أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 30 ايار 2015

طريق اللاذقية – حلب في يد المعارضة

لندن، بيروت، بروكسيل- «الحياة»، رويترز، أ ف ب

عزز مقاتلو المعارضة السورية وجودهم العسكري قرب ريف اللاذقية معقل النظام بعد سيطرتهم على مدينة أريحا وعدد من القرى والمواقع العسكرية في ريفها، إضافة إلى أنهم أحكموا قطع الطريق الواصل بين اللاذقية وأحياء النظام في حلب، في وقت أقدم مقاتل سرياني على ذبح عنصر من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شمال شرق البلاد. وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على اللواء محمد محلا الرئيس الجديد لشعبة الاستخبارات العسكرية.

وكان «جيش الفتح» الذي يضم سبعة فصائل معارضة بينها «أحرار الشام» و «جبهة النصرة»، سيطر خلال معركة لم تتجاوز مدتها أربع ساعات على مدينة أريحا آخر المدن التي كانت خاضعة لسيطرة النظام في محافظة إدلب، بعد سيطرته على مدينتي إدلب وجسر الشغور قبل أسابيع، وأكمل مقاتلو «جيش الفتح» طريقهم الى قرى معترم وأورم الجوز وكفرشلايا لاستكمال السيطرة على قرية محمبل ونقاط عسكرية في القيسات وبسنقول وفريكا لربط مناطق المعارضة في أريحا وجسر الشغور. وقال «المرصد» إن مقاتلي المعارضة قتلوا 18 من القوات الحكومة والميلشيا الموالية لها في أريحا وقتلوا 13 آخرين بعيداً من مناطق القتال، كما بث نشطاء معارضون صوراً لجثث قتلى النظام في أريحا وقرب أورم الجوز، وشنت مقاتلاته ومروحياته غارات مكثفة على القرى التي سيطر عليها «جيش الفتح» في ريف إدلب.

ولم يبق للنظام في محافظة إدلب، سوى مطار أبو ضهور العسكري وقريتي الفوعة والفريكة اللتين تضمان شيعة موالين قرب بلدة بنش. وبذلك يعزز مقاتلو المعارضة وجودهم أكثر قرب ريف اللاذقية والقرداحة مسقط رأس أسرة الرئيس بشار الأسد.

وأوضح مصدر أمني سوري لوكالة «فرانس برس»، أن انسحاب الجيش من أريحا مرتبط بـ «تقلص هامش المناورة» المتاح أمام وحداته، قائلاً: «نتيجة لتقديرات عسكرية اتخذت قواتنا القرار بالانتقال إلى مواقع جديدة في محيط المدينة والتحضير للمرحلة المقبلة». وتحدث المصدر عن «اعتبارات» عدة أملت اتخاذ قرار الانسحاب، أبرزها «تجنيب المدنيين المعركة أو تعريض المدينة للدمار، ونقل القوات إلى وضعية تكون فيها قادرة بشكل أكبر على إتمام عملها».

في شمال شرقي البلاد، قال «المرصد» إن عنصراً من «المجلس العسكري السرياني» أسر عنصراً من تنظيم «الدولة الإسلامية» من جنسية غير سورية، في إحدى القرى الآشورية في محيط بلدة تل تمر في محافظة الحسكة، ثم أعدمه بفصل رأسه عن جسده بواسطة آلة حادة، ذلك في تكرار لأسلوب «داعش» في ذبح معارضيه.

وأعلنت «جبهة النصرة» استعدادها لمشاركة الفصائل العسكرية في حلب في الوقوف ضد ممارسات الميليشيا الكردية بحق المدنيين في حي الشيخ مقصود في حلب، وذلك بعدما أشارت إلى أن «وحدات حماية الشعب» الكردية «تقف إلى جانب النظام في التضييق على المدنيين».

في بروكسيل، أفادت الجريدة الرسمية الأوروبية بأن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على اللواء محمد محلا الذي عينه الأسد رئيساً لشعبة الاستخبارات العسكرية خلفاً للواء رفيق شحادة الذي أقيل بعد مشاجرة مع رئيس جهاز الأمن السياسي اللواء رستم غزالي في آذار (مارس) الماضي. وأضافت أن محلا «مسؤول عن القمع والعنف ضد المدنيين» في سورية.

 

«مقاتل سرياني» يقطع رأس عنصر من «داعش» في سورية.. انتقاماً من التنظيم

بيروت – أ ف ب

أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” اليوم (الجمعة) أن أحد مقاتلي المجلس السرياني الذي يقاتل إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرقي سورية أقدم على قطع رأس أحد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، بعد أسره في محيط بلدة اشورية.

وقال المرصد ان “المجلس العسكري السرياني أسر عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية من جنسية غير سورية الخميس، في إحدى القرى الآشورية في محيط بلدة تل تمر” في محافظة الحسكة، ثم “أعدمه بفصل رأسه عن جسده بواسطة آلة حادة”.

وغالباً ما يتبع تنظيم “داعش” أسلوب القتل هذا في حق كل من يعتبره عدواً له من مدنيين وعسكريين وحتى صحافيين.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “المقاتل السرياني عثر على عنصر التنظيم وهو ضائع في بلدة تل شاميرام الاشورية”، وذلك بعد أيام من استعادة مقاتلين أكراد وسريان واشوريين السيطرة على عشرات البلدات والقرى في المنطقة إثر اشتباكات عنيفة ضد التنظيم، وبمؤازرة غارات جوية من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

وقال انه “بعد تعريف المقاتل عن نفسه بأنه يدعى باسل ويحارب في صفوف داعش، أقدم العنصر السرياني على ذبحه انتقاماً لممارسات التنظيم في قرى المنطقة”.

وشن التنظيم الإرهابي في 23 شباط (فبراير) هجوماً عنيفاً على 35 بلدة وقرية اشورية في منطقة خابور في ريف الحسكة. وتمكن من السيطرة على 14 بلدة منها حتى الأسبوع الماضي، وأسر 220 شخصاً من سكانها، لا يزال 210 منهم لدى التنظيم.

 

حوار أميركي – روسي جدّي يتقاطع مع مهمة دو ميستورا

جنيف – موسى عاصي

حوار روسي – أميركي جدي هذه المرة في شأن الملف السوري، الى ما اعلنه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن احراز بعض التقدم مع واشنطن في هذا الملف، يعكس واقعاً فعلياً وجديداً في علاقات ما بعد أزمة اوكرانيا، رسم معالمه وزيرا خارجية البلدين خلال لقائهما في سوتشي في 12 ايار الجاري، ويتابعه مباشرة مذذاك المسؤول عن الملف السوري في وزارة الخارجية الاميركية دانيال روبنستاين مع المسؤولين الروس الذين يلتقيهم في موسكو أو في جنيف.

 

وأفادت أوساط ديبلوماسية في جنيف، أن الطرفين يبحثان عن تسوية تأخذ في الاعتبار مصالح الاطراف الاقليميين والدوليين، وخصوصاً القوتين الأكثر تدخلاً في الميدان السوري، تركيا وايران، وفي الدرجة الثانية بعض دول الخليج، من غير ان يعني ذلك “الاستكانة فقط الى هذا المسار وانتظار نتائجه أو على الأقل وضع الأزمة السورية على مسار الحل السياسي”. فبالتزامن مع هذا الحوار، أو ربما لتحسين الوضع التفاوضي لكل طرف، يحاول كل منهما وضع ما أمكن من أوراق الميدان الرابحة في جيبه. وفي مقابل الاعلانات المتكررة للولايات المتحدة عن نيتها تدريب مقاتلين من “المعارضة المعتدلة” وتوسيع نطاق هذا التدريب ليشمل نقطتي الانطلاق نحو الداخل السوري الحدود التركية – السورية والحدود الاردنية – السورية، يسرب الروس منذ أيام أنهم، بالتحالف مع ايران واستطراداً “حزب الله” اللبناني والنظام السوري، في مرحلة وضع استراتيجية عسكرية جديدة لمواجهة تطورات الميدان الأخيرة، وأن موسكو ستضاعف انخراطها العسكري وبقوة “بعد سقوط خطوط كانت تعتبرها موسكو حتى الامس القريب حمراء وضعتها تفاهمات دولية سابقة”.

وترى موسكو، استناداً الى مصادر ديبلوماسية، أن التفاهمات الدولية السابقة قد تم تجاوزها اعتباراً من معركة ادلب مطلع نيسان الماضي، عندما سقطت المدينة في يد “جيش الفتح” وقوته الاساسية “جبهة النصرة” بفعل “الاندفاع الضخم للمسلحين ودخول العتاد المتطور ولا سيما منه الصواريخ المضادة للدروع من نوع “تاو” عبر الحدود التركية”، وما تبع ذلك من هزائم متتالية للقوات النظامية في محافظة ادلب مع سقوط مدينتي جسر الشغور وأريحا ومعظم انحاء المحافظة.

ويبدو أن الخطر الارهابي ليس الوحيد الذي دفع كلاً من موسكو وواشنطن للجلوس الى طاولة الحوار. فثمة شعور لدى الطرفين بأن القوى الاقليمية باتت تتصرف في الملف السوري بمنأى عن رغبات القوى الكبرى ومصالحها. ويظهر الخلاف في وجهات النظر بين واشنطن وأنقرة على المنطقة العازلة في الشمال السوري الذي تصر عليه تركيا على رغم رفض واشنطن. وتحاول أنقرة اليوم فرضه بقوة الميدان بعد فشلها في تحقيقه بالوسائل الأخرى.

وتقول الاوساط الديبلوماسية المتابعة للملف السوري في جنيف، إن المعارك الأخيرة في ادلب ودفع الآلاف من المسلحين والعتاد المتطور الى هذه المحافظة المحاذية للساحل السوري، الذي يعتبر منطقة نفوذ الرئيس بشار الأسد، كانت في صلب المسعى التركي لتحويل أجزاء من الشمال منطقة عازلة، وأن هدف الاندفاع نحو ادلب هو دفع النظام السوري الى سحب قسم من قواته الموجودة في حلب للدفاع عن ادلب. لكن القوات النظامية السورية “وبنصائح خارجية” فضلت الخسارة في ادلب على خسارة حلب. وتوقعت هذه الاوساط تصاعد الضغط العسكري على النظام وخصوصا في الشمال خلال الاسابيع المقبلة.

 

دو ميستورا

ويراهن المبعوث الدولي لحل الازمة السورية ستيفان دو ميستورا على نتائج الحوار الروسي – الاميركي من أجل وضع نتائج مشاوراته في سياقها الصحيح أي اطلاق الدعوة الى جنيف 3. وفي معلومات استقتها “النهار” من بعض من التقاهم دو ميستورا كان حوار موسكو – واشنطن هو اساس خطة المبعوث الدولي التي تقوم بداية على جمع آراء الاطراف السوريين ورؤيتهم للحل، ومن ثم جمع استنتاجاته في ورقة نقاش اساسها وثيقة جنيف 1، تتحول لاحقاً مادة نقاش فعلي في مفاوضات جنيف 3، ويعتبر المبعوث الدولي أن شرط الاعلان عن انطلاق جنيف 3 ونجاحه هو الاتفاق المسبق بين موسكو وواشنطن، وأنه لا يقف كثيرا عند التغييرات الميدانية على اساس أن الحرب في سوريا هي “كر وفر” وأن لا حل ينهي الأزمة سوى الحوار السياسي.

ويواصل دو ميستورا لقاءاته في جنيف، وأوضحت المتحدثة باسمه جيسي شاهين لـ”النهار” أن المبعوث الدولي سيزور اسطنبول الاسبوع المقبل تلبية لدعوة من الائتلاف السوري المعارض حيث سيجري حواراً مع عدد من أعضائه هناك. وأشارت الى أن هذا اللقاء يندرج في اطار الحوار الذي بدأه دو ميستورا في 5 ايار الجاري، ويذكر أن الائتلاف السوري رفض لقاء دو ميستورا في جنيف وأوفد عضو الهيئة السياسية هيثم المالح لتسليمه رسالة تشرح أسباب مقاطعته الحوار.

 

النظام يوشك أن يخسر كل إدلب بعد سقوط أريحا آموس ترسم صورة مروّعة لوحشيّة الحرب السورية

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)

يوشك النظام السوري ان يفقد سيطرته على محافظة ادلب كاملها في شمال غرب البلاد، بعد سيطرة مقاتلي “جبهة النصرة” والفصائل الاسلامية على اريحا، آخر المدن الكبرى في هذه المنطقة الحدودية مع تركيا.

 

اذا استكمل النظام انسحابه من اخر المواقع المتبقية له للتركيز على حماية مناطقه الاكثر استراتيجية، تصير ادلب المحافظة الثانية تخرج عن سيطرته بعد الرقة، معقل تنظيم “الدولة الاسلامية” في شمال سوريا.

وتمكن مقاتلو “جبهة النصرة” والفصائل الاسلامية المنضوية في اطار “جيش الفتح” من السيطرة الخميس على مدينة اريحا، آخر معاقل النظام في محافظة ادلب، وذلك بعد هجوم خاطف انتهى بانسحاب كثيف لقوات النظام وحلفائه عبر الجهة الغربية للمدينة.

وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مكانا له وناشطون أن الهجوم على اريحا لم يستغرق سوى بضع ساعات على رغم التعزيزات الكبيرة للنظام.

وقال مصدر أمني سوري إن “المناطق الحيوية الاساسية بالنسبة الى النظام هي دمشق وحمص وحماه والساحل. اما ادلب، فلم تعد ضمنها، وهو ما يفسر الانسحاب السريع للجيش من اريحا”.

وأفاد المرصد أن الآلاف من قوات النظام، الى مقاتلين ايرانيين ومن “حزب الله”، كانوا يتحصنون داخل اريحا.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن المدينة “لم تشهد اشتباكات حقيقية بين قوات النظام ومقاتلي النصرة وحلفائها، لانه لم يعد في إمكان النظام تحمل المزيد من الخسائر البشرية”، وملاحظا انه “حتى مع دعم ايران وحزب الله، لا يتمكن النظام من تعويض الخسائر في صفوف جنوده”. ويقدر المرصد بـ70 الفاً عدد المتخلفين عن الخدمة العسكرية في انحاء سوريا، و”تحديدا في معاقل النظام”.

وتأتي خسارة قوات النظام أريحا، بعد سيطرة الفصائل المنضوية في “جيش الفتح” خلال الاسابيع الاخيرة على مناطق عدة من محافظة ادلب، ابرزها مدينة ادلب، مركز المحافظة، وجسر الشغور ومعسكرا القرميد والمسطومة.

ولا يزال النظام يحتفظ بمطار أبو الضهور العسكري الواقع على مسافة اكثر من 20 كيلومترا جنوب غرب اريحا، وقريتي الفوعة وكفرية الشيعيتين، الى بعض البلدات الصغيرة والحواجز العسكرية.

وقال الناشط المعارض ابرهيم الادلبي عبر الانترنت ان المعارك بين الطرفين “تتركز حاليا في الريف الغربي للمدينة”، وان الفصائل المقاتلة “تريد استكمال السيطرة على المواقع الاخيرة للنظام وابرزها مطار ابو الضهور العسكري”.

وتعرضت مناطق في أريحا أمس لغارات للطائرات الحربية للنظام، وأحصى المرصد مقتل 18 من جنود النظام والمسلحين الموالين له على الاقل في معارك الريف الغربي لاريحا، كما تحدث عن اعدام “جبهة النصرة” وحلفائها 13 من المسلحين الموالين للنظام داخل اريحا الخميس.

ونشرت صحيفة “جمهوريت” التركية صورا ومقاطع فيديو قالت انها لشحنات اسلحة ارسلت الى المعارضة السورية المسلحة مطلع 2014، مما يدعم اتهامات نفتها حكومة انقرة الاسلامية المحافظة بشدة. وقال عبد الرحمن ان “اولوية النظام السوري حالياً هي انشاء خطوط دفاع لحماية محافظتي اللاذقية وحماه، ولم يعد إطلاقا في موقع الهجوم”. واضاف انه “اذا استمرت الامور على هذا النحو، يمكن النظام ان يخسر مدينة حلب” في شمال البلاد، التي تشهد منذ صيف 2012 اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وكتائب المعارضة التي تتقاسم السيطرة على احيائها.

ويرى محللون ان النظام السوري قد يجد نفسه مضطرا الى الاكتفاء بتعزيز سيطرته على المناطق الممتدة من دمشق الى الساحل السوري غربا حيث يتمتع بنفوذ قوي، وذلك بعد اربع سنوات من حرب اضعفت قواته ومؤسساته.

ويسيطر النظام عمليا على محافظات اللاذقية وطرطوس في غرب سوريا والسويداء في جنوبها الى العاصمة، وعلى بعض المناطق في محافظات دير الزور في الشرق ودرعا والقنيطرة في الجنوب والحسكة في الشمال الشرقي، فيما يتقاسم السيطرة مع فصائل المعارضة على محافظة دمشق وحلب وحمص وحماه.

 

آموس

على صعيد آخر، وفي آخر كلماتها الرسمية أمام مجلس الأمن، رسمت منسقة الامم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس صورة مروعة لوحشية الحرب السورية، ودعت إلى عمل جماعي لإنهائها.

وقالت الخميس في كلمتها الأخيرة أمام المجلس قبل أن ينتقل المنصب إلى البريطاني ستيفن أوبراين: “طوال أكثر من أربع سنوات شهدنا سوريا تنزلق إلى أعماق سحيقة من اليأس تتجاوز حتى ما تصوره أكثر المراقبين قنوطا… وفي الأسابيع الاخيرة، شهدنا المزيد والمزيد من الأفعال الشنيعة. رجال ونساء وأطفال أبرياء يقتلون ويشوهون ويشردون ويعانون وحشية يجب ألا يتحملها بشر”.

 

أريحا تتشح بالسواد.. والأكراد يطلقون «معركة تل أبيض»

«النصرة» تتابع تمددها في الشمال السوري

علاء حلبي

في تطور لا يعتبر مفاجئاً في الشمال السوري، سيطرت «جبهة النصرة»، بمؤازرة فصائل «جهادية وقاعدية» أخرى تحت مسمى «جيش الفتح»، على مدينة أريحا في ريف إدلب الجنوبي، بعد ستة أيام من تمكنها من تضييق الخناق على المدينة، جراء انسحاب الجيش السوري من معسكر المسطومة، الأمر الذي وضع معظم محافظة إدلب في الشمال السوري، المحاذي لتركيا، تحت سيطرة «النصرة» وحلفائها.

وانطلق الهجوم الذي شنته «جبهة النصرة» على المدينة من محورين، بعد عدة أيام من قصف أريحا بمئات القذائف، إضافة إلى رصدها للحي الشرقي في المدينة بعد تفجير نفق مفخخ في مركز للجيش السوري في جبل الأربعين (حاجز الفنار)، الأمر الذي جعل المدينة بين فكي كماشة.

وأوضح مصدر ميداني، لـ «السفير»، أن الهجوم الذي شنته الفصائل «الجهادية» كان عنيفاً جداً، حيث استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، الأمر الذي دفع القيادة العسكرية المسؤولة في المدينة لتنفيذ انسحاب منها، تحت غطاء ناري كثيف، شارك الطيران السوري فيه، وتخللته عمليات إجلاء للمدنيين، الذين توجهوا إلى قرى منطقة الغاب، والتي تمكن الجيش السوري من وقف زحف الفصائل «الجهادية» فيها.

قوات الجيش السوري التي انسحبت نحو قريتي بسنقول ومحمبل، قامت بتركيز حواجزها، وسحب قواتها من عدة قرى محيطة بأريحا، بينها أورم الجوز ومعترم، في وقت كانت قوة عسكرية تقوم بتأمين تغطية لعملية الانسحاب، الأمر الذي كلف الجيش عدداً من الضحايا ممن ظل في المدينة وأمن انسحاب القوات منها، وفق مصدر ميداني.

وبسيطرة «النصرة» على أريحا يمكن القول إن محافظة إدلب أصبحت خاضعة بشكل شبه كامل لسيطرة الجبهة، باستثناء قريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين قرب مدينة إدلب، وقريتي بسنقول ومحمبل، ومطار أبو الظهور العسكري الذي يتعرض لهجمات متكررة في الآونة الأخيرة.

وأكد المصدر الميداني أن حجم القوات التي شنت الهجوم كان «كبيراً جداً»، وأن هذه القوات تمتلك «أسلحة نوعية، بينها صواريخ متطورة وآليات ثقيلة»، مشدداً على أن الهجوم في إدلب منذ بدايته تم بدعم تركي مفتوح، وباستخدام عدة فصائل «جهادية» ينتمي إليها مقاتلون من مختلف الجنسيات، أبرزها التركستان الذين ساهموا بشكل كبير في معركة أريحا.

يذكر أنها المرة الثانية التي يدخل المسلحون فيها إلى أريحا. وكانت الأولى حصلت في آب العام 2013 عندما دخلت مجموعات مسلحة إلى المدينة، وارتكبت مجزرة بحق أهلها راح ضحيتها قرابة 300 مدني وقعوا بين شهيد وجريح ومفقود.

ورأى الخبير العسكري اللواء المتقاعد ثابت محمد أن الانسحاب الذي نفذته حامية أريحا جاء نتيجة الضغط الكبير على المدينة واختلال ميزان القوى، مع وجود تدفق كبير للمسلحين والأسلحة من تركيا، الأمر الذي دفع قيادة الحامية لاتخاذ القرار الصائب بالانسحاب، خصوصا وأن المدينة محاصرة تقريبا، و «مقنوصة»، ما يمكن التعبير عنه بأنها «سقطت عسكريا»، وذلك بعد تأمين إخراج المدنيين منها.

اللواء ثابت، الذي وصف تكتيك الجيش السوري في الوقت الحالي بأنه دفاعي بحت يأخذ بعين الاعتبار امتصاص الهجوم الكبير وإيقاع اكبر قدر من الخسائر في صفوف العدو، شدد خلال حديثه، لـ «السفير»، على أن الجيش السوري لا يعمل وفق ردة الفعل، وإنما يقوم بدراسة تحركاته ويقرأ خريطة التطورات بشكل جيد قبل اتخاذ أية خطوة، و «من هنا يمكن أن نؤكد أن الجيش سينتقل إلى مرحلة الهجوم في وقت قريب جداً»، معتبرا أن الهجوم «القاعدي الذي تقوده أميركا يأتي كمرحلة أخيرة للسباق الدولي، حيث تسعى كل قوة لتحصيل مكسب يمكن استخدامه في أية عملية تفاوضية».

بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي مازن بلال أن ما يجري في الشمال السوري هو محاولة تركية حثيثة لمد نفوذها وتحقيق مكاسب وإعادة التوازن مع الدور الإيراني في المنطقة. وقال، لـ «السفير»، إن «المعركة في الشمال السوري تملك ثقلاً إقليمياً، لذلك استطاعت تحقيق تقدم جغرافي، لكن هذا الأمر لا يغير كثيراً في ميزان القوى.. صحيح أنها احتلت بالكامل محافظة إدلب إلا أنها لا تستطيع الاستمرار داخل هذه الجغرافيا في حال توقف الإمداد العسكري واللوجستي لها».

وأضاف بلال «هذا التمدد هو عملية ضبط إقليمية من أجل البحث عن أوراق إضافية داخل أية مفاوضات مقبلة، والواضح أن لتركيا الدور الأكبر، وهي تريد امتلاك ورقة تفاوضية قوية ربما توازي الورقة الإيرانية التي تنتظر انتهاء مهلة توقيع الاتفاق النووي نهاية حزيران. أميركا لا تريد لإيران دوراً إقليمياً، ولا تريدها أن تتواجد على سواحل المتوسط، وهو ما تستغله تركيا التي تدير القوى الجهادية والقاعدية في المنطقة».

وفي وقت أكد فيه المحلل السياسي أنه لا توجد أية قوة دولية تريد لـ «القاعدة» أن يستمر في المنطقة، وأبرزها تركيا التي لا يمكن أن تقبل وجود إمارة على حدودها، شدد على أن ما يجري هو أمر مرحلي، سينتهي بانتهاء العملية السياسية، الأمر الذي سيوقف الدعم المستمر للفصائل «الجهادية» وبالتالي القضاء عليها.

وقلل بلال من أهمية هذا التمدد «القاعدي» في الشمال السوري على المسار السياسي، موضحاً أن «ما يعطي أي تقدم ثقلاً سياسياً هو اعتراف القوى العالمية به، وبالتأكيد لن تدعم القوى العالمية تمدد القاعدة، وبالتالي لن يؤثر ذلك على المسار التفاوضي، وإنما هو محاولة لإعادة رسم النفوذ على الساحة السورية ليس إلا».

ميدانيا أيضا، أعلنت القوات الكردية المقاتلة تحت غطاء «غرفة عمليات بركان الفرات» سيطرتها على قريتي بير عرب وبدرخان في ريف تل أبيض الغربي في محافظة الرقة شمال شرقي سوريا، بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، معلنة بذلك بدء «معركة تحرير تل أبيض» الحدودية مع تركيا.

كذلك تجددت الاشتباكات بين مقاتلي «داعش» والفصائل «الإسلامية» في شمال حلب، حيث اخترق عناصر «الدولة الإسلامية» قريتين في منطقة صوران اعزاز شمال المدينة بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي «الجبهة الإسلامية»، انسحب على إثرها عناصر «الجبهة»، قبل أن تستعر الاشتباكات في محاولة استرجاع ما خسرته الفصائل، وسط حالة نزوح كبيرة من أهالي القرى القريبة بالتزامن مع اشتداد القصف المتبادل من جميع الفصائل والاستخدام المكثف للأسلحة الثقيلة، وفق مصادر أهلية تحدثت إلى «السفير».

 

كيري وظريف يلتقيان في جنيف قبل شهر من المهلة المحددة لابرام اتفاق تاريخي

واشنطن – (أ ف ب) – يلتقي وزيرا الخارجية الايراني والاميركي محمد جواد ظريف وجون كيري السبت في جنيف قبل شهر من المهلة المحددة لتوصل المفاوضات الطويلة الى اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي الايراني.

 

والتوصل الى تسوية مع ايران ليس مجرد اولوية لدى الرئيس الاميركي باراك اوباما بل يندرج في اطار طموح اكبر هو تحقيق مصالحة بين الولايات المتحدة والقوة الاقليمية الشيعية على امل تهدئة النزاعات في الشرق الاوسط.

 

وتجري القوى الكبرى منذ خريف 2013 مفاوضات مع ايران برعاية الاتحاد الاوروبي حول برنامجها النووي المثير للجدل الذي يسمم الاسرة الدولية منذ 2003، من اجل التوصل الى وسيلة للسيطرة على الطموحات الذرية لطهران مقابل رفع للعقوبات.

 

وبعد اتفاق موقت في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 واتفاق مبدئي في الثاني من نيسان/ابريل، بات امام الاطراف مهلة حتى 30 حزيران/يونيو لتوقيع اتفاق كامل ونهائي.

 

ويلتقي كيري وظريف اللذان يقودان هذه المفاوضات منذ اشهر، صباح السبت في جنيف ليوم من المشاورات. ويرافق كيري وزير الطاقة الاميركي ارنست مونيز والمديرة السياسية في وزارة الخارجية الاميركية ويندي شيرمان.

 

وكان مفاوضون من مجموعة 5+1 التي تضم القوى الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) وايران في فيينا هذا الاسبوع.

