لكافة البعثات ومقراتها الموجودة على أراضيها طبقا للاتفاقيات الدولية المرعية والتزاماتها في هذا الشأن. وقرر مجلس الجامعة العربية إبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع. وكانت معلومات قد سربت تفيد بأن التعديلات تتعلق بالمركز القانوني ومهمة بعثة مراقبي الجامعة وبعض المناطق التي سيدخلها المراقبون. وأشارت المصادر إلى أن المواقع التي حددتها مذكرة الجامعة العربية واعتبرتها بؤرا للتوتر، تخشى سوريا تحمل المسؤولية الأمنية بها بحجة أن الشبيحة يسيطرون عليها، وكذلك الجماعات المسلحة، إضافة إلى أعداد البعثة نفسها والشخصيات التي ستذهب، لأن دمشق تريد «دولا محايدة»، ومن ثم هناك مراجعة للعدد وللتركيبة التي وضعتها الجامعة، وهي 3 شخصيات من كل دولة.

ورغم هذه التسريبات فإن التفاصيل كثيرة وقد تستغرق وقتا في الرد.

مؤتمر موسع للمعارضة السورية في القاهرة الأسبوع المقبل برعاية الجامعة العربية

أنس العبدة لـ «الشرق الأوسط» : الاتفاق على رؤيتنا للمرحلة الانتقالية ولسوريا المستقبل أسهل من أن نتوحد في جسم واحد

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ليال أبو رحال

من المقرر أن تستضيف القاهرة خلال الأسبوع المقبل مؤتمرا برعاية جامعة الدول العربية، يضم أطياف المعارضة السورية كافة، بناء على اتفاق تم في الاجتماع الأخير الذي عقده ممثلو المجلس الوطني السوري مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، على أن تصدر عنه رؤية المعارضة الموحدة للمرحلة الانتقالية ورؤيتها لسوريا المستقبل ومبادئها الدستورية.

وتعكف لجنة تحضيرية منبثقة عن المكتب التنفيذي للمجلس الوطني في الوقت الراهن على التحضير لهذا المؤتمر، وتأخذ أمرين على عاتقها، وفق ما علمته «الشرق الأوسط» من مصادر المجلس الوطني، أولهما الاتصال بمختلف مكونات المعارضة السورية، وكان اجتماع عقد أول من أمس بين المعارض السوري البارز ميشال كيلو ورئيس المجلس الوطني برهان غليون، وثانيهما وضع مسودتين للورقتين اللتين ستصدران عن المؤتمر (رؤية المعارضة للمرحلة الانتقالية ولسوريا المستقبل)، بالتنسيق مع خبراء وقانونيين، على أن تضع اللجنة غدا العربي في صورة ما توصلت إليه تمهيدا لتحديد موعد المؤتمر الموسع الأسبوع المقبل ومن سيحضره.

وفي هذا الإطار، أوضح عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني أنس العبدة لـ«الشرق الأوسط»، أن المؤتمر المنوي عقده «سيحضره ما بين ستين ومائة شخصية، تمثل أطياف المعارضة السورية كلها، إضافة إلى شخصيات وطنية ومستقلة، بحيث نجمع أكبر طيف وطني ممكن من أجل وضع الصياغة النهائية لورقتي العمل، اللتين لا تقتصران على الجانب السياسي فحسب بل تطالان الجوانب الثقافية والفكرية أيضا».

وتأتي هذه المحاولة لجمع مختلف مكونات المعارضة السورية بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على اندلاع الانتفاضة السورية، وبعد بروز تباين في المواقف حول إشكاليات وعناوين عدة على غرار «إسقاط النظام» و«التدخل الدولي» و«عسكرة» الثورة و«الحماية الدولية للمدنيين». «أن يأتي هذا المؤتمر متأخرا خير من أن يطول أكثر»، يقول العبدة، الذي يصف «هذه الخطوة بالمهمة جدا، والتي تحمل في طياتها رسالة إلى الداخل السوري بالدرجة الأولى، لتطمين الكتلة السورية الصامتة التي لم تنضم بعد إلى الثورة في الشارع السوري».

ولا ينكر العبدة أنه «بات من الضروري جدا في الوقت الراهن أن يقدم المجلس الوطني هاتين الورقتين، متوجها في آن معا، إلى الداخل السوري وإلى المجتمع العربي والإقليمي، وكذلك المجتمع الدولي، خصوصا بعد تعبير العديد من الدول والجهات عن قلقها حيال رؤية المعارضة للمستقبل ولنظام الحكم وبنيان الدولة». ويشدد في هذا السياق على أن «المرتكزات الأساسية لسوريا المستقبل هي دولة مدنية ديمقراطية تعددية، لا تمييز بين مواطنيها على أي أساس كان، وهي تحترم حقوق الأقليات وتضمن أن تلعب دورا أساسيا في العمل الوطني ضمن مبادئ المواطنة العامة».

ولدى الحديث عن مكونات المعارضة السورية، يبدو لافتا إصرار العبدة على أن «المعارضة السورية هي جزء من الثورة وليست الثورة، كما أنها ليست من يقود هذه الثورة»، معربا عن قناعته بأن «الطرفين الأساسيين في القضية السورية اليوم هما النظام والثورة، التي انبثق منها المجلس الوطني وهو يجسد اليوم وجهها السياسي». ويضيف «لا يدعي المجلس الوطني تمثيل المعارضة بكل أطيافها، لكنه في الوقت عينه يمثل الثورة».

ومن هذه الإشكالية، ينطلق العبدة للإشارة إلى أنه قد يكون «من الأسهل»، في ظل التباين القائم في وجهات النظر بين المجلس الوطني وبعض الجهات المعارضة غير الممثلة فيه، أن «نتوحد على رؤية من أن نتوحد في جسم معارض واحد». ويؤكد أن «الأهم في هذه اللحظة هو أن نتفق على رؤية واحدة تأتي متطابقة مع حراك الثورة السورية ميدانيا، بهدف إعطاء هذه الثورة بعدا سياسيا وفكريا وثقافيا، لتنتفي بذلك حجة أنه ليس للثورة وجه سياسي وفكري».

وانطلاقا مما سبق، يبدو اتفاق كل مكونات المعارضة السورية، على اختلاف وجهات نظرها، على رؤية سياسية موحدة في الأيام القليلة المقبلة بمثابة القاعدة أو الركيزة التي سيتم الانطلاق منها من أجل التوصل إلى ثوابت وقواسم مشتركة تكون المدخل للتوحد في المستقبل، من دون أن يكون لذلك وفق العبدة «أي ارتباط بالتمثيل السياسي».

نائب مراقب «الإخوان» لـ «الشرق الأوسط»: تصريحات شقفة كانت ضمن حديث عن التدخل الدولي ولم يقصد التدخل العسكري

بعد إعلان عام الإخوان المسلمين القبول بتدخل تركي لحماية المدنيين

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: كارولين عاكوم

أثار تصريح المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا محمد رياض شقفة أول من أمس، حول قبول الشعب السوري بتدخل تركي لحماية المدنيين السوريين، جملة تساؤلات حول احتمال لجوء تركيا إلى هذا الخيار لحل الأزمة السورية ولوضع حد لعمليات القتل المستمرة التي يقوم بها النظام السوري لمواجهة المظاهرات الشعبية. وفي حين أشار شقفة إلى أن قبوله تدخلا تركيا في سوريا ولكن ليس غربيا، أكد فاروق طيفور، نائب المراقب العام للإخوان المسلمين والناطق باسمهم في المجلس الوطني السوري، «أن تصريحات شقفة أتت في سياق الحديث عن السيناريوهات المحتملة لحل الأزمة السورية إذا لم ينفذ النظام السوري القرارات العربية، ولم يقصد بها تدخلا عسكريا»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «ما قاله شقفة حول القبول بتدخل تركي أتى في سياق الكلام عن التدخل الدولي لحل الأزمة السورية، ولفت خلالها إلى أننا نسعى إلى أن يكون الحل عربيا، لكن إذا لم يتوقف النظام السوري عن القتل فلن يكون عندها لدينا مانع من تدخل وحظر جوي تركي من دون أن يعني ذلك تدخلا عسكريا». وعن رأي المجلس الوطني في هذا الاقتراح، قال: «تفاهمنا مع المجلس الوطني لا يزال ينطلق من مبدأ أساسي وهو حماية المدنيين بالدرجة الأولى، مع العلم بأنه وفي ظل الحراك الدولي المستمر حول البحث عن إطار السيناريوهات المحتملة التي يمكن اللجوء إليها لإسقاط الأسد قد يكون هذا الخيار أحد السيناريوهات المطروحة، لكن بالتأكيد ذلك لن يتم من دون غطاء عربي ودولي يقضي بتكليف تركيا أو أي جهة معينة تولي هذه المهمة».

وعما يقوله البعض من أن أي تدخل تركي سيشكل تمهيدا لتدخل دولي، يقول طيفور «قد يكون الأمر كذلك، لكن بهدف البحث عن طرق وأساليب مختلفة لإيقاف القتل في سوريا، لكن الوقت لم يحن بعد للتكلم عن تدخل عسكري».

وحول ما يتعلق بما ذكرته صحيفة «صباح التركية» من أن المجلس الوطني السوري ومن بينهم «الإخوان المسلمون»، طلب من تركيا فرض منطقة حظر جوي على طول حدوده في الجانب السوري لحماية المدنيين، أكد طيفور «لم نطلب ذلك من تركيا، لكن التطرق إلى هذا الطرح جاء خلال اجتماع أعضاء المجلس مع وزير الخارجية التركي في إطار استعراض السيناريوهات المحتملة لمواجهة النظام السوري».

من جهته، أكد عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري الدكتور وائل مرزا لـ«الشرق الأوسط»، أن المجلس الوطني تواصل مع قيادة الإخوان المسلمين وقد تم التأكيد من قبلهم بأن الاقتراح الذي أعلنه أول من أمس المراقب العام للإخوان المسلمين محمد رياض شفقة، حول طلب التدخل التركي في الأزمة السورية، يرتبط فقط بطلب الحماية الدولية للمدنيين التي لطالما طالب ولا يزال يطالب بها المجلس الوطني السوري، وأنهم ملتزمون بهذا الاتفاق. وأضاف: «وقد أكدوا لنا أن هذا الاقتراح ليس مطالبة بتدخل عسكري منفرد إنما تدخل تركي تحت مظلة الجامعة العربية لحماية المدنيين، وهذا ما أكده لنا أيضا وزير الخارجية التركي رجب طيب أردوغان، ونحن بالتالي على اتفاق مع تركيا من أن أي تدخل لن يكون من قبل دولة منفردة وأي خطوة باتجاه حماية المواطنين أو ما يتعلق بإقامة منطقة عازلة سيتم انطلاقا من قرارات جامعة الدول العربية، والتنسيق العربي التركي لا يزال مستمرا في هذا الإطار بعد عدم تطبيق النظام السوري للمبادرة العربية».

فيليبو غراندي: نتمنى أن تنصت الحكومة السورية لنداء الأمين العام للأمم المتحدة وتوقف العنف

المفوض العام لـ«الأونروا»: هناك تمييز ضد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

جريدة الشرق الاوسط

لندن: نادية التركي

أعرب فيليبو غراندي المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عن قلقه إزاء أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «نتمنى أن تنصت الحكومة السورية لنداء الأمين العام للأمم المتحدة وتوقف العنف». وأضاف «نحن قلقون على لاجئينا». وأوضح غراندي أن الأوضاع المتدهورة في سوريا قد أثرت على الجميع بمن فيهم اللاجئون الفلسطينيون فيها والذين يبلغ عددهم نحو 460 ألف لاجئ، لكنه أشار إلى أنهم ليسوا مستهدفين بشكل شخصي ويحاولون البقاء بعيدا عن الأماكن التي تجري فيها أعمال العنف، وأضاف «تحدثنا في الماضي وبالخصوص في الصيف الماضي عن بعض الحالات في درعا وحماه لكن لم يتأثر اللاجئون كثيرا إلى حد الآن». وبين غراندي أنه ومع عدم الاستقرار كان على الوكالة إغلاق بعض المراكز الصحية والمدارس وقال «طبعا هذا ليس جيدا بالنسبة للأطفال». وأضاف المفوض العام «نحن قلقون إذا ما تم تصعيد وتطورت الأوضاع سيصبح الأمر خطيرا والكل قلقون».

وعن الربيع العربي قال فيليبو غراندي «إنه أثر بالتأكيد على الجميع بشكل جيد والناس الآن يحاولون استغلال مجال الحرية الذي وفر لهم ويحاولون التعبير عن رغبتهم في حياة أفضل، والحرية كانت الرسالة الأساسية التي قدمها الربيع العربي». معتبرا أنه فتح مجالا أمام الناس للبحث عن حياة أفضل وتحقيق تقدم في مجال حقوق الإنسان، كما أحدث نوعا من الحيوية بالنسبة للاجئين الذين حرك ما حدث في العالم العربي طموحهم وهم الآن في حاجة لمن يستمع إليهم الآن وهي أمنية قرابة 5 ملايين لاجئ فلسطيني.

وعن دور «الأونروا» في حل بعض المسائل والتحاور بين الفلسطينيين والإسرائيليين قال غراندي «مهمتنا ليست سياسية لكننا حول مناطق مثل غزة والقدس نتناقش مع الإسرائيليين حسب الحالات، ولم نكن سعداء بما حدث في غزة لكن حصلت تطورات إيجابية، ونحاول أحيانا بشكل خاص أو معلن التفاوض حول مختلف المسائل».

والتقت «الشرق الأوسط» غراندي في لندن على هامش زيارة عقد خلالها ندوات حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وخاصة وضعهم والمشكلات التي يواجهونها في لبنان، مركزا على المشكلات الصحية التي أفردها بمحاضرة بمعهد الدراسات الشرقية والأفريقية.

وأوضح المفوض أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يمرون بظروف صعبة وقال «أرى أنه يتم التمييز ضدهم في لبنان، حيث لا حق لهم في العمل ولا في الامتلاك ويواجهون صعوبة كبيرة للتمتع بمختلف الخدمات». وأضاف «حياتهم صعبة خاصة من في المخيمات وطلباتنا من اللبنانيين هي أن يسمحوا للاجئين بمجال أوسع».

وعن أهم أعمالهم قال غراندي «نحاول دعم مجال التعليم والصحة في مختلف دول الشرق الأوسط ونقوم بالبحث عن مصادر التمويل، والآن مهمتنا أصعب خاصة مع الأزمات المالية في أوروبا وأميركا، وخططنا للأعوام القريبة القادمة هي تحسين نوعية الخدمات خاصة في مجال التعليم. حيث نعمل على تحديث وسائل التعليم وتطوير الخدمات الصحية، هذه أهم خططنا».

إيران: قرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا خطأ تاريخي

مندوب سوريا لدى الوكالة الذرية: هناك إجحاف في التعامل مع الملف

جريدة الشرق الاوسط

فيينا: بثينة عبد الرحمن لندن: «الشرق الأوسط»

أعلن مسؤول إيراني أمس كما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول التركية، أن قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا هو «خطأ تاريخي» وسيؤدي إلى حرب أهلية في هذا البلد.

وقال علاء الدين بوروجردي رئيس اللجنة البرلمانية الإيرانية للشؤون الخارجية إن «النهج الذي سلكته الجامعة العربية يهدف إلى إلحاق هزيمة بسوريا من الداخل والتسبب بحرب أهلية». وأضاف في مؤتمر صحافي في السفارة الإيرانية في أنقرة «كان ذلك خطأ تاريخيا بتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية».

واعتبر أن الحل الأفضل لوضع حد للاضطرابات التي تشهدها سوريا راهنا يكمن في أن يواصل الرئيس بشار الأسد الإصلاحات.

إلى ذلك، عبر المندوب السوري لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السفير بسام الصباغ، عما وصفه بخيبة أمل عميقة بشأن ما وصلت إليه الوكالة من استنتاجات، وما تضمنه تقرير مدير عام الوكالة أن موقع دير الزور الذي هدمته إسرائيل كان على الأغلب موقعا لمفاعل نووي تحت الإنشاء، مؤكدا أن هذا التقييم بني على حقائق غير قاطعة، وعلى معلومات استخباراتية واحتمالات وافتراضات غير صحيحة وغير موثقة مما يعد سابقة خطيرة في الطريقة التي تعمل بها الوكالة.

وجاء ذلك في معرض بيان ألقاه السفير السوري، صباح أمس، أمام جلسة مغلقة لمجلس حكام الوكالة بمقرها بالعاصمة النمساوية فيينا، وكانت «الشرق الأوسط» قد استمعت لتسجيل كامل لبيان السفير السوري الذي أبدى أسفه لما وصفه بتجاهل الوكالة لليد التي مدتها لها سوريا مبدية رغبة أكيدة في التعاون، مشيرا إلى أن الوكالة استعجلت رغم اعتراض كثير من دولها الأعضاء بالمضي قدما في اتخاذ قرار صدر من اجتماع حكامها يونيو (حزيران) الماضي شكا سوريا لمجلس الأمن، مضيفا أن الأمر لم يقتصر على ذلك بل رفع مدير عام الوكالة تقريرا لهذا المجلس يدين سوريا ويصف اجتماعا عقده الطرفان بدمشق يومي 25 و26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعدم تحقيق أي تقدم وذلك رغم ما وصل له الطرفان من محضر تضمن صيغة مشتركة بشأن خطة عمل لحلحلة ما يختص بموقع دير الزور، مبينا أن رئيس وفد الوكالة نائب المدير العام رئيس قسم الضمانات قد أكد بدمشق بعد أن اطلع على بيانات ومعلومات سورية موثقة اقتناعه أن الوكالة ستعيد النظر في تقييمها السابق وفي طلبها زيارة 3 مواقع أخرى ظلت الوكالة تؤكد أنها ذات صلة بموقع دير الزور ولذلك تتطلب زيارتها، مكررا أن هكذا تصرفات تعتبر إجحافا بحق التعاون الجاد الذي تبديه سوريا.

إلى ذلك جدد المندوب السوري عزم حكومته على الالتزام السوري القانوني باتفاق الضمانات معبرا عن رغبة بلاده في التعاون، مطالبا بضرورة الفصل بين ما هو قانوني وما هو طوعي، مكررا القول إن موقع دير الزور كان موقعا عسكريا لا علاقة له بأي أنشطة نووية. وذكر مجلس الحكام أن وجود بند باسم «الملف النووي السوري» ما كان سيكون أمامهم لولا اعتداء إسرائيلي على سيادة الأراضي السورية مما شكل انتهاكا للقانون الدولي، منددا بما وصفه بـ«ضغوط سياسية» تمارسها بعض دول المجلس لاستصدار قرارات لا تستند على تقييم قاطع سعيا للخروج بالأمر خارج أروقة الوكالة رغبة في الاستفادة مما وصفه بمؤامرات تحاك في الوقت الراهن ضد سوريا خدمة لأجندة سياسية تخص تلك الدول.

تزايد الجماعات المسلحة ينذر بحرب أهلية في سوريا

ناشط من إدلب: الهجوم على مقر معرة النعمان تم بعد تلقي إشارات من جنود داخل المبنى

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: ندى بكري

لليوم الثاني على التوالي، شن منشقون عن الجيش السوري هجوما على رموز مراكز القوى في حكومة الرئيس بشار الأسد واستهدفوا مكاتب الشباب في حزب البعث (الحاكم) يوم الخميس الماضي. ويأتي هذا الهجوم في أعقاب إطلاق قذائف صاروخية على قاعدة للمخابرات العسكرية يوم الأربعاء الماضي.

وقد دفعت هذه الهجمات، علاوة على العلاقات المتوترة بين الطوائف الدينية في سوريا وتزايد الضغوط الدولية وحملة القمع الشرسة التي يقوم بها النظام السوري، دفعت روسيا التي تعد الحليف الأقرب لسوريا لتصرح بأن البلاد قد أصبحت على وشك الانجراف إلى حرب أهلية.

وقد تكون تلك الهجمات رمزية أكثر من كونها هجمات فعالة ومؤثرة، ولكنها تعكس قوة المنشقين الذين يتزايد عددهم باستمرار، في الوقت الذي تتوارد فيه أنباء عن شن هجمات على منشآت حكومية – في مدينة درعا الجنوبية ومدينة حمص على سبيل المثال – منذ اندلاع الاحتجاجات السورية.

ولا تعد هذه الهجمات قوية بالمقارنة بسلسلة الهجمات الدموية التي وقعت في سوريا في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي حين قام مسلحون باقتحام مكتب مدرسة المدفعية بحلب، مما أسفر عن مقتل 32 طالبا. ولم يتضح ما إذا كان الهجوم الأخير على المكاتب التابعة لحزب البعث قد أدى إلى وقوع ضحايا أم لا، ولكن الاختيار الجريء للأهداف التي يتم الهجوم عليها يعكس قوة المنشقين عن الجيش في مواجهة الحملة الشعواء التي يشنها النظام السوري والتي أدت، حسب تصريحات الأمم المتحدة، إلى مقتل أكثر من 3500 شخص. ومن جهتها، لم تعلن الحكومة السورية عن أي تفاصيل عن تلك الهجمات.

ومع ذلك، فشل المنشقون – الذين قد يصل عددهم إلى الآلاف – في تقويض وحدة الجيش السوري حتى الآن. ويرى محللون أن عدد المنشقين سيزداد بصورة كبيرة بعد أن تخلى حلفاء النظام السوري عنه، بما في ذلك جامعة الدول العربية التي علقت عضوية سوريا.

وقال حسين شبكشي، وهو كاتب عمود في جريدة «الشرق الأوسط» اللندنية: «إنها دفعة كبيرة لمن يريد أن يقف ضد النظام، سواء على الصعيد العسكري أو على المستوى المدني. لقد انتهى هذا النظام، وسوف تؤدي هذه الخطوة إلى مزيد من الانشقاقات والاحتجاجات المدنية، وربما حتى التدخل العسكري، كما ستسمح للمجتمع الدولي باتخاذ مزيد من الإجراءات مثل فرض منطقة حظر الطيران فوق سوريا».

في الواقع، لا يوجد هناك معارضة موحدة تقود الأحداث في سوريا. وقد أعرب العديد من القادة الذين يطالبون بإسقاط الحكومة عن قلقهم من أن تؤدي تلك الهجمات إلى اندلاع حرب أهلية، على غرار ما حدث في لبنان والعراق.

وقال فايز سارة، وهو معارض بارز في دمشق: «أنا ضد الاقتتال الداخلي، حيث لا يجب أن يقتل أبناء الشعب الواحد بعضهم البعض، ولذا يجب التوقف عن العمليات التي تستهدف القوات الحكومية».

وقد واصلت حصيلة القتلى ارتفاعها يوم الخميس الماضي، حيث أعلنت لجان التنسيق المحلية، وهي جماعة معارضة، عن مقتل ما لا يقل عن 19 شخصا في مختلف أنحاء سوريا، بما في ذلك أربعة منشقين عن الجيش وسبعة مدنيين واثنان ممن لم يبلغوا سن الرشد بعد.

من جهته، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأنه يتعين على المجتمع الدولي أن يدعو جميع الأطراف في سوريا إلى التوقف عن إراقة الدماء، وأضاف: «يتم تهريب المزيد والمزيد من الأسلحة من الدول المجاورة. لقد رأيت تقريرا متلفزا اليوم حول قيام ما يسمى بـ(الجيش السوري الحر) بتنظيم هجوم على المبنى الحكومي التابع للقوات المسلحة السورية، في مشهد يشبه تماما ما يحدث في الحروب الأهلية».

وفي تركيا، التي كانت حليفا لسوريا وتحولت الآن إلى معارض قوي، ندد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بعدم اتخاذ عمل فعال ضد الحكومة السورية، متسائلا عما إذا كانت الجهات الدولية تتجاهل إراقة الدماء في سوريا لأنها لا تملك موارد ثمينة! وقال أردوغان في خطاب متلفز في قمة منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود في إسطنبول: «ربما لن نرى ردود الأفعال تجاه ما يحدث في سوريا بنفس الصورة التي كانت تحدث مع ليبيا، لأن سوريا ليس لديها الكثير من البترول. ومع ذلك، أود أن تعلموا أن أولئك الذين يقتلون في سوريا هم بشر مثل الذين قتلوا في ليبيا».

وفي الأمم المتحدة، كانت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تقوم بتوزيع مشروع قرار للجمعية العامة بالموافقة على خطة السلام التي طرحتها جامعة الدول العربية والتي تدعو سوريا إلى وقف جميع أعمال العنف وسحب القوات المسلحة من المناطق المدنية، وهو ما يفرض مزيدا من العزلة الدولية والعربية على النظام السوري. وأصدر الوفد الألماني بيانا يقول فيه إن عدة دول عربية قد أعربت عن رغبتها في المساعدة في هذا الإطار.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو جهة معارضة تعمل من المنفى، إن المقاتلين المسلحين يعتقد أنهم أعضاء في «الجيش السوري الحر» الذي قد شن هجوما بقذائف صاروخية على مبنى يضم مكاتب الشباب التابعة لحزب البعث في مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب في شمال غربي البلاد. وأضاف المرصد أنه قد وقعت اشتباكات بين المقاتلين وقوات الأمن الذين كانوا خارج المبنى.

وقال أبو مؤيد، وهو ناشط من إدلب قال إنه كان على اتصال بالمقاتلين، إنه قد تم شن الهجوم بعد تلقي إشارات من جنود داخل المبنى، وأضاف: «شارك في الهجوم نحو 250 مقاتلا. وبعد الهجوم، انشق 60 جنديا من الجنود الذين كانوا داخل المبنى وتركوا المدينة». ولم يكن هناك أي وسيلة للتحقق من هذه الرواية.

ويعد الهجوم على قاعدة الاستخبارات العسكرية في ضاحية حرستا في دمشق واحدا من الهجمات التي أعلن «الجيش السوري الحر» مسؤوليته عنها يوم الأربعاء. وفي الوقت نفسه، قالت لجان التنسيق المحلية إن الهجوم كان على الأرجح عملا انتقاميا من جانب المحتجين الذين تم اعتقالهم واستجوابهم هناك. وقالت مجموعة أخرى إنه لم يتم سوى إطلاق قذيفتين فقط على المبنى ولا يوجد هناك أي أضرار واضحة.

وقال عمر إدليبي، وهو ناشط في لجان التنسيق المحلية، إن اثني عشر جنديا على الأقل قد غادروا مواقعهم في مدينة حماه يوم الخميس.

يذكر أن مجلس الأمن قد فشل في شهر أكتوبر (تشرين الأول) في تمرير قرار يدين أعمال العنف بسبب استخدام كل من روسيا والصين حق النقض. وحتى القرار الذي ستتخذه الجمعية العامة للأمم المتحدة لدعم مطالب الجامعة العربية سيكون غير ملزم. ومع ذلك، سيعكس هذا القرار الرأي العام العالمي، لأنه سيتم التصويت عليه من جميع الدول الأعضاء البالغ عددهم 193 دولة. وفي بيان له، قال بيتر ويتنج، وهو ممثل ألمانيا لدى الأمم المتحدة: «إننا نأمل بأن يظهر هذا القرار للأسد مدى العزلة التي يعاني منها».

* خدمة «نيويورك تايمز»

إحراق صور ميقاتي في مظاهرة بطرابلس تطالب بإسقاط النظام السوري

المشاركون في المسيرة رددوا هتافات «جاي دورك حزب الله»

جريدة الشرق الاوسط

بيروت: يوسف دياب

نظّمت هيئة «علماء الصحوة الإسلامية» في مدينة طرابلس (شمال لبنان)، مظاهرة تضامنا مع الشعب السوري، انطلقت من مسجد حمزة في منطقة القبّة بعد صلاة الجمعة، وضمّت ما يزيد على 500 شخص، لبنانيين وسوريين، جال خلالها المتظاهرون في شوارع المنطقة، مطالبين بتدخل الجامعة العربية بشكل فاعل لوقف القتل في سوريا، وإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه.

ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بسحب السفراء العرب والأجانب من سوريا، وأعلام سوريا في عهد الاستقلال (أخضر وأبيض وأسود مع ثلاثة نجوم حمراء) ورايات «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وأطلقوا هتافات منددة بالحكومة اللبنانية وحزب الله، مثل «جاي دورك حزب الله»، و«الشعب يريد إسقاط نجيب (ميقاتي)». وأقدم بعض المتظاهرين على إحراق صورة لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي.

وبعد استكمال المسيرة تجمّع المتظاهرون في ساحة «ابن سينا»، وألقى رئيس «هيئة علماء الصحوة الإسلامية» الشيخ زكريا المصري، خطابا ركّز فيه على أهمية دور الجامعة العربية وموقفها الحازم ضدّ النظام السوري الذي من شأنه أن يوقف نهر الدم الجاري في سوريا». وشدد على ضرورة «تثبيت تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية وعدم إعطاء (الرئيس السوري) بشار الأسد ونظامه الفرصة تلو الأخرى، لأن هذا النظام لا يؤمن بالحوار وهو لن يوقف مسلسل القتل والمجازر والمذابح التي يرتكبها بحق شعبه». وناشد كل الدول العربية «تطويق هذا النظام الديكتاتوري والتحالف مع الحلف الأطلسي من أجل التخلص منه ومن إجرامه». وشنّ الشيخ المصري هجوما عنيفا على حزب الله متهما إياه بـ«العمل على إلحاق لبنان بالمشروع الفارسي الكبير الذي يمتد من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين»، معتبرا أن «حزب الله هو من يسعى إلى خلق الفتنة وشق العالم الإسلامي».

إلى ذلك، أكد الشيخ المصري في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «المظاهرة التي نُظمت (أمس)، هي من ضمن المظاهرات الأسبوعية التي تقيمها الهيئة (علماء الصحوة الإسلامية) وستستمر إلى حين إسقاط نظام الأسد ونيل الشعب السوري المقهور حقه في الحرية والحياة الآمنة والكريمة». وردا على سؤال أعلن أن «منظمي المظاهرة لا يتبنون إحراق صورة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي»، متهما من سماهم «أشخاصا مندسين من أعوان حزب الله وجماعة النظام السوري، دخلوا على الخط وعمدوا إلى إحراق هذه الصورة في محاولة منهم لخلق فتنة بين أبناء طرابلس عموما وأبناء الطائفة السنية خصوصا». لكنه دعا ميقاتي إلى «الاستقالة والتخلّص من أعباء وتبعات حكومة حزب الله وعدم حمل أوزارها». وخاطب ميقاتي قائلا له «أنت منا ولنا، وعليك أن تحذر عناد وخداع حلفاء سوريا في لبنان، فهؤلاء قد يعرضون لبنان لضربة أطلسية برفضهم تسليم قتلة الرئيس رفيق الحريري إلى العدالة الدولية، ورفضهم تمويل المحكمة الدولية، ولذلك أنت أمام خيارين إما مواجهتهم وإما الاستقالة».

إلى ذلك، قال السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي، بعد لقائه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، إن «الأوراق السورية أقوى وإن هذه الضغوط الدولية ستتهاوى أمام الوحدة الوطنية السورية وأمام السياسة المتوازنة المسؤولة التي تواجه كل هذه التحديات». وأوضح أن «الإصلاحات التي يقودها الرئيس الأسد، رغم كل الضجيج الإعلامي وكل محاولات تزوير الحقائق، تصل إلى نتائج إيجابية على الأرض وأن الالتفاف الشعبي الواسع هو رد على هذه الضغوط وعلى محاولة الإملاءات الخارجية، وخصوصا بعد اقتراب موعد الانسحاب الأميركي من العراق الذي يشكل هزيمة لهذه السياسة ولهذه الرهانات». وقال: «إن النتائج إن شاء الله مطمئنة وكبيرة والحصانة السورية على الأرض تزداد وتقوى والحوار الذي دعا إليه الرئيس الأسد يلقى الصدى الواسع والتجاوب الكبير عبر الاندفاعة الشعبية الواسعة التي تكبر كل يوم في كل المدن السورية وأيضا في المغتربات السورية التي تؤكد ولاءها للوطن وتمسكها بالسيادة وبنهج المقاومة والحفاظ على الحقوق والكرامة والدفاع عن حق الأمة كلها في استعادة الأرض». ورأى أن «العالم بقواه الحية والكبيرة في الصين وروسيا والهند والبرازيل وكل أميركا الجنوبية وإيران، وأيضا الشارع العربي والإسلامي هو نصير سوريا وسياستها ويجب أن نقرأ أيضا الوجه الآخر للعقوبات الاقتصادية لأن الذي يهدد والذي يحاصر هو أيضا عرضة للحصار».

ناشطون سوريون أسرى شققهم في لبنان.. خوفا من الملاحقات الأمنية

اتهموا حزب الله بملاحقتهم وتسليمهم للسلطات السورية

جريدة الشرق الاوسط

طرابلس (شمال لبنان): صهيب أيوب

يؤكد معظم الناشطين السوريين الساكنين في شقق صغيرة في طرابلس وعكار في شمال لبنان أن «عملهم صار على قدر أكبر من الأهمية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر فيها سوريا»، مشددين على «ضرورة متابعة الوضع بشكل مكثف لأن العمل صار يحتاج إلى جهود أكبر للوصول إلى إسقاط النظام». لا يخرجون من بيوتهم إلا في حالات نادرة لشراء أغراض ما أو لتأمين وضع بعض الجرحى. يحاولون بالتنسيق في ما بينهم «متابعة وضع النازحين في شمال لبنان حيث يعيشون في خوف وضمن ظروف معيشية وإنسانية سيئة للغاية»، وفق خالد (اسم مستعار). خالد يتنقل بشكل يومي بين عكار وطرابلس لـ«التنسيق بين الناشطين في الشمال لمتابعة المساعدات للأهالي الهاربين من بطش القوات الأمنية السورية، حيث يصل عددهم إلى 10 آلاف شخص رغم أن هيئة الإغاثة تؤكد على أن عددهم يصل إلى 3 آلاف فقط» بحسب خالد.

يتخفى هؤلاء الناشطون وراء أسماء وهمية، ويتحركون بشكل حذر في لبنان، «لأن معظمنا معرض للقتل والاختطاف» وفق جمال (اسم مستعار) أحد الناشطين من منطقة القصير الحدودية.

جمال الذي هرب إلى لبنان منذ 3 أشهر، يقطن في شقة في طرابلس مع عدد من الناشطين، يقول: «لا ننام إلا ساعات قليلة ونحن نتابع كل شيء»، مضيفا: «نتواصل مع الناشطين في المناطق السورية ونستقصي حول تفاصيل ما يجري ونزود الإعلام بالأرقام والمعلومات»، مشددا على أن «عمل الناشطين في لبنان لا غطاء سياسيا أو أمنيا أو إنسانيا له. نمشي على بركة الله ونحن نواصل جهودنا حتى نسقط نظام المجرم بشار الأسد».

يتابع الناشطون بشكل يومي مجريات الوضع السوري بكل تفاصيله. يوزعون مهامهم بشكل جدي. لا تبقى في غرفهم سوى علب السجائر وفناجين القهوة. هي «عدة» العمل اليومية، يوضح رامي (اسم مستعار) أحد الناشطين الميدانيين لدعم الانتفاضة السورية من لبنان أن «الجهود تتكامل بين الناشطين، كل من خلال مهمته لمساعدة النازحين السوريين الموجودين في لبنان من جهة، عبر تأمين حاجاتهم ومساعدتهم لتلقي العلاج، خصوصا أن بعضهم جرحى هربوا إلى لبنان لإتمام علاجهم، وتأمين الدعم للثوار في الداخل السوري من جهة أخرى»، مشيرا إلى أن «عمل التنسيقيات الميدانية في لبنان هي من أجل إيجاد ربط مباشر بين ناشطي الداخل والخارج لتحقيق أهداف الانتفاضة».

عبيدة (اسم مستعار) ناشط سياسي يعمل ضمن «مجلس الثورة في محافظة حمص» يشير إلى أن «تحرك الناشطين في لبنان هو الأخطر هذه الأيام، خصوصا بعد أن تعرض معظمهم لملاحقات أمنية ومحاولات اغتيال من قبل مؤيدين للنظام السوري»، مؤكدا أن «معظم الناشطين يسكنون في طرابلس وعكار لمعرفتهم أن هذه المنطقة تؤيد الشعب السوري وترفض معاملة النظام القاسية بحقهم». ويشدد على أن «الناشطين لا يستطيعون التحرك في بيروت بسبب انتشار عملاء خلايا حزب الله الأمنية التي تعمل على اصطياد الناشطين وتسليمهم للقوى الأمنية ليصار إلى قتلهم وتعذيبهم في سوريا».

التظاهرات تعمّ البلاد في “جمعة طرد السفراء” والأسد يشترط على الجامعة العربية “موظفين حكوميين

موسكو مستعدة للتعاون مع المجتمع الدولي حول سوريا

القاهرة، بغداد ـ

“المستقبل” ووكالات

لم يتأخر الموقف الروسي كثيراً بعد دخول قرار تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية حيز التنفيذ عشية انتهاء مهلة الأيام الثلاثة التي أعطاها الاجتماع الوزاري العربي في الرباط أخيراً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في ما يشبه الفرصة الأخيرة قبل تدويل المسألة السورية التي أعلنت موسكو استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي بشأنها ولكن “بحذر وتحفظ” كما أوضح رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي فرانسوا فيون عقب محادثات أجراها المسؤولان في موسكو أمس.

وفي “جمعة طرد السفراء” أمس، عمت التظاهرات الحاشدة مدن سوريا وواجهتها كالعادة قوات نظام الأسد بالعنف والقتل موقعة الكثير من الضحايا، ليتجاوز عدد شهداء الثورة منذ انطلاقتها في منتصف آذار (مارس) الماضي الخمسة آلاف وفقاً لـ”مركز توثيق الانتهاكات في سوريا”، في وقت حضت فرنسا وتركيا المجتمع الدولي على “توحيد الجهود من أجل تشديد العقوبات” على النظام “لوقف إراقة الدماء” والحؤول دون دفعه البلاد نحو حرب أهلية حذرت منها الولايات المتحدة أمس على لسان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي قالت إن جامعة الدول العربية وجهت إشارة لا تخطئ إلى ضرورة أن يرحل الرئيس السوري عن السلطة.

وفيما كان نظام الأسد يواصل خيار الدم والنار ضد شعبه، فإنه حاول في اليوم الثاني من مهلة الأيام الثلاثة العربية أمس، التذاكي على الموقف العربي عبر إعلان موافقته الشكلية على استقبال بعثة المراقبين العرب مغلّفاً هذه الموافقة بطلب تعديلات ترقى إلى رفض المبدأ من أساسه.

ففي موسكو أعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحافي عقده أمس في أعقاب محادثاته مع زميله الفرنسي فرانسوا فيون أن روسيا تنوي اتخاذ موقف متحفظ وحذر من القضية السورية في مجلس الأمن الدولي.

وقال رئيس الوزراء الروسي مجيباً عن سؤال موجه اليه عما إذا كانت موسكو مستعدة لتأييد قرار يدين النظام السوري: “نحن جاهزون للتعاون مع المجتمع الدولي وسنفعل ذلك، لكننا ندعو الى الحذر والتحفظ. وأظن أن موقفنا من هذه المسألة سينحصر في ذلك”، وأضاف أن موسكو لا تنوي تجنب التعاون في هذه المسألة.

ولفت المراسل الفرنسي الذي وجه هذا السؤال الى أن فرنسا غير جاهزة لدعم تنفيذ عملية عسكرية في سوريا. فقال بوتين: “هذا ما يجعلنا نحب فرنسا التي تفكر فوراً وتقرر كل شيء”. وأشار الى أن روسيا تشاطر فرنسا موقفها بشأن ضرورة مراعاة حقوق الإنسان لأنه “من الضروري مراعاة حقوق الإنسان حيثما كان وفي سوريا ضمناً”.

وبحسب قول بوتين “نريد أن نغير شيئاً ما في سوريا بشكل عاجل. ويعتبر ذلك أمراً حساساً بالنسبة الينا لأن سوريا قريبة من حدودنا”. ولفت الى أن هذه المسألة قد بُحثت في المحادثات مع فيون. وقال: “نعرف أن شركاءنا الأوروبيين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا طرحوا قراراً لبحثه في الجمعية العامة للأمم المتحدة”، ثم دعا بوتين الى ضبط النفس قائلاً “لا ننوي في أي حال من الأحوال تجنب التعاون وتجاهل رأي شركائنا. وسنتعاون معهم”.

واعترف فيون بوجود بعض الخلافات مع روسيا في المسألة السورية، وقال “من الضروري تشديد الضغط على النظام السوري كيلا يستمر بشار الأسد في الإخلال باستقرار الوضع في هذه المنطقة”، وأضاف فيون “نحن نؤيد كل الجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية بهدف حماية السكان المسالمين في سوريا. وأريد أن أكرر أن الحديث لم يدر أبداً ولا يدور الآن حول التدخل العسكري في سوريا”، وهو ما نفته أيضاً وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي حذرت أمس من احتمال أن تنزلق الأوضاع في سوريا إلى حرب أهلية، موجهة اللوم إلى الرئيس السوري في استفزاز المنشقين ليحملوا السلاح.

وقالت كلينتون في مقابلة مع شبكة “إن.بي.سي” الأميركية، على هامش زيارتها لمدينة بالي الأندونيسية، إن الوضع في سوريا قد يتحول إلى حرب أهلية. وأضافت أن الولايات المتحدة تريد أن ترى معارضة سلمية وغير عنيفة، لكنها وجهت اللوم إلى الأسد واتهمته باستفزاز المنشقين ليحملوا الأسلحة.

ورداً على سؤال بشأن الرد الدولي تجاه ما تشهده سوريا، قالت كلينتون إن جامعة الدول العربية وجهت إشارة لا تخطئ إلى ضرورة أن يرحل الأسد عن السلطة، لكنها أشارت إلى أنه لا توجد “شهية” لأي تدخل عسكري أميركي أو من قبل الأمم المتحدة كما حصل في ليبيا.

وفي مقابلة مع شبكة “سي.إن.إن” الأميركية، قالت كلينتون إن الوضع في سوريا “مقلق جداً”، وأشارت إلى أن المعارضة تتغير وأصبح جزء منها “مسلحاً جيداً ومستعداً للقيام بخطوات ضد الحكومة السورية”.

وأعلنت الجامعة العربية في بيان أمس أن أمينها العام نبيل العربي تلقى مساء أول من أمس رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تضمنت طلبه إجراء تعديلات على مشروع البروتوكول بشأن المركز القانوني ومهام بعثة المراقبين الى سوريا الذي أقره مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في الرباط، الأربعاء الماضي. وأضافت أن هذه التعديلات هي محل دراسة الآن.

وكشفت مصادر ديبلوماسية عربية مطلعة لـ”المستقبل” أن أبرز ما في التعديلات التي طلبها النظام السوري ألا تضم بعثة المراقبين أياً من العاملين في منظمات حقوقية إنسانية، وأن تتشكل هذه البعثة بالكامل من موظفي حكومات عربية.

وجزمت المصادر بأن يتم رفض هذه التعديلات التي لا تظهر حسن نية من قبل النظام السوري في التعاطي مع القرار العربي، ولا تهدف إلا الى التملص من المهلة العربية وكسب الوقت.

وكان وزراء الخارجية العرب وافقوا في اجتماعهم الاستثنائي الذي عقد في الرباط على مشروع بروتوكول بشأن مهمة بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى دمشق للتحقق من تنفيذ بنود الخطة العربية لحل الأزمة وتوفير الحماية للمدنيين السوريين.

وجاء في مشروع البروتوكول أن مجلس الجامعة منح الحكومة السورية مهلة ثلاثة أيام من أجل التوقيع على هذا البروتوكول. وأكد المجلس أنه بعد توقيع الحكومة السورية على هذا البروتوكول وبعد وقف جميع أعمال العنف والقتل يتم إرسال بعثة مراقبي الجامعة فوراً إلى سوريا، على أن تتشكل من 500 من الخبراء (بعضهم من العسكريين) والإعلاميين.

كما وافق المجلس على طلب موجه إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية لاتخاذ ما يراه مناسباً نحو تسمية رئيس بعثة مراقبي الجامعة وكذا القيام بإجراء الاتصالات اللازمة مع الحكومة السورية للتوقيع على البروتوكول. وشدد المجلس على ضرورة إعلان الحكومة السورية موافقتها على تنفيذ كامل بنود خطة العمل العربية التي اعتمدها المجلس في الثاني من الشهر الجاري. وهو قرر إبقاء المجلس في حال انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع.

وأبدى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه تشاؤمه إزاء إمكان أن يحترم النظام السوري المهلة العربية. وقال: “لا أريد استباق الأمور لكنني أشك في أن يوافق النظام”.

كلام جوبيه جاء في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو في أنقرة، أمس، حيث اتفقا

على وجوب قيام الأسرة الدولية بزيادة ضغوطها على النظام السوري من خلال تشديد العقوبات.

وقال جوبيه: “على الرغم من كل النداءات التي وجهت الى هذا النظام ليقوم بإصلاحات (…) إلا أنه لم يستجب للمطالب.. أعتقد أنه آن الأوان لتوحيد جهودنا من أجل تشديد العقوبات” على نظام الأسد.

وشدد جوبيه على أن “الوضع لم يعد محتملاً” وأن “مواصلة القمع غير مقبولة” ودعا مجلس الأمن الى التحرك. وقال: “من الجيد أن يتخذ مجلس الأمن الدولي موقفاً، إذ ليس من المنطقي أنه لم يتحرك بعد إزاء أزمة بهذا الحجم. هذا غير مقبول.. آمل أن يكون المعارضون لصدور قرارات عن مجلس الأمن مدركون للواقع”، في إشارة الى الصين وروسيا. وندد بـ”القمع العنيف” الذي يمارسه النظام السوري ضد المتظاهرين. أضاف: “برأينا ان النظام لم يشأ الالتزام ببرنامج إصلاحات، والآن فات الأوان”.

داود اوغلو اعتبر أن “القضية الأكثر إلحاحاً في الوقت الحالي هي تعزيز الضغوط على سوريا لوقف إراقة الدماء”. وأعرب عن أسفه لعدم تحقيق جهود الوساطة التي تبذلها تركيا أي نجاح في سوريا. وقال “بدلاً من أن يستمع النظام الى الشعب صوّب أسلحته ضده”.

ورأى الوزير الفرنسي أن “نشوب حرب أهلية سيكون كارثياً”، ودعا المعارضة السورية الى تفادي “اللجوء الى التمرد المسلح”.

وكان داود اوغلو أعرب في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” أمس عن تخوفه من هذا الاحتمال. وقال إن المنشقين عن الجيش السوري “بدأوا بالتحرك في الفترة الأخيرة ولذلك هناك مخاطر بالانزلاق الى حرب أهلية”. أضاف أنه وحتى الآن “من الصعب التحدث عن حرب أهلية لأن في هذه الحالة هناك جانبان يتحاربان. بينما في الوضع الحالي غالبية السكان يتعرضون لهجمات من قوات الأمن. لكن هناك دائماً خطر أن يتحول ذلك الى حرب أهلية”.

وكرر جوبيه أن فرنسا التي استدعت سفيرها من دمشق تعارض “أي تدخل أحادي الجانب” في سوريا وأن مثل هذا التدخل إذا حصل فيجب أن يتم في إطار تفويض من مجلس الأمن.

ولدى سؤال داود أوغلو عما إذا كانت تركيا تعتزم إقامة منطقة عازلة أو فرض منطقة حظر جوي على حدودها مع سوريا، أجاب داود اوغلو أن مثل هذا الإجراء ليس مطروحاً في الوقت الحالي، إلا أنه أضاف أنه من الممكن اتخاذ “إجراءات” في المستقبل من دون أن يعطي ايضاحات إضافية.

وكشفت مصادر إعلامية فرنسية متطابقة عن انعقاد اجتماعات غير رسمية في وزارة الخارجية الفرنسية للتنسيق الغربي – العربي بشأن سوريا.

وأكدت صحيفة “لوباريزيان” ومجلة “لو نوفال أوبزرفاتور” على موقعيهما الالكترونيين مساء أمس نقلاً عن مصادر متطابقة لم تسميانها أن فرنسا قررت خلال الأيام الأخيرة تكثيف اتصالاتها الديبلوماسية حول سوريا وفقاً لما نسبته للمصادر بعقد اجتماع غير رسمي أمس في الخارجية الفرنسية يضم شركاء من الدول الغربية والبلدان العربية.. مشيرة إلى أن هذا الاجتماع لم يتم تأكيده على المستوى الرسمي.

وكان برنار فاليرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أشار أول من أمس إلى وجود اتصالات واجتماعات من قبل المجتمع الدولي لإنشاء مجموعة اتصال دولية خاصة بسوريا بالنظر الى الوضع المأسوي هناك وضرورة التعبئة المتزايدة لتكثيف الاتصالات بين عواصم الدول المعنية.

وفي بغداد (علي البغدادي) كشفت مصادر عراقية مطلعة عن وجود توافق في الآراء بين العراق وإيران بشأن قرب انهيار نظام الأسد إضافة الى تداول صيغة حل وسط يتيح تخلي الأسد عن الرئاسة مقابل بقائه على رأس المؤسسة العسكرية في الفترة الانتقالية للخروج من الأزمة الحالية.

وقالت المصادر لـ”المستقبل” إن “شخصيات عراقية رفيعة اجتمعت خلال الأيام الماضية مع مسؤول الملف العراقي والقائد البارز في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني لبحث الأوضاع في سوريا والموقف من التطورات التي تجري فيها”.

وأوضحت المصادر أن “الاجتماع عرض الرسائل والاتصالات التي تم تبادلها بين مسؤولين عراقيين وإيرانيين من جهة ونظرائهم في سوريا حيث توصلوا الى اقتناع مفاده حتمية حصول تغيير كبير في النظام السوري وأن هناك توافقاً في الآراء بين بغداد وطهران بأن سقوط النظام السوري وشيك”، لافتة الى أن “المسؤولين السوريين يعرفون من خلال ما أبلغوه لمسؤولين عراقيين أن النظام في سوريا يعاني أزمة حقيقية ويقترب من الانهيار”.

وأوضحت المصادر أن “التحرك الإيراني العراقي ينصب على إطالة زمن الأزمة من أجل التوصل الى حل وسط قد يكون للأسد فيه دور محدد في شكل البنية السياسية الجديدة خصوصاً في ظل مخاوف الطائفة العلوية في سوريا من حصول عمليات انتقامية في حال سقوط الأسد”. وأشارت الى أن “طهران وبغداد وبعلم قيادات سورية بارزة تسعى الى الوصول لصفقة تتيح للأسد التخلي عن مناصبه السياسية لأحزاب المعارضة السورية ضمن مرحلة انتقالية تمهد لإجراء الانتخابات مقابل قيادة الجيش السوري”.

وأكدت المصادر أن “طهران وبغداد ودمشق تعلم أن الضغوط الاقليمية والدولية ستتصاعد خلال المرحلة المقبلة وهو ما سيضعهم أمام مواجهة المجتمع الدولي. وبالتالي، فإن هذه العواصم تنكب حالياً لترتيب الأوراق والعمل على التوصل لصفقة مقبولة للخروج بأقل خسائر ممكنة، خصوصاً أن استمرار قمع المحتجين يضع بغداد وطهران في موقف محرج إضافة الى أن كلتا العاصمتين تحضان النظام السوري على إجراء إصلاحات سياسية وإحداث تغيير حقيقي يلبي رغبات المحتجين لتأمين حل الأزمة السورية والحد من انعكاسات أي سقوط محتمل لنظام الأسد”.

ميدانياً، قتل 12 مدنياً بينهم طفل برصاص الأمن السوري في “جمعة طرد السفراء” وفق منظمة حقوقية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي “قتل 12 مدنياً بينهم طفلان الجمعة وهم أربعة وطفل في بلدة الحارة في ريف درعا (جنوب) وثلاثة في ريف دمشق ومدنيان في ريف حمص (وسط) وآخر في ريف حماه (وسط) وطفل في درعا”.

وأشارت لجان التنسيق المحلية المشرفة على متابعة أحداث الثورة الى مقتل سبعة عشر مدنياً بينهم أربعة أطفال هم “ثمانية شهداء في درعا وأربعة شهداء في حماه وثلاثة في ريف دمشق وشهيدان في حمص”.

وذكرت لجان التنسيق في بيان أنه “تم اعتقال مدير وكالة سانا في دير الزور علاء الخضر بعد استقالته من منصبه احتجاجاً على ممارسات النظام بحق المدنيين”، مضيفة أنه “قام بوضع لاصق على فمه وتعليق لافتة على صدره كتب عليها: أنا صحفي سوري”.

إلا أن سانا سارعت الى التعليق على نبأ الاعتقال وذكرت أنها “تنفي اعتقال مدير مكتبها بدير الزور” مؤكدة أن “مدير مكتبها بدير الزور هي الصحفية لمياء الرداوي وليس علاء الخضر”.

وذكر ناشطون أن متظاهرين في مدن سورية عدة خرجوا في يوم “جمعة طرد السفراء” السوريين المعتمدين في الخارج للمطالبة بإسقاط النظام السوري الذي تزداد عزلته. وأفادت لجان التنسيق المحلية أن مظاهرات خرجت في ريف دمشق وبعض أحيائها وريف إدلب وحماه وفي ريف حلب وريف درعا وفي شرق سوريا كدير الزور والحسكة والقامشلي.

وفي دمشق، ذكرت اللجان على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي “خرجت مظاهرة قبيل صلاة الجمعة في حي الميدان” مضيفة أن “الأحرار في حي القابون كانوا على الموعد رغم الحصار رغم التهديد رغم الكثافه الكبيره لكتائب الأسد”.

وظهر في أحد الاشرطة التي بثتها هذه المواقع مظاهرة مناهضة للرئيس السوري في الزبداني (ريف دمشق) شارك فيها المعارض البارز كمال اللبواني الذي أفرجت عنه السلطات السورية أخيراً وهو يرفع إشارة النصر.

وكان ناشطون سوريون دعوا أبناء شعبهم للتظاهر في “جمعة طرد السفراء” السوريين المعتمدين في الخارج للمطالبة بإسقاط النظام الذي تتزايد عزلته.

تفجير خط لنقل النفط في محافظة دير الزور

تعرض خط لنقل النفط في محافظة دير الزور شرق سوريا بعد ظهر امس للتفجير. وقالت مصادر مطلعة في مدينة دير الزور “ان خط نقل النفط في منطقة الخراطة جنوب مدينة دير الزور تم تفجيره بواسطة عبوة ناسفة وتمت السيطرة عليه وخلف اضرارا بسيطة “. اضافت ان “الخط الذي تم استهدافة يغذي محطة التيم عن طريق ابار منطقة المهاش”. وقال شهود عيان انهم شاهدوا النيران تندلع من الخط المستهدف. وكانت السلطات السورية قالت ان “مجموعات مسلحة “قامت باستهداف خطوط لنقل النفط في محافظتي حمص ودير الزور.

وحملت لجان التنسيق المحلية في سوريا مسؤولية التفجير الى قوات الامن و”ذلك بهدف رواية النظام عن وجود عصابات مسلحة وتبرير انتشار الجيش في المدينة”.

(يو بي اي، “المستقبل”)

الجامعة تدرس تعديلات دمشق على “بروتوكول المراقبين

تصاعد التحذيرات من حرب أهلية في سوريا

تصاعدت التحذيرات الدولية من إمكانية اندلاع حرب أهلية في سوريا . فبعد روسيا وتركيا وفرنسا تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس عن “إمكان اندلاع حرب أهلية في سوريا، وقالت كلينتون في مقابلة مع شبكة “ان بي سي” “أعتقد أنه يمكن أن تندلع حرب أهلية إذا وجدت معارضة لديها تصميم كبير ومسلحة في شكل جيد وتتمتع بتمويل كبير” .

وأضافت أن هذا العمل المسلح “إذا لم يتول قيادته المنشقون عن الجيش فسيؤثرون فيه بالتأكيد، اننا نراه ولا نوافق على ذلك لأننا نؤيد التظاهرات السلمية والمعارضة غير العنيفة” .

وحرصت وزيرة الخارجية الأمريكية على القول ان “نظام الأسد” هو الذي دفع الشعب من خلال العنف الذي يمارسه منذ أشهر إلى “حمل السلاح ضده” .

 فيما كشف أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي أمس، أن دمشق ردت على البروتوكول الذي أقره وزراء الخارجية العرب الخاص بإرسال مراقبين إلى سوريا بطلب تعديلات لم يفصح عنها، مؤكداً أن الرسالة التي استلمها الخميس، ستخضع لدراسة عربية قبل الرد عليها .

وقال مصدر رفيع المستوى في الأمانة العامة للجامعة ل”الخليج” إن البرتوكول الذى تقدمت به سوريا عبر وزير خارجيتها “يوسع سلطات الدولة السورية فى التعاون مع المراقبين، ومنح الأذون الخاصة برصد الانتهاكات، واللقاءات مع قوى سياسية داخل سوريا”، مشيراً إلى أن الأمانة العامة سوف ترد على طلب الجانب السوري فى غضون الساعات المقبلة، بعد إدخال بعض التعديلات .

وكشف المصدر عن ضغوط دولية تتعرض لها بعض الدول العربية لجهة تسريع إجراءات تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية، مشيراً إلى أن هذه الضغوط تستهدف بالأساس إزاحة الدور العربي لجهة تدويل الملف السوري في خلال أيام قليلة مقبلة .

ولفت المصدر إلى اتصالات عربية وسورية تجري حالياً بالتنسيق مع تركيا “التي استجابت للاتصالات العربية ورفضت إقامة منطقة عازلة على حدودها مع سوريا”، وقال المصدر إن “طهران دخلت هي الأخرى على الخط في محاولة لمنع تدويل الأزمة” لكنه أبدى فى الوقت ذاته تشاؤمه إزاء الوضع الراهن فى دمشق، مشيراً إلى ما وصفه ب “أحداث داخلية في سوريا تسعى إلى تطوير الأزمة حالياً” .

في حين حذرت تركيا من انزلاق سوريا إلى حرب أهلية، وأكدت عزمها دعم المجلس الوطني المعارض لتعزيز قواعده، كما أعلنت فرنسا أن الأوان قد فات على الإصلاح في سوريا، ورأت روسيا أنه لا بد من ضبط النفس والحذر بشأن الأزمة في مجلس الأمن الدولي، في وقت خرجت مظاهرات في مدن سورية عدة في “جمعة طرد السفراء”، وشهدت مناطق سورية سقوط ضحايا جدد بين قتيل وجريح .

وأعلن العربي أنه تلقى مساء الخميس، رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم “تضمنت تعديلات على مشروع البروتوكول بشأن المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا،” وقال “هذه التعديلات محل دراسة الآن” .

وحذر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من أن بلاده قد تتخذ المزيد من الإجراءات ضد النظام السوري إذا استمر العنف، ومن أن ما يحدث في سوريا قد يؤدي إلى حرب أهلية، وأكد دعم بلاده للمجلس الوطني السوري المعارض لتوسيع قاعدته وانتشاره، وتعزيز موقعه .

وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن هناك حاجة لتعزيز العقوبات على سوريا، وأكد “نعتقد أن النظام لم يشأ الدخول في برنامج إصلاحات وفات الأوان الآن” .

ودعا رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين إلى ضرورة ضبط النفس والحذر . وقال “نحن مستعدون للعمل مع المجتمع الدولي، وسنقوم بذلك، لكننا ندعو إلى ضبط النفس والحذر” .

ودعا رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، رئيس مجلس النواب المغربي عبد الواحد الراضي، دمشق إلى الاستجابة لدعوة الجامعة العربية، حتى تتمكن “من البدء بعملية داخلية للتغيير السياسي على أن تتمتع بصدقية ويستجيب للتطلعات الديمقراطية” .

وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رولاندو غوميز لوسائل الإعلام أن لجنة التحقيق الدولية حول الانتهاكات المرتكبة في سوريا ستصدر تقريرها في الأيام المقبلة . وقال إن دورة استثنائية حول سوريا قد تعقد أواخر الشهر أو مطلع الشهر المقبل .

على الأرض، ترددت أنباء حول مقتل ما لا يقل عن 14 شخصاً إثر تجدد أعمال العنف في أنحاء سوريا، وقال نشطاء من المعارضة إن قوات الأمن قتلت بالرصاص 12 مدنياً بينهم طفلة عندما فتحت نيران أسلحتها على المحتجين في مدن حمص وإدلب وحماة . فيما خرج المحتجون إلى الشوارع من أجل الضغط على الدول لطرد سفراء سوريا . وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) نقلاً عن مصدر مسؤول أن اثنين من رجال الأمن قتلا بينما جرح ضابط في تفجير بمدينة حماه . (وكالات)

بن حلي : الجامعة العربية ستصدر بيانا مهما الليلة بشأن سورية

القاهرة – عاد إلي القاهرة مساء اليوم السبت الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية قادما من أبوظبي بعد جولة خارجية استغرقت خمسة أيام وشملت زيارة للمغرب والإمارات.

من جانبه صرح السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية والذي وصل قبل العربي من المغرب ” سيتم مساء اليوم السبت إصدار بيان من الجامعة بتحديد آخر تطورات الوضع بالنسبة للأزمة السورية وإيضاح الخطوات التي سيتم اتخاذها في إطار الموقف السوري حيث ستنتهي منتصف ليلة اليوم السبت المهلة التي وضعتها الجامعة العربية الأربعاء الماضي لالتزام سوريا بخطة السلام العربية التي تم إبلاغها لسوريا.

يذكر أن خطة السلام العربية تتضمن عدة شروط منها وقف إراقة الدماء، وانسحاب القوات العسكرية من المدن والبلدات السورية المضطربة، والسماح لفريق تقصي حقائق يتألف من 500 عضو عربي يضم عسكريين بالعمل في سورية.

كانت سورية طلبت أمس الأول الخميس إضافة تعديلات على خطة إرسال المراقبين إلى سوريا.

وكان العربي قد شارك في المنتدي العربي- التركي والاجتماع الطارئ بشأن الأزمة السورية في المغرب.

مقتل 15 برصاص الامن وسوريا طلبت تعديلات على مهام بعثة مراقبي الجامعة

القاهرة – اعلن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الجمعة في بيان ان سوريا طلبت تعديلات على مشروع البروتوكول المتعلق بمركز ومهام المراقبين الذين تنوي الجامعة العربية ارسالهم الى سوريا.

وقال العربي في البيان انه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تضمنت “تعديلات على مشروع البروتوكول بشان المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الى سوريا” والذي اقره مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في 16 تشرين الثاني/نوفمبر.

واضاف الامين العام لجامعة الدول العربية ان “هذه التعديلات هي محل دراسة الان”.

على الصعيد الميداني افادت منظمة حقوقية الجمعة ان 15 مدنيا بينهم طفل سقطوا برصاص الامن في “جمعة طرد السفراء” فيما افاد مصدر رسمي عن مقتل عنصرين من حفظ النظام بانفجار عبوة ناسفة في حماة (وسط).

وياتي ذلك في ثاني يوم من مهلة الايام الثلاثة التي اعطتها الجامعة العربية لسوريا من اجل وقف القمع مهددة بفرض عقوبات اقتصادية على دمشق.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “قتل 11 مدنيا بينهم طفل الجمعة بينهم اربعة في بلدة الحارة في ريف درعا (جنوب) وثلاثة في ريف دمشق ومدنيان في ريف حمص (وسط) واخر في ريف حماة (وسط) وطفل في درعا”.

وكانت حصيلة سابقة اشارت الى مقتل ستة اشخاص برصاص الامن في مدن سورية عدة.

اما لجان التنسيق المحلية المشرفة على احداث الثورة السورية فاشارت الى مقتل “خمسة مدنيين احدهم طفل برصاص الامن بينهم شهيدان في حمص وشهيد في ريف حماة واخر في ريف دمشق والطفل في درعا”.

من جهتها، نقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي “استشهاد عنصرين من قوات حفظ النظام واصابة ضابط بجروح خطيرة جراء انفجار عبوة ناسفة في حي القصور بحماة الذي يشهد كثافة مرورية”.

واضاف المرصد “اصيب طفل باطلاق رصاص من حاجز في حي البياضة” مشيرا الى انه “لا يستطيع احد الاقتراب منه خوفا من ان يطلق عليه الرصاص مثلما حصل في حالات سابقة”.

وفي ريف دمشق، ذكر المرصد ان “قوات الامن اطلقت النار بكثافة لتفريق المظاهرات التي خرجت في مدينة حرستا مما ادى الى اصابة اربعة متظاهرين بجراح”.

واكد المرصد “اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية لتفريق مظاهرة خرجت في درعا (جنوب) كما الرصاص الحي لتفريق مظاهرات خرجت في دير الزور (شرق) مشيرا الى “خروج مظاهرة حاشدة في بلدة القورية (ريف ديرالزور)”.

وفي ريف درعا (جنوب)، ذكر المرصد ان “مدن جاسم وانخل ونوى والحارة شهدت انتشارا امنيا وعسكريا كثيفا وحصارا للمساجد لمنع خروج التظاهرات بعد صلاة الجمعة” مضيفا “نفذت قوات الامن حملة اعتقالات استباقية في بلدة حسم الجولان طالت سبعة اشخاص”.

وذكر ناشطون ان متظاهرين في مدن سورية عدة خرجوا في يوم “جمعة طرد السفراء” السوريين المعتمدين في الخارج للمطالبة باسقاط النظام السوري الذي تزداد عزلته.

وكان ناشطون سوريون دعوا ابناء شعبهم للتظاهر في “جمعة طرد السفراء” السوريين المعتمدين في الخارج للمطالبة باسقاط النظام الذي تتزايد عزلته.

وياتي ذلك فيما اصيب “عشرات” المتظاهرين ليل الخميس الجمعة برصاص قوات الامن السورية خلال تفريقها اعتصاما في احدى بلدات ريف دمشق احرق خلاله المتظاهرون مخفر البلدة احتجاجا على اعتقال امرأة شاركت في تظاهرة مناهضة للنظام، كما افادت منظمة حقوقية.

واعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الجمعة في انقرة ان “الاوان فات الان” حتى يبقى النظام السوري في الحكم بعدما فشل في تحقيق الاصلاحات التي تطالب بها الاسرة الدولية.

كما حذر وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الجمعة من “مخاطر الانزلاق الى حرب اهلية” في سوريا، في تصريحات لوكالة فرانس برس..

وكان وزراء الخارجية العرب هددوا مساء الاربعاء خلال اجتماع في الرباط بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري ما لم يوقع خلال ثلاثة ايام بروتوكولا يحدد “الاطار القانوني والتنظيمي” لبعثة المراقبين العرب التي سيتم ارسالها الى سوريا لحماية المدنيين.

واكد الوزراء في قرار اعتمدوه انهم كلفوا العربي “الاتصال مع الحكومة السورية لتوقيع بروتوكول بشأن المركز القانوني والتنظيمي” لبعثة المراقبين العرب المكلفة حماية المدنيين “في أجل لا يتجاوز 3 ايام من تاريخ اصدار هذا القرار” ليتم بعد ذلك ايفاد المراقبين “فورا”.

المحامي أنور البني : التعديلات السورية على الطلب العربي مناورة

روما – اعرب محام سوري رئيس لمركز أبحاث ودراسات قانونية عن قناعته بأن التعديلات التي قدمتها سورية إلى الجامعة العربية كرد على طلب الجامعة إرسال مراقبين للبلاد هي “مناورة ورفض مبطّن للطلب العربي”، على حد وصفه

وقال المحامي أنور البني، رئيس المركز السوري للأبحاث والدراسات القانونية، في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “أتوقع أن تحاول السلطات السورية الالتفاف على هذه المسألة، وأن تسعى لإيجاد صيغة تضمن من خلالها أن لا تنفّذ المبادرة دون أن تقول أنها رفضتها، وأن تضع شروطاً تعجيزية تفقدها محتواها، بحيث تتحول المبادرة من مبادرة من الجامعة إلى مبادرة ذاتية من السلطة السورية لا تخضع لالتزامات ولا لشروط”، وفق قوله

وأوضح البني “التعديلات السورية على طلب الجامعة إرسال فرق من المراقبين إلى البلاد هي مناورة لا أكثر ولا أقل، وربما تريد ألا يذهب المراقبون وحدهم إلى المناطق السورية أو أن لا يرسلوا تقارير إلا عن طريق الدولة السورية، وعلى كل حال من الصعب الحكم أو التحدث عن التعديلات حتى يتم إعلانها بشكل واضح”. وقال البني “السلطات السورية ستكون منزعجة لمجرد دخول هؤلاء المراقبين بهذه الطريقة، فوجودهم الدائم على الأرض وتحركهم في كل المناطق دون قيد ولقاء الناس والتحدث معهم بحرية وإرسال تقارير دون تحديد لن يناسب السلطة” السورية

وتابع “يبدو أن السلطة ستستمر بالسير بنفس الطريق، ليس لديها خيار إلا أن تذهب بالشوط حتى نهايته، إنها عملية عض على الأصابع، وتراهن على أن يتوقف الشعب عن التظاهر والاحتجاج أو أن يتوقف المجتمع الدولي عن الضغط، بينما تشير الوقائع إلى أن أياً من ذلك لن يحدث، لقد حوّل النظام طريق الحل إلى نفق مظلم وباتجاه واحد وأغلق المدخل”، على حد تقديره

ارتفاع عدد القتلى برصاص القوات السورية اليوم إلى تسعة

أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن عن مقتل ستة مدنيين جدد اليوم في عدد من المدن السورية ليرتفع بذلك الى تسعة عدد القتلى الذين سقطوا السبت في اليوم الاخير من المهلة التي حددتها جامعة الدول العربية للنظام السوري لوقف اعمال العنف.

وذكر عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” أن “6 مدنيين جدد سقطوا برصاص القوات السورية بينهم اثنان في القصير الواقعة في ريف حمص، وثلاثة في بلدة كفر تخاريم الواقعة في ريف ادلب، وآخر برصاص قناصة في حمص”.

(أ.ف.ب.)

الدعم الخارجي قد يحول المنشقين إلى حركة عصيان مسلح قادرة على إجهاد الجيش واستنزافه

لا يشكل الانشقاق المتزايد في صفوف الجيش السوري تهديدا مميتا بعد للرئيس السوري بشار الأسد، ولكن الدعم الخارجي قد يحول المنشقين إلى حركة عصيان مسلح على المستوى الوطني قادرة على إجهاد جيشه واستنزاف قواه.

وبينما تقترب سوريا على ما يبدو من الانزلاق نحو حرب أهلية، يقول محللون إن الأسد سيسعى إلى حرمان جماعات المعارضة المسلحة الوليدة من أرض تكفي لتنظيم حرب عصابات.

وستكون مهمة الجيش أسهل إذا لم يتمكن الجنود السابقون من الحصول على مساعدة متواصلة من خبراء في الخارج لتنظيم عملياتهم اللوجستية وتدريب المجندين.

الدعم الخارجي

ويقول سامر أفندي، وهو ناشط سوري معارض مقيم في بريطانيا، إنهم “إذا حصلوا على مساعدة من تركيا أو من بعض الدول العربية فإن الانتصار على النظام قد يستغرق خمسة أو ستة أو ثمانية أشهر”. وأضاف أنه “إذا لم تأت أي مساعدة فإن الأمر سيستغرق وقتا أطول”.

وتابع أن “الهجوم الذي شنه منشقون من الجيش على مجمع مخابرات تابع للقوات الجوية في حرستا قرب دمشق يوم الأربعاء أعطى دفعة قوية لمعنويات الكثيرين في صفوف المعارضة”.

ولكن أفندي قال إن المقاتلين، الذين يقدر بعض المحللين أعدادهم ببضعة آلاف، يحتاجون إلى مناطق محررة آمنة للتدريب وللحصول على الدعم.

من جانبه قال محلل شؤون الشرق الأوسط لدى شركة أي كي أي الاستشارية ألن فريزر “في الحقيقة فإن العصيان المسلح ليس قويا إلى حد يكفي لأن يشكل تهديدا ذا مغزى للنظام في الوقت الحالي، لكنه قد يصبح أكثر تنظيما وقادرا على إلحاق الضرر بدعم من الخارج”.

وأضاف أن “نقطة التحول ستأتي عندما يمتلك القدرة على السيطرة على الأرض في مواجهة هجوم مضاد يشنه النظام”.

صمود الجيش

وقال العقيد رياض الأسعد من جيش سوريا الحر لوكالة رويترز إن ما بين 10 و15 ألف جندي انشقوا عن الجيش السوري الذي يقدر قوامه بنحو 200 ألف في أنحاء البلاد، وإن الهروب من الخدمة مستمر كل يوم.

وقال خبير في الشؤون السورية في شركة إكسكلوسيف أناليسيس للاستشارات ومقرها لندن إنه يتوقع “تآكلا منتظما في قوة الجيش السوري وتقييدا منتظما للأراضي التي يستطيع الوصول إليها”.

وأضاف أن “الأمور تمضي أكثر نحو حرب أهلية كاملة تجذب لاعبين إقليميين للتدخل”.

وقالت شركة إكسكلوسيف في ملحوظة خاصة إن من المحتمل أن يكون هجوم حرستا قد وجه ضربة نفسية للنخبة السياسية المحيطة بالأسد.

وجاء في الملحوظة أن هجمات أخرى من هذا القبيل ستشجع -على الأرجح- المزيد من الانشقاقات عن الجيش السوري مما يشعره بأنه في الجانب الخاسر.

وترى الملحوظة أن حكومة الأسد ستعاني من أجل احتواء الاحتجاجات في المدن الكبرى في غضون فترة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر، وتزيد من خطر نشوب حرب أهلية بعد هذا الإطار الزمني.

وقال شاشانك جوشي وهو باحث في المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية في لندن “الجيش لا يزال في جعبته الكثير ولا يزال لديه ما يكفي من وحدات النخبة ولديه العدد والعدة مما يكفي للاحتفاظ بقدرته على شن هجوم عنيف”.

وأضاف أن “المشكلة هي القطاعات التي لا يستطيع السيطرة عليها.. هل ستستعيد الحكومة السيطرة عليها في أي وقت؟ يساورني الشك في أنها لن تستطيع”، مشيرا إلى مناطق حول مدينة درعا في الجنوب ومدينة حمص في وسط البلاد.

ويتوقع جوشي وصول الجانبين إلى “طريق مسدود” حيث تعجز الحكومة عن استعادة السيطرة على الأرض التي خسرتها، في حين لا يستطيع المسلحون تحدي الجيش في مناطق يسعون للسيطرة عليها.

ويسيطر ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري بشار الأسد ومساعدوه على الجيش، لكن الأسد يواجه عزلة دبلوماسية متزايدة، وهو عامل قد يؤثر لاحقا على المعادلة العسكرية على الأرض.

                      رويترز

دمشق طلبت تعديلات على المبادرة العربية

مهلة الجامعة لسوريا تنتهي اليوم

تنتهي مع منتصف ليلة اليوم السبت المهلة التي وضعتها الجامعة العربية الأربعاء الماضي لالتزام سوريا بخطة سلام عربية تتضمن وقف إراقة الدماء، وانسحابا عسكريا من المدن والبلدات السورية المضطربة، والسماح لفريق لتقصي الحقائق يتألف من 500 عضو يضم عسكريين بالعمل في سوريا.

وقبل أن تنتهي المهلة العربية، طلبت سوريا الخميس تعديلات على الخطة العربية.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن دمشق طلبت تعديلات على خطة إرسال مراقبين إلى سوريا، وأضاف العربي أنه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تضمنت تعديلات على مشروع البروتوكول بشأن الوضع القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة المزمع إيفادها إلى سوريا.

وبحسب العربي فإن الطلب السوري يخضع حاليا للدراسة من جانب الجامعة العربية.

وكانت الجامعة طالبت بوقف إراقة الدماء ودعت لإرسال مراقبين إلى سوريا في إطار مبادرة عربية تستهدف إنهاء العنف وبدء حوار بين الحكومة والمعارضة السورية.

وعلقت الجامعة عضوية سوريا هذا الأسبوع كما وضعت خطة بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني لتشكيل فريق لتقصي الحقائق يتألف من 500 عضو يضم عسكريين، وقالت دمشق إنها ترحب ببعثة تدعمها الجامعة أيا كان تشكيلها.

وهددت الجامعة بتعليق عضوية سوريا فيها وربما بفرض عقوبات على سوريا إذا لم توافق بحلول نهاية اليوم السبت على خطة السلام العربية، وذلك بعد أن فشلت دمشق في الالتزام بخطة سابقة على الأرض رغم موافقتها الكلامية، حيث طلبت الجامعة هذه المرة التزاما رسميا سوريا كتابيا بالمبادرة الجديدة.

ومن جانبها قالت إيران إن الجامعة العربية ترغب في إشعال حرب أهلية في سوريا.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علاء الدين بروجوردي الجمعة في أنقرة، إن الأسلوب الذي تستخدمه الجامعة العربية في تعاملها مع الملف السوري يهدف إلى التسبب في حرب أهلية في سوريا، وهذه الحرب الأهلية قد تقود إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة ككل.

إيران تتهم الجامعة باستهداف سوريا

اتهمت إيران جامعة الدول العربية باستهداف إشعال حرب أهلية في سوريا، ووصفت تعليق عضوية دمشق في الجامعة بأنه “خطأ تاريخي”.

 وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علاء الدين بروجردي أمس الجمعة خلال زيارة لتركيا إن الأسلوب الذي تستخدمه الجامعة العربية في تعاملها مع الملف السوري يهدف إلى التسبب بحرب أهلية في سوريا، وهذه الحرب الأهلية قد تقود إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة ككل.

 ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن بروجردي قوله -خلال مؤتمر صحفي عقده في أنقرة- إن الحل الأفضل لسوريا هو تسريع الإصلاحات التي بدأها الرئيس بشار الأسد.

 ورداً على سؤال عن رأي إيران بسياسة تركيا تجاه سوريا، قال بروجردي إن بإمكان تركيا أن تجري مشاورات مع إيران بشأن سوريا وأن تلعب دوراً بنّاء أكثر في الموضوع.

وقال محمد جواد لاريجاني -مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي- في نيويورك الأسبوع الماضي إن “أفضل حل هو ترك الشأن السوري للسوريين”, مجددا رفض بلاده لأي تدخل دولي في الأزمة السورية.

 واتهم لاريجاني الولايات المتحدة وبلدانا غربية أخرى بتزويد المعارضة السورية بالأسلحة, وهو الاتهام الذي وجهته كذلك دمشق إلى الولايات المتحدة وحلفائها.

 وكانت الجامعة العربية قد اتخذت قرارا بتعليق عضوية سوريا فيها لحين التزام الأخيرة ببنود الورقة العربية التي تدعو لوقف العنف ضد المدنيين وسحب الآليات العسكرية من المدن والأرياف، والسماح بدخول مراقبين من الجامعة لتفقد الوضع ميدانيا وللتأكد من التزام دمشق بالاتفاق.

منشقون سوريون: النظام لا يفهم غير القوة

تعهد منشقون عن الجيش السوري بشن المزيد من الهجمات على أهداف النظام السوري نافين مخاوف من تزايد الصراعات الإهلية ومصرين على أن حكام البلاد لا يفهمون غير لغة القوة.

وقال العقيد المنشق رياض الأسعد -قائد الجيش السوري الحر (وهو جيش غير نظامي أعلن تأسيسه ضباط مُنشقون عن الجيش السوري في 29 يوليو/تموز 2011 لدعم المُتظاهرين السوريين وحمايتهم)، الذي اكتسب شهرة بنشر آرائه على موقع يوتيوب، والذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم على منشأة عسكرية هذا الأسبوع- إن انهيار خطة الجامعة العربية لتحقيق المصالحة في سوريا قد شجع قواته على مواصلة الهجوم.

وأضاف الأسعد أن الانشقاقات عن جيش النظام تضاعفت بعد أن بدأ باب الدبلوماسية العربية ينغلق.

واستطرد: “لقد أمهلنا النظام بعض الوقت ليستجيب لخطة السلام العربية لكنه بدلا من ذلك كثف قمعه ومن ثم فقد اضطررنا لتبني نفس الأساليب ولنوضح له أننا نستطيع إصابته في مقتل وفي أماكن لا يتوقعها. والجيش السوري الحر الآن لديه عشرات آلاف الأفراد”.

المقاومة المسلحة

ويشار إلى أن جهود الجيش السوري الحر ليصير قوة ضاربة مناوئة للنظام تعقدت بسبب الذعر الذي سببته بين المعارضة السياسية حيث نبهت شخصيات بارزة إلى ضرورة أن تظل الانتفاضة سلمية.

وقال العقيد الأسعد إن جماعته على اتصال بجماعات المعارضة السياسية، بما في ذلك المجلس الوطني السوري. لكنه أصر على أن السياسيين كانوا مخطئين في الاعتقاد بأن النظام السوري يمكن إسقاطه بدون صراع عسكري. وقال: “هذه عصابة وقد وصلوا إلى السلطة من خلال القوة وظلوا فيها بالقوة. وهم يعتقدون أن سوريا مزرعة والناس حيوانات فيها. والشيء الوحيد الذي يفهمونه هو القوة”.

وأضاف أن النظام السوري أضعف مما يبدو. لكنه أقر بأن الجيش السوري الحر بحاجة إلى مساعدة دولية، وليس تدخلا، ليواصل حملته بقوة أكبر ضد النظام ويشكل مساحة آمنة للمنشقين.

وأشار مراقبون إلى أن مثل هذه الهجمات بينت أن المقاومة المسلحة في سوريا قد صارت أكثر تنظيما بسرعة.

ومن جانبها علقت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية على هذا الأمر بأن سلوك نظام الأسد قد استنفر الناس لحمل السلاح ضده.

                      فايننشال تايمز

مظاهرات معارضة وأخرى مؤيدة للنظام

اقتحام بلدة بحماة و23 قتيلا الجمعة

اقتحمت قوات من الجيش السوري بلدة بريف حماة (شمال غرب) بعد مقتل 23 شخصا أمس خلال مظاهرات معارضة، قابلتها مظاهرات مؤيدة للنظام، وذلك قبل ساعات من انتهاء المهلة التي حددتها الجامعة العربية لوقف أعمال العنف في سوريا.

وذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا أن الجيش بدأ باقتحام بلدة شيزر وسط “قصف عشوائي بالأسلحة الرشاشة الثقيلة وحملة مداهمات مكثفة”.

وتأتي هذه العمليات بعد يوم دام سقط خلاله –بحسب الهيئة العامة للثورة السورية- 23 قتيلا بينهم ثلاثة أطفال برصاص قوات الأمن خلال مظاهرات بعدة مدن سورية في “جمعة طرد السفراء”، للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

وأوضحت الهيئة أن سبعة قتلى سقطوا في حمص وستة آخرين في درعا وخمسة بحماة وأربعة بريف دمشق وقتيل في حلب.

بدوره قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مظاهرات مسائية خرجت في عدة أحياء من مدينة حمص واجهها الأمن بإطلاق النار مما أسفر عن سقوط 11 جريحا أربعة منهم في حالة خطرة في حي الخالدية.

وأضاف أن عددا من الأحياء من المدينة شهد عمليات اقتحام من قبل الأمن كأحياء الإنشاءات وجورة الشياح والقرابيص، ترافقت مع إطلاق رصاص.

ولفت إلى أن حي الغوطة شهد حضورا أمنيا كثيفا حيث سرعان ما تفرقت المظاهرة المسائية حين اقتحمت أكثر من 11 مدرعة الحي كما تواصل إطلاق النار الكثيف في معظم الأحياء مساء الجمعة.

كما شهد ريف حمص مظاهرات مسائية في عدة مناطق مثل الحولة ومدينة تدمر، بحسب المصدر نفسه.

هذه المظاهرات المسائية سبقتها مظاهرات عمت أنحاء مختلفة من سوريا حيث بلغ إجمالي عدد المواقع التي جرت فيها مظاهرات في “جمعة طرد السفراء” 210 نقاط بحسب الهيئة العامة للثورة السورية.

مظاهرات مؤيدة

وفي المقابل، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي مقتل عنصرين من قوات حفظ النظام وإصابة ضابط بجروح خطيرة جراء انفجار عبوة ناسفة في حي القصور بحماة الذي يشهد كثافة مرورية.

وفيما يتعلق بمظاهر التأييد للنظام، شهدت عدة ساحات عامة في العاصمة دمشق مظاهرات شارك فيها عدة آلاف للتعبير عن تأييدهم للأسد، حاملين الأعلام السورية وصور الأسد وهم يهتفون “شبيحة للأبد كرمال عيونك يا أسد”.

كما أقسم مؤيدو الأسد خلال مظاهراتهم على الخروج في كل يوم جمعة إلى الساحات العامة للتعبير عن موقفهم، ورددوا “الساحات لنا، الساحات لنا”.

وكان وزراء الخارجية العرب هددوا مساء الأربعاء خلال اجتماع في الرباط بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري ما لم يوقع خلال مدة ثلاثة أيام تنتهي اليوم بروتوكولا يحدد “الإطار القانوني والتنظيمي” لبعثة المراقبين العرب المزمع إرسالها إلى سوريا.

وأعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عشية انتهاء هذه المهلة أنه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تضمنت “تعديلات على مشروع البروتوكول بشأن المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة”.

وقال إن هذه التعديلات محلُّ دراسة الآن.

18 قتيلا والمظاهرات تعم سوريا

قال ناشطون سوريون معارضون إن 18 شخصا على الأقل بينهم أطفال قتلوا برصاص قوات الأمن خلال مظاهرات في عدة مدن سورية فيما سماها المعارضون “جمعة طرد السفراء”، للمطالبة بإسقاط النظام السوري الذي تزداد عزلته منذ اندلاع الاحتجاجات قبل ثمانية أشهر.

وفيما يتعلق بالمظاهرات التي تبلغ ذروتها كل يوم جمعة، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن إجمالي عدد المواقع التي جرت فيها مظاهرات في أنحاء البلاد يوم جمعة طرد السفراء بلغ 210.

وأوضحت أن من بين هذه المظاهرات 25 مظاهرة في ريف دمشق, و13 مظاهرة في العاصمة دمشق, و16 مظاهرة في محافظة دير الزور, و30 مظاهرة في محافظة إدلب.

كما جرت خمس مظاهرات في محافظة الحسكة, و44 مظاهرة في محافظة حمص، و14 مظاهرة في محافظة حلب, 44 مظاهرة في محافظة  درعا, و14 مظاهرة في محافظة حماة، وثلاث مظاهرات في محفظة اللاذقية، واثنتان في الرقة.

هتافات

ودعا المحتجون الدول الأجنبية إلى طرد السفراء السوريين دعما للمعارضة، ورفع محتجون في محافظة درعا -التي كانت مهد الاحتجاجات السورية- لافتة كتب عليها “من يتقي الله يطرد سفيراً سورياً”.

وفي محافظة الحسكة الشرقية هتف المحتجون قائلين “ليش خايفين الله معنا”، وهتف المحتجون في حمص وحماة -وهم يرقصون متشابكي الأيدي- “الجيش الحر جيشنا”، في إشارة إلى المنشقين عن الجيش الذين شنوا حملة متصاعدة من الهجمات على أهداف حكومية.

وفي دمشق، ذكرت اللجان على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي أن مظاهرة خرجت قبيل صلاة الجمعة في حي الميدان، مضيفة أن من وصفوهم بالأحرار في حي القابون كانوا على الموعد رغم الحصار والتهديد والكثافة الكبيرة لكتائب الأسد.

وأظهرت أشرطة فيديو بثتها مواقع معارضة خروج متظاهرين في حي العسالي في دمشق وهم يهتفون “يا بشار اسمع اسمع ولا تتحدى هذه الثورة مانك قدها”، كما خرجت مظاهرات في أحياء من حمص وهتف المشاركون فيها “إسلام ومسيحية بدنا كرامة وحرية”.

وظهرت في أحد الأشرطة التي بثتها هذه المواقع مظاهرة مناهضة للرئيس السوري في الزبداني بريف دمشق، شارك فيها المعارض البارز كمال اللبواني الذي أفرجت عنه السلطات السورية مؤخرا وهو يرفع إشارة النصر.

رواية رسمية

وفي المقابل، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي مقتل عنصرين من قوات حفظ النظام وإصابة ضابط بجروح خطيرة جراء انفجار عبوة ناسفة في حي القصور بحماة الذي يشهد كثافة مرورية.

يذكر أن السلطات السورية حظرت عمل معظم الصحفيين المستقلين، مما جعل التحقق من روايات النشطاء والمسؤولين الحكوميين أمرا صعبا.

من جانب آخر، ذكرت لجان التنسيق أنه تم اعتقال مدير وكالة سانا في دير الزور علاء الخضر بعد استقالته من منصبه احتجاجا على ممارسات النظام بحق المدنيين، مضيفة أنه قام بوضع لاصق على فمه وتعليق لافتة على صدره كتب عليها “أنا صحفي سوري”.

إلا أن سانا سارعت إلى التعليق على نبأ الاعتقال، وذكرت أنها “تنفي اعتقال مدير مكتبها بدير الزور”، مؤكدة أن “مدير مكتبها بدير الزور الصحفية لمياء الرداوي وليس علاء الخضر”. ولفتت الوكالة إلى أن “الخضر انتقل من الوكالة منذ خمسة أشهر للعمل في جامعة الفرات في دير الزور، وليست له أي علاقة بمكتبها في دير الزور”.

وفيما يتعلق بمظاهر التأييد للنظام، شهدت عدة ساحات عامة في العاصمة دمشق مظاهرات شارك فيها عدة آلاف للتعبير عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الأسد، حاملين الأعلام السورية وصور الأسد وهم يهتفون “شبيحة للأبد كرمال عيونك يا أسد”.

كما أقسم مؤيدو الأسد خلال مظاهراتهم على الخروج في كل يوم جمعة إلى الساحات العامة للتعبير عن موقفهم، ورددوا “الساحات لنا، الساحات لنا”.

المرصد السوري: مقتل أربعة من عناصر الاستخبارات الجوية برصاص منشقين

سقوط 9 مدنيين في عدة مناطق

دبي- العربية.نت

فاد ناشط حقوقي السبت ان 4 عناصر من الاستخبارات الجوية قتلوا اثر هجوم شنه منشقون عن الجيش السوري استهدف سيارتهم وسط سوريا.

وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان “منشقين هاجموا بالرصاص سيارة تقل اربعة عناصر تابعين للاستخبارات الجوية بالقرب من قرية المختارة الواقعة على طريق السلمية-حمص (وسط) ما اسفر عن مقتلهم جميعا”.

وكان المرصد ذكر في وقت سابق أن تسعة قتلى سقطوا في عدة مدة بينهم بينهم اثنين في القصير الواقعة في ريف حمص (وسط) و3 في بلدة كفر تخاريم الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) وواحد برصاص قناصة في حمص.

واضاف “كما قتل مدنيان برصاص القوات العسكرية خلال اشتباكات وقعت بين الجيش النظامي ومنشقين عنه في القصير الواقعة في ريف حمص (وسط) كما قتل اخر برصاص قناصة في حمص”.

وكان المرصد اشار في وقت سابق اليوم الى “مقتل مواطن برصاص الامن خلال عملية مداهمة في بلدة حلفايا (ريف حماة) والى مقتل عسكريين منشقين اثنين خلال اشتباكات جرت بين الجيش النظامي السوري ومنشقين في القصير”.

وكان وزراء الخارجية العرب هددوا مساء الاربعاء خلال اجتماع في الرباط بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري ما لم يوقع خلال ثلاثة ايام بروتوكولا يحدد “الاطار القانوني والتنظيمي” لبعثة المراقبين العرب المزمع ارسالها الى سوريا.

واعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاربعاء في عشية انتهاء هذه المهلة انه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تضمنت “تعديلات على مشروع البروتوكول بشان المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة الى سوريا”.

وقال ان “هذه التعديلات هي محل دراسة الان”.

سوريا تطالب بتعديل 18 نقطة على وثيقة “المراقبين”.. وانتهاء المهلة العربية اليوم

أبرزها منع التواصل مع الشعب وعدم زيارة السجون والمستشفيات

دبي – العربية

تنتهي اليوم السبت المهلة التي منحها وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم بالرباط لدمشق للتوقيع على مذكرة تفاهم لإرسال مراقبين إلى سوريا، وقد طلبت دمشق تعديلاتٍ على الوثيقة وخصوصا ما يتعلق بمركز ومهام المراقبين.

الطلب السوري أعلنه نبيل العربي أمينُ عام جامعة الدول العربية، موضحا أنه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تضمنت “تعديلات على مشروع البروتوكول في شأن الوضع القانوني ومهام بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا.

ونقلت وسائل إعلام عن مسؤول سوري أن التعديلات التي وضعتها سوريا “تحافظ على روح النص وطبيعة المهمة، لكنها تشترط درجة أكبر من التنسيق مع الحكومة السورية لحفظ سيادة سوريا”.

وبيّن أن “سوريا أبدت استعدادا لاستقبال بعثة من الجامعة العربية، يكون ضمنها مراقبون في حال تم الاتفاق على التعديلات التي طلبتها دمشق”، موضحا أنه يجري حاليا العمل على بعض التفاصيل، لكنه لفت إلى أن ذلك لا يهدف إلى “عرقلة مهمة” الوفد.

مواقعُ للمعارضة السورية نقلت عن بسمة قضماني المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري قولها إن دمشق تعترض على ثماني عشرة نقطة خاصة باتفاقية ارسال المراقبين العرب، منها دراسة ملف كل مراقب ومنع الوفود من التواصل المباشر مع الشعب ومنعهم أيضا من الوصول الى المستشفيات والسجون. كما عرضت دمشق أيضا اطلاق سراح المعتقلين على دفعاتٍ في مدة غير محددة.

المعارض السوري كمال لبواني: على المعارضة أن تقف خلف الشباب وتمثلهم

بعد أيام من الإفراج عنه

بيروت – العربية.نت

عبّر كمال لبواني المعارض السوري البارز المفرج عنه قبل أيام من السجون السورية، عن إعجابه الشديد بالشباب السوري الذي قاوم القوة بالذكاء حسب تعبيره، مؤكداً أنه توقع حدوث ثورة في سوريا، لكن ليس بهذا الزخم.

وقال لبواني في حديثه لـ”العربية.نت” عبر الهاتف، إن الواقع فاق الحلم، وأنه تفاجأ كثيراً بذكاء الأطفال، حيث كان أجمل ما سمع عنه، هو إعلان طفل انشقاقه عن منظمة طلائع البعث التابعة لحزب البعث السوري.

وقال لبواني، إنه توقع أن يقول الشعب السوري كلمته يوماً ما، وحدوث ثورة في سورية شبيهة بالثورات التي جرت في دول الاتحاد السوفييتي.

وبرر لبواني توقعه، بالأزمة المالية العالمية، التي توقع أن تصل للعالم الثالث بعد ثلاث سنوات من حدوثها، وهو ما اعتقد أنه سيفجر الوضع في سوريا. لكن واقع الثورة الذي أثار إعجابه ودهشته “فاق الحلم”.

وبحسب كمال لبواني، الذي اعتقلته السلطات السورية في مطار دمشق، إثر عودته من الولايات المتحدة التي قام خلال زيارة لها بلقاء مسؤولين أمريكيين، فإن الثورة السورية “نادرة في التاريخ”، وهي حدث سيغير العالم. معتبراً أن ما يشهده الوطن العربي، هو ربيع عربي وإسلامي، وعالمي جديد، يخطو بالعالم نحو سوية أعلى من الحضارة.

سنوات في سجون سوريا

واعتقلت السلطات السورية في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2005، وأصدرت في حقه حكماً بالسجن لمدة 12 سنة بوقت لاحق، بتهمة “دس الدسائس لدى دولة أجنبية معادية من أجل مبادرة العدوان على سوريا” على خلفية زيارة قام بها للبيت الأبيض والتقى خلالها مسؤولين أمريكيين.

والتقى لبواني خلال زيارته نائب مستشار الرئيس جورج بوش لشؤون الأمن القومي ستيفان كروش وعدد من المسؤولين الأمريكيين، وأدلى بتصريحات صحفية اعتبر فيها أن زيارته للولايات المتحدة هي لممارسة “مجموعة ضغوط ديبلوماسية وسياسية لإجبار النظام على احترام حقوق الإنسان”، وتسويق إعلان دمشق.

وأضيف للبواني ثلاث سنوات سجن أخرى أثناء تواجده بالسجن بسبب ما اعتُبر تحديا منه للسلطات، وتقديمه دفوعات أمام المحكمة العسكرية.

وقضى في سجن (عدرا) المركزي بدمشق ست سنوات، بعد قرار العفو الرئاسي الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد، والذي قضى بتخفيض الأحكام الجنائية إلى نصف المدة.

وحول المعارضة السورية، قال المعارض كمال لبواني، إن عليها أن تقف خلف المعارضين الشباب الذين أفرزتهم الثورة السورية وتُمثلهم. مؤكداً أن الحل الوحيد للحفاظ على ما تبقى من مؤسسات الدولة، والسماح بإعادة ترميمها بسرعة، هو رحيل السلطة في سوريا، وبدء حوار وطني بين مكونات المجتمع من أجل إعادة إنتاج العقد الوطني والدستور، تكون السلطة الحالية خارجه.

وحول ظروف السجن قال لبواني، إن السلطات مارست تجاهه الترهيب، ومنعت عنه الكتب، في حين سمحت له بالزيارات والاتصالات بوجود ضباط مرافقين.

كما عبّر عن استياءه الشديد من الزيارة التي قام بها وفد منظمة الصليب الأحمر للسجن، على خلفية اتهام السلطات السورية باعتقال عشرات الآلاف من المحتجين وتعذيبهم داخل المعتقلات.

واتهم السلطات السورية باختراق وفد المنظمة إلى السجن، واقتصار ما قام به على تفقد الأوضاع المعيشية داخل السجون، ورافضه (وفد الصليب الأحمر) سماع أية روايات عن ظروف اعتقال المعارضين وسماع آرائهم.

عمار القربي لـ آكي: التعديلات السورية تُفرغ فكرة المراقبين من محتواها

روما (19 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

وصف معارض سوري الورقة التي قدمتها الحكومة السورية إلى الجامعة العربية كرد على طلب الجامعة إرسال مراقبين لسورية بأنها “تهريج”، وحذّر من أن التعديلات التي وضعها النظام السوري على هذه الورقة “من شأنها إفراغ الفكرة من محتواها” حسب تعبيره

وقال عمار القربي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “المعلومات التي وصلتنا تشير إلى أن النظام السوري وضع تعديلات على مبادرة الجامعة العربية التي تطالب بإرسال مراقبين، ومن شأن التعديلات السورية إفراغ الفكرة من محتواها”، وأوضح القربي “تشير التسريبات إلى أن السوريين طلبوا أن لا تضم اللجان أي ناشط في مجال حقوق الإنسان، وأن يكون كل المراقبين الـ 500 من الموظفين الرسميين في الدول العربية” وفق قوله

وأوضح القربي، رئيس المكتب التنفيذي للمؤتمر السوري للتغيير المقيم في المنفى “علمان أن الجامعة العربية سترفض بشكل قاطع هذا التهريج، فالمبادرة واضحة، وهي تؤكد على عدم وجود أي قيد أو شرط لحركة المراقبين، وعلى الجميع الانتباه من أن النظام السوري يحاول الإيحاء بأن الجامعة قبلت شروطه وتعديلاته، وهذا أمر غير صحيح” على حد تعبيره

ورأى القربي أن الاحتمالات مفتوحة الآن بالنسبة للأزمة السورية بما فيها فرض عقوبات اقتصادية وسياسية عربية أو غير ذلك

ويشار إلى أن المؤتمر السوري للتغيير قد رحّب بعزم جامعة الدول العربية فرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري إذا لم يوقع على البرتوكول الذي يحدد الإطار القانوني والتنظيمي لبعثة المراقبين العرب التي سيتم إرسالها إلى سورية لحماية المدنيينعلى أن تستهدف العقوبات النظام بهدف إضعافه ولا تطال الشعب، وأشار بالخصوص إلى ضرورة تجميد أرصدة أركان ورموز وأعوان النظام في المصارف العربية

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قد كشف الجمعة أن سورية طلبت تعديلات على مشروع البروتوكول المتعلق بمركز ومهام المراقبين الذين تنوي الجامعة العربية إرسالهم إلى سورية بناء على قرار مجلس الجامعة الوزاري في 16 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري

المجلس الوطني السوري يطالب بدخول المنظمات الدولية لإنقاذ سكان “مناطق منكوبة

روما (19 تشرين الثاني/ نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد المجلس الوطني السوري أن عدداً من المدن والبلدات السورية أصبحت “مدناً منكوبة”، وطالب المجتمع الدولي، واتهمت النظام السوري بأنه قطع عنها الأدوية والأغذية والمحروقات، وأصبحت بحاجة ملحة لمثل هذه المواد وغيرها، ودعا الجامعة العربية والأمم المتحدة للضغط على الحكومة السورية من أجل دخول منظمات الإغاثة الدولية واللجان الحقوقية ووسائل الإعلام لإنقاذ المواطنين

ورأى المجلس الوطني السوري المعارض في بيان له اليوم (السبت) استملت (آكي) نسخة منه أن النظام السوري مازال “يستغل المهل التي أعطته إياها الجامعة العربية لإخماد الثورة في محافظة حمص”، وأكّد أنه “أدخل مئات الدبابات والمدرعات إلى محيط وداخل مدينة حمص، وأدخل آلاف الجنود والأمن والشبيحة فقتلوا مئات المواطنين وجرحوا واعتقلوا الآلاف واستباحو المدينة حياً إثر آخر، وخاصة باب عمرو وباب السباع وباب الدريب ودير بعلبة والخالدية وغيرها من الأحياء، ومدن وبلدات تابعة لمدينة حمص ومنها الرستن وتلبيسة وتلكلخ وغيرها” حسب تعبيره

ونبّه البيان إلى أن هذه المناطق أصبحت مناطق “منكوبة” وأوضح أن السلطات السورية “قطعت عنها النظام الأدوية والأغذية والمحروقات فأصبح عشرات الآلاف من أبنائها بحاجة ماسة إلى الحاجات الضرورية”، وأن أطفال محافظة حمص “يعانون من الجوع والبرد والذعر والكثير منهم من حالة التشرد والحرمان من الشروط الدنيا التي تتطلبها الطفولة الآمنة” وفق قوله

وأدان المجلس ما وصفها بأنها “أعمال وحشية للنظام السوري”، وناشد الجامعة العربية والأمم المتحدة للضغط على الحكومة السورية من أجل دخول منظمة الصليب الأحمر الدولي ومنظمات الإغاثة الدولية واللجان الحقوقية ووسائل الإعلام إلى كل المناطق في محافظة حمص للإطلاع عن كثب على الأوضاع المأساوية وإنقاذ المواطنين المشردين والجرحى والجياع” حسب تعبيره

ويقول ناشطون وحقوقيون وسكان إن مدينة حمص (وسط) وريفها تتعرض منذ أكثر من شهر إلى حملة عسكرية وأمنية شرسة من قبل القوات الأمنية والجيش السوري لمحاولة إخماد احتجاجات عارمة ضد النظام السوري، وشهدت أعنف المواجهات بين القوات الأمنية والسكان، وقصف من آليات عسكرية ثقيلة، راح ضحيتها مئات القتلى وفق مراصد حقوقية، فيما تقول الحكومة السورية إن “عصابات مسلحة” و”إرهابيين” يخيفون أهالي المدينة ويحاولون إشعال فتنة بين مختلف سكان المدينة، وتقوم

سوريا: انباء عن سقوط مزيد من القتلى في اليوم الاخير لمهلة الجامعة العربية

اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن ان تسعة مدنيين قتلوا السبت برصاص قوات الامن السورية في جنوب ووسط سورية.

وقال المرصد “ان 6 مدنيين جدد سقطوا برصاص القوات السورية ليرتفع بذلك عدد القتلى اليوم الى تسعة”.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن “قتل ثلاثة مدنيين في بلدة كفر تخاريم في ريف ادلب خلال الاقتحام العسكري الذي قامت به القوات السورية في البلدة والقرى المجاورة لها”.

واضاف عبد الرحمن “كما قتل مدنيان برصاص القوات العسكرية خلال اشتباكات وقعت بين الجيش النظامي ومنشقين عنه في بلدة القصير الواقعة في ريف حمص كما قتل اخر برصاص قناصة في حمص”.

وكان المرصد اشار في وقت سابق اليوم الى “مقتل مواطن برصاص الامن خلال عملية مداهمة في بلدة حلفايا في ريف حماة وعسكريين منشقين اثنين خلال اشتباكات جرت بين الجيش النظامي السوري ومنشقين في القصير”.

وكان وزراء الخارجية العرب هددوا مساء الاربعاء خلال اجتماع في الرباط بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري ما لم يوقع خلال ثلاثة ايام بروتوكولا يحدد “الاطار القانوني والتنظيمي” لبعثة المراقبين العرب المزمع ارسالها الى سوريا.

واعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الجمعة انه تلقى رسالة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم تضمنت “تعديلات على مشروع البروتوكول بشان المركز القانوني ومهام بعثة مراقبي الجامعة الى سوريا” وقال ان “هذه التعديلات هي محل دراسة الان”.

وافادت التقارير بان الجانب السوري اقترح عددا من التعديلات على البرتوكول.

ونقلت الانباء عن المتحدثة باسم المجلس الوطني السوري المعارض بسمة قضماني إن دمشق تعترض على ثماني عشرة نقطة خاصة باتفاقية ارسال المراقبين العرب، منها دراسة ملف كل مراقب ومنع الوفود من التواصل المباشر مع الشعب ومنعهم أيضا من الوصول الى المستشفيات والسجون.

يأتي ذلك بعد مقتل حوالي حوالي عشرين شخصا في مظاهرات جمعة “طرد السفراء” حسب تسمية نشطاء المعارضة حيث جرت مظاهرت دعت دول العالم الى طرد سفراء سوريا لديها.

لقاء هيغ

ويتوقع أن يلتقي وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ زعماء المعارضة السورية في لندن الاثنين، وقالت مصادر حكومية إن زعماء المعارضة سيلتقون أيضا مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.

ودعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الى ضبط النفس في التعامل مع الأزمة السورية إثر لقائه نظيره الفرنسي فرانسوا فيلون الذي اتهم الأسد بتجاهل الضغوط.

وقد عارضت روسيا بشدة الجهود الرامية الى تدويل الأزمة الروسية خوفا من أن يؤدي ذلك الى تدخل عسكري على غرار التدخل في ليبيا.

وكانت روسيا والصين قد استخدمتا حق النقض (الفيتو) لإجهاض قرار لمجلس الأمن يدعو الى تهديد نظام الأسد باتخاذ “إجراءات موجهة” ضد النظام السوري.

وصرح وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أثناء زيارة له الى تركيا سبقت جولة في الدول العربية أن الوقت قد حان لزيادة العقوبات ضد سوريا.

المزيد من بي بي سيBBC © 2011

كلينتون تقول انه قد تنشب حرب اهلية في سوريا

واشنطن (رويترز) – قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الجمعة ان سوريا قد تنزلق الي حرب اهلية ولكنها اوضحت انها لا تتوقع تدخل المجتمع الدولي بنفس الطريقة التي فعلها في ليبيا.

وقالت كلينتون لشبكة (ان بي سي) نيوز في مقابلة في اندونيسيا حيث تحضر اجتماع قمة اقليميا “اعتقد انه قد تقع حرب اهلية مع معارضة حازمة جدا ومسلحة بشكل جيد وممولة بشكل جيد في نهاية الامر ويؤثر عليها بالتأكيد منشقون عن الجيش ان لم يكونوا يوجهونها.

“اننا بالفعل نرى ذلك امرا نكره ان نراه لاننا نؤيد احتجاجا سلميا ومعارضة لا تستخدم العنف.”

ولكن كلينتون قالت انها لا تتوقع احتمال حدوث نوع من التدخل الدولي المنسق الذي حدث في ليبيا حيث حصل ائتلاف يقوده حلف شمال الاطلسي على تفويض لشن هجمات جوية دعما للثوار الذين كانوا يقاتلون معمر القذافي.

وقالت “لا يوجد استعداد للقيام بذلك النوع من العمل مع سوريا” مشيرة الى تحركات اقليمية من قبل الجامعة العربية وتركيا كسبيل لاقناع الرئيس السوري بشار الاسد بوقف اعمال العنف ضد المدنيين.

وفرضت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي سلسلة من العقوبات ضد دمشق. ولكن فرض الامم المتحدة عقوبات تعد امرا غير محتمل في ضوء اعتراض روسيا والصين اللتين استخدمتا في الشهر الماضي حق النقض (الفيتو) ضد مسودة قرار في مجلس الامن الدولي يدين سوريا.

وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا وحددت يوم السبت موعدا نهائيا لامتثال دمشق لخطة السلام العربية التي تتضمن انسحابا عسكريا من المدن والبلدات المضطربة والتهديد بفرض عقوبات اذا لم يعمل الاسد على وقف العنف.

وقالت كلينتون لمحطة (سي بي اس) في مقابلة منفصلة ان من الواضح ان ايام الاسد معدودة.

وقالت “انظر الاسد سوف يذهب انها مسألة وقت فقط. ما نأمله هو ان يتفادوا نشوب حرب اهلية وان يتفادوا سفك قدر اكبر من الدماء وان يجروا التغييرات التي لابد وان يقوموا بها. ونعتقد ان ضغط الجامعة العربية ربما يكون أكفأ ضغط.”

وقال نشطاء ان قوات الامن قتلت 11 شخصا بعد صلاة الجمعة في احدث اعمال العنف ضد المحتجين على حكم الاسد. وتقول الامم المتحدة ان العنف في سوريا اسفر عن مقتل 3500 شخص على الاقل منذ مارس اذار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى