أحداث السبت، 26 أيار 2012
المراقبون الدوليون في الحولة وضحايا المجزرة يفوق الـ100
بيروت، نيقوسيا – ا ف ب – وصل وفد من المراقبين الدوليين الى منطقة الحولة في محافظة حمص في وسط سورية بعد “مجزرة” قتل فيها تسعون شخصا، ارتفع عددهم إلى 106 بينهم اكثر من 25 طفلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بيان “وصل فريق من مراقبي الامم المتحدة الى بلدة تلدو في الحولة لتدوين الجرائم التي ارتكبت خلال الساعات الـ24 الفائتة من خرق لوقف اطلاق النار والمجزرة التي لم يسلم منها الاطفال”.
وذكر المرصد أن تظاهرات عدة خرجت بعد منتصف ليل الجمعة وفجر السبت في قرى وبلدات في ريف ادلب وريف دمشق ودرعا “تنديدا بمجزرة الحولة”. وقال إن قوات الامن السورية اطلقت النار على احدى التظاهرات في بلدة معضمية الشام في ريف دمشق.
وفي بيانات متلاحقة، أفاد المرصد بأن شخصا قتل اثر اصابته خلال سقوط قذائف على البويضة الشرقية في ريف القصير في محافظة حمص (وسط). واشار الى اشتباكات وقعت في عدد من القرى في محيط البويضة الشرقية. وذكر أن اصوات انفجارات سمعت صباحاً في مدينة حمص، بالاضافة الى اطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي جوبر في المدينة. كما قتل مواطنان في سقوط قذائف على مدينة اريحا في ريف ادلب (شمال غرب) صباح اليوم، خمسة عناصر من القوات النظامية السورية في كمائن في مناطق مختلفة في محافظة درعا (جنوب)، كما ذكر المرصد.
ودعا المجلس الوطني السوري، ابرز ائتلافات المعارضة السورية، السبت مجلس الامن الدولي الى “عقد اجتماع فوري” بعد مقتل عشرات المدنيين في مدينة الحولة قرب حمص الجمعة.
واعلن المجلس في بيان “صعد النظام المجرم من عمليات القصف الوحشي والإبادة التي يقوم بها في كافة المدن والبلدات السورية، حيث استهدف بلدة الحولة بريف حمص في قصف همجي استمر قرابة 12 ساعة، تبعته مجزرة شنيعة ارتكبها شبيحة النظام ومرتزقته، وصلت حد قتل الأطفال الصغار بعد تقييد ايديهم”.
واشار الى سقوط حوالى 100 قتيل بينهم 55 طفلا في الهجوم الذي استهدف الحولة، لافتا الى ان بعض هؤلاء القتلى قضوا بالقصف المدفعي في حين قتلت عائلات بكاملها ذبحا وفق المجلس.
وهذه الحصيلة التي قدمها المجلس الوطني السوري تمثل ضعف تلك التي اعلنها في وقت سابق ليل الجمعة المرصد السوري لحقوق الانسان الذي لفت الى سقوط 50 قتيلا ومئات الجرحى.
ودعا المجلس مجلس الامن الدولي الى “عقد اجتماع فوري لبحث الوضع الناجم عن المجزرة في ظل وجود المراقبين الدوليين، وتحديد مسؤولية الأمم المتحدة إزاء عمليات الإبادة والتهجير القسري التي يقوم بها النظام بحق المدنيين العزل”.
واكد المجلس في هذا الاطار مسؤولية المجتمع الدولي في اتخاذ “القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت البند السابع والتي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة”.
كما دعا المجلس الوطني السوري جامعة الدول العربية الى “عقد اجتماع عاجل للمجلس الوزاري لسحب ما تبقى من اعتراف بالنظام وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معه، ودعوة دول العالم كافة لمعاملة هذا النظام بما يوازي جرائمه الوحشية”.
واضاف البيان ان “المجلس الوطني الذي يتابع عن كثب الآثار الناجمة عن المجزرة يدعو الشعب السوري لإعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام واعتبارها اياما لتصعيد الثورة ضد النظام والرد على المجزرة بمزيد من التظاهرات وخاصة في دمشق وحلب، كما يدعو الجيش السوري الحر لمنع النظام وميليشياته المسلحة من وصول المناطق المدنية من خلال قطع طرق الإمداد بكافة الوسائل المتاحة”.
وحذر الامين العام للامم المتحدة الجمعة من ازدياد مخاطر اندلاع نزاع على مستوى كبير في سورية حيث قتل زهاء 10 الاف شخص في اعمال العنف المستمرة منذ 15 شهرا بحسب الامم المتحدة. وقد تم اعلان وقف لاطلاق النار في 12 نيسان/ابريل الا ان العنف لا يزال مستمرا.
ومن المقرر ان يزور مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية كوفي انان دمشق للمرة الثانية الاسبوع المقبل لمحاولة الدفع قدما بخطة البنود الستة التي قدمها لاخراج البلاد من ازمتها.
مجزرة الحولة
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 90 شخصا (ارتفع اليوم العدد إلى 106) بينهم حوالى 25 طفلا، صباح الجمعة وحتى فجر السبت في قصف من القوات النظامية السورية في منطقة الحولة في محافظة حمص (وسط).
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن “بلدتا تلدو الواقعة على طرف مدينة الحولة الجنوبي والطيبة الواقعة على الطرف الغربي، وهما البلدتان اللتان تركز عليهما القصف، تشهدان نزوحا جماعيا الى المناطق الداخلية في المدينة، خوفا من تجدد القصف او حصول هجوم”.
ووزع ناشطون اشرطة فيديو على مواقع الانترنت تظهر مشاهد مروعة لاطفال قتلى تغطي اجسادهم الدماء، بينما ترتفع من حولهم آيات التكبير واسئلة “اين انتم يا عرب؟ اين انتم يا مسلمون؟”.
واعتبر المرصد السوري في بيان ان “المجتمعين العربي والدولي شريكان للنظام السوري في مجزرة الحولة بسبب صمتهما عن المجازر التي ارتكبها النظام السوري وذهب ضحيتها العشرات من اطفال ونساء وشيوخ وشبان سوريين”.
الرهائن اللبنانيون “ما زالوا” بيد خاطفيهم في سورية
بيروت – يو بي أي، رويترز – ليلة الجمعة – السبت، وردت أنباء غير مؤكّدة عن أن المخطوفين اللبنانيين لا يزالون بيد خاطفيهم (رويترز)، كانت تدحضها أنباء أخرى عن وجودهم في تركيا وبقائهم لأسباب مجهولة، مع تأكيد وزير الداخلية اللبناني أنهم نُقلوا إلى تركيا، وتطمينات من حزب الله وحركة أمل تقول إنهم بخير وأن عملية إطلاق السراح جارية.
وسبق ذلك احتشاد ذووي الرهائن وجمهور لبناني كبير في مطار بيروت، ينتظرون مجيئهم، وفُتحت صالات الاستقبال للرسميين، وحُددت المناطق التي سينزل منها الرهائن. واستمر الحشد حتى الليل، ثم بدأ يتفرّق.
واليوم السبت، نقل تلفزيون “أل بي سي”، عن مصادر رسمية لبنانية، أن المختطفين اللبنانيين الـ11 ما زالوا بيد المجموعة التي اختطفتهم في سوريا، ولم يُسلّموا الى الجانب التركي بعد.
وكانت المعلومات المتداولة على نطاق واسع أمس الجمعة، أشارت الى أن خاطفي الزوّار اللبنانيين الـ11 في حلب قد سلّموهم الى الجانب التركي الذي يجري التحقيقات والإجراءات اللوجستية معهم، على أن يصار الى إرسالهم الى لبنان على متن طائرة خاصة وضعها رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري بتصرّفهم.
يشار الى أنه تم خطف اللبنانيين يوم الثلاثاء الماضي في شمال حلب، وهم في طريق عودتهم من زيارة العتبات المقدّسة في إيران.
بان: الوضع يهدد المراقبين والشعب
نيويورك – راغدة درغام
السبت ٢٦ مايو ٢٠١٢
دمشق، بيروت – «الحياة»، ا ف ب، رويترز – حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن الوضع الميداني في سورية يشكل تحدياً أمنياً أمام تنفيذ مهمة بعثة المراقبين الدوليين، ويشكل خطراً على المراقبين أنفسهم وخطراً كبيراً على الشعب السوري و»يستدعي دراسة الخطوات التالية للأمم المتحدة في سورية». كما حض كل الأطراف المعنية على تجنب المزيد من «عسكرة النزاع». وجاءت تحذيرات بان فيما خرج عشرات الاف السوريين في تظاهرات كبيرة في ما أطلق عليه اسم جمعة «دمشق موعدنا قريب». وللأسبوع الثاني على التوالي تصدرت مدينة حلب المشهد، مع خروج الالاف فيها.
وواجهت قوى الأمن التظاهرات بإطلاق النار والاعتقالات، ما أدى إلى مقتل نحو 30 شخصا. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مروحيات عسكرية سورية قصفت أمس للمرة الاولى بلدات غالبية سكانها من الاكراد في منطقة اللاذقية على مقربة من الحدود مع تركيا، ما ادى إلى وقوع عدد كبير من الجرحى. وأشار إلى أن «القصف يتم على أهداف محددة تتمركز فيها عناصر مقاتلة»، مرجحا أن قصفها هو للتمهيد للدبابات وناقلات الجند للتقدم إلى بلدات هذه المنطقة الوعرة».
في موازاة ذلك، دعا بان في تقريره المكتوب الأول حول تطبيق القرار الرقم 2043، الحكومة السورية «بالدرجة الأولى إلى تطبيق كل التزاماتها بموجب خطة النقاط الست وخصوصاً وقف العنف واتخاذ عمل فوري لضمان الوصول الإنساني وإطلاق الموقوفين واحترام حقوق الإنسان».
وشدد على أن استمرار انتهاكات حقوق الإنسان الواسعة النطاق بما فيها الاعتقالات التعسفية من جانب الحكومة تزعزع جهود تحقيق هذا الهدف. ودعا «كل أطراف المعارضة الى تطبيق التزاماتهم كاملة لوقف العنف واحترام حقوق الإنسان».
واعتبر بان أن كل من يدعم «أي طرف في سورية بالسلاح والتدريب العسكري أو أي مساعدة عسكرية يجب أن يعيد النظر في هذا الخيار للتوصل إلى وقف دائم للعنف». وشدد على ضرورة عمل كل الأطراف «لوقف القمع ضد السكان وتجنب المزيد من عسكرة النزاع».
وقال بان في التقرير الذي حصلت «الحياة» على نسخة منه إن المبعوث الدولي العربي كوفي أنان سيزور دمشق للبحث مع الرئيس السوري بشار الأسد ومحاورين من المعارضة ضرورة التحرك بشكل طارىء لتطبيق خطة النقاط الست والتقدم في العملية السياسية.
واعتبر بان أنه «لا يمكن الانطلاق في عملية سياسية موثوقة مع استمرار انتهاكات حقوق الإنسان بحق قسم كبير من السكان من خلال استمرار تهديدهم بالاعتقال التعسفي أو ما هو أسوأ». وأشار إلى أن «مستوى العنف في سورية لا يزال غير مقبول رغم انخفاضه في بعض المناطق حيث تتواجد بعثة المراقبين الدوليين، وهو ما يشكل استمراراً لخرق القرار 2043 وخطة النقاط الست».
وقال بان إن الوضع الحالي يشكل «مصدر قلق بالغ ويشير إلى الحاجة إلى دراسة وجود الأمم المتحدة والخطوات التالية في سورية بشكل جدي، وحذر أخذاً في الاعتبار الوضع الأمني المتدهور».
وأكد أن «ثمة حاجة إلى تحليل متواصل لأنشطة البعثة وتقدمها في مراقبة تطبيق خطة النقاط الست ودعمها بحيث توجه البعثة وتركز عملها في تنفيذ ولايتها».
وقال إن «نشر المكون العسكري من بعثة أنسميس استكمل بشكل أساسي» وإن وصول الموظفين المدنيين مستمر، مشيراً إلى «الحاجة إلى المزيد من موظفين دائمين لكي تصل البعثة إلى قدراتها الكاملة في المراقبة والدعم».
وقال إن تقدماً في التقيد بخطة النقاط الست قد تم بشكل طفيف في بعض القضايا لكن «الأزمة على الأرض لا تزال قائمة من خلال العنف وتدهور الأوضاع الإنسانية وانتهاكات حقوق الإنسان واستمرار الصدام السياسي». وأكد أن «أحداث العنف اليومي مستمرة على امتداد البلاد وتوقع عدداً كبيراً من القتلى والجرحى رغم أن مستوى العنف هو أقل مما كان عليه قبل 12 نيسان (ابريل)».
وأكد التقرير أن «بعثة أنسميس لاحظت أن بعض أحياء من المدن تعرضت لدمار كبير» وأن «بعض المناطق في المدن تخضع لسيطرة عناصر المعارضة»، مشيراً إلى أن أنان و»أنسميس» يتلقيان «تقارير يومية من الحكومة السورية والمجموعات المعارضة حول تفاصيل عن انتهاكات مزعومة لوقف العنف».
وقال إنه منذ 8 أيار (مايو) «لاحظت البعثة انخفاض مستوى الأسلحة الثقيلة وكثافة الاشتباكات المسلحة في مناطق تواجدها لكنها لاحظت استمرار وجود التجمعات العسكرية للجيش السوري في المناطق السكنية ومنها دمشق».
وقال إن «أنسميس» تحقق في «مزاعم قتل 21 مدنيا في 14 آيار قرب حمص ومئات اعتقلوا خلال هذه العملية التي نفذتها القوات الحكومية والميليشيات الداعمة لها». وأشار الى «تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان من المعارضة على مستوى أقل وتتضمن توقيفاً اعتباطياً وإعدام عناصر أمن تابعة للحكومة».
ودعا بان الحكومة السورية إلى «تأمين معلومات إلى بعثة أنسميس والمنظمات المعنية حول المعتقلين وتمكين الوصول إليهم». وشدد على دعوة الحكومة إلى «تسريع عملية إطلاق المعتقلين تعسفاً وهو أولوية أساسية في مهمة المبعوث الخاص»، مشيراً أيضا ً إلى أنه «على المجموعات الأخرى أن تطلق كل من احتجزت حريته عندها». وتحدث عن تقارير عن أن «الآلاف من السوريين لا يزالون قيد الاعتقال في أماكن تديرها الحكومة بأنواع مختلفة». وقال إن البعثة ومكتب المبعوث الخاص «تلقيا لوائح بأسماء الموقوفين من المعارضة وجمعيات حقوقية وهي في غالبيتها لأشخاص لم ينخرطوا في القتال المسلح ولم يتم السماح بعد بزيارة أماكن اعتقالهم» من جانب الحكومة. وقال إن العديد من التظاهرات ووجهت «بإطلاق النار والقوة القاتلة والاعتقال التعسفي للمتظاهرين». وأشار التقرير إلى أن «أنسميس» زارت جامعة حلب أثناء التظاهرات فيها في 9 و17 آيار، وإن «معلومات موثوقة تقول إنه بعد مغادرة المراقبين أطلقت القوات الحكومية قنابل مسيلة للدموع وذخائر حية في الهواء وأغارت على السكن الجامعي وقتلت من 2 إلى 5 طلاب إضافة إلى اعتقال 200 منهم».
وقال الأمين العام إن نائب المبعوث الخاص إلى سورية ناصر القدوة «يواصل الانخراط في العمل مع المعارضة السورية للمساعدة في جعلها أكثر تمثيلية في بنيتها وآلية اتخاذ قراراتها».
وأكد أن عدد المراقبين العسكريين في سورية الآن هو 275 إضافة الى 81 موظفا مدنيا «ويتوقع للبعثة ان تعمل بكامل طاقتها بحلول آخر الشهر الحالي». وأشار إلى أن الحكومة السورية امتنعت عن منح تأشيرات دخول لبعض أفراد البعثة، كما أن المفاوضات معها لتوقيع اتفاقية البروتوكول النهائي حول وضعية البعثة في سورية لم تنجز بعد. وقال إن البعثة «ستعمل على إنشاء مراكز لمراقبيها في أماكن جديدة إضافة الى المراكز السبعة» الموجودة الآن في أماكن التوتر الرئيسية والمدن.
تظاهرات كبيرة وعشرات القتلى في جمعة «دمشق انتفضي»
دمشق، بيروت، عمان – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – قال نشطاء سوريون إن أكثر من 30 شخصا قتلوا أمس برصاص الأمن والجيش السوريين أغلبهم في حماة، وذلك وسط تظاهرات كبيرة دعا اليها النشطاء في جمعة «دمشق موعدنا القريب». كما تحدث الناشطون عن سقوط جرحى بنيران الأمن السوري في حيي صلاح الدين وبستان القصر بحلب، وانتشار كثيف للأمن في دمشق وريفها وحمص وحماة وإدلب ودرعا ودير الزور وتمركز للامن حول المساجد في اللاذقية وانفجارات وإطلاق نار في معرة النعمان بإدلب على إثر انشقاق جنود في المدينة، وتظاهرات في مناطق عدة تطالب برحيل النظام.
ووفق الهيئة العامة للثورة السورية، فإن 17 شخصاً قتلوا في وقت مبكر من فجر امس برصاص الأمن والجيش في حماة.
كما قتل سوريان برصاص الأمن أحدهما في درعا وثانيهما في القنيطرة وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن شخصا آخر قتل في القصير بحمص التي قصف فيها الجيش بشكل مكثف وعنيف بالمدفعية والهاونات قرى البويضة الشرقية وكمام والسلومية. وقطع متظاهرون في حي نهر عيشة بدمشق عدداً من الطرق بإشعال النار في الإطارات. كما وضعوا الأحجار وسط هذه الطرقات لمنع عناصر الأمن والجيش من دخول الحي ومهاجمة التظاهرة.
ووجهت لجان التنسيق المحلية في سورية ومواقع الثورة على الإنترنت دعوات للمشاركة في تظاهرات ضد النظام تحت شعار «دمشق موعدنا القريب».
وكتبت صفحة «شبكة شام» المعارضة على موقع «فيسبوك» الالكتروني من وحي شعار التظاهر وتحت صورة للعاصمة السورية «إليك دمشق، عاصمة المجد، عاصمة المجد ألا ثوري … دمشق أجيبيني انتفضي».
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان تظاهرات خرجت بعد صلاة الجمعة في مدن وبلدات وقرى عدة في محافظة درعا (جنوب) طالبت باسقاط النظام السوري.
كما خرجت تظاهرة في حي الملعب في مدينة حمص (وسط) «رغم القصف واطلاق النار الذي تعرضت له احياء في المدينة»، وفق المرصد، الذي أشار أيضاً الى سماع صوت إطلاق رصاص كثيف بالتزامن مع خروج تظاهرات في مدينة الحولة في حمص.
وسار مطالبون بإسقاط النظام بتظاهرة في مدينة القريتين في حمص.
كما افاد المرصد عن خروج تظاهرات بعد صلاة الفجر في مدينة حلب (شمال) في احياء بستان القصر وصلاح الدين وطريق الباب وحي الشعار حيث اعتقل اكثر من عشرة شبان.
وخرجت تظاهرات مجددا في عدد من احياء المدينة بعد صلاة الجمعة، «اكبرها في حي صلاح الدين وحاولت قوات الامن تفريقها من خلال اطلاق الرصاص»، بحسب المرصد.
ومنذ الصباح خرجت تظاهرات في عدد من احياء دمشق وريفها، بحسب المرصد السوري.
واظهر شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الانترنت تظاهرة في بلدة السبينة في ريف دمشق، وهتف المتظاهرون «الشعب يريد تسليح الثوار».
وقتل مواطن بعد منتصف ليل الخميس-الجمعة في حي الصابونية في مدينة حماة (وسط) اثر اطلاق رصاص عشوائي، بحسب المرصد السوري.
وفي ريف حماة، قتل اربعة مواطنين في بلدة شيزار بينهم ثلاثة فتيان «اثر اطلاق نار عليهم في خيمة داخل مزرعتهم، وطعن احدهم بالسكاكين»، بحسب المرصد الذي اشار الى اشتباكات في سهل الغاب في ريف حماة بين القوات النظامية ومجموعات منشقة تسبب بجرح عدد من الجنود وإعطاب آلية عسكرية.
كما وقعت اشتباكات صباحاً بين القوات النظامية السورية ومنشقين في قرية معرشورين في ريف حلب (شمال).
وبث ناشطون شريط فيدو على صفحة «الثورة السورية» على موقع «فايسبوك» أظهر قصفاً على حي جوبر في مدينة حمص، وتسمع في الشريط اصوات انفجارات قوية متتالية مع دخان ابيض كثيف.
وكان 38 شخصاً قد قتلوا اول من امس في إطلاق رصاص وقصف مدفعي وصاروخي مس مدينة الرستن وأحياءً في حمص، وبلدات في درعا ودير الزور وإدلب وفق النشطاء السوريين.
وصول مراقبين دوليين إلى الحولة غداة مجزرة قتل فيها تسعون شخصا
بيروت- (ا ف ب): وصل وفد من المراقبين الدوليين السبت إلى منطقة الحولة في محافظة حمص في وسط سوريا، غداة “مجزرة” قتل فيها تسعون شخصا بينهم اكثر من 25 طفلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان “وصل فريق من مراقبي الامم المتحدة الى بلدة تلدو في الحولة لتدوين الجرائم التي ارتكبت خلال الساعات ال24 الفائتة من خرق لوقف اطلاق النار والمجزرة التي لم يسلم منها الاطفال”.
واشار إلى سماع اصوات انفجارات واطلاق نار في تلدهب المجاورة بالتزامن مع وجود المراقبين في تلدو.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها ان زيارة المراقبين شملت الحولة، بالاضافة إلى حيي السلطانية وجوبر وفرع منظمة الهلال الاحمر في مدينة حمص، من دون اعطاء تفاصيل اضافية.
وكان المرصد افاد في وقت سابق في بيان ان “عدد الشهداء الذين سقطوا في مجزرة الحولة ارتفع الى اكثر من تسعين مواطنا بينهم 25 طفلا”، مشيرا إلى أن القصف الذي بدأته القوات النظامية صباح الجمعة استمر حتى ساعة متقدمة بعد منتصف الليل.
وذكرت سانا من جهتها ان “مجموعات ارهابية مسلحة” هاجمت الجمعة قوات حفظ النظام والمدنيين في بلدة تلدو في ريف حمص ما استدعى تدخل الجهات المختصة التي اشتبكت مع المجموعات الارهابية.
واضافت “ان الاشتباك اسفر عن مقتل واصابة عدد من الارهابيين واستشهاد واصابة عدد من عناصر الجهات المختصة، اضافة الى حرق عدد من السيارات التي كانوا يستخدمونها في الاعتداء”.
ودعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان اصدره فجر السبت مجلس الامن الدولي إلى “عقد اجتماع فوري” بعد “مجزرة الحولة الشنيعة” التي حصلت “في ظل وجود المراقبين الدوليين”.
وأورد المجلس من جهته حصيلة للقتلى تجاوزت المئة، مشيرا إلى أن عائلات بكاملها قتلت “ذبحا” على ايدي “شبيحة النظام ومرتزقته”، وانه تم “تقييد ايدي اطفال قبل قتلهم”، واصفا الهجوم “بالهمجي”.
ودعا المجلس الى “تحديد مسؤولية الأمم المتحدة ازاء عمليات الابادة والتهجير القسري التي يقوم بها النظام في حق المدنيين العزل”.
كما شدد على مسؤولية المجتمع الدولي في اتخاذ “القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع (من ميثاق الامم المتحدة)، والتي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة”.
الجيش السوري الحر يدعو مقاتليه إلى توجيه ضربات منظمة للقوات النظامية
بيروت- (ا ف ب): دعا المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر السبت مقاتليه إلى “توجيه ضربات عسكرية منظمة” إلى قوات النظام ورموزه، وذلك بعد مقتل اكثر من تسعين شخصا في قصف على منطقة الحولة في محافظة حمص خلال الساعات الماضية.
وكان المجلس الوطني السوري المعارض دعا في بيان اصدره ليل الجمعة السبت الجيش السوري الحر الى “منع النظام وميليشياته المسلحة من الوصول الى المناطق المدنية من خلال قطع طرق الامداد بكافة الوسائل المتاحة”.
وقال رئيس المجلس العسكري الأعلى العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ في بيانه “ندعو كافة مقاتلينا من عسكريين وثوار إلى (…) توجيه ضربات عسكرية منظمة ومدروسة ضد كتائب الأسد وشبيحته ورموز النظام كافة من دون استثناء”.
كما جدد الشيخ طلب الجيش الحر من مجموعة “دول أصدقاء سوريا وبشكل عاجل تشكيل حلف عسكري خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية نوعية لكتائب الأسد ورموز نظامه”.
واشار إلى أن على المجتمع الدولي والموفد الدولي الخاص كوفي انان “اتخاذ موقف يتناسب وهول الجريمة التي ارتكبها النظام الأسدي القاتل في منطقة الحولة”.
كما دعا المجلس العسكري السوريين الى “وخصوصا في دمشق وحلب إلى “التظاهر على مدار الساعة وعلى امتداد ساحة الوطن من دون توقف”، ملتقيا بذلك مع دعوة في هذا الاطار وجهها ايضا المجلس الوطني.
ودعا المجلس الوطني الشعب السوري الى اعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام “واعتبارها أياما لتصعيد الثورة ضد النظام والرد على المجزرة بمزيد من التظاهرات وخصوصا في دمشق وحلب”.
وطالب المجلس الوطني مجلس الامن الدولي ب”عقد اجتماع فوري” بعد “مجزرة الحولة الشنيعة” التي حصلت “في ظل وجود المراقبين الدوليين”.
كما طالب جامعة الدول العربية ب”عقد اجتماع عاجل للمجلس الوزاري لسحب ما تبقى من اعتراف بالنظام وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معه، ودعوة دول العالم كافة لمعاملة هذا النظام بما يوازي جرائمه الوحشية”.
وقتل تسعون شخصا بينهم حوالى 25 طفلا الجمعة وحتى فجر السبت في قصف من القوات النظامية السورية على منطقة الحولة في محافظة حمص (وسط)، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
عشرات الاف السوريين الى الشارع والاحتجاجات شملت دمشق وحلب
مروحيات عسكرية سورية تقصف بلدات قرب الحدود مع تركيا
بيروت ـ دمشق ـ وكالات: قصفت مروحيات عسكرية سورية الجمعة للمرة الاولى بلدات غالبية سكانها من الاكراد في منطقة اللاذقية (شمال غرب) على مقربة من الحدود مع تركيا، ما ادى الى وقوع عدد كبير من الجرحى، فيما خرج عشرات الاف المتظاهرين في سورية الى الشوارع للمطالبة باسقاط النظام، في ما اطلق عليه اسم جمعة ‘دمشق موعدنا قريب’، وواجهتها القوى الامنية في مناطق عدة باطلاق النار، فيما حصدت اعمال العنف في كل انحاء سورية 17 قتيلا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس ‘ان المنطقة المستهدفة بالقصف الجوي تعرف باسم جبل الاكراد وهي جبلية وعرة لا تستطيع الاليات العسكرية دخولها بسهولة’، مشيرا الى سقوط نحو 25 جريحا على الاقل.
واشار المصدر الى ان ‘القصف يتم على اهداف محددة تتمركز فيها عناصر مقاتلة’.
وتصدرت محافظة حلب في شمال البلاد مشهد التظاهرات الجمعة للاسبوع الثاني على التوالي، اذ خرج فيها وحدها عشرات الاف المتظاهرين لا سيما في احياء صلاح الدين والشعار وبستان القصر في مدينة حلب، ومدن الباب ومنبج واعزاز في الريف، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان واتحاد تنسيقيات حلب.
وقال الناطق باسم اتحاد التنسيقيات محمد الحلبي في اتصال مع وكالة فرانس برس ان ‘قوات الامن اطلقت النار على معظم التظاهرات لتفريقها’.
وافاد المرصد عن مقتل ثلاثة اشخاص بينهم طفلان برصاص الامن في حي بستان القصر وجرح آخرين في حي صلاح الدين.
ورفعت لافتات كتب عليها ‘الوصول الى دمشق يبدأ من حلب’.
وفي دمشق، خرجت تظاهرات في احياء عدة من المدينة وفي مناطق عدة من الريف. واطلقت قوات الامن قنابل مسيلة للدموع لتفريق تظاهرة حي الميدان، بحسب المرصد.
وقتل طفل في عربين في ريف دمشق برصاص قناص قبل انطلاق التظاهرات في المدينة.
وفي حمص، خرجت تظاهرات في عدد من أحياء المدينة رغم القصف واطلاق النار الذي اسفر عن مقتل شخص، بحسب المرصد.
المعارضة السورية امام تحدي تفعيل التواصل مع الارض واقناع العالم بجديتها
بيروت ـ ا ف ب: تواجه المعارضة السورية بعد استقالة برهان غليون من رئاسة المجلس الوطني تحديات احداث قفزة نوعية في ادائها لكي تنجح في ملاقاة تطلعات الثوار في الداخل وتجاوز انقساماتها من اجل طمأنة العالم الى مرحلة ما بعد الاسد، بحسب ما يرى خبراء ومعارضون.
واقر رئيس المجلس الوطني السوري المستقيل برهان غليون في حديث الى وكالة فرانس برس الخميس بان المجلس وخلال سبعة اشهر من عمله ‘لم يتمكن من ان يرقى الى تضحيات الشعب السوري’، مضيفا ‘لم نلب بالسرعة الكافية وبشكل كاف احتياجات الثورة’.
وقال انه قدم استقالته ليقول بوضوح ان الانقسام القائم بين الاسلاميين والعلمانيين ‘لا يجدي’، والنظام السوري هو الرابح من هذا الانقسام.
وهددت بعض مكونات المجلس الوطني بالانسحاب منه بعد اعادة انتخاب برهان غليون رئيسا للمرة الثالثة في 15 ايار (مايو)، منددة ‘بالاستئثار بالقرار’ وببطء عمل المجلس الوطني.
وانتقد بعض اطراف المعارضة في السر وفي العلن هيمنة الاخوان المسلمين الذين دعموا رئاسة غليون، على قرارات المجلس، واكثر من ذلك محاولة الجماعة احتكار المساعدات المالية والعينية وحتى الاسلحة التي تصل الى المجلس بهدف تقوية قاعدتها على الارض.
ولم تصدر اي ردود فعل دولية على استقالة غليون، الا ان المجتمع الدولي حض على مدى اشهر طويلة المعارضة السورية على توحيد صفوفها.
ويقول استاذ العلوم السياسية في الجامعة الامريكية في بيروت هلال خشان ‘ان الغرب واميركا تحديدا، يخاف من المعارضة ويتساءل ماذا يمكن لهؤلاء ان يفعلوا اذا تسلموا البلاد. لذلك لا يزال الغرب يتصرف على قاعدة العدو الذي تعرفه افضل من الصديق الذي لا تعرفه’.
وتتناول المخاوف بالتحديد دور الاسلاميين الذين يبرزون اكثر فاكثر كالقوة الاكثر تنظيما على الارض بعد سنوات طويلة من القمع في ظل سيطرة حزب البعث.
ويضيف خشان ‘ابرز تحديات المعارضة التوصل الى رؤية لسورية ما بعد الاسد. ما هو الشكل الذي ستكون عليه الدولة والنظام؟ هناك خوف كبير من الاخوان المسلمين ومن عناصر على الارض نظرتها السياسية متطرفة اكثر من الاخوان’.
ويقول ان ‘اتفاق المعارضة على نظام بعد الاسد هو العامل السحري الذي سيقنع العالم بجديتها’.
ويؤكد مسؤولون في المجلس الوطني ان لا خلافات جوهرية بين اعضائه، فالكل متفق على اسقاط النظام والسعي الى دولة ‘مدنية ديمقراطية’، بمن فيهم جماعة الاخوان المسلمين التي ضمنت وثيقتها السياسية الصادرة في نهاية آذار (مارس) هذا المبدأ. لكن الخلافات هي على تقاسم الادوار والحصص.
ويقول الناشط السوري المعارض احمد الخطيب من ريف دمشق ‘انها الانا الصارخة. يتعاملون مع المجلس على انه حصص وصفقات سياسية… هناك تهميش، ودائرة ضيقة تدير المجلس… اذا كانوا من الان يهمشون ونحن ما زلنا في الثورة، فماذا سيفعلون في ما بعد؟’.
ويؤكد ان ‘شعبية المجلس في الداخل السوري في الحضيض’.
ويرجع خشان سبب الخلافات الشخصية والفردية والمناطقية بين اركان المعارضة السورية الى ‘النقص في الممارسة الديموقراطية’.
ووافق المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري الاربعاء على استقالة غليون على ان يظل في منصبه حتى تنظيم انتخابات جديدة في التاسع من حزيران (يونيو).
وتقول المتحدثة باسم لجان التنسيق المحلية ريما فليحان من الاردن ان ‘قبول الاستقالة خطوة ايجابية، في انتظار الخطوات الاخرى المتعلقة باصلاح المجلس بشكل فعلي ليكون أقرب الى الناس’.
ويؤكد العديد من الناشطين ان هناك ‘طلاقا’ بين سياسة المجلس الوطني وبين ‘الثوار’ على الارض.
ويؤكد عضو المجلس الوطني احمد زيدان الذي يتنقل بين سورية وخارجها ان ‘الناس يتململون ويشعرون بالاحباط. نحن نعمل مع الثوار والعسكريين على الارض على الا يفقد المجلس ثقة الشارع’.
ويضيف ‘هل يعقل ان نكون في ازمة وقتل وتشريد، بينما هناك من يختلف على المقاعد والهيكلة؟’.
ويقول الخطيب ان المجلس الوطني فشل حتى في ابسط الامور مثل ‘الاغاثة والامور الانسانية. ما قدمه لا يذكر’.
كما انه تأخر في ادراك ان ‘المقاومة المسلحة تحصيل حاصل لرد النظام العنيف على الثورة’، فتبنى مسألة تسليح الجيش الحر متأخرا. ورغم ذلك، فانه، بحسب الخطيب، ‘لا يتعاطى مع موضوع التسليح بالجدية المطلوبة’.
ويحذر زيدان من رد فعل قد يدفع اليه الناس اذا لم يلاق المجلس تطلعاتهم.
ويقول ‘لا مصلحة الان بنشوء شيء في الداخل مستقل عن المجلس بعدما اصبحت له شرعية وعلاقات دولية’، في اشارة الى اعتراف مجموعة اصدقاء سورية (80 دولة) في بداية نيسان (ابريل) بالمجلس ‘ممثلا اساسيا’ للشعب السوري و’محاورا رئيسيا’ للمجتمع الدولي.
ويضيف ‘الناس يريدون دفع الامور الى الامام، وبدأوا يهددون بان من يخرج لاسقاط بشار الاسد قادر على اسقاط هؤلاء الاشخاص في تظاهرة واحدة’.
عشرات الآلاف يتظاهرون في جمعة «دمشق.. موعدنا قريب» ومصفحات النظام لأول مرة في حلب
«عرس ثوري» في حلب.. وقصف صاروخي على حمص
بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»
في مسعى منهم لحث أهالي العاصمة السورية، دمشق، على المشاركة بفعالية أكبر بالثورة على غرار ما حصل في حلب، خرج السوريون في معظم المحافظات كما في العاصمة في جمعة «دمشق.. موعدنا قريب» في محاولة لتفعيل «الحراك الثوري» المناهض للنظام السوري في العاصمة ومحيطها.
في هذا الوقت حصدت أعمال العنف والحملة الأمنية التي تشنها القوات السورية، أمس، ما لا يقل عن 33 قتيلا سقطوا في حماه وحمص ودرعا.
وبلغت نقاط التظاهر أكثر من 600 نقطة، وبحسب ناشطين متابعين فقد تم رصد أكثر من 700 مظاهرة خلال نهار يوم أمس، وتصدرت المشهد محافظات إدلب وحماه وحلب، من حيث عدد المظاهرات، حيث أشارت أرقام المركز السوري المستقل لإحصاء الاحتجاجات إلى خروج أكثر من 100 مظاهرة في مدينة حلب وريفها. وفي محافظة إدلب 160 مظاهرة، وفي حماه 130، بينما خرج في دمشق العاصمة نحو 60 مظاهرة، وفي ريفها 65 مظاهرة، أما في حمص فكان هناك نحو 30 مظاهرة أكبرها في حي الوعر والخالدية والقصير والحولة وتلبيسة.
وفي درعا خرجت نحو 60 مظاهرة حاشدة، ومثلها في محافظة دير الزور.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عشرات آلاف المتظاهرين السوريين خرجوا يوم أمس في مناطق سورية عدة للمطالبة بإسقاط النظام السوري. وفي التفاصيل، أشار المرصد واتحاد تنسيقيات الثورة إلى أن «محافظة حلب تصدرت مشهد المظاهرات للأسبوع الثاني على التوالي، إذ خرج فيها وحدها عشرات آلاف المتظاهرين لا سيما في أحياء صلاح الدين والشعار وبستان القصر في مدينة حلب، ومدن الباب ومنبج واعزاز في الريف».
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن القوات النظامية السورية تجوب بعض الشوارع في مدينة حلب في شمال البلاد بالمصفحات للمرة الأولى منذ بدء الثورة.
وقال بيان صادر عن المرصد إن «القوات النظامية السورية تجوب شوارع حيي كلاسي وبستان القصر في حلب بمصفحات تابعة لقوات حفظ النظام للمرة الأولى منذ انطلاقة الثورة السورية».
ووصف الناطق باسم اتحاد التنسيقيات محمد الحلبي، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، ما شهدته حلب يوم أمس بـ«العرس الثوري الكبير»، متحدثا عن خروج 47 مظاهرة في أغلب أحياء حلب، وخصوصا في حي صلاح الدين الذي حوى أكثر من 15 ألف متظاهر خرجوا من 9 مساجد في المنطقة، وقال: «قوات الأمن أطلقت الرصاص على المتظاهرين في كل أحياء حلب، مما أدى إلى سقوط 5 شهداء على الأقل، بينهم طفل، في وقت تم خطف عدد من الجرحى الـ35 من داخل المستشفيات». وأوضح الحلبي أن المتظاهرين رفعوا أعلام الثورة ورفعوا لافتات كتب عليها: «جايينك والله ساحة سعد الله»، (وهي الساحة المعروفة جدا في حلب، التي يسيطر عليها رجال الأمن الذين ينصبون خياما في وسطها وفي الأحياء التي تودي إليها لمنع المتظاهرين من الوصول إليها).
وتصاعد توتر الأوضاع الأمنية أمس في حماه وريفها على خلفية مقتل 6 شبان ذبحا بالسكين على يد «الشبيحة»، وقالت مصادر محلية إن الشبان مزارعون وهم من بلدة شيزر، وكانوا في مزرعتهم يعملون عندما هاجمهم «الشبيحة» وقتلوهم بشكل انتقامي، حيث تم تقطيع أوصالهم والتمثيل بجثثهم، وتعد هذه المجزرة هي الثانية خلال يومين متتالين في ريف حماه، حيث تم ذبح امرأة وأطفالها الـ4 في قرية قبر فضة.
ومساء أمس، قالت مصادر محلية في مدينة حماه إن حي جنوب الملعب يتعرض للقصف من قبل قوات الجيش النظامي وإن شخصين على الأقل قتلا هناك وأصيب أكثر من 10 أشخاص، ولا تزال أصوات الانفجارات تسمع قريبا من حي المحطة ودوار العجزة وأصوات الأسلحة الثقيلة. كما أصيب ثلاثة أشخاص في حي الأربعين بنار القوات النظامية.
وداهمت قوات الجيش النظامي، أمس، قرية المستريحة في جبل شحشبو، وأحرقت نحو 10 منازل، مما دفع أهالي القرية للنزوح بشكل جماعي إلى المناطق المجاورة. وفي مدينة حماه سمع دوي انفجارات وإطلاق نار في منطقة المحطة وفي حي الحاضر، كما سمع دوي انفجارات وقذائف من عربات «بي إم بي» على كل من حيي الأربعين ومشاع الضاهرية، وقال بيان صادر عن لواء المجد التابع للمجلس العسكري في حماه إن «سرية الشهيد مصعب الرشواني التابعة لكتيبة (علي بن بي طالب) قامت باستهداف الإعداد الحزبي في حي الأندلس وتم استهداف المدرسة بقذيفة (آر بي جي)، مما أدى إلى تدمير باب المدرسة بالكامل وقتل 10 (شبيحة) وإصابة عدد آخر منهم».
وكان ناشطون قد بثوا في وقت مبكر أمس على شبكة الإنترنت فيديو يظهر «إعلان تشكيل لواء المجد بمدينة حماه التابع للمجلس العسكري في حماه، وهو مؤلف من 4 كتائب؛ كتيبة شهداء العاصي، وكتيبة علي بن بي طالب، وكتيبة أبناء شهداء حماه 82، وكتيبة أبو عبيدة بن الجراح».
وفي دمشق، خرجت مظاهرات في أحياء عدة من المدينة، وفي مناطق عدة من الريف. وأطلقت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع لتفريق مظاهرة حي الميدان. وفي حي المزة بمنطقة البساتين أصيب نحو 7 أشخاص بجراح نتيجة إطلاق قوات الأمن النار على متظاهرين خرجوا هناك، بحسب ما قالته الهيئة العامة للثورة السورية.
وفي ريف دمشق أصيب عدد من الأشخاص في حي السينما بمدينة قطنا جراء انفجار وقع هناك، وفي عربين سقط شخص بعد صلاة الظهر برصاص قناصة، لدى انطلاق مظاهرة حاشدة هناك من عدة مساجد.
وفي حمص خرجت مظاهرات في عدد من أحياء المدينة، رغم القصف وإطلاق النار. وبث ناشطون مقطع فيديو لمنطقة جوبر وهي تتعرض للقصف بقذائف «الهاون»، كما أظهرت مقاطع أخرى مظاهرة حاشدة في حي الوعر، وفي حي الخالدية وحمص القديمة والملعب البلدي وجورة الشياح والشماس والغوطة والإنشاءات والميدان وبني السباعي. وقال ناشطون إن حملة مداهمة عنيفة تعرض لها حي الحمراء في حمص، حيث تم فرض الحصار عليه وتفتيش الأبنية والمنازل في حملة اعتقال، كما تم تفتيش مدرسة أم البنين، حيث تقيم عشرات العائلات النازحة من الأحياء الأخرى. وخرجت المظاهرات في مدن وبلدات ريف حمص الحولة وتلبيسة والقصير والقريتين والرستن ومهين وغيرها.
تسمية هذه الجمعة عكست آمال السوريين في الوصول إلى دمشق وإسقاط النظام
لندن: «الشرق الأوسط»
مع تزايد الحديث عن مصرع الضابط الأمني الرفيع آصف شوكت صهر الرئيس، ورئيس الأركان العماد داود راجحة، وعدد من المسؤولين في خلية إدارة الأزمة، بسم دسه أحد المتعاونين مع الجيش الحر، وغياب نفي رسمي قاطع لتلك الشائعات، تصاعدت آمال السوريين المنتفضين ضد نظام الأسد بقرب «انتصارهم» واختاروا اسما لمظاهرات يوم أمس يعكس تلك الآمال والحلم بالوصول إلى العاصمة وإسقاط النظام «دمشق.. موعدنا قريب»، إلا أن المتظاهرين في حلب رأوا أن «الوصول إلى دمشق يبدأ من حلب».
معظم اللافتات التي رفعت في مظاهرات يوم أمس تضمنت إشارة إلى «السم» الذي تجرعه بعض أركان النظام: «إلى كل الشبيحة.. مصيركم آصف»، أي ستقضون مثله بالسم.. و«إلى بشرى.. لا تحزني كلنا آصف»، تعزية قصد منها السخرية من زوجة آصف شوكت وشقيقة الرئيس. وفي مدينة حمص، ومن قلب حي حمص القديمة الذي تعرض للقصف العنيف خلال الأشهر القليلة الماضية ولدمار كبير، خرجت مظاهرة لتهتف متوعدة الرئيس الأسد «جايينك من حمص»، وعلقوا على جدار المسجد لافتة «قيد العبيد من الخنوع وليس من زرد الحديد». أما في الحولة فكانت لافتتهم الأبرز «ليعلم العالم.. نموت والبسمة على ثغرنا». وكان لافتا يوم أمس تقديم المتظاهرين في بعض المناطق للمصريين التهنئة بانتخاب رئيس جمهورية «إلى الشعب المصري.. هنيئا لكم وعقبال عندنا». ومن المسائل الأخرى التي دأب المتظاهرون على الاهتمام بها انتقاد الإعلام الرسمي، ورفعوا لافتات «الإعلام العربي والدولي يقدم الرأي والرأي الآخر.. وسائل الإعلام الرسمي السوري تقدم الرأي وقصف الآخر». كما تقدمت مظاهرات القصير بنصائح خاصة للفلاحين على غرار تلك التي كانت تصدرها الإعلانات الإرشادية الحكومية ولكن بلغة ثورية «أخي الفلاح.. انظر جيدا في الحقل فقد تجد شهيدا بين السنابل»، و«أخي الفلاح.. لا تقتل الشبيح.. استعمله للركوب أو الفلاحة».
العالم يستعد لمرحلة ما بعد الأسد في أكبر اجتماع لأصدقاء سوريا برئاسة الإمارات وألمانيا
أكثر من 60 دولة تجتمع في أبوظبي تحضيرا لإعادة الإعمار الاقتصادي في سوريا ما بعد الأزمة
أبوظبي: محمد نصار
من المتوقع أن يحتاج الاقتصاد السوري بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد الذي يرزح تحت وطأة احتجاجات شعبية منذ 15 شهرا، ما مقداره 11.5 مليار دولار للنهوض من كبوته، ستتجه بشكل أساسي لدعم العملة، بعد أن قامت الحكومة بتصفية معظم احتياطيات النقد الأجنبي، إضافة إلى برامج مكافحة البطالة وتنمية المهارات ودعم الغذاء وفقا للمجلس الوطني السوري الذي شارك على في اجتماع كبار مسؤولي مجموعة عمل أصدقاء سوريا المعنية بإعادة بناء وتنمية الاقتصاد السوري، الذي استضافته العاصمة الإماراتية أبوظبي، وهو الاجتماع الأهم من نوعه، سواء من حيث عدد الدول المشاركة (أكثر من 60 دولة) وما قد ينتج عنه من مقررات أو من حيث مكان انعقاده في دولة الإمارات العربية المتحدة التي يتوقع أن تكون من الداعمين الرئيسيين في مستقبل سوريا، بحسب أعضاء في المجلس الوطني السوري، في حين أكدت الدول المشاركة «التزامها القوي» بزيادة الضغوط الاقتصادية على النظام السوري الحالي.
وأكد المشاركون في الاجتماع الدولي لمجموعة عمل أصدقاء سوريا المعنية بإعادة وتنمية الاقتصاد السوري في ختام اجتماعهم في أبوظبي عزمهم على مواصلة تقديم الدعم للشعب السوري، مشددين على أن مستقبل سوريا يجب أن يحدد من قبله وحده.
وأكد البيان الختامي للاجتماع «التزام المجموعة القوي والراسخ بسيادة واستقلال سوريا ووحدتها السياسية ووحدة كامل أراضيها, وبدعمهما اقتصاديا خلال المرحلة الانتقالية وما بعدها أيضا، وذلك بهدف ضمان أن تكون ما بعد الأزمة أكثر قوة من النواحي الاقتصادية والمالية»، لافتا إلى أن «التحديات الأكثر إلحاحا التي يواجهها الشعب السوري هي استمرار عمليات العنف والأزمة الإنسانية».
وأضاف البيان أن مجموعة العمل اتفقت على الاجتماع بصورة منتظمة، وعلى تنظيم عملها فيما يتعلق بإعادة الإعمار الاقتصادي والتنمية بما يتفق مع القضايا الرئيسية الأربع، التي تم تحديدها في البند السادس من المهمة الموكلة إلى مجموعة العمل.
وأقر الاجتماع خطط عمل مبدئية تضمنت اتخاذ إجراءات فورية قصيرة المدى (مرحلة ما بعد الأزمة) قدمها ممثل المملكة المتحدة، والتنسيق بين المانحين، وقدمتها المفوضية الأوروبية، ورسم السياسات الاقتصادية، وقدمها ممثل ألمانيا، ودعم دور رجال الأعمال، وقدمها ممثل دولة الإمارات.
إلى ذلك، أقر المشاركون في الاجتماع بإقرار المهمة التي تم إسنادها إلى مجموعة العمل من قبل مؤتمر مجموعة أصدقاء سوريا الثاني الذي عقد في إسطنبول في الأول من شهر أبريل (نيسان) الماضي ووافقوا على الرئاسة المشتركة لكل من دولة الإمارات العربية المتحدة وألمانيا، بينما أعلنت الرئاسة المشتركة أنها ستقوم بالتجهيزات اللازمة لتأسيس سكرتارية لمجموعة العمل في ألمانيا بهدف دعم تنفيذ خطط العمل التي تم إقرارها وتسهيل تنفيذ أنشطة المجموعة الجارية حاليا.
وسيتم تمويل السكرتارية من قبل كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وألمانيا خلال السنة الأولى من عملها.
وقال البيان إن ممثلي المجلس الوطني السوري قدموا رؤيتهم حول الاقتصاد الوطني في سوريا الجديدة كما رحبوا بتشكيل مجموعة العمل وأعربوا عن التزامهم بالتعاون الوثيق معها، مشيرين إلى أنهم سيقومون بالتحضير وبصورة مشتركة لمرحلة إعادة الإعمار الاقتصادي والتنمية في سوريا ما بعد الأزمة.
وبحسب الدول المشاركة، فإن صياغة رؤية الاقتصاد الوطني في سوريا الجديدة تأتي كبديل موثوق يمكن الاعتماد عليه عن السياسيات والممارسات غير الموثوقة التي يقوم بها النظام الحالي.
إلى ذلك تم الاتفاق بين الدول المشاركة على تكليف عضو من المجلس الوطني السوري كنقطة اتصال للقضايا الرئيسية الأربع المحددة في البند السادس من المهمة الموكلة إلى مجموعة العمل، وشددوا على أنه «يجب تنفيذ ذلك عبر تأسيس هيكل منظّم من طرف المعارضة بهدف التعاون بصورة وثيقة مع المجموعة».
وأكد المشاركون التزامهم القوي بزيادة الضغوط الاقتصادية على النظام السوري الحالي، وذلك عبر التنفيذ الكامل للعقوبات الثنائية متعددة الأطراف المفروضة عليه، وشددوا على أهمية التعاون الوثيق للمجموعة مع مجموعة العمل المعنية بالعقوبات.
في مقابل ذلك، دعت مجموعة العمل جميع الدول والمنظمات الدولية إلى المساهمة في عملها والسعي لبناء اقتصاد أكثر ازدهارا في سوريا ما بعد الأزمة، كما رحبت بالجهود الحالية التي يقوم بها مجتمع الأعمال السوري لتنظيم صفوفه بالتعاون مع المعارضة السورية، ودعت جميع أعضائه إلى الانضمام لهذه الجهود والمساهمة في صياغة منظور اقتصادي قابل للتطبيق في سوريا ما بعد الأزمة.
وينعقد هذا الاجتماع، الذي هو الثالث من نوعه بعد اجتماعين سبقاه، تم عقدهما في ألمانيا في وقت سابق، واجتماعات مكثفة بين أعضاء من المجلس الوطني السوري على رأسهم أسامة القاضي ومجموعة من مندوبي الدول المشاركة لوضع رؤية شاملة حول الاقتصاد السوري وخطط النهوض به في فترة ما بعد سقوط النظام الحالي.
ويعد هذا الاجتماع هو الأكبر من نوعه والأكثر أهمية من كل النواحي، لما قد ينتج عنه من مقررات وتفعيل للحراك الدولي في إطار دعم التصور العام لمستقبل الاقتصاد السوري، ووضع الخطط الشاملة للنهوض بالدولة في الفترة التي تلي سقوط نظام الأسد، ويحمل أيضا أهمية من جانب مكان انعقاده، حيث إنها المرة الأولى التي سيتم عقد اجتماع من هذا النوع في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمعول عليها أن تكون من الداعمين الرئيسيين في مستقبل سوريا الجديدة.
وسيقوم الوفد الممثل لسوريا بتقديم رؤية شاملة عن خطة ما بعد الأسد، تتضمن ثلاث مراحل رئيسية مع تفصيلاتها، ويأمل فيها الوفد السوري الحصول على أكبر دعم ممكن من الدول الراعية والمشاركة في الاجتماع.
من جهته قال أنور محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية ووزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي: «اجتماعنا هو نتاج تعاوننا على مر الشهور من أجل سوريا، ويظهر اجتماعنا جدية المجتمع الدولي في مساعدة الشعب السوري في سعيه نحو مستقبل آمن ومزدهر ولتوطيد موقع سوريا في المنطقة العربية والإقليم كدولة مستقرة توفر التنمية والاستقرار لشعبها»، معتبرا أن الاجتماع يوجه رسالة واضحة إلى الشعب السوري وإلى جميع أصدقاء سوريا، بـ«أن هناك عددا من الأسباب التي تدفعنا للتفاؤل بشأن مستقبل سوريا. من جهته، اعتبر أسامة القاضي، رئيس المكتب الاقتصادي في المجلس الوطني السوري، أن رؤية المجلس الاقتصادية لسوريا الجديدة قوامها اقتصاد يعمل على خدمة ومصلحة كل السوريين وتحرير الاقتصاد السوري من قبضة النظام ومن سرقات وقرصنة أتباع النظام والموالين له، ومن الاحتكار وإهدار وسرقة المال العام من خلال حكومة ديمقراطية جديدة منتخبة تمتلك الإرادة السياسية وتشجع اقتصاد السوق الحر، وتضمن المنافسة المستندة على حكم القانون واحترامه وتعمل على تحقيق العدالة في توزيع الثروات المحلية وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص والعمل على مكافحة الفقر والبطالة والأمية والفساد في كل الأراضي السورية ووضع الخطط اللازمة لتطوير الاقتصاد الحر وتحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة لتكون الأساس لرفع مستوى المعيشة لكل المواطنين السوريين من كل الفئات والأديان، مع التركيز خاصة على المناطق المهشمة اقتصاديا.
كما أضاف أن التطور الديمقراطي وتعافي الاقتصاد السوري بعد الدمار الذي خلفته ديكتاتورية وسلطوية حكم الأسد سيكون محفوفا بالتحديات.. «لذلك نرحب بقوة بمهمة مجموعة عمل ترميم وتنمية الاقتصاد السوري المنبثقة عن مجموعة أصدقاء سوريا».
بدوره، أكد كليمنس نوت جوتز، رئيس الوفد الألماني، أن «من خلال الاجتماع نرسل رسالة واضحة للمجتمع الدولي بضرورة مساعدة الشعب السوري في سعيه نحو بناء مستقبل آمن»، مضيفا: «نرسل رسالة واضحة للشعب السوري، بأن هناك جهات شرعية ودولية تقف معه وتدعمه في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها».
كوفي أنان يصل إلى سوريا خلال يومين ويقدم إفادته لمجلس الأمن الأربعاء
أنس العبدة لـ«الشرق الأوسط»: النظام مطمئن لغياب إرادة حقيقية بالتدخل العسكري حماية للمدنيين
واشنطن:
هبة القدسي بيروت: ليال أبو رحال
أعلن أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا أنه سيقوم بزيارة دمشق خلال أيام حيث يقوم مكتبه بوضع اللمسات الأخيرة لتحضيرات الزيارة رافضا التصريح بموعد الزيارة لأسباب أمنية. وأوضح فوزي أن جان ماري غيهينو أحد مساعدي أنان قام بزيارة لسوريا استمرت 6 أيام لإجراء محادثات مع مسؤولي الحكومة وممثلين من قوى المعارضة، وعاد غيهينو إلى جنيف يوم الخميس وقام بإطلاع كوفي أنان على نتائج محادثاته.
وأشارت مصادر بالأمم المتحدة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن أنان يبذل كل الجهود لإقناع كافة أطراف النزاع للالتزام بتعهداتها بتنفيذ الخطة المكونة من 6 نقاط والبدء في حوار سياسي وأن زيارته تأتي في هذا الإطار. وأوضحت المصادر أنه سيكون على أنان تقديم إفادة جديدة إلى مجلس الأمن يوم الأربعاء القادم حول تطورات الأوضاع في سوريا ومدى التقدم في وقف العنف والالتزام بخطة السلام، خاصة بعد اكتمال النشر الكامل للمراقبين العسكريين غير المسلحين في سوريا بنهاية الشهر الجاري إلى 300 مراقب لمراقبة الالتزام بهدنة وقف إطلاق النار. ووفقا لقرار مجلس الأمن فإن الإطار الزمني لعمل المراقبين يستمر لمدة 90 يوما وينتهي في يوليو (تموز) القادم. وعلمت «الشرق الأوسط» أن أنان سيصل دمشق مساء الأحد أو صباح الاثنين، وأنه سيتقابل مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي واشنطن، تدور محادثات داخل الإدارة الأميركية لتعزيز الاتجاه نحو الموافقة على تسليح المعارضة السورية وإمدادها بالأسلحة والتدريب. ونقلت وكالة أسوشييتد برس أن الإدارة الأميركية تريد التأكد من عناصر الجيش السوري الحر وغيره من مجموعات المعارضة قبل إمدادهم بالذخائر لمحاربة الأسد، لضمان ألا تسقط تلك الأسلحة في أيدي عناصر القاعدة أو غيرها من الجماعات المتطرفة مثل حزب الله والتي قد تستهدف إسرائيل.
وأشارت مصادر داخل البيت الأبيض إلى أن الإدارة الأميركية تبحث كافة الخيارات لحل الأزمة السورية بالتشاور مع كافة الشركاء الدوليين وتجنب اندلاع حرب أهلية تؤدي إلى زعزعة الاستقرار. وقال مسؤول بالبيت الأبيض في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «الإدارة الأميركية تدعم بشكل كامل خطة كوفي أنان لإنهاء الصراع في سوريا، وتقوم بمباحثات مع كافة الأطراف الدولية والشركاء ومجموعة أصدقاء سوريا والدول العربية والدول المجاورة لسوريا لبحث كل الإمكانات الممكنة لإنهاء الصراع الدائر، وتمكين السوريين من تقرير مصيرهم بأنفسهم». ونفى المسؤول أن الإحباط بدا يتسرب إلى الإدارة الأميركية من فشل الجهود الدولية ومجلس الأمن من وقف العنف وقال: «إننا نشعر بالقلق من استمرار وتيرة العنف، وكررنا مطالبنا للرئيس بشار الأسد بأن يتنحى عن السلطة ونعرف أن المسألة هي مسألة وقت فقط، ونريد أن نضمن تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة، وألا تقع المنطقة في صراع طائفي أو حرب أهلية».
وشدد المسؤول بالبيت الأبيض أن ما توفره الإدارة الأميركية للمعارضة السورية هي مساعدات غير قتالية، ووسائل اتصالات، وإمدادات طبية، نافيا توفير أي مساعدات عسكرية وقال: «عسكرة الصراع في سوريا لن يؤدي إلى حل الأزمة بل سيزيد من تأجيج النار وسيؤدي إلى المزيد من عدم الاستقرار».
وحول قيام كل من السعودية وقطر بتدعيم المعارضة بالسلاح قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «قرارانا هو دعم المعارضة بوسائل غير قتالية وهناك بلدان اتخذت قرارات أخرى وهي قرارات سيادية» وأكدت نولاند وجود مشاورات بين واشنطن وكل من قطر والإمارات والسعودية.
ومن جهته أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه «ليس لدى المنظمة الدولية خطة بديلة عن خطة المبعوث المشترك الأممي والعربي كوفي أنان لحل الأزمة في سوريا»، موضحا أنه «في هذا الوقت ليس لدينا أي خطة باء، وأنان قدم اقتراحا من 6 نقاط يكون فيها الوقف التام للعنف في المرتبة الأولى، لكن للأسف لم يطبق ذلك مع نشر بعثات المراقبين».
وشدد، خلال مقابلة تلفزيونية ليل أول من أمس، على أن «مهمة المراقبين الدوليين لا بد أن تكون مصحوبة بإرادة سياسية قوية من قبل الرئيس السوري بشار الأسد وتعاون كامل من قبل المعارضة السورية»، متحدثا عن «عدد من المعوقات التي تحول دون التوصل إلى إجراء حوار سياسي بين الطرفين».
وقال عضو المجلس الوطني السوري أنس العبدة لـ«الشرق الأوسط» إن «المجتمع الدولي وضع كل خياراته في مبادرة أنان»، متخوفا من أن «يستنتج النظام السوري من كلام بان أن المجتمع الدولي لا يملك خيارات أخرى للتدخل في سوريا». واعتبر أن «النظام السوري لا يزال يشعر بنوع من الاطمئنان للموقف الإقليمي والدولي، لأنه لا إرادة حقيقية بالتدخل العسكري أو الأمني لحماية المدنيين في سوريا»، معربا عن اعتقاده بأنه «انطلاقا من أن بنية النظام بنية أمنية وعسكرية، فهو لا يستجيب للضغوط السياسية والاقتصادية في ظل الدعم الذي توفره له كل من روسيا والصين وإيران».
وفي موقف لافت، اعترف الأمين العام بأن «مجلس الأمن في بداية الأزمة السورية كان منقسما في مواقفه وبداخله الكثير من الآراء المتضاربة أما الآن فموقفه بات موحدا»، كاشفا عن «زيارة إلى سوريا ينوي أنان القيام بها في وقت قريب إضافة إلى قيامه ببعض الزيارات لدول مجاورة».
وفي سياق متصل، قال العبدة إنه «ربما يكون المقصود من كلام بان محاولة إدخال الجانب الروسي على الخط للإسهام بشكل فاعل»، مشيرا إلى «تسريبات عن بدء اقتناع الروس بأنه لا آفاق لحل سياسي بوجود الأسد وبوجوب أن تكون خياراتها داعمة للشعب السوري، وبأن التفاوض على انتقال سلمي للسلطة هو الخيار الوحيد ولا يمكن أن يحصل إلا باستبعاد عائلة الأسد».
وعن التقرير الصادر الخميس عن لجنة التحقيق التابعة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، قال بان إنه قرأ التقرير بنفسه وهو «تضمن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان»، من أبرزها «الاعتقالات التعسفية والقتل غير المبرر والتعذيب»، مشددا على أنه «لا تسامح مع الممارسات التي ترتكبها قوات النظام السوري في حق المحتجين من أبناء الشعب السوري على مدار أكثر من 15 شهرا مضت». وأعرب عن اعتقاده بأن «عدد ضحايا مجازر نظام بشار الأسد لا يقل بأي حال من الأحوال عن 9 آلاف شخص وأن الرقم الفعلي قد يفوق هذا الرقم بكثير».
من ناحيته، انتقد العبدة كل «من يغطي طريقة النظام في التعامل مع شعبه ويسكت على تحويل سوريا إلى مسلخ، في ظل وجود مليون نازح داخل سوريا ونزوح عشرات الآلاف خارجها»، منتقدا «الدرك الذي وصله كل من النظام السوري وأعوانه والمتسلقين حوله، الذين يثبتون فعلا أنه لا خطوط حمراء في سوريا وهم مستعدون لمسح نصف الشعب السوري شرط أن يبقى النظام قائما». وأعرب العبدة عن اعتقاده بأن «الثورة السورية تتقدم، وإن ببطء، في الطريق الصحيح لاجتثاث هذه النظام بدل الدخول في تسويات تبقيه على مساوئه»، مؤكدا بأنه «سيحاكم كل من يشكل جزءا من ماكينة النظام السوري عسكريا وإعلاميا واقتصاديا ولوجيستيا».
من جانب آخر، قال بشار الجعفري مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة إن البعثة السورية أصبحت تواجه مأزقا ماليا بسبب العقوبات الأميركية على بلاده، والتي جعلت بعثة سوريا بالأمم المتحدة غير قادرة على تسديد التزاماتها المالية للمنظمة الدولية لأول مرة منذ انضمامها للأمم المتحدة.
وقال الجعفري للجنة الموازنة بالأمم المتحدة إن الوفد السوري ليس لديه حسابات مصرفية في الولايات المتحدة لامتناع المصارف عن فتح حساب للوفد السوري وقال: «نحن لذلك غير قادرين على تلقي تحويلات كافية لتغطية النفقات اليومية لوفدنا، وغير قادرين على الوفاء بالتزاماتنا المالية تجاه المنظمة هذا العام» ووصف الجعفري عدم قدرة البعثة السورية على فتح حساب بنكي بأنه «وضع سخيف وسريالي» وحث الجعفري كلا من واشنطن والأمانة العامة للأمم المتحدة للبحث عن حل سريع لهذا الوضع الذي يمنع بعثة سوريا من أداء وظائفها.
إيران تسعى لأن يكون لبنان الحليف العربي البديل عن سوريا
لبنانيون لا يرون حسن نية في مساعداتها السخية وإنما استعمار ثقافي وعسكري سري
سحب دخان كثيفة تتصاعد من حي الجوبر أمس (أ.ب)
تنورين (لبنان): نيل ماك فاركوهار*
عرضت جمهورية إيران الإسلامية مؤخرا إنشاء سد في هذه القرية ذات المناظر الطبيعية الخلابة، التي تقع على ارتفاع في قلب المنطقة التي يتمركز بها المسيحيون في لبنان.
وفي أقصى الجنوب، في ضواحي بيروت كثيفة السكان، ساهمت المساعدات السخية التي قدمتها إيران في إعادة بناء الضواحي التي تهدمت قبل ست سنوات جراء القصف الإسرائيلي، وهو إنجاز تم الاحتفال بذكراه هذا الشهر من خلال احتفال صاخب.
وهذا ما أعلنه زعيم حزب الله، حسن نصر الله، الذي قال في أحد خطاباته «بالوسائل نفسها التي حصلنا من خلالها على الأسلحة وأدوات أخرى، حصلنا على الأموال»، وأضاف: «لقد تحقق كل هذا من خلال أموال إيرانية!».
إن تلهف إيران على إغداق المال على لبنان في الوقت الذي تم فيه تجميد أموالها من خلال العقوبات المفروضة عليها، هو آخر إشارة إلى مدى قلق طهران من احتمال سقوط الرئيس السوري بشار الأسد. تعتمد إيران على سوريا كجسر للعبور إلى العالم العربي وكشريك استراتيجي محوري في مواجهة إسرائيل. غير أن الثورات العربية قد قلبت حسابات طهران، بالإضافة إلى عدم قدرة الأسد على قمع الثورة التي اندلعت منذ 14 شهرا.
ويشير تودد إيران الشديد إلى الحكومة اللبنانية إلى أن طهران تسعى لإيجاد بديل لأقوى حليف عربي لها، بحسب سياسيين ودبلوماسيين ومحللين. الأمر لا يتعلق فقط بتمويل المشاريع العامة، بل أيضا بالسعي لتشكيل روابط أقوى من خلال الاتفاقات الثقافية والعسكرية والاقتصادية.
ويتمثل التحدي بالنسبة لقادة إيران في أن كثيرا من اللبنانيين – بمن فيهم سكان تنورين، موقع السد الكهرومائي – يشعرون بعدم الارتياح لتلك الفكرة. إنهم لا ينظرون لتلميحات إيران باعتبارها إشارة لحسن النية، وإنما كاستعمار ثقافي وعسكري سري.
تحدث تشاربل كومير، عضو بمجلس المدينة قائلا: «تنورين ليست طهران».
لقد تقبل اللبنانيون على نطاق واسع حقيقة أن إيران تعمل كداعم رئيسي لحزب الله بدءا من القذائف إلى الأبقار التي تربى للحلب. غير أن التوسع على نحو يتجاوز نطاق شيعة حزب الله مسألة أخرى.
«إنهم يحاولون تعزيز قاعدتهم في لبنان لمواجهة أي انهيار نهائي للنظام في سوريا».. قال مروان حماد، قيادي من الدروز وعضو في البرلمان، مشيرا إلى أن سقوط النظام السوري من شأنه أن يمزق «الحبل السري» الذي زودت من خلاله إيران حزب الله بالإمدادات واكتسبت إمكانية وصول غير مقيدة إلى لبنان على مدار عقود.
«لقد تحول حزب الله إلى محور للتأثير الإيراني، ليس فقط في لبنان ولكن على طول ساحل البحر المتوسط، في محاولة لنشر الثقافة الإيرانية والهيمنة السياسية الإيرانية، فضلا عن الوجود الاقتصادي الإيراني في الوقت الحالي»، حسب ما أشار إليه حماد، «لكن هناك نوع من الرفض اللبناني للتدخل الإيراني المبالغ فيه هنا في لبنان».
وذلك لم يثن إيران عن المحاولة، حيث وصل محمد رضا رحيمي، أول نائب رئيس لإيران، إلى بيروت قبل أسبوعين حاملا معه مقترحات لمشاريع بتمويل من إيران، لكل وزارة تقريبا، حسب ما ذكره مسؤولون لبنانيون. كان حجم الوفد الإيراني – الذي يزيد على 100 عضو – بمثابة صدمة للمسؤولين الحكوميين. نشرت صحف لبنانية بسعادة تفاصيل محرجة عن محاولات إيران، على سبيل المثال، من خلال إسراعهم في تكرار نجاحهم في توطيد علاقات أقوى بالعراق، حيث نسي الإيرانيون إحلال كلمة بيروت محل كلمة بغداد في إحدى مسودات الاتفاق.
عرضت إيران إنشاء البنية التحتية المطلوبة لتوصيل الكهرباء عبر العراق وسوريا إلى لبنان، كذلك عرضت تقديم دورات لغة فارسية في جامعة لبنان العامة. وتعلقت مقترحات أخرى بالتجارة والتنمية والمستشفيات والطرق والمدارس، وبالطبع بسد بلعا في تنورين. غير أنه لم يتم فعليا التوقيع على أي اتفاقات جديدة. جاء رد فعل السفير الإيراني، غضنفر ركن أبادي، كما لو كان خاطبا مرفوضا، من خلال إعلانه بتذمر أن لبنان بحاجة للقيام بالمزيد من أجل تنفيذ الاتفاقات.
من جانبها، رفضت السفارة في لبنان طلبا بإجراء مقابلة مع مسؤوليها، غير أن شبكة «برس تي في» المملوكة للحكومة نقلت عن ركن أبادي قوله: «الأمة الإيرانية تقدم إنجازاتها وتقدمها للدول المسلمة المقموعة في المنطقة».
في لبنان، الدولة التي توجد بها طوائف دينية عديدة، يفسر كثيرون إشارة إيران إلى كلمة «مسلم» بمعنى «مسلم شيعي». ويؤكد حزب الله على أن هذا التفسير خاطئ، وأن الأموال تأتي دون أي قيد أو شرط ولصالح جميع اللبنانيين.
«الإيرانيون يقولون: (إذا كنتم تريدون مصانع فنحن مستعدون، وإذا كنتم تريدون كهرباء فنحن مستعدون)، ولا يطلبون أي ثمن في المقابل».. هكذا جاءت كلمات حسن جشي، المدير العام لشركة «وعد»، المؤسسة التي أعادت إعمار الضواحي الجنوبية (تشير كلمة «وعد» إلى وعد نصر الله بإعمار المنطقة). وقال جشي إن تكلفة إنشاء شقق ومتاجر لنحو 20 ألف شخص بلغت 400 مليون دولار.
يأتي نصف الأموال من إيران، حسب ما ذكره نصر الله في خطابه، مضيفا أنه قد أجرى اتصالا هاتفيا بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، ليطلب منه مساعدات لإعادة الإعمار حتى قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في أغسطس (آب) 2006. وقال إن كلا من خامنئي والرئيس محمود أحمدي نجاد استجابا بسخاء.
قال نصر الله: «إننا مدينون بالفضل لقادة جمهورية إيران الإسلامية وللحكومة وللشعب، لأنه من دون التمويل الإيراني، لم يكن ليتسنى لنا حتى البدء في تحقيق ما حققناه».
في الضواحي الجنوبية، تحول ما كان من قبل عبارة عن كوم من المباني العشوائية إلى صفوف من المجمعات السكنية البديعة ذات اللونين البرتقالي الضارب إلى الحمرة والوردي والمزودة بمصاعد ومولدات وموقف سيارات. إلا أن خطوط الكهرباء الفوضوية ما زالت تتقاطع في الشوارع مثل كم هائل من بيوت العنكبوت، نظرا لأن النظام الكهربائي ما زال عشوائيا. يعاني لبنان من نقص دائم في الكهرباء، حيث يولد بها 1.500 ميغاواط فقط، في الوقت الذي تحتاج فيه في فصل الصيف الذي يمثل ذروة استهلاك الكهرباء إلى 2.500 ميغاواط. بيد أن مشروع إيران لتمويل السد موجه لمخاطبة تلك المشكلات، وكسب القلوب والعقول من خلال تلبية حاجة عجزت الحكومة حتى الآن عن تلبيتها.
وهنا في تنورين، ارتد صوت ارتطام الماء المندفع قبالة جدران الوادي المرتفعة، التي تتخللها كهوف لجأ إليها أوائل الرهبان المسيحيين كملاذ منذ قرون.
وتجذب مطاعم مطلة على نهر خوز في لبنان الزائرين القادمين من بيروت في عطلة نهاية الأسبوع، على بعد 45 ميلا نحو الجنوب، حيث تقدم شيش الكباب مع شراب العرق المسكر المصنوع محليا.
وتعتبر ينابيع محلية مصدرا لأحد أشهر أنواع زجاجات مياه الشرب في لبنان والذي يحمل اسم «تنورين».
حظيت فكرة السد بقبول بين السكان البالغ عددهم 3500 ساكن، لأنه سيولد الكهرباء والماء اللازم للري، بحسب رئيس بلدية تنورين، منير طربية.
تم تضمين السد في ميزانية لبنان لعام 2012، ومنح العقد لشركة لبنانية، وفقا لرئيس البلدية. بعدها، عطلته تعقيدات السياسات المحلية.
طلب سياسي مسيحي بارز يحاول التفوق على منافسيه من الجمهورية الإسلامية مبلغا قيمته 40 مليون دولار مقابل السد، ووافقت إيران على ذلك في ديسمبر (كانون الأول)، شريطة أن تقوم شركة إيرانية ببنائه. كان السواد الأعظم من السكان المسيحيين في المنطقة في حالة من الفزع من احتمال إقامة إيرانيين، بحسب طربية، الذين من المرجح أن يأتوا بمساجدهم وزوجاتهم، بل وربما بقذائفهم. ويحدو كثيرين شكوك من أن شركة تربطها صلات بالحرس الثوري سوف تفوز بالعقد.
قال رئيس البلدية: «نحن في أمس الحاجة إلى السد، لكننا لا نرغب في أن تقوم شركة إيرانية ببنائه». وأضاف: «إنهم من دين مختلف ومن ظروف اجتماعية مختلفة».
ما زالت هناك نحو 70 كنيسة في تنورين، 22 كنيسة منها للسيدة مريم العذراء، ويشعر معظم المسيحيين بأن ثقافتهم وتقاليدهم تواجه ما يكفي من التهديدات بالفعل عبر أنحاء الشرق الأوسط، بحسب رأي بعض السكان.
قال رئيس البلدية: «أحد أحلام إيران هو أن يكون لها موطئ قدم فوق الجبال». وأضاف: «من المهم بالنسبة للإيرانيين أن يشرفوا على البحر المتوسط. لذلك يعتبر لبنان جزءا كاملا من استراتيجيتهم».
يظل مصير المشروع غير مؤكد. تتجه الحكومة إلى قبول مبلغ الـ40 مليون دولار، نظرا لأن الجزء الأكبر من المساعدات الأجنبية قد نفد منذ أن شكل التحالف الذي يهيمن عليه حزب الله الحكومة العام الماضي.
أما عن الخطط الإيرانية للانتشار في لبنان، فيشير كثيرون من اللبنانيين إلى أن المسيحيين والمسلمين السنة قد فشلوا في تلك المساعي من قبل.
قال سجعان قزي، نائب رئيس «الكتائب اللبنانية»، وهو حزب سياسي، وميليشيا مسيحية سابقا: «ليست لدينا ثقة في المساعدات الاقتصادية الإيرانية، فنحن نعتبرها جزءا من مشروع سياسي أمني عسكري».
* ساهمت في كتابة التقرير هويدا سعد.
* خدمة «نيويورك تايمز»
هيئة الإغاثة العالمية توقع اتفاقات لمساعدة النازحين السوريين
السفير السعودي في بيروت دعاهم إلى التمسك بإرادة الحياة وبالأمل الدائم
بيروت: «الشرق الأوسط»
وقعت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية وعدد من المستشفيات اللبنانية عددا من الاتفاقيات التي تأتي ضمن نشاطات الهيئة لتقديم المساعدات والعون الإنساني للمنكوبين من النازحين السوريين الذين أجبرتهم الأوضاع الأمنية في بلادهم إلى اللجوء لعدد من دول الجوار ومنها لبنان.
وكشف السفير السعودي في بيروت علي عسيري لـ«الشرق الأوسط» عن أن الاتفاقات الأربعة التي وقعت أمس هي جزء من خطة دعم شاملة تقوم بها المملكة بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين لمساعدة الشعب السوري الشقيق الذي يعاني جراء ما يحدث في بلاده. وأشار إلى أن جزءا من هذه الاتفاقات يشمل استئجار طوابق كاملة في بعض المستشفيات وتعاقدا مع 24 صيدلية لتأمين الأدوية، داعيا «الأشقاء النازحين» السوريين إلى أن «يتمسكوا بإرادة الحياة وبالأمل الدائم».
وقال السفير عسيري: «إن ما جرى الاتفاق على تقديمه هو جزء من خطة مساعدات إنسانية واسعة بدأت منذ أكثر من سنة وتنوعت ما بين تقديم الحصص الغذائية والعناية الطبية وتأمين السكن والمأوى والأدوية».
وأوضح أنه سيتم اليوم تدشين مساعدات طبية في عدد من مستشفيات المدينة، إضافة إلى تقديم مساعدات أخرى في المرحلة القريبة المقبلة من بينها عدد من البيوت الجاهزة المؤقتة في نحو 30 قرية.
وأشاد العسيري بالجهود التي تقوم بها هيئة الإغاثة الإسلامية وكافة الهيئات التابعة لرابطة العالم الإسلامي، واصفا إياها بالجهود المقدرة والمشكورة لأنها ترجمة لوقفات الشعب السعودي ومشاعره الإنسانية والأخوية تجاه أبناء الشعب السوري الشقيق، معربا عن شكره للجهود التي تقدمها المؤسسات اللبنانية الرسمية والخاصة بمسؤوليها وأطقمها.
من جانبه، أوضح مدير مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في لبنان عبد الكريم الموسى في كلمة مماثلة، أن هذه الاتفاقيات تشمل مستشفى طرابلس الحكومي من خلال افتتاح جناح خاص يضم 40 سريرا للنازحين السوريين، وكذلك مستشفى دار الحنان الخيري، وذلك بالمساهمة بشراء طاولة لغرفة العمليات الجراحية، إضافة إلى مستشفى دار الزهراء الخيري ومستشفى دار الشفاء التابع للجمعية الطبية الإسلامية لاعتماد علاج عدد من الحالات المرضية وشراء الأجهزة الطبية إلى جانب جمعية التنمية والبر الخيرية التي قدمت الوقف الخيري من 22 غرفة وكامل ملحقاتها مجانا لتقوم الهيئة بإسكان العائلات وتقديم كامل الخدمات لإنسانية والرعايا الطبية لهم.
إلى ذلك، تواصل الهيئة عمليات توزيع المؤن الغذائية للنازحين السوريين في لبنان في المناطق الحدودية التي تكتظ بالنازحين ومنها منطقة وادي خالد والقرى المنتشرة في منطقة عكار والمطلة على محافظة طرابلس وسهل البقاع وبعلبك وعرسال وبعض المناطق المتفرقة في منطقة جبل لبنان.
لعبة اللوم تبدأ بين واشنطن وموسكو مع تلعثم خطة أنان
أشرف أبو جلالة
من المشكلات المتعلقة بخطة أنان هي أن الولايات المتحدة وروسيا تنظران إليها على ما يبدو باعتبارها أداة لبلوغ أهداف مختلفة، وأوباما لا يريد الضغط على موسكو لعدم رغبته في الدخول في مواجهة مع بوتين.
في وقت بدأت تتجه فيه خطة سلام الأمم المتحدة بشأن سوريا صوب الإخفاق والفشل، بدأت تحتدم لعبة إلقاء اللوم بين الجانبين الروسي والأميركي، لتتزايد مع ذلك احتمالات استمرار العنف الذي تقول الأمم المتحدة إنه تسبب بقتل أكثر من 10 آلاف شخص.
وسيكون بمقدور الأميركيين المتشككين من البداية بشأن فرص نجاح إستراتيجية مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي أنان، أن يؤكدوا أنهم كانوا على حق. بينما تحمل روسيا، الحليفة لسوريا، الإرهابيين مسؤولية انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي هذا الصدد، أشارت وكالة “بلومبيرغ” الإخبارية إلى أن لعبة تبادل الاتهامات تهدد بالقضاء على أي آمال يمكن أن تقوم بموجبها روسيا والولايات المتحدة بالتوحد خلف خطة تعنى بإخراج الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة. وأكد اثنان من مسؤولي إدارة أوباما أن الوضعية الراهنة تنذر باستمرار مسلسل العنف مستقبلاً.
مهمة التسعين يوماً الخاصة بالمراقبين تقترب من النفاد
ومضت الوكالة تنقل عن ليليت غيفورغيان، المحلل الروسي لدى آي إتش إس غلوبال انسايت، قوله: “في الوقت الذي بدأت فيه لعبة اللوم قبل أن تُفعّل خطة أنان، فإنها من المحتمل أن تتصاعد بينما يبدي أصحاب المصالح الرئيسون في الخارج اهتماماً أكبر بالعمليات التي تعنى بحفظ ماء وجههم عن العمل بجدية بغية حل الأزمة”.
وأعقبت الوكالة بقولها إن كلا الجانبين سيسعيان للاعتماد على أدلة من أرض الواقع للتأكيد على صحة مواقفهما قبل أن يعلن أنان رسمياً عن إخفاق خطته. وقد يأتي يوم الحسم يوم الـ 21 من شهر تموز/ يوليو المقبل، حين تنتهي مهمة التسعين يوماً الخاصة بالمراقبين، أو في وقت أقرب من ذلك، في حال قتل أو أصيب أي من المراقبين العزل في صراع ترتكز فيه المعارضة بشكل متزايد على تكتيكات كالتفجيرات الانتحارية.
هذا وأفادت لجان التنسيق الشعبية أن قوات الأمن قتلت 40 شخصاً يوم أمس. في حين ذكرت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” أن 19 شخصاً قُتِلوا في أماكن متفرقة في البلاد على يد “جماعات مسلحة”، من بينهم ضابط وابنه يبلغ من العمر 13 عاماً، لقيا حتفهما بعد أن أطلق عليهما نار وهما في طريقهما إلى المدرسة في إحدى ضواحي دمشق.
وفي مقابل ذلك، تحمّل روسيا الإرهابيين مسؤولية تصاعد أعمال العنف. وأوردت الوكالة في هذا الصدد عن سيرجي لافروف، الذي عُيِّن من جديد كوزير للخارجية بعد انتخاب بوتين رئيساً للبلاد، قوله :” دعونا لا ننسى الأطراف الخارجية التي تموّل وتسلح المجموعات والفرق المقاتلة. وأنا أرى أن هدفهم واضح وهو تخريب خطة أنان”.
وقد نُشِر أمس التقرير، الذي قال إن ما لا يقل عن 207 أشخاص قد ماتوا بين شباط/ فبراير والعاشر من أيار/ مايو، من قبل لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا وارتكز على مقابلات أجريت مع 214 من الضحايا وشهود العيان.
ووصف المحققون، الذين لم يسمح لهم بدخول البلاد، الطريقة التي قتلت من خلالها أسر بأكملها داخل منازلها على يد قوات الأسد. كما تبين أن المعارضة اعتقلت وعذبت جنودا واستخدمت أطفالا كرسل في المهام المحفوفة بالمخاطر إلى تركيا.
وعاود غيفورغيان ليقول “من المشكلات المتعلقة بخطة أنان هي أن الولايات المتحدة وروسيا تنظران إليها على ما يبدو باعتبارها أداة لبلوغ أهداف مختلفة”. وأشار مسؤول في الإدارة الأميركية في الإطار ذاته إلى أن الرئيس باراك أوباما يرفض الضغط على روسيا للتوقف عن دعم الأسد، لأنه لا يرغب في الدخول في مواجهة مع بوتين عما قريب، بعد أن عاد لمنصب الرئيس من جديد، وذلك لأنه يعول الكثير على الدعم الروسي في مساعيه الرامية إلى وقف بحوث إيران المتعلقة بالأسلحة النووية.
وقال آرون دافيد ميلر، الزميل البارز لدى مركز وودرو ويلسون الدولي للعلماء في واشنطن، إنه مع اقتراب الموعد المحدد لخطة أنان من نهايته، سيزيد العنف المتصاعد حدة الأخطار، حال فشلها. وتابع ميلر حديثه مع الوكالة عبر الهاتف: “لا يؤمن أحد بتلك الخطة، لكن لا يريدها أحد أن تفشل، لأنها إن فشلت، سيكون هذا دليلا على أن الإمبراطور كان بلا ملابس، وأن القوى بحاجة لإيجاد بديل، وهو ما لا يريد أحد أن يفعله”.
المعارضة السورية تدعو إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن بعد مجزرة الحولة
أ. ف. ب
دمشق: دعت المعارضة السورية اليوم السبت الى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي والى تدخل “اصدقاء سوريا” عسكريًا ضد النظام، بعد “مجزرة” قتل فيها تسعون شخصًا، بينهم 25 طفلاً، نتيجة قصف على منطقة الحولة في محافظة حمص في وسط البلاد.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان “عدد الشهداء الذين سقطوا في مجزرة الحولة ارتفع الى اكثر من تسعين مواطنًا، بينهم 25 طفلا”، مشيرا الى ان القصف الذي بدأته القوات النظامية صباح الجمعة استمر حتى ساعة متقدمة بعد منتصف الليل.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان “بلدتي تلدو الواقعة على طرف مدينة الحولة الجنوبي والطيبة الواقعة على الطرف الغربي، وهما البلدتان اللتان تركز عليهما القصف، تشهدان نزوحًا جماعيًا الى المناطق الداخلية في المدينة، خوفا من تجدد القصف او حصول هجوم”.
وصول المراقبين الى الحولة بعد “مجزرة” قتل فيها تسعون شخصا
ووزّع ناشطون اشرطة فيديو على مواقع الانترنت تظهر مشاهد مروعة لاطفال قتلى تغطي اجسادهم الدماء، بينما ترتفع من حولهم آيات التكبير واسئلة “اين انتم يا عرب؟ اين انتم يا مسلمون؟”.
واعتبر المرصد السوري في بيان ان “المجتمعين العربي والدولي شريكان للنظام السوري في مجزرة الحولة بسبب صمتهما عن المجازر التي ارتكبها النظام السوري، وذهب ضحيتها العشرات من اطفال ونساء وشيوخ وشبان سوريين”.
ودعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان اصدره فجر السبت مجلس الامن الدولي الى “عقد اجتماع فوري” بعد “مجزرة الحولة الشنيعة” التي حصلت “في ظل وجود المراقبين الدوليين”.
واورد المجلس من جهته حصيلة للقتلى تجاوزت المئة، مشيرا الى ان عائلات بكاملها قتلت “ذبحًا” على ايدي “شبيحة النظام ومرتزقته”، وانه تم “تقييد ايدي اطفال قبل قتلهم”، واصفا الهجوم “بالهمجي”. ودعا المجلس الى “تحديد مسؤولية الأمم المتحدة ازاء عمليات الابادة والتهجير القسري التي يقوم بها النظام في حق المدنيين العزل”.
كما شدد على مسؤولية المجتمع الدولي في اتخاذ “القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع (من ميثاق الامم المتحدة)، والتي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة”.
وطالب المجلس الوطني الجيش السوري الحر بـ”منع النظام وميليشياته المسلحة من الوصول الى المناطق المدنية من خلال قطع طرق الامداد بكل الوسائل المتاحة”. ودعا المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر من جهته مقاتليه الى “توجيه ضربات عسكرية منظمة ومدروسة ضد كتائب الأسد وشبيحته ورموز النظام كافة من دون استثناء”.
كما جدد الشيخ طلب الجيش الحر من مجموعة “دول أصدقاء سوريا وبشكل عاجل تشكيل حلف عسكري خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية نوعية لكتائب الأسد ورموز نظامه”.
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها ان “مجموعات ارهابية مسلحة” هاجمت الجمعة قوات حفظ النظام والمدنيين في بلدة تلدو، ما استدعى تدخل الجهات المختصة التي اشتبكت مع “المجموعات الارهابية.” واضافت “ان الاشتباك اسفر عن مقتل واصابة عدد من الارهابيين واستشهاد واصابة عدد من عناصر الجهات المختصة”.
وزار وفد من المراقبين الدوليين السبت الحولة. وقال المرصد في بيان “وصل فريق من مراقبي الامم المتحدة الى بلدة تلدو في الحولة لتدوين الجرائم التي ارتكبت خلال الساعات الـ24 الفائتة من خرق لوقف اطلاق النار والمجزرة التي لم يسلم منها الاطفال”.
وقالت سانا ان جولة المراقبين شملت، إضافة الى الحولة، حيي السلطانية وجوبر وفرع منظمة الهلال الاحمر في مدينة حمص.
وخرجت تظاهرات عدة بعد منتصف ليل الجمعة والسبت في قرى وبلدات عدة في ريف ادلب (شمال غرب) وريف دمشق ودرعا (جنوب) وحماه (وسط) وحلب (شمال) “تنديدا بمجزرة الحولة”.
وحمل متظاهرون في حماة لافتة ضخمة كتب عليها “لتسقط مبادرة انان”، بينما حمل آخرون في بلدة كفرنبل في ادلب لافتة بالانكليزية، كتب عليها “انان وحده مسؤول عن مجزرة الحولة”.
واطلقت القوات النظامية النار على متظاهرين في مدينة سراقب في ادلب “قطعوا طريق دمشق حلب الدولية احتجاجا على المجزرة”، بحسب المرصد ما تسبب بمقتل شاب واصابة عشرة اشخاص آخرين بجروح.
كما قتل ثمانية اشخاص آخرين في اعمال عنف متفرقة، احدهم في سقوط قذائف على البويضة الشرقية في ريف القصير في محافظة حمص، واثنان في سقوط قذائف على مدينة اريحا في ريف ادلب، وخمسة عناصر من القوات النظامية في كمائن في مناطق مختلفة من محافظة درعا.
باريس تدين “المجازر” في الحولة وتدعو الى التعبئة
من جهته، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت ان فرنسا تدين “المجازر” التي وقعت في الحولة في سوريا و”الفظائع” التي يتحملها الشعب السوري، وتدعو المجتمع الدولي الى المزيد من التعبئة.
واضاف فابيوس في بيان “اني اجري فورًا اتصالات بهدف عقد اجتماع في باريس لمجموعة دول اصدقاء الشعب السوري”، على اثر مقتل اكثر من تسعين شخصا، بينهم 24 طفلا، في منطقة الحولة (وسط).
وصول المراقبين الى الحولة بعد “مجزرة” قتل فيها تسعون شخصا
بيروت: وصل وفد من المراقبين الدوليين الى منطقة الحولة في محافظة حمص في وسط سوريا بعد “مجزرة” قتل فيها تسعون شخصا بينهم اكثر من 25 طفلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان “وصل فريق من مراقبي الامم المتحدة الى بلدة تلدو في الحولة لتدوين الجرائم التي ارتكبت خلال الساعات ال24 الفائتة من خرق لوقف اطلاق النار والمجزرة التي لم يسلم منها الاطفال”.
وقتل ثمانية اشخاص بينهم خمسة عناصر من القوات النظامية في اشتباكات وعمليات اطلاق نار وقصف في مناطق متعددة من سوريا اليوم السبت، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيانات متلاحقة ان شخصا قتل اثر اصابته خلال سقوط قذائف على البويضة الشرقية في ريف القصير في محافظة حمص (وسط). واشار الى اشتباكات وقعت في عدد من القرى في محيط البويضة الشرقية.
كما ذكر المرصد ان اصوات انفجارات سمعت صباح اليوم في مدينة حمص، بالاضافة الى اطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي جوبر في المدينة.
وقتل مواطنان في سقوط قذائف على مدينة اريحا في ريف ادلب (شمال غرب) صباح اليوم.
وقتل خمسة عناصر من القوات النظامية السورية في كمائن في مناطق مختلفة في محافظة درعا (جنوب).
من جهة ثانية، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان تظاهرات عدة خرجت بعد منتصف ليل الجمعة وفجر السبت في قرى وبلدات في ريف ادلب وريف دمشق ودرعا “تنديدا بمجزرة الحولة”.
وذكر ان قوات الامن السورية اطلقت النار على احدى التظاهرات في بلدة معضمية الشام في ريف دمشق.
وقتل تسعون شخصا بينهم حوالى 25 طفلا من الجمعة وحتى فجر السبت في قصف من القوات النظامية السورية على منطقة الحولة في محافظة حمص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واعتبر المجلس ان “المجتمعين العربي والدولي شريكان للنظام السوري في مجزرة الحولة بسبب صمتهما عن المجازر التي ارتكبها النظام السوري وذهب ضحيتها العشرات من اطفال ونساء وشيوخ وشبان سوريين”.
ودعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان اصدره السبت مجلس الامن الدولي الى “عقد اجتماع فوري” بعد “مجزرة الحولة الشنيعة” التي حصلت “في ظل وجود المراقبين الدوليين”.
وبلغت حصيلة ضحايا العنف في سوريا الجمعة اكثر من 110 قتلى بمن فيهم ضحايا الحولة التي شهدت اطرافها السبت حركة نزوح كثيف.
كما دعا المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر اليوم السبت مقاتليه الى “توجيه ضربات عسكرية منظمة” الى قوات النظام ورموزه، وذلك بعد مقتل اكثر من تسعين شخصا في قصف على منطقة الحولة في محافظة حمص خلال الساعات الماضية.
وكان المجلس الوطني السوري المعارض دعا في بيان اصدره ليل الجمعة السبت الجيش السوري الحر الى “منع النظام وميليشياته المسلحة من الوصول الى المناطق المدنية من خلال قطع طرق الامداد بكافة الوسائل المتاحة”.
وقال رئيس المجلس العسكري الأعلى العميد الركن مصطفى أحمد الشيخ في بيانه “ندعو كافة مقاتلينا من عسكريين وثوار الى (…) توجيه ضربات عسكرية منظمة ومدروسة ضد كتائب الأسد وشبيحته ورموز النظام كافة من دون استثناء”.
كما جدد الشيخ طلب الجيش الحر من مجموعة “دول أصدقاء سوريا وبشكل عاجل تشكيل حلف عسكري خارج مجلس الأمن لتوجيه ضربات جوية نوعية لكتائب الأسد ورموز نظامه”.
واشار الى ان على المجتمع الدولي والموفد الدولي الخاص كوفي انان “اتخاذ موقف يتناسب وهول الجريمة التي ارتكبها النظام الأسدي القاتل في منطقة الحولة”.
كما دعا المجلس العسكري السوريين الى “وخصوصا في دمشق وحلب الى “التظاهر على مدار الساعة وعلى امتداد ساحة الوطن من دون توقف”، ملتقيا بذلك مع دعوة في هذا الاطار وجهها ايضا المجلس الوطني.
ودعا المجلس الوطني الشعب السوري الى اعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام “واعتبارها أياما لتصعيد الثورة ضد النظام والرد على المجزرة بمزيد من التظاهرات وخصوصا في دمشق وحلب”.
وطالب المجلس الوطني مجلس الامن الدولي ب”عقد اجتماع فوري” بعد “مجزرة الحولة الشنيعة” التي حصلت “في ظل وجود المراقبين الدوليين”.
كما طالب جامعة الدول العربية ب”عقد اجتماع عاجل للمجلس الوزاري لسحب ما تبقى من اعتراف بالنظام وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معه، ودعوة دول العالم كافة لمعاملة هذا النظام بما يوازي جرائمه الوحشية”.
وقتل تسعون شخصا بينهم حوالى 25 طفلا الجمعة وحتى فجر السبت في قصف من القوات النظامية السورية على منطقة الحولة في محافظة حمص (وسط)، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد ان “عدد الشهداء الذين سقطوا في مجزرة الحولة ارتفع الى اكثر من تسعين مواطنا بينهم 25 طفلا”، مشيرا الى ان القصف الذي بدأته القوات النظامية صباح الجمعة استمر حتى ساعة متقدمة بعد منتصف الليل.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع وكالة فرانس برس ان “بلدتا تلدو الواقعة على طرف مدينة الحولة الجنوبي والطيبة الواقعة على الطرف الغربي، وهما البلدتان اللتان تركز عليهما القصف، تشهدان نزوحا جماعيا الى المناطق الداخلية في المدينة، خوفا من تجدد القصف او حصول هجوم”.
ووزع ناشطون اشرطة فيديو على مواقع الانترنت تظهر مشاهد مروعة لاطفال قتلى تغطي اجسادهم الدماء، بينما ترتفع من حولهم آيات التكبير واسئلة “اين انتم يا عرب؟ اين انتم يا مسلمون؟”.
واعتبر المرصد السوري في بيان ان “المجتمعين العربي والدولي شريكان للنظام السوري في مجزرة الحولة بسبب صمتهما عن المجازر التي ارتكبها النظام السوري وذهب ضحيتها العشرات من اطفال ونساء وشيوخ وشبان سوريين”.
ودعا المجلس الوطني السوري المعارض في بيان اصدره فجر السبت مجلس الامن الدولي الى “عقد اجتماع فوري” بعد “مجزرة الحولة الشنيعة” التي حصلت “في ظل وجود المراقبين الدوليين”.
واورد المجلس من جهته حصيلة للقتلى تجاوزت المئة، مشيرا الى ان عائلات بكاملها قتلا “ذبحا” على ايدي “شبيحة النظام ومرتزقته”، وانه تم “تقييد ايدي اطفال قبل قتلهم”، واصفا الهجوم “بالهمجي”.
ودعا المجلس الى “تحديد مسؤولية الأمم المتحدة ازاء عمليات الابادة والتهجير القسري التي يقوم بها النظام في حق المدنيين العزل”.
كما شدد على مسؤولية المجتمع الدولي في اتخاذ “القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري بما في ذلك تحت الفصل السابع (من ميثاق الامم المتحدة)، والتي تتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة”.
الحاج: لا المعارضة ولا النظام السوريَين لهم سلطة على خاطفي اللبنانيين
أشار عضو المجلس الوطني السوري عبد الرحمن الحاج إلى أن “المخطوفين اللبنانيين لم يدخلوا الأراضي التركية وهم لا يزالون بعهدة الجهة الخاطفة والتي هي مجموعة من المهربين ولا معلومات عن مكان وجودهم”. وقال في حديث لمحطة “الجديد”: “المشكلة أن الطرف الذي يفترض أنه متسبب بالعملية المدانة لا يخضع للمعارضة وهو قريب من أطراف نافذة في الأمن السوري وبعد ارتخاء القبضة الأمنية بات للبعض مصلحة في شراكة المهربين”.
وأضاف الحاج: “المشكلة الا سلطة على الجهة الخاطفة لا من النظام ولا المعارضة، ونتمنى الا يمسهم أي أذى ونحن نعمل للإفراج عنهم، لكن لا معلومة دقيقة عنهم”.
“الأخوان المسلمين”: سنعيد تقييم سياساتنا.. والمجازر الرهيبة هي الأفق الذي يطرحه الأسد
رأت “جماعة الاخوان المسلمين” في سوريا في بيان أنّ “ما أقدمت عليه عصابات بشار الأسد عشية جمعة (قادمون قريبا يا دمشق)، في ظلّ مبادرة السيد كوفي عنان، أكبر من أن تحيط به لغة، أو يستنكره بيان”، لافتة إلى أن مدينة الحولة في حمص “تعرضت لقصف مدفعي مهّد لدخول قطعان بشار الأسد المتوحشة، بحرابهم وبلطاتهم وسكاكينهم، إلى الأحياء التي كان سكانها يحاولون التعامل فيها مع آثار القصف الميداني المدفعي؛ فأجهزوا على ما أخطأه القصف ببلطاتهم وحرابهم وسكاكينهم وقتلوا أكثر من مائة شهيد، يذبحون الأسر برجالها ونسائها وأطفالها”.
وأضافت الجماعة: “لقد أُحصيَ من ضحايا المجزرة حتى الآن أكثر من مائة شهيد، بينهم أكثر من خمسين طفلاً.. صور أجسادهم المبعثرة موثقة أمام أعين الرأي العام، المشغول بمتابعة شأن بضعة عشر لبنانيا تم إيقافهم عن طريق الخطأ في حلب”، وذكّرت الجماعة “العالم و(أمين عام “حزب الله”) السيد حسن نصر الله بالذات، أن هؤلاء الذين يصفهم بالعصابات المسلحة في حلب، بادروا فورا إلى إطلاق سراح النساء (اللواتي كن برفقة المخطوفين اللبنانيين في سوريا) بل رفضوا أصلا توقيف النساء، لأنهم أبناء القيم التي لا يعرفها بشار الأسد وقطعانه البشرية والمتحالفون معه”.
وتابعت الجماعة في بيانها: “تمثل المجزرة الوحشية التي تم تنفيذها ليلة أمس في الحولة، انعكاساً مباشراً للخلفية الأخلاقية التي تحكم تصرفات بشار الأسد وقطعانه البشرية، الذين مازال العالم المتمدّن يتمسك بهم أو يُغضي عنهم”، محملة “المجتمع الدولي والسيد بان كي مون بوصفه الأمين العام للأمم المتحدة ، مسؤولية المجزرة الرهيبة، التي وقعت ليلة السادس والعشرين من أيار، كما نسجل المجزرة في سجلّ مبادرة (المبعوض الأممي- العربي) السيد كوفي عنان، ونعتبره والمراقبين القائمين على الأرض السورية، مشاركين في التغطية على جرائم النظام، لاسترسالهم بالصمت عن الإنتهاكات والمجازر، وتضليل المجتمع الدولي بالتأكيد على أن لهم دورا مسكّنا بينما تُنفّذ المجازر وسط حالة من اللامبالاة”.
وأضافت الجماعة: “نضع المجزرة مع فاتورة القتل اليومية التي يوقعها بشار الأسد بالمطالبين بحقوقهم الإنسانية، على أجندة قادة الأمة العربية والإسلامية”، وتساءلت: “هل هان دم أبناء العروبة والإسلام في سورية على أهله، إلى مستوى أن تعلّق المسئولية عنه في عنق كوفي عنان وروبرت مود؟ إن المطلوب من كل القوى الثورية والسياسية على الأرض السورية، أن تجعل من هذه المجزرة نقطة تحول أساسية في رؤية المستقبل ورسم الخيارات”.
وحيال هذا الواقع، أعلنت الجماعة في البيان أنها “ستعيد تقويم كل سياساتها ومواقفها آخذة بالاعتبار أن المجزرة الرهيبة هي الأفق الذي يطرحه بشار الأسد وعصاباته والمتحالفين معه والساكتين عليه في الداخل والخارج.. كأفق للمستقبل الذي يهددون به”.
سارة: لو توفّرت الإرادة للمجتمع الدولي لأجبر النظام السوري على تنفيذ خطة أنان
علّق الناشط السياسي في “المنبر الديمقراطي” السوري فايز سارة على المجزرة التي شهدتها مدينة حولة السورية والتي ذهب ضحيتها عشرات القتلى، فوصف “ما يحصل في سوريا” بأنّه “شيء فظيع”، مضيفًا: “لكن بالنهاية سيكون هناك تسوية ما وستكون لصالح حرية وكرامة الشعب السوري”.
سارة، وفي حديث لقناة “الجزيرة”، قال: “يجب أن يكون هناك حل سياسي يقوم على تلبية مطالب الشعب الأساسية والتحضير لمرحلة انتقالية يمكن اجتيازها، فنحن لا نعوّل على حل نتّبعه بل نعوّل على حل نصل إليه بصورة مشتركة، فالقضية السورية ليس داخلية بل إقليمية عربية اسلامية ودولية ومحط اهتمام العالم”، معتبراً أنه “لو تم تطبيق خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان بنقاطها الستة لكانت سوريا مضت في الحل المنشود”.
واعتبر سارة أن “مجزرة حولة وضعت المجتمع الدولي أمام تحدي فرض تعديلات على الخطة لإجبار النظام على فتح بوابة أخرى”، مضيفًا: “لو توفرت الإرادة للمجتمع الدولي لكان أجبر النظام السوري تنفيذ مبادرة وخطة أنان”. وختم بالقول: “بإمكان النظام أن يسمح بمرور المساعدات الحرة الى المتضررين ويمكن أن يفتح بوابة الحوار تحت رعاية الأمم المتحدة والجامعة العربية ولكنه ما زال يظن أنه الطرف الأقوى في سوريا”.
المراقبون يتفقدون حمص بعد “المجزرة“
قتل اليوم 25 شخصا على الأقل بعمليات قصف واقتحامات نفذتها القوات النظامية في حمص وريف دمشق وحلب، وسط استمرار للقصف والاعتقالات والمداهمات، يأتي هذا بعد يوم من مقتل 113 شخصا بينهم نحو مائة في مدينة الحولة بحمص بحسب الهيئة العامة للثورة السورية.
وأوضحت الهيئة أن 13 شخصا سقطوا في حمص وأربعة آخرين في اقتحام الجيش لقرية البلالية بريف دمشق، وثمانية مجندين قتلوا في حلب أثناء محاولتهم الانشقاق عن الجيش.
وأضافت الهيئة أن عددا من الجرحى سقطوا أيضا في قريتي جوسية والنزارية وحي جوبر ومدينة القصير بحمص التي تتعرض لقصف تُستخدم فيه المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون.
وفي حمص أيضا، اقتحمت قوات الأمن بلدة كفر عايا وسط إطلاق نار كثيف جدا، وحملة اعتقالات عشوائية شملت عشرات الشبان بالإضافة إلى إحراق عدد من المنازل، علما أن هذا الحي فيه عدد كبير من النازحين من أهالي حي بابا عمرو وغيره من الأحياء الحمصية.
بدورها ذكرت لجان التنسيق المحلية أن الأمن يطلق النار على المراقبين لمنعهم من الوصول لبلدة كفعايا بحمص. من ناحية أخرى أعلنت الهيئة أن قوات الأمن أطلقت النار لتفريق المتظاهرين في حيي جوبر والقدم بدمشق.
كما أفاد ناشطون بإطلاق نار كثيف على المنازل في الأتارب بريف حلب مع قصف على مدينة الباب في الريف الحلبي.
في غضون ذلك، أكد ناشطون أن أكثر من أربعين شخصا أصيبوا في قصف مستمر من الجيش النظامي بالمروحيات والمدفعية على قرى منطقة جبل الأكراد التابعة لريف اللاذقية والقريبة من الحدود التركية.
المراقبون بالحولة
في الأثناء، يتفقد المراقبون الدوليون مدينة الحولة في حمص والتي اتهمت الهيئة العامة النظام السوري بارتكاب مجزرة فيها، حيث قتل نحو مائة شخص بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء لدى قصف الجيش النظامي المدينة, إضافة إلى عمليات قتل نفذها من سمتهم “شبيحة النظام” بعد توقف القصف.
وأوضحت الهيئة أن حصيلة قتلى أمس ارتفعت إلى 113 بينهم ملازم منشق و11 طفلا وثلاث سيدات إضافة لقتل عائلتين كاملتين ذبحاً بالسكاكين في حماة.
وردا على هذه “المجزرة” حث المجلس الوطني السوري المعارض اليوم مجلس الأمن على عقد اجتماع طارئ لبحث ما وصف بأنه مذبحة ارتكبتها القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حمص.
في المقابل قال مصدر سوري إن مجموعات مسلحة تستهدف المدارس والمدرسين في عدد من المحافظات.
وقال المصدر ليونايتد برس إن مجموعة مسلحة في محافظة درعا جنوبي البلاد اقتحمت اليوم المدرسة الإعدادية في قرية السهوة وأحرقتها.
وأضاف أن “مجموعة إرهابية” اختطفت مدير إحدى مدارس قرى اللجاة. وتابع أن “مجموعة إرهابية” أخرى في منطقة الزبداني بريف دمشق أطلقت النار باتجاه إحدى المدارس مما أدى إلى إصابة طالب أثناء خروجه من الامتحانات.
رواية رسمية
وأعلن المصدر أن مجموعة مسلحة هاجمت مدرسة ابتدائية في الهامة بريف دمشق وقامت بتكسير وتخريب محتوياتها.
وتابع المصدر أن مجموعة إرهابية مسلحة اختطفت مديرة مدرسة ضاحية الباسل للتعليم الأساسي في مدينة حماة وسط سوريا.
في السياق نقلت وكالة يونايتد برس عن مصدر محلي قوله إن 15 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب العشرات بجروح، بعدما هاجم مسلحون أمس بلدة كنسبا (45 كم شمال مدينة اللاذقية على طريق جسر الشغور) وأحرقوا مخفرا للشرطة ومقر البلدية وعددا من المنازل.
وأضاف أن 17 من عناصر المخفر لا يعلم مصيرهم وتوجهت قوات وتعزيزات عسكرية إلى البلدة ولكنها تعرضت أيضاً لكمين.
وفي محافظة حماة نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر بالمحافظة قوله إن الجهات المختصة عثرت على ثلاث جثث من عائلة واحدة من سكان حي المرابط بمدينة حماة ملقاة في سوق الطويل، لاقت حتفها بعيارات نارية في الرأس والصدر.
كما عثرت الجهات المختصة على أربع جثث ملقاة على طريق زراعي إلى الغرب من قرية شيزر التابعة لمنطقة محردة بريف حماة مقتولة من قبل “مجموعة إرهابية مسلحة” بطلقات نارية في الرأس والصدر والأطراف.
وفي حلب أقدم ثلاثة مسلحين على إطلاق النار بشكل عشوائي في حي بستان القصر مما أدى إلى مقتل طفلين وإصابة طفل ومواطن آخر بجروح خطيرة حسب وكالة سانا.
بان يحذر وأنان إلى دمشق
الوطني السوري يدعو لاجتماع أممي فوري
دعا المجلس الوطني السوري، مجلس الأمن لعقد “اجتماع فوري” بعد مقتل عشرات المدنيين في مدينة الحولة قرب حمص أمس الجمعة، فيما طالب الرئيس التركي عبد الله غل المجتمع الدولي بالإصرار على تنفيذ خطة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان بشأن سوريا.
وقال المجلس الوطني السوري في بيان خاص له “صعد النظام المجرم من عمليات القصف الوحشي والإبادة التي يقوم بها في المدن والبلدات السورية، حيث استهدف بلدة الحولة لريف حمص في قصف همجي استمر قرابة 12 ساعة، تبعته مجزرة شنيعة ارتكبتها شبيحة النظام ومرتزقته، وصلت حد قتل الأطفال الصغار بعد تقييد أيديهم”.
وأشار المجلس في بيانه إلى سقوط نحو مائة قتيل بينهم 55 طفلا في الهجوم الذي استهدف الحولة، لافتا إلى أن بعض هؤلاء القتلى قضوا بالقصف المدفعي في حين قتلت عائلات بكاملها ذبحا، وفق المجلس.
ودعا المجلس المجتمع الدولي لاتخاذ “القرارات الواجبة لحماية الشعب السوري، بما في ذلك تحت البند السابع الذي يتيح حماية المواطنين السوريين من جرائم النظام باستخدام القوة”، كما دعا جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع عاجل للمجلس الوزاري لسحب ما تبقى من اعتراف بالنظام، وقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معه، ودعوة العالم كافة لمعاملة هذا النظام بما يوازي “جرائمه الوحشية”.
ودعا البيان الشعب السوري لإعلان الحداد ثلاثة أيام واعتبارها أياما لتصعيد الثورة ضد النظام والرد على المجزرة بمزيد من التظاهرات وخاصة في دمشق وحلب، كما دعا الجيش الحر لمنع “النظام ومليشياته المسلحة من الوصول للمناطق المدنية من خلال قطع طرق الإمداد بكافة الوسائل المتاحة”.
دعوة غل
بدوره طالب الرئيس التركي عبد الله غل المجتمع الدولي “بالإصرار” على تنفيذ خطة كوفي أنان، وقال “نحن ندعم خطة أنان ذات الست نقاط، ولكن يجب أن يتم تنفيذها بشكل كامل، وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الوقت الحالي”.
وأضاف في تصريحات صحفية “هذا ما يجب أن يجتمع عليه المجتمع الدولي لأن هذه الخطة قد تم إقرارها من قبل مجلس الأمن، الذي ينبغي عليه التصرف بمسؤولية وإصرار على تنفيذ الخطة بالكامل، وإلا فسيكون كل ما استطاع القيام به هو تعزيز أركان نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد”.
وفيما يتعلق بالموقف الروسي قال “بالطبع يعد الدور الروسي هو مفتاح الحل في هذه القضية، لا تستطيع روسيا بطبيعة الحال، تحمل مسؤولية كافة انتهاكات حقوق الإنسان وقيام الدبابات والمدفعية بقصف المدن وإشعال الحرائق وقتل الكثير من الناس في سوريا، ولكن من الأهمية بمكان إشراك روسيا بصورة فعالة في هذا الشأن، وهذا هو أحد المجالات التي لم يتم القيام بما يكفي فيها”.
ومن المقرر أن يتوجه أنان الأسبوع المقبل إلى دمشق للمرة الثانية في محاولة للدفع قدما بخطة البنود الستة التي قدمها لحل الأزمة.
سيطرة للمعارضة
وفي تطور آخر، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تقريره الأخير بشأن الوضع في سوريا أن المعارضين لنظام الرئيس الأسد يسيطرون على أجزاء كبيرة من سوريا، محذرا من تنامي خطر اندلاع نزاع على مستوى كبير بالبلاد.
وحمل بان في تقريره الذي رفعه لمجلس الأمن الدولي القوات الحكومية السورية مسؤولية انتهاكات “كبيرة” لحقوق الإنسان، وقال إنها تكثف عملياتها، مشيرا في الوقت ذاته للاشتباه بتورط “مجموعات إرهابية قائمة”، بعدد من الهجمات الدامية.
و أضاف التقرير أن “الأزمة مستمرة على الأرض وتتسم بأعمال عنف متكررة وتدهور في الأوضاع الإنسانية وانتهاكات لحقوق الإنسان ومواجهة سياسية متواصلة”.
وأشار التقرير الذي من المقرر مناقشته خلال الأيام المقبلة إلى أن المراقبين الدوليين في سوريا لاحظوا “دمارا ماديا كبيرا ناجما عن النزاع في مناطق عدة، مع تسجيل أضرار كبيرة خصوصا في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة”.
ولم يعط الأمين العام تقديرات محددة بشأن مساحة الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة، إلا أنه أشار إلى جو من “التوتر وانعدام الثقة والخوف” يسود في البلاد.
وتحدث التقرير عن “تنامي الانزعاج من المراوحة والنقص في الثقة حيال إمكانية حصول عملية انتقالية حقيقية”، مضيفا أنه على الرغم من أن الكثيرين يخشون ازدياد الطابع العسكري للنزاع، فإن آخرين يبدون شكوكا حيال إمكان تحقيق تطور سلمي.
أهمية الجولان المحتل عند إسرائيل
محمد محسن وتد-الجولان المحتل
رغم الاحتياجات الأمنية والعسكرية لإسرائيل، تبقى جغرافية مرتفعات الجولان المحتل ومواردها الطبيعية والثروات ومصادر المياه فيها هي أكثر الأمور أهمية لدى حكام إسرائيل.
ولم تعد المبررات الأمنية والعسكرية التي دأبت إسرائيل على الترويج لها باعتبارها الدافع لاستمرار سيطرتها على المكان هي الدافع الوحيد الذي يحرك القيادة العسكرية.
فقد تكشف خلال مسار المفاوضات بين سوريا وإسرائيل أن الأطماع الاقتصادية والثروات الطبيعية ومصادر المياه، تتساوى في أهميتها مع الاعتبارات الأمنية والعسكرية لتل أبيب للاحتفاظ بموطئ قدم بالجولان.
الطريق إلى مرتفعات الجولان من الجهة الشرقية قرب بحيرة طبرية حيث كانت حدود الدولة السورية (الجزيرة)
اهتمام تاريخي
شكلت هضبة الجولان هدفا لأطماع قيادة الحركة الصهيونية منذ منتصف القرن التاسع عشر، وكانت المشاريع الرئيسية للاستعمار بفلسطين ووضع موطئ قدم بالجولان تتم عبر شركات بريطانية.
ورسمت الحركة الصهيونية خرائط للجولان حملت بعدا سياسيا ودينيا، حددت من خلالها مواقع لمصادر المياه ومواقع أثرية زعمت أنها تشتمل على رموز يهودية وتوراتية.
ويجمع غالبية الرأي العام الإسرائيلي على ضرورة الحفاظ على هضبة الجولان وعدم التنازل عنها، ودعم هذا الإجماع بسلسلة قوانين شرعها الكنيست أبرزها قانون ضم الجولان عام 1981.
وتم بموجب قانون ضم الجولان فرض القانون المدني بعد أن أحكمت إسرائيل قبضتها عليه بالأوامر العسكرية، وكذلك قانون الاستفتاء عام 2010 الذي يقضي بإلزام أي حكومة بطرح أي اتفاق سلام مع سورية يقضي الانسحاب من الجولان وإخلاء المستوطنات للاستفتاء العام.
وكان الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند قد أوضح في بحثه حول التداعيات العسكرية والدبلوماسية للانسحاب الإسرائيلي من الجولان، والذي أعده لمركز “أورشليم” للشؤون العامة، أنه ورغم التأكيد من قبل العديد من الخبراء العسكريين بأن الأهمية الإستراتيجية والعسكرية والأمنية لهضبة الجولان قد انتهت إثر التطور التكنولوجي وحرب الصواريخ، إلا أن تل أبيب تبتدع التبريرات للمناورة والالتفاف على مسار المفاوضات للبقاء في الجولان.
تعقيدات ومتغيرات
ويرى الباحث في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت أن التساؤلات الإستراتيجية والسياسية التي ركزت عليها تل أبيب مع انطلاق المفاوضات بين إسرائيل وسوريا عقب مؤتمر مدريد عام 1991 وفق مبدأ “الأرض مقابل السلام”، لم تعد بذات الأهمية.
وقال إنه وفي ظل المتغيرات والتطورات الإقليمية فإن هذه التساؤلات والفرضيات التي وضعتها إسرائيل ما عادت سارية المفعول.
وأوضح أن المتغيرات فرضت تعقيدات على أمن إسرائيل إثر تعزيز التحالف بين سوريا وإيران وحزب الله، وإحداث متغيرات في مفهوم الخطر الأمني الذي تشكله سوريا بالقدرات الكامنة لديها بضرب العمق الإسرائيلي بالصواريخ، بعد أن اقتصر هذا الخطر في السابق على إمكانية قيام الجيش السوري بعمليات حربية برية لاستعادة الجولان.
ويؤكد شلحت أن قضية إخراج سوريا من محور المواجهة مع إسرائيل باتت هامشية، قياسا على انعكاس اتفاق السلام على مستقبل “محور الشر”، وبالتالي لا تزال إسرائيل تتساءل هل بالإمكان إخراج سوريا كليا من هذا التحالف؟ وفي حال تحقق ذلك، هل سيمنع إسرائيل من مواجهة هذا المحور -بالإشارة إلى إيران وحزب الله- في المستقبل؟
علما بأن مساحة مرتفعات الجولان تبلغ 1200 كيلومتر مربع بطول 62 كيلومترا، بينما يتراوح عرضها ما بين 12 كيلومترا و26 كيلومترا.
ملامح الثورة السورية والتعايش في يبرود
لعل أول ما يلفت النظر في يبرود تلك اللافتات التي يتجاور فيها الهلال والصليب وتحتهما شعار “لا للطائفية”، والتي يصر الشباب على رفعها في مظاهرات تلك المدينة السورية الصغيرة الواقعة على سفح جبال القلمون (80 كلم شمال شرق دمشق).
وقد تلفت الأنظار أيضا المغارات التي كانت مسكونة في العصر الجليدي، وعلى صخورها ثمة عبارات تنادي برحيل نظام بشار الأسد، كتبها أبناء يبرود العارفين بكيفية تجاوز وعورة جبالهم التي لم يستطع الجيش بلوغها فعمد إلى قصفها من بعيد.
التعايش
تحوي كنيسة يبرود ثاني أكبر أيقونة سورية قام برسمها فنان يبرودي مسلم، ووفقا لما تستدعيه طقوس رسم الأيقونات من صلاة وصيام، فقد كان ذلك الفنان يؤدي صلاته كمسلم طوال سنتين ونصف استغرقها إنجاز الأيقونة.
أحد السكان قال للجزيرة نت “عشنا كل حياتنا معا في يبرود مسيحيين ومسلمين ولم نعرف يوما الطائفية، لقد أصبحنا الآن نسمع بهذا المصطلح عندما بدأ النظام بالتحدث عنه، لكن شيئا لم يتغير هنا، فما زلنا نعيش مع بعضنا كأهل”.
ويتابع حديثه مشيرا إلى بيت جيرانه “هذا البيت الملاصق لبيتي يعود لجيراني المسيحيين الذين أجاورهم منذ طفولتي، وقد رفض صاحبه مغادرة الحي والانتقال إلى بيت جديد إلى أن مات فيه وأوصى أولاده بالبقاء”.
ويعود بالذاكرة إلى الوراء حيث كان الناس يتركون أبوابهم مشرعة، ولم يكن لها مفاتيح وأقفال وإنما مزاليج بسيطة، ويقول “عندما كنا نشم رائحة الخبز تفوح من بيت جارتنا أم جورج كنا نناديها فتعطينا من خبزها الساخن”.
ملامح الثورة
قبيل صلاة الجمعة، يبدأ أحد الناشطين ويدعى “بخاخ يبرو” بكتابة شعارات الثوار على الجدران وإسفلت الشوارع، وسرعان ما يشارك في التظاهر أهالي المدينة من كافة الأعمار رجالا ونساء، وعلى مقربة منها يلاحظ وجود عناصر من الجيش السوري الحر في سياراتهم، كما يوزع شباب التنسيقية منشورات ثورية على المتظاهرين تتناول واقع الثورة وتنتقد بعض أخطائها.
أحد رجال المدينة يتناول مكبر الصوت ويلقي كلمة على الملأ يتحدث فيها عن أخلاق الثورة وينفي شائعة سرت بمنع تقدم طلاب المدارس للامتحانات، ويشدد على عدم حمل السلاح في طرقات المدينة.
وفي الجوار، يحمل الأطفال أعلام الاستقلال وهم يرتدون قبعات وأساور بألوانه، وتتابع المدينة يوم عطلتها بحركة سير اعتيادية.
ويقول الناشطون إن الجيش الحر يسيطر تماما على المدينة ليلا ويقيم الحواجز ويمنع دخول الغرباء إليها، وهو مكون من جنود منشقين لجؤوا إليها من محافظات عديدة، وكان الجيش قد اقتحم المدينة -التي استشهد ستة من أبنائها- وحاصرها لأسبوع، ويلمح البعض إلى أن مبالغ طائلة دفعها أثرياء المدينة لعناصر الأمن كي لا يتعرضوا للسكان بأذى.
ومن جانب آخر، اعتاد أهالي يبرود على الاستيقاظ صباحا ليكتشفوا جدارية ثورية تمتد لأكثر من عشرة أمتار على أحد جدران المدينة، وكانت إحدى تلك الجداريات قد استفزت الجيش عندما اقتحم المدينة فحاول هدم الحائط بالدبابة، ولم ينتبه قائدها إلى أن الجدار يسيج منحدرا قاسيا حتى الدبابة تهوي فيه.
ويقول الأهالي إن القصف طال ما يسمونه “غرفة الإذاعة” المبنية على رأس الجبل لأغراض البث، وكان الثوار قد غطوها بعلم الاستقلال، ومع أن الجيش هدم جدرانها لكن العلم ما يزال مستقرا على سقفها القرميدي.
نجاد يدعو الأسد لزيارة إيران رغم حظر السفر
الأمم المتحدة فرضت على الرئيس السوري وعدد من كبار قادته عقوبات دولية
العربية.نت
دعا الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد نظيره السوري بشار الأسد إلى زيارة إيران، للمشاركة في قمة مجموعة عدم الانحياز المقرر عقدها في طهران، في وقت تشهد الأراضي السورية ثورة شعبية راح ضحيتها الآلاف من المواطنين.
ومن المقرر أن يجري اجتماع المجموعة التي تضم 118 عضواً أصلياً و20 مراقباً بعد حوالي أربعة أشهر في العاصمة الإيرانية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا” أن دعوة أحمدي نجاد حملها إلى الأسد وزير الاتصالات رضا تقي بور.
ووصف الوزير الإيراني ما يجري في سوريا بـ”المؤامراة”، التي تستهدف المنطقة برمتها، مجدداً تأكيد بلاده على دعم النظام السوري في “الظرف الاستثنائي” الراهن.
واعتبر رضا أن سوريا التي اجتازت أزمات مختلفة خلال السنوات الماضية ستنهي الأزمة الحالية أيضا.
وتأتي دعوة أحمدي نجاد إلى الرئيس السوري في وقت فرضت فيه الأمم المتحدة عليه وعدد من كبار قادة نظامه عقوبات، منها المنع من السفر بسبب عمليات القمع القائمة في سوريا منذ 14 شهراً.
وتدعم السلطات الإيرانية حكم الرئيس السوري، وتبنت مواقف مناهضة للثوار في هذا البلد، لكن المعارضة عبرت كثيراً عن تضامنها مع الشعب السوري وانتقدت الحكومة لدعمها نظام بشار الأسد.
القلاب: العالم الدولي والعربي شركاء في مذابح سوريا
غليون قدم شكوى لمجلس الأمن الدولي لبحث خطوات رادعة ضد مذبحة حولة
العربية.نت
قال وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب تعليقا على المذبحة التي ارتكبت في منطقة حولة بمحافظة حمص وراح ضحيتها 50 شخصا من بينهم 20 طفلا، إن عدد المراقبين الدوليين لو تعدى العشرين ألف في سوريا، لن يجدي ذلك نفعا في حمل قوات الأسد عن ارتكاب الجرائم، مؤكدا أن حكومة الأسد تضرب بالقرارات الدولية والعربية عرض الحائط، ولا تنفذ أيا من بنودها، ويجب اتخاذ إجراءات رادعة من قبل المجتمع الدولي حتى لا تتفاقم جرائم القتل.
صالح القلاب وزير الاعلام الاردني الاسبق
صالح القلاب وزير الاعلام الاردني الاسبق
وألقى القلاب باللائمة خلال حديثه لنشرة الرابعة على”العربية” على مجلس الامن والامم المتحدة والجامعة العربية بخصوص تقاعسهما عن وقف المجازر، مستكرا في الوقت ذاته عدم سحب الجيش آلياته العسكرية وجنوده من الشوارع، بالإضافة الى عدم الإفراج عن السجناء القابعين في المعتقلات وهذا ما ينص عليه البند الأول من خطة عنان.
وأشار الى أن التظاهرات أمام السفارات السورية في الخارج عديمة الجدوى، وأوضح أن القوة العسكرية هتي التي تكبح جماح النظام.
وشن القلاب هجوما لاذعا على تصريح المبعوث الأممي والعربي كوفي عنان، والذي أكد في هذا التصريح أن خطته ليس هناك بديل لها، حيث شدد على أن هذه المقولة أعطت الضوء الأخضر للنظام لارتكاب العديد من المجازر وصناعة أنهار من الدم.
وأنهى القلاب حديثه، بأن الوضع القائم الآن في سوريا يدفع البلاد الى شفير الحرب الأهلية بتواطؤ من المجتمع الدولي والعربي.
غليون: نريد أفعالاً وليس أقوالاً
ومن جانبه قال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المستقيل من اسطنبول لنشرة الرابعة على “العربية”، إن جريمة حولة، يندى لها الجبين، وعلى العالم أن يرد بأفعال وليس استنكارا، وناشد دول أصدقاء سوريا للاجتماع لاتخاذ موقف حيال هذا المجازر.
وتابع غليون: قدمت شكوى أمس الى مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة لمناقشة المذابح التي ارتكبت بحق المتظاهرين العزل من السلاح
وحول دور المراقبين ومدى فاعليتهم، أشار إلى أن دورهم يكون مفيدا عندما يكونون شهود عيان على المذابح، ويجب أن تكون لديهم القدرة على وقف المذابح في إطار خطة استراتيجية للتعامل مع العنف.
عام على مقتل حمزة الخطيب.. والقتل مستمر في سوريا
14 شهرا على اندلاع الثورة السورية وقتل الأطفال أشعل الغضب
العربية
14 شهرا على اندلاع الثورة السورية لكن شرارتها الاولى التي اشعلت أتون غضب السوريين جاءت بعد ان قتلت قوات الامن السوري الطفل حمزة الخطيب، الذي خرج من بلدته في درعا ليجلب القليل من الماء والزاد لأهالي مدينته المحاصرين فعاد جثة ممزقة.
عام على رحيل رمز الثورة
حمزة طفل من مدينة درعا السورية، لم تمهله قوات الامن لان يستنشق هواء الحرية، ولم ينتظره الموت لكي يعيش ربيع بلاده الذي لم يحل بعد.
في مثل هذا اليوم من العام المنصرم، تسلمت أسرة حمزة جثته ممزقة وقد ظهرت عليها علامات التعذيب والتمثيل، وثلاث رصاصات اخترقت جسده الغض، كان في الثالثة عشر من عمره، يحدوه الأمل بأن يكون يوما شرطيا يتباهى ببدلته العسكرية، لكنه أدرك مبكرا أن الحلم كان ورديا، فيما كانت الحقيقة ملطخة بدماء الآلاف ممن نادوا بالحرية.
كما هو البوعزيزي في تونس، وخالد سعيد في مصر، تحولت ذكرى حمزة الخطيب إلى رمز انتفضت من أجله درعا وباقي المدن السورية، واهتز العالم للطريقة التي قتل فيها ومثل بجثته، كما تأثرت شوارع وحارات سوريا.
كسرة خبز وما تيسر من الزاد حملها حمزة من بلدته الجيزة في محافظة درعا مع اخرين في التاسع والعشرين من أبريل العام الماضي، لسد جوع أهالي مدينته التي أنهكها الحصار من جيش النظام وقواته، فخرج ولم يعد سوى جثة بتوقيع من أيدي النظام.
رقد حمزة تحت التراب واستمرت دماء القتلى تسيل فوقه، فحمزة لم يكن أول الأطفال ولا آخرهم ممن يدفع فاتورة الحرية، فاتورة لم تدرس في مقاعد الدراسة، لكنها باتت ضمن منهج الموت الذي تعتمده قوات النظام.
سوريا مقبلة على أزمة خبز بسبب تعثر واردات الحبوب
البنوك الأجنبية ومالكو السفن والتجار يحجمون عن البيع إلى دمشق
العربية.نت
تواجه سوريا صعوبات في تلبية احتياجاتها من واردات الحبوب بسبب العقوبات المفروضة عليها، وهو ما قد يسبب أزمات في الخبز تقوض الدعم الشعبي للرئيس بشار الأسد في الوقت الذي يحاول فيه إخماد انتفاضة مستمرة منذ 15 شهرا.
وقالت مصادر تجارية لـ “رويترز” إن إحجام البنوك الأجنبية ومالكي السفن وتجار الحبوب عن البيع إلى سوريا التي تعتمد على الواردات جعل دمشق تلجأ إلى مجموعة من الصفقات الصغيرة التي يرتب العديد منها وسطاء غامضون في أنحاء الشرق الأوسط وآسيا. والمواد الغذائية في حد ذاتها ليست مستهدفة بالعقوبات.
وأظهرت بيانات حكومية أن محصول الحبوب المحلي سيكون أقل من المستوى المستهدف كثيرا وأن هيئة الحبوب الحكومية لم تتلق أي عروض يمكن قبولها في مناقصة كبيرة أعلنت عنها الشهر الماضي لشراء العلف لمربي الماشية.
وقال مصدر تجاري مطلع على صادرات القمح وغيره من الحبوب إلى سوريا “تراجع الاهتمام السوري بالشراء في الأيام العشرة الماضية أو نحو ذلك… أصبحت البنوك أكثر تشددا في التحقق من الامتثال للعقوبات. أصبح من الصعب الحصول على تمويل من أي بنك.”
واستنزفت الاحتياطيات السورية من النقد الأجنبي وفقدت الليرة السورية نحو نصف قيمتها مما يؤجج مشكلات الاستيراد.
وتحاط بيانات مخزونات الحبوب في سوريا بالسرية لكن حتى الآن لم تظهر أدلة تذكر على أنه يوجد نقص في الخبز المدعم وهو غذاء أساسي للسوريين إذ يستهلك كل سوري في المتوسط نصف كيلوجرام من القمح يوميا.
لكن منظمات الإغاثة الدولية التي توفر الغذاء حاليا لما يصل إلى مليون سوري تتحدث عن أزمات متفرقة في الغذاء وعن ارتفاع الأسعار بشدة.
ويقول تجار الحبوب إنه توجد أدلة على أن المخزونات التي تتركز في المناطق الريفية المضطربة تتناقص أو تتعرض للنهب. وهذا قد يعني أن الحكومة تحتاج لاستيراد المزيد من أجل المدن الكبيرة التي تسيطر عليها.
ويؤكد تجار دوليون أن العقوبات المالية أثرت بشدة على المشتريات في الوقت الذي تعوق فيه أعمال العنف الواردات من لبنان المجاورة ويعوق فيه الصراع حصاد المحصول المحلي في الأشهر المقبلة. ويرى المحللون في ذلك أخطارا متعاظمة على الأسد.
وقال بيتر فام المدير في اتلانتك كاونسل للأبحاث في واشنطن “بالرغم من جهود النظام لإخفاء الأبعاد الكاملة للتدهور عن المواطنين وعن العالم الخارجي ليس هناك شك في أن الاقتصاد السوري في حالة انهيار كامل بسبب التأثير التراكمي للعقوبات العديدة الثنائية والمتعددة الأطراف”.
وتظهر بيانات الأمم المتحدة أن سوريا تعتمد على الواردات لتوفير نحو نصف احتياجاتها السنوية من الحبوب التي تتراوح بين سبعة ملايين طن وثمانية ملايين.
وبسبب السرية والعنف الذي أصاب المناطق الزراعية التي ضربها الجفاف والتي كانت مهد الانتفاضة يصعب حساب المدة التي قد تتناقص فيها الإمدادات. وليست المخابز وحدها هي التي تعتمد على الحبوب بل والمزارعون الذي يربون الدواجن والأغنام والماشية.
وقال أنتوني سكينر محلل المخاطر لدى ميبلكروفت في لندن “حدوث كارثة إنسانية سيقوض من زعم الأسد بأن النظام الحالي له شرعية.”
وأضاف “ارتفاع التضخم ونقص المواد الغذائية قد يضع عائلات الجنود أصحاب الرواتب المتدنية تحت ضغط متزايد وقد يدفعهم للقفز من السفينة.”
وقال تجار في هامبورج ولندن وهما مركزان لتجارة الحبوب إن صعوبة الحصول على تمويل وتأمين للشحنات المتجهة إلى سوريا تجعل كبار المصدرين يحجمون عن تقديم عروض.
وأشار تاجر إلى مناقصة لشراء 150 ألف طن من العلف طرحت الشهر الماضي قائلا “يبدو أنه كان من الصعب للغاية إجراء مناقصة رسمية في ظل العقوبات الحالية.”
وقاد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والجامعة العربية الحملة التي تحظر التعاملات المالية مع سوريا. وواردات المواد الغذائية ليست مستهدفة بالعقوبات لكن مئات آلاف الأطنان من الحبوب وصلت إلى موانئ في لبنان وتركيا هذا العام لنقلها في شاحنات إلى سوريا في محاولة لتفادي العقوبات.
ويشكو مورد حبوب كبير في الشرق الأوسط من أن بعض المصرفيين يبالغون في رد فعلهم. وقال “ترى بعض البنوك تبالغ في ردود أفعالها… حين يسمعون اسم سوريا يفقدون الرغبة في إبرام الصفقة. هناك بنوك أخرى أكثر مرونة.”
ويشتري رجال أعمال لم يكن كثير منهم معروفا لكبار التجار من قبل ويقيمون في لبنان وتركيا والهند وأماكن أخرى مشتريات من السوق الدولية فيما يبدو.
وقال تاجر حبوب من الشرق الأوسط إن السفن الصغيرة على غير المعتاد التي تصل إلى الموانئ السورية محملة بشحنات من الحبوب “تمثل جزءا صغيرا من الشحنات التجارية المعتادة تشير إلى أن سوريا تفقد ثقة مالكي السفن الكبار.”
وأضاف التاجر “سوريا في مشكلة كبيرة ولم يعد لها اختيار في الشروط والبنود… لذلك سيحاولون أخذ ما يستطيعون أخذه ولو في سفن صغيرة.”
وأظهرت بيانات موانئ وبيانات تتبع السفن أن ثلاث سفن رست هذا الأسبوع في طرطوس محملة بنحو 27 ألف طن من القمح من تركيا وثمانية آلاف طن من فول الصويا من أوكرانيا وألفي طن من العلف من مصر. وتبلغ شحنة الحبوب التجارية عادة نحو 60 ألف طن.
وقال مسؤول في وزارة الزراعة السورية يوم الجمعة إن أرقام المحصول المتوقعة لهذا العام أقل بمقدار الربع عن الأرقام التي ذكرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وتوقع المسؤول أن يبلغ محصول القمح 3.7 مليون طن والشعير 843 ألف طن مقارنة مع 4.6 مليون و1.6 مليون.
ويقول محللون مستقلون إن الأرقام الحكومية قد تكون متفائلة. وقالت شركة استراتيجي جرينز الفرنسية إنها خفضت توقعها لمحصول القمح السوري اللين والصلد في عام 2012 بمقدار 900 ألف طن إلى 2.5 مليون طن. وهذا يقارن بنحو 3.3 مليون طن في عام 2011.
مجزرة جديدة في الحولة بسوريا تحصد 106 قتلى
“مجموعة من شبيحة الأسد من القرى الموالية لنظامه قاموا بذبح الأطفال والنساء”
العربية.نت
ارتكب النظام السوري مجزرة جديدة في الحولة في ريف حمص، انضمت إلى سلسلة المجازر السابقة، لكن المفارقة هذه المرة أنها وقعت تحت أعين المراقبين المنتشرين في البلاد. ووصل عدد الضحايا حتى الساعة إلى 106 قتيلاً و50 طفلاً.
وأظهرت الصور فظاعة المشهد، لا سيما وأن معظم الضحايا من الأطفال والنساء، كما قضى بعض الضحايا شنقاً، والبعض الآخر جراء القصف المدفعي العنيف.
وتعليقاً على هذه المجزرة، أكد برهان غليون المستقيل من رئاسة المجلس الوطني السوري، للـ”العربية”، أنه “أمام الهزائم المتكررة التي يعيشها النظام مقابل الجيش الحر البطل، تقوم شبيحة النظام بعمليات انتقامية كان آخرها هذه المذبحة. وناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة تنظيم حملة دولية كبرى لوقف هذه المجازر ووضع حد لجرائم النظام وعقد جلسة لمجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات اللازمة والفورية و”استخدام القوة الرادعة لأن هذا النظام لا يفهم سوى لهجة العنف والقوة”. كما أشار إلى أنه لا يمكن لعنان زيارة دمشق غداً وكأن شيئاً لم يكن ودون أن يرف له جفن.
من جهته، قال هادي العبدالله الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية، في اتصال مع “العربية”، إن ما يحصل ليس مجزرة واحدة، بل سلسلة مجازر مستمرة، إذ في كل حين تكتشف عائلة جديدة تم ذبحها بالسكاكين، وأكد أن القصف المدفعي العنيف مستمر منذ الساعة الواحدة ظهراً وحتى الساعة، دون أن يهدأ. ولفت إلى أن القذائف المدفعية تتساقط على المنطقة كالمطر، مؤكداً أن عدد الضحايا مرشح إلى الارتفاع.
وروى في التفاصيل أن مجموعة من شبيحة الأسد، معظمهم من القرى الموالية لنظامه، قاموا بذبح الأطفال والنساء، إلا أن الناشطين استطاعوا إنقاذ وتهريب بعض العائلات، فيما البعض الآخر لايزال مصيره مجهولاً.
نساء من الحولة: هكذا ذبح أطفالنا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تناقلت مواقع المعارضة السورية فيديوهات مصورة تحمل شهادات لنساء من منطقة الحولة يتحدثن فيها عن “المجزرة” التي أودت بحياة أكثر من 100 في المنطقة التابعة لمحافظة حمص، وكان معظم ضحاياها من الأطفال والنساء حسبما ذكرت مصادر للمعارضة.
وفي إحدى الفيديوهات تظهر امرأة ملثمة تقول إن رجالا مسلحين دخلوا إلى منزلها رغم إخبارها إياهم بعدم وجود رجال في المنزل، وأنها تعيش مع ابنتها وزوجة ابنها مع أطفالهما، ليسارع المسلحون إلى قتل 7 من أحفادها.
وتابعت النساء الموجودات العد، وذكرت إحداهن أن أحد السكان ويدعى أبو شعلان قتل مع زوجته وجميع أولاده، وقالت إحداهن أن عدد من ماتوا تجاوز المائة.
وأضافت أخرى أن العائلات لم تجد أكفانا للضحايا، فاكتفى الأهالي بلفهم بالشراشف.
وأضافت إحدى السيدات بعد ذلك، أن الشبيحة لا يكتفون بقتل البشر، بل أقدموا على حرق أبقار في القرية، ومحاصيل زراعية وبيوتا أيضا.
وأوضحت أخرى أن من اقتحموا القرية زاد عددهم على المائة، وكانوا يرتدون ثيابا سوداء وأحذية رياضية، وقالت أخرى إنهم من قرية “القبو” المجاورة للحولة.
وختمت إحداهن أن وجود المراقبين لا طائل منه، فالقوات السورية تنتظر مغادرة المراقبين حتى تبدأ القصف.
وكانت لقطات مصورة وضعت على مواقع الإنترنت أظهرت أشلاء بشرية تغطيها الدماء وصفت بأنها لضحايا “مجزرة الحولة”.
بالمقابل، بث التلفزيون السوري نفس اللقطات واصفا الجثث بضحايا مذبحة ارتكبتها عصابات “إرهابية” دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وكان ناشطون معارضون ذكروا الجمعة أن القوات السورية فتحت نيران المدفعية بعد مناوشات مع مسلحين في الحولة التي تتكون من مجموعة قرى تقع شمالي مدينة حمص.
وفشل وقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ قبل ستة أسابيع في الحد من العنف في سوريا، على الرغم من اقتراب الأمم المتحدة من تنفيذ النشر الكامل لقوة من 300 مراقب أعزل بهدف مراقبة الهدنة.