أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت، 29 أيلول 2012


العربي لـ«الحياة»: روسيا والصين تتحملان مسؤولية عرقلة حل الأزمة السورية

نيويورك – راغدة درغام

حمّل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي روسيا والصين مسؤولية عرقلة التوصل الى حل للأزمة السورية، مشيراً الى أنهما مستمرتين في حماية النظام السوري، وقال ان تحريك الجمود السياسي يتطلب تغييراً في موقف الحكومة السورية أو مجلس الأمن، مجدداً قلقه من توسع الأزمة السورية لتطاول الدول المجاورة.

وقال العربي في لقاء مع «الحياة» في نيويورك، إن تاريخ سورية «ناصع في التفاهم بين الطوائف»، مشيراً إلى أنها «قبل نظام (الرئيس الراحل) حافظ الأسد كانت تعيش في سلام بكل طوائفها. وشكري القوتلي كان كردياً».

وحول التحرك الفلسطيني للحصول على عضوية الأمم المتحدة، دعا العربي الى البدء بسياسة الخطوة خطوة للحصول على اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين دولة غير عضو، تمهيداً للمرحلة التالية، وهي الحصول على العضوية الكاملة، على غرار تجارب دول عديدة بينها كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية وألمانيا. وهنا نص الحوار:

> الكل يبدو في حال شلل أو عدم قدرة أو عدم استعداد لصياغة نهج أو موقف جدي تجاه الأزمة السورية، فمن هو المُقصِّر والمعرقل؟

– المُقصِّر هو ميثاق الأمم المتحدة. أتفق تماماً مع توصيفك، هناك حال شلل تام وعدم قدرة على تغيير المعادلة القائمة حالياً. لكن المُقصِّر في نظري هو ميثاق الأمم المتحدة، لأنه وضع كل السلطات في يد مجلس الأمن، على أساس أن المجلس سيرفع كل ما يُسبب تهديداً للسلم والأمن الدوليين.

والمفهوم قد تطور منذ عام 1945 حتى الآن، فهناك الآن حالات ومخالفات جسيمة لحقوق الإنسان وأصبحت ترقى إلى مستوى تهديد السلم والأمن الدوليين. والحال في سورية تكشف ذلك، حيث الدماء تُراق والأبرياء يموتون، ودولة لها قيمة تاريخية وقومية تُدمَّر، وحاكم ونظام يقتل الشعب ويطلق قذائف من طائرات ومدفعية ودبابات ولا أحد يفعل شيئاً.

جامعة الدول العربية بدأت (جهودها) منذ 13 تموز (يوليو) 2011، وذهبتُ بعد أسبوع من تسلمي العمل إلى سورية وذكرتُ للرئيس، أو للقيادة السورية ما يلي: (1) ضرورة وقف إطلاق النار (2) ضرورة إطلاق سراح المعتقلين (3) لا بد من إصلاحات، في ذلك الوقت، سياسية حقيقية. ولم يحدث شيء.

ذهبت بعد ذلك بتفويض من مجلس الوزراء (العرب) في 10 أيلول (سبتمبر)، ولم يحدث شيء، ثم كلف مجلس الوزراء رئيس اللجنة المعنية وكلفني بالذهاب مرة ثالثة في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) ولم يحدث شيء.

بعد ذلك بدأت الجامعة العربية تستخدم ما في جعبتها من آليات محدودة، حتى العقوبات، وليست عندنا عقوبات، بل مقاطعة. كل ما في جعبة جامعة الدول العربية استخدمته. شهر بعد شهر، ثم أعلنت الحكومة السورية أنها وافقت على طلبنا وقف إطلاق النار، وأرسلنا المراقبين العرب ولم يستطيعوا أن يقوموا بشيء. عدد المراقبين كان صغيراً، وبعض الدول قررت أنها لا ترغب في الاستمرار، فاضطررنا الى سحبهم. وفي النهاية، في كانون الثاني (يناير) الماضي اتُّخذ قرار بعرض الموضوع على مجلس الأمن، بوصفه الأداة السحرية والعصا السحرية التي ستقضي بما هو مطلوب وتؤدي إلى وقف إطلاق النار وتحقيق تطلعات الشعب السوري.

مرت ثمانية شهور ولم يحدث شيء. فمن المُقصِّر؟ ميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح لدولة أو لدولتين أن تعرقل كل ما يطالب به المجتمع الدولي.

> من هما هاتان الدولتان؟

– طبعا روسيا والصين.

> ماذا تريد روسيا منكم أنتم كعرب؟

– روسيا لها مصالح مختلفة، سواء في سورية أو مع الولايات المتحدة، وبينهم أحاديث. وأنا لا أتحدث باسم روسيا ولا الصين. أنا أتحدث على واقع قائم، هم الآن لا يرغبون في تغيير موقفهم ومستمرون في فرض حماية للنظام السوري.

> كيف يمكن جهود الممثل الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي أو غيره أن تؤدي إلى نتيجة طالما أن الموقفين الروسي والصيني لم يتغيرا؟

– أقولها بطريقة أخرى، من جهة ثمة موقف متعنت من الحكومة، ومن جهة أخرى فشلُ مجلس الأمن في الاضطلاع بمسؤوليته، وتحريك الموقف يحتاج تغييراً في أحد الاثنين.

> وماذا عما طرحه أمير قطر عن تدخل عربي؟

– أمير قطر تكلم عن قوات عربية، وتحدثت معه بعد ذلك ومع رئيس وزراء قطر، حيث تحدثا عن قوات حفظ سلام. أمير قطر لم يكن يقصد حرباً ضد سورية بل حماية المدنيين. الدول العربية تفكر في إيفاد قوة حفظ سلام.

> هل تفكرون في هذا الآن؟

– أطالب منذ أول نيسان (أبريل) بتطبيق المادة 41 من الفصل السابع (من ميثاق الأمم المتحدة) التي هي عقوبات اقتصادية وقطع الاتصالات السلكية واللاسلكية والمواصلات.

> إذن ما هي الإجراءات الاستطرادية للطرح القطري الآن بعدما طُرح من منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة؟

– دعم هذا الموقف.

> هل ستتحركون أنتم كجامعة دول عربية؟ هل ستتحرك قطر داخل الجامعة في هذا الاتجاه؟

– اسألي قطر، لا تسأليني.

> وأنتم هل ستتحركون؟

– لا. أنا قلت موقفي منذ البداية والدول عليها أن تتحرك. أطالب المجتمع الدولي بالإقدام على هذه الخطوات.

> نتكلم الآن عن قوة حفظ سلام عربية، وهو ما تحدث عنه أمير قطر؟

– إرسال قوة عربية يقتضي أن تقبل به الحكومة السورية.

> إذن هل كان ذلك طرحاً من دون إسناد؟

– لا بالعكس، كان طرحاً في موقفه. ونتوقع أن تحدث تغييرات في المستقبل. هو (أمير قطر) يتكلم عن طرح، وهي نظرة مستقبلية للأمير، وأنا لا أتحدث باسمه، فأنا لا أرد على أسئلة عن هذا الموضوع بتاتاً.

> هل تشعر أن هناك أي مجال لتباين بين الموقفين الروسي والصيني؟ أم هو تحالف استراتيجي لن يؤثر فيه أي تطور؟

– الأمران معاً… هذا تحالف استراتيجي، وبين روسيا والصين اتفاقات لحماية أحدهما الآخر. لكن هناك اختلاف في الموقف طبعاً، فلروسيا مصالح استراتيجية في سورية، ولا أعتقد أن للصين مثل هذه المصالح.

> أنتم تؤدون دوراً مهماً في العمل على توحيد المعارضة السورية، وكنت استضفت اجتماعاً ولكن يبدو أن هناك لوماً متزايداً لأطياف المعارضة على الشرذمة والانقسام. ماذا تفعلون الآن للمّ شمل المعارضة السورية، إذا كان ذلك الأمر وارداً؟

– أولاً، هذا الموضوع يتوقف على المعارضة السورية، ولا شك أن بينها -كما ذكرتِ- شرذمة وتفككاً وحزازيات مُغالًى فيها، وجامعة الدول العربية كُلفت من مجلس الوزراء (العربي) بالاتصال بالمعارضة. نتصل بجميع أطياف المعارضة منذ سنة، وأصبحت أعرفهم شخصاً شخصاً. واستغرقنا من أيلول الماضي إلى 2 تموز من هذا العام حتى جمعنا ما يزيد عن 230 شخصاًَ وأمكن الاتفاق على وثيقتين في غاية الأهمية لا أدري لماذا لا ينظر إليهما أحد: إحداهما عن رؤية مستقبلية لسورية، والأخرى سُميت «العهد»، وهي تتكون من المبادئ الأساسية للنظام الرشيد الذي نرجو أن يتحقق ويحقق طموحات الشعب السوري. كيف ننتقل من ذلك؟ ما نسعى إليه هو أن تكون هناك جبهة ومظلة عامة لكل المعارضة تكون على استعداد في يوم من الأيام لتمثيل المرحلة الانتقالية التي قررت «مجموعة العمل» في جنيف أن تبدأ.

> وبالنسبة للأمل الذي يُعبّر عنه، على الأقل في مصر، عن مبادرة الرئيس محمد مرسي، ولربما لمّ الشمل بين إيران والمملكة العربية السعودية داخل إطار الرباعية؟ يبدو أن تلك الآمال انحسرت؟

– الفكرة نفسها، التي أطلقها الرئيس مرسي في مكة المكرمة، وأنا كنت حاضراً، فكرة سليمة. ولا بد من الاعتراف بأن إيران جزء كبير من المشكلة وبالتالي دورها مطلوب في الحل. هذا يتوقف على إيران، أنا لم أشارك في هذه المحادثات ولا أدري ما يحدث.

> هل ترى أن ثمة من يقول أيضاً إن هناك سكوتاً على انتهاك إيران قرارات مجلس الأمن، بمدها النظام في دمشق بالسلاح؟ أليس هناك حاجة لموقف عربي يضع النقاط على الحروف ويطلب تحرك مجلس الأمن لتكف إيران عن دعمها النظام السوري؟

– هذا كلام لن أرد عليه، لأنه ليس عملياً، فالطلب من مجلس الأمن إصدار قرار ضد إيران حول مد السلاح كلام غير عملي إطلاقاً، لو كنا نستطيع الوصول إلى مجلس الأمن للحصول على شيء منه، لكنا أخذنا منه حلاًّ للمشكلة لمرة واحدة.

> أتخشى على الدول المجاورة: لبنان، الأردن، العراق؟

– طبعاً، وكررت هذا منذ أكثر من ستة شهور، المسألة الآن ليست سورية فقط، المنطقة كلها مهددة وعلى فوهة بركان، والانفجار يمكن أن يمس الجميع، ليس فقط اللاجئين بأعداد ضخمة جداً، لكن أيضا في التأثير على هذه الدول بمختلف الوسائل، طبعا نخشى على العالم العربي ونخشى على الشرق الأوسط بأكمله.

وفي ما يتعلق بما يمكن أن يطلق عليه الوساطة، أو محاولة الحصول على الأهداف المرجوة، حاول كوفي أنان كل ما يستطيع، وفي النهاية وجد أن الأبواب موصدة كلها، واستقال. وجرت اتصالات مستمرة لفترة، ربما عشرة أيام، بين بان كي مون، سكرتير عام الأمم المتحدة، وبيني للبحث عن بديل، وفي نهاية المطاف وجدنا أن خير من يمكن أن يقوم بهذه المهمة المستحيلة هو السيد الأخضر الإبراهيمي، لما له من خبرة طويلة جداً في كل هذه المسائل، واكتسب الكثير من التفهم للمشاكل الصعبة خلال عمله في جنوب أفريقيا وهايتي وأفغانستان وغيرها، وهو كان -أكثر من ذلك- مبعوث الجامعة العربية الذي أشرف على إنهاء الحرب الأهلية في لبنان في اتفاق الطائف، وهذا الاتفاق تم مع النظام السوري، فلديه خبرة بالنظام السوري، وأنا أعتقد أنه خير من يمكن أن يقوم بعمل، ولكنه يحتاج إلى دعم كامل من المجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص من مجلس الأمن.

> تحدثت عن خوف من تسرب اللااستقرار إلى الدول المجاورة، هل تعتقد أن هناك أيضاً خوفاً من تفاقم ما يسمى بالتطرف الإسلامي؟

– هذا موضوع آخر تماماً.

> داخل سورية وخارجها؟

– سورية فيها طائفية أساساً، فيها طوائف مختلفة، لكن عندما يسألني أحد أقول إنه قبل نظام (الرئيس الراحل) حافظ الأسد كانت سورية بكل هذه الطوائف تعيش في سلام. أنا شخصياً كنت في بداية حياتي عضواً في الجمهورية العربية المتحدة، سورية ومصر، وكنت ملحقاً بسفارة مصر في روما أثناء الجمهورية العربية المتحدة، وكان رؤسائي سوريين، ولم أكن أدري هل هذا سني أم شيعي أو درزي أو أي شيء. شكري القوتلي كان كرديا. سورية لديها تاريخ ناصع من التفاهم بين الطوائف كلها.

> الخوف من حرب، أو حروب مذهبية وطائفية، مذهبية بشكل خاص، سنية-شيعية، في المنطقة ككل، أترى أن هناك إفراطاً في مثل هذه التوقعات؟

– للأسف الشديد، هناك مؤشرات غير مريحة، وكل ما أقوله في هذا الموضوع هو أنه لا يليق بالعرب الذين لديهم حضارة طويلة أن يتحدثوا عن هذه الطوائف مثلما كانت تفعل أوروبا وتتقاتل في القرون الوسطى.

> أنت اجتمعت مع الأميركيين، هل وجدت أن كل شيء عندهم مؤجل إلى ما بعد كانون الثاني (يناير) ما بعد تسلُّم الرئيس الجديد المنتخب مهامه؟ وهل تخشى أن هذه الإطالة ستؤدي إلى تعاضد المقاتلين المتطرفين الذين يشار إليهم أحياناً بأنهم من القاعدة وأمثالها؟

– تحدثت مع الأميركيين هنا، وزيرة الخارجية والسفراء الأميركيين والروس والبريطانيين والفرنسيين وسواهم، لكن في ما يتعلق بالولايات المتحدة، طبعاً نحن نعلم كعرب، أن كل أربع سنوات، وهذا تعلمناه في ما يتعلق بقضية فلسطين، تتوقف العجلة عن الدوران، وعلينا أن ننتظر انتهاء الانتخابات الأميركية.

> ولذلك طرح الرئيس الفلسطيني فكرة الدولة غير العضو، ويبدو أن كل شيء مؤجل إلى ما بعد الانتخابات الأميركية. زخم الرسالة الفلسطينية من منصة الأمم المتحدة هذه السنة لم يكن كما كان عليه السنة الماضية، التي كانت دورة محمود عباس. ما هي إفرازات التوجه إلى الجمعية العامة في الموضوع الفلسطيني ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية؟ هل ستكونون أكثر حدة في مواقفكم أم واقعيين؟

– أنا واثق تماماً بأن الدورة الماضية كان يمكن إطلاق عليها اسم دورة فلسطين، لأن الطلب الذي تقدم به محمود عباس هو الذي كان يجب أن يحدث منذ ستين عاماً. للأسف الشديد، هذا الطلب لم يلق قبولاً حتى الآن بتوصية من مجلس الأمن، لكي تقرر الجمعية العامة عضوية الأمم المتحدة، ولكن لا تستطيع الجمعية أن تقوم بذلك إلا إذا أصدر مجلس الأمن توصية، والتوصية لم تصدر في العام الماضي، ولم يكن هناك انتخابات. لكن كان هناك رأي آخر لعدد كبير من الدول، وأنا لا أخفي أنني كنت أميل إلى هذا، بأن نأخذ الموضوع خطوة خطوة، وأن نبدأ بدولة غير عضو. ثبت لمن يقرأ تاريخ الأمم المتحدة أن كل الدول التي كانت هناك مشاكل سياسية حولها، ولننسَ الفاتيكان وسويسرا التي كانت دولة غير عضو حتى عام 2001، هذا ما تم بالنسبة لألمانيا التي كانت دولة مراقبة، وكوريا الشمالية والجنوبية وألمانيا الشرقية والغربية.

الدرس هو أن الدول التي حولها مشاكل سياسية تبدأ بأنها دول غير أعضاء، ولا يعيب شيئاً أن تبدأ فلسطين بهذا، المهم هو أن نحشد التأييد اللازم والمطلوب لتحقيق هذا الأمل، وتصبح فلسطين دولة غير عضو. ستسألينني أهمية هذا فأقول: أياً كان الوضع، في يوم من الأيام لا بد أن تجلس دولة فلسطين مع دولة إسرائيل الى طاولة. وهناك ستقول فلسطين إن هذه الأراضي هي محتلة، لأن فلسطين أصبحت دولة. إسرائيل تقول الآن إن هذه الأراضي متنازع عليها. هذا كاف لإبداء الرأي حول أهمية أن تكون فلسطين دولة معترفاً بها من الأمم المتحدة بأنها دولة غير عضو.

> تكون أيضا قادرة على التوجه بهذه الصفة إلى المحكمة الجنائية الدولية للاحتجاج على الاحتلال الإسرائيلي؟

– هذا موضوع آخر، لا بد من الرد على هذا، هذا موضوع ثانوي. لا يمكن أخذ إسرائيل الى المحكمة الجنائية الدولية، لأن المحكمة الجنائية هي للأفراد، فلا قيمة لها في هذا الموضوع السياسي، هناك سوء فهم في كل مكان.

> تحدث بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الجمعية العامة عن الخطر الإيراني النووي، ووضع خطوط حمراً. أتخشى أن يكون هناك عزم إسرائيلي على توجيه ضربة عسكرية ضد إيران؟

– لدي عدم ثقة مطلقة بكل ما تقوم به إسرائيل وبالذات تحت رئاسة نتانياهو، فليفعلوا ما يفعلون. أنا لا أدري عنهم شيئاً.

حرب حلب تستهدف مسجد الأمويين والسعودية تنتقد تقاعس مجلس الأمن

نيويورك – راغدة درغام ؛ لندن، دمشق، بيروت، عمان، واشنطن – «الحياة»، رويترز، ا ف ب، اب

استمرت أمس «حرب حلب» من دون حسم، ودارت معارك ضارية بين قوات المعارضة والنظام للسيطرة على مسجد الامويين. وانتقدت المملكة العربية السعودية في كلمة القاها نائب وزير الخارجية الامير عبد العزيز بن عبدالله بن عبد العزيز تقاعس مجلس الأمن، ما أعطى «النظام السوري ضوءاً أخضر للاستمرار في جرائمه». وتتجه الولايات المتحدة الى دعم العشائر وتكرار تجربة «الصحوات» في سورية للوقوف امام المتشددين ومنع «الاخوان» من السيطرة على البلاد.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ان الحكومة السورية حركت بعض اسلحتها الكيماوية الى مواقع «أكثر أمناً». وقال: «لا اعرف ما اذا كانت المعارضة حصلت على بعض هذه الاسلحة او ما حدث تحديداً». ورفض اعطاء اجابة واضحة عما اذا كانت عناصر من «الحرس الثوري» الايراني او قوات المعارضة وضعت يدها على بعض الأسلحة الكيماوية. وقال: «لا معلومات أكيدة في هذا الشأن». وشدد على ان المواقع الرئيسية للاسلحة الكيماوية لا تزال آمنة.

واعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن إيران لم تدع مجالا للشك في أنها ستفعل كل ما يمكنها لحماية حكومة «وكيلها وصديقها الحميم» الرئيس بشار الأسد. وأشارت الى أن الولايات المتحدة ستقدم الى المعارضة السورية مساعدات إنسانية و»غير فتاكة» اضافية بقيمة 45 مليون دولار.

وكانت قوات المعارضة أعلنت أنها حققت تقدماً على جبهات عدة في حلب من دون تحقيق اختراق مهم، بعد ساعات من المعارك العنيفة غداة إعلان إطلاق «معركة الحسم». وتراجعت بعد الظهر حدة المعارك لتتركز في شرق المدينة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد معارك على نطاق «غير مسبوق» و «على جبهات عدة»، بحسب ما أفاد عدد من السكان والمرصد.

وبات مسجد الأمويين في حلب الهدف الجديد للمقاتلين المعارضين، وهو يقع على خط التماس في قلب المدينة القديمة. وشهدت أطراف المسجد اشتباكات منتصف يوم أمس وترددت أصداء انفجارات عدة في الحي حيث اطلقت دبابات القوات النظامية قذائفها في شكل منتظم، بحسب ما لاحظت صحافية في وكالة «فرانس برس».

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن المقاتلين المعارضين في حلب «من كل المناطق السورية»، واستقدموا تعزيزات «في العدد والمعدات» قبل بدء هجوم الخميس، لكنهم ما زالوا غير قادرين على مجاراة القوة النارية للقوات النظامية. وأوضح أن «النظام غير قادر على الحسم، ولا الثوار قادرون على السيطرة على أحياء بكاملها». وقال إن «المعارك على نطاق غير مسبوق ولم تتوقف منذ الخميس»، مضيفاً أنه «في السابق كانت المواجهات تجري في شارع أو شارعين من قطاع معين، لكنها تدور الآن على عدة جبهات».

وأكد مصدر عسكري لـ «فرانس برس» أن الاشتباكات الأكثر حدة اندلعت فجراً في حيي العرقوب وميسلون (شرقا) واستمرت ساعات عدة. وأشار إلى أن المقاتلين المعارضين حاولوا مساء الخميس «أكثر من مرة» و «على جبهات عدة» اختراق ساحة سعد الله الجابري وسط المدينة، من دون أن ينجحوا في ذلك، بحسب المصدر.

في الوقت نفسه بدأت القوات النظامية هجوماً على أحياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة شمال العاصمة دمشق، ودمرت منازل ونفذت سلسلة اعتقالات. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «القوات النظامية تقتحم أحياء برزة وجوبر والقابون» مع «قطع للطرق المؤدية للحي وعمليات دهم وتكسير للمنازل واعتقالات طاولت عدداً من المواطنين في حي برزة».

وتحدثت «الهيئة العامة للثورة السورية» عن حملة أمنية وعسكرية واسعة النطاق في هذه الأحياء، مشيرة إلى تعرض عدد من المنازل والمحال التجارية إلى التدمير والنهب.

وشهدت مناطق سورية عدة أمس تظاهرات في «جمعة توحيد كتائب الجيش السوري الحر» لا سيما في حلب. وقال المرصد السوري في بيان: «خرجت أحياء الفردوس وبستان القصر والأنصاري والأشرفية والسكري والفرقان وباب قنسرين والمعادي والشعار والقاطرجي وحلب الجديدة» في تظاهرات مناهضة للنظام، ومطالبة بتوحيد المجموعات المقاتلة المعارضة.

وفي نيويورك، علمت «الحياة» أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي حذر أثناء جلسة مغلقة في نيويورك من «مخطط إيران للسيطرة على باب المندب ومضيق هرمز» وقال: «قبضنا على عناصر من الحرس الثوري الإيراني» و»إن نجح مخطط إيران في السطرة على باب المندب ومضيق هرمز سيكون ذلك أخطر من امتلاك القنبلة النووية». لكن الدول الخمس الدائمة العضوية وألمانيا اتفقت على استمرار الحوار مع إيران في شأن ملفها النووي «مشددة على أولوية وحدتها» إزاء الملف. وحضر وزير الخارجية الإيراني ونظيريه المصري والتركي اجتماعاً بعيداً من الأضواء غابت عنه المملكة العربية السعودية للمرة الثانية في إطار اجتماعات «مجموعة العمل» الرباعية المقترحة من مصر في شأن سورية.

وقال مصدر عربي إن المملكة ترى أن الرباعية «باتت بلا فائدة» فيما قال مصدر آخر إن تركيا «لمحت الى احتمال خروجها أيضاً من االمجموعة».

وعلمت «الحياة» من مصدر رفيع أن روسيا اعترفت لعدد من الديبلوماسيين أنها فشلت في التأثير على النظام في دمشق. وقال مصدر مطلع على محادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظرائه المشاركين في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة إن «الكلمة الوحيدة التي سمعناها تكراراً هي يرحل أو يتنحى» في إشارة الى الرئيس الأسد. وأضاف أن وجهة النظر الروسية هي «تفضلوا رحلوه إن تمكنتم» مؤكداً أن روسيا «أوقفت تماماً شحنات السلاح الى النظام السوري منذ أشهر» وأن الديبلوماسية الروسية بذلت تكراراً الجهود للتأثير على الأسد لكنه «لم يسمع».

وترأست وزيرة الخارجية الأميركية أمس اجتماع «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» في نيويورك، وقالت مصادر عربية رفيعة إن «النهج الأميركي الجديد هو التركيز على فكرة الصحوات على غرار التجربة في العراق التي كان العقل المدبر لها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الجنرال دايفيد بترايوس».

وأضافت أن واشنطن تبدو في صدد «سحب الدعم» من «المجلس الوطني السوري» بسبب سيطرة «الأخوان المسلمين» عليه، وأن فكرة دعم «الصحوات» هي «إثارة العشائر ضد المتطرفين».

وفي كلمة امام الجمعية العامة، أشار نائب وزير الخارجية السعودي في كلمة المملكة امام الجمعية العامة الى تعثر كل المبادرات المطروحة لحل الأزمة السورية عربياً ودولياً «بسبب تعنت النظام السوري وصلفه وسط تقاعس المجتمع الدولي جراء انقسام مجلس الأمن» ما أعطى «النظام السوري ضوءاً أخضر الاستمرار في جرائمه».

واعتبر أن نجاح مهمة الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي يرتبط باستناد مهمته الى «استراتيجية جديدة وخطة واضحة لتحقيق انتقال سلمي للسلطة وتجاوز خطة النقاط الست» وأنه «لن يستطيع التحرك قدماً من دون الدعم اللازم من مجلس الأمن».

وطالب إيران بالاستجابة الى جهود مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية وإلمانيا وتنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة ببرنامجها النووي مشدداً على جعل «منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي وضرورة إخضاع إسرائيل منشآتها النووية للتفتيش الدولي والتوقيع على اتفاقية حظر الانتشار».

قتال حلب “غير المسبوق” يتقدّم الديبلوماسية

واشنطن تعلن عن مساعدة جديدة للمعارضة

    و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ

بانيتا كشف عن زيادة “تأمين” الأسلحة الكيميائية السورية

تعيين كارلا دل بونتي مفوضة للتحقيق الدولي في جرائم الحرب

تقدم الهجوم الذي تشنه المعارضة السورية المسلحة لاخراج القوات النظامية من مدينة حلب الجهود الديبلوماسية التي تبذل لاعطاء زخم لمهمة الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الاخضر الابرهيمي. فلليوم الثاني ظلت جبهات حلب مشتعلة بقتال “غير مسبوق”. وقال مقاتلو المعارضة الذين شنوا هجوماً اساسياً على حي الشيخ مقصود الذي تقطنه غالبية كردية انهم يواجهون مهمة صعبة أمام القوات النظامية التي تمتلك تسليحا افضل بكثير. ولم تمنع اعمال العنف التي أوقعت 65 قتيلاً استناداً الى “المرصد السوري لحقوق الانسان”، سكانا في حلب وغيرها من المناطق السورية، من المشاركة في تظاهرات مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد دعت الى توحيد “الجيش السوري الحر”.

ومع تصاعد القتال، كشف وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا عن امتلاك بلاده “معلومات تشير الى حصول عمليات نقل في بعض المواقع (السورية)… لزيادة تأمين الاسلحة الكيمائية”، مشيرا الى ان المعلومات تفيد “ان المواقع الرئيسية لا تزال مؤمنة”.

