أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 09 حزيران 2012


البيان رقم “2” من خاطفي اللبنانيين الـ11

بيروت – يو بي أي – نقلت فضائية (الجزيرة) القطرية اليوم السبت، شريطاً مصوّراً يظهر لأول مرة اللبنانيين الـ11 المختطفين في سورية من قبل مجموعة سورية مسلّحة قرب الحدود السورية التركية منذ نحو شهر.

وعرضت محطات التلفزة المحلية الشريط المصوّر الذي بثّته (الجزيرة)، حيث ظهر المختطفون الـ11 تباعاً وهم يعرّفون عن أنفسهم.

وفيما لم تظهر أية علامات تدل على تعرّضهم للضرب أو التعذيب، قال المختطفون إنهم بحالة صحية جيّدة، وإنهم يتلقون معاملة حسنة من قبل خاطفيهم، وطمأنوا أهاليهم الى أنهم “ضيوف عند الثوار”.

وأعلن أحد المختطفين باسم المجموعة المختطَفة، تأييد الشعب السوري وإدانة مجزرة حولا في حمص، قائلاً “الله ينصر الثوار”.

وفي نهاية الشريط المصوّر، تم عرض “البيان رقم 2” المكتوب، تبرّأ فيه الخاطفون من جميع الذين ظهروا في وسائل الإعلام وتحدّثوا باسم “ثوار سورية”، وقالوا إن “البيان رقم 1” الذي أصدروه مؤخراً وطالبوا عبره الأمين العام لحزب الله اللبناني السيّد حسن نصرالله بالإعتذار، هو البيان الوحيد الصادر عنهم.

وجاء في “البيان رقم 2″، أن المختطفين اللبنانيين الـ11 هم ضيوف، وسيتم تسليمهم بعد النظر بوضعم من قبل الدولة المدنية في سورية بعد تشكيل البرلمان الديمقراطي الجديد، وأنه نظراً للظروف الحالية فمن الممكن تسليمهم الى الدول المجاورة لسورية من دون إستثناء.

وخُطف اللبنانيون الـ11 يوم 22 أيار/مايو 2012 في أقصى شمال محافظة حلب السورية، عقب اجتيازهم الحدود التركية قادمين براً من زيارة دينية إلى إيران.

وأعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم “ثوار سورية – ريف حلب” في 31 أيار/مايو، مسؤوليتها عن اختطاف اللبنانيين الـ11 وطالبت الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله بالإعتذار عن دعمه للنظام السوري.

نحو مقايضة بين روسيا والغرب لتمرير «حل ينهي حكم الأسد»

موسكو – رائد جبر؛ واشنطن – جويس كرم؛ دمشق، باريس، لندن، نيويورك – «الحياة»، رويترز، ا ب، أ ف ب

أطلقت الاقتراحات الجديدة للمبعوث الدولي – العربي الى سورية كوفي أنان في نيويورك دينامية العمل على مسارين متوازيين: مشروع قرار غربي في مجلس الأمن ينص على فرض عقوبات على أركان النظام السوري تحت الفصل السابع، في مقابل تحرك روسي لعقد مؤتمر دولي يبحث في الأزمة السورية بمشاركة إيران وتركيا والسعودية والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ويُتوج بانهاء حكم الرئس السوري بشار الأسد.

وشهدت دمشق أمس، اشد الاشتباكات عنفا بين قوات النظام والمعارضة، وعاشت اللاذقية اكبر التظاهرات التي انضمت الى جمعة «تجار وثوار يداً بيد حتى الانتصار» في حين حاولت قوات النظام السيطرة على حي الخالدية «العاصي» في حمص. وتحدثت مصادر مختلفة عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى بالتزامن مع دخول المراقبين الدوليين الى القبير التي شهدت مجزرة الاطفال والنساء واحراق جثث السكان ومنازلهم.

وفي واشنطن، استقبلت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أنان، وبحثت معه «الفرص الباقية» لتطبيق بنود «خطته السداسية» بالتوازي مع الجهود الروسية – الأميركية لتسوية أقرب الى النموذج اليمني مقابل اعتراض دولي وعربي على مشاركة ايران في مفاوضات المرحلة الانتقالية.

وعلى مدى ساعة استقبلت كلينتون أنان في وزارة الخارجية، ما يعبر عن رغبة أميركية في استمرار دعم المبعوث وخطته رغم التعقيدات الكبيرة أمامها. وقالت كلينتون أن المحادثات تناولت كيفية «حصد تجاوب أكبر من الحكومة السورية لخطة النقاط الست»، وقال انان أن سورية «تشكل تحديا كبيراً».

وأضاف ان «البعض يقول أن الخطة ماتت، ان المشكلة هي في التطبيق»، ورأى أن جميع الأسئلة يتم البحث فيها حول الخيارات الأخرى أو حول التطبيق. كما أشار الى أنه «يتم استكشاف العمل مع حكومات أخرى في المنطقة وحول العالم».

وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية لـ»الحياة» اعتراض واشنطن على مشاركة ايران في المفاوضات حول المرحلة الانتقالية لسورية، وهو ما كانت دعت اليه روسيا. وقال المسؤول: «رأينا كيف تعاملت ايران عام ٢٠٠٩ مع تطلعات شعبها لانتخابات نزيهة وكيف قمعت شعبها واستخدمت العنف… كيف يمكن أن نعتقد بأن ايران ستلعب دورا بناء في دولة خارجية وهي لم تلعب هذا الدور مع شعبها»، وأضاف «نحن لا نعتقد أنه يجب مشاركة ايران في العملية».

وتركز الديبلوماسية الأميركية بشكل كبير على محادثاتها مع روسيا في صوغ اطار المرحلة المقبلة، وهي تنتظر عودة الموفد الذي يترأسه المسؤول الأعلى عن الملف الروسي فريديريك هوف من موسكو بعد زيارة استمرت 60 ساعة. وما يزيد من جدية المحادثات مع الأطراف الاقليميين والدوليين مثل روسيا، والأردن التي سيصل خارجيتها ناصر جودة الاثنين الى واشنطن اضافة الى اتصالات مع دول عربية اخرى.

وكانت وزارة الخارجية الروسية اعلنت امس إن هوف، أجرى محادثات مع نائبي وزير الخارجية الروسي جينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف. ووصفت الوزارة المحادثات بأنها «تبادل للآراء في شأن سبل التوصل الى حل سلمي في سورية مع التركيز على حشد التأييد الدولي لصالح أن تنفذ جميع الأطراف بنود خطة المبعوث الدولي – العربي».

وقال بوغدانوف لـ «الحياة» إن موسكو «لم تناقش مسألة تنحي الرئيس الأسد» معتبراً أن تطبيق «السيناريو اليمني» مرهون باتفاق «السوريين أنفسهم وسنكون مع أي سيناريو يتوصلون إليه بالحوار».

وأكد أن مشاورات «بدأت مع الأطراف الدولية والاقليمية لتنظيم لقاء دولي في موسكو» معتبراً أن بعض ردود الفعل الأولى التي تحفظت عن الدعوة الروسية «غير بناءة» لأن «الجهود المبذولة تهدف إلى التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة تضمن وقف العنف وتمنع انزلاق الوضع نحو حرب أهلية». وزاد انه بنتيجة المشاورات الجارية ستقوم موسكو بتوجيه دعوات رسمية لحضور اللقاء من دون ان يحدد سقفاً زمنياً.

وفي نيوويرك، علمت «الحياة» أن البعثتين البريطانية والفرنسية تعملان على صوغ مشروع قرار في مجلس الأمن ينص على «فرض حظر أسلحة على سورية، وحظر سفر وتجميد أرصدة لرموز النظام السوري» سيُطرح على المجلس مطلع الأسبوع المقبل. وأوضحت مصادر المجلس أن «طرح مشروع القرار تحت الفصل السابع سيتم بالتوازي مع مفاوضات تجري مع روسيا حول مستقبل الانتقال السياسي في سورية». وقالت إن التقدم يجب أن «يتم بالتوازي بين طرح مشروع القرار والاتفاق على تشكيل مجموعة الاتصال» التي تضم إيران وتركيا والسعودية الى جانب الدول الأعضاء في مجلس الأمن.

وقال ديبلوماسيون إن الدول الغربية تعمل على «نوع من المقايضة مع موسكو من خلال القبول بالمشاركة في المؤتمر الدولي الذي دعت الى عقده، مقابل تمرير قرار ينص على عقوبات في مجلس الأمن».

ورجح ديبلوماسيون أن يطرح مشروع القرار الإثنين أو الثلثاء، على باقي أعضاء المجلس «بعد الانتهاء من إعداده بالتعاون بين البعثتين البريطانية والفرنسية، وربما الأميركية».

ويهدف مشروع القرار الى «الضغط على النظام السوري لإجباره على التقيد بخطة النقاط الست وقراري مجلس الأمن 2042 و2043» من خلال فرض حظر السلاح والسفر وتجميد الأرصدة. وأوضح ديبلوماسيون أن مشروع القرار سينص على فرض عقوبات بموجب الفصل السابع، والمطالبة بتحقيق دولي في المجازر ضد المدنيين في سورية والمطالبة بإحالة الجرائم فيها على المحكمة الجنائية الدولية، ومطالبة الحكومة السورية بتنفيذ التزاماتها وتعهداتها وكل الأطراف بوقف العنف فوراً». وقالت إن مشروع القرار قد يتضمن منح الحكومة السورية والأطراف الأخرى مهلة 48 ساعة لتطبيق القرار قبل فرض عقوبات تحت الفصل السابع».

وشددت على أن «من ابرز محاور مشروع القرار واحدة ستدعو الى تعزيز قوة بعثة المراقبين الدوليين في سورية إما من خلال رفع عددهم أو توسيع صلاحياتهم وإجراءات الحماية والأمن لهم». وأوضحت أن مجلس الأمن يمكنه الطلب من الأمانة العامة في مشروع القرار اقتراح خيارات حول كيفية تعزيز بعثة «أنسميس»، مؤكدة أن «الأمين العام بان كي مون أبلغ مجلس الأمن بأن لديه خيارات يمكنه طرحها بسرعة حول تمكين البعثة» وأن «تحويل بعثة المراقبين الى قوة حفظ سلاح هو واحد من الخيارات المطروحة».

ميدانيا، خرج عشرات آلاف المتظاهرين في مناطق سورية عدة أمس الجمعة للمطالبة بإسقاط النظام ومحاكمة الرئيس الأسد وأركانه، في ما أطلق عليه اسم جمعة «تجار وثوار يداً بيد حتى الانتصار» في محاولة لحض الطبقة البورجوازية ورجال الأعمال على الانضمام إلى الانتفاضة ضد النظام في وقت دخل المراقبون الدوليون مزرعة القبير للاطلاع على ما بقي منها اثر ارتكاب الشبيحة مجزرة الأربعاء، وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن القتال الدائر بين القوات الحكومية والمسلحين دفع المزيد من السكان إلى النزوح عن ديارهم، وإن الجرحى والمرضى يجدون صعوبة في الحصول على الخدمات الطبية وشراء الغذاء.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التظاهرات شملت أحياء عدة في مدينة حلب (شمال) وريفها، وحماة (وسط) وريفها، ودمشق ودرعا (جنوب) للمطالبة برحيل الأسد. وأشار إلى أن هذه التظاهرات جرت «على رغم التواجد الأمني الكثيف» و «الاشتباكات العنيفة» في عدد من المناطق. وأفاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب وريفها محمد الحلبي بخروج آلاف المتظاهرين في أحياء المدينة، أكبرها في أحياء صلاح الدين وبستان القصر والشعار.

وفي دمشق، «خرجت تظاهرات في أحياء المزة والميدان وكفرسوسة والقدم وسوق سريجة، هتفت لإسقاط النظام وإعدام الرئيس»، بحسب ما أفاد المتحدث باسم مجلس قيادة الثورة ديب الدمشقي الذي أشار إلى أن عناصر الأمن أطلقوا النار على المتظاهرين وشنوا حملة اعتقالات. وقال إن اشتباكات وقعت في كفرسوسة بين «عناصر الشبيحة والجيش السوري الحر». وقال سكان ونشطاء إن اشتباكات عنيفة بالأسلحة اندلعت بين قوات الأمن ومسلحين في شوارع العاصمة في حادث اصبح يتكرر على نحو متزايد في مدينة كانت تعتبر في السابق معقلاً قوياً للنظام.

محادثات مكثفة في نيويورك وعواصم دولية وعربية لتشكيل «مجموعة اتصال» لسورية

موسكو – رائد جبر؛ نيويورك، بكين، لندن، باريس – «الحياة»، أ ف ب، رويترز

استمرت المشاورات بين اعضاء مجلس الامن الدولي وعواصم غربية وعربية والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون والوسيط الدولي – العربي كوفي انان لتشكيل مجموعة اتصال دولية بشأن سورية، لكن بقيت عضوية المجموعة غير محسومة بسبب معارضة اعضاء لإشراك ايران فيها.

وقال انان، خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماع لمجلس الأمن ليل الخميس، ان مجموعة الاتصال هذه يجب ان «تضم دولاً لها نفوذ على هذا الطرف وذاك، الحكومة والمعارضة» لكنه لم يقترح اعضاء المجموعة.

ورداً على سؤال، قال انان مع ذلك ان «ايران بلد مهم في المنطقة» وأعرب عن «أمله في ان تشارك في حل» الأزمة السورية.

وأضاف ان «المحادثات في شأن مشاركة هذه الدولة او تلك في المجموعة في بداياتها».

واعتبر بان كي مون ان مجموعة الاتصال الجديدة هي «فكرة جيدة جداً» ولكن لم يتم بعد تحديد المشاركين فيها في حين قال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ان «اية مجموعة اتصال يجب ان تركز على العمل وعلى قيادة اجراءات لوقف اعمال العنف سيكون مرحباً بها».

ووفق ديبلوماسيين، فإن مجموعة الاتصال قد تضم الغربيين وقوى اقليمية مثل تركيا والسعودية وكذلك روسيا والصين الحليفتين لدمشق، لكن مشاركة ايران في المجموعة تُثير جدلاً حيث ان واشنطن وباريس ولندن اعلنت معارضتها ضم ايران الى المجموعة.

ورداً على سؤال حول هذه المسألة، اعتبرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سوزان رايس ان ايران «جزء من المشكلة» في سورية من خلال «دعمها القوي» لحكومة دمشق. وأضافت ان طهران «لم تظهر انها مستعدة للمساهمة بطريقة بناءة في حل سلمي».

وأشار بان كي مون الى انه «يتوجب على الاسرة الدولية ان تتحرك منذ الآن» من اجل فرض احترام خطة انان. وأضاف ان هذه الخطة «لا تزال في صلب جهودنا» ولكن تدهور الوضع يفرض اجراء «محادثات حول طريقة التقدم». واعتبر ان القمة المقبلة لمجموعة العشرين في المكسيك قد تكون المناسبة لذلك. وأضاف: «بطلب من مجلس الامن، سأقدم قريباً سلسلة خيارات حول المستقبل».

وقال انان: «ليست الخطة التي انتهت لكن تطبيقها يتعثر»، موضحاً ان مجلس الامن شدد على ما «يجب عمله من اجل تسريع الخطة والنتائج التي سيتم استخلاصها في حال عدم تطبيق الخطة». وأشار الى خطر انتقال الازمة السورية الى الدول المجاورة. وقال «سورية ليست ليبيا، هي لن تنفجر من الداخل بل ستفجر خارج حدودها».

وحذر انان بدوره من ان الازمة السورية «ستخرج عن السيطرة» اذا فشل الضغط الدولي على دمشق في تحقيق نتائج سريعة، كما طلب مجدداً من القوى الكبرى ابلاغ الرئيس بشار الاسد بأن عدم احترام خطة النقاط الست للسلام ستكون له «نتائج واضحة».

وأضاف انان: «يجب ان يمارس مجلس الامن ضغطاً على دمشق بطريقة موحدة»، في حين ان الصين وروسيا عرقلتا خلال الاشهر الماضية كل القرارات التي دانت نظام دمشق. وشدد انان على انه «كلما انتظرنا وقتاً اطول، كان مستقبل سورية مظلماً».

وشدد الأمين العام للامم المتحدة على انه يوجد تهديد متزايد لاندلاع حرب أهلية شاملة في سورية حيث لم تظهر أي علامات على انحسار العنف الذي يدور منذ اكثر من عام بين قوات الحكومة ومقاتلي المعارضة.

وأبلغ بان الصحافيين بعد ان ألقى كلمة في جلسة مغلقة لمجلس الامن الدولي: «الشعب السوري ينزف… هم غاضبون. هم يريدون السلام والكرامة. وفوق كل شيء فهم جميعاً يريدون اجراء عملياً».

وقال بان: «خطر الحرب الاهلية وشيك وحقيقي»، مضيفاً أن «الارهابيين يستغلون الفوضى».

وفي بكين دعت الصين طرفي الصراع في سورية الى وقف العنف وتنفيذ خطة السلام التي وضعها انان الذي اصبحت جهوده الآن أكثر إلحاحاً من اي وقت مضى مع تصاعد الدعوات المطالبة باتخاذ موقف أشد تجاه الرئيس السوري بشار الأسد. ودعا انان الى ممارسة «ضغوط كبيرة» على دمشق لوقف العنف.

ولم يرد ليو وي مين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية على اسئلة متكررة عما اذا كانت الصين تتبنى دعوة المبعوث الدولي – العربي لممارسة ضغوط أكبر واكتفى بالقول إن على الجانبين في سورية وقف القتال.

وقال ليو، في بيانه الصحافي اليومي، «أعتقد انه يتعين على الحكومة السورية والمعارضة ان تنهضا بحق بمسؤوليتهما لوقف اطلاق النار ومنع العنف، ان المسؤولية تقع على عاتقهما لأنهما تعهدتا بهذا الالتزام وفي الظروف الراهنة نرى ان أهمية جهود الوساطة التي يقوم بها المبعوث أنان لم تتراجع بل زادت. يجب ان يتضاعف تأييد جميع الاطراف للمبعوث بدلاً من ان يضمحل».

وقال ليو: «نعبر عن الادانة الشديدة للأعمال الهمجية الاخيرة التي تضمنت هجمات على مدنيين ابرياء، لا سيما النساء والاطفال ونأمل بإنزال العقاب بأسرع ما يمكن بالجناة إعمالاً للقانون».

وفي استانا (كازاخستان)، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان بلاده ستمنع صدور اي قرار من مجلس الامن الدولي يجيز «تدخلاً خارجياً في سورية». وقال الوزير خلال زيارة الى عاصمة كازاخستان» «لن يكون هناك تفويض (من الامم المتحدة) لتدخل خارجي في سورية. أضمن لكم ذلك».

وأضاف: «هناك اطراف في النزاع، خصوصاً في الخارج ذلك المسمى المجلس الوطني السوري (ابرز ائتلاف للمعارضة السورية)، لا يريدون مفاوضات مع النظام بل فقط مواصلة المعارك المسلحة الى ان يمنح مجلس الامن تفويضاً لتدخل اجنبي».

وإضافة الى ذلك، كرر لافروف الخميس القول ان مؤتمراً دولياً حول سورية امر ضروري ويجب ان يضم ايران ايضاً كي يتم احترام خطة السلام التي وضعها الموفد الدولي كوفي انان. ولم ترحب الولايات المتحدة بهذا الاقتراح متهمة طهران بدعم قمع حركة الاحتجاج في سورية.

وأضاف لافروف: «نريد تخطي اختلاف المقاربات حول الطريقة التي يجب ان تطبق بها خطة انان. لا يمكن تطبيقها الا اذا كان كل اللاعبون الخارجيون خلفه».

وجدد التشديد على مسؤولية المعارضة السورية في أعمال العنف وأنه يتوجب على الفرقاء كافة إدراك ذلك وإلا فلن يمكن التوصل الى اي حل. وقال: «إما أن يجلس الجميع الى طاولة المفاوضات وإما ان نتجه نحو خطابات ايديولوجية (…) ونعلن ان كل شيء هو ناتج عن خطأ النظام وأن الآخرين ملائكة».

وفي موسكو أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن بلاده بدأت مشاورات لتنظيم لقاء دولي في موسكو لمعالجة ملف الأزمة السورية وأعرب عن أمله في أن تستجيب الأطراف المعنية للدعوة الروسية.

وقال بوغدانوف لـ «الحياة» إن موسكو لم تناقش مسألة تنحي الرئيس بشار الأسد معتبراً أن تطبيق «السيناريو اليمني» مرهون باتفاق «السوريين أنفسهم وسنكون مع أي سيناريو يتوصلون إليه بالحوار».

وأكد نائب الوزير أن مشاورات بدأت مع الأطراف الدولية والاقليمية بهدف تنظيم لقاء دولي في موسكو معتبراً أن بعض ردود الفعل الأولى التي تحفظت عن الدعوة الروسية «غير بناءة» لأن «الجهود المبذولة تهدف إلى التوصل إلى تسوية سياسية سلمية للأزمة تضمن وقف العنف وتمنع انزلاق الوضع نحو حرب أهلية».

وزاد انه بنتيجة المشاورات الجارية ستقوم موسكو بتوجيه دعوات رسمية لحضور اللقاء من دون ان يحدد سقفاً زمنياً.

وكانت موسكو أعلنت نيتها الدعوة للقاء تحضره الأطراف الدولية والأقليمية المعنية وبينها الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وتركيا وإيران، على أن يجرى في البداية من دون حضور طرفي الأزمة في سورية.

ورداً على سؤال حول تصريح روسي أكد أن موسكو لا تشترط بقاء الأسد في منصبه لحل الأزمة، قال بوغدانوف إن هذا الموضوع «يقرره السوريون بأنفسهم»، مؤكداً أن موسكو لم تناقش فكرة رحيل الأسد مع أطراف أخرى، لكنها «تقبل بما يقرره السوريون» من خلال الحوار.

ولفت بوغدانوف إلى أن الأمر ذاته ينسحب على تطبيق «المبادرة اليمنية» في سورية، لأن «المبادرة اليمنية تناقش حولها اليمنيون وطبقوها وفي سورية المطلوب هو حوار بين الأطراف المعنية للتوصل إلى إنهاء الأزمة».

واعتبر نائب الوزير الروسي أن «خطة أنان لا تزال الأساس للتوصل إلى انهاء الوضع الراهن في سورية، وانتقد قرار الجيش السوري الحر الذي اعلن وقف التزامه بالخطة، معتبراً القرار «ليس بناء»، وذكر بأن جهود المبعوث الدولي تستند إلى قرارين في مجلس الأمن وإجماع دولي وأن الخطة هي الوحيدة حالياً المتفق عليها. مؤكداً أن قرار الجيش الحر «لا يعني انهيار الخطة وفشل جهود أنان». تحدث بوغدانوف إلى «الحياة» على هامش لقاء دولي على مستوى الخبراء دعت إليه موسكو وناقش أمس، دور المنظمات الاجتماعية في «الربيع العربي» وسبل تسوية الوضع الراهن في سورية.

وفي باريس، ابدى الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو تأييد بلاده لاقتراح انان، وقال ان فرنسا ترحب بأي اقتراح او مسعى يدعم الجهد الذي تبذله الأسرة الدولية لوضع حد للقمع في سورية والتوصل الى تطبيق خطة انان.

ورأى ان اقتراح انان لا يتناقض مع اجتماع «مجموعة اصدقاء سورية»، الذي يعقد في باريس في 6 تموز (يوليو) المقبل، بل العكس فإن المطلوب هو الإبقاء على اقصى قدر ممكن من التعبئة اذا سبق اجتماع باريس اجتماع آخر لدفع الأمور الى الأمام فإن فرنسا تؤيد ذلك.

وأوضح مصدر فرنسي مطلع ان انان لم يفصل اقتراحه بعد وأن فرنسا تؤيده لكنها تعترض وفقاً لما اعلنه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في اسطنبول مشاركة ايران في مثل هذا المسعى.

اما بالنسبة الى روسيا فأكد المصدر ان من الضروري العمل مع الروس حول الملف السوري وأن روسيا والصين ستدعيان للمشاركة في اجتماع باريس لأن من الضروري العمل مع كل الأطراف الذين يمكنهم المساهمة في الحل.

وأعرب المصدر عن تفهمه لمصالح الروس في سورية الذين يسعون الى حمايتها، لكنه لفت الى ان هذه المصالح لم تعد قائمة في الوضع الراهن اذ ان سورية ذاهبة الى التغيير. وأضاف ان الروس يلعبون من خلال موقفهم الحالي لعبة بالغة الدقة تجاه العالم العربي اذ انهم في ما يشبه المواجهة معه نظراً للتعبئة غير المسبوقة للجامعة العربية في شأن الأزمة السورية، كما ان الروس يجازفون بصدقيتهم كونهم عضواً دائماً في مجلس الأمن وطرفاً فاعلاً على الساحة الدولية. وأشار الى ان على المعارضة السورية ان تتحمل مسؤولياتها وأن الرسالة التي يوجهها اليها الجانب الفرنسي هي نفسها ومفادها ان عليها ان تتوحد، معرباً عن امله بأن يساعد الاجتماعان اللذان تعقدهما المعارضة في الأيام المقبلة على ذلك.

كلينتون وأنان مع “زيادة الضغوط” على دمشق

وموسكو تتحدث عن “نقاط اتصال” مع واشنطن

اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في شوارع دمشق

الغرب يسعى إلى “تحرك سريع” في مجلس الامن بموجب الفصل السابع

دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون والمبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان الى “زيادة الضغوط” على الحكومة السورية لتطبيق خطة أنان، التي يرى كثيرون انها ماتت أو انها تموت، وخصوصا بعد مجزرة القبير في ريف حماه وعرقلة السلطات الحكومية نشاط فريق المراقبين الدوليين.

وفي موسكو، أعلنت روسيا التوصل الى “نقاط اتصال” مع الولايات المتحدة في شأن تسوية الازمة السورية. وفي الوقت عينه قال ديبلوماسيون في الامم المتحدة ان الغربيين سيتحركون “سريعا” لتبني عقوبات ضد النظام السوري في مجلس الامن. وفي موازاة الضغط الديبلوماسي، كانت الاحداث تتصاعد ميدانيا، على نحو لافت، إذ دارت اشتباكات في حي المزة وحي كفرسوسة بدمشق بين القوات النظامية و”الجيش السوري الحر”. وحاولت القوات الموالية للرئيس بشار الاسد اقتحام حي الخالدية في حمص. ونجح المراقبون الدوليون في دخول القبير لمعاينة مكان المجزرة بعدما كان الجيش السوري وقرويون حالوا دون وصولهم الخميس.

كلينتون وأنان

وانعقد اجتماع كلينتون – أنان، وهو الاول لهما في واشنطن، في نهاية اسبوع حفل بنشاطات ديبلوماسية منها اجتماع اسطنبول، ولقاء ممثلي الدول المعنية بالعقوبات على سوريا في واشنطن، وجلسة مجلس الامن، ومحادثات المسؤول الاميركي فرد هوف في موسكو.

وبعدما قالت كلينتون إنها ستناقش مع أنان سبل الضغط على السلطات السورية للامتثال لخطة أنان، قال المبعوث الدولي ان الوضع في سوريا يمثل “تحديا حقيقيا… سنناقش كيفية زيادة الضغوط على الحكومة وعلى الاطراف لتطبيق الخطة”. واشار الى مناقشات الامم المتحدة قبل يومين، واضاف في احباط واضح: “البعض يقول ان الخطة ربما ماتت. هل المشكلة في الخطة، أم في تطبيقها. واذا كانت في التطبيق كيف يمكننا أن  نتحرك في هذا الشأن، واذا كانت في الخطة ما هي الخيارات الاخرى المتوافرة لدينا؟”

وفي اشارة ضمنية الى اقتراحه تشكيل فريق اتصال يضم دولا معنية بالازمة السورية بينها دول إقليمية منها ايران، قال أنان: “كل هذه المسائل هي قيد المحادثات الان، كما نستكشف كيفية العمل مع الحكومات الاخرى في المنطقة وفي العالم لتحقيق هذه الاهداف”.

وكانت مصادر أميركية قد صبت ماء باردا على اقتراح اشراك ايران، التي ترى واشنطن انها جزء من المشكلة، في فريق اتصال يسعى الى حل النزاع في سوريا.

وفي نيويورك قال ديبلوماسي غربي: “سنتحرك سريعاً لمحاولة التوصل الى تبني قرار” يعاقب دمشق. واضاف: “ستطرح مبادرة خلال الايام المقبلة للتوصل الى تصويت يتضمن اجراءات تحت الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة، مما يعني عقوبات”.

ويتضمن الفصل السابع اجراءات مثل الحظر الاقتصادي وتجميد ارصدة مالية وقطع علاقات ديبلوماسية، وكخيار أخير اللجوء الى استخدام القوة لاجبار بلد على التقيّد بقرارات مجلس الامن في حال حصول تهديد للسلام.

“نقاط اتصال”

وفي موسكو، صرّح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في ختام مشاورات اجراءها هوف مع المسؤولين الروس: “آمل في ان نتمكن معاً من ايجاد طرق نحو حل سياسي للأزمة. ووجدنا خلال المناقشات كثيراً من نقاط الاتصال”.

وبدأت موسكو تبتعد عن الاسد على ما يبدو في الاسابيع الاخيرة، لكنها لا تزال ترسل اسلحة الى سوريا وتعارض بقوة اي تدخل عسكري اجنبي في هذا البلد، كما حصل في ليبيا.

ورداً على اتجاه الغرب نحو اتخاذ قرار تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ضد سوريا، قال غاتيلوف: “من الواضح ان قراراً دولياً يفرض عقوبات على سوريا ويهدد باستخدام القوة لن يؤدي الى تدهور الوضع الصعب أصلاً في البلاد”.

وسئل عن اقتراح انان تشكيل فريق اتصال حول سوريا، فأجاب ان موسكو لا تعارض اقتراح انان، لكنها ترى ان عقد مؤتمر دولي حول سوريا “مناسب اكثر”.

وكرر موقف روسيا المصر على مشاركة ايران في المؤتمر الدولي الذي اقترحت عقده قائلاً ان “لها كل الحق في ذلك”.

موسكو تستقبل المبعوث الأميركي هوف:

لا علم لنا بوجود خطط لدى الأسد للتنحي

أعربت روسيا أمس، بعد محادثات على مستوى رفيع مع المبعوث الأميركي فريدريك هوف، عن استعدادها لإدخال «تعديلات» على خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان، لكنها أكدت أنها ليست «على علم» بأن لدى الرئيس السوري بشار الأسد أي خطط للتنحي.

وذكرت وزارة الخارجية الروسي في بيان نشر على موقعها الالكتروني «انه جرت مناقشات روسية ـ أميركية حول سوريا. وشارك من الجانب الروسي المبعوث الرئاسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف والمسؤول عن الملف السوري في وزارة الخارجية الأميركية فريدريك هوف».

وأوضح البيان انه «جرى تبادل معمق للآراء بشأن طرق مساندة التسوية السلمية في سوريا مع التركيز على تعبئة الدعم الدولي لمصلحة تطبيق خطـة كوفي أنان من قبل جميع الأطراف. وتمت في هذا السياق مناقشة الجوانب العملية للمبادرة الروسية لعقد مؤتمر دولي حول سوريا في أسرع وقت».

ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوغدانوف قوله إن خطة أنان المكونة من ست نقاط يمكن «تعديلها لتطبيقها على نحو أفضل لكن يجب أن تظل عناصرها الأساسية كما هي».

وقال بوغدانوف «ما زلنا نتحدث بقوة لمصلحة سيادة سوريا وضد أي تدخل أجنبي في شؤونها وضد محاولات فرض معايير من الخارج على حل سوري داخلي».

وأوضح بوغدانوف «اننا نرى أنه يمكن أن يجري الحديث فقط حول تغييرات تستند إلى تقديرات المراقبين الدوليين واستنتاجاتهم وتهدف إلى تهيئة الظروف المناسبة لتنفيذ كل أطراف الخطة وليس إعادة النظر في بنودها».

ولم تستبعد إمكانية إرسال مزيد من مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا. وقال بوغدانوف «لا نستبعد إمكانية زيادة عددهم عند الحاجة»، مشيراً إلى أن الانتهاء من نشر مراقبي الأمم المتحدة جميعهم في سوريا تم قبل بضعة أيام فقط و«لهذا يتطلب الأمر وقتا للاقتناع بما يمكن أن يساعد في تطوير أداء بعثة المراقبين»، مضيفا أنه «بمقدور 300 مراقب عسكري وأكثر من 70 مراقبا مدنيا تحديد من يخرق نظام الهدنة».

على صعيد آخر، قال المسؤول الروسي إنه «لا علم لدينا بشأن نية الرئيس السوري بشار الأسد تقديم الاستقالة»، موضحا أن «وزارة الخارجية الروسية لا تعرف شيئا عن نيات الأسد بشأن البقاء في الحكم أو التنحي». وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت في وقت سابق أن موسكو لا تتباحث مع واشنطن بشأن تنحي الرئيس السوري.

ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للانباء عن غاتيلوف قوله ان «اتخاذ أية إجراءات تتضمن استخدام القوة ضد سوريا لن يؤدي إلا الى تعقيد الوضع في البلاد». أضاف ان «منطقنا يقضي بأن لا حاجة الآن لمزيد من الضغط أو فرض العقوبات أو التهديد باستخدام القــوة بل بوجوب توحيد جهود كل البلدان التي لها تأثير على الحكــومة والمعارضة من أجل التوصل الى تسوية سياسية في سوريا وفقا لخطة المبعوث الدولي كوفي أنان». وذكر غاتيلوف انه «من الواضح ان اتخاذ إجراءات تتعلق بفرض قيود أو استخدام القوة لن يساعد على ذلك وسيؤدي فقط الى تعقيد الوضع الصعب أصلا في البلاد». وتابع غاتيلوف قائلا إن «مقترح انان في جوهر الامر يتماشى مع المبادرة الروسية. ونحن نعتقد انه نظرا للوضع المتأزم في سوريا يجب تنسيق الخطوات العملية لنقل النزاع السوري الى الساحة السياسية».

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ش ا)

محصلة رمادية للمحادثات الروسية الأميركية

موسكو تريد نقل أزمة سوريا من «العسكرة» إلى «التسييس»

بدت المحاولة الأميركية لإقناع روسيا بتبني موقف داع إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد غير مجدية أمس، حيث أعلنت موسكو بعد استقبالها المبعوث الأميركي فريدريك هوف أن «لا علم لها» بوجود أي مخططات لدى الأسد بالتنحي، مجددة معارضتها لسياسة الضغط على دمشق.

لكن وزارة الخارجية الروسية أكدت أنها توصلت إلى «نقاط اتصال» مع أميركا خلال محادثات موسكو، وأعربت عن استعدادها لقبول «تعديلات» على خطة المبعوث كوفي أنان، فيما تسعى الدول الغربية إلى التصويت «سريعا» في مجلس الأمن على قرار بفرض عقوبات جديدة على سوريا ضمن الفصل السابع، بالتزامن مع دعوة أنان المجتمع الدولي إلى مزيد من الضغوط على دمشق.

وبموازاة ذلك، شهدت دمشق أمس، ارتفاعا ملحوظا لمستوى العنف فيها، وخاصة بعد عدد من التفجيرات التي استهدفت القوات العسكرية والامنية في العاصمة السورية. وشهدت أحياء كفرسوسة والقابون والقدم وغيرها، اشتباكات عنيفة استخدمت فيها أنواع مختلفة من الأسلحة، وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بعد لقائه هوف قوله إنه «لا علم لدينا بشأن نية الرئيس السوري بشار الأسد تقديم الاستقالة»، موضحا أن «وزارة الخارجية الروسية لا تعرف شيئا عن نيات الأسد بشأن البقاء في الحكم أو التنحي». وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت في وقت سابق أن موسكو لا تتباحث مع واشنطن بشأن تنحي الرئيس السوري.

وقال بوغدانوف إن خطة أنان يمكن «تعديلها لتطبيقها على نحو أفضل لكن يجب أن تظل عناصرها الأساسية كما هي». وقال بوغدانوف «ما زلنا نتحدث بقوة لمصلحة سيادة سوريا وضد أي تدخل أجنبي في شؤونها وضد محاولات فرض معايير من الخارج على حل سوري داخلي». ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله ان «منطقنا يقضي بأن لا حاجة الآن لمزيد من الضغط أو فرض العقوبات أو التهديد باستخدام القوة بل بوجوب توحيد جهود كل البلدان التي لها تأثير على الحكومة والمعارضة من أجل التوصل الى تسوية سياسية في سوريا وفقا لخطة أنان».

وتابع غاتيلوف قائلا في معرض رده على أنان الذي دعا مجلس الأمن إلى توحيد جهوده لزيادة الضغط على دمشق وإيجاد حل للأزمة السورية، إن «مقترح انان في جوهر الامر يتماشى مع المبادرة الروسية. ونحن نعتقد انه نظرا للوضع المتأزم في سوريا يجب تنسيق الخطوات العملية لنقل النزاع السوري الى الساحة السياسية».

وكتب غاتيلوف على حسابه في موقع «تويتر»: «آمل في ان نتمكن معا من ايجاد طرق نحو حل سياسي للازمة. ووجدنا خلال المناقشات كثيرا من نقاط الاتصال». ولم يقدم مزيدا من التفاصيل.

وعلى صعيد الضغوط على دمشق قال دبلوماسي غربي «سنتحرك سريعا لمحاولة التوصل الى تبني قرار» يعاقب دمشق في مجلس الامن، مضيفا «ستطرح مبادرة خلال الايام القليلة المقبلة للتوصل الى تصويت يتضمن اجراءات تحت الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة، ما يعني عقوبات».

والتقى أنان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في واشنطن، وأوضــح أنان أن «سوريا تواجه تحديا حقيقــيا»، مشــيرا إلى أن «المجتمع الدولي يدرس سبل ممارسة ضغوط إضافية على الحكومة السورية من أجل تطبيق الخطة بكاملها»، وتساءل أنان عما إذا كانت «خطته قد ماتت أم إن المشكلة تكمن في تطبيقها». وأكدت كلينتون أهمية «ممارسة جميع الأطراف لضغوط على الحكومة السورية لتطبيق خطة أنان».

وكررت فرنسا أمس، موافقتها على تلبية الدعوة الروسية إلى مؤتمر دولي موسع حول سوريا، لكنها جددت معارضتها مشاركة إيران في المؤتمر، فيما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «إن النظام الديكتاتوري الدموي في سوريا لا يزال مستمرا في القتل الجماعي، وإن أسلوب وموقف بشار الأسد مثل موقف والده الظالم».

وأضاف أردوغان في خطابه أمام المؤتمر العام الطارئ لحزب العــدالة والتنــمية في مدينــة دينزلي غربي تركيا أن «علاقتنا كانــت جيدة مع نظام بشــار الأسد، ولكن مــع شعورنا أنه بدأ بظلمه وقتل شعــبه قطــعنا علاقتــنا مع عائلة ونظام بشار، ولقد اقترب مصير الديكتاتور الدموي من نهايته».

وفيما تمكن وفد من المراقبين الدوليين من الدخول إلى موقع مجزرة القبير للوقوف على آثارها والتحقيق في ارتكابها، خرجت تظاهرات كبيرة في سوريا في عدد من المناطق تحت عنوان «جمعة الثوار والتجار يداً بيد حتى الانتصار»، في حين تواصلت اعمال العنف اليومية وحصدت 13 قتيلا على الاقل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اكد ايضا حصول اشتباكات عنيفة بين الجيش ومنشقين في مناطق سورية عديدة ابرزها داخل دمشق في كفرسوسة والمزة، وريفها واللاذقية ودرعا.

وقصفت القوات النظامية حي الخالدية في حمص بعنف. وقال المرصد في بيان ان «حي الخالدية يتعرض منذ الصباح لقصف عنيف من القوات النظامية السورية، وتسقط نحو خمس قذائف بالدقيقة»، مشيرا الى ان «القصف يتوقف لمدة ربع ساعة ويعود بالوتيرة نفسها».

وقتل سبعة اشخاص بينهم اربعة عناصر على الاقل من قوات النظام في انفجارين استهدفا مركزا امنيا في محافظة ادلب وحافلة في قدسيا في ريف دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي محافظة درعا، انفجرت عبوة ناسفة بسيارة عسكرية في بلدة كفر شمس، «ودارت اشتباكات عنيفة اثر الانفجار في البلدة»، بحسب المرصد.

(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أ ب، أ ش ا)

المجلس الوطني السوري يجتمع لاختيار رئيس جديد خلفا لبرهان غليون

اسطنبول- (ا ف ب): بدأ المجلس الوطني السوري السبت اجتماعا يستمر يومين في اسطنبول لاختيار رئيس جديد لهذا التحالف الاكبر للمعارضة بعد استقالة رئيسه برهان غليون، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.

وكان غليون الذي اختير رئيسا للمجلس في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي باعتباره شخصية قادرة على ان تجمع في المجلس عددا كبيرا من التيارات واعيد انتخابه مرتين، واجه انتقادات حادة بعدما سمح للاخوان المسلمين بشغل مكان اكبر من اللازم في المجلس.

كما اخذت عليه لجان التنسيق المحلية التي تحرك الشارع السوري، عدم التنسيق بين المجلس وناشطيها على الارض.

وتحدث عدد من مسؤولي المجلس عن “توافق” لاختيار عبد الباسط سيدا وهو كردي عضو في المكتب التنفيذي للمجلس، ويوصف بانه رجل “تصالحي” و”نزيه” و”مستقل”، ما لم تحدث مفاجأة.

وسيدا المولود في 1956 في مدينة عامودا ذات الاغلبية الكردية شمال شرق سوريا ورئيس مكتب حقوق الانسان في المجلس، يحمل دكتوراه في الفلسفة ويقيم في السويد منذ فترة طويلة.

وقال المعارض جورج صبرا عضو المكتب التنفيذي والمرشح السابق لرئاسة المجلس، لوكالة فرانس برس “اعتقد انه يستطيع ان يحصل على موافقة كل مكونات المجلس، لديه علاقات جيدة مع الجميع”.

وقال منذر ماخوس منسق العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري في اوروبا ان “الاخوان يبقون مؤيدين لغليون. لكن نظرا لتطور الوضع ولان لجان التنسيق تعارضه، من غير المرجح ان تمارس بعض الهيئات نفوذها لابقائه في منصبه”.

واضاف ان “سيدا لا يملك خبرة سياسية كبيرة وليس لديه تاريخ طويل في المعارضة. يجب العثور على شخص يلقى قبول الجميع”.

ويتميز سيدا بصفتي المعارض الذي “لا ينتمي إلى أي حزب” و”الكردي المعتدل”.

وستكون مهمة الرئيس المقبل اصلاح المجلس لجعله محاورا يتمتع بالمصداقية في نظر معارضيه في الداخل الذين يرون انهم لا يتمتعون بتمثيل كاف والجيش السوري الحر الذي يحقق تقدما على الارض لكنه لا ينسق مع المجلس، وفي نظر الاسرة الدولية.

وفي نهاية آذار/مارس، اعترف معظم المعارضين السوريين بالمجلس الوطني “ممثلا رسميا” للشعب السوري. وفي نيسان/ ابريل في الاجتماع الاخير “لاصدقاء الشعب السوري” تم الاعتراف بالمجلس “ممثلا شرعيا لكل السوريين”.

ومنذ انشائه، اعتبر المجلس غير فعال. فهو لم يقدم مساعدة كافية للناشطين ولم يقدم تمويلا او اسلحة او قدم القليل، للجيش السوري الحر الذي يمكن ان يلتفت الى مجموعات جهادية او اجنبية وينقطع نهائيا عن المعارضة.

واعترف غليون بنفسه لفرانس برس بأن المجلس الذي يعاني من “انقسامات” بين الاسلاميين والعلمانيين، وبين المنفيين ومعارضي الداخل، لم يكن “بمستوى تضحيات الشعب السوري”.

وتأتي اجتماعات هيئات المجلس الوطني السوري الذي يضم اسلاميين وليبراليين ومستقلين وسط تحذيرات من تحول الازمة السورية الى حرب اهلية.

عرض تسجيل مصوّر يظهر المختطفين اللبنانيين الـ11 في سوريا بحالة جيّدة

بيروت- (يو بي اي): نقلت فضائية (الجزيرة) القطرية السبت، شريطاً مصوّراً يظهر لأول مرة اللبنانيين الـ11 المختطفين في سوريا من قبل مجموعة سورية مسلّحة قرب الحدود السورية التركية منذ نحو شهر.

وعرضت محطات التلفزة المحلية الشريط المصوّر الذي بثّته (الجزيرة)، حيث ظهر المختطفون الـ11 تباعاً وهم يعرّفون عن أنفسهم.

وفيما لم تظهر أية علامات تدل على تعرّضهم للضرب أو التعذيب، قال المختطفون إنهم بحالة صحية جيّدة، وإنهم يتلقون معاملة حسنة من قبل خاطفيهم، وطمأنوا أهاليهم الى أنهم “ضيوف عند الثوار”.

وأعلن أحد المختطفين باسم المجموعة المختطَفة، تأييد الشعب السوري وإدانة مجزرة حولا في حمص، قائلاً “الله ينصر الثوار”.

وفي نهاية الشريط المصوّر، تم عرض (البيان رقم 2) المكتوب، تبرّأ فيه الخاطفون من جميع الذين ظهروا في وسائل الإعلام وتحدّثوا باسم “ثوار سوريا”، وقالوا إن (البيان رقم 1) الذي أصدروه مؤخراً وطالبوا عبره الأمين العام لحزب الله اللبناني السيّد حسن نصرالله بالإعتذار، هو البيان الوحيد الصادر عنهم.

وجاء في (البيان رقم 2)، أن المختطفين اللبنانيين الـ11 هم ضيوف، وسيتم تسليمهم بعد النظر بوضعم من قبل الدولة المدنية في سوريا بعد تشكيل البرلمان الديمقراطي الجديد، وأنه نظراً للظروف الحالية فمن الممكن تسليمهم الى الدول المجاورة لسوريا من دون إستثناء.

وخُطف اللبنانيون الـ11 يوم 22 أيار/ مايو 2012 في أقصى شمال محافظة حلب السورية، عقب اجتيازهم الحدود التركية قادمين براً من زيارة دينية إلى إيران.

وأعلنت مجموعة تطلق على نفسها اسم (ثوار سوريا- ريف حلب) في 31 أيار/ مايو، مسؤوليتها عن اختطاف اللبنانيين الـ11 وطالبت الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله بالإعتذار عن دعمه للنظام السوري.

مراقبو الأمم المتحدة يشاهدون علامات على مذبحة في قرية سورية

الامم المتحدة- (رويترز): قالت الأمم المتحدة إن مراقبي المنظمة الدولية الذين زاروا امس الجمعة موقع مذبحة قالت أنباء انها وقعت في قرية سورية شاهدوا علامات على أن القوات الحكومية كانت موجودة هناك واثار المذبحة في بعض المنازل.

واصدر مراقبو الامم المتحدة بيانا بشأن زيارتهم لقرية مزرعة القبير السورية حيث يقول ناشطون معارضون إن ما لايقل عن 78 شخصا ذبحوا يوم الاربعاء.

وقال البيان إن “مزرعة القبير كانت خاوية من سكانها ومن ثم لم يستطع المراقبون التحدث مع اي شخص شاهد هجوم الاربعاء”.

واضاف ان اثار المركبات المدرعة كانت واضحة في محيط المكان كما ان بعض المنازل لحقت بها اضرار من صواريخ اطلقت من مركبات مدرعة وقنابل يدوية واسلحة متفاوتة العيار. ولا يملك أحد مركبات مدرعة واسلحة ثقيلة سوى الجيش السوري فقط.

وقال البيان “كان الدم واضحا على الجدران والارضيات داخل بعض المنازل… النار كانت مازالت مشتعلة خارج المنازل وكانت هناك رائحة قوية للحم محترق”.

واضاف ان “الملابسات المحيطة بهذا الهجوم مازالت غير واضحة.. لم تتأكد بعد اسماء وتفاصيل وعدد القتلى. المراقبون مازالوا يعملون للتأكد من الحقائق”.

وكان مراقبو الامم المتحدة يحاولون الوصول الى تلك القرية الزراعية الصغيرة التي يقطنها نحو 150 شخصا منذ يوم الخميس ولكن قوات امن وسكانا اطلقوا النار عليهم وصدوهم .

وينتشر نحو 300 من المراقبين في سوريا للتحقق من وقف إطلاق النار الذي أعلنه المبعوث الدولي للسلام كوفي عنان في 12 ابريل نيسان ولم ينفذ قط بين قوات الرئيس السوري بشار الاسد وقوات المعارضة.

واسفرت مذبحة وقعت في بلدة الحولة في الاونة الاخيرة عن سقوط 108 رجل وامرأة وطفل قتلى . وقالت الامم المتحدة انها تعتقد ان قوات الحكومة السورية وميليشيات متحالفة معها ارتكبت مذبحة الحولة.

تظاهرات في دمشق وعنان يطالب بتصعيد الضغط على الاسد وموسكو تحذر من اتخاذ قرار دولي تحت الفصل السابع

بيروت ـ دمشق ـ موسكو ـ وكالات: تمكن المراقبون التابعون للأمم المتحدة الجمعة من الوصول إلى قرية القبير الواقعة وسط سورية والتي كانت مسرحا لمذبحة قبل يومين. يأتي ذلك وسط أنباء عن مقتل 21 شخصا في أنحاء البلاد في هجمات وتفجيرات، فيما خرج الاف المتظاهرين في مناطق سورية عدة الجمعة بما في ذلك العاصمة دمشق للمطالبة با سقاط النظام، في ما اطلق عليها اسم جمعة ‘تجار وثوار يدا بيد حتى الانتصار’ في محاولة لحث الطبقة البورجوازية ورجال الاعمال في سورية على الانضمام للانتفاضة ضد النظام.

وقال الناشط السوري فراس الهوامي من أهالي المنطقة لوكالة الأنباء الألمانية ‘دخل موكب (المراقبين) قرية القبير’.

وكان وفد المراقبين تعرض لإطلاق نار الخميس لدى محاولته الدخول إلى القبير للتأكد من تقارير مقتل 80 شخصا على الأقل. ولحقت أضرار بالحافلة الخاصة به.

وكان كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية قد التقى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري رودهام كلينتون في واشنطن الجمعة لمناقشة تصاعد أعمال العنف في سورية والسعي لإيجاد حلول، وقبيل الاجتماع طالب عنان بـ’مزيد من الضغط’ على دمشق لتطبيق خطته ذات النقاط الست.

وخلال الإيجاز الصحافي، اقترح عنان إنشاء مجموعة اتصال دولية بشأن سورية لبث الحياة من جديد في جهوده السلمية لوقف العنف. ومن المتوقع أن تضم المجموعة قوى غربية وروسيا والصين ودولتين من أعضاء مجلس الأمن الذين يعارضون أي تدخل مسلح أو تغيير النظام’بالقوة’.

وفي خطوة لزيادة الضغط على دمشق، أرسلت الولايات المتحدة المبعوث الأمريكي لسورية فريدريك هوف إلى موسكو حيث التقى دبلوماسيين كبارا الجمعة في محاولة يائسة لإقناع روسيا بتغيير موقفها تجاه سورية.

واعربت روسيا بعد المحادثات انه لا علم لديها بأي خطط من قبل الرئيس بشار الاسد للتنحي، ولم توجه اي دعوة رسمية اليه للمغادرة.

وقال دبلوماسيون رفيعون انهم اطلعوا المبعوث الامريكي هوف ان موسكو مستعدة للموافقة على تعديلات في خطة المبعوث الدولي كوفي عنان لحل الازمة السورية من اجل ابقاء تلك المبادرة حية.

ولم تشر التصريحات الى اي تغير في موقف روسيا من الازمة التي سقط فيها اكثر من 13500 شخص بحسب المرصد السوري واثارت مواجهة بين روسيا والغرب مع عودة رجلها القوي فلاديمير بوتين الى ولاية ثالثة تاريخية في الرئاسة.

كما حذّر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الجمعة، من اتخاذ قرار في مجلس الأمن ضد سورية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

وقال غاتيلوف في تصريح لوكالة ‘إنترفاكس’ إنه ‘من الواضح أن قراراً دولياً يفرض عقوبات على سورية ويهدد باستخدام القوة لن يقود سوى إلى تدهور الوضع الصعب أصلاً في البلاد’، في إشارة إلى تلويح الولايات المتحدة والجامعة العربية بفرض عقوبات دولية قاسية على سورية تحت الفصل السابع.

من جانبها، دعت الصين المجتمع الدولي الجمعة إلى مواصلة دعم جهود كوفي عنان لحل الأزمة في البلاد. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية ليو ويمين في إيجاز صحافي أوردته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الجمعة إنه يتعين على المجتمع الدولي أن يتحلى ‘بالثقة والصبر’ إزاء جهود الوساطة التي يقوم بها عنان.

وأعرب الناطق عن قلق بلاده ‘بشأن التطورات الجارية في سورية’، مؤكدا إدانة بلاده القوية’ للأعمال الوحشية’ في سورية وخاصة قتل النساء والأطفال وضرورة تقديم القتلة إلى العدالة في أقرب وقت ممكن.

من ناحية أخرى، قتل خمسة أشخاص في انفجار استهدف قسم شرطة في محافظة إدلب شمالي البلاد وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. ولم يتضح بعد ما إذا كان جميع الضحايا من رجال الشرطة.

وقتل ما لا يقل عن اثنين من عناصر الأمن اثر انفجار قنبلة بسيارتهم بإحدى ضواحي العاصمة دمشق وفق ما ذكر المرصد. كما تحدث نشطاء من العاصمة عن اشتباكات عنيفة بين الثوار والقوات الحكومية.

في الوقت ذاته، خرج المحتجون إلى الشوارع داعين ابناءالطبقات المتوسطة في العاصمة إلى الانضمام للثورة التي انطلقت شرارتها الأولى في منتصف آذار (مارس) 2011 ضد نظام الرئيس بشار الأسد.

الاسد يشعر بانه مسيطر على الازمة.. فهل القبير والحولة مقدمة لتطهير واقامة معقل اخير للنظام؟

الانتفاضة شعبية وليست شاملة وتحولها لحرب طائفية اخبار مفرحة للنظام ولا تخدم المعارضة

لندن ـ ‘القدس العربي’: مجزرة وراء مجزرة، وتتأكد الحرب الطائفية، اما خطة كوفي عنان فقد اصبحت في مهب الريح وباعتراف عنان نفسه. فمنذ الاتفاق على خطته شهد الريف السوري مجزرتين، الحولة في الشهر الماضي والتي راح ضحيتها 108 منهم 49 طفلا واخيرا في القبير قرب حماة التي راح ضحيتها اكثر من 80 ضحية معظهم من الاطفال والنساء.

والواضح للعيان ان مذبحة القبير لن تكون نهاية المذابح فهي مع الحولة تؤشر الى المسار الدموي الذي باتت تسلكه الثورة السورية. وسيتم استنساخهما في عدد من السياقات خاصة ان طابع وطريقة القتل وبصماته متشابهة، وتم ارتكابهما بعد حصار وقصف متواصل على القريتين ثم تبع ذلك دخول جماعات ‘الشبيحة’ التي باتت تقوم بالاعمال القذرة نيابة عن النظام.

ويظل العامل المهم الذي يجمع المذبحتين هو البعد الطائفي فالقتلة هم من ابناء الاقلية العلوية والضحايا هم من ابناء الغالبية السنية. وتكرار هذه العمليات سيؤدي الى ردود افعال انتقامية من ابناء السنة، مما يعني حربا طائفية على الطريقة اللبنانية. ولهذا فمجرد الحديث عن حرب طائفية لن يكون اخبارا مفرحة للمعارضة السورية التي ظلت تصور الصراع الدائر في سورية على انه حرب بين نظام شرس وشعب انتفض ضده تماما كما انتفضت الشعوب العربية في تونس وليبيا ومصر واليمن.

وقد نجحت هذه الثورات فيما لم تنجح الثورة السورية ولا احد يخفى عليه ان عامل بقاء النظام لاكثر من عام على اندلاع الثورة ومقتل اكثر من 15 الفا نابع من اصطفاف الجيش القوي الى جانب النظام، الذي يقاتل حربا يرى انه يسيطر عليها ويشعر بالتحرر من اية ضغوط اجنبية. وعليه يرى دبلوماسيون نقلت عنهم صحيفة ‘نيويورك تايمز’ ان هناك اسبابا ثلاثة لتصاعد العنف، الاول وهو اتباع بشار الاسد سياسة والده حافظ الذي قام عام 1982 بسحق مقاومة اسلامية في مدينة حماة بتدميرها بشكل كامل، والثاني الحماية التي تقدمها الصين وروسيا وايران لنظامه والتي تحميه من اية تداعيات مهما مارس من مجازر. وبحسب دبلوماسي في الامم المتحدة نقلت عنه الصحيفة قوله ان الاسد يشعر بالراحة وانه مسيطر على الوضع ولا حاجة له والحالة هذه ان يستمع لاحد. اما السبب الاخير فالاسد يعرف ان نظامه سينهار حالة قرر وقف العنف ودخل في حوار مع المعارضة حيث لن يكون قادرا على الصمود امام المطالب الشعبية. ومن هنا فالحل الامني هو الكفيل ببقاء النظام حسب منى يعقوبيان من معهد ستيمسون في واشنطن. ومن هنا فان هناك شبه اجماع من ان حل الازمة يحتاج الى جهود موسعة تجمع كل الاطراف الدولية والاقليمية المعنية في غرفة واحدة وهذا يحتاج الى جهد كبير خاصة ان لكل طرف مصلحته الخاصة في الازمة. وهناك ملمح آخر بدأ بعض السوريين يتحدثون عنه وهو ان وراء مجزرتي الحولة والقبير خطة اكبر تهدف الى تطهير المنطقة من السنة وتحويلها والمناطق المحيطة بها الى جيب علوي آمن يلجأ اليه النظام حالة فقدانه السيطرة على الوضع. وهذا الحديث وان كانت له مبرراته لكن سورية لم تصل اليه بعد.

شعبية وليست شاملة

فصحيح ان الانتفاضة في سورية شعبية لكنها حسب ‘الغارديان’ في افتتاحيتها ليست شاملة، فالخريطة السورية منقسمة الى ثلث يؤيد النظام وآخر يؤيد الثورة أما الثلث الأخير وهو الخائف فهو لا مع هذا ولا مع ذاك. وان صح هذا التصنيف فالأسد ستكون لديه القدرة على التلاعب بالعقول والقلوب. كما ان تحول الصراع الى حرب طائفية سيؤدي الى حالة من الاستقطاب تجعل من الصعوبة بمكان امام الثورة الشعبية ان تتواصل وتحت راية واحدة. بل سيكون من الصعوبة بمكان أمام المعارضة ضمان دعم الأقليات الدينية والعرقية للثورة، لان هذه ستكون خائفة على مستقبلها. ولن يخدم هذا الوضع سوى طرف واحد وهو الاسد، فالطائفية هي الوسيلة التي تمكنه من ان يظل متمترسا في الحكم. وتشير الى ما جاء في خطاب الاسد الاخير الذي شبه فيه عمليات الجيش ضد المعارضة ‘الارهابيين’ انها مثل العمليات الجراحية، معلقة ان الاسد يحضر نفسه لحرب ارهابية طويلة. وتختم بالقول ان هذا السيناريو لا يدعونا لفقدان الأمل بخطة عنان، حتى وان كانت تحتضر، بل يجب علينا العمل على اخراجها من حالة الاحتضار عبر ممارسة الضغط الشديد على كل من روسيا والصين، مضيفة ان لا مصالح كبيرة للصين في سورية مثل مصالحها النفطية في كل من ليبيا والسودان، مما يعني انها لن تجني الكثير من اندلاع حرب اهلية، وكذا روسيا لن تجني الكثير من تدمير خطة عنان. وتختم بالقول انه في غياب التدخل العسكري وبدون دعم دولي لقرار من الامم المتحدة ضد النظام فان البديل عن هذه هي حرب طويلة قد تؤدي الى تفكيك سورية.

لا تتدخلوا

والى نفس التقدير ذهبت ماري ديجفوتسكي التي قالت في مقال لها في ‘اندبندنت’ ان الوضع السوري معقد ليس لان سورية فيها كثافة سكانية اكثر من ليبيا او كوسوفو اللتين شهدتا تدخلا من الناتو، كما انها منقسمة اكثر على الخطوط الطائفية. وتقول ان النظام يحظى بدعم داخل البلاد اكثر من المعارضة ومن داعميها الخارجيين. وعوضا عن البحث عن الدعم الخارحي الذي لا تفتأ المعارضة تطالب به، فكلما انهار النظام وغاب الامن فالشعب سيتطلع الى الحكومة لحمايته. وترى الصحافية ان السبب الاقوى الذي يجب ان يمنع الدول الغربية من التدخل العسكري في سورية، ليس متعلقا بعناوين الصحف، والمشاهد التلفزيونية بل هو مرتبط بمخاطر الصراع على دول الجوار، فسورية اصبحت ساحة لحرب باردة، ومركزا لحرب بالوكالة تجري الآن بين الدول العربية ـ السعودية وقطر وبين ايران. وتنتقد الكاتبة ما اسمته نفاق الغرب ففي الوقت الذي يتردد فيه المجتمع الدولي بالتدخل عسكريا في الازمة، فان امريكا التي ترددت بتسليح المعارضة الا انها غضت الطرف عن وصول شحنات من الاسلحة للمعارضة لمنطقة تقول انها غارقة بالسلاح.

وقد بدأت آثار الحرب داخل سورية تترك بالفعل آثارها على لبنان من الاشتباكات المتكررة بين العلويين والسنة في مدينة طرابلس، شمال لبنان. وتعتقد ان الحرب الدائرة في سورية معقدة وخطيرة من ناحية آثارها الخارجية مثل الداخلية، فالمنطقة متوترة سواء في الجنوب في غزة والمناطق المحتلة، وشرقا في العراق، الذي يسيطر عليه الشيعة ولا يزال بلدا غير مستقر.

وتشير الكاتبة الى المعادلة الكردية في المسألة حيث تقول ان المنطقة الكردية في الشمال مستقلة فعليا فيما تظهر بعثاتها الخارجية كسفارات بتمثيل دبلوماسي، وأي ضغط من تركيا التي تخشى من الاكراد في الجنوب، واي اضطراب في بغداد سيدفع الأكراد لاعلان الاستقلال. وتعتقد انه في حالة تصاعد العنف وتكررت المذابح فالوضع الاقليمي بتدخل او بدون تدخل خارجي سيظل مثيرا للقلق. وتشير الى اثار التدخل الغربي في ليبيا الذي اثر على استقرار بلد مثل مالي التي انقسمت الى دولتين واصبحت ملجأ للجماعات السلفية المرتبطة بالقاعدة. وتعتقد الكاتبة ان الغرب يتصرف بخداع عندما يدعو للعمل العسكري ويلقي في الوقت نفسه باللوم على روسيا ويتهمها بانها عقبة امام الحل. وتقول حتى لو كانت روسيا لينة العريكة فلن يؤدي هذا الا للكشف عن عقم الغرب.

وترى ان الازمات الاقتصادية التي تعاني منها اوروبا لن تكون أخطر من سورية حالة انفجارها، اي تطور الوضع من تناحرات محلية كما في توصيفها لمجزرتي الحولة والقبير الى وضع يهز استقرار المنطقة. ومن ناحية اخرى تقول ان دعاة التدخل العسكري لا ينظرون الى نتائجه التي لم تؤد الى استقرار، فكوسوفو وان اعتبرت دولة الا انها غير قابلة للحياة، اما ليبيا فالمشروع قريب من الفشل.

يجب ان نلعب مثل روسيا

تحذيرات ديجفوتسكي لا تقنع بل يدعو الكاتب اليميني كون كوغلين الغرب ان يتصرف مثل روسيا ويساعد السوريين اي تسليحهم والتدخل. وتحدث غوغلين في مقاله في ‘ديلي تلغراف’ عن روسيا التي لا تريد التخلي عن حليف لها ساعة الحاجة، قائلا انها استمرت بتزويده بالسلاح على الرغم من عدم قدرة دمشق على دفع الفاتورة بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام، مضيفا ان موسكو قد تكون مددت مدة السداد او قامت بارسال الفاتورة رأسا لايران التي تقاتل الى جانب دمشق دفاعا عن مصالحها في المنطقة، ومع ان ايران لها مشاكلها الخاصة مع العقوبات الا ان آيات الله كفلاديمير بوتين الرئيس الروسي يخوضون معركة يائسة لابقاء الاسد في الحكم. وهذا نابع من ان نظامه اثبت انه حليف قوي ويعتبر اخر القوى المعادية لامريكا في المنطقة. ويرى غوغلين ان العامل المهم في استمرار الدعم الروسي لنظام الجزار في دمشق هي العلاقة الوثيقة التي تربط البلدين اثناء الحرب الباردة والقاعدة العسكرية الروسية الوحيدة على الشواطىء السورية في طرطوس التي تستخدمها موسكو لاغراض عسكرية وللتجسس. ومن هنا فان قرار بوتين مقاطعة الالعاب الاولمبية يعني انه مصمم على اعادة مناخ الحرب الباردة، فقراره اقامة تحالف مع الصين ليس مدفوعا بحب الاسد بل لاحباط محاولات الغرب التي يقول الكاتب انها مدفوعة بدوافع انسانية وحرص على عدم وقوع سورية في دوامة الحرب الاهلية. ويعتقد في النهاية ان من مصلحة الغرب تغيير النظام في سورية مثل مصلحة الشعب السوري.

لم يبعد ايلي ويزل اليهودي الامريكي، المهتم بقضايا الهولوكوست عن خيار كوغلين، لكنه وبعد استعراضه لكل الخيارات التي نوقشت او تناقش حول الازمة السورية، منها الدبلوماسي والعسكري، تساءل عن اسباب تردد امريكا في التدخل في حروب بعيدة، لمجرد ان الناس متعبون من حرب جديدة، قائلا لماذا تدفع العائلات السورية ثمن خسارتنا في حروب بعيدة. وبعد ان قال ان كل الحلول – اقتصادية وسياسية وعسكرية ودبلوماسية لن تطيح بالاسد اقترح اصدار مذكرة دولية لاعتقال الاسد وتقديمه لمحكمة جرائم الحرب الدولية، مما سيعزله عن العالم ويجعله منبوذا ولن يتجرأ احد للتعامل معه.

لمن سينقل الاسد حكمه؟

صحف عبرية

اللغة الحازمة للامين العام للامم المتحدة، بان كي مون، الذي قال امس في الجلسة الخاصة للجمعية العمومية ان ‘الرئيس الاسد وحكومته فقدا كل شرعية لهما’.

والكلام القاطع الذي وصف فيه الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي تفاصيل الفظاعة التي وقعت في سوريا في الاشهر الاخيرة. التقرير الجاف لكوفي عنان، الذي اوضح كم تجاهل الاسد خطته ذات الست نقاط.

كل هذه غرست للحظة الانطباع بان ها هي الامم المتحدة تعتزم اظهار تصميم عملي وليس لفظيا فقط، فتتخذ قرارا كفاحيا يضع حدا للمذبحة في سوريا. ولكن ايا من المتحدثين لم يطلب التدخل بالقوة، بل العكس، شدد الامين العام للجامعة العربية على أن الجامعة العربية تعارض كل تدخل عسكري في سوريا. دون اسناد من الجامعة العربية وبينما يعارض الناتو العملية العسكرية، وفي ضوء مواقف روسيا، فان الخيار العسكري ضد الاسد ليس قائما.

يتبقى الخيار السياسي، الذي معناه العملي هو اقناع روسيا بالموافقة على اسقاط نظام الاسد، او على الاقل الاعلان رسميا عن استعدادها كي تجبر الاسد على الشروع في اجراءات نقل السلطة.

هذا الاسبوع انطلقت من جهة روسيا تصريحات كفيلة بان تشهد على تغيير في موقفها. ‘لسنا مع الاسد او مع معارضيه، نحن نريد فقط الهدوء ومنع حرب اهلية في سوريا’، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ ‘لا يوجد اي الزام في ان يبقى الاسد في الحكم’، صرح نائب وزير الخارجية الروسي.

حتى الان اكتفت الدول الغربية، الدول العربية وبالاساس الولايات المتحدة باطلاق التوبيخات نحو روسيا. يبدو الان أن النية تتجه لتبنيها كشريك. من المتوقع اليوم لوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أن تلتقي بوتين، في محاولة لاقناعه بتشديد تصريحاته تجاه الاسد. وبعد عشرة ايام سيلتقي الرئيس الامريكي باراك اوباما مع بوتين في موسكو وهناك أيضا سيبحث الموضوع السوري.

أمس، افادت محافل دبلوماسية غربية بان في نية كوفي عنان أن يقترح، بموافقة امريكية، تشكيل ‘فريق اتصال’ مع النظام السوري يضم روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة وكذا ايران وتركيا، السعودية وقطر. هدف مجموعة الاتصال هذه ليس فقط ادارة مباحثات عقيمة مع الاسد، بل الايضاح لروسيا ايضا، من خلال ‘ضغط جماعي’ بان من شأنها أن تفقد دورها ونفوذها في الشرق الاوسط اذا لم تعمل حسب ‘الاجماع العام’.

ليس واضحا اذا كانت روسيا ستوافق على المشاركة في مجموعة تبدو ظاهرا كمجموعة ضغط على روسيا، ولكنها ستجد صعوبة في أن ترفض عندما يكون الهدف المعلن هو تطبيق خطة عنان التي تؤيدها روسيا. المشكلة هي أن فرضية عمل الدول العربية والدول الغربية تعتقد بانه مطلوب فقط موافقة روسيا على تبادل السلطة، حسب نموذج تبادل السلطة في اليمن. ولكن لفرضية العمل هذه لا يوجد بعد أساس. حتى الان عمل الاسد بالذات حسب نموذج القذافي او صدام حسين، وليس الرئيس اليمني المخلوع، فما بالك تونس أو مصر. السؤال الاكثر حرجا، الذي يحتمل أن بسببه روسيا ايضا لا تسارع الى ازالة الاسد عن كرسيه، هو لمن بالضبط سينقل الاسد حكمه؟

هآرتس 8/6/2012

الاسد سيبقى مع المذابح

صحف عبرية

ليس لروسيا أي مشكلة في أن تقول الحقيقة: ليس لديهم اي فكرة عن اي اتجاه تتطور فيه الازمة في سوريا. في الاتصالات الدبلوماسية الجارية التي تجريها اسرائيل مع مسؤولين كبار في القيادة الروسية يعترف الروس بان سياستهم تتقرر من اسبوع الى اسبوع. في واقع الامر هم ليسوا وحدهم. السياسة الروسية، التي يشارك فيها الصينيون ايضا، لا تختلف جوهريا عن سياسة الاوروبيين والامريكيين بالنسبة لسوريا. بتعابير شرق أوسطية يمكن القول بان اولئك وهؤلاء على حد سواء يتخذون القرارات من مذبحة الى مذبحة.

قبل بضعة اسابيع زار موسكو رئيس مجلس الامن القومي، اللواء يعقوب عميدرور، في محاولة لاقناع الروس بالكف عن تأييد الاسد والكف عن صب السلاح في صالح نظامه. وقد أوضح له الروس بانه لا توجد ولم توجد لهم اي نية لعمل ذلك. وهم لا يتمسكون بالذات بشخص الاسد؛ ولن تكون لديهم مشكلة في أن يؤيدوا شخصا آخر، شريطة أن يعرف كيف يحافظ على مصالح روسيا في المنطقة، مثلما عرف كيف يفعل الاسد. كما أن ليس لديهم اي مشكلة الى جانب ارساليات السلاح للاستعداد منذ الان لاخلاء رجالهم بشكل فوري مع سقوط الاسد. رئيس الاركان بيني غانتس هو الاخر الذي زار الصين مؤخرا، سمع ذات القول الى هذا الحد او ذاك حين طرحت المسألة.

مركز البحوث السياسية في وزارة الخارجية، الذي هو هيئة استخبارية بكل معنى الكلمة، جمع قوائم اسمية مفصلة لمواطنين قتلوا في سوريا منذ اندلاع الازمة: 12.500 شخص. وتيرة القتل تبلغ الان 50 60 مواطنا قتيلا، بالمتوسط، في كل يوم. ورغم ذلك فان استنتاج الباحثين في وزارة الخارجية هو أن وضع حكم الاسد اليوم لا يختلف جوهريا عن مكانته قبل نحو نصف سنة. صحيح أنه يوجد تآكل تدريجي، ولكن لا نزال لا نرى الشرخ الكبير الذي سيؤدي الى انهياره.

كل الاحاديث عن عدم شرعية الاسد لا تنطبق، طالما كان الصينيون، الروس، الايرانيون، واللبنانيون يعتقدون أنه شرعي. لا تزال لديه الشرعية في أجزاء واسعة من المجتمع السوري ايضا.

وعندها تنشر وزارة الخارجية الامريكية خطة اخرى تتحدث عن الحاجة الى تفعيل الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يتهم الاسد بالمس بالنظام العالمي. الويل الويل الويل. الامريكيون يتحدثون عن3 الاف مراقب بدلا من الـ 300 الحاليين ليعملوا في فرض الامور ايضا. يتحدثون مرة اخرى عن مناطق فاصلة على طول الحدود السورية وعن أروقة انسانية في عمق سوريا تكون محمية بمروحيات قتالية. في هذه الاثناء كله حكي.

إذن ماذا كان في سوريا هذا الاسبوع؟ مذبحتان وحشيتان، ومزيد من الصور الفظيعة. لقاء زعماء في تركيا ولد عددا لا يحصى من التصريحات في المسألة السورية وصفر افعال. لنلتقي في المذبحة القادمة. في مثل هذا الوضع يمكن للاسد أن يبقى لزمن طويل آخر.

يديعوت 8/6/2012

شخصية كردية غير مشهورة مرشحة لقيادة المعارضة السورية

باريس ـ ا ف ب: ينتخب المجلس الوطني السوري في نهاية الاسبوع الجاري رئيسا جديدا له خلفا لبرهان غليون، يرجح ان يكون شخصية كردية غير مشهورة ستكون مهمتها توسيع وتوحيد اكبر تحالف للمعارضة وجعله اكثر فاعلية.

ووسط تحذيرات من تحول الازمة السورية الى حرب اهلية، يفترض ان تجتمع هيئات المجلس الوطني السوري الذي يضم اسلاميين وليبراليين ومستقلين، السبت والاحد في اسطنبول لاختيار رئيس له بعد استقالة غليون الذي ينتقده عدد من الناشطين. وتحدث عدد من مسؤولي المجلس عن ‘توافق’ لاختيار عبد الباسط سيدا وهو كردي عضو في المكتب التنفيذي للمجلس يوصف بانه رجل ‘تصالحي’ و’نزيه’ و’مستقل’، ما لم تحدث مفاجأة.

وسيدا المولود في 1956 في عامودا المدينة ذات الاغلبية الكردية شمال شرق سورية ورئيس مكتب حقوق الانسان في المجلس، يحمل دكتوراه في الفلسفة ويقيم في السويد منذ فترة طويلة.

وقال المعارض جورج صبرا عضو المكتب التنفيذي والمرشح السابق لرئاسة المجلس، لوكالة فرانس برس ‘اعتقد انه يستطيع ان يحصل على موافقة كل مكونات المجلس، لديه علاقات جيدة مع الجميع’.

وواجه غليون الذي اختير رئيسا للمجلس في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي باعتباره شخصية قادرة على الجمع في المجلس الذي يضم عددا كبيرا من التيارات، واعيد انتخابه مرتين، انتقادات حادة بعدما سمح للاخوان المسلمين بشغل مكان اكبر من اللازم في المجلس.

كما اخذت عليه لجان التنسيق المحلية التي تحرك الشارع السوري، عدم التنسيق بين المجلس وناشطيها على الارض.

وقال منذر ماخوس منسق العلاقات الخارجية في المجلس الوطني السوري في اوروبا ان ‘الاخوان يبقون مؤيدين لغليون. لكن نظرا لتطور الوضع ولان لجان التنسيق تعارضه من غير المرجح ان تمارس بعض الهيئات نفوذها لابقائه في منصبه’.

واضاف ان ‘سيدا لا يملك خبرة سياسية كبيرة وليس لديه تاريخ طويل في المعارضة. يجب العثور على شخص يلقى قبول الجميع’.

ويتميز سيدا بصفتي المعارض الذي ‘لا ينتمي الى اي حزب’ و’الكردي المعتدل’.

من جهتها، قالت بسمة قضماني مسؤولة العلاقات الخارجية في المجلس ‘نظرا للصعوبة التي تواجهها الاحزاب في فرض مرشحها، انه يستفيد من وضعه كمستقل’.

واضافت ان سيدا ‘وفي جدا لسورية وللقضية الكردية لكنه معتدل. هذه اذا رسالة موجهة الى الاكراد والى كل الاقليات’.

وستكون مهمة الرئيس المقبل اصلاح المجلس لجعله محاورا يتمتع بالمصداقية في نظر معارضيه في الداخل الذين يرون انهم لا يتمتعون بتمثيل كاف والجيش السوري الحر الذي يحقق تقدما على الارض لكنه لا ينسق مع المجلس، وفي نظر الاسرة الدولية.

وفي نهاية آذار (مارس) اعترف معظم المعارضين السوريين بالمجلس الوطني ‘ممثلا رسميا’ للشعب السوري. وفي نيسان (ابريل) في الاجتماع الاخير ‘لاصدقاء الشعب السوري’ تم الاعتراف بالمجلس ‘ممثلا شرعيا لكل السوريين’.

ومنذ انشائه، اعتبر المجلس غير فعال. فهو لم يقدم مساعدة كافية للناشطين ولم يقدم تمويلا او اسلحة او قدم القليل، للجيش السوري الحر الذي يمكن ان يلتفت الى مجموعات جهادية او اجنبية وينقطع نهائيا عن المعارضة.

واعترف غليون بنفسه لفرانس برس بان المجلس الذي يعاني من ‘انقسامات’ بين الاسلاميين والعلمانيين، وبين المنفيين ومعارضي الداخل لم يكن ‘بمستوى تضحيات الشعب السوري’.

وقال جورج صبرا ‘يجب توسيع قاعدة المجلس الوطني السوري (…) علينا العمل كفريق والاصغاء لسورية الداخل الذي يريد تأثيرا اكبر على قرارات المجلس’.

الصليب الاحمر: سوريون يفرون من ديارهم يوميا ويعانون صعوبة الحصول على الخدمات الطبية

جنيف ـ رويترز: قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الجمعة إن القتال الدائر بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الذي يجتاح سورية دفع المزيد من السكان الى النزوح عن ديارهم.

وقالت اللجنة وهي المنظمة الدولية الوحيدة التي لها عمال إغاثة في سورية إن الجرحى والمرضي يجدون صعوبة في الحصول على الخدمات الطبية وشراء الغذاء وان الاطعمة خاصة الخبز تقل أكثر فأكثر.

وكررت اللجنة تقييمها القائل بأن حربا أهلية – وهو ما تعرفه بانه صراع مسلح غير دولي – نشبت في بعض المناطق منها حمص في وقت سابق من العام.

وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في افادة صحفية بجنيف ‘قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر بوضوح انه في بعض المناطق من البلاد وفي بعض الاوقات هذا صراع مسلح غير دولي وهو ما يعني ان بعض الاحكام الخاصة بالقانون الانساني الدولي المتعلقة بمعاملة المدنيين والمحتجزين يجب ان تطبق’.

وأضاف ‘الموقف شديد التوتر فيما يتعلق بالقتال في الكثير والكثير من المناطق في سورية’.

وأشار الى اشتباكات في ادلب وريف ادلب وريف دمشق وحماة وبدرجة اقل في ريف حلب ودرعا في الجنوب ودير الزور في الشمال الشرقي واللاذقية في المنطقة الساحلية. واستطرد ‘هذا يؤدي ببساطة الى ان الناس مازالوا ينزحون بشكل يومي’.

وصرح بان اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي تعمل مع الهلال الاحمر السوري قدمت حصصا غذائية وامدادات طبية لما يصل الى 400 الف من بين 1.5 مليون قدرت انهم تضرروا بشكل مباشر او غير مباشر من الصراع والجفاف في شمال شرق البلاد.

وذكر ان اللجنة تهدف الى مساعدة مئة الف كل شهر وانها حاليا تصل الى ‘كل مكان تقريبا’. واستطرد ‘نحن نتلقى بشكل منهجي تقارير من اناس يجدون صعوبة اكثر فأكثر في الحصول على الخدمات الطبية الضرورية والعلاج الطبي والغذاء بما في ذلك الخبز وهذا في ازدياد’.

وذكر حسن ان عددا كبيرا من النازحين يمكثون في المدارس والمساجد والكنائس وان الكثير من البنية التحتية ومنها شبكة المياه تحتاج الى اصلاح.

وقال انه خلال الايام القليلة الماضية زارت فرق اللجنة الدولية منطقة بابا عمرو في حمص التي شهدت الكثير من اعمال العنف وأيضا قرى قرب الحولة حيث قدمت رعاية صحية لنحو 250 شخصا بعد المذبحة التي راح ضحيتها 108 اشخاص يوم 25 ايار (مايو).

وذكر ان كثيرين من بين 5000 فروا من قرية في بلدة الحولة أخبروا أفراد اللجنة الدولية للصليب الاحمر بانهم يخشون على الرجال الذين تركوهم خلفهم وان ممتلكاتهم نهبت او دمرت.

ويحاول متطوعون من فرع الهلال الاحمر السوري في حماة الوصول الى قرية مزرعة القبير التي قال نشطاء المعارضة ان 78 من سكانها قتلوا بالرصاص او طعنوا حتى الموت او احرقوا.

حرب شوارع بدمشق ومظاهرات بعشرات الآلاف تعم سوريا

بيروت: بولا أسطيح واشنطن: هبة القدسي موسكو: سامي عمارة

خرج السوريون في مظاهرات بعشرات الآلاف في كل المدن السورية أمس احتجاجا على قمع النظام.وشهدت العاصمة دمشق أمس حرب شوارع, ولم تكن جمعة «تجار وثوار يدا بيد حتى الانتصار» الذي اختيرت تسميته كتحية للتجار عموما وتجار دمشق خصوصا، بل شهد تطورا تصاعديا خطيرا، مع حصول اشتباكات عنيفة في حي كفرسوسة بين قوات الجيش الحر وقوات الأمن والشبيحة، استمر عدة ساعات، وكان قد سبقه هجوم للجيش الحر على حاجز أمني في ساحة شمدين بحي ركن الدين وسط دمشق. وفي السياق نفسه تجدد أمس القصف على حمص واشتدت حدّته لتصل بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى سقوط خمس قذائف بالدقيقة الواحدة على أحياء المدينة.

في غضون ذلك أفاد دبلوماسيون أمس أن الدول الغربية ستتحرك «سريعا» لتبني عقوبات ضد النظام السوري في مجلس الأمن. وأوضح دبلوماسي غربي «سنتحرك سريعا لمحاولة التوصل إلى تبني قرار» يعاقب دمشق، مضيفا«ستطرح مبادرة خلال الأيام القليلة المقبلة للتوصل إلى تصويت يتضمن إجراءات تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، مما يعني عقوبات»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وتعمل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على إعداد مشروع قرار يتضمن التهديد بفرض عقوبات، حسبما قال دبلوماسي آخر.

إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في ختام مشاورات روسية أميركية أمس في موسكو أن روسيا والولايات المتحدة توصلتا إلى «نقاط اتصال» تتعلق بتسوية الأزمة السورية.

إلى ذلك نقل دبلوماسيون عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه تحدث خلال جلسة مجلس الأمن التي عقدت أول من أمس عن أسلحة ثقيلة ورصاص خارق وطائرات من دون طيار استخدمت ضد مراقبي الأمم المتحدة المنتشرين في سوريا بشكل يومي أو شبه يومي. وقال الدبلوماسيون الذين شاركوا في الاجتماع المغلق بمجلس الأمن الذي استمر ثلاث ساعات، إن تلك الهجمات تهدف إلى إرغام المراقبين على الانسحاب من المناطق التي تتهم فيها القوات السورية بشن هجمات.

كلينتون تؤكد ان العنف في سورية ‘غير مقبول’ وتطالب برحيل الاسد

داوود أوغلو يتهم النظام السوري بإفساح الطريق أمام اندلاع حرب أهلية

اسطنبول ـ ا ف ب: اكدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الخميس في اسطنبول ان المجزرة الاخيرة التي وقعت في سورية ‘غير مقبولة’ وانه على الرئيس السوري بشار الاسد الرحيل.

وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي بعد مؤتمر دولي حول مكافحة الارهاب ان ‘العنف المدعوم من قبل النظام الذي شهدناه بالامس في حماة امر غير مقبول’.

ورأت وزيرة الخارجية الامريكية التي تختتم في تركيا جولة قادتها الى الدول الاسكندينافية والقوقاز، ان تسوية الازمة في سورية تتطلب وقفا لاطلاق النار ونقلا للسلطة وتشكيل حكومة انتقالية.

وقالت غداة اجتماع في اسطنبول مع القوى الغربية ودول عربية لتحديد سبل تعزيز الضغط على دمشق واحداث تغيير سياسي في هذا البلد ‘على الاسد ان يسلم سلطته ويغادر سورية’.

واقرت كلينتون بان الولايات المتحدة لم تتمكن حتى الان من تنظيم تحرك دولي يؤدي الى رحيل الرئيس السوري.

واضافت ‘علينا تجديد وحدتنا وتوجيه رسالة واضحة الى الدول الاخرى التي لا تعمل معنا بعد، لكي نقول لها ان ليس هناك مستقبلا في كل ذلك’. وتابعت ‘ان وضع خطط لانتقال منسق سيشكل خطوة مهمة’.

وتابعت ان ‘وضع خطط لانتقال منظم’ للسطة سيشكل ‘خطوة مهمة’.

وفي المؤتمر الصحافي نفسه، قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان بلاده ما زالت تفضل الطريقة الدبلوماسية لتسوية الازمة السورية لكن عليها ‘التفكير’ في كل السيناريوهات لضمان امنها.

واضاف ‘سنستخدم الدبلوماسية حتى النهاية لكن اذا كانت الدبلوماسية مهمة، فالمبادىء مهمة ايضا. يجب علينا الا نسمح لاحد بمخالفة هذه المبادىء’.

وتابع الوزير التركي ‘عندما نفكر ان الدبلوماسية وصلت الى طريق مسدود يجب التفكير في كل السيناريوهات وكل البدائل وخصوصا لحماية المدنيين، وبالتأكيد بالنسبة لتركيا، لحماية امننا القومي’.

وكانت كلينتون دعت مساء الاربعاء الى نقل كامل للسلطة في سورية الى حكومة انتقالية، بحسب ما اعلن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الامريكية.

وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته للصحافيين في اسطنبول في ختام اجتماع دولي حول سورية ضم 16 دولة عربية وغربية ‘لا يمكننا ان نخذل ثقة الشعب السوري الذي يريد تغييرا حقيقيا’.

واضاف ان كلينتون اعلنت عن ‘عناصر ومبادىء اساسية نؤمن انها ستساعد استراتيجية الانتقال لما بعد (الرئيس السوري بشار) الاسد بما في ذلك النقل الكامل لسلطة الاسد’.

ومن العناصر الاخرى التي اعلنت عنها كلينتون ‘تشكيل حكومة انتقالية تمثيلية ومنفتحة على جميع التيارات تنظم انتخابات حرة ونزيهة ووقفا للنار تلتزم به جميع الاطراف وضمان المساواة بين جميع السوريين امام القانون’.

وشددت كلينتون على انه في هذا الوقت تقوم دول من مجموعة ‘اصدقاء الشعب السوري’ بدرس سبل تشديد العقوبات على النظام واضافة اجراءات جديدة تهدف الى تقليص اي دعم داخلي للاسد.

واتفقت الدول التي تقدم مساعدة للمعارضة السورية ايضا على الدعوة لاجتماع لخبرائها مع ممثلي المعارضة في اسطنبول في منتصف الشهر من اجل تنسيق المساعدة بشكل افضل.

وشارك في الاجتماع كبار المسؤولين من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا واسبانيا وايطاليا والاردن ومصر والسعودية والكويت والامارات وقطر وتونس والمغرب وتركيا.

وبحث المشاركون الدعوات التي وجهتها بعض الدول للجوء الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز للدول الاعضاء ‘اتخاذ كل الاجراءات اللازمة’ من اجل تطبيق قرارات محددة من مجلس الامن. ويمكن ان يستخدم في بعض الحالات للسماح بعمل عسكري.

وقال المسؤول الامريكي الذي تحدث للصحافيين حول الاجتماع رافضا الكشف عن اسمه ان ‘وزيرة الخارجية اوضحت بان الفصل السابع يبقى مطروحا على الطاولة للوقت المناسب’.

وقدم المسؤول عرض كلينتون على انه محاولة لرسم ‘رؤية مشتركة’ يمكن ان توحد المجموعة الدولية حول التحرك بخصوص سورية في الفترة المقبلة.

وقد عارضت روسيا والصين مشروعي قرار في مجلس الامن الدولي لادانة النظام السوري رغم التنديد المتزايد بسبب المجازر بحق المدنيين.

واعلنت المعارضة السورية عن مجزرة جديدة راح ضحيتها عشرات الاشخاص بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان بينهم نساء واطفال الاربعاء في قرية القبير بوسط سورية. ونفت الحكومة اي ضلوع لها بالامر.

ويتوقع ان تنقل وجهات النظر التي بحثت في اسطنبول الى مجلس الامن الدولي الذي يجتمع الخميس للاستماع الى تقرير مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية كوفي انان حول خطته لوقف النزاع.

واضاف المسؤول الامريكي ان كلينتون توفد ايضا الخميس الى موسكو ممثلها الخاص حول سورية فريد هوف لكي يبحث الامر مع الروس. وقال ‘لقد اوضحت اننا نريد العمل مع الروس وانه لدينا رؤية مشتركة’.

من جهة اخرى، قالت كلينتون في افتتاح اعمال ‘المنتدى العالمي لمكافحة الارهاب’ ان ‘نواة القاعدة التي شنت هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2011 قد تكون على وشك ان تهزم، لكن التهديد توسع واصبح اكثر تنوعا جغرافيا’.

واضافت ‘سنصر دائما على حقنا في استخدام القوة ضد الجماعات مثل القاعدة التي هاجمتنا وما زالت تهددنا بهجمات وشيكة’. ‘

المعارضة السورية لا تعول على خطة أنان وتنتقد إعطاء النظام السوري مهلة إضافية

نشار يتهم النظام بإشعال الفتنة المذهبية.. والمالح يصفه بـ«سرطان» يجب استئصاله

بيروت: ليال أبو رحال

جددت شخصيات في المعارضة السورية تأكيدها على أن خطة المبعوث الأممي إلى دمشق كوفي أنان لم تنجح في وقف سفك دماء الشعب السوري. وأبدت غداة تحذير أنان أمام مجلس الأمن الدولي من «خروج الأزمة السورية عن السيطرة»، خشيتها من سعي النظام السوري لإشعال فتنة مذهبية من خلال الاستمرار في ارتكاب المجازر.

وكان أنان قد حذر خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي أول من أمس من اندلاع حرب في سوريا إذا فشل الضغط الدولي على نظام الأسد في تحقيق نتائج سريعة، مطالبا القوى الكبرى بإبلاغ الرئيس السوري بشار الأسد بأن عدم احترام خطة النقاط الست سيكون له «نتائج واضحة». وقال أنان إن خطته لم تطبق، ودعا مجلس الأمن إلى أن «يمارس ضغطا على دمشق بطريقة موحدة»، مشددا على أنه «كلما انتظرنا وقتا أطول كان مستقبل سوريا مظلما». وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري سمير نشار لـ«الشرق الأوسط» إن «المعارضة السورية تدرك منذ البدء أن النظام السوري لن يطبق مبادرة أنان التي تنص في بندها الأول على وقف القتل، لأن الالتزام بذلك يعني خروج عشرات آلاف السوريين للتظاهر في الشوارع وهو ما لم يسمح النظام به إطلاقا». وحذر من «استمرار النظام السوري في سياسة القتل خصوصا بعد انضمام مدينتي دمشق وحلب إلى الثورة السورية»، متوقعا أن «يستمر في ارتكاب المجازر كما حصل في الحولة والقبير في محاولة لإشعال الفتنة الطائفية بين السنة والطائفة العلوية الكريمة». وناشد «الطوائف السورية الحذر واليقظة والوعي لإفشال مخطط النظام السوري بتمزيق النسيج السوري».

وانتقد نشار تحذير أنان من أن يكون مستقبل سوريا «مظلما»، معربا عن اعتقاده بأن هناك «مسارين يتسابقان اليوم: المسار الدولي وهو بطيء ويحاول اللحاق بالمسار الداخلي في سوريا، المتسارع بشكل أكبر، والذي يُخشى من تحوله إلى صراع طائفي»، مجددا الإشارة إلى «أننا نحاول نشر الوعي للابتعاد عن مأزق يحاول النظام إيقاعنا فيه».

وأكد نشار في الوقت عينه أنه «لا يمكن لأحد أن يتوقّع ردود الفعل في الداخل، على ضوء المجازر الرهيبة التي يرتكبها نظام الأسد»، مطالبا المجتمع الدولي بأن «يكون سباقا للجم قمع الأسد الدموي لشعبه من خلال إصدار قرار تحت الفصل السابع في مجلس الأمن الدولي وإفشال مخطط الأسد بإثارة الحرب الأهلية».

من ناحيته، وصف المعارض السوري البارز هيثم المالح لـ«الشرق الأوسط»، المبعوث الأممي بأنه «فاشل»، وقال: «أنان كان فاشلا خلال مسيرته، وكان يتكلم أمام مجلس الأمن كما لو أنه في المريخ ولا يعرف ماذا يحصل على الأرض»، مذكرا بأنه كان «أول من حذر من فشل خطة أنان بعد مباركة روسيا ورأى فيها خطوة لقبر الثورة السورية وليس مساعدة الشعب».

وسأل المالح: «هل ينتهي أنان والمجتمع الدولي من التفكير عندما يسقط 15 ألف شهيد سوري جديد ويتدمر قسم من حلب ودمشق»، متهما «سوريا وإيران وحزب الله بأنهم محور الشر وشركاء العصابة الحاكمة في سوريا في قتل الشعب».

ورأى «ألا فرق بين المبادرة العربية وخطة أنان، والاثنان لن تؤديا لنتيجة مع استمرار القتل وقصف المدن وارتكاب المجازر»، مشيرا إلى أن «المجتمع الدولي لا يزال يعطي مهلا للنظام السوري من أجل تصفية الثورة السورية». وفي حين شدد على أن «الثورة صامدة في وجه الوحش الكاسر والشعب مستمر في تصديه وثورته حتى تحقيق أهدافه»، قال المالح: «فشل أنان بمبادرته وأي مبادرة أخرى سيكتب لها الفشل لأن نظام الأسد أشبه بمرض سرطاني لا دواء له إلا الاستئصال».

فرنسا توافق مبدئيا على مشروع أنان بتشكيل مجموعة متابعة للوضع السوري

قالت إن تحفظاتها على ضم إيران لم تتغير.. وتنتظر مزيدا من التفاصيل

باريس: ميشال أبو نجم

عبرت باريس أمس عن موقف مبدئي إيجابي إزاء المشروع الذي عرضه المبعوث الدولي ـ العربي كوفي أنان على مجلس الأمن والقاضي بتشكيل مجموعة جديدة من الدول الفاعلة لمحاولة تحفيز خطة النقاط الست التي طرحها لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا ولوقف العنف والقتل. ونفت الخارجية الفرنسية أن تكون باريس التي أعلنت عن انعقاد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في 6 يوليو (تموز) بصدد «التنافس» مع المبادرات الدبلوماسية الأخرى التي طرحت في الأيام الأخيرة ومنها المبادرة الروسية ومبادرة أنان فضلا عن تشكيل «مجموعة التنسيق» التي أعلن قيامها على هامش مؤتمر إسطنبول الأخير والتي تضم ممثلين عن 16 دولة من بين مجموعة أصدقاء سوريا.

وقال برنار فاليرو، الناطق باسم الخارجية في مؤتمره الصحافي أمس، إن فرنسا «ترحب بكل مبادرة من شأنها أن تسهل التنفيذ الفعلي لخطة أنان». غير أن باريس لم تتخل عن تحفظاتها إزاء وجود إيران في إطار المجموعة المذكورة والتي عبر عنها الوزير لوران فابيوس عقب طرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مشروعا مماثلا عندما كان في بكين قبل ثلاثة أيام. وقال فابيوس وقتها إنه «ليس هناك مجال البتة» لأن تكون إيران من ضمن المجموعة. وبرر الوزير الفرنسي هذه المعارضة بثلاثة أسباب رئيسية هي: دور إيران الداعم المطلق للنظام السوري في القمع، وتناقض مشاركتها مع الهدف المرجو من المجموعة، وأخيرا تحاشي التداخل بين الملفين السوري والنووي الإيراني باعتبار أن إيران قد «تطلب ثمنا» للدور الذي يمكن أن تلعبه في سوريا. ولكل هذه الأسباب، ترى فرنسا أنه من الصعب «تخيل» مشاركة إيران في جهود أي لجنة أو مجموعة يكون غرضها المساعدة على تسوية الأزمة السورية.

غير أن مصادر دبلوماسية فرنسية رفضت الذهاب أبعد من ذلك والإفصاح عما سيكون عليه موقف باريس في حال طرح أنان انضمام طهران إلى المجموعة التي يريدها أن ترى النور. وقالت هذه المصادر إن المبعوث الدولي – العربي «لم يعط تفاصيل دقيقة عن تصوره له كما أنه لم يأت على ذكر إيران بالاسم». ولذا فإن فرنسا تفضل في الوقت الحاضر «عدم الذهاب» أبعد من التعبير عن الترحيب المبدئي بفكرة أنان و«بكل مشروع من شأنه المساعدة على وقف القتل في سوريا» في إشارة إلى المبادرة الروسية.

غير أن المراقبين في باريس لاحظوا أن رد الفعل الفرنسي على احتمال انضمام إيران إلى أي مجموعة هدفه متابعة الوضع في سوريا كان الأعنف من بين كل الردود الصادرة عن البلدان الغربية. والسؤال الذي يطرحه هؤلاء يتناول ما سيكون عليه الموقف الفرنسي إذا أصر أنان على ضم طهران باعتبارها الطرف الإقليمي الأكثر تأثيرا على الموقف السوري بالنظر للدعم غير المتناهي الذي توفره له وعلى كل الصعد. وبحسب هؤلاء، سيكون من الصعب على أنان الذي اعترف أمام أعضاء مجلس الأمن بشكل مباشر بفشل مهمته القاضية بحمل الأطراف المتصارعة في سوريا على الالتزام بخطته ليس فقط لجهة وقف النار بل خصوصا الوصول إلى حوار يفضي إلى انتقال سياسي سلمي يتجاهل دور طهران.

وبالمقابل، شددت باريس مجددا على رغبتها في العمل مع روسيا التي دعيت كما الصين إلى مؤتمر باريس. لكن الأرجح أن تقاطعه كما قاطعت في الماضي مؤتمري تونس وإسطنبول لمجموعة أصدقاء الشعب السوري. وحددت باريس ثلاثة أهداف للمؤتمر الذي ستستضيفه بداية الشهر القادم وهي: إبراز عزلة النظام السوري، توجيه رسالة واضحة للنظام في دمشق بأنه ليس قادرا على الاستمرار على هذا المنوال، وأخيرا دعم جهود أنان بالتوازي مع زيادة الضغوط على دمشق.

وفيما خص الدور الروسي الذي تأمل باريس أن يتخذ منحى جديدا بعد الإشارات التي صدرت عن موسكو لجهة عدم تمسكها ببقاء الأسد في السلطة بانتهاء المسار السياسي، فقد دعت باريس المسؤولين الروس إلى أن يعوا أن «الأمور ستتغير في سوريا» في إشارة إلى تغيير النظام وبالتالي فإن المصالح الروسية «لن تكون محفوظة». كذلك دعت المصادر الفرنسية موسكو إلى أخذ مصالحها في العالم العربي بعين الاعتبار فضلا عن دعوتها لأن تقوم بواجبها كدولة كبرى تترتب عليها التزامات على الصعيد الدولي لا تتناسب مع وقوفها إلى «جانب نظام لا يتورع عن قتل شعبه».

وفي أي حال، ترى باريس أن المناقشات القادمة في مجلس الأمن الدولي ستكشف النقطة التي وصلت إليه موسكو في تعاطيها مع الملف السوري.

فرنسا تصف تعيين الأسد رئيس وزراء جديداً بـ”الحفل التنكري

باريس ـ مراد مراد ووكالات

روما تتحدث عن خطر حصول إبادة في سوريا في غياب تدخل سريع

وصفت فرنسا تعيين بشار الأسد رئيس وزراء جديداً لنظامه بـ”الحفلة التنكرية” وسخرت من هذه الخطوات التي يتخذها النظام السوري مشددة على أن الخطوة الوحيدة التي على هذا النظام أن يخطوها فوراً هي تطبيق خطة كوفي أنان بنقاطها الست.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن باريس تنتظر التقرير الذي سيقدمه أنان في الأمم المتحدة معربة عن دعمها لأي إطار دولي جديد من شأنه أن يوقف العنف على الفور في سوريا، في إشارة الى المقترح الجديد لأنان الذي تكلمت عنه صحف أميركية حول إمكانية إنشاء مجموعة اتصال تضم روسيا والصين وإيران والسعودية وقطر إضافة الى بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ولدى سؤاله عن موقف فرنسا من تعيين الأسد رئيس وزراء جديداً هو رياض حجاب قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “بشار الأسد ما زال يصم أذنيه عن مطالب شعبه ويصر على عناده. بعد التنظيم الوهمي للانتخابات التشريعية الشهر الماضي يأتي هذا التعيين كحفل تنكري جديد لا يجيب نداءات الشعب السوري والمجتمع الدولي”. أضاف “الطارئ الآن هو أن يتوقف نظام الأسد عن قتل شعبه وأن يلتزم بتطبيق خطة أنان”.

وكان التلفزيون السوري الرسمي ذكر أن “الرئيس الأسد أصدر مرسوماً بتكليف الدكتور رياض فريد حجاب بتشكيل الحكومة الجديدة”.

وسيشكل حجاب الحكومة الأولى بعد أول انتخابات تشريعية جرت في سوريا على أساس الدستور الجديد الذي أقر في استفتاء عام وأصبح نافذاً اعتباراً من 27 شباط الماضي.

وحصل حزب البعث على الغالبية البرلمانية في الانتخابات التي جرت في السابع من أيار.

وستخلف الحكومة الجديدة الحكومة الحالية برئاسة عادل سفر الذي شكل حكومته في نيسان 2011، بعد شهر على بدء حركة الاحتجاج ضد النظام السوري.

وعن موقف فرنسا من إطلاق أنان مقترحاً جديداً بإنشاء مجموعة اتصال تقرب وجهات النظر الدولية حول التغيير السياسي في دمشق وذلك بضم روسيا وإيران الى المجموعة الدولية كي تبدأ عملية انتقال سياسية بشكل يضمن لهاتين الدولتين مصالحهما في سوريا بعد الأسد، أوضح فاليرو “بعد زيارته الأخيرة الى دمشق، أنان سيقدم تقريره غداً (اليوم) في نيويورك أمام الجمعية العامة ثم أمام مجلس الأمن. كما سيطلع الدول الأعضاء في المجلس على الأوضاع في سوريا وحال مهمة مراقبي الأمم المتحدة وكيفية تعاطي النظام السوري مع تطبيق النقاط الست التي تشكل الخطة. وبالطبع قد يحدد السيد أنان رؤيته هو ومقترحاته التي يرى أنها تقدر على إنهاء العنف”.

وتابع الديبلوماسي الفرنسي: “مثلما قال الرئيس فرنسوا هولاند ووزير الخارجية لوران فابيوس فإن فرنسا لن توفر أي جهد من أجل تحريك الأسرة الدولية من أجل وقف العنف وبدء عملية سياسية. ونحن من هذا المنطلق نعقد مؤتمراً في باريس مطلع تموز المقبل”.

في روما أعلن وزير الخارجية الايطالي أمس أمام لجنة برلمانية أن هناك خطراً من حصول إبادة في سوريا في غياب تدخل سريع.

وصرح الوزير جوليو تيرزي أمام لجنتي الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب أن “استراتيجية دمشق قد تفضي الى إبادة في حال لم يتم التدخل سريعاً”.

وأوضح أن “استراتيجية دمشق واضحة، فهي تريد الدفاع عن بقائها عبر تصعيد العنف ضد السكان بأشكال أكثر مباشرة ووحشية ومن خلال تغذية النزاعات بين مختلف شرائح المجتمع السوري”.

وفي عمّان، شدد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة ونظيره الهولندي يوري روزنتال أمس على أهمية وقف إراقة الدماء في سوريا.

وذكرت وكالة الأنباء الأردنية “بترا” أن جودة وروزنتال تطرقا خلال محادثاتهما في عمان الى الوضع في سوريا، حيث “أكد الطرفان أهمية وقف إراقة الدماء ودعم المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي أنان لتمكينه من تنفيذ بنود خطته”.

وأعرب الوزير الهولندي عن تقديره للأردن “وجهوده الإنسانية في استقبال السوريين في المملكة وتقديم الخدمات التعليمية والصحية لهم على الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي يعيشها الأردن”، مؤكداً “أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في دعم الأردن ومساعدته في تقديم الخدمات اللازمة للسوريين الموجودين على أرضه”.

وبحث جودة وروزنتال الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وعملية السلام إلى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والمشاريع الهولندية لدعم وبناء قدرات الشباب والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

واستعرض جودة خلال اللقاء” جهود بلاده لدفع عملية السلام وإحراز تقدم ملموس خاصة وأن الأردن يعتبر أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 مصلحة وطنية أردنية عليا كما هي مصلحة فلسطينية إضافة إلى ارتباط قضايا الحل النهائي بمصالح أردنية حيوية”.

وأكد الطرفان خلال اللقاء “عمق العلاقات بين البلدين والحرص المشترك للحفاظ عليها والبناء على ما تم إنجازه مؤكدين أهمية العمل على زيادة حجم التبادل التجاري والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتوافرة في الأردن”.

ووقع الوزيران خلال الاجتماع مذكرة تفاهم للمشاورات السياسية بين البلدين.

عشرات الآلاف هتفوا لضحايا القبير.. و5 قذائف في الدقيقة على حمص

بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»

تشابكت الأحداث الميدانية يوم أمس في سوريا بين المظاهرات الضخمة التي عمّت مختلف المحافظات في إطار تلبية السوريين دعوة المجلس الوطني السوري للتصعيد المدني احتجاجا على مجازر القبيو والحولة، وبين الانفجارات التي هزّت إدلب وريف دمشق وصولا للقصف العنيف والمتواصل الذي تشهده مدينة حمص منذ أيام والذي اشتدت حدّته لتصل وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان لسقوط خمس قذائف بالدقيقة الواحدة على أحياء المدينة.

ولم يكن يوم جمعة «تجار وثوار يدا بيد حتى الانتصار» الذي اختيرت تسميته كتحية للتجار عموما وتجار دمشق خصوصا لمشاركتهم بالإضراب العام احتجاجا على مجزرة الحولة، كباقي أيام المظاهرات التي تعيشها العاصمة دمشق، من حيث خروج المتظاهرين بعد صلاة الجمعة، وعمليات الكر والفر بينهم وقوات الأمن والشبيحة، والملاحقات وحملات الدهم والاعتقالات، يوم أمس شهد تطورا تصاعديا خطيرا، مع حصول اشتباكات عنيفة في حي كفرسوسة بين قوات الجيش الحر وقوات الأمن والشبيحة، استمر لعدة ساعات، وكان قد سبقه هجوم للجيش الحر على حاجز أمني في ساحة شمدين بحي ركن الدين وسط العاصمة دمشق، وعملية أخرى حصلت قبل ظهر أمس في قدسيا في محيط العاصمة استهدفت ثلاثة باصات تقل عناصر من قوات الأمن، في الوقت الذي كانت تخرج فيه المظاهرات في عدة أحياء تطالب بإسقاط النظام، فيما كان القصف العنيف مستمرا على عدة أحياء في مدينة حمص.

وبينما تحدثت الهيئة العامة للثورة عن مقتل ما يزيد عن 30 شخصا في أنحاء سوريا، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المظاهرات التي خرجت بالأمس شملت أحياء عدة في مدينة حلب وريفها، وحماه وريفها، ودمشق ودرعا.

وتحدث الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حلب وريفها محمد الحلبي لـ«الشرق الأوسط» عن خروج أكثر من 35 مظاهرة في مدينة حلب، كان أكبرها في أحياء صلاح الدين والشعار وبستان القصر، وأضاف: «فقد خرج في حي صلاح الدين أكثر من 20 ألف متظاهر من 6 مساجد مختلفة، وخرج أكثر من 8000 متظاهر في حي الشعار، بينما خرج ما يزيد عن 5000 متظاهر في حي بستان القصر. وخرجت أيضا مظاهرات كبيرة في أحياء الكلاسة والأعظمية وسيف الدولة ومساكن هنانو والفردوس وطريق الباب، وشارك حي جمعية الزهراء (وهو من الأحياء الغنية) في مظاهرتين انطلقتا من مسجدين مختلفين».

ولفت الحلبي إلى أن المتظاهرين هتفوا في مظاهراتهم «لشهداء القبير والحولة ونددوا بالحملة الهمجية على الريف الحلبي الذي قام النظام في اليومين السابقين بقصفه بالمدفعية الثقيلة من داخل مدينة حلب، كما رفعوا لافتات تطالب بالتدخل العسكري الفوري وتطالب بإعلان فشل خطة أنان، ورفعوا أيضا لافتة كبيرة تحيي تجار مدينتي دمشق وحلب على مواقفهم المشرفة في الأيام الأخيرة».

السلطات السورية من جانبها قالت إن «مجموعة إرهابية مسلحة فجرت يوم أمس سيارة مفخخة في شارع الثورة بقدسيا في ريف دمشق. وإن ثلاثة عناصر من قوات حفظ النظام والمدنيين قتلوا في التفجير وأصيب آخرون».

كما تبنت ما يسمى «كتيبة شهداء ركن الدين» التابعة للجيش الحر في بيان صدر أمس عملية «ضرب حاجز الأمن في ساحة شمدين بعد استهدافه للمتظاهرين في الحي» وقال البيان إن الهجوم كان ردا على مجزرة القبير وتوعدت الكتيبة النظام بالرد على أي استهداف للمدنيين العزل. وفي شارع خالد ابن الوليد قال سكان إن مجهولين قاموا بإلقاء قنبلة يدوية قريبا من مركز قيادة الشرطة أدت إلى قتل وإصابة عدة أشخاص من القوات النظامية، واحتراق سيارة أمنية، وتم قطع الشارع هناك لعدة ساعات، وتم فتحه بعد نشر تعزيزات أمنية في المنطقة وسمع خلالها دوي قنبلة صوتية أخرى. وذلك في ظل توارد أنباء عن استهداف عميد قيادة الشرطة بدمشق هو وعناصره بقنبلة بشارع خالد بن الوليد ومقتل عدد من مرافقيه بينما ما زال العميد في حالة حرجة.

وقالت مصادر محلية إن اشتباكات وقعت بين قوات الجيش النظامي والأمن والجيش الحر، في منطقة بساتين كفرسوسة من جهة المزة، استمرت لعدة ساعات وتوسعت دائرتها لتصل إلى الشارع الرئيسي عند جامع أبو بكر الصديق في منطقتي اللوان والمهايني المحاذية لمفرق داريا، في وقت كانت هناك اشتباكات في بساتين حي القدم التي تشكل امتدادا لبساتين حي كفرسوسة من الجهة الشمالية، وتوغلت قوات الأمن والجيش النظامي في منطقة اللوان مع تعزيزات أمنية لمنع تمدد الاشتباكات إلى داخل كفرسوسة البلد. وشاهد سكان المزة أعمدة دخان تتصاعد من منطقة الساتي كما سمع دوي الرصاص والانفجارات لعدة ساعات خلال النهار، حيث جرت العادة في الشهور الأخيرة أن تجري الاشتباكات في محيط العاصمة بعد منتصف الليل وبالتزامن مع الاشتباكات التي جرت أمس في منطقة البساتين قال شهود عيان إنه تم إغلاق كافة مداخل حيي الميدان الدمشقي وكفرسوسة بالحواجز، شوهدت المصفحات تدخل إلى حي كفرسوسة وسط إطلاق رصاص مضاد طيران، في وقت قام فيه ثوار نهر عيشة بإغلاق الاتوستراد الدولي لتخفيف الضغط عن كفرسوسة. كما شوهد انتشار كبير للجيش في محيط مطار المزة العسكري، من جهة المتحلق الجنوبي الذي تم قطعه، وشوهدت ست ناقلات جند بالعتاد الكامل تتجه نحو كفرسوسة.

وقال ناشطون إن عدة مظاهرات خرجت أمس في جمعة «ثوار وتجار يدا بيد حتى الانتصار» في حي كفرسوسة. من جامع الهادي وقد انفضت بسلام، بينما المظاهرات التي خرجت في منطقة الجمالة، هاجمها الأمن والشبيحة. وكذلك المظاهرة التي خرجت من جامع الفاتح في اللوان حيث أطلقت قوات الأمن الرصاص لتفريقها. وكذلك لتفريق مظاهرة خرجت من جامع النذير حيث شنت حملة اعتقالات عشوائية للمارة عشوائيا بعد انفضاض المظاهرة.

وفي حي القدم شنت قوات الأمن والشبيحة حملة مداهمات للمنازل بالمنطقة الغربية من الحي وقاموا بتكسير الأثاث وتخريب الممتلكات. وفي مدينة دوما سمع دوي إطلاق نار من مختلف أنواع الأسلحة طوال نهار يوم أمس.

وخرجت المظاهرات أمس في دمشق في المزة فيلات والميدان والقصور والشاغور وباب سريجة والمزرعة ونهر عيشة والزاهرة وركن الدين وبرزة والقابون وجوبر، وفي ريف دمشق قتل شخصان وجرح نحو عشرين شخص آخرين برصاص قوات الأمن في تفريق لمظاهرة خرجت هناك ما أجج الوضع الأمني وقام الأهالي بقطع أتوستراد القنيطرة. كما عمت المظاهرات غالبية بلدات ومدن محافظة ريف دمشق، وعموم البلاد وقال ناشطون إن الآلاف شاركوا في مظاهرات خرجت في حلب وحمص وحماه وإدلب والحسكة ودير الزور ودرعا، وشملت المظاهرات عدة أحياء في مدينة حلب وريفها للمطالبة بإسقاط نظام الأسد.

في غضون ذلك استمر القصف المدفعي العنيف على أحياء حمص من قبل قوات الجيش النظامي، وتركز القصف على أحياء الخالدية، والحميدية والورشة، الغوطة، وجورة الشياح والقرابيص وحمص القديمة (باب السباع – باب هود – باب التركمان) وقال ناشطون إن المراقبين الدوليين شاهدوا سقوط القذائف على حي الغوطة وتحديدا على أماكن تجمع النازحين من الأحياء الأخرى، ورغم القصف خرجت مظاهرات في مدينة حمص في عدة أحياء بعد صلاة الجمعة، تحدت النظام ونددت بمجازره.

الصليب الأحمر يعلن أن 1.5 مليون شخص في الداخل السوري بحاجة لمساعدات إنسانية

بيروت: بولا أسطيح بروكسل: عبد الله مصطفى عمان: محمد الدعمه

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 1.5 مليون نسمة في سوريا بحاجة لمساعدات إنسانية جراء الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من عام.

وكان مكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة قد أعلن مطلع الأسبوع أن حصيلة الأشخاص السوريين الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في البلد العربي بلغت مليون نسمة. ووصف المتحدث باسم الصليب الأحمر، هشام حسن، الوضع في ريف إدلب ودمشق وحماه وأحياء درعا واللاذقية بـ«المتوتر للغاية»، موضحا أن أوضاع النازحين «صعبة للغاية كونهم يقطنون في منازل أصدقائهم وذويهم، وبعضهم يعيش في ظروف سيئة بالمدارس والمساجد والكنائس». وقال حسن إن «من يحتاجون مساعدات إنسانية ليسوا فقط النازحين، وإنما أيضا الأشخاص الذين لا يستطيعون أو لا يريدون مغادرة منازلهم». ولفت المسؤول بالمنظمة الإنسانية إلى أن القتال الدائر بين القوات الحكومية السورية والمسلحين الذي يجتاح سوريا دفع المزيد من السكان إلى النزوح عن ديارهم.

وفي لبنان، التهمت النيران يوم الخميس 30 خيمة يسكنها نازحون سوريون في بلدة برج العرب في منطقة عكار في شمال لبنان. وذكرت الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام أن الجهات الأمنية تجري التحقيقات لمعرفة ملابسات الحادث، فيما أشارت المعلومات الأولية إلى أن قارورة غاز كانت السبب في هذا الحريق. وقد سُجلت 3 حالات إغماء وأصيب اثنان من نزلاء المخيم بحروق طفيفة عملت عناصر الصليب الأحمر على إسعافهم ونقلهم إلى المستشفيات القريبة.

في هذا الوقت، قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان دانا سليمان، إن المفوضية تقدم المساعدات لما يزيد على 26 ألف نازح سوري في لبنان موزعين بين الشمال والبقاع والعاصمة بيروت، لافتة إلى وجود نحو 9000 مستفيد من خدمات المنظمة الدولية في البقاع، و900 في بيروت، وبالتالي نحو 16 ألفا في الشمال.

وبينما توقعت سليمان ارتفاع الأعداد المسجلة في البقاع نتيجة الحملة التي تقوم بها المفوضية لحثّ اللاجئين على تسجيل أسمائهم وتقديم أوراقهم، لفتت إلى أن هذه الحملة تستكمل في الأيام المقبلة في مناطق البقاع الأوسط. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «المشكلة الكبرى التي نواجهها حاليا هي إيواء الأعداد الكبيرة من النازحين، إذ إننا نبحث عن المراكز والأبنية الشاغرة أو المهجورة لنعيد ترميمها لإيواء النازحين»، متحدثة عن وجود «ما يزيد على 3000 نازح في مدارس كانت مهجورة في الشمال». وأكدت سليمان أن هناك مشروعا حاليا لنصب خيم للاجئين في لبنان وبالتالي إقامة مخيم، مشددة على أنه الحل الأخير الذي قد يتم اللجوء إليه، وأضافت «تبعا لخبرتنا في مجال الاهتمام بالنازحين لا نرى أن نصب خيم حل مناسب حاليا، لأن وجود النازحين في مكان واحد قد يُعرضهم للخطر كما لمشاكل في ما بينهم».

وردّت سليمان على ما يُحكى عن أن تقديمات المفوضية تتركز في منطقة الشمال اللبناني، لافتة إلى أن عمل المفوضية في الشمال بدأ منذ بداية الأحداث في سوريا في مارس (آذار) 2011، في وقت بدأ فيه العمل في البقاع في مارس الماضي، وبالتالي فإن العمل بدأ حديثا هناك، مشددة على أن المساعدات نفسها يتم تقديمها في الشمال والبقاع كما يتم تطبيق البرامج عينها. وقالت «نحن نقدم اليوم للنازحين السوريين أينما وجدوا المساعدات الغذائية والإنسانية كما الرعاية الصحية والدعم النفسي بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية. وقد بدأنا دورات تعليمية للأولاد الذين لم يتمكنوا من دخول المدارس اللبنانية لوصولهم في وقت متأخر من العام الدراسي». إلى ذلك، قالت المفوضية الأوروبية ببروكسل إنها اعتمدت تدابير لمساعدة السوريين خاصة اللاجئين، وذلك في إطار سياسة الجوار والشراكة الأوروبية. ووصفت المفوضية التحرك هذا بأنه يأتي استجابة سريعة وبسيطة للاحتياجات الأكثر إلحاحا للسكان واللاجئين السوريين. وقال بيان أوروبي إنه إلى جانب المساعدات الإنسانية التي قدمتها بالفعل المفوضية.

وقالت كاثرين أشتون، منسقة السياسة الخارجية للاتحاد، من خلال البيان إن الاتحاد الأوروبي مستمر في دعم خطة عنان والأمم المتحدة لوقف العنف وبدء مرحلة انتقالية، وهناك التزام أوروبي قوي لدعم الشعب السوري في هذه الظروف الصعبة. وقال ستيفان فول، منسق سياسة الجوار الأوروبية «إن الاتحاد الأوروبي وقف إلى جانب الشعب السوري منذ اليوم الأول من الاضطرابات، واليوم سيعزز بشكل كبير قاعد مالية صلبة وأداة مرنة وسريعة وفعالة لمساعدة السوريين». وأضاف أن الشعب السوري في أشد الحاجة للمساعدة وهو في عامه الثاني من الاضطرابات، وفي ظل غياب أي علامات في الأفق عن إيجاد حلول، وفي ظل هذه الظروف أصبحت السلع الأساسية باهظة الثمن، ومن الصعب الحصول على الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة، مما أدى إلى ما يقرب من مليون نازح وأكثر من 40 ألف لاجئ. وفي هذا الصدد جرى تخصيص 23 مليون يورو.

عناد روسيا يعرضها إلى مخاطر كبيرة في الشرق الأوسط

عبدالاله مجيد

زار موسكو يوم الجمعة مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية لإقناع الكرملين بإعادة النظر في موقفه من الأزمة السورية والمساهمة في مجهود هدفه تخطيط نقل السلطة من حكم الرئيس بشار الأسد، حليف روسيا القديم.  ولكن كبير المفاوضين الروس أدلى عقب اللقاء بتصريحات لا مهادنة فيها قائلا لأحد الصحفيين إن موقف موسكو “قضية مبدأ”.

دأب القادة الروس على القول إن هدفهم هو التحوط ضد عدم الاستقرار وليس دعم الأسد. وأشاروا إلى أن روسيا ستقبل بتغيير في القيادة السورية شريطة أن يكون بأيدي سورية، وليس مفروضا من الخارج، وهو احتمال يقول مراقبون انه مستبعد إزاء أعمال العنف إلي تمزق سوريا حاليا.

ولكن روسيا إلى جانب الاستمتاع بعنادها تُقدِم على مخاطر كبيرة أيضا.  فان الكرملين بعد أن أخذ على عاتقه دور اللاعب الكبير في النزاع يتعرض إلى ضغوط تطالبه بتقديم بديل. وتواجه موسكو مشاعر إحباط تجاهها في العواصم الغربية حيث تُعد شريكا لقوات الأسد في قتل المدنيين، وتستعدي عليها شركاء روسيا في العالم العربي الذين ينظرون إلى موسكو على أنها تهب لنجدة حكام مستبدين.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن جيورجي ميرسكي الباحث المختص بشؤون الشرق الأوسط في أكاديمية العلوم الروسية “أن غالبية السكان في معظم البلدان العربية يؤيدون الثوار بطبيعة الحال ويعارضون الدكتاتور، وبالتالي فان سمعتنا تضررت ضررا كبيرا”.

وأضاف ميرسكي انه “إذ تمكن بشار الأسد من كسب الحرب وبقي في السلطة فان غالبية السكان في البلدان العربية سينحون باللائمة على روسيا بالطبع، وان ضررا سيلحق بسمعتنا. وإذا أُسقط أيضاً فان كثيرين سيلومون روسيا في كل الأحوال”.

وكانت انتفاضات مصر وتونس صُورت في روسيا على أنها تطورات محلية صرفة من صنع شباب محبطين إزاء انسداد الآفاق الاقتصادية بوجههم.  ولكن النظرة إلى النزاع في سوريا تختلف اختلافا تاما فهو يُصور على انه من تدبير بلدان أخرى في الغرب والعالم العربي ويخدم صعود الإسلام السياسي المتطرف.  ومع تزايد أعداد القتلى في سوريا الذين تقدر الأمم المتحدة انهم زادوا على 10 آلاف قتيل فان المسؤولين الروس ظلوا مصرين على أن سقوط نظام الأسد سيؤدي إلى ما هو أسوأ.

وقال اليكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي مؤخرا انه خلال حرب الشيشان “كنا نسمع اننا نستخدم القوة المفرطة وان مدنيين يُقتلون.  ولكن ما كان مطروحا هو إتِّباع السيناريو اليوغسلافي أو الابتعاد عنه، والسيناريو اليوغسلافي كان اشد دموية بكثير”.

ولكن تصاعد أعمال العنف مؤخرًا من جانب قوى الأمن السورية مستهدفة النساء والأطفال في أحيان كثيرة وضع روسيا في الزاوية للتقدم ببدائل.

وكانت محادثات الجمعة بين مبعوث وزارة الخارجية الأميركية فريد هوف ونائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف محاولة للتوصل إلى توافق على عملية انتقال سياسي.  واقترح احد المحللين نموذج اتفاقية دايتون عام 1995 التي أنهت حرب البوسنة.

ويمكن أن تقوم روسيا بدور أساسي في حفظ النظام خلال الانتقال السياسي بسبب علاقاتها الواسعة مع القادة العسكريين السوريين الذين تدرب الكثير منهم في الاتحاد السوفيتي السابق.  ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن رئيس تحرير مجلة الشؤون الدولية الروسية فيودور لوكيانوف “إن ما تحتاجه سوريا شيء من قبيل اتفاقية دايتون لأن الديمقراطية لن تفضي إلى حل”.  وأضاف “ان لموسكو نفوذا على الأسد لا يضاهيه نفوذ آخر، والسؤال هو ما إذا كان لدى أي احد ما يكفي من الصبر لمحاولة تنفيذ ذلك”.

وقال بوغدانوف عقب اجتماع الجمعة انه لا يرى أي حركة ابعد من خطة المبعوث الدولي كوفي انان ذات النقاط الست لوقف إطلاق النار دون أن تتضمن دعوة إلى تنحي الأسد.

واتهم بوغدانوف قوى المعارضة وجهات أجنبية بالمسؤولية عن استمرار العنف قائلا إنها “تغازل متطرفين وراديكاليين من شتى الأصناف لتحقيق مآربها”.  وحين سُئل عما سيحدث إذا تدخلت قوى دولية دون تفويض من مجلس الأمن أجاب أن ذلك “سيكون كارثة على الشرق الأوسط بأكمله”.

وإذا كانت تكاليف موقف الكرملين تشتد وطأة على روسيا فان لدى الرئيس فلاديمير بوتين اسبابا داخلية قاهرة أيضا لرفضه التزحزح عن هذا الموقف.

وكان سلفه ديمتري ميدفيديف فقد ماء وجهه بين المتشددين في الحكومة الروسية لأنه لم يقف ضد التدخل الغربي في ليبيا الذي أطلق سلسلة أحداث تكللت بقتل العقيد معمر القذافي، حليف روسيا الآخر.  ويرى محللون أن الموافقة على خطة انتقال سياسي في سوريا تهدد بوتين بمصير مماثل.

كما أنها ستعني التراجع عن موقف ما زالت أوساط معنية بصنع السياسة الخارجية الروسية تصفق له في موسكو.  وفي هذا الشأن قال فيتالي ناومكين مدير معهد الدراسات الشرقية في أكاديمية العلوم الروسية لصحيفة نيويورك تايمز انه “من دون دعم روسيا لسقط الأسد وأعقب سقوطه التدخل وبالتالي فان روسيا أثبتت أنها قادرة على منع وقوع أحداث معينة في المنطقة، أحداث غير مرغوبة، لا لأننا نحب الأسد، بل لأننا نريد الاستقرار في هذه المنطقة ونعتقد أن هذا النوع من الهندسة السياسية قد يؤدي إلى عواقب كارثية”.

صحافي بريطاني يتهم ثوارا سوريين باستدراجه الى “مصيدة

عبدالاله مجيد

يزعم كبير مراسلي القناة الاخبارية الرابعة في التلفزيون البريطاني أن ثوارا سوريين حاولوا متعمدين تعريضه وطاقمه للقتل بنيران القوات السورية لتسجيل واقعة أخرى تؤكد صيت النظام السيئ.

دمشق: زعم اليكس تومسن كبير مراسلي القناة الاخبارية الرابعة في التلفزيون البريطاني أن مجموعة صغيرة من افراد الجيش السوري الحر تعمدت توجيه السيارة التي كان يركبها مع زملاء آخرين من القناة التلفزيونية الرابعة نحو ما سماها “منطقة نار حرة” على طريق مسدود قرب بلدة القصير “لأن الصحافيين الأموات يضرون بنظام دمشق”.

ونقلت صحيفة الغارديان عن تومسن انه بعد ان استدرجه اربعة رجال في سيارة سوداء الى “ارض حرام” بين الجيش السوري وقوات الثوار، تعرض فريقه الى اطلاق نار وأُجبر على المناورة ليتمكن في النهاية من العودة على جناح السرعة الى الطريق.

وذهب تومسن ايضا الى ان سيارة الثوار نفسها سدّت لاحقا الطريق بين سيارة طاقمه وسيارات الأمم المتحدة التي كانت ترافقهم، وان هذا دفع سيارات الأمم المتحدة المرافقة الى مواصلة السير وتركهم بعدما رأت فريق القناة الرابعة “مطوقا بأفراد ميليشيا يتصارخون”. وحدث ذلك منذ اسبوع عاد بعدها تومسن الى بريطانيا.

اليكس تومسن كبير مراسلي القناة الاخبارية الرابعة في التلفزيون البريطاني

وكتب تومسن في مدونة على موقع القناة التلفزيونية الرابعة يوم الجمعة “أن اربعة رجال في سيارة سوداء أشاروا لنا فجأة بأن نتبعهم”.

واضاف انهم قادوا افراد طاقمه الى طريق آخر، “في الواقع الى منطقة نار حرة”، على حد وصفه. واضاف “ان الجيش السوري الحر قال لنا ان نتبَّع طريقا مسدودا وسط ارض حرام”.

ومضى تومسن يقول ان طاقمه سمع صوت إطلاق نار فقام سائق سيارتهم بمناورة سريعة للاستدارة وانطلق مسرعا نحو أقرب طريق جانبي للاحتماء به. ولكنه كان ايضا ذا نهاية مسدودة.

وقال تومسن “ان الخيار الوحيد كان العودة الى أرض القنص والانطلاق بأقصى سرعة على الطريق الذي استُدرجنا اليه. وكما هو متوقع، كانت السيارة السوداء التي استدرجتنا الى الفخ متوقفة هناك. وانطلقوا مبتعدين فور ظهورنا من جديد”.

واضاف تومسن انه واثق من “ان الثوار تعمدوا الايقاع بنا في مرمى الجيش السوري. فالصحافيون الأموات يضرون بسمعة دمشق”.

وقال تومسن إن ثقته هذه ترسخت بعد نصف ساعة “عندما ظهر أصحابنا الأربعة في السيارة السوداء المضعضعة نفسها بصورة مفاجئة من شارع فرعي وعزلونا عن سيارات الأمم المتحدة التي كانت امامنا”.

واضاف “ان مراقبي الأمم المتحدة قاموا بالواجب وعادوا مارين بنا ورأونا مطوقين بأفراد ميليشيا يتصارخون فغادروا البلدة. وفي النهاية غادرنا نحن ايضا على الطريق الصحيح عائدين الى دمشق”.

وقال تومسن انه “في حرب يُنحر الأطفال من الوريد الى الوريد ما أهمية ارسال حافلة خفيفة مليئة بالصحافيين الى منطقة القتل؟ لم تكن هناك دوافع شخصية”.

ونقلت صحيفة الغارديان عن متحدثة باسم القناة التلفزيونية الرابعة “ان سلامة صحافيينا ذات أهمية قصوى ونحن لا نرسل إلا فرقا متمرسة الى هذه البيئات المعادية”.

واضافت ان اليكس تومسن صحافي متمرس غطى نزاعات في انحاء العالم طيلة ما يربو على عقدين واستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لتقاسم هذه المهمات بكل تفاصيلها.

مقتل وإصابة العشرات وتحذيرات من مذابح

قصف عشوائي ومجازر بمدن سورية

كثفت قوات النظام السوري طوال يوم السبت قصفها العنيف والعشوائي على مناطق للمدنيين خاصة في حمص ودرعا واللاذقية، مما أدى لوقوع مجازر ومقتل العشرات بينهم نساء وأطفال.

وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن القصف أسفر عن مقتل نحو سبعين شخصا معظمهم في درعا البلد وحمص. كما قصف الجيش النظامي قرية سرجة في إدلب ومدينة الحفة باللاذقية. وأوضحت لجان التنسيق المحلية أن من بين الضحايا العديد من النساء و الأطفال.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن مدينة تلبيسة بحمص تشهد مجزرة مع سقوط عشرة قتلى على الأقل وعشرات المصابين نتيجة استهداف المشفى الميداني بالقصف وتدميره.

وأضافت الهيئة أن القوات النظامية تواصل القصف العنيف بقذائف الهاون والمروحيات، مما أدى لتدمير العديد من المنازل وتصاعد أعمدة الدخان منها، في حين يؤدي المواطنون صلاة الجنازة على الضحايا ويدفنونهم داخل المنازل خوفا من القصف.

كما شهدت بلدة الدار الكبيرة بحمص هجوما من قوات الأمن والشبيحة وسط إطلاق نار كثيف وقصف بقذائف الهاون على المنازل مع انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات، مما أدى لزيادة المخاوف من حصول مجازر في البلدة التي تحوي الكثير من النازحين من مناطق أخرى.

وقالت الهيئة إن مدينة الحفة باللاذقية شهدت مجزرة مماثلة مع سقوط أكثر من 12 قتيلا بينهم عشرة أطفال. كما اقتحمت الدبابات والمدرعات بلدة اليادودة بدرعا وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي على المنازل.

كما تحدث ناشطون في تنسيقيات حمص القديمة عن احتمال وقوع “كارثة إنسانية” إذا بقيت الأمور على حالها، مشيرين إلى عدم وجود مستشفيات لاستقبال الجرحى، وطالبوا المراقبين الدوليين بالتوجه إلى المدينة. كما وجه أهالي مدينة حمص نداءات استغاثة إلى دول العالم للتدخل الفوري والسريع لمنع حدوث مجازر ومذابح محتملة.

وقال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله إن 14 منطقة في حمص تتعرض لقصف متواصل بالمدفعية والصواريخ منذ ساعات الصباح، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.

وحذر هادي العبد الله من وقوع مجازر جديدة في حمص، وقال إنه طالب المراقبين بالتوجه إلى أي منطقة بحمص لمشاهدة القصف ولمنع وقوع مثل هذه المذابح، لكنهم رفضوا. وأضاف أن القوات النظامية دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة حاصرت آخر مستشفيين بها وبالتالي لم يعد لهم أي مستشفى لعلاج الجرحى.

كما تتعرض مدينة تلبيسة الخارجة هي أيضا عن سيطرة النظام لقصف الجيش النظامي الذي يشتبك منذ أيام مع أفراد الجيش الحر المتحصنين فيها. وقالت الهيئة العامة للثورة إن القصف المدفعي وبالطيران المروحي أوقع اليوم ستة قتلى وعشرات الجرحى.

وفي مدينة الرستن القريبة أشارت الهيئة إلى سقوط عشرات الجرحى جراء القصف العنيف على المدينة.

محاصرة القابون

في الوقت نفسه، حاصرت أعداد ضخمة من قوات النظام وعناصر الأمن حي القابون بالعاصمة دمشق من جميع مداخله تحضيراً لعملية الاقتحام، في حين اعتلت القناصة الأبنية المرتفعة وأسطح الشركات المقابلة لمسجد الحسين.

وكان فريق المراقبين الدوليين تفقد حي القابون الذي شهد مساء الجمعة اشتباكات عنيفة بين جيش النظام والجيش الحر.

وأظهرت الصور احتراق عدد من الشاحنات والمحال التجارية، كما تعرضت محطة لتوليد الكهرباء إلى أضرار جسيمة نتيجة المواجهات. يذكر أن الاشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي وصلت العاصمة، حيث سبق أن شهد حي الميدان مواجهات مماثلة.

من جانب آخر، تمكن فريق المراقبين من زيارة موقع مجزرة مزرعة القبير التي قتل فيها حوالي 78 شخصا. وقال فريق المراقبين إنه ينبغي زيارة المكان مرة أخرى بسبب تضارب الشهادات، لكنّه عاين علامات تدل على أن القوات الحكومية كانت هناك.

لافروف: لن نعارض رحيل الأسد

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده لن توافق على وضع خطة لاستبدال النظام السوري، لكنها لن تعارض رحيل الرئيس السوري بشار الأسد إذا كانت مثل هذه الخطوة نتيجة حوار بين السوريين أنفسهم وليست مفروضة عبر ضغط خارجي، على حد تعبيره.

وجدد لافروف معارضة موسكو تمرير قرار من مجلس الأمن الدولي يتيح استخدام القوة ضد سوريا، وتأكيده على تمسك روسيا بخطة المبعوث العربي الدولي المشترك إلى سوريا كوفي أنان كحل وحيد للأزمة السورية.

وتحدث في مؤتمر صحفي من موسكو عن جهود دولية كبيرة بذلت لوضع خطة أنان والاتفاق عليها بين الفرقاء في سوريا، مؤكدا أنه لا يوجد حاليا بديل عنها لوقف العنف.

اتهام المعارضة

واتهم وزير الخارجية الروسي مقاتلي المعارضة بارتكاب عمليات اغتيال وهجمات عرقية وطائفية في سوريا، وتحدث عن تعرضهم لقافلة روسية، وعن قتل عشرات المسيحيين ومهاجمة الكنائس مثل دير صيدنايا والكنيسة اليعقوبية.

وأضاف لافروف “مراسلون دوليون وروس يعملون في سوريا قد أفادوا بوقوع عمليات تنكيل ضد مؤيدي النظام” كما نقل عن مراسل بريطاني قوله إنه كان في منطقة حدودية قرب لبنان رفقة مسلحين معارضين، حيث تعمدوا توجيهه إلى طريق غير آمن ليتعرض لرصاص القوات النظامية بهدف قتله”.

وقال إن مسؤولية العنف لا تقع فقط على النظام السوري، بل هناك جهات تقوم بتجنيد مرتزقة متطرفين وتسليحهم.

وفي السياق نفسه، تحدث لافروف عن نزوح نحو ثمانين ألف لاجئ سوري جراء الأزمة، ثم تساءل عن سبب تجاهل الإعلام لنزوح آلاف آخرين من الصرب وغيرهم في مناطق أخرى من العالم.

ودعا وزير الخارجية الروسي لعقد مؤتمر دولي لبحث تسوية الأزمة في سوريا، قائلا إن هناك لاعبين إقليميين خارج نطاق مجلس الأمن “ويجب أن نجتمع معا لتفعيل قرارات الأمم المتحدة والإجماع على خطة أنان” مضيفا أن المؤتمر سيشكل فرصة للمعارضة كي تدخل المفاوضات كما سيرغم المحاربين على التفاوض.

واقترح لافروف دعوة مندوبين عن الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية وعن دول إقليمية فاعلة مثل تركيا وإيران وقطر والسعودية للمشاركة في هذا المؤتمر.

وفي أول رد فعل على تصريحات لافروف دعا عبد الباسط سيدا عضو المجلس التنفيذي في المجلس الوطني السوري المعارض, الوزير الروسي إلى الانصات الى ماقاله كوفي أنان, من أنّ خطته فشلت في سوريا, وأكد سيدا أن المعارضة لن تدخل أي حوار لنقل السلطة قبل تنحي الأسد.

خطة أنان

من جهة أخرى قال أنان إن نقاشا يدور حاليا للبحث عن خيارات أخرى تسمح بتنفيذ خطته المؤلفة من ست نقاط لحل الأزمة السورية، داعيا إلى “زيادة الضغط” على دمشق لتطبيقها، وذلك قبل لقاء مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في واشنطن.

وتابع أنان بالقول إن مشاورات مع عدة أطراف -بينها واشنطن- تبحث سبل “زيادة الضغط على الحكومة السورية وعلى باقي الأطراف لتطبيق خطة الخروج من الأزمة”.

وأكد المبعوث الدولي أن “الجميع يبحث عن حل”، وذلك بعدما ثارت شكوك حول إمكانية تنفيذ خطته التي تنص -من بين أمور أخرى- على وقف لإطلاق النار، وبدء حوار لوقف أعمال العنف المستمرة منذ 15 شهرا.

وكان أنان قد أكد أول أمس الخميس أن هناك محادثات تجري تتعلق بإمكانية تشكيل مجموعة اتصال دولية بشأن سوريا على أن تضم دولا لها نفوذ على كل من الحكومة والمعارضة.

لافروف: لن نوافق على السيناريو الليبي ضد سوريا

دول خارجية تدعم القوى المتطرفة مادياً ومالياً لتحقيق أهدافها الجيو-سياسية

العربية.نت

أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن بلاده لن تقبل بأي شكل من الأشكال باستخدام القوة ضد سوريا. ولفت في المقابل إلى أن العديد من الأخطاء الجسيمة ارتكبت من قبل النظام السوري، مشدداً على أنه من مسؤولية أي حكومة حماية مواطنيها وتأمين أمنهم، مضيفاً أن الحكومة السورية ليست استثناء على ذلك، وقد ارتكبت أخطاء عديدة.

إلى ذلك، شدد في مؤتمر صحافي من موسكو، على أن المعارضين يريدون تكرار السيناريو الليبي، إلا أن روسيا لن توافق بأي شكل من الأشكال عليه، لأنه يدخل المنطقة برمتها في دوامة عواقب وخيمة. وأشار إلى أن بلاده رأت ما حصل في العراق وليبيا ومالي وغيرها بعد التدخل الخارجي.

كما لفت إلى المشاكل الكثيرة التي بدأت تظهر في شتى المناطق المجاورة لسوريا لاسيما لبنان، مؤكداً أن كل تلك البلدان ستتأثر في حال استخدام القوة لحل الأزمة السياسية.

كما رفض تحميل النظام فقط مسؤولية ما حصل من جرائم في القبير والحولة، والتفجيرات التي طالت العديد من المدن، لافتاً إلى أنها نتيجة التصعيد الذي يتم تغطيته من قبل الدول الخارجية، عبر الدعم المالي والمادي والمعنوي للمسلحين، بهدف تحقيق أهداف جيو-استراتيجية.

وأشار إلى “وجود حالات عديدة استهدفت فيها شخصيات دينية ومراكز عبادة مسيحية، وهذه كلها من أعمال المسلحين” وفقاً لقوله. وأضاف أن بعض المواطنين السوريين تلقوا تهديدات من قبل مسلحين لتأييدهم للنظام.

كذلك انتقد الطريقة التي يتم فيها التعامل مع الصحافة، وروى قصة أحد الصحافيين الذي تم توجيهه من قبل بعض المسلحين المرابضين على الحدود اللبنانية السورية، حيث نصحوه بأن يسلك طريقاً معينا بدل أخرى بقصد أن يتم استهدافه من قبل الجيش السوري.

كما أكد أن هناك أطرفاً تدعم القوى المتطرفة وتسلح المرتزقة لكي تحقق زعامة معينة لها أو أهدافاً جيوسياسية، مما ينمي الشبكات الارهابية.

ولفت إلى أن النازحين السوريين بلغ عددهم حوالي 80 ألفاً موزعين بين لبنان وتركيا وايران، إلا أن احداً لا يأخذ أزمتهم بعين الاعتبار.

وختم مؤكداً أن خطة عنان وإن تعثرت بسبب عدم التنسيق بين الدول، إلا أنها لا تزال الحل الأوحد والأنسب. وشدد على أن بلاده لن تقبل ولن توافق على استخدام القوة.

وعلق المحلل السياسي الكويتي، صالح سعيدي، على الموقف الروسي، في تصريح لقناة “العربية”، فأوضح أن “الروس لم يغيروا موقفهم، لأن الحسابات الروسية من مصلحتها بقاء النظام السوري الحالي”.

وأضاف سعيدي أن “نظام الأسد لا يأبه بأي قرارات دولية وهو يعتمد على الموقف الروسي، وهو يدرك أنه لا يوجد ضغط دولي حقيقي”، مؤكدا أن “الروس يريدون المماطلة، حتى يعطوا كل الوقت للنظام السوري كي يقمع الثورة”.

واستبعد المحلل السياسي، صالح سعيدي، أن يكون هناك تأثير فعلي لسقوط نظام الأسد على الأوضاع في دول الجوار، وقال سعيدي “هذه فرضيات يقدمها الروس لكنها غير صحيحة، وكأن النظام السوري العلماني نظام ديمقراطي يعطي الحريات”.

وأوضح المتحدث بقوله “إذا كان الأمر يتعلق بالتوتر الطائفي الموجود الآن في طرابلس، فهو موجود منذ 20 سنة، وفي ظل الوجود السوري بلبنان”.

وخلص المتحدث إلى القول أن “خطة عنان لم يطبق منها حرف واحد منذ شهر ونصف، بينما القتل مستمر، وهذا يؤكد أن المجتمع الدولي متورط في الأزمة السورية ولا يريد التدخل لحلها”.

خبراء: المعارضة السورية منظمة وترفض الاستسلام

تحذيرات بان كي مون أعطت الانطباع بتوجه البلاد إلى حرب أهلية وشيكة

العربية.نت

دعم خبراء تحذيرات أطلقتها الأمم المتحدة من حرب أهلية وشيكة بعد مذابح زادت خطر اتساع رقعة العنف الطائفي.

ويقول محللون سياسيون إن عددا من العوامل القوية تهيئ المسرح لاضطراب سيستمر لفترة طويلة وهي تزايد وحشية الدولة ووكلائها وتحسن تنظيم وتسليح المعارضة والهجمات الانتحارية المدمرة التي تشنها جماعات مسلحة غامضة إلى جانب تزايد الاهتمام في دول مجاورة بتسليح الأطراف المختلفة.

لكن من غير الواضح ما إذا كان هذا سيترجم إلى صراع عسكري تقليدي بين أطراف متنافسة تسيطر على مناطق مختلفة أم إلى شكل ما من أشكال التمرد المكثف.

لكن المحللين يقولون إن التحذير الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تصريح للصحافيين بعد أن ألقى كلمة في جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي الخميس الماضي كان مناورة مبررة لتنبيه القوى الخارجية إلى أنه إذا استمرت محاولات إجهاض التحركات من أجل إحلال السلام فسيحدث الأسوأ.

شبح حرب لبنان

وفي هذا السياق، قال فواز جرجس وهو أكاديمي مولود في لبنان “أرى أن الوضع في سوريا اليوم يشبه الوضع في لبنان في عام 1975″، في إشارة إلى العام الذي انزلق فيه لبنان إلى حرب أهلية استمرت 15 عاما أشعلها التوتر الطائفي والصراعات بين القوى الإقليمية.

وقال جرجس وهو أستاذ سياسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد “المذابح تسكب الزيت على نيران طائفية مشتعلة.. وإذا استمرت فستنزلق سوريا على الأرجح إلى صراع طائفي”، في إشارة أيضا للتوتر المتنامي بين الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد والأغلبية السنية في البلاد.

وأضاف “بمجرد انهيار جسور الثقة وبمجرد إراقة دماء كثيرة في المذابح تنقلب الجماعات على بعضها بين عشية وضحاها. وبهذا الشكل تماما بدأت الحرب الأهلية في لبنان”.

وبشكل متزايد ترى المعارضة السورية ودول غربية وخليجية تسعى للإطاحة بالأسد أن خطة السلام التي وضعها كوفي عنان المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية مآلها الفشل بسبب استخدام سوريا المستمر للقوة العسكرية لسحق المعارضة التي تتحول على نحو متزايد إلى معارضة مسلحة.

وقال إن “خطر الحرب الأهلية (في سوريا) وشيك وحقيقي”، مضيفا أن “الإرهابيين يستغلون الفوضى”.

وقال إد بتلر الرئيس التنفيذي لشركة سالامانكا للاستشارات الأمنية وهو ضابط سابق برتبة بريجادير في القوات الخاصة البريطانية لوكالة “رويترز”، إنه يرى عددا من العوامل الداخلية والخارجية التي ستؤدي إلى تفجر حرب أهلية شاملة في سوريا.

وتابع “العوامل الداخلية الرئيسية الثلاثة هي رضا الشعب (بذلك) وقدرات قوات المعارضة وقدرات الجيش السوري. الفظائع التي ارتكبت في الآونة الأخيرة أدت بلا شك إلى تزايد عدد الأصوات الراضية بين الشعب السوري لكننا نتساءل بشأن قدرة جماعات المعارضة”.

وقال إن جماعات المعارضة أثبتت أنها منظمة بشكل جيد على المستوى المحلي لكنها تفتقر على ما يبدو إلى القدرات في مجال النقل والإمداد التي تتيح لها الاندماج والتحول إلى قوة وطنية متماسكة وقادرة على تحدي الجيش الذي يفوق كثيرا من حيث العتاد قوة القوات المسلحة الليبية لمعمر القذافي في فبراير شباط 2011.

وقال بول روجرز أستاذ دراسات السلام في جامعة برادفورد البريطانية إنه يظن أن تقييم بان كي مون يعكس إدراكا لتزايد الطابع العسكري للصراع وكذلك تراجعا في قدرة القوات الحكومية على السيطرة على كل أراضيها.

وقال “ما يقوله بان كي مون في الحقيقة هو أن سوريا تتحرك على مسار من عصيان إلى تمرد مسلح إلى حرب أهلية ويرجع ذلك في جزء منه إلى العنصر المرتبط بالأراضي.. حيث لا تكون الحكومة المركزية قادرة على السيطرة على كل الأرض”.

وأضاف “في حروب كثيرة تؤدي سيطرة جماعات مسلحة ناشئة على أراض إلى صراع أكثر رسوخا عادة. وفي سوريا فإن عناصر المعارضة جيدة التنظيم وتتلقى إمدادات جيدة حاليا وتلحق خسائر فادحة بالقوات الحكومية حتى وإن ظلت المعارضة ككل مفتتة”.

والمصطلحات التي يستخدمها المجتمع الدولي لوصف الصراع في سوريا ليست مصطلحات نظرية تماما لأنها قد تؤثر على القدرة على تطبيق القانون الدولي الإنساني واحتمال ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب قضائيا.

وفي الثامن من مايو/أيار، قال جاكوب كلينبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الصراع في حمص وفي محافظة إدلب هذا العام توفرت فيه المعايير الثلاثة التي تضعها الوكالة لصراع مسلح غير دولي وهي الشدة والمدة الزمنية ومستوى تنظيم المعارضة التي تحارب قوات حكومية.

ويعني تقييم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إمكانية تطبيق القانون الدولي الإنساني – الذي جسدته معاهدات جنيف التي تحدد قواعد الحرب – على الحكومة والمعارضة في بعض المناطق في سوريا.

ويلزم القانون بالمعاملة الإنسانية لمن يسقطون في يد العدو وتقديم الرعاية للجرحى والمرضى. لكنه يعني أيضا أن من حق الأطراف في صراع داخلي مهاجمة الأهداف العسكرية.

وقال ضابط عسكري غربي كان يقدم المشورة لحكومة دولة غربية كبرى أثناء حرب البوسنة عند سؤاله عما إذا كان الصراع في سوريا أصبح حربا أهلية إنه يرى أن هدف تصريح بان كي مون دبلوماسي أكثر منه قانوني. وقال إنه وسيلة لافتة للانتباه لتحذير العالم من أن “الأمور ستصبح أسوأ بكثير” في غياب مزيد من الضغط الفعال على الطرفين.

وقال الضابط الغربي “لا توجد علامة على استعداد أي من الطرفين للاستسلام ومن المؤكد أنه لا توجد علامة على أن الحكومة تدرك خطورة الوضع في البلاد”.

وقال روجرز إنه توجد الآن في سوريا مجموعات معارضة متفرقة ولكن نشطة من المسلحين الجهاديين اكتسبت خبرات من المواجهة مع الجنود ومشاة البحرية الأمريكيين المدربين تدريبا عاليا والمسلحين بشكل جيد في العراق في منتصف العقد الماضي.

وأضاف “هذا أحد العواقب الخطيرة بشكل خاص… للحرب في العراق ومن المرجح أنه سيسبب تعقيدات شديدة لأي محاولة لإنهاء الصراع”.

مجزرة جديدة للنظام السوري في درعا

أوقعت 20 قتيلاً ونحو 90 جريحاً إثر قصف عنيف بالأسلحة الثقيلة

بيروت – محمد زيد مستو

أفادت مصادر إخبارية في سوريا عن تعرض مدينة درعا لقصف عنيف بالأسلحة الثقيلة من قبل قوات النظام السوري في ساعات متأخرة من الليل، أمس الجمعة، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى بينهم عائلة كاملة، وتهدم العديد من المنازل.

وأكدت لجان التنسيق المحلية سقوط أكثر من 20 قتيلا، وعدد كبير من الجرحى، في قصف عنيف تعرض له حي درعا البلد في محافظة درعا جنوب سوريا، من قبل جيش النظام.

وأضاف المصدر أن القصف استهدف النساء والأطفال، فيما عمد جيش النظام إلى خطف النساء والجرحى لاستفزاز الأهالي، واعتقال الأطباء لمنعهم من الوصول إلى الجرحى، وسط حالة ذعر بين الأهالي خشية ارتكاب قوات الأمن وجيش النظام المزيد من الانتهاكات بحق أهالي تلك المنطقة.

وقال متحدث من مدينة درعا في اتصال مع “العربية”، إن من بين القتلى عائلة قتلت بالكامل وبقي رب الأسرة، الذي ظهر في أحد مقاطع الانترنت يتوعد بالثأر لعائلته.

وأشار المتحدث إلى أن القصف الذي تعرض له حي البلد وقرية طفس والمسيفرة، أدى إلى تهدم العديد من المنازل جراء قصفها بمدافع الهاون.

وفي بلدة المسيفرة، سقط جريحان بسبب القصف الذي استهدف البلدة بقذائف الهاون ومضادات الطيران وأدى إلى احتراق بعض البيوت.

ومن جهتها، ذكرت الهيئة العامة للثورة أن من بين القتلى 7 نساء، وأن القصف العنيف تسبب في إصابة أكثر من 90 شخصا، مشيرة إلى وجود نقص حاد في المواد الطبية والدم، ودعت إلى التبرع بالدم وسط انقطاع الكهرباء عن درعا البلد واستهداف القناصة لأي شيء يتحرك خلال ساعات الليل.

وأظهرت مقاطع فيديو بثها نشطاء على الانترنت، عشرات الجرحى داخل المساجد في درعا، حيث يمتنع الأهالي عن التوجه للمشافي الحكومية التي يتهمونها بتعذيب الجرحى المعارضين وتصفيتهم.

واستهدفت قوات النظام السوري الأهالي الذين توجهوا للتبرع بالدم بعد نداءات وجهتها الأحياء التي تتعرض للقصف عبر مكبرات الصوت والمساجد، ما أدى إلى سقوط جرحى آخرين.

سوريون يؤمنون عائلاتهم في الأردن ويلتحقون بالثورة

مصدر حكومي يؤكد أن مئات اللاجئين لديهم رغبة في العودة إلى بلادهم

عمان – غسان أبو لوز

كشف مصدر حكومي لـ”العربية.نت” عن أن المئات من السوريين اللاجئين في الأردن لديهم رغبة في العودة إلى بلادهم، وقال المسؤول الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه إن ما بين 600 إلى 700 من السوريين تقدموا رسمياً بطلبات عودة بمحض إرادتهم إلى الحاكم الإداري في مدينة الرمثا – شمال العاصمة عمّان.

وأوضح المصدر، أن السلطات الأردنية تعيدهم إلى ديارهم، كما دخلوا عبر السياج الحدودي، بعد توقيعهم على إقرار خطي يقرون فيه رغبتهم بالعودة بحضور شهود عيان، ورفض المسؤول في ذات الوقت تحديد أعداد السوريين الذين أعادتهم السلطات المحلية إلى بلادهم حسب رغبتهم.

من جانبهم قال لاجئون سوريون لـ”العربية.نت” إنهم قدموا طلبات عودة بعدما أمنوا عائلاتهم في الأردن، وأضافوا أنهم سيعودون للانضمام إلى الثورة وللدفاع عن شعبهم.

في المقابل، أكد “أبو أحمد” لاجئ سوري مقيم في الرمثا أن من بين الأسباب الكامنة وراء رغبة الشباب بالعودة هي الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها اللاجئون لا سيما الرجال. أما “بشار” فيضيف أن الخدمات الإنسانية التي تقدمها الحكومة الأردنية جيدة لكنها غير كافية لاسيما في ظل شح الموارد المالية وعدم توفير رواتب للاجئين.

يأتي هذا في الوقت الذي تقول فيه الجهات الرسمية الأردنية إن أعداد اللاجئين السوريين على أراضيها تجاوز الـ120 ألف لاجئ، موزعين في عدد من محافظات المملكة، مشيرة إلى أن نحو 106 آلاف سوري دخلوا المملكة بشكل رسمي عبر المنافذ الحدودية، ونحو 16 ألف تسللوا إلى الأردن عبر السياج الحدودي، فيما أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأردن أن أعداد السوريين المسجلين لديها ارتفع إلى 23 ألف لاجئ سوري.

وناشد الأردن المجتمع الدولي لمساعدته في مواجهة الاحتياجات الطارئة والأساسية التي يتطلبها وضع السوريين على الأراضي الأردنية لاسيما مع استمرار تدفق اللاجئين إلى المملكة.

وكان المفوض السامي للاجئين أنطونيو غويتريس طالب – خلال زيارته إلى الأردن الخميس الماضي – المجتمع الدولي بمساعدة السوريين ومساعدة الدول المضيفة خاصة الأردن، الذي يواجه صعوبات اقتصادية لتمكينه من مواجهة التحديات.

مقتل 96 سورياً.. و”مجزرة” في الحفة

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا بأيدي قوات الأمن السورية السبت إلى 96 قتيلاً، معظمهم في محافظتي حمص ودرعا، فيما تناقلت أنباء عن ارتكاب “مجزرة” جديدة وهذه المرة في مدينة الحفة في اللاذقية.

وقالت لجان التنسيق السورية إن 26 شخصاً قتلوا في درعا، و29 في حمص و12 في اللاذقية وواحد في كل من داريا بريف دمشق والحسكة وحلب، فيما لم توضح تفاصيل سقوط باقي القتلى.

وبحسب اللجان أيضا، ارتكبت القوات السورية ارتكبت “مجزرة” جديدة، راح ضحيتها 12 شخصاً، وذلك في محافظة اللاذقية.

وأوضحت اللجان أن الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري قصفت قرية “بكاس” التابعة لمدينة الحفة بمحافظة اللاذقية، ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً، بينهم 10 أطفال.

وكانت الشبكة السورية ومركز دمشق لحقوق الانسان قد “وثّقت” في تقرير لها نشر في وقت سابق مقتل 58 شخصاً، مشيرة إلى أن بين القتلى اثنان قتلا تحت التعذيب ومجند منشق، و8 نساء و3 أطفال.

وجاء في التقرير أن 15 قتيلاً سقطوا في درعا، و21 في حمص و6 في دمشق وريفها و14 في اللاذقية وواحد في كل من إدلب وحلب.

5 اقتراحات لقطع السبل عن الأسد

أندرو جيه. تابلر

مذبحة قرية الحولة السورية الأسبوع الماضي التي راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل من المدنيين أثارت الشكوك حول الحكمة التقليدية في واشنطن التي مفادها أن التدخل من شأنه أن يجعل الأوضاع أكثر سوءاً على أرض الواقع. فتجاهل الرئيس السوري بشار الأسد للموعد النهائي الذي حددته الأمم المتحدة في مطلع نيسان/أبريل لسحب القوات من الأحياء السكنية والالتزام بوقف إطلاق النار قد قوض أي مصداقية ظن البعض أنه يتحلى بها.

ورغم ذلك، فبدون قيادة من الولايات المتحدة يضعف الأمل في أن تدعم العديد من الدول ذات المصلحة في الصراع السوري أي حل تفاوضي. كما أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تجعل روسيا مستعدة للمساعدة في الضغط على نظام الأسد لكي “يتنحى” – وهو ما طالب به البيض الأبيض من قبل – هي أن ترى موسكو بحسب تقديراتها أن النظام في طريقه إلى السقوط المؤكد وأن مصالح روسيا في الشرق الأوسط على المحك. وسيساهم التدخل العاجل لا الآجل تحت قيادة الولايات المتحدة في التعجيل بهذا الأمر. ولكن السؤال الآن هو كيف ومتى يتم ذلك. ويمكن اتخاذ عدد من التدابير على المدى القصير من شأنها إضعاف قبضة نظام الأسد على الحكم، هذا بالإضافة إلى العزلة الدبلوماسية القائمة ونظام العقوبات المفروضة على صادرات النفط السورية وتصنيفات أخرى على أفراد وكيانات تابعة لنظام الأسد. وفيما يلي سرد لتلك التدابير بالترتيب من الأقل مباشرة إلى الأكثر مباشرة:

1. تقديم المزيد من الدعم للمعارضة داخل سوريا: تقوم إدارة أوباما حالياً بتقديم المساعدات غير العسكرية للمعارضة غير العنيفة في سوريا. ويمكن تمديد نطاق هذه المساعدات علناً ليشمل كذلك جميع قوى المعارضة، بما في ذلك تزويدهم بمعلومات استخباراتية هامة حول تشكيلات النظام الأمنية والعسكرية المتجهة نحو المدن والقرى. كما يمكن أن يساعد العمل مع تلك المجموعات على فهم الولايات المتحدة لها بشكل أفضل مع تقدير مدى مصداقيتها فضلاً عن توطيد أواصر ثقة يمكن أن تقود إلى تقديم الدعم التسليحي لها مع استمرار الصراع.

2. حث الأكراد والقبائل العربية في شرق سوريا على دعم الانتفاضة بشكل كامل: قام نظام الأسد بتقسيم فرقه الأكثر موثوقية إلى ألوية في الوقت الذي يستمر في ممارساته الدامية بما يشبه “لعبة ضرب الجرذان حالما تظهر” ضد المعارضة السورية. ومن بين الطرق التي يمكن من خلالها تشتيت قوات الأسد والتعجيل بالقضاء عليها هي توسيع نطاق الثورة السورية لتصل إلى شرق سوريا حيث يسيطر الأكراد والقبائل العربية. هذا بالإضافة إلى وقوع مناطق إنتاج النفط والغاز السوري في أماكن سكنهم. فيمكن لبعض العمليات التخريبية على خطوط الأنابيب وبعض المرافق الأخرى أن تحد بشدة من قدرة النظام على المناورة. وقد أعربت بعض الشخصيات البارزة الممثلة لتلك المجتمعات خلال المناقشات الأولية عن اهتمامها بتوسيع نطاق علاقاتها مع “الجيش السوري الحر” النشط في شرق سوريا. والآن هو الوقت المناسب لاتخاذ الخطوة التالية.

3. مساعدة جيران سوريا على إنشاء مناطق آمنة على أراضيهم: تظهر الأرقام الرسمية أن المناطق الحدودية السورية مع تركيا ولبنان والأردن تأوي حوالي 70000 نازح، وبالطبع أن الأرقام غير الرسمية تزيد عن ذلك بكثير. بإمكان واشنطن أن تساعد جميع هذه البلدان الثلاثة على إنشاء مناطق آمنة حقيقية يمكن أن تكون بمثابة مناطق تجهيزية لاستخدامها لتدريب وتجهيز المعارضة السورية بكل ما تحتاجه بما في ذلك الجانب العسكري. ويعد هذا احتمالاً شرعياً في تركيا والأردن (بمساندة الولايات المتحدة) إلا أن تحقيق ذلك في لبنان هو موضع شك كبير من الناحية العملية نظراً لنفوذ «حزب الله». كما أن المناطق السنية والكردية في العراق يمكن أن تكون أيضاً بمثابة مناطق عازلة في المستقبل.

4. المساعدة على إقامة مناطق عازلة داخل سوريا: بمجرد الانتهاء من إنشاء المناطق الآمنة ومناطق التجهيز في تركيا والأردن، يمكن عندئذ توسيعها لتمتد إلى داخل الأراضي السورية لحماية المدنيين وإتاحة الفرصة للمعارضة السورية لكي تعمل بحرية داخل الأراضي السورية. وكما يتردد بالفعل فإن تركيا قد وضعت خطط طوارئ مفصلة لإنشاء مثل تلك المناطق كوسيلة للتعامل مع تدفق اللاجئين ومنع المليشيات الكردية – التي يدعمها نظام الأسد – من الدخول إلى تركيا وتنفيذ هجماتها. كما ينطوي إنشاء تلك المناطق على التزام عسكري طويل الأمد من جانب تركيا وحلفائها، والتي لن يتسنى لها الاستمرار والاستدامة إلا بمساعدة الولايات المتحدة.

5. حظر وصول الأسلحة عبر السواحل السورية: ترسل إيران وروسيا الأسلحة علانية إلى النظام السوري وهو ما يجب أن يتوقف. بإمكان الولايات المتحدة وحلفائها فرض حظر بحري على طول السواحل السورية على غرار الدوريات الدولية التي تعترض شحنات الأسلحة المتجهة إلى لبنان لصالح «حزب الله». بيد قد يستلزم ذلك اتخاذ قرار من قبل مجلس الأمن الدولي – والذي من المرجح أن تستخدم فيه روسيا حق النقض لإسقاطه. وهناك طريقة أخرى يمكن من خلالها إنشاء حظر بحري أو جوي أو كليهما على سوريا عن طريق تقديم جامعة الدول العربية الدعم القانوني لهذا الحظر، على غرار ما قدمته “منظمة الدول الأمريكية” من شرعية لإجراء مشابه أثناء “أزمة الصواريخ الكوبية”. ولكن السؤال هو ما الذي سيحدث في حالة رفض روسيا وإيران لذلك.

في الوقت الذي يتزايد فيه الصراع السوري بشكل مأساوي، قد تضطر واشنطن إلى شن غارات جوية قوية أو اتخاذ إجراءات مماثلة لمنع قوات النظام من مهاجمة المدنيين. ومع ذلك، فلكي تنجح تلك الهجمات في الإطاحة بالنظام السوري سيتعين على واشنطن وحلفائها تشكيل قيادة بديلة من المعارضة السورية المشتتة. وسيكون الصراع في سوريا هو المسيطر على الوضع في المستقبل المنظور. إلا أن الصراع لا يستلزم بالضرورة اندلاع حرب أهلية شاملة – فالمعارضة على الأرض قد توحدت على هدف واحد وهو: ضرورة رحيل الأسد مهما كان الثمن. ولكن السؤال هو كيفية الوصول إلى تلك الغاية.

أندرو جيه. تابلر هو زميل أقدم في معهد واشنطن ومؤلف كتاب “في عرين الأسد: رواية شاهد عيان لمعركة واشنطن مع سوريا.”

فورين پوليسي

أنان يدقّ ناقوس الخطر وخطته «تبدّدها» التجاذبات المبادرة الروسية يسابقها «تصعيد الضغط» على دمشق

تواصل التجاذب الدولي حول الأزمة السورية وتأويل خطة كوفي أنان أمس، على خلفية مجزرة مزرعة القبير التي لا تزال خارج مجال تحقيق المراقبين الدوليين، بين معسكر تقوده روسيا التي جددت رفضها لاي قرار دولي يجيز التدخل الخارجي ودعوتها القريبة لمؤتمر موسّع حول الأزمة تمهيداً لتشكيل مجموعة دولية بديلة عن «أصدقاء سوريا» تعيد انعاش خطة أنان، والمعسكر الغربي – العربي الذي كرّر دعوته المجتمع الدولي إلى «فرض» تطبيق خطة أنان عبر اللجوء إلى الفصل السابع لضمان «انتقال السلطة»، من دون المطالبة الصريحة بالتدخل العسكري.

وفيما حذر أنان مجلس الامن الدولي في جلسة مغلقة، من أن الازمة السورية «ستخرج عن السيطرة قريباً» إذا فشل الضغط الدولي على دمشق في تحقيق نتائج سريعة، وطلب من القوى الكبرى ممارسة «ضغوط ملموسة» على دمشق وإبلاغها بأن عدم احترام نقاط الخطة الست سيكون له «نتائج واضحة»، داعياً إلى توحيد الجهود الدولية بشكل عاجل لحل الازمة وبما يتوافق مع «المبادرة» الروسية، اعتبر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن «الآمال في تماسك خطة انان في سوريا تتبدد»، وأن الرئيس السوري وحكومته «فاقدان للشرعية».

وصعدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اللهجة الاميركية غداة مجزرة القبير بالقول إن «على (الرئيس السوري بشار) الاسد ان ينقل سلطته ويغادر سوريا». واضافت في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها التركي احمد داود اوغلو أن «العنف المدعوم من قبل النظام الذي شهدناه امس (الاول) في حماه امر غير مقبول».

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ان «الولايات المتحدة تندد بأشد العبارات بجرائم القتل المروعة التي استهدفت مدنيين، وبينهم نساء واطفال، في القبير بمحافظة حماه، كما اوردت مصادر عدة موثوق بها». واضاف كارني في بيان ان «هذا الامر، ورفض النظام السوري السماح لمراقبي الامم المتحدة الدخول الى المنطقة للتحقق من هذه المعلومات، يشكلان اهانة للكرامة الانسانية والعدالة».

واذ اكد المتحدث الاميركي ان «لا مبرر ممكناً للرفض المستمر من هذا النظام لاحترام موجباته في اطار خطة (السلام للمبعوث الدولي كوفي) انان»، اضاف ان رفض الرئيس السوري بشار الاسد «تحمل المسؤولية عن هذه الاعمال المخيفة لا قيمة له ولا يؤدي سوى الى تأكيد الطبيعة غير الشرعية واللاأخلاقية لسلطته». وأكد المتحدث ان «مستقبل سوريا سيحدّده السوريون، وعلى المجتمع الدولي إظهار تضامنه لدعم تطلعاتهم المشروعة»، فيما ندّدت وزارة الخارجية الروسية بالمجزرة الجديدة «الهمجية» معتبرة أنها «استفزاز» يهدف إلى «إفشال» خطة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان.

ولفت ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين خلال اجتماع الجمعية العامة حول سوريا، الى ان بلاده ستقدم مبادرة حول الوضع في سوريا في مؤتمر ستدعو اليه، مشيراً الى انه «يجب عدم المطالبة بالتغيير الفوري للنظام في سوريا، وانه من الخطأ دعم المعارضة التي تطالب بتدخل عسكري في بلادها وان تقديم السلاح لها يزيد في خطر الأوضاع». ودعا تشوركين الى توخي الحذر عند توجيه الاتهامات حول المجازر في سوريا، مشيراً الى انه «من الخطأ ان نعتمد على دعم مجموعات المعارضة، لذلك يجب ان نقرّ بأن تقديم السلاح الى المعارضة المسلحة يزيد في اشتعال النيران». وتابع قائلاً: «نعتقد انه من الخطير ان يكون هناك تنبؤات خطيرة لفشل خطة انان وكذلك هناك حاجة لخطوات عملية للوصول الى حل سياسي».

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في كازاخستان ان بلاده ستمنع صدور اي قرار من مجلس الامن الدولي يجيز «تدخلاً خارجياً» في سوريا.

وقال لافروف خلال زيارة الى كازاخستان: «لن يكون هناك تفويض من الامم المتحدة لتدخل خارجي في سوريا. أضمن لكم ذلك». واضاف: «هناك اطراف في النزاع، خصوصا في الخارج ذلك المسمى المجلس الوطني السوري، لا يريدون مفاوضات مع النظام بل فقط مواصلة المعارك المسلحة الى ان يمنح مجلس الأمن تفويضاً لتدخل اجنبي».

ومن جانب آخر، أكدت موسكو انها لا تعارض «السيناريو اليمني إذا سانده السوريون»، معتبرة أن «مصير الأسد ليس سؤالاً يوجه إلينا بل إلى الشعب السوري».

وقال المندوب الصيني الدائم في الامم المتحدة لي باودونغ، حسبما نقلت عنه وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية، «نحن نرفض رفضاً قاطعاً حل الازمة السورية عن طريق تدخل عسكري خارجي او اي محاولة للتشجيع على تغيير النظام بالقوة». واضاف الديبلوماسي الصيني ان بكين ترغب في لعب «دور إيجابي وبناء في البحث عن حل سريع، سلمي ومناسب للمسألة السورية»، من دون ان يلحظ خطة النقاط الست للسلام المقدمة من مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان. وأشار الى ان «الصين اتخذت موقفاً متوازناً، عادلاً ومسؤولاً حيال مشكلة سوريا».

من جهته، طالب ممثل قطر لدى الأمم المتحدة ناصر عبد العزيز الناصر بوضع «جدول زمني محدد لتطبيق خطة انان، بما في ذلك فرضها تحت بند «الفصل السابع» من ميثاق الأمم المتحدة وبتفعيل اللجنة الخاصة بالتحقيق في مجزرة الحولة». وشدد الناصر على أنّه «من غير المقبول أن يبقى الوضع على ما هو عليه في سوريا»، معتبرًا أنّ «التأخير في تطبيق المبادرة يزيد من صعوبة الحلّ السياسي للأزمة»، فيما أكد رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني خلال لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس أن «الجانب السوري دائما يقبل بالمبادرات ويفشلها… الذي أفشل المبادرة هو الجانب السوري».

وصرّح المسؤول القطري للصحافيين بعد اللقاء «ينبغي تسريع بحثنا عن حل للحفاظ على استقرار البلد ويجب ايضا ان تكون هناك خطة لانتقال سلمي للسلطة» في سوريا، مضيفا «هذا هو الحل الذي نفضله بالفعل».

ونشر الاليزيه بيانا عن لقاء الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء القطري قال فيه إن «رئيس الدولة ذكر بان فرنسا تواصل بنشاط اتصالاتها مع شركائها لمواصلة حركة التعبئة والضغط، وتعد لاجتماع في 6 تموز في باريس لمجموعة اصدقاء الشعب السوري». واعلن الشيخ حمد ايضاً «نحن بحاجة الى ان توافق روسيا والصين… على اي حال هذا لا يعني انه لا يوجد حل آخر، لكن ينبغي مواصلة العمل من اجل حل سلمي»، فيما أكد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي على أن موقف الجامعة العربية الداعي إلى موقف دولي «لا يدعو إلى التدخل العسكري» في سوريا.

أما المندوب السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري، فأكد أن بلاده «مستعدة لاستضافة لجنة تحقيق مستقلة من دول معروفة بحياديتها ورفضها للتدخل الخارجي في سوريا»، وأن دمشق لا ترفض الحوار مع المعارضة التي ترفض الدعوة للتدخل الخارجي، فيما أعلن أن قتلى القبير سقطوا «قبل خمس ساعات من أي اشتباكات» في المنطقة، وأن الصور التي نشرتها الفضائيات عن ضحايا المجزرة ليست لهم.

في المقابل، اكد عدد من الناشطين في منطقة ريف حماه أن «الشبيحة» ارتكبوا المجزرة بحق ما لا يقل عن 78 قتيلاً بينهم أطفال ونساء في القبير، بمؤازرة دبابات الجيش التي قصفت منازل القرية. وقدم الناشطون روايات شهود عيان، عن حرق «الشبيحة» للمنازل والتنكيل بجثث القتلى. ولم يتمكن المراقبون الدوليون من الوصول إلى القبير، بالرغم مما أعلنته جهات سورية رسمية عن أنهم قد وصلوها، وذلك بسبب «عراقيل» تحدث عنها المراقبون منها «حواجز الجيش»، و«مدنيون».

(«السفير»، أ ف ب، أ ب، رويترز)

واشنطن تساوم موسكو وتُغري أكراد سوريا بالكونفدرالية

لا يظهر حتى الان اي مؤشر يوحي بأن روسيا تريد مقايضة نظام الاسد بمصالح يتم كسبها عبر انتهاج خارطة الطريق التي يحملها المسؤول الرفيع المستوى في وزارة الخارجية الاميركية فريد هوف، او التي اوحى بها وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، في وقت قدمت فيه واشنطن لأكراد سوريا عرضاً بمنحهم كونفدرالية على غرار ما هو حاصل في العراق، إذا انضموا للحراك السوري

ناصر شرارة

سافر المسؤول الرفيع في وزارة الخارجية الاميركية فريد هوف إلى موسكو لمتابعة مناقشات حصلت قبل ايام بين وزيري خارجيتي الولايات المتحدة الاميركية هيلاري كلينون وروسيا سيرغي لافروف. اينما حل هوف، المختص بالملف السوري، يحمل في حقيبته مهمتين، لديه تكليف رسمي بمتابعتهما من الخارجية الاميركية، الاول الملف السوري كونه احد اعضاء خلية الأزمة الاميركية المعنية بهذ الملف. الثاني، هو متابعة استكشاف سبل التوصل الى حل على المسارات الثلاثة للصراع العربي – الاسرائيلي، الفلسطيني واللبناني والسوري. موسكو لديها شكوى من ان واشنطن تقمع كل محاولاتها للعب دور على مسار الحل الفلسطيني – الاسرائيلي، والمسارين اللبناني والسوري. خلال الأشهر الاخيرة حاولت موسكو دعوة اللجنة الرباعية للقاء في موسكو، لكن واشنطن افشلته. والواقع ان انتقاء هوف تحديداً لمتابعة نقاش كلينتون مع الروس حول الملف السوري، ملفت، واقله يعطي إشارة الى ان إدارة أوباما، تحاول ان تعرض على موسكو «سلة حل للموضوع السوري»، يشتمل ايضاً، على زيادة تنسيق واشنطن مع روسيا بخصوص جهودها للحل على جبهة المسارين السوري واللبناني – الاسرائيلي، وعلى المسار الفلسطيني الاسرائيلي المتعثر. هناك معنى ثالث لوجود هوف في موسكو، كونه معنياً، أيضاً، بمتابعة ملف الغاز في البحر المتوسط الذي هو قيد الاكتشاف والتفاهم الإقليمي حوله. وتعتبر روسيا شريكة مع ايران وتركيا بهذا الملف. والجدير بالذكر ان هوف زار لبنان عدة مرات خلال الأشهر الماضية لمتابعة ملف الغاز في المتوسط، واستكشاف الترتيبات اللازمة لحل الإشكالات العالقة في شأنه بين اسرائيل ولبنان من ناحية وتركيا وقبرص من ناحية ثالثة. كما أن هوف خلال زياراته الاخيرة للبنان، طرح في لقاءاته اللبنانية، قضية ظلت خارج التداول الإعلامي، تتعلق بـ «احياء المسارات الثلاثة اللبنانية والسورية والفلسطينية مع اسرائيل».

يندرج تصريح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، الذي دعا فيه موسكو لتغيير سلوكها الداعم للنظام السوري لو أرادت ان يستديم دورها ومصالحها في المنطقة، ضمن سياق دعم زيارة هوف التي تحاول عرض صفقة على روسيا تشتمل على ضمانات لحماية مصالحها في المنطقة، مقابل تخليها عن دعمها المطلق للنظام السوري.

ولا يظهر حتى الان اي مؤشر يوحي بأن روسيا تريد مقايضة نظام الاسد بمصالح يتم كسبها عبر انتهاج خارطة الطريق التي يحملها هوف، او التي اوحى بها الفيصل. ولا يعني ذلك ان موسكو لا ترغب في تأمين هذه المصالح، لكنها تعتبر ان دفاعها عن النظام السوري هو الذي جذب اهتمام الغرب إلى مصالحها، وان فقدانها لهذا الموقف سيعيدها الى نقطة الصفر في الدفاع عنها.

ومنذ الان يمكن توقع النتيجة التي سيعود بها هوف من موسكو. ستصر الاخيرة على ان دعم مهمة انان هو السبيل الوحيد لمقاربة الأزمة السورية. وجاء تصريح وزير الخارجية الروسي لافروف عشية وصول هوف الى موسكو ليعبر عن هذا التوجه، إذ قال «إن سقوط النظام السوري قد يؤدي الى كارثة». واقترح «عقد مؤتمر دولي تشارك به ايران وتركيا، لدعم مهمة انان».

ومجمل هذه التطورات الآنفة تؤشر الى توقع تصاعد حدة الصدام الدولي البارد حول سوريا. موسكو تصمد في موقع الدفاع عن نظام الاسد، بوصفه الطريقة الضامنة للحفاظ على مصالحها الحيوية في إقليمها وفي الشرق الوسط وفي الساحة الدولية. وواشنطن تحاول ابتداع سياسة احتواء للموقف الروسي عبر عرض تفاهم على موسكو يشتمل على ضمانات لمصالح حيوية لها في الشرق الاوسط، في مقابل السير في خطة سياسية دولية للحل في سوريا تؤدي بنهايتها لإسقاط الاسد.

الأزمة التركية في شيكاغو

ومع تأكد الفشل على مستوى قدرة الغرب على احتواء الموقف الروسي، ستزداد الحاجة لدى واشنطن، بالتحديد، لايجاد خطة بديلة لمعالجة المعضلة السورية، نظراً لكونها بدأت تترك نتائج سلبية ذات مستوى استراتيجي على دول حليفة لها، مثل تركيا، كما بدأت تسبب تشققات بين دول الناتو، اضافة الى ان صداها بدأ يحتل حيزاً يتعاظم داخل مناخ الانتخابات الرئاسية الاميركية.

والواقع ان اجتماع شيكاغو للحلف الاطلسي الذي التأم قبل نحو أسبوعين، كان اول مناسبة تظهر ان تأثيرات الأزمة السورية لا تؤدي فقط لإضعاف الدور الإيراني والدولة السورية، بل تصيب تشظياتها وتفاعلاتها دولاً في حلف الأطلسي بأضرار فادحة، وبالأخص تركيا، الدولة الثانية من حيث القوة داخل الحلف. وتولد هذه القناعة قاد دولاً في الحلف، خلال لقاء شيكاغو، للمطالبة بإهمال الحدث السوري، وعدم الاشارة اليه في بيانه الختامي، ولكن إصرار تركيا على إبراز اهتمام الحلف به، أدى الى تخصيص فقرة واحدة له داخل البيان.

وبحسب مصادر دبلوماسية راقبت الاجتماع في شيكاغو، فان تركيا ذهبت لهذا الاجتماع لتطالبه بمساعدتها على حل أزمات استراتيجية أصابتها بفعل موقفها من الأزمة السورية، ولأنها تخشى ان لا تكون قادرة على التصدي لها بمفردها او حتى تحمل تبعاتها على امنها القومي. وحرصت انقرة على ان يزور وفد تركي رفيع المستوى ضم الرئيس التركي عبد الله غول ووزير خارجيتها أحمد داوود أوغلو، واشنطن على هامش مشاركة وفد تركي في اجتماع حلف الاطلسي يوم الخميس ٢٤ ايار الماضي. وعقد الوفد التركي العالي المستوى اجتماعات في البيت الابيض ووزارة الخارجية الاميركية، خصصت لبحث الموضوع السوري وتداعياته على تركيا. اما الوفد التركي داخل اجتماع الأطلسي في شيكاغو، فقد عرض تقريراً عن تداعيات الأزمة السورية على الأمن القومي التركي، قدمه وزير الداخلية التركي بوصفه تقدير موقف استخبارات بلده.

ويظهر التقرير، الذي حصلت «الأخبار» من مصادر دبلوماسية على ابرز محتوياته، قلق انقرة من تجمعات تنتمي لحزب العمال الكردستاني يتعاظم وجودها في مناطق سورية قريبة من الحدود التركية. وان الحراك اللوجستي الواسع لهذه العناصر داخل سوريا، يؤكد ان حزب العمال الكردستاني المعتبر «العدو الأخطر» على استقرار الأمن في تركيا، اصبح بالكامل ورقة بيد النظام السوري. أما الهدف من احتضان سوريا المتجدد لهذا الحزب، فهو رغبة النظام بالانتقام من مطالبة تركيا بتنحي الاسد واستضافة ٢٣ الف نازح سوري، بينهم مدنيون وعسكريون معارضون للنظام». ويكشف التقرير أن تركيا ليست في وارد التدخل عسكرياً في سوريا، «الا تحت غطاء فاعل من الاطلسي. كما تطالب تركيا الحلف بصياغة خطة عمل جديدة لمكافحة الإرهاب تأمل من خلالها أنقرة الخروج من تداعيات الأزمة السورية عليها».

وتكشف المصادر الدبلوماسية عينها ان مضمون هذا التقرير كان مدار تباحث ايضاً بين الوفد التركي العالي المستوى الذي التقى مسؤولين في الادارة الاميركية ووزارة الخارجية، وان نتيجة المباحثات خلصت الى الحصول على تعهد أميركي بالعمل من اجل الحد من تداعيات الأزمة السورية على تركيا، وذلك من خلال قيام تركيا بإجراءات لحرمان سوريا توظيف الورقة الكردية الإقليمية للانتقام من تركيا وهز استقرارها الداخلي. وضمن هذا السياق، استدعى السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد، وهو احد اعضاء خلية الأزمة الاميركية بخصوص سوريا، وفداً كردياً سورياً الى الولايات المتحدة الاميركية، والتقى به، وأبلغه الرسالة الاميركية التالية: «وضع الأكراد لن يتحسن في ظل النظام الحالي، وعليهم العمل مع المعارضة السورية الآن من اجل الحصول على ما يريدون في سوريا مستقبلا، ولا سيما لجهة اللامركزية والفدرالية، وتتعهد واشنطن وضع هذه المطالب في برنامج المعارضة السورية السياسي»، كما أبلغهم فورد، انه يمكن للأكراد ان يجدوا اطارهم الخاص ضمن قوى المعارضة، وليس مطلوب منهم ان ينضموا إلى المجلس الوطني السوري.

ويستخلص من كلام فورد للوفد الكردي ان واشنطن قدمت لأكراد سوريا عرضاً بمنحهم كونفدرالية على غرار ما هو حاصل في العراق، في حال انضموا للحراك السوري وامتنعوا عن تأمين الحاضن الديموغرافي للجهد الميداني والسياسي لحزب العمال الكردستاني الجاري الان في سوريا وداخل المناطق الكردية هناك، وذلك ضمن صفقة تجدد التعاون الجاري بينه وبين النظام السوري ضد تركيا.

وفي سياق على صلة بتقديم إغراءات للكرد السوريين، تلبية للهواجس التركية، تتجه واشنطن من بين جملة خياراتها، لتنصيب شخصية كردية، رئيساً للمجلس الوطني السوري خليفة لبرهان غليون المستقيل منذ أسابيع. وبحسب ما ترجحه المعلومات فان مؤتمر اسطنبول المنعقد يوم السبت سيعين او ينتخب عبد الباسط سيدا لرئاسة المجلس، وهو سوري كردي.

يوضح المصدر الدبلوماسي عينه أن الادارة الاميركية أعطت تعهداً للوفد التركي، الذي زار واشنطن على هامش اجتماع الأطلسي في شيكاغو، والذي ضم الرئيس التركي ووزير الخارجية، يفيد بان واشنطن ستكون «على استعداد تام لمناقشة الموضوع السوري في اطار حلف الأطلسي في اي وقت تطلب فيه تركيا عرض هذا الموضوع على الحلف، كونها الدولة التي تعرضت للاعتداء من الجانب السوري».

نذر تدخل عسكري

السؤال الذي يطرح نفسه في غمرة هذه التطورات، هل دخلت الأزمة السورية مرحلة التدخل العسكري من جانب الأطلسي؟ المصادر الدبلوماسية المعنية برصد هذا التطور، تورد الملاحظات التالية:

اولاً، لا تزال تركيا تتردد بالتدخل العسكري في سوريا، ولكن من الممكن ان تتدخل في حال توافر لها اطار قانوني أممي فعال وتأكيدات بأن مختلف الدول بما فيها حلف الأطلسي ستساهم عسكريا أيضاً.

ثانياً، رغم ان حلف الأطلسي ما برح يفتخر بنجاحه العسكري في ليبيا، الا ان الدول الاعضاء فيه، لا تزال تتردد في تقرير تدخلها عسكرياً في سوريا نظراً لاختلاف الظروف ولحسن تسلح الجيش السوري وامتلاكه دفاعات جوية قوية.

ثالثاً، تقول أوساط الأطلسي انها قدمت للرئيس أوباما خيارات مختلفة للتدخل في سوريا، لكنها لم تتلق اي طلب من البيت الابيض بهذا الخصوص.

رابعاً، يسود تقدير هذه الايام على خلفية الشكوى التركية من عبء تداعيات الأزمة السورية على امنها القومي، يفيد بان الادارة الاميركية قد تتخذ قراراً بالتدخل العسكري اذا ضمنت مسبقاً، ان هذا التدخل لن يتسبب بأمور يصعب السيطرة عليها في المستقبل، وبكلام اخر تريد إدارة أوباما ان تتأكد من «استراتيجية خروجها من الوحل السوري قبل ان تقرر استراتيجية دخولها الى حقوله».

سوريا والانتخابات الأميركية

برز في الآونة الاخيرة معطى جديد بخصوص ان الحملة الانتخابية الرئاسية في اميركا بدأت تتأثر إلى حد ما بالأزمة السورية، وخاصة بعد مجزرة الحولة. وبرز كدليل على ذلك قيام المرشح الجمهوري مؤخراً ميت رومني بتوجيه انتقادات الى أوباما اتهمه فيها بالتغاضي عن القيام باي عمل لحل الأزمة السورية، ودعاه فيها الى تسليح المعارضة السورية. ونجح المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية ميت رومني في التفوق على باراك اوباما في جمع التبرعات في ايار على الرغم من المبلغ القياسي الذي حصل عليه الرئيس المنتهية ولايته، ما يشكل مصدر قلق جديد للديموقراطيين قبل خمسة اشهر من الاقتراع. وترصد مصادر دبلوماسية مطلعة ان الاعلام الأميركي تعاطى مع الأزمة السورية بطريقة مختلفة اثر مجزرة الحولة، وبدأ يوجه انتقادات قوية الى الادارة الاميركية كونها لا تملك خطة بديلة لمسعى المبعوث الدولي الخاص حول سوريا كوفي انان، ولكن كل هذه المطالبات لم تصل الى حد المطالبة بالتدخل العسكري. كما ان الادارة الاميركية، رغم قرار الدول الغربية بطرد سفراء سوريا من عواصمها، الا انها لا تزال غير مقتنعة حتى الان بان تدخلها العسكري من شأنه ان يحل المعضلة السورية.

مقال: لا للتدخل بسوريا دون روسيا

                                            قال ديفيد أوين -وهو وزير الخارجية البريطاني السابق بحكومة العمال الفترة بين 1977 و1979- إن التدخل الغربي في سوريا ممكن في حالة واحدة وهي المباركة الروسية، مشيرا إلى أن حجم المأساة الإنسانية في سوريا يتطلب المحاولة.

ودعا بمقال نشرته صحيفة ذي غارديان الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) لاستخلاص العبر من التاريخ وخاصة في كوسوفو والبوسنة، مشيرا إلى أن الدبلوماسية والقوة لن تكونا ناجعتين إلا من خلال التحالف.

واستهل مقاله بالقول إن كلمات مندوب الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بالأزمة السورية كوفي أنان كان صريحا جدا عندما قال “إذا لم يطرأ تغيير، فإن المستقبل سيكون مستقبل القمع والمجازر والعنف الطائفي والحرب الأهلية الشاملة”.

وحذر الكاتب من أن خطر انزلاق القتال إلى الدول المجاورة بإيران والعراق وتركيا والأردن ولبنان وإسرائيل، حقيقي، داعيا مجلس الأمن إلى تمرير قرار يخوله لاتخاذ إجراءات بما في ذلك القوة العسكرية.

غير أن الكاتب يستدرك قائلا إن مثل ذلك القرار يعني استخدام قوات الناتو أو القوات الأميركية ضمن قوات متعددة الجنسيات، وهما الطرفان اللذان لا تثق بهما الصين وروسيا.

دروس من التاريخ

ويستعرض أوين أمثلة من التاريخ منها العمل المشترك بين الأمم المتحدة والناتو بدعم روسي بالبوسنة عام 1995، حيث أبلى الجنود الروس بلاء حسنا في تطبيق قرارات دايتون على الأرض.

ويقول إن فرص النجاح الأممي في سوريا كبيرة ولا سيما أن أنان شخصية جديرة بالثقة وقادرة على العمل مع الناتو وروسيا معا، ولديه علاقات طيبة مع مجلس الأمن وبعض القادة السياسيين داخل سوريا.

لذلك، فإن التهديد بالقوة -إذا ما تطلب الأمر- ربما يقرن بسهولة أكبر مع العمل على وضع إستراتيجية لتشكيل إدارة انتقالية في سوريا إذا ما تم استيعاب المصالح الروسية.

وردا على ما يسأله البعض: لماذا روسيا؟ يجيب بأن كوسوفو لم تحظ حتى الآن باعتراف العديد من الدول بما فيها خمسة من أعضاء الأمم المتحدة، وذلك نظرا لأن التدخل كان يفتقر إلى تخويل الأمم المتحدة.

ويتابع أنه بعد الأخطاء التي ارتكبتها أميركا وبريطانيا في التعاطي مع حربي العراق وأفغانستان، “فإننا نعيش حقبة جديدة مما يسمى بالتدخل المقيد”.

فأيام التدخل بشكل منفرد دون الأمم المتحدة قد ولت، كما أنه لا يمكن تجاهل روسيا ويجب أن تؤخذ مصالحها في الحسبان.

ويوضح أن القاعدة البحرية الرئيسية بمنطقة البحر المتوسط توجد في سوريا، وأن روسيا تزود الأخيرة بأسلحة ولديها روابط وثيقة مع أجهزة المخابرات السورية، وهو ما يمنح قادة موسكو نفوذا إذا ما تم إقناعهم باستخدامه.

ويضيف الكاتب أن الروس قد يسهلون إخراج الرئيس بشار الأسد من السلطة وتشكيل إدارة انتقالية، مشيرا إلى أن على المجتمع الدولي أن يقر بأن روسيا لا يمكن أن تتخلى عن مصالحها السياسية بذلك البلد، تماما مثل الولايات المتحدة التي لن تتخلى أبدا عن مصالحها الحيوية وقواعدها العسكرية بجنوب شرق آسيا.

ويرى أن التحدي الملح الآن في سوريا هو التوصل إلى مبادئ توجيهية لتهديد عسكري من قبل الناتو -بقيادة تركيا- بالتدخل، وذلك عبر تعزيز دبلوماسية أنان وليس استبدالها.

أما أفضل آلية لكسر الجمود بالأزمة ورسم مثل تلك التوجيهات فيتمثل في مجلس روسيا-الناتو الذي شكل رسميا منذ 2002.

ويختم الكاتب بأن ذلك المجلس قد يوفر منتدى للنقاش، وخاصة أن الروس يدركون بأن أي مقدمة لفرض منطقة حظر طيران تتطلب استخدام صواريخ كروز وهجمات جوية بالتنسيق مع الناتو لاستهداف المواقع السورية التي تطلق صواريخ أرض جو.

وقال إن بدء المناقشات بمنتدى مجلس روسيا-الناتو قبيل الاتفاق على قرار أممي معين بشأن استخدام القوة، من شأنه أن يبدد مخاوف الروس، مشيرا إلى أن حجم المأساة الإنسانية في سوريا تتطلب المحاولة.

المصدر:غارديان

أحياء دمشق تشهد أعنف الاشتباكات منذ أيام

قوات النظام لم تعد قادرة على دخول بعض الأحياء خلال ساعات الليل

بيروت – محمد زيد مستو

تشهد العاصمة السورية دمشق، تصاعداً ملحوظاً في التوتر الأمني بعد وصول رقعة الاشتباكات بين عناصر الجيش الحر وقوات الأمن إليها، تزامنا مع تصعيد في المظاهرات وأنشطة الحراك السلمي التي باتت مشهدا يوميا في أحياء العاصمة التي فقد النظام السوري سيطرته على بعضها.

وشهدت دمشق منذ الجمعة اشتباكات اعتبرت هي الأعنف منذ أيام، دارت في أحياء عدة، تخللها قصف عنيف بالدبابات وقذائف الهاون على حي القابون في المدينة وحي الملحية بريفها.

وأكد شهود عيان، أن دبابات النظام السوري قصفت حي القابون في العاصمة بالدبابات وقذائف الهاون، قبل اقتحام الحي وإطلاق نار عشوائي ما أدى إلى وقوع عدد من الضحايا أمس.

وقال أحد سكان المدينة في اتصال هاتفي مع “العربية.نت” إن اقتحام المدينة أعقب اشتباكات عنيفة جرت خلال يوم الجمعة بين عناصر الجيش الحر وقوات النظام السوري، ما دفعه إلى استقدام تعزيزات واقتحام القابون.

وأفاد عمر الخاني المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات الثورة، بسقوط مدنيين اثنين على الأقل مساء الجمعة جراء إطلاق النار العشوائي، فيما قتل آخرون بينهم ثلاثة من عناصر الحر في وقت سابق من الجمعة.

إلى ذلك قال سكان محليون في الملحية بريف دمشق، إن الدبابات اقتحمت البلدة وسط سماع أصوات انفجارات وقطع كامل للكهرباء.

وتأتي تلك التطورات بعد اشتباكات هي الأعنف شهدتها أحياء كفرسوسة وجوبر وبرزة والقابون وجوبر منذ ظهر الجمعة ووصلت إلى المزة أحد أعرق أحياء العاصمة.

وكان يوم الخميس الماضي قد شهد أيضا اشتباكات عنيفة بين كتائب الصحابة التابعة للجيش الحر في دمشق وريفها وبين قوات النظام سقط خلالها مئات القتلى.

وقال أبو معاذ (اسم حركي) المتحدث باسم كتائب الصحابة، إن اشتباكات عنيفة جرت في مدينة داريا الخميس، أسفرت عن مقتل أكثر من 200 عنصر في صفوف قوات الأمن، جراء تعرض حافلات تقلهم لقذائف الـ”آر بي جي”، أعقبه قدوم تعزيزات عسكرية قتلت بعضا من عناصره وأحرقت جثة قائد المجموعة.

وتعيش بعض أحياء برزة وكفرسوسة والقابون وجوبر في دمشق منذ نحو شهر، اشتباكات شبه يومية بين الجانبين، سيما خلال ساعات المساء حيث تغلب فيها السيطرة لعناصر الجيش الحر داخل الأحياء.

ووصلت الاشتباكات التي دارت في جوبر، إلى ساحة العباسيين، التي تعتبر أحد الساحات الحيوية في دمشق، كما تتعرض قوافل عسكرية تابعة لقوات الأمن إلى هجوم متكرر، باستعمال عبوات ناسفة، في وقت تجري فيه اغتيالات لشخصيات عسكرية موالية للنظام بطرق مختلفة.

ويوم الخميس الماضي صور عناصر الحر تفجير سيارة في حي المزة قالوا إنها عملية لاغتيال ضابط متورط في قتل المدنيين.

ويأتي المسلحون الذين يشتبكون مع قوات الأمن غالباً من داخل الأحياء السكنية في العاصمة، في حين يأتي بعضهم من الأحياء المتطرفة بالعاصمة، أو مناطق ريف دمشق القريبة.

ويتزامن تصاعد حدة الاشتباكات مع حراك سلمي بدأت تشهده العاصمة بشكل مكثف، سيما بعد فقدان النظام السوري سيطرته على العديد من أحياء العاصمة، التي باتت تشهد مظاهرات حاشدة في كفرسوسة وبرزة.

وقال سكان محليون، إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد، لم تعد قادرة على الدخول لأحياء الميدان وبرزة وكفرسوسة والقابون وزملكا خلال ساعات الليل أو بعدد قليل من العناصر، ما زاد في كثافة المظاهرات داخل تلك الأحياء.

لكن قوات الأمن التي خففت من الاعتقالات خلال مداهمة تلك الأحياء بين الحين والآخر، تترافق اقتحاماتها مع زيادة في القتل والإعدامات المدنية وتخريب وسرقة الممتلكات.

وقام نشطاء الأربعاء الماضي، بقطع نحو 30 طريقا داخل العاصمة في عملية أطلق عليها “غليان دمشق”، تعبيرا عن معارضتهم لحكم الأسد واحتجاجا على ارتكاب نظامه مجازر في الحولة وحماة، حسب زعم تنسيقيات الثورة.

أما وسط العاصمة الذي يشتهر عموما بحركة متواصلة وكثيفة في الشارع، بات يشهد حظر تجول ذاتي مع بدء حلول الليل بسبب الأوضاع الأمنية المتردية.

وأضحى انتشار الحواجز الأمنية أمراً مألوفا لدى سكان العاصمة، حيث زاد عددها بعد تعرض البنك المركزي لقذيفة قبيل نحو شهر.

وكانت أسواق دمشق الرئيسية وأحياؤها أضربت لأيام عدة الأسبوع الماضي في خطوة اعتبرت بمثابة تحول في الثورة التي تشهدها سوريا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بعد وصولها إلى الأسواق الرئيسية في دمشق، ودخول التجار على خط المواجهة مع النظام، في خطوة غيرت المشهد الأمني للعاصمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى