أحداث السبت، 4 أذار 2012
أوروبا تعاقب «سيدات النظام السوري»
نيويورك – راغدة درغام ؛ بروكسيل – نور الدين الفريضي
دمشق، بيروت، لندن – «الحياة»، ا ف ب – في الجمعة التي اطلق عليها الناشطون السوريون شعار «يا دمشق قادمون»، كانت التظاهرات في العاصمة السورية الاكثر انتشاراً من اي وقت منذ بدء الاحتجاجات قبل اكثر من عام، وشملت احياء الميدان والتضامن وكفرسوسة. كما خرجت التظاهرات في دوما والمليحة وعربين والهامة في ريف دمشق. واصيب ثمانية اشخاص بجروح جراء اطلاق قوات الامن النار على متظاهرين في حي كفرسوسة. ووقعت اكبر المواجهات بين القوات الامنية وعناصر «الجيش السوري الحر» في بلدة اعزاز كبرى بلدات ريف حلب التي تقع على بعد 65 كلم شمال المدينة. وقالت مصادر المعارضة ان اعزاز تعرضت لقصف من المروحيات التابعة للجيش السوري خلال المواجهات العنيفة التي وقعت مع «لواء احرار الشمال» التابع لـ «الجيش السوري الحر». وفي موسكو نقلت وكالات الانباء عن مصدر في الكرملين ان روسيا لا تدافع عن (الرئيس بشار) الاسد بل تسعى إلى وقف العنف. وقال المصدر ان «الاسد في وضع صعب».وقرر الاتحاد الاوروبي في اجتماع عقده امس وزراء الخارجية فرض عقوبات للمرة الاولى على اربع سيدات من عائلة الاسد، هنّ زوجته اسماء الاخرس ووالدته انيسة مخلوف وشقيقته بشرى الاسد ومنال جدعان زوجة شقيقه ماهر بسبب «اشتراكهم في القمع» و»دعمهم للنظام» كما برر الاتحاد الاوروبي قراره. واعتبرت مصادر ديبلوماسية ان هذه العقوبات على «سيدات النظام السوري» تعكس يأساً اوروبياً متزايداً من امكان التوصل الى تسوية مع الرئيس الاسد. وتشمل العقوبات منع سفر السيدات الاربع الى دول الاتحاد الاوروبي وتجميد اموالهن وارصدتهن في المصارف الاوروبية. ويخضع الاسد لعقوبات فرضها عليه الاتحاد الاوروبي منذ ايار (مايو) 2011. لكن قرار منع اسماء الاسد من السفر الى بريطانيا قد لا يكون من السهل تطبيقه قانونيا نظرا لانها تحمل الجنسية البريطانية منذ مولدها في لندن العام 1975. كما سيضيف الاتحاد الاوروبي ثمانية وزراء الى القائمة التي ستعلن رسمياً اليوم في الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي، بينهم وزراء النفط والاعلام والحكم المحلي والتعليم. وتضاف هذه الاسماء الى لائحة تضم حاليا نحو 150 مؤسسة وفردا، بينهم مسؤولون كبار يحظر عليهم الحصول على تأشيرات دخول الى اوروبا كما تم تجميد ارصدتهم. وفي نيويورك يترقب مجلس الأمن الاستماع الى إيجاز حول حصيلة مشاورات الفريق التقني التابع لمكتب المبعوث الدولي – العربي الى سورية كوفي أنان الأسبوع المقبل بعد عودة الفريق من سورية الخميس «والى حصيلة المشاورات التي لا تزال جارية بين أنان والحكومة السورية»، بحسب مصادر مجلس الأمن. فيما تقرر ان يقوم انان بزيارة لموسكو بعد غد الاحد للقاء الرئيس ديمتري مدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف، على ان يزور بكين بعد ذلك لبحث موقف البلدين من الازمة السورية. وشددت مصادر مجلس الامن على أهمية تمديد ولاية لجنة تقصي الحقائق حول سورية في مجلس حقوق الإنسان في جنيف «مما يفتح الطريق الى توثيق ممنهج للانتهاكات تحضيراً لعملية المحاسبة على الجرائم التي قد ترقى الى مستوى جرائم ضد الإنسانية». وأقر مجلس حقوق الأنسان تمديد ولاية اللجنة لدورتين على الأقل حيث طلب منها «تقديم تقرير شفوي» عن عملها في دورته العشرين المقبلة «وتقريراً كتابياً عن المستجدات» في دورته الحادية والعشرين التي تليها. كما شدد على دعوة المفوضية العليا لحقوق الإنسان الى جمع الأدلة والمعلومات التي تتقصاها اللجنة حول «الانتهاكات والتجاوزات للقانون الدولي لحقوق الإنسان في سورية». كما أوصى المجلس «اللجان الرئيسية للأمم المتحدة أن تنظر على وجه السرعة في تقارير لجنة التحقيق وأن تتخذد الإجراءات المناسبة لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان وما قد يرتكب من جرائم ضد الإنسانية» في سورية. وقرر إحالة التقارير التي تعدها اللجنة على مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة «وكل الهيئات ذات الصلة في الأمم المتحدة لاتخاذ الإجراءات المناسبة».واستمع مجلس الأمن مساء اول من امس الخميس الى إحاطة هي الأولى للجنة تقصي الحقائق في نيويورك حيث شددت اللجنة على «مبدأ المحاسبة وفق ما تقتضيه الدول الأعضاء» بحسب مصادر ديبلوماسية شاركت في الاجتماع.وواصل فريق أنان اتصالاته مع القيادة السورية «للحصول على المزيد من الإيضاحات حول الاقتراحات وتطبيقها عملياً على الأرض»، بحسب ما قال احمد فوزي الناطق باسم الموفد الدولي – العربي لـ «الحياة». وأكد فوزي أن «أنان وفريقه يقومون بدرس الردود السورية والمناقشات التي دارت في دمشق حول المقترحات» غداة عودة الفريق التقني من دمشق الى جنيف. وقال إن «مرحلة المفاوضات الآن حساسة جداً».وبالنسبة الى موعد زيارة أنان الثانية الى دمشق قال فوزي إن «موعدها لم يحدد بعد لكن المبدأ موجود. والسيد أنان يريد أن يذهب اليوم قبل الغد إنما يجب الانتهاء من التفاوض على المقترحات والتوصل الى اتفاق». وأوضح فوزي أن «آلية مراقبة وقف النار والإشراف عليه ليست العقبة الأساسية، إنما هي واحدة من عدة نقاط معقدة لا تزال المفاوضات جارية في شأنها كلها». وأضاف أن «أبرز النقاط تندرج تحت بند وقف النار». وقال إن المفاوضات «كانت ولا تزال جدية للغاية ومركزة ومفصلة». وعن حصيلة عمل الفريق التقني في دمشق قال «عاد الفريق بإيضاحات وأجوبة، لكن ما زالت الحاجة قائمة الى المزيد من الإيضاحات والأجوبة الإيجابية».وعن زيارة انان المقررة لكل من موسكو والصين، قال فوزي إن أنان «يريد درس الوضع الحالي مع المسؤولين في العاصمتين ويحثهم على تشجيع الحكومة السورية على تنفيذ المقترحات على الأرض». وأضاف أنه «سيعطي المسؤولين الروس والصينيين إحاطة بنتيجة المفاوضات في دمشق والتي لا تزال جارية». كما سيبلغ «الأسرة الدولية بحصيلة المشاورات عندما يقدم تقريره الى مجلس الأمن».ميدانيا، هتف المتظاهرون السوريون امس لدمشق في التظاهرات التي عمت معظم المناطق السورية للتأكيد، كما يقول الناشطون، ان الوجهة الاخيرة للحراك الشعبي هي العاصمة بهدف اسقاط النظام. وبعد سنة على انطلاق الاحتجاجات ضد النظام السوري، يبدو ان الخوف بدأ يسيطر على العاصمة مع الانفجارات الدامية التي هزتها، اضافة الى الاشتباكات الليلية التي تدور بين القوات النظامية ومنشقين عنها. ويخرج يوميا مئات الاشخاص للتظاهر ضد النظام، حتى في قلب دمشق، متحدين الانتشار الكثيف لعناصر الامن. واذا كانت العاصمة لا تشهد عمليات عسكرية واسعة النطاق كالتي تجري في حمص وادلب وغيرها، الا ان الحركة الاقتصادية في العاصمة لم تعد كما كانت في السابق.وفي حلب خرجت اكثر من عشرين تظاهرة في مختلف الاحياء مثل صلاح الدين والمرجة ومساكن هنانو والسكري والانصاري والفردوس وبستان القصر والمشهد والحمدانية بالاضافة الى حيي الفرقان وحلب الجديدة الراقيين. وقالت مصادر المعارضة ان قوات الامن واجهت التظاهرات باطلاق رصاص كثيف وقنابل مسيلة للدموع. وسجلت تظاهرات كذلك في محافظتي ادلب وحماة وفي درعا. وخرجت تظاهرات حاشدة في القامشلي حيث ردد المتظاهرون بالكردية هتاف «ازادي» (حرية باللغة الكردية) ورفعوا الاعلام الكردية والعلم السوري الذي يعود الى فترة ما قبل حكم حزب البعث وشعارات تطالب باسقاط النظام. واسفرت مواجهات امس عن مقتل 27 شخصاً غالبيتهم في محافظتي حمص ودرعا. ففي حمص تعرضت أحياء باب الدريب والصفصافة والورشة وباب السباع للقصف واطلاق النار، ما اسفر عن مقتل خمسة اشخاص فيما كان الآلاف يتظاهرون في حي دير بعلبة. كما قتل ضابط في الشرطة وعنصر من قوات حفظ النظام باطلاق رصاص.
الأمم المتحدة تريد 84 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين… و«خريطة» بالانتهاكات
جنيف، نيويورك – «الحياة»
أطلقت الأمم المتحدة دعوة لجمع أموال من المجتمع الدولي بقيمة 84 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين، على ما أعلنت المفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة في بيان أمس. يأتي ذلك فيما مدد مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان مهمة لجنة التحقيق الخاصة في سورية وطلب منها وضع خريطة «كشف بالانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان» المرتكبة منذ مارس (آذار)2011، والتي تبدأ من الاعتقالات التعسفية والتعذيب والإخفاء القصري، حتى العقاب الجماعي للمدنيين والإعدامات العشوائية وقتل المتظاهرين.
ومع التزايد المستمر في أعداد اللاجئين السوريين بسبب توسيع هجمات الجيش السوري في حمص وإدلب ودير الزور ودرعا، دعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي للتبرع بقيمة 84 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين في الاردن ولبنان وتركيا والعراق. ووضع برنامج عمل مشترك بقيادة المفوضية تساهم فيه سبع وكالات للامم المتحدة و27 منظمة غير حكومية وحكومات من اجل تقييم حاجات اللاجئين.
وترمي الخطة الى دعم اكثر من مئة الف لاجئ سوري طوال الاشهر الستة المقبلة. ولا تشمل الخطة الحاجات في داخل سورية.
ففي الأردن سجلت المفوضية العليا اكثر من ستة آلاف لاجئ منذ آذار (مارس) 2011، فيما ينتظر 2500 تسجيلهم. ويتوقع ان يرتفع هذا العدد الى حد كبير بحسب المفوضية.
كما لجأ الى لبنان حوالى 16 الف سوري من بينهم ثمانية آلاف في الشمال.
وفي تركيا، أحصت السلطات حوالى 17 ألف لاجئ سوري وأنشأت -استجابةً لهذا الدفق- ثمانية مخيمات اقيمت فيها الخيم ومركز استخدمت فيه الحاويات كوحدات اقامة في كيليس.
اما في العراق، فعدد اللاجئين السوريين غير معروف لكن المفوضية العليا تقدم لهم المساعدة بالتعاون مع السلطات المحلية. وفي سورية، تواصل المفوضية العليا وشركاؤها مساعدة حوالى 110 آلاف شخص.
وأدان مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة امس، ما وصفه «بالانتهاكات الواسعة المتصاعدة بشدة» التي ترتكبها القوات السورية، كما مدد مهمة لجنة التحقيق التي توثق «الجرائم ضد الانسانية» بما فيها جرائم التعذيب والإعدام إلى أيلول (سبتمبر).
وصدق المجلس الذي يضم 47 دولة على قرار طرحته الدنمارك باسم الاتحاد الاوروبي يمدد التفويض الممنوح للجنة التحقيق حتى الدورة التي تعقد في ايلول.
ووافقت على القرار 41 دولة واعترضت عليه ثلاث دول هي روسيا والصين وكوبا وامتنعت اثنتان عن التصويت ولم تشارك دولة واحدة هي الفيليبين.
-وقال مندوب الدنمارك شتيفن شميت: «هذا القرار يركز على محاسبة انتهاكات حقوق الانسان التي ترتكبها السلطات السورية. تجب محاسبة الجناة».
فيما قال السفير الفرنسي نيكولا نيمتشينو إثر التصويت: «إن نظام دمشق معزول بالكامل. هذا مؤشر سياسي هام جداً».
ودعا القرار النظام السوري إلى وقف العنف والسماح بعمل العاملين الإنسانيين بدون عرقلة ويؤكد دعمه للمهمة.
ويدعو قرار مجلس حقوق الانسان المحققين الى «وضع خريطة بيانية للانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان منذ اذار 2011 وتحديثها بصفة مستمرة لتحوي تقييما لحجم الخسائر في الارواح».
من ناحيته، قال السفير الالماني في الامم المتحدة بيتر فيتيج، ان مجلس الامن يجب ان يدرس اجراء تحقيق دولي.
وتابع: «في الغياب الكامل لإمكانية الوصول وعدم تعاون الحكومة السورية… فإنه يجب على مجلس الامن ان يفرض بنفسه لجنة تحقيق دولية، وعلى المجلس ان يضمن ان تتم تلبية مطالبته بإرساء المحاسبة».
وتقول الامم المتحدة إن أكثر من 8000 قتلوا خلال عام منذ بدء الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال فريق الامم المتحدة الذي يقوده البرازيلي باولو بينيرو في تقريره الشهر الماضي، إن القوات السورية قتلت بالرصاص نساء وأطفالاً عزلاً، وأنها قصفت مناطق سكنية وعذبت محتجين جرحى في المستشفيات بأمر من «أعلى مستوى» في قيادات الجيش والحكومة.
ووضع الفريق قائمة سرية لأناس يشتبه في أنهم أصدروا أوامر بارتكاب جرائم ضد الانسانية بغرض تقديمهم للمحاكمة مستقبلاً.
ويشير القرار صراحة الى دعوة نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان مجلس الامن، لأن يحيل سورية الى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق معها.
وقالت الين تشامبرلين دوناهي سفيرة الولايات المتحدة التي شاركت بلادها في رعاية القرار انها «تجدد وتقوي بشدة عمل بعثة التحقيق».
وقالت في بيان ان التصويت يعكس تزايد الوحدة الدولية في شأن سورية و «العزلة المتزايدة للدول الثلاث التي وقفت وحدها لتعارض القرار».
لكن الديبلوماسي الروسي فلاديمر جيجلوف قال ان القرار «احادي» ولن يدعم التسوية السلمية على رغم «النمط الايجابي» الذي تضمن عملاً قام به كوفي انان المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية.
فيما قال السفير الصيني ليو تشين مين من ناحيته ان بلاده تدعو بقوة إلى الحوار السياسي في سورية من اجل التوصل إلى حل سلمي للازمة وانها تدعم الجهود التي يبذلها انان.
ويدعو قرار مجلس حقوق الانسان المحققين الى «وضع خريطة بيانية للانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان منذ مارس 2011 وتحديثها بصفة مستمرة لتحوي تقييماً لحجم الخسائر في الارواح». وتتضمن هذه الانتهاكات الاعدام التعسفي والاستخدام المفرط للقوة وقتل واعدام المحتجين واللاجئين ونشطاء حقوق الانسان والصحافيين إلى جانب الاحتجاز التعسفي واختفاء وتعذيب المواطنين ومن بينهم اطفال.
وقال المجلس ان هناك «ادلة موثوقة ومتماسكة» على قيام القوات الحكومة السورية بالقصف المدفعي لمناطق سكنية بناء على اوامر من السلطات التي تتضمن ضباطاً برتب رفيعة.
ودعا المجلس الجيش السوري والقوات المسلحة إلى العودة إلى ثكناتهم ورفع «الحصار» عن المدن المحاصرة ومن بينها حمص ودرعا والزبداني. كما دعا السلطات إلى السماح بدخول غير مشروط لعمال الاغاثة والسماح لهم بالوصول إلى المدنيين المحتاجين للمساعدات الانسانية.
وقال السفير السوري فيصل خباز حموي ان القرار «لا يعكس حقيقة ما يجري على الارض وهو ما يتضمن جرائم ترتكبها العصابات المسلحة والاثر السلبي للعقوبات». وأضاف ان الادانة الجديدة لن تؤدي إلا إلى «مزيد من التدهور للموقف» وان من دعوا إلى هذا القرار ومن بينهم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة لا يهتمون بأمر الضحايا.
وفي واقعة نادرة من الوحدة الدولية، انضمت روسيا والصين الاربعاء الى باقي الدول الاعضاء في مجلس الامن وألقتا بثقليهما وراء مهمة كوفي انان المبعوث الخاص لكل من الامم المتحدة والجامعة العربية لإنهاء الصراع. وعلى رأس مهام انان في سورية الاتفاق مع السلطات السورية على «آلية» لمراقبة وقف العنف من الحكومة والمعارضة، وفتح الطريق امام ادخال مساعدات انسانية عاجلة للمدنيين السوريين.
وكانت فاليري آموس مسؤولة المساعدات الإنسانية في الامم المتحدة اشتكت ليلة اول من امس من ان وكالات الاغاثة الانسانية لا يتاح لها الا»امكانيات محدودة» للوصول الى المحتاجين داخل سورية، وذلك على الرغم من مطالبة مجلس الامن الدولي بالسماح لموظفي الاغاثة بدخول البلدات السورية المحاصرة.
وقالت آموس في بيان «الوضع في سورية مستمر في التدهور مع استمرار الاقتتال والعنف في المدن في شتى أنحاء البلاد ومنها دمشق».
وأضافت قولها: «ما زلت أشعر بقلق بالغ على الذين يجدون أنفسهم محاصرين في هذا الوضع، والذين تشردوا يحتاجون الى الطعام والمأوى والمساعدة الطبية. وما زلت أطالب بالسماح بدخول المنظمات الانسانية بلا قيد».
وقالت آموس: «في الوقت الحالي لا يمكننا سوى تنفيذ أنشطة محدودة لتقديم الطعام والمساندة الصحية ومساعدات النظافة العامة داخل سورية، وذلك بسبب انعدام الامن وضيق الامكانيات المتاحة للمنظمات الانسانية للوصول الى المحتاجين».
وكان خبراء من مكتب آموس سمح لهم في الآونة الاخيرة بالاشتراك في بعثة تقودها الحكومة السورية لتقييم الاوضاع الانسانية في عدة مدن سورية كانت مسرحاً لمعارك ضارية ومنها حمص وحماة.
وساند بيان المجلس فكرة «هدنة انسانية» مدتها ساعتان يومياً في القتال لتمكين موظفي الإغاثة من الوصول الى النقاط الساخنة.
وقال دبلوماسي غربي رفيع في مجلس الامن ان انان يريد ان تقوم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بتنسيق هذه الهدنة.
ويهدد بيان مجلس الامن سورية باتخاذ «خطوات أخرى» في حالة عدم التزامها باقتراح السلام المؤلف من ست نقاط الذي قدمه انان ويدعو الى وقف اطلاق النار واجراء حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة وضمان دخول هيئات الاغاثة للمناطق التي تحتاج للمساعدات.
أنان يستعين بقوات دولية من المنطقة كي ينشر المراقبين في سوريا “سريعاً”
نيويورك – علي بردى
اللجنة الفنية لم تعد بأجوبة نهائية من دمشق وأنان في موسكو اليوم
ناشطون تحدثوا عن تظاهر عشرات الآلاف في “جمعة قادمون يا دمشق”
لمّح ديبلوماسي دولي أمس الى أن اللجنة الفنية التي أوفدها الى دمشق المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان وعادت الى جنيف “لم تحمل أجوبة نهائية” على الإقتراحات الخاصة بنشر مهمة مراقبة لوقف أعمال العنف في سوريا. ولم يستبعد “الإستعانة بالبعثات المنتشرة أصلاً في المنطقة تعجيلا لعملية الإنتشار هذه” في حال موافقة السلطات السورية على خطة أنان.
وإذ رفض التعليق على بعض التسريبات، أفاد الناطق بإسم أنان، أحمد فوزي أن المبعوث الدولي – العربي “يرفض اجراء مفاوضاته أو وساطته من خلال وسائل الإعلام”، منبهاً الى أن “المفاوضات صارت في مرحلة دقيقة جداً ونحن لا نستطيع الإفصاح عن كل خطوة نقوم بها”. وقال إن البعثة الفنية قدمت الى أنان تقريراً عن مفاوضات دمشق، وأن المبعوث المشترك سيجتمع مع الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف في موسكو والمسؤولين الكبار في بيجينغ لإحاطتهم علماً بالمفاوضات الجارية حالياً. ورفض اعطاء أي قراءة أولية حول ما عادت به اللجنة الفنية من دمشق “لأن المفاوضات لا تزال جارية من هنا”.
وأشار الى أن أنان سيعود من روسيا والصين الى سويسرا، وأنه “سيزور أيضاً السعودية وايران، ولكن لم يتحدد بعد أي موعد لذلك”. وشدد على أن أنان على اتصال بأطراف عدة في المجتمع الدولي، الى اتصالاته مع السلطات السورية، وذلك مع المعارضة، في الداخل والخارج.
وعن التصور الذي قدمه أنان الى السلطات السورية في شأن نشر مراقبين دوليين للإشراف على وقف العنف، قال إن المقترحات عن الأرقام التي تنشر “غير مألوفة بالنسبة الي، وهي غير مطروحة على طاولة المفاوضات إطلاقاً”. بيد أنه أكد أن أعضاء اللجنة “ناقشوا موضوعاً مهماً جدا وهو آلية المراقبة والإشراف وكيف يمكن السلطات السورية أن تنفذ هذا الإقتراح”. وأضاف: “سنحاول قدر الإمكان حين يحصل الإتفاق… أن نرسل هؤلاء المراقبين في أسرع ما يمكن. وكي نرسلهم في أسرع ما يمكن، من الطبيعي جدا أن ننظر في عمليات حفظ السلام القائمة في المنطقة… هذا الأمر مطروح ولكن لم يتقرر بعد أي أمر في هذا الشأن”. وأمل أن “يعود أنان الى دمشق ما أن توافق السلطات السورية على تنفيذ مقترحاته، وما أن يرى أن المفاوضات ماضية في الطريق المطلوب”.
الى ذلك، عقد أعضاء لجنة التحقيق المستقلة في أحداث سوريا، والتي كان ألفها مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قبل أشهر ومدد لها أمس، مؤتمراً صحافياً في مقر المنظمة الدولية في جنيف. وصرح رئيس اللجنة القاضي البرازيلي باولو بينييرو بأن المحققين خلصوا الى أن القتلى السوريين يسقطون حالياً أكثر نتيجة هجمات الجيش على المدن والبلدات والقرى بعدما كان أكثرهم يسقط خلال قمع التظاهرات المناهضة للنظام. وعزا ذلك الى سياسة العقاب الجماعي التي تعتمدها السلطات السورية. وكشف أن عدد اللاجئين السوريين بلغ في تركيا 16 ألفاً وفي لبنان 15 ألفاً وفي الأردن 15 ألفاً.
وحذر من تزويد المعارضة السورية مزيدا من الاسلحة، قائلا إن ذلك سيؤدي الى حرب أهلية.
العقوبات
وأمس، قرر الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات على أسماء الاسد زوجة الرئيس بشار الاسد وعلى ثلاثة آخرين من أفراد أسرته بينهم والدته.
وهؤلاء النساء الاربع جزء من مجموعة جديدة من 12 شخصا قرر وزراء الخارجية لدول الاتحاد الـ27 المجتمعين في بروكسيل، منعهن من السفر الى أوروبا وتجميد أرصدتهن بسبب “اشتراكهن في القمع” او بسبب “دعمهن للنظام”.
وبذلك ارتفع عدد الافراد الخاضعين للعقوبات الاوروبية الى 126 وعدد الشركات الى 41 بعد اضافة شركتين نفطيتين.
تظاهرات واشتباكات
ميدانيا، (و ص ف، أ ب) قال ناشطون إن عشرات الآلاف تظاهروا في انحاء سوريا متحدين قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص في “جمعة قادمون يا دمشق”.
وانتشرت قوى الامن في مدن عدة لتفريق التظاهرات، بينما أعلن الناشطون مقتل عدد اقل مما كانوا يعلنون عن مقتله أيام الجمعة من كل أسبوع. وأفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقرا له ان 32 شخصا قتلوا بينهم 16 مدنيا و13 جنديا وثلاثة جنود منشقين.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ليل الجمعة إنه كان عليه التحقق من مقتل متظاهر واحد لدى تفريق التظاهرات، وأن هذا أمر غير عادي لأنه كان يقتل من المتظاهرين برصاص قوى الامن. وقال: “نأمل ان تحدث الامور على هذا النحو لأننا لا نريد ان يموت أحد”.
وتحدث ناشطون عن عشرات التظاهرات المناهضة للنظام في مدن سورية عدة. وقالوا إن قوى الامن فرقتها مستخدمة الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، وأفيد عن سقود جرحى.
لكن العمليات العسكرية للجيش النظامي تواصلت، وتحدث ناشطون عن قصف واطلاق نار بالاسلحة الرشاشة الثقيلة في محافظات حمص في الوسط وادلب في الشمال ودرعا في الجنوب.
صحيفة تركية: مسودة بيان مؤتمر إسطنبول تتضمن قطع العلاقات السياسية مع دمشق
ذكرت صحيفة “صباح” التركية أن أنقرة بدأت العمل على إعداد وصياغة مسودة البيان الختامي لمؤتمر أصدقاء سوريا في اسطنبول الذي تعتمد صورته النهائية على نتائج مباحثات كوفي أنان ونتيجة القمة العربية في بغداد يومي 27، 28 آذار الحالي باعتبارهما “نقطة تحول لإدارة بشار الأسد”.
وأضافت الصحيفة “أن أنقرة أرسلت دعواتها الرسمية إلى 80 دولة ومنظمة دولية للاشتراك في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سيعقد في الأول من نيسان المقبل في مدينة اسطنبول التركية”، منوهة بأن مسودة البيان الختامي تتضمن قطع العلاقات السياسية مع الإدارة السورية وإغلاق سفارات جميع البلدان في دمشق.
وأشارت إلى أنه من المتوقع حضور دول الاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء خارجية أو على مستوى سكرتارية عامة لتلك الدول، وأن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ستحضر المؤتمر ومن المتوقع تحديد اشتراك الدول العربية من بعد انتهاء قمة بغداد.
وأوضحت الصحيفة أنه حال عدم قبول دمشق مقترح المبعوث الاممي كوفي أنان الذي قدمه لإدارة الرئيس السوري بشار الأسد آنذاك ستقوم دول أصدقاء سوريا بقطع صلتها تماما مع إدارة الأسد واتخاذ قرار بإغلاق سفاراتها في العاصمة دمشق ومن بينها السفارة التركية.
(ASHA)
موسكو والملف السوري: من المواجهة إلى البيانات البلاغية
سلام مسافر
تحرص موسكو على تأكيد ثوابت موقفها من الأزمة السورية، التي تمكن الروس من طي أشرعة القرارات الحاسمة بشأنها في مجلس الأمن الدولي لفترة قد تطول، والانعطاف بالملف نحو شاطئ البيانات والتعبير عن النيات.
ويعترف الروس بصعوبة إدخال المعارضة المسلحة في «خرم إبرة» الحوار الذي لا يتسع لقوى تصفهم دمشق بأنهم «عصابات إرهابية». وكانت موسكو حذرت من تغلغل تنظيم القاعدة في النزاع، قبل أن تعلن واشنطن دخول ورثة زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن المتعددي الجنسيات على خط الأزمة.
مصادر برلمانية في موسكو تؤكد أن وزير الخارجية سيرغي لافروف لا يخفي قلق موسكو من أن يتحول النزاع إلى حرب أهلية، ويؤكد، في لقاءات مع أعضاء لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما (النواب)، أن سوريا تعيش «اقتتالا أهليا» بفعل أخطاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد والتأخر في إجراء الإصلاحات المطلوبة.
عسكرة «ناعمة»
ولا يستبعد الخبراء الروس كل الاحتمالات، بما في ذلك التدخل العسكري «الناعم» عن طريق ما تسعى أنقرة لإقامته تحت شعار «الممرات الإنسانية». ويقول خبير عسكري، طلب عدم الإشارة إلى اسمه، إن روسيا تراقب عن كثب عمليات تهريب السلاح إلى الداخل السوري، وستحاول في مجلس الأمن التركيز على هذه القضية باعتبارها العائق الرئيس أمام التسوية السياسية للأزمة.
ويعزو الخبير التناقض في التصريحات بشأن وصول سفن حربية روسية إلى الساحل السوري بأنها تأتي في سياق اختبار رد الفعل الأميركي وحلف شمال الأطلسي على تلويح موسكو باحتمال نشر «عيون وآذان ومجسات» روسية في البحر الأسود قريبا من سواحل تركيا، التي يعتقد الإستراتيجيون في وزارة الدفاع الروسية أن «الأطلسي» أناط بها دور اللاعب الرئيس في أي تحرك عسكري، إذا تقرر، برغم أن موسكو تستبعد حصول ذلك في المدى المنظور.
ويلفت الخبير إلى أن وقع تصريح «المصدر» في هيئة أركان أسطول البحر الأسود عن توجه الناقلة الروسية «إيمان» وعلى متنها مجموعة مكافحة الإرهاب «لتنفذ المهمات المناطة بها بالقرب من السواحل السورية»، كان أشبه بالرعد. إذ سارعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إلى «طلب توضيحات» من الجانب الروسي. فسارعت وزارتا الدفاع والخارجية الروسيتان بالنفي القاطع.
ويقول الخبير «لا ينطلي على أحد أن واشنطن تغمض العين عن كل ما يهب ويدب في البحرين الأسود والأبيض، لكن موسكو أرادت إجهاض شائعات محتملة بالتدخل العسكري الروسي في سوريا لتبرير تدخل أطراف إقليمية في بلاد الشام مستقبلا».
ويشير إلى أن الدبلوماسية الروسية ترفض تصوير موافقتها على بيان مجلس الأمن، بصيغته الفرنسية، على انه تقارب مع الغرب في الملف السوري. فقد أصر مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين على إصدار بيان مواز بصيغة روسية أدان تفجيرات دمشق وحلب. أعقبته تصريحات روسية متواترة تحمل المعارضة السورية مسؤولية القيام بانتهاكات في ضوء الرسالة المفتوحة التي وجهتها منظمة «هيومن رايتس ووتش» إلى قيادات المعارضة.
واعتبرت موسكو البيان «تأكيدا لصحة الموقف المبدئي الذي اتخذته روسيا» كما صرح قسطنطين دولغوف، مفوض وزارة الخارجية الروسية لشؤون حقوق الإنسان والديموقراطية وسيادة القانون، وهي تسمية طويلة لقسم تأسس منذ سنوات في أروقة الخارجية الروسية، ويبرز إلى الواجهة كلما ردت موسكو على اتهامات الغرب بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في روسيا، وخاصة في جمهورية الشيشان التي تعيش منذ عقدين حربا منسية، لكنها تظهر بين الحين والآخر في عناوين الأخبار العالمية، كلما أراد الغربيون مناكفة الروس.
تنحي الأسد
من غير الواضح تفاصيل الاقتراحات التي حملها المبعوث الأممي – العربي كوفي أنان إلى القيادة السورية. إلا أنها تخلو قطعا من بند يطالب الرئيس بشار الأسد بالتنحي، تماما مثلما تخلو كل المطالبات والمقترحات الروسية من فكرة تبديل القيادة أو «تغيير الحصان» على حد تعبير لافروف في مقابلة مع إذاعة «كوميرسانت» حين علق على المطالب بتنحي الأسد قائلا «في اليمن على مدى شهور طويلة أبدى الجميع الصبر الذي لا نراه في سوريا. وعند ذلك فقط اتفق اليمنيون على كيفية تسليم السلطة ورحيل (الرئيس علي عبد الله) صالح ومنحه الضمانات، بعدها صادق مجلس الأمن الدولي على القرار حول اليمن. أما الآن فإنهم يحاولون وضع العربة أمام الحصان ويحاولون أن يفرضوا على سوريا، عبر مجلس الأمن، الحل الذي لن يكون مستقرا»، مؤكدا أن موسكو لم توجه دعوة للأسد «للمجيء إلى روسيا».
مخاض اسطنبول
يعتقد المراقبون أن موسكو بعد أن تمكنت من كبح جماح الغرب وضمنت قبله امتناع واشنطن عن القيام بعمل عسكري مباشر ضد دمشق، تنتظر مخاض المؤتمر الثاني «لأصدقاء سوريا» في اسطنبول في الأول من نيسان المقبل، على خلفية اعتقاد سائد بأنه قد يختلف عن سابقه الذي لم يتمخض إلا عن بلاغات إنشائية. أما مؤتمر اسطنبول فإنه يكتسب أهمية لناحية الدور المناط بتركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي المقلق لروسيا في جناحها الجنوبي. ومن غير المستبعد أن «يقونن» المؤتمر تزويد المعارضة السورية بالسلاح ويجعل من «الجيش السوري الحر» حصان طروادة للتدخل «الناعم»، عبر عمليات «سرية» لا تشك الدوائر الروسية بأن مراكز عالمية وإقليمية، تضمرها وتخطط لها بعد تفاقم الوضع في سوريا.
ويذهب فريق من المختصين بشؤون الشرق الأوسط في المعاهد الروسية إلى الاعتقاد بأن الملف السوري انتقل من حال المواجهة بين موسكو والغرب إلى مرحلة شبه التوافق على إيجاد حل وسط، بالضغط على المعارضة السورية في الخارج للتفاوض مع النظام بضمانات روسية وغربية مشتركة، على أن تجد القيادة السورية لنفسها مخرجا من طوق الحل العسكري والأمني الذي يضع سوريا أمام هاوية الحرب الأهلية أكثر فأكثر، وبتناسب طردي مع تدفق المعونات المالية والسلاح إلى «الجيش الحر» من بلدان الخليج العربية التي تجد في ارض الشام ساحة للي الذراع الإيرانية.
الاتحاد الأوروبي وتركيا: خلف مهمة أنان… وأمامها أيضاً!
العقوبات تشمل زوجة الأسد ووالدته ووزراء وشخصيات أخرى
وسيم ابراهيم
كشف اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي مع نظيرهم التركي احمد داود اوغلو، في بروكسل امس، عن تناقض فاضح، فهم اكدوا دعمهم لمهمة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان، لكنهم في الوقت ذاته يعملون مع انقرة على مسار آخر، هو تقديم الدعم الى المعارضة في مؤتمر «أصدقاء سوريا» في اسطنبول في الاول من نيسان المقبل، كما وسعوا العقوبات المفروضة على سوريا لتشمل افراداً في عائلة الرئيس بشار الأسد.
الأوروبيون وسعوا العقوبات، التي برأيهم بات أثرها واضحا، وأكدوا ضرورة حشد الدعم الدولي لمهمة أنان، لكنهم يعملون مع الأتراك على مسار آخر، كما يبدو، وله أفق «ضغوط» مختلف. هذا ما جسده اجتماعهم مع وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو، وحديثهم الذي بدا بعضه صدى لتصعيد المواقف التركية أخيراً.
إنه مسار ضغوط آخر، سيتضح سقفها في مؤتمر «أصدقاء سوريا» في اسطنبول في الأول من نيسان المقبل، لكن ملامحها لاحت في تصريحات داود أوغلو. فوزير الخارجية التركي قال، خلال مشاركته في ندوة لمركز السياسات الأوروبية، إن البيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي، الذي دعم مهمة أنان، يجب ألا يعتبر «مهلة جديدة» للنظام. ودعا المجتمع الدولي إلى أن يكون مبادرا بصورة أكبر وليتحرك «بشكل سريع».
داود أوغلو طلب مساعدة دولية لم يحدد طبيعتها، عندما قال إن «المجتمع الدولي يجب أن يساعدنا»، محذراً من حدوث «مأساة إنسانية حقيقية». وتحدث عن تزايد وفود اللاجئين السوريين باتجاه بلاده.
الأبرز في كلام مهندس الدبلوماسية التركية قوله إن «ممرات إنسانية إلى حوالي 20 أو 30 كيلومترا ليست كافية»، مضيفاً «يجب علينا الوصول إلى كل مدينة سورية لإيصال المساعدات الإنسانية». وتحدث عن أناس يقتلون في الشوارع في حمص لمجرد العبور فيها، وعن استخدام النظام للآليات الثقيلة، ووجوب عدم إعطائه «مزيداً من الوقت لقتل المزيد من المدنيين».
ومن جهتهم، يعتقد الأوروبيون أن مفعول العقوبات على النظام السوري واضح، ومنهم من يرى «إشارات على تآكل» النظام. وسعوا نطاق عقوباتهم، لتشمل 12 شخصية وشركتي نفط حكوميتين. وكما أكدت مصادر دبلوماسية لـ«السفير»، فعلى رأس الشخصيات التي ستخضع لحظر السفر وتجميد الأصول، عقيلة الرئيس السوري أسماء الأسد. العقوبات امتدت في العائلة الرئاسية، مع شمولها والدة الأسد وشقيقته وزوجة شقيقه العميد ماهر الأسد. إضافة لهم، هناك وزير الكهرباء ووزير الإدارة المحلية وخمسة وزراء دولة، ورجل الأعمال مازن الطباع، الذي يملك شركة صيرفة.
إذن، العمل يسير على مسارين. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، بعد مباحثات أجرتها مع داوود أوغلو، رداً على سؤال لـ«السفير»، إن عمل أنان على «وقف العنف يجعل أهم شيء هو أن يقف المجتمع الدولي صفاً واحداً خلف هذا الهدف، ولوقف هذا الوضع الرهيب للغاية الذي يعيشه شعب سوريا».
وبعد ذلك، ترى آشتون أنه يجب على المجتمع الدولي أن ينتقل للعمل «لكي يكون لدى الشعب السوري حكومة يمكنها دعم جميع أبنائه». ولتحقيق هذا الهدف تذهب للحديث عن المعارضة، وتؤكد أنه «يجب أن يكون هناك عمل شامل للمعارضة، ومن المهم تجميعها»، لافتة إلى أن كل ذلك سيكون جزءاً من العمل الذي سوف يناقشه مؤتمر «أصدقاء سوريا» في اسطنبول.
«السفير» سألت وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن رأي لندن بالاندفاعات التركية وطلب مزيد من الضغط على النظام السوري، فقال إنه يؤيد ذلك «جداً». وأشار إلى أنهم سيناقشون مع الأتراك العمل «لصالح المزيد من الضغوط».
وفي سياق الحديث عن الجهد لممارسة الضغوط، تحدث هيغ عن السعي المتواصل لاستصدار قرار دولي من مجلس الأمن، وعن «شيء أقوى من بيان رئاسي»، وتعثر ذلك لمعارضة روسيا والصين. لكن وزير خارجية بريطانيا، الذي بدا مرتاحاً في حديثه، أظهر بعض التفاؤل، مضيفاً «لكن البيان الرئاسي هو بدعم من روسيا والصين، وهو يشير (ضمن بنوده) إلى مزيد من الخطوات الضرورية إذا لم يتحسن الوضع».
ويتطلع هيغ لاجتماع «أصدقاء سوريا» في اسطنبول، ولفت إلى أنه يأمل خلاله في «إقناع بلدان أخرى أيضاً، خارج الاتحاد الأوروبي، لزيادة العقوبات التي فرضتها على سوريا».
وحول إن كان البيان الرئاسي مؤشراً على بدء مسار «تسوية» بين الغرب وروسيا، قال وزير الخارجية الهولندي أوري روسنتال، رداً على سؤال لـ«السفير»، إنه «أمر جيد بحد ذاته ان هناك بياناً من مجلس الأمن، والروس يتحركون قليلاً خطوة فخطوة، وهذا أمر مشجع أيضاً»، مضيفاً «ليس هذا ما نريده في الواقع، بما أننا نريد أكثر من ذلك، لكنه على الأقل خطوة».
ولفت روسنتال إلى محادثات له مع الصليب الأحمر، وكيف عبروا له عن حرصهم الشديد كي يحصل وقف إطلاق نار يومي يمكنهم من تقديم مساعدات إنسانية ضرورية. وأضاف «حسناً، لقد وافق الروس على ذلك الآن، وهذا مؤشر جيد في إزاء الحقائق المظلمة».
وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله قال إن الأوروبيين يريدون ويعملون من أجل «حل سياسي»، لكنه ربط ذلك الحل بوضع النظام السوري، عندما قال «أعتقد أننا، أكثر وأكثر، يمكننا أن نرى الإشارات الأولى لتآكل نظام الأسد»، مضيفاً «لذلك أعتقد أنه من المهم جداً أن ترسل روسيا إشارة قوية هذا الأسبوع (في مجلس الأمن)، إنهم لا يريدون أن يكونوا الأب الجيد لهذا النظام».
ومن جانبه، لاقى وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه كلام نظرائه في التعويل على تغير في الموقف الروسي، حين قال «لقد عبرنا في سوريا خطوة مهمة جداً، وهو اعتماد البيان الرئاسي لمجلس الأمن»، مضيفاً «يسرني أن الروس قد تحركوا في اتجاهنا». واعتبر أن على المجتمع الدولي تأييد جهود أنان، لكنه انتقد طريقة استجابة السلطات السورية، موضحاً «للأسف ردود الفعل الأولى من دمشق كانت كالعادة سلبية تماماً، ولذلك يجب علينا أن نواصل الضغط، ومن هذا المنطلق نحضر اجتماع أصدقاء سوريا».
وبعض الأوروبيين قالوا إنهم لا يعيرون اهتماماً لحديث أوساط من النظام السوري عن «موقع أقوى» له، بعد عملياته العسكرية في حمص وإدلب. ورداً على سؤال لـ«السفير»، حول هذا الموضوع، قال وزير الخارجية الاسباني خوسيه مارغايو إن «المسألة هي ليست قوة النظام، بل هي في قوة المجتمع الدولي كي يتقدم في هذه العملية لإجراء انتخابات ديموقراطية» في سوريا، مضيفاً «هذه هي النقطة التي يجب العمل عليها. كل الأشياء الأخرى هي مجرد تخمينات، ونحن لسنا هنا للتخمين حول قوة النظام».
الانتخابات التي يتحدث عنها الوزير الاسباني يجب، كما يقول، ألا تتم في ظل النظام الحالي، معبراً عن دعمه لجهود انان، ولكن أيضاً ورقة الجامعة العربية التي اعتبرها «آخر اقتراح نرغب في إقامته»، مذكراً بأن هذا الاقتراح يقوم على «تنحي بشار الأسد، ليترك السلطة مؤقتاً لنائبه، لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهذه هي الحكومة التي نعطيها مسؤولية الانتخابات».
لجنة تحقيق للامم المتحدة تشير إلى تخدير شهود سوريين خلال زيارة المراقبين
نيويورك- (ا ف ب): افاد اعضاء في لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة الجمعة أن اطباء سوريين تلقوا تعليمات باعطاء المرضى مخدرات لمنعهم من الشهادة خلال زيارة بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية إلى مستشفيات سورية.
وقالت ياكين ارتورك عضوة لجنة مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان إن “عددا من الشهود اكدوا أن الاطباء تلقوا تعليمات بجعل المرضى غائبين عن الوعي خلال زيارات (مراقبي) الجامعة العربية” لمستشفيات في حلب (شمال سوريا).
وهؤلاء المراقبون الذين علقت مهمتهم في كانون الثاني/ يناير الماضي كان يرافقهم في زياراتهم ممثلون للحكومة السورية.
واضافت ارتورك ان “بعض الاطباء تعرضوا هم انفسهم لسوء معاملة وتعذيب بسبب رفضهم الخضوع للاوامر التي امتثل لها البعض”. لكنها اوضحت انها “معلومات اولية” ستقوم اللجنة ببحثها بتمعن.
وهذه الاتهامات جاءت في نحو 70 شهادة جديدة جمعتها اللجنة وخاصة من اللاجئين منذ نشر تقريرها الشهر الماضي. ولم يسمح لهذه اللجنة بتقصي الحقائق ميدانيا في دمشق.
كما اشارت ارتورك الى زيادة عدد العسكريين السوريين الكبار الذين انشقوا عن الجيش في الاسابيع الاخيرة ومن بينهم اربعة عمداء “في حين ان معظم الانشقاقات السابقة كانت لمجندين مع عدد قليل من الرتب العليا في الجيش والشرطة”.
والاتجاه الجديد الاخر كما يقول رئيس اللجنة باولو بينيرو هو “انخفاض عدد ضحايا القمع الوحشي للتظاهرات وزيادة عدد القتلى والجرحى خلال العمليات العسكرية” ضد البلدات. موضحا أن هذه العمليات تجرى “لملاحقة المجموعات المسلحة (المعارضة) او توقيع عقاب جماعي على سكان بعض البلدات كلهم”.
وقد مدد مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان الجمعة مهمة لجنة التحقيق وطلب منها ان تقدم تقريرا شفهيا للوضع في سوريا في حزيران/ يونيو المقبل وتقريرا مكتوبا في ايلول/ سبتمبر.
وأدى قمع حركة الاحتجاج في سوريا الى سقوط اكثر من 9100 قتيل وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان.
الجيش السوري يقتحم مدينة سراقب في محافظة ادلب بالدبابات
بيروت- (ا ف ب): اقتحمت القوات السورية السبت مدينة سراقب المحاصرة منذ اشهر في محافظة ادلب (شمال غرب) بالدبابات، بحسب ما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في ادلب نور الدين العبدو لوكالة فرانس برس إن “26 دبابة دخلت مدينة سراقب من الطرف الغربي وتمركزت فيها بشكل قسم المدينة الى قسمين”.
واضاف في اتصال عبر سكايب ان “الجيش بدأ حملة تمشيط واعتقالات”، مشيرا الى “سماع اصوات انفجارات في المدينة، بينما لا يجرؤ احد على الخروج من منزله”.
واوضح العبدو أن المدينة مطوقة منذ العاشر من شهر حزيران/ يونيو، وان قوات النظام “اقتحمتها من قبل مرات عدة ثم انسحبت منها بعد حملات تمشيط واعتقالات”.
وقال ردا على سؤال إن الجيش السوري الحر “متواجد بكثافة في المدينة، الا انه ينكفىء لدى اقتحامها ولا يهاجم القوات النظامية تجنبا لايذاء المدنيين والتسبب بالدمار”، مشيرا الى انه ينفذ هجمات على القوات بعد انسحابها.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته اقتحام “القوات العسكرية السورية لاحياء في مدينة سراقب ترافقها اليات عسكرية ثقيلة” وحملة المداهمات والاعتقالات.
وافاد في بيان عن مقتل شخص “اثر اصابته باطلاق رصاص” من هذه القوات.
ومن جهة ثانية، ذكر العبدو ان قوات النظام نفذت اليوم ايضا “حملة دهم وتفتيش واحراق للمنازل ونهب” في بلدة احسم في جبل الزاوية في ادلب. وقال إن الجيش السوري “انسحب عصر الجمعة من مدينة سرمين، وترك حاجزا كبيرا عند المدخل الشرقي للمدينة”.
واضاف ان القوات السورية “خلفت وراءها دمارا هائلا” في المدينة الواقعة في المحافظة نفسها والتي كانت اقتحمتها الخميس.
بريطانيا: لا يمكننا إبعاد اسماء لكنها لن تأتي.. الاشتباكات تقترب من دمشق
اوروبا تقر عقوبات ضد والدة الاسد وشقيقته وزوجته وشقيقتها
رئيس لجنة حقوق الإنسان حول سورية يحّذر من تسليح المعارضة
بروكسل ـ وكالات: قرر الاتحاد الاوروبي الجمعة تشديد الطوق حول الرئيس السوري بشار الاسد من خلال فرض عقوبات على زوجته اسماء، وعلى ثلاثة اخرين من افراد اسرته بينهم والدته، في الوقت الذي قال فيه نشطاء إن القوات السورية دخلت الجمعة في معارك دامية ضد الثوار بالقرب من العاصمة دمشق وفي مناطق أخرى من البلاد.
وأضاف النشطاء أن ما لا يقل عن 24 شخصا قتلوا بينهم سبعة جنود من القوات الحكومية خلال أحداث العنف التي اندلعت الجمعة، وذلك عشية زيارة الموفد الخاص كوفي عنان الى موسكو وبكين للبحث في الازمة السورية.
واقارب الاسد النساء الاربع (والدة الاسد وزوجته وشقيقته وشقيقة زوجته) جزء من مجموعة جديدة من 12 شخصا قرر وزراء خارجية دول الاتحاد الـ27 المجتمعون في بروكسل منعهم من السفر الى اوروبا وتجميد ارصدتهم بسبب ‘اشتراكهم في القمع’ او بسبب ‘دعمهم للنظام’.
وبذلك يرتفع عدد الافراد الخاضعين للعقوبات الاوروبية الى 126 وعدد الشركات الى 41 بعد اضافة شركتين نفطيتين الجمعة.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون ان ‘القمع بلغ مستويات من العنف لا يمكن السكوت عليها على الاطلاق ويجب ان يتوقف فورا. وقرارات الجمعة تهدف الى اضعاف موارد النظام وقدرته على شن حملته القمعية الوحشية’.
ومن المقرر نشر اسماء الافراد والكيانات المستهدفة بالعقوبات السبت في الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي لتصبح بعد ذلك سارية المفعول.
وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ ‘من المهم تشديد الطوق دبلوماسيا واقتصاديا’ على النظام السوري.
واكد ان السلطات السورية ما زالت ‘تتصرف بشكل دموي لا يمكن قبوله على الاطلاق’.
وقال هيغ انه لا يمكن منع زوجة الرئيس السوري من السفر إلى بريطانيا لكن من غير المرجح أن تقوم بهذه الرحلة في ظل الظروف الحالية.
وقال هيغ ‘بالطبع للمواطنين البريطانيين حق دخول المملكة المتحدة، لكن باعتبار أننا نفرض تجميدا للأرصدة الخاصة بهؤلاء الأشخاص جميعا وحظرا على سفر أفراد آخرين من عائلة الأسد فإننا لا نتوقع أن تحاول السيدة الأسد أن تسافر إلى المملكة المتحدة في الوقت الراهن’.
واعتبر نظيره الالماني غيدو فيسترفيلي من جانبه ان ‘حاشية’ الرئيس السوري يجب ان تشعر بالضغوط التي يعاني منها النظام.
وقال متحدث باسم الوكالة البريطانية لادارة الحدود ردا على سؤال لفرانس برس ان ‘الرعايا البريطانيين الممنوعين من السفر الى دول الاتحاد الاوروبي لا يمكن منعهم من الدخول الى بريطانيا’.
وجاء القرار في يوم اسفر فيه العنف في أنحاء سورية عن مقتل 24 شخصا من بينهم سبعة مدنيين وسبعة جنود وثلاثة منشقين، كما قال نشطاء من المعارضة إن الجيش أطلق ما لا يقل عن 24 قذيفة مورتر على مدينة حمص معقل المعارضين.
وبالتزامن مع ذلك خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في عدد من المناطق السورية في ‘جمعة يا دمشق قادمون’، بحسب مراقبين وناشطين ومقاطع بثت على الانترنت.
وتعارض روسيا والصين مطالب غربية وعربية للأسد بالتنحي واستخدمتا حق النقض الفيتو ضد مشروعي قرارين لمجلس الأمن الدولي يوجهان انتقادات شديدة لدمشق، غير انهما ايدتا هذا الأسبوع بيانا للمجلس يدعو إلى السلام في خطوة قال محللون إنها علامة على أنهما تشددان موقفهما تجاه سورية.
ورغم ذلك صوت البلدان الجمعة ضد قرار لمجلس حقوق الانسان الدولي بتمديد تحقيق في انتهاكات القوات السورية. غير أن القرار اعتمد بأغلبية 41 صوتا من اصوات المجلس البالغ عددها 47.
من جهته حذر رئيس لجنة مجلس حقوق الإنسان لتقصي الحقائق في سورية باولو بينيرو من تزويد المعارضة السورية بمزيد من الأسلحة، وقال إن ذلك قد يؤدي إلى حرب أهلية كاملة.
وقال بينيرو في مؤتمر صحافي بنيويورك، إن’ زيادة التسليح ستسهم في التصعيد باتجاه حرب أهلية شاملة، وسيكون إيجاد مخرج للوضع أكثر صعوبة إذا وقعت الحرب الأهلية. ونعتقد أيضا أن تزويد الجماعات المسلحة بالسلاح سيؤدي إلى المشاكل، وقد خلصنا في تقريرنا الثاني إلى القول إن التسوية التفاوضية هي الحل الوحيد’.
وأكد بينيرو دعمه للتوصل إلى تسوية تفاوضية في سوريا، مشددا على أهمية الجهود التي يبذلها المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان.
تقرير استخباراتي تركي يتهم سورية بدعم حزب العمال الكردستاني
أنقرة ـ د ب أ: قال تقرير استخباراتي قدم للحكومة التركية إن سورية استأنفت دعمها لحزب العمال الكردستاني (بي.بي.كيه) انتقاما من ضغوط أنقرة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي.
وقالت صحيفة ‘حريت’ التركية الجمعة، نقلا عن مصادر وصفتها بأنها موثوق بها، أن التقرير ذكر أن عناصر الحزب يمكنهم التحرك بسهولة داخل سورية كما يسمح لهم بحمل الأسلحة وشن حملات دعاية ضد تركيا.
واشار التقرير إلى أن هذه الخطوة تعكس تغييرا واضحا في سياسات دمشق التي كانت قد حظرت أنشطة الحزب في عام 1999 نتيجة اتفاقية ثنائية مع أنقرة.
وتقول الصحيفة إن التقرير الاستخباراتي الذي قدم لبعض مؤسسات الحكومة يذكر أن وضع حزب العمال الكردستاني منظم بشكل أفضل في سورية مما في شمال العراق.
واضاف التقرير أن عناصر الحزب في سورية يتعاونون بشكل وثيق لوقف الثورة الجماهيرية ضد نظام الأسد التي اندلعت قبل أكثر من عام وخاصة في حلب والتي توجد علاقات وثيقة بين سكانها وتركيا.
وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن تركيا لم تثر هذه المسألة رسميا باعتبارها مشكلة دبلوماسية مع سورية، إلا أن مصادر دبلوماسية قالت إن أنقرة ستدرج الموضوع في جدول أعمال اجتماع مؤتمر أصدقاء سورية المقرر عقده في تركيا مطلع الشهر المقبل.
الأمم المتحدة تتوقع نزوح 100ألف من سورية
تطلق نداء لجمع 84 مليون دولار للاجئين السوريين
جنيف ـ د ب أ ـ يو بي آي: أطلقت الأمم المتحدة اليوم الجمعة نداء لجمع مساعدات بقيمة 84 مليون دولار للاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا والعراق.
وأطلقت الخطة تحت اسم ‘خطة الرد الإقليمي السورية’ لتأمين حاجيات اللاجئين السوريين الذين فرّوا من بلادهم منذ آذار/مارس 2011، ولتقييم حاجيات اللاجئين المقبلين، وهي إطار تقوده مفوضيّة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ونتاج تنسيق للجهود بين 7 وكالات تابعة للأمم المتحدة و27 منظمة وطنيّة ودوليّة غير حكومية، وبعض الحكومات لتقديم المساعدات للاجئين السوريين.
وقال الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أدريان إدواردز، للصحافيين في جنيف إن ‘الخطة تعتمد على أساس أن المساعدة خلال الأشهر الستة المقبلة ستكون ضرورية لدعم قرابة 100 ألف شخص’، من اللاجئين من سورية.
وأشار إلى أن الخطة لن تشمل الحاجيات الإنسانية داخل سورية، ‘ولهذا فإن نداء منفصلاً متوقعاً في المستقبل القريب سيقوده مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية’.
وللخطة ثلاثة أهداف، الأولى ضمان حصول السوريين ولاجئين آخرين على حماية الدول المجاورة وحماية دولية، أما الهدف الثاني فهو تأمين الحاجيات الأساسية لهم، مع إيلاء اهتمام خاص بمن هم أكثر تأثراً، والهدف الثالث هو ضمان اتخاذ الإجراءات الطارئة عند التدفق الكبير للاجئين.
ويزداد عدد اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا، بعد سنة من بدء الاضطرابات في سورية.
وقال إدواردز ‘هناك حاجة واضحة لتعزيز الدعم الدولي’.
وقد سجّل أكثر من 6 آلاف لاجئ سوري في الأردن لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منذ آذار (مارس) الماضي، ولا يزال هناك 2500 آخرين بانتظار التسجيل. وتتوقع المفوضيّة بأن يزيد هذا العدد بشكل ملحوظ مع زيادة جهودها ومساعداتها للسوريين.
وفي لبنان يتواصل تسجيل اللاجئين، وتعمل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركاؤها مع الحكومة اللبنانية والسلطات المحلية لضمان تأمين حاجيات اللاجئين السوريين، وقد سجل أكثر من 16 ألف لاجئ بينهم 8 آلاف في الشمال وهم يتلقون المساعدات.
أما في تركيا، فقد سجّل قرابة 17 آلاف لاجئ سوري، ونصبت الحكومة التركية 8 مخيمات لهم.
وذكرت المفوضيّة أن عدداً متزايداً من اللاجئين السوريين وصل مؤخراً إلى العراق، ويجري تقييم العدد المحدد حالياً، وقد بدأت المفوضية وشركاؤها التعاون الوثيق مع السلطات هناك.
وأشارت المفوضية الأممية إلى أنها تواصل مساعدة قرابة 111 ألف لاجئ مسجّل لديها في مناطق مختلفة من سورية.
‘واشنطن بوست’: المتمردون السوريون يعانون من نفاد الذخيرة
يعبرون الحدود إلى تركيا بحثا عن الأموال لشراء أسلحة
واشنطن ـ يو بي آي: ذكرت صحيفة ‘واشنطن بوست’ الأمريكية الجمعة أن المتمردين السوريين يعانون من نفاد الأسلحة والذخيرة وهم يعبرون الحدود إلى تركيا بحثاً عن الأموال لشراء أسلحة.
ونقلت الصحيفة عن قياديين عسكريين للمتمردين السوريين وجنود منشقين انتقلوا من سورية إلى تركيا عبر الحدود بين البلدين خلال الأيام الأخيرة بحثاً عن الأموال لشراء الأسلحة، أن ذخائرهم باتت تنفد بفعل ندرة إمدادات السوق السوداء وتشديد الإجراءات الأمنية على حدود الدول المجاورة وفشل ترجمة الوعود الدولية بالمساعدة الى واقع.
وقال الجندي المنشق أبي يزن البالغ من العمر 26 عاماً، الذي فر مع 5 من رفاقه إلى تركيا، إن ‘مقاتلي الجيش السوري الحر يواصلون قتالهم، لكن ذخيرتنا تنفد يوماً بعد يوم، ونضطر في نهاية المطاف إلى ترك منطقتنا’.
ويعيش الجندي المذكور مع عدد من المقاتلين الذين يتدفقون يوميا إلى أنطاكيا مع نفاد ذخيرتهم، في أحد مخيمات اللاجئين السوريين التي أنشأتها الحكومة التركية، ويأملون بأن يتلقوا المساعدة من المجتمع الدولي.
وقال الناطق باسم ‘الجيش السوري الحر’ أيهم الكردي للصحيفة إن المتمردين عرفوا أن الجهد الذي بذل من أجل السيطرة على حي بابا عمرو في حمص، كان خطأ استراتيجيا، للقوة المتمردة التي ينفد سلاحها، فقد أدى هذا الى حدوث دمار شامل ومقتل عدد كبير من المدنين، مضيفاً ‘نحن نضع حالياً إستراتيجية أخرى للتأكد من أننا لن نكرر الخطأ نفسه مرة أخرى’.
وأشار إلى أن المقاتلين يتراجعون حالياً مع أول إشارة على أن الحكومة تجهّز لشن هجوم، مضيفاًَ أنهم يخططون للانخراط في تكتيك حرب العصابات، مثل زرع العبوات الناسفة في الطرق ونصب الكمائن.
وقال بعض المقاتلين للصحيفة انهم كانوا يعانون من الجوع خلال قتالهم ضد النظام في محافظة إدلب الواقعة على الحدود مع تركيا، وأشاروا إلى انه كان بإمكانهم قبل عدة أشهر شراء أسلحة وذخائر من السوق السوداء في الأردن ولبنان وبكميات صغيرة من تركيا، لكن هذه الدول شددت الإجراءات الأمنية على حدودها مع سورية.
وأشاروا إلى أن العراق يبقى حالياً مصدرا وحيدا للأسلحة من السوق السوداء، لكن معظم هذه الأسلحة المهرّبة تفتقد للنوعية الجيدة ويعود معظمها الى عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
ويقول المتمردون أنه لا يزال بالإمكان شراء الأسلحة من العناصر الفاسدين في الجيش السوري النظامي، ومن ‘الميليشيات الداعمة للحكومة’ غير المنظمة، مثل ‘الشبيحة’، لكن الأسعار ارتفعت حيث بات سعر رشاش ‘الكلاشينكوف’ 2000 دولار، بينما ارتفع سعر الرصاصة الواحدة من دولار أو دولارين خلال الأشهر القليلة الفائتة الى 8 دولارات.
وقال المتحدث باسم ‘الجيش السوري الحر’ :’إن المقاتلين يأتون إلى هنا متوقعين من القيادة أن تؤمن لهم السلاح، لكن ليس لدينا أياً منها. نحن نبذل ما بوسعنا لمساعدتهم عبر تأمين المال ليتمكنوا من شراء الأسلحة من الداخل (في سورية)’.
وأضاف الكردي أن الوعود بدعم مالي وخصوصاً من قطر والسعودية، لم تترجم واقعاً، ‘وحتى إن فعلوا فإن الأموال ستكون من دون فائدة بسبب نقص الإمدادات’.
وثائق مؤتمر إسطنبول: المنطقة العازلة التركية قريبة!
ممنوع فشل مؤتمر «أصدقاء سوريا» في إسطنبول في 1 نيسان المقبل. هكذا توحي التقارير الصادرة عن المعنيين بالمؤتمر وبإطاحة النظام السوري. لذلك، يجري الإعداد له بما لا يكرّر فشل مؤتمر تونس. صياغة البيان الختامي شارفت على الانتهاء، وتركيا أقرب ما تكون إلى إنشاء منطقة عازلة داخل سوريا بعد المؤتمر، أما تسليح المعارضة فمتروك لكل دولة على حدة
ناصر شرارة
تراقب تركيا، بحذر كبير، تطورات الوضع العسكري في منطقة إدلب. والتقارير التي وردت إلى مكتب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، بحسب مصدر دبلوماسي عربي يشارك في الإعداد لـ«مؤتمر أصدقاء سوريا» بنسخته الثانية في إسطنبول، مطلع نيسان المقبل، تشير إلى مستجدات مقلقة بالنسبة إلى حكومة أردوغان. وفي مقدمة هذه المعطيات، تزايُد أعداد النازحين السوريين عبر الحدود مع سوريا إلى تركيا؛ فبحسب الإحصاءات التركية، ارتفعت أعدادهم بين 15 من الشهر الجاري واليوم، إلى نحو 30 ألفاً.
إضافة إلى ذلك، تفيد تقارير الاستخبارات التركية بأنها تلحظ عمليات تسرب متعاظمة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني إلى الأراضي التركية، عبر معابر مختلفة. وبحسب المصدر العربي نفسه، فإنّ هذين المستجدَّين، بالإضافة إلى وقائع أخرى، قادت أردوغان إلى عقد لقاء عاجل بعيداً عن الأضواء، في 18 من الشهر الجاري مع مدير جهاز الاستخبارات التركية حقان فيدان وأحد النواب الأربعة لرئيس الحكومة بكير بوزداغ، ووزير العدل سعد الله إرغين، لدراسة المستجدات المقلقة للأزمة السورية وانعكاساتها الخطرة على حالة دوام الاستقرار على الحدود السورية _ التركية.
ولم ترشح عن هذا الاجتماع الكثير من المعلومات، لكن رُصدت بعده تحركات ميدانية في تركيا، تعبّر عن التوجهات التي سادت خلال الاجتماعات. وتمثّلت هذه التحركات بما نقله دبلوماسيون عرب وغربيون من أنقرة، عن مشاهداتهم لوحدات تابعة لـ«قوات الدرك الخاصة» المتمركزة في العاصمة التركية، «تتّجه تدريجاً إلى الحدود التركية _ السورية للبدء بإنجاز مهمتها في إنشاء المنطقة العازلة المحتملة»، بحسب هؤلاء الدبلوماسيين، وهي المنطقة التي «يجب أن تُعلنها الحكومة التركية بعد مؤتمر إسطنبول». ويشير المصدر الدبلوماسي نفسه إلى أن خطوة تحريك «قوات الدرك الخاصة لاستكشاف المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا، قُوبلت بتحفظات من قوى سياسية تركية مختلفة»، بما أن المعارضة التركية عدّتها «مجازفة غير مسبوقة تصل إلى حدّ إعلان حالة الحرب». لكن أردوغان، بحسب المصدر عينه، أبلغ هذه الجهات التركية المعترضة، أن موقف حكومته لا يزال حتى الساعة، ملتزماً ما طرحه في كواليس اللقاءات الخاصة مع وزراء كل من السعودية وقطر، خلال اجتماع مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس، لجهة استمرار التريث باتخاذ خطوات عملية لإقامة منطقة عازلة، وأيضاً لجهة عدم الحماسة لإصدار إعلان صريح بتأييد تسليح المعارضة السورية، غير أنه استدرك بأن أنقرة «يهمها أن تظهر لدمشق أن هذه الخيارات لا تزال مطروحة على طاولة القرار التركي».
وتجمع المصادر الدبلوماسية على أنه في مقابل الاهتمام الذي تكتسبه تحركات المبعوث الأممي _ العربي المشترك، كوفي أنان، بشأن الأزمة السورية، تستحوذ أنقرة هذه الأيام، بعيداً عن الضوء، على كل اهتمام الدبلوماسية المتابعة لمسار الأزمة، وذلك بهدف «فحص جدية مؤشرات تفيد بأن حكومة أردوغان باتت مقتنعة بإنشاء منطقة عازلة، أو إحداث تغيير جوهري تصعيدي وعملي في موقفها». وتلحظ تقارير دبلوماسيين عرب عاملين في تركيا، وجود متغيرات لافتة يجري إنضاجها في أروقة القرار التركي، وهي تشي، جميعها، بأن أنقرة تقف على أبواب «مرحلة جديدة»، وتصعيدية خطرة، بخصوص مقاربتها للأزمة السورية. ويروي مصدر دبلوماسي لـ«الأخبار»، تفاصيل عن قصة «الأسبوعين الماضيين اللذين شهدا طفرة التغيير التصعيدي في الموقف التركي»، ويدرج عدة وقائع تبين واقع ما جرى خلالهما على هذا الصعيد:
أولاً، يقول المصدر إن إحدى نقاط الذروة المعبِّرة عن تغير الموقف التركي باتجاه التصعيد، ظهرت من خلال التصريح الأخير لأردوغان، الذي أوضح فيه أنه يفكر جدياً في إقامة «منطقة عازلة أو آمنة». وداخلياً، سربت مصادر أرودغان أنه أبلغ المحافل التركية المعترضة على هذا التصريح، بالأسباب التي دعته إلى إطلاق هذا الكلام، وتتمثل بتزايد أعداد اللاجئين السوريين داخل المحافظات التركية الحدودية، ولا سيما بعد بدء حملة الجيش السوري على إدلب، إذ ارتفع عدد اللاجئين كثيراً، ما دفعه إلى تناول موضوع المنطقة العازلة بنحو أكثر صرامة، ليكون بمثابة تحذير جدي للسلطات السورية بعدم التمادي في العمل العسكري في منطقة متاخمة للحدود مع تركيا. ووفق المعلومات، أُبلغت المعارضة التركية بأن تركيا «لا تزال على موقفها بعدم القيام بإجراءات داخل الأراضي السورية، ولكن هذا الموقف سيكون قابلاً للتغير في حال حصول أمرين اثنين: الأول أن يبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا مستوى لا تستطيع المحافظات الحدودية التركية تحمّله، والثاني في حال توافر غطاء دولي لخطوة إنشاء منطقة عازلة». وتتابع المصادر قائلة إن أردوغان كشف لمعارضيه أن هذا الغطاء سيُحسَم أمر توافره من عدمه، خلال مؤتمر «أصدقاء سوريا» في إسطنبول مطلع الشهر المقبل.
ويكشف المصدر أنه إثر فشل مؤتمر تونس في التوصل إلى أي قرارات عملية، طرح أردوغان على السعودية، التي خرج وزير خارجيتها سعود الفيصل غاضباً من نتائجه، ترحيل مطلبها بشأن تبني تسليح المعارضة السورية أو إرسال قوة عربية إلى سوريا، إلى مؤتمر إسطنبول، ليُصار إلى مناقشته بجدية. وعزا أردوغان فشل اجتماع تونس إلى عدم التمهيد له بحملة دبلوماسية مع الغرب للاتفاق على قواسم مشتركة يجري تظهيرها في بيانه الختامي. ومن وجهة نظر حكام أنقرة والدوحة وباريس والرياض، إن هدف مؤتمر إسطنبول هو أن يكون مناسبة تعوّض فشل مؤتمر تونس، وإظهار استعادة الإرادة الدولية لصلابتها وانسجامها بخصوص إنتاج خريطة طريق جدية ضد النظام السوري.
لقاء «عصف أفكار»
وبحسب المعلومات، استضافت أنقرة قبل أيام لقاءً حضره ممثلون عن الدول «التي ستشكل النواة الصلبة» لأعمال مؤتمر إسطنبول. وأرسلت هذه الدول موظّفين كباراً في وزارات خارجيتها، ليخوضوا نوعاً من «العصف الفكري» في الإجراءات التي يمكن مؤتمر إسطنبول أن يتبناها. وبحسب المصادر العربية دائماً، تنبع أهمية هذا اللقاء من أنه يمهّد لنجاح مؤتمر إسطنبول عبر تنسيق مسبق لمواقف دول «النواة الصلبة» المشاركة فيه، وهو الأمر الذي أدى غيابه إلى فشل مؤتمر تونس. كذلك إن اللقاء التحضيري المذكور رسم «خريطة طريق عمل دولي جماعي» (هذا هو المصطلح الذي يستخدمه أردوغان في تصريحاته الأخيرة)، لتحديد معالم الخطوات التي يجب على المجتمع الدولي تنفيذها، لإسقاط النظام السوري. ويلاحَظ أن الأوراق التي قُدمت تتضمن الإجابة عن ثلاث مهمات متكاملة تشمل: أ _ العقوبات الواجب اتخاذها لإضعاف النظام اقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً، وهو الأمر الذي تخصصت به الورقة الفرنسية المقدمة للقاء. ب _ الخطوات الفاعلة لدعم المعارضة السورية. ج _ الإجراءات المطلوبة من المجتمع الدولي في المرحلة الانتقالية في سوريا، وهو ما تخصصت به الورقة المشتركة بين الإمارات وألمانيا.
أما موضع تسليح المعارضة، فقد اتُّفق على «صيغة» أن تجري صياغة «قرارات مؤتمر إسطنبول بأسلوب يوفر مظلة سياسية لكل دولة لتقوم بتسليح المعارضة وفق آليات خاصة بها، وليس بالضرورة عبر إعلان ذلك»، بحسب مصادر «الأخبار». وفي ما يتعلق بموضوع إقامة المنطقة العازلة، جرى التوافق على «تركه ليكون محل عناية المستوى السياسي الأعلى المشارِك في مؤتمر إسطنبول ذاته». واللافت أن توصيات اللقاء رُفعت إلى المستوى السياسي الأعلى في دول «النواة الصلبة» لمؤتمر إسطنبول، بهدف دراستها في مقدمة «لإقرارها في مؤتمر ثانٍ يُعقد على مستوى وزاري قبل انعقاد «أصدقاء سوريا»، لتضمين هذه العناوين في مقررات البيان الختامي».
أوراق العمل: خطة مارشال
شملت الورقة الفرنسية حول العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية المقترحة لمؤتمر إسطنبول، توصية بضرورة أن تكون شاملة وصارمة، واقترحت، كآلية لضمان ذلك، تشكيل مجموعة عمل لمساعدة الدول في تطبيقها. أما العقوبات الجديدة، فتتناول إجراءات ضد المصرف المركزي السوري، وقيام الدول المشاركة في مؤتمر إسطنبول بتجميد نشاطها الدبلوماسي في دمشق، وخفض النشاط الدبلوماسي السوري في عواصم تلك الدول، إضافة إلى فرض عقوبات على وسائل الإعلام المملوكة من النظام أو المقربين منه، وفرض حظر على طائرات الشحن السورية أو القادمة إلى سوريا.
وفي إطار دعم المعارضة السورية والتعامل مع المرحلة الانتقالية في سوريا، أوصت الورقة المشتركة الإماراتية _ الألمانية، بفكرة مركَّبة مفادها أنه «لتفعيل تأثير المعارضة السورية أكثر، ولضمان عدم حصول فوضى في سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد، على مؤتمر إسطنبول أن يعلن منذ الآن، خطة دعم للاقتصاد السوري خلال المرحلة الانتقالية، لأن تعهُّد المجتمع الدولي بخطة كهذه (خطة مارشال مصغرة لسوريا بعد نظام الأسد)، يشجع شرائح اجتماعية لم تشارك بعد في الثورة، كطبقات بورجوازية في مدينتي دمشق وحلب، على المجاهرة بتخليها عن النظام. كذلك إن الورقة نفسها تدعو الأجهزة الأمنية العسكرية والمدنية السورية إلى المزيد من الانشقاقات، وتصرّ على «دعم خطة المجلس الوطني السوري للمرحلة الانتقالية وتوسيع عضويته، ولا سيما من خلال ضم ممثلين عن الأقليات».
في المقابل، طالبت الورقة القطرية بتوسيع المشاركة في مؤتمر إسطنبول، لتشمل كل الدول التي صوّتت لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن سوريا في شباط الماضي. أما في الشق السياسي، فقد اقترح لقاء أنقرة توصية بدعم مشروط لمهمة أنان بصفته موكَلاً إليه تنفيذ قرارات الجامعة العربية وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن سوريا، والعمل لتغيير الموقفين الروسي والصيني، وعدم تقديم تنازلات لهما تمسّ جوهر مهمة أنان، إضافة إلى اعتبار «المجلس الوطني» ممثلاً للشعب السوري في المرحلة الانتقالية.
ووفق المصادر، كان لافتاً أن المندوب الأميركي في لقاء أنقرة، ظلّ مستمعاً ولم يسجّل مشاركة كبيرة في النقاشات.
ويلفت المصدر العربي إلى أنه «بهدف ضمان نجاح مؤتمر إسطنبول تحت شعار بناء جهد عالمي مشترك وامتلاك خريطة عمل واضحة تجاه سوريا»، فإن كلاً من باريس وأنقرة تعملان ضمناً على بناء شراكة في هذا الملف، تتكون من الرؤية الآتية: أولاً تحديد أهدافهما العليا من مؤتمر إسطنبول التي يمكن تلخيصها بـ«تكثيف الضغط الدولي على نظام الأسد، اضافة إلى العمل من خلاله على عزل روسيا والصين» على خلفية رفضهما الانضمام إلى الإجماع الدولي بشأن الملف السوري. من جهة أخرى، تُختصَر النقطة الثانية بـ«دعم مهمة أنان ومواكبة حسن تطبيقها قياساً بتنفيذ الهدف الأساسي منها، ورسم استراتيجيات مشتركة للتوصل إلى حلول عملية للأزمة السورية، مع ترك الباب مفتوحاً لإضافة أهداف أخرى ارتباطاً بما يستجد من تطورات».
أما بخصوص مقاربة موضوع المعارضة السورية، فإن الشراكة الفرنسية _ التركية ترى أنه يجب على مؤتمر «أصدقاء سوريا» أن يتعامل بجدية مع موضوع توحيد المعارضة، وأن يعمل على وضع صيغة لوضع انتقالي في سوريا، وهذا يتطلب أساساً وجود معارضة موحدة وقوية، وهو ما لم يتحقق حتى الآن. وتتوقف الملاحظات الفرنسية _ التركية عند واقع أن «وضع المعارضة السورية تراجع منذ مؤتمر تونس، وسيتعين على الدول المشاركة في مؤتمر إسطنبول أن تقرر كيف تتعامل مع هذه المشكلة». ويميل الموقف التركي في هذه النقطة إلى اقتراح يفيد بأنه قبل حلول موعد مؤتمر إسطنبول، يجب دعوة المعارضة السورية بكافة أطيافها المتعددة لتنضوي ضمن تشكيل جامع جديد، وهو ما يعكس إحباطاً تركياً من فاعلية «المجلس الوطني» الذي نال في تونس «امتياز الاعتراف به ممثلاً شرعياً للشعب السوري، لكنه مع ذلك لا يزال يراوح في نطاق التعثر».
نداء للأقليّات
ويختم المصدر العربي بأنه بين لقاء «عصف الأفكار» الأول في أنقرة، والذهاب إلى لقاء آخر يستكمله، يُعقد قبل موعد مؤتمر إسطنبول على مستوى وزاري، ليصوغ خريطة عمل دولية عملية تجاه نظام الأسد ومعارضيه لكي تُقر في إسطنبول، فإن المعلومات تشير إلى أنه حتى اللحظة، فإن المسودة الأولى للبيان الختامي لمؤتمر إسطنبول، مثلما أُقرت في أروقة الدول الكبرى، تنصّ على الآتي:
_ إطلاق نداء للأقليات الدينية في سوريا للانخراط في الحراك الشعبي السوري ضد النظام، بهدف تنظيمها وضمها إلى الحراك الشعبي السوري. _ العمل على تفعيل العقوبات ضد النظام السوري، ولا سيما تلك العربية والتركية منها. _ دعم المعارضة السورية وتوحيدها، والنظر في إمكان إنتاج جسم جديد جامع لها.
«العمال الكردستاني»
نقلت صحيفة «حرييت» التركية المعارِضة، أمس، عن مصادرها تأكيدها أن عناصر من «حزب العمال الكردستاني» باتوا «قادرين على التحرك بحرية في سوريا، ويُسمح لهم بامتلاك الأسلحة وإطلاق حملات تحريضية على تركيا»، وذلك غداة يوم واحد من تحذير «الكردستاني» من أن تركيا ستتحول إلى «ساحة حرب» إذا قررت دخول الأراضي السورية. وأفادت «حرييت» بأن تقريراً أمنياً سُلم إلى عدة مؤسسات حكومية تركية، يخلص إلى أن «العمال الكردستاني» في سوريا «بات أكثر تنظيماً مما هو في شمال العراق». كذلك شدد على أن حزب «الاتحاد الديموقراطي» في سوريا، المرتبط سياسياً بحزب العمال الكردستاني، «أعاد إحياء علاقاته المتينة مع حزب عبد الله أوجلان، وأطلق بروباغندا ضد تركيا». وأشار التقرير نفسه إلى أن عناصر «العمال الكردستاني» في سوريا «يتعاونون لمنع تظاهرات كبيرة مناهضة للنظام في شمال سوريا، على الأخص في حلب». حتى إن «حرييت» أوضحت أن «مسألة الأكراد قد تطرح في مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده في إسطنبول في الأول من نيسان المقبل».
(يو بي آي)
عقوبات أوروبية جديدة تطاول أسماء الأسد… وتمديد عمل لجنة التحقيق الدوليّة
أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس ما وصفه «بالانتهاكات الواسعة المتصاعدة بشدة» التي ترتكبها القوات السورية، ومدد مهمة لجنة التحقيق التي توثق «الجرائم ضد الإنسانية»، بما فيها جرائم التعذيب والإعدام إلى أيلول، فيما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على شخصيات سورية إضافية، بينها زوجة الرئيس بشار الأسد، ووالدته. وصدّق مجلس حقوق الإنسان، الذي يضم 47 دولة، على قرار طرحته الدنمارك باسم الاتحاد الأوروبي يمدد التفويض الممنوح للجنة التحقيق في سوريا حتى الدورة التي تعقد في أيلول المقبل.
ووافقت على القرار 41 دولة واعترضت عليه ثلاث دول، هي روسيا والصين وكوبا وامتنعت اثنتان عن التصويت ولم تشارك دولة واحدة هي الفيليبين. في هذا الوقت، قررت دول الاتحاد الأوروبي أمس منع زوجة الرئيس السوري بشار الأسد ووالدته وشقيقته من السفر إلى أوروبا، وذلك بقصد زيادة الضغط على النظام السوري. وقال مسؤولون في الاتحاد الاوروبي ان وزراء الخارجية المجتمعين في بروكسل جمدوا أيضاً أصول سوريين آخرين وفرضوا عليهم حظراً للسفر الى أوروبا، وحظروا على الشركات الاوروبية الدخول في مشروعات اعمال مع شركتي نفط سوريتين. وقال وزير الخارجية الهولندي اوري روسنتال، على هامش اجتماع وزراء الاتحاد الاوروبي في بروكسل: «بهذه القائمة الجديدة نضرب قلب عشيرة الأسد ونبعث برسالة عالية وواضحة للسيد الاسد: يجب أن يتنحى».
وفي إطار مهمة المبعوث الأممي والعربي، كوفي أنان، من المفترض أن يزور الأخير نهاية الاسبوع الجاري موسكو وبكين لبحث الازمة السورية مع المسؤولين الروس والصينيين، كما اعلن المتحدث باسمه. ويلتقي انان في موسكو وزير الخارجية سيرغي لافروف والرئيس فلاديمير بوتين، بينما لا يزال برنامج المباحثات مع السلطات في بكين قيد الاعداد. وأعلن المتحدث، محمد فوزي، ان الوفد الذي ارسله انان الى سوريا بداية الاسبوع عاد أول من أمس من سوريا «بعد ثلاثة ايام من المباحثات المكثفة» مع السلطات السورية. واضاف ان «السلطات السورية اعطتنا اجوبة سندرسها الآن بعناية»، مؤكداً ان كوفي انان لم «يتوقع في الوقت الراهن زيارة جديدة لدمشق» و«المفاوضات متواصلة هاتفياً» وان «انان سيقرر في وقت ما ان يعود، لكن الوقت لم يحن».
واعرب المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية عن ارتياحه لأن «مجلس الامن الدولي بات يدعمه الآن». واضاف المتحدث ان «الوضع الميداني خطير جداً وكل دقيقة حاسمة وعلينا ان نحقق تقدما سريعاً» في المفاوضات. واكد ان «المفاوضات بلغت نقطة دقيقة وان انان لا ينوي اجراءها علناً». وتابع ان «كوفي انان يدرك جيداً انه يجب المضي قدماً بأسرع ما يكمن».
وفي موقف لافت، اعتبر الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف امس انه لا يجوز التهديد بالتدخل العسكري في شؤون الدول الأخرى، ورأى أن ذلك يقوّض القانون الدولي ويؤدي إلى الفوضى. وقال مدفيديف، في خطاب ألقاه بالمؤتمر العلمي _ التطبيقي لمجلس الشؤون الدولية الروسي المنعقد في موسكو تحت عنوان «مجال الأمن اليورو _ أطلسي: خرافة أم واقع»: «يريد البعض ان يجعل سوريا دولة ديموقراطية بأسرع وقت، فيما يريد البعض الآخر تصفية البرنامج النووي الإيراني بصورة سريعة، ويقلقنا جداً أيضاً الكثير من العمليات ومنها القضايا المذكورة، لكن يقف في أحيان كثيرة وراء كل ما يجري المنطق الأعوج ونفسية الحرب».
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أمس، أن المتمردين السوريين يعانون من نفاد الأسلحة والذخيرة وهم يعبرون الحدود إلى تركيا بحثاً عن الأموال لشراء أسلحة. ونقلت الصحيفة عن قياديين عسكريين للمتمردين السوريين وجنود منشقين أن ذخائرهم باتت تنفد بفعل ندرة إمدادات السوق السوداء وتشديد الإجراءات الأمنية على حدود الدول المجاورة وفشل ترجمة الوعود الدولية بالمساعدة الى واقع.
وقال الناطق باسم «الجيش السوري الحر» أيهم الكردي للصحيفة إن المتمردين عرفوا أن الجهد الذي بذل من أجل السيطرة على حي بابا عمرو في حمص، كان خطأً استراتيجياً، للقوة المتمردة التي ينفد سلاحها، فقد أدى هذا الى حدوث دمار شامل ومقتل عدد كبير من المدنيين، مضيفاً: «نحن نضع حالياً استراتيجية أخرى للتأكد من أننا لن نكرر الخطأ نفسه مرة أخرى». وأشار إلى أن المقاتلين يتراجعون حالياً مع أول إشارة إلى أن الحكومة تجهّز لشن هجوم، مضيفاً أنهم يخططون للانخراط في تكتيك حرب العصابات، مثل زرع العبوات الناسفة في الطرق ونصب الكمائن.
إلى ذلك، خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في عدد من المناطق السورية امس في «جمعة يا دمشق قادمون»، بحسب مراقبين وناشطين ومقاطع بثت على الانترنت. واظهرت ارقام «المركز السوري المستقل لإحصاء الإحتجاجات» انه حتى الساعة الخامسة مساءً خرجت 372 مظاهرة في 300 نقطة وثق المركز نحو 40 بالمئة منها عبر مقاطع الفيديو عبر موقع يوتيوب.
وتواصلت الاشتباكات بين القوات الحكومية السورية والمسلحين أمس، ما أدى الى مقتل وجرح عدد من رجال القوات الحكومية و«المجموعات المسلحة»، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ان حصيلة الضحايا من اعمال العنف امس بلغ نحو 15 قتيلاً.
(الأخبار، سانا،
يو بي آي، أ ف ب، رويترز)
انان الى موسكو ليبحث في سبل انهاء الازمة السورية
أ. ف. ب.
موسكو: يتوجه موفد الامم المتحدة والجامعة العربية لسوريا كوفي انان اليوم السبت الى موسكو ليبحث مع روسيا في سبل انهاء الازمة السورية بعد بيان الامم المتحدة الذي اكد دعمه للمهمة.
واعلنت وزارة الخارجية الروسية الجمعة ان انان سيلتقي الاحد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف.
وسيحمل انان معه رد الاسد على الخطة لانهاء الازمة في سوريا.
وقد اعترفت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس بان البيان يشكل “خطوة متواضعة” على طريق وقف العنف الذي اوقع بحسب المعارضة اكثر من 9100 قتيل.
وقال مسؤول كبير في الكرملين ان على الاسد ان يتعامل مع بيان الامم المتحدة على انه “توصية” يعني تطبيقها تحديد مستقبل العلاقات بين البلدين.
واعلن ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي الخميس ان “على الاسد ان يتخذ الخطوة الاولى: عليه سحب الجيش السوري من المدن الكبرى”.
واضاف “ان موقف روسيا مستقبلا من النزاع سيكون رهن بمدى التزام (الحكومة السورية) بالمواد الواردة في بيان مجلس الامن الدولي”.
لكن المحللين حذروا من ان المصالح الروسية في سوريا كبيرة لدرجة لن تسمح معها موسكو بان تقرر الدول الغربية والاقليمية وحدها مصير هذا البلد.
فروسيا لا تبيع اسلحة لسوريا بمليارات الدولارات فقط بل تعتمد على دمشق لخدمة مصالحها في منطقة خسرت موسكو نفوذها فيها في السنوات الماضية.
وشدد مارغيلوف على تصريحات ادلى بها لافروف في وقت سابق تدعو الاسد الى “ان يصحح بصورة عاجلة الاخطاء العديدة التي ارتكبها – في نظر المسؤولين الروس -“.
الا ان ايا من المسؤولين الروس لم يذهب الى حد القول بان الاسد فقد شرعيته، وهو موقف اعلنته معظم الدول الغربية منذ العام الماضي.
وقال مسؤول في الكرملين لوكالة انترفاكس الجمعة ان “وضع الاسد صعب جدا. لا اعلم ما اذا كانت لديه خطط. لكن لا احد يتوقع بان يبقى في السلطة ل10 سنوات اخرى”.
ومعنى هذا التغيير الكبير في اللهجة ورفض الرئاسة الروسية الانضمام الى الدعوات الدولية لرحيل الاسد، ان “روسيا غير مرتبطة بهذا النظام” بحسب ماكسيم يوسين المراسل المتخصص في القضايا الدولية في صحيفة “كومرسنت”.
وقال يوسين “الهدف الرئيسي لروسيا هو التحقق من ان خصوم الاسد لا يستولون على السلطة. هذا يعني ان روسيا ستخسر كل ما لديها في سوريا”.
واضاف “زيارة انان ستكشف لنا ما روسيا مستعدة للقيام به في حال لم يصغ الاسد للمطالب هذه المرة”.
والخطط الفورية لروسيا تشمل اجتماعا الاسبوع المقبل مع اعضاء في مجموعة معارضة معتدلة هي هيئة التنسيق الوطنية السورية لقوى التغيير الديموقراطي.
ويبدو ان الكرملين ينظر الى هذه الهيئة التي رفضت سابقا الانضمام الى دعوات المجلس الوطني السوري لتدخل دولي عاجل في سوريا، نظرة ايجابية.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف “نعتقد ان هذه الهيئة ليست اقل — وعلى الارجح اكثر — نفوذا من المجلس الوطني السوري”.
وكان احمد فوزي المتحدث باسم انان اعلن في وقت سابق ان موفد الامم المتحدة والجامعة العربية سيتوجه بعد موسكو الى بكين.
الا ان بكين اعلنت اليوم ان زيارة انان ستتم الثلاثاء والاربعاء. وقالت وزارة الخارجية الصينية على موقعها الالكتروني ان زيارة انان “ستتم في 27 و28 آذار/مارس”.
وتعذر الاتصال بالوزارة السبت للحصول على تعليق على هذا التغيير.
وكانت روسيا والصين حليفتا دمشق منعتا صدور قرارين في مجلس الامن الدولي يدينان القمع في سوريا الذي اسفر عن سقوط اكثر من تسعة الاف قتيل منذ بدء الحركة الاحتجاجية قبل عام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
لكن موسكو وبكين صوتتا الاربعاء على بيان غير ملزم في الامم المتحدة يدعو الى انهاء العنف ويناشد الرئيس السوري بشار الاسد والمعارضين “التطبيق الفوري” لخطة انان.
وتنص هذه الخطة خصوصا على وقف العنف من كافة الاطراف ونقل المساعدة الانسانية والافراج عن جميع المعتقلين تعسفا.
الولايات المتحدة تسمح لسوريين بالبقاء مؤقتا على أراضيها
وكالة الأنباء السعودية – واس
واشنطن: أكدت الولايات المتحدة الأميركية الليلة الماضية إنها ستسمح لسوريين بالبقاء على أراضيها مؤقتا لأن عودتهم لبلادهم فيها خطورة عليهم.
وقالت وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابولتانو في بيان “الظروف في سوريا ساءت لدرجة أن مواطنين سوريين موجودون حاليا في الولايات المتحدة سيواجهون تهديدات خطيرة على سلامتهم الشخصية إذا عادوا لبلادهم”.
وستصدر وزارة الأمن الداخلي الأسبوع القادم توجيهات حول المتطلبات القانونية وأخرى خاصة بالتسجيل للبرنامج المؤقت والذي سيمنح سوريين حق العمل ويمنع ترحيلهم مهما كان وضع تأشيراتهم.
وقال السيناتور ديك دوربين (ديمقراطي عن ولاية الينويس) والمسؤول عن البرنامج قال في بيان إن القرار الأميركي سيمنع إجبار السوريين على العودة لواحد من أسوأ مناطق العنف في العالم.
14 قتيلا في اعمال عنف في سوريا السبت
أ. ف. ب.
بيروت: قتل 14 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة في سوريا اليوم السبت، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا.
وافاد المرصد في بيان عن مقتل “ثلاثة مواطنين في مدينة القصير في محافظة حمص (وسط) في اطلاق نار من رشاشات ثقيلة”.
وكان اشار في وقت سابق الى ان المدينة تتعرض منذ الصباح “لسقوط قذائف هاون واطلاق نار من رشاشات ثقيلة”.
كما قتل اربعة اشخاص في “اطلاق نار من القوات النظامية السورية في حيي الخالدية والبياضة في مدينة حمص”. وكان القصف بالهاون واطلاق النار طال ايضا صباحا حي القرابيص في المدينة.
في محافظة ادلب (شمال غرب)، قتل مواطن اثر اصابته باطلاق نار السبت خلال اقتحام مدينة سراقب التي تشهد اشتباكات بين القوات النظامية ومجموعات منشقة.
كما قتلت امرأة في اطلاق نار من القوات النظامية في قرية ارنبا.
في محافظة درعا (جنوب)، قتل، بحسب المرصد، “مواطن من بلدة خربة غزالة اثر اصابته باطلاق رصاص من حاجز عسكري قرب قرية صماد”.
وقتل جندي من الجيش النظامي باطلاق رصاص عليه قرب احد الحواجز في بصرى الشام، وتلت ذلك حملة مداهمات في المنطقة.
كما قتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية السورية اثر هجوم على قوات حرس الحدود في محافظة الحسكة (شمال شرق).
واشار المرصد الى “تعرض بلدة قلعة المضيق في ريف حماة لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة وقصف بقذائف الهاون من القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة منذ نحو اسبوعين”.
العقوبات تطال «نساء الأسد»
أمين مجلس التعاون الخليجي: تصريحات لافروف غير موفقة * مصادر الكرملين: وضع الأسد صعب ولا نعرف مدى قدرته على البقاء * عشرات الآلاف يشاركون في جمعة «قادمون يا دمشق» * اشتباكات عنيفة قرب الحدود التركية * ريف دمشق وحلب ودرعا تتحدى الحصار.. وحركة نزوح كبيرة للسكان من إدلب
بيروت: بولا أسطيح ـ لندن: «الشرق الأوسط» بروكسل: عبد الله مصطفى ـ موسكو: سامي عمارة
طالت عقوبات الاتحاد الأوروبي الإضافية ضد دمشق «نساء الأسد»؛ حيث إنها شملت عدة أشخاص، من بينهم أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، إضافة إلى والدته وشقيقته وشقيقة زوجته. لكن وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، قال، أمس، عقب صدور القرار: «إنه لا يمكن منع زوجة الرئيس السوري بشار الأسد التي تحمل الجنسية البريطانية من السفر إلى بريطانيا، لكن من غير المرجح أن تقوم بهذه الرحلة في ظل الظروف الحالية».
وتعقيبا على تصريحات وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف حول «حكم السنة» اذا سقط الأسد. اعتبر الامين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني التصريحات الأخيرة للافروف بانها غير موفقة كما انها لا تنسجم وروحية الاتفاق الذي جرى بين روسيا والدول العربية في اجتماع مجلسها الوزاري الاخير.
ميدانيا، خرج عشرات الآلاف، أمس، في سوريا، تلبية لنداء جمعة «قادمون يا دمشق»، مما تسبب في شل الحركة في الشوارع السورية كافة، وواجه الجيش المحتجين، مما أدى، بحسب ناشطين، إلى مقتل 34 شخصا، على الأقل، أمس. في هذا الوقت، تصاعدت حدة الاشتباكات على الحدود التركية، حيث تدور مواجهات عنيفة بين القوات السورية النظامية ومنشقين، كما تحدث ناشطون عن حركة نزوح واسعة للسكان من إدلب بسبب القصف. وتحدى سكان ريف دمشق وحلب ودرعا الحصار لتخرج بعد صلاة الجمعة مظاهرات في عدد من المناطق.
اشتباكات على الحدود التركية.. وأحياء دمشق تتظاهر رغم الحصار الأمني
سكان إدلب ينزحون هربا من القصف واقتحامات الجيش
بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»
لم تنجح المظاهرات التي عمت مختلف أنحاء سوريا في جمعة «يا دمشق قادمون»، وشلت الحركة الطبيعية في الشوارع السورية كافة، في وضع حد للعملية العسكرية المستمرة على معظم المحافظات السورية والتي أدت وبحسب ناشطين لمقتل 34 شخصا على الأقل يوم أمس.
في هذا الوقت، تصاعدت حدة الاشتباكات على الحدود التركية وبالتحديد في مدينة أعزاز (كبرى مدن ريف حلب)، القريبة من الحدود التركية، حيث تدور منذ يوم الخميس الماضي وبحسب الناشطين مواجهات عنيفة بين القوات السورية النظامية ومنشقين، أسفرت بالأمس عن مقتل ثلاثة جنود على الأقل.
وقال المتحدث باسم «اتحاد تنسيقيات حلب» محمد الحلبي إن «الاشتباكات متواصلة منذ ظهر الخميس بين القوات النظامية ومنشقين عنها، في مدينة أعزاز التي تتعرض للقصف، فيما تحلق في سمائها حوامات الجيش النظامي»، مشيرا إلى تعرض المدينة لعمليات عسكرية شبه متواصلة في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى تهجير الجزء الأكبر من سكانها.
بدوره، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن ثلاثة من عناصر القوات النظامية سقطوا في الاشتباكات الدائرة في أعزاز. وبالتوازي، تعرضت أحياء حمص القديمة، وبلدات بريفها بينها القصير، لقصف بالقذائف تسبب في مقتل مدنيين وتدمير منازل، وفقا لناشطين. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن اثنين من بين القتلى سقطا في حيي الخالدية وباب السباع.
بالمقابل، خرج وبحسب ناشطين في الداخل عشرات آلاف السوريين في جمعة «قادمون يا دمشق»، وواجهت قوات الأمن مظاهرات كثيرة في العاصمة ومدن أخرى بالرصاص. وأظهر أكثر من مقطع فيديو تم رفعها على صفحات المعارضة على «فيس بوك» المئات يتظاهرون في عدد من أحياء دمشق بينها برزة والعسالي وكفر سوسة والحجر الأسود. وقال ناشطون إن مظاهرات خرجت في حيي الميدان والتضامن، كما تظاهر أكثر من ألف شخص في حي كفرسوسة واجهتهم قوات الأمن بإطلاق الرصاص، مما أسفر عن جرح ثمانية أشخاص، بحسب بيان للمرصد السوري لحقوق الإنسان. من جهتها، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن «قوات النظام طوقت جميع المساجد في دمشق لمنع خروج مظاهرات منها»، مشيرة إلى «وجود كثافة أمنية على حاجز جوبر العباسيين».
وغير بعيد عن دمشق، خرجت بعد صلاة الجمعة مظاهرات في عدد من مناطق ريف دمشق بينها يبرود وعرطوز ودوما، وفق صور بثها ناشطون على الإنترنت، في حين تعرض متظاهرون في حرستا لإطلاق نار من الأمن. وخرجت أيضا مظاهرات حاشدة في محافظة درعا. وقال ثائر العبد الله، الناطق باسم تجمع أحرار حوران، إن مظاهرات يوم أمس هي الأضخم منذ اندلاع الثورة قبل عام. وأشار العبد الله إلى مظاهرات في مدن وبلدات بالمحافظة بينها الحراك، وعمليات اقتحام وإطلاق نار في درعا المحطة، وإنخل، وكفر شمس. وقال عضو اتحاد تنسيقيات حوران في درعا لؤي راشد إن مظاهرات خرجت في مناطق عدة منها نمر وأبطع واليادودة والحارة ومدينة الحراك المحاصرة منذ 25 يوما، والمسيفرة والغارية الغربية وبلدة أم ولد وعقربة وداعل وغيرها». وأضاف أن «أعداد المشاركين في المظاهرات تراوحت بين المئات والآلاف، بحسب المناطق، وأن الشعارات الطاغية كانت تنادي بتسليح الجيش الحر، كما شهدت مدن عدة إطلاق نار تجاه المظاهرات لإرهاب الناس عن المشاركة فيها».
وفي حلب، أكد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي «خروج أكثر من 20 مظاهرة أبرزها في أحياء صلاح الدين والمرجة ومساكن هنانو والسكري والأنصاري والفردوس وبستان القصر والمشهد والحمدانية، بالإضافة إلى حيي الفرقان وحلب الجديدة الراقيين». وردد المتظاهرون، بحسب الحلبي، هتافات أبرزها «الشعب يريد إسقاط النظام» و«يا حلب ثوري ثوري هزي القصر الجمهوري»، إضافة إلى شتائم بحق الرئيس الراحل حافظ الأسد. وأضاف الحلبي أن «أكبر المظاهرات سُجّلت في حيي السكري وبستان القصر، وواجهها الأمن بإطلاق رصاص كثيف وقنابل مسيلة للدموع». وأشار الحلبي إلى وجود «انتشار أمني غير مسبوق في حي الشعار الذي شهد الأسبوع الماضي مظاهرات كبيرة، وانتشارا كبيرا في حي الصاخور الذي شهد مظاهرات حاشدة في الأيام الماضية، مما حال دون خروج مظاهرات فيه». كما أشارت لجان التنسيق المحلية إلى إطلاق نار على المتظاهرين في حيي الميسر والسكري. وفي ريف حلب، خرجت «نحو خمسين مظاهرة أبرزها في مدينتي الباب ومنبج»، بحسب الحلبي.
ومن جهته، قال الناشط عادل الحموي إن مظاهرات خرجت في حماه، واجهتها قوات الأمن خاصة في حي القصور بإطلاق نار كثيف أوقع جرحى. وفي محافظة حماه، خرجت مظاهرات حاشدة في بلدتي مورك وكفرزيتا، طالبت بإسقاط النظام ومحاكمة الرئيس السوري، فيما أطلقت قوات الأمن النار لتفريق مظاهرة في حي الأربعين في مدينة حماه. وفي محافظة إدلب «خرجت مظاهرات حاشدة من عدة مساجد في مدينة معرة النعمان تطالب بمحاكمة رموز النظام ووقف شلالات الدماء»، كما خرجت مظاهرات في بلدات عدة في ريف إدلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي محافظة الحسكة، خرجت مظاهرات حاشدة في القامشلي ردد المشاركون فيها هتافات «ازادي» (حرية باللغة الكردية)، و«آخر أيامك بشار»، ورفعوا الأعلام الكردية وأعلام سوريا بعد الاستقلال وقبل حزب البعث، بحسب ما أظهرت مقاطع بثها ناشطون. وخرجت مظاهرات في مدن راس العين والمالكية والدرباسية وعامودا «رفعت فيها الأعلام الكردية وعلم الاستقلال وشعارات طالبت بإسقاط النظام». كما واجهت قوات الأمن متظاهرين في حي الجورة بدير الزور، مما أسفر عن إصابات متفاوتة الخطورة وفق ما قال أوس العربي الناطق باسم مجلس ثوار دير الزور.
وتظاهر آلاف السوريين أيضا داخل حمص المدينة، وكذلك في مناطق بريفها بينها الحولة. كما تحدث ناشطون عن حركة نزوح واسعة للسكان من إدلب بسبب القصف الذي تتعرض له بلدات بينها سرمين وكفرنبل. وتحدث ناشطون آخرون عن اقتحام الجيش السوري لبلدة إحسم بإدلب، وقيامه بحرق ثلاثين منزلا، فيما تصاعدت حدة الاشتباكات بين الجيش السوري والمنشقين في مناطق بإدلب بينها كفر نبل، وفي منغ بريف حلب. وقال ناشطون إن اشتباكات عنيفة بين الجيش ومنشقين اندلعت يوم أمس في كفر شمس بدرعا.
وفي وقت سابق، أفيد بمقتل أربعة جنود نظاميين حين هاجم منشقون عربة عسكرية قرب بلدة صيدا في درعا، وسجلت اشتباكات منفصلة في ريف المدينة. وتحدث ناشطون عن اشتباكات أخرى بين الجيشين النظامي والحر في حيي القابون وجوبر في دمشق، وفي معضمية الشام وعربين ومسرابا بريفها.
كما أفادت لجان التنسيق المحلية بوقوع قصف عنيف على بلدة عزاز في ريف حلب، كما سُجل إطلاق نار على طريق مطار حلب الدولي. أما في حرستا بريف دمشق فسجل إطلاق نار كثيف في حيي الثغرة والبستان، كما أطلقت النار على المتظاهرين، وطوقت قوات النظام مساجد البلدة، وترافق ذلك مع انتشار أمني مكثف. وفي درعا، سُمع إطلاق نار كثيف من جسر الضاحية والمنشية على المنازل، ترافق مع استنفار أمني في الثكنات العسكرية. وكانت مظاهرات جمعة «قادمون يا دمشق» انطلقت منذ مساء الخميس ومن العاصمة نفسها، فأفيد بوجود مظاهرات ليلية خرجت في أحياء الميدان، وركن الدين برزة، وجوبر في دمشق «نصرة للمدن المحاصرة وتحية للجيش السوري الحر»، كما خرجت مظاهرات في عدد من مناطق ريف دمشق، وذلك دعما لدعوة التظاهر في يوم جمعة «يا دمشق قادمون».
وأظهرت مقاطع بُثَّت على الإنترنت أن المتظاهرين في حي جوبر رفعوا «أعلام الثورة» ورقصوا على إيقاع الطبول والأغاني المعارضة للنظام، ورددوا هتافات تدعو «الواقفين على الرصيف» إلى الانضمام للمظاهرات. كما أظهرت المقاطع في حي ركن الدين أن المتظاهرين رفعوا لافتة كتب عليها «اقصفونا بدلا من حمص وحماه ودرعا»، مرددين هتافات للمدن المحاصرة و«الجيش الحر الله يحميك» و«سكابا يا دموع العين سكابا على شهداء سوريا وشبابها»، فيما انتظم المتظاهرون في حي برزة في صفوف، وتمايلوا على وقع أغان وهتافات معارضة للنظام.
وفي ريف دمشق، أظهر مقطع بثه ناشطون على الإنترنت مظاهرة حاشدة في مدينة دوما، ردد المشاركون فيها هتافات «الله معنا يا ثوار» و«بدك تسقط يا بشار»، ورقصوا على إيقاع الطبول ورفعوا لافتات تطالب بالتدخل العسكري الفوري.
ويحرص المتظاهرون في سوريا منذ خروج أول مظاهرة في البلاد قبل عام على مجابهة مأساوية ما يجري في سوريا من أحداث عنف وجرائم إنسانية بشعة بروح السخرية، مهما كانت النكتة سوداء، وهذا الأسبوع كانت رسائل الإيميل المنسوبة للرئيس بشار الأسد مادة دسمة لكتابة لافتات تهزأ من الأسد وتنعته بـ«البطة» صفة الدلع التي أطلقتها عليه زوجته في إحدى الرسائل، وكثرت اللافتات الموجهة للرئيس بالقول «بطة يا بطة ضبي الشنطة» و«يا بطة كاكي كاكي الشعب ما بدو ياكي» و«اجمع عشرين شبيحا واحصل على بطة مجانا» و«ياللا ارحل يا بطوطة» و«ارحل يا بشار البطة». وفي درعا أضافوا للشعار القديم «أسد على سوريا ولبنان وأرنب في الجولان» جملة جديدة «وبطة بالإيميل». وأطرف لافتة كانت في حماه وتقول «نحن بحاجة لرئيس يحكمنا وليس إلى……» وعلق بنهاية اللافتة دمية بطة. وفي خضم كل ذلك تذكر المتظاهرون الأمهات في عيدهن يوم 21 مارس (آذار)، وكرس ليكون عيد أم الشهيد، تحت شعار «أم الشهيد نحن أبناؤك»، واعتذروا من أمهاتهم «عذرا أمي.. فهذا العام سأقدم دمي هدية لأمهات الشهداء».
«هيومن رايتس ووتش»: النظام ينتهج سياسة منظمة في ارتكاب الانتهاكات
عضو تنسيقية القصير: النظام يدمر التاريخ عبر قصفه المواقع الأثرية.. والتقرير تجاهل قنص الأطفال
بيروت: نذير رضا
أكدت مصادر ميدانية في بلدة القصير الحدودية، أن المعلومات التي كشف عنها تقرير منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس، عن «انتهاكات خطيرة» ترتكبها القوات الحكومية في المنطقة المحاذية للحدود الشمالية اللبنانية، «صحيحة»، مشيرة إلى أن ما كشفه التقرير «ليس إلا جزءا يسيرا مما تقوم به القوات السورية خلال حملاتها العسكرية المتكررة على المنطقة».
وأوضحت المصادر، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «عمليات القنص والقصف، اشتدت في الآونة الأخيرة، بعد انتهاء معركة بابا عمرو، فضلا عن الاعتقالات الواسعة بحق المعارضين الناشطين»، مرجحة أن يكون «قرار الحسم اتخذ بحق المنطقة، على غرار ما جرى في بابا عمرو وإدلب، حتى لو كان على حساب الأطفال والشيوخ والنساء».
وقال عضو تنسيقية القصير، أبو علي، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن الانتهاكات «طالت المواقع الأثرية حين بدأ يشعر النظام أنه آيل للسقوط، في مخطط لتدمير الحضارة السورية انتقاما من أبناء سوريا وبلدهم»، لافتا إلى أن القوات النظامية «قصفت جسر العاصي الأثري في القصير، وقلعة المضيق في حماه، وسوق حمص القديم، علما بأنه لا يوجد مسلحون في هذه المواقع، ولا يسكنها معارضون ولا موالون».
وأضاف: «ما لم يذكره التقرير أن الألغام التي يواصل الجيش النظامي زراعتها على الحدود، تستهدف الأطفال العزل والنساء والشيوخ الهاربين من العمليات العسكرية»، مشيرا إلى أن «نحو 70 في المائة من القصير باتت خالية من السكان، حيث نزح أبناء هذه المنطقة هربا من القصف العشوائي وعمليات الدهم المستمرة». وقال: «تشهد المنطقة حملة تهجير جماعية، ويعيش السكان مأساة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لناحية افتقادهم للحاجيات الأساسية، وانتشار حالة الرعب، وقطع الاتصالات المتواصل، وفقدان المنطقة لأبسط مقومات الحياة».
وعلى الرغم من أن المنطقة عاشت أمس هدوءا حذرا، فإنها، خلال اليومين الماضيين، «شهدت أكثر الأيام رعبا وعنفا منذ انطلاق الثورة السورية». وقال أبو علي: «تعرضت المنطقة لقصف عشوائي بكل أنواع الأسلحة الثقيلة، واستهدف القناصة رؤوس المارة مباشرة من رجال وشباب وشيوخ وأطفال»، كاشفا أن «ما لم يتضمنه التقرير، هو استهداف القناصة للأطفال أيضا، وأصيبت الطفلة غفران (8 سنوات) بطلقة قناصة في قدمها، فضلا عن إصابة الطفلتين نور الهدى وقطر الندى بقذيفة مدفعية».
ونشرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» تقريرا على موقعها الإلكتروني أمس، قالت فيه «إن قوات الأمن السورية ترتكب انتهاكات خطيرة في حملتها العسكرية على بلدة القصير». وتحدث شهود في التقرير عن «قصف مكثف استهدف مناطق سكنية، وعن قناصة يطلقون النار على المواطنين في الشوارع، وهجمات استهدفت السكان الفارين». وأشار التقرير إلى أن المدينة تعيش «وضعا إنسانيا كارثيا شمل نقصا في الغذاء والمياه، وانقطاع الاتصالات، وغيابا شبه تام للمساعدات الطبية».
وتحدث في التقرير 18 شاهدا من القصير، منهم صحافي فرنسي أقام في المدينة من 8 إلى 15 مارس (آذار)، عن قصف عشوائي نفذته قوات الأمن، وهجمات استهدفت السكان الفارين، وقناصة أطلقوا النار على المواطنين. وأبرزت روايات الشهود، بحسب التقرير، «تطابقا بين ما يحدث في القصير والتكتيكات التي استخدمتها القوات الحكومية في إدلب وحمص، والتي قامت (هيومن رايتس ووتش) بتوثيقها، وهو ما يدل على انتهاج سياسة منظمة في ارتكاب الانتهاكات».
وقالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، سارة ليا ويتسن: «بعد أن فرضت قوات الأسد حصارا دمويا على حمص، تعيد استخدام نفس الأساليب الوحشية في القصير. وبعد رؤية الدمار الذي لحق بحمص، يتعين على الحكومة الروسية التوقف عن بيع الأسلحة للحكومة السورية، وتفادي المزيد من التورط في انتهاكات حقوق الإنسان».
ونقل تقرير المنظمة عن شهود في القصير قولهم «إن الهجمات التي تنفذها قوات الأمن السورية، بما في ذلك الاعتداء على المتظاهرين، وتدمير ممتلكات المواطنين، وشن غارات على المنازل، وعمليات القنص، قائمة منذ عدة أشهر، ولكن الجيش بدأ قصفه المكثف على المناطق السكانية منذ فترة تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر فقط».
وقال شهود آخرون، بعضهم أصيبوا خلال الهجمات، إن «الجيش لم ينقطع عن إطلاق عشرات القذائف من عيار 81 ملليمترا و121 ملليمترا على المدينة بشكل يومي منذ أواخر فبراير (شباط) الماضي»، مؤكدين أن «المدينة تعاني نقصا فادحا في الغذاء والماء، مع قطع جميع الاتصالات، وهناك غياب شبه تام للمساعدات الطبية، وهو ما تسبب في زيادة حالات الوفاة لأن الأطباء عاجزون عن معالجة الجرحى».
من جهته، قال مراسل قناة «فرانس 24»، ماتيو مابين، في التقرير، إن القصف «يتم بين السادسة صباحا والثانية ظهرا، ويتكرر في المساء، وكان الجيش في كل مرة يطلق بين 20 و25 قذيفة»، موضحا أن «الجيش السوري يستعمل قذائف هاون من عيار 81 ملليمترا من وحداته المتمركزة بشكل دائم وسط المدينة، ويستعمل قذائف من عيار 120 ملليمترا من وحداته المدفعية المنتشرة في جميع أنحاء المدينة».
أوروبا تقر عقوبات جديدة تشمل نساء آل الأسد
هيغ: لا يمكن منع أسماء من دخول بريطانيا.. لكنها من غير المرجح أن تأتي في ظل الظروف الحالية
بروكسل: عبد الله مصطفى لندن: «الشرق الأوسط»
وافق الاتحاد الأوروبي على عقوبات إضافية ضد دمشق، تشمل عدة أشخاص، من بينهم أسماء الأخرس، زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، إضافة إلى والدته وشقيقته وشقيقة زوجته، وذلك في توسيع جديد لدائرة العقوبات المفروضة على النظام السوري بسبب استمراره في قمع المحتجين السوريين.
واعتمد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماع لهم في بروكسل، حزمة إضافية من التدابير القسرية، وسيتم نشر تفاصيل كاملة في الجريدة الرسمية للاتحاد، اليوم (السبت)، ووقتها تصبح سارية المفعول. وهي الثالثة عشرة من نوعها منذ عام واحد، وتشمل عدة أشخاص وهيئتين مرتبطتين بشكل مباشر بالنظام ولها دور في أعمال القمع الحالية.
وقال مسؤولون في الاتحاد الأوروبي إن وزراء الخارجية المجتمعين في بروكسل جمدوا أيضا أصول سوريين آخرين وفرضوا عليهم حظرا للسفر إلى أوروبا، كما حظروا على الشركات الأوروبية الدخول في مشاريع أعمال مع شركتي نفط سوريتين.
وتأتي القرارات التي تدخل حيز التنفيذ غدا السبت بعد 12 جولة عقوبات سابقة تهدف إلى عزل الأسد وشملت حظرا للأسلحة وحظر استيراد الاتحاد الأوروبي للنفط السوري.
وقال وزير الخارجية الهولندي أوري روسنتال على هامش اجتماع وزراء الاتحاد الأوروبي في بروكسل «بهذه القائمة الجديدة نضرب قلب عشيرة الأسد ونبعث برسالة عالية وواضحة للسيد الأسد بأنه يجب أن يتنحى».
وقالت مصادر مقربة من الاجتماعات إنه، وكمحاولة لتكثيف الضغوط على سوريا، وافق الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على الدائرة المحيطة بالأسد، منهم زوجته أسماء، وشقيقتها، فضلا عن والدة الأسد وشقيقته وعدد من الوزراء.
وقال دبلوماسي بالاتحاد الأوروبي، أمس، إن أسماء الأسد، وهي بريطانية المولد، ستمنع من دخول جميع الدول الأعضاء في الاتحاد، دون بريطانيا، موضحا أن قرار الحظر سيجبر جميع الدول الأعضاء بالاتحاد على رفض دخول أسماء الأسد إلى أراضيها، حتى بجواز سفرها البريطاني.
لكن وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، قال، أمس، عقب صدور القرار، إنه «لا يمكن منع زوجة الرئيس السوري بشار الأسد من السفر إلى بريطانيا، لكن من غير المرجح أن تقوم بهذه الرحلة في ظل الظروف الحالية».
وقال هيغ: «بالطبع للمواطنين البريطانيين حق دخول المملكة المتحدة.. لكن باعتبار أننا نفرض تجميدا للأرصدة الخاصة بهؤلاء الأشخاص جميعا وحظرا على سفر أفراد آخرين من عائلة الأسد، فإننا لا نتوقع أن تحاول السيدة الأسد أن تسافر إلى المملكة المتحدة في الوقت الراهن».
وأعلن الاتحاد الأوروبي، في شأن ذي صلة، تأييده مجددا لجهود مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي أنان، لبلورة تسوية سلمية للأزمة السورية، وقالت كاثرين أشتون، منسقة السياسة الخارجية الأوروبية على هامش الاجتماعات: «إننا نشعر بقلق بالغ بشأن ما يحدث في سوريا وتصاعد العنف هناك، ونحن بحاجة إلى وسيلة لوقف العنف أولا، وقبل كل شيء، والآن كوفي أنان يتحرك كمبعوث عن الأمم المتحدة والجامعة العربية.
وأضافت أشتون: «سبق أن قلنا إن العملية السياسية يجب أن تبدأ، ونحن نتحدث مع جماعات المعارضة المختلفة سواء في داخل سوريا أو خارجها، وما زال لدينا بعثة الاتحاد الأوروبي في دمشق، وكل ذلك بهدف محاولة التحرك للاستعداد لمرحلة تنحي الأسد عن مسؤولياته حتى يتحرك الشعب السوري إلى الأمام. ونحن بين الحين والآخر نقر عقوبات جديدة لأنها تحقق أكثر من هدف، فهي تستهدف الأفراد والكيانات التي تساعد النظام، وثانيا توصيل رسالة سياسية قوية حول تحرك المجتمع الدولي عندما يشعر بخطورة ما يحدث.. وبالفعل الأيام أثبتت أن العقوبات أداة فعالة، وإلى جانب ذلك هناك جهود فعالة من المجتمع الدولي من خلال كوفي أنان ومؤتمر أصدقاء سوريا».
وأشارت أشتون إلى أنها أجرت اتصالا هاتفيا بأنان، أول من أمس، لتجديد الدعم له ولمهمته، التي وصفتها بالصعبة للغاية، و«لكن الرجل له مكانة كبيرة ويسعى إلى تحريك الأمور إلى الأمام، ويركز في المقام الأول على وقف العنف، كما أننا نتباحث مع تركيا التي تستضيف مؤتمر أصدقاء سوريا، الأسبوع المقبل». وقال وزير الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيله، عند وصوله إلى مقر الاجتماعات: «سنتخذ قرارا بشأن العقوبات الجديدة.. ليس فقط على نظام الأسد بل أيضا على المحيطين به».
وأضاف أن بيان الأمم المتحدة إسهام مهم في حل الأزمة في سوريا. ومضى يقول: «لا يمكن للأسد أن يعتمد على اليد الروسية الحامية في العنف المرتكب ضد شعبه، ويمكن أن يؤدي هذا إلى تسارع عملية تآكل النظام».
وحسب الكثير من المراقبين الأوروبيين، فرض الاتحاد الأوروبي أمس، عقوبات جديدة على النظام السوري، وتشمل زوجة الرئيس، أسماء الأسد، وثلاثة من أفراد عائلته، في آخر حزمة عقوبات يفرضها التكتل الأوروبي للضغط على النظام السوري لإنهاء حملة قمع تدخل عامها الثاني. وقال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي إن العقوبات تشمل فرض حظر سفر وتجميد أرصدة، على زوجة الأسد، البريطانية الجنسية، وعدد آخر من أفراد أسرته من بينهم والدته. وكان الاتحاد الأوروبي قد أقر، نهاية الشهر الماضي، عقوبات ضد النظام السوري، وسط دعوات دولية لتصعيد الضغوط عليه مع استمرار حملته العسكرية لسحق احتجاجات شعبية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف شخص، وفق تقديرات دولية.
وشملت العقوبات تجميد أرصدة وزراء في نظام الأسد، وحظر دخولهم دول الاتحاد الأوروبي، وشمل كذلك حظر رحلات الشحن الجوي للناقل الوطني السوري، دون تبني خيار الحظر الجوي التام الذي يمنع السفر من سوريا.
كما عمل الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات اقتصادية أشد قسوة ضد دمشق، بما فيها حظر استيراد منتجات النفط، ووقف التعامل بشكل مؤقت مع البنك المركزي السوري. وبالإضافة إلى فرض العقوبات، بحث الوزراء الأوروبيون أحدث مستجدات الأوضاع في سوريا وإمكانية تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب، وكذا الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إيجاد حل للنزاع عن طريق التفاوض. وتم التطرق إلى مناقشة وجود سفراء الدول الأوروبية في دمشق، خاصة بعد أن قررت ست دول، هي إسبانيا وألمانيا وهولندا وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا، إغلاق سفاراتها في دمشق، فيما لا تزال سفارات دول أوروبية أخرى مفتوحة. وكشفت مصادر أوروبية أن دولا أخرى أعضاء في الاتحاد قد تقرر هي الأخرى إغلاق سفاراتها في سوريا خلال الأيام المقبلة.
وقال الاتحاد الأوروبي، إنه ردا على استمرار تدهور الوضع الإنساني على حدود سوريا، قرر تخصيص مبالغ إضافية لتمويل المساعدات الضرورية لإنقاذ المصابين بجروح، الذين اضطروا إلى الفرار من العنف الذي تشهده البلاد وستخصص المساعدات الجديدة لعشرات الآلاف من السوريين الذين فروا إلى الحدود للحماية في لبنان وتركيا والأردن والعراق وأيضا للذين ظلوا باقين في سوريا، ولكن هناك صعوبة في وصول المساعدات إليهم.
ورفعت المفوضية الأوروبية المخصصات المالية بهذا الصدد إلى 10 ملايين يورو، وقالت مفوضة الشؤون الإنسانية، كريستالينا جورجيفا، في بيان، إن الاتحاد الأوروبي دعا مرارا وتكرار من أجل ضمان وصول العاملين في مجال المساعدات الإنسانية، وخاصة أن الوضع الإنساني داخل سوريا أصبح أكثر درامية بعد عام من انطلاق المظاهرات، حيث تصاعد العنف وزادت معاناة المدنيين وتوفي عدد كبير منهم، وهناك عائلات كثيرة تجبر على الفرار من ديارهم وجزء كبير من السكان يعاني من نقص الغذاء والرعاية والوقود والخدمات الطبية.
ومن جانبها، رحبت الولايات المتحدة، أمس، بالعقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على شخصيات مقربة من الرئيس السوري بشار الأسد بينها زوجته ووالدته، ورأت فيها «خطوة جيدة» تضاف إلى الجهود الدولية الرامية إلى التعجيل بسقوط نظامه.
أنيسة مخلوف.. المرأة التي أدارت عملية التوريث في سوريا
أصيبت باكتئاب بعد مصرع باسل.. وأخفقت في إقناع زوجها بماهر بدلا من بشار
بيروت: يوسف دياب
تتعدد الروايات حول دور أنيسة مخلوف، زوجة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ووالدة الرئيس بشار الأسد، في إدارة السلطة في سوريا ودورها في القرارات السياسية، لكن العارفين بخفايا وأسرار عائلة الأسد، يعتبرون أن «السيّدة مخلوف هي الأكثر تأثيرا في كل شيء، إلا أنها أخفقت في إقناع زوجها حافظ، بتوريث السلطة إلى نجلهما ماهر بدلا من بشار، وترى أن ما وصلت إليه سوريا ومعها كل عائلة الأسد، هو ثمرة تسليم بشار زمام الحكم».
ولدت أنيسة مخلوف في بلدة بستان الباشا العلوية القريبة من بلدة القرداحة مسقط رأس الرئيس حافظ الأسد، وتربّت في كنف عائلة غنية وترعرعت في منزل عمّها بسبب وفاة والدها وهي طفلة، لكنها كانت تتمتع بجمال لافت، وبعدما تخرّج الأسد الأب كضابط من المدرسة الحربية راح يتردد إلى منزل صديق له من آل الكنش في بستان الباشا، وهناك تعرف على أنيسة وأعجب بها، وعندما تقدّم لطلب يدها رفض عمّها هذا الزواج لأن العريس ابن عائلة فقيرة، لكن الأسد لجأ إلى أحد المشايخ العلويين من آل غزال الذي تدخّل وأقنع آل مخلوف بتزويجه منها.
ويصف العارفون بسيرة حياة أنيسة مخلوف أنها «امرأة شديدة الذكاء، إذ إنه بعد زواجه منها كان الأسد يشاورها في كثير من الأمور، وفي أيام الوحدة مع مصر انتدب إلى القاهرة وكانت معه، لكنه بعد عودتهما من القاهرة حاول الأسد الانقضاض على السلطة عام 1962، أجهضت المحاولة وجرى زجّ الأسد في سجن المزّة، وهنا غضبت عائلة مخلوف وطلبت من ابنتها أنيسة الانفصال عنه، لكنها رفضت لأنها رزقت منه بطفلة هي بشرى، وعاد مشايخ الطائفة العلوية ليضغطوا على آل مخلوف، وبعد خروج الأسد من السجن نفّذ انقلابه المشهور، وهنا بدأ دور أنيسة الفعلي في حياة حافظ الأسد وتثبيته في السلطة، فكانت تجتمع بزوجات أصدقائه الضباط لا سيما زوجات محمد عمران وصلاح شديد ويوسف الزعيم ورجال الطبقة السياسية، وكانت تقدّم لزوجها تقييما عن شخصيات هؤلاء السيدات وأزواجهن».
ظلّت السيدة الأسد تشارك زوجها الحكم في الظلّ من خلال الاستشارات التي تقدمها إليه والآراء، وكانت تنصحه بأن لا يسرف في قتل أبناء شعبه خصوصا خلال فترة مجازر حماه كي لا يزرع الحقد في نفوس السوريين عليه وعلى عائلته، كما يقول العارفون بخفايا الحكم في سوريا. وعندما كبر الأبناء وعلمت بإصابة زوجها بمرض السرطان، بدأت تولي نجلها باسل الاهتمام الأكبر لتأهيله لتسلّم دفة الحكم إذا ما حصل أي مكروه لوالده، وراحت ترسله إلى فروع المخابرات والاجتماع بالضباط، وطلبت من اللواء محمد ناصيف وبهجت سليمان وغازي كنعان وعبد الحليم خدام تأهيله سياسيا، لكن بعد مقتل باسل أصيبت عائلة الأسد بضربة في الصميم، وعاشت أنيسة حالة من الاكتئاب وكانت تمضي معظم أوقاتها يوميا جاثمة أمام صورة ضخمة لباسل في القصر الجمهوري تبكيه، وعاشت حالة اضطراب داخلي، خصوصا أن أحدا من أبنائها الباقين لم يكن مؤهلا لتولي السلطة، وحالة زوجها الصحية في تراجع دائم.
ويلفت العارفون أيضا إلى أنه «عندما اجتازت مصيبة مقتل باسل بصعوبة، أشارت أنيسة على زوجها بتأهيل ماهر لوراثته لأنه الأكفأ لها، سيما وأن بشّار كان يتخصص بطب جراحة العيون في لندن ولا يتمتع بشخصية السياسي البارع، ولأنه سريع الانتقال من الهدوء إلى حالة الغضب، لكن حافظ فضّل بشّار لأنه الأكبر وطلب منه العودة إلى سوريا سريعا، وقد ناصره في هذا الرأي ابنته بشرى، لأن علاقتها بماهر ليست على ما يرام، فهو نسخة طبق الأصل عن شقيقه باسل الذي كان يكن العداء لزوجها آصف شوكت، وكان ينظر إليه على أنه واحد من (بدو) طرطوس ومن أصول سنيّة، بينما لم يكن ماهر مكترثا للأمر لانشغاله بالمال والملذات وتفضيله أن يكون بشار في الواجهة بينما يكون هو الحاكم الفعلي على الأرض».
ويتابعون: «وبعد أخذ وردّ طلبت أنيسة من زوجها أن يؤهل الاثنين معا (بشار وماهر) ويترك للشعب السوري أن يختار أحدهما، لكن رأي حافظ وبشرى كان الغالب، ومنذ ذلك الوقت بدأ بشار يظهر إلى العلن وتكفّل محمد ناصيف وبهجت سليمان ومصطفى التاجر وعبد الحليم خدام بتأهيله سياسيا، وأرسله والده بجولة تعارفيه على كل دول الخليج العربي وفرنسا، لكن خلال زيارته الكويت ارتكب بشار خطأ، تمثل بدعوته (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين للإفراج عن المعتقلين الكويتيين، فوبخه والده على هذا التصريح، لأنه تعرض إلى قضية شائكة ومعقدة خصوصا وأن زيارته كانت للتعارف فقط».
وهنا يؤكد العميد المنشق عن جهاز المخابرات الجوية، حسام العواك لـ«الشرق الأوسط»، أنه «على أثر وفاة الرئيس حافظ الأسد وقبل إعلان الخبر، جمعت أنيسة أفراد العائلة وانضم آصف شوكت لأول مرة لاجتماع خاص بالعائلة، وتوجهت إليه راجية إياه أن يدعم بشار وأن يكونوا يدا واحدة، ثمّ استدعت إلى الاجتماع كلا من مصطفى طلاس وبهجت سليمان وغازي كنعان وعبد الحليم خدام، ثمّ طلبت استنفار كافة الوحدات العسكرية والأمنية وتسيير دوريات للأمن في شوارع دمشق وإعلان حالة طوارئ ثمّ عممت نبأ رحيل الرئيس الأسد، وفورا عمل هذا الفريق على نقل السلطة إلى بشار وكان هذا الفريق سعيدا جدا ببشار لأنه يعلم أن الأخير غير قادر على إدارة الحكم من دون الرجوع إليهم في كل أمر». ويضيف العواك: «ظلّ القلق ينتاب الأم إلى أن ثبتت دعائم حكم ولدها، لكن ما كان يقلقها تمدد سلطة شخصية سنية لبنانية هي (رئيس حكومة لبنان الأسبق) رفيق الحريري، بالنظر لعلاقاته العربية والدولية الواسعة وتأثير هذا النفوذ على دور عائلة الأسد سلبا، وكانت تتوجس من علاقته بعبد الحليم خدام خشية من أن يتحوّل خدام بدعم من الحريري إلى مشروع قائد لسوريا في المستقبل، وطرحت فكرة وضع حدّ لهذه العلاقة والحدّ من تمدد نفوذ الحريري بأي طريقة».
ويلفت ضابط المخابرات المنشق إلى أن «السيدة الأسد لم تكن ترغب بخروج الجيش السوري من لبنان أيا كان الثمن، وعلى أثر اتخاذه القرار بإجلاء القوات السورية من لبنان توجهت إلى بشار قائلة له: أنت خالفت قول والدك بأن سوريا ولبنان لبيت الأسد لولد الولد، ومتفقين مع دول العالم على أنه لا أحد يخرج آل الأسد من لبنان، فماذا تفعل أنت؟ وقد شكّل الانسحاب صدمة قوية لها».
أما بعد إنطلاق الثورة السورية، فيشير العواك إلى أن «أنيسة مخلوف وابنتها بشرى، شريكتان مع العائلة بقرار المضي بالحل الأمني، وتعتبر الأم أن الحل السياسي لن ينهي الأزمة، لأن الشعب كلما أعطيته شيئا سيطلب المزيد».
زوجة الرئيس التي اعتقد الغرب أنها تتبنى قيمه
بيروت: صهيب أيوب
طرحت مسألة العقوبات الدولية المفروضة على عائلة الأسد الضوء مجددا على زوجة الرئيس السوري، بشار الأسد، أسماء الأسد، التي لم تكن معروفة قبل زواجها منه، ولم يكن اسمها متداولا في الإعلام وفي الوسط العائلي السوري.
وزوجة الرئيس السوري ولدت في لندن، وكانت تعمل في بنك استثماري، وبدت في يوم من الأيام كامرأة تتبنى القيم الغربية.
وبرزت صورة أسماء الأسد لاحقا في الإعلام، من خلال أناقتها، حيث أكدت سيدة دمشقية على معرفة بها تعيش في لندن لـ«الشرق الأوسط» أن «أسماء كانت تستقطب كبار مصممي الأزياء والأحذية من إيطاليا وفرنسا إلى قصرها.
العقوبات الدولية أجبرت أسماء الأسد على التسوق عن طريق الإنترنت باسم مستعار، والاستعانة بأصدقاء لتسلم مجوهرات أوصت عليها من باريس، ولكي تتسلم قطعا من الأثاث أوصت عليها، تعين عليها أن تبحث عن شركة شحن ودية في دبي. وكشف بريد إلكتروني خاص بها العروض التسويقية التي تتسلمها وعن مشاريعها الترفيهية مع الأصدقاء لقضاء إجازات في الخارج، على الرغم من اندلاع الثورة السورية وقتل الناس في الشوارع.
وزوجة الأسد التي ترعرعت في جو طبقة وسطي في بريطانيا، وكانت تدرس في إحدى مدارس لندن، وكان أصدقاؤها يدللونها باسم «إيما». حصلت على شهادة البكالوريوس في علوم الكومبيوتر من «كينغز كوليدج» التابعة لجامعة لندن في عام 1996، وقامت بالتدرب على العمل المصرفي في نيويورك، حيث بدأت مع «دويتشه بانك»، ثم انتقلت إلى مصرف «جي بي مورغان».
وأشارت السيدة إلى أن «علاقة أسماء بعائلة زوجها ليست جيدة تماما، لا سيما أن أخته بشرى تحمل ضغينة واضحة لها، أما الأم أنيسة فبدت دوما على الحياد من إعطاء رأي بها، خصوصا أنها سرقت منها لقب السيدة الأولى».
وكانت أسماء الأسد تعمل في أحد البنوك الاستثمارية في لندن، قبل أن تتزوج من بشار في سن الخامسة والعشرين، حيث بدا دورها في الحفاظ على علاقات النظام الذي يزداد عزلة مع العالم الخارجي وترويج صورتها.
بشرى الأسد.. الابنة المدللة التي تزوجت آصف شوكت رغم أنف عائلتها
يشاع أن لها دورا في اعتقال عمها رفعت الأسد عام 1984
القاهرة: مي مجدي
شقيقة بشار الأسد، الرئيس السوري، كانت تجمعها علاقة خاصة بوالدها الرئيس الراحل حافظ الأسد حتى أطلق عليها الابنة المدللة، نظرا لأنها البنت الوحيدة له، ويقال: إنها هي التي أقنعت والدها بأن يعتقل عمها رفعت الأسد، بعد محاولته القيام بانقلاب ضد نظام الحكم عام 1984.
تبلغ من العمر (52 عاما) حيث ولدت في أكتوبر (تشرين الأول) 1960. وهي تكبر بشار الأسد بخمس سنوات، وتخرجت في كلية الصيدلة جامعة دمشق عام 1982، ولعبت دورا هاما في تطور الصناعات الدوائية في سوريا.
بشرى الأسد متزوجة من آصف شوكت رئيس المخابرات العسكرية السورية نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة السورية، وقصة زواجها من شوكت طويلة ومعقدة ومليئة بالعقبات، لعدة أسباب من بينها فارق السن، فشوكت من مواليد 1950 أي هناك فرق عقد من الزمن، بالإضافة أن عندما التقى شوكت وبشرى في منتصف الثمانينات كان شوكت متزوجا من أخرى ولديه أطفال وهو ما عارضه بشدة باسل الأسد شقيق بشرى الأكبر الراحل، حيث حاول بشتى الطرق أن يقف حائلا أمام استمرار هذه العلاقة، فقام باعتقاله 4 مرات لمجرد منعه من أن يقترب من شقيقته، وكان يعتبر أن هذه العلاقة ليس وراءها أي غرض سوى الطمع في السلطة والشهرة.
لكن العلاقة كللت بالزواج عام 1995. فبعد أن توفي باسل في حادث سير في دمشق عام 1994. هربت بشرى إلى حي المزة بدمشق لتتزوج من شوكت سرا.
وعندما أخذت الإشاعات تنتشر وتتسرب بخصوص خبر زواج ابنة الرئيس السوري، اضطر حافظ الأسد إلى أن يوافق على هذا الزواج وتمت المصالحة حتى تحسنت العلاقات رويدا بين زوج بشرى وعائلة الأسد، الذي أصبح من أقرب أصدقاء بشار الأسد، الذي عينه بعد توليه الرئاسة بخمس سنوات في فبراير (شباط) 2005 مديرا للاستخبارات العسكرية، وفي عام 2009 تقلد منصب نائب رئيس الأركان.
وهناك أقاويل عن بعض التوترات والخلافات بين بشرى الأسد وأسماء الأسد زوجة بشار، تتعلق بالدور الذي تلعبه أسماء في المجال العام.
الكرملين يؤكد أن وضع الأسد صعب ولا يعرف مدى قدرته على البقاء
الخلافات الرئيسية بين موسكو وواشنطن حول سوريا وليست حول الدرع الصاروخية * أنان يلتقي ميدفيديف ولافروف غدا في موسكو لبحث الأزمة السورية
موسكو: سامي عمارة
أكدت مصادر الكرملين أن موسكو لا تدافع عن الرئيس السوري، بشار الأسد، وأشارت إلى صعوبة موقفه، وإلى أنها لا تعرف مدى قدرته على البقاء طويلا, مؤكدة أنه لا أحد يتوقع صموده في السلطة لعقود. وأشارت المصادر التي لم تكشف عن اسمها إلى أن روسيا ستظل عند إصرارها على ضرورة وقف العنف، وهو ما أكده الرئيس ورئيس الحكومة ووزير الخارجية في أكثر من مناسبة، على حد قول هذه المصادر.
وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا كشفت فيه عن اللقاء المرتقب غدا مع كوفي أنان، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية، الذي يصل إلى موسكو بدعوة من الجانب الروسي. وقالت إن الرئيس ديمتري ميدفيديف، ووزير خارجيته، سيرغي لافروف، سيلتقيان معه لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا والسبل المناسبة لإيجاد التسوية السياسية اللازمة للخروج من الأزمة الراهنة هناك.
ومن جهته، اعترف مايكل ماكفول، السفير الأميركي في موسكو، بأن الخلافات الجوهرية بين موسكو وواشنطن، التي يصعب تجاوزها في الوقت الراهن، تتركز في الموقف من الأحداث في سوريا، وليس بسبب الاختلاف في الرؤى تجاه الدرع الصاروخية. وقال ماكفول في تصريحاته لإذاعة «صوت أميركا» إن خلافات جوهرية لا تزال قائمة تجاه الموقف الذي يجب أن ينتهجه المجتمع الدولي تجاه المأساة في سوريا، وإن أعرب عن تفاؤله تجاه ما تحقق من تقدم من خلال التوصل إلى البيان المشترك الصادر عن مجلس الأمن حول سوريا، على صعيد المحاولات الرامية إلى احتواء الانفجار المحتمل هناك.
وعلى الرغم من أن البيان لا يحمل صفة الإلزام والالتزام، قال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي لـ«الشرق الأوسط»، إن موسكو كانت على استعداد للاتفاق حول إصدار قرار من مجلس الأمن بدلا من هذا البيان، مشيرا إلى أن سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، أعرب صراحة عن استعداد روسيا للموافقة على إصدار مثل هذا القرار في مؤتمره الصحافي المشترك الذي عقده مع نظيره اللبناني في موسكو منذ أيام.
وكان لافروف ربط موقف موسكو تجاه إصدار مثل هذا القرار عن مجلس الأمن بضرورة أن يعلن كوفي أنان، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية، عن جوهر مقترحاته التي قدمها إلى الرئيس السوري، بشار الأسد، وخلوه من أي إشارة إلى استخدام القوة والتدخل العسكري. وقد أشار المراقبون في موسكو إلى أن موافقة روسيا على هذا البيان تعتبر «ضربة دبلوماسية» ضد الرئيس السوري، وإنذارا غير مباشر باحتمالات اتخاذ خطوات أخرى أكثر فعالية ضده في حال عدم التزامه بما جاء في هذا البيان الرئاسي، الصادر عن مجلس الأمن.
وكشف السفير الأميركي عن أن اللقاء المرتقب بين الرئيسين باراك أوباما وفلاديمير بوتين سيجري في نهاية مايو (أيار) المقبل، على هامش قمة الثماني الكبار في كامب ديفيد، أي بعد مراسم تنصيب الرئيس الروسي في موسكو في السابع من نفس الشهر.
وفيما يتعلق بالأوضاع المتعلقة بملف البرنامج النووي الإيراني، قال السفير الأميركي في تصريحاته لوكالة أنباء «إنترفاكس»، إن البلدين يستطيعان القيام سوية بما يمكن معه نزع فتيل الانفجار المحتمل بهذا الشأن، مشيرا إلى تقارب المواقف تجاه السبل المقترحة لتجاوز الأزمة، ومنها العمل من خلال السداسية الدولية، فيما أعاد إلى الأذهان ما سبق واتفقت عليه موسكو وواشنطن في إطار قرار مجلس الأمن رقم 1929، الذي أقر فرض العقوبات ضدها.
وعاد السفير الأميركي إلى الإعراب عن دهشته إزاء تصاعد الهجوم ضده من جانب الدوائر السياسية الروسية، وهو الهجوم الذي تعزوه موسكو إلى ما تصفه بالتدخل في الشؤون الداخلية واللقاءات مع ممثلي المعارضة في مقر السفارة الأميركية، إلى جانب الاتهامات الموجهة إلى وزارة الخارجية الأميركية بتمويل مؤسسات ورموز المجتمع المدني في روسيا.
الزياني: تصريحات لافروف غير موفقة ولا تنسجم مع روح الاتفاق معها
قال إن جوهر الأحداث الأليمة في سوريا هو إرادة وطنية لإقامة نظام سياسي ديمقراطي بما يتنافي مع وضعها في إطار طائفي
الرياض: «الشرق الأوسط»
اعتبر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبد اللطيف الزياني، التصريحات الأخيرة لوزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، بشأن الأزمة السورية غير موفقة، كما أنها لا تنسجم وروح الاتفاق الذي جرى بين روسيا والدول العربية في اجتماع مجلسها الوزاري الأخير.
وأعرب الزياني عن استغرابه من اعتبار لافروف إغلاق دول المجلس سفاراتها في دمشق يعود لأسباب غير مفهومة، حسب قوله، في ضوء شبه إجماع عالمي على إدانة الجرائم الوحشية التي يقترفها النظام في حق الشعب السوري في كل أرجاء سوريا، علاوة على المسؤولية الأخلاقية والإنسانية لدول المجلس تجاه الانتهاكات الممنهجة لحقوق المواطنين السوريين.
وقال الزياني «إن العالم أجمع شهد أن جوهر الأحداث الأليمة في سوريا هو إرادة وطنية للشعب السوري لإقامة نظام سياسي ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان، ويكفل المساواة بين كل المواطنين السوريين بما يتنافى تماما مع وضعها في إطار طائفي وبما لا يتفق على الإطلاق مع التحذير من حكم قادم لأحد مكونات الشعب السوري على حساب مكوناته الأخرى».
وأضاف الزياني في بيان، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن دول المجلس بوصفها أعضاء في جامعة الدول العربية دعمت ولا تزال تدعم مهمة كوفي أنان في سوريا باعتباره مبعوثا مشتركا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. وشدد على «ضرورة الوقف الكامل والفوري من قبل النظام السوري للاستخدام الكثيف لآلة القتل ضد شعبه في سبيل الترتيب لعملية انتقال سلمي للسلطة في هذا البلد الشقيق».
السفير الروسي في بيروت: نزاهة الانتخابات في سوريا يمكن ضمانها بمراقبة دولية «جيدة»
قال لـ«الشرق الأوسط» إن كلام لافروف عن «حكم السنة» منطلقه الخوف على التعايش بين الطوائف السورية
بيروت: ثائر عباس
في أول تبرير رسمي روسي لمواقف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال السفير الروسي في بيروت، ألكسندر زاسبيكين، إن لافروف انطلق في كلامه من اهتمام بلاده بـ«الحفاظ على التعايش الأخوي بين كل القوميات والطوائف في الشرق الأوسط». وإذ كرر زاسبيكين في حوار مع «الشرق الأوسط» الانتقادات لـ«الأخطاء» التي ارتكبتها السلطات في «الردود غير المتكافئة على المظاهرات والتأخير في الإصلاحات»، رأى أنه «في الوقت نفسه فإن الإصلاحات التي تم تنفيذها هي خطوات إيجابية». وأشار إلى أن المهم الآن الانطلاق في العملية السياسية وموافقة المعارضة على الحوار من دون شروط مسبقة، معتبرا أن نزاهة الانتخابات يمكن ضمانها من خلال مراقبة دولية جيدة».. وفي ما يأتي نص الحوار..
* ما الموقف الروسي الحقيقي مما يجري في سوريا؟
– إن ثوابت الموقف الروسي من النزاع الداخلي السوري معروفة، وهي لا تتغير كل فترة الأحداث. وهذه الثوابت تتركز على ضرورة وقف العنف من جميع الأطراف، وتنظيم الحوار الوطني الشامل بين السلطة والمعارضة، والاتفاق حول كل الخطوات الإصلاحية في سوريا للوصول إلى النظام الديمقراطي في هذا البلد. نحن نسعى إلى تحقيق هذه الأهداف، ومساعدة المجتمع الدولي الإيجابية لبدء العملية السياسية في سوريا.
* هل نستطيع أن نتحدث عن «أزمة داخلية» في ظل ما تشكو منه المعارضة من وجود «عنف من طرف واحد» تمارسه السلطات عبر جيش قوي ومنظم؟ هل تجوز المقارنة بين العنفين؟
– بطبيعة الحال هناك الجيش النظامي السوري ولديه تفوق عسكري على المجموعات المسلحة. وفي الوقت نفسه عندما نتحدث عن وقف العنف، فيجب أن يكون من جميع الأطراف، لأنه في حال وقف العنف من قبل السلطات فسوف يؤدي ذلك إلى استيلاء المسلحين على المواقع، وهذا لن يؤدي إلى تهدئة الأمور.
* ما هي الضمانة للوصول إلى عملية سلمية في سوريا في ظل رفض المعارضة الشديد للحوار مع نظام تعتبره مجرما، وبسبب بطش هذا النظام؟
– يجب موافقة المعارضة على الحوار مع النظام من دون شروط مسبقة، أما دور المجتمع الدولي فنرى في البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن أمس تأييدا لمهمة المبعوث الدولي كوفي أنان الرامية إلى وقف العنف وبداية التسوية السياسية في سوريا. ونتمنى أن تبذل كل الأطراف الخارجية جهودها للتأثير على أطراف النزاع في سوريا للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
* تقصد أن هناك تأثيرا سلبيا لأطراف خارجية في الملف السوري؟
– خلال كل هذه الفترة كنا ننوي تحويل الحالة من المواجهة إلى العملية السياسية. كنا نريد أن نستفيد من مبادرة جامعة الدول العربية وبعثة المراقبين، لكن تم توقيف عمل البعثة بعد فترة قصيرة من بدء عملها. ونعتبر أن هذا انعكس سلبا على التسوية السياسية. الأمر الثاني هو أننا نعتقد أن العقوبات لا تفيد، لأنها لا تؤثر على نهج النظام، بل تزيد الأعباء على الشعب. والآن عندما نسعى مجددا إلى تشغيل عملية تسوية سياسية عبر مهمة أنان، نعود ونسمع كلاما عن اتخاذ عقوبات جديدة ودعوات إلى تدخل دولي وعربي، وإجراءات مثل سحب السفراء. كل هذا لا يفيد. على كل حال، منذ الأمس لدينا الموقف المنسق في مجلس الأمن ونريد أن نعتمد عليه لتوحيد جهود المجتمع الدولي.
* وجهت روسيا انتقادات للسلطة السورية، فما الداعي إليها؟
– نحن منذ البداية كنا نتمسك بالموقف المتوازن والصريح. وعندما حدث الحراك الشعبي والمظاهرات السلمية، كنا نشير إلى أن ردود الفعل من قبل النظام على هذه المظاهرات كانت غير متكافئة. وفي الوقت نفسه، كنا نشير إلى الأعمال الاستفزازية من قبل العناصر المسلحة من قبل المسلحين في صفوف المظاهرات منذ أبريل (نيسان) في العام الماضي.
* هل ترون أن النهج الذي تتبعه السلطات في مواجهة المظاهرات وحركة الاعتراض نهج سليم؟
– نحن نرى الأخطاء، وفي نفس الوقت نرى الإجراءات المتخذة في الأشهر الماضية، مثل سن القوانين وإجراء الانتخابات البلدية والاستفتاء حول الدستور. والآن هناك انتخابات مقررة لمجلس الشعب، ونعتبر كل هذه الخطوات إيجابية.
* ترون أن الحكومة السورية تسير في خط إيجابي إذن..
– مرة أخرى أكرر أن هناك أخطاء في ردود غير متكافئة على المظاهرات وتأخير في الإصلاحات. وفي الوقت نفسه فإن الإصلاحات التي تم تنفيذها هي خطوات إيجابية.
* من يتحمل مسؤولية هذه الأخطاء والدماء التي سالت؟
– أظن أن تحديد المسؤوليات سوف يتضح في ما بعد، لأن هذا يتطلب تحقيقا في كل حادث خلال هذه الفترة. أما الآن فأهم شيء هو الاتفاق حول وقف العنف. والإجراءات الرامية إلى الحل السياسي.
* هناك حديث عن أن روسيا تخاطر بعلاقاتها العربية بسبب موقفها في الملف السوري؟
– نحن مهتمون جدا بالحفاظ على العلاقات التقليدية الحسنة مع جميع الدول العربية. في نفس الوقت، خلال التطورات التي تجري الآن، نحن نتمسك بالدرجة الأولى بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية على أوسع نطاق. ونعتبر أن المبادئ مثل سيادة الدولة واحترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها أهم من الاعتبارات المؤقتة في العلاقات مع أي دولة في المنطقة. ونعتقد أن هذا الأسلوب أفضل من اللعب على الاعتبارات الذاتية.
* الاعتبارات الذاتية..
– صحيح. القيم التي تتعلق بطبيعة العلاقات الدولية أهم من المصالح الاقتصادية أو العسكرية العابرة.
* وزير الخارجية الروسي تحدث بالأمس عن مخاوف من «حكم السنة» في سوريا، ما المقصود بهذا الكلام؟
– نريد أن نستبعد الخلاف الطائفي، وخلال التطورات التي تجري في المنطقة، نسعى إلى الحفاظ على التعايش الأخوي بين كل القوميات والطوائف في الشرق الأوسط. نحن في روسيا نعير الاهتمام الكبير لهذا الموضوع، لأن روسيا دولة متعددة القوميات والطوائف، ونتمنى أن لا يحصل في سوريا أو دول أخرى مشكلات بين الطوائف.
* كما أن المسيحيين هم الأكثرية في روسيا، فإن السنة هم الأكثرية في سوريا، ألا يكون حكمهم البلاد أمرا طبيعيا في أي عملية ديمقراطية؟
– نحن ننطلق من بعض المبادئ، ومن بينها أن الديمقراطية تعني احترام حقوق كل الطوائف الموجودة في هذا المجتمع، وهذا أهم شيء.
* الانغماس الروسي في الملف السوري، إلى أي حد قد يصل؟ نحن نسمع كلاما عن شحنات سلاح روسي إلى النظام وبوارج حربية تزور سوريا.. إلى أي درجة أنتم مستعدون للدفاع عن موقفكم على الأرض؟
– كل ما أذيع حول السفن، بمعنى أنها تزور موانئ سورية لتأييد النظام، فهذا غير صحيح. السفينة الأولى زارت سوريا للتزود بالطعام والوقود، والسفينة الأخرى التي مرت مؤخرا كانت للهذف نفسه، وهي تشارك بعملية ضد القراصنة في خليج عدن إلى جانب سفن الناتو والاتحاد الأوروبي. أما السلاح الروسي، فهو موجود في القوات المسلحة السورية منذ عشرات السنين. أما في ما خص الدفاع عن موقفنا، نحن نعتمد على العمل السياسي لا على الأساليب الأخرى.
* المعارضة السورية تتحدث عن دعم روسي مباشر للنظام في التدريب وعبر طائرات من دون طيار وغيرها..
– كل هذه الأقاويل هي من ضمن الحرب الإعلامية التي تجري الآن. ونحن يوميا ننفي مثل هذه الأقاويل، وهي غير صحيحة إطلاقا، مثل خبر زيارة السفن الحربية.
* كيف تقيمون الموقف اللبناني من الأزمة السورية؟
– ندرك خصوصية الوضع اللبناني في ما يتعلق بما يحدث في سوريا. ونشارك المسؤولين اللبنانيين الرأي أنه على لبنان قدر الإمكان تجنب التأثيرات السلبية من النزاع السوري. ونقيم إيجابيا الإجراءات التي تتخذها الحكومة اللبنانية وقيادة الجيش اللبناني لرعاية سيادة ووحدة لبنان. كما أننا نرى أن القوى الأساسية في لبنان متمسكة بالأمن والاستقرار في البلد، وهذا أمر جيد.
* هل لديكم معطيات عن تهريب سلاح ومقاتلين من لبنان إلى سوريا؟
– لدينا معلومات من مصادر مختلفة أن السلاح يأتي إلى سوريا من الدول المجاورة، بغض النظر عن المواقف التي تتخذها السلطات في هذه الدول وليس بقرار منها. ونعرف أن من بين الإجراءات المتخذة من قبل القيادة اللبنانية، هناك تشدد في مراقبة تهريب السلاح. ونحن واثقون أن هذا النهج سوف يستمر.
* يقال إن روسيا تعلمت من الدرسين، العراقي والليبي، وهي لا تريد أن تخسر في سوريا. فهل تسعون إلى ثمن ما مقابل التخلي عن الأسد؟
– الدروس الأساسية في ما حدث في العراق وليبيا أن على العالم يجب أن يرى النتائج المأساوية لاحتلال هاتين الدولتين. وبالتالي لا نقبل تكرار عمليات «الناتو» أو أي تدخل خارجي عسكري في سوريا وهذا موقف مبدئي لروسيا. أما الحديث حول الموقف من النظام السوري، فكان ولا يزال نفسه. بالنسبة لنا، الأولوية في سوريا هي لوقف الاقتتال، وضمان الخيار الديمقراطي للشعب السوري بما في ذلك اختيار القيادة من خلال الانتخابات النزيهة والشفافة، ولا نحدد الموقف من الرئيس السوري وقيادة سوريا، لأن هذا شأن داخلي سوري، وليس من حق أي طرف أجنبي أن يحاول فرض إرادته على السوريين.
* ومن يضمن نزاهة انتخابات مماثلة؟
– نحن الآن نسعى إلى ترتيب الحوار حول خطوات إصلاحية، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية، وهذا أحد بنود البرنامج القائم لدى السلطات السورية، ويمكن الاتفاق حوله مع المعارضة. وأن يكون الاتفاق حول المبادئ والتفاصيل. وفي ضوء الاهتمام المركز على سوريا من قبل المجتمع الدولي، يمكن تأمين مراقبة دولية جيدة، ولن تكون هناك شكوك في نتائج هذه الانتخابات. وأنا شرحت هذا الموضوع على أساس الافتراض، لأننا الآن في بداية التسوية السياسية. أما هذه الخطوات، فهي خطوات لاحقة.
تركيا تحذر النظام السوري من العودة إلى دعم حزب العمال الكردستاني المحظور
بيروت ولندن: «الشرق الأوسط»
حذرت تركيا النظام السوري من العودة إلى دعم حزب العمال الكردستاني المحظور. وقال الناطق بلسان الخارجية التركية يلحقون أونال لـ«الشرق الأوسط»، إن بلاده تأمل ألا تجرأ سوريا على التورط مجددا في دعم التنظيم الإرهابي. لكن أونال نفى تقارير تحدثت عن وضع هذا الموضوع على جدول أعمال مؤتمر «أصدقاء سوريا».
ومن جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس مشاركة الوزير ألان جوبيه في مؤتمر «أصدقاء سوريا» الذي سينعقد في الأول من أبريل (نيسان) بإسطنبول.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو في مؤتمر صحافي: «لدينا تعبئة متزايدة على الصعيد الدولي»، و«في إسطنبول، ستترجم التصريحات التي تم تبنيها في مختلف دوائر الأمم المتحدة إلى أفعال ملموسة لتعزيز الدعم» لمهمة الوساطة التي يقوم بها كوفي أنان.
وأضاف أن الضرورات الثلاث معروفة، وهي: وقف العنف، والمساعدة الإنسانية، والبدء بتطبيق عملية تسوية سياسية، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وعندما سئل عن انتقادات رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون البيان الذي تبناه مجلس الأمن الدولي حول سوريا بمبادرة فرنسا، لم يدل بأي تعليق مباشر في هذا الخصوص. واكتفى بالقول إن باريس تنتظر «مشاركة نشطة» من المجلس الوطني السوري في التعبئة الدولية وتواصل السعي إلى «توحيد» المعارضة السورية.
«الجيش الحر» يعاني من نفاد ذخيرته
بعد تشديد الأردن ولبنان وتركيا الإجراءات على حدودها
أنطاكيا (تركيا): ليز سلاي
يعاني الثوار السوريون الذين يحاربون النظام بقيادة الرئيس بشار الأسد من نفاد الذخيرة، مع انقطاع إمدادات السوق السوداء وتشديد دول الجوار الإجراءات على حدودها, وعدم تحقق الوعود الدولية بتقديم المساعدات على أرض الواقع، بحسب قادة من الثوار وضباط منشقين اخترقوا الحدود التركية في الأيام الأخيرة بحثا عن أموال لشراء أسلحة. ويصفون الظروف البائسة التي يعيشها الثوار المسلحون بأسلحة خفيفة, الذين يفتقرون إلى التنظيم الجيد، والمؤلفون من جنود منشقين ومدنيين احتشدوا معا تحت اسم «الجيش السوري الحر» خلال الشهور الأخيرة.
وناشد الثوار لفترة طويلة العالم الخارجي التدخل العسكري وإمدادهم بالأسلحة لدعمهم في كفاحهم ضد النظام. لكنهم يقرون للمرة الأولى بأن الثورة، على الأقل الجانب المسلح منها، ربما يكون هشا في مواجهة هجوم منسق من جانب النظام، الذي يستهدف قمع الثورة المستمرة منذ عام.
«يوما بعد يوم، يواصل الجيش السوري الحر القتال، لكن تدريجيا، تنفد ذخيرتنا، وفي النهاية، سيتعين علينا مغادرة منطقتنا»، هكذا تحدث أبو يزن (26 عاما) وهو جندي منشق انضم لصفوف الثوار في الصيف، لكنه فر إلى تركيا هذا الشهر مع خمسة من رفاقه، بعد نفاد الرصاص لديهم في محافظة إدلب الشمالية.
ويعيش في أحد معسكرات اللاجئين المدنيين التي أقامتها الحكومة التركية، بين أعداد ضخمة من المقاتلين المنشقين الذين كانوا يظهرون بشكل يومي داخل مدينة أنطاكيا الحدودية وفيما حولها، ومع نفاد ذخيرتهم وتلاشي أملهم في أن ينقذهم المجتمع الدولي.
ومنذ خروج مقاتلي «الجيش السوري الحر» من حي بابا عمرو في حمص قبل أسبوعين، كان الثوار أيضا مطاردين داخل الدولة، حيث انسحبوا عبر رقعة أرض في إدلب ومن مدينة دير الزور الشرقية.
وكانت الانسحابات مدفوعة جزئيا بإدراك حقيقة أن الجهد المبذول لإحكام السيطرة على حي بابا عمرو كان بمثابة خطأ استراتيجي بالنسبة لقوة الثوار التي تفوق قوات النظام في التسليح، بحسب النقيب أيهم الكردي، متحدث باسم الجيش السوري الحر ومنسق يعيش في أنطاكيا. الذي قال: «في بابا عمرو، يقاوم المقاتلون بشكل جيد». وأضاف: «لكن ذلك تسبب في دمار شامل وفي وفاة عدد كبير من المدنيين. والآن، نحن نضع استراتيجيات لنتأكد من أننا لن نرتكب الخطأ نفسه مجددا».
وأضاف: «الثوار الآن ينسحبون مع أول إشارة دالة على أن النظام يستعد لشن هجوم ولقتل مدنيين وتأمين موارده». إنهم يخططون للتركيز على آليات حرب العصابات، مثل التفجيرات على جانب الطرق والأكمنة.
لكن حتى تلك الجهود تواجه تحديات، مع نفاد إمداد الذخيرة. في الكثير من أجزاء إدلب، التي تم تصويرها من قبل بوصفها منطقة آمنة محمية دوليا للثوار والمدنيين، تعين على الثوار تعليق عملياتهم ومحاولة الهروب.
ومع انسحابهم إلى المنطقة الجبلية النائية، بعيدا عن المناطق السكنية، حيث يعتمدون على تعاطف السكان في الحصول على الطعام والدعم، بات بعضهم يشعر أيضا بالجوع.
ومن بين المقاتلين الذين وصلوا مؤخرا إلى أنطاكيا، أبو مصطفى (35 عاما) رقيب أول من إدلب طلب عدم الكشف عن اسمه الحقيقي أو مدينته الأم نظرا لخوفه على أمن أسرته. قام بتلك الرحلة الخطيرة عبر الحدود الملغومة بعد نفاد الذخيرة لدى وحدته التي تضم بضعة رجال أثناء هجوم على إحدى نقاط التفتيش التابعة للجيش السوري، الأسبوع الماضي. وقال مصطفى إنه مع انسحاب الوحدة باتجاه مخبأ في الجبال، أصيب بحالة من الانهيار بسبب الجوع، وكان بحاجة للمساعدة ليشعر بالأمان.
«إننا لم نتناول طعام الإفطار، في نهاية فترة الظهيرة»، هذا ما قاله في مقابلة داخل واحدة من كثير من الشقق الصغيرة في أنطاكيا التي تم تأجيرها من قبل نشطاء سوريين. وأضاف: «لم تكن لدي طاقة حتى لمجرد المشي».
في اليوم التالي، رحل إلى تركيا طالبا مساعدة مالية من الجيش السوري الحر. قال: «أتيت لأخبرهم بأن ذخيرتنا تنفد ونحتاج إلى دعم سريع. فمن دون الذخيرة، سنلقى جميعا حتفنا».
قبل بضعة أشهر، مع تسارع اكتساب الثورة طابعا مسلحا، كان من الممكن شراء إمدادات سوق سوداء من الأردن ولبنان، وبكميات قليلة، من تركيا، على حد قوله هو ومقاتلين آخرين من الثوار.
غير أن تلك الحكومات قد شددت منذ ذلك الحين الإجراءات على حدودها، ومن بينها تعزيز القوات ونشر قوات شرطة لحراسة طرق التهريب المحتملة، على نحو يعرقل إمداد الثوار بالأسلحة. وعلى طول الحدود التركية، تتلألأ لفائف جديدة من أسلاك الكونسرتينا الشائكة في ضوء الشمس، التي تشكل جديلة مع الأسلاك البالية الصدئة بالسور القديم.
ويمثل العراق، الذي تعتبر القيود المفروضة على حدوده مرنة نسبيا، المصدر الوحيد لأسلحة السوق السوداء، بحسب مقاتلين سوريين. غير أن معظم الأسلحة الموجودة هناك تأتي من المخزون الاحتياطي المدفون المتروك منذ حقبة صدام حسين ومستوى جودتها ضعيف. تنفجر الرصاصات في مواسير البنادق وتعجز القذائف الصاروخية عن الانفجار، مما يجعل وحدات الثوار تتردد في شراء الأسلحة من العراق.
ومن جانبها، اتخذت السلطات السورية خطوات لعرقلة حصول الثوار على الأسلحة، بزرع ألغام أرضية على طول الحدود مع تركيا ولبنان والأردن والعمل من أجل إعاقة أكبر مصدر لدعم الثوار، وهو الجيش السوري نفسه.
غير أنه لا يزال من الممكن شراء ذخيرة من أعضاء فاسدين بقوات الأمن السورية والميليشيات غير النظامية المعروف باسم الشبيحة، بحسب مقاتلين من صفوف الثوار. غير أن الأسعار قد ارتفعت، حيث تبلغ تكلفة بنادق الكلاشنيكوف 2000 دولار للبندقية الواحدة، كما تصل أسعار الرصاص إلى 8 دولارات للرصاصة الواحدة في بعض المناطق، بعد أن كان سعرها يتراوح ما بين دولار إلى دولارين قبل بضعة أشهر.
وتبدو الأموال مشكلة أخف وطأة من الحصول على ذخيرة. وما زال السوريون المنفيون مستمرين في إرسال أموال إلى المعارضة والقيادة الفعلية للجيش السوري الحر، الخاضعة لحراسة تركية مشددة في معسكر عسكري خاص على أطراف مدينة أنطاكيا.
«يأتي المقاتلون إلى هنا متوقعين أن تمنحهم القيادة الأسلحة، لكننا لا نملك أي أسلحة. نحن نبذل قصارى جهدنا من أجل إمدادهم بالأموال، بحيث يمكنهم أن يحاولوا شراء أسلحة»، هذا ما قاله مالك الكردي، نائب قائد الجيش السوري الحر.
غير أن الوعود بتقديم الدعم المالي، وبالأخص من جانب دول خليجية، لم تتحقق بشكل فعلي على أرض الواقع، وحتى إن تحققت، فلن تكون للأموال قيمة، بالنظر إلى نقص الإمدادات، بحسب الكردي. إلا أن الثوار لم يفقدوا الأمل. فما زالوا موجودين بمواقع كثيرة بمختلف أنحاء الدولة، ويقولون إنهم يوسعون نطاق أنشطتهم في بعض المناطق التي لم تشهد نشاطا للثوار من قبل، من بينها حلب ومدينة القامشلي الكردية الشمالية الشرقية.
يبدو أن الانشقاقات بين الجيش النظامي مستمرة، حيث تشير تقارير قادة الجيش السوري الحر ووسائل الإعلام التركية إلى أن ستة جنرالات قد عبروا الحدود للانضمام إلى صفوف الثوار خلال الأسبوعين الماضيين، على الرغم من أنه لم يتم الكشف عن هوياتهم.
الجزء الأكبر من ترسانة الثوار مأخوذ من أسلحة أتى بها الجنود المنشقون معهم، لكن حتى ذلك قد أصبح يمثل مشكلة. فقد توقف النظام مؤخرا عن توزيع الأسلحة على الغالبية السنية من الأعضاء، قال أبو فارس (25 عاما)، مجند ظهر في معسكر اللاجئين المدنيين على الحدود التركية الأسبوع الماضي بعد تركه وحدته في دمشق، إنه لا يملك سلاحا لأن المسؤولين الأعلى منه مرتبة، الذين ينتمون للطائفة العلوية الأقلية، استولوا على الأسلحة.
وقال: «بالطبع أرغب في الانضمام للجيش السوري الحر. لكن ليس لديهم سلاح لي». وأضاف: «ما الذي سأستفيده من بندقية بلا رصاص؟».
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ (« الشرق الأوسط»)
مجلس حقوق الإنسان يمدد مهمة المحققين ويدين الانتهاكات «المتصاعدة بشدة» في سوريا
دعا الجيش السوري والقوات المسلحة إلى العودة إلى ثكناتهم ورفع «الحصار»
لندن: «الشرق الأوسط»
أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أمس، ما وصفه بالانتهاكات «المتصاعدة بشدة»، التي ترتكبها القوات السورية، ومدد مهمة لجنة التحقيق التي توثق الجرائم ضد الإنسانية، بما فيها جرائم التعذيب والإعدام، إلى سبتمبر (أيلول).
وصادق المجلس، الذي يضم 47 دولة، على قرار طرحته الدنمارك باسم الاتحاد الأوروبي، يمدد التفويض الممنوح للجنة التحقيق حتى الدورة التي تعقد في سبتمبر المقبل.
وجاء التصويت على هذا الإجراء بعد انقسامات عرقلت جهود الأمم المتحدة من أجل الوصول إلى توافق بشأن التصدي للأزمة السورية، مع معارضة كل من الصين وكوبا وروسيا.
ووافقت على القرار 41 دولة، واعترضت عليه ثلاث دول، هي روسيا والصين وكوبا، وامتنعت دولتان عن التصويت، ولم تشارك دولة واحدة، هي الفلبين.
وقال مندوب الدنمارك، شتيفن شميت: «هذا القرار يركز على محاسبة انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها السلطات السورية. يجب محاسبة الجناة»، بحسب «رويترز».
وقالت ألين تشامبرلين دوناهي، سفيرة الولايات المتحدة التي شاركت بلادها في رعاية القرار، إنها «تجدد وتقوي بشدة عمل بعثة التحقيق».
وقالت في بيان إن التصويت يعكس تزايد الوحدة الدولية بشأن سوريا، و«العزلة المتزايدة للدول الثلاث التي وقفت وحدها لتعارض القرار».
وقال الدبلوماسي الروسي، فلاديمير جيجلوف، إن القرار «أحادي»، ولن يدعم التسوية السلمية على الرغم من «النمط الإيجابي» الذي تضمن عملا قام به كوفي أنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية.
ومن جانبه، قال السفير الصيني، ليو تشين مين، أمس، إن بلاده تدعو بقوة إلى الحوار السياسي في سوريا من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة، وإنها تدعم الجهود التي يبذلها عنان. ومن المقرر أن يزور عنان كلا من موسكو وبكين، مطلع الأسبوع المقبل.
ويدعو قرار مجلس حقوق الإنسان المحققين إلى «وضع خريطة بيانية للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، منذ مارس (آذار) 2011، وتحديثها بصفة مستمرة لتحوي تقييما لحجم الخسائر في الأرواح».
وقال المجلس إن هناك «أدلة موثوقة ومتماسكة» على قيام القوات الحكومة السورية بالقصف المدفعي لمناطق سكنية، بناء على أوامر من السلطات التي تتضمن ضباطا برتب رفيعة.
ودعا المجلس الجيش السوري والقوات المسلحة إلى العودة إلى ثكناتهم ورفع «الحصار» عن المدن المحاصرة، ومن بينها حمص ودرعا والزبداني. كما دعا السلطات إلى السماح بدخول غير مشروط لعمال الإغاثة، والسماح لهم بالوصول إلى المدنيين المحتاجين للمساعدات الإنسانية.
ومن جهته، اعتبر السفير السوري، فيصل خباز حموي، أن القرار «لا يعكس حقيقة ما يجري على الأرض، وهو ما يتضمن جرائم ترتكبها العصابات المسلحة، والأثر السلبي للعقوبات».
وأضاف أن «الإدانة الجديدة لن تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور للموقف، وأن من دعوا إلى هذا القرار، ومن بينهم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، لا يهتمون بأمر الضحايا».
عشرات الآلاف في “جمعة يا دمشق قادمون”.. وأنان في موسكو غداً
العقوبات تطاول أنيسة وبشرى وأسماء الأسد
طاولت العقوبات التي أقرها الاتحاد الأوروبي أمس والدة بشار الأسد أنيسة مخلوف، وشقيقته بشرى وزوجته أسماء وشقيقة زوجته سارة الأخرس في تشديد للضغوط على الرئيس السوري الذي يتهم بجرائم ضد الإنسانية لمسؤوليته عن المجازر المرتكبة بحق المدنيين السوريين الرافضين لحكمه.
وفي سوريا حيث خرج عشرات آلالاف من السوريين الى الشوارع أمس برغم سقوط العشرات منهم برصاص الأمن في “جمعة يا دمشق نحن قادمون”، أفاد أعضاء في لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة أن أطباء سوريين تلقوا تعليمات بإعطاء مصابين محتجزين مخدرات لمنعهم من الشهادة خلال زيارة بعثة المراقبة التابعة لجامعة الدول العربية الى مستشفيات سورية لسماع إفاداتهم.
دولياً يلتقي الموفد العربي – الدولي الى سوريا كوفي أنان في موسكو غداً، الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في متابعة للبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن ويدعو إلى سحب قوات النظام السوري من التجمعات السكنية والتوقف عن قصف المدنيين “فوراً”، وهو ما لم يلتزم به الرئيس السوري لغاية الآن.
وفي وقت متقدم ليل أمس، أفادت قناة “العربية” أن قائد طائرة مروحية انشق عن جيش الأسد وقصف مقر الأمن العسكري في مدينة اعزاز القريبة من حلب قبل أن يلجأ إلى الأراضي التركية بعد نفاد ذخيرته.
وفي أوروبا قررت دول الاتحاد الأوروبي أمس تشديد الطوق حول الرئيس السوري من خلال فرض عقوبات على زوجته أسماء وعلى ثلاثة آخرين من أفراد أسرته بينهم والدته.
وهؤلاء النساء الأربع جزء من مجموعة جديدة من 12 شخصاً قرر وزراء خارجية دول الاتحاد الـ27 المجتمعون في بروكسل منعهم من السفر الى أوروبا وتجميد أرصدتهم بسبب “اشتراكهم في القمع” أو بسبب “دعمهم للنظام”. وبذلك يرتفع عدد الأفراد الخاضعين للعقوبات الأوروبية الى 126 وعدد الشركات الى 41 بعد إضافة شركتين نفطيتين أمس.
ورحبت الولايات المتحدة بهذه العقوبات الجديدة ورأت فيها “خطوة جيدة” تضاف الى الجهود الدولية الرامية الى التعجيل بسقوط نظامه. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند “نشعر بالتقدير للاتحاد الأوروبي على اتخاذه مبادرة جديدة لتضييق الخناق أكثر على نظام الأسد”.
وفي سوريا تابعت القوات السورية عملياتها العسكرية في مدن عدة من سوريا أمس حيث قتل 40 شخصاً في اعمال عنف متفرقة في البلاد، في حين تظاهر عشرات الآلاف من السوريين في “جمعة يا دمشق قادمون” لمناصرة العاصمة التي شهدت أخيراً اشتباكات عنيفة وتصاعداً في حركة الاحتجاج عشية زيارة الموفد الخاص كوفي أنان الى موسكو وبكين للبحث في الأزمة السورية.
ومن القتلى 16 مدنياً و13 جندياً وثلاثة منشقين، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وسقط 13 من القوات النظامية بينهم ضابط برتبة نقيب وآخر برتبة ملازم أول اثر اشتباكات واستهداف آليات عسكرية بينهم أربعة بريف حلب الشمالي وأربعة في قلعة المضيق وقرية القصابية بريف حماه واثنان بمدينة حمص وثلاثة في ريف إدلب حسب المرصد، كما سقط ثلاثة عناصر من المجموعات المسلحة المنشقة خلال اشتباكات بريف حلب الشمالي.
وفي محافظة حلب قتل ثلاثة مواطنين أحدهم في اعزاز واثنان في بلدة عندان، وقد شهدت هاتان البلدتان اشتباكات بين مجموعات مسلحة منشقة والقوات النظامية. وفي حمص تعرضت أحياء باب الدريب والصفصافة والورشة وباب السباع للقصف وإطلاق النار، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص، حسب المرصد. وفي ريف حمص، قتل مواطن إثر سقوط قذائف على مدينة الرستن كما تعرضت مدينة القصير لسقوط قذائف لم تسفر عن سقوط قتلى.
وفي محافظة حماه قتل مواطنان إثر إصابتهما بإطلاق رصاص خلال حملة مداهمات في الريهجان بريف حماه الشرقي بحثاً عن مطلوبين للسلطات. وفي ريف درعا توفي مواطنان متأثرين بجراح أصيبا بها قبل أيام كما عثر على جثة مواطن ثالث قرب قرية غباغب.
وفي محافظة ريف دمشق قتل مدني في مدينة دوما إثر إصابته برصاص قناصة، حسب المرصد.
وفي محافظة إدلب عثر على جثمان مواطن من بلدة كفرعويد كان أجبر الخميس على إحضار الطعام لحاجز الجيش النظام بحسب الأهالي، واستشهد طفل متأثراً بجراح أصيب بها الخميس اثر انفجار عبوة ناسفة بسيارة كانت تقف على جانب الطريق في بلدة الغدقة.
وفي ريف اللاذقية توفي شاب متأثراً بجراح أصيب بها الخميس إثر إطلاق نار من قبل القوات السورية خلال اشتباكات ومداهمات في قرى جبل الأكراد.
وطالب تيار التغيير الوطني السوري المعارض منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ومنظمات ودول أخرى معنية بحماية الآثار بـ”التحرك الفوري لحماية المواقع التاريخية والقلاع في سوريا”.
واتهم التيار النظام السوري “باستهداف” هذه المواقع “في سياق حرب الإبادة التي يشنها على الشعب السوري”.
وبالتزامن مع ذلك خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في عدد من المناطق السورية اليوم في “جمعة يا دمشق قادمون”، بحسب مراقبين وناشطين ومقاطع بثت على الانترنت.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن “عشرات الآلاف من الأشخاص تظاهروا في سوريا (أمس) برغم الانتشار الأمني الكثيف وتعرض عدد من المناطق للقصف ما حال دون خروج تظاهرات فيها”.
وفي دمشق، خرجت تظاهرات في حيي الميدان والتضامن بينما تظاهر أكثر من ألف شخص في حي كفرسوسة واجهتهم قوات الأمن بإطلاق الرصاص، ما أسفر عن جرح ثمانية أشخاص، تزامناً مع حصول اشتباكات في حرستا التي قصفها الطيران المروحي، واشتباكات في برزة البلد حسبما أفاد ناشطون.
وفي حلب أفاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب بخروج تظاهرات “في عدد من أحياء المدينة كان أكبرها في حيي السكري وبستان القصر وواجهها الأمن بإطلاق رصاص كثيف وقنابل مسيلة للدموع”. وردد المتظاهرون هتافات أبرزها “الشعب يريد إسقاط النظام” و”يا حلب ثوري ثوري هزي القصر الجمهوري”.
وفي ريف حلب، خرجت “نحو خمسين تظاهرة أبرزها في مدينتي الباب ومنبج”، بحسب المصدر نفسه.
وفي محافظة إدلب التي تتركز فيها العمليات العسكرية للقوات النظامية، خرجت تظاهرات حاشدة من مساجد عدة في مدينة معرة النعمان “تطالب بمحاكمة رموز النظام ووقف شلالات الدماء” بالإضافة الى تظاهرات في بلدات عدة من ريف إدلب.
وفي حمص تظاهر آلاف الأشخاص في حي دير بعلبة في المدينة رافعين لافتات “لا نريد مساعداتكم نريد أكفاناً لموتانا” و”يا قاتل الأطفال كلما ازداد إجرامك ازداد إصرارنا على إعدامك” وهتفوا “الموت ولا المذلة”، بحسب ما أظهر مقطع بث على الانترنت.
وفي محافظة حماه خرجت تظاهرات حاشدة في بلدتي مورك وكفرزيتا طالبت بإسقاط النظام ومحاكمة الرئيس السوري، فيما أطلقت قوات الأمن النار لتفريق تظاهرة في حي الأربعين في مدينة حماه. وفي درعا خرجت تظاهرات في مناطق عدة منها مدينة الحراك المحاصرة منذ 25 يوماً بحسب ما أفاد عضو اتحاد تنسيقيات حوران في درعا لؤي راشد.
وشهدت المناطق الكردية في شمال شرق البلاد تظاهرات حاشدة رفع المتظاهرون فيها الأعلام الكردية وأعلام سوريا بعد الاستقلال وقبل حزب البعث، بحسب ما أظهرت مقاطع بثها ناشطون.
وفي عمان، تظاهر نحو ألف شخص أمس أمام السفارة السورية في عمان مطالبين بإسقاط نظام الرئيس السوري وبـ”الحرية”.
سياسياً، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس أن كوفي أنان الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا سيلتقي غداً في موسكو الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف في محاولة لحل الأزمة السورية قبل أن يسافر إلى بكين للغرض عينه.
وانتقد مجلس التعاون لدول الخليج العربية التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الروسي بشأن الأزمة السورية.
وقال الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني إن التصريحات الأخيرة للافروف بشأن الأزمة السورية غير موفقة ولا تنسجم وروحية الاتفاق الذي جرى بين روسيا والجامعة العربية في اجتماعهم الأخير.
وأعرب الأمين العام عن استغرابه من عدم فهم لافروف أسباب إغلاق دول المجلس سفاراتها في دمشق، في ضوء شبه إجماع عالمي على إدانة الجرائم الوحشية التي يقترفها النظام السوري في حق الشعب.
ومدد مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس مهمة لجنة التحقيق في سوريا وطلب منها وضع “كشف بالانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان” المرتكبة منذ آذار (مارس) 2011 بما في ذلك تقييم عدد الضحايا.
وفي جنيف أفاد أعضاء في لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا أمس أن أطباء سوريين تلقوا تعليمات بإعطاء المرضى مخدرات لمنعهم من الشهادة خلال زيارة بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية الى مستشفيات سورية.
وقالت ياكين ارتورك عضوة اللجنة إن “عدداً من الشهود أكدوا أن الاطباء تلقوا تعليمات بجعل المرضى غائبين عن الوعي خلال زيارات (مراقبي) الجامعة العربية” لمستشفيات في حلب. وأضافت أن “بعض الأطباء تعرضوا هم أنفسهم لسوء معاملة وتعذيب بسبب رفضهم الخضوع للأوامر التي امتثل لها البعض”.
(رويترز، أ ف ب، قنا، “العربية”)
أنان إلى روسيا والصين… وأسرة الأسد في “شرنقة” العقوبات
موسكو تطالب الأسد بـ”الانصياع” لخطة أنان… وتسعى “جدّيًا لتوحيد صوت” المعارضة السورية
بانتظار ما سيخرج به مؤتمر “أصدقاء الشعب السوري” الذي ينعقد في اسطنبول مطلع نيسان المقبل، بدا وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو محدّدًا لسقف هذا المؤتمر حين شدد من فيينا على كون نظام الرئيس السوري بشار الأسد “يذهب بعكس مجرى التاريخ، والنظام الذي يقاتل شعبه لا يمكن أن يبقى”.. في وقت تبدو “شرنقة” العقوبات الدولية تتجه نحو تضييق الخناق أكثر فأكثر على الأسرة الحاكمة في دمشق من خلال رزمة العقوبات الأوروبية الجديدة التي تطال 12 شخصية مرتبطة مباشرة بنظام الأسد، وفي طليعتها والدة الرئيس، أنيسة مخلوف، وشقيقته بشرى، وزوجته أسماء الأخرس وشقيقتها، فضلاً عن إدخال الإتحاد الأوروبي شركتين جديدتين من الشركات المرتبطة بالنظام السوري في دائرة العقوبات المفروضة عليه.
وفي الغضون، تتجه الأنظار إلى نتائج محادثات الموفد الأممي العربي كوفي أنان في كل من موسكو والصين، سيما في ضوء ملاحظة وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه بوادر “حلحلة في الموقف الروسي” من الأزمة السورية أفضت إلى تبني نصّ بيان رئاسي بالإجماع في مجلس الأمن الدولي “سيتيح لأنان أن يحصل على وقف لإطلاق النار” في سوريا… وفي هذا السياق، نقل مندوب “NOW Lebanon” عن ممثل الرئيس الروسي في الشرق الأوسط ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الفدرالي الروسي مخائيل مارغيلوف أنّ “موقف موسكو حيال الأزمة السورية سيكون مرتبطًا من الآن فصاعدًا بكيفية تطبيق دمشق مقترحات موفد الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان، بوصفها مقترحات دولية تبناها مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه”، موضحًا أنّ “الإجماع الدولي على إصدار البيان الرئاسي الداعم لخطة أنان يجب أن يُشكّل إشارةً ملزمة للحكومة السورية بأنّ عليها مراعاة هذا الإجماع والانصياع بالتالي لمضامين هذه الخطة”.
وإذ شدد على وجوب “أن يبادر الرئيس السوري بشار الأسد في أسرع وقت ممكن إلى تصحيح الأخطاء التي ارتكبها في معالجة الأزمة”، أكد مارغيلوف أنّ “روسيا ستتابع اتصالاتها مع الحكومة السورية ومع المعارضة السورية على حد سواء للتأكد من تنفيذ ما هو مطلوب بموجب خطة أنان، تجنبًا للأسوأ”، لافتًا في هذا السياق إلى أنّ “البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي يتوجه إلى طرفي النزاع في سوريا، كونه يطلب الوقف الفوري للعنف من كل الأطراف، إلا أنّ الخطوة الأولى في هذا المجال يجب أن يقوم بها الرئيس بشار الأسد وحكومته، بحيث تعمد السلطات السورية إلى سحب الجيش من المدن السورية الكبيرة والسماح بوصول المساعدات الانسانية بأسرع وقت ممكن إلى سائر المناطق المتضررة”.
مارغيلوف الذي كشف عن ترقب بلاده زيارة سيقوم بها وفد من المعارضة السورية إلى موسكو، وسيكون أحد المسؤولين الروس الذين سيلتقون بأعضاء الوفد، لفت إلى أنّ “روسيا تدرس جديًا العمل على توحيد صفوف المعارضة السورية” التي وصفها بـ”المفككة”، وأوضح مارغيلوف في هذا الإطار أنّ “موسكو تسعى إلى أن يكون للمعارضة السورية “صوت واحد” يعبّر عن مطالب واحتياجات الشعب السوري”، مشددًا في الوقت عينه على أنّ الجانب الروسي لم يقطع اتصالاته مع المعارضة السورية طيلة الفترة الماضية، ومبديًا إستعداد موسكو للاضطلاع بدور يشكل “جسرًا يربط ما بين طرفي النزاع في سوريا”.
خطة أممية لمساعدة النازحين
قصف بحمص وإدلب وريف دمشق
استأنفت قوات النظام السوري اليوم قصف حي الخالدية بمدينة حمص، بعد قصفها لمناطق في ريف دمشق وإدلب، في حين أعلنت الأمم المتحدة عن خطة لمساعدة الفارين من العنف.
وبثت مواقع الثورة السورية صورا قال ناشطون إنها التقطت اليوم في حي الخالدية تظهر تصاعد أعمدة الدخان من مبان يقولون إن النيران اشتعلت فيها بعد تعرضها للقصف.
من جهة أخرى ذكر ناشطون أن مروحيات تابعة للجيش النظامي قصفت مناطق في بلدات مسرابا ودوما وحرستا في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيش الحر وقوات النظام هناك.
كما أطلقت قوات الأمن النار على عدد من الأشخاص في خربة غزالة بدرعا مما أدى إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى بحسب ناشطين.
اقتحام سرمين
يأتي ذلك بعد مقتل أربعين شخصا أمس معظمهم في حمص وإدلب ودرعا. حيث تعرضت أحياء الخالدية وباب الدريب والورشة في حمص لقصف عنيف. كما تعرض حي القصور في درعا لقصف مدفعي. ودارت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام في مناطق من درعا.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قوات الجيش والأمن ارتكبت مجزرة في سرمين بإدلب راح ضحيتها 21 شخصا على الأقل، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى، حيث استهدفت المنازل بالقصف والإحراق، كما استهدفت السيارات التي حاولت إخراج النازحين من المدينة.
وبث ناشطون سوريون صورا تظهر جثث عدد من الأشخاص قالوا إنهم قتلوا برصاص قوات النظام أثناء اقتحامها البلدة الليلة الماضية، كما تظهر الصور حجم الدمار في منازل المواطنين ومحالهم التجارية الذي خلفه قصف الجيش النظامي لبلدة سرمين الذي استمر ثلاثة أيام.
وكان آلاف السوريين قد تظاهروا أمس في العديد من المدن والبلدات في جمعة أطلق عليها “قادمون يا دمشق” مطالبين بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قوات الأمن أطلقت النار بشكل مباشر ومكثف على مظاهرة خرجت في حي القدم بالعاصمة دمشق مما أسفر عن سقوط عدة جرحى، واعتقال العديد من الشبان.
كما واجهت قوات الأمن متظاهرين في حي الجورة بدير الزور، مما أسفر عن إصابات متفاوتة الخطورة، وفق ما قال أوس العربي الناطق باسم مجلس ثوار دير الزور للجزيرة.
وبث ناشطون صورا لمظاهرات حاشدة في القامشلي وعامودا بالحسكة, وتدخل الأمن لتفريق متظاهرين في حيي الأنصاري والفردوس بحلب وفي أحياء باللاذقية.
مساعدة النازحين
وفي سياق ذي صلة قال منسق الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين السوريين إن الأمم المتحدة أطلقت خطة بأربعة وثمانين مليون دولار لمساعدة السوريين الفارين من العنف.
ووفقا لأحدث إحصاء لوكالة الأمم المتحدة للاجئين، يبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان والأردن وتركيا أربعين ألفا على الأقل.
وتتوقع الأمم المتحدة أن يحتاج نحو مائة ألف شخص للدعم خلال الأشهر الستة المقبلة. ودعت وثيقة من الأمم المتحدة الوكالات الإنسانية إلى الاستعداد لاحتمال تدفق نحو مائتين وخمسة آلاف لاجئ من سوريا.
من جهة ثانية دعا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة النظام السوري إلى وقف كل أشكال العنف ضد المدنيين.
وقرر المجلس في بيان في ختام اجتماعاته في جنيف تمديد بعثة لجنة تقصي الحقائق الخاصة بسوريا، وطلب من المفوضية العليا لحقوق الإنسان جمع الأدلة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان.
ومنذ بدء الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الأسد قبل عام شنت قوات النظام حملة على المعارضة أسفرت عن قتل ثمانية آلاف سوري على الأقل ودفع عدد كبير لمغادرة منازلهم.
مجلس حقوق الإنسان يدين انتهاكات نظام الأسد
أنان يبحث أزمة سوريا في موسكو وبكين
يبدأ كوفي أنان الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا مهمة في موسكو غدا الأحد حيث يلتقي الرئيس الروسي ديمتري مدفيدف ووزير الخارجية سيرغي لافروف، في محاولة لإيجاد حل للأزمة ووقف العنف.
وأعلن أحمد فوزي المتحدث باسم أنان أن المبعوث الأممي سيتوجه بعد موسكو إلى بكين, حيث يجري محادثات حول العنف في سوريا الذي خلف أكثر من 9000 قتيل حسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت روسيا والصين قد صوتتا الأربعاء الماضي على بيان بالأمم المتحدة يدعو لإنهاء العنف ويناشد الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضين “التطبيق الفوري” لخطة أنان, التي تنص على وقف العنف من كل الأطراف ونقل المساعدة الإنسانية والإفراج عن جميع المعتقلين.
من جهة ثانية, مدد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مهمة لجنة التحقيق في سوريا وطلب كشفا بـ”الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان في سوريا منذ مارس/آذار 2011″.
وقال أعضاء في لجنة التحقيق الأممية بشأن سوريا إن اطباء سوريين تلقوا تعليمات بإعطاء المرضى مخدرا لمنعهم من الشهادة أثناء زيارة بعثة المراقبة التابعة للجامعة العربية إلى مستشفيات سورية.
وقالت ياكين أرتورك عضو لجنة مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن عددا من الشهود أكدوا أن الأطباء تلقوا تعليمات بجعل المرضى غائبين عن الوعي أثناء زيارات المراقبين لمستشفيات في حلب بشمال سوريا.
وذكرت أرتورك أن بعض الأطباء تعرضوا هم أنفسهم لسوء معاملة وتعذيب بسبب رفضهم الخضوع للأوامر التي امتثل لها البعض.
إدانة العنف
وكان مجلس حقوق الإنسان بجنيف قد دان انتهاكات قوات النظام السوري واسعة النطاق ضد المدنيين, ودعا لوقف كل أشكال العنف ضد المدنيين.
وجاء التصويت على ذلك في مجلس حقوق الإنسان بعد انقسامات عرقلت جهود الأمم المتحدة من أجل الوصول إلى توافق بشأن التصدي للأزمة السورية. ووافقت على القرار 41 دولة، واعترضت عليه ثلاث هي روسيا والصين وكوبا، وامتنعت اثنتان عن التصويت، ولم تشارك دولة واحدة هي الفلبين.
وقال مندوب الدانمارك شتيفن شميت إنه يجب محاسبة الجناة, فيما قالت ألين تشامبرلين دوناهي سفيرة الولايات المتحدة التي شاركت بلادها في رعاية القرار إنها “تجدد وتساند بشدة عمل بعثة التحقيق”. واعتبرت في بيان أن “التصويت “يعكس تزايد الوحدة الدولية بشأن سوريا والعزلة المتزايدة للدول الثلاث التي وقفت وحدها لتعارض القرار”.
ووصف الدبلوماسي الروسي فلاديمير غيغلوف القرار بأنه “أحادي ولن يدعم التسوية السلمية رغم النمط الإيجابي الذي تضمن عملا قام به المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان”.
وقال السفير الصيني ليو تشين مين إن بلاده تدعو بقوة إلى الحوار السياسي في سوريا من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة، وإنها تدعم الجهود التي يبذلها أنان.
خريطة انتهاكات
وقد دعا قرار مجلس حقوق الإنسان المحققين إلى “وضع خريطة بيانية للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان منذ مارس/آذار 2011 وتحديثها بصفة مستمرة لتحوي تقييما لحجم الخسائر في الأرواح”.
وقال فريق الأمم المتحدة الذي يقوده البرازيلي باولو بينيرو في تقريره الشهر الماضي إن القوات السورية قتلت بالرصاص نساء وأطفالا عزلا وإنها قصفت مناطق سكنية وعذبت محتجين جرحى في المستشفيات بأمر من “أعلى مستوى” في قيادات الجيش والحكومة.
ووضع الفريق قائمة سرية لأناس يشتبه بأنهم أصدروا أوامر بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بغرض تقديمهم للمحاكمة مستقبلا.
ويشير القرار صراحة إلى دعوة نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان مجلس الأمن كي يحيل سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق. ويدين القرار “الانتهاكات المتصاعدة بشدة” لحقوق الإنسان التي ترتكبها السلطات السورية.
وتتضمن الانتهاكات الإعدام التعسفي والاستخدام المفرط للقوة وقتل وإعدام المحتجين واللاجئين ونشطاء حقوق الإنسان والصحفيين إلى جانب الاحتجاز التعسفي واختفاء وتعذيب المواطنين ومن بينهم أطفال.
وقال المجلس إن هناك “أدلة موثوقة ومتماسكة” على قيام قوات الحكومة السورية بالقصف المدفعي لمناطق سكنية بناء على أوامر من السلطات التي تتضمن ضباطا برتب رفيعة.
ودعا المجلس الجيش السوري للعودة إلى ثكناته ورفع الحصار عن المدن المحاصرة، ومن بينها حمص ودرعا والزبداني، كما دعا السلطات السورية للسماح بدخول غير مشروط لعمال الإغاثة والسماح لهم بالوصول إلى المدنيين المحتاجين للمساعدات الإنسانية.
رفض سوري
في مقابل ذلك, قال السفير السوري فيصل خباز حموي إن القرار لا يعكس حقيقة ما يجري على الأرض، وهو ما يتضمن جرائم ترتكبها العصابات المسلحة والأثر السلبي للعقوبات. ورأى أن الإدانة الجديدة لن تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور للموقف وأن “من دعوا إلى هذا القرار ومن بينهم بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة لا يهتمون بأمر الضحايا”.
وكان المجلس قد تصدى في وقت سابق لعرض روسي بتعديل القرار ليدين “الهجمات الإرهابية” القاتلة في دمشق وحلب هذا الشهر.
عقوبات أوروبية
على صعيد آخر, قرر الاتحاد الأوروبي تشديد الطوق حول الرئيس السوري بشار الأسد من خلال فرض عقوبات على زوجته أسماء وعلى ثلاث أخريات من أفراد أسرته بينهن والدته.
وهؤلاء النساء الأربع جزء من مجموعة جديدة من 12 شخصا قرر وزراء خارجية دول الاتحاد الـ27 المجتمعون في بروكسل منعهم من السفر إلى أوروبا وتجميد أرصدتهم بسبب “اشتراكهم في القمع” أو بسبب “دعمهم للنظام”.
وبذلك يرتفع عدد الأفراد الخاضعين للعقوبات الأوروبية إلى 126 وعدد الشركات إلى 41 بعد إضافة شركتين نفطيتين الجمعة.
وقد رحبت الولايات المتحدة بهذه العقوبات ورأت فيها “خطوة جيدة” تضاف للجهود الدولية الرامية إلى التعجيل بسقوط نظام الأسد.
مساعدات إيرانية متعددة المحاور للأسد
تترواح بين العسكرية والتقنية والمشورة
تقدم إيران مساعدة كبيرة للرئيس السوري بشار الأسد لمساعدته في قمع الثورة المناهضة لحكمه وتترواح بين أجهزة مراقبة عالية التقنية وبنادق وذخيرة وطائرات من دون طيار بحسب مسؤولين أمنيين أميركيين وأوروبيين.
لكن هؤلاء المسؤولين يقرون بأن المساعدة الإيرانية ليست السبب الرئيسي في بقاء النظام بعد أكثر من عام على اندلاع الثورة -التي خلفت أكثر من ثمانية آلاف قتيل- بل لأن الأسد لا يزال ممسكا “بقوة” بالنظام، إضافة إلى أن معارضيه غير منظمين مما قد يرجح استمراره في القبض على زمام السلطة لسنوات.
وقال المسؤولون -الذين كانوا يناقشون قضايا مخابراتية شريطة عدم الكشف عن أسمائهم- إن المساعدة الفنية التي تقدمها طهران لقوات النظام تشمل أجهزة مراقبة إلكترونية وتكنولوجيا مصممة لإعاقة جهود المحتجين في التواصل عبر وسائل الإعلام الاجتماعية وطائرات إيرانية الصنع بدون طيارين.
وفي هذا الصدد أشار مسؤول أميركي إلى أنه على مدار العام الماضي قدمت إيران لدمشق مساعدات أمنية لدعم الأسد كما زودته خلال الشهرين الماضيين “بمواد فتاكة” تشمل بنادق وذخيرة وغيرها من العتاد العسكري لمساعدته في إخماد الثورة.
وأضاف أن طهران قدمت لدمشق أجهزة مراقبة لمساعدة النظام في قمع المعارضة زودتها بتقنيات عن مراقبة الإنترنت وتعطيله، موضحا أن الجمهورية الإسلامية أعطت النظام طائرات من دون طيارين غير مزودة بأسلحة تستخدمها دمشق بجانب ما لديها من تكنولوجيا لمراقبة قوات المعارضة.
طائرات بدون طيارين
وعن هذا كشف موقع (أفييشنست) المتخصص بالطيران أنه تم رصد طائرة بدون طيار إيرانية في سماء حمص، يطلق عليها الإيرانيون اسم (بهباد) وتعني طائرة تعمل بجهاز تحكم عن بعد.
بدوره بث موقع (جوينت) المتخصص أيضا صورة مأخوذة من فيديو لأحد الناشطين تظهر طائرة أخرى في سماء سوريا تبين بعد التدقيق أنها ليست من الطراز الأميركي. وتوقع الموقع أن تكون الطائرة من صناعة إيرانية.
ولكن اللافت -في حال صحته- ما أورده موقع (واي نت) الإسرائيلي من أن مصانع وزارة الدفاع السورية تصنع طائرات من دون طيار شبيهة بمثيلاتها الإيرانية، ملمحا إلى أن القوات السورية تستخدم النماذج المصنعة محليا من هذه الطائرات. إلا أن مسؤولين أميركيين أكدوا أن بعض هذه الطائرات تأتي مباشرة من إيران.
ولم تقتصر المساعدة الإيرانية للنظام السوري على السلاح والتكنولوجيا بل تعدتها إلى تقديم النصح والمشورة من قبل مسؤولين أمنيين عن سبل مواجهة المنشقين بحسب أحد المسؤولين الأميركيين، وأضاف أن بعض هؤلاء الأمنيين الإيرانيين بقوا في سوريا لتقديم النصح لقوات الأسد.
ومع أن الظاهر أن المساعدة الإيرانية المتعددة المحاور لسوريا ساعدت نظام الأسد في حملته الدموية والبقاء في السلطة بعد عام من الثورة فإن المسؤولين الأميركيين والأوروبيين قالوا إن بقاء النظام السوري لا يعتمد بشكل كامل على استمرار المساعدة من طهران.
قوة الأسد
ويتفق مسؤولون أميركيون في أن سيطرة الأسد لا تزال قوية ويرون أن معارضيه غير منظمين مما قد يرجح استمرار الرئيس السوري في القبض على زمام السلطة لسنوات.
وأكد مسؤول أميركي أنه بالنسبة للمستويات الحالية فإن المساعدة الإيرانية مهمة ولكنها “ليست عاملا مغيرا لقواعد اللعبة في الصراع ككل”.
بدوره لفت مسؤول أوروبي إلى أن الإيرانيين يزودون وكالات الأمن السورية بأجهزة وبرامج إلكترونية لمساعدتها في تعطيل جهود تنظيم احتجاجات داخل سوريا وجهود عناصر مناهضة للنظام لنشر رسائلها إلى مؤيديها خارج البلاد.
وقال المسؤولون إن سوريا حصلت أيضا على بعض تكنولوجيا المراقبة من موردين أوروبيين.
وتعد الجمهورية الإسلامية منذ عقود راعيا لسوريا التي ساعدت بدورها في نقل مساعدات وأسلحة لحزب الله في لبنان.
وخلال الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية المتنازع عليها عام 2009 والتي تعد أكبر احتجاجات عامة منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في 1979 عطلت السلطات الإيرانية وسائل الإعلام الاجتماعي وشبكات الهواتف المحمولة.
ومع تنامي الاحتجاجات ضد حكم الأسد العام الماضي كانت الولايات المتحدة أول من أثار احتمال حصول النظام السوري على مساعدات من إيران لقمع الاحتجاجات
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية في يونيو/حزيران عقوبات اقتصادية على اثنين من كبار مسؤولي الأمن الإيرانيين بزعم مساعدتهما النظام في قمع الاحتجاجات.
المصدر:رويترز
عقوبات أوروبا لسوريا.. هل تكفي؟
لبيب فهمي-بروكسل
مع كل اجتماع دوري لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي يعود الملف السوري ليفرض نفسه على أجندتهم ويبدأ الحديث عن حزمة جديدة من العقوبات. فبإضافتهم خلال اجتماعهم اليوم 11 اسما إلى لائحة من نحو 150 شخصا ومنظمة بينها أبرز أركان النظام السوري وأسماء الأسد زوجة الرئيس السوري تخضع لحظر الحصول على تأشيرات للدخول إلى الأراضي الأوروبية وتجميد أرصدتها، يكون الاتحاد الأوروبي قد فرض خلال سنة هي عمر الثورة السورية 13 حزمة من العقوبات على سوريا.
وكان الاتحاد الأوروبي قد اعتمد اليوم سلسلة جديدة من العقوبات بحق النظام السوري تستهدف بصورة خاصة زوجة الرئيس بشار الأسد ووالدته وشقيقته وشقيقة زوجته، وتشمل العقوبات -التي تتضمن فرض حظر سفر وتجميد للأصول- وزير الطاقة السوري ووزير الإدارة المحلية وخمسة وزراء آخرين.
ويخضع نظام بشار الأسد منذ مايو/أيار 2011 لعقوبات من الاتحاد الأوروبي، كما فرض الاتحاد على نحو 150 شخصا ومنظمة بينهم أبرز أركان النظام حظرا على دخول أراضي دوله وتجميد أرصدة.
واتخذ الاتحاد الأوروبي في الإجمال 12 سلسلة عقوبات تستهدف أيضا البنك المركزي وتجارة المعادن الثمينة ورحلات الشحن.
واستهدفت هذه العقوبات بالأخص قطاع النفط والبنك المركزي وتجارة المعادن النفيسة ورحلات الشحن الجوي والعديد من الشركات السورية التي يحظر على الشركات الأوروبية إجراء أي تعاملات معها.
وإذا كانت هذه العقوبات قد أضرت بمصادر حيوية للدخل من العملة الصعبة -كما هو حال قطاع النفط مثلا حيث كان الاتحاد الأوروبي يستورد 95% من الصادرات النفطية السورية مما أدى إلى تراجع قيمة الليرة السورية- فإن العديد من المتتبعين للشأن الأوروبي يتساءلون عن مدى التأثير الحقيقي لهذه العقوبات وإمكانية ضغطها على النظام السوري في الوقت الذي ما زالت دمشق تحظى فيه بدعم كل من موسكو وبكين.
وبينما مكن الإجماع الأوروبي من إصدار العقوبات والتعبير عن مواقف تتكرر في كل البيانات الصادرة عن الاتحاد والمتعلقة بالتنديد بالنظام السوري والمطالبة بوقف العنف وبالتغيير الديمقراطي والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بل والدعوة إلى محاكمة المسؤولين عما يحدث من جرائم، فإن هذا الإجماع يختفي عندما يتعلق الأمر باتخاذ موقف موحد من إغلاق سفارات الدول الأعضاء في دمشق، إذ لم تقدم على ذلك حتى الآن سوى ست دول فقط من أصل 27 هي فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وفنلندا وإيطاليا وهولندا.
مفتاح الحل
ويقول الخبير في الشؤون الأوروبية والدفاع نيكولا غرو فيرهايد “يعلم الجميع أن مفتاح الحل للأزمة السورية لا يوجد في دمشق أو في بروكسل، ولكن في موسكو أو في بكين. لذا على الاتحاد الأوروبي أن يفكر في مبادرات كبرى من هذا النوع للضغط على نظام بشار الأسد”.
ويضيف أنه “من غير المجدي تماما مواصلة النقاشات الكبرى التي يشهدها كل اجتماع لرؤساء الدبلوماسية الأوروبية للحديث عن الحاجة إلى شراكات إستراتيجية مع الدول الكبرى في هذا العالم. لأن الوقت قد حان لمناقشة الإستراتيجية حقا مع هذين البلدين روسيا والصين بدل الإبقاء على الشلل الحالي ومواصلة إصدار بيانات تكرر نفس المواقف”.
وحتى بالنسبة لإنشاء بعثة للسلام كما هو مقترح من قبل جامعة الدول العربية بمساعدة من الأمم المتحدة، فالصمت هو سيد الموقف لدى المسؤولين الأوروبيين مع الاكتفاء بالقول إن الاتحاد الأوروبي يدعم الجامعة العربية وخاصة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان، كما كررت ذلك اليوم منسقة السياسة الخارجية والأمنية الأوروبية كاثرين آشتون، إضافة إلى رفض الحديث عن أي تدخل عسكري على غرار ما حصل في ليبيا.
ويقول فرهايد “هناك شعور بوجود انقسام في الموقف الأوروبي هو الذي يدفع إلى صعوبة الخروج من الجمود الحالي ويتركز في عدم إمكانية الانتقال من تنديد مبدئي تصاحبه عقوبات اقتصادية إلى موقف أكثر إستراتيجية”.
وكما يتردد في أروقة الاتحاد الأوروبي فهناك نهجان في السياسة الخارجية الأوروبية، الأول يطالب بالاكتفاء بالمساعدة الإنسانية وتمثله كاثرين آشتون، والثاني يعتقد ضرورة عمل سياسي ودبلوماسي مثل فرنسا.
وكانت المفوضة الأوروبية قد أعلنت أمس -ردا على استمرار تدهور الوضع الإنساني في سوريا وعلى حدودها- عن تخصيص مبلغ مساعدات إضافي بقيمة سبعة ملايين يورو سنويا لدعم أولئك الذين أصيبوا بجروح أو أجبروا على الفرار من العنف. وبذلك يتأكد النهج الذي اختاره الاتحاد الأوروبي حاليا في إطار تعامله مع الملف السوري في انتظار تطور الوضع مستقبلا.
المالح يجهش بالبكاء أمام البرلمان البولندي
مندداً بجسامة عمليات التعذيب في حق المتظاهرين السوريين
العربية.نت
أجهش المعارض السوري البارز هيثم المالح بالبكاء عقب إلقاء كلمة أمام البرلمان البولندي، حينما تحدث عن آلة العنف في سوريا، وما تفعله قوات النظام بحق المتظاهرين.
وأشاد المالح بالحراك السياسي في بولندا عقب انهيار النظام الشيوعي، وأضاف: “كنا نتطلع إلى حركة مماثلة في سوريا، إلا أن النظام آثر القمع والتنكيل والتشريد وانتهاك الحرمات والأعراض واغتصاب النساء والأطفال”.
مشيراً في الوقت ذاته إلى جسامة التعذيب الذي يتعرض له المتظاهرون في سجون النظام، الأمر الذي لا يكاد يصدقه عقل بشري، شارحاً كيف يمكن لإنسان أن يعمل عملا مشينا كهذا في إنسان آخر.
ويعكف هيثم المالح حاليا على القيام بجولات في أوروبا، لتسليط الضوء على الأزمة السورية، وقد استقال هيثم المالح مؤخراً من المجلس الوطني السوري، الذي يتخذ من مدينة اسطنبول التركية مقراً له، وعزا قرار الاستقالة إلى غياب التنسيق.
أنيسة مخلوف.. قائدة مشروع التوريث السوري
عميد سوري منشق يتحدث عن خفايا الأم الأكثر تأثيراً ودورها السياسي
العربية.نت
تتعدد الروايات حول دور أنيسة مخلوف، زوجة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ووالدة الرئيس بشار الأسد، في إدارة السلطة في سوريا ودورها في القرارات السياسية، لكن العارفين بخفايا وأسرار عائلة الأسد، يعتبرون أن السيّدة مخلوف هي الأكثر تأثيراً في كل شيء، إلا أنها أخفقت في إقناع زوجها حافظ، بتوريث السلطة إلى نجلهما ماهر بدلا من بشار، وترى أن ما وصلت إليه سوريا ومعها كل عائلة الأسد، هو ثمرة تسليم بشار زمام الحكم.
ولدت أنيسة مخلوف في بلدة بستان الباشا العلوية القريبة من بلدة القرداحة، مسقط رأس الرئيس حافظ الأسد، وتربّت في كنف عائلة غنية وترعرعت في منزل عمّها بسبب وفاة والدها وهي طفلة، لكنها كانت تتمتع بجمال لافت، وبعدما تخرّج الأسد الأب في المدرسة الحربية راح يتردد إلى منزل صديق له من آل الكنش في بستان الباشا، وهناك تعرف على أنيسة وأعجب بها، وعندما تقدّم لطلب يدها رفض عمّها هذا الزواج، لأن العريس ابن عائلة فقيرة، لكن الأسد لجأ إلى أحد المشايخ العلويين من آل غزال الذي تدخّل وأقنع آل مخلوف بتزويجه منها، نقلاً عن تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط” السعودية اليوم السبت.
ويضيف العارفون بسيرة حياة أنيسة مخلوف أنها امرأة شديدة الذكاء، إذ إنه بعد زواجه منها كان الأسد يشاورها في كثير من الأمور، وفي أيام الوحدة مع مصر انتدب إلى القاهرة وكانت معه، لكنه بعد عودتهما من القاهرة حاول الأسد الانقضاض على السلطة عام 1962، أجهضت المحاولة وجرى زجّ الأسد في سجن المزّة، وهنا غضبت عائلة مخلوف وطلبت من ابنتها أنيسة الانفصال عنه، لكنها رفضت لأنها رزقت منه بطفلة هي بشرى، وعاد مشايخ الطائفة العلوية ليضغطوا على آل مخلوف، وبعد خروج الأسد من السجن نفّذ انقلابه المشهور، وهنا بدأ دور أنيسة الفعلي في حياة حافظ الأسد وتثبيته في السلطة، فكانت تجتمع بزوجات أصدقائه الضباط لاسيما زوجات محمد عمران وصلاح شديد ويوسف الزعيم ورجال الطبقة السياسية، وكانت تقدّم لزوجها تقييما عن شخصيات هؤلاء السيدات وأزواجهن.
ظلّت السيدة الأسد تشارك زوجها الحكم في الظلّ من خلال الاستشارات التي تقدمها إليه والآراء، وكانت تنصحه بأن لا يسرف في قتل أبناء شعبه خصوصا خلال فترة مجازر حماة، كي لا يزرع الحقد في نفوس السوريين عليه وعلى عائلته، كما يقول العارفون بخفايا الحكم في سوريا.
وعندما كبر الأبناء وعلمت بإصابة زوجها بمرض السرطان، بدأت تولي نجلها باسل الاهتمام الأكبر لتأهيله لتسلّم دفة الحكم، إذا ما حصل أي مكروه لوالده، وراحت ترسله إلى فروع المخابرات والاجتماع بالضباط، وطلبت من اللواء محمد ناصيف وبهجت سليمان وغازي كنعان وعبدالحليم خدام تأهيله سياسيا، لكن بعد مقتل باسل أصيبت عائلة الأسد بضربة في الصميم، وعاشت أنيسة حالة من الاكتئاب وكانت تمضي معظم أوقاتها يوميا جاثمة أمام صورة ضخمة لباسل في القصر الجمهوري تبكيه، وعاشت حالة اضطراب داخلي، خصوصا أن أحدا من أبنائها الباقين لم يكن مؤهلا لتولي السلطة، وحالة زوجها الصحية في تراجع دائم.
ويلفت العارفون أيضا إلى أنه عندما اجتازت مصيبة مقتل باسل بصعوبة، أشارت أنيسة على زوجها بتأهيل ماهر لوراثته لأنه الأكفأ لها، لاسيما أن بشّار كان يتخصص بطب جراحة العيون في لندن، ولا يتمتع بشخصية السياسي البارع، ولأنه سريع الانتقال من الهدوء إلى حالة الغضب، لكن حافظ فضّل بشّار لأنه الأكبر، وطلب منه العودة إلى سوريا سريعا، وقد ناصره في هذا الرأي ابنته بشرى، لأن علاقتها بماهر ليست على ما يرام، فهو نسخة طبق الأصل عن شقيقه باسل الذي كان يكن العداء لزوجها آصف شوكت، وكان ينظر إليه على أنه واحد من (بدو) طرطوس ومن أصول سنيّة، بينما لم يكن ماهر مكترثا للأمر لانشغاله بالمال والملذات وتفضيله أن يكون بشار في الواجهة، بينما يكون هو الحاكم الفعلي على الأرض.
وبعد أخذ وردّ طلبت أنيسة من زوجها أن يؤهل الاثنين معا (بشار وماهر)، ويترك للشعب السوري أن يختار أحدهما، لكن رأي حافظ وبشرى كان الغالب، ومنذ ذلك الوقت بدأ بشار يظهر إلى العلن وتكفّل محمد ناصيف وبهجت سليمان ومصطفى التاجر وعبدالحليم خدام بتأهيله سياسياً، وأرسله والده بجولة تعارفيه على كل دول الخليج العربي وفرنسا، لكن خلال زيارته الكويت ارتكب بشار خطأ، تمثل بدعوته (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين للإفراج عن المعتقلين الكويتيين، فوبخه والده على هذا التصريح، لأنه تعرض إلى قضية شائكة ومعقدة، خصوصا أن زيارته كانت للتعارف فقط.
وهنا يؤكد العميد المنشق عن جهاز المخابرات الجوية، حسام العواك، للصحيفة أنه “على أثر وفاة الرئيس حافظ الأسد وقبل إعلان الخبر، جمعت أنيسة أفراد العائلة وانضم آصف شوكت لأول مرة لاجتماع خاص بالعائلة، وتوجهت إليه راجية إياه أن يدعم بشار، وأن يكونوا يدا واحدة، ثمّ استدعت إلى الاجتماع كلا من مصطفى طلاس وبهجت سليمان وغازي كنعان وعبدالحليم خدام، ثمّ طلبت استنفار كافة الوحدات العسكرية والأمنية وتسيير دوريات للأمن في شوارع دمشق وإعلان حالة طوارئ، ثمّ عممت نبأ رحيل الرئيس الأسد، وفورا عمل هذا الفريق على نقل السلطة إلى بشار، وكان هذا الفريق سعيدا جدا ببشار، لأنه يعلم أن الأخير غير قادر على إدارة الحكم من دون الرجوع إليهم في كل أمر”.
ويضيف العواك: “ظلّ القلق ينتاب الأم إلى أن ثبتت دعائم حكم ولدها، لكن ما كان يقلقها تمدد سلطة شخصية سنية لبنانية هي (رئيس حكومة لبنان الأسبق) رفيق الحريري، بالنظر لعلاقاته العربية والدولية الواسعة وتأثير هذا النفوذ على دور عائلة الأسد سلبا، وكانت تتوجس من علاقته بعبدالحليم خدام خشية من أن يتحوّل خدام بدعم من الحريري إلى مشروع قائد لسوريا في المستقبل، وطرحت فكرة وضع حدّ لهذه العلاقة والحدّ من تمدد نفوذ الحريري بأي طريقة.
ويلفت ضابط المخابرات المنشق إلى أن السيدة الأسد لم تكن ترغب بخروج الجيش السوري من لبنان أيا كان الثمن، وعلى أثر اتخاذه القرار بإجلاء القوات السورية من لبنان توجهت إلى بشار قائلة له: أنت خالفت قول والدك بأن سوريا ولبنان لبيت الأسد لولد الولد، ومتفقين مع دول العالم على أنه لا أحد يخرج آل الأسد من لبنان، فماذا تفعل أنت؟ وقد شكّل الانسحاب صدمة قوية لها.
إيران تزود الأسد بأسلحة فتاكة لإخماد الاحتجاجات
تشمل أجهزة مراقبة إلكترونية ومواد قاتلة وطائرات إيرانية بدون طيارين
العربية.نت
أفاد مسؤولون أمنيون أمريكيون وأوروبيون أن إيران تقدم مساعدة كبيرة للرئيس السوري بشار الأسد، في قمع الاحتجاجات المناهضة لحكمه. وتتراوح تلك المساعدات بين أجهزة مراقبة عالية التقنية وبنادق وذخيرة.
وقال المسؤولون إن المساعدة الفنية التي تقدمها طهران لقوات الأمن التابعة للأسد، تشمل أجهزة مراقبة إلكترونية وتكنولوجيا مصممة لإعاقة جهود المحتجين في التواصل عبر وسائل الإعلام الاجتماعية، وطائرات إيرانية الصنع بدون طيارين.
وأضاف المسؤولون الذين اشترطوا عدم كشف هويتهم، أن إيران زودت سوريا أيضا بمواد قاتلة لاستخدامها في إخماد أعمال الشغب.
وأعلن مسؤول أمريكي أن إيران قدمت لدمشق، على مدار العام الماضي، مساعدات أمنية لدعم الأسد. كما زودته خلال الشهرين الماضيين بمواد فتاكة، تشمل بنادق وذخيرة وغيرها من العتاد العسكري لمساعدته في قمع المعارضة.
وأضاف أن إيران قدمت لدمشق أيضاً أجهزة مراقبة مزودة بتقنيات عالية لمراقبة الإنترنت
وتعطيله، معلناً أن مسؤولين أمنيين إيرانيين سافروا إلى دمشق لتقديم النصح لحاشية الأسد عن سبل مواجهة المنشقين، وبعضهم ما زال في سوريا لتقديم النصح لقوات النظام.
ويبدو أن المساعدة الأمنية المتعددة المحاور التي تقدمها إيران لسوريا ساعدت حكومة الأسد في حملتها الدموية والبقاء في السلطة بعد عام من الاحتجاجات.
لكن المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين أشاروا إلى أن بقاء النظام السوري لا يعتمد بشكل كامل على استمرار المساعدة من طهران.
من جهة أخرى، اتفق المسؤولون الأمريكيون على أن سيطرة الأسد لا تزال قوية، ورأوا أن معارضيه غير منظمين، مما قد يرجح استمرار الرئيس السوري في القبض على زمام السلطة لسنوات.
إلى ذلك، أضاف مسؤول أوروبي أن الإيرانيين زودوا وكالات الأمن السورية بأجهزة وبرامج إلكترونية لمساعدتها في تعطيل جهود تنظيم احتجاجات داخل سوريا وجهود عناصر مناهضة للنظام لنشر رسائلها إلى مؤيديها خارج البلاد.
وقال المسؤولون إن سوريا حصلت أيضا على بعض تكنولوجيا المراقبة من موردين أوروبيين.
وكانت وكالة أنباء فارس الإيرانية قد ذكرت قبل أيام أن خبراء إيرانيين أنتجوا ما وصفته بأنه نوع جديد من طائرات بدون طيارين عرفته باسم الفراشة، وقالت إنه قادر على تنفيذ مهمات عسكرية وأخرى لمراقبة الحدود.
قائد مروحية سورية ينشق ويقصف فرعاً للأمن العسكري
قصف عشوائي على أحياء حمص القديمة والأمم المتحدة ترشح وصول عدد اللاجئين إلى 250 ألفا
العربية.نت
أكدت مصادر في المجلس الوطني السوري أن قائد مروحية عسكرية قام بقصف فرع الأمنِ العسكري في أعزاز في ريف حلب بعد انشقاقه، بحسب تقرير لقناة “العربية” اليوم السبت.
وقال عضو المجلس الوطني السوري، محمد عناد، في حديث سابق لـ”العربية” إن الطيار تلقى أوامر بقصف مدنيين في منطقة أعزاز في حلب، إلا أنه رفض الأمر واستهدف مبنى الأمن العسكري في البلدة. وأضاف عناد أن الطائرةَ هبطت بسلام
بعد نفاد ذخيرتِها في تركيا.
وأكد عضو المجلس الوطني السوري أن قائد المروحية العسكرية المنشق عن النظام موجود في الأراضي التركية الآن.
وأضاف أن النظام بات عاجزاً عن السيطرة على الجيش، فهو يبعث بطائراته الحربية لتحلق فوق المدن السورية من دون ذخيرة؛ خشية تعرض القصر الرئاسي لأي هجوم.
قصف عشوائي على منازل أحياء حمص القديمة
وكانت صواريخ جيش النظام السوري استهدفت وسط مدينة حمص، ما أدى إلى اشتعال الحرائق في المحلات التجارية. كما تجدد القصف على أحياء حمص القديمة والخالدية والحميدية وباب هود. وطال القصف المدفعي مدينة القصي، في وقت تحركت فيه بعض المدرعات بالقرب من حاجز المشتل.
إلى ذلك، أعلنت هيئة الثورة عن انشقاق جديد لعناصر من الجيش النظامي وانضمامهم إلى كتيبة العمري في درعا.
وأفادت شبكة شام الإخبارية بتجدد القصف المدفعي على قلعة المضيق في ريف حماة لليوم الثالث عشر على التوالي وتدمير الكثير من البيوت. كما اقتحمت القوات النظامية مدينة أنخل في درعا وكفر شمس، ونفذت حملة دهم واعتقالات واسعة.
وحاصرت بصرى الشام في درعا، مطلقة النيران باتجاه المدينة الأثرية. كما أفيد عن اقتحام سراقب من الجهتين الغربية والشرقية وسمع دوي انفجارات عديدة واشتباكات في دوما بريف دمشق.
عدد اللاجئين بلغ 40 ألفاً والأمم المتحدة ترشح وصوله إلى 250 ألف لاجئ
من جهة أخرى، أعلن منسق الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين السوريين أن الأعباء الملقاة على كاهل الدول المجاورة لسوريا يزداد مع استمرار تدفق اللاجئين.
وكان آخر إحصاء لوكالة الأمم المتحدة للاجئين كشف أن عدد اللاجئين في لبنان وسوريا وتركيا بلغ 40 ألفا. على الرغم من أن الامم المتحدة تشير الآن إلى أن الرقم الحقيقي قد يكون أكبر من ذلك بمرتين.
يذكر أن وثيقة نداء الأمم المتحدة شددت على وجوب أن تكون الوكالات الإنسانية مستعدة للتعامل مع تدفق محتمل للاجئين قد يصل لنحو مئتين وخمسين ألف لاجئ.
جنسية أسماء الأسد
وإلى ذلك، ذكرت صحيفة “تليغراف” البريطانية أن وزارة الداخلية البريطانية تدرس إسقاط الجنسية عن زوجة الرئيس بشار الأسد، أسماء، التي حصلت عليها بالمولد في بريطانيا. وغادرت أسماء لندن عام 2000 مع زوجها بشار، الذي تولى الحكم بعد وفاة والده.
وأوضحت الصحيفة أن العقوبات الأوروبية التي طالت أمس الجمعة والدة بشار وشقيقته وزوجة أخيه، لن تمنع أسماء الأسد من زيارة بريطانيا، لأنها تحمل جواز سفر بريطانياً.
ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، قوله: “من حق حاملي جواز السفر البريطاني دخول المملكة المتحدة”.
وكان عضو مجلس العموم ساجيد جافيد قد طلب من وزيرة الداخلية، تريزا ماي، أن تستخدم سلطتها حسب قانون الهجرة والجنسية واللجوء لعام 2006، الذي يخولها إسقاط الجنسية عن أي شخص “طالما كان ذلك في الصالح العام”، ولا يؤدي الى تشرد الشخص المعني.
ويستهدف ذلك البند من القانون الإرهابيين مزدوجي الجنسية، لكنه لم يستخدم حتى الآن في أية حالة.
الزياني ينتقد لافروف
من جهته، انتقد عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بشأنِ الأزمة السورية، مؤكداً أنها لا تنسجم والاتفاق الأخير الذي جرى بين روسيا والجامعة العربية.
وكان لافروف قد صرَّح بأن إغلاق دول المجلس سفاراتها في دمشق يعود لأسباب غير مفهومة.
وأوضح الزياني أن قرار إغلاق السفارات كانت وراءه جرائمُ النظام الوحشية في حق الشعب السوري.
ورفض الأمين العام لمجلس التعاون أيضا تحذير لافروف من حكم قادم لأحد مكونات الشعب السوري على حساب مكوناته الأخرى، في إشارة لما تحدث به لافروف ضد السنّة.
59 قتيلاً في سوريا الجمعة
هذا وأفادت تنسيقياتُ الثورة السورية بأن عدد القتلى برصاص قواتِ النظام بلغ أمس الجمعة 59، سقط 22 منهم في إدلب، حيث ارتكبت قوات النظام السوري مجزرة جديدة في سرمين بريف إدلب، إضافة إلى وقوع قتلى في حمص وحماة ودرعا.
وفي حمص، أمطر الجيش النظامي منطقةَ القصير وقراها بالصواريخ، وجرى إطلاق نار من عناصر موالية للنظام في بعض أحياء المدينة.
وقال مجلس قيادة الثورة السورية في دمشق إن قوات النظام شنت حملةَ اعتقالات عشوائية في برزة بريف دمشق.
القاصد الرسولي لدى دمشق: لا تطهير عرقي يستهدف المسيحيين بحمص
الفاتيكان (23 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
نفى القاصد الرسولي في دمشق المونسنيور ماريو زيناري الجمعة وجود مذبحة بحق المسيحيين في مدينة حمص السورية، وقال في تصريح لوكالة الأنباء التبشيرية ميسنا “المدينة لا تشهد تطهيرا عرقيا”، ملفتا إلى أن غالبية مسيحيي المدينة هجروها منذ فترة
وأشار المونسنيور زيناري إلى أن أحياء المدينة المسيحية، كالحميدية وبستان الديوان، “شهدت خلال الأيام الماضية وصول مدنيين هربا من القتال في البلدة القديمة”، وقال “بعض الكهنة والأسر المسيحية المتبقية يبذلون قصارى جهدهم لمساعدة النازحين”، حيث “تم تحديد بعض المباني العامة والبيوت المهجورة لإيوائهم”، على حد تعبيره
وقال القاصد الرسولي “إن قبضة القوات الحكومية أضحت تضيق تدريجا على آخر جيوب المقاومة المسلحة في المدينة الثالثة” السورية
وكانت وكالة أنباء فاتيكانية أخرى تحدثت قبل يومين عن “تطهير عرقي يجري في حمص بحق المسيحيين على يد كتيبة الفاروق المرتبطة بتنظيم القاعدة” وفق تعبيرها
وفي مذكرة تلقتها وكالة (فيديس) الفاتيكانية للأنباء الأربعاء، من الكنيسة الأرثوذكسية السورية التي ينتمي إليها ستين بالمائة من المسيحيين في البلاد، أكدت أن “مليشيات إسلامية مسلحة تمكنت من إخراج 90٪ من المسيحيين من مدينة حمص، مصادرة منازلهم بالقوة”، حيث “طرقوا أبواب المسيحيين واحدة فواحدة في أحياء الحميدية وبستان الديوان، وأرغموهم على الفرار، دون منحهم فرصة أخذ أي شيء من أمتعتهم”، مشيرة إلى أن “لواء الفاروق تقوده عناصر مسلحة من تنظيم القاعدة وجماعات وهابية مختلفة، ويضم مرتزقة قدموا من ليبيا والعراق” وفق نص المذكرة
ولقد نفت بدورها “كتائب الفاروق” التابعة لـ “الجيش السوري الحر” المنشق عن الجيش النظامي في وقت سابق الجمعة ما أوردته وكالة “فيديس” الاتهامات التي وجهتها الكنيسة الأرثوذكسية السورية للكتائب بأنها ترتبط بالقاعدة وتقوم بتطهير عرقي للمسيحيين في حمص
وأشارت الكتائب في بيان أصدرته خصيصا في هذا الصدد إلى “وجود مسيحيين ضمن تشكيلاتها العسكرية وإلى وجود وحدة أهداف مع معظم مسيحيي المدينة”، واتهمت بالمقابل بعض الأسر المسيحية في المدينة بأنها “شاركت النظام في قتل المدنيين”، وذكّرت بأن عناصر الكتيبة هم من أجلى الصحفيين الأجانب المسيحيين من مدينة حمص الشهر الماضي
المرصد السوري: 20 قتيلا على يد قوات الأمن
سقط 20 قتيلا على الأقل السبت على يد قوات الأمن السورية حسبما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، في بيان إن سبعة اشخاص قتلوا في “اطلاق نار من القوات النظامية السورية ورصاص قناصة في احياء الخالدية والانشاءات وكرم الزيتون والبياضة في مدينة حمص”.
كما ذكر البيان أن “ثلاثة مواطنين في مدينة القصير في محافظة حمص قتلوا في اطلاق نار من رشاشات ثقيلة”.
وكان المرصد أشار في وقت سابق الى ان المدينة تتعرض منذ الصباح “لسقوط قذائف هاون واطلاق نار من رشاشات ثقيلة”.
وفي محافظة ادلب، قتلت امرأة في اطلاق نار من القوات النظامية في قرية ارنبا.
كما قتل مواطن اثر اصابته باطلاق نار خلال اقتحام القوات النظامية مدينة سراقب التي تشهد اشتباكات بين هذه القوات ومجموعات منشقة قتل فيها ثلاثة عناصر من القوات السورية.
درعا وحماه
وفي محافظة درعا، قتل “مواطن من بلدة خربة غزالة اثر اصابته باطلاق رصاص من حاجز عسكري قرب قرية صماد”.
وقتل جندي من الجيش النظامي باطلاق رصاص عليه قرب احد الحواجز في بصرى الشام، وتلت ذلك حملة مداهمات في المنطقة.
استخدم الجيش السوري الدبابات لاقتحام عدد من المدن
كما قتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية السورية اثر هجوم على قوات حرس الحدود في محافظة الحسكة.
واشار المرصد الى “تعرض بلدة قلعة المضيق في ريف حماة لاطلاق نار من رشاشات ثقيلة وقصف بقذائف الهاون من القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة منذ نحو اسبوعين”.
ودارت اشتباكات عنيفة ليل أمس بين القوات النظامية والجيش السوري الحر في ريف دمشق.
وذكر المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي ان “مناطق الغوطة الشرقية شهدت مساء اشتباكات عنيفة جدا سمعت أصواتها في معظم أنحاء ريف دمشق، ووصلت الاصوات لبعض مناطق العاصمة”.
وافاد بيان المرصد السوري بأن هناك “انتشارا لقناصة واليات عسكرية ثقيلة على بعض المحاور في مدينة دوما التي تشهد اضرابا بعد الاشتباكات والانفجارات والقصف الذي شهدته”.
سراقب
على صعيد متصل، أكد ناشطون وكذلك المرصد السوري اقتحام القوات السورية مدينة سراقب، المحاصرة منذ أشهر، في محافظة ادلب بالدبابات.
وقال نور الدين العبدو عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة المعارض في ادلب إن “26 دبابة دخلت مدينة سراقب من الطرف الغربي وتمركزت فيها بشكل قسم المدينة الى قسمين”.
واضاف أن “الجيش بدأ حملة تمشيط واعتقالات”، مشيرا الى “سماع اصوات انفجارات في المدينة بينما لا يجرؤ احد على الخروج من منزله”.
كما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان اقتحام “القوات العسكرية السورية لاحياء في مدينة سراقب ترافقها اليات عسكرية ثقيلة”.
موسكو وبكين
وعلى صعيد الجهود الدبلوماسية، يتوجه كوفي أنان المبعوث الدولي والعربي الخاص بسوريا إلى موسكو وبكين خلال الأيام القادمة.
يتوجه عنان إلى موسكو وبكين
وذكرت وزارة الخارجية الروسية ان أنان سيلتقي بالرئيس الروسي يدمتري مدفيديف ووزير الخارجية سيرغي لافروف غدا الأحد.
واعلنت وزارة الخارجية الصينية السبت أن أنان سيزور بكين الثلاثاء والأربعاء بدلا عن نهاية الأسبوع الجاري.
وتكتسب هاتان الزيارتان أهمية خاصة لأن موسكو وبكين تتخذان موقفا مناهضا للدول الغربية وبعض الدول العربية الساعية إلى فرض المزيد من الضغوط على دمشق عبر مجلس الأمن الدولي.
ولا تزال الجهود الدبلوماسية والعربية متعثرة إزاء إيجاد حل للأزمة السورية بعد أكثر من عام على انطلاق المظاهرات المناهضة لحكم الرئيس الأسد في مارس/ آذار من العام الماضي.
من جانبه، قال الناطق باسم الخارجية الصينية هونغ لي إن “قادة صينيين سيستقبلون انان وسيجري مسؤولون في وزارة الخارجية محادثات موسعة معه”.
واضاف أن “الصين تولي اهمية لوساطة أنان وتدعم جهوده وتأمل ان تسمح زيارته بتبادل معمق لوجهات النظر من اجل التوصل الى تسوية سياسية للمسألة السورية”.
ووصف التسوية التي تسعى بكين للتوصل إليها بانها “عادلة وسلمية ومناسبة”.
إحالة ناشطين على القضاء
في غضون ذلك، أفاد المحامي ميشال شماس بأن الأجهزة الامنية السورية احالت السبت الناشطين بهراء عبد النبي حجازي وانس عبد السلام المعتقلين الى القضاء بتهمة “انشاء جمعية سرية” و”الاشتراك في تظاهرات مناهضة للنظام”.
واعتقل الناشطان في الثاني من فبراير/ شباط الماضي.
وناشد شماس السلطات الافراج عن جميع المعتقلين، بمن فيهم ابنته يارا وزملاؤها الذين تم اعتقالهم في مقهى في السابع من مارس/ آذار الجاري، “من اجل تفادي تفاقم الازمة في سوريا وايجاد حل لها والتنفيس عن حالة الغضب”، على حد قوله.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
سوريا: عشرات القتلى في مناطق متفرقة وعقوبات أوروبية جديدة على أسرة الاسد
قتل العشرات يوم الجمعة في مناطق متفرقة في سوريا حيث تظاهر عشرات الالاف من السوريين فيما اطلق عليه “جمعة يا دمشق قادمون” لمناصرة العاصمة التي شهدت مؤخرا اشتباكات عنيفة وتصاعدا في حركة الاحتجاج.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان قتل 32 شخصا من بينهم 16 مدنيا و13 جنديا وثلاثة منشقين.
من ناحية ثانية وفي تعيد للضغوط الاوروبية على الرئيس السوري بشار الاسد من بينهم زوجته اسماء من السفر الى الدول الاعضاء في الاتحاد. و يشمل الحظر الذي وافق عليه وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اثني عشر شخصاً من بينهم والدة بشار الاسد وشقيقته.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية أن “عشرات الالاف من الاشخاص تظاهروا في سوريا اليوم، رغم الانتشار الامني الكثيف وتعرض عدد من المناطق للقصف مما حال دون خروج تظاهرات فيها”.
وفي دمشق خرجت تظاهرات في حيي الميدان والتضامن بينما تظاهر اكثر من الف شخص
في حي كفرسوسة واجهتهم قوات الامن باطلاق الرصاص مما اسفر عن جرح ثمانية اشخاص.
وافادت لجان التنسيق المحلية ان “قوات النظام تطوق جميع المساجد في جوبر لمنع خروج تظاهرات”، مشيرة الى “وجود كثافة أمنية على حاجز جوبر العباسيين”.
وفي ريف دمشق خرجت تظاهرات في دوما والمليحة وعربين والهامة.
وفي حلب، قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات المدينة محمد الحلبي “خرجت عشرون تظاهرة في عدد من احياء حلب كان اكبرها في حيي السكري وبستان القصر وواجهها الامن باطلاق رصاص كثيف وقنابل مسيلة للدموع”.
وفي محافظة ادلب، التي تتركز فيها العمليات العسكرية للقوات النظامية، اكد المرصد خروج تظاهرات حاشدة من عدة مساجد في مدينة معرة النعمان تطالب بمحاكمة رموز النظام ووقف شلالات الدماء”، بالاضافة الى تظاهرات في عدة بلدات من ريف ادلب.
واظهر مقطع على شبكة الانترنت تظاهرة في قرية الكستن في منطقة جسر الشغور ردد فيها المتظاهرون اغاني تنتقد الرئيس السوري بشار الاسد.
من المقرر أن يشمل الحظر زوجة الرئيس الاسد
دبلوماسيا، أدان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ما سماه “التصعيد الحاد” والانتهاكات المتزايدة التي تقترفها القوات السورية.
ومدد المجلس بعثة التحقيق التابعة له في سوريا التي توثق لوقوع جرائم ضد الإنسانية بما فيها الإعدامات والتعذيب.
وتم التصويت على قرار التمديد بغالبية 41 عضوا من أعضاء المجلس الـ47.
واعترضت على القرار ثلاث دول هي الصين وروسيا وكوبا، كما تغيبت عن الاجتماع دولتان ولم تشارك دولة واحدة في التصويت هي الفلبين.
إمكانيات محدودة
في هذه الاثناء شكت الأمم المتحدة من معوقات تحول دون وصول وكالات الإغاثة إلى المحتاجين للمساعدة في سوريا.
وقالت فاليري اموس مسؤولة المساعدات الانسانية في الامم المتحدة الخميس إن وكالات الاغاثة لا تتاح لها سوى “امكانيات محدودة” للوصول الى المحتاجين داخل سوريا.
وتأتي تصريحات اموس على الرغم من مطالبة مجلس الامن الدولي بالسماح لموظفي الاغاثة بدخول البلدات السورية المحاصرة.
وقالت اموس في بيان إن “الوضع في سوريا مستمر في التدهور مع استمرار الاقتتال والعنف في المدن في شتى أنحاء البلاد ومنها دمشق.”
وأضافت “ما زلت أشعر بقلق بالغ على الذين يجدون أنفسهم محاصرين في هذا الوضع. والذين تشردوا يحتاجون الى الطعام والمأوى والمساعدة الطبية. وما زلت أطالب بالسماح بدخول المنظمات الانسانية بلا قيد.”
وقالت اموس “في الوقت الحالي لا يمكننا سوى تنفيذ أنشطة محدودة لتقديم الطعام والمساندة الصحية ومساعدات الصحة العامة داخل سوريا وذلك بسبب انعدام الامن وضيق الامكانيات المتاحة للمنظمات الانسانية للوصول الى المحتاجين.”
تحقيق دولي
وكان مجلس الامن الدولي قد عقد جلسة غير رسمية الخميس مع اعضاء لجنة شكلها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة للتحقيق في جرائم حرب يحتمل ارتكابها خلال حملة الحكومة السورية التي مضى عليها عام على المحتجين المطالبين بالديمقراطية.
يذكر أن حكومة الرئيس بشار الأسد رفضت التعاون مع اللجنة. وقال السفير الالماني في الامم المتحدة بيتر فيتيج بعد اجتماع الخميس مع اللجنة ان المجلس يجب ان يدرس اجراء تحقيق دولي.
وأضاف “مع الغياب الكامل لامكانية الوصول وعدم تعاون الحكومة السورية، فانه يجب على مجلس الأمن ان يفرض بنفسه لجنة تحقيق دولية. وعلى المجلس ان يضمن ان تتم تلبية مطالبته بارساء المحاسبة”.
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
عام على بدء معاناة النازحين السوريين
ندى عبدالصمد بي بي سي – وادي خالد
كان لبنان من أوائل الدول التي عرفت تدفق اللاجئين السوريين إليها
عام مضى على انطلاق الانتفاضة السورية ومعه مضى عام او اقل على قصص النزوح من سوريا باتجاه دول الجوار.
وكان لبنان من اوائل الدول التى عرفت تدفقا للاجئين باتجاه حدوده ولاسيما مع انطلاق التحركات في محافظة حمص وايضا في ريف دمشق.
فالحدود اللبنانية السورية حدود طويلة تمتد من شمال لبنان باتجاه شرقه. وهي حدود مفتوحة ومتعرجة ومتداخلة وفي كثير من نقاطها، هي غير مرسمة وبالتالي هنالك منازل على تلك الحدود لا يعرف ما اذا كانت ضمن الاراضي اللبنانية او السورية من شدة التداخل وبعضها قطع خط الحدود نصفها.
اول حالات نزوح سجلت باتجاه منطقة وادي خالد وهي منطقة تتداخل فيها العلاقات التجارية والعشائرية مع القرى المحيطة في محافظة حمص، حتى البضائع في محلات المنطقة هي سورية بالكامل. وسكان هذه المنطقة لطالما اعتبروا سوريين قبل ان يجري تجنيسهم منتصف التسعينات من القرن الماضي.
وفي كثير من تلك النقاط الحدودية تتداخل العلاقات بين سكان تلك المناطق على جانبي الحدود. فالزيارات والعلاقات بين سكانها هي شبيهة بتلك التي تشهدها علاقات اهل القرى في القرية الواحدة.
فالمعابر والمسالك غير الشرعية التى سمحت بها جغرافيا تلك الحدود، جعلت من الانتقال بين البلدين امرا سهلا ما فتح ايضا باب تهريب البضائع، حتى ان سكان منطقة وادي خالد كانوا يعبرون الحدود الى القرى المجاورة للتبضع توفيرا للحاجات اليومية.
هذا الواقع سهل لعشرات العائلات السورية عبور تلك المعابر غير الشرعية هربا من القصف والملاحقة في وسوريا باتجاه لبنان.
واقام هؤلاء عند اقارب لهم في منطقة وادي خالد حيث هنالك علاقات مصاهرة متعددة بين البلدين.
كما ان بيوتا فتحت لهم في المنطقة حيث جرى ايواؤهم . ومع ارتفاع العدد في الاشهر التى تلت انطلاق الانتفاضة وانتقال الحراك الى غالبية المناطق في حمص ازداد عدد اللاجئين ففتحت لهم بعض المدارس التى حولت غرفها الى اماكن سكن للعائلات، حتى ان الغرفة الواحدة باتت تضم اربع عائلات على الاقل.
لكن الجانب السوري عمد وبعد اشهر قليلة على انطلاق الانتفاضة، الى “تلغيم” تلك الحدود لمنع العبور ما قلل من تدفق العدد وقلل ايضا من حركة الذهاب والاياب لبعض اللاجئين على اعتبار ان عددا منهم كان ياتي الى لبنان عند وقوع احداث في قريته ثم وبعد ايام يعود اذا ما تراجع التوتر.
لكن الانتقال الى لبنان بات باتجاه واحد رغم ان مسالك غير ملغمة جرى اعتمادها لنقل بعض الجرحى والمزيد من العائلات السورية الى لبنان.
اما عدد النازحين فهو اربعة الاف حسب منظمة الامم المتحدة لشؤون اللاجئين. لكن المنظمة تقر ان العدد اكبر بكثير لان غالبية الذين عبروا، عبروا عبر مسالك غير شرعية وبالتالي فان احصاء عددهم متعذر.
ويعيش هؤلاء ظروفا حياتية صعبة مع غياب الاهتمام الرسمي اللبناني بشؤونه واقتصاره على هئيات محلية ودولية .
الا ان ما يقدم من اعانات، وبعضها فردي ، ما زال دون حاجة هؤلاء، حتى ان بعض الامراض انتشر بين النازحين ولاسيما في المدارس من دون ان يسجل اي تدخل لحصرها.
وقد لاحظنا ان النازحين في مستشفى مشتى حسن في وادي خالد انتشر بينهم مرض جلدي بدا يشمل غالبية القاطنين في المدرسة نتيجة قلة المياة وقلة العناية بالظواهر الاولى للمرض.
و قد فتك بغالبية قاطني هذه المدرسة من دون ان يسجل اي تحرك لمعالجته من قبل الهيئات المحلية او غيرها.
النازحون الى لبنان لم يتوقعوا ان تطول معاناتهم كل هذه الفترة وهم اليوم يتمنون ان يشهدوا قريبا اليوم الذي سيعبرون فيه بالاتجاه المعاكس.
* ندى عبدالصمد على تويتر:
المزيد من بي بي سيBBC © 2012
مسؤولون: ايران تساعد الاسد في اخماد الاحتجاجات
من مارك هوزنبول
واشنطن (رويترز) – يقول مسؤولون امنيون امريكيون واوروبيون ان ايران تقدم مساعدة كبيرة للرئيس السوري بشار الاسد لمساعدته في قمع الاحتجاجات المناهضة لحكمه وتترواح من اجهزة مراقبة عالية التقنية الى بنادق وذخيرة.
وقال المسؤولون ان المساعدة الفنية التي تقدمها طهران لقوات الامن التابعة للاسد تشمل اجهزة مراقبة الكترونية وتكنولوجيا مصممة لاعاقة جهود المحتجين في التواصل عبر وسائل الاعلام الاجتماعية وطائرات ايرانية الصنع بدون طيارين. وكان المسؤولون يناقشون قضايا مخابراتية شريطة عدم الكشف عن اسمائهم.
وقال المسؤولون ان ايران زودت سوريا ايضا بمواد قاتلة لاستخدامها في اخماد اعمال الشغب.
وقال مسؤول امريكي “على مدار العام الماضي قدمت ايران لدمشق مساعدات امنية لدعم الاسد. قدمت ايران خلال الشهرين الماضيين مواد فتاكة للنظام السوري تشمل بنادق وذخيرة وغيرها من العتاد العسكري لمساعدته في قمع المعارضة.”
واضاف المسؤول قائلا “قدمت ايران لدمشق اجهزة مراقبة لمساعدة النظام في قمع المعارضة. وقد زودتها بتقنيات عن مراقبة الانترنت وتعطيله.”
وقال ان ايران زودت حكومة الاسد “بطائرات بدون طيارين غير مزودة باسلحة تستخدمها دمشق بجانب ما لديها من تكنولوجيا لمراقبة قوات المعارضة.”
واضاف المسؤول ان مسؤولين امنيين ايرانيين سافروا الى دمشق لتقديم النصح لحاشية الاسد عن سبل مواجهة المنشقين موضحا ان بعض المسؤولين الامنيين الايرانيين بقوا في سوريا لتقديم النصح لقوات الاسد.
ويبدو ان المساعدة الامنية المتعددة المحاور التي تقدمها ايران لسوريا ساعدت حكومة الاسد في حملتها الدموية والبقاء في السلطة بعد عام من الاحتجاجات. وتشير تقديرات الامم المتحدة الى ان ثمانية الاف مدني قتلوا في الصراع.
ومع ذلك فإن المسؤولين الامريكيين والاوروبيين يقولون ان بقاء النظام السوري لا يعتمد بشكل كامل على استمرار المساعدة من طهران.
ويتفق مسؤولون امريكيون في ان سيطرة الاسد لا تزال قوية ويرون ان معارضيه غير منظمين مما قد يرجح استمرار الرئيس السوري في القبض على زمام السلطة لسنوات.
واضاف مسؤول امريكي قائلا “بالنسبة للمستويات الحالية فان المساعدة الايرانية مهمة ولكنها ليست عامل مغير لقواعد اللعبة في الصراع ككل.”
وتعتبر ايران منذ عقود راعيا لسوريا التي ساعدت بدورها في نقل مساعدات واسلحة لحزب الله الشيعي في لبنان.
وخلال الاحتجاجات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية الايرانية المتنازع عليها عام 2009 والتي تعتبر اكبر احتجاجات عامة منذ تأسيس الجمهورية الاسلامية في 1979 عطلت السلطات الايرانية وسائل الاعلام الاجتماعي مثل موقعي فيسبوك وتويتر وايضا شبكات الهواتف المحمولة.
وتردد ان القمع الداخلي في ايران زاد منذ ذلك الحين.
وقال مسؤول اوروبي ان الايرانيين يزودون وكالات الامن السورية بأجهزة وبرامج الكترونية لمساعدتها في تعطيل جهود تنظيم احتجاجات داخل سوريا وجهود عناصر مناهضة للنظام لنشر رسائلها الى مؤيديها خارج البلاد.
وقال المسؤولون ان سوريا حصلت ايضا على بعض تكنولوجيا المراقبة من موردين اوروبيين.
ومع تنامي الاحتجاجات ضد حكم الاسد العام الماضي كانت الولايات المتحدة اول من اثار احتمال حصول النظام السوري على مساعدات من ايران لقمع الاحتجاجات.
واعلنت وزارة الخزانة الامريكية في يونيو حزيران فرض عقوبات اقتصادية على اثنين من كبار مسؤولي الامن الايرانيين بزعم مساعدتهما حكومة الاسد في قمع الاحتجاجات.
وفرضت الوزارة عقوبات على اسماعيل احمدي مقدام واحمد رضا رادان رئيس ونائب رئيس قوة الامن الوطني الايرانية بتهمة تقديم دعم للمخابرات السورية العامة وارسال افراد الى دمشق في ابريل نيسان لمساعدة الحكومة السورية في قمع الشعب السوري.
وزعمت الوزارة ان رادان سافر الى دمشق للالتقاء بمسؤولي وكالات الامن السورية لتقديم “خبرته لمساعدة الحكومة السورية في حملة القمع ضد الشعب السوري.”
وقال مسؤولون امريكيون ان ايران اتمت جهودها لدعم قدرات المراقبة السورية بتزويد دمشق بطائرات مراقبة بدون طيارين ايرانية الصنع.
وفي وقت سابق من مارس اذار ذكر موقع افييشنست المتخصص انه تم تحديد طائرة بدون طيار من نوع “بهباد” وتعني “طائرة توجه عن بعد” بالفارسية تحلق فوق حمص التي كانت مسرحا لاشتباكات عنيفة وقعت في الاونة الاخيرة بين الحكومة وقوات المعارضة.
وفي فبراير شباط نشر موقع اخر متخصص وهو اوبن سورس جيونج صورا مأخوذة من فيديو سجله هاو لطائرة بدون طيار تحلق على الارجح فوق ضاحية في دمشق.
واوضح الموقع الالكتروني ان بعض التقارير الاخبارية رجحت ان تكون الولايات المتحدة اطلقت طائرات بدون طيارين فوق سوريا ولكن الطائرة المعروضة في الصور لا تبدو امريكية.
واستشهد الموقع بتكهنات بأن الطائرة قد تكون ايرانية الصنع.
وكان موقع يديعوت احرونوت الاخباري الاسرائيلي ذكر في وقت سابق من مارس اذار ان وزارة الدفاع السورية انتجت طائرات بدون طيارين مطابقة تماما من الناحية الفنية لانواع اخرى ايرانية ورجحت ان
تكون تلك الطائرات المحلية الصنع هي ما تستخدمها القوات السورية.
ولكن مسؤولا امريكيا قال ان بعض طائرات سوريا جاءت مباشرة من ايران.
وكانت وكالة انباء فارس الايرانية ذكرت قبل ايام ان خبراء ايرانيين انتجوا ما وصفته بانه “نوع جديد من طائرات بدون طيارين” عرفته باسم “الفراشة” وقالت انه قادر “على تنفيذ مهمات عسكرية
واخرى لمراقبة الحدود.”
(اعداد معاذ عبدالعزيز للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي)
سوريا تنفي انشقاق طيار وهبوط طائرته في تركيا
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — نفت سوريا بشدة، يوم السبت، إنشقاق أحد طياري سلاح الجو السوري وهروبه مع طائرته إلى تركيا، بعد أن عصى الأوامر وقصف مقرات أمنية في حلب.
وكانت قناة العربية السعودية بثت تسجيل فيديو لطائرة محلقة في لقطة ليلية، وقالت إن الطيار رفض الأوامر بقصف مدنيين في منطقة عزاز في حلب، وقام بدلاً من ذلك بقصف مقر أمني.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الحكومية عن “مصدر مسؤول” لم تسمه قوله “إن الأنباء التي بثتها قناة العربية حول انشقاق طيار وهبوطه مع طائرته في تركيا وقيامه بقصف مقرات أمنية في حلب عارية عن الصحة جملة وتفصيلاً.”
وأكد المصدر، بحسب الوكالة التي تديرها الدولة أن “قنوات الإرهاب الدموي، ومنها العربية، اعتادت بث مثل هذه الأخبار الكاذبة التي تعكس مدى إفلاسها في حملتها العدائية ضد سوريا.”
وكانت قناة العربية نقلت عن محمد عناد، عضو المجلس الوطني السوري، قوله إن الطيار رفض الأوامر بقصف المدنيين، واستهدف مبنى الأمن العسكري في بلدة عزاز في حلب،” مشيراً إلى أن “الطائرة هبطت في تركيا بعد نفاد الذخيرة.”
اتهامات سورية “سخيفة” لـCNN بالتعاون مع “إرهابيين”
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– بعدما دأبت على توجيه اتهاماتها إلى العديد من وسائل الإعلام والفضائيات العربية والغربية، باختلاق وتشويه حقائق ما يجري في سوريا، جاء الدور على شبكة CNN ليطولها نصيب من تلك الاتهامات، التي لا يكل منها المسؤولون في نظام الرئيس بشار الأسد.
ففي أحدث حلقة من تلك الاتهامات، ادعت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، في تقرير لها الجمعة، أن صحفيين من فريق شبكة CNN شاركوا في تفجير خط أنابيب لنقل النفط في حمص، بالتعاون مع “المجموعات الإرهابية المسلحة”، وهو وصف دأب نظام دمشق أيضاً على إطلاقه على المناوئين لنظام الأسد.
وقالت “سانا” إن مقاطع فيديو بثها التلفزيون العربي السوري الأربعاء، كشفت بعضاً من جوانب “العدوان الإعلامي الذي يشن على سوريا، من خلال تزوير الواقع، وفبركة الأحداث، واختلاق الأكاذيب، الذي تقوم به بعض قنوات الإرهاب الدموي العربية والغربية، بالتعاون مع المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا، والجهات التي تدعمها وتمولها.”
وذكرت أن أحد مقاطع الفيديو، الذي تم نشره قبل فترة، ويصور “عملية تخريب” خطوط نقل النفط في منطقة “السلطانية” بريف حمص، من قبل “المجموعات الإرهابية المسلحة”، يظهر أن “من قام بزرع الكاميرا هم مراسلو قناة CNN، الذين دخلوا سوريا بطريقة غير مشروعة، عبر الحدود اللبنانية، بما يؤكد أنهم كانوا على علم بجريمة التخريب، ونسقوا مع الإرهابيين لتصويرها، وبثها، ما يجعلهم شركاء فيها.”
وجاءت هذه الاتهامات بعدما أذاع التلفزيون السوري أجزاء مقتطعة من الفيلم الوثائقي “72 ساعة تحت النار”، الذي يتناول المخاطر والعقبات التي يواجهها أعضاء فريق CNN أثناء عملهم في مدينة حمص.
وذكرت سانا أنه “يسمع في مقطع الفيديو صوت المصور المختص بشؤون الأمن، تيم كروكت، وهو يسأل المصور الصحفي نل هلسوارث، عن حالته الصحية، بعد أن أصيب بالاختناق جراء الدخان المتصاعد نتيجة الاعتداء على خط النفط، ثم تسأل المراسلة، أروى دامون، المصور كروكت إن كان هلسوارث بحاجة إلى طبيب، فيجيبها بأنه لا يريد.”
وأشارت الوكالة السورية في سياق اتهاماتها، إلى أن قناة CNN “قامت بإجراء اتصال مع مراسلتها، دامون، وعرضت صوراً مباشرة للاعتداء على خط النفط، من نفس الكاميرا، التي ركبت قبل يوم، بهدف تصوير عملية التخريب.”
وتابعت أنه “رغم هذه الحقيقة، عمدت قناة CNN إلى الزعم، عبر مراسليها، أن من قام بالتفجير هو الجيش العربي السوري (الاسم الرسمي للجيش النظامي الموالي للأسد)، لإبعاد الشبهة عن تورط أمريكيين باستهداف هذه الأنابيب.”
ونقلت عن رفيق لطف، عرفته بأنه عضو “اتحاد الإعلاميين العرب في أمريكا”، قوله إن “ما تم نشره، وما سينشر لاحقاً، من وقائع موثقة بالأدلة، هو جزء بسيط من الهجمة الإعلامية التي تتعرض لها سوريا، ويشكل فضيحة كبرى للقنوات التي تدعي أنها تعمل بحيادية، ويبين مدى تورطها في العدوان على سوريا، والمتاجرة بدماء شعبها.”
وأضاف لطف، بحسب وكالة الأنباء الرسمية، إن “الإعلام السوري انتقل إلى مرحلة الهجوم، بينما أصبح المضللون والمزورون في مرحلة الدفاع، بعد أن اتضحت أكاذيبهم وانكشفت للعالم.”
وخلال البرنامج الذي بثه التلفزيون السوري، تساءل لطف: “من يقف وراء هذا الاعتداء؟.. إنها مجموعة واحدة.. من هي تلك المجموعة؟.. دعوا CNN تجيب على هذا السؤال.. إنه أمر من اثنين.. إما أنهم هم من قاموا بإعداده.. ولكنني أؤكد لكم أنهم كانوا مجرد شركاء.”
ورد طوني مادوكس، نائب الرئيس التنفيذي والمدير العام لـCNN على تلك الاتهامات بأنها “سخيفة”، وتابع بقوله: “نحن نقف بقوة وراء فريق عملنا المتميز في سوريا.”
وأضاف مادوكس: “من المؤسف أنه لم يمكن للمواطنين (السوريين) مشاهدة هذا الفيلم الوثائقي المهم، من دون تلك التشويهات السخيفة.”
ومن بين الاتهامات التي تضمنها البرنامج، الذي أذاعه التلفزيون السوري، تساءل لطف عما إذا كانت وسائل الإعلام الأمريكية تعمل مع تنظيم “القاعدة”، الذي ذكر المتحدث أنه على علاقة بـ”الجيش السوري الحر”، الذي يقود المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد.
وقال: “لماذا هم يعملون الآن مع القاعدة؟”.. وتابع بقوله: “لقد عشت في أمريكا لمدة 16 عاماً، وأعرف أن الأمريكيين شعب طيب.”
وكانت دوائر رسمية في سوريا قد وجهت اتهامات مماثلة إلى فضائيات عربية وأجنبية، على السواء، من بينها فضائية “الجزيرة” القطرية، التي يقول مسؤولون في دمشق إنها “تعتمد على المسلحين، والإرهابيين للعمل كمراسلين بها.”