 

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيفري راثكي “كنا واضحين منذ البداية: ونسعى الى اتفاق جيد وليس الى اتفاق كيفما كان”، مؤكدا ان واشنطن تعارض “تمديدا” للمفاوضات الى ما بعد نهاية حزيران/يونيو.

 

فقبل شهر من المفاوضات تحدثت ايران والدول الاوروبية هذا الاسبوع عن امكانية تمديد لمحادثات الى بداية تموز/يوليو.

 

وقال نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي ان المفاوضات ستستمر “حتى الموعد المحدد وقد تتواصل بعد ذلك”.

 

وصرح السفير الفرنسي في واشنطن جيرار ارو ان “مهلة حزيران/يونيو قد تشهد مصير مهلة آذار/مارس باتفاق يوقع بعد ايام”، ملمحا الى الاتفاق الاطار الذي تم التوصل اليه في لوزان وابرم في الثاني من نيسان/ابريل بدلا من 31 آذار/مارس.

 

وقال مصدر دبلوماسي غربي ان هذا اللقاء الجديد بين كيري وظريف في جنيف “يهدف الى التوضيح اذ ان الايرانيون سيقولون ما يستطيعون فعله وما لا يستطيعون والاميركيون سيشيرون الى ما هو ليس على ما يرام”.

 

وفي الواقع تشكل قضية عمليات التفتيش الدولية للمواقع النووية بهدف ضمان الطابع المدني والسلمي للبرنامج الايراني، احدى النقاط الشائكة.

 

وتستبعد طهران التي نفت باستمرار رغبتها في امتلاك قنبلة ذرية اي تفتيش لمواقعها العسكرية باسم حماية مصالحها القومية. الا انها قد توافق على “دخول في اطار القواعد” لخبراء اجانب بموجب البروتوكول الاضافي لمعاهدة منع الانتشار النووي.

 

ويعتقد دبلوماسي غربي ان “كيري سيؤكد امام ظريف اهمية عمليات التفتيش هذه بالنسبة للقوى الست”، مؤكدا انها احدى النقاط الاساسية.

 

وشدد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيو امانو الذي سيطبق الاتفاق الذي يتم التوصل اليه، ضرورة ان تتمكن هذه الهيئة الدولية من دخول كل المواقع بما فيها المواقع العسكرية.

 

وكرر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الموقف نفسه محذرا من ان باريس “لن تقبل ابدا” باتفاق اذا لم يتم “التحقق” من “كل المواقع الايرانية بما فيها المواقع العسكرية”.

 

وتتبنى فرنسا الموقف الاكثر تشددا بين دول مجموعة 5+1 وتخشى من ان تفرط الولايات المتحدة في تقديم التنازلات من اجل توقيع اتفاق تاريخي.

 

اما ادارة الرئيس باراك اوباما فتتعرض لضغوط من الكونغرس الجمهوري المعادي في اغلبيته لايران وفرض الصيف الماضي حق النظر في النص النهائي.

 

ويثير اتفاق محتمل مع ايران قلق اسرائيل والدول الخليجية.

 

في الواقع وحتى اذا كانتا تنفيان ذلك، تبدو طهران وواشنطن في اوج تقارب بعد 35 عاما على قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما. لكن الخبراء يرون ان الخصمين ما زالا بعيدين عن تطبيع العلاقات بينهما وسيكتفيان بمواصلة مشاوراتهما السرية حول النزاعات الاقليمية مثل مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية.

 

سوريا..مقتل العشرات من عناصر “الدولة” في غارة للتحالف الدولي بدير الزور

دير الزور – الأناضول – لقى عشرات الأشخاص حتفهم، الجمعة، في غارة نفذتها طائرات حربية تابعة لقوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، على قافلة لتنظيم “داعش” الإرهابي في ريف مدينة دير الزور.

 

وذكر بيان صادر عن لجان التنسيق المحلية السورية، أن طائرات حربية تابعة لقوات التحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش” بكل من سوريا والعراق، قد شنت غارة، الجمعة، على قافلة للتنظيم بالريف الشرقي لدير الزور، أودت بحياة العشرات من عناصره.

 

ولفت البيان إلى أن الغارة أسفرت عن مقتل وإصابة أعضاء في التنظيم الإرهابي، موضحا أن الطائرات ذاتها شنت غارة مماثلة على مواقع للتنظيم في ريف الحسكة.

 

ويشن تحالف دولي، بقيادة الولايات المتحدة، غارات جوية على مواقع لـ “داعش”، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها “دولة الخلافة”.

 

وفي سياق متصل تمكن عناصر التنظيم المذكور من السيطرة على قريتي غرناطة وحساجي شمال حلب، فضلا عن سد الشهباء، وشنوا قصفا بمدافع الهاون على بلدة ماري التابعة للمدينة.

 

سوريا: «جيش الفتح» يتقدم في إدلب بعد انسحاب القوات النظامية

«الحرس الجمهوري» يؤسس لواء من العلويين للدفاع عن الساحل

ريف اللاذقية ـ «القدس العربي» من سليم العمر: سيطر (جيش الفتح) الذي يضم «جبهة النصرة» جناح «القاعدة» في سوريا وجماعة أحرار الشام وفصائل أخرى على بلدة أريحا مساء أمس الأول الخميس مع تراجع قوات الجيش السوري.

وخسر الجيش السوري أجزاء كبيرة من محافظة إدلب منذ أواخر مارس/ آذار حينما سقطت عاصمة المحافظة في يد «جيش الفتح».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومواقع التواصل الاجتماعي المرتبطة بالجماعات التي يتكون منها التحالف إن «جيش الفتح» حقق تقدما جديدا أمس الجمعة عندما سيطر على الاقل على أربع قرى قريبة من أريحا بعد اشتباكات عنيفة.

وأضاف المرصد أن القوات الجوية السورية شنت غارات أيضا على المنطقة. وقال التلفزيون السوري الرسمي أمس الأول الخميس إن القوات الحكومية أخلت مواقع في أريحا وانسحبت إلى مواقع دفاعية خارجها بعد معارك مع مقاتلي «جبهة النصرة.»

وبعد المكاسب التي حققها مقاتلو المعارضة في الآونة الأخيرة في شمال غرب البلاد اقتربوا من محافظة اللاذقية الساحلية مسقط رأس أسرة الرئيس بشار الأسد ذات الأهمية الاسترتيجية لحكومته.

وفي سابقة هي الاولى من نوعها أعلنت قوات الحرس الجمهوري عن تشكيل لواء «درع الساحل»، وأشارت مصادر خاصة إلى أن هذا اللواء هو مقدمة لتشكيل عدد من الألوية ذات الصبغة الطائفية مهمتها تهدف إلى طمأنة العلويين في الساحل ونشر ثقافة التسلح والقتال في صفوف شبان وشابات الطائفة للدفاع عن أنفسهم بعد الانتكاسات الكبيرة المتتالية للجيش النظامي والميليشيات المؤيدة له والتي كان آخرها تحرير مدينة أريحا الواقعة على الطريق الدولي إلى حلب في غضون اربع ساعات فقط على حد وصف ناشطين من ادلب.

وأعلن أن التسجيل للانضمام إلى هذا اللواء سيبدأ من مدينة القرداحة معقل بشار الأسد.

أحد عناصر الدفاع الوطني أكد في تصريح خاص أن العلويين لم تعد لديهم ثقة بقدرة الجيش النظامي على الصمود، سيما أن محافظة كاملة سقطت بيد المعارضة خلال شهر واحد فقط وأكد هذا المقاتل أنه بدأ جديا بالتفكير للخروج بنفسه وعائلته الى بلدان القارة الأوروبية لأنه يخشى «أن يتم ارساله الى الجبهات الساخنة التي ثم يعود أشلاء» على حد وصفه.

وتم تشكيل كتائب عسكرية عديدة في الساحل كان أبرزها «صقور الصحراء» التي يقودها أيمن جابر صهر عائلة الأسد الذي يملك العديد من معامل الحديد التي يتم فيها تصنيع وتجهيز البراميل المتفجرة، كذلك يعد حزب «الطليعة» المسلح أحد أبرز التشكيلات التي تعتبر من صفوف الدفاع الوطني وهو يعمل على تجنيد الشبان السنّة ويعطيهم بطاقات خاصة تمنع عنهم التفتيش والمساءلة وهو يدار من قبل العديد من التجار والمستفيدين من النظام. لكن إعلان البدء بتشكيل اللواء الجديد في اقتصاره على العلويين فحسب جعل العديد ممن بقي من المدنيين في الساحل السوري يخشون من التهجير مستقبلا على أيدي هذه الميليشيات التي ستكون من دون رقابة أو حساب. عندما قرأ «أبو احمد»، أحد المسنين الذين شهدوا مجازر النظام الطائفية في الثمانينات، الإعلان عن تجنيد الشبان العلويين في التشكيل الجديد أكد في تصريح خاص لـ»القدس العربي» ان الحرس الجمهوري يقتل دون رحمة ويرتكب الفظائع دون خوف في إشارة منه الى السنين الماضية عام 1980 وأبدى أبو أحمد تخوفا كبيرا من تكرار السيناريو مع ازدياد الأوضاع سوءا في باقي مناطق سوريا.

على صعيد متصل ما زال النظام السوري يحاول التقدم في ريف اللاذقية بالقرب من قمة النبي يونس التي ترتفع عن سطح البحر أكثر من 1550 مترا لكن جميع محاولاته باءت بالفشل حتى الآن. وأكد نشطاء من المنطقة ان هناك جثثا مرمية على جبهات القتال لا يستطيع النظام السوري التقدم وسحبها لأنه حاول أكثر من أربع مرات التقدم وفي كل مرة يقتل العديد من جنوده ويفقد الاتصال بالبعض الآخر.

 

سقوط الرمادي ليس «تغييرا لقواعد اللعبة» وانتصارات «الدولة» لا تحل مشكلة ضعفها الإداري وتراجع مصادرها… وأوباما مطالب بجعل كفاحهم أولوية

سموم الطائفية ووحشية النظام السوري تغذيان العامل الجهادي… والعبادي لم يقدم للسنة سوى وعود مملة

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: أعطى سقوط مدينتي الرمادي وتدمر في يد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» مجالا للمشاعر التي تقول إن هذا التنظيم «وجد هنا ليبقى» حسب طبيب في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار كبرى محافظات العراق.

فما حققه كما تقول مجلة «إيكونوميست» البريطانية كان تغيرا في دينامية التراجع التي عانى منها منذ العام الماضي بعد خروجه من بلدة عين العرب/كوباني الكردية شمال سوريا. وأدى هذا إلى نوع من اللهجة الانتصارية في الدوائر الأمريكية، خاصة بعد خروجه من مدينة تكريت حيث قيل إن «الخلافة» خسرت نسبة 25% من أراضيها.

وارتفعت الآمال جراء هذا الحديث بقرب شن حملة على مدينة الموصل التي سيطر عليها التنظيم في حزيران/يونيو 2014. لكن بعد انسحاب القوات السورية من تدمر وارتفاع علم التنظيم الأسود فوق المدينة القديمة بعد سقوط مدينة الرمادي في 17 أيار/مايو جعل الحديث عن تراجع تنظيم «الدولة» لا معنى له حسب المجلة.

ومع كل هذا فلا يعتبر سقوط الرمادي حسب المجلة تغيرا في دينامية الحرب، مشيرة إلى أن المدينة تتعرض منذ أشهر لهجمات التنظيم المتكررة، وهناك إمكانية لاستردادها من قبل القوات العراقية وميليشيات «الحشد الشعبي» المدعومة من إيران.

وتشير هنا إلى ما قيل في نيسان/أبريل عن قرب دخول تنظيم «الدولة» مدينة دمشق بعد أن اخترق مخيم اليرموك الفلسطيني قرب العاصمة السورية، لكنه اختفى منه فجأة وبدون صخب. ونقلت عن سوري قوله إن العاصمة السورية تعيش هدوءا لم تشهده منذ أشهر.

 

مراجعة استراتيجيات

وتعتقد المجلة أن هناك إمكانية لوقف تقدم التنظيم حيث أشارت للتقدم الطفيف الذي حققته القوات العراقية واستعادتها بلدة الحصيبة وأوقفت أيضا تقدمه نحو قاعدة الحبانية العسكرية. وتضيف أن نجاحات التنظيم الأخيرة هي نتاج لضعف القوات التي يواجهها وليست نابعة من قوته الذاتية. فنظام بشار الأسد يعيش أضعف حالاته منذ عام 2012 وهرب جيشه من تدمر.

ورغم صمود الميليشيات الشيعية وقتالها جيدا في بعض الأماكن إلا أن الجيش الذي يقوده الشيعة ويتميز بقيادة سيئة، عادة ما يتردد جنوده في القتال والموت في مناطق السنة.

وبدون حدوث تحسن على أداء القوات العراقية فقد يواصل الجهاديون تقدمهم، خاصة أن الحكومة العراقية مترددة في تسليح العشائر السنية للدفاع عن أرضها وبيوتها.

وتضيف المجلة أن إنجازات تنظيم «الدولة» الأخيرة لا تفعل الكثير لحل مشكلة الضعف التي يعاني منها هو نفسه. وهي مشكلة تتعلق بإدارة مناطق واسعة.

وهو بهذه المثابة بحاجة لموارد مالية ضخمة للحفاظ على «الخلافة». ولكن المهمة صعبة خاصة أن المصادر التي يحصل منها على أمواله، مثل بيع النفط المسروق والآثار المنهوبة والاختطاف للفدية، تظل عرضة للخطر في وقت تتراجع فيه المصادر المالية من غزواته المستمرة.

ولا يتوقف ضعف التنظيم عند الإدارة بل يتجاوزهذا إلى الترتيبة القيادية «من أعلى إلى أسفل» حيث تجعل قادته عرضة للقتل أو إلقاء القبض عليهم.