وفي نيويورك، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امام ممثلي 20 دولة عضواً في مجموعة “اصدقاء الشعب السوري” وتسع شخصيات سورية معارضة على هامش دورة الجمعية العمومية للامم المتحدة: “اعلن اليوم مساعدة اضافية بقيمة 30 مليون دولار لمساعدة (السكان) في الحصول على الغذاء والماء والبطانيات والخدمات الطبية الاساسية”. وبذلك، ترتفع القيمة الاجمالية للمساعدة الانسانية الاميركية للمدنيين السوريين الى 130 مليون دولار. واضافت: “اعلن ايضاً 15 مليون دولار اضافية لدعم المجموعات المدنية للمعارضة السورية، مما يرفع دعمنا الاجمالي للمعارضة غير المسلحة الى نحو 45 مليون دولار”.

وانتقدت ايران قائلة: “لنكن صرحاء هنا… إيران هي شريان الحياة الأهم للنظام. الأسبوع الماضي اعترف مسؤول إيراني كبير علنا بأن أفرادا من الحرس الثوري الإيراني يعملون داخل سوريا… لم يعد هناك أدنى شك في أن طهران ستفعل كل ما يمكنها لحماية وكيلها وصديقها الحميم في دمشق… إيران ستبذل قصارى جهدها للتحايل على العقوبات الدولية”.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في تصريحات أعدت سلفا من أجل الاجتماع عينه إن بلاده تزيد اتصالاتها مع المعارضة المسلحة في سوريا.

واعرب كل من الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والابرهيمي الذين التقوا في وقت متقدم الخميس، عن تخوفهم من تحول سوريا “ساحة معركة اقليمية”.

أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فحذر خلال اجتماع مع وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي من المضي في اتجاه عسكرة الوضع في سوريا.

والتقى لافروف وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي التقى بدوره وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي.

وفي جنيف، وفي خطوة ذات دلالة، عين مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان كارلا دل بونتي المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية، في لجنة تحقيق تجريه الامم المتحدة في انتهاكات في سوريا. وعرفت دل بونتي بملاحقتها للرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش امام المحكمة الجنائية الدولية. ومدد المجلس عمل لجنة التحقيق في جرائم الحرب في سوريا ستة أشهر.

بانيتا يقرّ بنقل سوريا بعض الأسلحة الكيميائية

ويرى أن تدخلاً  أميركياً أحادياً “خطأ فادح”

    و ص ف، أ ب، رويترز، ي ب أ

أقر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بأن الحكومة السورية نقلت أسلحة كيميائية الى مواقع اكثر أمانا، مؤكداً أن مواقع الأسلحة الكيميائية الرئيسية لا تزال حيث هي وآمنة تحت سيطرة الحكومة. ورأى أن تدخلا عسكريا أميركيا أحاديا في سوريا سيكون “خطأ فادحاً”.

وقال للصحافيين في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكندي بيتر ماكاي: “وردت بعض المعلومات الى الاستخبارات عن نقل بعض تلك المواقع حتى يتمكن السوريون من تعزيز أمنها … المواقع الرئيسية لا تزال كما هي ولا تزال آمنة”.

وهذه المرة الاولى يقر مسؤول أميركي بحصول عمليات نقل “محدودة” للاسلحة الكيميائية في سوريا، وإن يكن أشار الى أنها نقلت من أجل ضمان أمنها. وأضاف: “الى أين نقلت تحديداً، لا نعرف… لا أملك أية معلومات محددة عن المعارضة، وما اذا كانت حصلت على بعض منها أم لا، وبأية كمية”. وعندما سئل هل يعتقد أن الحرس الثوري الايراني “الباسدران” أو الثوار تمكنوا من حيازة أي من الاسلحة، ترك الباب مفتوحاً لمثل هذا الاحتمال، قائلاً إنه لا يملك معلومات حاسمة لتأكيد ما يحصل. الا أنه أوضح أن الولايات المتحدة راقبت المواقع الرئيسية التي لا تزال آمنة.

وكان بانيتا علق الخميس على دعوة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى التدخل العسكري في سوريا ، بقوله إنها لا تغير اقتناعه بأن المقاربة الفضلى هي “الضغط الديبلوماسي والاقتصادي الدولي على (الرئيس السوري بشار) الأسد كي يتنحى”. وأفاد أنه إذا قرر المجتمع الدولي التحرك عسكرياً فسوف نكون جزءاً منه”، لكن تدخلا عسكريا أميركيا أحاديا سيكون “خطأ فادحاً”. وذكر ان أميركا تعمل مع دول أخرى لمساعدة المعارضة السورية وتوفير المساعدة الإنسانية للمتضررين من العنف في سوريا، كما تراقب من كثب مواقع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.

وفي ما يتعلق بالاعتداء على القنصلية الأميركية في بنغازي احتجاجاً على الفيلم المسيء الى النبي، أعرب عن اقتناعه بأن من نفذوا الهجوم هم “إرهابيون”، لكن التحقيق لا يزال مستمراً لتحديد ما اذا كانوا من “القاعدة” أو غيرها. وحذر من “أننا لن نسمح للذين يهاجموننا ويقتلون شعبنا بالنفاد بفعلتهم”.

 وبعد أسبوعين تقريبا من اعلان “قوة المساعدة الامنية الدولية” في أفغانستان “ايساف” التي يقودها حلف شمال الاطلسي تقليص عملياتها المشتركة مع القوات الافغانية بعد تزايد كبير للهجمات “من الداخل”، أعلن بانيتا ان العمليات المشتركة تجددت “بشكل طبيعي”. وقال: “يمكنني ان ابلغكم ان غالبية وحدات ايساف جددت مهماتها المشتركة على كل الصعد بشكل طبيعي”.

ومع ان وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أصرا على ان الشركة عادت الى طبيعتها، اكد ضباط عسكريون استمرار العمل بالاجراءات الجديدة التي أوجبت الحصول على تصريح من جنرال بنجمتين لاية عملية مشتركة دون مستوى الكتبية.

المعلــم يؤكــد التعــاون مــع المبــادرات الدوليــة:

نجاحهــا رهــن باحتــرام إرادة الســوريين

أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في نيويورك أمس، تعاون دمشق مع المبادرات الدولية لحل الأزمة السورية، والتي تطرح بالشكل الذي يناسب ويحترم السيادة السورية ومصلحة الشعب السوري.

وأكد المعلم، خلال لقائه وزراء خارجية الجزائر مراد مدلسي وماليزيا داتوسري حنيفا أمان وأوكرانيا كوستانتين غريشينكو على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن «نجاح أي مبادرة لحل الأزمة السورية يعتمد على ضرورة احترام مبدأ رفض التدخل الخارجي في الشؤون السورية، واحترام إرادة السوريين باختيار مستقبل بلادهم بأنفسهم، ووقف تمويل وتسليح وإيواء المجموعات الإرهابية المسلحة».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن المعلم قدم للوزراء عرضا مفصلا للأوضاع في سوريا و«التعاون الذي تبديه سوريا مع المبادرات الدولية التي تطرح بالشكل الذي يناسب ويحترم السيادة السورية ومصلحة الشعب السوري».

وعلى صعيد العمل والتعاون ضمن منظمة التعاون الإسلامي، أكد المعلم أن «المنظمة فشلت في مساعدة الشعب السوري، وكانت مواقف بعض الدول الأعضاء فيها جزءاً من المشكلة وليست جزءا من الحل».

وبحث المعلم مع مدلسي «العلاقات الثنائية بين البلدين والروابط الوثيقة والتاريخية بين الشعبين السوري والجزائري، إضافة إلى الجهود الديبلوماسية المتعلقة بالأوضاع في سوريا ومهمة (المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر) الإبراهيمي، حيث أكد المعلم أن نجاح أي مبادرة يعتمد على ضرورة احترام مبدأ رفض التدخل الخارجي في الشؤون السورية واحترام إرادة السوريين باختيار مستقبل بلادهم بأنفسهم، ووقف تمويل وتسليح وإيواء المجموعات الإرهابية المسلحة».

وأكد مدلسي «حرص بلاده على استقرار سوريا وتمسكها باحترام سيادتها واستقلالها. واتفق الجانبان على ضرورة دعم الجهود والمبادرات البناءة التي تهدف لمساعدة الشعب السوري وضرورة استمرار التشاور الثنائي بين البلدين في ما يخص جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك».

(«سانا»)

 قلق من تحول سوريا «ساحة معركة إقليمية» .. وواشنطن تزيد «مساعداتها» للمعارضة

حلـب: اشـتباكات طاحنـة والمسلحـون يهدّدون الأكـراد

اندلعت اشتباكات ضارية على كل الجبهات في حلب أمس، حيث شنَّ المسلحون هجوما واسعا لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق اختراق ميداني كبير. وبالاضافة الى ذلك، سُجِّل تطور لافت في معركة حلب، حيث فتح مسلحو المعارضة مواجهات مسلحة مع الاكراد في المدينة من خلال الهجوم على حي الشيخ مسعود الذي تقطنه غالبية كردية، وتهديدهم بفتح مواجهات شاملة معهم، وهي خطوة من شأنها أن تزيد من تعقيدات الوضع في حلب والأزمة في سوريا عموما.

وفي هذه الأثناء، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون زيادة «المساعدات» الأميركية للمعارضة 45 مليون دولار، لتصبح 130 مليون دولار، في حين أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي عن «خشيتهم من تحول سوريا إلى ساحة معركة إقليمية».

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي إن المسؤولين الثلاثة التقوا في مقر الامم المتحدة للتأكيد على «الضرورة الحيوية للمجتمع الدولي في أن يتوحد لدعم عمل» الإبراهيمي. وأضاف «أنهم يخشون اذا ما استمر العنف، من ان تصبح سوريا ساحة معركة

إقليمية، وأن تقع فريسة قوى لا علاقة لأهدافها» بالأزمة السورية.

وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال لقائه وزراء خارجية الجزائر مراد مدلسي وماليزيا داتوسري حنيفا أمان وأوكرانيا كوستانتين غريشينكو على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تعاون دمشق مع المبادرات الدولية لحل الأزمة السورية، والتي تطرح بالشكل الذي يناسب ويحترم السيادة السورية ومصلحة الشعب السوري. (تفاصيل صفحة 12)

وذكرت وكالة «مهر» أن وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي بحث مع وزراء خارجية سوريا ولبنان وبلغاريا وتركمانستان وماليزيا، الأزمة السورية. وأضافت أن صالحي والمعلم أكدا «ضرورة إيجاد حل سوري ـ سوري عبر وقف العنف ومنع إرسال السلاح إلى الجماعات المتطرفة وعدم التدخل الأجنبي وإطلاق الحوار الوطني بين النظام والمعارضة. كما تمّ التأكيد على الدور المؤثّر لإيران في المساعدة في تسوية القضايا الإقليمية بما تتحلى به من سياسة حكيمة ومتزنة، وخاصة بشأن القضية السورية».

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن المعلم ونظيره الروسي سيرغي لافروف بحثا «التفاصيل المتعلقة بالأعمال الإرهابية التي تستهدف المؤسسات السورية العامة والخاصة، والتي تتم بسبب استمرار سياسات بعض الدول في إيواء وتدريب وتمويل وتسليح المجموعات الإرهابية المسلحة».

وأضافت «وضع المعلم نظيره الروسي بصورة آخر مستجدات مهمة الأخضر الإبراهيمي والجهود التي تبذلها سوريا لإنجاح مهمته، بما يضمن سيادة واستقلال القرار السوري، ووضعه أيضاً بصورة الجهود السلبية التي مازالت تمارس من قبل باقي الدول لتقويض مهمة الإبراهيمي».

وأكد لافروف «استمرار بلاده في دعم ومساعدة سوريا على تجاوز الأوضاع الحالية ضمن الثوابت والمرجعيات المعروفة وفي سياق احترام ثوابت القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة». وكان لافروف بحث مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي «توطيد التعاون المشترك والأزمة السورية».

واعلن لافروف، امام الجمعية العامة للامم المتحدة، ان دعم الدول للمعارضة المسلحة «يدفع سوريا اكثر الى حرب داخلية ضروس». واشار الى ضرورة وقف اطلاق النار واطلاق المعتقلين وايصال المساعدات الانسانية، مؤكدا دعم موسكو للابراهيمي لوقف القتال.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «لم تمنع أعمال العنف التي حصدت 65 قتيلاً، سكانا في حلب وغيرها من المناطق السورية، من المشاركة في تظاهرات مناهضة للنظام دعت إلى توحيد الجيش السوري الحر».

وبعد معارك ضارية استمرت لساعات على غالبية الجبهات في حلب، تراجعت حدة الاشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الذين حققوا تقدما من دون تحقيق اختراق مهم في «هجوم حاسم» في المدينة.

وقال أحد قادة «لواء التوحيد» أبو فرات إن المسلحين «حققوا تقدما على جبهات عدة في حلب، منها حي صلاح الدين». وأضاف «على جبهة صلاح الدين، تمكنا من السيطرة على إحدى قواعد القوات النظامية، وقتل 25 جنديا على الأقل في هذا الهجوم». وأوضح مقاتل ان 20 مسلحا قتلوا وأصيب 60.

وقال قادة مجموعات مقاتلة إن «الهجوم هدف إلى دفع القوات النظامية إلى التراجع في أحياء سيف الدولة وصلاح الدين والإذاعة والعامرية والسكري». وأوضحوا أنهم «نجحوا في التقدم على محوري السكري والإذاعة، بينما اضطروا إلى التراجع في صلاح الدين لنقص في الذخيرة».

وأكد مصدر عسكري سوري أن الاشتباكات الأكثر حدة اندلعت فجر أمس في حيي العرقوب وميسلون، واستمرت ساعات، بينما حاول مسلحون «أكثر من مرة وعلى عدة جبهات» اختراق ساحة عبد الله الجابري وسط المدينة من دون أن ينجحوا بذلك، مشيرا إلى مقتل 10 مسلحين لدى محاولتهم اقتحام حي الشيخ مسعود ذي الغالبية الكردية في شمال حلب.

ونقل مراسل «فرانس برس» عن مصدر عسكري قوله إن المقاتلين فجّروا الباب الشرقي للجامع الأموي في المدينة القديمة «في محاولة للتسلل عبر المسجد الى ساحة السبع بحرات، ومنها إلى ساحة عبد الله الجابري» وسط حلب، مشيرا الى وقوع اشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين «الذين تمركزوا في سوقي النسوان والخوبة».

وفي اليوم الثاني من معركة أطلقوا عليها «معركة الحسم» هدّد المسلحون بمهاجمة المقاتلين الأكراد المحليين، وهي خطوة من شأنها أن تزيد من تعقيد الأزمة.

وفي حي الشيخ مسعود في حلب، قال المقاتلون إنهم «أمسكوا بثمانية رجال على الأقل من الميليشيا الموالية للنظام»، مضيفين إن «بعض الأسرى قتلوا»، من دون توضيح ما إذا كان القتلى من الأكراد.

ووجه قائد العمليات العسكرية «للواء التوحيد» عبد القادر صالح، في بيان على «فايسبوك»، «طلبا أخيرا لعصابات حزب العمال الكردستاني بإلقاء سلاحهم فورا وعدم الزج بأنفسهم في معركة خاسرة ليس لهم فيها ناقة ولا جمل، وأنه من دخل بيته فهو آمن ومن يحمل السلاح في وجه الكتائب المقاتلة ستكون نيران البندقية إليه اقرب».

«أصدقاء سوريا»

وقالت كلينتون، خلال اجتماع «أصدقاء الشعب السوري» بحضور تسعة من الناشطين المعارضين السوريين، «لم يعد هناك اي شك بأن إيران ستقوم بكل ما هو ممكن لحماية تابعها وشريكها في دمشق».

واعلنت تقديم مساعدة اضافية الى المعارضة المدنية السورية بقيمة 45 مليون دولار. وأوضحت أن 30 مليون دولار من هذا المبلغ ستخصص للمساعدة الانسانية و15 مليونا للمعارضة المدنية. واضافت «يجب ان ينتهي نظام بشار الاسد حتى تتوقف معاناة الشعب السوري ويبزع فجر جديد».

وضم الاجتماع المصغّر ممثلين لعشرين دولة عضوا في مجموعة اصدقاء سوريا، علما ان المجموعة تضم نحو مئة عضو. وقال ديبلوماسيون أميركيون إن هذا الاجتماع هدف الى مساعدة المعارضة السورية في «حماية نفسها والدفاع عن نفسها»، علما أن واشنطن تقول إنها تحجم عن تقديم اي مساعدة عسكرية الى المقاتلين المعارضين.

وأعلن نظيرها الفرنسي لوران فابيوس أن باريس تزيد من اتصالاتها مع المسلحين. وقال إن «العملية معقّدة لكن الشعب السوري ينتظر منذ 18 شهرا لكي تتقدم المعارضة الى الامام. ولهذا السبب زادت فرنسا من اتصالاتها مع ممثلين عن المعارضة المسلحة».

وقال العربي أمام الاجتماع إن الوضع في سوريا يصبح «أكثر تفجرا». وأضاف «نحتاج إلى بدء فترة انتقالية. الفترة الانتقالية تعني الانتقال إلى نظام آخر».

وواصلت أنقرة هجومها على النظام السوري أمس، حيث استغل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، منبر الأمم المتحدة، ليعتبر أن الصراع في سوريا يتحول إلى «حرب مذهبية» تؤثر على كل المنطقة.

وقال داود أوغلو، أمام الجمعية العامة للآمم المتحدة، إن «الشعب السوري ما زال يعاني القمع والعنف من قبل النظام»، مشدداً على ضرورة تحرك مجلس الأمن الدولي «لوقف القتل الممنهج في سوريا».

واعتبر أن عدم تحرك مجلس الأمن بشأن الأزمة السورية يظهر أنه «أصبح أداة بيد الطغاة». وقال إن «الرحمة لطاغية هي أكثر عمل لا رحمة فيه لشعب مضطهد. وإذا لم يكن الآن، فمتى يفترض بنا أن نتحرك». وإذا لم تكن الأمم المتحدة، فمن سيقود؟ وإذا لم نكن نحن، فمن سيحمل على أكتافه مسؤولية حماية المدنيين الأبرياء؟». وأضاف «عدم قدرة مجلس الأمن على التحرك هي التي تشجع النظام السوري على قتل المزيد من الأشخاص». وقال إن «الشعب السوري يعاني من قمع النظام والمجتمع الدولي لا يفعل شيئاً وهذا معيب».

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)

الإبراهيمي يبدأ قريباً جولة إقليمية ويستعد لنقل مقره الديبلوماسي إلى القاهرة

دول الجوار تدق جرس الإنذار حول تداعيات الأزمة السورية

جو معكرون

مع دخول الأزمة السورية في حلقة مفرغة من دون مخرج في المدى المنظور، بدأت دول الجوار تطرح تساؤلات جدية حول جدوى استمرار تسليح المعارضة السورية من دون تصور عام يؤدي إلى مرحلة انتقالية، والدافع الرئيسي لهذه الهواجس هو تدفق اللاجئين السوريين والاضطراب الداخلي الذي تتركه التطورات السورية على هذه الدول.

الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع كانت فرصة لدول الجوار أن تطرح هواجسها، سواء في اللقاءات الثنائية أو الاجتماعات مع الجانب الأميركي، أو مع قيادات الأمم المتحدة في الملف السوري. تحدثت «السفير» خلال الأسبوع مع ديبلوماسيين عرب وغربيين ومسؤولين في الأمم المتحدة، فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم، لفهم تصور المجتمع الدولي حيال ما يحدث في سوريا هذه الأيام.

البداية من مهمة موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي. هناك ارتياح عام من توليه المنصب، رغم القيود المعروفة على طبيعة عمله سواء في مجلس الأمن الدولي أو على الأرض في سوريا أو الدول الإقليمية.

وتقول مصادر ديبلوماسية، تتابع عن كثب الملف السوري، إن الموفد الخاص السابق كوفي انان كان يقول ما يريد قوله لكن بأسلوبه الخاص، أي بسلاسة تحترم موقف الشخص أو الطرف المعني. التزم أنان بأفكاره وبخطة عمله لفترة 6 أشهر أدار خلالها الملف السوري من دون حتى أي مقابل مادي لخدماته في مرحلة بدت كأنه يحاول فيها «إسقاط تجربته في كينيا» عام 2009 على الأمر الواقع السوري.

الإبراهيمي يأتي بعقلية أخرى و«بحساسية» أكثر إلى البعد العربي لهذا الملف، نظراً لتجربته في الثورة الجزائرية وفي الأمم المتحدة. ويتحدث ديبلوماسي آخر عن الشعور بالارتياح الذي تتركه شخصية الإبراهيمي في الاجتماعات، حتى مع غياب أي تصور لديه في هذه المرحلة، لا سيّما أن عبارة واحدة يكررها الإبراهيمي في كل اجتماعاته «ليس لدي خطة، أنا هنا لاستمع».

لوجستياً لا يزال الإبراهيمي في مرحلة انتقالية خاصة به بعد شهر على توليه المنصب رسمياً. الأمم المتحدة تعمل على تصفية مكتب انان الذي أقامه في جنيف، وهناك قرار بنقل مكتب الإبراهيمي إلى القاهرة، وهناك تساؤلات كثيرة حول ما ستعني هذه الخطوة بالنسبة إلى دور الجامعة العربية في الأزمة السورية، لا سيما ان الإبراهيمي عمل في الفترة الأخيرة كرئيس لجنة مستقلة لمساعدة الأمانة العامة للجامعة العربية على تطوير عملها. خلال مقابلة مع «السفير» في تشرين الثاني الماضي، تحدث الإبراهيمي عن ضرورة حصول التغيير بالتوافق بين السوريين بمساعدة عربية ومن دون تدخل أجنبي.

وتدل المؤشرات على أن الإبراهيمي لا يزال ثابتاً على رؤيته هذه. ويقول مطلعون على عمله إنه على عكس انان يركز في هذه الفترة على الداخل السوري ليحاول فهم ماذا تريد الأطراف المعنية، وما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها. ويركز الإبراهيمي الآن على بلورة صيغة لمرحلة انتقالية من دون أن يكون لديه اي إفراط بالأمل، لأنه مدرك ان هناك اشتباكاً سياسياً أوسع بين روسيا والدول الغربية. وبالتالي يسعى إلى بلورة إجماع سوري وإقليمي ودولي على صيغة مرحلة انتقالية، ليس بالضرورة ان تدعمها كل هذه الأطراف، بل على الأقل لا تعترض عليها او ترفضها.

وبعد الانتهاء من أعمال الجمعية العامة في نيويورك، سيبدأ الإبراهيمي جولة إقليمية ستشمل سوريا ولبنان والأردن والسعودية، ولا تفكير حتى الساعة بزيارة طهران، لكن لا تستبعد المصادر حصول هذه الزيارة في مرحلة لاحقة. الإبراهيمي حتى الآن كان صريحاً وجريئاً في مواقفه، بحيث وجه رسالة إلى النظام السوري من نيويورك هذا الأسبوع بأن وقت الإصلاح انتهى وحان وقت التغيير، كما لديه تحفظات على أداء المعارضة وعدم قدرتها على توفير البديل عن النظام. ووعد الإبراهيمي ببوادر تصور جديد بعد عودته من جولته الإقليمية.

البعد الثاني في التحديات التي تواجه الإبراهيمي هي طبعاً «الحرب الباردة» الناعمة بين موسكو وواشنطن. خلال فترة تولي انان شهدت أروقة الأمم المتحدة، بحسب ديبلوماسيين، تلاسناً قوياً بعبارات حادة بين مندوبة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس ونظيرها الروسي فيتالي تشوركين. الآن هناك على ما يبدو هدنة بين الطرفين، في وقت لا تزال فيه موسكو متمسكة بموقفها العام من التطورات السورية، وتعتبر أن الدول الغربية استهانت بموقفها السابق من الثورة في ليبيا، لكن موسكو أكدت خلال لقاءات نيويورك أنها غير مستعدة لتحمل تبعات الفوضى التي قد تنتج عن سقوط النظام السوري.

أميركا طبعاً لا تزال حائرة في أمرها حيال سوريا، والانتهاء من الانتخابات الرئاسية الأميركية قد لا يعني بالضرورة حصول أي تغيير جذري مع بداية العام الجديد. كما تتزايد الأصوات، داخل الإدارة الأميركية، التي لا تعتقد باحتمالات الحل الديبلوماسي وبنفس الوقت تمتنع الإدارة عن تبني فكرة التدخل العسكري.

لا يمكن المبالغة في قراءة معاني استقالة فريد هوف من وزارة الخارجية لأنه أمر طبيعي في أي بيروقراطية، لكن يجب الإشارة إلى أن هوف كان حامل لواء فكرة دعم «المجلس الوطني السوري» داخل الإدارة. ومن جهة أخرى هناك السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد الذي يرى الأولوية في التركيز والحوار مع المعارضة في الداخل، حتى لو كان يقتصر هذا الأمر على برنامج «سكايب» عبر الانترنت. وبالتالي سنرى على الأرجح في المرحلة المقبلة تركيزاً أميركياً على دعم المجالس المحلية داخل سوريا، وتفكيراً بطرق إرسال مساعدات أميركية إليها بالتزامن مع مساعدة المعارضة السورية لاستيعاب تحديات المرحلة الانتقالية، باعتبار أن سقوط النظام حتمي حتى لو ليس هناك معرفة بعد لكيفية حصول هذا السيناريو.

وتستغرب مصادر ديبلوماسية الاعتراض الأميركي على تشكيل «الرباعية» من مصر وتركيا وإيران والسعودية لمحاولة حل الأزمة السورية، أو على الأقل احتوائها. وتعتبر أن الموقف الأميركي يبدو كأنه يطرح فكرة مساعدة طهران على تسوية الوضع السوري مقابل تساهل دولي محدود معها في الملف النووي. لكن ترى هذه المصادر أن عدم تبلور هذه التسوية يعود الى سببين، الاول هو الاكتفاء الأميركي بالتلميح الغامض وغير المباشر حول هذا الطرح، والثاني عدم «وصول الرسالة الى الجانب الثاني من الهاتف»، في إشارة الى عدم وجود تواصل مباشر إيراني – أميركي وعدم وجود رغبة إيرانية بتبني هذا المخرج نظراً لتمسك طهران بالنظام السوري حتى الآن.

البعد الآخر هو البعد الإقليمي للأزمة السورية. ومن دون أي تنسيق مسبق بينهم، طرح كل من لبنان والأردن والعراق الهواجس ذاتها في نيويورك، كلٌ بحسب وضعيته الداخلية وبحسب تداعيات التطورات السورية على استقراره. المعلومات الأميركية تشير إلى 350 الف لاجئ سوري في دول الجوار، بعدما كان العدد حوالي 50 ألفاً قبل ستة أشهر.

لبنان طرح موضوع دخول المتطرفين الأجانب نتيجة الفوضى السورية، ومصادر عراقية تقول إنها أيضاً طرحت هواجس مشابهة حول انعكاسات الازمة السورية على الحدود العراقية. كما سمع الوفد العراقي تلميحاً من الإبراهيمي حول مسألة نقل الأسلحة الإيرانية إلى النظام السوري عبر الأجواء العراقية من دون الحديث عن اتهام مباشر. الأردن كان لديه أيضاً مواقف متقدمة، وكان على الأرجح الأـكثر قلقاً من تدفق اللاجئين والسلاح وحاجته الى الدعم المالي لاستيعاب اللاجئين مثلما هو حال لبنان أيضاً.

وخلال كل هذه الاجتماعات الثنائية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة كان هناك للمرة الأولى تحفظ متزايد عربي وغربي على مواصلة إمداد المعارضة السورية بالسلاح بالطريقة العشوائية التي تحصل فيها، والتي تنعكس عدم استقرار على دول الجوار كما تترك تساؤلات حول مصير هذا السلاح بعد سقوط النظام.

وزير خارجية تركيا يحذّر من حرب طائفية في المنطقة بأسرها

نيويورك- (يو بي اي): دعا وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو المجتمع الدولي إلى حماية المدنيين في سوريا، محذراً من أن الوضع في هذا البلد بات يشكل تهديداً على سلام المنطقة وأمنها، ومن حرب طائفية قد تشمل المنطقة بأسرها.

وقال داوود أوغلو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الجمعة إن “أكثر من 30 ألف شخص قتلوا حتى الآن، وفر نحو 300 ألف إلى الدول المجاورة وهناك حوالي مليون شخص نازح. للأسف أصبحت هذه المأساة الإنسانية مجرد إحصائية بالنسبة للكثيرين ولكن ماذا فعل المجتمع الدولي لوقف هذه المذبحة؟ لا شيء حرفيا..حتى الآن لم نرَ عملا واحدا فعالا لإنقاذ الأرواح البريئة”، في سوريا.

وتساءل عن تفسير شرعية” فشل مجلس الأمن في أن يعكس الضمير الجماعي للمجتمع الدولي، والذي من مسؤولياته الأساسية الحفاظ على السلم والأمن الدوليين”، مضيفا أن عدم قدرته في التصرف بهذا الشأن إنما يشجع النظام السوري على قتل الأشخاص أكثر من أي وقت مضى.

وحذر وزير الخارجية التركي من حرب طائفية قد تشمل المنطقة بأسرها، ومن “وصمة عار أخرى” بعد عشرين عاما، مشيرا إلى مذبحتي سربنيتشا (بيوغوسلافيا السابقة) وحلبجة (في العراق) والتي تتمثل هذه المرة في مدن سوريا.

وشدد أوغلو على مسؤولية المجتمع الدولي عن حماية الشعب السوري، من دون النظر لأي اعتبارات أخرى غير الضمير والحرص على مصير الشعب السوري، فضلا عن أن الأوضاع في سوريا قد “تطورت لتشكل تهديدا حقيقيا للسلم والأمن في الإقليم”.

وتطرّق إلى الفيلم الأمريكي المسيء للإسلام واعتبر أن “هذه الهجمات على الرسول محمد وضد الإسلام هي استفزازات مطلقة تهدف إلى تحريض الشعوب ضد بعضها”. وأدان كل التحريض على التمييز الديني والكراهية.

وقال “للأسف فإن الإسلام فوبيا باتت نوعاً جديداً من العنصرية ومناهضة السامية، ولا يمكن تحملها تحت شكل حرية التعبير”.

ودعا إلى “سياسة وآلية دولية تحمي حرية التعبير وتضمن في الوقت عينه احترام الأديان وتمنع الشتائم “ضدها.

حريق في إدلب السورية يمتد إلى الحدود التركية ويحرق 100 هكتار من الأراضي

أنقرة- (يو بي اي): امتد حريق اندلع في محافظة إدلب السورية الجمعة إلى الحدود التركية وتسبب في حرق 100 هكتار من الأراضي في ولاية هاتاي.

وأفادت وكالة أنباء (الأناضول) التركية أن مسؤولين في هاتاي أصدروا قرارا بإغلاق الطرق بين بعض المناطق والقرى في الولاية أمام حركة المرور الاعتيادية ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة الحريق، كما تم إخلاء مركز شرطة “تشالي بوغازي” مؤقتا.

ويعمل فريق إطفاء مكون من 150 عضوا من ولاية هاتاي والولايات المجاورة على السيطرة على الحريق.

السلطات السورية تنفي إنشاء هيئة عامة لعشرات الآلاف من الشبيحة

دمشق- (د ب أ): نفت مصادر سورية عسكرية مطلعة “أن تكون السلطات عمدت إلى إنشاء هيئة عامة للدفاع الوطني مشكلة من عشرات الآلاف من الشبيحة الداعمين للنظام”.

ونقلت مصادر إعلامية شبه رسمية إن “السلطات لا تعمل على تشكيل فرق مقاتلة نخبوية من عشرات الآلاف من الشبيحة”.

وقالت المصادر السبت إن “الجيش السوري كان وما يزال مرآة لكافة أطياف الشعب السوري ولم ولن يكون الفرز انتقائيا على الإطلاق”.

وأوضحت المصادر السورية العسكرية أن “أبناء الوطن السوري الواحد مدركون ومتفطنون لحجم الشحن الطائفي البغيض الذي تسعى أطراف باتت مكشوفة لفرضه داخل النسيج الاجتماعي لسورية بلد التعايش”.

ولا تثق قوى المعارضة بما تردده السلطات الفاقدة للشرعية ” بحسب تعبيرها.

وكانت بعض وسائل الإعلام قد روجت أن السلطات تسعى لاستيعاب “الشبيحة” في مؤسسات “وطنية” تقوم بالدفاع عن البلاد على حد تعبيرها.

و”الشبيحة” هم من الموالين للنظام وتقوم السلطات بمدهم بالسلاح والمال حتى يقاتلوا إلى جانبها في مواجهة قوى المعارضة المسلحة ومنهم من ينتمون إلى حزب البعث الحاكم بصيغة الأمر الواقع أو من العناصر الأمنية اللذين كانوا معاقبين وأعادتهم السلطات أو من أصحاب السوابق أو من جيل الشباب المتحمس أو أبناء المسؤولين والمستفيدين من النظام والمحسوبين عليه وفق ما هو متداول ومعلن.

المعارضة السورية تحصل على مساعدة أمريكية بملايين الدولارات

نيويورك- (ا ف ب): حصلت المعارضة السورية الجمعة في نيويورك على عشرات الملايين من الدولارات كمساعدة اضافية من الولايات المتحدة التي نددت على هامش اجتماعات الجمعية العامة بدعم طهران لدمشق، في حين استمرت المعارك ميدانيا في سوريا مخلفة المزيد من القتلى.

واشرفت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون على اجتماع مجموعة (اصدقاء الشعب السوري) مع ممثلين عن 20 دولة. وشارك في الاجتماع تسعة معارضين قدموا من سوريا لكن بعيدا عن اعين الصحافيين لاسباب امنية.

واعلنت كلينتون عن “مساعدة اضافية بقيمة 30 مليون دولار” لمساعدة “الشعب السوري الذي يعاني جراء هجمات وحشية” للقوات الحكومية.

واضافت كلينتون “اعلن ايضا عن مساعدة بقيمة 15 مليون دولار اضافية لدعم المجموعات المدنية للمعارضة السورية، ما يرفع دعمنا الاجمالي للمعارضة غير المسلحة الى نحو 45 مليون دولار”.

اما المساعدة الانسانية الاميركية لسوريا واللاجئين في دول الجوار فهي تصل الى 132 مليون دولار، بحسب الوزيرة.

اما نظيرها البريطاني وليام هيغ فقد اعلن تخصيص 12,9 ملايين دولار علاوة عن 30,5 ملايين تم تخصيصها لصندوق انساني. وقال “الكثير من الارواح ازهقت والكثير من الدم سال ويعاني السوريون الكثير. وعلينا ان لا نتركهم يفقدون الامل”.

وشدد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على مساعدة “المناطق المحررة” في سوريا وهي “الوسيلة الملموسة اكثر” لمساعدة الشعب الذي “يشعر انه ترك لمصيره”. واشار الى اجتماع “مقبل” في تشرين الاول/ اكتوبر بالدوحة لترسيع تشكيل حكومة مؤقتة في سوريا.

وانتقدت كلينتون مجددا ايران التي تتهمها واشنطن بتزويد دمشق بالسلاح. وقالت “ايران هي اهم خشبة خلاص للنظام السوري” و “لم يعد هناك اي شك بان ايران ستقوم بكل ما هو ممكن لحماية تابعها وشريكها في دمشق”.

في المقابل اكدت روسيا على تطبيق اتفاق جنيف للانتقال السياسي في سوريا وذلك اثناء كلمة القاها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امام الجمعية العامة للامم المتحدة اتهم فيها الغرب بتعميق الازمة في سوريا.

وكان تم تبني اتفاق جنيف لمبادىء الانتقال السياسي في سوريا في 30 حزيران/يونيو من قبل مجموعة العمل حول سوريا.

ولا يتضمن اتفاق جنيف اي دعوة لتخلي الرئيس السوري بشار الاسد عن السلطة في الوقت الذي تصر فيه دول غربية وبعض الدول العربية والمعارضة السورية على رحيله.

ودعا لافروف اعضاء مجموعة العمل حول سوريا الى تاكيد التزامهم باتفاق جنيف الذي قال انه يوفر “الوسيلة الاسرع لانهاء” النزاع.

وذكر بان موسكو كانت اقترحت على مجلس الامن الدولي تبني قرار يقر فيه اتفاق جنيف لكن “هذا المقترح تم تعطيله” من قبل الغربيين.

وحذر وزير خارجية روسيا من ان “اولئك الذين يعارضون تطبيق الاتفاق يتحملون مسؤولية كبيرة” دون ان يشير الى دول او جهات بالاسم.

ولم تمنع اعمال العنف التي حصدت الجمعة 117 قتيلا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان بينهم 71 مدنيا، سكانا في حلب وغيرها من المناطق السورية، من المشاركة في تظاهرات مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد دعت الى توحيد الجيش السوري الحر.

كما واصلت الامم المتحدة ضغوطها على النظام السوري واعلنت رئيسة مجلس حقوق الانسان لورا دوبوي لاسير الجمعة انه تم تعيين القاضية كارلا ديل بونتي والمقرر الخاص السابق للامم المتحدة حول كوريا الشمالية فيفيت مونتاربورن مفوضين في لجنة التحقيق التابعة للمنظمة الدولية حول سوريا.

ومع اقرار دمشق في تموز/يوليو الماضي بامتلاكها اسلحة كيميائية والتلويح باستخدامها ضد اعتداء غربي، كشف وزير الدفاع الامريكي عن امتلاك بلاده “معلومات تشير الى حدوث عمليات نقل في بعض المواقع (…) لزيادة تامين الاسلحة الكيمائية”، مشيرا إلى أن المعلومات تفيد “ان المواقع الرئيسية ما زالت مؤمنة”.

واكد بانيتا خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكندي “عدم وجود معلومات محددة” عما اذا كانت المعارضة تمكنت من الاستيلاء على بعض هذه الاسلحة، علما انه سبق للمقاتلين المعارضين اتهام النظام بنقل بعض هذه الاسلحة مع اتساع رقعة العنف في البلاد.

في جنيف وافق مجلس حقوق الانسان بغالبية 41 صوتا مقابل رفض ثلاث دول هي روسيا والصين وكوبا وامتناع الهند واوغندا والفيليبين، على اقتراح عربي مدعوم اميركيا واوروبيا لتمديد مهمة اللجنة التي شكلت قبل اكثر من عام ويرأسها البرازيلي باولو سيرجيو بينيرو، والطلب من الامين العام للامم المتحدة توفير موارد اضافية لها.

وندد قرار المجلس “بكل اعمال العنف ايا كان مصدرها، بما ذلك الاعمال الارهابية”، مجددا دعوته للسلطات السورية “الى تحمل مسؤولياتها في حماية السكان”.

وبعيد هذا القرار اعلنت رئيسة مجلس حقوق الانسان لورا دوبوي لاسير الجمعة انه تم تعيين القاضية كارلا ديل بونتي والمقرر الخاص السابق للامم المتحدة حول كوريا الشمالية فيفيت مونتاربورن مفوضين في لجنة التحقيق التابعة للمنظمة الدولية حول سوريا.

ميدانيا تركزت المعارك بشكل اساسي في مدينة حلب ومساء الجمعة تراجعت حدتها وضاقت رقعتها عن تلك التي شهدتها ثاني كبرى مدن شمال سوريا صباحا.

ولم تمنع اعمال العنف التي حصدت الجمعة 117 قتيلا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان بينهم 71 مدنيا، سكانا في حلب وغيرها من المناطق السورية، من المشاركة في تظاهرات مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد دعت الى توحيد مجموعات “الجيش السوري الحر”.

وافاد مراسل فرانس برس في حلب عن وقوع اشتباكات مسائية “تتركز في عدد من احياء المدينة القديمة خلف الجامع الاموي، ومن باب النصر باتجاه باب الحديد (وسط)، وفي حيي الكلاسة وبستان القصر (جنوب غرب)”.

وتراجعت بعد ظهر الجمعة حدة المعارك لتتركز في شرق المدينة بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، بعدما شهدت العاصمة الاقتصادية لسوريا بدءا من مساء الخميس معارك على نطاق “غير مسبوق” و”على عدة جبهات” بحسب ما افاد عدد من السكان والمرصد.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان “النظام غير قادر على الحسم، ولا الثوار قادرون على السيطرة على احياء بكاملها”.

ورغم اتساع رقعة العنف في ثاني كبرى المدن السورية، خرج العديد من السكان في تظاهرات “جمعة توحيد كتائب الجيش السوري الحر” التي دعا اليها الناشطون سعيا الى توحيد الاطياف المسلحة للمعارضة التي تواجه النظام من دون هيكلية واضحة.

كما شملت التظاهرات بلدات في ريف حلب منها الابزمو حيث اظهر شريط على الانترنت متظاهرين يهتفون “الجيش الحر الله يحميك”، اضافة الى بلدات في ريف دمشق ومحافظة حماة (وسط) وادلب (شمال غرب) والحسكة (شمال شرق) ودرعا (جنوب).

فراس طلاس يتعهد بتمويل المعارضة السورية في الداخل

وينتقد المجلس الوطني ويقول انه “يفتقد الى الرؤية”

لندن ـ (يو بي أي): تعهد فراس طلاس، نجل وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس، بتمويل جماعات المعارضة السورية في الداخل وتقديم مساعدات انسانية وانشاء منظمة غير حكومية للتعامل مع ما اعتبرها الفوضى التي ستشهدها سورية بعد رحيل نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال فراس، شقيق العميد مناف أحد قادة الحرس الجمهوري الذي انشق في تموز (يوليو) الماضي، في مقابلة مع صحيفة “ديلي تليغراف” الجمعة، إنه “سيمنح شركاته الضخمة إلى هيئة من الشخصيات البارزة في المعارضة السورية، لاستخدام أرباحها للمساعدة في بناء مجتمع ديمقراطي في سورية”.

واضاف “أنا أدعم برنامجاً كاملاً للإطاحة بالنظام وأضع ثروتي وراء ذلك حتى النهاية وسأُعيد إلى سورية كل ما أعطتني.. ولكن إذا اعطيت كل ما عندي من المال فإن ذلك لا يساوي غراماً واحداً من الدم الذي فقده الشعب السوري”، على حد تعبيره.

واشار فراس طلاس إلى أنه يخطط لانشاء منظمة غير حكومية تتولى الملكية الرسمية لامبراطوريته المسماة “من أجل سورية”، والتي تنشط في مجالات تجارية مختلفة من تحميص القهوة إلى البناء وتبلغ قيمتها مليارات الليرات السورية.

وقال إنه “يعمل على اعداد الأوراق القانونية الآن لتحويل ملكية امبراطوريته التجارية إلى هيئة تضم 7 شخصيات من قيادات المعارضة السورية، وسيجعل حساباتها علنية وشفافة واستخدام ارباحها لإعداد الشعب السوري لطريقة جديدة من التفكير، لتحقيق حلمه في جعل سورية دولة ديمقراطية حقيقية”.

واضاف فراس طلاس أن كراهيته للحكومة السورية “تعود إلى قرابة عقد من الزمن، لأن عائلة الأسد تعتقد أنها تملك البلد وأن شعبها أغنام لها وهي الأسرة الوحيدة التي تملك المزرعة، وحتى نحن المقربون من النظام تعتبرنا حراساً لها فقط، وهذه هي الطريقة التي تُدير بها سورية”.

وقال إنه “كوّن صداقات مع جزء من المعارضة السورية ووضعا معاً دراسة عن الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي جرى ارسالها إلى (الرئيس) بشار، وتلقى بعد شهرين رداً بارداً سأله عن أسباب تدخله في السياسة وهو رجل أعمال”.

وانتقد فراس طلاس جماعات المعارضة السورية في المنفى، بما في ذلك المجلس الوطني السوري والذي وصفه بأنه “يفتقد إلى الرؤية”، مضيفاً أن الرئيس الأسد “سيبقى في السلطة 50 عاماً أخرى إذا قاد المجلس الثورة السورية”.

وقال إنه سيقوم بتمويل قيادة جديدة للمعارضة من داخل سورية بدلاً من المجلس الوطني السوري، لكنه رفض الكشف عن اسمائها، مشيراً إلى أنها “ستضم عدداً من قادة المجتمع من المدن في مختلف أنحاء سورية، وهو جزء من مجموعة تجري الاستعدادات لتشكيل حكومة انتقالية”.

واضاف فراس طلاس “نحن بحاجة لإنشاء جبهة وطنية ومجلساً يضم 30 شخصاً يمكن أن يشكل مجلساً انتقالياً يحكم لفترة حتى انتخاب برلمان جديد في سوريا ويمثل المعارضة السورية وكذلك الشخصيات العلوية من النظام السابق لأنها تنظر إلى النظام على أنه ممثلها، وبعض الشخصيات من الحرس القديم”.

واشار إلى أنه تحدث في الأسابيع الماضية مع شخصيات رئيسية من نخبة رجال الأعمال في سورية “لاقناعهم بالانضمام إلى الثورة، بعد توقف الحركة التجارية في البلاد وانزلاق الإقتصاد إلى طريق مسدود بسبب الأزمة”.

وقال فراس طلاس “إن شركاء رامي مخلوف، الموالي للنظام وأقوى رجل أعمال في سورية، بدأوا يبتعدون عن عائلة الأسد ويتركون مخلوف، ونحن بحاجة الآن إلى رجال الأعمال السوريين من داخل البلاد وخارجها للتجمع في بوتقة واحدة من أجل دعم المعارضة”.

أمريكا: سورية نقلت بعض الأسلحة الكيماوية لتأمينها

فراس طلاس يتعهد تمويل معارضة الداخل وينتقد المجلس الوطني

معارك حلب في انتظار ‘الحسم’.. وسقوط قذيفة على قرية تركية

دمشق ـ حلب ـ بيروت ـ وكالات: يسعى مقاتلو المعارضة السورية جاهدين للتقدم في معركة مع القوات الحكومية للسيطرة على حلب أكبر مدن سورية، فيما قال ناشطون إن انفجارا استهدف سيارة قرب مبنى قيادة الأركان في ساحة الأمويين في دمشق، جاء ذلك فيما تعهد فراس طلاس، نجل وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس، بتمويل جماعات المعارضة السورية في الداخل وتقديم مساعدات انسانية وانشاء منظمة غير حكومية للتعامل مع ما اعتبرها الفوضى التي ستشهدها سورية بعد رحيل نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال فراس، شقيق العميد مناف أحد قادة الحرس الجمهوري الذي انشق في تموز (يوليو) الماضي، في مقابلة مع صحيفة ‘ديلي تليغراف’ الجمعة، إنه ‘سيمنح شركاته الضخمة إلى هيئة من الشخصيات البارزة في المعارضة السورية، لاستخدام أرباحها للمساعدة في بناء مجتمع ديمقراطي في سورية’.

واضاف ‘أنا أدعم برنامجاً كاملاً للإطاحة بالنظام وأضع ثروتي وراء ذلك حتى النهاية وسأُعيد إلى سورية كل ما أعطتني.. ولكن إذا اعطيت كل ما عندي من المال فإن ذلك لا يساوي غراماً واحداً من الدم الذي فقده الشعب السوري’، على حد تعبيره.

واشار فراس طلاس إلى أنه يخطط لانشاء منظمة غير حكومية تتولى الملكية الرسمية لامبراطوريته المسماة ‘من أجل سورية’، والتي تنشط في مجالات تجارية مختلفة من تحميص القهوة إلى البناء وتبلغ قيمتها مليارات الليرات السورية.

وقال إنه ‘يعمل على اعداد الأوراق القانونية الآن لتحويل ملكية امبراطوريته التجارية إلى هيئة تضم 7 شخصيات من قيادات المعارضة السورية، وسيجعل حساباتها علنية وشفافة واستخدام ارباحها لإعداد الشعب السوري لطريقة جديدة من التفكير، لتحقيق حلمه في جعل سورية دولة ديمقراطية حقيقية’.

واضاف فراس طلاس أن كراهيته للحكومة السورية ‘تعود إلى قرابة عقد من الزمن، لأن عائلة الأسد تعتقد أنها تملك البلد وأن شعبها أغنام لها وهي الأسرة الوحيدة التي تملك المزرعة، وحتى نحن المقربين من النظام تعتبرنا حراساً لها فقط، وهذه هي الطريقة التي تُدير بها سورية’.

وقال إنه ‘كوّن صداقات مع جزء من المعارضة السورية ووضعا معاً دراسة عن الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي جرى ارسالها إلى (الرئيس) بشار، وتلقى بعد شهرين رداً بارداً سأله عن أسباب تدخله في السياسة وهو رجل أعمال’.

وانتقد فراس طلاس جماعات المعارضة السورية في المنفى، بما في ذلك المجلس الوطني السوري والذي وصفه بأنه ‘يفتقد إلى الرؤية’، مضيفاً أن الرئيس الأسد ‘سيبقى في السلطة 50 عاماً أخرى إذا قاد المجلس الثورة السورية’.

وقال إنه سيقوم بتمويل قيادة جديدة للمعارضة من داخل سورية بدلاً من المجلس الوطني السوري، لكنه رفض الكشف عن اسمائها، مشيراً إلى أنها ‘ستضم عدداً من قادة المجتمع من المدن في مختلف أنحاء سورية، وهو جزء من مجموعة تجري الاستعدادات لتشكيل حكومة انتقالية’.

واضاف فراس طلاس ‘نحن بحاجة لإنشاء جبهة وطنية ومجلس يضم 30 شخصاً يمكن أن يشكل مجلساً انتقالياً يحكم لفترة حتى انتخاب برلمان جديد في سورية ويمثل المعارضة السورية وكذلك الشخصيات العلوية من النظام السابق لأنها تنظر إلى النظام على أنه ممثلها، وبعض الشخصيات من الحرس القديم’.

واشار إلى أنه تحدث في الأسابيع الماضية مع شخصيات رئيسية من نخبة رجال الأعمال في سورية ‘لاقناعهم بالانضمام إلى الثورة، بعد توقف الحركة التجارية في البلاد وانزلاق الاقتصاد إلى طريق مسدود بسبب الأزمة’.

وقال فراس طلاس ‘إن شركاء رامي مخلوف، الموالي للنظام وأقوى رجل أعمال في سوريا، بدأوا يبتعدون عن عائلة الأسد ويتركون مخلوف، ونحن بحاجة الآن إلى رجال الأعمال السوريين من داخل البلاد وخارجها للتجمع في بوتقة واحدة من أجل دعم المعارضة’.

وارتفع إلى’81 على الأقل عدد قتلى الجمعة بنيران القوات النظامية معظمهم في دمشق وريفها’وحلب، كما خرجت مظاهرات مناهضة للنظام في أنحاء مختلفة من سورية، وشهدت عدة مناطق قصفا مكثفا واشتباكات عنيفة بين الجيشين النظامي والحر.

ومع اقرار دمشق في تموز (يوليو) الماضي بامتلاكها اسلحة كيميائية والتلويح باستخدامها ضد اعتداء غربي، كشف وزير الدفاع الامريكي عن امتلاك بلاده ‘معلومات تشير الى حدوث عمليات نقل في بعض المواقع (…) لزيادة تأمين الاسلحة الكيمائية’، مشيرا الى ان المعلومات تفيد ‘ان المواقع الرئيسية ما زالت مؤمنة’.

واكد بانيتا خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكندي ‘عدم وجود معلومات محددة’ عما اذا كانت المعارضة تمكنت من الاستيلاء على بعض هذه الاسلحة، علما انه سبق للمقاتلين المعارضين اتهام النظام بنقل بعض هذه الاسلحة مع اتساع رقعة العنف في البلاد.

وفي نيويورك اعرب كل من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الدولي لسورية الاخضر الابراهيمي مساء الخميس، عن خشيتهم من تحول سورية الى ‘ساحة معركة اقليمية’، بحسب ما افاد متحدث باسم الامم المتحدة.

والتقى المسؤولون الثلاثة في مقر الامم المتحدة للتأكيد على ‘الضرورة الحيوية للمجتمع الدولي في ان يتوحد لدعم عمل’ الابراهيمي.

وقال المتحدث ‘انهم يخشون اذا ما استمر العنف، من ان تصبح سورية ساحة معركة اقليمية وان تقع فريسة قوى لا علاقة لاهدافها’ بالازمة السورية.

واشار المتحدث مارين نيسركي الى ان بان والعربي والابراهيمي اشاروا الى ‘فظاعة انتهاكات حقوق الانسان المرتكبة من الحكومة والمعارضة’ في سورية وطلبوا ان يسهم المانحون بشكل اكبر في العمليات الانسانية في سورية ولفائدة اللاجئين في بلدان الجوار.

ووافق المجلس بغالبية 41 صوتا مقابل رفض ثلاث دول هي روسيا والصين وكوبا وامتناع الهند واوغندا والفيليبين، على اقتراح عربي مدعوم امريكيا واوروبيا لتمديد مهمة اللجنة التي شكلت قبل اكثر من عام ويرأسها البرازيلي باولو سيرجيو بينيرو، والطلب من الامين العام للامم المتحدة توفير موارد اضافية لها.

وندد قرار المجلس ‘بكل اعمال العنف ايا كان مصدرها، بما في ذلك الاعمال الارهابية’، مجددا دعوته للسلطات السورية ‘الى تحمل مسؤولياتها في حماية السكان’.

وبعيد هذا القرار اعلنت رئيسة مجلس حقوق الانسان لورا دوبوي لاسير الجمعة انه تم تعيين القاضية كارلا ديل بونتي والمقرر الخاص السابق للامم المتحدة حول كوريا الشمالية فيفيت مونتاربورن مفوضين في لجنة التحقيق التابعة للمنظمة الدولية حول سورية.

وسقطت الخميس قذيفة اطلقت من الجانب السوري على قرية اشتشاكل الحدودية جنوب شرق تركيا، مما ادى الى اصابة شخص ووقوع اضرار مادية، في حين لم يحدد حاكم اقليم سانليورفا التركي الجهة التي اطلقت القذيفة.

وتقع هذه القرية في الجهة المقابلة لمعبر تل ابيض الحدودي الذي سيطر عليه الاسبوع الماضي المقاتلون المعارضون، والذين سبق لهم ان استولوا على معابر حدودية مع تركيا والعراق.

وفي اليوم الثاني من معركة أطلقوا عليها ‘معركة الحسم’ هدد مقاتلو المعارضة بالضرب على أيدي المقاتلين الأكراد المحليين وهي خطوة من شأنها أن تزيد من تعقيد حرب امتدت بالفعل خارج حدود سورية.

وتحدث مقاتلون جرى الاتصال بهم تليفونيا من بيروت عن معركة حامية في عدد من أحياء حلب. وقال المقاتلون المسلحون ببنادق آلية وقذائف بدائية إنهم يواجهون مهمة صعبة أمام عدو يضربهم بالمدفعية والطائرات المقاتلة.

وقال مقاتل طلب عدم نشر اسمه ‘وصلنا إلى وسط سليمان الحلبي وحررنا بعض الأحياء لهذا مازلت متفائلا لكنني قلق على تنظيمنا. لا يمكننا طرد النظام. أعتقد أن بوسعنا أن نتقدم في بعض المواقع على أحسن تقدير’.

العاصمة الثقافية والتجارية لسورية دخلت قائمة المدن المدمرة.. سراييفو وغروزني ودبروفينك

على الغرب وامريكا التوقف عن نقد روسيا والصين.. وتعاون موسكو مع الناتو مهم لاقامة منطقة عازلة

لندن ـ ‘القدس العربي’: في كل يوم نفقد 35 من رجالنا هذا ما قاله احد قادة الجيش الحر لمراسل صحيفة ‘التايمز’ فيما لم يعد للمقاتلين اي امل في تدخل خارجي يعينهم على التخلص من نظام بشار الاسد، ويضيف القائد العسكري عبد الحكيم ياسين ان ما يقتل من المدنيين يوميا اكثر من مقاتليه، كل هذا على الرغم من اعلان الجيش الحر عن حملة لحسم المعركة في المدينة، حيث يتواجد فيها ما يقرب عن 8 الاف مقاتل اضافة الى 500 من مقاتلي جبهة النصرة التي يعتقد انها مرتبطة بتنظيم القاعدة.

لا امل

ويقول المراسل انه قبل شهر التقى مع مقاتلي الجيش الحر وكان عندهم امل في تدخل خارجي من نوع ما، اما اليوم فلا امل. وكل ما يشاهد الآن مقاتلون يربطون على جباههم عصابات سوداء مكتوب عليها آيات قرآنية، رموزهم مقاتلو الشيشان الذين ماتوا في المعركة، وبين المناوشات والمعارك يجلسون يتابعون لقطات جهادية على هواتفهم المحمولة. ويضيف ان الثورة في سورية ربما تزعم انها تمثل كل الشعب السوري بتنوعه الديني والاثني الا انها في حلب تتخذ طابعا اسلاميا، حيث يقوم مجلس من المشايخ السنة مكون من 15 شخصا مهمته تقديم الاوامر والاراء الفقهية للفصائل المقاتلة وتمثل فيه جبهة النصرة بقوة. ويبرر عبد الحكيم انه لا يوجد دعم من الخارج، وقاموا باختراق خطوط الجيش السوري ثلاث مرات عل الدعم يأتي من الخارج وعندما لم يأت قرروا الاعتماد على انفسهم، ولهذا فهم بحاجة لاي طرف يقدم لهم العون.

ويشير التقرير الى معاناة المدنيين في حلب حيث لم يبق من بيوتهم الا الركام ويعيشون في دمار شامل. ومع ان الكثيرين يعبرون عن كرههم للنظام الا انهم لا يعبرون عن اي ترحيب بالمقاتلين الملتحين، والذين يلومونهم على الكارثة التي حلت بهم وبمدينتهم نظرا لانتقام النظام من الاحياء التي سيطر عليها الجيش الحر. ويشير التقرير الى ان مانسبته 60 بالمئة من المدينة مدمر. وتحدث الى مواطن من حلب متسائلا ‘الا يوجد هناك في الخارج من يساعدنا؟’، ومثل بقية السكان، دمر بيته ولا يعرف الى اين يذهب وماذا يفعل، فهو بدون مال او وسيلة ولا حتى مكان ينتمي اليه. ويضيف ‘الا توجد هناك لجنة في مكان ما تعرف ان هذا النظام يقتل شعبه؟ لقد تركنا هنا نجلس في الشارع ننتظر الموت’.

وقال وهو ينظر للسماء يتوقع طائرات الميغ كي تقوم بطلعاتها ‘لماذا فعل بنا هكذا؟ فبعضنا لم يخرج باحتجاجات وتظاهرات ضد النظام ولا مرة’. ويقول انتوني لويد، مراسل الصحيفة انه جال في المدينة في سيارة نيسان مع مقاتل ولم ير سوى اباء معفرين بالغبار يبحثون في انقاض بيوتهم.

مقبرة الانسانية

ويقول ان المشهد يقترح هو ان حلب لم تعد مهد الحضارة الانسانية بقدر هي مشهد ابعد من الثورة واسوأ من الحرب. انها مأساة. فمن بين الشوارع التي دمرتها القنابل والانقاض التي تظهر من المدينة حول القلعة، خوف على مستقبل سورية والذي اصبح رهن امم متحدة مشلولة، نظام لا يرحم، حرب بالوكالة، وجماعات ثوار تتجه نحو التشدد والراديكالية شيئا فشيئا، كل هذا حول حلب العاصمة الاقتصادية والثقافية والتي اعتبرت منظمة اليونسكو قلعتها من ضمن التراث الانساني حيث كانت محط رحال السياح الى مكان خراب.

ويقول ان حلب مدينة يموت فيها المدنيون جماعات، مكان لا يعرف الامل او الرحمة. ويقول طبيب تخدير في مستشفى المدينة شمال – شرق انهم يستقبلون يوميا بمعدل مئة جريح، وهذا فقط هنا في المستشفى ‘وفي احيان استقبلنا اعدادا لدرجة اننا دسنا على الاجساد من اجل الوصول الى غرفة الطوارىء’. ويضيف ان نسبة 40 بالمئة من الذين يحضرون للطوارىء اما يموتون حالة وصولهم او يموتون اثناء عملية الاسعاف. ويشير الى ان الاسابيع الستة الماضية كان الوضع سيئا واصبح اسوأ في الايام القليلة الماضية. ويتلقى المستشفى جرحى بسبب القضف المدفعي او الجوي وكل انواع الاسلحة. وشاهد لويد ليلى التي قطب وجهها، حيث اصيبت عندما قصف بيتها، وبعيدا منها رجل في منتصف العمر كان ممددا على حمالة الاسعاف ووجه مغطى بالدم. ويقول التقرير ان عدد القتلى المدنيين في حلب من المستحيل تقديره او معرفة عدده الحقيقي، فبعض المباني التي انهارت بفعل القصف الجوي لا تزال رائحة الجثث المتعفنة تفوح منها. وفي شارع قرب القلعة يقوم المقاتلون ان خمسة من رجالهم و23 مدنيا جثثهم متعفنة في الشارع ولا يستطيعون الوصول اليها بسبب القناصة. وشاهد قافلة من اربع حافلات وهي تحمل جثثا كي تدفن خارج المدينة. وبات مشهد الجنازات يوميا. كما ان المقاتلين يتكبدون يوميا خسائر فادحة.

دخلت قائمة الدمار

ويقول لويد ان حلب دخلت معبد المدن المدمرة، غروزني، سراييفو، مصراتة، دبروفينك وغيرها. ويضيف ان حالة حلب سيتم تذكرها حيث مات اخر بصيص امل بتدخل خارجي في الركام. ومع ان منطقة حظر جوي لم تكن لتحل الحرب الاهلية الا كانت ستحتويها، وتفتح بابا للتفاوض وبناء درجة من الثقة في المجتمع الدولي.

من ناحية تقنية الفرصة لا تزال قائمة لتدخل اجنبي، على الرغم من انه سيناريو مستبعد في الوقت الحالي، ولكنه متأخر الان وليس من الصواب عمله. واشار ان العاصمة التجارية لسورية اصبح مصيرها مثل غروزني وان لم تسو بالارض بعد كما حدث للعاصمة الشيشانية. ويقول لويد ان امل الشعب السوري تبدد، فهو لا يشعر بتخلي الغرب عنه فقط بل بالغضب عليه، حيث قال رجل ‘قل لاوروبا وامريكا انهم هم من قتلوا الشعب السوري’. ويقول ان الكثير من المقاتلين يعتقدون ان الغرب اراد انهيار سورية من اجل اضعافها وهي الجارة لاسرائيل. ومن هنا فاستراتيجة الاسد نجحت، فمن خلال الدفع بالثورة وقمعها فانه خلق حربا اهلية لا يعرف فيها الغرب حليفا واضحا. ويختم بالقول ان الحديث عن التدخل العسكري لم يعد مهما لان مجرد نقاشه ادى لشل اي تحرك وبدلا من ذلك فيجب البحث عن اجماع دولي يقوم على ارضية مشتركة، وهو البعد الانساني الذي توافق عليه منظمة الصليب الاحمر والصين وروسيا وغيرها حيث لا يريد احد ان يرى سورية وهي تتفكك.

الهجوم على حلب

وفي افتتاحيتها تقول ان الاسد بدلا من الحفاظ على التراث الذي حماه العثمانيون وحولوا المنطقة حوله الى منطقة تجارية مستعد لمحو مدن وبلدات من اجل الاحتفاظ بالسلطة. وتقول ان حلب، المدينة التي يعيش فيها 3 ملايين نسمة تتعرض لهجوم من نظام يريد البقاء في الحكم بأي ثمن. وما يقوم به الاسد هو حملة اجرامية لان حلب ليست مقاطعة خاصة بعائلته، فهي ملك للسوريين جميعا. وعليه تدعو ‘التايمز’ لتدخل خارجي من اجل حمايتها من التخريب. ودعت مجلس الامن لاصدار قرار من اجل حماية حلب، وان لم يحدث هذا فعلى القوى الغربية تشكيل مجموعة اتصال تضم الجامعة العربية كي تقوم بممارسة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على النظام المجنون.

وتضيف ان الجيش الحر يقاتل في حلب منذ شهر تموز (يوليو) الماضي، وبعد ان نجح باخراجهم من دمشق فانه يقوم بحملة عشوائية ضد تقدمهم واستمرار عملياتهم. وقد ادت حملة النظام لخلق كارثة انسانية. وتقدر الامم المتحدة ومنظماتها ان 700 الف سوري قد يفرون من بلادهم بنهاية العام الحالي اضافة الى الـ300 الف الذين هربوا لتركيا والاردن ولبنان والعراق حيث يعيشون في ظروف مأساوية. وترى الصحيفة ان النظام لا يواجه مجموعة من المقاتلين المتفرقين بل هو يقوم بالهجوم على شعبه. وذكرت الصحيفة بما فعلته القوات الصربية بمدينة دوبروفينك الكرواتية وسراييفو وروسيا في غروزني حيث تقول ان حلب تنضم اليها. وتختم بالقول ان الرئيس الفرنسي دعا الى منطقة آمنة لحماية مناطق المعارضة المسلحة وحالة مدينة حلب تقدم المبرر القوي لعمل هذا. وتقول ان غياب الارادة الدولية لحماية شعب يتعرض للتهديد ادت الى تقوية الجماعات الاسلامية المتشددة داخل سورية.

منطقة عازلة

وفي مقال كتبه وزير الخارجية البريطانية السابق ديفيد اوين في صحيفة ‘ديلي تلغراف’ جاء فيه ان اقامة منطقة حظر جوي بدعم روسي ستؤدي الى احلال السلام في سورية. وقال ان من خبرته في فض النزاعات في روديسيا- زيمبابوي اليوم والبوسنة ادت به للاستنتاج ان ترك الحروب الاهلية وهي تحرق نفسها هو امر خطير. وقال ان سورية اصبحت بشكل كبير صراعا سنيا ـ شيعيا. وتحدث عن دعوة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، وهي العمل على تسريع عملية انتقال السلطة في سورية. مع ان مبعوثه الاول كوفي عنان لم يكن قادرا على حل المشكلة فيما صرح الاخضر الابراهيمي المبعوث الجديد ان المهمة صعبة جدا ولا يرى اي بارقة امل في حدوث تقدم. واشار اوين الى تداعيات الحرب التي بدأت تظهر على جيران سورية خاصة العراق الذي اقتربت حكومته الشيعية بشكل اكبر من ايران ويخشى نوري المالكي، رئيس الوزراء من ولادة دولة سنية قريبة منه تدعم العناصر السنية في العراق، ولهذا سمح للطائرات الايرانية المحملة بالسلاح كي تعبر بحرية لسورية.

واشار الى مخاوف تركيا التي تلاحق طائراتها الانفصاليين الاكراد داخل حدود العراق. وعليه يقول ان الوقت قد حان كي يتوقف الغرب وامريكا عن انتقاد روسيا الاتحادية والصين على موقفهما من سورية وعليهم ان يتفهموا مشاعر البلدين عندما تم خداعهما بقرار الحظر الجوي على ليبيا حيث ترى الدولتان ان حلف الناتو اصبح اداة لتغيير الانظمة. ويقول اوين انه كان من اول من دعا الى منطقة حظر جوي في ليبيا، وقد تحرك الناتو لمنع مذبحة كانت ستحدث في بنغازي.

والآن فان الوضع السوري يقتضي منا ان نناقش الامر بعقلانية خاصة مع روسيا، وعلى القادة العسكريين ان يعطوا كل التأكيدات ان منطقة حظر جوي لن تتحول الى فعل عسكري بشكل قريب. ويضيف ان سورية تحتاج للمهمة التي يقودها الابراهيمي للعمل على نقل السلطة وترتيب وقف اطلاق النار. ويظل الناتو هو الجهة الوحيدة القادرة على تحمل مسؤولية اقامة وحراسة منطقة حظر جوي.

ويقترح ان يحيل مجلس الامن مهمة تحقيق وقف اطلاق نار مستمر الى مجلس بقيادة كل من الناتو وروسيا. ومن خلال هذا المنبر يمكن للقادة العسكريين في بروكسل والدبلوماسيين ايضا للتوصل الى قواعد اشتباك من الجو بدون الحاجة الى وضع جنود على الارض.

ولن تقتضي هذه القواعد تدمير الدفاعات الصاروخية الجوية للنظام السوري كما حدث مع ليبيا ولكن ستعطي طائرات الناتو لاطلاق النار على اي طائرة سورية تقف امامها. ويدعو الكاتب في النهاية الى اشراك تركيا وقادتها العسكريين في النقاش، ومع ان تركيا على خلاف روسيا تعتبر من الناقدين الكبار لنظام الاسد الا ان لها علاقة عمل جيدة معه. يذكر ان عدد القتلى الذين سجلوا في ايلول (سبتمبر) الحالي وصل الى خمسة الاف قتيل وهو اسوأ شهر في الحرب الاهلية مقارنة مع اسوأ في الحرب الاهلية في العراق حيث سجل اعلى عدد في القتلى في تموز (يوليو) 2006 حوالي 3028 قتيل.

الامم المتحدة تمدد مهمة محققيها في سورية

دبلوماسيون: ديل بونتي ستنضم للتحقيق في جرائم حرب

جنيف ـ ا ف ب ـ رويترز: اعطى مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان الجمعة الضوء الاخضر لتمديد مهمة محققيه في سورية منددا بـ’تزايد المجازر’ في هذا البلد.

ووافق المجلس بغالبية 41 صوتا مقابل رفض ثلاث دول هي روسيا والصين وكوبا وامتناع ثلاث اخرى عن التصويت هي الهند واوغندا والفيليبين، على قرار قدمته المجموعة العربية بدعم من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، ينص على تمديد ‘مهمة اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق’ حول سورية ويطلب من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امداد اللجنة بـ’موارد اضافية ولا سيما بشرية’.

وقالت ممثلة الولايات المتحدة امام المجلس ايلين تشمبرلين دوناهو ان ‘عمل اللجنة مهم. انها تسمح بضمان الا يسود الافلات من العقاب’.

من جانبه قال سفير فرنسا في الامم المتحدة نيكولا نييمتشينو لفرانس برس ‘مع تجديد مهمة لجنة التحقيق الدولية، من الواضح ان العدالة الدولية تسير ولن تتوقف. اولئك الذين يقترفون هذه الجرائم سيلاحقون بما في ذلك على المستوى الفردي’.

وشكلت اللجنة قبل اكثر من عام ويقودها البرازيلي باولو سيرجيو بينيرو. وجمعت هذه اللجنة، استنادا الى حوالي الف شهادة في البلدان المجاورة لسورية (بسبب رفض دمشق السماح للجنة بدخول اراضيها)، ادلة على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية على يد قوات النظام والميليشيات الموالية له، خصوصا خلال مجزرة الحولة.

كما سجلت جرائم حرب ارتكبها مقاتلو المعارضة لكن على صعيد اضيق بكثير. ووضعت اللجنة قائمتين باسماء مسؤولين او وحدات متورطة في هذه الجرائم وبراهين على ذلك، قامت بتسليمها للمفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي. ولن تنشر هذه الوثائق في هذه المرحلة وقد يتم الاستناد اليها كقاعدة للعمل في حال تم الاحتكام للمحكمة الجنائية الدولية من جانب مجلس الامن الدولي.

ويندد القرار الذي تم التصويت عليه في جنيف الجمعة ‘بكل اعمال العنف ايا كان مصدرها، بما في ذلك الاعمال الارهابية’ و’يجدد دعوته للسلطات السورية الى تحمل مسؤوليتها في حماية السكان’.

وقبل التصويت، اوضحت المندوبة الروسية ماريا خودينسكايا غولينيشفا ان بلادها ‘على وشك التوصل الى تسوية’ مع معدي القرار، متحدثة عن ‘نص اكثر توازنا’ يتضمن ‘ادانة للاعمال الارهابية’.

وقالت ان روسيا لا يمكنها ان ‘تقبل’ ببعض الاستنتاجات خصوصا تلك التي تتعلق بمجزرة الحولة.

اما السفير السوري في المنظمة الدولية فيصل خباز الحموي فدان القرار واصفا اياه بانه ‘معيب’ ومعتبرا انه ‘شديد التسامح مع تنظيم القاعدة’.

الى ذلك قال دبلوماسيون ان كارلا ديل بونتي المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية ستعين الجمعة للانضمام لتحقيق تجريه الامم المتحدة بشأن جرائم حرب في سورية.

ويجمع التحقيق ادلة لمحاكمات محتملة في المستقبل لشخصيات يشتبه في ارتكابها لانتهاكات خلال الانتفاضة المستمرة منذ 18 شهرا ضد الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال دبلوماسيون ان سويسرا اقترحت انضمام ديل بونتو المدعية العامة سابقا في سويسرا للجنة التحقيق كمفوضة وان من المتوقع ان يعلن تعيينها بنهاية اليوم.

وسيكون تعيين محامية بارزة مثل ديل بونتي علامة قوية على عزم الامم المتحدة على تقديم منتهكي حقوق الانسان إلى العدالة. وشهدت السنوات الثماني التي قضتها في المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا لها ملاحقة ومحاكمة الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش الذي توفي في 2006 قبل الحكم عليه.

وقالت سفيرة الاتحاد الاوروبي ماريانجيلا زابيا لرويترز ‘انها تقدم مهارات تحقيق قوية وقدرة على تحسين تنظيم واستخدام القدر الهائل من المعلومات الذي تجمعه لجنة التحقيق بهدف اجراء محاكمة يوما ما’.

وقال دبلوماسيون ان ديل بونتو التقت الاسبوع الماضي في جنيف مع بينيرو لمناقشة توسيع التحقيق.

وقال دبلوماسيون ان رئيسة المجلس سفيرة اوروجواي لورا دوبوي لاسيري ستعين أيضا فيتيت مونتاربورن الخبير التايلاندي والمحقق المخضرم في الامم المتحدة كمفوض إلى جانب بينيرو والامريكية كارين ابو زيد.

وقالت السفيرة الامريكية ايلين تشامبرلين دوناهو للصحافيين انه ليس بوسعها تأكيد تعيين بونتي.

ومن جهتها رحّبت بريطانيا بتبني مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الجمعة، قراراً جديداً يدين انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، ويمدد عمل لجنة التحقيق فيها.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، إن ‘التصويت الساحق لصالح القرار يُظهر إدانة متزايدة للانتهاكات المروعة التي يرتكبها النظام السوري وميليشيا الشبيحة التابعة له، ويدل أيضاً على عزلة الدول القليلة التي لا تزال تغض الطرف عمّا يجري في سورية’.

وأضاف أن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة ‘قدّمت حسابات تقشعر لها الأبدان عن مدى تدهور الوضع في سورية خلال الأشهر الستة الماضية، وعملها هو أمر حيوي لتوثيق الانتهاكات المروعة التي تقع كل يوم، بما في ذلك عمليات الاغتصاب وتعذيب الأطفال’.

وشدد وزير الخارجية البريطاني على ‘ضرورة مواصلة العمل للكشف عن الفظائع في سورية، ومحاسبة المسؤولين عنها’.

وقال ‘لهذا السبب، سأستمر في المطالبة بإحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية’، داعياً جميع الأطراف، بما في ذلك جماعات المعارضة المسلحة في سورية إلى ‘دعم حقوق الإنسان والقانون الدولي’.

داوود أوغلو يقول إن إنشاء مناطق آمنة بشمال سورية يعتبر رسالة لوقف الهجمات ضد المدنيين

لندن ـ يو بي آي: اعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الجمعة أن اقامة مناطق آمنة للاجئين في شمال سورية ستوجه رسالة إلى نظام الرئيس بشار الأسد لوقف الهجمات ضد المدنيين.

وقال أوغلو بمقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن ‘إيصال المساعدات الإنسانية إلى اعداد كبيرة من النازحين داخل سوريا يستحق الخطر الذي يمكن أن ينجم عن مثل هذا التحرك’.

وحذّر من أن عدم اتخاذ تدابير أو خطوات معينة في الوقت المحدد في المستقبل ‘سيؤدي إلى المزيد من المخاطر’.

واضاف وزير الخارجية التركي ‘النظام السوري شعر بالثقة لشن المزيد من الهجمات بسبب عدم وجود رسالة واضحة وموقف حاسم من المجتمع الدولي في المراحل الأولى للأزمة’.

وقال ‘إذا لم نتخذ قرارات معينة اليوم من أجل النساء والأطفال الهاربين من هجمات النظام السوري، فإننا سنواجه المزيد من المخاطر في المستقبل’، مقراً بأن الإخفاق حتى الآن في وقف الحرب في سورية ‘يمثل فشلاً خطيراً’.

وقارن أوغلو بين ما يحدث في سورية بالحرب في البوسنة قبل 20 عاماً، مضيفاً أن خمول المجتمع الدولي لمدة 3 سنوات في مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي في البوسنة ‘أدى إلى مقتل 300 ألف شخص ووقوع 100 حالة اغتصاب ضد النساء، ومأساة انسانية ضخمة، وذهب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى هناك هذا العام ليعتذر عن ذلك الخمول’.

واعرب وزير الخارجية التركي عن خشيته من أن أميناً عاماً آخر للأمم المتحدة ‘قد يضطر للذهاب إلى سورية بعد بضع سنوات للاعتذار عن هذا الخمول’.

وشدد على ضرورة ‘أن يوفّر مجلس الأمن الدولي الحل ويتفق على المبادئ الأساسية’.

اطفال حلب.. حياة يومية على وقع الحرب

حلب (سورية) ـ ا ف ب: يقول الطفل احمد ردا على سؤال ‘هل انا خائف؟ لا، لقد تعودت الان’، ويتابع اللعب بالكرة في احد شوارع حي سيف الدولة على بضعة مئات الامتار من الجبهة في حلب، شمال سورية التي تتعرض منذ شهرين الى معارك وقصف مستمر.

ويسكن الطفل ابن الثانية عشرة مع شقيقتيه وشقيقه ووالديه في منزل الجد الذي انتقل للعيش فيه اعمامه منذ ان غادرت الاسرة منزلها في حي صالحين الذي يتعرض لقصف مستمر من طيران ومدفعية الجيش السوري.

وعلى غرار الكثير من اطفال سورية لا يذهب احمد الى المدرسة بسبب اعمال العنف. ويقول الطفل بهدوء ‘دمروا مدرستي وربما سيدمرون منزلي قريبا’.

ويرتجف صوته قليلا عندما يتحدث عن الغارة الجوية التي سحقت الاثنين بنايتين سكنيتين في حي المعادي بوسط حلب التاريخي مخلفة خمسة قتلى حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال احمد ‘ماتت زوجة عمي مع ابنتيها، قصفوهم فانهار منزلهم ولم ينج سوى عمي واصيب بجروح في كل جسمه’.

واوضحت امه ‘عثروا على زوجة اخي ميتة وطفلتيها في حضنها’.

وحذرت منظمة ‘سيف ذي شيلدرن’ غير الحكومية مؤخرا من الصدمة التي يعاني منها العديد من الاطفال السوريين الذين يشاهدون الجرائم والتعذيب وغيرها من الفظائع في النزاع الذي اسفر عن سقوط ثلاثين الف قتيل خلال 18 شهرا حسب المرصد السوري لحقوق الانسان ومن بينهم الفي طفل.

وجلست شهد (8 سنوات) وآية (7) وحمود (3) على كراسي بنفسجية في قاعة الجلوس يطعمون قطا صغيرا تسلل الى البيت فتات من الخبز.

وقالت شهد التي كشفت عبر ابتسامتها عن خلو فهمها من بعض الاسنان ‘في الليل عندما نكون نائمين، يوقظنا ابي وامي عندما يبدأ القصف’، ‘في البداية صحيح كنا نخاف، ليس الان’.

وفي حين قالت آية على غرار شقيقها انها ‘تعودت’ على وقع الانفجارات ودوي رصاص القناصة المتمركزين في المباني المحيطة بها، اقرت شهد بانها تخاف وتقول ‘في التلفزيون رايت الكثير من الجثث على الارض’. واوضحت ان ‘في كل قصف نختبئ، ننزل الى القبو او نذهب الى المسجد لان كل الناس تموت’ و’ابي لا يتركنا ننظر كي لا نصاب بكابوس’.

وصنع الاب ايمن (36 سنة) ارجوحة علقها في السقف في مدخل البناية.

وقالت شهد التي ارتدت ثوبا اصفر، ‘نحن البنات كنا في الماضي نلعب في الشرفات لكن الان لم تبق شرفات، لقد سقطت’.

وبامكان شقيقها ان يغامر ويلعب بالكرة خارج المنزل لكنه لا يبتعد كثيرا، فايمن وزوجته حريصان على ان يظل ابناؤهم على مرأى منهما.

وعندما ينطلق فجاة دوي القذائف ورشاشات الكلاشنيكوف يجمعونهم في المنزل قبل غلق البوابة الحديدية.

لكن في حلب لم يبق احد في مأمن لا سيما وان شرفة قاعة الجلوس التي تقضي فيها العائلة يومها تطل على شارع مفتوح قد تقتحمه القذائف ورصاص القناصة في اي وقت.

موسكو تحذّر من تدخّل خارج مجلس الأمن

بُعث «الكيميائي السوري» من جديد مع حديث أميركيّ عن نقل دمشق لأسلحة كيميائية «إلى مواقع أكثر أمناً». فيما دعت أنقرة إلى إقامة مناطق آمنة، بينما حذّرت موسكو من تسوية الوضع في سوريا خارج مجلس الأمن

في مسألة قديمة جديدة، عادت الولايات المتحدة للتحدث عن «الأسلحة الكيميائية السورية»، فيما كرّر وزير الخارجية التركي مطالبة بلاده بإقامة مناطق آمنة على الحدود.

وقال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إنّ الحكومة السورية نقلت أسلحة كيميائية إلى مواقع أكثر أمناً. وأوضح الوزير الأميركي، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكندي بيتر ماكاي، قائلاً: «لدينا معلومات تشير إلى حدوث عمليات نقل في بعض المواقع لزيادة تأمين الأسلحة الكيميائية». وأضاف بانيتا: «نعتقد، استناداً إلى ما نعلمه، أنّ المواقع الرئيسية ما زالت مؤمنة». ورداً على سؤال عما إذا كان المتمردون قد استولوا على بعض هذه الأسلحة، أشار بانيتا إلى «عدم وجود معلومات محددة بشأن المعارضة، وما إذا كانت حصلت أو لا على بعض الأسلحة وبأي كمية».

ويشير الخبراء إلى أن هذا المخزون من الأسلحة الكيميائية، الذي يرجع الى سبعينيات القرن الماضي، هو الأكبر في الشرق الاوسط، حيث يقدّر بمئات الأطنان.

بدورها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن إيران لم تدع مجالاً للشكّ في أنها ستفعل كل ما يمكنها لحماية حكومة «وكيلها وصديقها الحميم» الرئيس السوري بشار الأسد. وأعلنت تقديم مساعدة إضافية للمعارضة المدنية السورية بقيمة 45 مليون دولار. وأوضحت، في اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنّ 30 مليون دولار من هذا المبلغ ستخصص للمساعدة الإنسانية، و15 مليوناً للمعارضة المدنية.

من جهته، حذّر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف من أن محاولات تسوية الوضع في سوريا بمعزل عن مجلس الأمن الدولي يمكن أن تكون له «عواقب مدمّرة وخطيرة» على المجتمع الدولي.

ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن ريابكوف قوله إنّ «نتائج تسوية الأوضاع المتأزمة، وبالدرجة الأولى في سوريا، لا بدّ وأن يكون لها تأثير كبير على تشكيل نظام عالمي جديد». وأضاف أن «محاولات البحث عن طرق لحلّ الأزمة السورية في منأى عن مجلس الأمن الدولي، ستكون لها عواقب مدمّرة وخطيرة، كما على سوريا، كذلك على منطقة الشرق الأوسط، وفي نهاية المطاف على النظام العالمي المعاصر».

من ناحيته، رأى وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن إقامة مناطق آمنة للاجئين في شمال سوريا ستوجّه رسالة إلى النظام السوري لوقف الهجمات على المدنيين. وقال أوغلو، في مقابلة إذاعية، إن «إيصال المساعدات الإنسانية إلى أعداد كبيرة من النازحين داخل سوريا يستحقّ الخطر الذي يمكن أن ينجم عن مثل هذا التحرك». وحذّر من أن عدم اتخاذ تدابير أو خطوات معينة في الوقت المحدد في المستقبل «سيؤدي إلى المزيد من المخاطر».

وأضاف وزير الخارجية التركي: «النظام السوري شعر بالثقة لشنّ المزيد من الهجمات بسبب عدم وجود رسالة واضحة وموقف حاسم من المجتمع الدولي في المراحل الأولى للأزمة». وقال: «إذا لم نتخذ قرارات معينة اليوم من أجل النساء والأطفال الهاربين من هجمات النظام السوري، فإننا سنواجه المزيد من المخاطر في المستقبل»، مقراً بأن الإخفاق حتى الآن في وقف الحرب في سوريا «يمثّل فشلاً خطيراً». وقارن أوغلو بين ما يحدث في سوريا بالحرب في البوسنة قبل 20 عاماً، مضيفاً أن خمول المجتمع الدولي لمدة 3 سنوات في مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضي في البوسنة «أدى إلى مقتل 300 ألف شخص ووقوع 100 حالة اغتصاب نساء، ومأساة انسانية ضخمة، وذهب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى هناك هذا العام ليعتذر عن ذلك الخمول». وأعرب داوود أوغلو عن خشيته من أن أميناً عاماً آخر للأمم المتحدة «قد يضطر للذهاب إلى سوريا بعد بضع سنوات للاعتذار عن هذا الخمول».

من ناحية أخرى، رفضت الصين تحميلها مسؤولية تدهور النزاع في سوريا، مجدّدة التأكيد لضرورة الحلّ السياسي للنزاع. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي، قوله إنه «لا يمكننا القبول بآراء بعض الدول المستهدفة للصين»، رداً على سؤال بشأن تعليقات للقادة البريطانيين والأتراك تلمّح إلى أنّ على الصين تحمّل بعض المسؤولية بشأن تدهور النزاع في سوريا. وأشار إلى أن بكين تشعر بـ«الحزن العميق على سقوط خسائر بشرية خلال النزاع السوري». وقال هونغ إن «الصين كانت ولا تزال تحثّ على حلّ سياسي للنزاع السوري، يهدف إلى إنهاء العنف في وقت مبكّر وتفادي الخسائر البشرية». ورأى أن تسهيل قيام حوار سياسي بين الأطراف المعنية، وعملية انتقالية يقودها الشعب السوري، هي الحلّ المثالي للنزاع ولمعاناة الشعب السوري.

وقال المتحدث الصيني إنّ «على المجتمع الدولي بذل جهود مشتركة لتحقيق هذا الهدف، آخذاً في الاعتبار الصورة الأوسع للسلام والاستقرار في سوريا والشرق الأوسط». وأضاف أن على بعض الدول «استخلاص الدروس من أخطاء الآخرين ومراجعة سياساتها المتعلقة بالنزاع» المذكور.

(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)

ضغوط العلويين في بتركيا وراء نقل قيادة الجيش الحر إلى سوريا

صبري عبد الحفيظ حسنين

أعلنت قيادة الجيش السوري الحر انتقالها من تركيا إلى الداخل السوري، في خطوة ثمّنها المراقبون لمساهمتها في توحيد صفوف المعارضة وتسريع عملية إسقاط الأسد. لكن هذه الخطوة أتت رضوخًا لضغوط عدة أهمها تململ الضباط العلويين في الجيش التركي.

القاهرة: فيما يستمر نزيف الدم في سوريا منذ شهر آذار (مارس) 2011، تحاول قيادة الجيش السوري الحر توحيد صفوفه المؤلفة من ثوار مقاتلين ينتمون إلى جماعات إسلامية ومن مواطنين سوريين عاديين وجنود وضباط منشقين، بعد نقل مقر قيادته من تركيا إلى داخل الأراضي المحررة، أملًا في تكوين قيادة عسكرية موحدة، ما يساهم في تسريع إسقاط نظام بشار الأسد المترنح تحت ضربات المعارضة المسلحة.

ومنذ إعلان العقيد رياض الأسعد قائد الجيش الحر نقل مقر القيادة من تركيا إلى سوريا، ثارت التساؤلات عن دلالات تلك الخطوة. فهل فشلت القيادة في الخارج في متابعة القتال ميدانيًا؟ هل إكتملت السيطرة على مناطق واسعة من سوريا؟

ضغوط تركية

كشف مصدر مقرب من الجيش السوري في القاهرة لـ”إيلاف” أسباب إنتقال القيادة من تركيا إلى سوريا، فقال إن نقل القيادة جاء بعد تخلي الحكومة التركية عن الجيش الحر في ظل تصاعد الهجمات الكردية ضد الجيش التركي.

وأشار المصدر نفسه إلى أن القيادات العلوية في الجيش التركي مارست ضغوطًا قوية على الحكومة من أجل رفع الغطاء السياسي عن الجيش السوري الحر.

وكان الجيش اتهم حكومة رجب طيب إردوغان بالانشغال عن الشأن الداخلي التركي بالأزمة السورية، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع هناك، بالإضافة إلى تحميل الإقتصاد التركي أعباء استضافة اللاجئين السوريين.

ولفت المصدر إلى أن العقيد رياض الأسد ألمح إلى تعرّضه لضغوط، أدت إلى نقل مقر القيادة إلى الأراضي السورية. وأضاف أن هناك أسبابا أخرى كالخوف من انفراط عقد المقاتلين تحت راية الجيش الحر في ظل وجود مقر القيادة في الخارج، فضلًا عن لجوء الدول والجهات الغربية إلى التفاوض مع الجماعات المسلحة في الداخل، بعد أن ثبت لها عدم سيطرة قوى المعارضة الخارجية عليها. فأراد الجيش الحر أن تكون له الكلمة العليا في النزاع، وأن لا يترك الساحة خالية أمام الأجهزة الإستخباراتية التي تحاول استمالة بعض الجماعات المقاتلة للعمل ضد مصالح الثورة السورية، على حد تعبير المصدر.

تنامي نفوذ الجيش الحر

وفقًا للواء محمد مختار، الخبير الإٍستراتيجي المصري، يؤشر نقل مقر قيادة الجيش الحر إلى داخل الأراضي السورية على ثقة الجيش الحر بنفسه، مشيرًا إلى أن تلك الخطوة تؤكد أن هناك درجة عالية جدًا من التأمين وصلت إليها بعض المناطق التي تقع تحت سيطرته.

وقال مختار لـ “إيلاف” إن هذه الخطوة “ستساهم في رفع معنويات المقاتلين في الجيش السوري الحر، وسوف تسرّع عملية توحيد الجماعات والكتائب المقاتلة، ما يساهم في توجيه ضربات مؤلمة للجيش النظامي تعجل بإسقاط نظام بشار الأسد”.

لكن مختار يحذر من الإفراط في التفاؤل بشأن فرص توحيد الألوية المقاتلة، لا سيما في ظل وجود اختلافات إيديولوجية عميقة في ما بينها. فبعضها ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، والبعض إلى السلفية الجهادية، وهناك فصائل ترتبط بتنظيم القاعدة فكريًا أو بشكل مباشر، بالإضافة إلى مقاتلين ليبراليين وآخرين يساريين أو سوريين لا يعتنقون أي فكر سياسي أو إيديولوجي.

يضيف: “نقل مقر القيادة إلى سوريا مؤشر على تنامي نفوذ الجيش الحر على الأرض، والدليل استخدام الجيش النظامي لسلاح الطيران في قصف المدن والقرى لأنه فقد السيطرة البرية لصالح الجيش الحر والمقاتلين الآخرين”.

ثلثا الأرض بيد الحر

يرى خليل الكردي، المعارض السوري في القاهرة، أن الجيش الحر يسيطر على نحو 70 بالمئة من سوريا، ونقل مقر القيادة للداخل خطوة تأخرت كثيرًا، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة سوف تساهم في شد عضد المقاتلين، والإسراع في إسقاط نظام بشار الأسد الذي وصفه بالمجرم.

مقاتلون من الجيش السوري الحرّ

غير أن الكردي يرى أن أهم ما يحتاجه الجيش الحر للتعجيل بنهاية الأسد هو السلاح النوعي، كمضادات الطائرات والدبابات والصواريخ المحمولة على الكتف، أو على الأقل فرض حظر جوي، معتبرًا أن هذا الأمر لو تحقق سوف يستطيع المقاتلون إسقاط نظام الأسد خلال عشرة أيام أو شهر على أقصى تقدير.

ضغوط داخلية وخارجية

يعتقد الخبير العسكري اللواء محمد علاء الدين أن الجيش السوري الحر يواجه ضغوطًا متزايدة، سواء من الداخل السوري أو الخارج. وأوضح لـ”إيلاف” أن المقاتلين في الداخل لا يعترفون بمن يتكلم باسمهم في الخارج لأنهم هم من يقاتل في الداخل ويقدم الروح والدم في الصراع لإسقاط الأسد.

وأشار علاء الدين إلى أن نقل القيادة “ما هو إلا محاولة لإستعادة زمام الأمور، لا سيما في ظل حالة الرفض الشعبي لكل المعارضة في الخارج”. ونوّه بأن العلوم العسكرية لا تعترف بمن يجلسون في المكاتب المكيفة بعيدًا عن ساحة المعركة، فالكلمة الحسم لمن يقاتلون على الأرض، لافتًا إلى أن قيادة الجيش السوري الحر حجزت لنفسها مكانًا في سوريا ما بعد الأسد بعد انتقالها إلى الداخل، “فلو ظلت في الخارج لبقيت خارج المعادلة نهائيًا”.

وأضاف علاء الدين أن تلك الخطوة عززت قدرة المقاتلين على حماية المدن والقرى التي يسيطرون عليها، وفرص إقامة مناطق آمنة للاجئين، وتسهيل عمليات الإتصال بين الجماعات المقاتلة والقيادة. كما تساهم هذه الخطوة في توحيد أكبر عدد منهم، إضافة إلى تسهيل عمليات توصيل الدعم اللوجستي أو العسكري للثوار.

ونبّه علاء الدين إلى أن تلك الخطوة سوف تساهم أيضًا في تعزيز صورة المعارضة السورية لدى الدول الداعمة لها، لا سيما في ظل الدعوات المتكررة إلى توحيد صفوفها.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/764742.html

كارلا دل بونتي: إمرأة حديديّة ستواجه الجرائم في سوريا

أ. ف. ب.

تشتهر القاضية السويسرية كارلا دل بونتي التي عينت الجمعة عضوا في لجنة الامم المتحدة للتحقيق في الجرائم المرتكبة في سوريا، بصراحتها وعفويتها اللتين زادتا من اعدائها وخصومها.

جنيف: أوجدت هذه المرأة القصيرة القامة ذات الشعر الاشقر القصير التي عينت مدعية عامة لمحكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة اواخر 1999، سابقة بإصرارها على مثول رئيس دولة سابق هو الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش امام القضاء الدولي لمحاكمته على جرائم حرب.

وأرضت هذه النتيجة كارلا دل بونتي، ابنة ممرضة وصاحب فندق، المولودة قبل 65 سنة في لوغانو في سويسرا الايطالية، والتي تؤكد انها تمارس مهنتها “لأمر اتمسك به كثيرا هو التصدي للإفلات من العقاب”.

ويحتل هذا المبدأ اليوم صلب أولويات لجنة التحقيق في سوريا، حيال خطورة جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي تقوم بتوثيقها للقيام بملاحقات لاحقة.

وهذا التعطش الى العدالة قاد خيارات كارلا دل بونتي، من تحقيقاتها ضد المافيا الى جانب القاضي الايطالي جيوفاني فالكوني حتى التحقيقات التي أجرتها في الاوساط المالية السويسرية عندما كانت المدعية الاتحادية في التسعينات.

وتمسكها في تلك الفترة بتسمية الاشياء بأسمائها زاد من اعدائها في الاوساط المصرفية السويسرية المعتادة على الاجواء الغامضة.

وعرضتها تحقيقاتها حول المافيا لمخاطر كثيرة حملت السلطات المختصة على تأمين حماية لصيقة لها.

وخلال السنوات الثماني التي أمضتها في محكمة الجزاء الدولية، كان لتصريحاتها حول توقيف قادة سابقين عسكريين وسياسيين من صرب البوسنة وقع الصاعقة.

ودائما ما كانت تتهم السلطات الصربية بالتقاعس في اعتقال راتكو ملاديتش. وفي بلغراد، باتت العدو اللدود للقوميين.

ولم تتردد ايضا في توجيه النقد الى قوات حلف شمال الاطلسي في البوسنة، وبطريقة غير مباشرة الى بلدان الحلف التي تتوانى عن ملاحقة رادوفان كرادجيتش. وانتقدت ايضا تحفظ الغربيين عن اجراء تحقيقات حول جيش تحرير كوسوفو.

وقال دبلوماسي اوروبي معتمد في البوسنة “لم تتأثر على ما يبدو لا بالعصابات المحلية ولا بالقوى العظمى. وتعكس هذه المرأة القصيرة القامة صورة داود يحارب جولياث وهذا ما يجعل ضحايا الجرائم يثقون بها”.

إلا ان قرار كارلا دل بونتي بألا تفتح تحقيقا حول عمليات القصف التي قام بها الحلف الاطلسي في البوسنة وكوسوفو تعرض لانتقادات شتى من منظمات مثل منظمة العفو الدولية التي اعتبرت انها سرعان ما اكتفت بامتناع الحلف الاطلسي عن الرد على اسئلتها.

ويشكك البعض ايضا في اتساع معلوماتها القانونية. وقال قاض في محكمة الجزاء الدولية ان “القانون في نظرها هو العجلة الاخيرة في العربة”.

وفي مقابل صورة المرأة الحديد الملتصقة بها، يتحدث معاونوها المقربون عن كارلا دل بوني المرأة العاطفية التي تتسم بصفات انسانية والمنفتحة والتي تتقن فنون الدعابة والفكاهة.

وقد اشاد نائب المدعي العام في محكمة الجزاء الدولية ب “مرونتها” و”ارادتها”، لكنه اعرب عن اسفه لرفضها مبدأ التسويات. وقال “تريد ترتيب الامور على طريقتها ايا تكن العواقب”.

لذلك فقدت تفويضها في المحكمة الخاصة لرواندا الذي لم يجدده مجلس الامن الدولي. وبعد ثماني سنوات في محكمة الجزاء الدولية، عينت كارلا دل بونتي في 2008 سفيرة لسويسرا في الارجنتين.

وفي 2011، تقاعدت وهي تعيش اليوم في تيسان مسقط رأسها. وقد اقترحت الحكومة السويسرية رسميا تعيينها في لجنة التحقيق. وقال دبلوماسي غربي في الامم المتحدة الجمعة ان “الاستعانة بهذه الشخصية القوية والمعترف بها رسالة واضحة تفيد أن القضاء سيطبق على المجرمين السوريين”.

http://www.elaph.com/Web/news/2012/9/764730.html

الجيش الحر يشعل المعارك في حلب.. والجيش النظامي يشعل الحرائق في القرى المجاورة للحدود مع تركيا

في «جمعة توحيد كتائب الجيش السوري الحر»

بيروت: بولا أسطيح

بعد أكثر من 24 ساعة على انطلاق الجيش السوري الحر فيما سماها «معركة الحسم» في حلب لم يتم تسجيل أي نصر أو هزيمة بالمطلق إن كان للجيش الحر أو القوات النظامية، في وقت أفيد عن تقدم الثوار على جبهات عدة من دون تحقيق خروقات مهمة. واستمرت أعمال العنف في مختلف المناطق السورية مخلفة يوم أمس وبحسب لجان التنسيق المحلية ما يزيد عن 100 قتيل. وكان رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن أن «المعارك تتركز في حلب على نطاق غير مسبوق ولم تتوقف منذ الخميس» مضيفا أنه «في السابق كانت المواجهات تجري في شارع أو شارعين من قطاع معين، لكنها تدور الآن على عدة جبهات».

وقال أبو فرات أحد قادة لواء التوحيد البارزين في حلب على جبهة حي صلاح الدين: «تمكنا من السيطرة على إحدى قواعد القوات النظامية، وقتل 25 جنديا على الأقل في هذا الهجوم». وقال أحد المقاتلين المعارضين في هذا اللواء، والذي شارك حتى منتصف الليل في المعارك التي اعتبرها المقاتلون «حاسمة»: «سمعنا الجنود عبر أجهزة الاتصال اللاسلكية يطلبون من قادتهم إرسال الدعم. كانوا يبكون ويقولون (سنموت جميعا)».

وأوضح مقاتل آخر أن 20 مقاتلا معارضا قتلوا في الاشتباكات التي بدأت الخميس وأصيب 60 آخرون بجروح.

وأشار عدد من قادة المقاتلين المعارضين إلى أنهم نجحوا في التقدم على محوري السكري والإذاعة.

وفي حي صلاح الدين، تقدم المقاتلون قبل أن يضطروا إلى التراجع بسبب نقص الذخيرة، بحسب ما أفاد أبو فرات لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال: «لخوض حرب شوارع نحن في حاجة إلى قذائف، وللأسف لا نملكها». وبات مسجد الأمويين في حلب المقر الجديد للمقاتلين المعارضين، وهو يقع على خط التماس في قلب المدينة القديمة. واستمرت الاشتباكات منتصف أمس على أطراف المسجد. وترددت أصداء انفجارات عدة في الحي حيث قامت دبابات القوات النظامية بإطلاق قذائفها في شكل منتظم.

ومن داخل حلب، تحدث الناشط محمد لـ«الشرق الأوسط» عن «اندلاع اشتباكات عنيفة جدا بين قوات النظام والجيش الحر في أحياء الجميلية والفيض وبستان الزهرة وصلاح الدين وسيف الدولة والأعظمية والعرقوب والميدان وشارع النيل، فقام النظام بالرد بمئات القذائف من المدفعية الثقيلة والمقاتلات الحربية التي انهالت على أكثر من 18 حيا في مدينة حلب، ونتيجة لهذا القصف العنيف نشأت سُحب دخانية سوداء ضخمة غطت سماء المدينة سرعان ما تحولت إلى ضباب انتشر في أغلب أحياء المدينة ترافقت معه رائحة كريهة جدا مهيجة للسعال ومؤذية للحلق والعين».

وأكد محمد أن «الجيش السوري الحر لا يزال يسيطر على أكثر من 70% من أحياء المدينة، حيث لا يزال يسيطر على الخط الواصل من غرب حلب (صلاح الدين وسيف الدولة) مرورا بأحياء بستان القصر والكلاسة وانتهاء بأقصى شرق حلب (الصاخور وطريق الباب) بالإضافة إلى سيطرته على معظم أحياء وشوارع حلب القديمة بما في ذلك حي القلعة، بينما أعلن إعادة سيطرته على حيي العرقوب وسليمان الحلبي مؤكدا أنه لم ولن ينسحب من حلب قبل تحريرها بالكامل».

وكما في كل يوم جمعة، خرج معارضو نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مظاهرات في مختلف المناطق السورية تحت عنوان «جمعة توحيد كتائب الجيش السوري الحر» في إشارة إلى الخلافات الداخلية التي تنخر المعارضة السورية وتنامي ظهور الفصائل المستقلة المتشددة.

في غضون ذلك، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن أكثر من عشرين أعدموا فجر يوم أمس ميدانيا في حي القصور بدير الزور.

وفي ريف حلب، قتل سبعة أشخاص من عائلة واحدة في قصف نفذته طائرة حربية تابعة للجيش النظامي السوري على منزل بمدينة أعزاز المحاذية للحدود التركية.

وقال مدير المكتب الإعلامي بالمدينة محمد نور إن الطائرة استهدفت في وقت مبكر من صباح أمس منزلا يضم 11 شخصا من عائلة شحود، مما أدى إلى مقتل خمسة أفراد وجرح أربعة آخرين نقلوا إلى مستشفى كلس التركي.

وتحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن أن الجيش النظامي أشعل حرائق في القرى المجاورة للحدود مع تركيا فيما أفيد عن إصابة مدنيين أتراك بعد سقوط قذيفة مدفعية على الجانب التركي من بلدة تل أبيض.

بدورها أفادت شبكة شام بتجدد القصف المدفعي على أحياء جوبر والسلطانية بحمص.

وفي درعا دارت اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي الذي قصف بالصواريخ والدبابات ومضادات الطيران على قرية كحيل. أفاد المرصد السوري أن عدة انفجارات هزت اليوم بلدة «صيدا»، رافقتها اشتباكات بين القوات النظامية والجيش الحر.

وأضاف أن حيي الجبيلة والعرفي وأحياء أخرى في مدينة دير الزور تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى وتهدم بعض المنازل.

وأوضح أن الاشتباكات استمرت بين القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في عدة أحياء من مدينة دير الزور حتى الساعات الأولى من صباح يوم أمس، رافقتها أصوات انفجارات.

هذا وقصف الطيران الحربي السوري مجددا المنطقة الواقعة على الحدود اللبنانية السورية والمقابلة لمنطقة الجورة وجرود عرسال داخل الأراضي السورية.

وقال بعض النشطاء والثوار إن عناصر في حزب العمال الكردستاني، الذي تربطه منذ عقود علاقة قوية بالنظام السوري، تشارك في معارك حلب للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة.

وقال الحلبي إن هناك معارك تعد هي الأشرس تحدث في منطقة الشيخ مقصود ذات الأغلبية الكردية التي كان حزب العمال الكردستاني يقاتل فيها مع قوات النظام جنبا إلى جنب. وذكرت كتيبة التوحيد، التي تعد من المجموعات الثورية الكبيرة في المدينة، على صفحتها على موقع «فيس بوك»، دخول أفراد الكتيبة للحي واشتباكهم مع مسلحي حزب العمال الكردستاني هناك. مع ذلك قال محمد سعيد، وهو ناشط آخر مقيم في حلب، إن أفرادا من حزب العمال الكردستاني انسحبوا بعد فترة وجيزة من بدء القتال دون أن يشاركوا في المعركة. حسب الـ«واشنطن بوست»

أطراف دمشق تحترق

النظام يصعد هجماته على أحياء وريفها العاصمة

لندن: «الشرق الأوسط»

بينما يبدو محاولة مستميتة لقمع الثورة وتدمير حاضنتها الاجتماعية لمنع تمددها إلى قلب العاصمة بأي ثمن، صعد النظام السوري أمس عملياته العسكرية في أحياء دمشق الجنوبية ومناطق في ريف دمشق، الحجر الأسود ونهر عيشة والتضامن ومخيم اليرموك، وذلك غداة اقتحام قوات من الفرقة الرابعة مدعومة بالدبابات بلدة جوبر المتصلة بحي العباسيين، وبعد ليلة من القصف العنيف على حي القابون وبرزة اللذين شهدا أمس (الجمعة) حملة مداهمات شرسة جدا وتخريب للممتلكات واعتقالات وإعدامات ميدانية، في حين كانت قذائف الهاون تنهمر على مدينة قدسيا في ريف دمشق، وسط حالة استنفار شديدة لقوات الحرس الجمهوري المنتشر على مدخل منطقة مساكن الحرس المطلة على قدسيا، وذلك في وقت دعا فيه متظاهرون خرجوا في عدة مناطق من البلاد لتوحيد كتائب الجيش الحر في يوم جمعة أطلقوا عليه «الإصرار على توحيد كتائب الجيش الحر» وهتفوا: «هز كفك علّي الراية.. سوريا بدها حماية»، في الوقت الذي أعلنت فيه عدة مصادر في المعارضة سقوط أكثر من 90 قتيلا أمس في حصيلة أولية معظمهم في دير الزور ودمشق وريفها وحلب، حيث قتل أمس ما لا يقل عن 20 شخصا أعدموا ميدانيا بحي القصور في دير الزور.. بينما دارت في حلب معارك هي الأعنف بعدما أعلنت كتائب في الجيش الحر أول من أمس بدء هجوم «حاسم».

وفي دمشق قال ناشطون إن القوات النظامية السورية اقتحمت أحياء شمال العاصمة التي يوجد فيها الجيش الحر في برزة وجوبر والقابون بعدما تم قطع الطرق المؤدية إلى تلك المناطق وجرت عمليات دهم وتكسير للمنازل واعتقالات طالت أعدادا من المواطنين في حي برزة. وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قد حذرت من «حملة أمنية وعسكرية كبيرة على الأحياء الثلاثة ابتدأت أمس (الخميس) في حيي جوبر والقابون»، مشيرة إلى أن الحملة «شملت اقتحامات وتفتيشا للبيوت واعتقالات طالت بعض الشباب، كما سجلت حالات سرقة وتخريب للبيوت والمحال التجارية». كما شهدت منطقة البساتين في برزة قصفا عنيفا وشوهدت أعمدة دخان أسود هائلة تغطي سماء شمال دمشق مع تدفق أعداد كبيرة من التعزيزات من دبابات وسيارات دفع رباعي مع رشاشات مضاد طيران وتم إحراق عدد من المحال في منطقة طريق مشفى «تشرين العسكري». كما اقتحمت الدبابات حي برزة، وأعلنت الهيئة العامة للثورة أن قوات النظام أعدمت 9 أشخاص ميدانيا في برزة بعد اقتحامها، وأكدت الناشطة نور الشام عبر «سكايب» لـ«الشرق الأوسط»، «قيام قوات النظام بإعدامات ميدانية في حارة ضهر المسطاح ببرزة»، وقالت إنها لا تستطيع وصف فظاعة ما يجري هناك، «فقد وصلت الدبابات إلى حي برزة وذلك في حملة مداهمات عنيفة اقتحمت خلالها المنازل بعدما تم قطع الكهرباء والطرق»، وأضافت أن «قوات النظام كانت تقتل من يقع في طريقها، أما البيوت التي هرب سكانها فقد تم نهبها».

من جهتها، أعلنت لجان التنسيق المحلية أن «قوات النظام تقتحم حي برزة بعدد كبير من الجنود وانتشار للدبابات على مفارق الحي وتشن حملة اعتقالات ومداهمات عشوائية طالت عددا من الشبان وسرقة ونهبا للمحال التجارية وسط إطلاق نار كثيف لإرهاب الأهالي».

مجلس حقوق الإنسان يدين سوريا ويمدد تحقيقا في ارتكاب جرائم حرب

عين المدعية للمحكمة الجنائية الدولية كارلا ديل بونتي للجنة التحقيق في سوريا

واشنطن: هبة القدسي

اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس الجمعة قرارا يدين الممارسات العنيفة لقوات النظام السوري في بلدة الحولة التي راح ضحيتها أكثر من 100 شخص. وندد المجلس في دورته الحادية والعشرين بجنيف، الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها القوات المسلحة في استخدامها للأسلحة الثقيلة ضد السكان المدنيين، وأدان تزايد المجازر في سوريا. ووافق المجلس بأغلبية أعضائه على تمديد عمل اللجنة الدولية التابعة للمجلس للتحقيق في مجزرة الحولة لمدة ستة أشهر، حتى مارس (آذار) 2013.

وأكد القرار على مسؤولية قوات النظام السوري والشبيحة عن تلك المجزرة، وطالب بمحاسبة المسؤولين عنها، وإخلاء سبيل جميع المعتقلين السوريين، وتمكين المراقبين من دخول جميع مراكز الاحتجاز فورا. وطالب القرار بإجراء تحقيق دولي شفاف ومستقل وفوري في انتهاكات القانون الدولي، والانتهاكات التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وتمكين لجنة التحقيق، التي يرأسها البرازيلي باولو بينيرو، من الدخول بشكل كامل ودون قيود إلى سوريا للقيام بعملها.

وكانت المجموعة العربية بالمجلس (التي تضم المغرب وتونس والكويت والسعودية وقطر) قد قدمت مشروع قرار يطالب بتمديد مهمة اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق حول سوريا وتوفير موارد بشرية ومالية لها. وأبدت المجموعة قلقها من تصاعد العنف وتزايد عدد اللاجئين والنازحين والمشردين داخل سوريا في الدول المجاورة، وأدانت مواصلة السلطات السورية انتهاكات حقوق الإنسان واستخدام الأسلحة الثقيلة وعمليات الإعدام التعسفي وأعمال القتل للمتظاهرين. وساند كل من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي القرار.

ووافق المجلس، المكون من 47 عضوا، بأغلبية 41 صوتا مقابل رفض ثلاث دول هي روسيا والصين وكوبا وامتناع ثلاث دول أخرى عن التصويت هي الهند وأوغندا والفلبين.

ورحبت واشنطن بالقرار، وأكدت أنه يقوي من الدعم المقدم للجنة لتوثيق الانتهاكات المرتكبة ضد الشعب السوري. وقالت السفيرة الأميركية لدى مجلس حقوق الإنسان إيلين تشامبرلين دوناهو: «إن تمديد عمل لجنة التحقيق مهم لتوثيق أسماء المسؤولين عن تلك الجرائم والانتهاكات، وضمان أن لا ينالوا حصانة من المساءلة، وأن يمثل كل من ارتكب جرائم ضد الشعب السوري للعدالة والمساءلة». ورحب الاتحاد الأوروبي بالقرار مطالبا بوضع حد فوري لأعمال العنف. وقال الاتحاد الأوروبي في بيان: «إن جرائم الجماعات المسلحة لا ترقى إلى مستوى الانتهاكات المرتكبة من قبل القوات الحكومية».

من جانبه، رفض مندوب سوريا فيصل خباز حموي نص القرار واعتبره قرارا مسيسا وانتقائيا، واتهم إرهابيين إسلاميين بتصعيد العنف في بلاده.

وبررت روسيا رفضها للقرار واعتبرته قرارا غير متوازن ولا يدين العنف من كل الأطراف، بما في ذلك جماعات المعارضة المسلحة، ونددت روسيا في بيانها بحصول الجماعات المسلحة على السلاح والمال، بما يشجع على الإرهاب ومزيد من أعمال العنف.

وقالت ماريا خودينسكايا مندوبة وزارة الخارجية الروسية: «إن موسكو لا توافق على نتائج اللجنة حول أحداث الحولة وتطالب بإجراء تحقيق كامل لهذه الأحداث المأساوية، لأن قضية من المسؤول عن الحادث ما زالت مفتوحة والتحقيق يجب إنهاؤه ولا يجوز اتهام الحكومة السورية دون الاستناد إلى قاعدة إثبات كافية». وأضافت: «نحن نشك بأن مشهد الحولة يتم تكراره على الساحة الإعلامية لخلق ظروف للتدخل المسلح».

كما وافق مجلس حقوق الإنسان أمس على اقتراح تقدمت به سويسرا لضم كارلا ديل بونتي المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية، ضمن فريق التحقيق الذي يقوم بالتحقيق بشأن جرائم الحرب في سوريا.

وأعلنت رئيسة مجلس حقوق الإنسان لورا دوبوي لاسير أمس أنه تم تعيين القاضية كارلا ديل بونتي والمقرر الخاص السابق للأمم المتحدة حول كوريا الشمالية فيفيت مونتاربورن مفوضين في لجنة التحقيق التابعة للمنظمة الدولية حول سوريا.

وقالت دوبوي لاسير في اليوم الأخير من دورة المجلس: «مع الأخذ في الاعتبار تمديد تفويض (اللجنة) حتى مارس 2013 الذي قرره المجلس اليوم (أمس الجمعة)، وفي ظل عدم وجود مؤشرات تحسن على الأرض، أرغب في تعزيز اللجنة عبر تعيين مفوضين اثنين إضافيين كارلا ديل بونتي وفيفيت مونتاربورن».

وبتعيين ديل بونتي توقع عدد من الدبلوماسيين أن يحقق ذلك تقدما له فاعلية في تقديم منتهكي حقوق الإنسان في سوريا إلى العدالة. وأشاد الدبلوماسيون بقدرات ديل بونتي القانونية وقدرتها على استخدام المعلومات في الدفع بإجراء محاكمة، وخبرتها طوال ثماني سنوات في محكمة لاهاي في ملاحقة ومحاكمة الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش (الذي توفي عام 2006 قبل صدور الحكم).

وأشار دبلوماسيون إلى أن ديل بونتي التقت الأسبوع الماضي في جنيف برئيس لجنة التحقيق البرازيلي باولو بينيرو لمناقشة توسيع نطاق التحقيق، وقالت سفيرة الاتحاد الأوروبي ماريا نجيلا زابيا إن لديها مهارات تحقيق عالية وقدرة على تحسين استخدام القدر الهائل من المعلومات الذي تجمعه لجنة التحقيق بهدف إجراء محاكمة يوما ما.

وقد عملت كارلا ديل بونتي (من مواليد 9 فبراير (شباط) 1947 بسويسرا) مدعية عامة للمحكمة الجنائية الدولية التابعة للأمم المتحدة منذ عام 1999. واستقالت من عملها ككبير المدعين في المحكمة الجنائية نهاية عام 2007. ورشحتها سويسرا للعمل سفيرة لها لدى الأرجنتين منذ يناير (كانون الثاني) 2008، ونالت ديل بونتي شهادة الماجستير في القانون عام 1972 وعملت لعدة سنوات في مكتب محاماة، وعينت عام 1981 قاضية بالمحاكم السويسرية. وتولت عدة قضايا لغسل الأموال والاتجار بالمخدرات والإرهاب والتجسس، وتعرضت لمحاولة اغتيال من مجموعات الجريمة المنظمة، لكنها نجت منها، ثم تولت منصب النائب العام في سويسرا.

المعروف عن ديل بونتي صرامتها الشديدة ودورها البارز في ملاحقة ومحاكمة رئيس يوغوسلافيا السابق، ودورها في التحقيقات حول الاتجار بالأعضاء من قبل جيش تحرير كوسوفو. وتتحدث ديل بونتي الإيطالية والألمانية والفرنسية والإنجليزية بطلاقة.

كلينتون: نرى بوادر «سوريا جديدة» تخرج من المناطق المحررة

العربي يطرح فرق «حفظ سلام».. وليون بانيتا: سوريا نقلت بعض الأسلحة الكيماوية إلى مواقع أكثر أمنا

نيويورك: مينا العريبي واشنطن: هبة القدسي

أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس أن «بوادر سوريا جديدة» بدأت تخرج من المناطق المحررة، أي التي فقد النظام السوري السيطرة عليها وباتت عناصر الجيش السوري الحر تسيطر عليها، وقد قالت كلينتون ذلك لدى افتتاحها اجتماع المجموعة الأساسية لـ«مجموعة أصدقاء الشعب السوري» أمس في نيويورك، حيث شاركت أكثر من 20 دولة في الاجتماع الذي دعت إليه واشنطن، وشاركت فيه للمرة الأولى جامعة الدول العربية برئاسة نبيل العربي.

وأبدت كلينتون تأييدها لجهود المعارضة السورية في الخارج، قائلة: «مع خروج أجزاء متزايدة من سوريا عن سيطرة النظام السوري، علينا أن نزيد دعمنا للمعارضة في الخارج.. كما سنزيد من دعمنا للمعارضة في قضايا مثل فتح المدارس ومساعدتهم على الاحتياجات اليومية للمعيشة». وأضافت أن الهدف «حماية البلاد».

وأعلنت كلينتون مساعدات إضافية بقيمة 15 مليون دولار لـ«دعم المعارضة السورية»، موضحة أن ذلك الدعم لن يكون على شكل أسلحة بل إنه دعم «لوجيستي» ومن ذلك 1100 جهاز اتصال جديد وتدريب ألف ناشط سوري على جمع الأدلة على النظام الحالي و«تجنب الاضطهاد» بحسب كلينتون.

ويحرص الأميركيون على تسليط الضوء على الدعم الإيراني المتواصل للنظام السوري. وقالت كلينتون إن «إيران باتت حبل النجاة الأهم للنظام». ونددت كلينتون بتصريحات رئيس الحرس الثوري الإيراني الأسبوع الماضي الذي اعترف فيه بانتشار قوات إيرانية في سوريا لقمع الثورة، وقالت: «لا يوجد شك في أن طهران ستعمل كل ما بوسعها لحماية هذا النظام التابع لها وحليفها في دمشق، إيران ستعمل كل ما بوسعها لتفادي العقوبات الدولية». وأضافت أنه من الضروري اتخاذ خطوات لصد النفوذ الإيراني في سوريا.

وكان من اللافت حضور العراق هذا الاجتماع، ممثلا بوزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، لتكون هذه المشاركة الأولى للعراق في مؤتمرات المجموعة الأساسية لمجموعة أصدقاء سوريا. ورحبت كلينتون بالمشاركة العراقية تحديدا، قائلة إنها خطوة إيجابية. وهناك ضغوط أميركية متزايدة على العراق لمنع شحنات أسلحة وأموال تدخل إلى سوريا من إيران عبر أراضيه. وقالت كلينتون: «نحن نتشجع من إعلان العراق أنه سيتخذ إجراءات لتفتيش عشوائي للطائرات الإيرانية ونشجع آخرين على اتخاذ خطوات مماثلة». وكان الإعلان العراقي هذا الأسبوع قد لاقى ترحيبا من الولايات المتحدة ودول أوروبية التي ضغطت على الحكومة العراقية حول منع وصول المساعدات الإيرانية إلى سوريا.

وكانت الرسالة الأميركية واضحة للمجتمعين، وهي أن واشنطن تنوي مواصلة سعيها لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد من خلال دعم المعارضة، بطرق غير فتاكة، ومواصلة الضغوط على النظام السوري من حيث العقوبات والعزلة السياسية بالإضافة إلى العمل على توصيل المساعدات الإنسانية. وأعلنت كلينتون تخصيص 30 مليون دولار إضافي للإغاثة الإنسانية للسوريين «من أجل توصيل الغذاء والمياه والبطانيات والمعدات الطبية للسوريين المحتاجين وليس بناء على ولاءاتهم»، أي ليس فقط للمعارضين السوريين. وقالت كلينتون: «مع تردي الوضع علينا جميعا أن نبحث عن سبل لتقديم المزيد للسوريين وأطالب الجميع بتقديم المساعدات».

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية إن هناك ضرورة من قبل المعارضة على الاتحاد من جهة، ورفض التطرف من جهة أخرى. وأوضحت أن «من الضروري أن يرفض القادة والمدنيون التطرف.. ويجب أن يحرصوا على ذلك الرفض». وفيما يخص وحدة صف المعارضة، قالت كلينتون «هناك المزيد من العمل المطلوب من المعارضة»، مضيفة أن اجتماعا مرتقبا في الدوحة سيسعى لتحقيق هذا الهدف الضروري. وتابعت أن من الضروري «أن يتم طمأنة الأقليات بأنها ستكون محمية في سوريا ما بعد الأسد».

وأكدت كلينتون أيضا ضرورة محاسبة النظام على انتهاكات حقوق الإنسان، ولكنها لفتت أيضا إلى أنه «لن يتم التسامح مع انتهاكات حقوق الإنسان بغض النظر عن الجهة المسؤولة عنها».

ومن جهته، شدد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي على ضرورة التحرك السريع لمواجهة التدهور في سوريا «في هذا الوقت الحرج»، معترفا بأن «الجهود الدولية لم تجلب نتيجة بعد». وطالب العربي بالاعتماد على أسس خطة جنيف التي تم الاتفاق عليها من قبل جميع أعضاء مجلس الأمن الدائمين بما فيهم روسيا والصين في جنيف الصيف الماضي، قائلا: «علينا أن نبني على خطة جنيف مع جهود واضحة، علينا أن نجد طرقا عملية لوقف القتل». وأضاف: «اتفقت الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن في جنيف على العمل على مرحلة انتقالية سياسية (في سوريا)، وذلك يعني تغيير النظام الحالي في سوريا». وتابع: «لقد رأينا ما يكفينا من القتل والدمار وعلينا التوصل إلى إجراءات عملية». وأوضح النقاط الأساسية المقبلة المطلوبة، قائلا: «نحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار ومن ثم إرسال فرق مراقبة وفرق حفظ السلام لضمان ذلك». وخلص العربي بالقول: إن هناك دولا «تعرقل هذه الجهود ولا يمكن إضاعة المزيد من الوقت بسببها»، مضيفا: «الشعب السوري ينظر إلينا للتحرك».

ورغم أن الجامعة العربية كانت ممثلة في الاجتماع من قبل العربي والوفد المرافق له، وكانت الأمم المتحدة ممثلة من قبل وكيل أمين عام الأمم المتحدة جيفري فيلتمان، لم يحضر المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي. وكان الإبراهيمي قد التقى مع كلينتون يوم الثلاثاء الماضي والتقى مع عدد من وزراء الدول المعنية بالشأن السوري، واطلع وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم مساء أول من أمس على الملف السوري، إلا أنه لم يحضر اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا بسبب مقاطعة روسيا والصين وعدد من الدول الأخرى للمجموعة. وكي لا يبدو منحازا، لم يشارك الإبراهيمي في الاجتماع.

وأفاد الناطق باسم الإبراهيمي، أحمد فوزي، لـ«الشرق الأوسط» أنه من المرتقب أن يلتقي الإبراهيمي مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم هذا الأسبوع، بالإضافة إلى الاجتماع بالمعارضة. ولكنه لم يتم تحديد موعد لعقد لقاء مع المعلم بعد.

ويذكر أن ممثلين عن المعارضة السورية شاركوا في اجتماع أصدقاء سوريا، وأن 4 منهم جاءوا من داخل سوريا ولم يتم الإعلان عن هويتهم في الاجتماع حماية لسلامتهم. كما شارك رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا وعدد من أعضاء المجلس من بينهم رضوان زيادة.

ومن جانبه أكد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن الحكومة السورية قامت بنقل بعض الأسلحة الكيمائية إلى مواقع أكثر أمنا من أجل حمايتها.

وقال وزير الدفاع الأميركي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكندي بيتر ماكاي أمس الجمعة: «لدينا معلومات مخابراتية تشير إلى حدوث عمليات نقل في بعض المواقع لزيادة تأمين الأسلحة الكيمائية». وأضاف: «لكن فيما يتعلق بحركة تلك الأسلحة أو تحديد موقع بعض منها وأين بالضبط هذه المواقع، نحن لا نعرف».

وقال بانيتا للصحافيين: «ليس لدي أي معلومات محددة حول المعارضة وما إذا كانت استطاعت الحصول على بعض تلك الأسلحة أم لا، وحجم ما حصلت عليه، وليس لدي معلومات عما يحدث بالضبط هناك».

وأشار بانيتا إلى أن الولايات المتحدة تقوم بمراقبة المواقع الرئيسية للأسلحة البيولوجية والكيمائية وتأكدت أنها ما زالت آمنة، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها مسؤول أميركي رفيع المستوي وجود تحركات للأسلحة الكيمائية، وهناك مخاوف من وقوع مخابئ الأسلحة الكيماوية في أيدي قوى المعارضة التي تقاتل للإطاحة بنظام بشار الأسد أو وقوع مخابئ الأسلحة في يد قوات مسلحة أخرى في سوريا. وقد اعترف النظام السوري بأن سوريا لديها مخزون كبير من الأسلحة الكيماوية.

معلومات عن قيام النظام السوري بتشكيل فرقة علوية قوامها 60 ألف مقاتل

العقيد الحمود: قد تشكل هذه الفرقة نواة جيش حماية

بيروت: كارولين عاكوم

رغم تأكيد المعارضين السوريين ولا سيما منهم عناصر الجيش السوري الحر وقادته، أن لإيران دورا يكاد يكون أساسيا على أرض المعركة التي يخوضها النظام السوري ضد الثوار والمدنيين، جاء الخبر الذي نشرته وكالة «إيتار – تاس» الروسية أمس، ليثبت صحة هذه المعلومات، كاشفة، نقلا عن مصادر مطلعة، أن القوات المسلحة السورية تتجه إلى تشكيل فرقة نخبوية جديدة قوامها 60 ألف مقاتل. ونقلت وكالة «إيتار – تاس» عن خبير في المعهد الدولي للأبحاث الاستراتيجية ومقره لندن «أن الاستخبارات الغربية حصلت على معلومات مفادها أن كتائب الأمن المسلحة (الشبيحة)، التي تتألف من الطائفة العلوية، سيتم ضمها في فرقة شبيهة بالحرس الثوري الإيراني».

وأشار الخبير إلى أن تحضير هذه الفرقة النخبوية وتدريبها يتم على يد الخبراء الإيرانيين الموجودين في سوريا، الذي يصل عددهم إلى ألفي شخص. مضيفا: «نتوقع أن يزداد عدد القوات الحكومية في غضون الأشهر القادمة، الأمر الذي ينذر بإطالة النزاع في سوريا وإعطاء نظام الأسد آفاقا جديدة». بحسب استنتاجات المحللين البريطانيين، فإن هذه الفرقة التي سيتم تشكيلها ستؤمن في حال الضرورة حماية المناطق العلوية الواقعة على ساحل المتوسط.

وتعليقا على هذه المعلومات، لفت العقيد عارف الحمود، نائب رئيس الأركان في الجيش السوري الحر، إلى أن النظام كان قد عمد منذ الأشهر الأولى للثورة إلى تشكيل فرق أطلق عليها تسمية «اللجان الشعبية» في المناطق العلوية مؤلفة من أبناء الطائفة وقام بتسليحهم وإخضاعهم لدورات سريعة على أيدي أجهزة الاستخبارات السورية للقتال وقمع الثورة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لكن النظام، يعمد اليوم إلى تحويل هذه اللجان الشعبية إلى كتائب عسكرية، يتم إرسالها إلى المناطق الساخنة، وخير دليل على ذلك ما حصل في دارة عزة في ريف حلب، حيث نجح الجيش الحر في قتل نحو 40 شبيحا من قرية واحدة هي وادي العيون»، لافتا إلى أن النظام قام منذ أشهر قليلة بإرسال بعض الضباط العلويين إلى كل المناطق العلوية لتطويع الشبان وضمهم إلى الفرق الخاصة. ويضيف الحمود: «لدينا شهادات مؤكدة من ضباط كانوا يخدمون في المخابرات العسكرية والقوات الخاصة، انشقوا أخيرا، تؤكد أن خبراء إيرانيين ومن حزب الله اللبناني، بدأوا بتقديم دورات لمتدربين من القوات الخاصة والمخابرات العسكرية معظمهم من العلويين إضافة إلى عدد من ضباط السنة، منذ شهر فبراير (شباط) الماضي ولا تزال مستمرة لغاية اليوم، وهي تمتد بين 3 و4 أسابيع، في منطقة (الدريج) القريبة من دمشق، التي كانت قبل ذلك مركزا لتدريب القوات الخاصة قبل أن يتم إنشاء مكانها مدرسة الصاعقة والمظلات»، مؤكدا أن هذه الدورات التي سبق لهؤلاء الضباط المنشقين أن خضعوا لها أيضا، ترتكز على عمليات القنص والقتل الفردي من خلال تشكيل مجموعات صغيرة تكون قادرة على تنفيذ عمليات سريعة وخاطفة. ورأى الحمود أن هذه الفرق التي يتم تدريبها بشكل محترف قد تشكل نواة الجيش الخاص، الذي يعمل النظام على إنشائه، بهدف قمع الثورة ومواجهة الجيش الحر بالدرجة الأولى، وحماية الدولة العلوية التي يبدو أن العمل عليها يجري على قدم وساق من خلال القصف والعمليات العسكرية الممنهجة، لافتا إلى أنه تم في الفترة الأخيرة نقل كمية كبيرة من العتاد والأسلحة الثقيلة إلى المناطق العلوية. وعن النتائج التي قد تنعكس على الوضع السوري إذا صحت معلومات وكالة «إيتار – تاس»، يعتبر الحمود أنه عندما تنجرف الطائفة العلوية في مخطط النظام لتصبح أداة للقتل في مواجهة الطوائف الأخرى ولا سيما السنية، فإن الأمر عندها سيتحول إلى حرب طائفية .

مصادر دبلوماسية غربية: زمن التسوية لم يحن بعد في سوريا

قالت إن حماية المناطق المحررة أو التدخل العسكري العربي مستبعدان في الوقت الحاضر

باريس: ميشال أبو نجم

استبعدت مصادر دبلوماسية غربية في باريس أن تجد الفكرتان «الجديدتان» اللتان طرحتا في الأسبوع الأول من انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة والاجتماعات الرديفة «اجتماع مجلس الأمن الدولي على المستوى الوزاري، بدعوة من ألمانيا، الاجتماع التنسيقي لسبعة من الوزراء العرب، لقاء المبعوث العربي – الدولي إلى سوريا مع أمين عام الأمم المتحدة وأمين عام الجامعة العربية، اللقاءات الثنائية متعددة المستوى». طريقهما إلى التنفيذ معتبرة أن شلل الأسرة الدولية وعجزها عن التحرك يعنيان أن الجميع «ينتظر حصول تحولات ميدانية» من شأنها تحريك الوضع ومعاودة إطلاق المساعي السياسية «الجدية».

وتناولت هذه المصادر، بداية الفكرة الأولى التي طرحها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند والقاضية بـ«توفير الحماية للمناطق المحررة» التي تعتبر باريس أنها خرجت عن سلطة الدولة، والتي بدأت بتوفير المساعدة الإنسانية والخدماتية لها بالتعاون مع المجالس المحلية والثورية التي تشكلت فيها.

وفكرة الرئيس الفرنسي ليست جديدة تماما؛ إذ إنها تطوير لمبدأ «المناطق الآمنة». والفرق بين الفكرتين أن الثانية أكثر تحديدا‘ إذ تتناول مناطق تقع شمال وشرق سوريا، وبحسب المصادر الفرنسية، فإنها تضم نحو 700 ألف شخص ويمكن أن تتم شيئا فشيئا مع التطورات الميدانية.

والحال، كما تقول المصادر الدبلوماسية، أن توفير الحماية يحتاج لتدخل قوة عسكرية. وكان وزير الدفاع الفرنسي نفسه قد اعتبر أن مشروعا كهذا بحاجة إلى إقامة منطقة حظر جوي «جزئي» أي لا يشمل كافة الأراضي السورية. وبما أن باريس تكرر منذ البداية أن أي تدخل عسكري يفترض صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، فإن الطريق إليه يبدو مسدودا لأن الموقف الروسي – الصيني لم يتطور حتى الآن، وبالتالي لا يبدو أن مجلس الأمن الدولي قادر على سلوك هذا الدرب في الظروف الحالية.

وقالت مصادر فرنسية إن المجلس المذكور قد «لا تتاح فرصة التدخل في سوريا إلا في مرحلة ما بعد انهيار النظام» وذلك وفق الطريقة التي تدخل بها في العراق من أجل المحافظة على الأمن وإيجاد الإطار السياسي والترتيبات الضرورية لإعادة بناء الدولة السورية. وتذهب بعض الأوساط إلى اعتبار أن المبعوث الخاص، الأخضر الإبراهيمي يمكن أن يضطلع بهذه المهمة في فترة لاحقة. غير أن الدوائر الدبلوماسية في باريس وغيرها من العواصم المعنية، تريد للجمعية العامة للأمم المتحدة أن تلعب دورها في توفير الحماية للمدنيين السوريين، وفق مبدأ «واجب الحماية» الذي يقع على عاتق الأمم المتحدة. ولذا، فإن السؤال المطروح اليوم يتناول «الصيغة» التي يمكن التوصل إليها من أجل «تفعيل» هذا المبدأ.

أما الفكرة الثانية، فقد أطلقها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي يقترح تدخلا عسكريا عربيا مذكرا بما فعلته الجامعة العربية في لبنان في السبعينات، حيث أرسلت قوة قوامها 30 ألف عسكري سميت وقتها قوة الردع العربية. وترى هذه المصادر أن الصعوبة الأولى لتحقيق هذه الفكرة هو غموضها، إذ ليس المعروف ما إذا كان المقصود إرسال قوة قتالية عربية أم قوة فصل أو قوة مراقبة لوقف النار. وكل من السيناريوهات الثلاثة يطرح إشكالية مختلفة وتعترضه صعوبات يبدو من المستحيل في الوقت الراهن التغلب عليها. وبأي حال تتساءل المصادر الدبلوماسية عن «هوية» الدول العربية التي ستكون مستعدة لإرسال قوات تغطي كامل الأراضي السورية، وعن كيفية تصرفها ميدانيا إذا كان إرسالها سيتم قسريا، أي بغياب موافقة النظام السوري الذي لن يقبل كما هو منتظر قوة كهذه.

على ضوء هذه المعطيات، تعتبر المصادر الدبلوماسية أن الفترة الراهنة «ليست لإيجاد حل للأزمة السورية، بل لإدارتها بمعنى السعي لإبقائها محصورة في الداخل السوري»، وحجب عدواها عن دول الجوار قدر الإمكان. وحتى الآن، لا تبدو أية دولة غربية بمفردها ولا الحلف الأطلسي كمنظمة عسكرية تنضوي تحت لوائها «جاهزين» للتدخل العسكري في سوريا بغض النظر عن صعوبة استصدار قرار بهذا المعنى من مجلس الأمن الدولي.

مجلس حقوق الإنسان يدين “بشدة” استمرار الانتهاكات الجسيمة لنظام دمشق

حلب تواصل معركة الحسم في “جمعة توحيد الجيش الحر”

                                            تواصلت في حلب معركة الحسم التي بدأها الجيش السوري الحر الذي استولى أمس على عدد من أحياء المدينة بعد معارك حامية، فيما سارت تظاهرات حاشدة في حلب ومدن سورية أخرى في “جمعة توحيد كتائب الجيش السوري الحر”.

وفي جنيف، أدان مجلس حقوق الإنسان بشدة استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من قبل نظام بشار الأسد، وتم تعيين المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية كارلا ديل بونتي مفوضة للجنة التحقيق بجرائم الحرب في سوريا التي قرر المجلس تمديد عملها.

ميدانياً، ارتفع شهداء الأمس برصاص كتائب الأسد إلى 160 شهيداً بينهم خمسة عشر شهيداً قضوا في القصف الجوي وسيدتان وأربعة أطفال، منهم خمسة وخمسون شهيداً في حلب بينهم خمسة وعشرون شهيداً أعدموا ميدانياً في الراشدين، ثمانية وأربعون شهيداً في دمشق وريفها بينهم عشرة شهداء أعدموا ميدانياً في برزة وسبعة عشر شهيداً في قدسيا، عشرون شهيداً في دير الزور، ثلاثة عشر شهيداً في إدلب، عشرة شهداء في درعا بينهم شهيدان استشهدا في دمشق، سبعة شهداء في حماه وأربعة شهداء في حمص، وشهيدان في الرقة، وشهيد في اللاذقية.

وتركزت المعارك بشكل أساسي في مدينة حلب ومساء تراجعت حدتها وضاقت رقعتها عن تلك التي شهدتها ثاني كبرى مدن شمال سوريا صباحاً.

وأفاد مراسل “فرانس برس” في المدينة عن وقوع اشتباكات مسائية “تتركز في عدد من أحياء المدينة القديمة خلف الجامع الأموي، ومن باب النصر باتجاه باب الحديد (وسط)، وفي حيي الكلاسة وبستان القصر (جنوب غرب)”.

ونقل المراسل عن مصدر عسكري قوله إن المقاتلين فجروا في وقت سابق أمس الباب الشرقي للجامع الأموي في المدينة القديمة “في محاولة للتسلل عبر المسجد الى ساحة السبع بحرات، ومنها الى ساحة عبد الله الجابري” وسط حلب.

وأفاد المصدر عن وقوع اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين “الذين تمركزوا في سوقي النسوان والخوبة”. ونقل المراسل عن صاحب أحد المحال التجارية في السوق أن الاشتباكات أدت الى “اندلاع حريق كبير في أكثر من متجر” في السوق.

وكان المصدر أشار الى أن المقاتلين المعارضين حاولوا مساء الخميس “أكثر من مرة” و”على جبهات عدة” اختراق ساحة سعدالله الجابري وسط المدينة، من دون النجاح في ذلك.

ولاحظت صحافية في “فرانس برس” أمس أن المسجد بات الهدف الجديد للمقاتلين لوقوعه على خط التماس في قلب المدينة القديمة، إذ وقعت اشتباكات ظهر الجمعة على أطرافه، حيث قامت دبابات قوات النظام بإطلاق قذائفها في شكل منتظم.

ويعتبر الجامع الذي يعرف أيضاً باسم الجامع الكبير، المسجد الرئيسي في المدينة القديمة.

كما أفاد المصدر نفسه عن محاولة تسلل قامت بها مجموعة من المقاتلين المعارضين “من منطقة باب الكلاسة في اتجاه شارع باب انطاكيا”، مشيراً الى أنها “فشلت بعدما صدتها نقاط الجيش (النظامي) الموجودة في الشارع”.

كذلك سجل سقوط عدد من قذائف الهاون على مبنى الهيئة العامة للرقابة والتفتيش في منطقة البندرة القريبة من ساحة السبع بحرات الواقعة تحت سيطرة قوات النظام بحسب المصدر.

كما وقعت اشتباكات في بستان القصر بين “تجمع للمسلحين خلف سوق الهال، ونقاط للجيش السوري في حيي الاسماعيلية وباب جنان المقابلين له”. وأوضح المصدر العسكري أن الاشتباكات كانت “عنيفة واستمرت أكثر من ساعة”.

وكان المقاتلون المعارضون حققوا تقدماً على جبهات عدة في حلب من دون تحقيق اختراق مهم بعد ساعات من المعارك العنيفة، حسبما أكد الجمعة قادة كتائب مقاتلة في كبرى مدن شمال سوريا.

وتراجعت بعد ظهر الجمعة حدة المعارك لتتركز في شرق المدينة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعدما شهدت العاصمة الاقتصادية لسوريا بدءاً من مساء الخميس معارك على نطاق “غير مسبوق” و”على عدة جبهات” بحسب ما أفاد عدد من السكان والمرصد.

وقال أبو فرات أحد قادة لواء التوحيد البارز في حلب “على جبهة (حي) صلاح الدين (جنوب غرب)، تمكنا من السيطرة على إحدى قواعد قوات النظام وقتل 25 جندياً على الأقل في هذا الهجوم”.

وأطلق آلاف من المقاتلين المعارضين الخميس هجوماً منسقاً على جبهات عدة بهدف دفع قوات النظام الى التراجع في أحياء سيف الدولة وصلاح الدين والإذاعة والعامرية والسكري جنوب غرب المدينة. وأشار عدد من قادة المقاتلين المعارضين الى أنهم نجحوا في التقدم على محوري السكري والإذاعة، بينما اضطروا الى التراجع في صلاح الدين بسبب نقص الذخيرة، بحسب ما أفاد أبو فرات “فرانس برس”. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن “النظام غير قادر على الحسم، ولا الثوار قادرون على السيطرة على أحياء بكاملها”.

وبرغم اتساع رقعة العنف في ثاني كبرى المدن السورية، خرج العديد من السكان في تظاهرات “جمعة توحيد كتائب الجيش السوري الحر” التي دعا اليها الناشطون سعياً الى توحيد الأطياف المسلحة للمعارضة التي تواجه النظام من دون هيكلية واضحة.

وقال المرصد “خرجت أحياء الفردوس وبستان القصر والأنصاري والأشرفية والسكري والفرقان وباب قنسرين والمعادي والشعار والقاطرجي وحلب الجديدة”. وبث الناشطون على الانترنت شريطاً من تظاهرة في بستان القصر هتف المشاركون فيها “صلاح الدين (شرق) جايي التحرير”.

كما شملت التظاهرات بلدات في ريف حلب منها الابزمو حيث أظهر شريط على الانترنت متظاهرين يهتفون “الجيش الحر الله يحميك”، إضافة الى بلدات في ريف دمشق ومحافظة حماة (وسط) وإدلب (شمال غرب) والحسكة (شمال شرق) ودرعا (جنوب).

وقال مقاتلو الجيش الحر المسلحون ببنادق آلية وقذائف بدائية إنهم يواجهون مهمة صعبة أمام عدو يضربهم بالمدفعية والطائرات المقاتلة. وأوضح أحد المقاتلين: “وصلنا إلى وسط سليمان الحلبي وحررنا بعض الأحياء لهذا ما زلت متفائلاً لكنني قلق على تنظيمنا. لا يمكننا طرد النظام. أعتقد أن بوسعنا أن نتقدم في بعض المواقع على أحسن تقدير”.

وأشار مقاتلون آخرون إلى أنه تم تطويق إحدى الوحدات التي تقاتل بالمدينة. وقال مقاتل إن بعض الكتائب تنسحب من على خط الجبهة أو لم تنضم أصلاً للمعركة.

وتعهد فراس طلاس نجل وزير الدفاع السوري السابق مصطفى طلاس، بتمويل جماعات المعارضة السورية في الداخل وتقديم مساعدات إنسانية وإنشاء منظمة غير حكومية للتعامل مع ما اعتبرها الفوضى التي ستشهدها سوريا بعد رحيل نظام الأسد.

وقال فراس شقيق العميد مناف أحد قادة الحرس الجمهوري الذي انشق في تموز الماضي، في مقابلة مع صحيفة “ديلي تليغراف” أمس، إنه “سيمنح شركاته الضخمة إلى هيئة من الشخصيات البارزة في المعارضة السورية، لاستخدام أرباحها للمساعدة في بناء مجتمع ديموقراطي في سوريا”.

وأضاف “أنا أدعم برنامجاً كاملاً للإطاحة بالنظام وأضع ثروتي وراء ذلك حتى النهاية وسأُعيد إلى سوريا كل ما أعطتني.. ولكن إذا أعطيت كل ما عندي من المال فإن ذلك لا يساوي غراماً واحداً من الدم الذي فقده الشعب السوري”، على حد تعبيره.

وأشار فراس طلاس إلى أنه يخطط لإنشاء منظمة غير حكومية تتولى الملكية الرسمية لامبراطوريته المسماة “من أجل سوريا”، والتي تنشط في مجالات تجارية مختلفة من تحميص القهوة إلى البناء وتبلغ قيمتها مليارات الليرات السورية.

وأضاف فراس طلاس أن كراهيته للحكومة السورية “تعود إلى قرابة عقد من الزمن لأن عائلة الأسد تعتقد أنها تملك البلد وأن شعبها أغنام لها وهي الأسرة الوحيدة التي تملك المزرعة، وحتى نحن المقربون من النظام تعتبرنا حراساً لها فقط، وهذه هي الطريقة التي تدير بها سوريا”.

وفي جنيف، أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس بأغلبية 41 صوتاً واعتراض من الصين وكوبا وروسيا وامتناع الهند والفلبين وأوغندا، “بشدة استمرار الانتهاكات الجسيمة وواسعة النطاق لحقوق الإنسان والحريات الأساسية من قبل السلطات السورية والميليشيات الحكومية الشبيحة مثل استخدام الأسلحة الثقيلة والقوة ضد المدنيين والمذابح وعمليات الإعدام التعسفي والقتل خارج نطاق القضاء وقتل واضطهاد المتظاهرين والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين والاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والتدخل بشأن الحصول على العلاج الطبي والتعذيب والعنف الجنسي وسوء المعاملة بما في ذلك ضد الأطفال، فضلاً عن أي انتهاكات لحقوق الإنسان من جانب جماعات المعارضة المسلحة”.

وأدان أيضاً بـ”أشد العبارات مجزرة الحولة” بالقرب من حمص، “حيث وجدت لجنة التحقيق أن قوات الحكومة السورية وعناصر الشبيحة يرتكبون الجرائم البشعة والفاحشة”، مشدداً على ضرورة محاسبة المسؤولين.

ودعا كل الأطراف لإنهاء كل أنواع العنف وحث السلطات السورية على إطلاق سراح كل المعتقلين بشكل تعسفي، وتقديم لائحة بكل أماكن الاعتقال للتأكد من أن أوضاع المعتقلين تتناسب وما يقتضيه القانون الدولي والسماح للمراقبين المستقلين بالدخول إلى كافة أماكن الاحتجاز.

وجدد القرار دعوة السلطات السورية إلى تحمّل مسؤوليتها في حماية الشعب السوري.

وقرّر المجتمعون تمديد مهمة لجنة التحقيق حول سوريا التابعة للمجلس وطلبوا منها تقديم تقرير مكتوب أمام مجلس حقوق الإنسان في جلسته المقبلة، كما طالبوا أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بتقديم مزيد من الموارد بما في ذلك زيادة الطاقم، من أجل أن تتمكن اللجنة من إتمام مهمتها في ظل تدهور وضع حقوق الإنسان المتواصل في سوريا.

وجددوا دعوتهم للسلطات السورية للتعاون بشكل تام مع اللجنة بما في ذلك السماح لها فوراً بالتنقل بحرية في أرجاء سوريا.

الى ذلك، اعلنت رئيسة مجلس حقوق الإنسان لورا دوبوي لاسير أنه تم تعيين القاضية كارلا ديل بونتي والمقرر الخاص السابق للأمم المتحدة حول كوريا الشمالية فيفيت مونتاربورن مفوضين في لجنة التحقيق التابعة للمنظمة الدولية حول سوريا.

وقالت دوبوي لاسير في اليوم الأخير من دورة المجلس “مع الأخذ في الاعتبار تمديد تفويض (اللجنة) حتى آذار 2013 الذي قرره المجلس اليوم (أمس)، وفي ظل عدم وجود مؤشرات تحسن على الأرض، أرغب بتعزيز اللجنة عبر تعيين مفوضين اثنين إضافيين: (…) كارلا ديل بونتي وفيفيت مونتاربورن”.

ويجمع التحقيق أدلة لمحاكمات محتملة في المستقبل لشخصيات يشتبه في ارتكابها لانتهاكات خلال الانتفاضة المستمرة منذ 18 شهراً ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال ديبلوماسيون إن سويسرا اقترحت انضمام ديل بونتو المدعية العامة سابقاً في سويسرا للجنة التحقيق كمفوضة.

وسيكون تعيين محامية بارزة مثل ديل بونتي علامة قوية على عزم الأمم المتحدة على تقديم منتهكي حقوق الإنسان إلى العدالة.

ومع إقرار دمشق في تموز الماضي بامتلاكها أسلحة كيميائية والتلويح باستخدامها ضد اعتداء غربي، كشف وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا عن امتلاك بلاده “معلومات تشير الى حدوث عمليات نقل في بعض المواقع(..) لزيادة تأمين الأسلحة الكيمائية”، مشيراً الى أن المعلومات تفيد “أن المواقع الرئيسية ما زالت مؤمنة”.

وأكد بانيتا خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكندي “عدم وجود معلومات محددة” عما إذا كانت المعارضة تمكنت من الاستيلاء على بعض هذه الأسلحة، علماً أنه سبق للمقاتلين المعارضين اتهام النظام بنقل بعض هذه الأسلحة مع اتساع رقعة العنف في البلاد.

وفي نيويورك أعرب كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الدولي لسوريا الاخضر الابراهيمي مساء الخميس، عن خشيتهم من تحول سوريا الى “ساحة معركة إقليمية”، حسبما أفاد متحدث باسم الأمم المتحدة.

والتقى المسؤولون الثلاثة في مقر الأمم المتحدة للتأكيد على “الضرورة الحيوية للمجتمع الدولي في أن يتوحد لدعم عمل” الابراهيمي.

(أ ف ب، رويترز، يو بي أي، لجان التنسيق المحلية)

قتال بحلب ودمشق ودرعا والقصف مستمر

                                            تجدد اليوم السبت في حلب القتال الضاري على جبهات كثيرة بين الجيشين النظامي والحر اللذين اشتبكا أيضا في دمشق ودرعا ومناطق أخرى. وفي الوقت نفسه قصفت القوات السورية مجددا مدنا وبلدات مما أوقع أكثر من عشرين قتيلا, بينما أعدم ثمانية ميدانيا في قدسيا بريف دمشق وفقا لناشطين.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومقاتلي المعارضة اندلعت صباح اليوم في حي صلاح الدين بحلب بعدما هاجم الجيش الحر ثكنة عسكرية بهذا الحي الذي يقع جنوب غربي المدينة.

وكان الجيش الحر أعلن أول أمس بدء “معركة الحسم” في حلب التي تشهد قتالا منذ أكثر من شهرين, وأكد أمس أنه سيطر كليا أو جزئيا على أحياء جديدة بالمدينة بينها باب أنطاكية والعامرية عقب مواجهات وُصفت بغير المسبوقة.

وقتل أمس أكثر من 180 شخصا بينهم 31 جنديا نظاميا و18 من مقاتلي المعارضة وفق حصيلتين متقاربتين للمرصد والشبكة السوريين لحقوق الإنسان.

اشتباكات وقتلى

وبالتزامن مع الاشتباكات التي اندلعت صباح اليوم بمناطق مختلفة من حلب, قصف الطيران الحربي الحكومي أحياء الإذاعة وكرم الجبل والشعار والكلاسة وفق لجان التنسيق المحلية وناشطين.

وقال ناشطون إن عنصرا من الجيش الحر قتل خلال اشتباك في أحد أحياء حلب القديمة.

وقال المرصد السوري وناشطون إن الجيش الحكومي أحرق ليلا سوقا في حلب القديمة أيضا. وفي ريف حلب, قتل طفل رضيع وجرح أخوه وأمه الليلة الماضية في قصف لبلدة مسكنة, كما قصف الطيران بلدة السفيرة.

وتحدث المركز السوري لحقوق الإنسان عن تجدد الاشتباكت صباح اليوم في حي التضامن جنوبي دمشق, مضيفا أن قوات نظامية اقتحمت الحي عقب الاشتباكات ونفذت حملة اعتقالات.

وبصورة متزامنة, قصف الجيش السوري أحياء بالعاصمة بينها السيدة زينب, واقتحم أيضا صباح اليوم حي برزة وأحرق محال فيه وفق ما قال الناشط رامي حقي للجزيرة.

وكان الجيش قد اقتحم أمس أحياء برزة وجوبر والقابون حيث ينفذ الجيش الحر عمليات بين حين وآخر. وفي ريف دمشق, أعدمت القوات النظامية صباح اليوم ثمانية أشخاص ذبحا في بلدة قدسيا التي شهدت أمس مذبحة أخرى قتل فيها عشرون مدنيا وفقا لناشطين.

وقال عضو التنسيقية المحلية بقدسيا قيس محمد للجزيرة إن القتلى اعتقلوا مساء أمس, وعثر عليهم مذبوحين صباح اليوم, مؤكدا أن البلدة ما تزال محاصرة بقوات من الحرس الجمهوري وتشكيلات أخرى. كما قصف الجيش صباح اليوم ضاحيتي دوما ومعضمية الشام اللتين تتبعان لمحافظة ريف دمشق مما تسبب في إصابات.

وقصف الطيران الحكومي فجر اليوم بلدة موحسن بدير الزور مما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين بينهم سيدة وابنتها وفقا للمرصد السوري. وتحدث ناشطون أيضا عن قصف بالمدافع وراجمات الصواريخ على أحياء في حمص وعلى الرستن التي تقع في ريف المدينة.

وفي درعا جنوب سوريا, وقعت اشتباكات عند حواجز عسكرية للجيش النظامي في بصرى الشام والغارية الشرقية مما أسفر عن مقتل ستة جنود نظاميين وفقا للمرصد السوري.

المجالس العسكرية الثورية بسوريا تتوحد

                                            أعلنت قوى في سوريا الجمعة تشكيل “القيادة المشتركة للمجالس العسكرية الثورية” التي تضم جانبا كبيرا من القوى الفاعلة على الأرض في مختلف المحافظات السورية, وذلك بحضور عدد من القيادات السياسية والروحية للثورة في الداخل والخارج.

وتشكلت القيادة المشتركة وفق هيكلية تعتمد على ثلاثة مستويات رئيسية للقيادة تتكون من القيادة العامة، ومكتب التنسيق والارتباط، والمجالس العسكرية لكل المحافظات السورية. ودعت القيادة المشتركة في بيانها كافة القوى الثورية والعسكرية في سوريا للانضمام إليها والعمل المشترك من أجل “خدمة الثورة والشعب وإسقاط النظام”.

وقال رئيس مكتب التنسيق والارتباط ماهر النعيمي إن القيادة المشتركة تهدف إلى بناء عمل مؤسساتي متكامل يحتضن كافة أطياف الشعب السوري وصولا إلى دولة حرة مدنية، موضحا أن الخطط العسكرية سيتم إعدادها عبر قيادة مركزية وقيادات فرعية في كافة المحافظات لإنهاء النظام القائم “مهما تكلف الثمن”.

وأكد النعيمي للجزيرة أن المجالس الثورية العسكرية التي انضمت إلى التشكيل الجديد تمثل كافة المحافظات السورية، مشيرا إلى أن ما لا يقل عن 80% من الحراك العسكري والقوى الفاعلة على الأرض انضموا إلى القيادة المشتركة.

وأعلن أن القيادة الجديدة مفتوحة لكل الفصائل لمواجهة “النظام الأرعن”، مشددا على وجوب التوحد والتنسيق بين القوى المختلفة لتصبح كافة القوى العسكرية والثورية صفا واحدا على الأرض، بحسب قول النعيمي.

وأضاف أن القيادة الجديدة تتسع لكافة القوى الثورية والعسكرية، وأن الأبواب مفتوحة لكل الضباط وصف الجنود للانضمام إلى تلك المجالس “للدفاع عن أبناء الشعب وإسقاط النظام”.

من جهة أخرى ذكر محمد فاروق طيفور نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا ونائب رئيس المجلس الوطني، أن كل المجالس العسكرية والثورية سعت بشكل مشترك ودؤوب لتوحيد قواها على الأرض خلال فترة طويلة، معتبرا أن التشكيل الجديد جاء تتويجا لجهود كبيرة للمجلس الوطني وكل المجالس العسكرية بشكل مشترك.

وأكد طيفور للجزيرة أن أحد أسباب ضعف تأثير الثورة على النظام السوري وإنهائه هو التفرقة الموجودة على الأرض، متوقعا أن تكون الخطوة الأخيرة “فاتحة خير على الثورة للوصول إلى نتائج حاسمة في مواجهة النظام الغاشم”.

“شبيحة” الأسد ترتكب مجزرة وتبيد عائلة ذبحاً بقدسيا

معارك ضارية لليوم الثاني في حلب وعدد القتلى يتجاوز 184

قناة العربية، وكالات

قامت “شبيحة” النظام السوري بارتكاب مجزرة جديدة في قدسيا بريف دمشق، حيث أعدمت عائلة بأكملها ميدانياً أمام أعين الناس.

وكشفت ديما الشامي، عضو مجلس قيادة الثورة بدمشق لقناة “العربية”، السبت، أن عناصر مسلحين تابعين للنظام السوري ذبحوا بدم بارد ثمانية أشخاص، بينهم إخوة وزوجان.

وقالت ديما “إن الجيش يقتحم المدن والأحياء بالدبابات، كما أنه قام بتسليح شباب صغار لا تتعدى أعمارهم 15 سنة، يظهرون وهم محملون بالرشاشات ومختلف الأسلحة”، مشيرة إلى أعمال طائفية يقوم بها هؤلاء “الشبيحة”.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، إن معارك تجري على نطاق غير مسبوق وعلى جبهات عدة تتواصل لليوم الثاني على التوالي في حلب، ثاني كبريات المدن السورية، ويحدث هذا في وقت بث ناشطون سوريون صوراً على الإنترنت تظهر لواء عمرو بن العاص التابع للجيش الحر وهو يقتحم مقر الإذاعة في حلب، بينما أعلنت المعارضة عن مقتل 184 شخصاً، بينهم 4 أطفال و5 نساء.

وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة فرانس برس، إن “المعارك على نطاق غير مسبوق ولم تتوقف منذ الخميس”. وأضاف أنه “في السابق كانت المواجهات تجري في شارع أو شارعين من قطاع معين، لكنها تدور الآن على جبهات عدة”.

وأفاد سكان في أحياء بوسط المدينة يسيطر عليها النظام وكانت حتى الآن بمنأى عن أعمال العنف، مثل السليمانية وسيد علي، بإطلاق نار “غير مسبوق”.

وقال زياد (30 عاماً) المقيم في السليمانية، إن “المواجهات لم تتوقف، وكذلك إطلاق النار. كنا جميعاً مذعورين. لم يسبق أن سمعت ما يشبه ذلك من قبل”.

وقال المرصد والسكان إن هذه الأحياء تعرضت لقصف بقذائف الهاون بكثافة غير مسبوقة من قبل مقاتلي المعارضة.

وقال أحد السكان طالباً عدم الكشف عن هويته “هذه أول مرة أرى ذلك في السيد علي. عادة نسمع إطلاقتين أو ثلاثاً، لكن الأمر هذه الليلة كان غير مسبوق”. كما تتعرض الأحياء التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة شرقاً لقصف متواصل منذ الخميس من قبل القوات النظامية.

وأفادت شبكة “شام” باندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والحكومي في معظم أحياء مدينة حماه، كما ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن من بين القتلى 48 سقطوا في حلب، بينهم 25 أعدموا ميدانياً في الراشدين، وفقاً للجان التنسيق المحلية.

وأوضحت الشبكة أن 56 شخصاً قتلوا في دمشق وريفها، بينهم 10 أعدموا ميدانياً و17 في قدسيا، إضافة إلى 11 قتلوا في إدلب. وأضاف الناشطون أن 21 قتلوا في دير الزور، و19 في درعا، و24 بحماه، و4 في حمص، وقتيل واحد في اللاذقية.

وأعلن الجيش الحر سيطرته على حي الشيخ مقصود بحلب، ذي الأغلبية الكردية، فيما شهد حي النيرب قصفاً بالصواريخ والهاون من قبل قوات النظام.

ووفقاً لمصادر المعارضة شهد حي الباب قصفاً من قبل الطيران الحربي باستخدام الرشاشات الثقيلة. كما تعرض حي كرم الجبل إلى قصف منذ ساعات الفجر الأولى، وتهدمت عدة منازل في شارع البرغل.

العربي يتهم روسيا والصين بعرقلة حل الأزمة السورية

قال إن المنطقة كلها وليست سوريا مهددة والانفجار يمكن أن يطال الجميع

العربية.نت

اتهم نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلاً من روسيا والصين بعرقلة التوصل إلى حل للأزمة السورية، مشيراً إلى أنهما “مستمرتان في حماية النظام السوري”.

وقال في مقابلة مع صحيفة “الحياة” اللندنية، السبت، إن “تحريك الجمود السياسي يتطلب تغييراً في موقف الحكومة السورية أو مجلس الأمن”، مجدداً قلقه من توسع الأزمة السورية لتطاول الدول المجاورة.

ووصف العربي ميثاق الأمم المتحدة بـ”المقصر”، لأنه وضع كل السلطات في يد مجلس الأمن بما يسمح لدولتين وهما روسيا والصين بعرقلة ما يطالب به المجتمع الدولي.

وأضاف أن “الوضع في سوريا يهدد السلم والأمن الدوليين، حيث الدماء تراق والأبرياء يموتون، ودولة لها قيمة تاريخية وقومية تدمر، وحاكم ونظام يقتل الشعب ويطلق قذائف من طائرات ومدفعية ودبابات ولا أحد يفعل شيئاً”.

وحذر من أن “المنطقة كلها وليست سوريا مهددة وعلى فوهة بركان، والانفجار يمكن أن يمس الجميع، ليس فقط اللاجئين بأعداد ضخمة جداً، لكن أيضاً في التأثير على هذه الدول بمختلف الوسائل، طبعاً نخشى على العالم العربي ونخشى على الشرق الأوسط بأكمله”.

وحول اندلاع حرب أو حروب مذهبية وطائفية مذهبية بشكل خاص سنية-شيعية في المنطقة قال “للأسف الشديد، هناك مؤشرات غير مريحة”.

يشار إلى أن سوريا تشهد اضطرابات منذ مارس من العام الماضي أودت بحياة أكثر من 27 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي مقره لندن.

ونزح حتى الآن أكثر من 294 ألف سوري إلى دول الجوار، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 700 ألف بحلول نهاية العام الحالي، بحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

“العربية الحدث” تبث وثائق سورية سرية بالغة الخطورة

ستنشر “العربية.نت” المستندات التي تكشف دور إيران وروسيا وحزب الله بسوريا

دبي – خاص

بعد بثها للإيميلات السرية للرئيس السوري، قالت قناة “العربية”، إنها حصلت على وثائق سرية بالغة الخطورة بالتعاون مع المعارضة السورية التي فضلت عدم الحديث عن كيفية الحصول عليها.

وذكرت “العربية” أنها قامت بفحص مئات الوثائق، وقررت بث مجموعة منها ذات قيمة سياسية وخبرية، وتنوي تخصيص حلقات خاصة تعرض فيها هذه الوثائق ورأي خبراء في ما تضمنته من معلومات.

وتقول “العربية” إن هذه الوثائق ستكشف للمرة الأولى معلومات صادمة وخطيرة، بينها معلومات عما حدث للطائرة التركية التي أسقطتها الدفاعات السورية. كما تتضمن وقائع خطيرة بالأسماء والتواريخ والأرقام عن دور النظام السوري في العمل لزعزعة استقرار الأردن ولبنان.

وتفضح الوثائق الدورين الإيراني والروسي في مساعدة النظام السوري، وإنشاء قيادة مشتركة تتدخل وتعطي الأوامر في كل كبيرة وصغيرة في الأزمة السورية.

الوثائق تتعرض لدور حزب الله في الأزمة وكيفية تصفية الناشطين السوريين عبر أوامر خطية وواضحة من أعلى سلطة الهرم وبالأسماء، أضف إلى ذلك إصدار النظام الأوامر الصريحة بالقيام بسلسلة أعمال تفجيرية في البلاد.

كما ستعرض “العربية” في برنامجها المخصص لهذه الوثائق، جداول للموقوفين والمعتقلين والمفقودين، وجداول للمطلوبين من النظام.

يذكر أن البرنامج مكون من 12 حلقة تعرض على مدى أسبوعين بمعدل 6 حلقات أسبوعياً من السبت إلى الخميس من كل أسبوع. ويبدأ بث هذه الحلقات الخاصة اعتباراً من مساء غد السبت 29 سبتمبر/أيلول 2012 الساعة 16:30 بتوقيت غرينتش (19:30 بتوقيت السعودية) على “العربية الحدث”.

وستعرض “العربية.نت” الوثائق بالتزامن مع “العربية الحدث” عبر صفحتها الرئيسة، وصفحة أخرى خاصة بالوثائق السورية المسربة (سيريا ليكس).

السعودية: الأزمة السورية وصلت حدا كبيرا من التفاقم

طالبت إيران بإنهاء احتلال الجزر الإماراتية والتعاون مع وكالة الطاقة

العربية.نت

قال نائب وزير الخارجية السعودي، الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، إن الأزمة السورية وصلت حداً كبيراً من التفاقم بسبب تعنت النظام.

وعرج في كلمته التي ألقاها اليوم في الأمم المتحدة على الشأن اليمني، موضحاً أنه يجب التصدي للحملات الخارجية في اليمن.

وذكر الأمير عبدالعزيز أنه يجب إنهاء احتلال إيران للجزر الإماراتية، مطالباً إيران أيضاً بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وشدد الأمير عبدالعزيز على أنه من حق الفلسطينيين الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، وعلى أن المملكة ستبقى حريصة على تحقيق أهداف ميثاق الأمم المتحدة.

وحول الفيلم المسيء، قال الأمير عبدالعزيز، إن عالمنا بحاجة لنشر ثقافة التسامح بين الأديان، مؤكداً استنكار السعودية لإنتاج الفيلم المسيء للرسول الكريم.

مساعدة أمريكية للشعب السوري بقيمة 45 مليون دولار

بموازاة تعيين القاضية كارلا ديل بونتي في لجنة أممية للتحقيق في سويا

العربية.نت

أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، عن تقديم دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، مع مساعدات أخرى خاصة بالمجموعات المدنية للمعارضة السورية بقيمة 45 مليون دولار.

كما واصلت الأمم المتحدة ضغوطها على النظام السوري وأعلنت رئيسة مجلس حقوق الإنسان لورا دوبوي لاسير، أمس الجمعة، أنه تم تعيين القاضية كارلا ديل بونتي، والمقرر الخاص السابق للأمم المتحدة حول كوريا الشمالية فيفيت مونتاربورن، مفوضين في لجنة التحقيق التابعة للمنظمة الدولية حول سوريا.

وفي نيويورك، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية في اجتماع مصغر لمجموعة أصدقاء سوريا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة “أعلن مساعدة إضافية بقيمة 30 مليون دولار لمساعدة (السكان) في الحصول على الغذاء والماء والبطانيات والخدمات الطبية الأساسية”. وبذلك ترتفع القيمة الإجمالية للمساعدة الإنسانية الأمريكية للمدنيين السوريين إلى 130 مليون دولار.

وأضافت كلينتون “أعلن أيضاً 15 مليون دولار إضافية لدعم المجموعات المدنية للمعارضة السورية، ما يرفع دعمنا الإجمالي للمعارضة غير المسلحة إلى نحو 45 مليون دولار”.

وأعلنت كلينتون ذلك أمام ممثلي عشرين دولة عضواً في مجموعة أصدقاء سوريا وتسع شخصيات سورية معارضة لنظام بشار الأسد أتى بعضها من سوريا إلى نيويورك لشرح الحاجات الميدانية أمام أعضاء المجموعة.

ولم توفر كلينتون إيران في كلامها عندما قالت “لم يعد هناك أي شك بأن إيران ستقوم بكل ما هو ممكن لحماية تابعها وشريكها في دمشق”.

وأضافت أن “إيران هي أهم خشبة خلاص للنظام السوري”.

موسكو تطالب بتطبيق “اتفاق جنيف” لحل أزمة سوريا

الاتفاق لا ينص على أي دعوة لتخلي بشار الأسد عن السلطة

العربية.نت

أكدت روسيا، الجمعة، على تطبيق اتفاق جنيف للانتقال السياسي في سوريا، وذلك أثناء كلمة ألقاها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اتهم فيها الغرب بتعميق الأزمة في سوريا.

وكان تم تبني اتفاق جنيف لمبادئ الانتقال السياسي في سوريا في 30 حزيران/يونيو من قبل مجموعة العمل حول سوريا.

ولا يتضمن اتفاق جنيف أي دعوة لتخلي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة في الوقت الذي تصر فيه دول غربية وبعض الدول العربية والمعارضة السورية على رحيله.

ودعا لافروف أعضاء مجموعة العمل حول سوريا إلى تأكيد التزامهم باتفاق جنيف الذي قال إنه يوفر “الوسيلة الأسرع لإنهاء” النزاع.

وذكر أن موسكو كانت اقترحت على مجلس الأمن الدولي تبني قرار يقر فيه اتفاق جنيف، لكن “هذا المقترح تم تعطيله” من قبل الغربيين.

وحذر وزير خارجية روسيا من أن “أولئك الذين يعارضون تطبيق الاتفاق يتحملون مسؤولية كبيرة” دون أن يشير إلى دول أو جهات بالاسم.

وأضاف “إنهم يصرون على وقف إطلاق نار يفرض فقط على الحكومة السورية ويشجعون المعارضة على تكثيف المعارك”، مشيراً إلى أنهم “بذلك يدفعون سوريا إلى أن تغوص أكثر” في حرب أهلية.

وشدد على أن “عدد جرائم الحرب في ازدياد، سواء من جانب القوات الحكومية أو المعارضة”.

وتابع “إن روسيا تندد بالعنف من أي جهة جاء، وهي مقتنعة بأنه لا تزال هناك فرصة للقيام بعمل جماعي” للتوصل إلى تسوية في سوريا.

وجدد تأكيد “الدعم (الروسي) الكامل لمهمة” المبعوث الدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي.

رصاص الأسد أنهى حياة “زهرة الحرية”.. وبقيت لوحاتها

جلنار أصغر ناشطة سياسية في سوريا قتلت وبقيت ذكراها تلهم الثوار

دبي – راشد العيد

اتخذ اسم جلنار الذي يعني وردة الرمان في اللغتين الفارسية والتركية، في سوريا معنى آخر، وإن اشترك الدم مع لون الرمان الأحمر.

فقصة جلنار السورية، أو “زهرة الحرية” كما أطلق عليها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، تحمل عدة أبعاد، فهي طفلة لم تكن تبلغ من العمر سوى سبعة أعوام عندما قضت في الرابع من فبراير الماضي برصاصة لجنود النظام عندما كانت تنظر من شباك غرفتها لتعرف ماذا يجري في الخارج.

وبعد أن رسمت العديد من اللوحات التي مجدت الثورة وانتقدت النظام، على الرغم من صغر سنها، فاستحقت عن جدارة لقب ريشة الثورة البريئة.

لكن قصتها لم تنته عند مقتلها، الذي كان مؤثراً في مدينتها، ما دفع العديد من النشطاء في دمشق إلى تدشين العديد من الصفحات التي تحمل اسمها في مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أن قوات الأمن منعت مشيعيها من الرجال من دفنها، الأمر الذي اضطر نساء المدينة إلى مشاركة والدتها في دفنها.

وقد أضحى مقتل جلنار حدثاً ملهماً للثوار الذين وجدوا في اسمها عنواناً جديداً لكتابة ثورتهم، ورمزاً للطفولة الثائرة بوجه النظام، فالحديث عن مشاركاتها السابقة في المظاهرات الشعبية، ورسوماتها الداعمة للثورة لا ينتهي.

فجلنار التي حاول النظام معاقبتها على رسوماتها الداعمة للثوار، أضحت بعد موتها رمزاً للطفولة المستباحة، فيما رسوماتها تحتل صدر المعارض الدولية.

وعلى الرغم من أن جلنار رحلت، لكن قصتها بقيت وكذلك رسوماتها التي جسدت في تاريخ سوريا الحديث قصة أصغر ناشطة سياسية اختلطت ألوان ريشتها الصغيرة بأحلام كبيرة طالما هتفت من أجلها طلباً للحرية.

61 قتيلا بسوريا وقتال في دمشق وحلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

أفاد ناشطون سوريون بسقوط 61 قتيلا بنيران القوات الحكومية، السبت، في الوقت الذي دارت اشتباكات في حي التضامن جنوبي العاصمة السورية، وفي أحياء من مدينة حلب وفقا لما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

واقتحمت قوات الأمن ضاحية قدسيا بريف دمشق وأعدمت 8 أشخاص ميدانيا وفقا لما ذكرت لجان التنسيق المحلية.

ورغم إعلان القوات النظامية في يوليو الماضي سيطرتها على مجمل أحياء العاصمة، لا تزال بعض الأحياء لا سيما الجنوبية منها، تشهد اشتباكات مع وجود جيوب مقاومة للمقاتلين المعارضين فيها.

وفي حلب ثاني كبرى المدن السورية، أفاد المرصد عن وقوع “اشتباكات عنيفة في حي صلاح الدين إثر الهجوم الذي نفذه مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة على نقطة عسكرية للقوات النظامية للحي”.

وشهدت أحياء الصاخور وبستان القصر والكلاسة جنوب غربي المدينة اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في محاولة من مقاتلي المعارضة للتقدم على عدد من المحاور، منها وسط حلب حيث “دارت اشتباكات عنيفة في الأعظمية والسبع بحرات ودوار الجندول.”

وفي ريف حلب أفاد المرصد عن “اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في بلدة خان العسل ومحيط مطار كويرس العسكري، أدى لإعطاب عربة للقوات النظامية في محيط المطار”.

ويقوم المقاتلون المعارضون باستهداف مواقع استراتيجية للقوات النظامية ومنها المطارات العسكرية التي تستخدمها الطائرات الحربية والمروحية في قصف عدد من المناطق.

كذلك تعرضت بلدات في ريف دمشق ومحافظتا حمص وحماة وسط البلاد وإدلب واللاذقية ودير الزور إلى قصف مدفعي من القوات النظامية.

وأسفرت أعمال العنف في سوريا الجمعة عن مقتل أكثر من 180 شخصا في يوم شهد تظاهرات للمطالبة بتوحيد كتائب الجيش السوري الحر.

مغتربون سوريون يتكاتفون في البرازيل

هاني صافي- أبوظبي – سكاي نيوز عربية

يسعى أبناء الجالية السورية في الخارج إلى التكاتف والتكافل لتخطي المحنة التي تمر بها بلادهم، والتي دفعت آلافا منهم إلى الهجرة وطلب اللجوء في العديد من الدول.

عامر رجل أعمال سوري الأصل مقيم في البرازيل، يحاول مع رفاقه من السوريين واللبنانيين المغتربين من خلال صفحته على فيسبوك بإيجاد وظائف ومساكن لرفاقه اللاجئين، لتكون صحفة ” تنسيقية الثورة السورية في البرازيل” قبلة لهؤلاء الشباب.

لا تقدم الحكومة البرازيلية مساعدات كافية للسوريين ما عدا تقديم تأشيرات عمل لمعظم المتقدمين، الأمر الذي دفع عامر إلى مساعدة اللاجئين السورين هناك على إيجاد عمل ومسكن مناسبين.

وقال: “من المهم جدا أن يعطى هؤلاء الشباب الحق بإقامة شرعية هنا، فهم لا يتحدثون البرتغالية، ولا أقارب لهم أو أصدقاء، كيف سيتدبرون أمورهم؟ هل سينامون على قارعة الطريق!”.

أما جهاد محمد فهو أحد السوريين الذين حالفهم الحظ بالنجاة بأهله، بعد أن تسبب قصف بتدمير منزله في حمص.

ومنذ وصوله سان باولو يعمل جهاد سائقا لأسرة سورية الأصل بالبرازيل مستفيدا من معرفته اللغة البرتغالية.

وقال: “نعم أنا مرتاح وأحمد ربي أنني وأبنائي على قيد الحياة، فهم يأكلون الخبز ويشربون الحليب، إنهم سعداء وهذا هو المهم، ولكن حين تحل مشكلتنا في سوريا، المسماة بـ”بشار الأسد” سأكون أول من يعود لوطني مع أبنائي”.

من جهته، قال كمال ابن الـ 19 الذي اضطر للهروب تاركا دراسته الجامعية معلقة: “وصلنا إلى البرازيل ونعيش هنا الآن، ولكننا لا نستطيع أن نقرر متى نعود إلى الوطن، إلا أن الأمور ستتحسن وستعود سوريا إلى سابق عهدها بعد رحيل بشار الأسد”.

ويعيش 12 مليون شخص من أصول عربية في البرازيل، ويصل عدد السوريين منهم اليوم إلى نحو ثلاثة ملايين.

مناف طلاس: الأسد متواضع ويحب شعبه ولكن الأزمة غيرته

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– أكد العميد السوري المنشق، مناف طلاس، أن الرئيس بشار الأسد هو شخص متواضع ويحي شعبه، إلا أن الأوضاع الحالية التي تعصف في البلاد ونصائح الدائرة الضيقة التي حوله غيرت ملامح شخصيته، في الوقت الذي أكد فيه طلاس على أهمية عدم تكرار السيناريو العراقي والأفغاني من خلال السماح بالتدخل العسكري الخارجي على الأراضي السورية.

وقال طلاس في مقابلة مع CNN : “كان الرئيس بشار الأسد صديقي، وهو متواضع ويحب الشعب السوري، إلا أن الأزمة غيرته، وأصبح لديه ردود فعل عدائية لما يحصل من حوله.”

وأضاف طلاس: “أعتقد أن الرئيس السوري ينتهز الوقت الإضافي الممنوح له دوليا، والنظام السوري ذكي حيث يعرف أنه لا يوجد قرار دولي يجبره حاليا على التنحي، وحالما يعي الرئيس بشار الأسد أن هناك قرارا دوليا بصدد الصدور، سيقوم بالتنحي.”

وأشار طلاس الى أن “بشار الأسد يعلم أن هناك قوى إقليمية تسانده، وأقصد هنا إيران وروسيا، وكل شيء سيتغير في حال علم الأسد أن هناك قرار دوليا سيجبره على التنحي، عندها أنا متأكد أنه سيتنحى.”

وبين العميد طلاس “لا أعتقد أنه يجب أن يكون أي تدخل خارجي في سوريا، لابد أن يوجد تفاهم، وعندما يتعلق الأمر بالقوى العظمة فإنه لا يوجد هناك إرادة سياسية، سوريا بحاجة لقرار سياسي دولي ملزم لإيقاف المجازر.”

وأكد طلاس على أن “القوات السورية لن تشكل خطرا على قوات حلف شمال الأطلسي إذا ما تم فرض تدخل عسكري خارجي أو حتى مناطق حظر الطيران، إلا أننا لا نريد تكرار السيناريو العراقي والأفغاني والليبي في سوريا، نحن نريد أن يحقق السوريون انتصارهم بأنفسهم.”

ونوه طلاس: “أعتقد أن النظام السوري يعمل على عسكرة الثورة، وإلقاء اللوم على الإسلاميين المتشددين، وهو يعلم مدى حساسية المجتمع الدولي تجاه المتشددين الإسلاميين وهذا هو المنهج الإستراتيجي للنظام، إلا أن الدم السوري أغلى من أن يراق بهدف تغيير وجهة النظر الدولية.”

وفيما يتعلق بالطائفة العلوية الموالية لنظام بشار الأسد، قال طلاس “النظام السوري والحلقة الضيقة حول الرئيس يحكمون الطائفة العلوية من خلال تخويفهم، وبمجرد اتضاح الصورة المستقبلية، سنلاحظ انشقاق العلويين والمسيحيين والدروز وباقي أطياف المجتمع السوري، وعليه لابد من إيصال الصورة الحقيقية للأقليات السورية بأن مكانهم موجود في المجتمع السوري الجديد.”

وأشار طلاس الى أن “أبناء الطائفة العلوية سينشقوا عن النظام حالما يصدر قانون دولي، ولكن لابد من تتضح صورة المستقبل، ومعرفة المخرج الآمن، وما يخيف العلويين حاليا هو وصول الإسلاميين إلى السلطة، حيث أنهم سيعتبرون كفارا، وحالما تتضح صورة وطنية وقرار دولي يشمل المجتمع السوري، عندها سينشق العلويون.”

وألقى العميد طلاس الضوء على أهمية إعادة تنظيم الجيش السوري الحر مؤكدا على  “ضرورة إعادة هيكلة الجيش السوري الحر، لاحتوائه على عناصر متطرفة، ولابد من السماح لأبناء الطائفة العلوية بالانضمام إلى الجيش الحر بالإضافة إلى تقديم الدعم والمساندة العسكرية للجيش الحر ليكون متكافئا في قتاله مع القوات النظامية.”

وبين طلاس” أنه وحالما يعلم النظام السوري أن الجيش الحر لديه أسلحة قوية، ويحدث هناك توازن قوى، سيقوم النظام بالتنحي، أنا متأكد من ذلك.”

وأشار طلاس إلى أنه “منذ بداية الأزمة رفضت الطريقة التي يتعامل بها النظام مع الأزمة، حيث أنني رفضت القيام بأي أعمال قتل أو أذية للمتظاهرين الذين يحملون مطالب شرعية والتي أراد النظام السوري تحطيمها، وعليه رفضت تنفيذ هذه الأوامر وقطعت علاقتي بالرئيس بشار الأسد لأنني علمت أن ما يقوم به سيقوده إلى نفق مظلم ولن يتمكن من تحقيق أي شيء.”

وبين طلاس أنه “بحكم مركزي العسكري وصلتي القريبة من الرئيس بشار الأسد، قيل لي إذا ما لزمت الصمت سأكون في مأمن، وبالفعل لزمت الصمت، إلا أن الأوضاع الأمنية بدأت بالتطور ولم أعد أحتمل ذلك، ولم أعد أحتمل رؤية القتل المتواصل للمدنيين الأبرياء، وهم يطالبون بحقوق عادلة ومشروعة.”

ونوه طلاس: “صمتي كان عبارة عن طريقة لأوصل فيها عدم موافقتي على ما يقوم به بشار الأسد بحق شعبه، وكان لابد لي من الخروج خارج سوريا لأتمكن من مساعدة الشعب السوري من الخارج.”

وقال “آخر مرة قمت بالتواصل مع الرئيس بشار الأسد كانت في يونيو/ حزيران العام 2011، حيث قلت له لابد من أن تقدم شيئا للشعب، وأن هذه الثورة حقيقية ولابد لك من السير مع التيار، ولابد من التفاعل مع هذا الحراك الداخلي من خلال دعم الديمقراطية بالبلاد، إلا أنه رفض كل ذلك، وقادته الحلقة الضيقة التي حوله إلى التعامل مع هذه الأزمة بالطريقة الحالية.”

سوريا: 166 قتيلا وأمريكا تقدم 45 مليون دولار للمعارضة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– لقي ما لا يقل عن 166 شخصا حتفهم على يد قوات الجيش الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، الجمعة وفي مختلف المناطق السورية، بحسب ما أوردته لجان التنسيق السورية المعارضة، في الوقت الذي أعلنت فيه أمريكا نيتها تقديم مبلغ 45 مليون دولار كدعم للمعارضة السورية.

وأعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون عن الدعم المالي، الجمعة، حيث أشارت إلى أن هذا الدعم مقسم إلى 30 مليون دولار كمساعدات إنسانية عاجلة، بالإضافة إلى 15 مليون دولار سيتم تقديمها كدعم لمجموعات المعارضة غير المسلحة.

وتأتي هذه الأنباء في الوقت الذي صرح فيه وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، الجمعة أن النظام السوري قام بنقل الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها في عدة مناطق وذلك لأسباب أمنية على حد تعبيره، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى تقوم بمراقبة مواقع الأسلحة الكيميائية التابعة للنظام السوري عن كثب، حيث قال: “نحن نعمل مع عدد من الدول الإقليمية للتأكد من توافر أفضل المعلومات المتعلقة بمواقع الأسلحة الكيميائية وكيفية حراستها.”

وعلى الصعيد الإنساني، صوتت منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة على قرار تمديد عمل لجنة تقصي الحقائق، والتي تعنى بالتحقيق وجمع المعلومات المتعلقة بالانتهاكات المقترفة بحق الإنسان خلال الحرب الأهلية في سوريا، حيث لقي هذا القرار غالبية ساحقة بـ 41 صوتا مقابل رفض كل من روسيا والصين وكوبا.

ويشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الميدانية نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.

عضو بالمجلس الوطني السوري المعارض: قرار مجلس حقوق الإنسان يؤكد على عدم الإفلات من العقاب

وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

نوّه ناشط حقوقي سوري عضو في المجلس الوطني السوري المعارض بمشروع القرار الذي تبنّاه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في وقت سابق الجمعة، والذي يدعو لتمديد التحقيق في جرائم ترتكبها القوات الأمنية السورية، وقال إن أهم ما فيه هو التأكيد على “المساءلة والمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب وتحميل النظام السوري المسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتقي لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، على حد تعبيره

وأدان مجلس حقوق الإنسان الانتهاكات التي ترتكبها قوات الأمن السورية على “نطاق واسع” في سورية، وقرر تمديد التحقيق الذي يجريه في “ارتكاب جرائم حرب” لمدة ستة أشهر أخرى، وتبنى المجلس مشروع القرار بالأكثرية فيما اعترضت عليه روسيا والصين وكوبا

وقال المحامي رديف مصطفى، عضو المجلس الوطني، ورئيس المكتب الحقوقي فيه لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “جرى اليوم التصويت على مشروع القرار رقم 32 والمُقدّم والمُعد من قبل سبعة دول عربية هي المغرب، قطر، السعودية، الكويت، تونس، ليبيا والأردن، وقد دعمت مشروع القرار في التصويت 69 دولة، فيما صوتت كل من روسيا والصين وكوبا ضد القرار، وامتنعت كل من الهند وأوغندا والفيليبين عن التصويت، وصوتت 42 دولة بالموافقة على القرار

وحول تفاصيل القرار وأهم ما فيه، أوضح مصطفى، الموجود في جنيف بمجلس حقوق الإنسان الآن لمتابعة الجلسات “القرار لن يُقدّم لمجلس الأمن بل إلى الجمعية العامة، كون المجلس تابع لها، والقرارات في مجلس حقوق غير مُلزمة، لكن المهم في القرار هو التأكيد على المساءلة والمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب وتحميل النظام السوري المسؤولية عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والتي ترتقي لكونها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية” حسب تأكيده

وأضاف مصطفى، الذي يترأس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سورية “ينص القرار على تمديد عمل بعثة التحقيق من أجل توثيق الجرائم والانتهاكات، ويترك الباب مفتوحاً أمام الشعب السوري في كيفية إجراء عملية المساءلة والمحاسبة ووضعها في إطار المصالحة الوطنية في المرحلة الانتقالية بعد إسقاط النظام” حسب توضيحه

وتتهم المعارضة السورية ومراصد حقوقية قوات الأمن والجيش السوري “بقتل ما لا يقل عن 30 ألف سوري مستخدمة الأسلحة الثقيلة والطائرات”، كما تحدثت عن اختفاء نفس العدد تقريباً، واعتقال مئات الآلاف، والتسبب في تهجير نحو نصف مليون سوري إلى الخارج، ونزوح نحو 2.5 مليون داخل البلاد

السوق القديمة تحترق مع اندلاع القتال في حلب بسوريا

بيروت (رويترز) – تندلع النيران بمئات المتاجر في السوق المسقوفة بمدينة حلب القديمة يوم السبت في الوقت الذي يدور فيه قتال بين مقاتلي المعارضة وقوات الحكومة في أكبر المدن السورية الأمر الذي يهدد بتدمير موقع تاريخي عالمي مسجل في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

وتقول جماعات للنشطاء مثل المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الانتفاضة الشعبية التي تحولت إلى أعمال عنف أسفرت عن سقوط أكثر من 30 ألف قتيل.

ولكن إضافة إلى الخسائر الفادحة في الأرواح سقطت أيضا العديد من الكنوز التارخية في سوريا ضحية للانتفاضة المندلعة منذ 18 شهرا والتي حولت أجزاء في بعض المدن السورية إلى حطام.

والمعارضون الذين يقاتلون من أجل الاطاحة بالرئيس بشار الأسد أعلنوا يوم الخميس عملية جديدة في حلب المركز التجاري السوري الذي يقطنه 2.5 مليون نسمة إلا أنه لم يحقق أي من الجانبين فيما يبدو مكاسب كبيرة.

وفي حلب قال نشطاء تحدثوا عبر سكايب إن قناصة تابعين للجيش يجعلون من الصعب الوصول إلى سوق المدينة المسقوف الذي يعود إلى القرون الوسطى والذي كان يوما مزارا سياحيا رئيسيا.

وأوضحت تسجيلات فيديو وضعت على موقع يوتيوب على الانترنت سحبا من الدخان الأسود تتصاعد في سماء المدينة.

وقال نشطاء إن الحريق ربما بدأ جراء قصف واطلاق نيران شرس يوم الجمعة وأشاروا إلى أن ما بين 700 وألف متجر دمرت حتى الآن. ويصعب التأكد من الروايات لأن الحكومة تقيد دخول وسائل الاعلام الأجنبية.

ومدينة حلب القديمة واحدة من عدد من المواقع في سوريا التي أدرجتها اليونسكو ضمن المواقع الأثرية في العالم والمعرضة للخطر الآن جراء القتال.

وتعتقد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أن خمسة من المواقع الستة الاثرية في سوريا وبينها مدينة تدمر الصحراوية القديمة وقلعة الحصن وأجزاء من دمشق القديمة تأثرت بالقتال.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن قوات الأسد ومقاتلي المعارضة ينحون باللائمة على بعضهم البعض في اندلاع الحريق.

وأفاد نشطاء أيضا بوقوع اشتباكات شرسة عند باب أنطاكية وهو بوابة حجرية تؤدي إلى مدينة حلب القديمة وتقع على طرق التجارة القديمة.

وقال مقاتلون من المعارضة إنهم سيطروا على البوابة إلا أن بعض المعارضين قالوا إن القتال مستمر ولم يسيطر أي من الجانبين على البوابة بعد.

وقال نشط جرى الاتصال به هاتفيا وطلب عدم نشر اسمه “لم يحقق أحد مكاسب بحق هنا.. الوضع قتال وقتال وناس تهرب في فزع.”

وأضاف أن الجثث ملقاة في الشوارع والسكان لا يخرجون لنقلها خوفا من القناصة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن بحلول ظهر يوم السبت كان 40 شخصا لقوا حتفهم في القتال في أنحاء سوريا.

وتصاعدت اراقة الدماء في سوريا منذ أن نقل المعارضون القتال إلى المدن الرئيسية. وتحدث مقاتلو المعارضة عن تجدد الاشتباكات في العاصمة دمشق والضواحي المحيطة بها وقالوا إن قوات أمن تحرق منازل في الوقت الذي تحلق فيه طائرات هليكوبتر.

وقرأ معارض جرى الاتصال به هاتفيا رسائل نصية أرسلت إلى الهواتف المحمولة السورية منذ أن أعلن المعارضون في حلب هجومهم الجديد. وتطلب الرسائل من المعارضين الاستسلام.

وتقول احدى الرسائل “أيها المتورط بحمل السلاح ضد الدولة: من قبضوا الأموال باسمك وضعوك بين خيارين.. إما أن تقتل في مواجهة الدولة وإما أن يقتلوك للتخلص منك.. الدولة أرحم لك.. فكر وقرر.”

من إريكا سولومون

(إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى