أحداث السبت، 20 نيسان 2013
المرصد السوري: قتلى بقصف وإعدامات ميدانية في مناطق سورية
بيروت – أ ف ب
قتل 69 شخصاً خلال 4 أيام معظمهم من الرجال والمقاتلين في اشتباكات وقصف وإطلاق نار، في بلدة جديدة الفضل في ريف دمشق حيث تستمر المعارك، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكر المرصد في بيان أن “القوات النظامية السورية تحاول فرض سيطرتها الكاملة على بلدة جديدة الفضل في ريف دمشق الغربي”، مشيراً إلى مقتل “69 مواطناً بحسب نشطاء، في المنطقة خلال الأيام ال4 الفائتة”.
وأشار إلى أن “القتلى هم فتيان 2 دون سن الـ16 عاماً و6 سيدات و61 رجلاً، بينهم عدداً لم يحدد من المقاتلين”.
ونقل عن ناشطين أن “القتلى سقطوا في قصف وإعدامات ميدانية، نفذتها القوات النظامية واشتباكات في الوقت عينه، تستمر الاشتباكات في محيط المنطقة اليوم وكذلك في أطراف جديدة عرطوز”.
وذكر المجلس المحلي لداريا في بيان أن “المدينة تشهد قصفاً مدفعياً وصاروخياً عنيفاً، بالتزامن مع تجدد الاشتباكات صباحاً على الجبهتين الجنوبية والغربية، لجهة المعضمية وجديدة عرطوز”.
وأشار البيان إلى وجود “حشود عسكرية كبيرة متواجدة على الجبهة الجنوبية من المدينة، وتقدر بما يزيد عن 30 آلية من دبابات وعربات وآليات أخرى وأعداد كبيرة جداً من الجنود”.
في محافظة دير الزور، قتلت اليوم “سيدة و3 أطفال أشقاء نتيجة قصف القوات النظامية لبلدة الخريطة”، بحسب ما ذكر المرصد.
في محافظة حمص، أفاد المرصد عن “اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر من اللجان الشعبية المسلحة الموالية لها وحزب الله اللبناني من طرف، ومقاتلي الكتائب المقاتلة من طرف آخر”، في عدد من قرى ريف مدينة القصير.
كما أشار إلى أن القوات النظامية “تمكنت من السيطرة على قرية الرضوانية في المنطقة”.
وقتل في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية أمس الجمعة 157 شخصاً.
10 مصابين بأعمال شغب في مخيم الزعتري الأردني
عمان – أ ف ب
جرح 10 من رجال الأمن الأردنيين بينهم 2 إصابتهما “سيئة جداً” مساء أمس الجمعة، عندما اندلعت أعمال شغب في مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال المملكة، بعد إحباط محاولة تهريب عدد من اللاجئين، حسب ما أفاد مصدر أمني أردني.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته إن “أعمال شغب اندلعت مساء أمس في مخيم الزعتري، نتيجة إحباط قوات الأمن الأردنية محاولة لتهريب عدد من اللاجئين السوريين إلى خارج المخيم”.
وأضاف إن “نحو 100 لاجىء قذفوا قوات الأمن والدرك بالحجارة ما أدى إلى إصابة 10 في صفوف قوات الأمن، 2 منهم من قوات الدرك وحالتهم سيئة جداً”.
من جهته، أكد الناطق باسم شؤون مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن انمار الحمود أن “قوات الأمن اعتقلت عدداً من مثيري الشغب من اللاجئين السوريين، بعد أن قاموا بالاعتداء على رجال الأمن احتجاجاً على وجود ساتر أمني يمنع أي محاولات تهريب وتسلل إلى خارج المخيم”.
يأوي مخيم الزعتري أكثر من 160 ألف لاجىء سوري، ويقع في محافظة المفرق شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية، وقد شهد من قبل أعمال شغب احتجاجاً على سوء الأوضاع داخل المخيم.
الابرهيمي: لم استقل ولكن أفكر في ذلك يومياً
واشنطن تقدم مساعدات للمعارضة السورية
نيويورك – علي بردى / العواصم – الوكالات
وضع الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي أمس حداً للشائعات عن استقالته من الجهود الديبلوماسية الساعية الى ايجاد مخرج ديبلوماسي لما اعتبره “الأزمة الأخطر” في العالم اليوم.
وكان الابرهيمي يتحدث الى الصحافيين عقب جلسة مغلقة قدم خلالها ملخصاً لأعضاء مجلس الأمن عن الأزمة السورية بعد أكثر من سنتين من بدئها. وقال إن “الوضع سيىء جداً ونحتاج الى عمل من المجلس”، مشيراً الى أنه قدم مطلع السنة الجارية اقتراحات محددة وأضاف اليها “شيئين أو ثلاثة أشياء وأملي أن يتبع ذلك عمل حقيقي” من مجلس الأمن لايجاد حل.
وأضاف أن “على المعارضة والحكومة قبول المفاوضات … وأن هذه المفاوضات ضرورية”. واعتبر أن “لا حاجة الى خطة الابرهيمي. هناك حاجة الى خطة سورية”، موضحاً أنه في مناقشاته “مع السوريين، لم أصل الى أي نتيجة”. أما مع مجلس الأمن، وخصوصاً مع الأميركيين والروس، فـ”أحرزنا بعض التقدم لكنه ضئيل للغاية. أنا سعيدجداً لأن الأميركيين والروس يتحدثون بعضهم مع البعض”. وأبدى ارتياحه الى ان مجلس الأمن “مدرك الآن تماماً أن هذه مشكلة خطيرة للغاية”، بل هي “الأزمة الأخطر في العالم اليوم”. واضاف أنه إذا كان أعضاء مجلس الأمن يعتقدون أنهم “مسؤولون عن السلم والأمن في العالم فلا يمكن أن يتخاذلوا وألا يولوا القضية كل الاهتمام الذي تحتاج اليه”. وخلص الى أن “التدخل العسكري غير ممكن وغير مرغوب فيه”.
وقال ايضاً: “أنا لم استقل. أستيقظ كل يوم، أفكر في أنه ينبغي أن أستقيل. لكنني لم أفعل حتى الآن”، ولاحظ أن “هذه المرة الأولى التي أسمع أنني باق في منصبي ثلاثة أشهر… لا أساس لأي من ذلك”.
وعن علاقته بجامعة الدول العربية وأمينها العام نبيل العربي، نفى الإبرهيمي وجود أي خلاف ذلك ان “العربي صديق منذ 30 سنة. وسيبقى صديقاً”. وذكر أنه “نصح” المعارضة السورية بعدم التسرع في تشكيل حكومة موقتة، مشيراً الى أن كثيرين من المنتمين الى المعارضة “لا يرون أن تشكيل الحكومة أمر مفيد أو ضروري”.
القتال
ميدانياً، خاضت القوات النظامية السورية ومقاتلي المعارضة معارك عنيفة حول بلدة القصير في ريف حمص قرب الحدود مع لبنان. وقال “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، انه باستيلاْء القوات النظامية على بلدة آبل تمكنت من قطع الطريق بين القصير وحمص. واضاف ان النظام السوري يحاول على ما يبدو ضرب حصار حول القصير. وأفادت لجان التنسيق المحلية المعارضة ان مقاتلات النظام اغارت على المنطقة المحيطة بالقصير.
كما تحدث الناشطون عن اشتباكات عنيفة في محافظة درعا على الحدود مع الاردن حيث يحاول النظام استعادة المواقع التي فقدها في هذه المحافظة. كذلك استمرت الاشتباكات في حلب وادلب والرقة. وقال المرصد ان تسعة اشخاص بينهم ثمانية أولاد قتلوا في قصف استهدف سيارة كانت تنقلهم في مدينة سراقب بمحافظة ادلب.
مؤتمر اسطنبول
وينعقد في اسطنبول اليوم مؤتمر “اصدقاء الشعب السوري” على مستوى وزراء الخارجية.
وكشف مسؤول اميركي ان وزير الخارجية جون كيري الذي سيحضر المؤتمر سيعلن في هذه المناسبة تقديم مساعدات جديدة للمعارضة السورية بنحو مئة مليون دولار، مما يعني زيادة المساعدات العسكرية غير المميتة للمعارضة السورية التي تقاتل لاسقاط الرئيس بشار الاسد. وتشمل المساعدات غير المميتة سترات واقية من الرصاص واجهزة للرؤية الليلية.
محادثات أوروبية تعقب اجتماع “أصدقاء الشعب السوري” في اسطنبول
المعارضة تريد سلاحاً و”الأصدقاء” يريدون وعوداً سياسية
باريس – سمير تويني / العواصم – الوكالات
أعلنت امس وزارة الخارجية الفرنسية ان الوضع في سوريا سيكون موضع بحث الاثنين المقبل في بروكسيل خلال اجتماع وزراء الخارجية للدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي، والذي يعقب اجتماع مجموعة “أصدقاء ” في إسطنبول اليوم السبت.
وصرح الناطق باسم الوزارة فيليب لاليو بان مجلس وزراء الخارجية “سيطرح مجدداً مسألة رفع الحظر عن ارسال السلاح الى سوريا وإعادة النظر في الحظر على النفط السوري والمواد النفطية من اجل إنعاش الحركة الاقتصادية في المناطق المحررة”. وأوضح ان موضوع حظر السلاح المعدل لا يزال ساري المفعول حتى نهاية شهر أيار حين سيجري بحث في تمديده أو تعديله. واضاف: “بما أننا نريد مساعدة الائتلاف (الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية)، يجري درس بعض الأفكار لتخفيف الحظر على النفط السوري من اجل مساعدة المعارضة السورية، اي إمكان شراء النفط السوري الذي يمكن تصديره من داخل المناطق المحررة”.
ويمكن هذه الخطوة ان تفتح للمعارضة السورية ابواباً عدة، إذ يمكن بلداناً أوروبية ان تسمح لها باستعمال الاموال السورية المودعة في الخارج، شرط ان يحدد اجتماع إسطنبول الجهة التي يمكنها ان تتخذ قراراً بذلك، هي الحكومة الموقتة برئاسة غسان هيتو أم المجلس السياسي للائتلاف.
المعارضة
وأملت المعارضة السورية أن يثمر اجتماع “أصدقاء الشعب السوري” اليوم تفعيل اتفاق ضمني على أن تسليح مقاتلي المعارضة هو أفضل سبيل لإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد.
ووصلت “المجموعة الأساسية” “لمجموعة أصدقاء الشعب السوري” إلى طريق مسدود من حيث سبل إزاحة الأسد. وتتألف “المجموعة الأساسية” من 11 دولة بينها الولايات المتحدة ودول عربية وأوروبية.
ورأى مصدر كبير في المعارضة السورية شارك في الاجتماعات التمهيدية باسطنبول، إن يوم السبت سيكون “نقطة تحول”. وقال: “السبب الرئيسي لهذا الاجتماع يتمثل في تسليح مقاتلي المعارضة السورية. وقد اعترفت المجموعة بحقنا في الدفاع عن أنفسنا وعليها الآن أن تمدنا بالوسائل اللازمة”. وأوضح أن دولا خليجية مثل السعودية وقطر ستتولى مهمة إرسال الأسلحة والذخيرة، بينما ستركز الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى على مهمات التدريب والمساعدات غير المميتة، ذلك ان “البعض يريد أن يقدم فقط الإمدادات غير المميتة وهو أمر جيد. فهذه الأشياء ضرورية أيضا إلى جانب المساعدة في مجال جمع المعلومات والتدريب”.
الا ان ديبلوماسيين غربيين نفيا أن يكون الغرض الرئيسي من اجتماع اليوم في اسطنبول هو الموافقة على إرسال شحنات أسلحة. وقال احدهم أن من الأهداف الرئيسية للاجتماع الحصول على التزامات واضحة من “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” باتخاذ موقف صارم ضد التشدد وتعزيز وحدة صفوفه والتخطيط لما بعد رحيل الأسد.
وقال آخر إن “الاجتماع لا يتعلق بتسليح مقاتلي المعارضة. فقد سارع البعض الى استنتاج ذلك بمن فيهم السوريون لكن هذا الاجتماع لا علاقة له بالأسلحة” وشدد على ان “هذا الاجتماع يتعلق بتقديم المزيد في مقابل الحصول على المزيد وقطع وعود مقابل وعود أخرى. فإذا استطاعت المعارضة تقديم المزيد سنعطيها المزيد. وسنتحدث عن المزيد من الالتزامات السياسية مثل وضع رؤية سياسية شاملة وتقديم ضمانات في شأن الأسلحة الكيميائية وتصرفاتهم (المعارضين) باعتبارهم قوة مقاتلة ورؤيتهم لسوريا بعد الأسد. بعد ذلك يمكننا تقديم مساعدة سخية ومساعدات إنسانية وغير إنسانية ولكن من دون تزويدهم السلاح. هناك طرق كثيرة لدعم المعارضة المسلحة غير إمدادها بالسلاح”.
وفي معرض إشارته إلى التدريب في الأردن، قال مصدر المعارضة إن هناك الآن توجها واضحا من مجموعة “أصدقاء الشعب السوري” الى تقديم أسلحة لمقاتلي المعارضة الذين ينتمون إلى الجناح العسكري للائتلاف الوطني. ولاحظ ان “الأمور تتغير الآن والأميركيون يرسلون قوات إلى الأردن والطريقة التي كان المجتمع الدولي يتعامل بها مع النظام تغيرت… حان الوقت للتخلص منه الى الأبد”.
الاسلحة الكيميائية
واكد مسؤول اميركي كبير ان وكالات الاستخبارات الاميركية تحقق في ما اذا كان النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية في حربه ضد مقاتلي المعارضة.
وقال طالبا عدم ذكر اسمه ان معلومات محددة تفيد ان مادة كيميائية “مشبوهة جدا” قد تكون استخدمت في المعارك الاخيرة في سوريا. لكن اجهزة الاستخبارات لا تزال تحقق في صحة هذه المعلومات ولم تصل الى خلاصة جازمة تمكنها من اثبات صحتها أو عدم صحتها.
قصف
أمنياً، قتل ستة اشخاص امس بينهم اربعة اولاد في قصف للقوات النظامية لاحد احياء حلب كبرى مدن شمال سوريا.
وتحدث “المرصد السوري لحقوق الانسان” والاعلام الرسمي السوري عن اغتيال مدير العلاقات العامة في وزارة الشؤون الاجتماعية وعضو لجنة الاغاثة في سوريا علي بلان “لدى اقتحام مطعم في حي المزة في دمشق واطلاق الرصاص عليه”.
وفي محيط دمشق، سجل المرصد الجمعة سقوط ستة مقاتلين معارضين في “اشتباكات عنيفة تدور منذ ساعات” في مدينة معضمية الشام جنوب غرب العاصمة.
كما تشهد مدينة داريا المجاورة، والتي تحاول القوات النظامية منذ مدة فرض سيطرتها الكاملة عليها، اشتباكات متزامنة مع قصف.
وفي محافظة دير الزور، حصلت “اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط مطار دير الزور العسكري”، استناداً الى المرصد.
مفتي تونس : جهاد النكاح فساد أخلاقي وبغاء
أعلن مفتي الجمهورية التونسية الشيخ عثمان بطيخ ان 16 فتاة تونسية “تم التغرير بهن وإرسالهن” الى سوريا من أجل “جهاد النكاح” الذي اعتبره “بغاء” و”فسادا أخلاقيا”.
وقال في مؤتمر صحافي ان “جهاد النكاح” هو “فساد أخلاقي وتربوي وبغاء” وان 16 فتاة تونسية “تم التغرير بهن وارسالهن الى سوريا” لاستغلالهن جنسيا تحت مسمى “جهاد النكاح” من مقاتلين اسلاميين يحاربون قوات الرئيس بشار الاسد.
وهذه المرة الاولى يعلن مسؤول تونسي انتقال فتيات من بلاده الى سوريا من أجل “جهاد النكاح”.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن المفتي “الاصل في الاشياء أن البنت التونسية واعية عفيفة تحافظ على شرفها وتجاهد النفس لكسب العلم والمعرفة”.
ونسبت فتوى “جهاد النكاح” الى الداعية السعودي محمد العريفي الذي نفى ان يكون أصدرها. وأكد في احدى خطبه الدينية ان ما نسب اليه حول جهاد النكاح “كلام باطل لا يقوله عاقل”.
وقال المفتي ردا عن سؤال حول انتقال مئات من الشبان التونسيين الى سوريا من أجل “الجهاد”، إن سوريا ليست أرض جهاد لان شعبها مسلم و”المسلم لا يجاهد ضد المسلم”.
(و ص ف)
الحرب من الشرق
جوليا شحادة
ليس الموت جديداً هناك، فالقصف والقنص عادات يومية، وآلة الحرب تمعن في الأحياء الشرقية للعاصمة السورية المتاخمة للغوطة، لكن الهجمة العسكرية الأخيرة كانت الأشرس والأسوأ في العامين المنصرمين، فأحياء برزة والقابون وجوبر التي كانت من أولى الأحياء الثائرة في دمشق تدك منذ أشهر دون رادع، في الوقت الذي يصر فيه الكثيرون على أن دمشق لم تشهد معركتها بعد، إلا أنها معركة المنسيين.
وهناك من يعيد الحملة الأخيرة للنظام على هذه الأحياء إلى الاحتقان بين سكانها وبين سكان الأحياء المجاورة الموالية للنظام ، فيما يعتبره آخرون جزءاً من المحاولات المستميتة للنظام بغية إعادة فرض سيطرته على العاصمة بحسر نفوذ الجيش الحر أو “تطهيرها”، والأرجح هو رغبة النظام بإيجاد معبرٍ آمن –خالٍ حتى من المدنيين- لآلياته وعناصره من الجهة الشمالية الشرقية للمدينة، إضافةً إلى حاجته إلى إخلاء طريق مشفى تشرين العسكري، بالأخص إثر انعدام سيطرته نسبياً على مداخل المدينة الأخرى.
ففي جوبر يتحدث الناشطون عن قصفٍ كان الأعنف والذي اتهمت فيه المعارضة قوات النظام باستخدام السلاح الكيميائي، دون إمكانية التأكد من الأمر، حيث أشار المجلس العسكري الثوري في ريف دمشق خلال تصريحٍ سابق، إلى تلقيه معلومات تفيد باحتمال قيام الجيش النظامي بهجوم مستخدماً الأسلحة الكيميائية وذلك لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وتدور فيها معارك دامية منذ شهور.
ولم تنجح مساعي الأمم المتحدة بإقناع النظام بالسماح بإدخال لجنة تحقيق دولية رغم اتهامه الواضح والصريح للمعارضة بأنها من قامت باستخدام هذا النوع من الأسلحة، في الوقت الذي أكدت فيه اجهزة الاستخبارات العسكرية الدولية وجود دلائل “مقنعة تماماً” تدين النظام.
برزة ومأساة القنص المتواصل
حصار خانق فُرِض في الشهر الأخير، فالخروج والدخول صار ممنوعاً بشكلٍ نهائي في الفترة الأخيرة، الأمر الذي زاد الوضع سوءاً في ظل نقص الغذاء والدواء والحاجيات الأساسية، وكانت كبرى الكوارث بانهمار صواريخ أرض- أرض على الحي في الرابع من الشهر الجاري، لتدمر الجزء الأعظم منه.
الحي الذي يقسم إلى ثلاث مناطق إدارية، وهي مساكن برزة المتاخمة لبساتين أبو جرش، والمسبق الصنع الواقع على يمين الأبنية الإدارية والسكنية التابعة لمركز البحوث العلمية، وحي برزة البلد الذي يقع على يسار مركز البحوث الذي تحول مركزاً لقصفه.
في الحنبلي وهو الطريق الذي يؤدي إلي حي تشرين ويقع بين منطقتي القابون وبرزة البلد، أو ما يعرف بطريق الموت، يمنع قناصة النظام كل أشكال الحركة، وقد بقيت جثث المدنيين ملقاة على قارعة الطريق أياما قبل أن يتمكن الهلال الأحمر من الدخول لسحبها معرضاً نفسه لنيران الشبيحة المباشرة.
انتشار القناصة فرض حالة حظر تجول غير معلن بين السكان، رغم ابتداع السكان لحلول مختلفة للهرب، حيث قام بعضهم بحفر ممرات في الأزقة عل نظرات القناص الباحث عن ضحية لا تصلها، فيما استفاد آخرون من تلاصق بعض الأبنية حيث قاموا بفتح ممرات بين المنازل، غير عابئين بانتهاك خصوصيتها أو حرمتها، حاول البعض استخدام سواتر خشبية أو معدنية (وأحياناً قماشية) توضع في المناطق المكشوفة للقناص للاختباء خلفها، بينما اختار آخرون الحل الأسهل (ولكنه الأخطر) وهو ارتداء ملابس مموهة والحركة ببطء شديد.
بلغ عدد ضحايا القنص خلال الحصار الأخير حوالي الخمسين شهيداً وهو العدد الأكبر في الثورة السورية، ليتجاوز عدد قتلى الحي الـ 200.
سماء القابون تمطر ناراً
أما حي القابون الذي يقع جنوبي حي برزة، فقد تعرض بدوره مؤخراً لهجمة شرسة شردت أهله بالإضافة للنازحين من المناطق السورية الأخرى الذين لجأوا إليه.
فخلال يومي الأحد والاثنين تعرض الحي لغارات شرسة من قبل الطيران الحربي ، حيث أدت الغارة الأولى إلى استشهاد عشرة أطفال (أربعة منهم من عائلة واحدة) في منطقة الحفيرية الملاصقة لحي تشرين، بالإضافة إلى قصف عنيف بالهاون الثقيل وراجمات الصواريخ وصفه الناشطون بأنه الأعنف منذ ثلاثة أشهر، ليشهد اليوم التالي حركة نزوح كبيرة من الحي، حيث تقول مصادر أن أكثر من سبعين بالمئة من سكانه قد غادروه، ليعودوا إليه يوم الأربعاء بعد أن قامت قيادات الجيش الحر بتطمين الأهالي ومطالبتهم بالعودة بعد أن ساد هدوء نسبي يوم الثلاثاء.
محامون في الأسر
ميرا بشراقي
لم تكن سوى ساعات بعد صدور مرسوم العفو الرئاسي عن الجرائم المرتكبة قبل الرابع عشر من نيسان حتى فوجىء أهل وأصدقاء المحامي المعتقل برهان سقال من ريف دمشق، بخبر موته على يد أجهزة الأمن من خلال برقية تطلب من أهله القدوم لتسلم جثته وأغراضه الشخصية.
في الحقيقة، لم يكن الخبر مفاجئاً بقدر ما كان محبطاً لآخر أمل بأن شيئاً ما قد يتم إصلاحه، فهاهو مرسوم العفو يأتي مع أشلاء جثة لم يستطع إلى الساعة أن يتسلمها الأهل بعد خمسة أشهر على اعتقاله من مكان إقامته بالمجتهد، مع أخبار غائمة عن وضعه بالاعتقال فلا التهمة واضحة ولا ظروف اعتقاله من الممكن الاحاطة بها، لكن موته كان أحد التوقعات بناء على سوابق قضت بموت محامين وأطباء وغيرهم تحت التعذيب بسبب القيام بواجبهم المهني فقط، أما التهم والتلفيقات فهي لا تحصى.
وفي اعتقال ومقتل سقّال تحت التعذيب تعود مشكلة انتهاك حق المحامين في سورية الى الواجهة. هؤلاء المؤتمنين على حماية الحق والدفاع عنه يعاقبون بتهمة ذلك، ويلاحقون ويشرّدون فمسيرة تشرد السقّال وأسرته يعرفها كل من هم في نقابة محامي دمشق لأسباب اهمها أنه كان يشارك في التظاهرات أو الاعتصامات في قاعة المحامين مع عدد من زملائه، ما دفع رجال الأمن لضرب زوجته وطرد أطفاله من منزلهم واحراق أغراضه وملاحقته وسط صمت نقابي يثير التساؤل حول أهمية هذه النقابة ودورها في فضح الانتهاك بحق المحامين في سوريا.
والمحامي سقال ما هو الا واحد من عشرات المحامين الذين اعتقلوا والذين لا يعرف مصير بعضهم الى اليوم، مازن صلاح المحامي من جوبر المعتقل منذ أكثر من عام وسامر ادريس المخطوف من باب قصر العدل بدمشق وخليل معتوق المدافع الشرس عن حقوق المعتقلين والذي يعاني من مرض خطير، عدا عن المحامين الذين أحيلوا إلى المحاكم بعد اعتقالهم لأسابيع أو أشهر، فهاهي تهمة توزيع المنشورات والكتابة على الفيسبوك للمحامي انس سكاف تقضي بعقوبته ثلاثة أشهر وبدفع غرامة مالية، وتهم جاهزة للكثيرين منهم إن تم القبض عليهم ..
أما تواطؤ نقابة المحامين مع الأجهزة الأمنية فقد بدأ مع أول اعتصام قامت بهم مجموعة من المحامين والمحاميات امام نقابتهم في دمشق وهذا مع بداية الثورة منذ عامين، فلن ينسى المحامون في مبنى نقابتهم كيف كان العاملون في النقابة يترجون أحد المسؤولين الأمنيين برتبة محام أن يخفف الوطء عن المحامين الذين اتفقوا وأخذوا موافقة على القيام باعتصام صامت يطالبون فيه بإطلاق سراح المعتقلين، ومحاسبة كل من كان شريكاً في قتل الأبرياء. كان يسمع صوت صراخه والعصا الكهربائية بيده وهو يقول “سوف أقتل وأسجن كل محام يرفع لافتة تتجاوز الخطوط الحمراء”، بينما أعضاء في النقابة يلتفون حوله محاولين تهدئته كي لا تتأزّم المشكلة.
لكن مع بدء الاعتصام أمام باب النقابة لم يتمكن سوى ما يقارب العشرين محاميا من الوقوف، بينما كانت أجهزة الأمن بباصاتها البيضاء ورجالها المفتولي العضلات يقفون بأسلحتهم يطوقونهم مهددين. ما اضطّر المحامين للمغادرة من أمام باب نقابتهم لتذيع قناة “الدنيا” الإخبارية أن السفير البريطاني يترأس اعتصاما يقوم به بعض المحامين المتآمرين على سوريا، وليتم في ما بعد القبض على المحامي عصام زغلول بتهمة توزيع بيان المحامين المعتصمين ومن يومها بدأت الملاحقات وقصص الاعتقالات والتعذيب للمحامين وخاصة المدافعين عن معتقلي الرأي..
فأي مرسوم عفو سيعيد المحامي إلى وضعه الطبيعي كمدافع عن الحق وشرف المهنة؟ وأي مرسوم سيغيّر من صورة نقابة المحامين ليدفع بها إلى أخذ مكانتها الحقيقية بحماية أعضائها؟ وأي مرسوم سيعيد برهان سقّال إلى الحياة؟
المبعوث الدولي في نيويورك: سوريا الأزمة الأخطر عالمياً
واشنطن تجاهر بالتسليح .. الإبراهيمي باقٍ
سعى المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أمس، الى وضع حد للتقارير التي تتناول مستقبل مهمته «الدولية والعربية» بشأن الأزمة السورية، قائلاً إنه لم يقدم استقالته التي توقعها كثيرون، لكنه على الرغم من ذلك، اقر بعد جلسة لمجلس الامن الدولي، بأنه يفكر بالاستقالة يومياً، بعدما ابلغ الديبلوماسيين الدوليين ان الرئيس السوري بشار الأسد «غير مستعد للحوار»، داعياً الى الضغط عليه لثنيه عن الترشح في انتخابات العام 2014.
وبينما يشير تصريح الإبراهيمي الى بقائه في منصبه في المدى المنظور، او ربما بانتظار اجتماعه الاثنين المقبل مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، ينعقد اليوم اجتماع جديد لما يسمى «مجموعة أصدقاء سوريا»، التي تضم 11 دولة، في اسطنبول، كشف مسؤولون أميركيون أن واشنطن ستعلن خلاله عن مساعدات عسكرية تعتبرها «غير قاتلة»، لكنها تشمل آليات مصفحة للمعارضة بقيمة حوالى 130 مليون دولار، وهو ما من شأنه ان يحسن الحماية لمسلحي المعارضة وحركتهم الميدانية في المواجهة مع الجيش السوري.
وسرت شائعات عن إمكان استقالة الإبراهيمي أو تخليه عن صفته العربية، منذ تعرض لانتقادات شديدة من جانب وسائل الإعلام السورية الرسمية، الى جانب الضربة السياسية التي وجهتها له الجامعة العربية عندما قررت منح مقعد سوريا إلى «الائتلاف الوطني السوري» المعارض والدعوة إلى تسليح المعارضين، بما يتنافى مع طبيعة مهمته المستندة الى بيان جنيف.
لكن الإبراهيمي أكد، بعد انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الامن استمرت اكثر من 3 ساعات، «إنني لم استقل، وكل يوم أصحو وأقول لنفسي إنه ينبغي تقديم استقالتي، ربما سأفعل يوماً ما، وساعتها سأبلغكم بها». كما نفى ان يكون حدد موعداً لانتهاء مهمته، معتبراً «ان لا أساس لكل هذا الموضوع».
وحول ما اذا كان اعتراف الجامعة العربية بـ«الائتلاف الوطني السوري على انه الممثل الشرعي للسوريين» يضعه في موقف حرج، قال الإبراهيمي «الجميع في الجامعة العربية يقول لي لا».
وأوضح الإبراهيمي انه قال امام مجلس الامن «عملياً الشيء نفسه» الذي قاله خلال الإحاطة السابقة في كانون الثاني الماضي، ومفاده ان «الوضع سيئ للغاية وأن على مجلس الامن التحرك»، مضيفاً «على المعارضة والحكومة الموافقة على الالتقاء حول طاولة مفاوضات والإقرار بأن هذه المفاوضات ضرورية».
وحذر الإبراهيمي من عواقب التدخل العسكري الخارجي في الأزمة السورية. وقال «لقد أبلغت أعضاء المجلس أن التدخل العسكري غير ممكن وغير مرغوب فيه، وطلبت من مجلس الأمن أن يعترف بأن الأزمة السورية هي أخطر أزمات العالم على الإطلاق، وأنه لا يمكن للمجلس أن يتخاذل عن الحل».
وأعلن «أنه أضاف بعض المقترحات الجديدة إلى اقتراحاته السابقة لأعضاء المجلس في كانون الثاني الماضي» من دون تقديم إيضاحات حول هذه الاقتراحات. وأعرب عن أمله في حدوث تقدم حقيقي إزاء التوصل إلى حل سلمي للأزمة. ونقل ديبلوماسيون عن الابراهيمي قوله لمجلس الامن إن «السلطات السورية لا تتعاون» معه، وأن على المعارضة ان تكون موحدة اكثر.
وأعلن أن إعلان «جبهة النصرة» الولاء لزعيم «القاعدة» ايمن الظواهري «لا يغير شيئاً في مهمتي»، مضيفاً ان «الوسيلة الوحيدة لحماية سوريا من التطرف هي في تسوية هذه الازمة وإنهاء الحرب».
وكان ديبلوماسيون لدى الأمم المتحدة قالوا إن الإبراهيمي ابلغ مجلس الأمن أن الرئيس السوري بشار الأسد «غير مستعد للحوار» حتى الآن. وشدد على انه لمواجهة هذا المأزق لا بد من أن يتبنى المجلس موقفاً واحداً.
وكان الأسد أكد، في مقابلة مع قناة «الإخبارية» السورية، انه لا مجال أمام السلطة إلا الانتصار على «الإرهابيين» وإلا فإن سوريا ستنتهي، ملمحاً إلى إمكان ترشحه للانتخابات الرئاسية مع نهاية ولايته العام 2014. وقال ديبلوماسي إن الإبراهيمي دعا الدول التي لها تأثير على دمشق «أن تطلب منه عدم القيام بذلك».
«أصدقاء سوريا»
وأعلن مسؤولون أميركيون أن وزير الخارجية جون كيري سيعلن، خلال اجتماع «أصدقاء سوريا» في اسطنبول، عن زيادة ضخمة للمساعدات التي تسميها واشنطن «غير قاتلة» إلى المعارضة السورية. وأشارت إلى أن كيري سيعلن عن تقديم «معدات عسكرية دفاعية» بحوالى 130 مليون دولار، تتضمن بزات مضادة للرصاص وآليات مصفحة ومناظير ليلية وأجهزة اتصالات متطورة.
وقال مصدر رفيع المستوى في «الائتلاف الوطني السوري»، لوكالة «رويترز» إن اجتماع اسطنبول سيشكل «نقطة تحول». وأضاف «السبب الرئيسي لهذا الاجتماع يتمثل في تسليح مقاتلي المعارضة السورية. إن دولاً خليجية، مثل السعودية وقطر، ستتولى مهمة إرسال الأسلحة والذخيرة، بينما ستركز الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى على مهام التدريب والمساعدات غير المميتة». وأضاف «يريد البعض أن يقدم فقط الإمدادات غير المميتة، وهو أمر جيد، فهذه الأشياء ضرورية أيضاً إلى جانب المساعدة في مجال جمع المعلومات والتدريب».
وقال ديبلوماسيان غربيان إن الغرض الرئيسي من اجتماع اسطنبول ليس الموافقة على إرسال شحنات أسلحة. وأوضحا أن «من بين الأهداف الرئيسية للاجتماع الحصول على التزامات واضحة من الائتلاف الوطني السوري باتخاذ موقف صارم ضد التشدد وتعزيز وحدة صفوفه والتخطيط لما بعد رحيل الأسد».
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، في مؤتمر صحافي في بروكسل، أن الحلف لا يخطط لفرض منطقة حظر للطيران فوق جزء من الأراضي السورية لحماية الأراضي التركية، مؤكداً ثبات موقفه حيال الأزمة السورية، الذي «يتلخص في أن هذا النزاع له حل سياسي فقط».
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) «أسقطت وحدات من القوات المسلحة السورية منطاداً مزوداً بكاميرات أميركية في منطقة معرة النعمان في ريف إدلب»، مشيرة إلى أن «وحدات الجيش قضت على أعداد من الإرهابيين في جوبر وعدرا والنبك وزاكية والغوطة الشرقية» في ريف دمشق.
وتابعت «واصلت وحدات من قواتنا ملاحقة ما تبقى من الإرهابيين في قرية آبل بريف حمص»، فيما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، «تتواصل الاشتباكات العنيفة بين القوات السورية والمسلحين قرب القصير في ريف حمص».
(«سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
الائتلاف السوري يتهم موسكو بالانعزال والتخلف عن اللحظة التاريخية
بيروت- (ا ف ب): رأى الائتلاف السوري المعارض ان موسكو “تعزل نفسها” عن غالبية دول العالم بوقوفها إلى جانب النظام السوري وتعيش “خارج اللحظة التاريخية”، وذلك في رد على وزير الخارجية الروسي الذي اعتبر ان مجموعة اصدقاء سوريا تلعب “دورا سلبيا” في النزاع.
وقال الائتلاف في رد على وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نشر على صفحة الائتلاف على موقع (فيسبوك)، “حين تعزل روسيا نفسها عن دول أصدقاء الشعب السوري وهي أكثر من مئة دولة بينها الدول الصناعية السبع الكبرى وجميع دول الاتحاد الاوروبي، وعن عشرين دولة عربية مرتبطة بأعمق الوشائج مع الشعب السوري، فانها تتخذ موقفا معزولا عن المجتمع الدولي يقف على النقيض من قيم الحرية والعدالة والمساواة وحقوق الانسان الاساسية”.
واضاف البيان ان “تصريحات الوزير الروسي تظهر استمرار انغلاق السياسة الخارجية الروسية في قوقعة المصالح العسكرية الضيقة، وعدم فهم التغيرات التاريخية العميقة التي افرزها الربيع العربي”.
وتابع ان “وقوف روسيا بوجه توق السوريين الى الحرية والديمقراطية (…) يثبت مرة اخرى ان الادارة الروسية تعيش خارج اللحظة التاريخية، وبعكس تيار التحرر الانساني”.
وكان لافروف صرح الاربعاء بان مجموعة اصدقاء سوريا تلعب دورا “سلبيا” في النزاع السوري، لا سيما في تفعيل اتفاقات جنيف.
وتفصل خطة جنيف التي تبنتها في حزيران/ يونيو 2012 مجموعة الاتصال حول سوريا (الدول الخمس الكبرى والجامعة العربية وتركيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي) مراحل عملية سياسية انتقالية في سوريا تشارك فيها الاطراف المعنية، من دون ان تأتي على مصير الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال لافروف “عندما يكون احد الاطراف معزولا في آلية وضعت لتسوية ازمة لا نملك القواعد اللازمة للحوار”.
واعتبر الائتلاف ان “هذه التصريحات تدل على مدى بعد الموقف الروسي من القضية السورية عن موقف الغالبية الساحقة من دول العالم، وعن موقف الدول المعنية مباشرة بالشأن السوري”.
وتجتمع مجموعة اصدقاء سوريا السبت في اسطنبول على مستوى وزراء الخارجية للبحث في سبل تقديم مزيد من الدعم للمعارضة السورية. ويتوقع ان يجدد الائتلاف خلال الاجتماع طلبه الحصول على مساعدات عسكرية ملحة لاستخدامها في قتاله ضد قوات النظام السوري.
وقد رد الائتلاف ايضا على صفحته على “فيسبوك” على تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي حذر من استمرار الدعوات الدولية الى تسليح مقاتلي المعارضة السورية، مؤكدا ان اسرائيل تحتفظ بحق منع تسليم اسلحة قد تقع في ايدي متطرفين.
واستغرب الائتلاف “التشابه في المواقف بين ايران واسرائيل عندما يتعلق الأمر بالقضية السورية”، مشيرا الى ان معارضي “حق السوريين في الدفاع عن انفسهم ووقف المذبحة المريعة التي يتعرضون لها منذ سنتين، هما بالدرجة الأولى، ويا للعجب، طهران وتل أبيب”.
ورفض رفضا قاطعا “ان تقيد حقوق الشعب السوري الاساسية بمصالح الآخرين ورغباتهم ومخاوفهم”، مطالبا “دول العالم كافة بتقديم الدعم غير المشروط للشعب السوري”.
من جهة ثانية، رحب الائتلاف الوطني السوري بطرح الاتحاد الاوروبي “مشروع قرار لرفع الحظر جزئيا عن استيراد النفط السوري لصالح قوى الثورة والمعارضة السورية”، معربا عن امله “بتبني المشروع حين عرضه على التصويت” الاثنين.
واشار الى ان هذا من شانه “ان يمكن الشعب السوري من الحصول على جزء من ثرواته التي اغتصبها النظام طوال عقود، وتمويل جزء من حاجاته الملحة والسماح للحكومة السورية المؤقتة بالقيام بواجباتها تجاه المواطنين السوريين في المناطق المحررة وحيثما وجدوا”.
وذكرت مصادر دبلوماسية الاربعاء في بروكسل ان الاتحاد الاوروبي ينوي رفع الحظر النفطي المفروض على سوريا بشكل جزئي لمساعدة المعارضة التي باتت تسيطر على قسم من الحقول النفطية، على ان يتم التصويت على هذا القرار مطلع الاسبوع المقبل.
المعارضة السورية تطالب أصدقاء سورية بتقديم المزيد من المساعدات
اسطنبول- (د ب أ): طالبت المعارضة السورية مجموعة الدول المعروفة باسم أصدقاء سورية بتقديم المزيد من المساعدات المباشرة لها في حربها ضد القوات السورية الحكومية.
وقبل انعقاد اجتماع دول مجموعة الاتصال لأصدقاء سورية السبت في مدينة اسطنبول التركية، طالب الائتلاف الوطني السوري المعارض بألا تقتصر المناقشات في هذا الاجتماع على موضوع المساعدات الإنسانية وحسب.
وطالب الائتلاف المعارض بأن تتطرق محادثات الوزراء مساء السبت إلى سبل تقديم الدعم للمعارضة السورية من أجل الإطاحة السريعة بالنظام السوري الحالى.
ويشارك في هذا الاجتماع معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض ونائباه جورج صبرا وسهير الاتاسي والامين العام للائتلاف مصطفي الصباغ واللواء الدكتور سليم ادريس رئيس هيئة أركان القيادة العسكرية الثورية ورئيس وزراء الحكومة المؤقتة غسان هيتو.
ومن المتوقع ان يشارك ضيوف من فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وايطاليا والمانيا والعديد من الدول العربية فى اجتماع مجموعة اصدقاء سورية.
وتسعى الدول الغربية المؤيدة للثورة السورية إلى منع وصول الأسلحة إلى أيدي الكتائب الإسلامية المتشددة.
مقتل حوالى سبعين شخصا بمعركة في إحدى بلدات ريف دمشق خلال أربعة أيام
بيروت- (ا ف ب): قتل 69 شخصا خلال أربعة أيام معظمهم من الرجال والمقاتلين في اشتباكات وقصف واطلاق نار في بلدة جديدة الفضل في ريف دمشق حيث تستمر المعارك، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان السبت.
وقال المرصد في بيان ان “القوات النظامية السورية تحاول فرض سيطرتها الكاملة على بلدة جديدة الفضل في ريف دمشق الغربي”، مشيرا إلى مقتل “69 مواطنا بحسب نشطاء، في المنطقة خلال الايام الاربعة الماضية”.
واشار إلى أن القتلى هم ثلاثة فتيان دون سن الـ16 عاما وتسع سيدات و61 رجلا بينهم عدد لم يحدد من المقاتلين.
ونقل عن ناشطين ان القتلى سقطوا في “القصف واعدامات ميدانية” نفذتها القوات النظامية واشتباكات. في الوقت نفسه، تستمر الاشتباكات في محيط المنطقة السبت وكذلك في اطراف جديدة عرطوز.
وتتألف جديدة عرطوز من غالبية مسيحية مع اقليتين درزية وسنية، وتتركز المعارك في المناطق السنية من البلدة.
وتقع البلدتان جنوب غرب العاصمة على مسافة قصيرة من مدينة داريا التي تستمر فيها المعارك منذ اشهر، وتحاول القوات النظامية السيطرة عليها بشكل كامل.
وذكر المجلس المحلي لداريا في بيان السبت ان المدينة “تشهد قصفا مدفعيا وصاروخيا عنيفا بالتزامن مع تجدد الاشتباكات صباحا على الجبهتين الجنوبية (لجهة صحنايا) والغربية” لجهة المعضمية وجديدة عرطوز.
واشار البيان إلى وجود “حشود عسكرية كبيرة متواجدة على الجبهة الجنوبية من المدينة وتقدر بما يزيد عن ثلاثين آلية من دبابات وعربات وآليات أخرى وأعداد كبيرة جدا من الجنود”.
وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الجمعة اكثر من تسعين شخصا، بحسب المرصد الذي يقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المصادر الطبية والمندوبين في كل انحاء سوريا.
أردنيون يرشقون بالحجارة مركبات تحمل لوحات تسجيل سورية أمام مخيم الزعتري للاجئين
عمان- (يو بي اي)- (ا ف ب): أعلن مصدر أمني أردني السبت، أن أكثر من 200 أردني يقطنون بالقرب من مخيم الزعتري للاجئين السوريين الكائن في صحراء محافظة المفرق شمال شرق المملكة، تجمهروا أمام البوابة الغربية للمخيم ورشقوا بالحجارة عددا من المركبات التي تحمل لوحات تسجيل سورية.
وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه ليونايتد برس انترناشونال أن “أكثر من 200 أردني يقطنون بالقرب من مخيم الزعتري للاجئين السوريين تظاهروا أمام البوابة الغربية للمخيم على خلفية اعتداء عدد من اللاجئين على رجال الأمن الأردنيين في ساعة متأخرة من مساء أمس وأصيب على إثر ذلك عدد منهم”.
وأوضح أن المتظاهرين ألقوا الحجارة على عدد من المركبات التي تحمل لوحات تسجيل سورية. وأضاف أن رجال الأمن “تعاملوا مع المتظاهرين وفضوا تجمعهم”.
وكان قد أصيب عشرة من رجال الأمن بينهم اثنان اصابتهما “سيئة جدا” مساء الجمعة عندما اندلعت أعمال شغب في مخيم الزعتري للاجئين السوريين عقب احباط محاولة تهريب عدد من اللاجئين، حسبما افاد مصدر أمني أردني.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته ان “اعمال شغب اندلعت مساء أمس (الجمعة) في مخيم الزعتري نتيجة احباط قوات الأمن الأردنية محاولة لتهريب عدد من اللاجئين السوريين إلى خارج المخيم”.
واضاف ان “قرابة مئة لاجىء قذفوا قوات الأمن والدرك بالحجارة ما أدى إلى اصابة عشرة في صفوف قوات الأمن اثنين منهم من قوات الدرك وحالتهم سيئة جدا”.
من جهته، اكد انمار الحمود الناطق باسم شؤون مخيمات اللاجئين السوريين في الاردن لفرانس برس ان “قوات الامن اعتقلت عددا من مثيري الشغب من اللاجئين السوريين بعدما قاموا بالاعتداء على رجال الامن احتجاجا على وجود ساتر أمني يمنع أي محاولات تهريب وتسلل الى خارج المخيم”.
وكان مخيم الزعتري الذي يأوي اكثر من 160 الف لاجىء سوري ويقع في محافظة المفرق شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية، شهد من قبل اعمال شغب احتجاجا على سوء الاوضاع داخل المخيم.
واعلن رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور الاحد ان بلاده قررت التوجه إلى مجلس الامن الدولي لعرض التداعيات الجسيمة لازمة اللاجئين السوريين التي وصلت الى “مرحلة التهديد للامن الوطني الأردني”.
وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة الأحد ان “اكثر من 485 الف مواطن سوري دخلوا الاردن منذ اذار/ مارس 2011 وهو يوفر لهم كل ما يحتاجونه من رعاية” مناشدا العالم بأن “يشارك الاردن في تحمل هذا العبء الانساني”.
وتتوقع الامم المتحدة ان يصل عدد اللاجئين في الاردن إلى 1,2 مليون سوري بنهاية العام الحالي.
ستضمن تفوق الدولة العبرية لمواجهة الكيماوي السوري والعنف في سيناء
واشنطن تسلح إسرائيل والسعودية والامارات للتصدي للتهديد الايراني
عواصم ـ وكالات ـ الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير اندراوس: ذكر تقرير إخباري أمريكي أنه من المتوقع أن تضع وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) اللمسات الاخيرة لصفقات أسلحة بقيمة 10 مليارات دولار، مع السعودية والامارات وإسرائيل لمساعدتها على التصدي لاي تهديد إيراني في المستقبل.
وذكرت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ الامريكية الجمعة أن زيارة وزير الدفاع الامريكي تشاك هاغل لمنطقة الشرق الاوسط الاسبوع المقبل، التي تستمر اسبوعا تأتي تتويجا لعام من المفاوضات السرية بشأن الاتفاق الذي سيكون الثاني من ناحية قيمته المالية الكبيرة، بعد صفقة بيع طائرات ‘إف 15′ للسعودية التي بلغت قيمتها 5ر29 مليار وأعلن عنها في عام 2010.
واضافت انه بموجب الاتفاق، سيتم السماح لكل دولة بشراء أسلحة متقدمة من شركات أمريكية.
وفي حالة إسرائيل، هناك مساعدات مالية امريكية ضخمة خلال العام المالي الحالي، تضاف للمساعدات العسكرية من واشنطن لتل أبيب، التي تبلغ قيمتها ثلاثة مليارات دولار.
وتابعت الصحيفة أن إسرائيل ستشتري صواريخ جديدة تهدف الى تدمير أجهزة رادار الدفاع الجوي المعادية، إضافة الى أجهزة رادار متقدمة لطائراتها وطائرات صهريج (طائرات لاعادة التزويد بالوقود في الجو) وطائرات نقل قوات طراز ‘اوسبري في -22′.
وأوضح التقرير أن الامارات ستشتري 26 طائرة حربية ‘إف 16′ بقيمة قد تصل الى خمسة مليارات دولار، وصواريخ دقيقة التصويب يمكن إطلاقها من هذه الطائرات على أهداف أرضية بعيدة. وستشتري السعودية نفس طراز هذه الصواريخ المتقدمة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى بالحكومة الامريكية، قوله إن الهدف ليس دعم قدرات اسرائيل فحسب ولكن أيضا دعم قدرات ‘شركائنا في الخليج حتى يتمكنوا من التعامل مع التهديد الايراني وتحقيق قدر أكبر من التنسيق في المنطقة للتعامل مع المواقف الطارئة’.
وأضاف المسؤول أن المخاطر الامنية الاخرى تتمثل في الحرب الاهلية الدائرة في سورية، التي تمتلك أسلحة كيماوية يمكن ان يستخدمها الرئيس بشار الاسد أو أن تقع في يد المعارضة وأيضا ‘العنف في شبه جزيرة سيناء’ بمصر.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن تواجه صفقة البيع معارضة ضئيلة في الكونغرس.
وأوضحت مصادر لموقع صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ أيضا أنه تم عرض الصفقة المذكورة على الكونغرس وتضمنت وعودا لأصدقاء إسرائيل من بين أعضاء الكونغرس على ألا تضر الصفقات مع السعودية والإمارات بالتفوق النوعي للدولة العبرية في المجال العسكري.
يشار إلى أن القوى الغربية تعتقد بقوة أن البرنامج النووي الايراني ستار لتصنيع أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران بقوة وتقول إنه مخصص فقط لاغراض مدنية.
من جانبه قال عضو بارز بالبرلمان الايراني ان اي دولة تساند اسرائيل في هجوم عسكري ضد بلاده سوف تعتبر هدفا للجمهورية الاسلامية الايرانية.
وقال محمد حسن اصفاري عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الايراني ‘اذا رغبت اي دولة في دعم اسرائيل في هجوم عسكري او في توجيه تهديدات عسكرية لايران، فانها بالتاكيد سوف تكون هدفا للجمهورية الايرانية الاسلامية’، بحسب وكالة ‘مهر’ الايرانية.
وقالت الوكالة ان اصفاري ادلى بهذه التصريحات في اشارة الى قرار اتخذته لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي الثلاثاء الماضي، يشير الى ان الولايات المتحدة سوف تساند اسرائيل دبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا اذا قامت بعمل عسكري ضد ايران.
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بيني جانتس قد اكد في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية الاسبوع الماضي قدرة الجيش على ضرب المنشآت النووية في إيران بمفرده إذا اتخذ قرار بهذا الشأن.
يشار الى ان اسرائيل تعتبر ايران المسلحة نوويا خطرا على وجودها، على ضوء تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بضرورة محو الدولة العبرية من الخريطة وهددت بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الايرانية.
غير ان ايران نفت انها تسعى للحصول على اسلحة نووية وهددت برد ساحق على اي هجوم اسرائيلي.
دانيال بايبس ينصح واشنطن بدعم الاسد.. واستمرار الحرب بينه وبين الاسلاميين من مصلحة الغرب
ابراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: ‘الغرب لديه عادة في التفكير وهي ان الديكتاتوريين الذين يبغضهم يختفون بسرعة، ولكن هذا ليس الا من باب تعليل الاماني’، فروبرت فيسك يقول للغرب، عليك ان تتريث في تفكيرك ولا تتعجل بكتابة نعي الرئيس السوري بشار الاسدـ فهو لن يذهب قريبا، ويتوقع استمرار الحرب في سورية لعامين او ثلاثة اعوام قبل ان تنتهي بدون غالب او مغلوب. فيسك مراسل صحيفة ‘اندبندنت’ اشار في بداية مقاله الى خطاب الاسد الاخير في ‘عيد الجلاء’ حيث قال ‘ شعر السوريون الذين جلسوا للاستماع الى خطاب الرئيس الاسد في عيد الجلاء قبل يومين بالخيبة، فهو لم يقدم لهم بالضبط الدم والعرق والدموع، بل حربا اكثر وانه متأكد من النصر’، واضاف ان حقيقة اعلان الرئيس عن اطلاق سراح 7 الاف سجين من السجون يطرح سؤالا عن عدد الباقين في سجون النظام. لكن الاسد كان يهدف ان يقول للسوريين ان ما يجري في البلاد هو ‘حرب حقيقية’، ولكن هذه الحرب ليست ‘طائفية’ وان ‘الاعلام الغربي ينشر اكذوبة عن رئيس يتشبث بكرسيه امام ارادة شعب يريده خارج السلطة، لكن ليس هذا هو الواقع′.
ونقل فيسك ما قاله الاسد عن ان فرنسا لا تزال تتعامل مع سورية على انها مستعمرة قديمة لها، وسخرية الاسد من الغرب الذي يريد من العرب ان يذعنوا واشارته وقوله’ شاهدنا الانساني في العراق وليبيا والان نشاهده في سورية’.
مغرمون بجماعات المنفى
ويقول فيسك ان الاسد محق في نقطة وهي ان لندن وباريس تحبان ‘المعارضة المنفية’، مشيرا الى قصة احمد الجلبي الذي لم يقل صدقا حول العراق، وفي ليبيا قال ان الغرب تعامل مع مقاتلي الحرية كابطال وفرسان خارجين من الياذة هوميروس، مع انهم الآن يقومون بالسيطرة على اقطاعياتهم الاسلامية في بنغازي وطرابلس.
وفي الجزائر فقد قدمتها فرنسا للمنفيين الذين لم يشاركوا في حرب الاستقلال والذين انشأوا نظاما ديكتاتوريا ودولة شريرة ذبحت شعبها في الحرب مع الاسلاميين في التسعينات من القرن الماضي، ولا تزال دولة فاسدة ونظاما فاسدا حتى اليوم. ويصل فيسك الى سورية حيث يقول ‘والان لدينا المعارضة السورية، فبقدر ما هي موجودة بنقاشاتها الاخوية وصراعاتها الصبيانية – هل استقال معاذ الخطيب ام لم يستقل – وتحالفها مع نفس فصائل القاعدة التي من المفترض انها تقع في مركز الجهادية في ‘مالي’. ويذكرنا فيسك بما قيل عن هذه الدولة ‘تذكر مالي، ففي كانون الثاني (يناير) كانت مركز الارهاب في العالم، والان اصبح مركز الارهاب العالمي هو شمال سورية – يقاتلون الى جانبنا ضد الاسد البغيض’.
ويضيف قائلا ‘نحن الغربيون الشجعان قلقون، افتراضا، من وقوع اسلحة بشار الاسد الكيماوية في الايدي الخطأ’. ويقول فيسك اننا نشاهد الدول العربية تتداعى على النظام السوري وتدفع باسلحة جديدة الى الحرب التي على خلاف ما يدعيه الاسد تتخذ بعدا طائفيا، رغم ان جبهة النصرة هي الاقوى بين جماعات المقاتلين.
حزب الله متورط
وبالمقابل فهناك غضب حول تورط ايران وحزب الله في سورية، مشيرا الى ان تورط الاخير واضحة حيث قتل حوالي 40 من مقاتليه، معظمهم في القرى الشيعية في داخل سورية، ففي الاسبوع الماضي قتل في القصير خمسة من مقاتلي حزب الله على الاقل، ‘ولدينا اسم واحد منهم في حالة قام احدهم بنفي القصة ـ وقد دفن في جنوب لبنان في نهاية الاسبوع′.
وفي هذا الاتجاه يقول فيسك ان ‘مشاركة حزب الله مهمة لان ايران وحلفاءها هم جزء من الاسباب التي دعت الى اندلاع هذا النزاع. وتظل حقيقة واقعة، على الرغم من ان الاسد لم يذكرها ولم يكن قادرا على ذكرها، في خطاب يوم الجلاء وهو ان ايران هي هدف الحرب في سورية. فالاطاحة بالاسد هي جزء من خطتنا لتدمير حليفته الايرانية، تماما مثلما خططت اسرائيل لتفكيك ايران من خلال الهجوم على حزب الله في لبنان عام 2006، حيث خسرت الحرب، فهل سيخسر الاسد وحلفاؤه الحرب ايضا؟
عادات شاذة
وفي اجابته على هذا السؤال يعيدنا الى عادات لندن وباريس وواشنطن ‘الشاذة’ والتي تقوم على اعتقاد ان الديكتاتوريين الذين لا يحبهم الغرب سيذهبون بمجرد نطق ‘ تنازل’، ‘تنحى’، اخسر الحرب او ما تشاء من عبارات، لاننا نريدهم الخروج من السلطة، ‘الم يدمر صدام، ويجمد القذافي ويذهب ميلوسوفيتش الى هيغ؟ هذا صحيح ولكن ستالين نجا، وكيم جونع اون لا يزال وضعه جيدا، وهذا راجع لكونه يملك الاسلحة النووية خلافا لايران التي ربما امتلكت او لم تتملك الاسلحة بعد ولكنها على قائمة الضربات الاسرائيلية – الامريكية، وهنا يقدم فيسك بعض الاسباب التي لا تجعل رحيل الاسد يبدو قريبا. فهو قد ذكر في خطابه الجيش، الا انه لم يذكر ان جيشه استطاع توسيع حدود سيطرته على معظم مناطق داريا ويتقدم في حرستا حول دمشق، كما تمت اعادة فتح الطريق الطويل (100 ميل) ما بين طرطوس واللاذقية، ولاول مرة منذ شهور يستطيع سكان دمشق السفر الى شاطىء البحر المتوسط، ومع ذلك فالطريق يمكن ان يغلق مرة ثانية، لان هذه الحرب قد تمتد الى عامين او ثلاثة ولن ينتصر فيها احد.
ويكرر فيسك ما قاله في السابق ان القوة الحقيقية الان والتي باتت تلعب دورا مهما في معادلة السلطة في سورية هي الجيش الذي تعب من فساد الحزب ومحسوبيته، واصبح اكثر حنقا على الذين يحملون مسؤولية اندلاع هذه الحرب: ليس القاعدة والنصرة والمنشقون والناتو بل المخابرات التي ادت وحشية عناصرها في درعا الى اندلاع الانتفاضة. ونصح فيسك رجال الدولة الغربيين والدبلوماسيين الذين تحبهم شبكات التلفزة بشراء ‘كرة بلورية’ لقراءة الحظ فيها وتكهن متى سيرحل الاسد.
دانيال بايبس
وفي مقاله نعى الكاتب فكرة الغرب عن الرجل القوي، الذي يدعي الاسد انه يمثله. وتذكر كتابات من اسماه بالحالم دانيال بايبس الذي قال انه يأمل بظهور ‘رجل ديمقراطي قوي’ بعد صدام، وعلى ذكره فهو الان يدعو امريكا لدعم الاسد فقد كتب مقالا على موقع ‘جويش برس′ قال فيه ان موقعا ناطقا باللغة العربية هدده بعد ان كتب مقالا في 11 نيسان (ابريل) دعا فيه الغرب لدعم الاسد على ارضية ان انتصارا للاسلاميين ليس في صالح الدول الغربية، واشار الى مقال نشرته صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ كتبه كل من ادام انتوسس وجوليان اي بارنز تحت عنوان ‘ادارة اوباما تخشى نصرا للمقاتلين السوريين، في الوقت الحالي’ ورأى فيما ورد فيه ان ادارة اوباما في الواقع تتبع نصيحته، حيث جاء في التقرير ‘كي نبدأ اولا، فالحكومة الامريكية تخشى انتصارا كاملا للمسلحين’، واضاف ان ‘مسؤولي ادارة اوباما فاجأوا النواب والحلفاء في الاسابيع القليلة الماضية بتعديل لموقفهم من سورية: فهم لا يريدون انتصارا كاملا للمعارضة السورية الان لانهم حسب كلام مسؤول بارز يعتقدون ان ‘الرجال الاخيار’قد لا يكونون في المقدمة’.
ويعلق بايبس قائلا ‘طبعا، الخوف من انتصار المسلحين يقف في طريق الاطاحة بالنظام الحالي، وهو الهدف، مما يعني مناقضة للنفس′.
ويقول بايبس ان هذا التقييم يعقد الموقف الامريكي الذي يدفع نحو تنحي الاسد عن السلطة، كما انه يلقي ظلالا على المدخل الامريكي الحذر لمساعدة المعارضة وهو ما سيؤدي الى احباط حلفاء الولايات المتحدة بمن فيهم فرنسا وبريطانيا واللتان ترغبان بتسليح المعارضة المعتدلة. وكان من نتائج هذا التحول هو ان الولايات المتحدة بحثت عن اطار تتحكم فيه لزيادة المساعدات للفصائل المعتدلة في المعارضة’.
جربناه من قبل
وفي مقاله الذي نشره في 11 ابريل من الشهر الحالي قال بايبس ان على الغرب دعم نظام الاسد ضد المعارضة وقدم عددا من الاسباب ان قوات الشر تمثل تهديدا اقل على الغرب عندما تقاتل بعضها البعض، وهذا يجعلها تركز اهتمامها على التحديات المحليةـ ويمنعها من الخروج منتصرة. ومن هنا فعلى القوى الغربية دفع الاعداء للدخول في حالة من الجمود العسكري، بدعم اي طرف خاسر مما يعني اطالة امد الحرب. ويشير الى سوابق في التاريخ عندما قدمت امريكا مساعدة لجوزيف ستالين الذي كان يواجه القوات الالمانية على الجبهة الشرقية.
وفي العودة للوراء فان العمل يظل كريها من الناحية الاخلاقية لان ستالين كان شريرا بدرجات عن هتلر. ونفس الامر حدث عندما وقف الغرب مع صدام ضد ايران في الحرب العراقية ـ الايرانية 1980 -1988 . على الرغم من ان العراق هو الذي بدأ المعركة وكان اكثر وحشية من نظام ايران الذي نبع خطره من ايديولوجيته، حيث منع الغرب ايا منهما الخروج منتصرا، واشار بايبس الى كلام هنري كيسنجر الذي قال ‘من المحزن ان احدا منهم لا يستطيع الخسارة’.
وبهذه الروح يدعو بايبس الى تطبيق هذا المنطق على سورية. فالاسد في هذا الوضع هو صدام، والمعارضة هي ايران التي كانت الضحية في البداية وتتقوى شيئا فشيئا، وتمثل بشكل متزايد خطرا اسلاميا، ولان استمرار الحرب يؤثر على الجيران وكلاهما متهم بجرائم حرب فهما يمثلان تهديدا على المصالح الغربية. ولكن نجاة الاسد من المعركة الحالية يعني منفعة لايران، النظام الاكثر خطورة في المنطقة، وبالمقابل فنصر المعارضة يعني تعزيزا لحكومة تركيا المارقة ويقوي الجهاديين الذين سيحلون محل الاسد. ويمضي الكاتب بتخيلاته الغريبة بقوله ان استمرار القتال لن يضر كثيرا بالمصالح الغربية.
المسيحيون في رأس العين
وفي سياق مختلف اشارت مجلة امريكية الى ما وصفته بمعاناة المسيحيين في سورية من اثار الحرب المندلعة في البلاد منذ اكثر من عامين، وقال انهم يعيشون في خوف من الاختطاف والقتل ومن المعارك التي قد تصل الى شوارعهم.
وفي تقرير عن اوضاع المسيحيين في مدينة رأس العين في الحسكة، شمال شرق سورية، نقلت مجلة ‘اتلانتك’ عن احد المواطنين هناك واسمه جورج عبدالاحد مخاوفه من الحرب وامكانية التشرد حيث قال ‘اين اذهب، لا اعرف’ ووصف الحياة في سورية الان بانها مثل ‘العيش في كفن’ فلا ماء ولا كهرباء ولا اي شيء.
وتقع رأس العين قرب الحدود التركية حيث يسكنها عدد متنوع من الاعراق والاديان، وهي مدينة اثرية تعود الى عهود قديمة، وهي النقطة التي يعبر فيها نهر الخابور الى سورية، ويعيش فيها تراكمان وارمن واكراد وعرب ومسلمون ومسيحيون وعدد من الشيشان. ويقدر عدد سكانها بحوالي 80 الف نسبة المسيحيين فيهم تصل الى 23 بالمئة. ويقول التقرير ان الكنائس التي تتبع التقويم الشرقي فارغة من المصلين، ولم يعقد فيها قداس منذ اربعة اشهر، حيث هرب كل المصلين الذين كانوا يرتادونها او يقومون بالبحث عن امتعتهم واشيائهم في انقاض بيوتهم التي دمرتها المعارك وقذائف الار بي جي. كما تعرضت الاقلية المسيحية التي تعيش في هذه المدينة المتعددة الاعراق والاديان لسلسلة من حوادث الاختطاف. ومن قرر من السكان البقاء في المدينة يشعرون انهم غير قادرين على الدفاع عن انفسهم بسبب الفراغ الذي خلفه انسحاب قوات الحكومة.
فراغ في السلطة
وعلى الرغم من الهدنة التي تحترمها الفصائل المتعددة الا ان وجودهم لم يؤد لتخفيف مشاعر الخوف لان احدا منها لا يبدو في مقعد السيطرة ويقول عبدالاحد ان هناك الكثير من المعارك بينها ‘لا اشعر بالامان’ و ‘لا احد يسيطر، ولا توجد حكومة’، كما ‘انني اخاف من كل شخص يحمل بندقية. وبدأت مشاكل سكان البلدة ومنهم المسيحيون في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عندما هاجم مقاتلون من الجيش السوري الحر ومقاتلي جبهة النصرة قوات الحكومة. وبعد اجبار قوات النظام على الخروج، اندلعت معركة مع قوات ميليشيا كردية ‘قوات الدفاع الشعبي’، حيث خاضوا معارك شوارع فيما واصل النظام غاراته وقصفه للبلدة. وبقي عبد الاحد في بيته خلال المعارك هذه حيث عاش على الماء والخبز المملح مدة 17 يوما. وفي اثناء القتال غادر معظم السكان البلدة حيث يقدر ناشطون نسبة الذين فروا بحوالي 65 بالمئة. وظل الوضع حتى شباط (فبراير) عندما نجح المعارض ميشيل كيلو بالتوسط بين المتقاتلين وعقد هدنة، مما ادى الى عودة بعض السكان على الرغم من انقطاع الماء والكهرباء واستمرار وجود المظاهر المسلحة في المدينة.
واشنطن تحقق في ما اذا كان النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية ضد المعارضة.. وبريطانيا وفرنسا أبلغتا الأمم المتحدة بوجود أدلة موثوقة
واشنطن ـ ا ف ب: اكد مسؤول امريكي كبير الخميس ان وكالات الاستخبارات الامريكية تحقق في ما اذا كان النظام السوري استخدم اسلحة كيميائية في حربه ضد مقاتلي المعارضة، فيما كشف دبلوماسيون ومسؤولون رفيعون في الأمم المتحدة ان كلاً من بريطانيا وفرنسا أبلغتا المنظمة الدولية بان لديهما دليلاً موثوقاً حول استخدامها في سورية.
وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه ان معلومات محددة تفيد بان مادة كيميائية ‘مشبوهة جدا’ ربما تكون استخدمت في المعارك الاخيرة في سورية.
لكن اجهزة الاستخبارات ما زالت تحقق في صحة هذه المعلومات ولم تصل الى خلاصة جازمة تمكنها من اثبات صحتها من عدمها.
واضاف انه من المحتمل ان تكون هناك اسلحة كيميائية استخدمت بشكل محدود و’موضعي’ جدا، وليس على نطاق واسع.
والاسبوع الماضي اكد دبلوماسيون في الامم المتحدة طلبوا عدم كشف هوياتهم ان الدول الغربية لديها ‘ادلة صلبة’ على ان السلاح الكيميائي استخدم في النزاع السوري مرة واحدة على الاقل.
وقدمت بريطانيا وفرنسا ابلغتا الامم المتحدة بمعلومات عن استخدام النظام السوري لاسلالحة كيميائية في مدينة حمص في كانون الاول (ديسمبر) وفي العتيبة قرب دمشق الشهر الماضي.
ونقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ ومجلة فورين بوليسي عن مسؤولين لم تكشفا هوياتهم ان باريس ولندن ابلغتا الامين العام للامم المتحدة بان كيمون بأنه استنادا الى فحوصات مخبرية للتربة وافادات شهود عيان ومقاتلين معارضين، فان نظام الرئيس بشار الاسد استخدم مواد كيميائية سامة للاعصاب في كل من مدينة حلب ومحيطها وفي حمص كذلك، وربما في دمشق ايضا.
واوضح المسؤول الامريكي الكبير لفرانس برس ان المعلومات التي اوردتها باريس ولندن تحقق فيها واشنطن ببالغ الجدية.
غير ان مسؤولين آخرين وخبراء يؤكدون ان وكالات الاستخبارات تواجه تحديا صعبة في محاولتها تأكيد هذه المعلومات، تنظرا للفوضى والعنف في سورية وقلة الجواسيس الامريكيين على الارض.
وقال مسؤول آخر طلب ايضا عدم كشف هويته ان ‘وكالات الاستخبارات لم تتحقق من استخدام اسلحة كيميائية في سورية’.
وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما حذر دمشق من ان استخادم اسلحة كيميائية يشكل ‘خطا احمر’ لكنه لم يهدد بشكل واضح بعمل عسكري امريكي.
وفي حال تأكيد استخدام اسلحة كيميائية، سيواجه اوباما الذي سعى الى الامتناع عن القيام باي دور عسكري اميركي في الازمة، مزيدا من الضغوط للتدخل.
واعلن البنتاغون انه سيعزز قواته في الاردن استعدادا لاسوأ السيناريوهات بما في ذلك ضمان سلامة الاسلحة الكيميائية.
ورفض وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل ورئيس الاركان الجنرال مارتن ديمبسي الاربعاء الرد على سؤال في مجلس الشيوخ عما اذا تم استخدام اسلحة كيميائية في النزاع الدائر في سورية.
وخلال جلسة استماع امام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ قال وزير الدفاع ردا على سؤال لاحد اعضاء اللجنة ان ‘وكالاتنا الاستخبارية هي الاقدر على ان تقول ما نعرفه وما لا نعرفه (…) اعتقد ان هذا الامر يجب بحثه في جلسة مغلقة’.
بدوره وردا على سؤال طرحه عليه السناتور جون ماكين عما اذا كان نظام الاسد استخدم اسلحة كيميائية ضد معارضيه اجاب الجنرال ديمبسي ان هذا الامر تحدثت عنه ‘معلومات نشرت في وسائل الاعلام’، مضيفا ‘لا يمكنني ان اقول اي شيء آخر خلال هذه الجلسة’.
من جانبه، قال المدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر لاعضاء مجلس الشيوخ ان تحديد ‘الخط الاحمر’ يعود الى السياسيين. واضاف ‘انها مسألة سياسية وليست قضية يعود للاستخبارات التعليق عليها’.
واكد هيغل من جهته ان الموقف الرسمي لادارة اوباما لم يتغير. وقال ‘اذا استخدم الاسد والذين يأتمرون به الاسلحة الكيميائية او اخلوا بواجباتهم بضمان امنها، فسوف تترتب على ذلك عواقب وسوف يتحملون المسؤولية’.
“القدس العربي” في مخيم الزعتري: الصفيح نرويجي وإسم السوق “شانزليزيه” وحارة سعودية وأخرى قطرية و30 ولادة يوميا
عمان ـ “القدس العربي”ـ من منال الشملة: تثير الرياح العاتية وأغلفة الغبار على ساندويتشات الكباب وشمس الصحراء الحارقة عشرات التساؤلات والآهات في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بمحاذاة مدينة المفرق شرقي البلاد.
الأمهات إنشغلن بالدعاء لسقوط النظام السوري حتى تتيسر لهن العودة والأبناء مهتمون ببيع كل ما يمكن بيعه في أزقة وأروقة المخيم أما الآباء فيحاولون بناء تجارتهم الممكنة ضمن إقتصاد الزينكو الذي إنتعش بين جنبات مدينة الصفيح الصغيرة التي تعج بالسوريين.
“القدس العربي” زارت المخيم وتجولت في حاراته الصغيرة برفقة مؤسسة نور الحسين التي تعتبر من أهم المؤسسات الإجتماعية في الأردن وضمن فعاليات معهد العناية بصحة الأسرة.
يمكن ببساطة الإستماع داخل المدرسة التي أقامتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لإيقاع الطفولة وهو يرسم صورة الرئيس بشار الأسد وهو يهوي في واد سحيق أو تلوين أوراق تنشد الحرية.
الرسومات، تقول هدى عيد إحدى المشرفات، “يغلب عليها الحزن وبرز خلالها اللون الاحمر لون الدم والقتل وبرزت ايضا الاسلحة والطائرات الحربية الاطفال يرسمون احلامهم بالعودة لبلادهم ومدارسهم وذكرياتهم”.
عمالة الأطفال منتشرة بكثافة في المخيم فكثير منهم يبيعون السجائر وغزل البنات ويعملون في المحال التجارية والبسطات لتأمين القليل من المال لاعالة أسرهم حيث لجأ الكثير منهم إلى الاردن مع أمهاتهم تاركين خلفهم آبائهم واخوانهم الذين منهم من رفض ترك بلاده وبقي يقاتل فيها ومنهم من إستشهد الى جانب ضياع وفقدان للكثير من الاطفال داخل المخيم وغياب الاوراق الثبوتية.
إقتصاد الصفيح
بسرعة عجيبة وفي زمن قياسي تعايش اللاجئون مع المكان وفرضوا عليه مزاجهم ونمطهم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي فتحول المخيم الى دولة صغيرة قائمة بحد ذاتها.
تنوعت الاسماء والسوق واحد “سوق الحميدية”، “سوق الزعتري”، “سوق الحرامية”، وصولا للتسمية التي تداولتها وسائل الإعلام بوصفه بـ”الشانزليزيه” لتواجد المشفى الفرنسي فيه.. سوق كبير على مدار الشارع الرئيسي داخل مخيم الزعتري يمتد ما بين البوابة الغربية له والمخرج للشارع العام من المخيم.
سوق متنوع يحتوي كل ما يخطر على بال المستوق يضم نحو 600 محل من الزينكو والصفيح بحسب تقديرات اللاجئين.
الدكاكين تفتح من التاسعة حتى الحادية عشرة ليلا وصنعت أصلا من الواح الصفيح التي قدمتها الجهات النرويجية للإغاثة “الزينكو” وكان المجلس النرويجي للاجئين قد وزع هذه الالواح لتجهيز الخيام لاستقبال مدافئ الغاز في الشتاء وهي صفائح معدنية وقطع خشبية توفرت أصلا لعمل كوخ صغير داخل الخيمة لمقاومة ظروف الشتاء من أمطار ورياح لوضع المدفأة داخله.
يقول أحمد الحريري وهو شاب قادم من درعا “للقدس العربي “انه ومنذ أكثر من ستة أشهر بدأ مجموعة من التجار بناء السوق باستخدام صفائح “الزينكو” وتسابقوا لفتح محلات أصبحت ملكا لهم فيما بعد لافتا لانه رفض عرضا لإخلاء محله المخصص لبيع المياه والصرافة مقابل 500 دينار أردني.
يشرح الحريري: نبيع المياه المعقمة لارتفاع نسبة الكلور في مياه المخيم للشرب ومن كثرة البضاعة في المخيم اصبحت الاسعار أرخص من الاردن مشيرا لان محل الصراف يتداول صرافة سعودي.. سوري.. دولار.. اردني لكن على الاغلب يتم تداول العملة السورية وبشكل رئيسي إلى جانب الدينار الأردني.
في المخيم توجد محلات لبيع الارجيلة، ومحلات لبيع الشاورما والدجاج، اسواق الخضار والفواكه، محل الحلويات وحتى محلات الاكسسوارات والمكياج، الى جانب محلات بيع العاب الاطفال.
بيع فساتين الزفاف
ابو محمد 40 عاما صاحب محل ملابس وفساتين زفاف وإكسسورات ومواد تجميل يعمل وزوجته في ذات المحل قال “للقدس العربي “بان استئجارالفستان الواحد يتم بـ20 دينارا” وانه يبيع 7- 8 فساتين في الاسبوع الواحد ما يعني حدوث حالات زواج أسبوعيا الى جانب فساتين العقد بحسب العادات السورية في الزواج وهذه غير بدلات العرس بحسب ابو محمد قائلا: انا غير سعيد بهذه الزيجات على الاطلاق لقد ضاعت طقوس الافراح فقط هو الفستان الابيض الشيء الوحيد الذي يعبر عن الفرح كون السوريات يتزوجن في الاردن وليس في بلدهن.
ايضا هناك محلات لبيع الكباب فرائحتها تعبق زقاق المخيم وإن كانت بنكهة غبار المخيم حيث يُباع سندويتش الكباب بـ50 ليرة سورية بحسب صاحب أحد المطاعم.
قهوة الحرية
“قهوة الحرية.. الله اكبر” هذا ما كتب عليها فاللاجئون يحلمون بالحرية والعودة لبلدهم وهناك محلات للبيع.. خلو رجل وهي فرصة للاستثمار وحركة اقتصادية جيدة بدأت تزدهر بشكل ملحوظ داخل المخيم بحيث.
اللاجئون حسب الحريري يأخذون بدل خلو لدكاكينهم بمبالغ تتراوح بين 200 ـ 250 دينارا أردنيا طبعا حسب موقعه، فالحركة التجارية داخل السوق قوية ونشطة وهناك رأس مال جيد داخل المخيم الى جانب ان هناك تنسيقا مع التجار من المفرق لتزويد السوق بالمنتجات المختلفة والتي تلقى رواجا داخل المخيم من قبل اللاجئين.
ويقدر لاجئون عدد المحال التجارية في كل أرجاء المخيم بنحو 3 آلاف محل تمتد إلى مناطق التوسعة الجديدة التي يسميها السكان “الجزء السعودي أو القطري” التي تمول الكرفانات فيها بعض دول الخليج.
الحياة في مخيم الزعتري مستمرة كل يوم هناك 20 – 30 ولادة في المخيم وأصبح الزواج في المخيم يقتصرعلى ” خيمة وفرشتين وعائلة” فالخيمة أولا ومن ثم الملحق.
أما الخيمة التي توزعها مفوضية الأمم المتحدة للاجئين والتي تحمل شعار المنظمة فتباع بـ 50 دينارا، لان يحصل على كرفان من اللاجئين يبيع خيمته.
ومن المشاكل التي تواجه اللاجئين في المخيم انه لا رقابة صحية فهناك مكره صحية للاكل فالمطاعم تبيع الدجاج والشاورما واللحم بالرغم من انقطاع للكهرباء لايام طويلة، ايضا من المشاكل مشكلة انقطاع المياه، عدم الامان حال انقطاع الكهرباء في الليل والطرقات والترقيم وفقدان العديد من الاطفال.
ومشكلة الخدمات الصحية والنظافة، وعدم وجود الادوية في المستشفيات وما تزال الاجراءات معقدة.
معهد العناية بصحة الاسرة مؤسسة نور الحسين يعمل على مدار خمسة ايام من الاسبوع على عدة مشاريع من ضمنها مشروع المساهمة الفعالة في تخفيف الاسى النفسي والانعزال الاجتماعي للاجئين السوريين في الاردن ممول من قبل المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين يقدم خدمات للمرأة بنسبة 70% وللرجل بنسبة 30 % اضافة لجلسات نفسية اساسية وجلسات تأهيلية للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والاطفال المنفصلين.
موسكو تحذّر من الوجود الأميركي في الأردن
الإبراهيمي لن يستقيل
الأخضر الإبراهيمي لن يستقيل. يريد خلع العباءة العربية والسير في محاولة أخيرة في جهوده نحو تسوية الأزمة بغطاء أمميّ فقط، في وقت سيتكرّر فيه سيناريو اجتماعات «أصدقاء سوريا». المعارضة ستطلب السلاح… والغرب سيرفض
لم يعد ممكناً للأخضر الإبراهيمي الاحتفاظ بقبعتين ولسانين بعدما أحرجته قمة الدوحة العربية. مقرّرات أريد بها نسف وثيقة «جنيف»، التي تبقى الأساس لأيّ تفاهم دولي حول الأزمة السورية. والإبراهيمي لكي يواصل أداء دور تقبل دمشق به، لا بدّ أن ينزع كوفيته القطرية، وأن يتخلى عن لسان نبيل العربي، وأن يصبح مبعوثاً دولياً يجمع ما تتفق عليه واشنطن وموسكو ودمشق وطهران، وربما أيضاً القاهرة. وقال الإبراهيمي، أمس، إنّه مستمر في مهمته ولن يستقيل، مع أنه يفكر في الاستقالة ثلاث مرات في اليوم. وأضاف أنّه أبلغ مجلس الأمن الدولي أن الأزمة السورية هي أخطر ما يواجهه العالم من أزمات، وأن على السوريين إيجاد الحل لها في أسرع وقت ممكن بمساعدة المجتمع الدولي.
وقال دبلوماسيون إن الإبراهيمي عرض في مجلس الأمن التطورات الأخيرة في سوريا، وخلص إلى أنّ الرئيس السوري بشار الأسد «غير مستعد للحوار» حتى الآن. وشدّد على أنه لمواجهة هذا المأزق لا بد من أن يتبنى المجلس موقفاً واحداً. وعرض الإبراهيمي على الدول التي لها تأثير على دمشق، «أن تطلب منه عدم القيام بذلك»، وفق دبلوماسي.
في السياق، لم يستطع مجلس الأمن بلورة موقف جديد مخالف لوثيقة «جنيف»، فخرج بعناصر للصحافة، لا ترقى إلى مستوى بيان صحافي أو رئاسي للمجلس. العناصر كرّرت ما ورد في «وثيقة جنيف»، فضلاً عن أنّ تحبيذ إدخال مساعدات إنسانية للسوريين من طرق غير رسمية عبر الحدود حيث ما يكون مناسباً، شرط أن تكون عبر منظمات دولية. وطالبوا برفع أي عوائق من أمامها من دون توجيه اتهامات إلى هذا الطرف أو ذاك. ودعموا مقترحات وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة فاليري آموس المطالبة برفع الحواجز البيروقراطية من أمام قوافل المساعدات. وهي مساعدات بقيت ضئيلة، بل بائسة في وقت يتضاعف فيه عدد النازحين شهراً بعد شهر. كان مبلغ المليار ونصف المليار دولار الذي أقر في مؤتمر الكويت يكفي لمدة ستة أشهر للنازحين حتى ما قبل ٣ أشهر. واليوم تضاعف العدد ولم يسدد سوى نصف المبلغ.
واتفق أعضاء المجلس على أنّ الأزمة السورية تهدّد استقرار دول الجوار، وشدّدوا على أهمية مساعدة تلك الدول لاستيعاب الأعباء المترتبة عليها، والعبء الأمني قد يكون أكثر إلحاحاً من العبء الاستيعابي للنازحين.
في سياق آخر، حذّر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، من أنّ تعزيز الوجود العسكري الأميركي في الأردن قد يؤدي إلى تعميق الأزمة في سوريا المجاورة. وتابع الدبلوماسي قائلاً: «سبق أن أشرنا مراراً في تعليقاتنا إلى هذه الأنباء وإلى المعلومات بشأن تدريب مقاتلي المعارضة السورية في دول مجاورة. وقد أكد هذه الوقائع وزير الدفاع الأميركي الذي تحدث أخيراً خلال جلسة استماع في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي. كذلك رأينا تقارير بهذا الشأن في العديد من وسائل الإعلام البريطانية».
ورأى الدبلوماسي أنّ هذه الخطوات تعارض الالتزامات السياسية والمواقف التي اتفق عليها اللاعبون الخارجيون الأساسيون في التسوية السورية، خلال اجتماعهم في جنيف في العام الماضي. ورأى أنّ المتطرفين الذين يكتسبون خبرة قتالية في سوريا اليوم قد يتحوّلون إلى بلد آخر في ما بعد.
في موازاة ذلك، عبّرت المعارضة السورية عن أملها أن يثمر اجتماع «أصدقاء سوريا» المقرّر اليوم في إسطنبول عن إقرار تسليح مقاتلي المعارضة. وقال مصدر رفيع المستوى في المعارضة السورية شارك في الاجتماعات التمهيدية في إسطنبول إن اليوم سيشكّل «نقطة تحوّل». وأضاف أن «السبب الرئيسي لهذا الاجتماع يتمثل في تسليح مقاتلي المعارضة السورية. وقد اعترفت (مجموعة أصدقاء سوريا) بحقنا في الدفاع عن أنفسنا، وعليها الآن أن تمدّنا بالوسائل اللازمة».
ولم يرِد المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن يصرّح رسمياً بأنّه جرى التوصل إلى اتفاق. ورأى أنّ دولاً خليجية مثل السعودية وقطر ستتولى مهمة إرسال الأسلحة والذخيرة، بينما ستركّز الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى على مهمات التدريب والمساعدات غير المميتة.
في المقابل، قال دبلوماسيان غربيان إنّ الغرض الرئيسي من الاجتماع ليس الموافقة على إرسال شحنات أسلحة. وذكر دبلوماسي أنّ من بين الأهداف الرئيسية للاجتماع الحصول على التزامات واضحة من «الائتلاف» باتخاذ موقف صارم ضد التشدّد وتعزيز وحدة صفوفه والتخطيط لما بعد رحيل النظام. وقال دبلوماسي آخر إنّ «الاجتماع لا يتعلق بتسليح مقاتلي المعارضة. فقد سارع البعض في استنتاج ذلك، بمن فيهم السوريون، ولكن هذا الاجتماع لا علاقة له بالأسلحة».
ومع ذلك، كشف مسؤول أميركي أن واشنطن تعتزم تقديم مساعدات جديدة إلى المعارضة السورية بنحو مئة مليون دولار، وهو ما قد يعني زيادة المساعدات العسكرية غير المميتة لجماعات مقاتلة محددة، تشمل دروعاً واقية للجسد وأجهزة للرؤية الليلية. وأضاف المسؤول إن من المتوقع أن يعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري مجموعة المساعدات الجديدة في مؤتمر إسطنبول اليوم.
في السياق، طالبت الحكومة الألمانية القوى السورية المعتدلة بالابتعاد عن الإسلاميين الراديكاليين. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، أندريس بيشكه، أنه «يجب على الائتلاف أن يبتعد بوضوح عن المجموعات الإسلامية العاملة داخل المعارضة.
إلى ذلك، صرح الأمين العام للحلف الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، في مؤتمره الصحافي الشهري، بأن الحلف لا يخطط لفرض منطقة حظر للطيران فوق جزء من الأراضي السورية لتأمين تركيا. وقال راسموسن: «لا توجد لدينا مثل هذه الخطط، لكن من البديهي أنه في حال تصعيد الوضع، فإن تأمين حليفنا يعتبر من التزاماتنا كحلف عسكري». وأضاف: «لا أتوقع تغييراً في الموقف حيال سوريا، وهو يتلخص في أن هذا النزاع له حل سياسي فقط». وتابع قائلاً إن مهمة الناتو في تركيا ترمي إلى «تأمين سكان هذا البلد» من قصف صاروخي محتمل من داخل سوريا، ولذلك نُشرت صواريخ باتريوت التابعة لنا هناك».
من ناحية أخرى، توجّه الملك الأردني عبد الله الثاني أمس إلى الولايات المتحدة ليبحث مع الرئيس باراك أوباما «تداعيات الأزمة السورية وجهود تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين». وبحسب بيان صادر عن الديوان الملكي، غادر الملك «في زيارة عمل إلى الولايات المتحدة يعقد خلالها في 26 نيسان الحالي لقاء قمة في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)
اجتماع عمّان الاستخباري: قوة خاصة لشلّ «الكيميائي» السوري
اجتماع رباعي» جرى في الأردن استعداداً لعملية «شلّ الترسانة الكيميائية السورية». دمشق علمت بمضمون الاجتماع وأرسلت موفداً إلى عمان
ناصر شرارة
كشف الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلته مع الإخبارية السورية الفضائية، أنّ دمشق أوفدت، منذ أقل من شهر، موفداً أمنياً إلى عمان لعرض معطيات معلوماتية لديها، تفيد بأنّ الأردن يضطلع بدور عملاني في تهديد الأمن القومي السوري. وحصلت «الأخبار» من مصادر مطلعة على المعطى الأبرز من بين هذه المعلومات التي تجمعت لدى سوريا، والتي قصدها الأسد في مقابلته.
وبحسب هذه المصادر، فإنه خلال الشهر الماضي، وصلت إلى دمشق عبر قنوات موثوق بها معلومات تؤكد حصول اجتماع في عمان ضمّ ممثلين عن أربعة أجهزة استخبارية: الأردن والولايات المتحدة الأميركية وقطر وإسرائيل. والجدير ذكره أنّ معلومة الاجتماع المذكور موثّقة لدى دمشق من خلال وثيقة مسرّبة من أحد أجهزة هذه الدول.
وتكشف الوثيقة المذكورة أنّ اللقاء جرى في عمان، وكان موضوعه الأساسي التباحث في إنشاء قوة خاصة من عناصر سوريين وغربيين وأردنيين، هدفها تنفيذ عملية شل ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية والسيطرة عليها. ويظهر مضمون هذه الوثيقة أنّ النقاشات التي سادت الاجتماع، جرت على النحو التالي:
كان لافتاً ما ذكرته الوثيقة من أنّ الدوحة «أقنعت» إسرائيل بضرورة السير بفكرة الإعداد لعمل عسكري ينهي تهديد الترسانة الكيميائية السورية. وتقول الوثيقة إنّ إسرائيل وافقت على أن تكون جزءاً من هذه الخطة، ما يوحي بأنّ نقاشاً كان قد جرى على أصل الفكرة، موضوع الاجتماع.
ومن ناحية ثانية، تكشف الوثيقة أنّ الاجتماع أفضى إلى الاتفاق بين أجهزة الاستخبارات الأربعة على التالي:
أ_ انشاء معسكر في الاردن لتدريب القوة الخاصة التي ستنفذ عملية السيطرة أو استئصال الترسانات الكيميائية السورية.
ب_ تتولى الولايات المتحدة الأميركية الاشراف على تدريب الفرقة الخاصة.
ج_ يتألف عناصر هذه القوة من أردنيين وأميركيين، وعلى نحو أساسي من عناصر سوريين انشقّوا عن الجيش السوري ويقيمون في الأردن.
كذلك تحدد الوثيقة دور إسرائيل ضمن هذه الخطة، بأنّه ينحصر في مهمة تأمين المعلومات الاستخبارية عن أماكن وجود الترسانة الكيميائية السورية، وذلك ضمن نطاقيِ الاستعلام الاستراتيجي عنها، عبر استخدام تقنيات تجسّسية مختلفة، منها التجسس الفضائي، والاستخبار الجاري حولها، لغرض توفير معلومات مستديمة ومتتابعة ترصد حصول أيّة تغييرات تحدث على مواقعها كنتيجة محتملة لقيام النظام السوري بتبديل مواقعها، أو إضافة تعزيزات ‘لى حمايتها، إلخ…
وبحسب هذه المصادر، عينها، فإنّ دمشق لا تنظر إلى خطوة الولايات المتحدة الأميركية الأخيرة، بإرسال ٢٠٠ جندي أميركي إلى الأردن، خارج نطاق معلومة اجتماع عمان الآنف، كما ترى أنّ الكلام الأميركي عن نشر صواريخ باتريوت على حدود الأردن مع سوريا هو عملية تأتي ضمن احتساب ردّ الفعل السوري على أيّ عمل عسكري خارجي ضدها ينطلق من الأردن. وتربط المصادر، عينها، بين تحذير الرئيس الأسد خلال مقابلته الأخيرة مع «الاخبارية»، من أن النار السورية قد لا تظلّ محصورة في داخلها، وتوقّع تصعيد عسكري خارجي ضدها على خلفية الأسلحة الكيميائية.
وترسم هذه المصادر مجموعة سيناريوهات متوقعة انطلاقاً مما تقدمه وثيقة اجتماع الأردن بين أجهزة استخبارات الدول الأربع، من معلومات مؤكدة:
أولها، أن يلجأ طرف استخباري خارجي إلى افتعال عملية تفجير كيميائي، يصار بعده إلى اتهام النظام بها، ما يبرر تنفيذ خطة اجتماع الأردن.
ثانيها، رفع الوتيرة الاعلامية والدبلوماسية المحذرة من أن الترسانات الكيميائية السورية، مهددة بالسقوط بأيدي «جبهة النصرة وعناصر تابعين للقاعدة، ما يبرّر تنفيذ عملية السيطرة عليها من قبل القوة الخاصة الموجودة الآن في أحد معسكرات التدريب الأردنية».
وفي كل الأحوال، تحذّر هذه المصادر من سيناريو اليوم التالي الذي سيعقب تنفيذ عملية القوة الخاصة في سوريا. وتستعيد هذه المصادر ما يشاع في الأروقة الأمنية التابعة للدول المتداخلة في الأزمة السورية من أنّ دمشق كانت قد حذّرت عبر قنوات دبلوماسية عدة، من أن ردّها على أي هجوم عسكري خارجي عليها يشتمل على مفاجآت مدمرة، ليس أقلها أنّ هناك ٧٠٠ صاروخ ستكون جاهزة، وكردّ فعل مباشر وأولي، للانطلاق نحو الجهة الأكثر إيلاماً للغرب.
الإدارة الأميركية للمعارضة السورية: سنزيد المساعدات وإليكم شروطنا
عبدالاله مجيد
تشترط الولايات المتحدة على المعارضة السورية مجموعة من الخطوات والتعهدات مقابل زيادة واشنطن مساعدتها غير الفتاكة للمعارضة، وطلبت الإدارة الأميركية ضمان إشراك جميع المكونات السياسية في حكومة ما بعد نظام الأسد، وكذلك حماية الأقليات.
وافق الرئيس اوباما على زيادة المساعدات الاميركية غير الفتاكة للمعارضة السورية، كما افاد مسؤول رفيع في الادارة الأميركية ولكنه اضاف ان الولايات المتحدة تعتزم دفع قادة المعارضة السياسيين الى إشراك جميع المكونات وحماية الأقليات والالتزام بحكم القانون.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه “انها ليست مقايضة ولكننا نريد من المعارضة ان تفعل المزيد”.
وتأتي تصريحات المسؤول الاميركي بالتزامن مع اجتماع مجموعة اصدقاء سوريا في اسطنبول السبت بمشاركة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى جانب وزراء دول غربية وعربية تدعم المعارضة السورية.
وقال مسؤولون في الادارة ان حزمة المساعدات الاميركية يمكن ان تشتمل على دروع جسدية وأجهزة رؤية ليلية فضلا عن معدات اتصالات باستثناء السلاح. وتأتي هذه المساعدات بالاضافة الى المعونات الغذائية والامدادات الطبية التي اعلن عنها كيري في وقت سابق.
وأكد مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الاميركية “ان الادارة ستعمل مع قادة المعارضة لتحديد احتياجاتها”. وقال مسؤول آخر ان حزمة المساعدات يمكن ان تضاعف الستين مليون دولار من المساعدات غير الفتاكة المقررة الى 130 مليون دولار.
ولكن كيري لا يتوقع الاعلان عن زيادة المساعدات إلا بعد ان تضمن الولايات المتحدة التزاما من المعارضة السورية ومؤيديها بأن أي حكومة تأتي بعد سقوط نظام الأسد ستكون حكومة جامعة وتحمي حقوق طائفته العلوية وحقوق الأقليات الأخرى وتلتزم بحكم القانون ، كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين في الادارة الاميركية.
وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اعلن امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ قبل يومين ان الهدف من هذا الموقف هو ان يكون هناك اتفاق واضح بين الجميع حول شكل الحكم الذي سيأتي بعد سقوط نظام الأسد، وهو الالتزام بالتنوع والتعددية والديمقراطية والشراكة الجامعة وحماية حقوق الأقليات.
يضاف الى ذلك ان الولايات المتحدة تريد من المعارضة السورية ان تكون “منفتحة على العملية التفاوضية للتوصل الى تسوية سياسية والالتزام بقواعد فيما يتعلق بالسلوك خلال خوض الحرب” ، كما أكد كيري.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز ان الجميع يريد أن يكون هناك اتفاقية واضحة على مرحلة ما بعد الاسد ويشمل ذلك “قطر والسعودية والإمارات وتركيا وأوروبا” مشيرة الى ان الصراعات الاقليمية عقدّت مهمة بناء معارضة موحدة معتدلة.
وكان الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيوش الاميركية اعرب في افادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ مؤخرا عن القلق من تنامي دور الجماعات المتطرفة في صفوف المعارضة المسلحة وقال ان التعرف على العناصر المعتدلة في المقاومة السورية “أصبح أكثر صعوبة”. واشار الجنرال ديمبسي الى “ان البلبلة في صفوف المعارضة أكبر اليوم منها قبل ستة اشهر”.
وحين سُئل كيري عن اقوال الجنرال ديمبسي خلال افادته هو قال ان من اهداف اجتماع اسطنبول السبت تحديد المعارضة المعتدلة وتدعيمها.
كما تريد الولايات المتحدة من المعارضة ان تؤكد مجددا استعدادها للتفاوض مع ممثلين عن نظام الأسد بشأن الانتقال السياسي. وكان الشيخ معاذ الخطيب رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة وافق على مثل هذا الحوار ولكن فصائل اخرى في المعارضة رفضت الفكرة.
ويأتي قرار الولايات المتحدة زيادة مساعداتها غير الفتاكة للمعارضة في وقت تستعد بريطانيا وفرنسا لتقديم دعم أكبر الى المعارضة مع اقتراب الحظر الاوروبي على ارسال السلاح الى سوريا من نهايته. وتمد بريطانيا المعارضة الآن بمساعدات غير فتاكة كبيرة بينها دروع جسدية.
وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية الستير برت ان من الضروري تقديم مزيد من العون والدعم للمعارضة الوطنية السورية. ولكنه حذر من ان رفع الحظر الاوروبي لا يعني ان بريطانيا ستمد المعارضة بالسلاح. وقال برت في حديث صحفي في واشنطن “هناك بالطبع درجة من الحذر وقرار تسليح المعارضة أو عدم تسليحها ستكون له عواقب”.
في غضون ذلك لم يصدر عن المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي ما يشير الى خروج مجلس الأمن الدولي من شلله بشأن الأزمة السورية. ولكنه قال للصحفيين ان المجلس “يدرك الآن انها مشكلة خطيرة ، بل في الحقيقة أخطر مشكلة”.
ونفى الابراهيمي نيته في الاستقالة على غرار سلفه كوفي انان ولكنه اعرب عن شعوره بالاحباط حين قال “كل يوم استيقظ فيه أفكر بأنني ينبغي ان استقيل ولكني لم استقل حتى الآن. ربما سأفعل ذات يوم”.
http://www.elaph.com/Web/news/2013/4/806893.html
تركيا تستضيف اليوم لقاء لـ«أصدقاء سوريا» والمعارضة لا تطالب إلا بالسلاح
مصادر فرنسية لـ «الشرق الأوسط»: الخطيب سيبقى في منصبه بشروط
إسطنبول: ثائر عباس باريس: ميشال أبو نجم
في قصر أثري قديم على ضفاف البوسفور كان لسلطانة من بنات السلطان عبد الحميد، تجتمع مساء اليوم مجموعة «أصدقاء سوريا»، في محاولة جديدة للخروج بسوريا من الأزمة التي تعصف بها منذ أكثر من سنتين، ومن دون أن تبرز أي معطيات عن «تحول جذري» في سلوك المجتمع الدولي حيال هذه الأزمة.
وتذهب المعارضة السورية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، ممثلة بالائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة السورية، إلى الاجتماع حاملة مطلبا واحدا أساسيا، وهو التسليح. وفي هذا الصدد، قال عضو الائتلاف أحمد رمضان لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن هذا المطلب هو وحده القادر على تغيير المعادلة لصالح الشعب السوري وتقصير عمر الأزمة ومعاناته، مشيرا إلى أن المطلوب من المجتمع الدولي، عموما، وأصدقاء سوريا، خصوصا، أن يقوموا بمد المعارضة بالسلاح النوعي أو تسهيل وصوله إليها، وكل ما هو غير ذلك لا يفيد.
ويدعم مطلب المعارضة السورية دول عربية وتركيا التي جدد حكومتها مطلبها القديم بإنشاء ممرات آمنة لتوصيل المساعدة الإنسانية للمدنيين السوريين. ونقلت وسائل إعلام تركية، أمس، عن أوغلو القول إنه «يجب على المجتمع الدولي اتخاذ موقف حاسم إزاء مساعدة السوريين الذين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة، وسط الصراع العسكري في بلادهم».
ولم يستبعد مصدر تركي رفيع المستوى تحدثت معه «الشرق الأوسط» حصول «مفاجآت» على صعيد تسليح المعارضة السورية، مضيفا أن «هناك تحفظات ومخاوف لدى بعض الدول، لكن الاتصالات تقدمت كثيرا، وقد يحدث الكثير حتى موعد الاجتماع في السادسة من مساء الغد (اليوم)».
وأوضح المصدر أن بلاده ملتزمة بشكل قاطع بالوقوف إلى جانب تطلعات الشعب السوري، وعلى أصدقاء سوريا أن يثبتوا بالفعل، لا بالقول، أنهم أصدقاء فعليون، من خلال مساعدة الشعب السوري على رسم خارطة طريق تساعده للخلاص من أزمته.
وأشار المصدر إلى أن بلاده قدمت الكثير لدعم هذا الشعب، وهي مستعدة للمزيد، لكن على المجتمع الدولي أن يتحرك بفاعلية لوقف شلال الدماء في سوريا. وقال: «أولوياتنا هي وضع حد لإراقة الدماء، وتحسين الأوضاع الإنسانية، ويمهد الطريق لبدء عملية سلام في سوريا».
وكان أوغلو قد حذر، في مقابلة تلفزيونية، أول من أمس، من أن نظام الأسد يستغل فرصة غياب الرؤية الموحدة للمجتمع الدولي ليسحق المناهضين له، مشيرا إلى أن «الجيش السوري أطلق أكثر من 200 صاروخ (سكود) على حلب، خلال الفترة الماضية»، واصفا هذه الاعتداءات بأنها «جريمة حرب». كما انتقد أوغلو الحظر المفروض على المعارضة السورية، قائلا: «أدى حظر مماثل فرض على يوغوسلافيا السابقة خلال حرب البوسنة في الفترة ما بين 1992 و1995 في مذبحة لمسلمي البوسنة على أيدي الصرب المدججين بالسلاح. والآن، فإن المجتمع الدولي يغض الطرف عن قتل السوريين».
وتتلاقى أمنيات المعارضة والدعوة التركية مع مساعي دول عربية ترغب في إرسال الأسلحة والذخيرة بشكل رسمي للمعارضة السورية، وعدم اقتصار المشاركة الغربية على «مهام التدريب وتقديم المساعدات غير المميتة».
لكن الدول الغربية لا تبدي حماسة اتجاه هذا الموضوع، إذ أفادت مصادر دبلوماسية فرنسية لـ«الشرق الأوسط» بأن الاجتماع في إسطنبول سيقتصر على «استمرار دعم مجموعة أصدقاء الشعب السوري للمعارضة في سعيها لترتيب شؤونها (الداخلية) وتثبيت (حضورها)، مما يعني مناقشة الاستحقاقات المقبلة وتشكيل الحكومة الانتقالية العتيدة والتطورات الميدانية والاستماع لما تقوله قيادة الائتلاف المدنية ممثلة بأحمد معاذ الخطيب، والعسكرية ممثلة باللواء سليم إدريس».
غير أن مصادر فرنسية رسمية أوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن المجتمعين سيطلبون من الائتلاف «تقديم تصور واضح» للهرمية والتراتبية التي سيعتمدها، وتبيان شكل العلاقة التي ستقوم بين الائتلاف والحكومة، والعلاقة مع الأجنحة العسكرية وصلاحيات كل طرف.
وقبل كل ذلك، يريد المؤتمرون من أحمد معاذ الخطيب أن يوضح ما يريد القيام به، وإن كان ينوي البقاء في موقعه أم لا.
وأفادت مصادر دبلوماسية بأن الخطيب أبلغ أوغلو بأنه «يقبل البقاء 6 أشهر إضافية» على رأس الائتلاف، غير أنه، مقابل ذلك، يطالب بتوسيعه وبانضمام أطراف أخرى إليه، ومنها هيئات ومستقلون، من أجل توسيع قاعدته وقدرته على تمثيل المعارضة السورية.
وقد نشأ هذا الأسبوع في باريس تجمع سياسي جديد أطلق على نفسه اسم «القطب الديمقراطي»، وغرضه أن يكون الوازن في مواجهة القطب الإسلامي في المعارضة، وهو يضم علمانيين ويساريين.
من جانبها، طالبت الحكومة الألمانية القوى المعتدلة في المعارضة السورية بالابتعاد بشكل واضح عن الإسلاميين المتشددين.
وقال أندرياس بيشكه المتحدث باسم الخارجية الألمانية، أمس، إنه يتعين على الائتلاف الوطني السوري أن ينأى بنفسه بوضوح عن قوى إسلامية متشددة داخل المعارضة. وتفيد معلومات مصادر دبلوماسية متقاطعة بأن هناك «تجاذبات» داخل الائتلاف «تغذيها التدخلات الخارجية والضغوط المتعارضة إقليميا ودوليا»، حول صلاحيات الحكومة.
وعلى هذا الصعيد، ثمة «مدرستان»؛ الأولى تطالب بصلاحيات موسعة للحكومة، بحيث يتحول الائتلاف إلى ما شبه «البرلمان»، بينما الثانية تريد حكومة بصلاحيات محدودة وتنفيذية، والقرار يبقى بيد الائتلاف وهيئته السياسية. ويميل الخطيب إلى الحل الثاني.
وفي باريس، قال سفير روسيا ألكسي أورلوف، في لقاء صحافي، إنه «يتعين العثور على قائد من داخل سوريا يتمكن من جمع المتقاتلين، وإطلاق المسار السياسي، وواجبنا مساعدته لوضع الجميع حول طاولة الحوار والتحادث، لأنه لا حلّ خارج هذا الحل».
كذلك دعا السفير الروسي إلى بروز شخصيات من داخل المعارضة السورية «تكون قادرة على لعب دور في سوريا الغد». لكنه أعرب عن أسفه لوجود «مرتزقة» داخلها، بينهم جماعة «القاعدة».
واللافت للنظر أن أورلوف أشار إلى أن الرئيس الأسد «ارتكب خطأ كبيرا عندما رد على الاحتجاجات عن طريق القوة»، في إشارة إلى بدايات الانتفاضة. وفي رأيه أن سوريا تحولت اليوم إلى «ساحة حرب بين السنة والشيعة»، كما أن رحيل الأسد «لن يعني نهاية الحرب».
ولذا، يرى السفير الروسي أنه لا خلاص خارج الحل السياسي الذي «سيحين موعده آجلا أم عاجلا، والأفضل أن يأتي في أقرب وقت».
قوات الأسد ترتكب مجزرتين في حمص وإدلب ومساعدات عسكرية أميركية “غير مميتة” بـ100 مليون دولار
الائتلاف الوطني يطالب مؤتمر اسطنبول بحظر جوي وصندوق دعم دولي
كشف مصدر بارز في الائتلاف الوطني السوري لـ”المستقبل” أن مؤتمر أصدقاء سوريا اليوم في اسطنبول سيكون مفصلياً لناحيتين، الأولى أن المعارضة ستُطالب بصندوق دعم دولي تتجاوز انطلاقته المليار دولار من أجل دعم الائتلاف ودعم الحكومة المؤقتة التي يتم العمل على تشكيلها، والثانية العودة إلى المطالبة بحظر جوي في الشمال والجنوب من جهتي الحدود مع تركيا والأردن لحماية المدنيين وتوفير فرص النجاح للحكومة المؤقتة.
وقال المصدر لـ”المستقبل” إن الائتلاف عقد اجتماعات مفتوحة طيلة يوم أمس في اسطنبول تحضيراً للمؤتمر الذي يُعقد بعد ظهر اليوم، وحددت هذه الاجتماعات ورقة مطالب وإجراءات عملية تُقدم إلى المؤتمر لمناقشتها.
أضاف المصدر: سنغتنم فرصة المؤتمر لنضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته وسنطرح هذه المطالب بقوة في مواجهة وسائل التدمير الجماعية التي يستخدمها النظام ضد الشعب السوري والتي على المجتمع الدولي واجب مواجهتها، لذلك سنتقدم بأفكار عملية أبرزها الحظر الجوي والصندوق الدولي بانتظار الحكومة المؤقتة التي تتطلب أسبوعين على الأقل لإعلانها.
وعبرت المعارضة السورية عن أملها في أن يثمر اجتماع أصدقاء سوريا عن تفعيل اتفاق ضمني على أن تسليح مقاتلي المعارضة هو أفضل سبيل لإنهاء حكم بشار الأسد.
وقال مصدر كبير في المعارضة السورية شارك في الاجتماعات التمهيدية باسطنبول قبل المؤتمر إن يوم السبت سيشكل “نقطة تحول”. وأضاف المصدر “السبب الرئيسي لهذا الاجتماع يتمثل في تسليح مقاتلي المعارضة السورية. وقد اعترفت “مجموعة أصدقاء سوريا” بحقنا في الدفاع عن أنفسنا وعليها الآن أن تمدنا بالوسائل اللازمة”.
وقال المصدر المعارض إن دولاً عربية ستتولى مهمة إرسال الأسلحة والذخيرة بينما ستركز الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى على مهام التدريب والمساعدات غير المميتة. وأضاف “يريد البعض أن يقدم فقط الإمدادات غير المميتة وهو أمر جيد. فهذه الأشياء ضرورية أيضاً إلى جانب المساعدة في مجال جمع المعلومات والتدريب”.
وقال ديبلوماسيان غربيان إن الغرض الرئيسي من اجتماع اسطنبول ليس الموافقة على إرسال شحنات أسلحة.
وذكر ديبلوماسي أن من بين الأهداف الرئيسية للاجتماع الحصول على التزامات واضحة من الائتلاف الوطني السوري باتخاذ موقف صارم ضد التشدد وتعزيز وحدة صفوفه والتخطيط لما بعد رحيل الأسد.
وقال ديبلوماسي آخر إن “الاجتماع لا يتعلق بتسليح مقاتلي المعارضة. فقد سارع البعض في استنتاج ذلك بمن فيهم السوريون ولكن هذا الاجتماع لا علاقة له بالأسلحة”.
وأضاف “هذا الاجتماع يتعلق بتقديم المزيد مقابل الحصول على المزيد وقطع وعود مقابل وعود أخرى. فإذا استطاعت المعارضة تقديم المزيد سنعطيها المزيد. وسنتحدث حول المزيد من الالتزامات السياسية مثل وضع رؤية سياسية شاملة وتقديم ضمانات بشأن الأسلحة الكيميائية وتصرفاتهم (المعارضين) باعتبارهم قوة مقاتلة ورؤيتهم لسوريا بعد الأسد، بعد ذلك يمكننا تقديم مساعدة سخية ومساعدات إنسانية وغير إنسانية ولكن من دون تزويدهم بالسلاح. هناك طرق كثيرة لدعم المعارضة المسلحة غير إمدادها بالسلاح”.
وفي معرض إشارته إلى التدريب في الأردن قال مصدر المعارضة إن هناك الآن توجهاً واضحاً من مجموعة أصدقاء سوريا لتقديم أسلحة إلى مقاتلي المعارضة المنتمين إلى الجناح العسكري للائتلاف الوطني السوري.
وأضاف “الأمور تتغير الآن والأميركيون يرسلون قوات إلى الأردن والطريقة التي كان المجتمع الدولي يتعامل بها مع النظام تغيرت.. حان الوقت للتخلص منه (الأسد) للأبد”.
وقال جورج صبرا نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري لرويترز إن تصاعد التشدد في سوريا ناجم عن عدم تحرك القوى العالمية. وأضاف أن هذه القوى أقرت بحقوق المعارضة في الدفاع عن نفسها ومن ثم ينبغي إمدادها بما يتناسب مع هذا الحق.
وفي واشنطن قال مسؤول أميركي أمس إن الولايات المتحدة تعتزم تقديم مساعدات جديدة للمعارضة السورية بنحو مئة مليون دولار، ما قد يعني زيادة المساعدات العسكرية غير المميتة لجماعات مقاتلة محددة تشمل دروعاً واقية للبدن وأجهزة للرؤية الليلية.
وأضاف المسؤول أن من المتوقع أن يعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري مجموعة المساعدات الجديدة في المؤتمر الدولي المخصص للشأن السوري في تركيا اليوم ويحضره الوزير الأميركي.
وفي واشنطن كذلك أكد مسؤول أميركي كبير الخميس أن وكالات الاستخبارات الأميركية تحقق في ما إذا كان النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية في حربه ضد مقاتلي المعارضة.
وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالباً عدم ذكر اسمه إن معلومات محددة تفيد بأن مادة كيميائية “مشبوهة جداً” ربما تكون استخدمت في المعارك الأخيرة في سوريا، لكن أجهزة الاستخبارات ما زالت تحقق في صحة هذه المعلومات ولم تصل الى خلاصة جازمة تمكنها من إثبات صحتها من عدمها.
وأضاف أنه من المحتمل أن تكون هناك أسلحة كيميائية استخدمت بشكل محدود و”موضعي” جداً، وليس على نطاق واسع.
والأسبوع الماضي أكد ديبلوماسيون في الأمم المتحدة طلبوا عدم كشف هوياتهم أن الدول الغربية لديها “أدلة صلبة” على أن السلاح الكيميائي استخدم في النزاع السوري مرة واحدة على الأقل.
وكانت بريطانيا وفرنسا أبلغتا الأمم المتحدة بمعلومات عن استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية في مدينة حمص في كانون الأول وفي العتيبة قرب دمشق الشهر الماضي.
وأوضح المسؤول الأميركي الكبير لفرانس برس أن المعلومات التي أوردتها باريس ولندن تحقق فيها واشنطن ببالغ الجدية، غير أن مسؤولين آخرين وخبراء يؤكدون أن وكالات الاستخبارات تواجه تحدياً صعبة في محاولتها تأكيد هذه المعلومات، نظراً للفوضى والعنف في سوريا وقلة الجواسيس الأميركيين على الأرض.
وقال مسؤول آخر طلب أيضاً عدم كشف هويته إن “وكالات الاستخبارات لم تتحقق من استخدام أسلحة كيميائية في سوريا”.
ورفض وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل ورئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي الأربعاء الرد على سؤال في مجلس الشيوخ عما إذا تم استخدام أسلحة كيميائية في النزاع الدائر في سوريا.
وخلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ قال وزير الدفاع رداً على سؤال لأحد أعضاء اللجنة إن “وكالاتنا الاستخباراتية هي الأقدر على أن تقول ما نعرفه وما لا نعرفه (…) أعتقد أن هذا الأمر يجب بحثه في جلسة مغلقة”.
بدوره ورداً على سؤال طرحه عليه السناتور جون ماكين عما إذا كان نظام الأسد استخدم أسلحة كيميائية ضد معارضيه أجاب الجنرال ديمبسي إن هذا الأمر تحدثت عنه “معلومات نُشرت في وسائل الإعلام”، مضيفاً “لا يمكنني أن أقول أي شيء آخر خلال هذه الجلسة”.
من جانبه، قال مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر لأعضاء مجلس الشيوخ إن تحديد “الخط الأحمر” يعود الى السياسيين. وأضاف “إنها مسألة سياسية وليست قضية يعود للاستخبارات التعليق عليها”.
وأكد هيغل من جهته أن الموقف الرسمي لإدارة أوباما لم يتغير. وقال “إذا استخدم الأسد والذين يأتمرون به الأسلحة الكيميائية أو أخلوا بواجباتهم بضمان أمنها، فسوف تترتب على ذلك عواقب وسوف يتحملون المسؤولية”.
وقال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي أمس، إن خطة الاتحاد لتخفيف حظر النفط المفروض على سوريا لمساعدة المقاتلين المعارضين للحكومة هي “تجربة عملية” يمكن أن تؤدي إلى رفع المزيد من العقوبات لترجيح كفة المعارضة في صراعها مع الأسد.
وقال المسؤول إن المعارضة شكت الى وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن العقوبات المفروضة بسبب الحملة القمعية الشرسة التي شنها الأسد على المحتجين المطالبين بالديموقراطية تلحق ضرراً بالمدنيين وطلبت مساعدة اقتصادية واسعة النطاق.
وأضاف المسؤول الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، “يأتي ذلك رداً على الانتقادات اللاذعة التي تقول إن عقوباتنا تضر النظام والسكان المدنيين بلا تمييز. هذا لم يكن هدفنا”.
وقال المسؤول إنه سيجري رفع المزيد من العقوبات إذا نجح تخفيف الحظر النفطي. ومضى قائلاً “إذا نجح الأمر فإننا قد نحاول الذهاب إلى أبعد من ذلك. هذا جزء من تجربة عملية”.
وسيطر مقاتلو المعارضة على مناطق منتجة للنفط خصوصاً في محافظتي الحسكة ودير الزور بشرق البلاد رغم أن هذه المناطق تبقى عرضة للقصف والضربات الجوية من جانب قوات الحكومة.
وقال المسؤول إن الاتحاد سينظر أيضاً في سبل معالجة مشكلة نقص الطاقة في المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة. وقال “ربما إن ذلك هو ما ينبغي أن نركز عليه.. ما يحتاجه الناس هو الكهرباء”. وقال ديبلوماسيون آخرون بالاتحاد الأوروبي إن من المقرر أن تبحث حكومات الاتحاد في الأسابيع المقبلة إمكانية تخفيف العقوبات التجارية لمساعدة جماعات المعارضة مع التركيز على الائتمانات التجارية وطرح إمكانية إقامة علاقات مصرفية مع أوروبا.
وفي سياق آخر نفى الأخضر الإبراهيمي المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن الأزمة السورية أمس ما تردد من شائعات بشأن استقالته لشعوره بخيبة الأمل تجاه تقاعس الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي قائلاً إنه يفكر يومياً في ترك منصبه.
وقال الإبراهيمي للصحافيين “لم أستقل…(ولكن) عندما أستيقظ كل يوم أفكر في ضرورة استقالتي. ربما أستقيل يوماً ما”.
ولم يخفِ الإبراهيمي شعوره بالإحباط. وقال “لم أتوصل لشيء مع السوريين.. أحرزنا مع مجلس الأمن الدولي والأميركيين والروس بعض التقدم لكنه لا يزال ضئيلاً للغاية. وأنا سعيد جداً لأن الأميركيين والروس يتحدثون مع بعضهم”.
ونقل أحد الديبلوماسيين عن الإبراهيمي قوله للمجلس الذي يضم 15 دولة “أعتذر للشعب السوري لعدم تقديمي شيئاً يُذكر له في الأشهر الثمانية الماضية… وأعتذر لأعضاء المجلس لأنني لم أعرض عليهم سوى أنباء سيئة”.
وفي سوريا حيث سقط برصاص قوات النظام أمس 124 شخصاً، وارتكب الجيش التابع للأسد مجزرتين إحداهما في دير بعلبة في حمص حيث سقط 19 شخصاً أعدموا ميدانياً عند إحدى الحواجز التابعة للنظام أثناء نزوحهم إثر القصف العنيف، والأخرى في سراقب من ريف إدلب حيث قتل تسعة أشخاص بينهم ثمانية أطفال في قصف للقوات النظامية استهدف سيارة كانت تقلهم، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أفاد أن “المجزرة” أدت الى “تفحم” جثث الضحايا بالكامل.
وقال المرصد في بريد الكتروني “أسفرت المحرقة التي نفذتها القوات النظامية السورية في مدينة سراقب في محافظة إدلب عن استشهاد تسعة مواطنين بينهم ثمانية أطفال كانوا في “بيك آب” في شوارع سراقب عندما استهدفتهم قذيفة من القوات النظامية”.
اسطنبول ـ جورج بكاسيني ووكالات
توقع دعم أميركي للمعارضة بـ”أصدقاء سوريا”
تعقد المجموعة المعروفة بأصدقاء الشعب السوري اجتماعا بمدينة إسطنبول التركية وسط توقعات بأن تعلن الولايات المتحدة عن تقديم مساعدات “غير فتاكة” إلى فصائل المعارضة تزيد قيمتها على مائة مليون دولار أميركي.
ويشارك بالاجتماع مسؤولون من 11 دول أوروبية وعربية وإسلامية وممثلو ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية إضافة إلى الولايات المتحدة التي غادر وزير خارجيتها جون كيري واشنطن أمس الجمعة متوجها إلى العاصمة التركية.
ومعلوم أن مؤتمر أصدقاء سوريا عقد لأول مرة بتونس في فبراير /شباط 2012 وضم دولا وهيئات تسعى لإيجاد مخرج للأزمة السورية خارج إطار مجلس الأمن الذي استخدمت فيه روسيا والصين حق الفيتو لإسقاط مشروعات القرار الخاصة بسوريا والتي لا توافق رؤيتهما لحل الأزمة.
وكان مسؤول بالخارجية الأميركية قد أعلن أمس الجمعة أن كيري سوف يعرض نهاية الأسبوع، خلال اجتماع “أصدقاء سوريا” بإسطنبول، زيادة المساعدات “غير القاتلة” التي تنوي واشنطن تقديمها للمعارضة في سوريا.
وقال هذا المسؤول -الذي يرافق وزير الخارجية- إن كيري “سوف يعلن نهاية هذا الأسبوع أن الولايات المتحدة تنوي تقديم مساعدة إضافية غير قاتلة إلى المعارضة المعتدلة خصوصا ائتلاف المعارضة السورية والمجلس العسكري الأعلى” السوري.
القيمة
وأضاف الدبلوماسي أن “قيمة وتفاصيل هذه المساعدة لم تحدد بعد، وأن الإدارة سوف تعمل مع قادة المعارضة على تحديد حاجاتهم”.
وأوضح أن “البحث يدور حول أنواع من المساعدات غير القاتلة بالإضافة إلى الوجبات العسكرية الغذائية والمواد الطبية”. ولكنه لم يعط المزيد من الإيضاحات.
وكانت واشطن قد قدمت بقيمة 117 مليون دولار مساعدات غير قاتلة للمعارضة السورية، وبقيمة 385 مليونا مساعدات إنسانية إلى حوالى أربعة ملايين نازح سوري داخل سوريا، وحوالى 1.2 مليون لاجئ بدول الجوار.
من جهتها عبرت المعارضة السورية عن أملها بأن يفضي اجتماع “أصدقاء سوريا” بإسطنبول إلى تفعيل اتفاق ضمني على أن تسليح مقاتلي المعارضة أفضل سبيل لإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد.
وقال مصدر كبير بالمعارضة السورية، شارك بالاجتماعات التمهيدية بإسطنبول قبل المؤتمر، إن السبت سيشكل “نقطة تحول”. وأضاف “السبب الرئيسي لهذا الاجتماع يتمثل في تسليح مقاتلي المعارضة السورية، وقد اعترفت مجموعة أصدقاء سوريا بحقنا في الدفاع عن أنفسنا وعليها الآن أن تمدنا بالوسائل اللازمة”.
رؤية أخرى
بالمقابل قال دبلوماسيان غربيان إن الغرض الرئيسي من اجتماع إسطنبول ليس الموافقة على إرسال شحنات أسلحة. وذكر دبلوماسي أن من بين الأهداف الرئيسية للاجتماع الحصول على التزامات واضحة من الائتلاف الوطني السوري باتخاذ موقف صارم ضد التشدد وتعزيز وحدة صفوفه والتخطيط لما بعد رحيل الأسد.
وقال دبلوماسي آخر “الاجتماع لا يتعلق بتسليح مقاتلي المعارضة، فقد سارع البعض باستنتاج ذلك بمن فيهم السوريون، ولكن هذا الاجتماع لا علاقة له بالأسلحة”.
وأضاف “هذا الاجتماع يتعلق بتقديم المزيد مقابل الحصول على المزيد وقطع وعود مقابل وعود أخرى، فإذا استطاعت المعارضة تقديم المزيد فسنعطيها المزيد وسنتحدث حول المزيد من الالتزامات السياسية مثل وضع رؤية سياسية شاملة وتقديم ضمانات بشأن الأسلحة الكيميائية وتصرفات المعارضين باعتبارهم قوة مقاتلة ورؤيتهم لسوريا بعد الأسد”.
وأكد أنه “بعد ذلك يمكننا تقديم مساعدة سخية ومساعدات إنسانية وغير إنسانية ولكن دون تزويدهم بالسلاح، هناك طرق كثيرة لدعم المعارضة المسلحة غير إمدادها بالسلاح”.
ومعلوم أن الولايات المتحدة كانت قد أعلنت بالاجتماع الأخير لأصدقاء سوريا المنعقد في روما للمرة الأولى أنها ستقدم مساعدات “غير مميتة” لمقاتلي المعارضة مباشرة وستزيد دعمها للمعارضة المدنية السورية.
دعم أميركي للمعارضة السورية
أشارت بعض الصحف الأميركية إلى الحرب الأهلية التي تعصف بسوريا، وقالت إحداها إن الولايات المتحدة تعتزم تقديم مساعدات “غير قتالية” إلى المعارضة السورية، وبينما أشارت صحيفة إلى تشاؤم الثوار السوريين، دعت أخرى إلى تشديد العقوبة على كوريا الشمالية.
فقد ذكرت مجلة تايم أن الولايات المتحدة تعتزم توسيع نطاق دعمها للمعارضة السورية، وذلك من خلال تزويدها بمزيد من المساعدات غير القتالية، مضيفة أن الاتحاد الأوروبي أيضا يبحث شأن تخفيف حظر الأسلحة المفروض على سوريا، وذلك من أجل التمكن من تزويد المعارضة السورية بالسلاح، وبالتالي زيادة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد وإجباره على التنحي.
وأوضحت تايم أن الحظر الأوروبي المفروض على تزويد سوريا بالسلاح ينتهي بنهاية مايو/أيار القادم، مضيفة أن هذ الحظر يمكن أن يتوقف بالكامل أو أنه يصار إلى تعديله ليصبح مفروضا على الأسلحة التي يمكن أن تصل إلى نظام الأسد فقط.
وعودة إلى المساعدات الأميركية للمعارضة السورية، فقد أشارت تايم إلى أنه يتوقع أن يقوم وزير الخارجية الأميركية جون كيري نهاية الأسبوع الجاري بالإعلان عن زيادة المساعدات “غير القاتلة” التي تحتاجها المعارضة السورية، وذلك خلال اجتماع “أصدقاء الشعب السوري” بإسطنبول نهاية الأسبوع الجاري.
من جانبها أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى حالة من التشاؤم لدى الثوار والناشطين السوريين بشأن أي رد فعل أميركي أو غربي محتمل إثر التحقيق باستخدام قوات الأسد للأسلحة الكيميائية، موضحة أن الثوار والناشطين السوريين يقولون إنه حتى لو تأكد للجميع استخدام قوات الأسد للأسلحة الكيميائية، فإنه لا يبدو أن الولايات المتحدة أو أي دولة أوروبية سوف تتحرك لوقف حمام الدم المتدفق في سوريا منذ أكثر من عامين.
أدلة دامغة
وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا وفرنسا أعلنتا الخميس الماضي عن أن لديهما أدلة دامغة على أن نظام الأسد استخدم أسلحة كيميائية داخل البلاد لأكثر من مرة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، وذلك بعد أن جرى تحليل عينات من تربة سورية تم تهريبها إلى خارج البلاد.
وفي شأن الأزمة بشبه الجزيرة الكورية، دعت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور إلى ضرورة تشديد العقوبات الاقتصادية ضد بيونغ يانغ، وأوضحت من خلال مقال نشرته للكاتب غرانت نيوزهام بأن المباحثات مع نظام بيونغ يانغ لا تجدي نفعا، ومضيفة أن الأخيرة مستمرة في قمع شعبها وفي المساهمة بانتشار السلاح النووي.
يُشار إلى أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون هدد قبل أيام بشن هجمات صاروخية نووية ضد كوريا الجنوبية واليابان وضد أهداف داخل الولايات المتحدة نفسها، وأنه أمر قواته بوضع الصواريخ في حالة الاستعداد.
قصف يقتل مزيدا من الأطفال بسوريا
قتل ثلاثة أطفال اليوم السبت بنيران القوات السورية في دير الزور، بعد يوم دام قتل فيه أكثر من عشرين طفلا بإدلب وحلب، بينما تجددت الاشتباكات في مناطق مختلفة.
وقالت شبكة شام إن الأطفال الثلاثة وسيدة قتلوا صباح اليوم في قصف مدفعي على بلدة الخريطة بريف دير الزور.
وأضافت أن القوات النظامية استهدفت مجددا صباح اليوم بالمدافع أحياء دير الزور الخارجة عن سيطرتها، بينما قالت لجان التنسيق المحلية من جهتها إن بلدة موحسن القريبة تعرضت لقصف براجمات الصواريخ من المطار العسكري واللواء 137.
وكان ما لا يقل عن 23 طفلا قتلوا أمس في قصف على بلدتيْ سراقب ومعرشورين بإدلب، وعلى حي السكري الخاضع لسيطرة الجيش الحر في حلب، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان والهيئة العامة للثورة السورية وناشطين.
قصف مستمر
وقال الناطق باسم شبكة شام الإخبارية محمد إبراهيم للجزيرة إن القوات السورية عاودت صباح اليوم قصف عدة بلدات وقرى بريف إدلب. وأشار إلى أن القصف يأتي من معسكري الحامدية ووادي الضيف، وكذلك من معسكر القرميد. مشيرا إلى فزع بين السكان بعد مقتل عشرات منهم أمس في سراقب ومعرشورين.
ومن جهتها، قالت الهيئة العامة للثورة إن بلدتيْ معرشورين وكفروما تعرضتا صباح اليوم لقصف بالمدافع الثقيلة ومدافع الهاون من معسكريْ الحادمية ووادي الضيف.
وفي حمص، قصفت القوات السورية صباح اليوم حي الوعر بالمدافع وراجمات الصواريخ، بينما كانت طائرات تشن في الوقت نفسه غارات على منطقة غرب العاصي في القصير بريف المحافظة.
وتشهد منطقة القصير المتاخمة للبنان قتالا مستمرا بين الجيش الحر من جهة والقوات النظامية -مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني- من جهة أخرى، وفقا للمعارضة السورية.
وتجدد القصف أيضا على أحياء دمشق الجنوبية بالتزامن مع حملة دهم واعتقال في حي الميدان، حسب شبكة شام. كما تجدد على بلدات في ريف المدينة بينها معضمية الشام، بينما يقول ناشطون إن بلدة “جديدة الفضل” لا تزال تتعرض لحملة عسكرية أوقعت عشرات القتلى خلال بضعة أيام.
اشتباكات
ميدانيا أيضا، قالت شبكة شام إن اشتباكات اندلعت صباح اليوم في حي بستان القصر بحلب الخاضع للجيش الحر. ومن جهته، قال مركز حلب الإعلامي إن مقاتلين من عدة ألوية قصفوا فجر اليوم مطار حلب الدولي، ردا على قصف من داخله استهدف أحياء خاضعة للجيش الحر.
وكان مقاتلون قصفوا أمس مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري الملاصق له، في محاولة لإضعاف القوات المدافعة عنهما قبل عملية اقتحام محتملة. وبينما استمر القتال في عدد من أحياء دير الزور، قال الجيش إنه دمر أمس طائرة محملة بالذخائر وأخرى حربية داخل مطار المدينة العسكري المحاصر، وهو ما ظهر في شريط بُث على الإنترنت.
وفي إدلب، قال الناطق باسم شبكة شام الإخبارية محمد إبراهيم للجزيرة إن الجيش الحر نصب كمينا في منطقة معرة النعمان لرتل تابع للقوات النظامية، وقتل جنودا كانوا ضمنه.
وتجدد القتال في عدة محاور بريف دمشق، بما في ذلك مدينة داريا التي توجهت إليها صباح اليوم تعزيزات نظامية تضم دبابات وآليات وسيارات إسعاف، في حين ترابط حوالي ثلاثين آلية في الناحية الجنوبية للمدينة، وفقا لشبكة شام.
وقال المصدر ذاته إن الجيش الحر صد أمس هجوما للقوات النظامية على أحياء حمص المحاصرة عبر حي باب هود، وأوقع قتلى في صفوف القوة المهاجمة.
كيري يعرض على المعارضة السورية زيادة المساعدات غير القاتلة
اسطنبول تستضيف أعمال مؤتمر “أصدقاء سوريا” للمانحين بمشاركة 11 دولة
دبي – قناة العربية –
تستضيف مدينة إسطنبول التركية، السبت، أعمال مؤتمر أصدقاء سوريا للمانحين، بحضور عدد من وزراء الخارجية من عواصم العالم.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، سيشارك في المؤتمر، بمشاركة 11 دولة.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، إن كيري سيعرض خلال اجتماع “أصدقاء سوريا” في إسطنبول زيادة المساعدات غير القاتلة، التي تنوي الولايات المتحدة تقديمها للمعارضة والمقاتلين في سوريا، نقلا عن فرانس برس.
وأكد المسؤول، الذي يرافق وزير الخارجية، أن كيري الذي غادر مساء الجمعة واشنطن متوجها إلى إسطنبول، “سيعلن في نهاية الأسبوع أن الولايات المتحدة تنوي تقديم مساعدة إضافية غير قاتلة إلى المجموعات المعتدلة في المعارضة، وخصوصا ائتلاف المعارضة السورية، والمجلس العسكري الأعلى” السوري.
وأضاف الدبلوماسي أن “قيمة وتفاصيل هذه المساعدة لم تحدد بعد، والإدارة (الرئيس باراك أوباما) ستعمل مع قادة المعارضة على تحديد احتياجاتهم”.
وكان كيري صرح أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي بأنه يخشى من أن يؤدي النزاع في سوريا إلى “تفكك” هذا البلد، وذلك قبل اجتماع مجموعة “أصدقاء سوريا” التي تضم المعارضة السورية والدول الغربية والعربية التي تدعمها.
وأعلن كيري في مؤتمر سابق في روما في 28 فبراير/شباط عن مساعدة غير قاتلة مثل تجهيزات طبية ووجبات غذائية عسكرية تسلم إلى المعارضة السورية مباشرة. وخصص الرئيس أوباما عشرة ملايين دولار لهذه المساعدة.
وتقدم الولايات المتحدة مساعدات غير قاتلة بقيمة 117 مليون دولار إلى المعارضة السورية، وأخرى إنسانية بقيمة 385 مليون دولار إلى حوالي 4 ملايين نازح داخل وسوريا و1.2 مليون آخرين في الدول المجاورة.
لكن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى ترفض تسليم المتمردين السوريين أسلحة خوفا من وصولها إلى متطرفين.
“الكلب” فيلم سوري من وحي الثورة يشارك في مهرجان “كان”
المخرج فارش خاشوق عالج ردود الفعل السلبية لبعض المغتربين تجاه الثورة
بيروت – فرانس برس –
اختير الفيلم السوري القصير “الكلب” لفارس خاشوق للعرض في زاوية الأفلام القصيرة في مهرجان “كان” السينمائي في دورته الجديدة لعام 2013، وهو من أول إنتاجات الفنان خاشوق السينمائية، ويعالج فيه ردود الفعل السلبية لبعض السوريين المغتربين تجاه الاحتجاجات في بلدهم.
ويلخص خاشوق فيلمه بالقول “في خليط من الأنانية والاستخفاف بالدم السوري، يقف شابان من مترفي المغترب ضد نضال السوريين وثورتهم، لا يسامحانها لأنها أفسدت عليهما إجازتهما السنوية، غير عابئين بالدم المراق، أو بمآسي السوريين البؤساء في الداخل، وبنضالهم من أجل الحرية”.
ويعتبر المخرج فيلمه الذي صور في الإمارات في مارس/آذار 2013 “محاولة للتغلغل واكتشاف العقلية السورية الموشومة بحكم الديكتاتور على مدى أكثر من 40 عاما”.
ويضيف: “بدأ المشروع مع دخول الثورة عامها الثاني، ووصول عنف النظام إلى درجات غير مسبوقة، المذابح اليومية، والمجازر المتكررة التي لم تحرك شيئاً عند بعض السوريين الذين يجدون في العنف الذي يستخدمه النظام ضد المتظاهرين السبيل الفضلى للحفاظ على مستوى حياتهم المريح”.
الثورة السورية وتسليط الضوء على الفنانين
ويقول المخرج إن “رسم تلك الشخصيات السورية، من دون الوقوع في شرك المبالغات أو الكليشيهات، وسرد القصة بتفاصيلها مع البقاء ضمن حيز دقائق الفيلم الـ20، شكلت تحديات لي”.
وحول عنوان الفيلم الذي يمثل فيه كل من بشار المقيد، وفارس خاشوق، وعلياء خاشوق، قال المخرج: “اسم الكلب يأتي مرتبطاً بسلوك شخصيات الفيلم وأسلوبها المتهكم والمفردات التي تستخدم في حديثهم عن الثورة”.
وفي ما إذا كان إدراج الفيلم في مهرجان “كان” السينمائي هو اختيار سياسي أجاب المخرج: “لا شك أن للوضع السياسي والإنساني في سوريا دوراً في تسليط الضوء على النتاج الفني السوري بشكل عام، لكن لا أستطيع الجزم بعلاقته بإدراج الفيلم في مهرجان كان”.
يذكر أن فارس خاشوق ولد في مدينة حمص، وحاز الماجستير والدكتوراه من باريس في الفن الرقمي وفن التواصل البصري، وعمل في مجال التصوير الفوتوغرافي.
وإضافة إلى هذا الفيلم، أدرج فيلم التحريك السوري “قماش على مواد مختلفة” لجلال الماغوط هو الآخر في ركن الأفلام القصيرة في مهرجان “كان” السينمائي المقبل.
مساعدات أميركية “غير قتالية” لمعارضة سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، ليلة السبت، أن وزير الخارجية جون كيري سوف يعرض نهاية الأسبوع خلال اجتماع “أصدقاء سوريا” في إسطنبول، زيادة المساعدات “غير القتالية” التي تنوي الولايات المتحدة تقديمها للمعارضة “المعتدلة” في سوريا، خصوصا ائتلاف المعارضة السورية والمجلس العسكري الأعلى.
وقال المسؤول الذي يرافق وزير الخارجية إن كيري أن “قيمة وتفاصيل هذه المساعدة لم تحدد بعد، وإن الإدارة سوف تعمل مع قادة المعارضة على تحديد حاجاتهم”. وأوضح أن “البحث يدور حول أنواع من المساعدات غير القاتلة، بالإضافة إلى الوجبات العسكرية الغذائية والمواد الطبية”، لكنه لم يعط المزيد من الإيضاحات.
وكانت الولايات المتحدة قدمت بقيمة 117 مليون دولار مساعدات “غير قاتلة” للمعارضة السورية، وبقيمة 385 مليون دولار مساعدات إنسانية إلى حوالى أربعة ملايين نازح سوري داخل سوريا، وحوالى 1.2 مليون لاجئ في دول الجوار.
صدامات مع اللاجئين بالأردن
في غضون ذلك، قال مسؤول أردني، الجمعة، إن عشرة من أفراد الشرطة الأردنية أصيبوا في أحداث شغب اندلعت في مخيم للاجئين السوريين بالقرب من الحدود السورية الأردنية.
وقال أنمار الحمود، المتحدث باسم الحكومة الأردنية لشؤون اللاجئين السوريين، إن أحداث الشغب اندلعت بعد ظهيرة اليوم الجمعة في مخيم الزعتري بعد أن حاولت مجموعة من اللاجئين التسلل من المخيم.
وقالت الشرطة إن قنابل مسيلة للدموع استخدمت لتفريق المحتجين. ويضم مخيم الزعتري 150 ألف لاجئ. ويعيش نحو 350 ألف سوري آخرين في التجمعات السكنية المحلية. وتدهورت الظروف في المخيم الصحراوي المزدحم منذ افتتاحه في يوليو الماضي، وسبق أن وقعت فيه أحداث شغب.
مقتل ثمانية أطفال
وعلى الصعيد الميداني، قتل تسعة أشخاص بينهم ثمانية أطفال في قصف للقوات الحكومية استهدف سيارة كانت تقلهم في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أفاد أن “المجزرة” أدت إلى “تفحم” جثث الضحايا بالكامل.
وأشار إلى أن الهجوم “أسفر عن استشهاد أم وأطفالها الأربعة، وأربعة أطفال آخرين هم أبناء شقيقها، وسائق السيارة الذي أصيب بجروح خطرة”، موضحا أن القصف مصدره “القوات النظامية المتمركزة في معمل القرميد الواقع بين أريحا وسراقب”، المدينة الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأدى النزاع السوري المستمر منذ عامين إلى مقتل نحو 4600 طفل، بحسب المرصد. وكان المرصد أفاد في وقت سابق الجمعة عن مقتل ستة أشخاص بينهم أربعة أطفال في قصف للقوات الحكومية على حي السكري الخاضع لسيطرة المعارضين في مدينة حلب شمال البلاد.
الإبراهيمي: ربما أستقيل
من جانبه، نفى الأخضر الإبراهيمي، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية بشأن الأزمة السورية، الجمعة، ما تردد من شائعات بشأن استقالته لشعوره بخيبة الأمل تجاه تقاعس الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي قائلا إنه يفكر يوميا في ترك منصبه. وقال الإبراهيمي للصحفيين “لم أستقل…(ولكن) عندما أستيقظ كل يوم أفكر في ضرورة استقالتي. ربما أستقيل يوما ما.”
ونفى الإبراهيمي أيضا ما ورد من تقارير تفيد بموافقته على البقاء في منصبه لمدة ثلاثة أشهر أخرى. وقال دبلوماسيون الثلاثاء الماضي إن الإبراهيمي يأمل في تغيير مسمى منصبه وسيطا للسلام في سوريا ليصبح مبعوثا للأمم المتحدة دون أي صلة رسمية تربطه بالجامعة العربية.
خصوم الأسد أكبر المساهمين في مساعدات الأمم المتحدة لسوريا
جنيف (رويترز) – تقول مصادر في أنشطة المساعدات إن أغلب المساهمات في جهود المساعدات التي تقودها الأمم المتحدة في الحرب الأهلية السورية تأتي من منتقدي الرئيس بشار الأسد وأعدائه بينما لم تقدم روسيا والصين اللتان تدعمانه سوى القليل.
وجمعت الأمم المتحدة ما يقدر بحوالي 1.5 مليار دولار لتمويل احتياجات المساعدات لسوريا لكن الرقم يبدو بالفعل ضئيلا جدا حيث تتجاوز أعداد اللاجئين التوقعات بكثير ولا تظهر في الأفق نهاية للقتال.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين انطونيو جوتيريس إن ما يقرب من نصف سكان سوريا البالغ عددهم 20.8 مليون نسمة سيعتمدون على المساعدات بنهاية عام 2013 .
وقال جوتيريس محذرا مجلس الأمن التابع الأمم المتحدة يوم الخميس إن أرقام اللاجئين “مروعة”.
وتقول مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين إن الصين قدمت حتى الآن مليون دولار للاجئين السوريين في تركيا بينما يقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة والذي يحتاج بالفعل إلى ما يقرب من 20 مليون دولار أسبوعيا لإطعام سوريين إنه لم يتلق شيئا من الصين.
وقدمت روسيا مليوني دولار لعمليات المفوضية في أنحاء العالم و7.5 مليون دولار لبرنامج الأغذية العالمي منذ أن بدأت الحرب السورية.
وجاءت الغالبية العظمى من الالتزامات والتبرعات التي حصلت عليها الأمم المتحدة من منتقدي الأسد حيث قدمت الكويت والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أكبر التبرعات.
وقال جوتيريس إن تركيا ولبنان والأردن والعراق تتحمل أيضا عبئا هائلا يشكله اللاجئون. وأضاف أن تركيا قدمت أكثر من 750 مليون دولار مساعدات للاجئين.
وعندما طلب منها تفسير التدني النسبي لمساهمة الصين قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ يوم الجمعة إن الصين تتعامل مع الوضع الإنساني بجدية كبيرة.
وفي موسكو قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش إن روسيا تقدم مساعدات لسوريا من خلال منظمات الإغاثة الدولية وكذلك من خلال القنوات الثنائية.
لكن مسؤولين كبارا في الأمم المتحدة يترددون في الإشارة إلى أنه ينبغي على موسكو وبكين أن تبذلا المزيد للتعامل مع الأزمة الإنسانية.
وقال مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في جنيف رشيد خالقوف “لن أقول إنهما (روسيا والصين) تبذلان أقصى ما بوسعهما لكني لن أقول إنهما لا تتعاونان.”
وقال المدير العام المساعد لمنظمة الصحة العالمية بروس آيلوارد إن جهود المساعدة تقوم على التزام مشترك ولا يوجد على أي دولة التزام بدفع مبلغ معين.
وقال جوتيريس لرويترز في وقت لاحق إنه متفق مع آيلوارد لكنه أحجم عن قول إنه يتعين على الصين وروسيا دفع المزيد.
من توم مايلز
(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير مصطفى صالح)