وتشير المجلة هنا لعملية القوات الخاصة التي قامت بها القوات الأمريكية الخاصة في 15 أيار/مايو الحالي وقتلت فيها أبو سياف الذي قالت واشنطن إنه وزير نفط ومالية الدولة. وأسرت في العملية زوجته.

ومن هنا فلو شنت الولايات المتحدة حملة جوية منسقة لأدت إلى وقف زخم التنظيم أكثر. فمقارنة مع حلف الناتو الذي كان يشن في اليوم 50 غارة على ليبيا وقوات القذافي الأقل قوة، لا تتجاوزغارات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة عن 15 غارة في اليوم.

وبحسب السناتور الجمهوري جون ماكين فـ75% من المقاتلات ترجع إلى قواعدها بدون أن تسقط قنابلها لعدم تحديد الأهداف لها. وقد يتغير كل هذا حالة قررت واشنطن تقديم قوات متقدمة وأرفقت المستشارين والمدربين الأمريكيين مع القوات العراقية مما سيزيد من دافعيتها على القتال.

وتعتقد المجلة أن الولايات المتحدة وإن كانت مدعوة للتفكير مجددا باستراتيجيتها لكن إيران الطرف الأخر المنحرط بقوة في العراق وسوريا تحتاج لإعادة التفكير باستراتيجيتها. فاستمرارها دعم الأسد سيغذي قوة تنظيم «الدولة». وبالنسبة لحكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فهي بحاجة للوفاء بتعهداتها وتشكيل حكومة تمثل الطيف العراقي. فقد اشتكت العشائر السنية في الأنبار التي لا تثق بحكومة بغداد من قلة السلاح والدعم.

ويمكن للولايات المتحدة تقديم المساعدة لهم لكن المسألة في العراق تتعلق، كما تقول المجلة، بالحرب الطائفية المسمومة، بالإضافة لوحشية النظام السوري وهما عاملان يغذيان تنظيم «الدولة» ويضمنان بقاءه.

 

الخلاف على الاسم

وتمظهرت المعاني الطائفية في الحرب الحالية من خلال الاسم الذي أطلقه «الحشد الشعبي» على عملية الأنبار «لبيك يا حسين» قبل أن يغيره العبادي إلى «لبيك يا عراق».

وتقول صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» أن تغييراً يجب أن يحصل أكبر من مجرد تغيير الاسم إن أريد استعادة الأنبار وإنهاء تهميش السنة. ونقلت عن رضوان مصمودي، مدير مركز دراسات الإسلام والديمقراطية في واشنطن «الاسم الجديد أفضل ويحاول أن يظهر معركة الأنبار بأنها لكل العراق».

ولكن الضرر قد حصل فالاسم الأول بدا وكأنه «إعلان حرب ضد كل السنة». وقال مصمودي «يظهر الأمر كم هي بعيدة الحكومة العراقية عن فهم ما هي بحاجة إليه لهزيمة تنظيم الدولة».

وترى الصحيفة أن الخلاف حول تسمية العملية يظهر حجم الخلاف السني- الشيعي وهو ما دعا البعض للحديث عن دور للولايات المتحدة في ردم الهوة بين الطرفين، فيما اقترح آخرون قيام واشنطن بتسليح العشائر السنية مباشرة، في عودة للاستراتيجية التي تبنتها عام 2006 لمواجهة تنظيم «القاعدة» في العراق.

ويعتقد مصمودي أن النقاش الطائفي الذي زاد لن يتوقف طالما لم تتوقف القوى الإقليمية عن مفاقمته، أي السعودية وإيران.

وقال إن النزاع السوري سيظل يتعمق حالة واصل النظام العلوي بقيادة الأسد قمع الغالبية السنية. ويرى وين وايت، الموظف السابق في الخارجية الأمريكية والمتخصص بالشؤون العراقية أن العراق لن ينجح باستعادة أراضيه بدون صفقة تشمل العرب السنة والعشائر السنية في الكعكعة الوطنية». والمشكلة حسب وايت أن العبادي لم يقدم سوى «وعود مملة» للعرب السنة.

ويعتقد وايت أن القوى الخارجية مثل الولايات المتحدة تستطيع المساعدة على ردم الهوة الطائفية.

ولكن واشنطن لا يمكنها تحقيق هذا وحدها حيث حاولت في الماضي وفشلت. ويرى أن الدول الجارة للعراق، خاصة العربية، بحاجة للضغط على العراق كي يحقق مطالب السنة. ويشير مراقبون إلى اجتماع جون كيري، وزير الخارجية الأمريكية مع دول التحالف ضد تنظيم «الدولة» في باريس الأسبوع المقبل ويرون إنه المكان المناسب لمحاولة ردم الخلافات السنية- الشيعية.

ويرى مصمودي أهمية ممارسة الولايات المتحدة الضغط على بغداد وتشجيع الحوار الذي يقود إلى حلول ويمكننا المطالبة «بنظام يعامل كل العراقيين على قدم المساواة « مشيرا إلى الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في الإخلال بتوازن القوة «عندما سلمت السلطة للشيعة» بعد سقوط صدام حسين. ويرى خبراء أهمية الدور الأمريكي الآن في ضوء فشل العبادي الوفاء بوعوده. ويرى بول شيرر من «سنتر فور نيو أمريكان» «بدلا من انتظار بغداد، على الولايات المتحدة البدء بدعم القبائل السنية مباشرة».

وفي المعنى العام لا يمكن حل المعضلة الطائفية في الوقت الحالي، خاصة بعد أن دخلت الميليشيات مناطق السنة في الأنبار وموافقة الولايات المتحدة على مشاركتها شرط أن تكون تحت قيادة العبادي نفسه.

ولكن أحداث الرمادي تعتبر ضربة للجهود الأمريكية الداعمة للعبادي والذي دفعته لتوسيع الحكومة العراقية ذات اللون الشيعي الفاقع وشجعته على تسليح العشائر السنية في الأنبار ومناطق الموصل. كل هذا انتهى وأدت معركة الرمادي لتبادل اللوم بين واشنطن وبغداد ولهذا ترى «واشنطن بوست» أهمية دعم العراق في هذه المرحلة.

 

ساعدوا العراق

وتقول الصحيفة في افتتاحيتها أن إدارة الرئيس باراك أوباما ردت على سقوط الأنبار بسلسلة من الإجراءا ت العلاجية مثل تسريع شحن صواريخ مضادة للدبابات والدفع بقوة لتسليح العشائر السنية.

وفي إطار آخر حمل المسؤولون الأمريكيون الجيش العراقي مسؤولية الهزيمة في الرمادي وهو ما أغضب المسؤولين العراقيين الذين أشاروا إلى أن الجيش يقاتل التنظيم منذ 18 شهرا. وبدا الغضب العراقي من خلال التحول نحو إيران التي تقوم بدعم الميليشيات الشيعية.

وقالت إن لعبة اللوم حلت محل البحث الصادق في الإستراتيجية الأمريكية وإعادة النظر فيها من أجل هزيمة تنظيم «الدولة». وكما أشار البيت الأبيض فقد تمت استعادة ربع المناطق التي سيطر عليها التنظيم العام الماضي.

وتعتقد أن أوباما محق بالقول أن أفضل طريقة للتعامل العراق هي تقوية الحكومة العراقية وقواتها لهزيمة المتطرفين بدلا من عودة القوات الأمريكية وبأعداد ضخمة للعراق من جديد. وفي الوقت الذي توافق فيه الصحيفة على مدخل الرئيس إلا أنها تتهمه بأنه لم يقدم إلا دعما فاترا للإستراتيجية التي أعلن عنها. فمع أنه أرسل 3.000 من المستشارين والمدربين العسكريين الأمريكيين إلى العراق، إلا أنه لم يسمح لهم بمرافقة القوات العراقية إلى جبهات القتال والمساعدة في تحديد الأهداف للمقاتلات الأمريكية. وهي مهمة ضرورية أثبت نجاعة عندما شنت الولايات المتحدة حربا ضد طالبان أفغانستان نهاية عام 2001.

وتشير الصحيفة إلى تراجع الحملة الجوية التي تقول واشنطن أنها شنت حتى الآن 3.000 غارة من الصيف الماضي. لكن صحيفة «نيويورك تايمز» أشارت إلى أن مستوى الغارات الجوية أقل من الحملة الجوية في أفغانستان عام 2001 حيث كانت الغارات الجوية ستة أضعاف الغارات الجوية الحالية. ونظرا لغياب الغارات الكافية كانت قوافل تنظيم الدولة قادرة على التحرك بحرية بين سوريا والعراق كما يقول المحللون العسكريون.

وترافق الفشل العسكري مع آخر سياسي، فلم تكن الإدارة الأمريكية بقادرة على دفع العبادي تقديم السلاح المطلوب للعشائر السنية وقوات البيشمركة الكردية. وفي الوقت نفسه راقب المسؤولون الأمريكيون إيران وهي تقدم دعما عسكريا ضخما للميليشيات الشيعية بمن فيها جماعات تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية.

وتعتقد الصحيفة في النهاية أن على أوباما بدلا من لوم القوات العراقية على الفشل في الرمادي عليه تقويتها وإرسال مستشارين أمريكيين ومراقبين جويين وغطاء جوي أكبر. ويجب أن يضغط على العبادي لفتح خطوط نقل السلاح للعشائر السنية والأكراد. وفوق كل هذا على أوباما جعل هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» أولوية إدارته بدلا من التورط المحدود فيها. ولا بد والحالة هذه من تطوير أدوات أخرى غير السياسية والعسكرية، أي الأمنية.

 

فشل أمني

فبحسب ديفيد إغناطيوس، المعلق في «واشنطن بوست» فسقوط الرمادي لم يكن نكسة عسكرية وحسب وبل فشلا أمنيا. وقال «السقوط غير المتوقع للرمادي بيد تنظيم «الدولة الإسلامية» هذا الشهر كان تعبيرا عن مشكلة أمنية أساسية: فالولايات المتحددة لا تعرف ما يكفي عن أعدائها الجهاديين حتى تواجههم بطريقة فعالة».

ويرى «أن العجز الاستخباراتي يؤثر على الجيش ووكالة الاستخبارات الأمريكية وبقية الوكالات الأمريكية». ويعترف إغناطيوس أن المشكلة عمرها عقود طويلة ولن تحل بسهولة. وحلول لها هي تجنيد جواسيس وإرسال قوات خاصة تظل محفوفة بالمخاطر. وكمثال حي عن فجوة المعلومات ظهرت في مقابلة مع رئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي في مقابلة مع برنامج «فرونتلاين» بشبكة أنباء «بي بي أس» عندما سأله مارتن سميث إن كان لدى الولايات المتحدة خططا توقعت سقوط الموصل.

وأجاب «حسنا، لا لم تكن هناك» مشيرا إلى أن هناك عددا من الأشياء التي فاجأت الأمريكيين حول تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي كان قادرا على تشكيل تحالفه في الشمال العراقي وداخل سوريا إضافة لانهيار الجيش العراقي. ويقول إغناطيوس إن لم يتم التعلم من دروس الموصل حيث تكررت الأخطاء بعد عام في الرمادي.

وتساءل أين الخطأ؟ وأجاب أن «سي أي إيه» تحتاج للعمل مع شركاء وبناء شبكة جواسيس داخل «تنظيم الدولة» وهو أمر ليس مستحيلا كما يقول. فقد صنع التنظيم أعداء كثرا له في كل الأماكن التي دخلها. ولتحقيق هذا على «سي آي إيه» المخاطرة والتقليل من الاعتماد الدائم على الطائرات بدون طيار والوسائل السرية الأخرى. ويشير إغناطيوس إلى المشكلة الاستخباراتية التي تتطور منذ هجمات 9/11 وهو ما أشار إليه كتاب نائب مدير «سي آي إيه» السابق مايكل موريل «الحرب العظمى لزمننا».

وفيه تحدث موريل عن «محطة ألك» وهي الوحدة التي بدأت بملاحقة زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في التسعينات من القرن الماضي واستمرت بعد حرب الخليج والربيع العربي. وبحسب رواية موريل لم تكن الاستخبارات الأمريكية تعرف الكثير. فلم تكن الوحدة قادرة بحسب رأيه على اختراق القاعدة وزرع جواسيس فيها. وتكرر نفس الشيء في العراق حيث يكتب موريل «أعتقد أن واحدا من أسباب فشل «سي آي إيه» على جبهة جمع المعلومات هي اننا ركزنا على العمليات السرية في العراق».

وفشلت المخابرات الأمريكية في التكهن بالربيع العربي حيث يصف موريل كيف فاجأ الربيع العربي الاستخبارات الأمريكية «فشلنا لأننا كنا نعتمد على حفنة من القادة الأقوياء .. لمساعدتنا على فهم ما يجري في الشارع العربي وتكاسلنا عن بناء نوافذنا» الخاصة بنا. ومن أجل حل المشكلة يقترح موريل الخروج من الغرف المحمية التي تعمل فيها سي آي إيه وتبحث وتجند عملاء ممن يستطيعون الحصول على معلومات من داخل عرين الجهاديين. والبقاء داخل الإطار المحمي ليس فعالا فقط ولكنه خطير، كما بدا عام 2009 مع العميل الأردني المزدوج الذي دخل محطة المخابرات الأمريكية في خوست – أفغانستان وفجر نفسه وقت سبعة مسؤولين أمريكيين.

ويقول إن الوكالة كانت مترددة بإرسال عملائها لمحاور الحرب بدون حرس معهم من ميليشيات «موظفي الرد الدولي». لكن جون ماغوير، الذي كلف بعدة مهام خطيرة يقول إن ضباط المخابرات يعرفون الشعار «لن يقبض عليك» فقد تلقوا تدريبات تمنعهم من الوقوع في المصيدة. ويجب على الجيش تعريض بعض الضباط المدربين جيدا للخطر لتقوية مقاومتهم ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». ويقول إغناطيوس إن المخابرات الأمريكية اعتمدت ولعقود على وكالة الأمن القومي لحل مشكلة المعلومات الأمنية. لكن الجهاديين تعرفوا على قدرات الولايات المتحدة من التسريبات الكثيرة وتعلموا كيف يغلفون عملياتهم بقناع من السرية.

وعليه فعملية جمع المعلومات عن هذا التنظيم الذي ينشط في القرن الحادي والعشرين لا يحتاج تكنولوجيا متقدمة بقدر ما يقتضي عودة للمدرسة التقليدية في التجسس ووضع عملاء في الميدان وتعريضهم إن اقتضى الأمر للخطر.

 

سهل الغاب وجبهة الساحل.. الهدف التالي للمعارضة في إدلب

عدنان علي

لم يكن خروج مدينة أريحا في محافظة إدلب من سيطرة قوات النظام السوري أمراً مفاجئاً، بعد طردها من باقي مدن المحافظة، إلا أن المفاجأة الوحيدة كانت الانهيار السريع لهذه القوات. فخلال ساعات قليلة أحكم مقاتلو “جيش الفتح” سيطرتهم على أريحا، التي كانت آخر ما تبقى بأيدي قوات النظام من مدن المحافظة، لينطلقوا بعدها إلى السيطرة على قرى جديدة أبرزها أورم الجوز، مكررين سيناريو تحرير مدينتي إدلب وجسر الشغور من قبل.

وواصل مقاتلو “جيش الفتح”، أمس الجمعة، ملاحقة قوات النظام باتجاه أورم الجوز، وأجبروها على الانسحاب باتجاه القياسات وحواجز بسنقول وبلدة محمبل، بعد تكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وسط انهيار شبه كامل في حالتها المعنوية.

وقال ناشطون إن ثلاثة أرتال من قوات النظام وصلت إلى بلدة محمبل، بالتزامن مع حشود عسكرية لـ”جيش الفتح” حول ما تبقى لقوات النظام من حواجز. ولم يبقَ من هذه الحواجز سوى تلك المتمركزة على طريق جسر الشغور ـ أريحا من القياسات شرقاً، وحتى بلدة فريكة، وهي: القياسات، حرش بسنقول، حواجز بلدة بسنقول، بلدة محمبل، حاجز المعصرة، حاجز عين الحمرا، حاجز جنة القرى، حاجز تل حمكي، وقرية المشيرفة قبالته، قرية سلة الزهور، وأخيراً بلدة فريكة.

وكانت أرتال كبيرة من قوات النظام مؤلفة من 100 آلية تقريباً توجّهت باتجاه سهل الغاب، معظمها تلك التي كانت في مدينة أريحا. وعثر مقاتلو “جيش الفتح” على 7 جثث لمعتقلين في مفرزة الأمن العسكري داخل مدينة أريحا، جرى إعدامهم ميدانياً رمياً بالرصاص، قبل انسحاب عناصر المفرزة منها مع دخول “جيش الفتح” إليها.

وكان الحشد لمعركة أريحا قد بدأ منذ فجر الخميس، إذ استقدم “جيش الفتح” أعداداً كبيرة من المقاتلين والآليات الثقيلة إلى أطراف المدينة، ونصب مدافع مختلفة، بالتزامن مع رصد الطرق بين المدينة، ليبدأ الهجوم بعد الظهر بقصف مركّز على أطراف المدينة، قبل اقتحامها من ثلاثة محاور، مع ترك منفذ لانسحاب قوات النظام من الجهة الجنوبية.

واستهدف القصف نقاط الحماية من الجهة الغربية الشمالية المتمثلة بقريتي كفرنجد ومعترم، فدمروا سيارتين عسكريتين تقلان عدداً من عناصر قوات النظام، ليبدأ الهجوم الواسع عند الخامسة من عصر الخميس من جهة جبل الأربعين الذي سيطر المعارضون على أجزاء جديدة منه، ومن الجهة الشرقية على أطراف المدينة بعد تحرير قرية مصيبين، ومن الجهة الشمالية بعد تحرير معسكر المسطومة، حيث قصف مقاتلو “جيش الفتح” بالمدفعية الثقيلة والدبابات ومدافع الهاون ومدافع “جهنم”، مواقع قوات النظام، وحققوا إصابات مباشرة نظراً لقربهم من تلك المواقع.

وأكد ناشطون تدمير دبابة لقوات النظام في الجهة الغربية الشمالية للمدينة، وقتل نحو عشرين من قوات النظام بقيادة النقيب أحمد اليوسف، من القوات الخاصة في بلدة معترم، كما دمرت المعارضة مدفع 23 خلال الاشتباكات مع النظام في الجهة الشرقية للمدينة، ليبلغ مجمل ما دمّره “جيش الفتح” خلال ساعات الهجوم تسع آليات، من عربات ومدافع وسيارات محمّلة بالذخائر، إضافة إلى الاستيلاء على رشاشات ثقيلة، ومستودع للذخيرة من قرية كفر نجد.

وقال المحلل العسكري أحمد رحال، لـ”العربي الجديد”، إن الخطة العسكرية التي وضعتها غرفة عمليات “جيش الفتح”، “اعتمدت على تحييد كل نقاط القوة التي اعتمد عليها النظام، سواء في جبل الأربعين أم في مصيبين ونحليا، وكان الهجوم من ثلاثة محاور وترك المحور الغربي لإبقاء خيار الانسحاب وتخفيف حدة المعركة داخل أريحا لتجنيب المدينة معركة تضر بالمدنيين، مع نصب كمائن على طرق انسحاب النظام نحو بلدة أورم الجوز”. وأضاف رحال أن “المعركة سارت وفق مخطط المعارضة، والمفاجأة الوحيدة كانت الانهيار السريع لقوات النظام”.

وحول الوجهة المقبلة لمقاتلي “جيش الفتح”، رأى رحال أنه ستكون هناك جبهات كبيرة خارجية إما باتجاه الساحل أو حماه أو استكمال تحرير حلب، لكن قبل ذلك سيتم التعامل مع قريتي الفوعا وكفريا، اللتين قال إن لهما وضعاً خاصاً، مستبعداً “أن تتم مهاجمتهما إذا واصلتا التزام نهج عدم المجابهة مع قوات المعارضة كما هو حاصل منذ تحرير مدينة إدلب، على أن يتواصل الحصار عليهما إلى حين التوصل إلى تسوية ما بشأنهما”.

من جهته، قال الصحافي والناشط عماد كركص، إن سيناريو تحرير مدينة أريحا كان مشابهاً لتحرير مدينة إدلب ومعسكر المسطومة وجسر الشغور، إذ يترك “جيش الفتح” منفذاً لتفر منه قوات النظام حفاظاً على سلامة المدنيين، وخصوصاً بعد انهيار الحالة المعنوية لقوات النظام داخل المدينة، كما أفاد عناصر النظام الذين انشقوا في الأيام الاخيرة وسلموا أنفسهم لمقاتلي المعارضة.

كركص، المتحدّر من مدينة إدلب، لفت في حديث لـ”العربي الجديد”، إلى أن “المعارضة سيطرت على عدة نقاط جديدة في جبل الأربعين، بالتزامن مع الهجوم على القرى المحيطة بأريحا”، متوقّعاً أن “يتّجه مقاتلو المعارضة للسيطرة على ما تبقى من حواجز عسكرية لقوات النظام في سهل الغاب الشمالي وصولاً إلى بلدة جورين التي باتت تشكّل عقدة رئيسية لقوات النظام بعد أن خسرت جميع مواقعها القوية في المحافظة”.

واعترفت صفحات موالية للنظام بسقوط المدينة، ووصفته بأنه “انسحاب منظّم باتجاه بلدتي أورم الجوز وكفر شلايا لتجنّب وقوع خسائر كبيرة”، لكنها عادت لاحقاً لتشير إلى انسحاب قوات النظام من أروم الجوز وكفر شلايا أيضاً.

ومع سيطرة المعارضة على أريحا وجبل الأربعين والقرى المجاورة لهما، تكون قوات المعارضة باتت على خط المواجهة مع البلدات الموالية للنظام مثل محردة والسقيلبية وسلحب، ولا يبقى بأيدي النظام في محافظة إدلب أي بلدة سكانية باستثناء قريتي كفريا والفوعة، اللتين من المتوقع أن تكون لهما معاملة خاصة تجنباً لأن تأخذ المسألة أبعاداً طائفية، إضافة إلى مطار أبو الظهور العسكري الذي من المتوقّع أن يكون هو الهدف التالي لـ”جيش الفتح” على الرغم من أنه محاصر كلياً وشبه مجمد.

وتقع أريحا جنوب مدينة إدلب وتتمتع بموقع استراتيجي وجغرافي هام، فهي ملتقى طريق اللاذقية ـ حلب، ويعتبرها النظام من نقاط الدفاع الأولى عن الساحل السوري بعد جسر الشغور. وكان “جيش الفتح” سيطر على مدينة جسر الشغور، وفي 22 مايو/ أيار الحالي سيطر على المستشفى الوطني فيها وقتل معظم الجنود الذين كانوا محاصرين خلال محاولاتهم الفرار.

 

المعارضة السورية تحدد سعر 220 دولاراً لطن القمح

عدنان عبد الرزاق

بعد خيبة الحكومة السورية المؤقتة من دول “أصدقاء الشعب السوري” وطلبها المساعدة لشراء القمح في المناطق المحررة، اجتمعت المؤسسة العامة للحبوب ومؤسسة إكثار البذار مع حركة أحرار الشام ومع هيئة الأفران والطحين، فضلاً عن مجلسي مدينتي حلب وإدلب وحددت سعر شراء طن القمح لهذا الموسم بـ 220 دولارا، وطالبت المحاكم الشرعية والجهات الثورية على الأرض لاستصدار قرار شرعي، يحرم بيع وتهريب القمح إلى خارج سورية أو إلى النظام السوري والمناطق الخاضعة لسيطرته .

وقال مدير مؤسسة الحبوب المعارضة ثابت محمد: انشغلت كل القوى الثورية العاملة في المناطق المحررة في سورية بموضوع القمح وموسم 2015، بسبب التحديات الكبيرة التي فرضها واقع الأمن الغذائي بعد نفاد كل مخازين القمح ولم يبق سوى ما نعول عليه في الموسم الجديد .

ويضيف محمد لـ”العربي الجديد”: تسعى القوى الثورية لتوحيد جهودها من أجل شراء ما تستطيعه من القمح لهذا الموسم. وبناءً على هذه المعطيات تم تشكيل لجان على مستوى المحافظات السورية لدراسة واقع القمح لهذا الموسم.

وضمت اللجان كل الجهات الثورية المعنية بهدف توحيد أسعار الشراء في المناطق المحررة، حيث اتفق الجميع على أن يكون السعر محسوباً على أساس تكاليف الإنتاج، إضافةً إلى 50% أرباحاً للفلاح. ويصبح سعر طن القمح بهذه الحسبة 65 الف ليرة سورية، وهو أعلى من السعر الذي طرحه نظام الأسد 61 ليرة للكيلو

تسعى القوى الثورية لتوحيد جهودها من أجل شراء ما تستطيعه من القمح لهذا الموسم

 

” القاسي و60 ليرة لكيلو القمح الطري، ويتم تحويل هذا السعر من الليرة السورية إلى ما يعادلها بالدولار أو الليرة التركية، وهو ما يعادل 220 دولاراً للطن الواحد. وهذا السعر أعلى من السعر المقر عند النظام لتأمين دعم الفلاح المنتج وكذلك إتاحة الفرصة لكل من يريد أن يشتري القمح في المناطق المحررة، وذلك خشية وصول القمح إلى مناطق سيطرة النظام الأسدي. علماً أن المعني بشراء القمح في المناطق المحررة هو المؤسسة العامة للحبوب كونها تملك كل مستلزمات الشراء من مستودعات وصوامع ومطاحن وكوادر بشرية ذات خبرة عريقة بموضوع التعامل مع القمح.

ولم يصل الحكومة السورية المؤقتة التمويل اللازم لشراء موسم القمح، وما زالت تنتظر وتعول على الأشقاء والأصدقاء لتأمين التمويل اللازم علماً أنها قدمت مشروع شراء القمح لجميع أصدقاء الشعب السوري.

ويؤكد مدير مؤسسة الحبوب أن المؤسة العامة للحبوب التابعة للحكومة السورية المؤقتة المعارضة، قد طلبت من أصدقاء الشعب السوري تأمين التمويل لشراء 50 ألف طن قمح لموسم 2015 من المناطق المحررة، ولكن رغم الوعود، “لم يصلنا حتى اليوم أي مبلغ وسنستخدم ما لدينا من أموال مدورة من العام الفائت، وسنتدبر الأمر مع الجهات على الأرض لشراء الموسم من الفلاحين”.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) قد كشفت أخيراً، أن الاضطرابات التي تعيشها سورية زادت عدد الأشخاص المهددين بالمجاعة إلى نحو 1.4 مليون فرد، وهو ما يتطلب زيادة واردات البلاد من الحبوب بالثلث في السنة الحالية.

من جانبه، أكد وزير الزراعة السوري أحمد القادري أن التوقعات الأولية لإنتاج القمح تشير إلى أكثر من ثلاثة ملايين طن الى جانب انتاج مليون و300 الف طن شعير.

وقالت الفاو، في مذكرة تحذيرية بشأن الوضع الغذائي في سورية، إن استمرار الاضطرابات يثير قلقاً بالغاً بشأن الأمن الغذائي في البلاد لا سيما للفئات الضعيفة، وقدرت الوكالة الأممية أن الإنتاج المحلي من الحبوب في العام الماضي بلغ 2.4 مليون طن، ما يقل بـ10% عن متوسط محاصيل الأعوام الخمسة الماضية.

 

تحديات داخلية تعيق بدء معركة حلب

الوجود العسكري الكثيف لقوات النظام في حلب يفرض على المعارضة رصد كميات كبيرة من الذخيرة والعتاد، لبدء معركة جدّية.

جملة من التحديات والصعوبات تواجهها المعارضة، عملت على تأخير انطلاق المعركة الشاملة ضد النظام في حلب، والتي أعلن عن بدء التحضيرات لها منذ مدة، وتشكيل غرفة عمليات “فتح حلب”.

 

فمع كل تقدم تحرزه المعارضة في إدلب، ينتفض ناشطو مدينة حلب، ساخرين من غرفة عمليات مدينتهم، التي وصفوها بغرفة البيانات النظرية، التي لم تتمكن حتى الآن من تحقيق أي هدف من أهدافها التي تشكلت من أجلها.

 

الناطق الرسمي باسم “الجبهة الشامية” العقيد محمد الأحمد، أكد أن التحضيرات للمعركة الحاسمة في حلب، قد شارفت على الانتهاء، وقد أخذت غرفة عمليات “فتح حلب” بعين الاعتبار كل الجوانب، الأمنية والخدمية، لإدارة المدينة بعيد السيطرة الكاملة عليها.

 

وأضاف العقيد محمد الأحمد، لـ”المدن”، أن معركة حلب ستكون كبيرة وواسعة وتحمل في طياتها تهديداً مباشراً لحياة الألاف من المدنيين العالقين في مناطق سيطرة النظام، لذلك كان لا بد من وضع الخطط المناسبة، للتقليل من الأخطاء العسكرية التي قد تهدد المدنيين. وكان لزاماً على غرفة العمليات التفكير جدياً بوضع آليات يتم من خلالها إخلاء تلك المناطق، وتأمين أماكن إقامة مؤقتة أو ملاجئ تقي الناس الانتقام المتوقع من قبل النظام جواً وبراً.

 

وأشار الأحمد، إلى أن تأخر معركة حلب يرجع لأسباب عديدة، أبرزها الثقل العسكري لقوات النظام في حلب، والذي يتوزع على ثكنات عسكرية متخمة بالعدة والعتاد؛ كـ”المجمع العسكري” في الراموسة الذي يحوي ثلاثة كليات عالية الجاهزية؛ “كلية المدفعية” و”كلية التسليح” و”الكلية الفنية الجوية”، بالإضافة إلى “الأكاديمية العسكرية” والثكنات المنتشرة غربي حلب. كل ذلك يفرض على المعارضة رصد كميات كبيرة من الذخيرة والعتاد الواجب توفيرها لبدء معركة جدية مع النظام، وفي سبيل ذلك كان لابد من الوقت والجهد لتحقيق المطلوب.

 

من جانبه، أكد عضو “الائتلاف السوري” عن فصائل حلب، أسامة تلجو، لـ”المدن”، أن اجتماعاً تحضيرياً عقد مؤخراً، ضم عدد من الفعاليات والقوى الثورية في المدينة، بهدف تحديد الشركاء في الإدارة المدنية، وتوجيه الدعوة لهم لتقديم خططهم للمرحلة المقبلة، ثم الخروج بخطة متكاملة للإدارة المدنية، يتم الاتفاق عليها بشكل نهائي مع غرفة عمليات “فتح حلب”.

 

وأشار تلجو إلى أن الهدف الرئيسي من هذه الاجتماعات التي تضم مختلف الجهات والمؤسسات؛ الخدمية والإغاثية والأمنية والصحية، هو التخفيف من وطأة المعركة المقبلة على المدنيين قدر الإمكان وحمايتهم، بالإضافة إلى الحفاظ على المنشآت العامة والخاصة.

 

الفراغ الإداري والمخاطر الأمنية التي تتهيأ لها غرفة العمليات، والتي كانت سبباً في تأخير العمل العسكري، ليست الوحيدة التي تعكر صفو المعارضة في خضم تحضيراتها. فتنظيم “الدولة الإسلامية” صعّد من عملياته ضد المعارضة، التي بدت وجلة من سياسة اقتناص الفرص التي ينتهجها التنظيم. فقد قصف التنظيم على مدى اليومين الماضيين مدناً وبلدات شمالي حلب، بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية، بالتزامن مع اشتباكاته المتقطعة مع قوات النظام في محيط المنطقة الصناعية في الشيخ نجار وتلة الطعانة التي تبعد عشرين كيلومتراً عن مدينة الباب، معقل التنظيم.

 

 

 

تحركات التنظيم وتصعيده على أكثر من محور، تداعت له فصائل تابعة للمعارضة، وبدأت التحضيرات للإعلان عن غرفة عمليات “درع حلب” لاستكمال المعارك التي بدأتها “الشامية”، الأسبوع الماضي، وتوقفت بعد السيطرة على أربع قرى غربي مدينة الباب، كانت خاضعة للتنظيم، وهي الحصية وقول سروج وحساجك وسد الشهباء. وتضم “درع حلب” الفصائل التالية: “أحرار الشام الإسلامية” و”جيش الإسلام” و”لواء صقور الجبل” و”الجبهة الشامية”، وستبدأ عملياتها العسكرية ضد التنظيم خلال الساعات القادمة.

 

تقدّم تنظيم “الدولة”، ليل الخميس-الجمعة، باتجاه بلدة التقلي شمال صوران بالقرب من الحدود التركية، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات المعارضة. وتعتبر قرية التقلي موقع متقدم بإتجاه معبر باب السلامة  شمال أعزاز الذي يحاول التنظيم السيطرة عليه، فيما تستمر الاشتباكات على أكثر من محور بين المعارضة وعناصر التنظيم في صوران و حور وتل مالد والحصية، يكثف خلالها التنظيم من إستخدام الأسلحة الثقيلة التي تسببت بمقتل مدنيين وجرح العشرات حتى اللحظة.

 

وفي السياق، عاد التوتر مجدداً إلى حي الشيخ مقصود بحلب، بين فصائل المعارضة ومليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية، ليتمدد خلال ساعات قلائل، إلى مدينة عفرين شمالي حلب. واندلعت اشتباكات متقطعة وقطع للطرق، وحملة اعتقالات شملت عناصر من الطرفين. وأعلنت غرفة عمليات “لبيك أختاه”، التي أطلقتها المعارضة بداية أيار/مايو، أنها تمهل “وحدات الحماية” 48 ساعة قبل دخول حي الشيخ مقصود وإعلانه منطقة عسكرية. ويعود سبب التوتر لعدم التزام المقاتلين الأكراد ببنود الاتفاق الذي أبرم على خلفية اعتداءات ارتكبها مقاتلون تابعون لوحدات الحماية، بحق امرأة عربية من حلب.

 

عضو المكتب السياسي في “تجمع استقم كما أمرت” بسام مصطفى، قال إن المعارضة بحلب تدرك تماماً أن “وحدات الحماية” الكردية تلعب دوراً سلبياً منذ بداية الثورة، ولكن معركة “فتح حلب” وتحضيراتها “اقتضت منا ضبط ايقاع الخلافات الآن لصالحها، حيث تحاول وحدات الحماية جرنا إلى معارك هامشية، من خلال عمليات استفزازية، للفت الانتباه دولياً، والظهور بمظهر الضحية”.

 

وأشار مصطفى، في حديثه لـ”المدن”، إلى أن المليشيات الكردية على تواصل مستمر مع النظام السوري، وهي تحاول أن تسخّر ذلك في سبيل تحقيق مصالحها الضيقة، لكن المعارضة متنبهة لخطورة الموقف، وتعرف تماماً حجم هذه المكونات التي تحاول اللعب على أكثر من وتر على امتداد الجغرافية السورية.

 

وأكد مصطفى، على أن اتفاقاً مبدئياً، قد تمّ التوصل إليه، مع “وحدات الحماية”، الخميس، تعهدت خلاله الوحدات بتطبيق بنود الاتفاق الأول، الذي عُقد بعد تشكيل غرفة عمليات “لبيك أختاه” بداية أيار/مايو، بضمانة “تجمع استقم كما أمرت” و”الفرقة 16″. وأشار مصطفى إلى أن المشاكل التي تفتعلها “وحدات الحماية” بحلب، تأتي في إطار إجهاض التحضيرات المستمرة في “غرفة عمليات الفتح”، وتعتبر من جملة المعوقات التي تؤخر بدء العمليات العسكرية في المدينة.

 

ميدانياً، صعّد النظام قصفه على ريف حلب الجنوبي، الذي شهد معارك كر وفر خلال اليومين الماضيين، في محيط بلدتي الشيخ محمد والرشادية الواقعتان على مقربة من طريق الإمداد، العابر لبادية حلب باتجاه معامل الدفاع، مروراً بخناصر. كما شنّ الطيران الحربي والمروحي غارات على أحياء الهلك وبستان الرز وعين التل والشعار، بالإضافة إلى استهداف مواقع المعارضة شمالي حلب في حندرات والبريج بالبراميل المتفجرة. وفي حلب القديمة قامت قوات النظام مساء الخميس، بتفجير نفق تسبب بتهدم مبان يتحصن فيها عناصر تابعين لمليشيا “الدفاع الوطني”، عن طريق الخطأ.

 

إجتماع المعارضة السورية: دولة موحدة ترعى الأقليات

بهية مارديني

مصر تؤكد: اللقاء لن ينتج كيانا جديدا

يستعدّ المعارضون السوريون للإجتماع في القاهرة لبحث ما بعد رحيل بشار الأسد، وعلمت “إيلاف” من خلال مسؤولين في اللجنة التحضيرية لمؤتمر القاهرة أنّ  الميثاق المرتقب سيؤكد أنّ الشعب السوري شعب واحد، عماده المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات دون تمييز بين الأقليات.

 

بهية مارديني: يطرح مؤتمر المعارضة السورية المزمع عقده في الثامن والتاسع من الشهر القادم في العاصمة المصرية، ميثاقا وطنيا سيشكل، في حال اقراره من المشاركين، مرجعا للمبادئ الدستورية للمرحلة الانتقالية والدستور السوري الجديد.

 

ويؤكد أعضاء في اللجنة التحضيرية للمؤتمر في تصريحات متفرقة لـ”إيلاف” أن من مفردات الميثاق ستقرّ بأن “الشعب السوري شعب واحد، عماده المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات دون تمييز”.

 

وأن الميثاق، بحسب الوثائق التحضيرية، “يعتمد قيم الحرية والعدالة والسلام، ويعتبر الدولة كيانا تاريخيا للوعي المعرفي الحضاري قائما على الشراكة والمواطنة المتساوية والمأسسة المدنية المستقلة عن كافة مكونات المجتمع وإيديولوجياته”.

 

ويؤكد أحمد عاصي الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري الأسبق، وهو من أبرز الداعمين لمؤتمر القاهرة، أن الميثاق الوطني المطروح يتطرق الى الحريّات واعتبارها أساساً للعلاقة بين أبناء الوطن الواحد.

 

يشدد الجربا في تصريحاته لـ”إيلاف” على أن الميثاق  يقول إنّ الدولة السورية “تكفل احترام التنوّع المجتمعي ومعتقدات ومصالح وخصوصيّات كل أطياف الشعب السوري، وتقرّ بالحقوق الثقافية والسياسية وتحمي الإنسان وكرامته وتستوجب تجريم المذهبية والطائفية السياسية والإرهاب والعنف”.

 

وسيحاول المؤتمرون في القاهرة عبر تكثيف الجهود،  التوافق على تحديد مؤسسات المرحلة الانتقالية ومفهوم هيئة الحكم الانتقالي، التي تقتضي تشكيل مؤسسات وتسمية أعضائها ورئاساتها، ومن أبرزها المجلس الوطني الانتقالي، الذي سيتولى مهمة التشريع والرقابة على الحكومة في المرحلة الانتقالية.

 

مؤتمر القاهرة وحقوق الأقليات

 

يلفت الجربا في تصريحاته لـ”إيلاف” الى أن الميثاق الوطني يتطرق الى “اقرار الدولة السوريّة بوجود الشعب الكردي ضمن مكوناتها، وبحقوقه القوميّة المشروعة وفق العهود والمواثيق الدوليّة ضمن إطار وحدة الوطن السوري. وتعتبر القومية الكردية في سورية جزءاً أصيلاً من الشعب السوري. كما تقرّ بوجودٍ وهويّةٍ وحقوقٍ قوميّة مماثلة للقوميات السريانية الأشورية والتركمانية والشركسية والشاشانية والأرمنية التي تعتبر جزءاً أصيلاً من المجتمع السوري وأن الشعب هو مصدر الشرعية والعدل هو المنظم الأساس للعلاقة بين أبنائه”.

 

عدم الاستئثار بالسلطة

 

يتطرق الميثاق الوطني المقترح في مؤتمر القاهرة الى السيادة السورية في الربط العضوي بين الوطن والمواطن. في ظل النظام الجمهوري الديموقراطي ودولة المواطنة المدنية وهي دولة ينظم الدستور عقدها المجتمعي ويسودها القانون وتقوم على المؤسسات. ولا يجوز فيها الاستئثار بالسلطة أو توريثها بأيّ شكلٍ كان وتقوم مؤسّسات الحكم في الدولة السورية على أساس الانتخابات الدوريّة والفصل التام بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وعلى مبدأ التداول على السلطة عبر الانتخاب، واحترام نتائج الانتخابات التي تنظمها هيئة مستقلة ويقرر نتائجها صندوق الاقتراع واقرار دستور جديد أساس النظام الديموقراطي المدني ونظام انتخاب عصريّ وعادل يضمن حق مشاركة كافّة التيارات الفكرية والسياسية، ضمن قواعد تؤمّن أوسع تمثيل للشعب واستقرار النظام البرلماني، وتضبط بشكلٍ دقيق الموارد المالية وإنفاق الأحزاب والجماعات السياسية.

 

جيش سوري دون نشاط سياسي

 

الجيش السوري، بحسب الميثاق أيضا، هو المؤسسة الوطنية التي تحمي البلاد وتصون استقلالها وسيادتها على أراضيها، تحرص على الأمن القومي ولا تتدخّل في النشاطات السياسية، واعتماد الدولة مبدأ اللامركزية الديمقراطية، بحيث تقوم الإدارة المحلية على مؤسسات تنفيذية تمثيليّة بهدف الوصول إلى تنمية مستدامة ومتوازنة.

 

ومؤتمر القاهرة هو مؤتمر لقوى وشخصيات معارضة وطنية ديمقراطية يهدف إلى توحيد جهود قوى المعارضة ورؤيتها لإيجاد حل سياسي مبني على ميثاق وطني وخارطة طريق لوضع بيان جنيف موضع التطبيق.

 

وكان مصدر دبلوماسي مصري كشف أن اجتماع القاهرة القادم للمعارضة السورية لن يفضي الى انشاء كيان جديد.

 

وأضاف المصدر في تصريح صحافي، تلقت “إيلاف” نسخة منه، ردا على الاشاعات التي تتناقل حول أنّ اجتماع القاهرة الشهر القادم “سيلغي وجود الائتلاف الوطني المعارض ويؤلف كيانا بديلا”، أن التصريح الصادر عن وزارة الخارجية يوم السبت 23 مايو “كان واضحاً ولم يشر إلى الرغبة فى إنشاء كيانات جديدة، وأن كل ما قيل وأشيع عن ذلك نتج عن إضافات تطوع بها بعض من يبدو أنهم يسعون لخلق مُشكلات وحساسيات إزاء الاجتماع المُزمع عقده فى القاهرة لأوسع طيف من المعارضة السورية الساعية إلى طرح مشروع جاد للحل السياسي على أساس وثيقة جنيف”.

 

وأوضح المصدر أن “قوى المعارضة السورية المُجتمعة فى مصر لا ترى فائدة فى إنشاء كيانات جديدة بعد أربعة أعوام من التدمير الذى تشهده سوريا”.

 

وأضاف المصدر: “القوى السورية أبدت اهتمامها بعقد اجتماع موسع لها ولمختلف قوى المجتمع السوري فى مصر، وأن القاهرة لا تسعى للسيطرة على مسيرة المعارضة بل تكتفى بدعم ما يتفق عليه الأخوة السوريون حرصاً على مساعدتهم فى جهودهم للخروج من الأزمة التى ألمت ببلادهم”.

 

ورأى ذات المصدر أن هذه السياسة المصرية “تُعد أحد أهم أسباب اهتمام قوى المعارضة السورية بالاجتماع فى القاهرة”، وشدد على وجود “دعم عربي واسع لهذا الجهد المصري”.

 

إيطاليا تعلن إنقاذ 3300 مهاجر غير نظامي بالمتوسط  

أعلن خفر السواحل الإيطالي إنقاذ أكثر من 3300 مهاجر غير نظامي بالبحر المتوسط في عدة عمليات جرت الجمعة بمشاركة سفن من عدة دول، بينما عثر المنقذون على 17 جثة في بعض قوارب المهاجرين.

 

وقال خفر السواحل إنه قام بتنسيق 17 عملية لإنقاذ المهاجرين شاركت فيها أربع سفن للبحرية الإيطالية، وزوارق لخفر السواحل وشرطة الجمارك الإيطالية، إضافة إلى سفن حربية أيرلندية وألمانية، وسفن أجنبية تشارك في عملية تريتون الأوروبية، وسفن شحن أوقفها خفر السواحل.

 

وقالت البحرية الإيطالية على موقع تويتر إنها عثرت على 17 جثة على ثلاثة زوارق مطاطية كانت تقل أيضا أكثر من 300 مهاجر على قيد الحياة.

 

وفي اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية، لم يتمكن المكتب الإعلامي للبحرية الإيطالية من تحديد سبب وفاة المهاجرين.

 

ويشير خفر السواحل بانتظام إلى الظروف الصعبة التي يعانيها المهاجرون وخصوصا الاجتفاف وتقلب درجات الحرارة وتعرضهم لأعمال عنف قبل إبحارهم أو أثناء الرحلة، علما بأن عددا كبيرا منهم يقضون اختناقا جراء تنشقهم انبعاثات المحركات.

 

وقد أنقذ أكثر من سبعمئة مهاجر في البحر المتوسط أول أمس الخميس، نصفهم من قبل حاملة مروحيات بريطانية.

 

ومنذ بداية العام وصل أكثر من أربعين ألف مهاجر غير نظامي إلى إيطاليا، في حين قضى نحو 1770 آخرين أو فقدوا عند محاولة عبور البحر إلى أوروبا، حسب آخر حصيلة للمنظمة الدولية للهجرة.

 

وطلبت المفوضية الأوروبية الأربعاء من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التكفل بأربعين ألف طالب لجوء خاصة من سوريا وإريتريا وصلوا إلى إيطاليا واليونان.

 

النظام السوري ينسحب باتجاه الساحل بعد سقوط أريحا  

قالت مصادر للجزيرة إن قوات النظام السوري انسحبت من نقاطها العسكرية في محمبل وبسنقول القريبتين من مدينة أريحا بمحافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، إلى مناطق سهل الغاب بريف حماة والساحل السوري. في غضون ذلك، شهدت مدينة أريحا نزوحا من سكانها خشية حملات القصف العشوائي من النظام.

 

وحصلت الجزيرة على فيديو يظهر قافلة لعشرات الشاحنات والدبابات والآليات المسلحة التابعة لقوات النظام وهي تنسحب من آخر مواقعها في الريف الغربي لإدلب.

 

وكان جيش الفتح قد سيطر صباح اليوم الجمعة على بلدات كفرنجد ومعترم وأورم الجوز عقب سيطرته على مدينة أريحا أمس، بعد معارك أسفرت عن مقتل عدد كبير من قوات النظام وسيطرة المعارضة على أسلحة وذخيرة.

 

يشار إلى أن جيش الفتح يسعى لبسط كامل سيطرته على محافظة إدلب حيث بقي لقوات النظام مطار أبو الظهور العسكري المحاصر في الريف الشرقي، وبلدتا الفوعا وكفريا المواليتان في الريف الشمالي، وحواجز متوزعة على طريق أريحا اللاذقية في الساحل السوري.

نزوح

وأفاد مراسل الجزيرة من أريحا ميلاد فضل بأن سكان المدينة بدؤوا منذ ساعات الصباح الباكر رحلة نزوح من المدينة إلى الحدود التركية القريبة، وذلك خشية حملات القصف العشوائي بالبراميل المتفجرة التي تقول المعارضة إن قوات النظام عادة ما تشنها على كل مدينة عقب خسارتها لها.

 

وأكد أن الطيران الحربي التابع للنظام استهدف العديد من المواقع في أريحا صباح اليوم.

 

وتعليقا على انهيار قوات النظام السريع في أريحا والذي استمر ساعات، قال الخبير العسكري أسعد الزعبي إن الانهيار يعتبر مفاجئا لأن قوات النظام التي هربت سابقا من إدلب وجسر الشغور والمسطومة والقرميد تجمعت في أريحا، كما أن النظام زود قواته فيها بكميات كبيرة من الأسلحة ودعمها بعناصر أجنبية لبنانية وأفغانية وأخرى إيرانية.

 

وأشار الزعبي إلى أن أريحا -التي كان النظام يعول عليها كثيرا بأن تصمد أمام قوات المعارضة- سقطت خلال ساعات فقط، وهو ما يدلل على تراجع معنويات قوات النظام من ناحية وعلى تنظيم المعارضة لصفوفها.

 

وأفاد المرصد الموحد لغرفة عمليات جيش الفتح في أريحا بأنه تم أسر عدد كبير من جنود النظام إضافة إلى عناصر من حزب الله اللبناني، مشيرا إلى أنه تم الحصول على غنائم كثيرة ونوعية من أسلحة ثقيلة ومصفحات ومدرعات.

 

الساحل السوري الوجهة المرتقبة لجيش الفتح  

أحمد العكلة-ريف إدلب

 

بعد سيطرته على مدينة أريحا بريف إدلب بسط جيش الفتح المعارض نفوذه على بلدة أورم الجوز ومعسكر الجازر، حيث فر جنود النظام بعد مقتل بعضهم، وفق روايات ميدانية.

وحسب المصادر الميدانية، سيطر جيش الفتح على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر ودمر عددا من آليات النظام.

 

ويقول الناشط الميداني سعد الحاسي إن عناصر من قوات النظام -التي كانت موجودة في مدينة أريحا- قد هربوا باتجاه بلدة أورم الجوز القريبة منها لكن جيش الفتح باغتهم وتمكن من قتل العشرات منهم.

 

ووفق الحاسي، فقد وجدت جثث لعناصر من النظام مرمية في الأحراش الجبلية وتحت الأشجار، “ولم يتمكن من الهرب إلا عدد قليل منهم لأنهم لم يتوقعوا هذا الهجوم”.

 

ويضيف للجزيرة نت أنه لاحظ انسحاب أرتال من قوات النظام من بلدتي “بسنقول” و”محمبل” تضم دبابات وعربات لنقل الجنود كانت تتجه إلى سهل الغاب والساحل، وتعتبر هاتان البلدتان آخر معاقل قوات النظام في الريف الغربي لمحافظة إدلب.

 

أهمية إستراتيجية

يشار إلى أن أريحا تكتسب أهمية كبيرة كونها بوابة جبل الزاوية من الجهة الشمالية, كما يوجد بها جبل الأربعين المطل على مساحة واسعة من جبل الزاوية وريف إدلب الغربي.

 

كما تكتسب أريحا بعدا آخر كونها تطل على طريق اللاذقية حلب الذي يعتبر من أهم طرق الإمداد لمعسكرات النظام، خصوصا تلك الواقعة في قريتي كفريا والفوعة المواليتين له.

 

ويقول الناشط في المركز الصحفي السوري عمر أحمد إن النظام يدرك أن فقدانه أريحا سيفقده آخر خط دفاع له عن الساحل السوري والقرى الموالية له في سهل الغاب، وإن الاشتباكات أصبحت على خط تماس مباشر مع القرى التي تعتبر الخزان البشري لمقاتلي النظام.

 

ويشير إلى أن القرى الموالية للنظام أصبحت مستاءة من الانهيارات في صفوف جيشه بينما يحجب الإعلام الرسمي الحقيقة عن الناس، حسب تعبيره.

 

ويتوقع بعض المراقبين أن تكون الوجهة المقبلة لجيش الفتح هي مطار أبو الظهور العسكري الذي يقع على بعد قرابة عشرين كيلومترا جنوب غرب مدينة أريحا وقريتي الفوعة وكفريا، في محاولة للسيطرة على محافظة إدلب بشكل كامل.

 

الساحل السوري

لكن آخرين يرون أن الانتقال إلى الساحل أو حلب يمثل هدفا إستراتيجيا مهما لجيش الفتح.

ويقول جمال الفرحات -وهو أحد القادة العسكريين لجيش السنة التابع لجيش لفتح- إن معنويات جنود النظام ومؤيديه منهارة تماما.

 

وتوقع أن يكون إكمال الهجوم باتجاه قرى سهل الغاب والساحل السوري مهمة سهلة، مما سيجبر مليشيات النظام على الانسحاب من عدة مناطق للدفاع على الساحل، وهو ما سيؤدي لانهيار تلك الجبهات بشكل تلقائي، وفق تقديره.

 

ويفضل الرائد يوسف -أحد قادة فيلق الشام- أن تتم السيطرة على محافظة إدلب بشكل كامل بعد الاستيلاء على مطار أبو الظهور وبلدتي الفوعة وكفريا، ومن ثم نقل الحشود العسكرية باتجاه مدينة حلب، قائلا إن هناك غرفة عمليات للتحضير لهذه المعركة.

 

يشار إلى أن قوات النظام واصلت قصف قرى جبل الزاوية ومدينة أريحا، مما أدى لمقتل شخص وجرح آخرين.

 

سوريا.. براميل الأسد تقتل 43 شخصا بينهم أطفال

دبي – قناة العربية

وثقت لجان التنسيق المحلية مقتل 43 سورياً أمس الجمعة.

وبحسب الهيئة العامة للثورة، فإن الطيران المروحي التابع لقوات النظام ألقى براميل متفجرة على بلدة الرامي ومدينة معرة النعمان في ريف إدلب.

يأتي ذلك فيما تعرض حي التضامن في العاصمة دمشق لقصف صاروخي من جانب قوات الأسد تزامن مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وقوات المعارضة على محور ساحة الحرية وشارع دعبول.َ

وأفادت الهيئة العامة كذلك بتكثيف طائرات النظام غاراتها على بلدات الحسينية والصالحية وبلدات أخرى في ريف دير الزور، إضافة إلى قصف مدفعي على بلدة حطلة أوقع جرحى.

وألقت مروحيات النظام براميل متفجرة على بلدات درعا البلد والنعيمة بريف درعا.

وعرض الثوار صورا لجولاتهم داخل مدينة أريحا التي سيطروا عليها بعد طرد قوات النظام منها، وذلك بحسب ما أفادت به شبكة سوريا مباشر.

 

زلزال “أريحا” يضرب الأسد في مسقط رأسه

العربية.نت – عهد فاضل

مع الساعات الأولى التي توالت على سقوط مدينة أريحا الشمالية، بعد سقوط جارتها جسر الشغور بيد المعارضة السورية، ابتدأ سيل التعليقات والتحليلات لفهم ما جرى وسرعة سقوط المدن واحدة تلو الأخرى، وسط تقهقر قوات النظام في عدد من المحافظات السورية.

المواقع الموالية للنظام السوري، وتحديدا منها المعبّرة عن المنطقة الساحلية، شهدت تعليقات وتحليلات سياسية تسعى لفهم تقهقر نظامهم يوما بعد يوم. وكانت صيغة الخبر التي أعلنها النظام عن هزيمته في أريحا، هي شرارة البدء على وسائل التواصل الاجتماعي.

فقد قال الخبر الرسمي: “وحدة من قواتنا المسلحة أخلت مواقعها من أريحا في ريف ادلب”. ثم تم تعديل الصيغة، بعد ساعتين ليصبح: “انسحبت قواتنا من مدينة أريحا حفاظاً على أرواح المدنيين”. وما إن تأكدت البيئة الموالية للنظام في المنطقة الساحلية من سقوط أريحا حتى بدأ سيل التحقيقات والتحليلات والشتائم غير المسبوقة.

أكثر التعليقات طرافة هو الذي قال: “الآن، عرفنا لماذا يقوم النظام بمصادرة الدراجات البخارية، كي يوزعوها على الجيش في أريحا”، قاصدا استخدام الدراجات النارية لتأمين هروب عناصر جيش النظام. ويرد آخر: “بشار بدّو واحد”، أي دراجة بخارية خاصة بالأسد لتأمين هروبه هو الآخر.

وكانت السلطات الأمنية التابعة للنظام السوري قد قامت بمحاولة في الأيام الأخيرة لمصادرة الدراجات البخارية غير المرخصة من شوارع اللاذقية وريفها، إلا أنها جوبهت برد فعل غاضب من قبل الناس الذين تعودوا على استخدام الآليات غير المرخصة أو المسروقة، حتى إن بعضهم هدد قوات الأمن لو اقتربت منه بأن رده سيكون قوياً. وظهر للعيان كيف أن لا سلطة للدولة في سوريا على المناطق الموالية إلى الدرجة التي تباهى مسلحو تلك المناطق بأن الدولة لا تتجرأ على مصادرة آلياتهم غير المرخصة، ولو تجرأت فسترى الرد.

إقالة وزير الدفاع وإعدام المنسحبين

في اللحظة التي أُعلن فيها رسميا سقوط أريحا، بدأت التحليلات التي تحاول فهم ما جرى، فقد أحدث الأمر “صدمة” في الشارع الموالي للنظام. وأول تعليق مسجّل جاء من باسم إبراهيم الحمود الذي قال: “والله شي بيقهر. كل يوم انسحاب تكتيكي وعملية تجميع. وبالأخير كل شاب متل الورد بيروح قتيل”، هازئا بها من إعلانات النظام المتوالية عن إعادة التجميع والانسحاب التكتيكي التي يروجها عادة لتغطية هزائمه في المواقع التي كانت بحوزته. إلا أن الرد أتاه على الفور عبر التجريح والشتم، حيث رد أحدهم: “اللي بدو يتمسخر على جيشو يحط بتمو بوط عسكري ويخرس..”، فيما بادر آخر بالتعليق على فكرة الانسحاب: “لوين بدنا ننسحب كمان؟”.

أما محمد خير الحمصي، فعبّر باقتضاب شديد قائلا: “كل شيء انتهى”، فأتى حسن محمود للدعوة إلى “النفير العام”. وآخر توعّد بـ”طرد الضباط الخونة من الجيش”. وطرح آخر فكرة دعوة “أبناء المسؤولين لحمل السلاح!”.

رد فعل آخر بدا أن صاحبته أصيبت بإحباط وذعر شديدين نتيجة سقوط أريحا بيد المعارضة، حيث قالت دارين عبدالرحمن: “انتظروا الهجوم على الساحل قريبا، وحضّروا عصايات السيلفي”. أما علي العلي، فلم يقدر على تقبل حقيقة هزيمة النظام، فطالب بإقالة وزير الدفاع.

ومن شدة تأثر أبي هادي عدوان بسقوط أريحا، طالب رئيس الدولة بإعدام “عناصر الجيش الذين انسحبوا من أريحا”.

انهيار معنوي وأمني في معقل النظام

تعد محافظة اللاذقية وريفها هي البيئة “الحاضنة للنظام” في شكل رئيسي. ويعتمد جيش النظام على تلك المناطق لتغذيته بالمقاتلين بمختلف الرتب العسكرية.

إلا أن سقوط أريحا، بعد جسر الشغور، أثار قلقا كبيرا في تلك المناطق الموالية، خصوصا أن رئيس الدولة لا يغامر بالظهور ويعيش متخفيا ويتنقل بمواكب وهمية، ولم يعد لديه شيء ليقوله للناس. وبات الكل يحس أن كل شيء يسقط بتسارع حثيث، ولعلها المرة الأولى في تاريخ الحروب العسكرية التي يقال فيها مثل هذا الخبر: “نجحت قواتنا الباسلة بالانسحاب من جسر الشغور، حيث قام جنودنا الأبطال بحمل نعوش الشهداء على أكتافهم وحمل أجساد زملائهم الجرحى وإخراجهم من المستشفى”، فقد التقط الناس الموالون قبل المعارضين، من نصّ كهذا، أن النظام انتهى، هو وجيشه، بدليل الاحتفاء بحمل القتلى، والاحتفاء بحمل الجرحى، وقبلهما الاحتفاء بالانسحاب.

كل تقديرات المراقبين تشير إلى أن صراعات عنيفة ستشهدها مناطق ريف اللاذقية ما بين المسلحين الذين يعملون تحت غطاء “الدفاع الوطني”، هذا فضلا عن صراع ما بين زعامات آل الأسد على الأرض وزعامات المسلحين الذين سقطت هيبة آل الأسد أمامهم وباتوا يحسون أنهم أكثر فاعلية على الأرض، كونهم الحكّام الفعليين في الساحل لا الدولة. وكذلك امتلأت اللاذقية وريفها بالسلاح “المُوالي” والصواريخ “المُوالية” والمطارات “الموالية”، حتى إن وزارة الخارجية السورية أخيرا، افتتحت رسميا فرعا لها في اللاذقية. ويؤكد عارفون بالمنطقة أن برميل بارود اللاذقية لا يحتاج إلا لعود ثقاب.

 

صندوق إئتماني أوروبي لمعالجة الأزمة الانسانية بسورية

بروكسل (29 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أطلق الاتحاد الأوروبي صندوقاً إئتمانياً لمساعدة اللاجئين السوريين، بمساهمة أولية قدرها 40 مليون يورو.

 

ويسعى الاتحاد الأوروبي من وراء هذا الصندوق إلى تأمين آلية موحدة مرنة لجمع الموارد للمساهمة في إدارة أزمة من أسوأ الأزمات في الجوار الجنوبي لأوروبا.

 

وفي هذا الإطار، تؤكد الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن إنشاء هذا الصندوق علامة إضافية على إلتزام أوروبا بمساعدة ضحايا الأزمة في سورية.

 

ويشير البيان الصادر بهذا الشأن، إلى أن الأموال ضمن هذا الصندوق ستخصص لمساعدة 400 ألف لاجئ سوري في بلدان الجوار، حيث “سيتم التركيز على قطاع الشباب والأطفال، وكذلك التعليم والاغاثة الانساني”، وفق النص.

 

ويؤكد الاتحاد الأوروبي أنه أحد أهم المانحين للاجئين السوريين سواء في الداخل أو في دول الجوار، وذلك منذ اندلاع الصراع قبل أكثر من أربع سنوات.

 

هيثم منّاع: مؤتمر القاهرة لا يهدف لشق أو استبدال أحد

روما (29 أيار/مايو) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أكّد المعارض السوري هيثم مناع، أن مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية المرتقب عقده الأسبوع المقبل، لا يهدف إلى شق أو استبدال أحد، وشدد على أن “كل القوى التي قطعت تماماً مع النظام” ستشارك فيه.

 

وحول المؤتمر الذي سُعقد في الثامن والتاسع من حزيران/يونيو المقبل قال مناع، عضو لجنة التواصل وعراب الفكرة، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “إن مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة هو محاولة جادة من شخصيات وقوى سورية لوضع ميثاق وطني جامع وخارطة طريق مشتركة من أجل الحل السياسي التفاوضي القائم على بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”، وفق تعبيره

 

وحول صحة ما نشرته بعض وسائل الإعلام العربية والتركية عن أن مناع والمشاركين في المؤتمر يريدون بالتعاون مع الخارجية المصرية خلق كيان بديل عن الائتلاف، قال “لا يهدف المؤتمر إلى شق أو استبدال أحد، لأنه بالأساس يجمع السوريين الغيورين على استقلال قرارهم السياسي”. وأضاف “نحن نعتبر التمثيل السياسي والشعبي ملكاً للشعب السوري ولا يحدده اختيار أو اعتراف أطراف غير سورية، لقد اغتالت الحروب التي تعيشها سورية مطالب الثورة الأساسية بتعزيزها لقوة المتطرفين وجحافل دعمهم غير السورية في الجانبين، لكن هذه المطالب برأينا ما زالت التعبير الحقيقي عن أغلبية أبناء المجتمع بمختلف تكويناته وتياراته، فقليل جداً هو عدد السوريين المؤيدين لاستمرار الدكتاتورية أو استبدالها بدولة إيديولوجية إسلامية، ومهما كان الدعم الإيراني للنظام ودعم دول إقليمية للإرهاب لا يمكن أن يفرض على الشعب السوري استمرار منظومة الفساد والاستبداد أو تنصيب التكفيريين الجهاديين بديلاً لها”، وفق توضيحه

 

وحول المشاركين في المؤتمر، قال “تشارك في المؤتمر كل القوى التي قطعت تماماً مع النظام، ولها موقف واضح من الإرهاب وتؤمن بالحل السياسي التفاوضي، وهؤلاء نجدهم في هيئة التنسيق الوطنية وعدد هام من التنظيمات الديمقراطية داخل وخارج الائتلاف وأهم القوى السياسية الكردية وعدد من العسكريين المؤمنين بضرورة الحل السياسي وعدد بارز من الشخصيات الوطنية والمدنية والفنية والأدبية في سورية مع وجود متميز للحراك الشبابي والنساء”.

 

وشدد مناع على وجود “تشويه” يتعرض له المؤتمر، وقال “الحقيقة لم ننتظر باقات الورود من أحد، ونعرف أن مصالح الدول لا تعتبر طموحات الشعب السوري أولوية لها بحال، وهناك من يقول بصراحة نحن لم ندفع مبالغ كبيرة لنخرج من العرس بدون قرص، لكن الهم الأساسي لأصحاب فكرة المؤتمر كانت أن يكون مؤتمراً من السوريين للسوريين من أجل سورية والسوريين” على حد تعبيره.

 

وحول مؤتمرات موسكو والرياض، أشار مناع “نحن حَمَلة رسالة وبرنامج وتصور وقد حملته اللجنة التحضيرية رسمياً أو فردياً لمختلف الأطراف الدولية والإقليمية، من المشاركين من شارك في موسكو ومنهم من قاطعها، ومن المشاركين من يتابع باهتمام فكرة مؤتمر الرياض، ومنهم من لا يؤيدها، وقيمة المؤتمر في أنه يرفض المحاور ويرفض صراعات المحاور وهذه نقطة تجمعنا ولا تحول دون مشاركة بعضنا أو عدمها فيما حولنا من مبادرات”.

 

مسلحو المعارضة السورية يعدمون 13 عسكريا حكوميا بأريحا

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ومقره بريطانيا أن مسلحين من فصائل إسلامية مختلفة اعدموا 13 عنصراَ من قوات الحكومة السورية في مدينة اريحا بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا.

وكان “جيش الفتح” المشكل من هذه الفصائل قد سيطر يوم الخميس على المدينة، آخر معاقل القوات الحكومية في المحافظة.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن “الهجوم المباغت الذي شنه الاسلاميون انتهى بانسحاب القوات الحكومية ومسلحي حزب الله من الجزء الغربي من البلدة،” مضيفا “لا يمكننا القول بأن اشتباكات حقيقية وقعت مع القوات الحكومية في أريحا.”

وقال إن حلفاء “جبهة النصرة”، المرتبطة بتنظيم القاعدة، في ما يسمى “بجيش الفتح” قد سيطروا ايضا على عدد من القرى المحيطة بأريحا في وقت قصفت فيه الطائرات الحكومية البلدة.

وقال عبدالرحمن إنه اضافة للعسكريين الـ 13 الذين اعدموا، قتل 18 آخرون في القتال الذي دار بالقرب من أريحا.

وكان تحالف “جيش الفتح” قد حقق سلسلة من الانتصارات في محافظة إدلب مؤخرا، بما في ذلك سيطرته على مركز المحافظة ومدينة جسر الشغور ومعسكر رئيسي للجيش السوري.

وما زالت القوات الحكومية تحكم سيطرتها على مطار ابو الظهور العسكري وعدد من القرى والمواقع العسكرية المحاذية للحدود مع تركيا في محافظة إدلب.

كما افاد المرصد أيضا ان القوات الحكومية قصفت مناطق في مخيم اليرموك في دمشق دون انباء عن وقوع اصابات.

من جانب آخر، سيّر الجيش اللبناني لليوم الثاني على التوالي دوريات واقام حواجز امنية داخل بلدة عرسال الحدودية.

وكانت عرسال قد شهدت معركة بين الجيش اللبناني ومسلحين من المعارضة السورية المسلحة دخلوا البلدة في آب الماضي.

ويأتي دخول الجيش الى البلدة بينما يحتدم الانقسام في لبنان بشأن مطالبة حزب الله الجيش بمحاربة مجموعات مسلحة سورية في مرتفعات عرسال وهو ما لا توافق عليه اطراف سياسية اخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى