أحداث السبت 04 تشرين الثاني 2017
«داعش» يفقد معاقله السورية والعراقية وينسحب إلى وادي الفرات
لندن – «الحياة»
مني تنظيم «داعش» بهزيمتين كبيرتين في يوم واحد تمثلتا بإجباره على سحب عناصره من دير الزور في سورية، ومدينة القائم في غرب العراق، واضطراره للجوء إلى أراض صحراوية في وادي الفرات، حيث من المتوقع أن يُطلق منها عمليات انتحارية ضد القوات السورية أو العراقية أو غيرها في محيط المنطقة. وذكرت وكالة «فرانس برس» أن التنظيم فقد خلال الأشهر الماضية مساحات واسعة أعلن منها «خلافته» في سورية والعراق عام 2014، أبرزها خسارة الرقة والموصل. ولم يعد يسيطر سوى على بعض المناطق المتفرقة.
وأعلن الجيش السوري في بيان الجمعة استرداد مدينة دير الزور بالكامل، ما يشكل «المرحلة الأخيرة في القضاء النهائي على التنظيم في سورية، خصوصاً أن المدينة كانت تمثل المقر الرئيسي لقيادة التنظيم بعد خسارة الرقة».
وتشكل محافظة دير الزور حالياً مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الأولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي عند الضفاف الغربية لنهر الفرات حيث مدينتا دير الزور والبوكمال، والثانية تشنها «قوات سورية الديموقراطية» بدعم أميركي ضد مسلحي التنظيم عند الضفاف الشرقية للنهر الذي يقسم المحافظة.
وتعد مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، آخر أهم معاقله. كما لا يزال يسيطر على جيوب محدودة في محافظة حمص وقرب دمشق وفي جنوب البلاد.
وفي الجانب الآخر من الحدود السورية، دخلت قوات عراقية وفصائل الحشد الشعبي مركز مدينة القائم ضمن عملية اعتبرها التحالف الدولي «آخر معركة كبيرة» ضد التنظيم. وتمكنت القوات العراقية أيضاً من السيطرة على منفذ القائم الحدودي الرئيسي المتصل بمدينة البوكمال من الجانب الآخر للحدود. ولم يعد أمام القوات العراقية حالياً سوى استعادة قضاء راوة المجاور ومناطق صحراوية محيطة من محافظة الأنبار.
التنظيم يُهزم في القائم آخر مدنه في العراق
بغداد – «الحياة» – مع إعلان القوات العراقية أمس دخول مدينة القائم، آخر معاقل تنظيم «داعش» في العراق، تكون حقبة التنظيم في هذا البلد، التي بدأت باحتلاله عدداً من المدن العراقية عام 2014، قد انتهت رسمياً، لتفتح الباب لتكهنات مختلفة حول أسلوب عمل مقاتلي التنظيم مستقبلاً. كما تنهي استعادة القائم «ولاية الفرات» التي أعلنها «داعش» بعد سيطرته على محافظة الأنبار، وشملت هذه «الولاية» مدينة القائم والبوكمال السورية على الجانب الآخر من الحدود.
إلى ذلك، حذرت الحكومة العراقية إقليم كردستان من عرقلة تقدم قواتها للسيطرة على المنافذ الحدودية (راجع ص2).
وهنأ رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس القوات الأمنية لدخولها قضاء القائم وتحريرها منفذ حصيبة الحدودي مع سورية. كما هنأ «العراقيين بسيطرة الأبطال على قضاء القائم وتحريره في فترة قياسية»، بعدما بدأت القوات العراقية تدعمها فصائل «الحشد الشعبي» اقتحام المنطقة صباح أمس.
وكانت القوات العراقية أعلنت خلال الأيام الماضية السيطرة على معظم البلدات التي تحيط بمدينة حصيبة الحدودية التي تعد مركز قضاء القائم السكاني، وأعلن قائد عمليات تحرير غرب الأنبار عبد الأمير يارالله فرض السيطرة الكاملة على منفذ حصيبة الحدودي. وتعد حصيبة التوأم الجغرافي والديموغرافي لمدينة البوكمال السورية، حيث يفصل منفذها الحدودي بين عشائر وعائلات منقسمة على جانبي الحدود.
ولم يعد أمام القوات العراقية سوى استعادة قضاء راوة المجاور ومناطق صحراوية محيطة من محافظة الأنبار، لتعلن استعادة كافة الأراضي التي سيطر عليها تنظيم «داعش» عام 2014.
وكان هذا التنظيم أعلن فور إكمال سيطرته على محافظة الأنبار التي تعد أكبر المحافظات العراقية مساحة، تقسيمها إلى ثلاث «ولايات»، أبرزها «ولاية الفرات» التي جمعت البوكمال بالقائم.
وبتحرير القوات العراقية قضاء القائم تكون قد أنهت سيطرة تنظيم «داعش» على كل المدن الرئيسة التي احتلها منذ بداية عام 2014، وأولاها القائم والفلوجة، وأعقبتها بستة شهور مدن الموصل وتكريت وعدد من بلدات ديالى، قبل أن تبدأ الحملات العسكرية بدعم أميركي، لاستعادة تلك المدن تباعاً من سيطرة التنظيم.
وتؤكد المصادر العسكرية العراقية أن مقاتلي «داعش» انسحبوا إلى عدد من القرى المتناثرة عبر الحدود، لكن مجموعات أخرى كانت تحللت داخل البيئة السكانية للمدن السنّية وبين النازحين، وهؤلاء قد يسعون إلى استعادة أسلوب التنظيمات المسلحة السابقة بضرب المدن عبر عمليات إرهابية.
وكانت السفارة الأميركية قالت في بيان أول من أمس إن أحد المجمعات التجارية في بغداد مهدد بعمل إرهابي، ونصحت مواطنيها بعدم الاقتراب من المجمع.
إلى ذلك، جددت الحكومة العراقية أمس، تمسكها بفرض السيطرة الاتحادية على المنافذ الحدودية لإقليم كردستان مع دول الجوار.
وأكد الناطق باسم الحكومة العراقية سعد الحديثي في تصريح إلى «الحياة»، أن «إدارة الحدود وحمايتها هو ملف سيادي للحكومة الاتحادية في بغداد، وفق الدستور، ولا يمكن أن يدار من قبل سلطة الإقليم، كونه ملفاً حساساً جداً، ومرتبطاً بالأمن الداخلي والخارجي للدولة». وأعرب عن أمله بأن «يكون رد الفعل الكردي إيجابياً، ويتم تنفيذ الاتفاقات التي أبرمت بين القوات الاتحادية والبيشمركة والانسحاب من المناطق المتنازع عليها والمعابر الحدودية»، وأضاف: «نحن نتطلع إلى أن يكون هناك حس بالمسؤولية والحكمة من قبل أربيل وضمان عدم الانجرار إلى مشكلات أمنية واحترام الدستور وتطبيقه في شكل كامل».
وكانت الحكومة الاتحادية اتهمت الجانب الكردي بالتنصل من اتفاق أبرمه مع رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي، بالعودة إلى حدود الإقليم ما قبل عام 2003 والسماح لقواتها بالانتشار في المناطق المتنازع عليها، وأمهلت أربيل 48 ساعة لتنفيذ الاتفاق.
سقوط دير الزور يمهد للوصول إلى البوكمال
لندن، موسكو – «الحياة»
أعلنت القوات النظامية السورية أمس، تحرير دير الزور من تنظيم «داعش» بعد القضاء على «أعداد كبيرة من إرهابييه» والاستيلاء «على مستودعات أسلحته وذخيرته»، وفق تصريح مصدر عسكري سوري. وذكرت أنباء في دير الزور أن التنظيم زرع آلاف الألغام والعبوات الناسفة في الشوارع والمنازل في محاولة لعرقلة تقدم القوات النظامية. وأشار المصدر العسكري إلى أن وحدات الهندسة في الجيش السوري تقوم بإزالة المفخخات والألغام. وفتح تقدم القوات النظامية في محافظة دير الزور محوراً عسكرياً على الحدود السورية – العراقية للوصول إلى مدينة البوكمال الإستراتيجية (للمزيد).
واعتبرت القيادة العامة للجيش السوري أن أهمية إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة دير الزور «تأتي من موقعها الإستراتيجي كونها تشكل عقدة مواصلات تربط المنطقة الشرقية بالمنطقتين الشمالية والوسطى وتشكل ممراً رئيسياً بين بادية الشام والجزيرة السورية ومنها إلى العراق الشقيق، إضافة إلى أهميتها الاقتصادية كمنطقة زراعية تعد خزاناً رئيسياً للنفط والغاز».
وأضافت القيادة العامة أن الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة «مصمم على مواصلة حربه على ما تبقى من فلول تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية حتى إعادة الأمن والاستقرار إلى كل أراضي الجمهورية العربية السورية».
ولفتت إلى أن تحرير مدينة دير الزور «يشكل المرحلة الأخيرة» في القضاء النهائي على تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية، وأنه بفقدان سيطرته عليها «يفقد قدرته في شكل تام على قيادة العمليات الإرهابية لمجموعاته التي أصبحت معزولة ومطوقة في الريف الشرقي للمدينة».
وسيطرت القوات النظامية والميليشيات المساندة صباح أمس على كامل أحياء مدينة دير الزور، بعد معارك استمرت أشهراً كان آخرها في حي الحميدية.
وقتل تسعة أشخاص أمس في تفجير انتحاري في سيارة مفخخة، في بلدة حضر في هضبة الجولان السورية. وتحدثت أنباء عن أن «إرهابياً انتحارياً فجّر عربة مفخخة بين منازل المواطنين على أطراف بلدة حضر، ما تسبب في مقتل تسعة وجرح 23 شخصاً على الأقل».
واتهمت دمشق «جبهة النصرة» («هيئة تحرير الشام» حالياً) بتنفيذ التفجير، الذي أعقبته اشتباكات مع الجيش السوري. ومن جهة أخرى، قال الجيش الإسرائيلي أمس، إنه مستعد لحماية بلدة حضر، ووعد بعدم السماح بسقوطها في أيدي الفصائل التي تقاتل القوات السورية.
وقال الناطق باسم الجيش الجنرال رونن مانيليس في بيان إن الجيش الإسرائيلي جاهز «لمنع تعرض حضر للأذى أو الاحتلال كجزء من التزامنا إزاء المجتمع الدرزي».
ديبلوماسياً، أبلغ مصدر روسي «الحياة» بأن مصير مؤتمر سوتشي للحوار بين الأطراف السورية، الذي كانت موسكو أعلنت ترتيبات لعقده في 18 من الشهر الحالي، «يخضع لنقاش»، مرجحاً أن تتم «مراجعة الموعد والمكان» خلال الفترة القريبة المقبلة.
وعكست تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن الموضوع أمس، تمسكاً روسياً بفكرة عقد مؤتمر جامع لمكونات الشعب السوري، لكنه تجنب في حديثه الإشارة إلى سوتشي، كما أنه لمح إلى تأجيل الموعد المعلن بإشارته إلى أنه «سيتم الإعلان قريباً عن مواعيد محددة».
ودافع لافروف عن فكرة المؤتمر، مؤكداً أنها «تشكل أول محاولة نوعية لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254، الذي يطالب المجتمع الدولي بدعم السوريين في إقامة حوار شامل، يفضي إلى توافقات مقبولة من كل الأطراف حول التسوية السياسية».
ونبه إلى أهمية «عدم التسرع بالاستنتاجات والتوقعات حول الفكرة»، مؤكداً أن موسكو وجهت الدعوات إلى «كل الأطراف، الحكومة السورية وكل فصائل المعارضة من دون استثناء، سواء كانت داخل البلاد أو خارجها».
سورية تعلن تحرير مدينة دير الزور بأكملها
لندن- «الحياة»
أعلنت القوات النظامية السورية صباح امس إعادة الأمن والاستقرار إلى كامل مدينة دير الزور بعد القضاء على آخر بؤر إرهابيي تنظيم «داعش» فيها.
وقال مصدر عسكري في تصريح إلى وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن وحدات من القوات النظامية «أنجزت بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة تحرير مدينة دير الزور بالكامل من براثن تنظيم داعش بعد أن قضت على أعداد كبيرة من إرهابييه بمن فيهم متزعمون وأجانب ودمرت أسلحتهم وعتادهم واستولت على مستودعات أسلحته وذخيرته»، مشيرة إلى أن وحدات الهندسة «تقوم بتمشيط أحياء المدينة وإزالة العبوات الناسفة والمفخخات التي زرعها التنظيم الإرهابي في المباني والساحات».
واعتبرت القيادة العامة للجيش أن أهمية إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة دير الزور «تأتي من موقعها الإستراتيجي كونها تشكل عقدة مواصلات تربط المنطقة الشرقية بالمنطقتين الشمالية والوسطى وتشكل ممراً رئيسياً بين بادية الشام والجزيرة السورية ومنها إلى العراق الشقيق إضافة إلى أهميتها الاقتصادية كمنطقة زراعية تعد خزاناً رئيسياً للنفط والغاز».
ولفتت القيادة العامة للجيش إلى أن تحرير مدينة دير الزور «يشكل المرحلة الأخيرة» في القضاء النهائي على تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية وأنه بفقدان سيطرته عليها «يفقد قدرته في شكل تام على قيادة العمليات الإرهابية لمجموعاته التي أصبحت معزولة ومطوقة في الريف الشرقي للمدينة».
ووجهت القيادة العامة أن الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة «مصمم على مواصلة حربه على ما تبقى من فلول تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية حتى إعادة الأمن والاستقرار إلى كل أراضي الجمهورية العربية السورية».
وذكر مراسل «سانا» في دير الزور أن تنظيم «داعش» زرع آلاف الألغام والعبوات الناسفة في الشوارع والمنازل والبنى التحتية في محاولة يائسة لعرقلة تقدم القوات النظامية من جهة، وتدمير المزيد من الأبنية والمنشآت الخدمية التي حولها مخازن لأسلحته وذخيرته.
وأشار المصدر العسكري إلى أن وحدات الهندسة في الجيش «تتابع تفتيش الشوارع والساحات والمباني في أحياء المدينة وتقوم بإزالة المفخخات والألغام والعبوات الناسفة التي زرعها إرهابيو داعش في المنطقة».
وأضاف المصدر أن سيطرة القوات النظامية على مدينة دير الزور بالكامل جاءت «بعد عمليات عسكرية دقيقة على تجمعات عناصر داعش تتناسب مع المناطق السكنية حرصاً على عدم إلحاق الأضرار بالمنازل واستمرت هذه العمليات نحو شهر سقط خلالها الكثير من القتلى في صفوف عناصر داعش الذين استخدموا كل الوسائل الإجرامية لمنع تقدم الجيش ولكن من دون جدوى».
وقالت «سانا» إن تحرير مدينة دير الزور يعد خطوة مهمة وإنجازاً جديداً للقوات النظامية وحلفائها نحو اجتثاث تنظيم «داعش» الإرهابي في شكل كامل من كل الأراضي السورية و «إحباط كل محاولات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لإطالة عمر التنظيم لتنفيذ أجنداته المعادية للسوريين».
وتأتي سيطرة القوات النظامية بعد ضم مساحات واسعة في داخل أحياء المدينة، كان آخرها ثلاثة أحياء: الكنامات، والرصافة والمطار القديم.
وتتزامن عملياتها العسكرية في المدينة، مع تقدم أحرزته في الأيام الماضية جنوب المحافظة، وسيطرت من خلاله على مدينة الميادين المعقل الرئيسي للتنظيم في المحافظة. كما فتحت محوراً عسكرياً على الحدود السورية- العراقية للوصول إلى مدينة البوكمال الإستراتيجية.
وكانت القوات النظامية والميليشيات المرادفة لها حققت، منذ مطلع أيلول (سبتمبر) 2017 تقدماً واسعاً على حساب التنظيم، وسيطرت على الأوتوستراد الدولي دمشق- دير الزور في شكل كامل، بعد انسحابات متتالية للتنظيم، ووصلت إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات وسيطرت على قرية خشام القريبة من الحقول النفطية، وذلك بعد ضم مساحات واسعة بين «اللواء 136» ومطار دير الزور العسكري، والسيطرة على أحياء منها حويجة صكر في الجهة الغربية للفرات.
المحافظة مسرح المعركة الأخيرة في سورية ضد «داعش»
بيروت – أ ف ب – على وقع هجمات عدة، فقد تنظيم «داعش» الجزء الأكبر من محافظة دير الزور الغنية بحقول النفط والغاز التي سيطر عليها بالكامل عام 2014.
ومُني بأقسى خسائره فيها الخميس باستعادة الجيش السوري السيطرة على كامل مدينة دير الزور، مركز المحافظة وآخر كبرى المدن السورية التي وجد فيها تنظيم الدولة الإسلامية.
تعد مدينة دير الزور، العاصمة الإدارية للمحافظة التي تحمل الاسم ذاته والمحاذية للعراق. وتعرف هذه المحافظة بغناها بحقول النفط والغاز الأكثر غزارة في سورية.
بعد تحول حركة الاحتجاجات ضد النظام التي بدأت في آذار (مارس)2011 إلى نزاع مسلح، سيطرت فصائل معارضة وجهادية عام 2012 على أجزاء واسعة من المحافظة ومدينتها دير الزور.
ولكن مع تصاعد نفوذ تنظيم «داعش» وسيطرته على أجزاء واسعة من سورية والعراق، استولى أيضاً على المناطق التي كانت تحت سيطرة الفصائل في دير الزور.
وأحكم إثر ذلك حصاره تدريجياً على الجيش السوري وعشرات آلاف المدنيين من سكان المدينة والمطار العسكري المجاور.
وخلال السنوات الماضية، استهدفت الطائرات السورية والروسية كما مقاتلات التحالف الدولي بقيادة واشنطن مواقع تنظيم «داعش» في المحافظة.
وشهدت المدينة منذ إطباق تنظيم «داعش» حصاره عليها، معارك مع الجيش السوري المحاصر داخلها.
وفي مطلع العام الحالي وعلى رغم القصف الجوي الروسي والسوري الكثيف، ضيق التنظيم الإرهابي الخناق أكثر على المدينة، وفصل مناطق سيطرة الجيش السوري إلى جزءين، شمالي وآخر جنوبي يضم المطار العسكري.
وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، وعلى وقع عملية عسكرية بدعم جوي روسي تمكنت القوات النظامية السورية من فك حصار محكم فرضه التنظيم قبل نحو ثلاث سنوات على الأحياء الغربية لمدينة دير الزور والمطار العسكري المجاور لها.
وشهدت المدينة منذ ذلك الحين معارك عنيفة، إلى أن تمكنت القوات النظامية الخميس من فرض سيطرتها كاملة عليها.
كان تعداد سكان مدينة الزور قبل اندلاع الحرب يقدر بنحو 300 ألف نسمة. وقدّرت الأمم المتحدة قبل كسر الحصار تعداد السكان في الأحياء تحت سيطرة قوات النظام بأكثر من 90 ألف مدني.
وقدر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بدوره عدد المدنيين في الأحياء الشرقية بعشرة آلاف شخص.
وتسبب حصار تنظيم «داعش» للمدينة بمفاقمة معاناة السكان مع النقص في المواد الغذائية والخدمات الطبية. ولم يكن الوصول الى مناطق سيطرة الجيش متاحاً وبات الاعتماد بالدرجة الأولى على مساعدات غذائية تلقيها طائرات سورية وروسية.
وبدأ برنامج الأغذية العالمي عام 2016 ايضاً إلقاء مساعدات انسانية من الجو.
وعانى المدنيون المقيمون في الأحياء تحت سيطرة عناصر التنظيم الإرهابي، وفق ناشطين، أيضاً من شح المواد الغذائية وانقطاع خدمات المياه والكهرباء.
وتشكل محافظة دير الزور حالياً مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الأولى تقودها القوات النظامية السورية بدعم روسي عند الضفاف الغربية لنهر الفرات حيث تقع مدينتا دير الزور والبوكمال، والثانية تشنها «قوات سورية الديموقراطية» بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد إرهابيي «داعش» عند الضفاف الشرقية للنهر الذي يقسم المحافظة.
وعلى رغم طرده من مناطق واسعة منها، لا يزال التنظيم يسيطر على 37 في المئة من محافظة دير الزور، وتعد مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، آخر أهم معاقله فيها. كما لا يزال يسيطر على بعض الجيوب المحدودة في محافظة حمص (وسط) وقرب دمشق وفي جنوب البلاد.
وبات الجيش السوري يسيطر على 32 في المئة من محافظة دير الزور مقابل 31 في المئة تحت سيطرة «قوات سورية الديموقراطية» (تحالف فصائل كردية وعربية).
وتتركز أنظار قوى إقليمية ودولية على منطقة وادي الفرات هذه.
وانعكس التنافس في شكل واضح نهاية الأسبوع الماضي حين سيطرت قوات سورية الديموقراطية بدعم أميركي على حقل العمر النفطي الذي كان يشكل هدفاً للجيش السوري وحليفته روسيا.
ويضع الجيش السوري، ومن معه من مقاتلين لبنانيين في حزب الله أو أفغان وعراقيين وإيرانيين، نصب أعينهم اليوم مدينة البوكمال الحدودية مع العراق والتي تقع على الجهة المقابلة لمدينة القائم في العراقية.
ويتقدم الجيش السوري بغطاء جوي روسي نحو البوكمال من الجهة الجنوبية الغربية، إلا أنه لا يزال يبعد عنها مسافة 40 كيلومتراً على الأقل.
ومن المتوقع أن تلتقي القوات السورية والعراقية عند نقطة على جانبي الحدود، بين مدينتي القائم والبوكمال، لتطويق التنظيم المتطرف في منطقة وادي الفرات الممتدة من دير الزور إلى القائم.
ودخلت القوات العراقية صباح امس مركز مدينة القائم في غرب العراق بعد تمهيد من سلاح المدفعية وطيران الجيش والتحالف الدولي بقيادة واشنطن.
ويرى محللون أن منطقة وادي الفرات الممتدة من ما تبقى لتنظيم «داعش» في محافظة دير الزور إلى القائم تشكل «مركز الثقل الحيوي للتنظيم»، وهي منطقة ذات طبيعة صحراوية، فقيرة ومهملة من السلطات المركزية، كما يغلب عليها الطابع القبلي.
حصار سوري – عراقي على «داعش» في آخر معاقله
بغداد، دير الزور (سورية) – أ ف ب
استعاد الجيش السوري السيطرة على كامل دير الزور، آخر كبرى المدن السورية التي تواجد فيها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، في هزيمة جديدة للمتشددين تزامنت مع تقدم القوات العراقية داخل مدينة القائم الحدودية، آخر أهم معاقلهم في العراق المجاور.
وسيطرت القوات العراقية في تقدم سريع اليوم (الجمعة)، على منفذ القائم الحدودي مع سورية.
وعلى وقع هجمات عدة، فقد تنظيم «داعش»خلال الأشهر الماضية مساحات واسعة أعلن منها «خلافته» في سورية والعراق في العام 2014، أبرزها معقلاه مدينتا الرقة والموصل. ولم يعد يسيطر سوى على حفنة من المناطق المتفرقة.
وأعلن الجيش السوري في بيان اليوم أن «أنجزت وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة مهماتها في إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة دير الزور بالكامل».
ويأتي ذلك بعدما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مساء أمس عن سيطرة الجيش السوري على كامل المدينة، وهو أمر أكده الإعلام السوري الرسمي صباح اليوم.
وتقوم وحدات الهندسة، وفق بيان الجيش السوري بـ«بتمشيط أحياء المدينة وإزالة العبوات الناسفة والمفخخات التي خلفها التنظيم الإرهابي في المباني والساحات».
وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية منذ صيف العام 2014 على أجزاء واسعة من محافظة دير الزور الحدودية مع العراق وعلى الاحياء الشرقية من المدينة، مركز المحافظة.
وفي أيلول (سبتمبر) الماضي، وعلى وقع عملية عسكرية بدعم جوي روسي تمكن الجيش السوري من فك حصار محكم فرضه التنظيم قبل حوالى ثلاث سنوات على الأحياء الغربية لمدينة دير الزور والمطار العسكري المجاور لها.
وشهدت المدينة منذ ذلك الحين معارك عنيفة.
وتشكل استعادة مدينة دير الزور، وفق بيان الجيش السوري «المرحلة الأخيرة في القضاء النهائي على تنظيم داعش الإرهابي في سورية،خصوصاً أنها كانت تمثل المقر الرئيس لمتزعمي التنظيم».
وأضاف البيان أنه «بفقدان سيطرته عليها يفقد قدرته بشكل تام على قيادة العمليات الإرهابية لمجموعاته التي أصبحت معزولة ومطوقة في الريف الشرقي للمدينة»ـ مؤكداً على تصميمه مواصلة الحرب ضد «ما تبقى من فلول تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية».
ومحافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الاولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي عند الضفاف الغربية لنهر الفرات حيث تقع مدينتي دير الزور والبوكمال، والثانية تشنها «قوات سورية الديموقراطية» بدعم من التحالف الدولي ضد المتشددين عند الضفاف الشرقية للنهر الذي يقسم المحافظة.
وعلى رغم طرده من مناطق واسعة منها، لا يزال «داعش» يسيطر على 37 في المئة من محافظة دير الزور تتركز في الجزء الشرقي منها.
وتعد مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، آخر أهم معاقله فيها. ولا يزال يسيطر على جيوب محدودة في محافظة حمص (وسط) وقرب دمشق وفي جنوب البلاد.
ويضع الجيش السوري، والقوات الحليفة، نصب أعينهم اليوم مدينة البوكمال التي تقع على الجهة المقابلة من مدينة القائم في العراق.
ويتقدم الجيش السوري بغطاء جوي روسي نحو البوكمال من الجهة الجنوبية الغربية، لكنه لا يزال يبعد عنها مسافة 40 كيلومتراً على الأقل.
ومن المتوقع أن تلتقي القوات السورية والعراقية عند نقطة على جانبي الحدود، بين القائم والبوكمال.
ودخلت القوات العراقية صباح اليوم مركز مدينة القائم في غرب العراق بعد تمهيد من سلاح المدفعية وطيران الجيش والتحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وتقدمت القوات العراقية داخل مركز المدينة لتسيطر على أحياء عدة داخلها بينها الغره والنهضة.
وأفاد «الإعلام الحربي» التابع لقوات «الحشد الشعبي» بـ«هروب عناصر داعش في اتجاه البوكمال السورية، ضمنهم مقاتلون أجانب رافقوا عائلاتهم».
وبعد ساعات، تمكنت القوات العراقية من السيطرة على منفذ القائم الحدودي الرئيس الذي يصل العراق مع سورية، ويتصل بمدينة البوكمال من الجانب الآخر للحدود.
وقال قائد عمليات تحرير غرب الأنبار الفريق الركن عبد الامير رشيد يارالله في بيان إن «قطعات قيادة عمليات الجزيرة تفرض السيطرة الكاملة على منفذ حصيبة الحدودي في القائم».
وبدأت القوات العراقية الأسبوع الماضي هجوماً ضد التنظيم لطرده من القائم، في عملية وصفها التحالف الدولي بأنها «آخر معركة كبيرة» ضد التنظيم.
وتوقع الناطق باسم قوات مكافحة الإرهاب صباح النعمان أن تكون المعركة «سريعة والسيطرة ستكون أسهل على رغم أنها منطقة صحراوية».
إلى جانب القائم، ما زال تنظيم المتشدد موجوداً في بلدة راوة المحاذية ومناطق أخرى مجاورة لها على الحدود مع سورية.
وعلى جبهة أخرى في سورية، قتل تسعة أشخاص اليوم في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في بلدة حضر في هضبة الجولان السورية في وسط البلاد، وفق ما أفادت «وكالة الأنباء السورية » (سانا)، التي اتهمت «جبهة النصرة» (هيئة تحرير الشام حالياً) بتنفيذ التفجير الذي أعقبته اشتباكات مع الجيش السوري.
وفي وقت لاحق، أفادت «سانا» بأن سوريين حاولوا العبور من الجزء المحتل من هضبة الجولان لمساندة أهل بلدة حضر، لكن لم يسمح لهم.
إيران تتوقع توجه الجيش السوري الى الرقة
بيروت – رويترز
توقع مساعد كبير لـ «مرشد الجمهورية» الإيراني علي خامنئي أمس (الجمعة)، ان تتقدم القوات النظامية السورية قريباً للسيطرة على مدينة الرقة التي انتزعت قوات تدعمها الولايات المتحدة السيطرة عليها من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الشهر الماضي.
واتهم علي أكبر ولايتي الولايات المتحدة بالسعي الى تقسيم سورية قسمين بنشر قوات أميركية إلى الشرق من نهر الفرات.
وقال في تصريحات تلفزيونية خلال زيارة لبيروت: «سنشهد في القريب العاجل تقدم قوات الحكومة… في سورية وشرق الفرات وتحرير مدينة الرقة».
وكانت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من واشنطن وتضم فصائل كردية وعربية أعلنت الشهر الماضي النصر في الرقة، المعقل الرئيس السابق لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية، بعد أشهر من القتال بمساعدة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتقاتل «قوات سورية الديموقراطية» التنظيم في شرق سورية أيضاً بالاستعانة بضربات جوية وقوات خاصة أميركية.
وركز الهجوم المدعوم من واشنطن ضد التنظيم في دير الزور على المنطقة التي تقع شرقي النهر الذي يشق المحافظة الغنية بالنفط إلى شطرين.
ويشن الجيش السوري مدعوما بغطاء جوي روسي وفصائل تدعمها إيران هجوماً على التنظيم في المنطقة، وغالبية عملياته غربي النهر.
ويعقد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والجيش الروسي اجتماعات لتفادي الاشتباك بين طائرات وقوات البلدين.
وبعد سيطرتها على الرقة قالت «قوات سورية الديموقراطية» إن أهل المدينة التي تقطنها غالبية عربية سيقررون مصيرهم في إطار نظام «لا مركزي اتحادي» ديموقراطي.
وتعهدت القوات التي تهيمن عليها فصائل كردية بحماية «حدود المحافظة (الرقة) ضد جميع التهديدات الخارجية» وتسليم السيطرة إلى مجلس مدني من المدينة.
لكن دمشق قالت في الأسبوع الماضي إنها تعتبر الرقة «محتلة» إلى أن يسيطر عليها الجيش السوري.
ومع قرب هزيمة تنظيم «داعش» في سورية يظهر التنافس بين القوات السورية والقوات الكردية كنقطة شائكة قد تدخل الولايات المتحدة في ديبلوماسية أشد تعقيداً مع روسيا.
وتأمل الجماعات الكردية الرئيسة في سورية في مرحلة جديدة من المفاوضات لتعزيز مناطقها التي تتمتع بالحكم الذاتي في الشمال.
العراق وسوريا يدحران مقاتلي تنظيم الدولة ويواجهان خطر عودتهم
بغداد- (أ ف ب): تقترب القوات العراقية والسورية بشكل متزامن على جانبي حدوديهما، في سعيهما إلى إطباق الخناق على تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، غير أنه يجب على البلدين الجارين الاستعداد لمرحلة “مربع التمرد الأول” للمقاتلين، وفق ما يشير خبراء.
من جهة بغداد، يشير العميد يحيى رسول، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية إلى “تنسيق بين مع الجيش العربي السوري”. وفي دمشق، يلفت مصدر عسكري إلى أن “التنسيق موجود من غرفة العمليات المشتركة السورية الروسية العراقية الإيرانية في بغداد”.
لكن وراء الإعلانات الصادرة من قنوات رسمية، فإن العمل يدا بيد على الأرض مهمة صعبة للجهات الناشطة والفاعلة، بحسب ما يقول كريم بيطار الباحث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس.
في محافظة دير الزور السورية، يتعرض تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) لهجوم على جبهتين، الأولى يشنها الجيش السوري الذي استعاد المدينة التي تحمل الاسم نفسه، والثاني من قوات سوريا الديمقراطية (تحالف عربي كردي) المدعومة من الولايات المتحدة.
إلى جانب القوات التي تقاتل على الأرض، يضاف الحلفاء والجهات الراعية والقوى الأخرى الإقليمية أو العالمية المنخرطة في الحرب ضد الجهاديين أو في النزاع داخل سوريا.
يوضح بيطار أنه “في سوريا، لا شيء كان ممكنا من دون الغطاء الجوي الروسي” الداعم لدمشق.
وفي سوريا كما في العراق، فإن “الإيرانيين يسعون إلى ضمان الاستمرارية الجغرافية التي تسمح لهم بتأمين قنوات الإمداد لحزب الله” اللبناني، وفق ما يشرح المختص في شؤون الشرق الأوسط.
أما مايكل نايتس الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى فيرى ان سوريا والعراق “يهاجمان العدو نفسه في المنطقة نفسها”. وقياسا إلى المعارك الأخيرة في تلعفر والحويجة، فإن استعادة المنطقة الحدودية من الجهة العراقية، قد تتطلب “أسبوعين”.
-”العودة إلى العام 2013″
عند انتهاء المعارك، ينهي العراق ثلاث سنوات من احتلال ما يقارب ثلث أراضيه. سوريا بدورها، يمكنها أن تطرد تنظيم الدولة الإسلامية سريعا من محافظة دير الزور، آخر مناطق التواجد الكبير لتنظيم الدولة “داعش”.
أمام التقدم السريع للقوات العراقية في المناطق الصحراوية ذات الجغرافية الصعبة، تُسجل انسحابات في صفوف عناصر التنظيم المتطرف.
ويؤكد الكولونيل راين ديلون المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لفرانس برس أن “قيادات داعش تترك أتباعها للموت أو للقبض عليهم في تلك المناطق”.
لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن العناصر الذين يتمكنون من الهروب “يختبئون في صحراء” وادي الفرات الأوسط، التي كانت على مدى سنوات خلت معبرا للتهريب ودخول الجهاديين وغيرهم من المقاتلين المتطرفين.
يلفت بيطار إلى أن “الطابع الصحراوي لتلك المناطق، سيجعل من تأمينها أمرا صعبا، ويمكن لفلول تنظيم الدولة الإسلامية أن يبقوا ناشطين حتى بعد الهزيمة”.
في هذا السياق، يوضح نايتس أن الجهاديين في الواقع قد “عادوا إلى ما كانوا عليه في العام 2013″، قائلا إنهم “سيعيدون التمرد إلى المربع الأول، أي قبل إعلان “الخلافة” في حزيران/ يونيو العام 2014.
ويضيف أنه “في العديد من الأماكن، استعادوا قدرات العام 2013″ ولا يزال لديهم جيوب عدة محتملة على امتداد الأراضي العراقية، مشيرا إلى مدن “الرمادي والفلوجة، والحزام المحيط ببغداد، ومناطق في محافظتي الأنبار وديالى”.
من تلك المناطق الصحراوية أو الجيوب الخارجة عن سيطرة القوات العراقية “سيسعى الدواعش إلى شن هجمات لزعزعة استقرار السلطات محليا، ومواصلة العمليات الخارجية والإعلامية، سواء من خلال التخطيط لها أو إلهام مهاجمين في الخارج، للحفاظ على غطاء من الشرعية”، وفق ما يؤكد ديلون.
وفي كل الأحوال، فالقوات العراقية وضعت يدها على نقطة مهمة الجمعة، بحسب بيطار، الذي يشير إلى أن سيطرتها على منفذ القائم الحدودي مع سوريا “له رمزية”.
ويختم بيطار بالقول إن “وهم الخلافة الذي كان قادرا على محو الحدود التي فرضها اتفاق سايكس-بيكو، أوشك على نهايته”.
إسرائيل تعرض حماية قرية للدروز وأهالي الجولان يحاولون العبور إلى سوريا
المعارضة تطلق معركة «كسر القيود عن الحرمون» وتفك الحصار عن بلدات في الغوطة الغربية
من عبد الرزاق النبهان ووكالات: قتل تسعة أشخاص في هجوم نفذه انتحاري على مشارف بلدة حضر بالقرب من خط فك الاشتباك الذي يفصل الجزء من هضبة الجولان مع سوريا عن الجزء الذي تحتله إسرائيل. وذكرت وكالات أنباء أن الانتحاري ينتمي الى «جبهة فتح الشام»، والتي كانت تعرف سابقاً بـ»جبهة النصرة».
ونظم السكان الدروز في المناطق الخاضعة لإسرائيل احتجاجات بعد الهجوم. وأفيد بأن العشرات منهم حاولوا عبور خط وقف إطلاق النار لمساندة أهالي الحضر بعد الهجوم على القرية، متهمين إسرائيل بمساندة جهاديي «النصرة». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن عدد القتلى بلغ 10 أشخاص، وإن مسلحين إسلاميين فجروا في البداية سيارة ملغمة على مشارف البلدة الخاضعة لسيطرة النظام السوري قبل أن يشنوا هجوما واسع النطاق في المنطقة.
وشاهد مصور فرانس برس في الجزء المحتل من هضبة الجولان عشرات المواطنين الدروز بزيهم التقليدي الأسود وعماماتهم البيضاء يتظاهرون أمام السلك الشائك على الشريط الحدودي، وسط انتشار لجنود إسرائيليين. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن «حوالى عشرة منهم دخلوا المنطقة العازلة قبل ان تقوم القوات (الإسرائيلية) باعتقالهم وإعادتهم». وعمد الجيش الإسرائيلي إلى إغلاق المنطقة. ويعيش أكثر من 20 ألف درزي سوري في الجزء المحتل من الجولان.
وذكر مصدر عسكري سوري شريطة عدم الكشف عن هويته لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن التفجير وقع بالقرب من نقطة تفتيش حكومية في حضر، وأن معظم القتلى والمصابين هم من الجنود السوريين. ومن المعروف أن غالبية سكان بلدة حضر هم من الدروز بالأساس، وهي منطقة تسيطر عليها ميليشيات موالية لرئيس النظام بشار الأسد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «قوات النظام شنت هجوماً مضاداً على مقاتلي المعارضة الذين لا يزالون عند مشارف البلدة». وقال بيان للمعارضة في المنطقة إن الهجوم كان انتقاماً «للحملة الشرسة» التي قادتها قوات النظام وحلفاؤها في مناطق في الغوطة الغربية».
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يمكن أن يتدخل في القتال داخل سوريا بدعوى حماية أهالي حضر، وهي بلدة تقع في محافظة القنيطرة جنوب غربي سوريا. وذكر الجيش الإسرائيلي في بيان إن الجيش «جاهز وقادر على مساعدة سكان القرية وسيمنع الضرر أو الاحتلال»، مشيراً إلى أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي اجتمع بعدد من كبار الضباط لتقييم الوضع. وذكرت وكالة أنباء النظام السوري أن الهجوم أسفر عن إصابة 23 آخرين.
من جهتها أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة، انطلاق معركة تحت مسمى «كسر القيود عن الحرمون» ضد قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني، وذلك بغية فك الحصار عن جبل الشيخ في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، حيث تمكنت الفصائل من فتح طريق لبلدة بيت جن المحاصرة غربي دمشق، التي تتعرض منذ أشهر لقصف عنيف وهجمات من قبل قوات النظام والميليشيات الموالية لها. وجاء في بيان اطلعت عليه «القدس العربي»، أن المعركة تأتي للتخفيف عن المحاصرين المدنيين في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، خاصة منطقة بيت جن وما حولها، معتبراً المعركة «مصيرية» بالنسبة للفصائل، وأنها جاءت بعد الحملات الشرسة لقوات النظام على المنطقة.
دمشق: مسؤول أمريكي التقى رئيس جهاز أمن النظام السوري
بيروت ـ رويترز: قال مسؤول بارز مقرب من دمشق لرويترز أمس، إن مسؤولا أمريكيا كبيرا التقى مع رئيس جهاز أمن النظام السوري في دمشق هذا الأسبوع، في أرفع زيارة إلى سوريا يقوم بها مسؤول أمريكي منذ بدء الحرب في 2011. وسافر المسؤول الأمريكي إلى دمشق عبر لبنان.
ولم يذكر المسؤول المقرب من دمشق في المنطقة اسم المسؤول الأمريكي الذي التقى مع اللواء علي مملوك، رئيس جهاز الأمن الوطني السوري. وأضاف المسؤول الإقليمي أنها خطوة مهمة «لكن دمشق ليس لديها ثقة بالموقف الأمريكي».
وساندت الولايات المتحدة المعارضة ضد بشار الأسد خلال الحرب الأهلية. وزودت جماعات من المعارضة بأسلحة عبر برنامج مساعدات عسكرية تديره (سي.آي.إيه) أمر الرئيس دونالد ترامب بإنهائه هذا العام. وكرر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في أواخر الشهر الماضي، موقف الولايات المتحدة بأن على الأسد التنحي عن السلطة، وقال «عهد أسرة الأسد يقترب من نهايته… القضية الوحيدة هي كيفية تحقيق ذلك».
حكومة محلية للمعارضة السورية في إدلب… و«المؤقتة» تؤكد عدم شرعيتها
هبة محمد:
شهد شمال سوريا المحرر والخاضع لسيطرة كتائب المعارضة المسلحة، أمس، ولادة جديد لجسم سياسي عرف نفسه على انه «حكومة انقاذ» برئاسة الدكتور محمد الشيخ، تهدف لبسط نفوذها على كل من محافظة ادلب وريفها، والريف الغربي لمحافظة حلب، وريف حماه الشمالي والشرقي، والاجزاء الشرقية من ريف اللاذقية.
وتباينت الآراء حول القبول بحكومة ثانية للمعارضة السورية والاقدام على هذه الخطوة في ظل توقيت تتضارب فيه المصالح الدولية على الأرض السورية، وما بين الرفض والصمت ازاء تشكيل «حكومة إنقاذ» رأى فيها الكثيرون وجهاً مدنياً آخر «لهيئة تحرير الشام – النصرة» التي آثرت على تعيين بعض مؤيديها في الحكومة وتسليمهم حقائب وزارية، فيما فضل الكثيرون الصمت، أملاً من البعض ان ترمم حكومة الإنقاذ الجديدة الخيبات المتوالية التي منيّ بها السوريون من أدء ممثليهم من المعارضة السياسية في جولات التفاوض.
وبالرغم من رفض الائتلاف السوري المعارض لهذه الحكومة، فإنه لم يصدر عنه اي موقف رسمي حولها، فيما رأى «محمد يحيى مكتبي» عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان تشكيل حكومة ثانية، تدير المناطق المحررة في ظل وجود حكومة مؤقتة ما هو الا بسبب «ضحالة في التفكير وقصر في النظر» بحسب رأيه.
حكومة محلية
الدكتور أكرم طعمة نائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة قال في تصريح خاص لـ«القدس العربي»، ان حكومة الانقاذ ستكون حكومة محلية بامتياز متواجدة ضمن منطقة واحدة، في ادلب وبعض الأرياف التي يسيطر عليها فصيل عسكري محدد، نافيا رفض الحكومة المؤقتة التجاوب مع الجسم السياسي الجديد ومحاولة استيعابه، حيث قال «تشكلت لجنة خلال احد اجتماعات مجلس الوزراء، كانت مهمتها التواصل مع الكوادر التي كانت تعمل على تشكيل حكومة الإنقاذ»، حيث تم التواصل بين الدكتور عبد العزيز الدغيم والدكتور فراس الجندي، كما تواصل الدكتور تواصل اكرم طعمة نائب رئيس الحكومة المؤقتة، مع الدكتور محمد الشيخ رئيس حكومة الانقاذ، بيد ان المفاوضات على ضم الاخيرة للحكومة المؤقتة فشلت بسبب ما وصفه «طعمة» بالشروط التعجيزية، وهو ما اسفر عن اغلاق الطرق امام اي اتفاق بين «الحكومتين المعارضتين».
واكد الدكتور أكرم طعمة ان الحكومة المؤقتة حاولت مراراً استيعاب الاكاديميين الموجودين في ادلب لمشاركتهم في الحكومة المؤقتة، والعمل على تفادي الملاحظات على الائتلاف والحكومة على حد سواء، بيد ان صد هذه المحاولات وتقييدها بشروط صعبة للغاية، أسفرت عن فشل الخروج بعمل مشترك من شأنه خلاص الشعب السوري، مضيفاً ان «حكومة الإنقاذ ستبقى حكومة محلية، ولن تستطيع الحصول على الشرعية، وستكون مقيدة غير قابلة للتوسع بسبب هيمنة تحرير الشام عليها وملاحقتها من قبل النصرة لضمان تبعيتة رئيس الحكومة ووزرائها للفصيل».
وانتهى بالقول: نحن كسوريين متميزين من الناحية الفردية، لم ننجح بالعمل بشكل جماعي، ولو تم التعاون مع الحكومة المؤقتة وتوسيع الحكومة بكوادر جديدة من ادلب، دون اللجوء الى الاعلان عن «حكومة محلية» لكان هو الحل الافضل، بما فيه إصلاح أيضاً للحكومة والائتلاف على حد سواء، ولكن ما حصل دليل على فشلنا بالعمل المشترك».
الهيئة التأسيسية المنبثقة عن المؤتمر السوري العام، حضّرت للإعلان عن تشكيلة حكومة الإنقاذ في الداخل بعد قرابة عشرين يوماً على تكليف الدكتور «محمد الشيخ» بإجراء مشاورات لتشكيل الحكومة، ودعت الهيئة التأسيسية الفعاليات المدنية والنشطاء للمشاركة في المؤتمر الذي عقد في معبر باب الهوى الحدودي للإعلان عن الشخصيات التي تم اختيارها لتتولى 11 حقيبة وزارية، تبدأ فور الإعلان عنها مرحلة تأسيس الوزارات، من المتوقع أن تكون مدينة إدلب مركزاً لها.
11 وزيراً
وحصلت «القدس العربي» على وثيقة تعريفية عن وزارء الحكومة الجديدة، التي ترأسها الدكتور محمد الشيخ، الحائز دكتوراه في الرياضيات من جامعة مرسيليا في فرنسا، ومؤسس مديرية التربية الحرة في الساحل، وتضم الحكومة 11 وزيراً، وتتألف من اربعة هيئات مدنية وهي «هيئة شؤون الأسرى، وهيئة الرقابة والتفتيش، وهيئة التخطيط والإحصاء، وهيئة اتحاد نقابات العمال»، فيما تم تكليف العقيد رياض الأسعد بمنصب نائب رئيس الحكومة للشؤون العسكرية.
الدكتور «جمعة العمر» وزير التعليم العالي في حكومة الانقاذ قال في تصريح لـ«القدس العربي» ان حقيقة الحكومة جاءت نتيجة ضرورة مرحلية لقيادة العمل الثوري في ادلب، واضاف ان «حكومة الانقاذ اليوم تعني ان المثقفين واصحاب الاختصاص الذين كانوا طوال سنوات الثورة بصوت ضعيف هم من يقود المرحلة». واضاف» لقد حاول السيد رئيس الحكومة والمؤتمر التأسيسي منذ بداية الدعوة للمؤتمر جاهداً اقناع الحكومة المؤقتة بضرورة الدخول والعمل مع الشعب والنظر في حاجات المجتمع لكن كل محاولات التقارب فشلت، لكن خارجياً فنحن لن ندخر جهدًا للعمل مع كل المناصرين للقضية السورية، وننظر لجميع من يعمل في المنصات انهم ابناء سوريا وجزء من الحراك الثوري فيها ما داموا من الملتزمين بمبادئ الثورة وما بذل الشعب من اجله الدم والمال».
وعن الاعتراف الدولي بحكومة الإنقاذ قال الدكتور جمعة العمر «ان الاعتراف جزء مهم في القضية وعندما نحظى بثقة الشعب عندها سننال الاعتراف، ولا شك ان حكومة الإنقاذ تتواصل مع الجهات الدولية، فنحن لم نأت لنعطي شرعية لأحد غير الشعب السوري».
«عودة القرار»
وقبيل الإعلان عن تشكيلة «حكومة الإنقاذ» اعلن الدكتور محمد الشيخ «أن الحكومة تمثل عودة القرار للشعب السوري، وستكون المرجعية الوحيدة للشعب، وستحاول إنقاذ الثورة بكافة ملفاتها وأهمها المعتقلين والمغيبين، والمُهجّرين قسراً من مناطقهم، ممن خرجوا باتفاقيات المصالحة التي كانت لطرد السكان الأصليين من بيوتهم. وهدفنا إنقاذ الثورة من المؤامرات التي تحيكها دول العالم عبر الاجتماعات والمؤتمرات في جنيف وأستانة تحت رعاية المحتل الروسي المسبب في بقاء النظام وقتل الشعب السوري». وأضاف: «ينتظر منا الشعب السوري تخفيف معاناته بسبب الوضع الأمني السيئ والقضاء المشتت والخدمات المتردية».
وذهب العميد عمر الاصفر، والمعارض للنظام السوري، في اتصال هاتفي مع «القدس العربي»، الى انه لا يتم تشكيل حكومة إنقاذ الإ إذا كان لها ارض، وتملك من المقدرات بين يديها ما يمكنها، في ظل اعتراف دولي، على عكس الارضية التي بنيت عليها حكومة الانقاذ المعلنة مؤخراً، مضيفاً «يبدو انه ستتشكل عدد من الحكومات لتشتيت الثورة وإعادة الفوضى، وكل حكومة تتبع لاجندات دولية معينة».
قوات النظام السوري تقوم بحملة إعدامات ميدانية لمدنيين في دير الزور بدعوى ارتباطهم بـ«الدولة»
«الشبكة السورية» تحذر من مجزرة مقبلة بحق نازحي المدينة
حلب – «القدس العربي»: أكد ناشطون في محافظة دير الزور شمال شرقي سوريا لـ»القدس العربي» ، وقوع إعدامات ميدانية بحق المدنيين داخل أحياء المدينة على يد قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها، بعد تقدمها على حساب تنظيم الدولة «داعش» في المدينة.
ووفق ما قال ناشطون لـ«القدس العربي» فإن قوات النظام والميليشيات الموالية لها، أعدمت نحو 35 مدنياً في حيي الصناعة والعمال بتهمة الانتماء لتنظيم «داعش» وتأمين حاضنة شعبية ومده بالمال والسلاح ودعمه لوجستياً، إضافة لارتكاب أعمال إرهابية بحق عناصر النظام.
كما أوضح الناشطون انهم وثقوا إقدام ميليشيات النظام على قتل ثلاثة اخوة من عائلة واحدة ذبحاً وهم قاسم حمود العنزي، عكاب حمود العنزي، حجاب حمود العنزي، واعتقال والدتهم وأخواتهم في حي الحميدية، مؤكدين أن الإخوة الثلاثة الذين تم إعدامهم معروفون في دير الزور ببيت حبس، وهم من اصحاب الاحتياجات الخاصة، اثنان لا يستطيعون الرؤية والثالث معاق.
وفي السياق ذاته أكد ناشطون لـ«القدس العربي»، إن عشرات العائلات لا يزالون ينتظرون مصيرا مجهولا بعد تقدم قوات النظام والمليشيات الموالية لها، حيث تتجمع هذه العائلات في معظمها في منطقة حويجة كاطع بانتظار موافقة قسد على خروجهم باتجاه الحسينية مع تخوف هذه العائلات من وصول قوات النظام اليهم وبالتالي حدوث مجازر بحقهم.
ووجه ناشطون نداءات استغاثة لإنقاذ المدنيين الذين حاولوا عبور النهر باتجاه قرية الحسينية على الطرف المقابل من النهر، والتي تسيطر عليها قوات قسد دون جدوى في ظل مواصلة قوات النظام تقدمها في الحي، حيث تقوم بإعدامات ميدانية للمدنيين في المناطق التي وصلت إليها. وأكدوا على أن قوات قسد ترفض إرسال زوارق من الشاطئ المقابل لهم لإنقاذهم، حيث طالبوا قسد بالسماح للمدنيين بالعبور وارسال زوارق لإنقاذ أرواح المدنيين العالقين.
وقالت الصحافي السوري في شبكة فرات بوست صهيب إن قوات النظام والميليشيات الموالية لها استطاعت في فترة قياسية (خلال أسبوعين تقريباً) من السيطرة على نحو 60 بالمئة من مدينة دير الزور، وهي التي عجزت منذ ما يزيد على 5 سنوات عن السيطرة على حارة واحدة من هذه الأحياء.
وأضاف، إن قوات النظام والميليشيات الموالية لها تقدمت في الساعات الماضية في حيي العرضي والحويقة، وما تبقى من الشيخ ياسين، لتعلن في بيان رسمي بسط سيطرتها على كامل المدينة، بينما لا تزال هناك جيوب مقاومة شمال المدينة من بعض المقاتلين المحليين المبايعين للتنظيم. وأشار إلى أن قوات النظام استهدفت دير الزور خلال اليومين الماضيين بعشرات الغارات الجوية، كما شاركت المدفعية وصواريخ أرض أرض في قصف أجزاء من المدينة، ما أدى إلى إلحاق دمار كبير في أبنيتها واستشهاد وإصابة عدد من المدنيين المحاصرين فيها.
ولفت جابر إلى أن أغلب المدنيين نزحوا من الأحياء التي كانت خاضعة لسيطرة داعش في الأشهر الماضية بسبب شدة القصف الجوي الذي استهدف مناطقهم، وبقي عدد يقدر بنحو 900، لم يتمكنوا من الخروج، ليحاصرهم النظام والميليشيات بعد سد جميع منافذ المدينة. وأوضح أن آخر المعلومات التي حصلت عليها، تفيد بأن من تبقى من المدنيين تجمعوا في حويجة كاطع بعضهم جرحى، وكانت تجري محاولات للسماح لعبورهم إلى مناطق خاضعة لسيطرة ميليشيا «سوريا الديمقراطية» من دون معرفة مصيرهم بعد ذلك.
وكان الجيش السوري الحر التابع للمعارضة السورية المسلحة قد تمكن من طرد قوات النظام من عدد من أحياء مدينة دير الزور في حزيران/ يونيو 2012، واستمر في التقدم إلى أحياء أخرى خلال عامين ونيف وتقليص سيطرة النظام، قبل أن يهاجم عناصر داعش دير الزور ريفاً ومدينةً، ليطردوا فصائل المعارضة منها، وتنفصل مدينة دير الزور بين أحياء غرب المدينة وأخرى في شرقها بقيت خاضغة لسيطرة قوات النظام عمدت داعش إلى محاصرتها في بداية عام 2015، بدون التمكن من اقتحامها والسيطرة عليها.
من جهتها حذرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان من ارتكاب القوات الحكومية مجزرة بحق المدنيين الذين هربوا من أحياء مدينة دير الزور. وقالت الشبكة في تقرير لها حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه الجمعة، إن « 750 مدنيًا محاصرين في مساحة جغرافية ضيقة لا تتجاوز مساحتها 1.5 كيلومتر مربع داخل حويجة كاطع شمال مدينة دير الزور بعد هروبهم من أحياء مدينة دير الزور التي سيطرت عليها القوات الحكومية السورية «. وطالبت الشبكة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بالتوقف عن استهداف المدنيين وتسهيل حركة مرورهم من منطقة حويجة كاطع باتجاه قرية الحسنية الواقعة تحت سيطرتها». ودعت المنظمة الحقوقية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل استجابة لنداءات الاستغاثة لـ «ردع تكرار ما حصل من مجازر في صيف عام 2012 عند دخول قوات النظام إلى أحياء مدينة دير الزور هو يتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية عما وقع».
ما بعد دير الزور… محللون: تنظيم «الدولة» يتحول إلى «الذئاب المنفردة وحرب العصابات»
روسيا تستهدف محيط البوكمال بصواريخ مجنحة… وتحذيرات من «داعش رقم 2»
عواصم – «القدس العربي» ووكالات: بينما أعلن النظام السوري «النصر: على تنظيم الدولة في مدينة دير الزور شرقي البلاد قال خبراء ومحللون ان مقاتلي تنظيم «الدولة» ما بعد دير الزور سيتحولون الى»ذئاب منفردة وحرب العصابات» في وقت تستهدف روسيا محيط البوكمال بصواريخ استراتيجية مجنحة.
واعتبر العديد من الخبراء والمسؤولين الرسميين الجمعة ان هزيمة تنظيم الدولة في مدينة دير الزور بعد اتمام طرده منها الجمعة، ليست هزيمة كاملة له، ولا تعني بأي شكل من الاشكال استئصاله. ويؤكدون ان اعلان النظام السوري سيطرته الجمعة على هذه المدينة التي تعتبر آخر مدينة كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق، ستدفع التنظيم الجهادي الى التحول الى حركة جهادية سرية، بعد ان فشل في الاحتفاظ باراض واسعة في كل من سوريا والعراق كانت مساحتها توازي مساحة ايطاليا، ويعيش فيها نحو سبعة ملايين شخص. ومن المرجح ان ينتقل التنظيم الى حرب العصابات في المناطق السنية في كل من العراق وسوريا، والتي لن تتمكن سلطات هذين البلدين من السيطرة عليها بشكل كامل، كما ستكون له بؤر ناشطة في دول اخرى، من دون ان ننسى عمله الجهادي عبر الانترنت لدفع ذئاب منفردة الى الضرب في دول غربية عدة كما حصل الثلاثاء في نيويورك.
وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي الثلاثاء امام مجلس الشيوخ «داعش يتعرض للضغط الشديد وفقد عاصمتيه (الموصل والرقة)، والعمل جار للقضاء على ما يسمى الخلافة التي انشأها وعلى جنود هذه الخلافة» مضيفة «الا ان هذا لا يعني باننا انتهينا من الإرهاب (…) واعتداء نيويورك يذكرنا بذلك اذا كان من حاجة للتذكير». وتابعت الوزيرة الفرنسية «ان هزيمة داعش على الارض ستترافق مع سعيه لتوجيه ضربات إرهابية مروعة، كما ان قدراته الافتراضية عبر الانترنت تبقى بكامل قوتها» مشيرة الى نشاط التنظيم الجهادي في دول الساحل في افريقيا ونيجيريا واليمن وحتى الفيليبين. وقال الباحث جان بيار فيليو استاذ العلوم السياسية في باريس ان «الانتصار العسكري على داعش لا يترافق مع رؤية سياسية لما بعد داعش، بمعنى اعادة استيعاب السكان السنة في اللعبة السياسية».
واضاف فيليو «ان الاحتمالات اسوأ في سوريا، لان غياب الاستراتيجية البعيدة المدى، يعطي داعش مجالاً كبيراً لاعادة تكوين نفسه خلال مستقبل قريب، مع المضي في الوقت نفسه في تحريك شبكات المناصرين والناشطين» في العالم.
وولد تنظيم الدولة من رحم تنظيم القاعدة في العراق، الذي كان تأسس عام 2004 قبل ان يهزم بعد ثلاث سنوات، ثم ليعود الى الظهور بشكل جديد واسم جديدين، لينتهي به المطاف حاملا اسم تنظيم الدولة الإسلامية. وما يخشاه عدد كبير من الخبراء ان يتكرر هذا الامر مع تنظيم الدولة الإسلامية، وهم يحذرون من ظهور «داعش رقم 2» خلال اشهر او بضع سنوات، قد يكون اخطر واعنف.
من جهته يقول ريتشار باريت الخبير في مجموعة صوفان في نيويورك بعد ان كان مسؤولاً عن مكافحة الإرهاب داخل جهاز «ام اي 6» البريطاني، ثم في الامم المتحدة، «قلة هي الأمور التي يمكن توقعها في مجال الارهاب في عالم يتحرك بشكل دائم، باستثناء ان الأمر سيشكل بالتاكيد تحدياً للأمن العالمي لفترة طويلة». ويورد على سبيل المثال احد المخاطر المتمثل بالناجين من نحو 40 الف مقاتل أجنبي قدموا من 110 بلدان للانضمام الى صفوف التنظيم الجهادي، وهم حاليا اما سجناء في سوريا والعراق، او في طريق عودتهم الى بلدانهم الاصلية، او يبحثون عن «أرض جهاد» اخرى.
بالنسبة لكولن كلارك الذي يعمل في مجموعة راند كورب للتحليل فان الهزائم العسكرية «تجبر تنظيم الدولة الإسلامية على تغيير استراتيجياته وتكتيكاته، الإ انه اعتاد على هذه الامور. وبالمختصر المفيد فانه سيتحول من منظمة متمردة الى مجموعة إرهابية». وختم بالقول «ان العالم يشهد اليوم تحول تنظيم الدولة الاسلامية من منظمة لها مراكز قيادية على الارض، الى شبكة إرهابية سرية متوزعة في المنطقة والعالم».
قصف روسي
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس الجمعة، إطلاق 6 صواريخ مجنحة، على مواقع لتنظيم «داعش» الإرهابي، بمحيط مدينة «البوكمال» السورية، القريبة من الحدود العراقية. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن المتحدث باسم وزارة الدفاع، إيغور كوناشينكوف، قوله، وجهت القاذفات الاستراتيجية «تو-22» والغواصة «كولبينو» ضربة صاروخية جوية مكثفة على البنية التحتية لمقاتلي «داعش» في محيط البوكمال.
وأوضح أن القوات الجوية الروسية وجهت ضربات باستخدام ست قاذفات استراتيجية وستة صواريخ مجنحة انطلقت من غواصة «كولبينو» إلى مواقع «إرهابيين» بالمنطقة المذكورة. وأشار إلى أن صواريخ «كاليبر» المجنحة أطلقتها الغواصة من تحت سطح الماء من على بعد أكثر من 650 كيلومترا. وأضاف المتحدث أن مجمل الغارات خلال الأيام الثلاثة الماضية، على مواقع تنظيم «داعش»، شرقي سوريا، بلغ 18 غارة لقاذفات «تو-22» و9 غارات بالصواريخ المجنحة «كاليبر» أطلقت من الغواصات. وطورت روسيا الصواريخ المجنحة «كاليبر» لتسليح أحدث الغواصات النووية المتعددة الأغراض من طراز 885 «ياسين»، ثم بدت بتسليح كل من الغواصات من طراز «636» والسفن السطحية. ويصل مدى صواريخ «كاليبر» إلى حوالي 2.5 ألف كيلومتر.
سورية: هدوءٌ في جبهات القتال قرب حضر وبيت جن
عمار الحلبي
انسحبت “هيئة تحرير الشام” وفصائل أخرى تقاتل معها، مساء أمس الجمعة، من المواقع التي كانت قد تقدمت إليها خلال هجوم عسكري على قرية حضر، الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري شمال محافظة القنيطرة، جنوب غربي سورية.
وقالت مصادر متطابقة إن “قوات النظام بالتعاون مع مليشيات موالية لها كانت تتمركز في السويداء، استعادت السيطرة على المواقع التي سيطرت عليها تحرير الشام وفصائل محلية تابعة للمعارضة، صباح الجمعة، في محيط قرية حضر، إثر هجوم تخلله تفجير سيارة مفخخة واشتباكات”.
وأضافت المصادر أن عدداً كبيراً من قوات النظام والمليشيات الموالية لها قُتلوا خلال الاشتباكات في محاولة استرجاع المنطقة، حيث سيطرت هذه القوات على مناطق الهرة وقرص النفل والوسيط في محيط القرية.
وقال رئيس مجلس محافظة القنيطرة التابع للمعارضة، ضرار البشير، في تصريحاتٍ صحافية: “لا نريد الدخول إلى حضر، لكن الفصائل تريد فتح طريق لبلدة بيت جن المحاصرة من أربع سنوات”، مضيفاً: “نقاتل المقاتلين وليس المدنيين، وأهل حضر جزء من الشعب السوري”.
وكانت “غرفة عمليات القطاع الشمالي” في محافظة القنيطرة قد أصدرت بياناً، أعلنت فيه أنها “غير معنية” بالعمل العسكري في قرية حضر، معتبرةً أنّه “في الوقت ذاته تعبّر عن التزامها بمؤازرة أهالي بيت جن ومزرعتها ضد قوات النظام ومليشياتها”.
وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه إسرائيل استغلال الحساسيات المذهبية المتعلقة بالطائفة الدرزية في الداخل وفي منطقة الجولان المحتلين، للزعم بحرصها على أبناء هذا المكون السوري، بحجة الروابط العائلية والمذهبية التي تربطه بدروز فلسطين المحتلة.
وفي هذا السياق، نشر الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي، رونين مانليتس، الجمعة، بيانا أعلن فيه أن جيش الاحتلال “مستعد لتقديم المساعدة لسكان قرية الحضر في الجولان ومنع احتلالها”، على خلفية اشتداد المعارك هناك بين قوات النظام السوري وحلفائه من جهة، وفصائل سورية مسلحة من جهة ثانية.
وقال البيان الذي تم تعميمه بالعربية أيضا، إنه “في الساعات الأخيرة توسع القتال في منطقة قرية الحضر الدرزية في منطقة الجولان السوري”.
وبحسب البيان، أجرى رئيس الأركان، الجنرال غادي أيزنكوط، وقائد المنطقة الشمالية، يوئيل ستريك، وقائد فرقة الجولان، ياتيف عاسور، جلسة تقدير موقف تقرر في ختامها الإعلان عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي “مستعد لمساندة سكان القرية وسيمنع المساس بهم أو احتلال قريتهم وذلك من منطلق التزامه تجاه الطائفة الدرزية”.
ولايتي يتنبأ بـ”تحرير” الرقة..والبنتاغون ينفي زيارة مسؤول أميركي لدمشق
أكّد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، السبت، لوكالة “أرنا” الإيرانية، العمل على “تثبيت الانجازات الأخيرة التي حققها محور المقاومة في كل من العراق وسوريا ولبنان، ولن يُسمح بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه سابقاً”. وأضاف أنَّ هناك “تحركات ديبلوماسية بدأت في المنطقة، وأنَّ زيارته (إلى بيروت) تأتي في سياق توطيد الإنجازات الميدانية لمحور المقاومة في المنطقة”.
ولايتي، كان قد قال الجمعة: “وسنشهد في القريب العاجل تقدم القوات الحكومية والشعبية في سوريا في شرق الفرات وتحرير مدينة الرقة، بإذن الله”. تصريحات ولايتي التلفزيونية، جاءت خلال زيارته إلى العاصمة اللبنانية بيروت، بعد لقائه مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، وأضاف: “وقد كنا على اتفاق تام في هذا الموقف وفي هذا التنبؤ بالنسبة إلى المستقبل مع دولة الرئيس بري”.
واتهم ولايتي الولايات المتحدة بالسعي لتقسيم سوريا إلى قسمين، بنشر قوات أميركية إلى الشرق من نهر الفرات. وقال: “وكما لم ولن ينجحوا في العراق (الأميركيون)، فإنهم لن ينجحوا أيضاً في سوريا”.
وسيطرت “قوات سوريا الديموقراطية” المدعومة من “التحالف الدولي”، والتي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية عمودها الفقري، في تشرين الأول/أكتوبر، على مدينة الرقة بعد معارك عنيفة مع تنظيم “الدولة الإسلامية” استمرت لخمسة شهور. وقالت “قسد”، إن أهل المدينة ذات الأغلبية العربية سيقررون مصيرهم في إطار نظام “لا مركزي اتحادي ديموقراطي”. وتعهدت “قسد” بحماية “حدود المحافظة (الرقة) ضد جميع التهديدات الخارجية”.
وتعهد “الجيش السوري” في بيان بثه التلفزيون الرسمي، الجمعة، إنه سيواصل “الحرب على ما تبقى من فلول تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية” حتى يعود الاستقرار إلى جميع الأراضي السورية. وكالة الأنباء السورية “سانا” كانت قد نقلت عن مصدر مسؤول في الخارجية السورية، في 29 تشرين الأول/أكتوبر، قوله: “تؤكد سوريا أن مدينة الرقة ما زالت مدينة محتلة، وأنه لا يمكن اعتبارها مدينة محررة إلا عندما يدخلها الجيش العربي السوري الذي يقاتل وحلفاؤه قطعان (داعش) ومن يتحالف معها”.
إلا أن دخول مليشيات النظام إلى الرقة، قد يبدو أمراً بعيد المنال. فعدا عن سيطرة “قسد” على معظم أجزاء المحافظة، وكامل المدينة، فهناك تفاهم أميركي-روسي، على أن الرقة لحلفاء أميركا، وديرالزور لحلفاء روسيا.
من جهة أخرى، نفت وزارة الدفاع الأميركية، الجمعة، تقارير إعلامية تحدثت عن إجراء مسؤول أميركي رفيع محادثات مع رئيس “جهاز الأمن الوطني” علي مملوك، خلال زيارة إلى دمشق. وقال المتحدث باسم البنتاغون أدريان غالاواي لقناة “الحرة”: “إن تلك التقارير كاذبة”، مؤكداً أن ما من مسؤول عسكري أو أمني أميركي قام بزيارة دمشق. وأضاف أن “لا علاقات لدى البنتاغون أو القوات الأميركية لا من قريب ولا من بعيد بأي مسؤول تابع للنظام السوري”.
مسؤول في الخارجية الأميركية قال أيضاً لـ”الحرة”، إن لا معلومات لدى الوزارة حول التقارير الصحافية التي تحدثت عن زيارة مسؤول أميركي إلى سوريا في الأيام الماضية.
وقال مسؤول مُقرب من النظام، لوكالة “رويترز”، الجمعة، إن مسؤولاً أميركياً كبيراً التقى مع علي مملوك، في دمشق، هذا الأسبوع. وأضاف المسؤول الإقليمي أنها خطوة مهمة “لكن دمشق ليس لديها ثقة في الموقف الأميركي”. وقال المسؤول الإقليمي إن مملوك “اعترض على وجود قوات أميركية على الأراضي السورية والذي يعتبر احتلالاً”. وأضاف أن المسؤول الأميركي رد بالقول: “وجودنا استشاري ونقاتل داعش”.
وقالت صُحف موالية للنظام إن المسؤول الأميركي ناقش قضايا أمنية تشمل أميركيين مفقودين في سوريا من بينهم عناصر من المخابرات المركزية “سي آي إيه”. وسافر المسؤول الأميركي إلى دمشق عبر لبنان.
وكان وزير الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون، قد قال في أواخر تشرين الأول/أكتوبر، إنه يتوجب على الأسد التنحي عن السلطة، وأضاف: “عهد أسرة الأسد يقترب من نهايته… القضية الوحيدة هي كيفية تحقيق ذلك”.
ديرالزور: شروط “داعش” تعرقل خروج المدنيين من حويجة كاطع
محمد حسان
تمكنت مليشيات النظام، خلال الساعات الـ48 الماضية، من السيطرة على معظم أحياء مدينة ديرالزور، باستثناء قسم صغير من حيي الرشدية والحويقة شمالي للمدينة، حيث ما زال عناصر “الدولة الإسلامية” يتمركزون فيهما.
سيطرة مليشيات النظام جاءت بعد معارك عنيفة مع التنظيم، استمرت لأيام، رافقها قصف جوي مكثف من طائرات حربية روسية، مهّدت للمليشيات الدخول إلى تلك الأحياء. وقام عناصر التنظيم المتواجدين داخل المدينة، بعمليات انسحاب متتالية على مدى الأيام الماضية، من أحياء المدينة الداخلية إلى حيي الرشدية والحويقة، وحويجة كاطع المجاورة لنهر الفرات.
وتسببت المعارك بين الطرفين، بمقتل وجرح أكثر من 50 عنصراً من مليشيات النظام، بينما خسر التنظيم أكثر من 40 عنصراً بين قتيل وجريح، معظمهم من العناصر المحلية، وما تزال المعارك مستمرة في حيي الحويقة والرشدية، آخر معاقل “الدولة الإسلامية” في المدينة.
مدير “شبكة ديرالزور 24” الإعلامية عمر أبو ليلى، قال لـ”المدن”، إن مليشيات النظام، قامت بعد دخولها إلى حيي الحميدية والعرضي، بتنفيذ عمليات إعدام ميدانية بحق مجموعة من المدنيين الذين لم يتمكنوا من المغادرة نتيجة القصف المكثف، ومنهم ثلاثة أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، من عائلة واحدة.
وأضاف أبو ليلى، أن مليشيات النظام قامت باعتقال عدد من العائلات في تلك الأحياء، وتم سوقها إلى جهات مجهولة، فيما لا يزال مصير كثيرين من المدنيين مجهولاً حتى اللحظة، بينهم جرحى تحت أنقاض المباني المدمرة نتيجة القصف.
وتهدف مليشيات النظام من تحركاتها العسكرية، إلى طرد التنظيم مما تبقى من أحياء المدينة، لتتفرغ بشكل كلي لمعركة السيطرة على مدينة البوكمال، وقرى ريف ديرالزور الشرقي.
ويترافق تقدم مليشيات النظام، مع مفاوضات بين تنظيم “الدولة الإسلامية” و”قوات سوريا الديموقراطية”، بغرض السماح للمدنيين وعناصر التنظيم العالقين في الجزء المتبقي من ديرالزور، بالخروج إلى مناطق سيطرة “قسد” في بلدة الحسينية في ريف ديرالزور الغربي. ووافقت “قسد” على عملية الخروج إلى مناطق سيطرتها، مقابل تسليم عناصر “داعش” أنفسهم لها، شريطة الحفاظ على حياتهم، وعرضهم على محاكم قضائية لبحث مصيرهم، الأمر الذي يرفضه عناصر التنظيم حتى اللحظة.
ويفاوض “داعش” مع “قسد” كي تفتح طريقاً لعناصره بعد خروجهم من أحياء ديرالزور إلى مناطق سيطرته في البوكمال وقرى ريف ديرالزور الشرقي، الأمر الذي رفضته “قسد” بشكل مطلق، ما تسبب بعرقة خروج المدنيين الذين يتجمعون في حويجة قاطع، ويقدر عددهم بقرابة 500 شخص، معظمهم من النساء والأطفال وبينهم عدد من الجرحى.
ويعاني المدنيون العالقون في ما تبقى من أحياء مدينة ديرالزور، من ظروف صعبة للغاية، نتيجة نفاذ الطعام الذي كان بحوزتهم، بالإضافة إلى استمرار استهدافهم من قبل مليشيات النظام بقذائف المدفعية والهاون، ما تسبب بسقوط عدد من الجرحى.
ويتزامن تقدم مليشيات النظام في مدينة ديرالزور، مع معارك تخوضها ضد تنظيم “الدولة” في الجهة الجنوبية من مدينة البوكمال، بهدف التقدم والسيطرة على المدينة الاستراتيجية الواقعة على الحدود السورية العراقية. وتشن الطائرات الحربية الروسية عشرات الغارات يومياً على مناطق الاشتباكات، ومدينة البوكمال والقرى المحيطة بها، بالإضافة لاستهداف البوكمال بصواريخ باليستية من بوارج روسية متمركزة في البحر الأبيض المتوسط.
القصف الجوي والصاروخي الروسي تسبب بسقوط أكثر من 15 قتيلاً مدنياً في قرى السويعية والمراشدة من ريف البوكمال، وجرح ما لا يقل عن 20 آخرين، خلال الساعات الـ24 الماضية، بالإضافة إلى تدمير عشرات المنازل.
في الجهة الشمالية لنهر الفرات، تستمر “قسد” و”مجلس ديرالزور العسكري”، بدعم جوي من طيران “التحالف الدولي”، بالتقدم على حساب “داعش” في قرى ريف ديرالزور الشمالي والشرقي. وتمكنت “قسد” ليل الجمعة/السبت، من السيطرة على قرية جديد بكارة وأجزاء من قرية الصبحة في ريف ديرالزور الشرقي، وما تزال المعارك مستمرة بين الطرفين في الجهة الشرقية من قرية الصبحة وأطراف قرية الدحلة.
وتهدف “قسد” من تحركاتها العسكرية، إلى التقدم شرقاً للسيطرة على مدينة البصيرة، كبرى مدن ريف ديرالزور الشرقي شمالي نهر الفرات، والسير بمحاذاة النهر لطرد التنظيم، ومنع أية عمليات هجومية تستهدف خطوط إمدادها المارة من البادية الشمالية لتلك القرى، والواصلة إلى حقلي العمر والتنك النفطيين.
المعارك الأخيرة في ديرالزور كشفت انهياراً غير مسبوق لـ”الدولة الإسلامية”، الذي يقوم بعمليات انسحاب متتالية من مناطق سيطرته في المحافظة، تاركاً وراءه مستودعات مليئة بالأسلحة والمعدات للقوى التي تهاجمه، كما حدث في مدينة الميادين وأحياء مدينة ديرالزور.
ويرى البعض أن هروب عناصر التنظيم المحلية والأجنبية، وسياسة الأرض المحروقة التي تتبعها القوى المهاجمة من قصف جوي وصاروخي، وغياب تكافؤ القوى، هي أسباب في خسائر التنظيم المتتالية في ديرالزور، فيما يرى أخرون أن التنظيم أتم مهمّته التي خلق من أجلها في سوريا، بانتظار رؤيته في أماكن أخرى.
ويشهد التنظيم منذ شهور عمليات فرار كبيرة لعناصره، إلى مناطق سيطرة “قسد”، خاصة العناصر المحلية، بسبب تهاون “قسد” معهم وغياب أي لوائح إسمية لمقاتلي التنظيم، ما يجعل من فرص تهربهم من أي ملاحقة قانونية وقضائية، كبيرة.
لافروف:مؤتمر سوتشي هو المحاولة الاولى لتنفيذ القرار 2254
بدأ المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الجمعة، إجراء مشاورات بشأن مؤتمر “الحوار الوطني السوري” الذي تعتزم روسيا عقده في مدينة سوتشي في 18 نوفمبر/تشرين الثاني.
وأعلنت المتحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف أليساندرا فيلوتشي، انطلاق المشاورات بهذا الخصوص، وقالت إنه “تم إبلاغ دي ميستور بهذا اللقاء وهو يجري حاليات مشاورات بهذا الشأن. في الوقت الراهن لا يريد أن يعلق على أسئلة حول الدعوة أو حول من سيمثل الأمم المتحدة في هذا اللقاء”.
وأشارت فيلوتشي إلى أن دي ميستورا يجري مشاورات أيضاً حول “العملية كلها التي يجب أن تؤدي إلى عقد المحادثات المعلنة في جنيف حتى نهاية الشهر الجاري”.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، إن مؤتمر سوتشي سيكون المحاولة الأولى لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254، لإقامة حوار شامل بين الأطراف السورية وصولاً إلى حل سياسي للازمة.
ونقلت “روسيا اليوم” عن لافروف قوله، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا توماس غريمينغير في موسكو، إن الدعوات إلى المشاركة في المؤتمر المقبل وجهت إلى الحكومة السورية وجميع فصائل المعارضة من دون استثناء، سواء كانت داخل البلاد أو خارجها.
وأضاف لافروف أن العديد من المدعوين، بمن فيهم الحكومة، قد أكدوا مشاركتهم في المؤتمر المقرر عقده في مدينة سوتشي الروسية. وأشار إلى وجود أحاديث وتنبؤات كثيرة سابقة لأوانها بخصوص المؤتمر المقبل.
وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قد أصدر بياناً مشتركاً مع فصائل الجيش السوري الحر، ندد فيه بالمؤتمر واعتبره تجاوزاً لبيان “جنيف-1” وقرارات مجلس الأمن، بذريعة دعم العملية السياسية في جنيف.
وقال البيان، إن “الائتلاف الوطني السوري، وهيئة أركان الجيش السوري الحر، يؤكدان أن الدعوة لهذا المؤتمر تمثل التفافاً على مفاوضات جنيــف والإرادة الدولية في الانتقال السياسي في سوريــة تحت رعاية الأمم المتحدة”.
وأضاف البيان “إن كافة قرارات مجلس الأمن ذات العلاقة وبيان جنيف نصت وبشكل واضح على أن اتفاق الحل السياسي يعتبر حجر الأساس الذي تتشكل بموجبه هيئة الحكم الانتقالي، كاملة السلطات التنفيذية، وتكون مهمتها الأساسية تهيئة بيئة آمنة ومحايدة لإنجاح المرحلة الانتقالية، ومن ضمن مهامها عقد مؤتمر الحوار الوطني، وصولاً الى إجراء الاستفتاء على مسودة مشروع الدستور، ومن ثم إجراء الانتخابات الحرة والنزيهة، من هذا المنطلق نرى أن الدعوة لهذا المؤتمر تمثل محاولة لإلغاء كافة قرارات مجلس الأمن ذات العلاقة، وتجاوزاً لروح ومضمون بيان جنيف”.
وختم البيان بالقول، بتأكيد الائتلاف وهيئة أركان الجيش السوري الحر “عدم مشاركتهم في مؤتمر سوتشي، مؤكدين في الوقت نفسه، دعمهم لعملية الانتقال السياسي في جنيــف، بما يحقق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة والعدالة”.
اسرائيل تدخل على خط الاشتباكات السورية في الجولان
قال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إنه “مستعد لحماية قرية حضر الدرزية” الواقعة على الجانب السوري من مرتفعات الجولان، مع تصاعد حدة القتال في المنطقة بين المعارضة وقوات النظام.
وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي في بيان: “إن الجيش الإسرائيلي جاهز لمنع تعرض حضر للأذى أو الاحتلال كجزء من التزامنا إزاء المجتمع الدرزي”. وأضاف أنه جرى إطلاق نار من الجانب السوري بأسلحة خفيفة باتجاه الجولان المحتل، وأن “هذه نيران طائشة نتيجة القتال الداخلي الشديد الدائر في منطقة هضبة الجولان السورية. والجيش الإسرائيلي يتابع التطورات في منطقة حضر”. وتابع بالقول: “تدور في السنوات الست الأخيرة حرب داخلية في سوريا. والسياسة الإسرائيلية بهذا الخصوص واضحة جداً، نحن لا نتدخل في القتال ولا نساعد أي طرف، ومن الجهة الأخرى نمنح مساعدات إنسانية وطبية لسكان الجولان السوري من أجل تخفيف معاناتهم”.
وأكد المتحدث: “نحن لا نقدم العون ولا نساعد بأية صورة التنظيمات الإرهابية في الجولان. ويدور قتال كبير في قرية حضر في الساعات الأخيرة، وخلافاً للأكاذيب التي تروجها جهات لها مصالح، إسرائيل لا تقدم العون، لا تساعد ولن تساعد أية جهة إرهابية على المس بسكان القرية. على العكس، سنستمر بالوقوف إلى جانب الدروز في هضبة الجولان”.
وكانت المعارضة قد أعلنت اطلاق معركة “كسر القيود عن الحرمون”، فجر الجمعة، وتمكنت من كسر الحصار عن بلدة بيت جن، بعدما تقدمت عبر محور “السرية الرابعة” التابعة لـ”اللواء 90″ في قوات النظام، على أطراف بلدة حضر. وضربت سيارة مفخخة مسيرة عن بعد، موقعاً لمليشيات النظام في “السرية الرابعة”، قبل أن تتقدم المعارضة وتكسر الحصار عن بيت جن.
وسائل إعلام النظام، قالت إن 9 قتلى مدنيين سقطوا في “التفجير الانتحاري”، إلا أن المعارضة أكدت أن التفجير كان بسيارة مسيرة عن بعد، واستهدف موقعاً عسكرياً.
وقالت وكالة “سانا”: “المئات من أهلنا في الجولان تظاهروا داخل الأراضي المحتلة قبالة بلدة حضر التي تتعرض منذ فجر اليوم لهجوم إرهابي عنيف من تنظيم جبهة النصرة بدعم من كيان الاحتلال الإسرائيلي انطلاقا من التلول الحمر والأراضي المحتلة”. وأكدت أن: “العربة المفخخة جاءت من منطقة التلول الحمر المتاخمة للأراضي المحتلة”.
الشرطة الإسرائيلية أعلنت أن مواطناً من قرية مجدل شمس، في الجولان المحتل، أصيب بجروح جراء إطلاق النار في الأراضي السورية، وأنها نشرت قوات تابعة لها في شمال الجولان، ورفعت حالة استنفار قواتها في عدد من الشوارع في منطقة شمال إسرائيل.
وكانت المعارضة قد أصدرت بياناً، فجر الجمعة، دعت فيه دروز حضر إلى الحياد، إن لم يكن الثورة على النظام. وأكدت أنها لن تستهدف حضر، ولا أهلها ولا ممتلكاتهم. وخاطب البيان أهالي بلدة حضر: “أن يقفوا موقفاً بطولياً ومشرفاً ضد النظام العميل الذي اضطهد وظلم كل الشعب السوري بجميع مكوناته، ونحثّهم أن يسحبوا أبناءهم من اللجان التي تشارك النظام في عدوانه على الضعفاء، وإلا فقد أعذر من أنذر”. وأكد البيان على “حرصنا على سلامة المدنيين وسلامة قراهم من أي أضرار قد تقع نتيجة ايوائهم أو مساعدتهم مليشيات النظام وحزب الله.. ونطمئن أهل حضر على أملاكهم وأنفسهم.. فإننا لا نتعرض بسوء لمن اعتزل قتالنا ولم يشارك النظام في العدوان علينا”.
وتخضع بلدات بيت جن ومزارعها ومغر المير لحصار مطبق من مليشيات النظام، منذ أكثر من عام، بعدما دخلت البلدات في محيطها في اتفاق “مصالحة” مع النظام. وتقع بلدة حضر جنوب غربي بيت جن، وتكاد أطراف حضر الغربية أن تكون الممر الوحيد المتبقي للمعارضة في أي محاولة منها لكسر الحصار عن بيت جن. ويجبر ذلك المعارضة على الالتفاف غربي حضر، على سفوح جبل الشيخ الشرقية، في منطقة قارص النفل، وهو ما حدث صباح الجمعة. وتقع قارص النفل بين حضر والسياج الحدودي الفاصل مع الجولان المحتل.
وتواردت أنباء غير مؤكدة، عن استعادة “اللجان الشعبية” وقوات النظام، بعد ظهر الجمعة، السيطرة على موقع قارص النفل، شمال غربي حضر، بعدما تمكنت المعارضة من الاستيلاء عليه لساعات.
وفد المعارضة المفاوض في “أستانة-7” كان قد حاول إدخال منطقة بيت جن في اتفاقيات “خفض التصعيد”، بعدما زادت محاولات النظام مؤخراً لاقتحامها، وسط استدعائها لوحدات عسكرية جديدة تابعة لـ”الفرقة الرابعة”. الوفد الأردني إلى “أستانة-7″، بحسب مراسل “المدن”، “بدا مصمماً على أن تكون بيت جن ضمن مناطق وقف إطلاق النار”، إلا أن معارضة روسية-إيرانية عطلت الاتفاق.
ويشارك في عمليات المعارضة لكسر الحصار عن بيت جن “هيئة تحرير الشام”. وسرت اشاعات في البلدات الدرزية ضمن الجولان المحتل، المقابلة لبلدة حضر، بأن “النصرة” سترتكب مجزرة في حضر. وبدأ توافد الناس من قرى الجولان وفلسطين إلى “خط وقف اطلاق النار” على الجانب الإسرائيلي المطل على الحدود، بالقرب من حضر، وسط محاولات لخرق الحدود، والتقدم إلى حضر. ويسود توتر شديد في القرى الدرزية في الجولان المحتل، وتمكن عشرات الشباب من تجاوز السياج الأمني، عبر بوابة فيه، ودخول الأراضي السورية، إلا أن قوات من الجيش الإسرائيلي أعادتهم من هناك.
مراسل “المدن” في الجولان، قال إن الجيش والشرطة في إسرائيل أقاما حواجز لمواجهة تدفق الناس، وإن عدداً من قيادات الطائفة الدرزية حاولت التوجه إلى الجولان، للوقوف على تطورات الأوضاع في حضر، لكن القوات الاسرائيلية منعتها.
رئيس “لجنة التواصل الدرزية في إسرائيل” علي معدي، دعا الجنود الدروز في وحدات الجيش الإسرائيلي إلى ترك مواقعهم والتوجه إلى الجولان للدفاع عن بلدة حضر. وأكد معدي أنه طلب من الجنود الدروز “مساندة أهل حضر رغم أن أهلها قادرون على الدفاع عن أنفسهم”، كما اعتبر اعتراض القوات الإسرائيلية طريق القيادات الدرزية ومنعهم من التوجه للجولان “سيخلق أزمة بين الدروز وإسرائيل”.
النائب وليد جنبلاط، قال لابناء حضر في “تويتر”: “اياكم التصديق بأن اسرائيل ومن يناديها قد تساعدكم.. توحدوا واتكلوا على انفسكم فقط وعلى كل دعم عربي مخلص متجرد”. وأضاف: “يا لها من لعبة إسرائيلية خبيثة بفتح السياج الفاصل مع سوريا وتسهيل مهمة مجموعات مسلحة سورية لمهاجمة قرية حضر وأهاليها”.
صفحة “السويداء 24” في “فيسبوك” قالت إن “مؤازرات من الفصائل المحلية في محافظة السويداء انطلقت لمساندة بلدة حضر”، وأضافت إن “فصائل أخرى من المحافظة تتجهز للانطلاق إلى حضر”. وقالت الصفحة إن من قتل في عملية التفجير، هم: مجد عادل كبول، وابن فهد ركاب، وحمد جميل حسون، وحسن فرحات حسون، ومنهال احمد حسون، وباسل احمد بدرية، وجميعهم من دروز حضر.
رئيس “الحزب الديموقراطي اللبناني” طلال أرسلان، قال في بيان: “إننا على تنسيق متواصل لحظة بلحظة مع أهلنا في حضر ومع القيادة السورية ومع قيادة الجيش العربي السوري الباسل، وأهم ما في الأمر أن معنويات مشايخنا وأهلنا في حضر مرتفعة إلى أقصى الحدود، ولا خوف عليهم، إذ نصرهم حتمي ومؤكد”.
اطباق أخير على داعش في وادي الفرات من سوريا والعراق
إيران في سباق مع أميركا لتأمين ممر استراتيجي إلى بيروت، وسيطرة الجيش السوري على دير الزور عقبة أمام استراتيجية ترامب.
ما بعد حريق داعش من سوريا إلى العراق
بغداد/ دمشق – وصلت الحرب على تنظيم داعش إلى منعطفها الأخير بعدما بدأت قوات عراقية وسورية وكردية سورية الإطباق على ما تبقى من مناطق تتمركز فيها قوات التنظيم في منطقة وادي الفرات على الحدود السورية العراقية، ما يمهد لتنافس استراتيجي مستقبلي بين إيران وحلفائها من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى على المنطقة الغنية بالنفط والتي تمثل تقاطع طرق مركزي.
ولن تستغرق المعركة وقتا طويلا قبل أن تحقق أهدافها. لكن ذلك سيطرح سؤالا محوريا حول ما إذا كانت إيران ستقبل بالتخلي عن ممرها الاستراتيجي من الأراضي العراقية وصولا إلى بيروت، أم أن الولايات المتحدة ستجد عقبات تتمثل في مقاومة طهران لرغبة واشنطن في تنفيذ استراتيجية الرئيس دونالد ترامب التي وعد خلال الإعلان عنها بحصار النفوذ الإيراني في المنطقة.
وفي وقت أعلن فيه الجيش السوري سيطرته على مدينة دير الزور (شرق) وطرد تنظيم داعش منها، تقدمت القوات العراقية الجمعة داخل مركز مدينة القائم في غرب البلاد، الذي يعد آخر معقل للتنظيم بمحاذاة الحدود مع سوريا، بحسب ما أفاد عسكريون.
وأفادت وحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله اللبناني المتحالف مع الجيش السوري أن الجيش استعاد أحياء الحميدية والشيخ ياسين والعرضي والرشيدية في المعارك الأخيرة ولم يتبق له سوى حي الحويقة.
ورغم تزامن المعارك في الجهتين السورية والعراقية لوادي الفرات إلا أن مراقبين استبعدوا وجود أيّ تنسيق بين قوات التحالف التي توفّر غطاء جويا لتقدم القوات العراقية في القائم والقوات السورية التي سيطرت على دير الزور.
لكنهم لم يستبعدوا وجود تنسيق بين التحالف الدولي والقيادة العسكرية الروسية التي تقدم الدعم لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية الداعمة له.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن وزارة الدفاع أن روسيا نفذت 18 غارة جوية وتسع ضربات بصواريخ كروز من غواصات في الأيام الثلاثة الماضية استهدفت تنظيم داعش في شرق سوريا.
وكانت مصادر عراقية قد أعلنت أنه في وقت مبكر من صباح الجمعة بدأت المدفعية العراقية وطيران الجيش والتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية داخل مركز المدينة تمهيدا لاقتحامها.
جيمس ماتيس يقود استراتيجية حصر النفوذ الإيراني داخل الحدود العراقية
وذكرت مصادر عسكرية عراقية في وقت لاحق أن القوات العراقية استعادت حي غزة أول الأحياء الواقعة داخل مركز المدينة “ما أدّى إلى مقتل عدد من الإرهابيين وهروب بقية العناصر في عمق مركز القائم”.
وفي خضم التقدم المزدوج من الأراضي العراقية والسورية في ذات الوقت تسعى قوات سوريا الديمقراطية بدعم جوي وآخر يشمل الإمداد بقوات خاصة أميركية لكسب أرض في المنطقة يحافظ على نفوذ أميركي مستقبلي، ويقطع الطريق على تمدد إيراني محتمل، يتجسد في مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي في العملية على الجبهة العراقية.
ولو تمكنت واشنطن من تحقيق ذلك فستكون قد أغلقت الطريق أمام التمدد الإيراني على ثلاثة محاور تقع على الحدود بين سوريا والعراق: محور تلعفر-الحسكة في شمال شرق سوريا، ومحور القائم-البوكمال في الشرق، ومحور الرطبة-معبر الوليد-البادية في الجنوب الشرقي من سوريا.
وتهدف هذه الاستراتيجية الأميركية التي يشرف عليها وزير الدفاع جيمس ماتيس ومستشار الرئيس للأمن القومي هاربرت ماكماستر إلى حصر النفوذ الإيراني داخل الحدود العراقية ومنع طهران من لعب الدور المحوري في مرحلة صياغة الحل النهائي في سوريا لاحقا.
لكن مازالت سيطرة الجيش السوري على المناطق الحدودية تمثل أحد أهم العقبات أمام الاستراتيجية الأميركية. ومنح ذلك إيران اليد العليا في سباق محتدم على المعابر الاستراتيجية ومصادر النفط.
كما ستؤدي سيطرة الجيش السوري على دير الزور إلى تعزيز موقع نظام الرئيس بشار الأسد سياسيا، وستكون إعلانا عن انتصار معنوي، يمنح دمشق أوراقا حاسمة في أي جولة للمفاوضات مع المعارضة قد تعقد قريبا.
ووصف التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، في وقت سابق عملية القائم بـ”آخر معركة كبيرة” ضد تنظيم داعش، ويتوقع أن تنتهي بالتقاء على جانبي الحدود لتطويق التنظيم في منطقة وادي الفرات الممتدة من دير الزور في شرق سوريا إلى القائم في غرب العراق.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن الخميس أن “قوات النظام والمقاتلين المتحالفين مع دعم جوي روسي يسيطرون بشكل كامل على مدينة دير الزور”. وقال مديره رامي عبدالرحمن أن “المعارك انتهت وهناك عمليات جارية”.
وتؤكد مراجع دبلوماسية أن تسارع المعارك في منطقة وادي الفرات سيسرّع السباق نحو إيجاد ترتيبات ما بعد داعش في المنطقة. وقال هؤلاء إن تعجّل روسيا لعقد مؤتمر سياسي بين النظام والمعارضة في منتجع سوشي في روسيا سببه سعي موسكو لقطف سريع لثمار الإنجاز العسكري للنظام، واستباق أيّ تطورات دولية أخرى داخل الميدان السوري.
إسرائيل تخطط لمنطقة عازلة من الجولان إلى دمشق
الإسرائيليون يعرفون أن ‘النصرة’ جزء من استراتيجية يعتمدها النظام بدعم إيراني لإظهار نفسه في مظهر المشارك في الحرب على الإرهاب.
‘المهم إبعاد إيران عن المنطقة’
بيروت – قالت مصادر عربية رفيعة المستوى إن إعلان الجيش الإسرائيلي عن نيته حماية قرية حضر الدرزية الواقعة في الجانب السوري من الجولان يعكس نيّة واضحة في إقامة منطقة عازلة في الجنوب السوري خالية من أيّ وجود إيراني. وأضافت أن إسرائيل مستعدة لإقامة هذه المنطقة حتّى لو كلفّها ذلك إرسال قوات إلى داخل الأراضي السورية.
وأوضحت أن حماية قرية حضر، التي تعرّضت لاعتداء من جبهة النصرة، سيكون ذريعة إسرائيلية لإنشاء منطقة عازلة في الجنوب السوري تشمل دمشق نفسها والمناطق المحيطة بها حيث الوجود الإيراني الكثيف.
وأكدت أن ليس في الإمكان، من وجهة النظر الإسرائيلية، الفصل بين “النصرة” والنشاط الإيراني في المنطقة. وقالت المصادر العربية إن الإسرائيليين باتوا يعرفون أن “النصرة” التي أرسلت سيارة مفخخة إلى قرية حضر جزء من استراتيجية يعتمدها النظام بدعم إيراني لإظهار نفسه في مظهر المشارك في الحرب على الإرهاب.
وقالت إن أكثر ما يهمّ إسرائيل في هذه الأيّام هو إبعاد إيران والمقاتلين التابعين لها مثل عناصر “حزب الله” عن الجولان. إضافة إلى ذلك، تعتبر إسرائيل أن إقامة مصانع للصواريخ في الأراضي السورية واللبنانية سيكون سببا كافيا للقيام بعملية عسكرية كبيرة تفضي إلى قيام المنطقة العازلة التي تضمن أمنها.
ولم تستبعد هذه المصادر أن يكون هناك تنسيق كامل بين إسرائيل وروسيا في شأن الضمانات المطلوبة في الجنوب السوري وما هو أبعد من الجنوب السوري، أي في منطقة القلمون السورية.
إسرائيل تستغل الدروز لوقف التمدد الإيراني في سوريا
أوساط متابعة للشأن السوري ترى أن إسرائيل تسعى لاستثمار التصعيد الجاري في بلدة حضر ذات الغالبية الدرزية لفرض أمر واقع جديد في المنطقة، وهو توسيع المنطقة العازلة لتشمل أراضي داخل الحدود السورية لإبعاد خطر إيران وحزب الله اللبناني.
استنفار درزي على خط النار
دمشق – تشهد المنطقة الحدودية بين سوريا والجولان المحتل من طرف إسرائيل عودة للتوتر، على خلفية الهجوم الذي شنته جماعات جهادية ومعارضة سورية على بلدة حضر ذات الغالبية الدرزية، والتي يسيطر عليها الجيش السوري.
وفي بيان غير معهود، أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة، استعداده لتقديم المساعدة لقرية حضر، ووعد بعدم السماح بسقوطها في أيدي الفصائل التي تقاتل القوات السورية.
وجاء إعلان الجيش الإسرائيلي على وقع اتهامات من النظام السوري لإسرائيل بالسماح للجماعات الجهادية ومن بينها النصرة بالدخول من السياج الأمني الذي أقامته لمحاصرة البلدة تمهيدا للسيطرة عليها.
وقال المتحدث باسم الجيش رونن مانيليس إن الجيش الإسرائيلي جاهز “لمنع تعرض حضر للأذى أو الاحتلال كجزء من التزامنا إزاء المجتمع الدرزي”. ولم يحدد المتحدث باسم الجيش كيف ستتصرف إسرائيل ونفى بشدة “ادعاءات تورط إسرائيل أو مساعدتها عناصر الجهاد العالمي في القتال”.
وتعرضت قرية حضر الدرزية التي تقع في حدود سوريا في محافظة القنيطرة في جنوب البلاد وبمحاذاة الجزء المحتل من إسرائيل من هضبة الجولان إلى تفجير انتحاري بسيارة أسفرت عن سقوط تسعة قتلى، تلاه هجوم عنيف من الجماعات المسلحة.
وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) فإن “إرهابيا انتحاريا فجر عربة مفخخة بين منازل المواطنين على أطراف بلدة حضر، ما تسبب بارتقاء تسعة شهداء وجرح 23 شخصا على الأقل”.
واتهمت سانا النصرة (هيئة تحرير الشام) بتنفيذ التفجير الذي أعقبته اشتباكات مع الجيش السوري. وجبهة النصرة هي فرع تابع لتنظيم القاعدة في سوريا قبل أن تعلن فك ارتباطها معه وتطلق على نفسها جبهة فتح الشام، لتقود لاحقا تحالفا لفصائل جهادية يحمل حاليا تسمية هيئة تحرير الشام.
وأوردت سانا أنه “في أعقاب التفجير هاجمت مجموعات إرهابية بكثافة بلدة حضر حيث اشتبكت وحدات من الجيش السوري ومجموعات الدفاع الشعبية مع المهاجمين”.
قيادات درزية تخشى أن يذهب أبناء الطائفة على الشطر الحدودي مع الجولان المحتل ضحية الطموحات الإيرانية والتعنت الإسرائيلي
وجاء هجوم الجماعات المسلحة السورية في القنيطرة بهدف ربط منطقتين تحت سيطرة المعارضة.
وتسيطر الفصائل المقاتلة وبينها هيئة تحرير الشام على 70 في المئة من محافظة القنيطرة مقابل 30 في المائة لا تزال تحت سيطرة الجيش السوري، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويرى مراقبون أن إسرائيل تريد استثمار تهديد الفصائل لبلدة حضر للتدخل وفرض واقع جديد في المنطقة.
وتعمل إسرائيل جاهدة على إنشاء حزام أمان داخل سوريا، في ظل مخاوفها من أن تستغل إيران وذراعها حزب الله اللبناني حالة اللاستقرار في المنطقة للتغلغل على الشريط الحدودي واستهدافها مستقبلا.
ورغم إعلان القنيطرة ضمن منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا والتي تم التوافق بشأنها بين روسيا والولايات المتحدة في مايو الماضي، بيد أن إسرائيل لا تزال غير مطمئنة لهذا الإجراء في الحيلولة دون وجود إيران وميليشياتها على تماس منها.
وسبق وأن عرضت إسرائيل على روسيا إنشاء منطقة عازلة بنحو 50 كم داخل الأراضي السورية، بيد أن روسيا رفضت المقترح برمته بداية إلا أنها تراجعت عن ذلك وأعلنت قبولها لـ15 كلم فقط، وذلك خلال الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى تل أبيب التي جرت الشهر الماضي.
وأعلن المسؤولون الإسرائيليون في أكثر من مناسبة أنهم لن يسمحوا بأن يكون لحزب الله أو للحرس الثوري الإيراني موطئ قدم في الجنوب السوري، ولو اقتضى الأمر معالجة تل أبيب للمسألة بنفسها، على ضوء الموقف الروسي والتردد الأميركي. ومؤخرا أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن إيران وحزب الله موجودان في كامل الأراضي السورية ومنها الجنوب، في تصريح فهم منه على أنه تهديد لإسرائيل.
وتولي إيران أهمية خاصة للجنوب السوري لجهة أنها ستصبح على تماس مباشر مع إسرائيل وهذا يكسبها ورقة ضغط مهمة ليس فقط على خصمها الولايات المتحدة بل وعلى المجتمع الدولي.
وتخشى قيادات درزية ومنها اللبناني وليد جنبلاط من أن يذهب أبناء الطائفة على الشطر الحدودي مع الجولان المحتل ضحية طموحات إيران التوسعية والتعنت الإسرائيلي، ويزداد هذا القلق مع ما يحدث في بلدة حضر.
واقترب سكان دروز من قرية مجدل شمس في هضبة الجولان المحتلة من خط وقف إطلاق النار ولكن لم يُسمح لهم بالعبور إلى البلدة، وفق ما أفاد شهود عيان في المكان.
ولا تزال سوريا وإسرائيل في حالة حرب. وتقول القوات الجوية الإسرائيلية إنها قصفت قوافل أسلحة للجيش السوري وحزب الله قرابة 100 مرة في الأعوام الأخيرة. ونفذت أحدث ضرباتها الأربعاء حسبما تقول الحكومة السورية. وتحتل إسرائيل منذ يونيو 1967 حوالي 1200 كلم مربع من هضبة الجولان السورية وأعلنت ضمها في 1981 من دون أن يعترف المجتمع الدولي بذلك.
تأجيل «سوتشي»… ومؤتمر الرياض قبل «جنيف»
العبادي يعلن السيطرة على القائم… و«الدواعش» يتجمعون في البوكمال السورية
القوات العراقية مدعومة بـ«الحشد الشعبي» تتقدم نحو القائم قرب الحدود السورية أمس (أ.ف.ب)
لندن – بغداد – بيروت: «الشرق الأوسط»
أفيد أمس ببدء المعارضة السورية التحضيرات لضمان نجاح مؤتمرها الموسع في الرياض قبل أن يستضيفها المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في جنيف في 28 الشهر الحالي، فيما أفادت مصادر مطلعة بأن موسكو قررت تأجيل «مؤتمر الحوار الوطني السوري» الذي كان مقرراً في سوتشي في 18 الشهر الحالي.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا أرسلت دعوات للمشاركة في مؤتمر الحوار السوري إلى النظام السوري وجميع قوى المعارضة، وأكد «موافقة عدد كبير من المدعوين بما في ذلك الحكومة»، وأشار إلى أن موسكو تتسلم الردود، وتقوم بعملية تقييم للوضع. ولوحظ أن الخارجية الروسية أزالت من موقعها الإلكتروني قائمة المدعوين إلى مؤتمر سوتشي وضمت 33 جهة معارضة للنظام وموالية له. وأكدت المصادر أن اتصالات بدأت بين أطراف المعارضة وفريق المبعوث الدولي لضمان نجاح مؤتمر الرياض قبل استئناف مفاوضات جنيف.
وبات تنظيم داعش على وشك الانتهاء بعد تقهقره شرق سوريا وغرب العراق في الأيام الأخيرة. وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، استعادة القائم من سيطرة «داعش» فيما تقدمت قوات النظام السوري نحو مدينة البوكمال المقابلة، حيث يتجمع مسلحو التنظيم المتطرف.
موسكو تتهم واشنطن بـ«جرائم حرب» وتهدد بـ«سحق» حلفاء اميركا
موسكو: طه عبد الواحد
اتهمت روسيا، الولايات المتحدة، بحرمان اللاجئين في مخيم الركبان، قرب قاعدة التنف، من المساعدات الإنسانية والتسبب بوضع كارثي هناك. وقال مركز حميميم الروسي للمصالحات في سوريا إن عشرات آلاف اللاجئين السوريين في مخيم الركبان لا يستطيعون الحصول على المساعدات الإنسانية بسبب نشر القوات الأميركية قاعدة بصورة غير شرعية في منطقة التنف. ووصف المركز الروسي، في بيان، أمس، الوضع الإنساني هناك بأنه «صعب للغاية»، متهماً العسكريين الأميركيين بمنع المواطنين من الاقتراب من القاعدة على مسافة 55 كلم «تحت التهديد بالقتل»، وقال إن عشرات آلاف النازحين السوريين لهذا السبب يعجزون عن الوصول إلى معسكر الركبان للاجئين قرب القاعدة الأميركية. ونقل المركز عن سوريين تمكنوا من مغادرة تلك المنطقة تأكيدات بأن الوضع الإنساني هناك سيئ للغاية.
ويقول مركز حميميم، نقلاً عن شهود عيان، إن المستشارين العسكريين الأميركيين أقاموا بقرب مخيم الركبان معسكراً جديداً يصل إليه مقاتلون من القلمون الشرقي ومنطقة أم القريتين ومن البادية، لتشكيل «معارضة معتدلة» منهم، و«الجيش الوطني السوري» الذي تشكلت نواته من مجموعات «جيش أسود الشرقية» و«قوات الشهيد أحمد عبود» و«لواء شهداء القريتين» وفق المركز الروسي في حميميم، الذي أضاف إلى روايته معلومات مفادها أن المستشارين العسكريين الأميركيين يتفاوضون مع قادة المقاتلين حول الأتعاب الشهرية، وأن هناك فرقاً بين المبالغ التي يحصل عليها كل فصيل، و«على هذه الخلفية وقعت اشتباكات يوم الأحد بين مقاتلين من (لواء شهداء القريتين) وآخرين من (أسود الشرقية) ما أدى إلى سقوط 13 قتيلاً كلهم من اللاجئين، وإصابة 20 آخرين بجراح، بينهم أطفال.
ولا يقدم الجانب الأميركي لهم مساعدات إنسانية». واتهم المركز الروسي، الولايات المتحدة، بانتهاك فاضح للقانون الإنساني، وقال إن ممارسات الأميركيين يمكن تقديرها على أنها جرائم حرب.
ورأت الخارجية الروسية في الممارسات الأميركية، وفق ما عرضها تقرير العسكريين الروس في حميميم، عملاً أقرب إلى محاولة تقسيم سوريا. وقال غيورغي بوريسينكو، مدير قسم أميركا الشمالية في وزارة الخارجية الروسية، إن التصرفات الأميركية قرب قاعدة التنف في سوريا تشبه محاولة تقسيم البلاد. واتهم الولايات المتحدة بأنها «تعاونت كثيراً مع مختلف الجماعات المتطرفة في سوريا»، وشكك بحسن نوايا القوات الأميركية في سوريا، خصوصاً في منطقة التنف، وقال إنهم «لا يسمحون لقوات الجيش السوري بالدخول إليها»، واعتبر أن هذا العمل «يشبه في الحقيقة محاولات تقسيم البلاد». وتوعد السيناتور فيكتور بونداريف، رئيس لجنة المجلس الفيدرالي لشؤون الدفاع والأمن بسحق «المعارضة المعتدلة». وفي أول إقرار واضح من مسؤول روسي بأن القوات الروسية شاركت في تدمير المعارضة السورية المسلحة، قال السيناتور الروسي إن «المعارضة المعتدلة التي تعمل الولايات المتحدة على تشكيلها في سوريا، وتضم (أسود الشرقية) وغيرها من العصابات، ستنتهي كما انتهى سلفها، أؤكد لكم. والقوات الجوية الروسية ستساهم بذلك بشكل شامل».
إلى ذلك قال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، عقب محادثاته أمس مع أمين عام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا توماس غريمنغر، إن روسيا أرسلت دعوات للمشاركة في مؤتمر الحوار السوري إلى النظام السوري وجميع قوى المعارضة، وأكد موافقة عدد كبير من المدعوين بما في ذلك «الحكومة»، وأشار إلى أن موسكو تتسلم الردود، وتقوم بعملية تقييم للوضع، مؤكداً أن المشهد الذي يرتسم حالياً يشير إلى تمثيل واسع في المؤتمر. وأضاف: «قريباً سنعلن عن موعد المؤتمر». وكانت الخارجية الروسية نشرت قائمة للمشاركين، وحددت فيها موعد المؤتمر يوم 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، إلا أنها عادت وحذفت تلك القائمة من موقعها الرسمي دون توضيح للأسباب.
ووصف لافروف المؤتمر المرتقب بأنه «أول محاولة للبدء بتنفيذ القرار 2254 الذي يطالب المجتمع الدولي بتقديم كل أشكال المساعدة للسوريين في تنظيم حوار وطني شامل».
وتقول موسكو إن المؤتمر ليس بديلاً عن عملية المفاوضات في جنيف، التي تبحث، بما في ذلك سلات الدستور والانتخابات البرلمانية والرئاسية، وهي مواضيع تشير تسريبات إلى أنها ستكون رئيسية على جدول أعمال مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري.
النظام يتهم المعارضة بقصف دمشق والأخيرة تنفي
أعلن النظام السوري مقتل شخصين وإصابة آخرين بجروح جراء قصف من المعارضة على دمشق، وهو ما نفته المعارضة، بينما أكد ناشطون أن قصف النظام على ريف دمشق تسبب في سقوط جرحى عديدين بينهم أطفال.
وقالت وكالة سانا الرسمية إن شخصين قتلا وأصيب مدنيون آخرون بجروح جراء سقوط ثلاث قذائف على منطقة العباسيين في دمشق، متهمة من وصفتها بالجماعات الإرهابية بالقصف.
ونقل مراسل الجزيرة عن المعارضة المسلحة في دمشق وريفها نفيها أن تكون وراء القصف، وأكدت أن استهدافها يقتصر على خطوط القتال المشتعلة ولا يشمل أي مواقع مدنية.
وفي الأثناء، قال ناشطون إن النظام قصف مناطق مدنية في بلدة حمورية بالغوطة الشرقية في ريف دمشق، مما أوقع إصابات عدة في صفوف المدنيين، بينهم أطفال، كما تعرضت بلدة عين ترما لقصف مدفعي أثناء اشتباكات بين المعارضة وقوات النظام.
وأكدت وكالة مسار برس أن المعارضة أفشلت محاولة جديدة من قوات النظام للتقدم إلى حي جوبر شرق دمشق، وأن الأخيرة قصفت الحي بصواريخ أرض أرض وقذائف المدفعية الثقيلة.
وأضافت الوكالة أن محافظة حماة شهدت قصفا جويا روسيا على قرى أبو دالي وتل الخنزير والطويبة والرهجان وأم الميال، كما شهدت اشتباكات بين المعارضة وقوات النظام على طريق حمص-السلمية.
المصدر : وكالات,الجزيرة
كيانات سورية تعلن مقاطعة مؤتمر سوتشي
واصلت قوى سورية معارضة رفضها مؤتمر سوتشي الذي دعت إليه روسيا لإجراء حوار سوري، إذ أعلن المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مقاطعة المؤتمر، كما ندد به التجمع الوطني لقوى الثورة والمعارضة في الحسكة.
وقال المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية إن هذا المؤتمر هو دعوة من روسيا “لتوقيع صكوك الإذعان، وهدر لتضحيات الشعب السوري على مر السنوات السبع الماضية”.
وتأسس هذا المجلس في مطلع عام 2017، ويضم 65 عضوا يمثلون 65 قبيلة وعشيرة من كافة أنحاء سوريا، ويؤيد المجلس الثورة السورية، ويدعو للحفاظ على وحدة التراب السوري.
في السياق ذاته، اعتبر التجمع الوطني لقوى الثورة والمعارضة في الحسكة (شمال شرقي سوريا) مؤتمر سوتشي “محاولة من روسيا للالتفاف على مقررات جنيف والشرعية الدولية، والانفراد بالحل السياسي في سوريا بعيدا عن تطلعات الشعب السوري”.
ووجهت روسيا دعوات رسمية للنظام السوري والمعارضة للمشاركة في مؤتمر للحوار الوطني السوري بمدينة سوتشي الروسية في 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات، وهي أكبر مظلة للمعارضة السورية، بالإضافة إلى الائتلاف السوري المعارض والمجلس الإسلامي السوري وعدة فصائل مسلحة، رفض المشاركة في أي فعالية تنظم خارج المظلة الأممية.
وأصدرت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا بيانا اعتبرت فيه مؤتمر سوتشي وما سينتج عنه “ترسيخا للاحتلال الروسي”، وتجاهلا للحل السياسي المنصوص عليه في قرارات جنيف 1.
المصدر : الجزيرة
موسكو تتهم واشنطن بارتكاب “جرائم حرب” بسوريا
وزارة الدفاع الأميركية تقول إن المنطقة التي تحدث عنها الجيش الروسي مشمولة باتفاق خفض التوتر (الجزيرة)
اتهم الجيش الروسي -الذي يشن حملة عسكرية لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد- الولايات المتحدة بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى نازحين سوريين، معتبرا أن ذلك يرقى إلى “جرائم حرب”.
وقال “المركز الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع” في بيان له أمس الجمعة، إن الوضع الإنساني “صعب جدا” في منطقة التنف الواقعة على الحدود بين الأردن وسوريا، حيث تتمركز حامية تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن.
واعتبر البيان أن “الأكثر إلحاحا هو الوضع الإنساني في منطقة التنف بسبب الولايات المتحدة التي أقامت قاعدة عسكرية هناك بشكل غير شرعي، وتمنع الاقتراب منها من على بعد 55 كلم على الأقل، مما يحرم عشرات آلاف اللاجئين من تلقي المساعدات الإنسانية”.
وأضاف البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الروسية أن “أفعال الجيش الأميركي وما يعرف بالتحالف الدولي شكلت انتهاكا سافرا للحقوق الإنسانية، ويمكن توصيفها بجريمة حرب”.
وعلى الجانب الآخر، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إريك باهون إن المنطقة البالغ عرضها 55 كيلومترا التي ذكرها الجيش الروسي “هي في الواقع منطقة خفض التوتر التي تم التوصل إليها بالاتفاق معه حول حامية التنف لتجنب الصدامات بشكل عرضي بين جيشينا”.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن باهون قوله “إن العديد من المدنيين لجؤوا إلى تلك المنطقة بعد نزوحهم من المناطق التي قصفتها القوات الحكومية السورية، لأنهم يعرفون أنهم لن يتعرضوا للقصف”.
وتابع “لقد أبلغنا الروس أننا على استعداد لتسهيل تسليم المساعدات إلى هؤلاء المدنيين، لكن النظام السوري يعرقل نجاح هذه الجهود”.
وكان الجيش الروسي قد اتهم واشنطن في مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بتقديم “دعم إلى تنظيم الدولة الاسلامية انطلاقا من منطقة التنف”.
وتقول واشنطن إن التنف تضم معسكرا تستخدمه القوات الخاصة الأميركية والبريطانية، ويستخدم لتدريب مقاتلين من فصائل مسلحة سورية تحارب تنظيم الدولة.
المصدر : الفرنسية
موسكو لواشنطن: قاعدتكم في التنف السورية تخنق النازحين
موسكو – فرانس برس
اتهمت موسكو واشنطن الجمعة، بمفاقمة أوضاع النازحين إلى منطقة التنف السورية الحدودية مع الأردن.
وأعلن الجيش الروسي الذي يشن حملة عسكرية لدعم النظام السوري أن الولايات المتحدة تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى نازحين سوريين معتبراً أن ذلك يرقى إلى “جرائم حرب”.
وأورد “المركز الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع” أن الوضع الإنساني صعب جداً في منطقة #التنف على الحدود بين الأردن وسوريا حيث تتمركز حامية تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن. وقال المركز في بيان “الأكثر إلحاحاً هو الوضع الإنساني في منطقة التنف بسبب الولايات المتحدة التي أقامت قاعدة عسكرية هناك بشكل غير شرعي وتمنع الاقتراب منها من على بعد 55 كلم على الأقل ما يحرم عشرات آلاف اللاجئين من تلقي المساعدات الإنسانية”.
وأضاف أن “أفعال الجيش الأميركي انتهاك سافر للحقوق الإنسانية ويمكن توصيفها بجريمة حرب”، بحسب وكالات الأنباء الروسية.
البنتاغون يرد
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية اريك باهون إن المنطقة البالغ عرضها 55 كيلومتراً التي ذكرها الجيش الروسي هي في الواقع منطقة خفض التوتر التي تم التوصل إليها بالاتفاق معه حول حامية التنف لتجنب الصدامات بشكل عرضي بين جيشينا.
وأضاف لفرانس برس أن العديد من المدنيين لجأوا إلى المنطقة التي يبلغ عرضها 55 كيلومترا بعد نزوحهم من المناطق التي قصفتها قوات النظام السوري لأنهم يعرفون أنهم لن يتعرضوا للقصف.
وتابع “لقد أبلغنا الروس أننا على استعداد لتسهيل تسليم المساعدات” إلى هؤلاء المدنيين “لكن النظام السوري يعرقل نجاح هذه الجهود”.
وكان الجيش الروسي اتهم واشنطن في مطلع أكتوبر الماضي بتقديم “دعم” إلى تنظيم داعش انطلاقا من منطقة التنف.
من جهتها، أعلنت واشنطن مراراً أن قاعدة التنف تضم معسكرا تستخدمه القوات الخاصة الأميركية والبريطانية ويستخدم لتدريب مقاتلين من فصائل مسلحة سورية تحارب تنظيم داعش.
قاذفات وغواصات روسية تقصف داعش في شرق سوريا
بيروت – أسوشيتد برس
أعلن #الجيش_الروسي، الجمعة، أن قاذفاته بعيدة المدى وصواريخ #كروز أصابت أهدافا لتنظيم داعش في شرق سوريا، وذلك بعد أسبوع من غارات مماثلة استهدفت نفس المنطقة.
وقال المتحدث باسم #وزارة_الدفاع الروسية الميجور جنرال، إيغور كوناشينكوف، إن 6 قاذفات من طراز تو-22 إم أسقطت، الجمعة، قنابل على أهداف للتنظيم بالقرب من #البوكمال.
وأضاف أن غواصتين روسيتين في #البحر_المتوسط أطلقتا أيضا 6 صواريخ كروز على أهداف للتنظيم.
وأكد كوناشينكوف أن الضربات أصابت مجموعات من مقاتلي تنظيم داعش ومستودعات ذخائر تابعة له. وأوضح أنه تم إطلاقها دعما لهجوم الجيش السوري في المنطقة.
وجاءت غارات #القاذفات_بعيدة_المدى التي انطلقت من قاعدة في روسيا بالإضافة إلى الطلعات الجوية اليومية التي تقوم بها الطائرات الحربية الروسية في سوريا.
ترامب وبوتين قد يناقشان تسوية لأزمة سوريا في لقاء بفيتنام
موسكو (رويترز) – قالت وكالة الإعلام الروسية يوم السبت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب قد يناقشان تسوية لأزمة سوريا خلال قمة اقتصادية آسيوية مقررة في فيتنام الأسبوع المقبل.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (يمينا) خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هامبورج يوم 7 يوليو تموز 2017. تصوير: كارلوس باريا – رويترز.
وتفاقم توتر العلاقات بين موسكو وواشنطن منذ أن التقى بوتين وترامب للمرة الأولى خلال قمة لمجموعة العشرين في هامبورج في يوليو تموز حين تطرق النقاش إلى ما أثير حول تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية لكنهما اتفقا على التركيز على تحسين العلاقات.
وتصاعد التوتر بشأن الصراع في سوريا بعد أن استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) لعرقلة خطة بالأمم المتحدة لمواصلة تحقيق بشأن الأسلحة الكيميائية.
ونقلت الوكالة عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله إن تسوية بشأن سوريا ”تخضع للنقاش“ لإدراجها على جدول أعمال اجتماع محتمل بين الرئيسين مضيفا أن من مصلحتهما المشتركة أخذ الوقت الكافي في مناقشة القضية.
وقال بيسكوف ”يتطلب الأمر التعاون بطريقة أو بأخرى“.
وقال ترامب لقناة فوكس نيوز الأسبوع الماضي إن من المحتمل أن يلتقي مع بوتين خلال جولته الآسيوية.
وتابع ”قد نعقد اجتماعا مع بوتين“.
وأضاف ”بوتين مهم للغاية لأن بإمكانهم مساعدتنا بشأن كوريا الشمالية وسوريا. وعلينا أن نتطرق إلى أوكرانيا“.
إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود
قاذفات روسية تضرب أهدافا للدولة الإسلامية في سوريا
موسكو (رويترز) – ذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن وزارة الدفاع في روسيا أن قاذفات روسية من طراز توبوليف 22إم3 طويلة المدى ضربت أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية قرب بلدة البوكمال في سوريا يوم السبت.
وأضافت أن مراكز قيادة ومستودعات سلاح كانت بين الأهداف التي ضربتها القاذفات التي حلقت فوق إيران والعراق.
إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية – تحرير ياسمين حسين
قوات شيعية عراقية تقول إنها ستقاتل الدولة الإسلامية في بلدة حدودية سورية
بيروت (رويترز) – نُقل عن جعفر الحسيني المتحدث باسم كتائب حزب الله العراق الشيعية المدعومة من إيران قوله إن كتائبه التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق قرب الحدود مع سوريا ستقاتل التنظيم أيضا في بلدة البوكمال السورية الحدودية.
قوات من الحشد الشعبي الشيعي عقب تحرير القائم قرب الحدود مع سوريا يوم الجمعة – صورة لرويترز (يحظر بيعها أو الاحتفاظ بها في الارشيف)
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الحسيني يوم الجمعة مع قناة الميادين اللبنانية.
وكتائب حزب الله العراق إحدى فصائل قوات الحشد الشعبي التي تقاتل مع الجيش العراقي تنظيم الدولة الإسلامية.
ونقلت الميادين عن الحسيني قوله إن قوات المقاومة العراقية، وهي كناية عن القوات الشيعية المدعومة من إيران، ستشارك في المعركة ضد الدولة الإسلامية في البوكمال السورية لأنها تقع على الحدود مع العراق.
واستعادت القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي يوم الجمعة بلدة القائم العراقية الحدودية القريبة من البوكمال من الدولة الإسلامية.
ويقترب الجيش السوري والمقاتلون الشيعة المدعومون من إيران والمتحالفون معه، بدعم جوي روسي، من البوكمال ضمن عملية ضد جيب للدولة الإسلامية يمتد على الحدود بين سوريا والعراق.
وقال الحسيني ”البوكمال تحت مرمى صواريخ القوات العراقية في مدينة القائم ووجود قواتنا على حدود البوكمال سيكون محورا جديدا في مواجهة داعش“.
ويتقدم الجيش السوري وحلفاؤه تجاه البوكمال عبر الصحراء جنوب غربي المدينة وعلى طول نهر الفرات من ناحية الشمال الغربي.
وأعلنت الحكومة السورية يوم الجمعة النصر على الدولة الإسلامية في دير الزور، أكبر مدينة في شرق سوريا، بعد معركة دامت شهرين.
إعداد علا شوقي للنشرة العربية – تحرير أمل أبو السعود
الجيش الإسرائيلي مستعد لحماية قرية للدروز في سوريا
صحفيو رويترز
دقائق للقراءة 3
القدس/بيروت (رويترز) – قال الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إنه مستعد لحماية قرية حضر الدرزية الواقعة على الجانب السوري من هضبة الجولان حيث قالت دمشق إن هجوما بسيارة ملغومة نفذته جماعة متشددة أدى إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل.
وكان البيان تعهدا إسرائيليا صريحا على غير المعتاد بالتدخل في الحرب بسوريا حيث يعبر مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم المتزايد من دور إيران وحليفتها جماعة حزب الله اللبنانية في المعركة إلى جانب الحكومة السورية.
وتقول القوات الجوية الإسرائيلية إنها قصفت قوافل أسلحة للجيش السوري وحزب الله قرابة 100 مرة في الأعوام الأخيرة. ونفذت أحدث ضرباتها يوم الأربعاء حسبما تقول الحكومة السورية.
وتمثل محافظة القنيطرة السورية حيث تقع قرية حضر بؤرة حساسة لإسرائيل لأنها متاخمة لهضبة الجولان التي احتلتها في حرب عام 1967.
وشنت جماعات مسلحة سورية هجوما على مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية في القنيطرة اليوم بهدف ربط منطقتين تحت سيطرة المعارضة.
وشمل الهجوم تفجير سيارة ملغومة في حضر نسبته وسائل إعلام رسمية سورية إلى جماعة كانت تعرف من قبل باسم جبهة النصرة.
وقالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية إن متشددين هاجموا القرية من ثلاثة محاور ولم يحققوا أية مكاسب بعد قتال عنيف خلال النهار. واتهمت إسرائيل بإطلاق صاروخ أرض-أرض على موقع للجيش السوري في المنطقة.
واتهمت وسائل إعلام رسمية سورية إسرائيل بتقديم أشكال متنوعة من الدعم لجبهة النصرة. وفي بيانه نفى الجيش الإسرائيلي أي ضلوع مع أي جماعات متشددة في القتال.
وحضر قرية يسكنها الدروز وهم أقلية دينية موجودة في سوريا وإسرائيل والأراضي الفلسطينية ولبنان.
ويدعو الدروز في إسرائيل الذين وصل بعضهم لمناصب مرموقة في الجيش والحكومة إلى مساعدة إخوتهم في سوريا ومثلت قرية حضر مثارا للقلق على نحو خاص.
وبث التلفزيون الرسمي السوري مقاطع قال إنها لسكان مناطق تحتلها إسرائيل من هضبة الجولان وهم يحاولون عبور الحدود لمساعدة الناس في حضر.
وقال الجيش الإسرائيلي على تويتر إن السكان الدروز حاولوا عبور الحدود إلى سوريا لكن الجنود الإسرائيليين منعوهم.
وذكر الجيش في بيان ”قوات الدفاع الإسرائيلية جاهزة ومستعدة لمساعدة سكان القرية ومنع إلحاق أضرار بالقرية أو سقوطها من منطلق التزام بحماية السكان الدروز“.
كان مسؤولون إسرائيليون قالوا في السابق إنهم يبحثون إمكانية مساعدة سكان قرية حضر التي يضغط أقاربهم الدروز في إسرائيل بالنيابة عنهم لتقديم المساعدة لهم.
إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن