أحداث السبت 10 أذار 2012
سورية: عشرات القتلى في عمليات قرب جبل الزاوية … وقصف عنيف على حمص
دمشق، نيقوسيا، عمان – «الحياة»، أ ف ب، رويترز – واصلت السلطات السورية عملياتها الامنية والعسكرية في مناطق عدة من سورية، عشية وصول مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان الى البلاد لبحث الأزمة السياسية. وقال ناشطون إن العشرات سقطوا امس بين قتيل وجريح بسبب القصف على المدن التي ما زالت تشهد مقاومة وحركة احتجاجية.
وقال ناشطون ان عدد القتلى بلغ اكثر من 32 شخصاً، متحدثين عن مقتل 13 مدنياً برصاص قوات الأمن اثناء اقتحامها بلدة عين لاروز في ريف إدلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن «القوات السورية اقتحمت بلدة عين لاروز في جبل الزاوية وأطلقت النار، ما اسفر عن مقتل 13 مدنياً». وأوضح ان «القرية تعرضت لقصف وإطلاق نار كثيف من قبل القوات التي كانت تبحث عن جنود منشقين ومتوارين في هذه المنطقة».
وكما افاد المرصد: «استشهد ثمانية مواطنين اثر سقوط قذائف هاون وإطلاق رصاص في عدة أحياء من حمص».
وفي ريف حمص، قتل مواطنان اثر اطلاق الرصاص لتفريق تظاهرة في بلدة مهين، كما قتلت سيدة برصاص قناصة في مدينة القصير.
وأشار المرصد الى وفاة مواطن في بلدة تلبيسة وآخر في القصير متأثرين بجراح أصيبا بها قبل أيام، كما عثر على جثامين خمسة مواطنين في حي بابا عمرو بمدينة حمص التي تعرضت للقصف على مدى اربعة اسابيع قبل ان تبسط السلطات سيطرتها عليها.
وقال نشطاء إن عشرة متظاهرين لاقوا حتفهم في قصف بقذائف المورتر في حمص.
وقال أبو أحمد، وهو ناشط معارض مقيم في حمص، إن تظاهرة في حي باب هود تعرضت لهجوم بقذائف المورتر. وأضاف أيضاً أن مسجد الحنابلة بحي باب دريب تعرض أيضاً للقصف أثناء خروج المصلين بعد صلاة الجمعة.
وقال وليد فارس وهو ناشط من حي الخالدية بحمص، إن المدينة شهدت اربع تظاهرات احتجاج، وإنه تلقى تقارير بأنها تعرضت جميعاً لإطلاق قذائف المورتر. وأضاف فارس أنه سمع أيضاً دويّ سقوط قذائف المورتر على حي الخالدية حيث يقيم منذ الساعات الاولى من صباح امس.
وفي ريف حماة، «استشهد ثلاثة مواطنين على الأقل في بلدة التريمسة إثر إطلاق النار من قبل القوات العسكرية».
وفي ريف إدلب، قتل مواطنان في جبل الزاوية إثر إطلاق الرصاص عليهما من قبل القوات السورية في منزليهما.
وفي محافظة حلب، استشهد مواطن إثر إطلاق الرصاص من قبل القوات السورية لتفريق تظاهرة في مدينة جرابلس.
وفي ريف درعا، قتل «مواطن في بلدة المسيفرة اثر اطلاق الرصاص من قبل القوات السورية كما اصيب خمسة مواطنين بجراح اثر اطلاق الرصاص من قبل القوات السورية في بلدة الحارة التي تنفذ حملة اعتقالات فيها».
وفي دمشق استشهد مواطن بعد منتصف ليل الخميس الجمعة في حي كفرسوسة.
واقتحمت قوات عسكرية قريتي قسطون والحميدية في ريف حماة، وقرى شاغوريت والجج وحميمات والصحن في ريف إدلب، وشنت حملة مداهمات بحثاً عن عناصر منشقين.
بالتزامن مع ذلك، تظاهر عشرات الآلاف في مناطق عدة في سورية، لا سيما في مدينة حلب وريفها، في ما اطلق عليه اسم «جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية».
وقال المرصد السوري إن «عشرات الآلاف من المتظاهرين خرجوا في تظاهرات معارضة في عدد من المناطق السورية في محافظات درعا ودمشق وريف دمشق وحمص وحماة وإدلب وحلب واللاذقية ودير الزور والحسكة».
وقال الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حلب، محمد الحلبي، إن المدينة تشهد «التظاهرات الاكبر منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية» في منتصف آذار (مارس) الماضي.
ودعا ناشطون معارضون إلى التظاهر في سورية في ما اطلقوا عليه اسم «9 آذار، جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية»، في اشارة الى الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في العام 2004 من مدينة القامشلي (شمال شرق) وانتقلت الى مدن كردية عدة.
وواجهت السلطات الحركة في هذه المدينة ذات الغالبية الكردية، بقمع أسفر عن مقتل وجرح العشرات من الاشخاص.
واقتحمت قوات عسكرية قريتي قسطون والحميدية في ريف حماة، كما اقتحمت قرى شاغوريت والجج وحميمات والصحن في ريف ادلب، وشنت حملة مداهمات بحثاً عن عناصر منشقين.
في موازاة ذلك، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، أن «الجهات المختصة» ضبطت امس كمية من الأسلحة المهربة من تركيا في منطقة تل أبيض في ريف مدينة الرقة في شرقي البلاد في محاذاة الحدود السورية-التركية، مشيرة الى ان «الأسلحة المصادرة تضمنت 105 بواريد بومب أكشن و27 بندقية نوع ماغنوم أوتوماتيك، وتم إلقاء القبض على مهربي هذه الأسلحة».
وتابعت «سانا» أن «مجموعة إرهابية مسلحة سطت في الليلة قبل الماضية على مركز أعلاف مدينة سنجار التابعة لمنطقة المعرة في ريف ادلب في شمالي غربي البلاد، وسرقت كمية كبيرة من مادة الشعير. وأقدمت مجموعة إرهابية مسلحة على تفجير أحد الأفران الخاصة والمعروف باسم فرن «مرعياني» ليلة أمس الأول بالحي الشرقي في مدينة إدلب». واشارت الى ان «عناصر الهندسة فككت امس أربع عبوات ناسفة زرعتها مجموعات إرهابية مسلحة في مفرق بلدة الترنبه التابعة لناحية سراقب في ريف إدلب، وألقت الجهات المختصة القبض على أربعة من الإرهابيين الذين قاموا بزرع هذه العبوات».
وفي مدينة حماة وسط البلاد، افات الوكالة الرسمية ان «الجهات المختصة اشتبكت مع مجموعات إرهابية مسلحة في المزارع المحيطة في بلدة طيبة الإمام، ما أسفر عن مقتل عدد من عناصرها وإلقاء القبض على آخرين وصادرت أسلحتهم، التي كان بعضها إسرائيلي الصنع. وشملت الأسلحة المضبوطة 17 قنبلة وقذائف آر بي جي و15 حشوة دافعة و11 بندقية آلية و7 بنادق بومب أكشن وبندقية بولونية و6 مسدسات وكمية من الذخيرة والمخازن ولوحات السيارات المسروقة إضافة إلى جهاز اتصالات فضائي متطور و5 أجهزة من نوع سيناو وكمية من الأدوية والمعدات الجراحية، كما شملت المضبوطات كمية كبيرة من المنشورات والوثائق المسروقة من المؤسسات العامة».
الى ذلك، قالت «سانا» إن الطفل مالك الأكتع (11 سنة) استشهد برصاص مجموعة إرهابية مسلحة استهدفته عندما كان متوجهاً مع والده بسيارته في مدينة حمص إلى مزرعتهم على طريق تدمر بالمحافظة».
كما ذكرت سانا ان «مجموعة ارهابية مسلحة اختطفت بعد منتصف ليل امس رئيس بلدية اللطامنة في ريف حماة».
وافادت الوكالة الرسمية أن جموعاً غفيرة احتشدت في دمشق والحسكة بشمال شرق البلاد لإظهار الدعم للإصلاحات التي يجريها النظام والمعارضة «للتدخل الخارجي».
انهيار مفاوضات مجلس الأمن عن سوريا
المعارضة ترفض دعوة أنان إلى محاورة الأسد
بان كي مون: كوفي أنان يلتقي الأسد اليوم.
ديبلوماسي في الأمم المتحدة استبعد توزيع مشروع القرار الأميركي
نيويورك – علي بردى
العواصم – الوكالات:
علمت “النهار” من مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، أن المفاوضات بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، الى المغرب، في شأن مشروع القرار الأميركي عن الوضع في سوريا انتهت الى الفشل.
وكشف ديبلوماسي غربي أن المفاوضات خلال الأيام الثلاثة “توقفت كلياً” ليل أول من أمس في نيويورك. ونقل عن المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، أن “العملية التفاوضية انتهت”، بعدما رأت أن “لا تسوية ممكنة” مع نظيريها الروسي فيتالي تشوركين والصيني لي باودونغ في شأن مشروع القرار الأميركي الخاص بسوريا.
وقال ديبلوماسي آخر إن “المحادثات انهارت” بسبب “عقدتين رئيسيتين تمثلتا في رفض الولايات المتحدة اقتراح روسيا تعديل الفقرة الرابعة من مشروع القرار، وجعلها تنص على “التزامن” في سحب الجيش والعناصر المسلحة للمعارضة وفي تطبيق بنود المبادرة العربية الأولى، فضلاً عن تخوف روسيا من “عدم وضوح” الفقرة التاسعة عن “الإجراءات الإضافية” التي يمكن مجلس الأمن أن “يدرس اتخاذها” في حال عدم الامتثال للقرار. واستبعد أن توزع الولايات المتحدة مشروع القرار رسمياً على كل الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن، لإدراكها أنه سيواجه مصير مشروعين سابقين أسقطتهما روسيا والصين باستخدامهما حق النقض في مجلس الأمن.
ويضع انهيار المحادثات هذا على المحك اللقاء المرتقب لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الإثنين المقبل في نيويورك، وخصوصا بعد تسريبات عن أن واشنطن “لا ترغب” في عقد اجتماع للرباعية الدولية كما تريد موسكو.
اتصال أوباما ببوتين
وفي ظل الطريق المسدود في مجلس الامن، صرح الناطق باسم البيت الابيض جوش ايرنست، بأن الرئيس باراك اوباما اتصل بالرئيس الروسي المنتخب فلاديمير بوتين، فاتحا بذلك مرحلة جديدة في العلاقات مع موسكو.
اتصالات
وإلى دمشق يصل اليوم المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان، بعدما عقد يومين من اللقاءات التحضيرية في القاهرة شملت الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي وصل الى القاهرة لاجراء محادثات اليوم مع وزراء الخارجية العرب في شأن الوضع السوري.
وصرح الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون بأن انان سيلتقي الرئيس السوري بشار الاسد اليوم، وانه يخطط ايضا للقاء المعارضة السورية قبل ان يغادر سوريا الاحد.
وتعليقاً على اعلان أنان الخميس انه سيبدأ “عملية سياسية” في سوريا، قال رئيس “المجلس الوطني السوري” المعارض برهان غليون إن “هذا النوع من التصريحات مخيب للآمال ولا يعطي الكثير من الأمل للناس الذين يتعرضون للمجازر يوميا… انها تبدو كمشاهدة للفيلم عينه يتردد ويتردد أكثر من مرة… ان خوفي ان يكون أنان مثل مبعوثين آخرين غيره وان يضيع شهراً أو شهرين في وساطة عبثية”.
كما رفض ناشطون من داخل سوريا اجراء حوار مع الأسد.
أوروبا تحذّر
وفي كوبنهاغن، حذر وزراء الخارجية الاوروبيون من تداعيات اي تدخل عسكري في سوريا، معتبرين ان تدخلا كهذا يمكن ان يشعل “حريقا واسع النطاق”.
وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيله لدى وصوله للمشاركة في اجتماع غير رسمي لوزراء الخارجية الاوروبيين في كوبنهاغن، ان اي نقاش في شأن تدخل عسكري محتمل في سوريا “لن يكون بنّاء”. واضاف: “لا بد من تجنب حريق واسع النطاق تكون له تداعيات كارثية على المنطقة وعلى الناس والعالم”.
واعلن وزير الخارجية الهولندي اوري روزنتال ان “للعقوبات تأثيرا على النظام السوري”، بينما قال نظيره الالماني ان نظام بشار الاسد هو “في حال تحلل” متزايد.
الى ذلك، اضافت سويسرا سبعة وزراء الى لائحة السوريين الذين يخضعون لقيود تمنعهم من السفر، كما جاء في بيان صدر الجمعة في برن. وباتت هذه اللائحة تضم 115 اسما.
62 قتيلاً
ميدانياً، تحدث ناشطون عن مقتل 62 شخصاً برصاص قوى الامن السورية في انحاء مختلفة من سوريا، فيما خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في مناطق عدة من البلاد في “جمعة الوفاء للثورة الكردية”.
وصرح الناطق باسم البيت الأبيض بأن تقارير عن انشقاق بعض المسؤولين والضباط السوريين عن النظام السوري وإن كانت صحيحة، تمثّل بالتأكيد علامة على أن هناك تصدعات كبيرة في نظام الأسد وتقدم بعض الأدلة على أن التحوّل الديموقراطي سيتم في سوريا وأن المرحلة الانتقالية السياسية ستنتهي بعدم وجود الأسد في السلطة. ووصف هذه الخطوة بأنها شجاعة من أعضاء النظام بإظهار ولائهم ودعمهم للشعب السوري وتطلعاته.
والى تركيا، وصل عشرة ضباط سوريين بينهم اربعة عمداء وعقيدان انشقوا عن الجيش النظامي في الايام الاخيرة.
عشرات الآلاف تظاهروا في سوريا في “جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية“
أنان إلى دمشق اليوم والمعارضة ترفض الحوار وموسكو تعارض المشروع الأميركي
و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ
تظاهر عشرات الآلاف في مناطق عدة من سوريا أمس ولا سيما في مدينة حلب وريفها، في ما اطلق عليه “جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية”. وتحدث ناشطون عن مقتل العشرات برصاص قوى الامن السورية. وعشية وصول المبعوث المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان الى سوريا، رفضت المعارضة السورية في الخارج اجراء حوار مع الرئيس بشار الاسد، الأمر الذي يثير شكوكاً في احتمال نجاح مهمة المبعوث الدولي. وعبرت روسيا عن رفضها لمشروع قرار اميركي في مجلس الامن اعتبرته غير متوازن.
قال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له، ان “عشرات الآلاف من المتظاهرين خرجوا امس في تظاهرات معارضة في عدد من المناطق السورية في محافظات درعا ودمشق وريف دمشق وحمص وحماه وادلب وحلب واللاذقية ودير الزور والحسكة”.
وصرح الناطق باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي بان المدينة تشهد “التظاهرات الأكبر” منذ بدء حركة الاحتجاج منتصف اذار الماضي. وقال “خرج الاف المتظاهرين في 25 نقطة تظاهر في المدينة، ولا سيما في احياء المرجة والفردوس وصلاح الدين وسيف الدولة، اضافة الى 47 نقطة تظاهر في ريف حلب… على رغم الانتشار الامني الكثيف”. واوضح ان “المتظاهرين رددوا شعارات تحيي الاكراد، وتطالب باعدام (الرئيس) بشار الاسد، وتسليح الجيش السوري الحر”، وان قوى الامن “واجهت معظم التظاهرات باطلاق الرصاص”.
واظهرت مشاهد بثها ناشطون على الانترنت تظاهرة حاشدة في حي القصور بحمص رفع فيها شعار “التآخي الوطني خيار الشعب السوري” و”في سوريا لا يوجد اقليات… وحدة تراب الوطن تجمعنا”. وردد المشاركون فيها هتافات معارضة للرئيس بالسوري، كما هتفوا “حرية” باللغتين العربية والكردية.
وفي دمشق، صرح الناطق باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي بأن تظاهرات خرجت في احياء “الميدان والمزة وكفرسوسة وجوبر وتظاهرتان حاشدتان في برزة وعسالي رغم الانتشار الامني الكثيف”.
وقال المرصد السوري ان 31 شخصاً قتلوا برصاص قوى الامن لدى قمع الاحتجاجات. اما “الهيئة العامة للثورة السورية” فقالت إن عدد القتلى بلغ 62.
ودعا ناشطون معارضون الى التظاهر في سوريا في ما اطلقوا عليه “9 اذار جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية”، في اشارة الى حركة الاحتجاج التي انطلقت في 2004 من مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية وانتقلت الى مدن كردية عدة، وواجهتها السلطات بقمع اسفر عن مقتل وجرح العشرات من الاشخاص.
وأفادت وكالة “الاناضول” التركية شبه الرسمية ان عشرة من كبار ضباط الجيش السوري، بينهم اربعة عمداء وعقيدان، انشقوا عن الجيش النظامي ووصلوا الى تركيا.
وكان هؤلاء الضباط في دمشق وحمص واللاذقية. وكان مسؤول تركي أعلن وصول عدد من العسكريين الذين انشقوا عن الجيش السوري الى تركيا في الايام الأخيرة.
وقد وصل في الايام الأخيرة 234 سورياً منهم ضابطان برتبة عميد وعقيد واثنان من ضباط الصف، الى مدينة ريحانلي التركية الصغيرة الواقعة على الحدود السورية، هربا من الصراعات في بلادهم، كما قال لوكالة “الاناضول” يوسف غولر نائب مدير هذه المدينة.
روسيا
وسجل ذلك، عشية زيارة أنان لسوريا. وقبل هذه الزيارة التقى مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في القاهرة. ومن المقرر ان يجتمع وزراء الخارجية العرب اليوم مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في العاصمة المصرية للبحث في الازمة السورية.
ودعا الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف مجدداً في رسالة بعث بها إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس ونقلها اليه مبعوثه الخاص نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف خلال زيارته للرباط، إلى وقف العنف في سوريا قائلاً: “إنه ليست هناك بدائل أخرى من الطريق السلمي لإخراج سوريا من أزمتها الحالية “. وأكد أن روسيا تقف ضد أي تدخل في شؤون سوريا وخصوصا التدخل باستخدام القوة العسكرية تحت أي ذريعة كانت.
الى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان بلاده تعارض مشروع القرار الجديد الذي طرحته واشنطن في مجلس الامن عن سوريا لأنه “غير متوازن” اذ لم يتضمن نداء الى طرفي النزاع، أي الحكومة والمعارضة، لوقف العنف.
الصين
كذلك اعلنت الصين ارسال مبعوث جديد الى كل من السعودية ومصر وفرنسا لشرح الموقف الصيني عن الازمة السورية، وذلك بعدما واجهت انتقادات شديدة بسبب دعمها نظام الرئيس بشار الاسد.
وأبدت بيجينغ استعدادها لارسال مساعدة انسانية في اشراف الامم المتحدة او منظمة “حيادية” شرط الحفاظ على السيادة السورية.
واكد ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ان بيجينغ “تدعم الدور البناء” الذي يقوم به أنان.
وزير الخارجية المصري
وصرح الناطق الرسمي بإسم وزارة الخارجية المصرية السفير عمرو رشدي بان وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو أكد خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، ضرورة استبعاد الحل العسكري للأزمة السورية وتفادي تدويل الأزمة وإبقائها في إطار الحل العربي. كما شدد على أهمية توحيد صفوف المعارضة السورية في الداخل والخارج “حتى تتمكن من الدخول كطرف فاعل في جهود حل الأزمة والمساهمة في تحقيق الطموحات المشروعة للشعب السوري”.
غليون
وفي باريس، قال رئيس “المجلس الوطني السوري” المعارض برهان غليون في مقابلة مع قناة “العربية” السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها، إن النظام يستخدم كل اشكال العنف في حمص من أجل احباط الثورة، وإن المجلس يسعى حالياً الى توفير سلاح نوعي لـ”الجيش السوري الحر” من أجل “كسر الذراع الـــقاتلة للنظــــام السوري”.
وأضاف إن المجلس حصل على موارد مالية من بعض الدول العربية والأجنبية، وإنه يحاول الحصول على سلاح نوعي لكسر الذراع القاتلة للنظام السوري، خصوصاً أن الأولوية الآن هي لتنحية الأسد والميليشيات التي تحكم سوريا.
وهاجم من يتحدثون حالياً عن حل سياسي في سوريا، معتبراً “أن الحل ليس أن يبدأ النظام السوري الحوار مع معارضة مصطنعة، وأن هذا الموقف شبيه بحوار النظام مع نفسه”.
مشاورات تشمل بان كي مون والعربي … ولافروف يبلغ الوزراء العرب ثوابت موسكو
أنان ينقل إلى الأسد اليوم مبادرة ثلاثية للحل
تنتظر الأزمة السورية اليوم اختبارين مهمين: اللقاء الذي يجمع موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان مع الرئيس السوري بشار الأسد صباحا في دمشق، واجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد محادثات ثلاثية جرت بين الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وأنان.
ويحمل أنان معه الى دمشق ما يعتقد أنه الخطوط العريضة للتسوية التي حاول ان يحشد لها تأييدا عربيا ودوليا من خلال سلسلة اللقاءات التي عقدها في العاصمة المصرية خلال اليومين الماضيين، سواء مع العربي او وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، وصولا الى وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية، بالاضافة الى رئيس الحكومة القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل.
وإلى القاهرة أيضا التي بدا كأنها تحولت الى محور النشاط الدبلوماسي المتعلق بالأزمة السورية، وصل لافروف للقاء الوزراء العرب، حاملا ما تؤكد موسكو أنه ثوابتها حول الملف السوري: رفض التدخل الخارجي، ومعارضة اي تدخل عسكري «مهما كانت الذرائع»، وتحميل طرفي الأزمة مسؤولية وقف العنف بشكل متساو. وأجرى لافروف في العاصمة المصرية محادثات مع انان قبل توجه المبعوث الدولي العربي الى العاصمة السورية.
وقال بان كي مون، في نيويورك، إن أنان سيلتقي الأسد اليوم، مضيفا انه يخطط أيضا للقاء المعارضة السورية قبل مغادرة دمشق غدا الأحد.
وأوضح بان كي مون انه اجرى امس اتصالا هاتفيا مثلث الاطراف شارك فيه اضافة اليه كل من انان والعربي، تم التطرق خلاله الى تفاصيل مهمة انان. وقال ان الثلاثة حددوا «ثلاث اولويات» مشتركة هي «ان اي عنف يجب ان يتوقف اكان من جانب القوات الحكومية او من جانب قوات المعارضة»، مضيفا «طلبت من انان ان يعمل للحصول على وقف فوري لاطلاق النار». والاولوية الثانية «يجب ان تكون للتوصل الى حل سياسي شامل». وأعلن انه طلب من انان «التشديد لدى الرئيس الأسد لضمان وصول المساعدات الانسانية».
وقال صباح، في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) بعد اللقاء مع انان، انه «اكد لأنان أهمية تطبيق خطة العمل العربية، وأهمية العملية السياسية في سوريا والبند الأول فيها وقف العنف الفوري»، مشددا على ان «هذا ما يحتاج اليه الوضع في سوريا». وأضاف ان «انان متفهم لخطة العمل العربية وللعملية السياسية، ومتفهم للنقطة الأولى منها وهي وقف العنف الفوري وتقديم المساعدات للشعب السوري، وصولا إلى تحقيق الأمن والاستقرار لسوريا والشعب السوري».
وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) ان انان التقى الشيخ حمد و«تم خلال اللقاء استعراض آخر تطورات الأوضاع في سوريا».
وبحث الفيصل مع أنان «تطورات الأوضاع في سوريا وسبل وقف الصدامات وإنهاء العنف وإفساح المجال لإطلاق عملية سياسية شاملة تؤدي إلى الحل السلمي للأزمة السورية بما يلبي تطلعات الشعب السوري».
وأعلن رئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون، في مقابلة مع «اسوشييتد برس»، رفضه دعوة أنان للحوار بين السلطة والمعارضة، معتبرا ان «لا جدوى من هذا الحوار طالما تواصلت المجازر». واعتبر ان «انان خيب آمال الشعب السوري». وتابع «لن ينجح أي حل سياسي إذا لم يوازه ضغط عسكري على النظام».
وأكدت مسؤولة العمليات الانسانية للامم المتحدة فاليري آموس، بعد اجتماع مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في انقرة، انها توصلت الى اتفاق مع السلطات السورية على تشكيل «بعثة تقييم انسانية اولية في مناطق النزاع»، موضحة ان هذه البعثة ستضم وكالات اممية وممثلين عن السلطات السورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصري عمرو رشدي ان وزير الخارجية محمد عمرو ونظيرته الاميركية هيلاري كلينتون «اتفقا، في اتصال هاتفي، على أهمية تنفيذ خطة الجامعة العربية المعتمدة فى22 كانون الثاني الماضي» والتي تدعو الى تنحي الأسد. وأضاف «أكد عمرو لكلينتون ضرورة استبعاد الحل العسكري وتفادى تدويل الأزمة وإبقائها فى إطار الحل العربي، وأهمية توحيد المعارضة السورية لصفوفها فى الداخل والخارج، حتى تتمكن من الدخول كطرف فاعل فى جهود حل الأزمة، وتساهم فى تحقيق الطموحات المشروعة للشعب السوري».
موسكو
واستبقت موسكو الاجتماع العربي مع لافروف في القاهرة بالتشديد على موقفها من الازمة السورية. وأكد الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف، في رسالة الى ملك المغرب محمد السادس سلمها مبعوث الرئيس الروسي الخاص الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف، موقف روسيا المبدئي المتمثل بعدم قبول التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا. وقال «ان ذلك أمر مبدئي، وهو في أساس مواقفنا من تسوية الوضع في سوريا وحولها. اننا نعارض التدخل الخارجي، ناهيك عن التدخل العسكري في الشؤون الداخلية لسوريا، مهما كانت الذرائع لذلك».
وأضاف ميدفيديف «اننا لا نزال ندعو الى وقف العنف في هذا البلد من قبل كل اطراف النزاع. وننطلق من ان الخروج السلمي من الازمة الحالية هو الحل الذي لا بديل له. ونشدد على ضرورة بدء الحوار الوطني الواسع من دون شروط مسبقة».
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان بلاده تعارض مشروع القرار الجديد الذي طرحته واشنطن في مجلس الامن الدولي حول سوريا لأنه «غير متوازن كونه لم يتضمن نداء الى طرفي النزاع، اي الحكومة والمعارضة، لوقف العنف».
وأوضح ان موسكو تلقت تقارير مفادها ان مجلس الامن الدولي يعتزم طرح مشروع القرار على التصويت الإثنين. ودعا الدول الكبرى الى عدم التسرع في إحالة مشروع القرار الى التصويت، علما انه سبق لروسيا ان استخدمت مع الصين حقهما في النقض (الفيتو) مرتين لمنع صدور مشروعي قرارين يدينان دمشق. وقال «ليس مقبولا ان يتم ربط إقرار اي نص بمهلة محددة. ان عامل الوقت ليس العامل الاهم». وأضاف «اهم شيء هو التوصل الى نص واقعي خال من الغموض ويرمي الى إيجاد تسوية دائمة».
وبحسب نسخة من مشروع القرار المطروح فإن النص يقول ان مجلس الامن الدولي «يطالب» الحكومة السورية بأن توقف «فورا» كل اعمال العنف و«يدعو» مجموعات المعارضة الى «الامتناع عن كل اشكال العنف» ما ان تتحقق هذه الشروط.
وأعلنت واشنطن انها «ليست متفائلة كثيرا» بإمكانية اتفاق اعضاء مجلس الامن على مشروع قرار جديد حول تقديم مساعدة انسانية الى سوريا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «صراحة لسنا متفائلين كثيرا إزاء امكانية التوصل الى نص يرضي الجميع في المستقبل القريب».
وقالت كلينتون انها ستحث لافروف الاثنين على هامش جلسة لمجلس الامن حول «الربيع العربي» على اظهار المرونة حيال «المساعدة في إنهاء العنف والعمل للتوصل الى حل سياسي انتقالي في سوريا». ورحبت كلينتون «بتزايد الانشقاقات في الجيش السوري». وقالت «نحث الجيش السوري على عدم توجيه سلاحه الى شعبه».
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن باريس لا تستطيع أن تقبل قرارا لمجلس الأمن بشأن سوريا يوجه اللوم عن أعمال العنف بشكل متساو للحكومة ومعارضيها.
بكين
وأعلنت بكين إرسال مبعوث جديد الى السعودية ومصر وفرنسا لشرح الموقف الصيني حول الازمة السورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين ان الدبلوماسي الرفيع المستوى تشانغ مينغ سيقوم بجولة تستغرق سبعة ايام يستهلها في السعودية ثم مصر، على ان يزور باريس من 14 الى 16 آذار الحالي.
وأضاف ويمين أن تشانغ «سيتبادل وجهات النظر بشأن القضية السورية مع المسؤولين بجامعة الدول العربية والدول الأخرى لحثهم على التوصل الى حل عادل وملائم». وتابع قائلا إن المحادثات ستركز على البيان الذي أصدرته الصين مطلع الأسبوع الحالي والذي حذر القوى الأخرى من استغلال المساعدات الانسانية لسوريا «للتــدخل» في البــلاد بيــنما حث على الوحدة داخل مجلــس الأمن الدولي. وقال «نأمل أن يستــغل انان حكمته وخــبرته لحث جميع الاطراف في سوريا على وقف العنف وبدء محادثات السلام».
فرنسا وأوروبا
وأكد وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني ونظيره الفرنسي آلان جوبيه، في الرباط، رفضهما لأي تدخل عسكري في سوريا. وكرر العثماني موقف الرباط «الداعي الى الحوار والحل السياسي وفق مبادرة السلام العربية»، مشيرا إلى أن «الجامعة العربية تفضل دوما الحل السياسي».
وفي كوبنهاغن، حذر وزراء الخارجية الاوروبيون من تداعيات اي تدخل عسكري في سوريا، معتبرين ان تدخلا من هذا النوع يمكن ان يشعل «حريقا واسع النطاق».
وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيليه إن «اي نقاش حول تدخل عسكري محتمل في سوريا لن يكون بناء». وأضاف «لا بد من تجنب حريق واسع النطاق تكون له تداعيات كارثية على المنطقة وعلى الناس والعالم».
وأعلن عدد من وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي ان «على المجتمع الدولي فرض المزيد من العقوبات للضغط على النظام السوري مع ارسال مساعدات انسانية الى المدنيين».
ميدانيات
قال المرصد السوري لحقوق الانسان، في بيان، «قتل 47 مدنيا برصاص القوات السورية في حمص وريفها وريف حماه وحلب ودرعا ودمشق وإدلب، كما اقتحمت قوات عسكرية قريتي قسطون والحميدية في ريف حماه، وقرى شاغوريت والجج وحميمات والصحن في ريف ادلب، وشنت حملة مداهمات بحثا عن عناصر منشقين». وقال معارضون لوكالة «رويترز» ان «القوات السورية قتلت 54 شخصا».
وأضاف المرصد «خرج عشرات آلاف المتظاهرين في انحاء عدة من البلاد في جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية». وأشار الى «تظاهرات في محافظات درعا ودمشق وريفها وحمص وحماه وحلب وإدلب واللاذقية ودير الزور والحسكة». وتحدثت وكالة الانباء العربية السورية عن تظاهرات ضخمة مؤيدة للأسد في دمشق والحسكة في الشمال الشرقي.
وذكرت وكالة «الاناضول» التركية والمعارضة السورية أن «عشرة من كبار ضباط الجيش السوري، منهم بضعة عمداء وعقداء انشقوا عن الجيش النظامي ولجأوا الى تركيا».
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) أن «مجموعة إرهابية مسلحة اختطفت رئيس بلدية اللطامنة في ريف حماه». وأضافت «اصيب طفلان بانفجار عبوة في حي ابي الفداء كما انفجرت ثلاث عبوات زرعتها مجموعة ارهابية مسلحة بجانب جامع السرجاوي واقتصرت الاضرار على الماديات».
(«السفير»، سانا، أ ف ب، رويترز، أ ب)
بابا عمرو فرض التسوية السياسية … هـل ينـجـح أنـان الـيـوم؟
سامي كليب
لو أحصى المرء عدد التصريحات الأميركية والأوروبية والتركية الرافضة التدخل العسكري في سوريا، لتبين أنه تخطى ما قالته السلطات السورية نفسها في هذا الشأن.
يبتسم المسؤولون السوريون ومعهم الروس والصينيون والإيرانيون لدى سماعهم مثل هذه التصريحات. ينتظرون تحولات قريبة في المشهد الدولي تصب في خانة التسوية السياسية وسط العجز عن إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد بالقوة.
أول طارقي الأبواب السورية سيكون اليوم مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان. يأتي المبعوث الدولي في أعقاب فوز فلاديمير بوتين برئاسة روسيا، وفوز كبير لأنصار السيد علي خامنئي في انتخابات إيران. ويأتي أيضاً وسط اعتراف أميركي رسمي باختراق تنظيم القاعدة لصفوف المعارضة السورية، وتأكيد روسي بأن أكثر من 15 ألف مسلح أجنبي يقاتلون على الأراضي السورية، وأن تدريب جلهم يجري في ليبيا.
هذا الإطار الدولي المريح للقيادة السورية، أعقب سيطرة الجيش السوري على المنطقة الأخطر من حمص، أي حي بابا عمرو. أرخت هذه السيطرة شعوراً بالاطمئنان عند مناصري القيادة السورية بأن الدولة لا تزال قوية وأن القدرات العسكرية كفيلة بمنع أي اختراق كبير. تضاءل إلى حد الاختفاء احتمال إقامة «بنغازي» جديدة على الأراضي السورية. تضاءل معها أي أمل غربي بحدوث انشقاق داخل الجيش. ويبدو أن الأجهزة الأمنية عثرت في بابا عمرو على ملفات وخفايا كثيرة تقول إنها ستبثها قريباً جداً، وبعضها قد يحرج دولاً عربية، ولكنه قد يحرج أيضاً بعض الفضائيات.
مهَّد أنان لزيارته بالحديث عن «الواقعية» وعن «الحل السياسي» التفاوضي بين الحكومة والمعارضة. أعقب ذلك موقف روسي جديد أطلقه نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف بإعلان رفض موسكو مشروع القرار الدولي في مجلس الأمن. برر رفضه القرار بأنه «غير متوازن» ويتجنب دعوة كل الأطراف لاتخاذ إجراءات لوقف العنف.
كانت موسكو قد حددت خطها الأحمر مباشرة بعد انتخاب بوتين. قالت إن موقفها من الأزمة السورية لا يتأثر بالانتخابات، كما هو الشأن في بعض الدول الغربية. وما تفعله الإدارة الروسية، ومعها الصين في الوقت الراهن، هو البحث عن حل سياسي تفاوضي مع الأسد، وليس ضده أو على حسابه. تحدث أنان بوجود الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. قال: «آمل ألا يفكر احد جدياً باستخدام القوة». وافق العربي على ذلك. نسي الجميع دعوة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ورئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لتسليح المعارضة. سيقول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لنظرائه العرب في الساعات المقبلة إن نظريتهم لإسقاط الأسد بالقوة سقطت، ولا بد من حل تفاوضي. موسكو أكدت للأسد مؤخراً أنها مستمرة بدعمه، وأن شيئاً لن يؤثر على خيارها الاستراتيجي.
دمشق التي تستقبل أنان اليوم، كانت قد فتحت بابها لوكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس، التي جاءت «تقنع» السلطات السورية بتسهيل إيصال عمليات الإغاثة والمساعدات. جاءت السيدة الأفريقية الأصل، «تفاوض» بعدما تراجع الحل الصدامي الآخر الذي كان يريد فرض ممرات إنسانية.
الصين دخلت هي الأخرى بقوة على الخط. قررت إيفاد مبعوث دبلوماسي رفيع المستوى الى السعودية ومصر وفرنسا. الخط البياني الصيني يريد إقناع الحكومة والمعارضة بوقف العنف، ولكنه يريد ضمنياً إيجاد تسوية سياسية تفاوضية من دون تدخل خارجي.
كانت فكرة الرئيس الأسد منذ بداية الأزمة السورية تركز على ضرورة «الإمساك بالأرض» أولاً ثم النظر إلى ما يقوله الخارج. يبدو أن السيطرة على معظم حمص واقتناع العالم بأن الموقف الروسي ليس تكتيكاً مؤقتاً وإنما هو استراتيجي في صراع المحاور الإقليمية والدولية، رسخ قناعة الأسد بأن المعركة ستستمر حتى القضاء على آخر مسلح، وأن وجهة نظره كانت محقة.
لن يجترح كوفي أنان معجزات. هو سيحاول أولاً تسهيل المساعدات الإنسانية، ولكن للزيارة أهدافاً أعمق، هي بمثابة جس النبض لاحتمالات التسوية السياسية وآفاقها. الجميع بات بحاجة إلى «صفقة» أو «تسوية». الرئيس الأميركي باراك أوباما في طليعة الراغبين بالخلاص من هذا المأزق السوري، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يدرك انه لن يستطيع تكرار المثال الليبي. تركيا وصلت إلى أقصى ما تستطيع. وفي دمشق الحزم في الحسم العسكري لا يلغي مطلقاً الرغبة في تسوية سياسية. تدهور الليرة السورية ينذر بالأسوأ، والشرخ المذهبي والاجتماعي والطائفي بات يحتاج بلسمة سريعة.
وبما أن إيران تبقى الهدف الأول والأخير للمحور الآخر، فإن الناظر إلى ترحيب السيد خامنئي بموقف أوباما الرافض ضربة عسكرية لإيران أثناء استقباله رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يشعر بأن ثمة احتمالات للتسوية تنضج على نار هادئة.
سيحاول أنان إقناع الأسد والمعارضة بوقف القتال. قد يقدم الدبلوماسي الغاني الأصل، والذي عجز عن منع غزو العراق وتقسيم يوغوسلافيا وعدوان إسرائيل على لبنان، مسودة حل تقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية وانتخابات ومصالحة حقيقية. لكن الأكيد أن كل هذا لا يزال شديد التعقيد، ذلك انه في فترة الانتخابات الأميركية والفرنسية، وفي أوج القلق الإسرائيلي من البرنامج الإيراني، يصبح التفاوض أصعب من القتال.
لا يزال أمام سوريا أشهر طويلة من الاضطراب الأمني قبل أن تستقر أوضاعها على تسوية معينة. الجميع بحاجة إلى تسوية ولكن الأميركيين والغربيين والأتراك والخليجيين يريدونها من دون بشار الأسد، بينما روسيا والصين وإيران لا تزال مؤيدة بقوة لأن يكون الرئيس راعي التسوية أو جزءا منها. ولعل معركة بابا عمرو وما قد يليها في إدلب وغيرها، تعزز اقتناع النظام السوري بأن عصر إسقاطه بالقوة، قد انتهى.
واشنطن بوست: الأسد لا يزال يسيطر بإحكام على الوضع في سوريا
واشنطن- (يو بي اي): قال مسؤولون استخباريون أمريكيون إن الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال يسيطر بإحكام على الأمور في سوريا ولا توجد مؤشرات على حصول انشقاقات لمسؤولين رفيعي المستوى في الحلقة المحيطة به على الرغم من الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والدول الغربية من خلال العقوبات وغيرها لإحداث انشقاقات داخل النظام.
ونقلت صحيفة (واشنطن بوست) في تقرير نشرته السبت عن ثلاثة مسؤولين استخباريين رفضوا الكشف عن هوياتهم أن الحلقة الداخلية للأسد “لا تزال راسخة” ولا أدلة كبيرة حول أن مسؤولين رفيعي المستوى في النظام يعتزمون الانشقاق على الرغم الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس باراك أوباما وحلفاؤها لاستخدام العقوبات وغيرها من الإجراءات لخلق موجة من الانشقاقات عن الأسد.
وقال مسؤول إن “الأسد هو المسؤول بشكل كبير”، وأضاف “على المدى الطويل، الاحتمالات ضدهم، ولكنهم سيقاتلون بشدة”.
وأشار المسؤولون إلى إن التكتيكات التي يتبعها النظام السوري أصبحت أكثر عنفاً، وقالوا إن صور أقمار صناعية سمح بعرضها على المعنيين الجمعة تظهر قصفاً مدفعياً عشوائياً ألحق أضراراً بمدارس ومساجد وغيرها من المنشآت في مدينة حمص في الأسابيع الماضية.
وقالوا إن سوريا تمتلك قوة عسكرية كبيرة تشمل 330 ألف جندي وطائرات استطلاع زودتها بها إيران وشبكة كبيرة من منشآت الدفاع الجوي ما سيصعب على الولايات المتحدة أو غيرها من القوى فرض منطقة حظر جوي.
وقال المسؤول “هذا جيش بني من أجل حرب برية مع الإسرائيليين” وأردف أنه بعد أن كان النظام قد امتنع عن مهاجمة مناطق تجمع مدنية في بداية الأزمة “تم رفع هذا الامتناع”.
وأضاف المسؤولون الاستخباريون إن عدة عوامل تحمي النظام من الإنهيار، أبرزها اقتناع حلقته الداخلية أن التخلي عن السلطة سيعني الموت أو السجن مدى الحياة، وأشاروا إلى أن الاستخبارات رصدت تصعيد إيران لدعمها العسكري لسوريا من خلال تزويدها بالأسلحة والتدريب.
وقالوا إن المعارضة السورية غير منظمها وتنقصها الخبرة في القيادة ، كما أن نجاح مساعي جذب تأييد واسع للمعارضة بين الجماعات من الأقليات كان محدوداً، مشيرين إلى أن المجلس الوطني السوري المعارض الذي يضم معارضين من الخارج معظمهم من السنّة كانوا يحاولون جذب مسيحيين ودروز وأكراد.
كما أشاروا إلى خشية واشنطن تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، وقالوا إنها تمتلك حالياً أسلحة صغيرة ومتوسطة لا تقارن بقوة الحكومة، موضحين أن بين 10 آلاف و20 ألف جندي انشقوا لتأليف الجيش السوري الحر الذي وصفوا تنظيمه بغير المضبوط وبدون قيادة فعالة.
وقال مسؤول إن سوريا التي تبلغ مساحتها عشر مساحة ليبيا تتمتع بجيش أكبر منها بـ4 مرات وترسانة الدفاع الجوية أكبر بـ5 مرات من تلك التي كانت في ليبيا ومعظمها روسي الصنع.
وأشار المسؤلون إن الهجمات الأكثر دموية ضد النظام يبدو أنها شنت من قبل عناصر من القاعدة يحاولون الاندساس مع المعارضة التي لا يبدو أنها ترغب في الارتباط مع المنظمة.
وقلوا إن عناصر القاعدة الذين كانوا يتسللون من سوريا إلى العراق لمحاربة الأميركيين باتوا يتجهون بالشكل المعاكس.
وأضاف مسؤول إن “هذه الشبكة لا تزال هناك” معترفاً أن حجمها وتكوينها لا يزالان غير واضحين، فبعض عناصرها قد يكونون من السوريين أو من العراقيين. على الرغم أنهم شددوا أن اعتقادهم أن القاعدة تقف خلف تفجيرات وقعت في دمشق وحلب في الاشهر الماضية يستند إلى طبيعة تلك الاعتداءات وليس عن أدلة مستقلة.
وقالوا إنه على المدى الطويل فإن العوائق الاقتصادية ستكون الوسيلة الأكثر فعالية لإزاحة الأسد.
القصف الأعنف على مدينة ادلب قبل وقت قصير من وصول كوفي انان
بيروت- (ا ف ب): تتعرض مدينة ادلب في شمال سوريا لقصف هو الاعنف منذ تشديد الحصار على المدينة قبل أيام، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون، وذلك قبل وقت قصير من وصول الموفد الدولي الخاص كوفي انان إلى دمشق السبت.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “انه القصف الاعنف منذ ارسال تعزيزات إلى ادلب هذا الاسبوع، ويمهد لاقتحام”.
وأوضح أن “القصف يطال احياء عدة، وهناك اطلاق نار بالرشاشات الثقيلة على احياء القصور والضبيط والحارة الشمالية”.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية ميلاد فضل في اتصال هاتفي مع فرانس برس من ادلب ان “القصف عنيف وعنيف جدا”، مضيفا ان “القصف بدأ الساعة الخامسة صباحا (3,00 ت غ)، وتسبب بسقوط ثلاثة ابنية في شارع الثلاثين”.
واشار إلى أن القوات النظامية “تقصف من خارج المدينة، وتحاول الدخول من محاور عدة”، معتبرا ان “العملية تهدف لاخضاع المنطقة”.
وجاء في صفحة الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011 على موقع “فيسبوك” الالكتروني ان القصف على المدينة يترافق مع “اشتباكات بين عناصر الجيش الحر وكتائب الأسد”.
وفي شريط فيديو نشر على الصفحة السبت، تسمع اصوات انفجارات القذائف في مناطق عدة من المدينة وتتصاعد على اثرها اعمدة الدخان الابيض من امكنة عدة تدور الكاميرا عليها.
ويقول صوت مسجل على الشريط “مدينة ادلب 10 آذار/ مارس 2012. الله اكبر عليك يا بشار. قصف عشوائي على مدينة ادلب”.
واستقدمت القوات السورية خلال الايام الماضية تعزيزات عسكرية كبيرة الى محافظة ادلب، وشددت الحصار على المدينة.
وتسببت اعمال العنف في سوريا الجمعة بمقتل سبعين شخصا.
وتأتي هذه التطورات قبل وقت قصير من وصول كوفي انان الى دمشق حيث سيلتقي الرئيس السوري بشار الاسد.
وغادر المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسورية القاهرة صباح السبت، متوجها علي رأس وفد إلي دمشق، في أول زيارة لسورية بعد اختياره في مهمته الجديدة فى اطار الجهود المبذولة لاحتواء الازمة فى سورية.
وقالت مصادر مطلعة كانت في وداع أنان بمطار القاهرة إن الأمين العام السابق للأمم المتحدة غادر بصحبة وفد يضم 9 أفراد، بينهم نائبه ناصر القدوة، حيث من المقرر أن يتلقي أنان خلال زيارته مع الرئيس السوري بشار الأسد وعدد من المسئولين والشخصيات السورية من أجل التوصل إلي حل مقبول لجميع الأطراف ووقف العنف في البلاد.
وكان أنان التقي خلال زيارته لمصر مع عدد من المسئولين المصريين وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي وبعض وزراء الخارجية العرب، حيث تم استعراض تطورات الأزمة السورية والمقترحات الخاصة بحلها.
وكان أنان قال بعد تعيينه في المنصب الجديد: “سأسلم دمشق رسالة واضحة تؤكد أن أعمال العنف يجب أن تتوقف وأن تصل الوكالات الإنسانية إلى السكان كى تقوم بعملها، ومن المؤسف أن هذا الأمر لم يحصل، مع ضرورة قيام حوار بين جميع الفاعلين فى الأزمة السورية فى أقرب وقت ممكن”.
كما اعتبر أنان أن مهمته هى “عمل صعب جدا وتحد شاق”، وأكد أهمية أن يوافق الجميع على أنه لا يوجد إلا عملية وساطة واحدة فى سورية، وهى التى طلبت منه الأمم المتحدة والجامعة العربية القيام بها.
الاونروا تدعو إلى احترام حيادية اللاجئين الفلسطينيين في النزاع السوري
نيويورك- (ا ف ب): اعلن المفوض العام لوكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين (اونروا) فيليبو غراندي الجمعة أن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا الذين تتولى الوكالة الاهتمام بشؤونهم يجب الا يتأثروا بالازمة في البلاد.
وقال للصحافيين “من المهم جدا في الوضع الراهن ان يتم احترام حيادية اللاجئين الفلسطينيين من جانب الجميع في هذا النزاع (…)، ان يبقوا خارج هذا النزاع بصفتهم لاجئين ذي وضع حساس”، مضيفا ان “لا امثلة الى تورط” للاجئين حتى اللحظة.
كما لم تشر وكالة اونروا الى اي حركة نزوح كبيرة للاجئين من سوريا إلى لبنان. كما ان عمليات الوكالة في سوريا “علقت في الزمان والزمان اللذين كان الوضع فيهما خطيرا كما في حمص”.
وتقدم الوكالة مساعدتها لحوالى 475 الف لاجئ يعيشون في المخيمات في سوريا. وكانت علقت في ايار/ مايو 2011 انشطتها في وسط وجنوب سوريا بسبب اعمال العنف.
ووجه غراندي نداء الى البلدان الصاعدة في مجموعة بريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين وجنوب افريقيا) كي يصبحوا “مانحين بوتيرة اكبر” لبرامج الاونروا لان “النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني ليس مشكلو اقليمية بل دولية”.
وفي كانون الثاني/ يناير الماضي، دعت الاونروا إلى دفع 300 مليون دولار بشكل طارئ لصالح غزة والضفة الغربية.
واشنطن تشبه نظام الأسد بعائلة مافيا
واشنطن- (ا ف ب): شبهت الولايات المتحدة الجمعة نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ(عائلة من المافيا)، داعية كل الذين لا يزالون يدعمونه بـ”التفكير مليا” قبل الانصياع إلى “أوامر قتل الأبرياء”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند للصحافيين “في ظل نظام الأسد، السلطة السياسية في سوريا لا تعود إلى البرلمان ولا الى مجلس وزاري، بل تتركز بين أيدي ما يشبه عائلة من المافيا”.
وردا على سؤال احد الصحافيين عن “عراب” هذه الاسرة “المافياوية”، اجابت نولاند “هل تعتقدون أن الأسد حذق بما يكفي ليكون رئيسها؟”.
واضافت “الامر الوحيد الذي ساقوله هو ان (الأسد) رئيس البلاد وبالتالي فهو مسؤول بالكامل” عن اعمال العنف التي تشهدها سوريا والتي اوقعت ما لا يقل عن 8500 قتيل منذ عام بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واضافت “لهذا السبب فان الأمر الوحيد المطلوب فعله هو أن تسلم هذه العائلة السلطة”.
واعتبرت ان “اولئك الذين يدعمون هذه العائلة والذين ما يزالون ينصاعون لاوامر قتل ابرياء، يحتاجون الى التفكير مليا بما يقومون به وبالدم الذي تلطخت به ايديهم وعليهم القيام بخيار اخر”.
روسيا تحذر من أي تدخل سافر في سوريا
موسكو- (ا ف ب): حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أي “تدخل سافر” في شؤون سوريا وذلك اثناء لقاء مع الموفد الدولي للملف السوري كوفي انان كما اعلنت وزارة الخارجية الروسية السبت.
واثناء هذا اللقاء الذي لم يوضح مكانه تم “التشديد على انه من غير المقبول الاستخفاف بمعايير القانون الدولي بما في ذلك التدخل السافر في الشؤون الداخلية لسوريا” كما اوضحت الوزارة في بيان.
عشرات القتلى عشية وصول عنان.. وواشنطن وعمان تبحثان تأمين الاسلحة الكيماوية حال سقوط النظام
انشقاقات جديدة لضباط كبار في الجيش السوري
روسيا تتمسك بدعم الاسد واوروبا تحذر من التدخل
انقرة ـ دمشق ـ بيروت ـ وكالات: اتسعت عمليات الانشقاق بين المسؤولين السوريين والجيش بعد انباء عن فرار عشرة من كبار ضباط الجيش السوري، بينهم اربعة عمداء وعقيدان انشقوا عن الجيش النظامي ووصلوا الجمعة الى تركيا، في الوقت الذي قتل فيه 54 مدنيا برصاص القوات السورية في انحاء مختلفة من سورية، فيما خرج عشرات الاف المتظاهرين في انحاء عدة من البلاد في ‘جمعة الوفاء للثورة الكردية’ عشية وصول مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى دمشق كوفي عنان لبحث الازمة السورية.
وكان هؤلاء الضباط في دمشق وحمص (وسط) واللاذقية (شمال غرب)، كما اوضحت وكالة انباء الاناضول التركية الرسمية نقلا عن مصادر محلية في تركيا التي لجأ اليها حوالى 12 الف سوري منذ اذار (مارس) 2011، تاريخ اندلاع الثورة على النظام السوري.
وكان مسؤول تركي اعلن الجمعة وصول عدد من العسكريين الذين انشقوا عن الجيش السوري الى تركيا في الايام الاخيرة.
وقد وصل في الايام الاخيرة 234 سوريا منهم ضابطان برتبة عميد وعقيد واثنان من ضباط الصف، الى مدينة ريحانلي التركية الصغيرة الواقعة على الحدود السورية، هربا من الصراعات في بلادهم، كما قال لوكالة انباء الاناضول يوسف غولر نائب مدير هذه المدينة.
وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ادريان ادواردز لرويترز الجمعة ان الامم المتحدة تقدر اعداد اللاجئين السوريين الذين فروا منذ بداية الصراع قبل نحو عام بما لا يقل عن 25 الف لاجئ.
ويأتي ذلك فيما اكدت مسؤولة العمليات الانسانية للامم المتحدة فاليري آموس الجمعة في انقرة انها توصلت الى اتفاق مع النظام السوري على تشكيل ‘بعثة تقييم انسانية اولية’ في مناطق النزاع في سورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 54 مدنيا سقطوا الجمعة بنيران القوات النظامية في عدد من المناطق السورية.
واعلن المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي ان موفد للامم المتحدة والجامعة العربية الى سورية كوفي عنان التقى مساء الجمعة في القاهرة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وقال المتحدث ان عنان التقى وزراء خارجية الكويت وقطر والعربية السعودية وسلطنة عمان.
ويلتقي وزراء الخارجية العرب في القاهرة السبت لافروف لبحث الوضع في سورية.
واكدت روسيا تمسكها بموقفها من الازمة السورية بالرغم من الضغوط الغربية والعربية التي تطالبها بمزيد من الحزم ازاء حليفها السوري.
واعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الجمعة ان بلاده تعارض مشروع القرار الجديد الذي طرحته واشنطن في مجلس الامن الدولي حول سورية لانه ‘غير متوازن’ كونه لم يتضمن نداء الى طرفي النزاع، اي الحكومة والمعارضة، لوقف العنف.
كما اعلنت الصين الجمعة عن ارسال مبعوث جديد الى كل من السعودية ومصر وفرنسا لشرح الموقف الصيني حول الازمة السورية وذلك بعدما واجهت انتقادات شديدة بسبب دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.
ومن جهته شدد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الجمعة على ضرورة استبعاد الحل العسكري للأزمة السورية، وتفادي تدويلها.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير عمرو رشدي، للصحافيين الجمعة، إن عمرو أكد خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون، على ضرورة استبعاد الحل العسكري للأزمة السورية وتفادي تدويل الأزمة وإبقائها في إطار الحل العربي.
كما حذر وزراء الخارجية الاوروبيون الجمعة من تداعيات اي تدخل عسكري في سورية، معتبرين ان تدخلا من هذا النوع يمكن ان يشعل ‘حريقا واسع النطاق’.
وقال مسؤولون امريكيون وعرب ان الجيشين الامريكي والاردني يقومان بإعداد خطط لتأمين ‘ما يعتقد انه مخزون ضخم من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية’.
وقال المسؤولون ان احدى الخطط تتضمن دخول وحدات خاصة من الاردن، التي تعمل في اطار اي مهمة اوسع نطاقا لحفظ السلام تابعة للجامعة العربية، الى سورية لتأمين اكثر من عشرة مواقع يعتقد انها تحتوي على هذه الاسلحة، حسبما ذكرت صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ الامريكية الجمعة.
وقال مسؤولون حكوميون اردنيون وامريكيون ان وفدا عالي المستوى من وزارة الدفاع الاردنية قام بزيارة لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) آواخر الشهر الماضي لمناقشة التهديد الذي تشكله ‘اسلحة الدمار الشامل’ السورية وقضايا امنية اخرى.
واكد مسؤولون امريكيون ان واشنطن وعمان لا تتحدثان عن شن قوات خاصة هجمات احادية الجانب داخل سورية بسبب احتمال اندلاع نزاع مباشر مع قوات الامن التابعة للرئيس السوري بشار الاسد.
ولكنهم اوضحوا ان تحديد مواقع هذه الاسلحة وتأمينها سيكون جزءا رئيسيا في أي مهمة لحفظ السلام يسمح لها بدخول سورية في نهاية المطاف.
وقال خبراء معنيون ببرنامج الاسلحة السورية ان الاسلحة الكيماوية والبيولوجية هناك تطور وتخزن في اكثر من عشرة مواقع، معظمها شمال ووسط سورية. وبعض هذه المواقع موجود في مدن تعصف بها حاليا اعمال العنف، مثل حماة وحمص.
واعرب مسؤولون امريكيون عن قلقهم ازاء وصول هذه الاسلحة الى حزب الله ومجموعات مسلحة اخرى. واضافوا ان مسؤولين اتراكا واردنيين اعربوا عن قلقهم ازاء استيلاء عناصر المعارضة السورية التي يعتقد أن لها صلة بتنظيم القاعدة على الاسلحة الكيماوية والبيولوجية واحتمال استخدامها في هجمات ارهابية في الشرق الاوسط.
خطيب مسجد ببنغازي يكشف عن وصول مقاتلين ليبيين إلى سورية للقتال إلى جانب ‘الجيش السوري الحر‘
طرابلس ـ يو بي آي: كشف خطيب أحد مساجد مدينة بنغازي الجمعة عن وصول العشرات من ثوار المدينة والمنطقة الشرقية إلى سورية لمناصرة ‘الجيش السوري الحر’ المنشق.
ونقلت صحيفة ‘قورينا’ على موقعها على شبكة الإنترنت عن خطيب مسجد ‘جرير ‘بمنطقة بوهديمة الشيخ عماد الدرسي قوله ان ‘لثوار بنغازي خصوصا ولثوار ليبيا شرفا عظيما للمشاركة في القتال مع إخوانهم السوريين لنصرتهم ‘على من وصفوه ‘بطاغوت الشام’.
وأضاف الشيخ الدرسي ان ‘الجهاد في سورية واجب على كل مسلم’، وذلك ‘لانتهاك حرمات المسلمين هناك واغتصاب النساء من قبل كتائب (الرئيس السوري) بشار الأسد في كل المدن السورية المنتفضة ضده’.
وقال خطيب المسجد ان ‘هناك رغبة من قبل الثوار في المنطقة الشرقية للمشاركة في تحرير سورية من قبضة بشار الأسد وكتائبه وشبيحته ومرتزقته الذين أكثروا الفساد والقتل والاغتصاب’.
وأشارت الصحيفة الى انه ‘طالب الليبيين بالجهاد سواء بالمال أو النفس أو الدعاء لإخوانهم المحاصرين في سورية’.
وقالت الصحيفة إن 3 من ثوار بنغازي ‘استشهدوا في القتال الدائر في منطقة بابا عمرو بحمص على يد الجيش السوري الشهر الماضي’. وأضافت ان القتلى الثلاثة هم الشقيقان طلال ووليد الفيتوري ورفيقهما أحمد جلال العقوري.
خطّة غربية لانقلاب في دمشق
تواصل صحيفة «لوكانار أنشينيه» الفرنسية الساخرة نشر تقارير «حامية» عن الملف السوري. آخر مواضيعها كان عن مؤتمر سري لـ «المتآمرين» على سوريا في تونس، للاتفاق على إطاحة الرئيس بشار الأسد بانقلاب عسكري
عثمان تزغارت
باريس | في الوقت الذي كانت فيه الأنظار مركَّزة على «مؤتمر أصدقاء سوريا»، الذي احتضنته العاصمة التونسية في 24 شباط الماضي، التأم «مؤتمر موازٍ» خُصِّص هو الآخر للشأن السوري، وعُقد في تونس أيضاً، لكن بعيداً عن الأنظار. مؤتمر ضمّ خبراء من أجهزة استخبارات غربية وعربية، للتباحث سراً بشأن «الحلول الأمنية الممكنة للأزمة السورية».
وبحسب ما كشفته صحيفة «لوكانار أنشينيه» الفرنسية، نقلاً عن مصادر أمنية ودبلوماسية فرنسية، فإن هذا الاجتماع، الذي أطلقت عليه الصحيفة الفرنسية الساخرة تسمية «مؤتمر المتآمرين على سوريا»، وضع «خطة أمنية للخروج من الأزمة الحالية في سوريا»، وذلك من خلال «التخطيط لتدبير انقلاب عسكري لإطاحة الرئيس بشار الأسد». ونقلت الصحيفة عن مصدر في «مديرية الاستخبارات العسكرية» الفرنسية أن «استخبارات دولتين عربيتين على الأقل، هما قطر والسعودية، شاركتا في هذا المؤتمر الأمني إلى جانب الاستخبارات الأميركية والفرنسية والبريطانية والتركية». وقد حمل المقال توقيع رئيس التحرير، كلود أنجيلي، الذي يبدو أنه حاول تفادي إحراج السلطة الجديدة في تونس، من خلال تحاشي الإشارة إلى اشتراك الاستخبارات التونسية في هذا الاجتماع، وهو أمر بديهي، إذ لا يُعقل أن يُعقد اجتماع استخباري كهذا من دون موافقة أو حضور البلد المضيف. إلا أن السلطات التونسية سارعت الى تكذيب الخبر، إذ نفى الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية، عدنان منصر، «احتضان بلادنا أيّ اجتماع أمني عربي وغربي لبحث إمكان تنفيذ انقلاب عسكري ضد الرئيس السوري بشار الأسد». وتابع منصر إن «تونس لم تشارك في أي استعدادات لتدخل عسكري أجنبي من أي نوع في سوريا، وتحذّر من العواقب الوخيمة التي ستنتج عن مثل هذا التدخل إن وقع»، وبالتالي، «من الاستحالة أن تسهّل تونس انعقاد اجتماع مماثل أو تشارك فيه، سواء بالدعم أو بالحضور».
ورغم بيان النفي الذي أصدرته الرئاسة التونسية، إلا أن مقال «لوكانار أنشينيه» تضمن الكثير من القرائن والتفاصيل الدقيقة التي ترجّح صحة انعقاد «مؤتمر المتآمرين». وكان لافتاً أن «مديرية الاستخبارات العسكرية» الفرنسية لم تُصدر أيّ تكذيب، رغم أن السبق الصحافي نسب إلى ضابط كبير من هذه المديرية، كان ضمن المشاركين في «مؤتمر المتآمرين»، قوله إن «الخطة التي جرى التوصل إليها (تدبير انقلاب لإطاحة الرئيس السوري) هي الحل الأمثل للخروج من الأزمة، إذ لا يمكننا تكرار ما فعلناه في ليبيا، لأنه لا يمكن قصف الجيش السوري الذي يُعد أكثر صلابة من جيش (العقيد الراحل معمر) القذافي، كما أن الأمم المتحدة لن تمنحنا الضوء الأخضر هذه المرة بسبب الفيتو الروسي والصيني». وأوضح الضابط الاستخباري الفرنسي أنه «إلى جانب التفكير في خطة لتدبير انقلاب عسكري، تم التوافق أيضاً خلال اجتماع تونس، على بعض الخطوات لما جرى العمل به خلال الأزمة الليبية، وأهمها تزويد المتمردين السوريين بالأسلحة». وقالت «لوكانار» إن مصدراً في وزارة الخارجية الفرنسية أكد صحة هذه المعلومة، وكشف أنه «جرت برمجة عدة شحنات لإمداد الثوار السوريين بالأسلحة، على أن يكون ذلك عبر دول عربية، مثل قطر، على غرار ما جرى اللجوء إليه في الحالة الليبية».
تجدر الإشارة إلى أن تمرير شحنات الأسلحة الفرنسية عبر وسطاء عرب يهدف إلى تفادي أي إشكالات سياسية أو مساءلات برلمانية أو متابعات قانونية من قبل المنظمات الحقوقية الغربية. أما عن «خطة الانقلاب» فإن المصدر الاستخباري الفرنسي نفسه كشف لـ «لوكانار» أن الفكرة وُلدت إثر عرض تقدم به خبير استخباري غربي، خلال اجتماع تونس، وأشار فيه إلى وجود تململ في صفوف المؤسسة العسكرية السورية أخيراً، إذ «بدأت كوادر الجيش والاستخبارات، التي ظلت حتى الآن وفية للرئيس السوري، تدرك أنه لا مخرج للأزمة الحالية سوى برحيل الرئيس الأسد وعائلته عن الحكم». من هنا اقترح الخبير الغربي أن «تعمل أجهزة الاستخبارات الغربية على استثمار هذا التململ لإحداث شرخ في المؤسسة العسكرية، بما سيمسح لها باستمالة عدد من كبار الضباط السوريين، وتشجيعهم على نحو سري على تدبير انقلاب عسكري لإطاحة الرئيس من الداخل».
ونقلت الصحيفة الفرنسية الساخرة عن المصدر الذي تحدثت إليه في «مديرية الاستخبارات العسكرية» الفرنسية قوله: «قُوبلت فكرة الانقلاب بحماسة من قبل ممثلي أجهزة الاستخبارات العربية المشاركة في اجتماع تونس، وقال ضابط سعودي إن أمراء سعوديين على كامل الاستعداد للإسهام في أي مبالغ مالية، مهما كانت قيمتها، من أجل تسهيل استمالة ضباط سوريين وحثهم على الانقلاب على الرئيس الأسد»، على حد تعبير المصدر الفرنسي. ووفقاً للمقال، فقد بحث «مؤتمر المتآمرين» في تونس أيضاً «الإمكانات الفعلية للتعويل على المعارضة السورية في الخارح وعلى الجيش السوري الحر». وأشار المصدر الاستخباري الفرنسي إلى أن تقارير الخبرة الأمنية التي جرى تداولها في المؤتمر، أجمعت على أن المعارضة السورية «مشتتة ومنقسمة طائفياً وإيديولوجياً واستراتيجياً». ووصفت تلك التقارير «المجلس الوطني السوري» بأنه مجرد «أنف زائف يتخفى وراءه الإخوان المسلمون». أما «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» (التي تضم مجموعة من معارضي الداخل)، فإن «غالبية المنتسبين إليها هم من المثقفين والمعارضين الذين لا يقبلون سوى بحل داخلي بين السوريين وحدهم». ووفقاً للتقارير ذاتها، فإن الخلافات التي تعانيها المعارضة السورية في الخارج تنسحب أيضاً على المنشقين عن الجيش، المنضوين في «الجيش السوري الحر»، إذ «لا يوجد إجماع في ما بينهم لا على تأييد التدخل الأجنبي، ولا على مستقبل الوضع الذي يجب أن يقوم في سوريا بعد إطاحة الرئيس الأسد».
اشتون: نحو عشرة آلاف شخص قتلوا في سوريا حتى الآن
وكالة الأنباء الكويتية – كونا
بروكسل: اكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اليوم ان دول التكتل تأخذ موقفا موحدا ازاء ما يحدث في سوريا مقدرة عدد القتلى فيها حتى الآن بنحو عشرة آلاف شخص.
وقالت اشتون “نقف متحدين للغاية وما نقوم به ايضا هو العمل مع دولنا الاعضاء ومجلس الامن لمحاولة مساعدة الجامعة العربية في خطة عملها ومقترحاتها” لانهاء الازمة التي تشهدها سوريا حاليا.
واضافت في تصريح صحافي لدى وصولها العاصمة الدنماركية كوبنهاغن بعد ظهر اليوم لحضور اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي “نشعر بالفزع ازاء العنف الذي يحدث حيث قتل نحو عشرة آلاف شخص معظمهم من الرجال ولكن مع الكثير من الاطفال والنساء بالطبع”.
واشارت اشتون الى انها تحدثت قبل يومين مع المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي عنان معربة عن أملها في ان يحقق نجاحا سريعا في مهمته ومؤكدة دعمها له.
مدينة إدلب السوريّة تتعرّض لأعنف قصف
أ. ف. ب.
بيروت: تتعرض مدينة ادلب في شمال غرب سوريا لقصف هو الاعنف منذ تشديد الحصار على المدينة قبل ايام، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون، وذلك قبل وقت قصير من وصول الموفد الدولي الخاص كوفي انان الى دمشق السبت.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “انه القصف الاعنف منذ ارسال تعزيزات الى ادلب هذا الاسبوع، ويمهد لاقتحام”.
واوضح ان “القصف يطال احياء عدة، وهناك اطلاق نار بالرشاشات الثقيلة على احياء القصور والضبيط والحارة الشمالية”.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية ميلاد فضل في اتصال هاتفي مع فرانس برس من ادلب ان “القصف عنيف وعنيف جدا”، مضيفا ان “القصف بدأ الساعة الخامسة صباحا (3,00 ت غ)، وتسبب بسقوط ثلاثة ابنية في شارع الثلاثين”.
واشار الى ان القوات النظامية “تقصف من خارج المدينة، وتحاول الدخول من محاور عدة”، معتبرا ان “العملية تهدف لاخضاع المنطقة”.
وجاء في صفحة الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011 على موقع “فيسبوك” الالكتروني ان القصف على المدينة يترافق مع “اشتباكات بين عناصر الجيش الحر وكتائب الأسد”.
وفي شريط فيديو نشر على الصفحة السبت، تسمع اصوات انفجارات القذائف في مناطق عدة من المدينة وتتصاعد على اثرها اعمدة الدخان الابيض من امكنة عدة تدور الكاميرا عليها.
ويقول صوت مسجل على الشريط “مدينة ادلب 10 آذار/مارس 2012. الله اكبر عليك يا بشار. قصف عشوائي على مدينة ادلب”.
واستقدمت القوات السورية خلال الايام الماضية تعزيزات عسكرية كبيرة الى محافظة ادلب، وشددت الحصار على المدينة.
وتأتي هذه التطورات قبل وقت قصير من وصول كوفي انان الى دمشق حيث سيلتقي الرئيس السوري بشار الاسد.
وقتل 70 شخصا في اعمال عنف في سوريا الجمعة، بينهم 65 مدنيا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا.
واوضح المرصد في بيان فجر السبت ان 28 شخصا قتلوا في محافظة حمص (وسط) بينهم عشرون في اطلاق قذائف ورصاص من قوات النظام.
وقتل 24 شخصا في محافظة ادلب التي استقدمت القوات النظامية اليها خلال الايام الماضية تعزيزات كبيرة، وقامت باقتحام بعض بلداتها.
كما قتل خمسة جنود في الجيش النظامي في بلدة النعمية في محافظة درعا اثر استهداف ناقلة جند مدرعة من مجموعة منشقة.
وقتل الاشخاص ال13 الآخرين في اطلاق نار على ايدي قوات النظام في مناطق متفرقة.
وجاء ذلك عشية زيارة الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان في محاولة لايجاد حل للازمة السورية.
وبلغ عدد القتلى في سوريا منذ بدء الاضطرابات في منتصف آذار/مارس 2011، حوالى 8500، غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
دمشق تتحدّث عن “اجواء ايجابية” تسود اللقاء بين الاسد وانان
أ. ف. ب.
دمشق: ذكر التلفزيون السوري الرسمي السبت ان اللقاء الذي يجمع الرئيس السوري بشار الاسد بالموفد الدولي الخاص كوفي انان تسوده “اجواء ايجابية”.
وبث التلفزيون السوري الرسمي في شريط اخباري عاجل ان “اجواء ايجابية تسود لقاء الرئيس الاسد مع كوفي انان مبعوث الامين العام للامم المتحدة”.
وكانت وكالة الانباء الرسمية (سانا) افادت صباح اليوم ان “الرئيس بشار الاسد يلتقي كوفي انان مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى سوريا”، من دون اي تفصيل اضافي.
وكان كوفي انان حدد الخطوط العريضة لمهمته وتكمن في السعي الى وقف الصدامات والمعارك وعمليات القصف التي اسفرت عن مقتل اكثر من 8 الاف شخص في سوريا والعمل على “ادخال المساعدة الانسانية” و”ايجاد حل سلمي مع السوريين يحترم تطلعاتهم ويؤمن الاستقرار في البلاد”.
وعولت صحيفة الثورة الحكومية في افتتاحيتها السبت على “واقعية” انان السياسية لانجاح مهمته، محذرة في الوقت نفسه من “ان تعود (المهمة) الى الادراج” فيما لو لم يمتثل الى رغبة “مشيخات النفط” في تسويق “تسليح المعارضة”.
وقالت الصحيفة “يأتي كوفي أنان اليوم مهددا بثقل ما يحمله من تمنيات الأطراف الضالعة في الاستهداف، في وقت لا يستطيع تجاهل مواقف القوى المهتمة بجدية مهمته والراغبة فعلا في إنجاحها”.
واعتبرت ان “أخطر ما يتهدد” مهمته “فعليا أن تعود إلى الأدراج التي خرجت منها، كما هو حال تقرير لجنة المراقبين العرب، خصوصا أنه لم يبد تجاوبا في تسويق التسليح واعترض عليه، وهي مؤشرات لا تروق لمشيخات النفط”.
وتأتي زيارة انان الى سوريا بالتزامن مع عقد اللجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية اجتماعا صباح السبت في مقر الجامعة العربية في القاهرة، تلاه اجتماع لوزراء الخارجية العرب قبيل اجتماع مهم بين الوزراء العرب ونظيرهم الروسي سيرغي لافروف حول الاوضاع في سوريا.
ويغادر انان دمشق الاحد بعد ان يكون اجرى لقاءات مع مسؤولين حكوميين ومن المجتمع المدني، ليقوم بزيارات الى عدد من دول المنطقة، بحسب الامين العام للامم المتحدة الذي لم يحدد هذه الدول.
روسيا تحذر من “اي تدخل سافر” في سوريا
حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من اي “تدخل سافر” في شؤون سوريا، وذلك اثناء لقاء مع الموفد الدولي للملف السوري كوفي انان، كما اعلنت وزارة الخارجية الروسية السبت.
واثناء لقاء في القاهرة بين المسؤولين تم “التشديد على انه من غير المقبول الاستخفاف بمعايير القانون الدولي بما في ذلك التدخل السافر في الشؤون الداخلية لسوريا”، كما اوضحت الوزارة في بيان.
وسيشارك لافروف السبت في القاهرة في لقاء مع نظرائه في جامعة الدول العربية الذين وجه بعضهم انتقادات للموقف الروسي بخصوص الازمة في سوريا.
وقد استخدمت روسيا الحليفة لدمشق منذ الحقبة السوفياتية حق النقض (الفيتو) ضد قرارين في مجلس الامن الدولي يدينان قمع النظام السوري الذي اسفر عن سقوط حوالى 8500 قتيل منذ النزاع في اذار/مارس 2011 بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
كما اعترضت موسكو على مشروع قرار جديد في الامم المتحدة باعتباره “غير متوازن” خصوصا لانه لا يتضمن دعوة كافة الاطراف المعنية الى وقف النار.
وقال لافروف في وقت سابق هذا الاسبوع ان لقاء القاهرة السبت قد يكون “فرصة مهمة لدراسة معمقة للوضع” وعرض “افكار مهمة يمكن ان تطرح فيما بعد في اطار دولي اوسع”.
في هذه الاثناء بدأ كوفي انان زيارة الى سوريا السبت حيث يلتقي الرئيس بشار الاسد وسيغادر دمشق الاحد بعد اجتماعات مع مسؤولين حكوميين ومن “المجتمع المدني”.
قطر تدعو الى ارسال قوات عربية ودولية الى سوريا
دعا وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم في افتتاح اجتماع وزراء الخارجية العرب السبت وقبيل لقائهم مع وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف الى ارسال قوات عربية ودولية الى سوريا.
وقال بن جاسم الذي القى خطابه قبل تسليم رئاسة مجلس وزراء الخارجية العربي الى الكويت “ان الاوان للاخذ بالمقترح الداعي الى ارسال قوات عربية ودولية الى سوريا”.
ومن المقرر ان يلتقي الوزراء العرب بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية لاجتماعهم وزير الخارجية الروسية.
وظهرت خلال الايام الاخيرة تباينات في الموقف العربي خصوصا بين مصر والسعودية فالقاهرة اعلنت رفضها تسليح المعارضة السورية وحذرت من انعكاسات سلبية على المنطقة في حال نشوب حرب اهلية في سوريا بينما اكدت السعودية انها مع تسليح المعارضة كي تتمكن من الدفاع عن نفسها.
وتضم اللجنة العربية المعنية بالازمة السورية، التي تترأسها قطر، مصر والسودان وسلطنة عمان والجزائر والامين العام للجامعة العربية وهي مفتوحة لأي دولة عربية ترغب المشاركة في اعمالها. وحضر وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل معظم اجتماعات هذه اللجنة خلال الشهور الاخيرة.
ووصل لافروف الجمعة الى القاهرة حيث التقى وزراء خارجية السعودية وقطر والكويت، بحسب دبلوماسي عربي.
اللجنة الوزارية العربية تجتمع قبل لقاء الوزراء العرب مع لافروف
بدأت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية اجتماعا صباح السبت في مقر الجامعة العربية بالقاهرة قبيل اللقاء الذي سيعقده وزراء الخارجية العرب مع نظيرهم الروسي سيرغي لافروف حول الاوضاع في سوريا.
ويتزامن اجتماع وزراء الخارجية العرب ولافروف مع اول زيارة يقوم بها موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان الى دمشق.
واعلنت وزارة الخارجية الروسية السبت ان لافروف اجتمع مع انان في القاهرة قبل مغادرة الاخير الى سوريا وحذره من اي “تدخل سافر” في شؤون سوريا.
وقال بيان للخارجية الروسية انه خلال لقاء لافروف وانان تم “التشديد على انه من غير المقبول الاستخفاف بمعايير القانون الدولي بما في ذلك التدخل السافر في الشؤون الداخلية لسوريا”، كما اوضحت الوزارة في بيان.
ويأتي اجتماع اللجنة الوزارية العربية بعد ظهور تباينات في الموقف العربي خصوصا بين مصر والسعودية حيث ان القاهرة اعلنت رفضها تسليح المعارضة السورية وحذرت من انعكاسات سلبية على المنطقة في حال نشوب حرب اهلية في سوريا، بينما اكدت السعودية انها مع تسليح المعارضة كي تتمكن من الدفاع عن نفسها.
وتضم اللجنة العربية المعنية بالازمة السورية التي تترأسها قطر، كلا من مصر والسودان وسلطنة عمان والجزائر والامين العام للجامعة العربية وهي مفتوحة لأي دولة عربية ترغب في المشاركة باعمالها. وحضر وزير الخاردية السعودي الامير سعود الفيصل معظم اجتماعات هذه اللجنة خلال الشهور الاخيرة.
وكان لافروف وصل الجمعة الى القاهرة حيث التقى وزراء خارجية السعودية وقطر والكويت، بحسب دبلوماسي عربي.
وبلغ عدد القتلى في سوريا منذ بدء حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف آذار/مارس 2011، حوالى 8500، غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واشنطن تشبه نظام الاسد ب”عائلة مافيا”
أ. ف. ب.
صعدت الولايات المتحدة الاميركية من لهجتها حيال النظام السوري مشبهة عائلة الأسد بالمافيا، يأتي ذلك في وقت اعربت فيه عن عدم تفاؤلها بشأن تبني قرار حول سوريا في مجلس الأمن، إلا أن كلينتون اكدت أن جهوداً تبذل لاقناع الصين ورسيا بتغيير موقفهما.
واشنطن: شبهت الولايات المتحدة الجمعة نظام الرئيس السوري بشار الاسد ب”عائلة من المافيا”، داعية كل الذين لا يزالون يدعمونه ب”التفكير مليا” قبل الانصياع الى “اوامر قتل الابرياء”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند للصحافيين “في ظل نظام الاسد، السلطة السياسية في سوريا لا تعود الى البرلمان ولا الى مجلس وزاري، بل تتركز بين ايدي ما يشبه عائلة من المافيا”.
وردا على سؤال احد الصحافيين عن “عراب” هذه الاسرة “المافياوية”، اجابت نولاند “هل تعتقدون ان الاسد حذق بما يكفي ليكون رئيسها؟”.
واضافت “الامر الوحيد الذي ساقوله هو ان (الاسد) رئيس البلاد وبالتالي فهو مسؤول بالكامل” عن اعمال العنف التي تشهدها سوريا والتي اوقعت ما لا يقل عن 8500 قتيل منذ عام بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واضافت “لهذا السبب فان الامر الوحيد المطلوب فعله هو ان تسلم هذه العائلة السلطة”.
واعتبرت ان “اولئك الذين يدعمون هذه العائلة والذين ما يزالون ينصاعون لاوامر قتل ابرياء، يحتاجون الى التفكير مليا بما يقومون به وبالدم الذي تلطخت به ايديهم وعليهم القيام بخيار اخر”.
وكانت الولايات المتحدة اعلنت انها “ليست متفائلة كثيرا” بامكانية اتفاق اعضاء مجلس الامن على مشروع قرار جديد حول تقديم مساعدة انسانية الى سوريا.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند في تصريح صحافي ان الولايات المتحدة “شاركت في المشاورات طوال الاسبوع في نيويورك لمعرفة هل ثمة امكانية لصياغة قرار اقل حجما لكنه يدعم الجهود المبذولة لتقديم المساعدة الانسانية”.
لكن مشاورات شارك فيها الاعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الامن -الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا- والمغرب “لم تؤد الى اتفاق على نص”، كما اضافت.
وقالت نولاند “صراحة لسنا متفائلين كثيرا ازاء امكانية التوصل الى نص يرضي الجميع في مستقبل قريب”.
وكانت روسيا اكدت الجمعة رفضها مشروع القرار الجديد الذي طرحته واشنطن في مجلس الامن الدولي حول سوريا لانه “غير متوازن” كونه لم يتضمن نداء الى طرفي النزاع، اي الحكومة والمعارضة، لوقف العنف، بينما اعلنت الصين، التي سبق ان فرضت مع روسيا الفيتو على قرار دولي يدين النظام السوري، ارسال مبعوث جديد الى كل من السعودية ومصر وفرنسا لشرح موقفها من الازمة السورية.
ومن المقرر ان يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت نظراءه في الجامعة العربية في القاهرة لبحث الوضع في سوريا.
وأكدت نولاند ان البلدان العربية تضغط على الصين وروسيا لتغيير موقفهما حيال اعتماد قرار في مجلس الامن الدولي بشان سوريا.
وقالت المتحدثة “هم يريدون حصول تقدم” و”بدأوا بالحديث عن اثار على علاقاتهم مع روسيا والصين بفعل (اعاقة القرار الدولي)”.
من جهتها اوضحت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خلال مؤتمر صحافي مع نظيرها الكوري الجنوبي كيم سونغ هوان ان “ثمة عملا مهما جار حاليا” بهدف تغيير المواقف الروسية والصينية.
واضافت كلينتون “تحدثت مع وزيرة الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل بضعة ايام لابلاغه عن الامل في لعب روسيا دورا بناءا لوقف حمام الدم في سوريا”. وتلتقي كلينتون نظيرها الروسي الاثنين على هامش مؤتمر حول الربيع العربي في نيويورك.
بعد أن فشلوا في توحيد صفوفهم والانضمام إلى المعارضة
أكراد سوريا يلوذون بالفرار هرباً من بطش الأسد
أشرف أبو جلالة من القاهرة
توجه عدد من الأكراد المقيمين في سوريا خلال الأسابيع الماضية على التوجه إلى كردستان العراق، هربا من أعمال العنف التي تهددهم، وهم الذين فشلوا في التعبير عن شكواهم من القمع والتمييز، وفي توحيد صفوفهم والانضمام إلى المعارضة التي تهيمن عليها الطائفة السنية.
القاهرة: كما حدث قبل عدة سنوات، ها هو التاريخ يعيد نفسه مع إقدام العشرات من الأكراد المقيمين في سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية على التوجه إلى كردستان العراق، هرباً من قوات الأمن وأعمال العنف التي تهدد بوضع الأكراد في مهب الرياح بعدما كانوا على هامش الانتفاضة التي تشهدها سوريا منذ ما يقرب من عام الآن.
ورغم أن أعداد هؤلاء النازحين الأكراد لا تزال صغيرة حتى اللحظة، إلا أن الوافدين الجدد يعبرون عن تغير محتمل في التفكير بين أكبر أقلية عرقية في سوريا، والتي بمقدورها أن تحول الزخم ضد الرئيس بشار الأسد في الوقت الذي تحظى فيه قواته العسكرية باليد الطولى في ظل الأحداث المتصاعدة التي تشهدها البلاد.
وقد فشل الأكراد، الذين لطالما عبروا عن شكواهم من القمع والتمييز على يد نظام الأسد، في توحيد صفوفهم والانضمام إلى المعارضة التي تهيمن عليها الطائفة السنية، في الوقت الذي بدأ يعرب فيه البعض عن تخوفه من أن الحكومة التي سيتم تكوينها في مرحلة ما بعد الأسد والتي سيتزعمها قادة الانتفاضة قد لا تكون أفضل حالاً من حكومة الأسد، أو ربما تكون أسوأ، وفقاً لما ذكرته صحيفة النيويورك تايمز الأميركية.
وكأن يأمل الآلاف من الأكراد – الذين يشكلون ما يقرب من 10 % من إجمالي سكان سوريا، والذين يقدر عددهم بـ 23 مليون نسمة – الاحتجاج على ما تعرضوا له من تمييز على مدار عقود. حيث مُنِعوا من تحدث الكردية في المدارس وحُرمِوا من الحصول على صوت سياسي وكانوا عرضة للتخويف والاعتقالات إذا جرؤوا وتحدثوا عن حقوقهم. وبعد أن تم تدعيمهم من جانب ناشطين شبان، نجح الأكراد في سوريا في تشكيل جماعات معارضة خاصة بهم ودخلوا في مواجهات مع قوات الأمن في الشوارع.
لكن، وبالرغم من ذلك، استمر الانقسام بين صفوف الناشطين الأكراد، ولم يتحدوا بكامل طاقتهم في الحملة التي خاضوها للإطاحة بالأسد. وعلى غرار مسيحيي سوريا، تنتاب كثيرون شكوكاً عميقةً ومخاوف من أن تهمشهم الحكومة السنية المحتمل تشكيلها مستقبلاً على نحو أكبر مما هو حاصل الآن. وتابعت الصحيفة حديثها في هذا السياق بنقلها عن محمود عثمان، برلماني عراقي كردي، قوله:”للأكراد في سوريا مشكلاتهم الخاصة، وهم ضد نظام الأسد، وهم على هذا الحال منذ سنوات ولا يمتلكون أية حقوق، لكنهم غير متأكدين من هوية المسؤولين الذين سيأتون بعد ذلك”.
ثم مضت الصحيفة الأميركية تنوه في هذا السياق إلى أن الأسد تمكن بصورة جزئية من الاحتفاظ بالدعم خلال تلك الانتفاضة التي تشهدها البلاد عبر مداعبته جماعات الأقلية السورية التي تبحث عن الدولة البوليسية من اجل توفير الحماية لهم. لكن عبد الباسط صيدا، أحد قادة المعارضة الأكراد، أوضح أن طريقة تعامل الحكومة الوحشية مع المنشقين عملت تدريجياً على توحيد صفوف الأكراد في مواجهة الأسد، وقاموا في الوقت ذاته أيضاً بتسوية الخلافات مع قادة المعارضة العرب. ومع هذا، تعهد قادة المعارضة من الأكراد بألا يدخلوا في مواجهة مع حكومة الأسد أو ينضموا للثوار، خشية أن يتعرضوا لردة فعل مميتة من جانب قوات الأمن.
وقال هنا كاوا عزيري، كردي يعيش في العراق وهو أحد أعضاء تيار المعارضة:”نحن ندعم الجيش السوري الحر، وعلينا أن نتعامل معهم ونحن ننسق معهم لكننا لا نحارب معهم”. غير أن تواجدهم، وفقاً للصحيفة، قد سلط الضوء أيضاً على تشعب محتمل آخر للانتفاضة وأعمال العنف في سوريا، لأن اللاجئين وبمجرد وصولهم إلى شمال العراق، اكتشفوا أنهم لم يكونوا الأوائل. فمن الجدير ذكره أن أعمال شغب شهدتها مباراة في كرة القدم عام 2004 بمدينة قاميشلي التي تقطنها أغلبية كردية ( بشمال شرق سوريا ) قد أسفرت عن وقوع صادمات مع ضباط الأمن مع استمرار التظاهرات على مدار أيام، في الوقت الذي واصل فيه الأكراد التعبير عن غضبهم جراء تلك الأحداث العنيفة. وقد لاذ الآلاف منهم بالفرار في أعقاب الحملة القمعية التي تعرضوا لها آنذاك، وانتهى بهم الأمر هنا، في معسكر للاجئين أطلقوا عليه اسم “قاميشلي”، بغية إحياء ذكرى أعمال العنف التي تعرضوا لها.
ثم أعقبت الصحيفة بقولها إنه وبعد مرور ما يقرب من ثماني سنوات الآن، فإن منفاهم الدائم على ما يبدو قد يقدم لمحة بخصوص المستقبل الذي ينتظر آلاف السوريين الذين عبروا إلى لبنان وتركيا والأردن، ما ينذر بأن حالة الطوارئ القائمة بطول الحدود السورية قد تستمر على مدار أشهر، إن لم تكن على مدار سنوات.
وقال في هذا الصدد برزان بهرام، قائد بمعسكر قاميشلي: “حين أتيت إلى كردستان للمرة الأولى، اعتقدت أني سأبقى هناك لأسابيع قليلة. ولم أتوقع أن أعيش في المنفى”.
وختمت الصحيفة بتأكيدها أن التدفق الأخير للاجئين الأكراد جاء ليشكل أول حركة حقيقية للسوريين إلى داخل العراق منذ بدء الانتفاضة ضد حكومة الأسد قبل ما يقرب من عام. ولفتت إلى أن المسؤولين الأكراد سمحوا لأكراد سوريا بالبقاء، ورحبوا بهم على أسس إنسانية حتى في الوقت الذي رفض فيه المسؤولون أخذ موقف في حرب أهلية عاشتها سوريا وتحولت إلى صراع سلطة عالمي. وقال محمد جافو، 26 عاماً، وهو طالب كردي كان يدرس بجامعة دمشق إنه هرب من سوريا قبل أسبوعين بدلاً من أن يتم تجنيده في الجيش:”ليس هناك من فرصة للعودة الآن. فقد تجاوزنا الخط المسموح به. وأنا بحاجة الآن إلى الالتحاق بوظيفة، وإيجاد منزل، لكنني لا أعرف أحدا، وتلك هي المشكلة التي تواجهني”.
ينظرون إلى الأحداث بحذر خشية تعميق تهميشهم
أكراد سوريا… بطاقة قوة الثورة
لميس فرحات من بيروت
تبرز الأقلية الكردية التي عانت القمع في سوريا، اليوم باعتبارها بطاقة القوة الرئيسة التي يمكن أن تعزز زخم حركة المعارضة المبعثرة والمحاصرة، والتي من المتوقع أن تصبح أكثر عنفاً، ولا يؤيد الأكراد الثورة بحماسة خشية أن تؤدي نتائجها إلى تعميق تهميشهم.
بيروت: حتى الآن، لا يبدي الأكراد في سوريا حماساً كبيراً للثورة على نطاق واسع، وذلك لأن الأغلبية السنية في سوريا تشكل الجزء الأكبر من المعارضة. وينظر الأكراد إلى أحداث الثورة السورية بحذر، لأنهم يخشون أن تؤدي حكومة جديدة تسيطر عليها الطائفة السنية إلى تعميق تهميشهم في سوريا.
ينظّم الاكراد في شمال شرق البلاد احتجاجات سلمية يومية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وقد ركزت الحكومة معظم جهودها لقمع التمرد في المدن السنية مثل حمص وحماة، لكنها امتنعت عن استخدام القوة ضد الأكراد.
ويشكل السنة الأغلبية في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، والتي خضعت لعقود إلى حكم أفراد من الطائفة العلوية الشيعية. وتشير التقديرات إلى أن الأكراد يشكلون ما بين 8 و 15 في المئة.
في هذا السياق، اعتبرت صحيفة الـ “واشنطن بوست” ان الانقسامات العرقية والدينية العميقة في سوريا تجعل الثورة أكثر تعقيداً بكثير، ويمكن أن تكون حاسمة أكثر من ثورات ليبيا ومصر وتونس.
وأضافت أن الأكراد في سوريا يبدون منقسمين حيال نوع الدور الذي يريدون رسمه لأنفسهم في حال نجحت حركة المعارضة في إسقاط حكومة الأسد. لكن الولايات المتحدة وحلفاءها من الدول الغربية تحاول على نحو متزايد ايجاد سبل لجلب الأكراد إلى جبهة المعارضة الرئيسة، وهو جهد لا يزال بعيد المنال.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي، قوله ان “الولايات المتحدة وحلفاءها الاوروبيين عملوا وراء الكواليس لتشجيع المعارضة الرئيسة لتقديم التزامات بشأن حقوق الاكراد في مرحلة ما بعد الاسد”.
واضاف “عندما يقرر الأكراد المشاركة بطريقة كبيرة، فهذا يمكن أن يكلف النظام سلطته المادية على منطقة بأكملها، ويمكن أن يكون أيضاً المفتاح الذي سيدفع حلب ودمشق إلى الانتفاض والإنضمام للثورة”.
وتعتبر المنطقة التي تقطنها أغلبية كردية، مهمة جداً من الناحية الاستراتيجية لأنها تشترك في الحدود مع العراق وتركيا ولديها احتياطيات نفطية كبيرة، لكنها لا تزال بمثابة لقمة سائغة.
المسؤولون في تركيا، التي تقطنها أقلية كردية مضطهدة، إضافة إلى العراق، حيث حاز الاكراد درجة كبيرة من السيادة، يراقبون الصراع في سوريا عن كثب، قلقين من تأثير الموجة العابرة للحدود.
ولطالما تاق الأكراد، وهم جماعة عرقية انتشرت في العراق وتركيا وايران وسوريا، إلى أن تكون لهم دولتهم الخاصة، وهذا الطموح كثيراً ما أدى إلى اضطهادهم.
قصة انتفاضة الأكراد السوريين، استناداً إلى مقابلات مع خبراء وقيادات كردية في سوريا والعراق، هي المفتاح لفهم سبب بطء الثورة في سوريا لجمع زخم حاسم، وتعطي لمحة عن حجم الفوضى التي ستعم البلاد في مرحلة ما بعد الاسد.
“لطالما حاول نظام البعث القول إن الاكراد يحاولون تقسيم سوريا”، يقول عبد الباقي يوسف، وهو سياسي كردي سوري، في مقابلة أجريت معه في أربيل، في إشارة الى حزب البعث التابع للأسد. ويضيف: “لو انضممنا إلى الثورة، لكان النظام ليتهمنا بأننا بدأنا بمخطط التقسيم”.
عندما بات التمرد يحظى بتأييد في مدينة درعا السورية الجنوبية، بدأ الاكراد تنظيم احتجاجات واسعة في بلدة القامشلي شمال شرق سوريا وغيرها من المناطق ذات الأغلبية الكردية، حيث نزل عشرات آلاف الأكراد إلى الشوارع، وفقاً لزعماء الاكراد.
وقال يوسف ان المتظاهرين مزقوا ملصقات وصور الأسد التي كانت تنتشر في الأحياء والشوارع، وأطاحوا بتمثال والده الراحل والرئيس السابق الذي حكم سوريا لوقت طويل، حافظ الأسد.
ارتفعت الكراهية الكردية تجاه النظام في تشرين الأول، بعد اغتيال مشعل التمو، وهو ناشط كردي بارز. وما ان انتهت مراسم دفنه، تدفق عشرات الآلاف من الناس الى الشوارع في شمال شرق البلاد. هذه المسيرات تسببت بردّ فعل، يمكن اعتباره نادراً تجاه الأكراد في خضم الثورة، إذ اتهمت قوات الأمن بإطلاق النار بالذخيرة الحية على الحشود في المنطقة.
إضافة إلى الهتافات ضد الأسد، تحولت التظاهرات في المناطق الكردية إلى دعوات ومطالبات بالسيادة وحق تقرير المصير. ولوح المتظاهرون بالعلم الكردي الاحمر والابيض والاخضر، فيما راقبت قوات الأمن الناشطين عن كثب، وسعت إلى تفريق البعض بالغاز المسيل للدموع، كما أظهرت درجة ملحوظة من ضبط النفس في المدن الكردية، وهو تناقض صارخ مع القصف الذي طاول حمص في الآونة الأخيرة.
“النظام لا يريد أن يبدأ اشتباكات مع الاكراد”، يقول صالح كادو، وهو زعيم في حزب اليسار الكردي من القامشلي في مقابلة عبر الهاتف. واضاف “حتى الآن، إننا نؤكد أن الثورة يجب أن تكون سلمية. اعتقادنا هو أن يأتي التغيير من خلال الوسائل السلمية وليس بالعنف”.
على الرغم من أن القادة الأكراد يقولون إن معظم السوريين الأكراد يعارضون بشدة نظام الأسد، إلا أنهم يشعرون بانزعاج شديد من تركيا، على خلفية الدور القيادي الذي لعبته في تنظيم المعارضة.
يشار إلى أن تركيا أصبحت ملاذاً للاجئين السوريين وأعضاء من حركة المعارضة المسلحة المعروفة باسم جيش السوري الحر.
في الوقت الذي تعمل فيه القيادة التركية على مراقبة الوضع السياسي السوري عن كثب، فإنها على الأرجح تضع في اعتبارها المسألة الكردية التي تظهر عند كل منعطف. وتقلق أنقرة من أن يستخدم أعضاء حزب العمال الكردستاني، الذين يحاربون الحكومة التركية في محاولة من أجل الاستقلال منذ سنوات، المناطق السورية النائية لشن هجمات سهلة على تركيا.
وقاطعت الجماعات الكردية قمة الاحزاب المعارضة السورية التي عقدت في ايار (مايو) اعتراضاً على تنظيمها في تركيا. وحضر عدد قليل منهم مؤتمر اسطنبول في شهر آب (أغسطس) حين تم تشكيل المجلس الوطني السوري.
سعياً منه لرأب الانقسامات بين الجماعات الكردية السورية، استضاف مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق، مجموعة من الساسة الاكراد من الدول المجاورة في الشهر الماضي. وتعهد دعم المنطقة المزدهرة طالما يجد الأكراد السوريون طريقة للتكاتف معاً. وشدد الزعيم الكردي أيضاً على ضرورة ألا تنضم المجموعات الكردية إلى المقاومة المسلحة.
وأضاف: “إن حقبة الكفاح المسلح انتهت”.
وثيقة مشتركة في اتجاه توحيد المعارضة السورية
بهية مارديني
تونس: علمت “إيلاف” أنّ مفاوضات حثيثة تجري منذ حوالي الأسبوع بين أطراف سورية معارضة رغبة في تشكيل جبهة قوية تكون مواقفها متقدمة لدعم الثورة السورية، ونقل مطالب السوريين الذين يعانون منذ أعوام من نظام استبدادي ومعارضة مشتتة، في حين أكد قيادي كردي لـ”ايلاف” أن المجلس الوطني الكردي سيتفاوض مع أطر المعارضة الوطنية السورية.
وبحسب المعلومات المتوافرة سيجري التوقيع قريبا على وثيقة مشتركة لأكثر من طرف معارض سوري، ويبدو البيان المشترك الأول الذي صدر اليوم لتيارين سوريين معارضين حول اعتقال أسرة عميد سوري كخطوة مهمة لتوحيد المعارضة السورية ونحو توقيع هذه الوثيقة.
ووقع اليوم تيارين سوريين هما تيار التغيير الوطني والتيار الوطني السوري بيانًا مشتركًا استنكرا فيه “اعتقال زوجة المناضل العميد الجوي الركن فايز عمرو وأسرته “بعد الموقف البطولي في انشقاقه عن جيش الاستبداد والقمع الأسدي، وانضمامه إلى قافلة الشرفاء من المنشقين عن تلك المؤسسة الاستبدادية، ووقوفه في صف ثورة الحرية والكرامة في مواجهة النظام الأمني الدكتاتوري”.
و كان فرع المخابرات الجوية في مدينة حمص قام بنقل عائلة العميد الجوي الركن فايز عمرو الى فرع التحقيق التابع للمخابرات الجوية في دمشق.
في حين قامت عناصر من المخابرات الجوية في مدينة حمص التابعة لنظام بشار الأسد في سوريا منذ ثلاثة أيام باختطاف أولاد وزوجة العميد الجوي الركن فايز عمرو بعد انشقاقه عن الجيش السوري، ووقوفه في الثورة، وهم بحسب بيان للمنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا: زوجته، أفراح محمد وأولاده: حيان عمرو – عز الدين عمرو – عبد القادر عمرو – رضا عمرو – عتاب عمرو – بهية عمرو،
من جهة أخرى داهمت دورية تابعة للمخابرات السورية في الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم 7/3 /2012 مطعم “نينار” في منطقة باب شرقي بدمشق، واعتقلت الشابة يارا ميشال شماس مع مجموعة من أصدقائها ثم اقتادتهم إلى جهة مجهولة.
حيث تم اعتقال يارا شماس (20 عاما) خريجة هندسة كمبيوتر، وهي ابنة المحامي والناشط الحقوقي المعروف ميشال شماس، ولم تتضح أسباب اعتقالها حتى اللحظة عشية يوم المرأة العالمي.
كما اعتقلت السلطات السورية في مدينة حلب عددا من مواطني عشيرة البطوش للضغط على أفراد العشيرة واجبارها على تغيير موقفها المؤيد لثورة الكرامة السورية وهم: ابراهيم خلف – فهد الجميل – فيصل ثائر الحسين البكري – عبد الله حامد البكري – محمود حسين الشيخو – رضوان حسين الشيخو – جمعة حسين العيسى – عبد الكريم العسكري.
ودانت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سورية في بيان ، تلقت “ايلاف” نسخة منه، واستنكرت “بشدة اعتقال المواطنين السوريين”، وأبدت قلقها البالغ على مصيرهم، وطالبت “الأجهزة الأمنية بالكف عن الاعتقالات التعسفية التي تجري خارج القانون والتي تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق والحريات الأساسية التي كفلها الدستور السوري لعام 1973” .
وأعلنت المنظمة “تأييدها الكامل لممارسة السوريين جميعا حقهم في التجمع والاحتجاج السلمي والتعبير عن مطالبهم المشروعة”، ورأت “بأن هذه المطالب محقة وعادلة وعلى الحكومة السورية العمل سريعا على تنفيذها، من أجل صيانة وحدة المجتمع السوري وضمان مستقبل ديمقراطي آمن وواعد لجميع أبنائه دون أي استثناء”.
وطالبت المنظمة الوطنية في بيانها “المجتمع الدولي بإجبار السلطات السورية على تنفيذ خطوات عاجلة وفعالة لضمان الحريات الأساسية لحقوق الإنسان والكف عن المعالجة الأمنية التي تعد جزءا من المشكلة وليست حلا لها واعادة الجيش الى ثكناته، وتفعيل مرسوم الغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية، والإقرار بالأزمة السياسية في سورية والافراج عن كافة المعتقلين السياسيين وخاصة الرهائن منهم مثل افراد عائلة العميد فايز عمرو ويارا شماس”.
الى ذلك قال شلال كدو قيادي في لجنة اقليم كردستان للمجلس الوطني الكردي في سوريا في تصريح خاص لـ”إيلاف” إن مكتب الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سوريا انتخب في اجتماعه الاعتيادي قبل أيام” أحمد سليمان (عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا) رئيساً دورياً له، خلفاً للدكتور عبد الحكيم بشار سكرتير الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي”).
المظاهرات تعم سوريا.. وموجة انشقاقات لضباط كبار
عشرات الآلاف تظاهروا في جمعة «تحية انتفاضة الأكراد».. واشتباكات عنيفة في إدلب وحمص ومقتل أكثر من 62 * حملة اعتقالات في حماه * عميد منشق لـ«الشرق الأوسط»: عدد كبير من العسكريين يخطط للانشقاق * أنان يلتقي الأسد غدا.. وواشنطن تصر على مشروعها في مجلس الأمن
جريدة الشرق الاوسط
لندن: نادية التركي ـ بيروت: كارولين عاكوم واشنطن: محمد علي صالح وهبة القدسي
عمت سوريا أمس المظاهرات في «جمعة تحية انتفاضة الأكراد»، حيث قدرت أعداد المتظاهرين بعشرات الآلاف وسط حملة اعتقالات في حماه، وفاق عدد المظاهرات 400، حسب ما أفاد به ناشطون. كما أكد سوريون أن أكثر من 62 قتيلا سقطوا، معظمهم في محافظتي حمص وإدلب، حيث جرت اشتباكات عنيفة.
وفي الوقت الذي يتصاعد فيه قمع النظام السوري للمحتجين، شهدت الانشقاقات بين الضباط عددا غير مسبوق، حيث ذكرت وكالة «أنباء الأناضول» التركية الرسمية أمس أن عشرة من كبار ضباط الجيش السوري، منهم أربعة عمداء وعقيدان انشقوا عن الجيش النظامي ووصلوا أمس إلى تركيا.
من جهته، أكد العميد الركن فايز قدور عمرو، وهو الذي انشق عن النظام السوري منذ شهر والتحق بالضباط السوريين المنشقين في تركيا، وصول 6 عمداء لتركيا بعد انشقاقهم عن النظام والتحاقهم بـ«الجيش الحر» في تركيا، وقال عمرو في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس إن «عددا كبيرا» من العسكريين يخططون للانشقاق عن نظام الرئيس بشار الأسد قريبا.
كما قال إن النظام قتل أكثر بكثير مما أعلنت عنه الإحصاءات وأوضح «رقم 8 آلاف الذي يتحدثون عنه يعرفون أنها كاذبة». إلى ذلك، يلتقي مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان الأسد في دمشق غدا لإجراء محادثات حول إدخال المساعدات الإنسانية لسوريا، ومن جهتها تصر الولايات المتحدة على مشروع قرارها الذي قدمته لمجلس الأمن الأسبوع الماضي حول سوريا، وتطالب فيه بـ«النظر في اتخاذ إجراءات إضافية ضد سوريا ما لم تمتثل لمطالب مجلس الأمن».
اشتباكات عنيفة في إدلب وحمص وأكثر من 62 قتيلا
الآلاف تظاهروا في حلب ودمشق في جمعة «الوفاء للانتفاضة الكردية»
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح لندن: «الشرق الأوسط»
لم تحد زيارات الموظفين الأمميين لسوريا من ضربات النظام الشرسة للمدن والمناطق الثائرة، بل إنها استمرت وعلى نحو أعنف. وخلال زيارة مسؤولة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري اموس تعرضت أكثر من مدينة وبلدة لقصف عنيف بعدما سمح بصعوبة لآموس بدخول حي بابا عمرو المنكوب، ولم تمنحها الحكومة السورية سوى موافقة على الانضمام للوكالات التابعة للمنظمة الدولية في «تقييم محدود» للوضع في البلاد، بحسب تصريحات آموس أمس من أنقرة، حيث قالت إنها طلبت من الحكومة السورية السماح بدخول المساعدات للمناطق الأكثر تضررا من دون عائق لكن الحكومة طلبت المزيد من الوقت.
وعشية زيارة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي عنان لسوريا، قصفت قوات الجيش النظامي عدة أحياء في مدينة حمص وعدة قرى في ريف حماه وفي ريف درعا، حيث جرت اشتباكات عنيفة، وكذلك في ريف محافظتي دير الزور وإدلب، كما أطلقت النار على المتظاهرين الذين خرجوا في يوم جمعة كرس لتحية انتفاضة الكرد السوريين عام 2004، التي أخمدها النظام وأسفرت عن سقوط أكثر من 300 قتيل، واعتقال آلاف الأكراد.
وقال ناشطون سوريون إن أكثر من 62 قتيلا سقطوا معظمهم في محافظتي حمص وإدلب وبينهم أكثر من عشرة أطفال. وقالت لجان التنسيق المحلية إن بين «شهداء أمس سيدتين وعشرة أطفال.. وهناك سبعة وعشرين شهيدا في إدلب منهم عشرون قضوا في مجزرة عين لاروز، واثنان وعشرون شهيدا في حمص، وخمسة شهداء في درعا، وأربعة شهداء في حماه، وشهيدان في دمشق وشهيد في كل من اللاذقية وحلب».
وكان عنان قد دعا إلى التوصل إلى حل سياسي من خلال الحوار، لكن شخصيات معارضة انتقدته بسبب الاقتراح وقالت «إن الدعوات إلى الحوار لا تؤدي إلا إلى إتاحة المزيد من الوقت للسلطة لقمع المعارضة».
وتعرضت مدينة حمص التي شهدت خروج العديد من المظاهرات الحاشدة في أحياء القصور والقرابيص والبياضة إلى قصف عنيف بقذائف الهاون استهدف حيي الخالدية وكرم الزيتون وعشيرة وجب الجندلي وباب تدمر. وقال ناشطون إن قناصة كانوا يطلقون النار على كل ما يتحرك، فيما وجهت المآذن نداءات للأهالي لإخلاء الطبقات العليا من الأبنية بعد سماع أصوات تحليق لطائرات شراعية، وقد تم قصف شارع الستين بالخالدية، والذي انتشرت فيه الدبابات بشكل كثيف منذ ساعات الفجر، وتعرضت معظم المساكن المطلة على الشارع للقصف المدفعي، وأسفر ذلك عن سقوط عدد من القتلى والجرحى وتضرر عدد كبير من المنازل. وفي ريف حمص لا تزال مدينة القصير محاصرة وتتعرض صباح كل يوم لعدة ساعات من القصف، مع استمرار إطلاق الرصاص المتقطع خلال اليوم وانتشار القناصة الذين يمنعون الحركة في كل الشوارع، كما تم إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية إلى مدينة الرستن تمهيدا لتوجيه ضربة عسكرية مجددا للمدينة. وفي تدمر وسط البادية السورية قال ناشطون إنه جرت اشتباكات بين الجيش النظامي وجنود منشقين قرب سجن تدمر العسكري الشهير، فيما تبقى الاتصالات مقطوعة عن كامل الريف كما في المدينة.
وفي العاصمة دمشق، وكما جرت العادة كل جمعة، زادت السلطات السورية التعزيزات الأمنية داخل المدينة، وحاصرت المساجد في الأحياء الثائرة تحسبا لخروج مظاهرات، حيث قامت بإطلاق النار على متظاهرين خرجوا في حي الميدان. وقال ناشطون إنه جرت مواجهات بين قوات الأمن والشبيحة والمتظاهرين في حارات قويق والصحابة والموصلي في الميدان، وقام المتظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة، بينما أطلقت قوات الأمن الرصاص والغاز المسيل للدموع. وفي حي التضامن تم إطلاق النار على مظاهرة خرجت من جامع الزبير مما أسفر عن سقوط قتيل وإصابة العديد بجراح. وفي حي كفرسوسة قتل أكثر من ثلاثة أشخاص أثناء تفريق قوات الأمن والشبيحة لمظاهرة خرجت من جامع النعيم، وتأزمت الأوضاع هناك مع خروج مظاهرة حاشدة شارك فيها عدة آلاف أثناء تشييع قتيل سقط مساء أول مس في حي كفرسوسة في إطلاق نار من الأمن على المنازل لدى قيام أهالي الحي بالتكبير مساء.
كما هاجمت قوات الأمن والشبيحة مظاهرات خرجت في أحياء القابون وبرزة والمزة والشيخ سعد وببيلا والعسالي والحجر الأسود ودف الشوك ونهر عيشة والقدم وغيرها، وجرت حملة اعتقالات واسعة في تلك الأحياء.
وفي مدينة دوما في ريف دمشق، حيث جرى انتشار أمني كثيف في المدينة منذ ساعات الصباح الأولى، وسماع إطلاق نار أثناء صلاة الجمعة، خرجت مظاهرة حاشدة من جامع حسيبة تهتف للمدن المحاصرة وتطالب بتسليح الجيش الحر، وجرى إطلاق نار كثيف لتفريق المظاهرة، وإطلاق نار أيضا عند الجامع الكبير وسقوط عدد من الجرحى، ومحاصرة منطقة جامع حوى وإطلاق نار على المتظاهرين في مساجد التوحيد والبغدادي ومسجد أمهات المؤمنين عند مفرق يلدا. وفي مدينة القطيفة قال ناشطون إن إطلاق نار كثيف من أسلحة ثقيلة جرى هناك عقب انشقاق عدد من الجنود وانضمامهم للجيش السوري الحر الذي اشتبك مع القوات النظامية. وفي مدينة الهامة التي تشهد حملة اعتقالات متواصلة منذ أسبوع، خرجت مظاهرة حاشدة تطالب بالإفراج عن المعتقلين وتندد بأعمال النهب والسرقة التي قامت بها قوات الأمن وجيش النظام السوري. وفي مدينة قدسيا، تم إرسال المزيد من التعزيزات الأمنية والعسكرية مع استمرار الحصار، كما خرجت مظاهرة في مدينة جديدة عرطوز من جامع عمر بن الخطاب، وفي مدينة الضمير جرت اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.
كما جرت اشتباكات في مدينة الضمير وصفت بالأعنف منذ بداية الأحداث بين الجيش الحر والجيش النظامي، استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة والمتوسطة وقذائف الـ«آر بي جي» والروسيات، بعد مظاهرة خرجت في مدينة ضمير، دخلت على أثرها قوات الأمن والجيش بالمدرعات وناقلات الجند والباصات للمدينة، وبدأت المواجهات بين الجيش الحر وقوات الأمن والجيش، وسط توارد أنباء عن تفجير سيارة للأمن ومقتل عسكريين اثنين، ولا أنباء عن أي إصابات لأفراد الجيش الحر.
وفي حوران – جنوب البلاد – حيث سجل أكثر من سبعين نقطة تظاهر، قال ناشطون إن الجيش الحر قام بتفجير دباباتين للجيش النظامي في بلدة الكرك الشرقي، تبعت ذلك اشتباكات عنيفة أسفرت عن هدم 3 منازل على الأقل نتيجة القصف المدفعي. وفي داعل خرجت مظاهرات من الجوامع رغم الحواجز، وهتفوا لوحدة العرب والكرد. وقال ناشطون إن أربعة جنود انشقوا في داعل، اثنين من حمص وجنديا من إدلب وآخر من ريف دمشق، وحصل على أثر ذلك اشتباك بين المنشقين وجيش النظام أسفر عن مقتل المجند محمد عبد المجيد رمضان من معرة النعمان واعتقال المجندين المنشقين من حمص وفرار المجند الرابع. وقامت قوات الأمن باختطاف جثمان المجند المنشق الذي قتل في الاشتباك.
وفي بلدة الحارة، قامت قوات الجيش النظامي بإطلاق النار من الرشاشات، ونتجت خمس إصابات إحداها خطيرة عند مسجد مصعب بن عمير. وشنت قوات النظام حملة اعتقالات واسعة، كما قامت باقتحام بلدة الشيخ مسكين من جهة نوى تحت وابل من إطلاق النار العشوائي، واستمرت الحملة لعدة ساعات، ثم توجهت القوات بعدها إلى بلدة ازرع ومعها دروع بشرية من المدنيين، حيث اعتقلت أكثر من 30 مدنيا بشكل عشوائي من الشيخ مسكين. واقتحمت أيضا بلدة المليحة الشرقية ودمرت ساحة التظاهر وسط إطلاق نار كثيف على مظاهرة خرجت هناك وتمركز مدرعتين وناقلة داخل البلدة. وفي انخل، تم إطلاق النار بشكل عشوائي وبكثافة لتفريق المظاهرات في البلدة مما أسفر عن إصابة العشرات بجراح وقامت قوات الأمن باعتقالات عشوائية.
وفي إدلب، حذر ناشطون من عملية عسكرية شرسة يستعد النظام للقيام بها على غرار ما حصل في بابا عمرو، وخرجت مظاهرات حاشدة يوم أمس هناك رغم الوجود الأمني والعسكري المكثف هناك، حيث خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة إدلب بعد صلاة الجمعة تهتف لحمص والريف المنكوب، وشهدت معظم مدن وبلدات الريف مظاهرات وفي بلدة سلقين تعرض المظاهرة لهجوم من شبيحة أهل جلخي الذين قاموا برمي الحجارة من أسطح البيوت على المتظاهرين. وقال ناشطون إن قوات النظام ارتكبت مجزرة جديدة في بلدة عين لاروز أودت بحياة عشرين شخصا بينهم أفراد من عائلتين، وعرف منهم: سميح القسوم، ابنه الطفل جميل 16 سنة، طاهر قنطار وأخوه نجم، جميل قنطار، إبراهيم قنطار عبد الحي قنطار، مصطفى قنطار، عبد الله حسن اليوسف، الإخوة عبد الكريم وحسن ومحمد أنور برهوم، وجميل مصطفى الحسين قنطار، في وقت حاصرت فيه مدرعات الجيش النظامي المساجد في مدينتي حاس وكفر نبل وأطلقت النار لمنع خروج المظاهرات.
وفي حلب وريفها، خرجت أكثر من 51 مظاهرة في 34 نقطة تظاهر في حصيلة أولية. وفي ريف مدينة حماه، اقتحمت منذ الصباح الباكر ليوم أمس قوات الأمن قرى وبلدات قسطون والحميدية وشاغوريت واللج وحميمات والصحن، وسط إطلاق نار كثيف وسقوط قذائف مدفعية دفعت الأهالي للنزوح. وفي بلدتي حلفايا وطيبة الإمام، تم إغلاق كل المساجد مع تكثيف نصب الحواجز على الطرقات لمنع التظاهر. وفي بلدة التريمسة، سقط ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى بينهم حالات خطيرة إثر قصف عنيف على البلدة.
كما تحولت بلدة خنيزير إلى ثكنة عسكرية، حيث تجري حملة تهجير منظم لسكانها البالغ عددهم نحو 8000 نسمة، وتعرض أكثر من ثمانية منازل للحرق، وتم الاعتداء على النساء، حيث تم تسجيل أربع حوادث اغتصاب. ورغم القمع وتواصل القتل والقصف، خرجت المظاهرات في كرناز وكفرنبودة وكفرزيتا ومعظم بلدات الريف الحموي. وفي مدينة حماه هاجمت قوات الأمن مظاهرات خرجت في حي جنوب الملعب. وقال ناشطون إن قوات الأمن بدأت بإطلاق الرصاص في عدة مناطق في مدينة حماه وريفها فور انتهاء صلاة الجمعة، ورغم ذلك خرج المتظاهرون في مدينة حماه من مساجد المدينة.. فقد خرج الأحرار من مساجد المحسنين وعبد الله بن سلام والسرجاوي والرحمن، واجتمعوا في باب قبلي، وخرج المتظاهرون من مسجد المصري في غرب المتل وتم تفريقهم بالرصاص الحي، وفي القصور خرجوا من عدة مساجد مثل مسجد بشر الحافي واجتمعوا في ساحة الحرية، أما في الصابونية فقد خرج المتظاهرون من مسجد الفلاح وتم الهجوم عليهم من قبل الأمن، واستبسل الجيش الحر في الدفاع عن المتظاهرين في اشتباكات استمرت لساعات في شارع الزاغة.
وفي مدينة البوكمال شرق البلاد، أسفر إطلاق النار على مظاهرة خرجت عن سقوط قتيل وإصابة نحو أحد عشر شخصا، ثلاثة منهم في حالة خطيرة بينهم طفلان دون سن العاشرة. وفي مدينة دير الزور، حصلت اشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي في بلدة موحسن.
وفي إحصاء أولي، بلغ عدد المظاهرات 406 في 329 نقطة تظاهر في جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية بحسب ما أفاد به ناشطون.
وزير خارجية الدنمارك: العقوبات المشددة على النظام السوري بدأت تؤتي ثمارها
وزراء الخارجية الأوروبيون يحذرون من تداعيات تدخل عسكري في سوريا
جريدة الشرق الاوسط
رأى وزير خارجية الدنمارك فيلي سويفندال، أن العقوبات المشددة على النظام السوري بدأت تؤتي ثمارها. ودعا خلال اجتماعه مع نظيره السويدي كارل بيلت في كوبنهاغن أمس إلى ممارسة الضغوط على روسيا والصين وحثهما على مطالبة الرئيس السوري بوقف أعمال العنف. يذكر أن الدنمارك تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
وحذر وزراء الخارجية الأوروبيون أمس من تداعيات أي تدخل عسكري في سوريا، معتبرين أن تدخلا من هذا النوع يمكن أن يشعل «حريقا واسع النطاق».
وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله لدى وصوله للمشاركة في اجتماع غير رسمي لوزراء الخارجية الأوروبيين يعقد في كوبنهاغن، إن أي نقاش حول تدخل عسكري محتمل في سوريا «لن يكون بناء»، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف الوزير الألماني «لا بد من تجنب حريق واسع النطاق تكون له تداعيات كارثية على المنطقة وعلى الناس والعالم».
وقبيل المباشرة باجتماع لمدة يومين أعلن عدد من وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أنه على المجتمع الدولي فرض المزيد من العقوبات للضغط على النظام السوري مع إرسال مساعدات إنسانية إلى المدنيين.
وقال وزير خارجية هولندا أوري روزنتال «إن للعقوبات تأثيرا على النظام السوري»، في حين قال نظيره الألماني إن نظام بشار الأسد «في حالة تحلل» متزايد.
وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن «لا بد من التحلي بالصبر»، مضيفا «لا بد من القبول، رغم صعوبة قول ذلك، بأن كثيرا من الضحايا سيسقطون أيضا. إلا أن التدخل العسكري سيكون أسوأ وأخطر». وتابع قائلا «عندها لن نحصي عدد القتلى بالآلاف بل بعشرات الآلاف».
من جهته، قال وزير خارجية النمسا مايكل سبيندليغر إنه من الضروري بذل جهود كبيرة لتقديم دعم إنساني إلى السكان السوريين المحاصرين، معتبرا أن الدعم العسكري ليس الحل لإرسال المساعدة الإنسانية.
وأضاف أن إرسال المواد الغذائية والأدوية إلى السكان خلال فترات التهدئة العسكرية لن يحصل إلا في حال موافقة الطرفين، معتبرا أننا «على طريق الوصول» إلى هذا الأمر.
واعتبر وزير خارجية لوكسمبورغ أن بإمكان روسيا الموافقة على قرار إنساني، «لأنه لا يمكن لعضو دائم في مجلس الأمن أن يوافق على استمرار هذه المأساة».
حملة اعتقالات واسعة تطول مناطق سورية عدة وتستهدف ناشطين من الشباب
وصل عددهم في اليومين الأخيرين إلى أكثر من 450 شخصا في حماه فقط
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: كارولين عاكوم
يبدو واضحا من خلال المعلومات التي ينقلها الناشطون السوريون والتنسيقيات الفاعلة على الأرض، أن دائرة عمليات الاعتقال توسعت بشكل ملحوظ في الأيام القليلة الماضية لتطال بشكل أساسي الناشطين الشباب الفاعلين على الأرض. وهي وإن تركزت في حماه، حيث تجاوز عدد المعتقلين فيها في اليومين الأخيرين الـ450 معتقلا، إلا أنها شملت مناطق سورية عدة، وأهمها دمشق وريفها.
وفي هذا الإطار، أكد أبو غازي الحموي، العضو في تنسيقية حماه، لـ«الشرق الأوسط»، أن حملة الاعتقالات هذه قد بدأت منذ شهر تقريبا، إلا أن وطأتها اشتدت بشكل ملحوظ في اليومين الأخيرين، ولا سيما في «طريق حلب»، وهي المنطقة التي تشكل التجمع الرئيسي للمظاهرات التي يشارك فيها ناشطون من المناطق المحيطة. ولفت أبو غازي إلى أن هذه الاعتقالات تنفذ بشكل عشوائي، مترافقة مع تعذيب وإهانات. وأضاف «يداهمون المنازل باحثين عن أشخاص مطلوبين، وإذا لم يجدوا هذا الشخص، يقومون باعتقال أي شخص من أفراد عائلته من دون أن يستثنوا كبار السن، مع ما يرافق ذلك من تخريب وسرقة لأثاث المنزل ومحتوياته».
ورأى أبو غازي أن هذه الاعتقالات هي محاولة من النظام لتخويف الحمويين وكسر عزيمتهم كي لا يخرجوا في المظاهرات التي تتزايد يوما بعد يوما في حماه، لا سيما أنها تطال بشكل أساسي الناشطين على الأرض، والذين تظهر أسماؤهم في الإعلام، وهؤلاء يتم وضعهم في فرع المخابرات الجوية في حمص وفي سجن صيدنايا وسجن أمن الدولة في دمشق. وأضاف «يخرج بدلا من كل معتقل من حماه، عشرة متظاهرين، وهذا يدل على أكاذيب النظام الذي يقول إن حماه عادت إلى رشدها إلى جانب النظام ورفعت الراية البيضاء».
وعن الأماكن أو المعتقلات التي يتم وضع المعتقلين فيها، يقول أبو غازي «أهم المعتقلات في حماه هي سجن حماه المركزي ومدرسة ناصح علواني ومدرسة المعلوماتية التي تعتبر في الوقت عينه تجمعا لشبيحة النظام».
كذلك، أكد أبو غازي أن عددا كبيرا من المعتقلين الذين لا يخضعون للتحقيق يموتون تحت التعذيب، ولا يزال عدد كبير منهم في عداد المفقودين، وحتى المراقبون لم يتمكنوا من معرفة أي معلومات عنهم.
في المقابل، وضمن حملة الاعتقالات التي تشنها قوات النظام، تم اعتقال مساء الخميس، 12 شابا وشابة بينهم ابنة المحامي ميشال شماس، كانوا في مقهى «نينيار» الواقع في حي باب شرقي في دمشق. وقال الشماس لوكالة «فرانس برس» إن صاحب المقهى حاول معرفة الجهة الأمنية التي ينتمي إليها العناصر، إلا أنهم «امتنعوا عن الإفصاح عن ذلك»، مشيرا إلى أن «جميع المحاولات لمعرفة سبب الاعتقال أو الجهة التي اقتيدوا إليها باءت بالفشل».
وأضاف المحامي شماس، أن «المادة 53 من الدستور الذي تم الاستفتاء عليه وأصبح نافذا في 28 شباط (الماضي) لا تجيز اعتقال المواطنين إلا بأمر من السلطة القضائية»، محملا «الحكومة السورية كامل المسؤولية عن وضع يارا ورفاقها». وطالب «بالإفراج عنها فورا والكف عن سياسة الاعتقال التي لم تؤد إلا إلى المزيد من الضغائن وتأجيج الوضع المتوتر في سوريا». وقال «ابنتي ليست سلفية وليست جهادية ولا تنتمي إلى مجموعات متشددة».
كذلك، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أن قوات الأمن شنت حملة اعتقالات في منطقة المهمة في ريف دمشق أسفرت عن توقيف 54 مواطنا، مضيفا أن القوات النظامية اقتحمت قريتي قسطون والحميدية، في ريف حماه، وقرى شاغوريت والجج وحميمات والصحن في ريف إدلب، وشنت حملة مداهمات بحثا عن عناصر منشقين.
من جهته، أدان المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية هذا الاعتقال، مؤكدا أن مثل هؤلاء الشباب يؤكدون بكل وضوح كذب النظام حول طبيعة الثورة التي يقوم بها الشعب السوري لنيل حريته، مطالبا «بإطلاق سراحهم فورا وإطلاق سراح جميع المعتقلين».
كما أدانت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان لها، هذا الإجراء الذي يتعارض مع كافة المواثيق والمعاهدات الدولية التي انضمت إليها الحكومة السورية، محملة السلطات المسؤولية الكاملة عن سلامة الشباب. وطالبت بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم. وأبدت قلقها البالغ من تصاعد وتيرة الاعتقال التعسفي وحالات الاختفاء القسري للمعتقلين التي بدأت تأخذ منحى جديدا خلال الفترة الأخيرة.
عميد منشق يؤكد: 6 عمداء وصلوا إلى تركيا بعد انشقاقهم عن الأسد و«هم معي الآن»
فايز قدور عمرولـ «الشرق الأوسط»: الجيش الحر والمجلس الوطني سيكونان جسما واحدا قريبا
جريدة الشرق الاوسط
لندن: نادية التركي
تزامنا مع الحملة العسكرية على إدلب وجبل الزاوية أكد العميد الركن فايز قدور عمرو، وهو الذي انشق عن النظام السوري منذ شهر والتحق بالضباط السوريين المنشقين في تركيا، وصول 6 عمداء لتركيا بعد انشقاقهم عن النظام السوري والتحاقهم بالجيش الحر في تركيا، وقال «أؤكد انشقاقهم وهم معي الآن، اثنان منهم من اللاذقية، وواحد من الجولان، وعميد من إدلب وآخر من حمص» وأضاف «بعضهم وصل منذ يومين والبعض البارحة بعد الظهر».
وتحدث عمرو في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس عن أن «عددا كبيرا» من العسكريين يخططون أيضا للانشقاق عن نظام الأسد قريبا.
من جانبه قال المسؤول الإعلامي للجيش الوطني الحر فهد المصري في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من مقره بباريس إن 12 من الضباط الكبار قد انشقوا وأوضح أن «ستة عمداء و4 عقداء، ومقدم رائد، أعلنوا انشقاقهم وملازم أول سيدة وهي أول امرأة تنشق من الجيش السوري وانشقت مع عيد المرأة لأنه يحمل رمزية لدور المرأة في الثورة السورية». وإن «اثنين أو ثلاثة ضباط آخرين لم تعرف رتبهم بعد لجأوا إلى تركيا وسيلتحقون بالمجلس العسكري الحر».
كما ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية أمس أن عشرة من كبار ضباط الجيش السوري، منهم أربعة عمداء وعقيدان انشقوا عن الجيش النظامي ووصلوا أمس إلى تركيا. وكان هؤلاء الضباط في دمشق وحمص (وسط) واللاذقية (شمال غرب) كما أوضحت الوكالة نقلا عن مصادر محلية في تركيا. حسب وكالة الصحافة الفرنسية. ولكن عمرو لم يؤكد إلا انشقاق الستة عمداء وقال إنه واليوم تحديدا يرى عددا كبيرا من المدنيين الذين توافدوا على تركيا وقال «قد يكون بينهم عسكريون آخرون».
وفي تعليقه على ما حدث في بابا عمرو قال العميد المنشق «مجموع المقاتلين في بابا عمرو لو كانوا من الجيش الأسدي لما قاوموا 5 دبابات، تعرض الحي لأكثر من شهر من القصف، بابا عمرو دمر.. هو الآن أنقاض.. هناك أحياء لم يبق فيها بيت واحد.. لم يستطع النظام أن يصل إليهم.. المقاتلون والثوار انسحبوا لكن لم يهربوا». وأضاف «أبطال قوات الحربين الأولى والثانية لم يكونوا بشجاعة الجيش الحر ببابا عمرو، حيث يحمل عناصره البنادق في وجه صواريخ سكود التي يمكن أن تضرب من على بعد 120 كلم والتي استهدفهم بها النظام بطريقة تكتيكية، كما استعمل راجمات الصواريخ، ليقف أمامها مقاتل يحمل بندقية، إنه دليل بطولي». وعن الوضع في إدلب وهل سيكون مصيرها كمصير بابا عمرو قال العميد السوري المنشق «كل الطرق مطوقة، هناك دبابات شمال المدينة، هناك فرقة كاملة، رغم أنه في مدينة إدلب لم يحدث أي عمل مسلح وكانت الاحتجاجات فيها سلمية».
وعن الدور الفعلي الذي يقوم به الضباط المنشقون في تركيا حاليا قال عمرو «نحن مع الشعب السوري، وقريبا سننزل للأرض»، وأضاف «أناشد الحكام الذين كانت حساباتهم خاطئة أن يراجعوها، فهذا النظام لا ينتمي للقرن 21 ولا للقرون الوسطى في وحشيته، ونطلب من الحكام العرب والدول الديمقراطية مساعدتنا بأسلحة – لا أقول ثقيلة – بل متوسطة لنتمكن من الدفاع عن شعبنا».
كما أكد العميد السوري المنشق أن لا وجود لـ«القاعدة» في سوريا وقال «أقسم بشرفي العسكري لا يوجد قاعدي.. في سوريا بكل انتماءاتنا لا قاعدة عندنا وليطمئن الغرب.. القاعدة أوجدها النظام الإيراني، إشاعة وجود القاعدة كلها كانت لصالح النظام السوري والإيراني وحتى في الصومال إيران أوجدتها».
وعن علاقة المجلس العسكري والجيش الحر بالمجلس الوطني السوري قال «نحن والمجلس الوطني سنكون جسما واحدا قريبا، والمجلس الوطني بدوره يحتاج لمساعدة دولية، ونعد شعبنا بأن تكون هناك وحدة في العمل العسكري والسياسي ونحن كعسكريين ملزمون بأن يكون لنا غطاء سياسي ليطمئن العالم لنا».
وعن زيارة كوفي أنان لسوريا قال عمرو «هي لا تعني الشارع السوري.. وأنان يعلم من هو النظام السوري، هو لا يفهم لغة الحوار، نحن نطالب برفع القتل عنا، نحن نرفض موقفه باسم كل العسكريين، هل يستطيع أن يدخل المساعدات الإنسانية إلى حمص؟ فالنظام قتل نحو 150 ألفا، ورقم 8 آلاف الذي يتحدثون عنه حتى أطفال سوريا يعرفون أنه كاذب».
وأفاد مصدر تركي أمس بأن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان سيزور قريبا في تركيا مخيمات اللاجئين السوريين الذين فروا من أعمال العنف في بلادهم وسيجري محادثات مع المسؤولين الأتراك.
وقال دبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «أنان أعرب لنا عن رغبته في المجيء قريبا إلى تركيا وأعطينا موافقتنا»، موضحا أن الأمين العام السابق للأمم المتحدة سيزور مخيمات تقع في هاتاي بجنوب تركيا قرب الحدود السورية حيث لجأ نحو 12 ألف سوري منذ مارس (آذار)2011.
وقال مصدر آخر مقرب من الحكومة إن هذه الزيارة إلى هاتاي وأنقرة ستتم في الأيام المقبلة فيما قالت شبكة «إن تي في» الإخبارية إن أنان سيصل تركيا في 12 مارس (آذار). وأعلن مسؤول تركي أيضا أمس عن وصول سوريين بينهم عسكريون منشقون عن الجيش السوري.
السلطات السورية تطلب من لبنان تسليمها عناصر الجيش السوري الحر
مصادر قضائية: تم إخلاء سبيل السوريين المقبوض عليهم بعد التأكد من أنهم لم يكونوا مسلحين
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح ويوسف دياب
في حين أكد وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عدنان منصور المعلومات التي تحدثت عن أن وزارة العدل السورية وجهت كتابا رسميا إلى السلطات اللبنانية تطلب فيه «تسليم العناصر السورية المسلحة الذين تم توقيفهم في لبنان إلى السلطات السورية»، موضحا أن «الإدارة السورية طلبت من وزير العدل شكيب قرطباوي هذا الأمر»، قالت مصادر قضائية إن «الملف يدرسه حاليا المدعي العام التمييزي سعيد ميرزا»، نافية أن تكون وزارة العدل تسلمت شيئا في هذا السياق.
وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أنه «تم أمس إخلاء سبيل السوريين السبعة الذين ألقي القبض عليهم مطلع الأسبوع الحالي على أنهم مسلحون ومن الجيش السوري الحر»، لافتة إلى أنه «وبعد إجراء التحقيقات اللازمة، تبين أن هؤلاء لم يكونوا مسلحين؛ بل إنهم نازحون مدنيون، وأن من كان يحمل السلاح شخصان لبنانيان يهربان السلاح من لبنان إلى سوريا دخلا في حشود النازحين السوريين بعدما لم يتمكنا من اجتياز الحدود باتجاه سوريا لوجود عناصر من الجيش السوري هناك». ولفتت المصادر القضائية إلى أنه «تجري حاليا ملاحقة هذين الشخصين اللذين ادعى عليهما القضاء اللبناني بجرم تهريب السلاح».
وردا على سؤال عن إمكانية تسليم القضاء اللبناني عناصر سورية مسلحة في المستقبل، قالت المصادر: «إذا افترضنا أنه تم إلقاء القبض على مسلحين سوريين داخل الأراضي اللبنانية، فإن لبنان ليس ملزما بتسليمهم مباشرة إلى سوريا؛ إذ يجب أن تتم محاكمتهم لبنانيا وأن ينفذوا الحكم في السجون اللبنانية على أن يتم بعدها دراسة موضوع تسليمهم»، موضحة أن «القرار في هذا الشأن قرار سياسي ويعود إلى الحكومة اللبنانية اتخاذه».
ويأخذ هذا الملف حيزا واسعا من السجالات الحاصلة في الداخل اللبناني، خاصة بعدما نقل عن السفيرة الأميركية في بيروت مورا كونللي أنها طلبت من الدولة اللبنانية حماية عناصر «الجيش السوري الحر» الذين لجأوا إلى لبنان. وقد أوضحت كونللي في وقت لاحق أنها «دعت الحكومة اللبنانية لتوفير الحماية للنازحين السوريين غير المسلحين بما يتماشى مع المعايير الإنسانية»، مشددة على أن «لأعضاء الجيش السوري الحر الحق في الحماية، إذا ألقوا سلاحهم، بموجب القانون الدولي الإنساني». وأضافت: «ليس هناك أي مسؤول أميركي، وأنا منهم، قد اقترح أن يتساهل لبنان أو أن يدعم عناصر مسلحة تحاول دخول لبنان»، موضحة أن «الولايات المتحدة، على العكس من ذلك، تواصل الحث على التنفيذ الكامل لقراري مجلس الأمن 1559 و1701، وعلى تعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية».
وقد رد قائد الجيش اللبناني جان قهوجي، على من سماهم «المطالبين بتسهيل عبور المسلحين إلى داخل سوريا أو بالعكس» لافتا إلى أن هؤلاء «أخطأوا بالطلب وبالعنوان»، مؤكدا «قيام الجيش بتعزيز وجوده العسكري في وادي خالد»، ومشددا في الوقت عينه على أن «القوى العسكرية تقوم بكل ما بوسعها لضبط الحدود ومنع التهريب بالاتجاهين وردع أي عملية تسلل».
وأضافت قيادة الجيش: «سنضرب بيد من حديد أي محاولة لاختراق المؤسسة العسكرية أو للنيل من تماسك جنودها وولائهم، وسنتابع بحزم وقوة ملاحقة العابثين بالأمن وبصيغة العيش المشترك بين اللبنانيين أينما وجدوا، وإلى أي جهة انتموا، وذلك حرصا على مصلحة الوطن والمواطنين في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد».
وفي حين أيد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الدعوة الأميركية لحماية الجيش السوري الحر، دعا الأجهزة اللبنانية إلى «عدم تسليم أعضاء الجيش السوري الحر والناشطين السوريين الذين يلجأون إلى لبنان، لأن مصير الذين سلموا سابقا إلى أجهزة النظام كان الإعدام»، مطالبا «السلطات اللبنانية بالتزام تطبيق العقوبات الدولية المفروضة على النظام السوري».
بدوره، علق وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور على الحديث بأن سفيرة الولايات المتحدة الأميركية مورا كونللي طلبت من الدولة اللبنانية حماية عناصر «الجيش السوري الحر» الذين لجأوا إلى لبنان، بالقول: «لم يتم تقديم أي طلب إلينا، بل كل سمعناه هو عبر الصحف أو عبر التصاريح، ولبنان سيتعاطى مع هؤلاء الموقوفين وفقا للقانون اللبناني. التحقيقات اللبنانية يجب أن تجري مع الموقوفين، وبالأخص إذا كانوا مسلحين، فالقانون اللبناني يطبق عليهم، ومن بعدها نرى ما سيحدث».
ورد عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب نبيل نقولا على طلب السفيرة كونللي من الحكومة اللبنانية استضافة عناصر الجيش السوري الحر، قائلا: «إذا كانت تشفق على هؤلاء فلتستضفهم في أميركا ولتكف عن إعطاء الأوامر للحكومة اللبنانية ولتصمت».
الأكراد في سوريا.. الورقة الرابحة للثوار
يطالبون بقدر أكبر من السيادة وتقرير المصير
جريدة الشرق الاوسط
أربيل – العراق: إيرنستو لندونو*
تبرز الأقلية الكردية في سوريا، التي كثيرا ما واجهت القمع، باعتبارها ورقة رابحة قد تعزز زخم المعارضة السورية التي تعاني من حالة من التشتت والحصار، في الوقت الذي يبدو فيه أن الثورة السورية التي دخلت عامها الأول تتجه نحو حالة من العنف الشديد.
وحتى الآن، لم يقدم الأكراد الدعم اللازم للثورة التي تشهدها سوريا على نطاق واسع، والتي تقودها الأقلية العربية السنية بشكل رئيسي، والتي بدأت تتخذ اتجاها طائفيا بعض الشيء. ويخشى الأكراد من تفاقم حالة التهميش التي يعانون منها في حال تشكيل حكومة جديدة يسيطر عليها السنة.
ويقوم الأكراد في شمال شرقي البلاد بتنظيم مظاهرات سلمية بشكل يومي ضد نظام الأسد. وقد ركزت الحكومة معظم جهودها لقمع التمرد في المدن السنية مثل حمص وحماه، ولكنها امتنعت، في معظم الأحيان، عن استخدام القوة ضد الأكراد.
ويمثل العرب السنة الأغلبية في سوريا التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، والتي كانت لعقود تحت حكم الشيعة العلويين، بينما يتراوح عدد الأكراد بين 8 في المائة و15 في المائة، حسب التقديرات. وتعاني سوريا من بعض الانقسامات الدينية والعرقية، مما جعل الثورة السورية أكثر تعقيدا من الثورات التي شهدتها دول أخرى مثل ليبيا ومصر وتونس.
ويبدو أن هناك حالة من الانقسام بين الأكراد السوريين حيال الدور الذي سيقومون به في حال نجاح الحركة الثورية المعارضة في الإطاحة بحكومة الأسد. ومن ناحية أخرى، تحاول الولايات المتحدة وحلفاؤها من الدول الغربية حث الأكراد على المشاركة في الحركات الاحتجاجية التي تشهدها سوريا.
وقد صرح دبلوماسي غربي معني بالسياسات السورية بأن الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون يعملون من وراء الكواليس لحث حركات المعارضة على الالتزام بحقوق الأكراد بعد سقوط الأسد. وأضاف الدبلوماسي، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: «إذا ما قرر الأكراد المشاركة في الاحتجاجات بصورة كبيرة، فقد يكلف ذلك النظام فقدان السيطرة على منطقة بأكملها، وقد يؤدي ذلك إلى تزايد حدة الاحتجاجات في حلب ودمشق».
وتجدر الإشارة إلى أن المنطقة الكردية تمثل أهمية كبيرة لسوريا من الناحية الاستراتيجية، حيث إنها تشترك في الحدود مع العراق وتركيا وتمتلك احتياطيا كبيرا من النفط مما يجعلها مطمعا.
ويراقب المسؤولون في تركيا، التي يوجد بها اضطهاد للأقلية الكردية التي تضم جناحا مسلحا، وفي العراق، التي يمتع فيها الأكراد بدرجة كبيرة من السيادة، الصراع عن كثب، ويشعرون بقلق شديد من تأثير ما يحدث في سوريا على الوضع الداخلي في بلدانهم. ويحاول الأكراد – مجموعة عرقية تنتشر في العراق وتركيا وإيران وسوريا – منذ وقت طويل لإقامة دولة خاصة بهم، وهو الطموح الذي كثيرا ما أدى إلى اضطهادهم.
وتعكس حالة الأكراد السوريين، وفقا لما جاء في لقاءات شخصية مع خبراء وقادة في سوريا والعراق، السبب وراء تأخر الثورة السورية في إحراز تقدم حاسم وما قد تكون عليه الأوضاع من فوضى بعد سقوط الأسد. وعندما خرج السوريون إلى الشوارع، متأثرين بالثورتين في مصر وتونس، امتنع القادة السياسيون الأكراد عن المشاركة في الثورة، لا سيما في مراحلها الأولى، على الرغم من أنه كان لديهم كل الدوافع للقيام بالثورة لأنهم محرومون من كل الحقوق المدنية.
وقال عبد الباقي يوسف، وهو سياسي كردي سوري، في لقاء في أربيل: «دائما ما يحاول النظام البعثي الترويج لفكرة أن الأكراد يحاولون تقسيم سوريا»، في إشارة إلى حزب البعث الذي يترأسه الأسد. وأضاف: «لو شاركنا في الثورة، لادعى النظام إننا نسعى لتقسيم سوريا».
وفي الوقت الذي كانت تشتد فيه الثورة في مدينة درعا جنوب سوريا، بدأ الأكراد احتجاجات واسعة في مدينة القامشلي التي تقع في شمال شرقي سوريا وبعض المناطق الكردية الأخرى، ووصلت الأعداد في تلك الاحتجاجات إلى عشرات الآلاف في بعض الأحيان، حسب تصريحات القادة الأكراد. وقام الثوار بتمزيق صور الرئيس الأسد، كما حطموا تمثالا لوالده، الرئيس السوري السابق حافظ الأسد.
وقال ناشطون أكراد إن كراهية الأكراد لنظام الأسد قد زادت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) عقب اغتيال المعارض السوري الكردي البارز مشعل تمو، ومع دفنه خرج مئات الآلاف إلى الشوارع في شمال شرقي البلاد، في مشهد نادر الحدوث تم اتهام قوات الأمن فيه بإطلاق الذخيرة الحية على حشود المتظاهرين.
وعلاوة على الهتافات المعادية للأسد، كانت المظاهرات التي اندلعت في المناطق الكردية تطالب بقدر أكبر من السيادة وتقرير المصير، ورفع المتظاهرون العلم الكردي. وقال نشطاء أكراد إن قوات الأمن اكتفت بالوقوف لرؤية النشطاء والمظاهرات وكانت تفكر في تفريق المتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع، وهو ما يوضح أن قوات الأمن قد أظهرت درجة كبيرة من ضبط النفس في المدن الكردية، في تناقض صارخ للقصف الشديد على مدينة حمص في الآونة الأخيرة.
وقال صالح كادو، وهو زعيم في الحزب اليساري الكردي في مدينة القامشلي، في مقابلة عبر الهاتف: «النظام لا يريد أن يدخل في اشتباكات مع الأكراد. ونحن نشدد حتى الآن على أن الثورة يجب أن تكون سلمية، ونؤمن بأن التغيير سوف يتحقق من خلال الوسائل السلمية».
وقالت دنيس ناتالي، وهي خبيرة في السياسة الكردية في جامعة الدفاع الوطني، إن نظام الأسد يسعى إلى استمالة بعض الفصائل الكردية، من خلال تقديم بعض التنازلات مثل تقديم المواطنة الكاملة للأكراد الذين حرموا لسنوات من الحصول على أي وثائق رسمية.
وأضافت ناتالي: «لو قام النظام بقمع الأكراد فسيكون هذا بمثابة مسمار آخر في نعشه. وفي الحقيقة، يعد الأكراد أحد الفصائل التي يحاول النظام التعاون معها».
وعلى الرغم من تصريح القادة الأكراد بأن معظم الأكراد السوريين لا يزالون معارضين للأسد بقوة، فإن الأكراد يشعرون بانزعاج شديد من الدور الذي تقوم به تركيا في تنظيم المعارضة السورية. وقد أصبحت تركيا ملاذا للاجئين السوريين ولأعضاء من حركة المعارضة المسلحة، والمعروفة باسم «الجيش السوري الحر».
ويتعامل القادة الأتراك بحساسية شديدة مع الملف السوري، حيث سبق لأعضاء حزب العمال الكردستاني، الذي حارب الحكومة التركية على مدار سنوات في محاولة للحصول على الاستقلال، أن استخدموا المناطق النائية في سوريا لشن هجمات على تركيا، ويمكنهم القيام بذلك بكل سهولة الآن إذا ما تواطأوا مع نظام الأسد.
وقد قاطعت الجماعات الكردية قمة لأحزاب المعارضة السورية في شهر مايو (أيار) الماضي لأنها قد عقدت في تركيا، في حين حضرت جماعات قليلة المؤتمر الذي عقد في إسطنبول في شهر أغسطس (آب) الماضي، والذي تم خلاله تشكيل «المجلس الوطني السوري».
وقال شلال جادو، وهو زعيم سياسي كردي، في مقابلة أجريت معه في مدينة السليمانية العراقية التي يقيم بها الآن: «يسعى النظام إلى تقسيم المعارضة من خلال اتباع تكتيكات فرق تسد. ونشعر بأسف شديد لأن الأغلبية في المعارضة تفكر بنفس طريقة النظام، بدليل أنهم لا يريدون الاعتراف بحقوق الأكراد».
وفي محاولة لرأب الصدع بين الجماعات الكردية السورية، استضاف مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال العراق، لفيفا من الساسة الأكراد من سوريا الشهر الماضي. وتعهد بارزاني بتقديم الدعم لهم إذا ما ظلوا متكاتفين معا، مشددا على أنه لا ينبغي للأكراد أن ينضموا إلى المقاومة المسلحة. وأضاف: «لقد انتهى عصر الكفاح المسلح».
* أسهم في كتابة التقرير عزيز علوان من أربيل.
عسكريون أميركيون وأردنيون ينسقون للسيطرة على أسلحة الأسد الكيماوية
خوفا من تسرب كميات كبيرة من غاز الأعصاب وغاز الخردل وغيرهما من الغازات السامة
جريدة الشرق الاوسط
واشنطن: محمد علي صالح
قالت مصادر عسكرية أميركية إن العسكريين الأميركيين والأردنيين ينسقون خطوات، إن لم تكن لسيناريوهات تدخل عسكري في سوريا، فهي للسيطرة على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية حتى لا تقع في أيدي إرهابيين بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وقالت المصادر إن البنتاغون بادر بالاتصال بالحكومة الأردنية خوفا من تسرب كميات كبيرة من غاز الأعصاب وغاز الخردل وغيرهما من الغازات السامة هي الآن عند حكومة الأسد. وإن البنتاغون كان قال إن «أسلحة الدمار الشامل» التي يملكها نظام الأسد تهدد الأمن الإقليمي والأمن الأميركي. وإن الحكومة الأميركية تفضل أن يكون أي تحرك في هذا المجال بالتنسيق مع جامعة الدول العربية، وأن يكون التدخل مباشرا للسيطرة على القواعد العسكرية التي توجد فيها هذه الأسلحة.
وكان وفد رفيع المستوى من وزارة الدفاع الأردنية زار البنتاغون أواخر الشهر الماضي، وفقا لما ذكر مسؤولون من الحكومتين.
وعلى الرغم من أن مسؤولين أميركيين قالوا إنه لا عمان ولا واشنطن تخطط لتنفيذ، أو مساعدة تنفيذ، غارات كوماندوز داخل سوريا من الأردن، نظرا إلى احتمال نشوب صراع مباشر مع نظام الأسد، قالوا إن تحديد وتأمين مواقع أسلحة الدمار الشامل ستكون جزءا أساسيا من أي بعثة لحفظ السلام يمكن أن تدخل سوريا، قبيل أو بعد سقوط نظام الأسد.
وفي مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال»، قال مسؤول أميركي كبير، رفض الإشارة إلى اسمه أو وظيفته، واطلع على المناقشات التي جرت مع الأردنيين: «طبعا، نفضل السيطرة السلمية المسبقة على أسلحة الدمار الشامل، وليس الهجوم العسكري عليها. أي تحرك في هذا المجال ينبغي القيام به في بيئة ودية مؤمنة. وإلا، سيكون صعبا إرسال ناس إلى هذه القواعد قبل تأمينها».
وقالت مصادر إخبارية إنه يعتقد أن نظام الأسد يملك واحدا من أكبر المخزونات من الأسلحة الكيميائية في العالم. وهو لم يوقع على اتفاقية الأسلحة الكيميائية التي أعلنت عام 1992، وهي الاتفاقية التي تحظر إنتاج، وتخزين، واستخدام، مثل هذه الأسلحة. وبالإضافة إلى سوريا، هناك دول أخرى لم توقع، مثل: إسرائيل، وكوريا الشمالية، ومصر.
على مدى العقود الأربعة الماضية، جمعت سوريا كميات ضخمة من غاز الخردل وغاز السارين للأعصاب وسائل السيانيد، حسب تقارير رفعت عنها السرية مؤخرا في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه). ويعتقد أن كميات كبيرة من هذه المواد الكيميائية خزنت كأسلحة في قذائف مدفعية، وقنابل، وصواريخ «سكود» و«إس إس – 21»، وأن روسيا، وكوريا الشمالية، ومصر، وإيران من بين الدول التي ساعدت سوريا على تطوير هذه الأسلحة.
وأضافت هذه المعلومات أن الأسلحة مخزنة في أكثر من عشرة مواقع، بعضها في مدن تعاني حاليا من العنف، مثل حماه وحمص.
غير أن المسؤول الأميركي قال إنه ليست هناك مؤشرات على أن الأسد على استعداد لاستخدام هذه الأسلحة ضد المعارضين.
لكن، قال المسؤول إن بعض الدول المجاورة لسوريا، مثل تركيا والأردن، أعلنت عن قلقها لمسؤولين أميركيين إزاء ما سيحدث لهذه الأسلحة، في عهد الأسد، أو بعده. وأيضا، أعلنت عن قلقها من أن عناصر في المعارضة السورية تربطها صلة بتنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى يمكن أن تسعى إلى استخدام هذه الأسلحة في هجمات إرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقال المسؤول العسكري الأميركي إن الأميركيين قلقون من هذا الاحتمال، وخاصة من وصول الأسلحة إلى حزب الله اللبناني أو حماس الفلسطينية، أو جماعات مسلحة أخرى في المنطقة. وكان الأدميرال ويليام ماكريفين، قائد القوات الأميركية الخاصة، قال، الأسبوع الماضي، في جلسة استماع بالكونغرس: «إذا تركت هذه الأسلحة في وضع غير مضمون، يمكن أن تصل إلى حزب الله اللبناني، وغيره من المنظمات الإرهابية. أعتقد أنه لا بد من جهد دولي عندما يسقط الأسد، وهو سيسقط، بهدف الحصول على هذه الأسلحة، وتأمينها».
وقالت مصادر إخبارية إن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، ناقش هذا الموضوع مع الرئيس باراك أوباما عندما تقابلا في البيت الأبيض، الأسبوع الماضي. وإنه عبر عن قلق إسرائيل، خاصة إزاء حزب الله، بسبب التحالف بين حزب الله ونظام الأسد.
وكانت الولايات المتحدة والأردن تعاونا في الماضي، خاصة في المجال الاستخباراتي. وفي عمليات ضد «القاعدة» في كل من أفغانستان والعراق. وفي سنة 2006 في اغتيال أبو مصعب الزرقاوي، الأردني والزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق.
اللاجئون السوريون في المخيمات التركية يعيشون الملل والخوف من نزاعات طائفية
أحدهم: ثمة علاقة سرية بين قوات الأمن التركية وقوات الأمن السورية
جريدة الشرق الاوسط
بخشين (تركيا): «الشرق الأوسط»
في مخيم بخشين للاجئين، لم يعكر أي شيء صفو وسيم صباغ، وهو مسيحي سوري من حمص. لكن عبر نهر العاصي، الذي يفصل بين تركيا وسوريا، كان يسقط ضحايا بينما كنا نائمين، بأعداد يستحيل إحصاؤها بسبب منع الحكومة السورية المراقبين المستقلين من دخول سوريا. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن «عددا يربو عن» 7,500 شخص قد لقوا مصرعهم إبان الانتفاضة التي اندلعت منذ عام.
وقد باتت الحياة حسب ما قالت وكالة «أسوشييتدبرس» في مخيم اللاجئين – حيث يمضي اللاجئون وقتهم آملين في سقوط بشار الأسد عما قريب – روتينية. ويقارن أصدقاء صباغ الأنواع المختلفة من سمك التونة التي يقدمها لهم عاملو الإغاثة الإنسانية الأتراك، بطيور الحمام التي يحتفظ بها أحد الرجال في قفص منزلي الصنع، فيما يتابعون بالطبع مستجدات الأحداث المروعة من داخل سوريا.
وعلى مدار عدة أشهر، سمح للاجئين السوريين الذين يعملون مع الجيش السوري الحر بالتحرك جيئة وذهابا كما يشاءون. ولكن بحسب لاجئين ونشطاء، فخلال الأيام الماضية، ومع ظهور الدبابات والمركبات العسكرية على الحدود – بدأ المسؤولون الأتراك في التعامل مع اللاجئين بشكل أكثر عنفا. ويقول النشطاء إنه قد تم تحذيرهم من أن هؤلاء الذين لم يحصلوا على موافقة مسبقة على إرسال مساعدات إنسانية عبر الحدود سيتم احتجازهم وإرسالهم إلى مخيم مخصص للاجئين مثيري الشغب.
«نحن خائفون»، هكذا تحدث لاجئ من مدينة جسر الشغور الشمالية. في البداية، شعر بالارتياح عندما وصل إلى تركيا قبل تسعة أشهر، لكنه يشعر الآن بأنه واقع في فخ وغير متأكد مما يتعين عليه القيام به لاحقا. «نحن لا ننظر إلى (رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان) بوصفه الحكومة بأكملها. إنني لا أدافع عن أردوغان، لكن هذه هي الحقيقة، نؤكد على أن ثمة علاقة سرية بين قوات الأمن التركية وقوات الأمن السورية».
وعلى غرار كثيرين من عشيرتهم في سوريا، يكافح قرابة 11000 لاجئ سوري داخل تركيا من أجل النجاة من صراع بات أكثر دموية وأصبح يحكمه التعصب الطائفي. يبدو من المحتمل أن تزداد أعداد اللاجئين مع تصعيد قوات الأمن التابعة للأسد إجراءاتها القمعية. وفي أعقاب الهجوم الذي شنته قوات النظام على مدينة حمص المهتاجة، حذر مسؤولون بالأمم المتحدة من أن 2000 سوري يستعدون للنزوح إلى لبنان. وفي الوقت الذي تبدو فيه محافظة إدلب الواقعة شمال سوريا هي ساحة المواجهة القادمة بين الأسد والمعارضة، ربما يفد إلى تركيا سيل جديد من اللاجئين.
فضلا عن ذلك، فقد ازداد الضغط على ممرات التهريب المؤدية إلى تركيا، مع فرض قوات الأسد قيودا صارمة على شمال سوريا. ويتقاضى المهربون المحليون، الذين يأتون بالإمدادات إلى سوريا ويخرجون المصابين منها، ما بين 500 وألف دولار على الشخص الواحد لتمكين الصحافيين من دخول سوريا. وعندما عزز الجيش السوري قواته بمنطقة الحدود، اختفى بعض المهربين. ويقول قائد محلي بالجيش السوري الحر إنه ليس بحاجة لمزيد من الصحافيين، بل إلى أسلحة.
ويرغب صباغ، ككثيرين غيره ممن تضرروا من هذه الحرب، في معرفة سبب عدم اتخاذ العالم أي إجراء من أجل وضع حد لمعاناة السوريين.
«لماذا يخرس المجتمع الدولي عن ما يحدث داخل سوريا؟»، يتساءل صباغ. في أحد الأيام، انحنى وتقيأ في قارعة الطريق. السبب، على الأرجح، هو مزيج من الضغط وبرود المشاعر.
يقول صباغ إن جميع اللاجئين في المخيم الذي يقيم به، والبالغ عددهم 1700 لاجئ، من السنة، باستثنائه. يدرك اللاجئون أن المجتمع الدولي يحدوه القلق من النزاع الطائفي الإقليمي، لكن تضمين الأقليات السورية في الثورة فكرة تبدو جيدة على المستوى النظري ولكن يصعب تنفيذها.
«النظام يوظف العلويين في القضاء على بقية فئات الشعب؛ إنه رد فعل طبيعي تجاه هذا»، يتحدث صباغ عن العنف الطائفي بين السنة والعلويين. «إنهم يقتلون فقط لأنهم علويون. لدينا الحق في أن نقول إن العلويين يقتلون أفراد الطوائف الأخرى».
فر صباغ، الذي ولد في مدينة قطنا، إلى سوريا في أعقاب الاضطهاد الشديد من قبل قوات الأمن في عام 2000. وكانت أولى المرات التي تعرض فيها لاضطهاد، على حد قوله، عندما رفض أن يصبح عضوا مبتدئا بحزب البعث في المدرسة الثانوية. ولاحقا، تم إلقاء القبض عليه واتهامه بتشكيل حركة دينية بعد تعليمه الأطفال اللغة الإنجليزية في الكنيسة. ويقول إن الاضطهاد استمر بعد أن تم تجنيده في الجيش. فبعد قضائه سنوات عدة بالخارج في لبنان والإمارات العربية المتحدة، تقدم بطلب للحصول على حق اللجوء السياسي في الولايات المتحدة.
اندلعت الانتفاضة السورية، بينما كان ينظر في طلب صباغ بالحصول على اللجوء السياسي. وطار إلى تركيا بهدف العودة برا إلى قطنا ليبقى إلى جوار أسرته – لكن قيل له، لدى وصوله إلى الحدود، إن فرصته في الوصول إلى وطنه حيا محدودة جدا. «ذهبت إلى تركيا لأني لا أثق في اللبنانيين.. كما أن قوات الأمن السورية لديها يد طولى في لبنان»، يقول صباغ.
تزداد درجة الإحباط بين اللاجئين. فقد أقروا بصراحة بعجز المعارضة عن الاتحاد تحت لواء واحد، ويهزأون من العقيد رياض الأسعد، المنشق الذي يزعم أنه يقود الجيش السوري الحر من مخيم لاجئين تركي آخر، بسبب خضوعه لسيطرة الحكومة التركية وعجزه عن قيادة المقاتلين بشكل فعلي.
«إنهم يجلسون فقط ولا يحركون ساكنا»، هكذا يتحدث أحد اللاجئين عن رياض الأسعد وضباط آخرين منشقين في تركيا يزعمون أنهم يقودون الجيش السوري الحر. وأضاف: «ليس بوسعهم فعل أي شيء لأنه ليس مخولا لهم ذلك».
التباين بين رموز المعارضة المنفيين والحقيقة على أرض الواقع يثير أيضا حالة من الاستياء داخل مخيمات اللاجئين. ومع عقد أعضاء المجلس الوطني السوري، والذي يتمثل الهدف منه في أن يكون مظلة سياسية تنضوي تحت لوائها المعارضة السورية، مؤتمرات في فنادق فاخرة في إسطنبول، ذهب أحد قادة الجيش السوري الحر إلى حد تسريب صندوق من الرصاص عبر الحدود الواقعة تحت خط النار.
ويلقي اللاجئ نفسه الذي انتقد الجيش السوري الحر باللوم على النظام السوري في غرس بذور الفرقة بين جماعات المعارضة المختلفة. «إنك تمضي حياتك بأكملها في السجن؛ فلا يمكنك تناول الطعام إلى أن تحصل على إذن بذلك. ويوما ما تجد نفسك الشخص الذي يتحكم في السجناء داخل السجن»، هكذا تحدث.
وأضاف: «كيف يمكن أن يكون هؤلاء الأشخاص قادة حقيقيين في مثل هذا الوضع الحرج؟».
ويلقي تدفق اللاجئين بضغط أيضا على موارد تركيا. ومع ذلك، فقد أنكر مصدر دبلوماسي تركي في إقليم هاتاي الواقع على الحدود السورية التركية أن المخاوف المثارة حول التعامل مع تدفق المزيد من اللاجئين هي ما يمنع تركيا من اتخاذ إجراء أكثر عنفا ضد نظام الأسد. «تركيا مستعدة لاستقبال جميع السوريين، مستعدة لاستقبال كل هؤلاء المعرضين لمخاطر، لا يوجد حد أقصى للأعداد التي يمكن أن نقبلها»، هكذا يقول. ويضيف: «نحن نعكف على إنشاء مخيم ضخم يمكن أن يستوعب 10,000 لاجئ».
يعتبر ذلك تطمينا لقلة قليلة من اللاجئين السوريين، على الرغم من ظروفهم المزرية. فسرعان ما سيصبح بإمكان السوريين الانتقال إلى مخيم أكبر على بعد نحو 125 ميلا من الحدود، حيث ستتم الاستعاضة عن خيامهم المصنوعة من قماش القنب – التي تراكم عليها عفن أسود الآن – بأماكن معيشة مكونة من غرفتي نوم وحمام ومطبخ. وتجبر هذه الخطوة اللاجئين الذين يعملون مع الجيش السوري الحر على الاختيار ما بين العودة إلى سوريا واحتمال فقدان إمكانية حصولهم على الإمدادات الحيوية الموجودة في تركيا وبين الاستقرار في المخيم الجديد بعيدا عن الحدود – حيث يخاطرون بفقدان قدرتهم على العبور إلى سوريا.
وفيما ستحظى التحسينات في الظروف المعيشية دون أدنى شك بالتقدير من قبل السوريين، إلا أن الحكومة التركية ما زالت ترفض منحهم وضعهم القانوني كلاجئين. فهي تتعامل مع السوريين بوصفهم «ضيوفا»، وهي ثغرة تتطلب قدرا من المسؤولية القانونية. وقد قوبلت عروض مساعدة مقدمة من منظمات دولية للمساعدات الإنسانية بالرفض من قبل الأتراك، حتى بعد غرق أحد المخيمات ومرض كثير من اللاجئين.
ربما يرجع هذا الأسلوب الفاتر إلى رغبة في السيطرة على قوات المعارضة ومخاوف من انتقال النزعة الطائفية التي مزقت أوصال المجتمع السوري إلى تركيا بالمثل. وقد قام مجهولون برسم صلبان على منازل في تركيا يملكها النصيريون، وهم أقلية مماثلة للعلويين، لإبرازها عن غيرها. وقد حاكى هذا العمل الترويعي المذبحة التي وقعت في عام 1978، والتي راح ضحيتها 105 من طائفة النصيريين على يد قوميين متعصبين من السنة، بعد أن تم رسم صلبان على منازلهم بطريقة مماثلة.
ووصف وزير الداخلية التركي، إدريس نعيم شاهين، الذي يعتبر سنيا وقوميا، الحادث بأنه «عمل صبياني طائش». في الوقت نفسه، نظم العلويون في أنطاكيا، عاصمة إقليم هاتاي، العديد من المظاهرات المؤيدة للأسد وأعربوا عن مخاوفهم لأقربائهم داخل سوريا، الذين خشوا من أن يواجهوا هجمات ثأرية من قبل جماعات مناهضة للأسد. كذلك، أعربوا عن عدائهم لحزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي ظهر كأحد أشد المعارضين الدوليين الرئيسيين لنظام الأسد.
ويقول دوغان بيرميك، رئيس اتحاد المؤسسات العلوية، إن هناك قدرا أكبر من الحريات الدينية في سوريا في عهد الأسد منه في تركيا، وإن «البعض» كان يحاول إثارة حرب دينية في كلا البلدين.
«هؤلاء الذين يحاولون استغلال (الانتفاضة العربية) كوسيلة لإحداث صدام بين الأديان في سوريا، ربما يحاولون توسيع نطاق النزاعات الطائفية»، هذا ما حذر منه بيان أرسله الاتحاد. ولم يتفق الجميع مع ما جاء في البيان. تقول لويز عبد الكريم، 35 عاما، هي ممثلة من الطائفة العلوية من مدينة اللاذقية الساحلية، إنها قد دعمت المعارضة منذ البداية. وقد غادرت سوريا في ديسمبر (كانون الأول) بعد تعرضها لمضايقات مستمرة من قبل قوات الأمن، وتعيش الآن في القاهرة.
وتقدر عبد الكريم أن ثلث العلويين يدعمون الأسد «لأنهم يستفيدون من النظام»، في حين يدعمه الثلث الآخر «لأنهم يصدقون رواية العصابات المسلحة»، أما الثلث المتبقي، فلا يصدق رواية النظام السوري، لكنهم من الجبن بحيث لا يمكن أن ينبسوا ببنت شفة.
ويتم استهداف عدد من العلويين يفوق ما يتم الإعلان عنه بسبب التعتيم الإعلامي، حسبما تزعم عبد الكريم. وتقول: «النظام لا يحمي الأقليات؛ إنها أكذوبة أخرى».
يتفق صباغ مع هذا الرأي. فقد كانت مدينة قطنا، مسقط رأسه، خاضعة لحراسة مشددة من قبل الجيش السوري على مدار أشهر لضمان أن المسيحيين هناك لن يقوموا بدعم المعارضة بأي صورة. «الوضع معقد نوعا ما بسبب المسيحيين أنفسهم»، يقول صباغ. ويضيف: «لن تنشب حرب أهلية، لكن سوريا ما بعد الأسد لن تنعم بالهدوء والاستقرار».
ويتوقع صباغ وقوع بعض أعمال العنف الطائفية ضد المسيحيين في أعقاب سقوط الأسد، تشمل، في رأيه، تفجير كنائس. وهو مبعث خوف يشترك فيه العديد من القادة المسيحيين، الذين يحتمون بنظام الأسد. على سبيل المثال، حذر البطريرك الماروني، بشارة الراي، مؤخرا من أن الربيع العربي تحول إلى شتاء من «العنف والحرب والدمار والقتل». لكن على الرغم من كل هذه المخاوف، يحدو صباغ التفاؤل بأن السوريين سرعان ما سيتمكنون من العودة إلى حالة التعايش. وفي هذه الأرض المشاع، يعتبر بمثابة تذكرة بأن كثيرين ما زالوا يلعنون المعركة الدينية التي نشبت داخل سوريا.
يقول: «لقد أبهرنا العالم بثورتنا. وربما سنبهر العالم بالفترة القصيرة التي ستظل فيها سوريا في حالة من عدم الاستقرار».
المجلس الوطني يكشف أنه يحصل على موارد مالية لتأمين سلاح نوعي للمنشقين
المنجد: أهمها أسلحة مضادة للدروع وللطيران
جريدة الشرق الاوسط
بيروت: بولا أسطيح
كشف رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، برهان غليون، أن «المجلس بدأ يحصل على موارد مالية، عبارة عن هبات من بعض الدول العربية والأجنبية، وأنه يحاول الآن الحصول على سلاح نوعي لكسر الذراع القاتلة للنظام السوري». وقال إن «الأولوية الآن هي كسر هذه الذراع القاتلة وتنحية بشار الأسد والميليشيات التي تحكم سوريا الآن»، على حد تعبيره. وقال غليون إن «المجلس عندما اكتشف ضعف التنسيق مع عناصر الجيش السوري الحر، عمد إلى تشكيل المجلس الاستشاري العسكري لتنسيق هذه العملية»، مشيرا إلى أن «الحصول على أسلحة معينة سيكون من خلال مفاوضات تجري مع بعض الدول». وذكّر بأن «إيصال أي مساعدات إلى داخل سوريا مسألة لوجيستية معقدة للغاية تخضع للكثير من الاعتبارات». وفي حين وصف غليون عمليات قصف الأحياء السكنية بأنها «إبادة جماعية»، اعتبر أن القول إن «ما يحصل في سوريا عنف متبادل، يحمل الكثير من التجني، فلا يمكن مقارنة بعض الأفراد الذين يحملون أسلحة خفيفة للدفاع عن أنفسهم وأعراضهم بآلة حرب ثقيلة تستخدم الصواريخ والمدفعية والطائرات».
وأكد أن «المجلس الوطني السوري معني حاليا بألا يكون المؤتمر الثاني لمجموعة أصدقاء سوريا محبطا، مثل المؤتمر الأول الذي جاء دون تطلعات الثورة السورية». وشدد المعارض السوري على أن «الثورة السورية لن تتوقف، وأنها ليست حركة احتجاج صغيرة يمكن وأدها بعمليات قمع وقتل»، مضيفا أن «الشعب السوري قدم الكثير من التضحيات ولن يتراجع». وأضاف أن «النظام السوري لا يعرف الحوار، وأنه تجاهل كل المبادرات السياسية وقام بعدها بالتحول من استخدام الأسلحة الخفيفة إلى قصف أحياء في حمص وإدلب وغيرها بالهاون والصواريخ، ومنها صواريخ (غراد)، وهو أمر يتجاوز المعقول».
وفي حين رحب الناشطون في الداخل السوري بإعلان غليون أن المجلس الوطني بدأ مساعيه لتأمين أسلحة نوعية للثوار، قال عضو المجلس، أسامة المنجد، لـ«الشرق الأوسط»: «نقوم بهذه المهمة من خلال المكتب العسكري الذي تم إنشاؤه حديثا، والذي لم يستكمل بعد وهو بصدد وضع الميزانية التقديرية لعملية التسليح»، لافتا إلى أن «ما تحدث عنه غليون بصدد التخطيط لتقييم الاحتياجات».
وفي حين شدد المنجد على أن «ما يقوم به المجلس أولا محاولة ضبط عملية تهريب الأسلحة عبر البلدان المجاورة لسوريا تجنبا للفوضى»، أوضح أن «كثيرا من الدول أعلنت صراحة رغبتها في تسليح قوى المعارضة السورية، ولذلك بدأ التنسيق معها». وعن نوع السلاح الذي يسعى المجلس لتأمينه، قال المنجد: «نحاول أن نأتي بسلاح فردي يعطي تميزا نوعيا على الأرض وبالتحديد نحاول تأمين مضادات دروع خارقة ومضادات للطيران كـ(سام 14 المعدل)».
الصحافيون المتسللون إلى سوريا مهددون بمواجهة مصير غامض إذا أوقفتهم قوات الأمن
مراسل حربي: ما علمته روسيا لسوريا هو «عندما تدمرون مدينة تأكدوا أنه لن يخرج منها أحد حيا»
جريدة الشرق الاوسط
تطرح تغطية الأحداث في سوريا صعوبات أمنية ولوجيستية بالنسبة للصحافيين الذين قضى بعضهم خلال أداء مهمته؛ فالأمر يتطلب التسلل عبر الحدود مع مخاطر التعرض للتهديد من القوات النظامية، وأحيانا من مسلحي المعارضة، بالإضافة إلى تفادي تحديد مواقع البث. وأظهرت التجربة، التي مر بها عدد من الصحافيين المتسللين إلى سوريا أن كل صحافي يتسلل إلى سوريا مهدد بمواجهة مصير غامض إذا أوقفته قوات الأمن.
ويفرض النظام السوري قيودا شديدة على تحرك الصحافيين، أما من يود الوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون فليس أمامه سوى التسلل عبر لبنان أو تركيا، وهي رحلة طويلة وصعبة، كما عايشها صحافيون من وكالة الصحافة الفرنسية، كان عليهم أن يقطعوا الطريق أحيانا بالسيارة أو على دراجة نارية أو سيرا في طرق موحلة وهم يحملون حقائبهم الثقيلة وسترات واقية من الرصاص ويستعينون بالمهربين لإرشادهم إلى الطرق مقابل بدل مالي، أو بالمعارضين.
ويقول لو ماتيو، مراسل صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية: «إن التجول هو الأصعب بعد الدخول إلى سوريا. لقد بقيت محتجزا 4 أيام لأنني أردت الوصول إلى إدلب» شمال غربي سوريا، التي أقام الجيش حواجز حولها.
ويواجه كل صحافي يتسلل إلى سوريا مصيرا غامضا إذا أوقفته قوات الأمن. وتحاصر القوات السورية المدن التي تشهد حركة احتجاج وتقصفها من دون تمييز، كما تقوم باعتقالات، وتوجد روايات موثقة عن حالات تعذيب.
وكتب المراسل الحربي، روبرت يانغ بلتون، في مقال نشرته مجلة «فورين بوليسي» مؤخرا: «إن ما علمته روسيا لسوريا هو: عندما تدمرون مدينة، تأكدوا أنه لن يخرج منها أحد حيا، ولا حتى التاريخ». وروسيا حليفة دمشق وتقوم بتزويدها بالأسلحة.
وبعد مقتل الصحافي الفرنسي جيل جاكييه في 11 يناير (كانون الثاني) قُتلت الصحافية الأميركية ماري كولفن والصحافي الفرنسي ريمي أوشليك في 22 فبراير (شباط) في القصف على مدينة حمص، وسط سوريا. ويفيد تقنيون، يعملون مع المعارضين المسلحين، وعناصر في المخابرات الغربية والمراسل بلتون، بأن القوات السورية حصلت من روسيا على التكنولوجيا التي كانت تستخدمها موسكو في الشيشان للتعرف على مواقع البث عبر الأقمار الصناعية، خصوصا باستعمال طائرات الاستطلاع. وشاهد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية طيارة استطلاع تحلق فوق حمص.
ولاحظ لوك ماتيو، وكذلك مراسلون آخرون، التوتر على المسلحين عندما حاول استعمال هاتف الثريا: «قالوا لي يمكنك استعماله لدقيقة واحدة في اليوم، ليس أكثر».
وينصح المقاتلون الصحافيين كذلك بوصل هوائي (بيان) لالتقاط الإنترنت عبر القمر الصناعي بجهاز الكومبيوتر بكابل طوله 15 مترا على الأقل.. حتى تكتب لك النجاة إذا استهدف الجيش مكان الإشارة بقذيفة. ويحاول المقاتلون أحيانا التأثير على الصحافيين؛ حيث تعمل آلة الدعاية في المعسكرين.
وقال مراسل غربي، طلب عدم ذكر اسمه حتى يتمكن من العودة إلى مناطق المقاتلين، إنه صور جثث جنود يبدو أنهم كانوا ضحية عملية تصفية؛ فاستشاط المقاتلون غضبا وطلبوا منه محو الصور تحت تهديد القتل.
وقد يتصرف الصحافيون أحيانا من دون انتباه، كما حصل مع المصور الغربي الذي بث فيديو لأحد مسؤولي المعارضة المسلحة يظهر فيها وجهه، وهو ما لا يريده خوفا من الانتقام منه أو من عائلته.
وأثار الأمر غضب المسلحين الذين أراد بعضهم قتل المصور، كما لاحظ مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية. وتطلب الأمر مناقشات ومفاوضات، ولم يهدأوا حتى وعدهم بسحب الفيديو فورا من التداول.
وبعد انتهاء المهمة، تطرح صعوبة مغادرة البلاد، وقال لوك ماتيو إنه اضطر لاجتياز نهر كانت المياه فيه شديدة البرودة وتصل إلى خاصرته لينتهي في قبضة الشرطة التركية. وقال ضاحكا: «أمضيت 18 ساعة في التوقيف، لقد ظنوا أنني مخبر أجنبي».
ويقول روبرت يانغ بلتون: إن هذه الصعوبات لا تبرر عدم التسلل إلى سوريا؛ حيث «هناك حاجة لعدد أكبر من الصحافيين، وحيث يسعى النظام إلى إبقاء شعبه بمنأى عن الإعلام».
التضامن مع الشعب السوري.. “لستم وحدكم“
تواصلت في المناطق اللبنانية، كما في كل يوم جمعة، فعاليات التضامن مع الثورة السورية، حيث خرجت تظاهرات تأييد للشعب وللدعوة التي وجهها الثوار للتظاهر تحت شعار “جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية 2004” وتؤكد للمنتفضين في حمص وحماة ودير الزور وبابا عمرو والزبداني وغيرها من المدن السورية “انكم لستم وحدكم”. كما رُفعت اعلام الثورة السورية وشعارات طالبت الحكومة بتحمل مسؤولياتها التاريخية لجهة اتخاذ موقف رافض لارتكابات النظام السوري، فيما طالبت اخرى برحيل النظام ورئيسه.
وقد شهدت منطقة الطريق الجديدة مسيرة انطلقت من مسجد الإمام علي بعد صلاة الجمعة، اطلق المشاركون فيها هتافات تؤيد الثورة السورية وتطالب بدعمها في وجه النظام الديكتاتوري. كما هتفت “سيأتي دورك يا بشار الاسد”.
لالا ـ البقاع الغربي
نفذ مئات الاهالي في لالا البقاع الغربي (المستقبل)، اعتصاما أمام مسجد البلدة دعما للثورة السورية، رددت خلاله شعارات طالبت الحكومة بتحمل مسؤولياتها التاريخية لجهة اتخاذ موقف رافض لارتكابات النظام السوري، كما رفعت لافتات حملت عبارات مؤيدة لثوار المدن السورية. وتحول الاعتصام الذي نظمه المركز الاسلامي في البلدة الى مهرجان خطابي شارك فيه مفتي راشيا الشيخ احمد اللدن، ممثل مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس الشيخ محمد عبد الرحمن، منسق تيار المستقبل في البقاع الغربي وراشيا العميد محمد قدورة على رأس وفد من التيار، المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في البقاع الغربي علي ابوياسين وجمع.
والقى الشيخ عبد الرحمن كلمة المفتي الميس وفيها تأكيد على دعم الثورة السورية واحتضان النازحين. ووصف ما يجري في مدينة حمص بالمجازر البشعة. وذكر ان المجازر التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في مخيم جنين في فلسطين المحتلة اقل بكثير من الجرائم التي ارتكبت في بابا عمرو. وخلص الى ان اي نظام سيأتي، هو من دون شك افضل من هذا النظام.
وذكّر قدوره بمواقف تيار المستقبل التي كانت وما زالت الى جانب الشعب السوري في انتفاضته ضد النظام الاستبدادي والقمعي. واكد للمنتفضين في حمص وحماة ودير الزور وبابا عمرو والزبداني وغيرها من المدن السورية “انكم لستم وحدكم. انكم في قلب ووجدان وضمير المؤمنين بانتصار الحرية والكرامة في لبنان”. وبعدما عرض لابرز ما جاء في وثيقة تيار المستقبل بشأن الثورة السورية، دعا السلطات اللبنانية الى ضرورة توفير الامن والامان للهاربين من بطش النظام السوري الى لبنان. ودعا الادارات المعنية الى تحمّل مسؤولياتها كاملة لجهة تأمين كل ما من شأنه مساعدة آلاف العائلات النازحة الى مناطق البقاع.
وسأل ابو ياسين “أبناء الثورة الخمينية في لبنان وايران: كيف تقمعون الثورة وتقفون الى جانب المجرم وكيف لكم ان تكونوا مع الظالم؟ وكيف تكون اميركا الشيطان الاكبر وانتم تتقاسمون معها الغنائم في العراق وافغانستان؟ وهل هذا ما تريدون ان تفعلوه في سوريا؟. وختم: “دمشق ارض ومهد الثورات، لا بل عاصمة الثورات. فمن انتم ايها الطارئون؟”.
وربط امام بلدة القرعون، الشيخ منير رقية، بين بقاء النظام السوري مدة سنة في مواجهة الثورة الشعبية، وبين الدعم الاميركي الروسي والاسرائيلي الذي يتلقاه من هذا الثالوث منذ لحظة اندلاع الثورة. وذكر بموقف لوزير حرب العدو الاسرائيلي ايهودا باراك الذي اعلن فيه عدم موافقته على اسقاط النظام السوري.
والقيت كلمات لامام بلدة لالا الشيخ محمد الزعلان والشيخ وليد اللويس ورئيس المركز الاسلامي الشيخ احمد عواض والشيخ علي الغزاوي.
الرفيد ـ راشيا
في الرفيد – قضاء راشيا (المستقبل)، جرى اعتصام نفذه المصلون بعد خروجهم من تأدية صلاة الجمعة عند مدخل البلدة، بدعوة من رابطة الطلاب المسلمين وشباب مسجد سعد بن ابي وقاص، نصرة للشعب السوري، بحضور لفيف من أئمة المساجد، وكوادر من تيار المستقبل والجماعة الإسلامية في المنطقة.
وتحدث القيادي في الجماعة الشيخ سامي الخطيب، فهاجم نظام الطاغية بشار الأسد الذي داس بسنابك خيله على جماجم المؤمنين قاتلا عشرات الألوف، معتبرا أن مصيره سيكون السجن أو المنفى على مزابل التاريخ. وأكد أن نصرة الشعب السوري في ثورته من أجل الحرية واجب على الجميع، وأن قبلة هذا الشعب العربي بعد اسقاط انظمة الطغاة في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا هي فلسطين، التي سننطلق اليها لتحرير القدس.
وكانت كلمة لإمام مسجد خربة روحا الشيخ عبد الرحمن الخرسا، الذي اكد اصرار الشعب السوري على تحقيق أمانيه وتطلعاته نحو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، الى جانب ازالة النظام وطواغيته.
وكان المعتصمون هتفوا ضد نظام الأسد وشبيحته، وهاجموا ايران وروسيا والصين وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله. ورفعت في الاعتصام يافطات منددة بالجرائم التي يرتكبها النظام بحق الشعب السوري، كما رفعت اعلام الجماعة الاسلامية والعلم السوري للجيش الحر.
طرابلس
في مدينة طرابلس (المستقبل)، انطلقت من أمام مسجد حمزة في منطقة القبة، مسيرة جالت في شوارع المنطقة قبل ان تتوقف في ساحة ابن سينا حيث احرق متظاهرون علم حزب الله والعلم الروسي. وألقيت كلمات من وحي المناسبة واختتمت باقامة صلاة الغائب عن ارواح الشهداء.
وكان امام وخطيب المسجد عضو هيئة علماء الصحوة الاسلامية في لبنان الشيخ زكريا عبد الرزاق المصري، القى خطبة الجمعة حمل فيها على النظام السوري “الذي استخدم القوة المفرطة ضد المتظاهرين، فقتل وجرح عشرات الآلاف واعتقل اكثر من مئة ألف وشرد أمثالهم الى خارج سوريا غير آبه بما يسمى حقوق الإنسان والأعراف الدولية، ومن دون أن يتجاوب النظام مع مبادرات الجامعة العربية ودعوات الدول الأوروبية لوقف هذا الإجرام”. وتابع “من هنا صار من حق الشعب السوري بل من الواجب عليه أن يلجأ الى السلاح للدفاع عن دينه وعقيدته ووجوده.
وطالب المصري الدول والشعوب في العالم العربي والإسلامي بتقديم كل الدعم المالي والعسكري والبشري فورا، سرّا وعلانية، الى الشعب والجيش السوري الحر، من أجل تحرير سوريا من الإحتلال البعثي الذي لا يقل خطرا وعدوانا على الأمة من الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
خطيب مسجد بابا عمرو
وعلى مستديرة ابوعلي، وقف متطوعون لجمع التبرعات لصالح الشعب السوري من المصلين الذين استمعوا من على منبر مسجد السلام، الى خطبة الجمعة من خطيب مسجد بابا عمرو الشيخ أنس السويد الذي استطاع أن ينجو من بطش النظام السوري. فقال في خطبة بعنوان “صرخة حمص من طرابلس”: النظام السوري اغتصب سوريا أكثر من خمسين عاما. نظام فاجر يستخف بدمائنا وارواحنا. كل يوم يرتكب المجازر في بابا عمرو وباب السباع وكرم الزيتون وكرم السايح وحمص، يقصفونها بالصواريخ والراجمات. ليسوا من البشر بل وحوش في ثياب بشر. ليسوا ممانعة ولا مقاومة، بل يمنعون عنا الخبز والماء والكهرباء وحبة الدواء. حرمونا من كل شيء. حتى المستشفيات تحولت مكانا لسفك الدماء وذبح الجرحى والمصابين”.
وتابع: “الشعب السوري يريد حقه في الحرية والكرامة، والثورة لن تتوقف، رغم ان النظام يذبح الاطفال والنساء ويقود حرب ابادة على كل المواطنين. اسرة فاجرة تحكم بالقتل. الصيدلي جمال الفتوني قتلوه لانه كان يبيع القطن الى الجرحى، واياد بيرقدار لانه كان ينقل الجرحى. ارتكبوا مجزرة عند ساعة حمص الجديدة 300 ضحية، وفي بابا عمرو 150 شابا من زهرة شبابنا قتلوهم”.
أضاف “كنا نصلى على الضحايا يوميا بالعشرات في الساحات بعد ان هدموا علينا المساجد. أسرة تحكم بالفجور والقتل تاريخها. وختم داعيا أبناء طرابلس الى “الوقوف الى جانب اخوانهم أهل سوريا”.
إمام مسجد التقوى
ورأى امام وخطيب مسجد التقوى الشيخ سالم عبد الغني الرافعي ان ما يجري في سوريا بالنسبة لبعض الدول هو نظرة مصالح، بينما الموضوع بنظرنا هو نظرة شرعية اخلاقية وانسانية. تعاطف مع المظلوم، تنصره ايا كان دينه او معتقده. نحن ضد الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة. نستنكر مواقف الدول الكبرى ومنظمات حقوق الانسان التي لم تحرك ساكنا لمنع المجازر التي ترتكب في حمص وجسر الشغور وهناك الآن ما يعدّ لمحافظة ادلب. ما يجري في سوريا من انتهاكات وصمة عار على جبين الانسانية التي ما زالت مترددة حيال الموضوع السوري. وهنا لا بد من تحذير الاوروبيين والغرب بان المسلمين سيعيدون النظر في مصداقية الامم المتحدة، وفي تركهم الجهاد في سبيل الله، وعندها سيشعر الغرب بفداحة ما اقترفه من خطأ”.
وادي خالد
لبى المئات من ابناء منطقة وادي خالد وجبل أكروم دعوة منسقية تيار المستقبل للمشاركة في المسيرة الحاشدة بعيد صلاة نهار الجمعة تحت شعار “نصرة الثورة السورية ودعم النازحين السوريين”، والتي انطلقت من مساجد عدة في وادي خالد الى تقاطع الرامة – مخفر الدرك الهيشة – العوادة، وشارك فيها المفتي أسامة الرفاعي والنائب معين المرعبي، وعضو المكتب السياسي في تيار المستقبل محمد المراد، ومنسقا تيار المستقبل خالد طه وعصام عبد القادر، الى حشد كبير من أبناء المنطقة والنازحين السوريين. وحمل المشاركون أعلام تيار المستقبل والعلمين اللبناني والسوري وعلم كبير يرمز الى الثورة السورية.
بعد الوقوف دقيقة صمت حداداً على روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء الثورة السورية، كانت كلمتان لكل من أحمد السيد وعبد الرزاق الخالد. قال رئيس دائرة وادي خالد في تيار المستقبل مصطفى علي: يدنا ممدودة لكل المنتفضين على الظلم مسلمين ومسيحيين، سنة وعلويين شيعة أو دروزا، عرباً أو كرداً. ولا نعوّل الا على جيشنا اللبناني في حماية من يطالبون بالعدالة والديموقراطية وبناء الدولة الحقيقية.
وألقى طه كلمة التيار توجه فيها الى حلفاء سوريا في لبنان قائلاً: الى المستزلمين في لبنان للنظام السوري القاتل نقول: إن لغة النعيق والعقيق والكلام البذيء تعبير واضح عن أزمتكم وعمق أزمة نظامكم. فحفنة الباسيليين والعونيين والشكريين والوئاميين وغيرهم، تبقى مجرد حفنة للنعيق وبوقاً ينفخ فيه عند الحاجة. فأنتم لستم من يعطي الشهادات وأنتم الغارقون في متاهمات الممانعة الزائفة حتى ضيعتم فلسطين وأهلها باسم الأسدية والبعثية المخادعة. أضاف: إن من يناصر شعبا مظلوما ينصفه التاريخ، ومن يساهم باضطهاد شعب مصيره واضح الى حين. لقد بتم تحت قوس العدالة الدولية فلا تكابرون. ونمتم في زوايا الاحزاب الشمولية فلا تجادلون، والى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان رغماً عنكم ذاهبون.
وتوجه المفتي الرفاعي الى الحكومة وكل المسؤولين بالقول: لماذا هذا السكوت، والى متى هذا الركون وهذا الخوف. أتبخلون عليهم بنصرتهم، فالله ناصرهم. وتبخلون عليهم بطعامهم فالله مطعمهم. أتبخلون عليهم بكسوتهم فالله كاسيهم. وتبخلون عليهم بأمنهم، فالله حاميهم. وتبخلون عليهم بعلاجهم فالله مشافيهم.
أضاف: يجب عليكم أن تؤمّنوا لهم السكن والغذاء والدفء وأن تقدموا لهم كل ما يحتاجون. ان تخاذل حكومتنا عن مناصرة هؤلاء الأخوة، وعن تقديم يد العون اليهم بواجب الدين والأخلاق، وبواجب الشرف والانسانية هو تجميع لحبات المطر. وأنتم تعلمون أن السيل هو تجميع النقط، فإذا بقيتم متخاذلين متكاسلين، ولا أقول متآمرين، مع علامة استفهام على الكلمة، فاعلموا أن الظلم في نقطه وفي حباته ستجتمع يوماً من الأيام لتكون نهراً كبيراً، ثم لا تلوموا بعد ذلك الا أنفسكم.
وبعد التظاهرة، اقام عضو مكتب تيار المستقبل خالد بطين مأدبة على شرف المفتي والحاضرين.
غليون: الأولوية لتنحية الأسد وميليشياته ستة ضباط كبار يصلون إلى تركيا 25 ألف لاجئ فروا من سوريا
مجازر في “جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية” وواشنطن ترى تصدّعات كبيرة
يوماً بعد يوم تتزايد الانشقاقات ما بين سياسية وعسكرية في صفوف نظام يصارع لإطالة زمن بقائه في ظل ضغوط داخلية متزايدة تتمثل في الانشقاقات العسكرية التي كان آخرها وصول أربعة عمداء وعقيدين إلى تركيا بعد انشقاقهم عن جيش بشار الأسد، ما رأى فيه البيت الأبيض “تصدعات كبيرة” في نظام الرئيس السوري.
وفي “جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية” عمت الانتفاضات البلاد أمس حيث سقط 82 قتيلاً بينهم 10 أطفال في تظاهرات لمئات آلاف السوريين في مناطق مختلفة منها في حيي كفرسوسة والقابون في العاصمة دمشق في ذكرى انتفاضة مدينة قامشلو العام 2004 حين سقط عشرات الأكراد بيد القوات الأمنية السورية.
وفيما كانت الأمم المتحدة تؤكد أن عدد اللاجئين الذين فروا من البلاد منذ بدء الأحداث قبل نحو عام لا يقل عن 25 ألف شخص، أكد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أن “الأولوية الآن في تنحية بشار الأسد والميليشيات التي تحكم سوريا”.
ميدانياً، ارتفع عدد الشهداء أمس إلى اثنين وثمانين شهيداً سقطوا برصاص قوات الأمن والجيش بينهم سيدتان وعشرة اطفال، ثلاثة وثلاثون شهيداً في إدلب منهم خمسة وعشرون شهيداً قضوا في مجزرة عين لاروز، ستة وعشرون شهيداً في حمص، سبعة شهداء في يبرود في ريف دمشق، وستة شهداء في درعا، وأربعة شهداء في حماه، وشهيدان في دمشق وفي اللاذقية اثنان وشهيد في كل من البوكمال وحلب.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبدالرحمن إن تظاهرات خرجت “في عدد من المناطق السورية في محافظات درعا ودمشق وريف دمشق وحمص وحماه وإدلب وحلب واللاذقية ودير الزور والحسكة”.
وقال المتحدث باسم “اتحاد تنسيقيات حلب” محمد الحلبي إن حلب شهدت أمس “التظاهرات الأكبر منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية” في منتصف آذار (مارس) الماضي. وأضاف “خرج آلاف المتظاهرين في 15 نقطة تظاهر في المدينة ولا سيما في أحياء المرجة والفردوس وصلاح الدين وسيف الدولة، إضافة الى 40 نقطة تظاهر في ريف حماه(..) برغم الانتشار الأمني الكثيف”.
وذكر الحلبي أن “المتظاهرين رددوا شعارات تحيي الأكراد، وتطالب بإعدام الأسد وتسليح الجيش السوري الحر”، وأن قوات الأمن “واجهت معظم التظاهرات بإطلاق الرصاص”.
وفي حمص أفاد نضال عضو الهيئة العامة للثورة السورية أن “الاف المتظاهرين خرجوا في أحياء عدة في المدينة برغم القصف الذي استؤنف على مناطق عدة في المدينة بعد توقفه منذ عملية بابا عمرو” الأسبوع الماضي. وأضاف: “تظاهر آلاف الأشخاص في أحياء القصور والخالدية في المدينة، وفي القريتين وعزالدين والقصير في الريف، فيما خرجت تظاهرات بالمئات في مناطق أخرى في المدينة والريف”.
وقتل شخصان “في حي دير بعلبة بمدينة حمص إثر سقوط قذائف هاون على الحي قبل خروج المظاهرات”، بحسب المرصد.
وأظهرت مقاطع بثها ناشطون على الانترنت تظاهرة حاشدة في حي القصور في حمص رفع فيها شعار “التآخي الوطني خيار الشعب السوري” و”في سوريا لا يوجد أقليات(..) وحدة تراب الوطن تجمعنا” وردد المشاركون فيها هتافات معارضة للأسد، وهتفوا “حرية” باللغتين العربية والكردية.
وفي درعا (جنوب)، خرج “أكثر من عشرة آلاف متظاهر في مدينة داعل”. وقال المرصد “استشهد متظاهر وأصيب خمسة بجروح في مدينة جرابلس في ريف حلب إثر إطلاق النار على المتظاهرين”.
ودعا ناشطون معارضون الى التظاهر في سوريا في ما اطلقوا عليه اسم “9 آذار (مارس)، جمعة الوفاء للانتفاضة الكردية”، في إشارة الى الحركة الاحتجاجية التي انطلقت في العام 2004 من مدينة قامشلو ذات الغالبية الكردية وانتقلت الى مدن كردية عدة، وواجهتها السلطات بقمع أسفر عن مقتل وجرح العشرات من الأشخاص.
وقال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أمس “إن النظام يستخدم كل أشكال العنف في مدينة حمص من أجل إفشال الثورة، والمجلس حصل على موارد مالية من بعض الدول العربية والأجنبية ويحاول الحصول على سلاح نوعي لكسر الذراع القاتلة للنظام السوري، خصوصاً أن الأولوية الآن في تنحية الأسد والميليشيات التي تحكم سوريا”.
في غضون ذلك، ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية أن عشرة من كبار ضباط الجيش السوري منهم أربعة عمداء وعقيدان انشقوا عن الجيش النظامي ووصلوا أول من أمس الى تركيا.
وكان هؤلاء الضباط في دمشق وحمص واللاذقية، كما أوضحت الوكالة نقلاً عن مصادر محلية في تركيا التي لجأ اليها نحو 12 ألف سوري منذ آذار (مارس) 2011، تاريخ اندلاع الثورة على النظام السوري.
وكان مسؤول تركي أعلن الجمعة وصول عدد من العسكريين الذين انشقوا عن الجيش السوري الى تركيا في الأيام الأخيرة.
ووصل في الأيام الأخيرة 234 سورياً منهم ضابطان برتبة عميد وعقيد واثنان من ضباط الصف الى مدينة ريحانلي التركية الصغيرة الواقعة على الحدود السورية هرباً من الصراعات في بلادهم، كما قال لوكالة أنباء الاناضول يوسف غولر نائب مدير هذه المدينة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن تقارير انشقاق بعض المسؤولين والجنرالات السوريين عن النظام السوري إن كانت صحيحة، تمثل بالتأكيد علامة على أن هناك تصدعات كبيرة في نظام الأسد وتقدم بعض الأدلة على أن التحول الديموقراطي سيتم في سوريا وأن المرحلة الانتقالية السياسية ستنتهي بعدم وجود الأسد في السلطة، ووصف هذه الخطوة بالشجاعة من جانب أعضاء النظام بإظهار ولائهم ودعمهم للشعب السوري وتطلعاته.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المتحدث باسم البيت الأبيض على متن الطائرة الرئاسية التي أقلت الرئيس الأميركي باراك أولاما أمس إلى ريتشموند بولاية فيرجينيا.
وقال المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ادريان ادواردز إن الامم المتحدة تقدر أعداد اللاجئين السوريين الذين فروا منذ بداية الصراع قبل نحو عام بما لا يقل عن 25 ألف لاجئ.
وأضاف أن المعتقد أن عدداً كبيراً من السوريين نزحوا عن ديارها داخلياً لكنه لم يعطِ تقديرات محددة.
وفي تركيا قالت وزارة الخارجية إن نحو 12 ألف سوري سجلوا لاجئين في مخيمات عدة أقيمت في إقليم هاتاي في جنوب تركيا بعد وصول نحو 800 لاجئ خلال الأسبوع المنصرم.
وأعلنت الأمم المتحدة أمس أن نحو مليون ونصف المليون نسمة هم بحاجة لمساعدات غذائية في سوريا بينما أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تعمل على تقييم الاحتياجات الطبية في العديد من مدن هذا البلد الذي يشهد أعمال عنف منذ نحو عام.
وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة اليزابيث بيرز خلال مؤتمر صحافي “تقديراتنا أن نحو 1,5 مليون نسمة قد يكونون بحاجة الى مساعدات غذائية”. وأضافت أن “هذا الرقم تم تحديده استناداً الى تقديرات لبرنامج الأغذية العالمي قبل الأزمة”، مشيرة الى أن “العدد الحقيقي للمستفيدين” من مساعدات الأمم المتحدة في سوريا ستحدده الاحتياجات على الأرض.
وأعلن الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس أن كوفي أنان “سيلتقي صباح غد (اليوم) الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق”.
وفي تصريح لعدد من الصحافيين أعلن بان كي مون أيضاً أن أنان “سيغادر دمشق الأحد” بعد أن يكون أجرى لقاءات مع مسؤولين حكوميين ومن المجتمع المدني، ليقوم بزيارة عدد من دول المنطقة من دون أن يحدد هذه الدول، كما سيلتقي “قادة من المعارضة (السورية) خارج سوريا”.
وأوضح بان كي مون أنه أجرى صباح الجمعة اتصالاً هاتفياً مثلث الأطراف شارك فيه إضافة اليه كل من أنان والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، تم التطرق خلاله الى تفاصيل مهمة أنان.
وقال بان كي مون إن الثلاثة حددوا “ثلاث أولويات” مشتركة هي “إن أي عنف يجب أن يتوقف أكان من جانب القوات الحكومية أو من جانب قوات المعارضة”، مضيفاً “طلبت من أنان أن يعمل للحصول على وقف فوري لإطلاق النار”، والأولوية الثانية “يجب أن تكون للتوصل الى حل سياسي شامل”.
وقال بان كي مون أخيراً إنه طلب من كوفي أنان “التشديد لدى الرئيس الأسد لضمان وصول المساعدات الإنسانية”.
واعتبر أنان في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن “مزيداً من التسلح في سوريا يزيد الوضع سوءاً”.
وتأتي زيارة أنان للقاهرة قبل يومين من اجتماع يكتسب أهمية كبيرة بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظرائه العرب اليوم في العاصمة المصرية.
وأكدت مسؤولة العمليات الإنسانية للأمم المتحدة فاليري آموس الجمعة في أنقرة أنها توصلت الى اتفاق مع النظام السوري على تشكيل “بعثة تقييم إنسانية أولية” في مناطق النزاع في سوريا.
وقالت آموس لدى عودتها من زيارة الى سوريا “توصلنا الى اتفاق على تشكيل بعثة تقييم إنسانية أولية مشتركة في المناطق التي يحتاج سكانها الى مساعدة عاجلة”، موضحة أن هذه البعثة ستضم وكالات أممية وممثلين للسلطات السورية.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الجمعة أن بلاده تعارض مشروع القرار الجديد الذي طرحته واشنطن في مجلس الأمن الدولي حول سوريا لأنه “غير متوازن” كونه لم يتضمن نداء الى طرفي النزاع، أي الحكومة والمعارضة، لوقف العنف.
وإزاء هذا الموقف أعلنت الولايات المتحدة أنها “ليست متفائلة كثيراً” بإمكانية اتفاق أعضاء مجلس الأمن على مشروع قرار جديد.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند في تصريح صحافي إن الولايات المتحدة “شاركت في المشاورات طوال الأسبوع في نيويورك لمعرفة هل ثمة إمكانية لصياغة قرار أقل حجماً لكنه يدعم الجهود المبذولة لتقديم المساعدة الإنسانية”، لكن مشاورات شارك فيها الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن والمغرب “لم تؤدِ الى اتفاق على نص” كما أضافت. وقالت نولاند “صراحة لسنا متفائلين كثيراً إزاء إمكانية التوصل الى نص يرضي الجميع في مستقبل قريب”.
كما أعلنت الصين الجمعة عن إرسال مبعوث جديد الى كل من السعودية ومصر وفرنسا لشرح الموقف الصيني حول الأزمة السورية وذلك بعدما واجهت انتقادات شديدة بسبب دعمها لنظام الأسد. وأبدت بكين استعدادها لإرسال مساعدة إنسانية تحت إشراف الأمم المتحدة أو منظمة “حيادية” بشرط أن يتم الحفاظ على السيادة السورية.
وحذر وزراء الخارجية الأوروبيون أمس من تداعيات أي تدخل عسكري في سوريا، معتبرين أن تدخلاً من هذا النوع يمكن أن يشعل “حريقاً واسع النطاق”.
وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي لدى وصوله للمشاركة في اجتماع غير رسمي لوزراء الخارجية الأوروبيين يعقد في كوبنهاغن، إن أي نقاش حول تدخل عسكري محتمل في سوريا “لن يكون بناء”. وأضاف الوزير الألماني “لا بد من تجنب حريق واسع النطاق تكون له تداعيات كارثية على المنطقة وعلى الناس والعالم”.
وقبيل المباشرة باجتماع لمدة يومين أعلن عدد من وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أن على المجتمع الدولي فرض المزيد من العقوبات للضغط على النظام السوري مع إرسال مساعدات إنسانية الى المدنيين.
وقال وزير خارجية هولندا اوري روزنتال إن “للعقوبات تأثيراً على النظام السوري” في حين قال نظيره الألماني إن نظام بشار الأسد هو “في حالة تحلل” متزايد. وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن “لا بد من التحلي بالصبر” مضيفاً “لا بد من القبول، رغم صعوبة قول ذلك، بأن كثيراً من الضحايا سيسقطون أيضاً. إلا أن التدخل العسكري سيكون أسوأ وأخطر”.
وتابع قائلاً “عندها لن نحصي عدد القتلى بالآلاف بل بعشرات الآلاف”.
وفي باريس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أمس، إن بلاده لا تستطيع أن تقبل قراراً لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا يوجه اللوم عن أعمال العنف بشكل متساوٍ للحكومة ومعارضيها.
وقال فاليرو للصحافيين “هدفنا هو صدور قرار حقيقي. لا نريد قراراً يبعث برسالة خاطئة لأنه لا يوجد تكافؤ بين القمع الوحشي الذي ارتكبته جماعة بشار الأسد على مدى شهور ورغبة الشعب السوري المشروعة في احترام حقوقه”.
وقال فاليرو إن باريس تريد قراراً يحمل قوات الأمن السورية المسؤولية عن أعمال العنف بشكل قوي ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية وتشجيع انتقال سياسي ويضمن عدم إفلات المسؤول عن قمع الشعب السوري من العقاب. وسيتوجه وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبية إلى نيويورك غداً لحضور اجتماع وزاري في مجلس الأمن سيناقش انتفاضات الربيع العربي ومن المقرر أيضاً أن يجري محادثات بشأن سوريا.
(أ ف ب، رويترز، يو بي أي،
أ ش أ، لجان التنسيق المحلية)
غضب أميركي لتنسيق المالكي مع موسكو بشأن سوريا
بغداد ـ علي البغدادي
على الرغم من التشدد المعلن الذي تبديه الحكومة العراقية حيال الرئيس السوري بشار الاسد ازاء قمعه المحتجين المطالبين بالحرية، الا ان كواليس القوى السياسية العراقية القريبة من محور طهران ـ دمشق يساورها القلق البالغ من الانعكاسات السيئة لانهيار نظام الاسد على نفوذ واستئثار النخبة المسيطرة على مقاليد السلطة في بغداد.
فسياسة الشد والجذب التي تتبعها حكومة المالكي مع دمشق تنطلق في مجملها من القلق الايراني على مستقبل النفوذ في شرق المتوسط، لاسيما ان بغداد وطهران راغبتان بغياب الاسد عن المشهد السياسي، شرط وجود بديل يضمن استمرار النظام الجديد على النسق اياه الذي يسير عليه الاسد، ما دفع بغداد الى فتح خطوط اتصال دائمة مع موسكو لتأمين هذه الرغبة التي اثارت غضباً وامتعاضاً لدى الاميركيين.
وفي هذا الصدد، كشفت مصادر عراقية مطلعة عن غضب الادارة الاميركية من اتساع وتيرة التنسيق بين بغداد وموسكو بشأن الازمة السورية خصوصاً ان الهاجس السوري لا يزال يقلق “التحالف الشيعي” المسيطر على الحكومة في العراق.
ونقلت جهات اعلامية عراقية عن تلك المصادر ان “رئيس الوزراء نوري المالكي، زعيم ائتلاف “دولة القانون” المنضوي في التحالف الوطني، ابلغ ممثلي الاطراف الاخرى في اجتماع للتحالف في بغداد أنه بعد سوريا يصل الدور الى العراق ثم ايران”.
وتابعت المصادر ان “المالكي كشف انه على اتصال مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واطلع منه على كثير من الأمور”، لافتا الى ان “لافروف اعرب عن استعداده للوقوف إلى جانب العراق وسوريا، فيما أعرب المالكي عن شكره الحكومة الروسية على موقفها من سوريا، وأنه لن ينسى أبدا هذا الموقف المشرف”.
في الجلسة نفسها، قال المالكي، بحسب المصادر، إن “أميركا غاضبة وممتعضة من علاقاتنا واتصالاتنا مع روسيا”، موضحا ان المالكي “اتصل بالأميركيين وقال لهم إنه لا يتحمل أي ضغط آخر على الشيعة، وفي الوقت نفسه قال لهم لا نريد أن يصل يوم نتحدث فيه نحن أيضا كما يتحدث الامين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، لنقول إننا ندافع عن الشيعة فقط ولا نفكر في أوضاع المنطقة ولا نشعر بقلق منها ولا يهمنا أن تتفجر المنطقة”.
وبحسب المصادر، فإن “المالكي شرح في جلسة مهمة مع قادة الفصائل الشيعية وأبرزهم زعيم منظمة “بدر” هادي العامري والقيادي في “المجلس الأعلى” الشيح همام حمودي والقيادي في “التيار الصدري” كرار الخفاجي وزعيم تيار “الاصلاح” إبراهيم الجعفري، فضلا عن القيادي في حزب “الدعوة” حسن السنيد، التطورات في المنطقة وخصوصاً في سوريا، وما تتعرض له الحكومة العراقية من اخطار جدية تهددها، وبوجه خاص ما تتعرض له القوى الشيعية الحاكمة”، داعيا الى “توخي الحيطة والحذر حيال التطورات نظرا إلى الحالة الخطرة في سوريا حيث يُقال رسميا إنه وبعد سوريا سيصل دور العراق، وفي هذا الإطار من الضروري ترصين صفوف المجموعات المكونة لقائمة التحالف الوطني، وكل التيارات والمجموعات الشيعية الحاكمة وتجنب الخلافات الداخلية”.
وبحسب المصادر نفسها فـ”ان المالكي قال: جمعتكم لأبلغكم بأن الوضع خطير، وإذا خسر الشيعة غداً، فأنتم المسؤولون عن هذا الوضع، ولا تظنوا أننا جلسنا في سفينة النجاة، وإنما نعيش حالة خطرة، والخطر يحدق بنا من كل الجهات، ويقترب منا، وإذا سقطت الحكومة السورية، فسوف يحين دور العراق، وتعرفون أنه وبعد العراق، سيحين دور إيران التي تُعتبر عمقنا الإستراتيجي”.
من ناحية أخرى، أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في محافظة نينوى (شمال العراق) المحاذية لسوريا عن اعداد خطة طارئة لاستقبال المدنيين السوريين في حال لجوئهم إلى العراق.
وأكد ممثل المفوضية في نينوى رعد حسن “إعداد خطة طوارئ متكاملة بهذا الصدد تتضمن تهيئة جميع احتياجاتها ومستلزماتها بالتعاون مع منظمات إنسانية دولية وأيضا مع الإدارة المحلية في المحافظة”، مشيرا أنه “لم يتم حتى الآن تسجيل حالات نزوح أسر سورية الى محافظة نينوى”، لكنه لفت الى أن “هناك نحو 300 أسرة سورية وفلسطينية مسجلة في محافظة نينوى منذ سنوات”.
إلى ذلك، ومع بداية العد التنازلي لانعقاد القمة العربية، اعطى زعماء عرب موافقتهم المبدئية على حضور القمة التي ستناقش نحو 20 ملفا متنوعا، في حين سيّر انصار زعيم “التيار الصدري” السيد مقتدى الصدر، الحليف الاساسي للمالكي، تظاهرات مناوئة لحكومة البحرين في مدن عراقية عدة، اعتبرتها كتلة اياد علاوي بأنها رسالة سلبية ستؤثر على مشاركة دول مجلس التعاون العربي في قمة بغداد العربية.
وقال وكيل وزارة الخارجية العراقي لبيد عباوي إن “جميع الدول العربية أبلغت العراق رسميا المشاركة في القمة، ولن يكون هنالك أي غياب للدول التي وجهت اليها الدعوات” مضيفاً أن “العراق حصل على تأكيدات رسمية لحضور 12 رئيس دولة عربية سيكونون على رأس القمة العربية، بينهم من دول الخليج العربي”.
وكشفت مصادر عراقية ان اللمسات الاخيرة قد وضعت لجدول اعمال القمة العربية، موضحة ان “جدول الاعمال يتضمن اكثر من 20 ملفا حول قضايا امنية وسياسية واقتصادية، أضافة إلى الازمة السورية، ومبادرة العراق لحلها، والشأن الفلسطيني والصراع العربي ـ الاسرائيلي، واوضاع لبنان والصومال وقضية القرصنة والملف النووي الايراني”، لافتة الى ان “الخلاف الاكبر هو قضية البحرين التي ما زال النقاش قائما بشأنها، كون دول مجلس التعاون الخليجي ترفض ادراجها على جدول اعمال القمة”.
في سياق متصل، انتقدت القائمة العراقية (بزعامة علاوي) التظاهرات التي خرجت امس بدعوة من زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر لدعم المعارضة في البحرين .
وقال النائب عن “العراقية” حسن الجبوري إن “توقيت التظاهرات غير مناسب”، مبينا أن “التظاهرة تأتي قبل انعقاد القمة العربية في بغداد وبعد تحسن علاقة العراق بدول الخليج، وقد تؤدي إلى توتر العلاقات من جديد”.
ورجح الجبوري أن “تؤثر هذه التظاهرة على موقف البحرين وبعض دول الخليج في حضورهم قمة بغداد”، مشيرا إلى أنها “ستحرج الحكومة العراقية خصوصاً بعد تقديمها تعهدات بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الجوار”.
وكان المئات من أنصار التيار الصدري في بغداد ومدن عراقية عدة تظاهروا تأييداً لـ”ثورة البحرين” وتلبية لدعوة الصدر، وطالبوا بطرح القضية على القمة العربية المقرر عقدها في بغداد أواخر الشهر الحالي.
طوكيو تفرض عقوبات على دمشق ولندن ترى أن بكين وموسكو تدفعان ثمن موقفهما
موسكو تعارض المشروع الأميركي حول سوريا والصين تسعى الى حوار مع العرب
اكدت روسيا معارضتها لمشروع قرار أميركي جديد حول سوريا بذريعة انه قرار “غير متوازن” في وقت تسعى الصين لبدء حوار مع العرب من خلال ايفاد مبعوث الى السعودية ومصر.
واعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف امس ان بلاده تعارض مشروع القرار الجديد الذي طرحته واشنطن في مجلس الامن الدولي حول سوريا لانه “غير متوازن” كونه لم يتضمن نداء الى طرفي النزاع، اي الحكومة والمعارضة، لوقف العنف.
وقال غاتيلوف بحسب ما نقلت عنه وكالة “انترفاكس” الروسية للانباء، “لا يمكننا الموافقة على مشروع القرار بالصيغة التي طرح بها اليوم. نص القرار الجارية مناقشته غير متوازن”. واضاف ان “المشكلة الرئيسية فيه تكمن في عدم مطالبته في آن معا كل الاطراف اخذ خطوات عملية لوقف اطلاق النار”.
واوضح المسؤول الروسي ان موسكو تلقت تقارير مفادها ان مجلس الامن الدولي يعتزم طرح مشروع القرار على التصويت الاثنين.
ودعا غاتيلوف الدول الكبرى الى عدم التسرع في احالة مشروع القرار الى التصويت، علما انه سبق لروسيا ان استخدمت مع الصين حقهما في النقض (الفيتو) مرتين لمنع صدور مشروعي قرارين يدينان نظام بشار الاسد.
وقال “ليس مقبولا ان يتم ربط إقرار اي نص بمهلة محددة. ان عامل الوقت ليس العامل الاهم”. واضاف “اهم شيء هو التوصل الى نص واقعي خال من الغموض ويرمي الى ايجاد تسوية دائمة”.
وبحسب نسخة من مشروع القرار المطروح فان النص يقول ان مجلس الامن الدولي “يطالب” الحكومة السورية بان توقف “فورا” كل اعمال العنف و”يدعو” مجموعات المعارضة الى “الامتناع عن كل اشكال العنف” ما ان تتحقق هذه الشروط.
الصين اعلنت امس عن ارسال مبعوث جديد الى كل من السعودية ومصر وفرنسا لشرح الموقف الصيني حول الازمة السورية وذلك بعدما واجهت انتقادات شديدة بسبب دعمها لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال ليو وايمين الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ان تشانغ مينغ الدبلوماسي الرفيع المستوى سيقوم بجولة تستغرق سبعة ايام يستهلها في السعودية ثم مصر على ان يزور فرنسا من 14 الى 16 اذار (مارس) الجاري.
في لندن، أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أن بلاده لا تخطط لدعم من وصفهم بـ”المتمردين” داخل سوريا، ورأى أن الصين وروسيا تدفعان ثمن دعمهما لدمشق.
ونسبت صحيفة “الغارديان” امس، إلى هيغ قوله أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم (البرلمان) البريطاني، إن المملكة المتحدة “ستواصل تزويد المعارضة السلمية خارج سوريا بمعدات غير فتّاكة فقط”. وأضاف “لم نستبعد تقديم المزيد من المعدات غير الفتّاكة، لكن هذه المساعدة إقتصرت على المجموعات المعارضة خارج سوريا الساعية إلى إنتهاج معارضة سلمية وديموقراطية”.
وقال إن لندن لا تخطط لدعم “المتمردين” داخل سوريا، مبدياً قلقه من إحتمال “وقوع هذه المعدات في أيدي تنظيم القاعدة الذي تردّد بأنه يعمل داخل سوريا”.
ووصف هيغ المفاوضات الجارية في أروقة الأمم المتحدة في نيويورك بشأن إستصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وضع حد لأعمال العنف في سوريا بأنها “صعبة بسبب إستمرار معارضة روسيا والصين”.
وفيما قال هيغ إن “الحصول على قرار أقوى من مجلس الأمن يدعو المحكمة الجنائية الدولية إلى محاكمة (الرئيس بشار) الأسد والشخصيات الرئيسية في نظامه لن تكون واقعية بسبب إعتراض روسيا والصين”، أشار إلى أن البلدين “يدفعان ثمناً دبلوماسياً في جميع أنحاء العالم العربي لاستخدامها حق النقض (الفيتو) لعرقلة محاولتين سابقتين للإتفاق على قرار في مجلس الأمن بشأن سوريا”. وأضاف “إذا كان رأينا هو الصحيح بأن نظام الأسد لا يمكن أن يستعيد مصداقيته دولياً أو داخلياً بعد إراقة دماء كثيرة وسينهار بطريقة أو بأخرى، فإن من مصلحة روسيا والصين دعم عملية الإنتقال السياسي في سوريا في مرحلة ما”.
وقال هيغ إن بريطانيا “تواصل العمل من أجل قرار في مجلس الأمن الدولي يستند إلى خطة جامعة الدول العربية التي تدعو الأسد إلى التنحي وتمهيد الطريق أمام الإنتقال إلى حكومة جديدة”، لكنه استبعد إحتمال فتح ممرات للمساعدات الإنسانية الدولية في سوريا لاعتقاده بأنها “تحتاج إلى قوة عسكرية غامرة”.
وكان مكتب رئاسة الحكومة البريطانية (10 داوننغ ستريت) رحّب في وقت سابق بانشقاق معاون وزير النفط السوري عبدو حسام الدين، واعتبره “لحظة مهمة”.
اما في طوكيو، فقد أعلنت الحكومة اليابانية اليوم الجمعة تشديد العقوبات التي تفرضها على سوريا من خلال إضافة أسماء مسؤولين ومؤسسات على لائحة تجميد الأصول.
ونقلت وكالة الأنباء اليابانية “كيودو” عن وزير الخارجية كوئيشيرو غيمبا إنه سيتم تجميد أصول مسؤولين اثنين إضافيين مقربين من الرئيس بشار الأسد و4 مؤسسات هي المصرف التجاري السوري والبنك التجاري السوري اللبناني وشركة تجارة النفط السورية وشركة النفط العامة.
وقال غيمبا للصحافيين “على الرغم من النداءات المستمرة من بلادنا والكثير من الدول الأخرى في المجتمع الدولي، لا تزال أعمال القمع مستمرة”.
وقالت الحكومة إنه بموجب القرارات التي أصدرتها بحق سوريا، سيتعين أخذ الإذن من الحكومة للقيام بصفقات مالية مع 20 شخصية سورية و16 مؤسسة.
وزير الخارجية المصري محمد عمرو بعد ظهر امس اتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، حيث جرى استعراض التطورات الأخيرة فى الأزمة السورية وسبل الخروج من دائرة العنف فى البلاد. وصرح الوزير المفوض عمرو رشدى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية بأن الوزيرين قد اتفقا خلال الاتصال على أهمية تنفيذ خطة الجامعة العربية المعتمدة فى 22 كانون الثاني (يناير) الماضي. كما أكد محمد عمرو لكلينتون على ضرورة استبعاد الحل العسكرى وتفادى تدويل الأزمة وإبقائها فى إطار الحل العربي. كما أكد محمد عمرو على أهمية توحيد المعارضة السورية لصفوفها فى الداخل والخارج حتى تتمكن من الدخول كطرف فاعل فى جهود حل الأزمة والمساهمة فى تحقيق الطموحات المشروعة للشعب السوري.
وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن اتصال كلينتون بالوزير محمد عمرو يأتي في سياق الإتصالات التي يجريها وزير الخارجية مع نظرائه من وزراء خارجية الدول الكبرى المهتمة بالأزمة السورية، حيث أجرى مؤخرا اتصالا مع وزير خارجية الصين، ويلتقي اليوم بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وذلك بعد لقائه أول من أمس بمبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية بكوفي أنان.
(أ ف ب، يو بي أي، أ ش أ)
تظاهرة في عمّان تأييداً للثورة السورية
شارك اكثر من الف شخص امس في تظاهرة دعت لها الحركة الاسلامية في الاردن تأييدا “للثورةالسورية” ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي توقع الاسلاميون “سقوطه قريبا جدا”.
وهتف مشاركون في التظاهرة التي انطلقت عقب صلاة الجمعة من امام المسجد الحسيني الكبير وسط عمان وحتى ساحة امانة عمان على بعد نحو 1 كلم: “الشعب السوري يا جبار ثورتك ثورة احرار” و”الموت للظالم بشار”.
وحملوا لافتات كتب عليها “لا اله الا الله، الأسد عدو الله” و”يسقط نظام الأسد ويسقط حزب البعث”، واخرى تقول “زنقا زنقا دار دار بدنا راسك يا بشار”.
وقال جميل ابو بكر، الناطق الاعلامي باسم جماعة الاخوان المسلمين في الاردن: “نوجه رسالة من عمان الى نظام الأسد ونقول له بأنه قد تجاوز كل الحدود في اجرامه بحق شعبه وان عليه ان يتنحى”. واضاف ان “الشعب السوري اكد قوته واجمع على ضرورة اسقاط النظام، ونعتقد انه سيسقط قريبا جدا”.
ودعا ابو بكر الى “محاكمة هذا النظام المجرم في محاكم المجرمين الدوليين لانه اقترف من الجرائم ما لم يقترفه احد في العالم”.
(أ ف ب)
روسيا تعدل موقفها وتوافق على تسوية للازمة السورية على اساس قرارات الجامعة العربية
اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف ونظيره القطري حمد بن جاسم آل ثاني في مؤتمر صحافي مشترك السبت في القاهرة ان روسيا والجامعة العربية اتفقتا على خمسة اسس لتسوية الازمة السورية من بينها قرارات الجامعة العربية التي تدعو الرئيس السوري بشار الاسد الى ترك السلطة.
ويعد هذا تغيرا ذا مغزى في موقف روسيا التي كانت حتى الان السند الرئيسي للنظام السوري على الساحة الدولية واستخدمت حق النقض مرتين خلال الشهور الاخيرة لمنع مجلس الامن من ادانته.
وقال لافروف ان المناقشات التي اجراها مع الوزراء العرب انتهت الى اتفاق على خمس نقاط هي “وقف العنف من اي مصدر كان، انشاء آلية رقابة محايدة، لا تدخل خارجي، اتاحة المساعدات الانسانية لجميع السوريين بدون اعاقة، الدعم الكامل لجهود الموفد الدولي كوفي انان الى سوريا استنادا الى المرجعيات التي قبلتها الامم المتحدة والجامعة العربية”.
من جهته اكد بن جاسم هذا الاتفاق قائلا انه “بعد اللقاء (مع وزير الخارجية الروسي) الذي كان صريحا ومعمقا هناك نقاط تم الاتفاق عليها كأساس للحل وهي: وقف العنف من اي مصدر كان، آلية رقابة محايدة، عدم التدخل الاجنبي، اتاحة وصول المساعدات الانسانية لجميع السوريين بدون اعاقة، الدعم القوي لمهمة انان لاطلاق حوار بين الحكومة والمعارضة استنادا الى المرجعيات التي اعتمدت من قبل الامم المتحدة والجامعة العربية”.
واضاف المسؤول القطري انه يريد “تأكيد المرجعيات المعتمدة لكوفي انان وهي قرار الجمعية العامة للامم المتحدة (الصادر) في 16 شباط/فبراير الماضي، خطة العمل العربية (المعتمدة) بتاريخ 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2011، وقرارات الجامعة العربية في 22 كانون الثاني/يناير و12 شباط/فبراير الماضيين”.
يذكر ان روسيا كانت صوتت ضد قرار الجمعية العامة للامم المتحدة بشأن سوريا في 16 شباط/فبراير الماضي.
وكان المجلس الوزاري للجامعة العربية دعا في 22 كانون الثاني/يناير الماضي الرئيس السوري بشار الاسد الى ترك السلطة بشكل ضمني اذ طالبه ب “تفويض صلاحياته كاملة الى نائبه للتعاون مع حكومة وحدة وطنية” تشكل بناء على حوار بين الحكومة والمعارضة.
وفي اجتماع اخر للمجلس الوزراي للجامعة العربية في 12 شباط/فبرير قررت الجامعة العربية انهاء مهمة بعثة المراقبين العرب و”دعوة مجلس الامن لاصدار قرار بتشكيل قوات حفظ سلام عربية اممية مشتركة للاشراف على تنفيذ وقف اطلاق النار” في سوريا.
وربما يفتح الموقف الروسي المعدل الباب للاتفاق على قرار بشأن سوريا في مجلس الامن الدولي.
وكان لافروف قال الثلاثاء الماضي ان لقاء القاهرة سيكون “فرصة مهمة لاجراء تحليل عميق للموقف” والخروج ب”افكار يمكن بعد ذلك ان يتم نقلها الى المجال الدولي الاوسع”.
وكانت الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب التي دعي الى حضورها لافروف شهدت سجالا بينه وبين وزيري خارجية قطر والسعودية.
ففي بداية هذه الجلسة القى لافروف كلمة دافع فيها عن موقف بلاده من الازمة السورية نافيا ان تكون دوافعه سياسية او اقتصادية.
وقال لافروف “يقول البعض إن لدينا مصالح معينة (..) ولكننا لم نشن حربا استعمارية في منطقتكم وحجم علاقتنا التجارية مع الدول المشار إليها أقل من علاقتنا مع دول أخرى ونحن لا نسعى للاستفادة الاقتصادية” من الموقف تجاه الازمة السورية.
واعتبر ان الاولوية الاولى الان هي وقف العنف في سوريا “أيا كان مصدره”.
وقال “إذا اتفقنا جميعا على ذلك فلن نخوض في قضية من يقع عليه اللوم في الأزمة، ولكن المهمة الملحة هي إنهاء العنف أيا كان مصدره”.
وانتقد مشروع القرار العربي-الغربي الذي استخدمت روسيا الفيتو ضده في مجلس الامن مشيرا الى انه دعا الى انسحاب القوات الحكومية فقط من المدن والاحياء السكنية ولم يطلب ذلك من الاطراف الاخرى.
واكد ان “هذا النهج لم يكن واقعيا ومن ثم لم تتح له فرصة التطبيق”.
وبمجرد انتهاء الوزير الروسي من القاء كلمته، طلب بن جاسم التحدث منتقدا بحدة الموقف الروسي.
وقال “هناك ابادة ممنهجة من قبل الحكومة السورية في ظل حديثنا الان عن وقف اطلاق النار” مضيفا “بعد ما تم من قتل لا يمكن ان نقبل فقط بوقف اطلاق النار” و”لا نريد ان يكافأ احد بهذه الطريقة”، في اشارة الى النظام السوري.
وتابع “هناك قتل ممنهج تم من قبل النظام للشعب السوري” واعتبر ان من اطلق عليهم “النظام عصابات مسلحة هي مجموعات شكلت في الاشهر الثلاثة الاخيرة دفاعا عن النفس بعد قتل الشعب السوري بدم بارد”.
وقال “نحن نعول على الموقف الروسي وتفهمكم لنا ولمطالب الشعب العربي بايقاف حمام الدم”.
وشدد على ضرورة البدء في عملية سياسية وفقا لقرارات الجامعة العربية.
واكد انه “لا يكفي بعد كل هذا ان نتكلم فقط عن وقف فوري لاطلاق النار ولكننا نطالب بوقف فوري (للعنف) ومحاسبة من قاموا بذلك واطلاق سراح المعتقلين والموافقة الصريحة على الخطة العربية” من قبل النظام السوري.
وتحدث بعد ذلك وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل فاتهم روسيا والصين ب”منح النظام السوري رخصة للتمادي في الممارسات الوحشية”.
وقال الفيصل ان “الموقف المتراخي والمتخاذل من قبل الدول التي افشلت قرار مجلس الامن وصوتت ضد قرار الجمعية العامة في ما يتعلق بالشأن السوري منح النظام السوري الرخصة للتمادي في الممارسات الوحشية ضد الشعب السوري دون شفقة او رحمة”.
واضاف ان “بعضا ممن عبروا عن مساندتهم للمبادرة العربية لمعالجة الازمة في سوريا اختاروا ان يجهضوها عندما جرى طرحها امام مجلس الامن لتسجيل موقف اقل ما يقال عنه انه يستهين بأرواح ودماء المواطنين الابرياء في انحاء مختلفة من سوريا”.
وتابع ان حضور وزير الخارجية الروسي اجتماع الوزراء العرب “ينبئ عن اهتمام روسيا الاتحادية بالوضع في سوريا ونرحب به غير اننا نتمنى لو ان هذا الاهتمام تتم ترجمته” في مواقف.
واعتبر انه “لا سبيل لذلك الا بدعم قرارات مجلس الجامعة المتعلقة بمعالجة الوضع في سوريا” .
ويتزامن اجتماع وزراء الخارجية العرب ولافروف مع اول زيارة يقوم بها موفد الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان الى دمشق حيث التقى الرئيس السوري بشار الاسد.
القوات النظامية السورية تقتحم إدلب وسط قصف واشتباكات عنيفة
إقتحمت القوات السورية النظامية مساء اليوم السبت مدينة إدلب وسط قصف واشتباكات عنيفة أدّت إلى مقتل 14 مدنياً، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس”: “دخلت ناقلات الجند المدرعة الى مدينة إدلب وسط استمرار القصف والاشتباكات” بين الجيش النظامي والجيش السوري الحر.
وأشار المرصد إلى سقوط عشرات الجرحى إلى جانب القتلى، واعتقال قوات النظام لنحو 150 شخصاً.
(أ.ف.ب.)
الأمم المتحدة: أنان أعرب للأسد عن القلق حيال القمع وقدَّم له مقترحات لوقف العنف
أعرب الموفد الدولي والعربي والمشترك إلى سوريا كوفي أنان للرئيس السوري بشار الأسد عن “القلق الشديد” حيال القمع الدامي لحركة الاحتجاج في سوريا، وذلك خلال لقائهما اليوم السبت في دمشق، بحسب ما أعلنت الامم المتحدة.
وأوضحت المنظمة الدولية في بيان أن أنان قدّم للأسد “عدة مقترحات” لوقف أعمال العنف التي خلفت نحو 8500 قتيل منذ عام.
(أ.ف.ب.)
الوزراء العرب:ما حصل ببابا عمرو جريمة ضد الإنسانية.. وعلى مجلس الأمن وقف العنف بسوريا
أعلن وزير الخارجية الكويتية الشيخ محمد الصباح في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة البيان الختامي الذي تضمّن نقاطاً تبنّاها الوزراء حيال الملف السوري، وجاء فيها: “مطالبة الحكومة السورية وقف العنف والقتل واحترام الحق بالتظاهر، ومطالبة الحكومة السورية بإطلاق سراح الموقوفين وسحب المظاهر المسلّحة”، كما أدان الوزراء العرب “الانتهاكات لحقوق الإنسان واعتبار ما حصل في حي بابا عمرو جريمة ضد الانسانية، كما طالبوا الحكومة السورية بـ”السماح للدخول الفوري للهلال والصليب الأحمر وجميعة “أطباء بلا حدود” والمنظمات الحقوقية للمساعدات والمواد الطبية”.
وأكد الوزراء العرب على ضرورة تنفيذ خطة الجامعة العربية لحل الأزمة السورية، كما عبّروا عن ترحيبهم بمهمة المبعوث الأممي والعربي كوفي أنان إلى سوريا، وأكدوا التزام التفيذ الكامل لمقررات مجلس الجامعة بشأن مطالبة الحكومة السورية الوفاء باستحقاقتها، ودعوا المعارضة السورية بكافة اطيافها للالتفاف حول رؤية واحدة. ورحّب الوزراء العرب بنتائج مؤتمر اصدقاء سوريا الذي انعقد في تونس، ودعوا مجلس الأمن الدولي لتحمّل مسؤولياته لوقف كافة أعمال العنف في سوريا، وقرروا إبقاء مجلس الجامعة العربية في حالة انعقاد دائم.
وشدد الوزير الكويتي على ان الدول العربية “ملتزمة بجميع قرارات الجامعة العربية”، وتابع: “نحن نتكلم عن تحقيق تقدم، ووجود أنان في سوريا اليوم، ووجود خارجية روسيا سيرغي لافروف في القاهرة، هي خطوات نركز عليها ونواصل بحثها في المستقبل، وما يهمنا مصلحة الشعب السوري ووحدة واستقلال سوريا”.
عشرات القتلى بدرعا وإدلب وريف دمشق وحماة وحمص
إعدامات ميدانية والجيش الحر يصعّد
قال ناشطون وحقوقيون إن العشرات قتلوا اليوم برصاص الأمن والجيش النظامي في سوريا. وأكدت مصادر متطابقة قيام قوات الرئيس بشار الأسد بإعدامات ميدانية لمحتجين. ومن جهته أعلن الجيش السوري الحر أنه أسقط طائرة مروحية تابعة للنظام. وفي الأثناء تواصلت الاحتجاجات المطالبة بطرد الأسد من السلطة.
وقال ناشطون إن 64 على الأقل قتلوا برصاص الأمن السوري، وأكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن حصيلة الضحايا موزعة في درعا وإدلب وريف دمشق وحماة وحمص، وأن معظمهم في محافظة إدلب.
وثبت أن بين القتلى 15 عسكريا منشقا منضمين للجيش الحر قتلوا في كمين نصب لهم من قبل قوات الأمن في جسر الشغور، وكان من بين القتلى سيدة وشخص مات تحت التعذيب، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
وقالت الهيئة العامة للثورة إن الجيش النظامي ارتكب مجزرة عندما أعدم رميا بالرصاص عشرة من شباب بلدة إبلين بجبل الزاوية في إدلب. وأوضحت الهيئة أن في إدلب وحدها قتل ثلاثون بينهم سيدة و15 عسكريا من الجيش الحر قتلوا في كمين، وقتيل تحت التعذيب وطفلة.
سحب دخان ناجمة عن قصف المدن المحتجة بالدبابات والصواريخ
وفي درعا قتل خمسة أحدهم تحت التعذيب، أما في ريف دمشق فقتل سبعة أحدهم تحت التعذيب. وفي حماة قتل خمسة، وفي حمص ثلاثة، أما دير الزور فقتل فيها شخص، وفق بيان الهيئة العامة.
قصف ونزوح
وتضم قائمة قتلى اليوم 15 في قصف للجيش النظامي على مزرعة في ريف إدلب. وكان ناشطون قد ذكروا أن قتلى وجرحى سقطوا في قصف مركـّز استهدف مدينتيْ إدلب وسراقب وقرى جبل الزاوية.
وفي حمص تحدث ناشطون عن قصف استهدف أحياء عشيرة وكرم الزيتون والشهداء ترافق مع نزوح للأهالي. وذكر ناشطون أن دبابات الجيش النظامي اقتحمت مجددا مناطق الجيزة وطفس وبصرى الحرير بدرعا, ودارت فيها اشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي، فيما قالت الهيئة العامة للثورة إن قتلى وجرحى سقطوا في قصف للقوات النظامية استهدف بلدتيْ داريا ومعضمية الشام بريف دمشق.
وفي دمشق قال مجلس قيادة الثورة إنه جرى اقتحام جوبر بعناصر من الجيش النظامي وعناصر المخابرات الجوية، وترافق ذلك مع اعتقالات عشوائية واعتداء بالضرب المبرح.
وفي سراقب بإدلب قصفت قوات الأمن والجيش البلدة بشكل مكثف من جميع المحاور. أما في طفس بدرعا فقامت قوات الأمن بحملات دهم وتكسير للمحال، بالتوازي مع إطلاق نار كثيف من جميع الحواجز. وفي بصرى الحرير بدرعا شنت قوات الأمن حملات اعتقال ودهم شملت عددا كبيرا من الأهالي.
وقال المرصد السوري -الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له- إن خمسة جنود قتلوا عندما هاجم منشقون عن الجيش حاملة الجند المدرعة التي كانوا يستقلونها في محافظة درعا بجنوب سوريا. وقال المرصد إن جنديين وثلاثة معارضين قتلوا الليلة الماضية في اشتباكات جرت في داريا بالمشارف الجنوبية الشرقية لدمشق.
السوريون يشعون ذويهم بين المظاهرات والقصف
دعوة للتصعيد
من جهة أخرى، أكد قائد الجيش السوري الحرّ العقيد رياض الأسعد أن عناصر الجيش الحر أسقطوا مروحية للجيش النظامي ودمّروا ست دبابات في إدلب.
ومن ناحيته، دعا أمين سر المجلس العسكري للجيش السوري الحر النقيب عمار الواوي إلى تصعيد ما وصفه بالعمل الثوري بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للثورة السورية التي تصادف الخامس عشر من الشهر الجاري.
كما دعا الواوي الجاليات العربية والأجنبية إلى مغادرة الأراضي السورية قبل إغلاق المطارات، حسب قوله.
وقد تواصلت الاحتجاجات المطالبة بإسقاط الأسد. وقالت الهيئة العامة إن عدد نقاط التظاهر بلغت أمس الجمعة في مدن سوريا 702 مظاهرة في 538 نقطة تظاهر، وهي الجمعة الأكبر من حيث عدد المظاهرات ونقاط التظاهر منذ بداية الثورة السورية، وفق الناشطين.
وكان ناشطون سوريون قد بثوا صورا على مواقع الثورة السورية على الإنترنت لمظاهرات مسائية في العديد من المناطق, بينها حي ركن الدين بدمشق. وقد ردد المتظاهرون شعارات مناوئة للنظام, كما رفعوا لافتات تندد بموقف المجتمع الدولي.
وفي ريف دمشق بث ناشطون صورا لمظاهرة مسائية قالوا إنها تضامنية مع الانتفاضة الكردية وتطالب بتطهير البلاد. وفي حلب بث ناشطون صورا على الإنترنت لما قالوا إنها مظاهرة مسائية في حلب بجمعة “الوفاء للانتفاضة الكردية”.
وقد ردد المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط النظام والاستمرار في الثورة حتى تحقيق النصر على حد تعبيرهم، كما رفعوا علم الثورة ولافتات تندد بالمجتمع الدولي.
وتقول الأمم المتحدة إن قوات الأسد قتلت ما يزيد على 7500 منذ بدء الانتفاضة المناهضة للنظام قبل عام. وفي المقابل قالت الحكومة السورية في ديسمبر/كانون الأول إن “إرهابيين مسلحين” قتلوا ما يزيد على ألفين من أفراد الجيش والشرطة.
في خطوة استباقية سوريا تسحب سفراءها من دول أوروبية
قال دبلوماسيون عرب إن سوريا بدأت -في خطوة استباقية- سحب سفرائها من أوروبا. بينما قال وزير الخارجية الدانماركي إن الاتحاد الأوروبي قد يفرض عقوبات جديدة على الحكومة السورية.
ونسبت وكالة رويترز للأنباء لأولئك الدبلوماسيين القول إن السفراء السوريين يعدون لمغادرة الدول المعتمدين لديها “بأسرع وقت ممكن” رغم أن الدبلوماسيين لم يحددوا تلك الدول.
وعللت الوكالة الخطوة السورية بالخشية من أن تطرد دول الاتحاد الأوروبي السفراء السوريين لديها، وهو ما سيحرج دمشق.
وتناقش الدول الأعضاء بالاتحاد مقترحات تدعمها فرنسا لخفض جماعي لمستوى علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا في عواصم الاتحاد ودمشق، لكنها لم تتوصل إلى اتفاق حتى الآن لطرد الدبلوماسيين السوريين، وفقا للمتحدث باسم مفوضية السياسة الخارجية للاتحاد.
وأوضح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، الذي أغلقت بلاده سفارتها بدمشق دون أن تطرد السفير السوري بباريس، أن وزراء خارجية الاتحاد لم يتوصلوا باجتماعهم بكوبنهاغن إلى اتفاق بهذا الشأن.
وأغلقت الولايات المتحدة وبريطانيا وسويسرا وكندا سفاراتها بالعاصمة السورية مع تصاعد أعمال العنف بأنحاء البلاد.
عقوبات جديدة
وفي غضون ذلك قال وزير الخارجية الدانماركي فيلي سوفندال إن الاتحاد الأوروبي قد يفرض عقوبات جديدة على الحكومة السورية، وسط علامات على أن العقوبات الحالية تضعف قبضة الرئيس بشار الأسد على السلطة.
وقال سوفندال لرويترز، على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد بكوبنهاغن، إن انشقاق عبده حسام الدين نائب وزير النفط السوري يظهر أن العقوبات الأوروبية تؤتي أكلها.
وتأمل دول الاتحاد الأوروبي بأن حزمة واسعة من العقوبات الحالية التي تستهدف قطاعي الصناعة والنفط بسوريا ومسؤولين كبارا ستساعد في إرغام الأسد على وقف حملته العنيفة على المحتجين والتخلي عن السلطة.
ووفق سوفندال فإن دول الاتحاد تستبعد تدخلا عسكريا بسوريا حتى في شكل حراسة طرق لتسليم المعونات الإنسانية. وأضاف أنه لا توجد سياسة رسمية للاتحاد لمناقشة وضع خطط عسكرية طارئة.
خطة عربية روسية لحل أزمة سوريا
اتفقت اللجنة العربية الخماسية المعنية بالأزمة السورية خلال اجتماعها مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على خطة من خمس نقاط للبدء في التحرك لحل تلك الأزمة. من ناحيته دعا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني إلى إرسال قوات عربية ودولية إلى سوريا.
وجاء الاتفاق على النقاط الخمس التي صدرت في بيان مشترك للجنة الخماسية وروسيا بعد جلسة مباحثات مغلقة بدأت بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية بالقاهرة. وقال حمد بن جاسم في مؤتمر صحفي مشترك مع لافروف إنه تم تحديد مرجعيات ثابتة لمهمة المبعوث الأممي والجامعة العربية كوفي أنان في سوريا.
وتتضمن الخطة وقف العنف في سوريا، وإنشاء آلية مراقبة محايدة، ورفض التدخل الخارجي في الشأن السوري، وإتاحة الفرصة لوصول المساعدات دون إعاقة، إضافة إلى الدعم القوى لمهمة أنان لإطلاق حوار سياسي بين الحكومة والمعارضة.
ومن جهته أكد لافروف الاتفاق بين روسيا والدول العربية إزاء الخطة ونقاطها الخمس، مشيراً إلى أن تلك الخطة تُرسل رسالة واضحة لجميع الأطراف السورية بأهمية الحل السياسي.
أما الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، فأكد أن الجامعة تسعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن بشأن الأزمة دون الاصطدام بحق النقض (فيتو).
ودعا وزير الخارجية الكويتي صباح الخالد الصباح -باسم مجلس وزراء الخارجية العرب- حكومة سوريا إلى وقف إطلاق النار وإطلاق المعتقلين والسماح للبعثات الإنسانية ووسائل الإعلام بالعمل بحرية.
من جانب آخر انتقد وزير خارجية السعودية سعود الفيصل مواقف موسكو وبكين إزاء هذا الملف، وقال إنهما منحتا النظام في سوريا رخصة ليواصل القتل مستهينا بمصير الشعب السوري، على حد تعبيره.
إرسال قوات
وفي وقت سابق اليوم دعا رئيس وزراء قطر -بافتتاح اجتماع وزراء الخارجية العرب- إلى إرسال قوات عربية ودولية إلى سوريا.
وقال حمد بن جاسم -الذي ألقى خطابه قبل تسليم رئاسة مجلس وزراء الخارجية إلى الكويت- إنه “آن الأوان للأخذ بالمقترح الداعي إلى إرسال قوات عربية ودولية إلى سوريا”.
كما دعا إلى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري كممثل شرعي للشعب السوري، وأكد أن “زمن السكوت على ما يحدث في سوريا قد انتهى، ولابد من تنفيذ قرارات الجامعة”.
ودعا بن جاسم المعارضة السورية إلى أن تكون في مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقها، وأن “تسمو فوق خلافاتها”.
ومن جهته أكد الفيصل ضرورة أن تتعاون روسيا مع الدول العربية من أجل حل الأزمة، مشيرا إلى أن “الأوضاع في سوريا بلغت حدا يتطلب التحرك بسرعة لإعطاء الشعب السوري بصيص أمل”.
آلية رصد
وفي كلمة سابقة أمام وزراء الخارجية العرب دعا لافروف إلى تكوين “آلية رصد مستقلة” تضطلع بمهمة مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار من جميع الأطراف في سوريا، وأكد أن بلاده مستعدة للعمل مع أي طرف يسعى إلى الإصلاح.
وقال بهذا الصدد إنه “يجب إخلاء المدن والبلدات السورية من كل من يحمل السلاح في ظل آلية واضحة للمراقبة”.
كما طالب المسؤول الروسي الحكومة السورية ببذل المزيد من الجهود لإيجاد حل للأزمة، وحثها على أن “توافق على آلية كاملة وواضحة تكفل إيصال المساعدات إلى الشعب السوري”.
وأكد أن بلاده تدعم وقف العنف وتقديم المساعدات الإنسانية والبدء في حوار، مشيرا إلى أنه من المهم أن يتم احترام “شمولية الحوار” مع كل ممثلي المعارضة السورية.
ودعا لافروف المجتمع الدولي إلى عدم إلقاء مسؤولية كل ما يحدث في سوريا على طرف دون آخر، مؤكدا أن روسيا “لا تقف مع أي طرف من الأطراف في النزاع، ولا تحمي أي نظام ولكن تحمي القانون الدولي”.
مساعي أنان
من ناحية أخرى التقى مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان اليوم بدمشق الرئيس بشار الأسد في لقاء وصفه التلفزيون الرسمي بأنه اتسم بـ”أجواء إيجابية”.
وأعرب الأسد عقب اللقاء عن استعداده لإنجاح “أي جهود صادقة” لإيجاد حل لما تشهده البلاد. لكنه اعتبر أن “أي حوار سياسي أو عملية سياسية لا يمكن أن تنجح طالما تتواجد مجموعات إرهابية مسلحة”.
وكان أنان قد ناقش الخطوط العريضة لمهمته في دمشق مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في وقت سابق.
وقال بان بعد مؤتمر عقده عبر الهاتف مع أنان “قمت بحثّ كوفي أنان بقوة على ضمان أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار”. وأضاف أنه بعد وقف إطلاق النار يجب إيجاد “حلول سياسية شاملة” من خلال الحوار.
وينتظر أن يلتقي أنان كذلك -خلال زيارته لدمشق- مع المعارضة قبل مغادرة البلاد يوم الأحد.
أوروبيا، حذر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي من التدخل العسكري في سوريا، قائلين إنه سيشعل حريقا بمنطقة الشرق الأوسط.
وتأتي هذه التحذيرات، قبيل ساعات من اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في وقت لاحق اليوم بالعاصمة الدانماركية لبحث الملف السوري وعدد من الملفات الأوروبية والإقليمية.
ومن ناحية أخرى أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أن المسؤولين الأميركيين غير متفائلين بشأن التوصل إلى نص يكون موضع اتفاق بالمستقبل داخل مجلس الأمن في ظل المعارضة المستمرة من قبل روسيا.
لكن فيكتوريا نولاند أكدت أن واشنطن وشركاءها العرب سيواصلون الضغط على موسكو حتى تتخلى عن موقفها المؤيد لنظام الأسد.
المرأة السورية.. معاناة وأدوار متعددة
تتفاقم معاناة المرأة السورية يوما يعد يوم مع تعدد الأدوار التي تقوم بها, ابتداء من نزولها إلى الشارع للتظاهر ومرورا بتعرضها للقتل والاعتقال، وصولا إلى تحمل مشقات كبيرة كزوجات وأمهات وبنات أثناء تغيب الأزواج والآباء والإخوة في المعتقلات, إضافة إلى “احتمال التعرض للخطف والاغتصاب على أيدي الشبيحة وقوات النظام”, حسبما تحدثت به ناشطات للجزيرة نت.
إحدى النساء السوريات التي عاشت مجموعة من تلك الأدوار، حكت تجربتها حيث كانت حاملا وتنتظر مولودها الأول عندما اعتقلت هي وزوجها في الاعتصام أمام وزارة الداخلية يوم 16 مارس/آذار 2011، وذكرت أنه من بين المعتقلين في ذلك اليوم كان عدد كبير من النساء منهن دانة الجوابرة وهيرفين أوسي وسهير الأتاسي ووفاء اللحام ونسرين الحسين وناهد بدوية.
وقالت إنه تم إطلاق سراحها مساء ذلك اليوم بسبب وضعها الصحي، ومرت ذكرى زواجهما وكذلك أنجبت طفلتها الأولى أثناء وجود زوجها في السجن، إذ تم اعتقاله مرتين بسبب نشاطه في الثورة، ثم اضطر بعدها لترك البيت والتواري.
وبعد ذلك اقتحمت عناصر من المخابرات الجوية منزلهما أثناء وجودها مع طفلتها وأخيها، حيث سألوها عن مكان زوجها وهددوها بالقتل وخطف الطفلة كرهينة إلى أن يسلم والدها نفسه، وتوعدوها بأن تستلم أخاها جثة هامدة، واقتادوه معهم إلى المعتقل حيث قضى هناك شهرين، وتضيف أنها غادرت البيت وأصبحت تعيش في الخفاء منذ ذلك الوقت خشية أن يلحقوا الأذى بطفلتها.
نساء داريا
إحدى الناشطات في داريا قالت للجزيرة نت إن “نساء وفتيات المدينة كن جنبا إلى جنب مع شبابها وخرجن في المظاهرات في داريا ودمشق، ونظمن اعتصامات للمطالبة بإطلاق سراح إخوتهن وأبنائهن وأزواجهن المعتقلين في سجون النظام”.
وذكرت الناشطة أن الأمن واجههن بالشتائم والنيران وتعرض بعضهن للاعتقال واستدعي البعض إلى فروع المخابرات وأجبرن على توقيع تعهدات بعدم الخروج للتظاهر.
وأوضحت أن النساء اللواتي لم يستطعن النزول إلى الشارع ابتكرن أساليب فاعلة أخرى، وابتداع مناسبات ثورية منها توزيع هدايا العيد لأهالي المعتقلين، وهدايا العيد للمسيحيين، وشمعات الحرية، وزيارة الكنيسة للتهنئة بالعيد، وتوزيع المناشير التوعوية ودعوات الاعتصام، والمشاركة في كتابة اللافتات وفي إسعاف الجرحى.
يضاف إلى ذلك, النشاط الاجتماعي من زيارة عوائل الشهداء والمعتقلين، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والمادي لبعضهن، مع تنظيم عدة دورات تدريبية منها دورات الإسعاف الأولي ودورات الدعم النفسي للأطفال المصابين بالصدمات.
للنساء فقط
“هناك أشياء النساء فقط يستطعن القيام بها” يقول أحد الناشطين للجزيرة نت في وصف تجربته الشخصية كملاحق من قبل النظام قامت مجموعة من النساء في ريف دمشق بحمايته، “لقد جعلوني أرتدي نقابا وعباءة ونظارات طبية سميكة، وأخذوني معهن بالسيارة إلى بيت سيدة معروفة حيث اختبأت هناك لفترة”.
وأكثر من توفير المأوى للملاحقين، قال ناشط آخر إن عددا كبيرا من الصبايا اللواتي يشاركن في المظاهرات تدربن أيضا على الإسعاف الأولي وأصبحن قادرات على تقديم المساعدة للجرحى، وذكر أن طبيبات استطعن دخول حمص وهي تحت القصف وشاركن في إسعاف المصابين.
وأشار الناشط إلى أن الطريق إلى هناك يستدعي السير على الأقدام وحتى الزحف أحيانا تجنبا للقناصة، وقال إن الصبايا يعملن مع الشباب في سائر عمليات تقديم الدعم ونقل المواد الإغاثية وتوزيعها، وكذلك تنظيم المظاهرات في قلب دمشق والحشد لها، “فالشابات أقدر على التحرك هناك”.
وتتحدث إيمان -إحدى شابات حمص اللواتي يعملن في المجال الإغاثي- للجزيرة نت عن حضور لافت للمرأة في المظاهرات، وعن تبرعات قدمتها سيدات، مثل عروس تبرعت بمصاغها من أجل إغاثة المنكوبين.
وتقول ضحى الطالبة بجامعة حلب إنها وزميلاتها يشاركن في المظاهرات وتعرضن للضرب والشتائم النابية، في حين صفع أحد الأساتذة زميلاتها أثناء وجودها في مظاهرة، وأنهن يحاولن تخليص الشباب من أيدي عناصر الأمن، وشهدت دهس أحد زملائها بسيارة أمنية اجتاحت إحدى مظاهراتهم وقامت مع زملائها بإسعافه.
اتفاق روسي – عربي على وقف العنف بسوريا
الأسد يؤكد لعنان أن “أي حوار سياسي سيخفق في ظل وجود جماعات إرهابية”
العربية.نت
أكد وزيرا الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والقطري حمد بن جاسم، في مؤتمر صحافي مشترك، اليوم السبت، في القاهرة أنه تم الاتفاق بين روسيا والجامعة العربية على إنهاء العنف في سوريا “أيا كان مصدره”.
وقال بن جاسم: “بعد هذا اللقاء الذي كان صريحا ومعمقا، هناك نقاط تم الاتفاق عليها كأساس للحل، وهي: وقف العنف من أي مصدر كان، وتحديد آلية رقابة محايدة، وعدم التدخل الأجنبي، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية لجميع السوريين بدون إعاقة، والدعم القوي لمهمة كوفي عنان لإطلاق حوار بين الحكومة والمعارضة، استنادا إلى المرجعيات التي اعتمدت من قبل الأمم المتحدة والجامعة العربية”.
وفي وقت سابق، أعلن لافروف لوزراء الخارجية العرب، اليوم السبت، أن هناك فرصة لتمرير مشروع قرار جديد في مجلس الأمن إذا لم تدفعه رغبة إلى ضمان سيطرة المعارضين المسلحين على الشارع في سوريا.
وقال لافروف في تصريحات أمام اجتماع لوزراء الخارجية العرب إن “هذا القرار أمامه فرصة لإقراره بشرط ألا تدفعنا كلنا رغبة في دعم المجموعات المسلحة المعارضة للفوز بالمعركة في المدن. ولكن إذا دفعتنا رغبة في التأكد من توقف القتال في المدن والبلدات، فإن الاقتراحات ذات الصلة ستكون مطروحة على المائدة، ولدينا العديد من الفرص للموافقة عليها”.
وكانت الولايات المتحدة قد صاغت مشروع قرار جديد في مجلس الأمن بشأن سوريا تناقشه حاليا القوى العالمية.
وإلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، اليوم السبت، أن الرئيس السوري، بشار الأسد، أبلغ مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، كوفي عنان، أن بلاده “مستعدة لإنجاح أي جهد صادق لحل ما تشهده من أحداث”.
وأضافت الوكالة أن الأسد أبلغ عنان أيضا أن “أي حوار سياسي لن ينجح في ظل وجود مجموعات إرهابية تشيع الفوضى”.
ومن جانبه، أكد عنان التزامه بالعمل بشكل عادل وحيادي ومستقل في الأزمة السورية.
والتقى عنان، الأسد على مدى أكثر من ساعتين. وسيلتقي لاحقاً بأطياف من المعارضة الداخلية على أن يغادر دمشق غداً الأحد.
وترى المعارضة في دعوة عنان إلى حوار سياسي فرصة للأسد لارتكاب المزيد من المجازر.
وكان عنان قد وصل دمشق قادماً من القاهرة، وذكرت مصادر في المطار أنه توجه إلى فندق في العاصمة السورية قبل إجراء محادثات مع الأسد.
وتأتي زيارة عنان لدمشق بعد يوم واحد من إعلان نشطاء أن قوات الأسد قتلت نهار أمس 72 شخصا على الأقل، مع سعيها لبسط سيطرتها على مدينة حمص المتمردة وسحق معارضة مسلحة في محافظة إدلب في شمال سوريا.
اجتماع وزراء الخارجية العرب
من جهته قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن أوجه القصور من مجلس الأمن هي التي “سمحت باستمرار القتل في سوريا”.
وطلب الأمير سعود الفيصل من روسيا دعم المبادرة العربية لحل أزمة سوريا، وأن تترجم اهتمامها بالأزمة السورية بشكل عملي، مؤكدا أنه “لا يجب الاستمرار في اتخاذ مواقف جوفاء”.
أما وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني فقد أكد أن فشل مجلس الأمن شجع النظام السوري على الإمعان في القتل، وأنه يجب محاسبة المسؤولين عن المذابح وموافقة دمشق على الخطة العربية، وذلك في اجتماع وزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية بالقاهرة اليوم السبت.
وقال وزير الخارجية القطري: “لا يكفي الآن الحديث عن وقف فوري لإطلاق النار في سوريا، ومطالب الشعب العربي أن يتم حل الأزمة بناء على إرادة الشعب السوري”، مبينا عدم وجود عصابات مسلحة، وأن الشعب السوري اضطر للدفاع عن نفسه.
وأضاف آل ثاني: “هناك إبادة ممنهجة تقوم بها الحكومة السورية، وإننا نعول على روسيا كثيراً في حل الأزمة السورية وواثقون من أن التعاون العربي مع روسيا سيستمر”.
وعلَّق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قائلا: “لا يمكن إلقاء كل اللوم على طرف واحد في الأزمة السورية، فمشروع القرار الدولي الجديد الذي ناقشناه مؤخرا لديه فرصة للمرور”، مؤكداً أن القرار الذي قدم للأمم المتحدة لم يكن قابلاً للتطبيق.
وأفاد لافروف أن روسيا لا تأخذ جانب أي طرف في الأزمة السورية، وأنه يجب أن تنسحب الجماعات المسلحة في سوريا من المدن.
وأكد أن روسيا تعتز بعلاقتها مع جامعة الدول العربية، مشيرا إلى أن موسكو مستعدة للعمل مع كل من يطالب بالإصلاح في سوريا، وأن بلاده متمسكة بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتؤيد سعي الشعوب العربية للديمقراطية.
تباينات في الموقف العربي
ويأتي اجتماع اللجنة الوزارية العربية بعد ظهور تباينات في الموقف العربي، خصوصا بين مصر والسعودية، حيث إن القاهرة أعلنت رفضها تسليح المعارضة السورية، وحذرت من انعكاسات سلبية على المنطقة في حال نشوب حرب أهلية في سوريا. بينما أكدت السعودية أنها مع تسليح المعارضة كي تتمكن من الدفاع عن نفسها.
وتضم اللجنة العربية المعنية بالأزمة السورية التي تترأسها قطر، كلا من مصر والسودان وسلطنة عمان والجزائر والأمين العام للجامعة العربية، وهي مفتوحة لأي دولة عربية ترغب في المشاركة بأعمالها. وحضر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل معظم اجتماعات هذه اللجنة خلال الشهور الأخيرة.
وأكد مدير قناة “العرب” الإخبارية الكاتب السعودي، جمال خاشقجي، لقناة “العربية”، “أن الدول العربية تريد من روسيا المشاركة في تمرير مشروع قرار ملزم حول سوريا يحدد توقيتات زمنية يتم تنفيذها على الأرض”.
وقال إن “المجتمع الدولي لا يهتم بأي أزمة ما لم تلبغ حدا يدفعه للتدخل”، مشيرا إلى “الإحجام الدولي عن التدخل في أزمة البوسنة والهرسك إلى أن حدثت مذبحة سربرنيتشا”.
وأضاف “أن تمسك المواطن السوري بثورته هو الذي سيضع الأزمة السورية على أولوية جدول أعمال المجتمع الدولي”.
وذكر أن “الروس مصرون على الحل السياسي”، مشيرا إلى أن أي حوار للنظام مع المعارضة سينتهي إلى الفشل، لأن النظام لا يرى في المعارضة سوى عصابات مسلحة”.
المعارضة الإيرانية تندد بالقمع السوري
ومن جهة أخرى، دان “مجلس الديمقراطية لإيران” المعارض، عملية القمع التي تقوم بها قوات الأسد ضد شعبه، وعبر عن تضامنه مع الشعب السوري في نضاله لنيل الديمقراطية.
وذكر المجلس في بيان صدر اليوم : “يمر عام على القمع الذي يمارسه نظام الأسد ضد الشعب السوري، لكنه سوف يسمع نداء الشعب بعد فوات الأوان شأنه شأن باقي المستبدين في التاريخ”.
وأكد أن “الحكومة الإيرانية تخشى من انتقال موجة الحرية التي ينادي بها الشعب السوري إلى الداخل الإيراني، ما يدفعها إلى دعم نظام الأسد”.
وشجب المجلس مشاركة القوات الإيرانية في عملية القمع قائلا: “يدين مجلس الديمقراطية لإيران، وباقي أبناء الشعب الإيراني الذين يعانون أصلا من بطش نظام الجمهورية الإسلامية، مشاركة قوات الأمن الإيرانية في عملية قمع الثورة السورية”.
وعبَّرت المنظمة الإيرانية المعارضة عن استعدادها “للتعاون مع المجلس الوطني السوري والهيئة العامة للثورة السورية لتحقيق أهداف الشعب السوري”.
نشطاء سوريون يؤكدون إسقاط مروحية في محافظة إدلب
المدينة تتعرض لقصف مدفعي عنيف ومحاولة اقتحام من محاور متعددة
العربية.نت
أكد نشطاء من هيئة الثورة السورية إسقاط مروحية، اليوم السبت، في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وتعرضت المدينة اليوم لقصف هو الأعنف منذ تشديد الحصار على المدينة قبل أيام، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي “إنه القصف الأعنف منذ إرسال تعزيزات إلى إدلب هذا الأسبوع، ويمهد لعملية اقتحام”.
وأوضح أن “القصف يطال أحياء عدة، وهناك إطلاق نار بالرشاشات الثقيلة على أحياء القصور والضبيط والحارة الشمالية”.
ومن جهته، قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية، ميلاد فضل، في اتصال هاتفي من إدلب إن “القصف عنيف جدا.. وبدأ الساعة الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي، وتسبب بسقوط ثلاثة أبنية في شارع الثلاثين”.
وأشار إلى أن القوات النظامية ” تقصف من خارج المدينة، وتحاول الدخول من محاور عدة”، معتبرا أن “العملية تهدف لإخضاع المنطقة”.
وأفادت الأنباء بانهيار عدة أبنية في مدينة ادلب اثر القصف العنيف، وبدء قوات الجيش اقتحام المدينة وتحديدا في شارع الثلاثين غرب المدينة، وذلك في ظل نزوح وهروب أغلب السكان.
مخاوف المعارضة
وتتخوف المعارضة السورية من عملية عسكرية واسعة النطاق مماثلة لتلك التي استهدفت حمص، مع تواصل إرسال التعزيزات العسكرية التي يرسلها الجيش السوري إلى محافظة ادلب الجبلية الحدودية مع تركيا.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن الجيش النظامي المتواجد في إدلب طلب من عناصر الجيش الحر عن طريق مسؤولين محليين وعبر مكبرات الصوت في المساجد ان يسلموا أسلحتهم، ما دفع بعدد من الأهالي للنزوح من بعض قرى إدلب نحو مختلف الاتجاهات.
ومهد الاعلام الرسمي من ناحيته أيضا لما يعتقد انها عملية عسكرية موسعة على ادلب، ببث عدد من الاخبار عن مجموعات ارهابية مسلحة تقوم بالسطو والتخريب في مناطق عدة من المحافظة، بالإضافة إلى الاعلان عن تفكيك عدد من العبوات الناسفة التي كانت معدة للتفجير في سراقب بريف ادلب.
وتكتسب محافظة ادلب اهمية استراتيجية بسبب وجود اكبر تجمع للمنشقين فيها، لا سيما في جبل الزاوية، كما أن موقها مثالي لحركة الجيش الحر بسبب وعورة تضاريسها ومساحاتها الحرجية الكثيفة، هذا علاوة على قربها من الحدود التركية، واتصالها جغرافيا مع ريف حماة الذي تنشط فيه أيضا حركة الانشقاق عن الجيش النظامي.
إعدام عائلة في حمص
وفي تطورات ميدانية أخرى في داريا بريف دمشق، أفيد بمقتل شخص صباحا وإصابة 4 بينهم امرأةٌ وطفل نتيجة إطلاق الرصاص الكثيف واشتباكات مع أفراد من الجيش الحر.
وفي حي العشيرة بحمص، قامت قوات الجيش والأمن السوري باقتحام الحي وسط أنباء عن وقوع مجزرة وإعدام عائلة كاملة وإحراق العديد من المنازل.
أما في دمشق، فسُمعت أصوات عيارات نارية في مطار المزة العسكري جراء قصف عنيف وإطلاق نار من أسلحة ثقيلة في محيط المطار، وخاصة من الجهة الجنوبية.
أنان يؤكد للمعارضة السورية ضرورة إيجاد حل للأزمة “لا يزيدها توترا”ً
روما – دمشق – القاهرة (10 آذار/مارس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
التقى مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان بعد ظهر السبت وفد هيئة تنسيق قوى التغيير الديمقراطي المعارضة برئاسة حسن عبد العظيم ويشاركه عدد من الشباب الناشطين في الحراك الشعبي
وقال أحد أعضاء الوفد الذي التقى المبعوث الأممي لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء “لقد شرح أنان خلال اللقاء الذي استمر خمسين دقيقة، أبعاد مهمته وأهدافها، وأكد على ضرورة إيجاد حل يعالج الأزمة في سورية ولا يزيدها توتراً”، على حد وصفه
وأضاف “لقد كان السيد أنان دقيقاً في عرضه ودبلوماسياً، وشرح وجهة نظره كاملة وشدد على مخاطر التدخل العسكري ومخاطر الحلول العنفية، وأكّد على النتائج السلبية لمثل هذه الحلول، واقترح أن يستمر التواصل بينه وبين المعارضة” السورية
وأضاف عضو الوفد المعارض “عرضنا وجهة نظرنا من الأزمة السورية وتطوراتها، وأشرنا إلى أن النظام أضاع فرصاً عديدة لحل الأزمة، وأكّدنا على أن الحوار مع السلطة يحتاج لمناخ صحي يتمثل بإطلاق سراح المعتقلين ووقف العنف والسماح بالتظاهر السلمي، ثم أن يدور الحوار حول المرحلة الانتقالية ومدتها والجهة التي تشرف عليها، كما أكّد تأييده لمبادرة الجامعة” العربية
وكان المبعوث الأممي التقى في وقت سابق السبت الرئيس السوري بشار الاسد، ووصفت وكالة الانباء السورية الرسمية الاجتماع بأنه جرى في “أجواء إيجابية”. ونقلت عن الأسد قوله خلال اللقاء استعداد السلطات السورية لـ”إنجاح أي جهود صادقة لايجاد حل لما تشهده سورية من احداث”. ونوه بأن “أي حوار سياسي او عملية سياسية لا يمكن أن تنجح طالما تتواجد مجموعات ارهابية مسلحة تعمل على إشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد من خلال استهداف المواطنين من مدنيين وعسكريين وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة”، حسبما نسبت إليه سانا
وتزامنت زيارة أنان لسورية مع اجتماع بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظرائه العرب، تم خلاله الاتفاق على موقف مشترك بشأن الأزمة السورية. ويتضمن وقف العنف أيا كان مصدره، وإقامة آلية مراقبة مستقلة للأحداث بسورية، والحيلولة دون تدخل أجنبي، وتقديم المساعدات الإنسانية إلى لكل السوريين دون عراقيل، إضافة إلى دعم مهمة المبعوث الأممي بغية إطلاق حوار سياسي بين الحكومة وكافة القوى المعارضة على أساس التفويض المحدد من الجامعة العربية
الأسد لأنان: الحوار السياسي لن ينجح طالما توجد مجموعات إرهابية مسلحة في سوريا
قال الرئيس السوري بشار الأسد إن حكومته مستعدة لإنجاح “أي جهد صادق” لحل الأزمة السورية، غير أنه استبعد تماما نجاح أي حوار سياسي مع وجود ما وصفها بجماعات إرهاب مسلحة في البلاد.
وجاء ذلك في أثناء لقاء الأسد مع كوفي أنان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، حسبما قال التليفزيون الرسمي السوري عقب اللقاء.
وكان التلفزيون قد قال إن الاجتماع “سادته أجواء إيجابية”. وأضاف أن الأسد قال إن” أي حوار سياسي أوعملية سياسية لا يمكن أن تنجح طالما توجد مجموعات إرهابية مسلحة تعمل على إشاعة الفوضى”.
وقف إطلاق النار
ومن المقرر أن يلتقي أنان السبت وفداً من هيئة التنسيق الوطنية المعارضة برئاسة حسن عبد العظيم وتيار بناء الدولة المعارض برئاسة لؤي حسين. كما سيلتقي مفتي الجمهورية الشيخ أحمد بدرالدين حسون.
وتهدف مهمة أنان في دمشق التوصل إلى وقف إطلاق النار في سوريا. وتزامنت الزيارة من تحذيرات أطلقها نشطاء المعارضة من احتمال أن يكون الجيش السوري يجهز لعملية برية واسعة في إدلب.
وكان أنان قد أعلن قبيل مغادرته القاهرة متوجها إلى العاصمة السورية إنه سوف يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار من جانب قوات الحكومة والمعارضة.
وحضر وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونائبه فيصل مقداد مباحثات أنان مع الأسد.
في الوقت نفسه، يجري وزراء الخارجية العرب محادثات في القاهرة مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف حول سبل إنهاء الأزمة السورية المستمرة منذ نحو وقتل فيها آلاف من المدنيين وقوات الجيش والأمن والمعارضة المسلحة في سوريا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية عقب اجتماع لافروف بانان إن المسؤول الروسي احاط المبعوث الدولي علما بمعارضة روسيا لأي “تدخل خارجي فظ” في شؤون سوريا الداخلية.
حلول شاملة
وجاء في تصريح اصدرته وزارة الخارجية بموسكو ان لافروف “أكد بشكل خاص على عدم جواز انتهاك المعايير القانونية الدولية بما فيها اي تدخل فظ في شؤون سوريا الداخلية.”
وكان أنان قد ناقش، في مؤتمر عبر الهاتف، مهمته إلى سوريا مع بان كي مون الامين العام للامم المتحدة ونبيل العربي الامين العام للجامعة العربية.
وقال بان بعد المؤتمر “طلبت من أنان بقوة أن يعمل على ضمان ان يكون هناك وقف فوري لاطلاق النار”.
وأضاف أنه بعد وقف إطلاق النار يجب إيجاد “حلول سياسية شاملة” من خلال الحوار.
ويعتزم أنان الاجتماع مع المعارضة السورية قبل مغادرة البلاد يوم الاحد. وكان قد دعا إلى حل سياسي ولكن المعارضين يقولون انه لا توجد فرصة لاجراء حوار مع استمرار ما وصفوه بحملة الأسد القمعية.
وتأتي هذه المساعي الدبلوماسية بعد يوم واحد من إعلان نشطاء أن قوات الجيش السوري النظامي قتلت 68 شخصا على الاقل في عملية عسكرية مستمرة تستهدف بسط سيطرتها على مدينة حمص والقضاء على المعارضة المسلحة في محافظة ادلب شمالي سوريا.
وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان المعارض إن ستة عشر عسكريا منشقا قتلوا قرب مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب.
“عملية برية”
وأضاف المرصد أن بين القتلى ضابطين برتبة ملازم، مشيرا إلى هؤلاء العسكريين كانوا ضمن قوة فى طريقها للمشاركة في القتال ضد القوات النظامية في مدينة إدلب. ولم يتسن التأكد من تلك المعلومات من مصادر مستقلة.
وأشار المرصد إلى إن القوات السورية قصفت بعنف مظاهرة في إدلب في وقت مبكر من صباح السبت.
وقال رامي عبد الرحمن، من المرصد السوري لحقوق الإنسان، لوكالة الأنباء الفرنسية “هذا كان أعنف قصف منذ أرسلت التعزيزات العسكرية إلى إدلب أوائل الأسبوع”.
وعبر عبد الرحمن عن خوف المرصد، ومقره لندن، من أن يكون الجيش السوري يستعد لعملية برية واسعة في إدلب.
وقال ناشطون إن قذائف دبابات وهاون سقطت على أحياء تنشط فيها المعارضة في مدينة حمص بوسط سوريا ، ما أسفر عن مقتل 17 شخصا.
سوريا
وأكد نشطاء مقتل 24 شخصا آخرين في محافظة إدلب الشمالية وعدد آخر غير محدد في مناطق أخرى في البلاد.
ونقلت وكالة رويترز عن كرم أبو ربيع، الذي قال إنه من سكان حي كرم الزيتون في حمص ، “دخلت 30 دبابة في الساعة السابعة صباح السبت وهي تستخدم مدافعها في إطلاق النار على المنازل.”
وكان المتظاهرون قد خرجوا في أكثر من مدينة سوريا الجمعة فيما وصفوه بجمعة الوفاء للانتفاضة الكردية في شمال شرق سوريا عام 2004 والتي كان قد قتل فيها نحو 30 شخصا.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرها معارضون على موقع يوتيوب مشاركة آلاف من الأكراد في عدد من المدن الشمالية الشرقية في مظاهرات حيث حمل بعضهم لافتات تدعو الى انقاذ الشعب السوري.
وأظهرت مقاطع أخرى بضع مئات من المحتجين في حي العسالي في دمشق يحرقون صورا لحافظ الأسد،الرئيس السوري الراحل والد الرئيس الحالي، ويرددون هتافات ضده.
خياران
وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الازمات ومقرها بروكسل تعليقا على مساعي أنان “إذا استطاع إقناع روسيا بتأييد خطة انتقالية فإن النظام سيجد نفسه أمام خيارين، إما الموافقة على التفاوض بنية صادقة أو مواجهة عزلة شبه تامة من خلال خسارة حليف رئيسي.”
وتعارض روسيا والصين صدور أي قرار من مجلس الأمن الدولي خشية حدوث تدخل عسكري على غرار ما جرى في ليبيا، وهو موقف تأمل ألمانيا أن يتغير بعد فوز فلاديمير بوتين بانتخابات الرئاسة يوم الاحد الماضي.
من ناحيتها، قالت فاليري آموس مسؤولة الشؤون الانسانية بالامم المتحدة التي زارت حمص أخيرا إن حكومة الأسد وافقت على الانضمام الى منظمات الامم المتحدة في “تقييم محدود” لاحتياجات المدنيين في سوريا لكنها لم تستجب لطلبها بالسماح بالدخول غير المشروط لمنظمات الاغاثة.
وقالت آموس في مؤتمر صحفي في انقرة الجمعة بعد زيارة قامت بها لمخيمات اللاجئين السوريين في تركيا إن المسؤولين السوريين طلبوا مزيدا من الوقت.
وأضافت آموس أنها “صدمت” من مشاهد الدمار التي رأتها في حمص وأنها تريد أن تعرف مصير المدنيين الذين كانوا يعيشون في حي بابا عمرو الذي غادره مقاتلو المعارضة في الأول من مارس آذار بعد حصار دام 26 يوما.
وتقدر الأمم المتحدة أن قوات الامن السورية قتلت ما يزيد عن 7500 شخص منذ بدء الانتفاضة المناهضة للاسد قبل عام. وقالت الحكومة في ديسمبر كانون الأول إن ” إرهابيين مسلحين” قتلوا ما يزيد عن الفين من أفراد الجيش والشرطة.
BBC © 2012
روسيا تتفق مع الجامعة العربية على أسس لإنهاء الأزمة السورية
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أنه تم الاتفاق بين روسيا والجامعة العربية على خمس نقاط تستند إليها مهمة المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي أنان من بينها “إجراء حوار بين الحكومة والمعارضة” على اساس قرارات الجامعة العربية.
وقال لافروف ان المناقشات التي أجراها مع الوزراء العرب في القاهرة يوم السبت انتهت الى اتفاق على خمس نقاط هي ” ضرورة وقف العنف أيا كان مصدره , وإنشاء آلية رقابة محايدة, ورفض التدخل الخارجي، وإتاحة الفرصة لوصول المساعدات الإنسانية لجميع السوريين بدون إعاقة , والدعم الكامل لجهود أنان استنادا إلى المرجعيات التي قبلتها الأمم المتحدة والجامعة العربية”.
وقال لافروف إن موسكو ملتزمة بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، محذرا مما وصفه بالتدخل غير المدروس.
وأكد في مؤتمر صحفي مشترك مع حمد بن جاسم عقب الاجتماع إن بلاده تقف بجانب القانون الدولي ولا تدافع عن الأنظمة.
وأكد أيضا أن هناك فرصة لتمرير قرار في مجلس الأمن بشأن سوريا إذا لم يكن مشروع القرار نابعا من ” رغبة في ضمان سيطرة المتمردين المسلحين على شوارع المدن السورية “.
وأوضح أن أي اقتراحات بهذا الشأن يجب أن تستند على ضرورة وقف القتال.
وفي كلمته امام الاجتماع اكد لافروف أن الأهم هو وقف العنف بغض النظر عن المتسبب فيه لأنه هذا، كما قال ، ينسجم مع المبادرة العربية.
وانتقد الوزير الروسي ما قال إنها بعض الأطراف التي أرادت أن تحمل الحكومة السورية وحدها المسؤولية عما يحدث في سوريا.
ونقل مراسلنا خالد عز العرب عن مصادر دبلوماسية رفيعة قولها إن الوزير الروسي أعطى خلال مناقشاته مع الوزراء العرب انطباعاً أنه ربما يكون مقبولاً له التوصل إلى صيغة مشابهة للسيناريو اليمني.
إيصال رسالة
وكان رئيس الوزراء القطري قد اعتبر أنه آن الأوان لإرسال قوات عربية ودولية إلى سوريا.
وقال في الاجتماع “علينا ايصال رسالة الى النظام السوري بأن صبر العالم وصبرنا قد نفد، وكذلك زمن السكوت على ممارسته.”
ودعا إلى الاعتراف بالمجلس الوطني المعارض ممثلا شرعيا للشعب السوري.
ورد رئيس الوزراء القطري خلال الاجتماع على لافروف معتبرا الدعوة الروسية الى إعطاء الأولوية لوقف إطلاق النار في سوريا غير كافية.
وقال “هناك ابادة ممنهجة من قبل الحكومة السورية في ظل حديثنا الآن عن وقف إطلاق النار”، مضيفا “بعد ما تم من قتل لا يمكن أن نقبل فقط بوقف إطلاق النار ولا نريد ان يكافأ احد بهذه الطريقة”.
رخصة للتمادي
اما وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل فقال في كلمته امام اجتماع وزراء الخارجية العرب إن استخدام روسيا والصين حق النقض في مجلس الأمن ضد مشروع القرار بشان روسيا منح النظام السوري “رخصة للتمادي في الممارسات الوحشية ضد الشعب السوري دون شفقة او رحمة”.
وأضاف الفيصل ان “بعضا ممن عبروا عن مساندتهم للمبادرة العربية لمعالجة الازمة في سوريا اختاروا ان يجهضوها عندما جرى طرحها امام مجلس الامن لتسجيل موقف اقل ما يقال عنه انه يستهين بأرواح ودماء المواطنين الابرياء في انحاء مختلفة من سوريا”.
وتابع ان حضور وزير الخارجية الروسي اجتماع الوزراء العرب “ينبئ عن اهتمام روسيا بالوضع في سوريا ونرحب به غير اننا نتمنى لو ان هذا الاهتمام تتم ترجمته” في مواقف.
واعتبر انه “لا سبيل لذلك الا بدعم قرارات مجلس الجامعة المتعلقة بمعالجة الوضع في سوريا” .
BBC © 2012
تشاؤم امريكي حول التوافق على قرار دولي بشأن سوريا
القرار الجديد يخلو من عبارات قد تدعو للتدخل العسكري الدولي
قالت الولايات المتحدة الجمعة انها متشائمة من الوصول الى توافق داخل مجلس الامن الدولي لاستصدار قرار حول سوريا يدفع حكومة الرئيس بشار الاسد الى وقف القمع العنيف للانتفاضة، بسبب استمرار الموقف الروسي المعارض.
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية فكتوريا نولاند ان المفاوضات بين الدول دائمة العضوية في المجلس، والمغرب، الدولة العربية الوحيدة العضو في المجلس، المكون من 15 عضوا، الهادفة الى تحقيق توافق حول صيغة متفق عليها لقرار من المجلس، لم تحرز تقدما.
واضافت نولاند: “بصراحة نحن غير متفائلين بالتوصل الى صيغة متفق عليها في المستقبل”.
وقالت الناطقة الامريكية ان الشركاء العرب سيستمرون في ممارسة الضغط على موسكو لثنيها عن معارضتها، ودعمها نظام الرئيس الاسد.
يشار الى ان واشنطن وزعت مسودة قرار جديد حول سوريا في اروقة مجلس الامن يتحدث عن ضرورة فتح باب ايصال المساعدات للمحتاجين في المناطق المنكوبة بسبب الصراع.
كما يدين القرار المقترح “استمرار الانتهاكات الواسعة والمنظمة لحقوق الانسان، وانتهاك الحريات الاساسية من قبل السلطات السورية”، ويطالبها بوقف فوري للعنف.
كما يطالب مشروع القرار الامريكي الحكومة السورية الافراج الفوري عن كافة المساجين والمحتجزين، وسحب كافة القوات من المدن التي اقتحمها الجيش والامن لقمع الاحتجاجات.
الا ان مشروع القرار المعدل خلا من عبارة الدعوة الى “استخدام وسائل اخرى” اذا لم تذعن دمشق للمطالبات الدولية.
كما دعا الى سحب متزامن للقوات السورية من المدن ووقف العنف بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة.
وقد بدأ سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، والمغرب، بمناقشة المسودة منذ الثلاثاء.
الا ان عددا من الدبلوماسيين الغربيين عبروا عن خيبتهم من النسخة الامريكية المعدلة، وقالوا انها لا تتضمن ادانة تتناسب مع حجم القمع الذي تمارسه الحكومة السورية ضد المعارضين منذ ما يقرب من عام.
ونسبت وكالة رويترز للانباء عن هؤلاء قولهم ان بكين وموسكو طلبتا تعديلات على مشروع القرار من شأنها اضعافه بشكل كبير يفقده فاعليته.
من جانب آخر قالت فاليري اموس مسؤولة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة الجمعة انها طلبت السماح بوصول المساعدات الانسانية الى المتضررين من الاضطرابات في سوريا بدون عراقيل، لكن الحكومة السورية لم تسمح بعد بذلك.
واضافت اموس، في مؤتمر صحفي في انقرة بعد زيارة سوريا، قائلة: “طلبت الحكومة السورية مزيدا من الوقت لدراسة الاتفاق الذي عرضته عليهم. ومن المهم جدا في نظري ان نحصل على حق الوصول بدون عراقيل. لكن الحكومة وافقت على تقييم محدود تقوم به وكالات الامم المتحدة والسلطات السورية من شأنه أن يعطينا مزيدا من المعلومات عما يحدث في البلاد.”
وتقول الامم المتحدة ان اكثر من 7500 مدني قتلوا خلال الحملة التي يشنها نظام الاسد على الانتفاضة الشعبية.
BBC © 2012
اتفاق العرب وروسيا على بنود لوقف العنف في سوريا
القاهرة (رويترز) – قال وزيران ان الدول العربية وروسيا اتفقت على أن العنف في سوريا لابد أن ينتهي وأن هناك حاجة الى مراقبة غير منحازة للوضع في البلاد ومعارضة للتدخل الاجنبي فيها بالاضافة الى تيسير نقل المساعدات الانسانية للسوريين ومساندة مهمة كوفي عنان مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية.
وأعلن عن الاتفاق ذي النقاط الخمس بعد اجتماع لمجلس وزراء الخارجية العرب حضره وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.
وخلال الاجتماع حث العرب الوزير الروسي على تأييد جهودهم لانهاء أزمة سوريا وتشمل الدعوة لتنحي الرئيس بشار الاسد.
ومن جانبه حرص الوزير الروسي على تأكيد أن بلاده لا تريد للجماعات المسلحة المناوئة لحكم الاسد أن تسيطر على المدن.
وفي مؤتمر صحفي مشترك قال رئيس الوزراء القطري ان بنود الاتفاق هي “وقف العنف من أي مصدر كان.. الية رقابة محايدة.. عدم التدخل الاجنبي.. اتاحة وصول المساعدات الانسانية لجميع السوريين بدون اعاقة.. الدعم القومي لمهمة السيد كوفي عنان لاطلاق حوار سياسي بين الحكومة وجماعات المعارضة السورية.”
وقال لافروف عبر مترجم “أعتقد أن هذه النقاط في غاية الاهمية… توصل هذه البنود رسالة واشارة واضحة لجميع الاطراف السورية.”
وكان الوزير الروسي قال لوزراء الخارجية العرب خلال الاجتماع ان مشروع قرار جديدا في مجلس الامن أمامه “فرصة” لاقراره اذا لم تدفعه رغبة الى ضمان سيطرة المعارضين المسلحين على الشوارع في سوريا.
وقال “هذا القرار أمامه فرصة لاقراره بشرط ألا تدفعنا كلنا رغبة في دعم المجموعات المسلحة المعارضة للفوز بالمعركة في المدن.
“ولكن اذا دفعتنا رغبة في التأكد من توقف القتال في المدن والبلدات فان الاقتراحات ذات الصلة ستكون مطروحة على المائدة ولدينا العديد من الفرص للموافقة عليها.”
وكانت الولايات المتحدة صاغت مشروع قرار جديدا في مجلس الامن بشأن سوريا تناقشه حاليا القوى العالمية.
ولم ينتظر الوزيران الروسي والقطري بعد اعلان الاتفاق لتلقي أسئلة من الصحفيين.
وقتل ألوف المتظاهرين الى الان في العنف.
وفي كلمة في الاجتماع دعا رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الى الاعتراف بالمجلس الوطني المعارض ممثلا شرعيا للشعب السوري.
ولم تعترف دول عربية وغربية الى الان بالمجلس الوطني السوري لاسباب منها قول دبلوماسيين ان المجلس لم يظهر دائما كجبهة موحدة وان من غير الواضح ما اذا كان بامكانه دعم قادة الاحتجاجات الذين يعملون على الارض.
وقال رئيس الوزراء القطري “ندعو… الى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري.” وأضاف “نوجه نصيحة للمعارضة بكل أطيافها بأن تسمو فوق خلافاتها وأن تكون صوتا واحدا موحدا معبرا عن تطلعات أبناء شعبهم حتى تتمكن من مجابهة قمع النظام.”
وكان رئيس الوزراء القطري رحب بالوزير الروسي معبرا عن الامل في أن يسمح وجوده بالتوصل الى اتفاق بشأن الازمة.
وروسيا حليف قديم لدمشق وهي المصدر الرئيسي لتسليحها واستخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن لمنع ادانة حكومتها مما خيب أمل العرب خاصة دول الخليج.
وقال لافروف للوزراء الذين يعقدون اجتماعا دوريا بالجامعة العربية ان بلاده مستعدة للعمل مع أي طرف يسعى للاصلاح في سوريا لكنها ملتزمة مع ذلك بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لاي دولة.
وقال لافروف أيضا انه لا يمكن القاء اللوم على طرف واحد في الازمة السورية. وأضاف “روسيا لا تحمي أي نظام. أهم واجب ماثل هو انهاء كل العنف.”
وقالت مصادر في الجامعة العربية ان لافروف أجرى محادثات الجمعة مع الامين العام للجامعة نبيل العربي وعنان.
وفي وقت سابق دعت السعودية وقطر الى تسليح المعارضة السورية بعد فقدان الامل في الجهود العربية والدولية لانهاء الازمة.
وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل خلال الاجتماع ان حق النقض الذي استعملته روسيا في مجلس الامن لمنع اصدار مشروع القرار الذي يدين الحكومة السورية سمح لدمشق بمواصلة العنف.
ودعا روسيا الى دعم الجهود العربية لانهاء الازمة.
وقال “هذا الموقف من قبل الدول التي أفشلت قرار مجلس الامن وصوتت ضد قرار الجمعية العامة قد منح النظام السوري رخصة للتمادي في ممارسته الوحشية ضد الشعب السوري.”
واستخدمت الصين أيضا الفيتو لايقاف مشروع القرار الذي كان يعتمد على مبادرة تقدمت بها الجامعة العربية. لكن موسكو وبكين أيدتا بيانا لمجلس الامن يعبر عن “عميق الاسف” لرفض سوريا زيارة مسؤولة اغاثة دولي.
وأصدرت الجمعية العامة للامم المتحدة مشروع القرار الذي أحبطه الفيتو في مجلس الامن لكنه غير ملزم.
وقال وزير الخارجية السعودي أيضا انه يأمل في أن تدعم روسيا “قرارات مجلس الجامعة المتعلقة بمعالجة الوضع في سوريا.”
وتطالب القرارات العربية بوقف العنف وانهاء المظاهر المسلحة في المدن وأن تجري مفاوضات لانهاء الازمة.
(شارك في التغطية أيمن سمير وشيماء فايد وعمر فهمي ومحمد عبد اللاه)
من ياسمين صالح وادموند بلير
نشطاء: تكرار سيناريو حمص بإدلب والحصيلة 63 قتيلا
دمشق، سوريا (CNN) — حصد العنف المزيد من الأرواح في سوريا يوم السبت، إذ لقي نحو 63 شخصا على الأقل مصرعهم، بحسب ما أعلنته لجان التنسيق المحلية، بينهم 16 من مقاتلي الجيش السوري الحر، قضوا في كمين في جسر الشغور، قرب مدينة إدلب.
وقال الناشط عبد العزيز لشبكة CNN إن مدينة إدلب تعاني القصف العنيف، الذي شهده العالم من قبل في مدينة حمص المحاصرة، مشيرا إلى أن القصف يحدث كل نحو دقيقتين، ما أدى إلى تضرر العديد من المساكن والمباني أو تدميرها.
وأضاف عبد العزيز إن قات الأمن تفتش المنازل لاعتقال ناشطين، وقال “إن عدد الدبابات أكبر بكثير من عدد المنشقين.. هذا السيناريو مشابه إلى حد بعيد لما حدث في مدينة حمص.”
وقال نشطاء المعارضة إن اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وجنود منشقين اندلعت في بلدة داريا، بينما قصف الجيش الحكومي قرية جيزة في درعا، وفقا للجان التنسيق المحلية.
وتأتي الأنباء عن القتل والقصف في وقت أجرى فيه كوفي عنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، والذي وضع مقترحات أمام الرئيس السوري بشار الأسد تهدف إلى وقف مجازر لا هوادة فيها.
وهذه هي المرة الأولى منذ اندلاع الصراع في سوريا، والتي يلتقي فيها الأسد مع دبلوماسي رفيع المستوى.
وقال بيان الأمم المتحدة أن عنان، الذي شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة، تحدث إلى الأسد حول وقف إطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين والسماح بحرية الوصول لوكالات مثل الصليب الأحمر لتقديم المساعدات التي تشتد الحاجة إليها.
كما اقترح عنان، الذي من المقرر أن يبيت في دمشق ليلة السبت، ويستأنف المناقشات الأحد مع الأسد، بداية لحوار سياسي شامل من شأنه “تلبية التطلعات المشروعة واهتمامات الشعب”.
من جهته، قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن أي حوار سياسي أو عملية سياسية لا يمكن أن تنجح في بلاده “طالما تتواجد مجموعات إرهابية مسلحة تعمل على إشاعة الفوضى وزعزعة الاستقرار.”
وجاءت تصريحات الأسد خلال لقائه عنان، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية، التي أضافت “استمع الرئيس الأسد من (عنان) إلى عرض لرؤيته الأولية إزاء الوضع في سوريا والذي أكد خلاله التزامه بالعمل بشكل عادل وحيادي ومستقل ورفضه التدخل الخارجي في الشؤون السورية وإيمانه بالحل السلمي.”
وأعرب الأسد، بحسب الوكالة، عن استعداد سوريا لإنجاح أي جهود صادقة لإيجاد حل لما تشهده البلاد من أحداث،” مضيفاً أن “النجاح في أي جهود يتطلب أولاً دراسة ما يحدث على الأرض عوضاً عن الاعتماد على الفضاء الافتراضي الذي تروج له بعض الدول الإقليمية.”