أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 10 كانون الأول 2016

 

إطلاق معركة الباب واستئناف قصف حلب

لندن، موسكو، نيويورك، جنيف، أنقرة، بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

شددت روسيا أمس، على أن عمليات القصف السورية على شرق حلب ستتواصل حتى خروج العناصر المسلحة كافة من الأحياء التي ما زالوا يسيطرون عليها وتؤوي عشرات الآلاف من المدنيين العالقين عشية اجتماعات أميركية- روسية بمشاركة دولية في جنيف لإخراج الفصائل من المدينة، في وقت اقتربت فصائل «درع الفرات» المدعومة من تركيا من خوض معركة تحرير الباب من «داعش». وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية 122 صوتاً قراراً يدعو إلى «حماية الشعب السوري» ومحاربة مرتكبي «جرائم الحرب».

واستأنفت القوات النظامية غاراتها الجوية على شرق حلب بعد توقفها منذ ليل الخميس، إثر إعلان موسكو وقف الجيش السوري عملياته العسكرية في حلب، في وقت تجدد القصف المدفعي والمعارك الجمعة بعدما تراجعت وتيرتها ليلاً، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه «بعد الهدنة الإنسانية، استؤنفت الضربات وستستمر طالما بقيت هناك عصابات في شرق حلب». وأضاف: «العالم يتفهم ذلك، ويتفهمه شركاؤنا الأميركيون».

وأوضح لافروف، الذي تنفذ بلاده غارات داعمة لقوات النظام منذ أيلول (سبتمبر) 2015: «لم أقل (الخميس) أن العمليات العسكرية توقفت بالكامل». وأضاف: «قلت إنها توقفت فترة حتى يتمكن المدنيون الراغبون في ذلك من المغادرة».

ودفعت المعارك العنيفة عشرات آلاف المدنيين إلى الفرار من شرق حلب، في وقت ترجّح الأمم المتحدة وجود نحو مئة ألف مدني في الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل. وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء معلومات حول فقدان المئات من الرجال بعد هروبهم من شرق حلب إلى مناطق خاضعة لسيطرة القوات النظامية في المدينة، مقابل منع فصائل مقاتلة المدنيين من الفرار من مناطق المعارضة. وقالت مصادر معارضة لـ «الحياة»، إن مفاوضات تجرى بين فصائل حلب والأمم المتحدة لإخراج 500 جريح وعائلاتهم من شرق حلب.

في شمال حلب، قال الجيش التركي إن طائرات حربية تركية دمرت عشرة أهداف لتنظيم «داعش» قرب الباب، بينما سيطر عناصر تدعمهم أنقرة على طريق سريع مهم يربط بين الباب ومنبج ضمن عملية «درع الفرات» المستمرة منذ قرابة أربعة أشهر لطرد الإرهابيين والمسلحين الأكراد من المنطقة الحدودية السورية. وأفاد بيان للجيش التركي صدر أمس، بأن «طائرات تركية دمرت سبعة مبان وثلاث نقاط مراقبة يستخدمها المتطرفون في أربعة أجزاء مختلفة من المنطقة».

وكان الناطق باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» الكولونيل الأميركي جون دوريان، قال: «نسهل هذا الأسبوع محادثات مشتركة مع تركيا وقوات سورية الديموقراطية (تحالف فصائل عربية وكردية) وشركاء آخرين في التحالف، من أجل الدفع باتجاه وقف التصعيد في المنطقة».

وعلى صعيد آخر، قتل 15 عنصراً من القوات النظامية أمس، في مكمن نصبه إرهابيو تنظيم «داعش» قرب حقل نفطي في وسط سورية، وفق «المرصد السوري». وأعلن التحالف الدولي أنه دمر في غارة جوية 168 صهريج نفط يستخدمها «داعش» لنقل الوقود في سورية.

وتستضيف باريس اليوم، وزير الخارجية الأميركي جون كيري ضمن لقاء لوزراء خارجية «أصدقاء سورية» قبل لقاء خبراء أميركيين وروس ودوليين في جنيف للبحث في هدنة حلب. وأفادت الخارجية الفرنسية بأن المنسّق العام لـ «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة رياض حجاب، ورئيس المجلس المحلي لمدينة حلب بريتا حاجي حسن، سيشاركان في الاجتماع لبحث «الوضع الإنساني المأسوي في حلب والاستجابة العاجلة».

في نيويورك، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً أمس، باتخاذ إجراءات لحماية المدنيين في سورية تبدأ من توصيات يقدمها الأمين العام للأمم المتحدة خلال ٤٥ يوماً في تقرير رسمي، كما أكد إجراء المحاسبة على جرائم الحرب المرتكبة في سورية «سواء على الصعيد المحلي أو الدولي». وصوتت لمصلحة القرار ١٢٢ دولة، فيما صوتت ١٣ ضده، أبرزها روسيا والصين وبيلاروسيا وإيران والحكومة السورية وكوريا الشمالية وفنزويلا، وامتنعت ٣٤ دولة عن التصويت.

وجاء القرار تعويضاً رمزياً عن فشل مجلس الأمن في تبني قرار يوقف الجرائم المرتكبة في سورية. ونص القرار على «تأكيد ضرورة اتخاذ الإجراءات لتأمين الحماية للمدنيين السوريين» وطلب «التوقف الكامل بشكل فوري لكل أشكال القصف العشوائي على المدنيين، وتطبيق وقف الأعمال القتالية فوراً بموجب قرار مجلس الأمن ٢٢٦٨ والوصول الآمن للمساعدات الإنسانية إلى كل المناطق المحاصرة».

وقدم السفير الكندي في الأمم المتحدة مارك أندريه بلانكارد مشروع القرار باسم ٦٥ دولة. وأكد السفير السعودي عبدالله المعلمي أن بلاده تدعم القرار على رغم أنه «لم يرتق إلى مستوى معاناة الشعب السوري، ولم يميز كفاية بين الجلاد والضحية، ولم يوضح بجلاء مسؤولية السلطات السورية وحلفائها عن الجرائم التي يرتكبونها، بما فيها القصف الجوي للمناطق المدنية، والحصار والتجويع، واستخدام الأسلحة الكيماوية، وتشريد الملايين من السوريين». وأضاف المعلمي أنه يقدر جهود كندا والدول المعدة للقرار «إلا أننا نرى أن ما آلت إليه الأوضاع الإنسانية في حلب، وعجز مجلس الأمن عن معالجة الموقف واتخاذ القرارات الفاعلة بسبب الفيتو الروسي الصيني المزدوج، يستوجب علينا ضرورة عقد جلسة طارئة تتولى فيها الجمعية العامة مسؤولية حماية الأمن والسلم الدوليين الذي تهدده ولا تزال العمليات العسكرية التي تشنها السلطات السورية وحلفاؤها». وقال المعلمي إنه على رغم ما لدى المملكة العربية السعودية من تحفظات على القرار «إلا أننا سنصوت بالموافقة عليه، وسنبحث في أقرب وقت مع كل الأصدقاء كيفية تلافي أوجه النقص والضعف فيه».

وكانت السفيرة الأميركية سامنتا باور، قالت إن «روسيا والنظام السوري أجبرا ٣٢ ألفاً على النزوح» في الحملة العسكرية على شرق حلب أخيراً، وأن «حملة القصف الجوي لم تستثن أي مستشفى»، فيما قال السفير البريطاني ماثيو ريكروفت، إن ٣ دول يمكنها أن تنهي الأزمة، وهي «النظام السوري وروسيا وإيران».

من جهته، قال السفير الروسي فيتالي تشوركين إنه عارض القرار بسبب عدم «تطرقه إلى محاربة الإرهاب» ولعدم توازنه، وانتقد السفير السوري بشار الجعفري كندا والدول الراعية للقرار.

 

كيري يتهم النظام السوري بارتكاب «جرائم حرب»

باريس، أنقرة – أ ف ب، رويترز

اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم (السبت) ان «القصف العشوائي» الذي ينفذه النظام السوري في حلب، يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، داعياً روسيا إلى “بذل قصارى جهودها” لوقف ذلك.

وقال كيري في ختام اجتماع للقوى الداعمة للمعارضة السورية في باريس أن «القصف العشوائي من جانب النظام ينتهك القوانين أو في كثير من الحالات يُعتبر جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب».

وطلب كيري من روسيا إظهار «القليل من حسن النوايا» حين يجتمع المسؤولون الأميركيون والروس في جنيف في وقت لاحق اليوم في مسعىً للتوصل إلى اتفاق يمكن المدنيين والمقاتلين من مغادرة الجزء المحاصر من مدينة حلب.

وصرح كيري في باريس: «لا يثق المقاتلون في أنهم إذا وافقوا على الرحيل لإنقاذ حلب، سيُنقذ انسحابهم حلب بالفعل وسيُسمح لهم بالتنقل بحرية ولن يتعرّضوا لسوء”.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت اليوم في أعقاب الاجتماع في باريس الذي حضره ممثل المعارضة السورية رياض حجاب، أن المعارضة «على استعداد لاستئناف المفاوضات (مع النظام) من دون شروط مسبقة».

وأضاف «يجب تحديد شروط عملية انتقال سياسي حقيقي، ويجب استئناف المفاوضات على أسس واضحة بموجب قرار الأمم المتحدة الرقم 2254» الذي وضع خريطة طريق لتسوية النزاع الذي أوقع حوالى 300 ألف قتيل، مشيراً إلى أن المعارضة أكدت استعدادها للتفاوض.

إلى ذلك، ذكر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم ان مقاتلي المعارضة السورية يخاطرون بتعرضهم للقتل في مناطق أخرى من سورية إذا غادروا مدينة حلب، مشكّكاً في أن تسفر المحادثات بين داعميهم في باريس عن نتائج ملموسة.

وقال تشاووش أوغلو لـ «هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية» (تي آر تي) في تصريحات أدلى بها في باريس «ماذا سيحدث لقوات المعارضة إذا غادرت حلب. ألن يُقتلوا في أماكن أخرى؟… لن يأت أحد بحلول ملموسة» في إشارة إلى المحادثات الجارية في فرنسا.

وتحاصر قوات من المعارضة السورية المدعومة من تركيا مدينة الباب آخر معقل حضري لتنظيم «الدولة الإسلامية» في ريف حلب الشمالي. ويُتوقع أن يتسبب تقدم تلك القوات بوضعها في مواجهة المقاتلين الأكراد وقوات النظام السوري.

 

بدء «المرحلة الثانية» من معركة الرقة

العالية (سورية) – أ ف ب

أعلنت «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف فصائل عربية وكردية سورية تدعمها واشنطن اليوم (السبت) بدء «المرحلة الثانية» من حملة «غضب الفرات» لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من مدينة الرقة، معقله الأبرز في سورية.

وفي قرية العالية في ريف الرقة الشمالي، أكدت «قوات سورية الديموقراطية» في بيان تلته الناطقة باسم الحملة جيهان الشيخ أحمد انه «تم اتخاذ قرار البدء بالمرحلة الثانية من الحملة، التي تهدف إلى تحرير كامل الريف الغربي من الرقة بالإضافة إلى عزل المدينة».

وأطلقت «قوات سورية الديموقراطية» في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) حملة «غضب الفرات» لطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من الرقة.

وأكدت «قوات سورية الديموقراطية» في البيان ان «المرحلة الأولى من حملتنا، حملة غضب الفرات انتهت بنجاح كبير»، مشيرةً إلى أنه «تم تحرير مساحة 700 كيلومتر مربع والعشرات من القرى، إضافة إلى بلدات وطرق استراتيجية عدة» في ريف الرقة الشمالي.

ومنذ تشكيلها في تشرين الأول (أكتوبر) 2015، نجحت «قوات سورية الديموقراطية»، التي تضم فصائل عربية وكردية على رأسها «وحدات حماية الشعب» الكردية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن في طرد التنظيم المتطرف من مناطق عدة في سورية.

وشددت «قوات سورية الديموقراطية» في بيانها على أن «تنسيقنا مع التحالف الدولي مستمر بشكل فاعل ومثمر، وهذا التنسيق سيكون أقوى وأكثر تأثيراً أثناء المرحلة الثانية».

وقال الناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» طلال سلو بدوره، إن «القوات الأميركية شاركت في الجبهات الأمامية في المرحلة الأولى (…) وستشارك بشكل أكثر فاعلية إلى جانب قواتنا في المرحلة الثانية».

وأكد مستشار القيادة العامة لـ «قوات سورية الديمقراطية» ناصر حاج منصور، أن «القوات الأميركية ستشارك في خطوط الجبهة الأمامية في هذه المرحلة بشكل فاعل».

وفي وقت سابق اليوم، أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن الولايات المتحدة سترسل 200 جندي إضافي إلى سورية «لضمان نجاح عزل الرقة». وسينضم هؤلاء، وفق قوله، إلى «300 عنصر من القوات الخاصة في سورية وذلك لمواصلة التنظيم والتدريب والتجهيز».

وجاء في البيان أن حملة «غضب الفرات تتوسع بانضمام فصائل وقوى أخرى»، بالإضافة إلى «انضمام 1500 مقاتل من المكون العربي من أبناء الرقة وريفها أخيراً، تم تدريبهم وتسليحهم على يد قوات التحالف الدولي».

 

الجمعية العامة تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في سورية

نيويورك – أ ف ب

تبنت الجمعية العامة للامم المتحدة اليوم (الجمعة) بأكثرية واسعة قراراً يطلب وقفاً فورياً للنار في سورية وتسليم مساعدات انسانية بشكل عاجل.

وتم تبني القرار الذي عرضته كندا بـ122 صوتا مؤيدا مقابل 13 رافضاً في الجمعية التي تضم 193 دولة، مع امتناع 36 عن التصويت.

في سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري مساء اليوم من باريس عن اجتماع السبت في جنيف لخبراء روس واميركيين لمحاولة «انقاذ حلب من دمار تام»، عبر وقف لاطلاق النار واخلاء المدنيين والمعارضين المسلحين، وادخال مساعدة انسانية.

وقال كيري اثناء حفل استقبال في السفارة الاميركية بباريس «عملت اليوم وساواصل العمل حول كيفية انقاذ حلب من دمار تام (..) وغدا سيكون هناك فريق قادم من اميركا تحت ادارة الرئيس (باراك) اوباما، في جنيف مع خبراء روس، وسنتوصل كما آمل الى نوع من الاتفاق لكيفية حماية المدنيين وما يمكن ان يتم مع المعارضة المسلحة».

 

موسكو تؤكد استئناف ضرب «الإرهابيين» في حلب

موسكو – رائد جبر

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن عمليات القصف على حلب ستتواصل «طالما بقيت فيها عصابات الإرهابيين»، بحسب وصفه. وقال في مؤتمر صحافي عقده في هامبورغ أمس «بعد الهدنة الإنسانية، استؤنفت الضربات وستستمر طالما بقيت عصابات. العالم يتفهم ذلك، ويتفهمه شركاؤنا الأميركيون».

وزاد أن العمليات العسكرية توقفت فترة «حتى يتمكن المدنيون الراغبون من المغادرة». وأعرب عن تفاؤل بفرص نجاح المحادثات الروسية – الأميركية المقررة اليوم في جنيف على مستوى خبراء عسكريين، لكنه اتهم في الوقت ذاته واشنطن بـ «تغيير مواقفها بصورة مستمرة».

وتابع: «إذا لم يغيّر الخبراء الأميركيون موقفهم مجدداً… تتوافر عندئذ فرصة لاتفاق على تسوية نهائية للوضع في شرق حلب من خلال مغادرة جميع المقاتلين من دون استثناء». وأضاف أن «كثيراً من الأمور غير مفهومة حول طريقة الولايات المتحدة خلال إجراء مفاوضات تتعلق بسورية معنا». واتهم الأميركيين بتعقيد المحادثات مع موسكو من خلال قرار استئناف تسليم الفصائل السورية أسلحة. وقال إن ذلك «سيؤثر في مفاوضاتنا. هذا شيء آخر مستغرب في الموقف الأميركي حيال سورية، وحلب، عندما تفعل اليد اليسرى شيئاً بنّاء، تفتح اليد اليمنى قنوات تسليم الأسلحة إلى المقاتلين».

لكنه استبعد أن يؤثر القرار الأميركي الجديد في خصوص استئناف تسليح المعارضة في الوضع في شرق حلب لأن «العصابات محاصرة ومن غير المحتمل أن تحصل على تعزيزات».

وكانت وزارة الدفاع الروسية أصدرت بياناً حذّرت فيه من أن القرار الأميركي قد «يفتح الباب أمام وقوع منظومات دفاع جوي محمولة في أيدي إرهابيين ما يهدد ليس فقط سورية بل المنطقة كلها». كذلك اعتبر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن «القرار إذا تمت الموافقة عليه سيمثّل تهديداً للشرق الأوسط والقوات الروسية في سورية». وبدا بيسكوف حذراً في تعليقه على فرص نجاح الجهود الروسية – الأميركية ووصف المحادثات بأنها «معقّدة ولا تزال متعثرة بسبب قرارات واشنطن».

ميدانياً، قال الجيش الروسي إنه ساعد أكثر من 8000 مواطن سوري على الفرار من الأجزاء التي لا تزال خاضعة لسيطرة المعارضة في شرق حلب خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بينهم ما يقرب من 3000 طفل. وأضاف أن 14 مقاتلاً من المعارضة استسلموا لقوات الحكومة السورية.

وذكر بيان لوزارة الدفاع الروسية أن قواتها تعمل لتطهير المناطق التي استعادتها القوات الحكومية السورية من شرق حلب من الألغام. وأشار سيرغي رودسكوي، رئيس مديرية العمليات في هيئة الأركان، إلى أن المساحات الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة بحلب تقلصت بمقدار الثلث خلال الأيام الأربعة الماضية، مضيفاً أن الجيش السوري «بات يسيطر على 93 في المئة من مساحة مدينة حلب».

وشدد على أن «هذه النجاحات، حققتها مجموعة القوات البرية التابعة للجيش السوري، إذ لا يزال حظر طلعات الطيران الحربي الروسي والسوري فوق حلب ساري المفعول منذ 18 تشرين الأول (أكتوبر)».

 

خبراء أميركيون وروس يرسمون اليوم خريطة النهاية لمعركة حلب

جنيف – موسى عاصي

لن تطول اللقاءات التي ستنطلق اليوم في جنيف بين الخبراء العسكريين والامنيين الروس والأميركيين الذين سيناقشون خروج مسلحي المعارضة من شرق مدينة حلب. فالاتفاق العام (باستثناء ملاحظتين أو ثلاث، استناداً إلى الجانب الروسي) جرى التفاهم عليه في آخر اللقاءات التي عقدت في مدينة هامبورغ الألمانية بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف.

وما على الخبراء اليوم الا وضع الشروط النهائية والعمل على الخرائط من أجل رسم الممرات الآمنة وتحديد الوجهة النهائية التي ينوي المسلحون اللجوء اليها، في ظل معلومات لـ”النهار” مفادها ان هذه الوجهة باتت محصورة بين منطقتين، ريف ادلب أو ريف حلب.

تقلص مساحة المعارضة

وتقلصت المساحة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة الى الحدود الدنيا، وبات آلاف المسلحين المعارضين محاصرين في أحياء محدودة في القسم الجنوبي الغربي من شرق حلب، هي: الفردوس، الصالحين، بستان القصر، الكلاسة، الأنصاري والسكري والمشهد حيث السيطرة كاملة للمسلحين الذين يسيطرون جزئياً على أحياء: المغاير، سيف الدولة، صلاح الدين، العامرية والشيخ سعيد، فيما اكتملت سيطرة القوات السورية وحلفائها على 25 حياً تماماً، ما يعني ان المساحة المتبقية للمعارضة لا تزيد عن 15 في المئة من شرق حلب، في حين أعلن الجانب الروسي ان المعارضة لم تعد تسيطر إلّا على سبعة في المئة من المساحة.

وبدا ان التفاهم بين الجانبين الروسي والأميركي على إيجاد المخارج الملائمة لما تبقى من شرق حلب سلمياً قد وصل الى خواتيمه. وتقول أوساط متابعة للقاءات الخبراء في جنيف ان الطرفين في حاجة الى هذا الاتفاق، فالروس، و”ان كانوا يرتكزون على أوراق قوة على المستوى الميداني، فإنهم مقتنعون بصعوبة الحسم عسكريا” في ما تبقى من مناطق شرق المدية بسبب الانتشار الكثيف للمسلحين (بين سبعة وتسعة آلاف مسلح) وللمدنيين (100 الف شخص) في منطقة محصورة وصغيرة نسبيا، مما يعني أن “استمرار المنطق العسكري سيؤدي الى مجازر لا يريدها أي طرف”. وعلى هذا الأساس أُعلن في موسكو الخميس أن القوات السورية أوقفت العمليات القتالية من أجل السماح للمدنيين بالخروج.

 

كيري

وفي المقابل، بدا كيري في مؤتمره الصحافي في بروكسيل الأربعاء الماضي، أي قبل لقائه لافروف في هامبورغ، مقتنعاً باقتراب الحسم النهائي لشرق حلب لمصلحة القوات النظامية والحلفاء. ورأى الوزير الذي توقف طويلاً عند تفاصيل ما حصل خلال السنتين الاخيرتين في الملف السوري “ان انتصار الأسد وسيطرته على شرق حلب لا يعينان نهاية الحرب بل المزيد من العمف والمعارك واراقة الدماء”.

وأمس، قال كيري خلال استقبال في السفارة الاميركية بباريس: “عملت اليوم وساواصل العمل حول كيفية انقاذ حلب من دمار تام … وغدا سيكون هناك فريق قادم من أميركا بادارة الرئيس (باراك) أوباما، في جنيف مع خبراء روس، وسنتوصل كما آمل الى نوع من الاتفاق على كيفية حماية المدنيين وما يمكن ان يتم مع المعارضة المسلحة”.

 

لافروف

وصرح لافروف في مؤتمر صحافي في هامبورغ بان واشنطن رحبت بموقف الجانب الروسي من اقتراحاتها الجديدة في شأن تسوية الأزمة في هذه المدينة السورية، باستثناء “ملاحظتين أو ثلاث ملاحظات”.

وأفاد أنه تحادث مع كيري ثلاث مرات على هامش اجتماع هامبورغ لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومرة رابعة هاتفياً واتفق معه على إجراء مشاورات في جنيف، معربا عن أمله في نجاح هذه المشاورات. كما واستغرب عملية اتخاذ القرارات في واشنطن في هذا الشأن، مشيراً إلى أن كيري نفى سحبه اقتراحاته السابقة.

من جهة أخرى، أكد لافروف أن القتال في حلب سيستمر الى حين طرد المسلحين من المدينة، مشيراً إلى أن المسلحين في شرق حلب محاصرون تماماً.

 

معاودة مسار جنيف؟

في هذه الاثناء، يعود الحديث عن مسار جنيف المتوقف منذ نهاية نيسان الماضي، ورحبت وزارة الخارجية السورية بدعوة مبعوث الامم المتحدة ستافان دو ميستورا التي اطلقها الخميس في نيويورك بعد مداخلة له أمام مجلس الامن لمعاودة المفاوضات السورية – السورية في جنيف. لكن البيان السوري ذكّر بالموقف المبدئي لدمشق بوجوب ان تكون المحادثات “مباشرة ومن دون تدخل خارجي”.

وكان دو ميستورا اعتبر أن الوقت قد حان للنظر في إمكان معاودة المفاوضات السورية – السورية والنظر في موعد وكيفية إجراء مشاورات سياسية. وقال ان معاودة المفاوضات يتطلب من الحكومة السورية “ليس فقط أن تقول إنها معنية بالوصول إلى جنيف، الأمر الذي قد تحدثوا عنه معي، بل إجراء حديث جوهري، بموجب القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن”.

وبعد دعوة كيري في بروكسيل الى معاودة المفاوضات، أبدت موسكو اهتماماً بمعاودة مسار جنيف . وشدد المندوب الروسي الدائم لدى الامم المتحدة السفير فيتالي تشوركين على ضرورة معاودة هذه المفاوضات قبل انتهاء ولاية الأمين العام الحالي للأمم المتحدة بان كي- مون، أي قبل 31 كانون الأول الجاري.

 

الجمعية العمومية

وتبنت الجمعية العمومية للامم المتحدة بغالبية واسعة قراراً يطلب وقفاً فورياً للنار في سوريا وتسليم مساعدات انسانية بشكل عاجل.

وتم تبني القرار الذي قدمته كندا بـ122 صوتاً مقابل 13 في الجمعية التي تضم 193 دولة، مع امتناع 36 عن التصويت.

 

فقدان مئات المدنيين

وابدت الامم المتحدة قلقها “على أمن المدنيين في حلب” في احياء الفصائل والذين نزحوا الى مناطق النظام.

وصرح الناطق باسم مجلس حقوق الانسان روبرت كولفيل للصحافيين في جنيف :”تلقينا ادعاءات مقلقة جداً عن فقدان مئات من الرجال بعد عبورهم الى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام”، مشيراً الى انه “من الصعب جداً التحقق من الوقائع”.

وفي المقابل، كشف كولفيل أن “مجموعات المعارضة المسلحة تمنع استناداً الى بعض التقارير مدنيين يحاولون الفرار” من مغادرة مناطقها، مسميا “جبهة فتح الشام” (“جبهة النصرة” سابقاً) و”كتائب ابو عمارة”. وقال ان الفصيلين اقدما “على خطف وقتل عدد غير معروف من المدنيين الذين طالبوا الفصائل المسلحة بمغادرة احيائهم، حفاظا على أرواح المدنيين”.

 

هدنة حول دمشق وادلب

في غضون ذلك، أعلن الجيش السوري وقفا للنار في مناطق عدة حول دمشق وفي محافظة إدلب بشمال غرب البلاد اعتبارا من مساء الجمعة لكنه لم يحدد مدة الهدنة.

ولم يصدر تعليق فوري عن مقاتلي المعارضة على إعلان الهدنة.

والمناطق المعنية تشمل مدينة مضايا التي تحاصرها القوات الحكومية قرب دمشق وكفريا والفوعة في إدلب اللتين تحاصرهما قوات المعارضة.

 

«داعش» يهاجم تدمر: خلط لأوراق ما بعد حلب

علاء حلبي

هجوم عنيف شنّه مسلّحو تنظيم «داعش» على محاور عدة في بادية تدمر شرق حمص، أسفر عن تراجع على بعض المحاور لقوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره، بينها خسارة لحقل مهر النفطي، في وقت تستعدّ فيه مدينة حلب لإخراج ما تبقى من مسلحين من الأحياء الأخيرة المحاصَرين فيها في القسم الجنوبي الغربي للأحياء الشرقية، مع عودة نشاط عمليات مسلّحي «درع الفرات» التابعين لتركيا نحو مدينة الباب شرق مدينة حلب، والتي توقفت خلال الأسبوعين الماضيين.

مصدر عسكري سوري رأى خلال حديثه إلى «السفير» أن الهجوم العنيف الذي شنه مسلحو التنظيم في هذا التوقيت بالذات يأتي بهدف «خلط الأوراق»، خصوصاً مع وجود عدد كبير من القوات في مطار كويرس شرقاً، وتقدم الوحدات الكردية بخط موازٍ لمحور عمليات الجيش السوري نحو مدينة الباب، والتمهيد لبدء عملية للقوات الحكومية لاسترجاع أحد أهم معاقل التنظيم في ريف حلب الشمالي الشرقي.

مسلحو التنظيم استغلوا الضباب الكثيف الذي شهدته بادية تدمر خلال اليومين الماضيين، فشنّ المئات منهم هجوماً عنيفاً في وقت متزامن على جميع محاور التماس مع قوات الجيش السوري في محيط مدينة تدمر، ونحو حقل مهر النفطي، تخلله تفجير ثلاث عربات مفخخة، وقيام «انغماسيين» بتفجير أنفسهم في محاور الاشتباك. وهو أمر دفع قوات الجيش والفصائل المؤازرة إلى التراجع عن معظم النقاط في حقل مهر النفطي (باستثناء نقطتين)، فضلاً عن التراجع نقاطاً عدة من منطقة جحار المحاذية لحقل مهر في المحور الشمالي الشرقي لمدينة تدمر.

كذلك، دارت اشتباكات عنيفة في محيط الكتيبة المهجورة القريبة من مطار «تي فور» الاستراتيجي، بالإضافة إلى جبهات جبل هيان وصوامع الحبوب ومنطقة قصر الحلابات وجبل عنتر، شمال مدينة تدمر، وعلى أطراف قرية آراك ومنطقة السكري في محيط مدينة تدمر.

مصدر ميداني أشار خلال حديثه لـ «السفير» إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل نحو 15 جندياً سورياً، وضابط روسي برتبة مقدم، بالإضافة إلى فقدان الاتصال مع إحدى المجموعات المقاتلة. وتسبب الضباب الكثيف بتحييد سلاح الجو، الذي عاد للعمل بكثافة بعد انقشاع الضباب، حيث شاركت طائرات حربية سورية وروسية ومروحيات عدة في قصف مواقع تنظيم «داعش» ونقاط الاشتباك، ما ساهم باستيعاب الهجوم ومنع مسلحي التنظيم من «التمدد».

واستقدمت قوات الجيش السوري تعزيزات كبيرة للبدء بتنفيذ عملية عسكرية واسعة على محاور الاشتباك، كما تم استقدام مجموعات كبيرة من «الدفاع الوطني» في حمص، حيث أثمرت أولى خطوات الهجوم المعاكس باستعادة ثلاث نقاط في محيط تدمر.

وتمثّل تدمر بالنسبة للروس قاعدة عملياتية وحيوية مهمة، الأمر الذي يوضح مدى خطورة اقتراب مسلحي التنظيم من المدينة الأثرية التي استعادها الجيش السوري بعملية مشتركة مع القوات الروسية في آذار الماضي.

مصادر جهادية ذكرت أن هجوم التنظيم جاء بعد استقدام مقاتلين من العراق، وتشكيل غرفة عمليات خاصة بالبادية. وأوضحت المصادر أن التنظيم يعتبر البادية «معقلاً رئيسياً له ولن يسمح باختراقه»، مشيرة إلى أن «معظم المقاتلين الذين شاركوا في الهجوم هم من أبناء الصحراء».

مجزرة تركية في الباب: «درع الفرات» تتابع عملياتها

في غضون ذلك، تابعت الفصائل المشكِّلة لـ «درع الفرات» التي تديرها تركيا عملياتها باتجاه مدينة الباب، تحت غطاء جوي تركي مكثف، حيث تمكنت الفصائل، التي تضمّ فصائل «جهادية» مثل «أحرار الشام»، من التقدم والسيطرة على قريتي الدانا وبراتا ومدرسة الزراعة والصوامع غرب المدينة، بمشاركة قوات خاصة تركية.

هجوم «درع الفرات» الجديد يأتي بعد إعلان تركيا إرسال 300 جندي تركي جديد إلى سوريا، وعودة تنشيط الطلعات الجوية على مواقع تنظيم «داعش» في الباب ومحيطها، حيث تسبّبت الغارات التركية بمجزرة في المدينة راح ضحيتها 15 مدنياً وأصيب نحو 20 آخرين، وفق ما ذكرت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «داعش»، وشهود من أبناء المدينة، الذين أشاروا إلى أن عدد الضحايا قابل للارتفاع في ظل وجود مفقودين تحت الركام، موضحين أن من بين القتلى عائلتين كاملتين.

من جهته، تمكّن تنظيم «داعش» من تفجير عربة مفخخة استهدفت أحد مواقع «درع الفرات» في محيط مدينة الباب. وذكرت مصادر «جهادية» أن التفجير تسبب بمقتل عدد من الجنود الأتراك، في حين ذكرت مصادر إعلامية تابعة لفصائل «درع الفرات» أن ثلاث عربات مفخخة أخرى أرسلها «داعش» تمكن مسلحو «درع الفرات» من تفجيرها قبل أن تصل إلى مواقع الفصائل.

حلب: آلاف المدنيين يهربون من مناطق المسلحين

إلى ذلك، تمكّن آلاف المدنيين من الخروج من مناطق سيطرة الفصائل المسلحة في مدينة حلب، معظمهم من حيي الفردوس والسكري، حيث استقبلت قوات الجيش السوري المدنيين وقامت منظمات حكومية وإغاثية بنقلهم إلى مراكز إيواء مخصصة، وذلك بالتزامن مع وقف الهجوم واقتصار عمليات الجيش السوري على الضغط على مواقع المسلحين، إضافة إلى الاشتباك بشكل مستمر لاستنزاف قوى المسلحين بانتظار التوصل إلى تسوية تقضي بإخراجهم من الأحياء. وأعلن المركز الروسي للمصالحة في حميميم أن 11 ألف مدني بينهم أكثر من أربعة آلاف طفل، خرجوا من أحياء حلب الشرقية خلال الساعات الـ 24 الماضية.

وعلى الرغم من انهيار البنية الداخلية للمسلحين في مدينة حلب، تُصرّ «جبهة النصرة» على متابعة القتال، حيث يقوم مسلحو «النصرة» بشنّ حملات اعتقال متتالية طالت مقاتلين في فصائل أخرى كانوا بصدد تسليم أنفسهم.

في هذا السياق، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من ألف مسلح قاموا بتسليم أنفسهم للجيش السوري منذ بدء العملية حتى الآن، تمّ العفو عن بعضهم بموجب مرسوم رئاسي. وفي حين عاد أكثر من ثلاثة آلاف مواطن إلى منازلهم بعد تأمين الجيش السوري للأحياء المحرّرة وبدء العمل على صيانة وتأهيل البنى التحتية، أوضحت الدفاع الروسية أن أكثر من 93 في المئة من مساحة مدينة حلب باتت في قبضة الجيش السوري.

وفي إطار مساعي التهدئة، أعلن الجيش السوري وقفاً لإطلاق النار اعتباراً من الساعة السادسة من مساء أمس في كل من مدينة مضايا قرب دمشق، وكفريا والفوعة في إدلب اللتين تحاصرهما قوات «المعارضة»، لكنه لم يحدّد فترة الهدنة.

واشنطن ترحّب باقتراحات روسيا حول حلب

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي في هامبورغ، أن واشنطن رحَّبت بموقف الجانب الروسي بشأن اقتراحاتها الجديدة حول تسوية الأزمة في حلب، باستثناء «ملاحظتين أو ثلاث»، مشيراً إلى أنه اتفق مع نظيره الأميركي جون كيري على إجراء مشاورات على مستوى خبراء البلدين بشأن تسوية أزمة حلب غداً في جنيف.

وأوضح أن القتال في حلب سيستمر حتى طرد المسلحين من المدينة، مشيراً إلى أن تزويد الولايات المتحدة الأميركية «المعارضة» السورية بالسلاح لن يُغيّر شيئاً من واقع العمليات العسكرية في حلب، لأن السلاح لن يصل إلى المسلحين المحاصَرين بالكامل.

بدوره، أعلن كيري أن اجتماع الخبراء اليوم يأتي لمحاولة «إنقاذ حلب من دمار تام»، عبر وقف لإطلاق النار وإخلاء المدنيين والمعارضين المسلحين، وإدخال مساعدة إنسانية.

وقال أثناء حفل استقبال في السفارة الاميركية في باريس: «سنتوصل كما آمل، الى نوع من الاتفاق لكيفية حماية المدنيين وما يمكن أن يتم مع المعارضة المسلحة»، مضيفاً «نعمل بجهد مع أناس لدينا خلافات معهم، لنرى ما إذا كان بإمكاننا التوصل الى وسيلة، باسم الإنسانية، لحماية هذه الأرواح، ومحاولة فصل المقاتلين ودفع العملية قدماً. نحن قريبون من ذلك لكننا لم ننجح بعد».

إلى ذلك، صوَّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية لصالح مشروع قرار كندي، غير مُلزم، يدعو لوقف إطلاق النار في سوريا وإيصال المساعدات الإنسانية هناك، ووضع حد لحصار المدن، بما فيها حلب.

وفي حين صوّتت 13 دولة ضد القرار، بما في ذلك روسيا وإيران وبيلاروس وكوريا الشمالية وسوريا، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن تصويت موسكو ضد مشروع القرار يأتي نظراً للعيوب الكثيرة التي تعتريه.

وتحدّث عن ضرورة الشروع في إعادة إعمار سوريا، قائلاً: «التقديرات الأولية تشير إلى أن إعادة إعمار سوريا تتطلّب نحو 180 مليار دولار، وهي تكاليف لا يمكن لبلد واحد أو اثنين معاً تحمّلها، وتحتاج إلى حملة دولية لجمعها».

من جهته، أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري خلال الجلسة، أن التصويت على المشروع «يعني استمرار المتاجرة بمعاناة الشعب السوري وتقديم الدعم للإرهابيين».

وكالة «سانا» نقلت عن مصدر في وزارة الخارجية السورية قوله، إن دمشق «تعلن استعدادها لاستئناف الحوار السوري السوري من دون تدخل خارجي ومن دون شروط مسبقة»، وذلك في وقت اعتبر المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في أعقاب الاجتماع المغلق لمجلس الأمن الذي قدّم فيه رؤيته للأوضاع حول الأزمة السورية، أن الوقت قد حان لاستئناف المفاوضات السورية السورية.

وفي هذا الإطار، أكد رئيس المكتب السياسي لتجمّع «فاستقم كما أُمرت» زكريا ملاحفجي في تصريحات لوكالة «إفي»، تعليق المحادثات مع دمشق وموسكو، موضحاً أن قرار التعليق جاء بعدما رفضت روسيا طلبات المعارضين، مضيفاً: «لا توجد مفاوضات حالياً لأن الروس قالوا لا لكل شيء».

 

المعارضة السّورية مستعدّة لاستئناف الحوار من دون شروط

أبدت المعارضة السورية، يوم السّبت، استعدادها لاستئناف المفاوضات مع الحكومة السورية من دون شروط مسبقة، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت.

وقال إيرولت، بعد اجتماعٍ مع ممثل المعارضة السورية رياض حجاب في أعقاب اجتماعٍ دولي في باريس حول سوريا، “يجب تحديد شروط عمليّة انتقال سياسي حقيقي كما يجب استئناف المفاوضات على أسس واضحة بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 2254”.

وجاء إعلان المعارضة بعد يومٍ على إبداء دمشق استعدادها لاستئناف الحوار السوري- السوري من دون تدخّل خارجي أو شروط مسبقة.

(“موقع السّفير”، أ ف ب)

 

ايرولت: المعارضة السورية مستعدة لاستئناف المفاوضات دون شروط

باريس – أ ف ب – قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت السبت، في اعقاب اجتماع دولي في باريس حضره ممثل المعارضة السورية رياض حجاب ان المعارضة “على استعداد لاستئناف المفاوضات (مع النظام) من دون شروط مسبقة”.

 

وأضاف “يجب تحديد شروط عملية انتقال سياسي حقيقي كما يجب استئناف المفاوضات على اسس واضحة بموجب قرار الامم المتحدة رقم 2254″، الذي وضع خارطة طريق لتسوية النزاع الذي أوقع نحو 300 الف قتيل، مشيراً الى ان المعارضة أكدت استعدادها للتفاوض.

 

موسكو تعتبر رفع واشنطن القيود عن تسليح المعارضة السورية «تهديدا للمنطقة وقواتها»

كيري يلوح بورقة اعمار حلب… والجمعية العامة للأمم المتحدة تطالب بوقف فوري للنار في المدينة

لندن ـ «القدس العربي» من أحمد المصري: رأت روسيا في موافقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على رفع الحظر المفروض على توريد الأسلحة لحلفاء واشنطن في سوريا «تهديدا» للشرق الأوسط ولقواتها هناك، لأن السلاح، حسب موسكو، قد يقع في أيدي «إرهابيين»، إلا أن الإشارات التي تعطيها الولايات المتحدة للنظام السوري والمعارضة توحي بأن «صفقة ما» تلوح في الأفق، حيث ألمح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال مؤتمر صحافي في بروكسل الثلاثاء الماضي إلى محاولات واشنطن دفع النظام والمعارضة إلى طاولة المفاوضات في جنيف نهاية هذا الأسبوع او الأسبوع المقبل.

وقال كيري «علينا أن ندفع الطرفين ليكونوا جاهزين للجلوس إلى طاولة الحوار. وتقول روسيا الآن إن الأسد جاهز للجلوس إلى طاولة المحادثات، ويقولون إن جزءا من اتفاقية الدعم له هدفه أن ينخرط بحسن نية في العملية التفاوضية. وأنا شخصيا أميل بشدة لأضع ذلك على محك الاختبار من خلال محاولة الذهاب إلى جنيف من أجل أن نكون قادرين على التفاوض على الحل السياسي الذي لا غنى عنه. لماذا؟ لأنه حتى لو سقطت حلب – وربما ستسقط أو لا، وأنا لا أستطيع أن أجزم بذلك – إلا أنها تخضع لقصف لا يصدق ووابل من القتل العشوائي واضعا الجميع تحت ضغط هائل. لكنني لا أعلم ماذا سيحدث».

وفي تلويح صريح بورقة إعادة إعمار مدينة حلب في حال سقطت بالمجمل في يد النظام السوري قال كيري «وهكذا فإنك لو أردت بناء سوريا، فهل سيتم ذلك من قبل الأسد وحده بطريقة ما بعد سقوط حلب لو سقطت. الجواب كلا. سيتطلب ذلك مليارات الدولارات بمساهمة من المجتمع الدولي. ولن يشارك المجتمع الدولي في فعل أي شيء يتعلق بحلب ما لم تكون هناك تسوية سياسية. لذا أملي هذا الأسبوع أن نستطيع في محادثتي المستمرة من الروس أن نفهمهم بضرورة الجلوس على طاولة المحادثات والانخراط بالمفاوضات وعدم تأجيج المشاعر أكثر بالإيغال في التدمير الشامل لحلب».

جاء ذلك فيما نقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر في وزارة الخارجية السورية قوله إن الحكومة مستعدة لاستئناف الحوار مع المعارضة السورية «دون تدخل خارجي أو شروط مسبقة».

جاءت تصريحات المصدر ردا على تصريحات أدلى بها مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا الخميس، وقال فيها إن الوقت حان للنظر مجددا للمناقشات السياسية.

وقال البيت الأبيض إن مذكرة برفع حظر مفروض على توريد الأسلحة أرسلت إلى الخارجية ووزارة الدفاع الأمريكيتين، وجاء في المذكرة أن رفع هذا الحظر له أهمية قوية لمصلحة الأمن القومي الأمريكي.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف إن مثل هذا القرار إذا تمت الموافقة عليه سيمثل «تهديدا» للشرق الأوسط والقوات الروسية في سوريا.

وقال بيسكوف أمس الجمعة، إن حصول الإرهابيين على الصواريخ المضادة للجو التي تطلق من على الكتف، سيشكل خطرا على القوات الجوية الروسية التي تعمل في سوريا، وعلى دول أخرى.

وتابع «علينا أن ندرك ما هو الهدف الرئيسي (وراء هذا القرار) وأن نتفهم النوايا وتفاصيل هذا القرار».

بدوره وصف سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، في مقابلة مع وكالة «انترفاكس»، التقارير عن وجود بند في مشروع الميزانية الأمريكية، يسمح للإدارة الأمريكية بتوريد المضادات الجوية للمعارضة المسلحة في سوريا، بأنها «مسألة خطيرة».

وشدد على أن الرئيس الأمريكي لم يوقع على القانون الخاص بالميزانية حتى الآن، ولم تتضح حتى الآن صيغته النهائية، ولذلك لا داعي حتى الآن لاستخلاص استنتاجات نهائية.

وشدد قائلا: «إننا لا نعتقد أن هذا القرار يساهم في تحقيق الهدف المعلن، وهو زيادة فعالية محاربة التنظيمات الإرهابية».

ولفت ريابكوف إلى أن السبب الظاهري الأول لهذا القرار يرتبط بعمليات تحرير الرقة، لكن موسكو ما زالت قلقة، لأنه حسب الخبرات السابقة في هذا المجال، تقع أي أسلحة ومعدات يسلمها الأمريكيون لحلفائهم من «الهيئات غير الحكومية»، في أغلبية الأحوال، في أيدي التنظيمات الإرهابية بما فيها «جبهة فتح الشام» («جبهة النصرة» سابقا).

وأوضحت مصادر أمريكية أن هذا القرار يرتبط بتنشيط العمليات العسكرية لتحرير الرقة السورية من أيدي تنظيم «الدولة» رغم ان مراقبين يرون ان عملية تحرير الرقة لا تحتاج الى مضادات طيران خاصة في ظل عدم امتلاك تنظيم الدولة لطائرات

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» قد كشفت الأسبوع الماضي أن مجلس النواب الأمريكي صادق على مشروع قانون يتضمن توريد وحدات من منظومات الدفاع الجوي المحمولة لمجموعات المعارضة السورية المسلحة.

وأوضحت الصحيفة في مقال نشرته الثلاثاء الماضي، أن هذه المبادرة تدخل ضمن مشروع القانون الخاص بميزانية وزارة الدفاع الأمريكية للعام 2017 والذي صوت مجلس النواب بالموافقة عليه، الجمعة الماضية.

وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن البنتاغون سيكون عليه تقديم معلومات مفصلة حول الأطراف التي ستتلقى المنظومات قبل توريدها للمجموعات المسلحة المناهضة للسلطات السورية.

يأتي ذلك فيما قال شهود ومقاتلو معارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة السورية واصلت هجوما في حلب من ليل الخميس وحتى الجمعة بمعارك برية وضربات جوية في إطار المساعي لاستعادة شرق حلب المحاصر الذي تسيطر عليه المعارضة بالكامل، رغم اعلان روسيا وقف الأعمال القتالية في المدينة.

وقال مسؤول في جماعة «الجبهة الشامية» من تركيا إن هجمات طائرات هليكوبتر وطائرات حربية وقصفا صاروخيا تنفذ بشكل يومي وإن شيئا لم يتغير. وكان يصف الوضع حتى الساعة التاسعة والنصف صباح أمس الجمعة. وأضاف المسؤول أن مقاتلي المعارضة صامدون رغم القصف.

إلى ذلك اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار تقدمت به كندا يدعو لوقف إطلاق النار في حلب بغالبية 122 صوتا إيجابيا، بينما صوت ضده 13 دولة، واختارت 36 دولة التصويت بـ «امتناع». والدول التي صوتت ضد القرار هي كوريا الشمالية وإيران وبيلاروس وروسيا وكوبا وبورندي وفنزويلا وأوروغواي وجنوب السودان ونيكاراغوا والصين وفنزويلا وسوريا.

وبعد مجموعة من التعديلات على مشروع القرار الأصلي وضع مشروع القرار أمام جلسة عادية للجمعية العامة وليس جلسة «خاصة غير عادية» تحت بند «متحدون من أجل السلام» الذي يحمل قوة قرارات مجلس الأمن. وقد أكد عبد الله المعلمي مندوب المملكة العربية السعودية في كلمته قبل التصويت أن هناك جهودا تبذل لعقد جلسة طارئة غير عادية للجمعية العامة تحت بند «متحدون من أجل السلام» بسبب عجز مجلس الأمن عن حفظ السلام والأمن الدوليين في سوريا. وقال إن بلاده ستصوت مع مشروع القرار مع أنه لا يرقى إلى مستوى الأحداث.

ويدين مشروع القرار الكندي والذي انضم إلى رعايته عدد كبير من الدول، تجاهل الحكومة السورية لمبادئ الأمم المتحدة وانتهاكها للقانون الدولي الإنساني. كما يطالب بضمان وصول المساعدات الإنسانية وإخلاء الجرحى والمرضى والعودة إلى اتفاقية وقف الأعمال العدائية واستئناف المحادثات السورية انطلاقا من القرار 2254 وبيان جنيف.

وقد اتهم السفير السوري بشار الجعفري مشروع القرار بأنه «تافه ومسيس» وليس له علاقة بالواقع. وقال إن جيش بلاده قد حرر 93 ٪ من حلب من أيدي الإرهابيين وإن بلاده ستحرر كامل التراب الحلبي. وقال إنه من جهة يؤكد مشروع القرار على وحدة واستقلال وسلامة أرض الجمهورية العربية السورية، ومن جهة أخرى تقوم هذه الدول والتي انضمت إلى المبادرة الكندية بانتهاك سيادة سوريا.

 

تنظيم «الدولة» يهاجم تدمر: عودة له إلى عمق مناطق النظام السوري أم مناورة عابرة؟

سلطان الكنج

حماة ـ «القدس العربي»: تكاد تكون معارك النظام السوري وتنظيم «الدولة»، في بادية حمص شبه دائمة، بعد سيطرة النظام على مدينة تدمر في الربيع الفائت، لكن جديد هذه المواجهات بين النظام والتنظيم، كان الخميس، حيث باغت تنظيم الدولة قوات النظام في بادية حمص.

وعن تفاصيل هجوم تنظيم «الدولة» تحدث لـ «القدس العربي» الناشط خالد الحمصي عضو تنسيقية تدمر قائلاً «بدأ هجوم تنظيم الدولة فجر الخميس، من الجهة الشمالية الشرقية من ناحية صوامع الحبوب، وقرية أراك شرق تدمر، وقام التنظيم بهجوم آخر من الجهة الجنوبية الشرقية من محيط منطقة السكري جنوب شرق تدمر، كما شن التنظيم هجوماً من جهة حقل جزل».

ويضيف الناشط أن هذا الهجوم العنيف للتنظيم ترافق مع تفجير مفخخة في منطقة الارتوازية، وتمكن التنظيم من السيطرة على منطقة حويسيس شمال غرب تدمر، كما سيطر على قصر الحلابات، وكذلك على جبل هيان غرب تدمر، وعلى نقاط في محيط منطقة السكري، ونقاط في حقلي جزل وشاعر.

ويواصل الناشط قوله «المحاور التي فتحها التنظيم متعددة، ولا يمكن معرفة وجهته هناك، حيث سيطر التنظيم على مناطق واسعة من جبل هيان والقصر القطري اللذين لا يبعدان سوى بضعة كيلو مترات عن تدمر، وهاجم الكتيبة المهجورة التي تقع على مقربة من مطار التيفور العسكري».

وعن الخسائر التي تلقاها النظام جراء هجوم تنظيم الدولة، يقول الحمصي «قتل حوالي 50 عنصراً للنظام من بين القتلى ثمانية ضباط، بالإضافة لعشرات الجرحى، وأسر التنظيم عدداً من العناصر بينهم ضابط، وتم تدمير ثلاث دبابات للنظام، وتحاول قوات النظام تحصين مدينة تدمر تحسباً لوصول تنظيم الدولة إليها». هذا وقد بثت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم شريط فيديو يظهر أسرى للنظام بينهم ضابط برتبة رائد، إلى جانب عدد من جنود النظام.

في هذا الصدد يقول القيادي المقرب من تنظيم «الدولة» أبو خزيمة التميمي لـ «القدس العربي» إن «هجوم تنظيم الدولة على مناطق النظام المحيطة بتدمر لها دلالات كثيرة منها أن التنظيم لايزال يهدد مناطق النظام في عمقه الوسطي، كذلك أنه قريب من تواجد بعض القوات الروسية المتمركزة في مطار التيفور العسكري، واستطاع تنظيم الدولة منذ خسارته لتدمر أن يوقف زحف النظام باتجاه دير الزور، ولم يكتف التنظيم بوقف هجوم النظام باتجاه مناطق تواجده، فكثيراً ما يشن هجمات مباغتة ضد النظام، وهذا ما يقلل الخسائر لدى التنظيم، ويشكل تهديداً للنظام».

ويواصل القيادي قوله «إن تنظيم الدولة قادر على دخول مدينة تدمر؛ لكن هذا سيكلفه خسائر كبيرة إن حاول التمسك بها، وبالتالي سيؤثر على معاركه المصيرية في الموصل والرقة، وفي الآونة الأخيرة بدأ التنظيم يتبع أسلوب عدم التمسك بمناطق ليست ذات أهمية في وجوده، ويحاول أن يحتفظ بمناطق شاسعة في صحراء تدمر والقلمون، لما سيكون لهما من أهمية كنقاط انطلاق له باتجاه مناطق النظام والفصائل المعارضة في حال خسر الموصل والرقة».

و يرى القيادي في «الجيش الحر» النقيب معتز الحموي في حديث لـ «القدس العربي» إن هجمات التنظيم في مناطق بادية حمص ليست ذات أهمية كونها مناطق صحراوية لا تؤثر على حواضن النظام، وهي تشكل للتنظيم سبيلاً اقتصادياً باعتبار انه تتواجد فيها حقول غاز، تؤمن للتنظيم مصادر مالية.

ويواصل القيادي في «الجيش الحر» قوله «أياً تكن الأسباب التي تدفع التنظيم لشن هجوم ضد النظام فهذا سيكون له بعض الآثار الإيجابية على مناطق الفصائل خاصة في حلب، من حيث أن أي هجوم ضد النظام يشغل بعض مطاراته التي تقصف في حلب وإدلب، وحتى الطائرات الروسية اليوم انشغلت في محيط تدمر، ورأينا أن النظام بدأ يسحب قواته من حلب باتجاه تدمر».

معتبراً أن «التنظيم يبحث عن مصالحه بغض النظر عما يجري في حلب أو غيرها من مناطق الثورة، وأعتقد أن هذا الهجوم مثل غيره من هجمات شنها التنظيم ضد النظام من دير الزور إلى تدمر، وهي عبارة عن مكاسب عسكرية واقتصادية للتنظيم فقط دون أن تكون لها أهمية استراتيجية تضر بالنظام».

 

المجتمع المدني في إدلب السورية يعلن إغلاق أبواب المحافظة أمام المهجرين قسراً

هبة محمد

إدلب ـ «القدس العربي»: مع استمرار سياسة التهجير وتطبيق مخطط إيران على المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، والمحاصرة من قبل قوات طهران المجموعات المسلحة العربية والآسيوية من المؤتمرين بإمرتها، وسعياً لتجسيد الخريطة الجديدة على الأرض، أو ما بات يعرف بـ «سوريا المفيدة» وسرعة تزايد قائمة المدن التي يندرج أبناؤها في سجل من المهجرين قسراً، اعتذرت المجالس والقوى وفعاليات المجتمع المدني في محافظة إدلب شمال سوريا، عن عدم استقبال المزيد من المهجرين قسراً، في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها المنطقة، وذلك حسب بيان نشره مجلس محافظة إدلب أمس، عبر صفحته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي.

ورأى مجلس محافظة ادلب ان المنطقة باتت ترزح تحت وطأة تدهور البنية التحتية والخدمية، بسبب القصف الممنهج على المشافي والمدارس والمنشآت الحيوية، ما يجعل قدرات إدلب لاستيعاب المهجرين بالغة الصعوبة، مع عجزها على توفير أبسط مقومات الحياة لهؤلاء النازحين والمهجرين.

وتحدث المجلس عن نية النظام بتجميع الثوار السوريين في بؤرة جغرافية ضيقة، ليتم التركيز عليها بالقصف والتدمير، ما يسمح لنظام بشار الأسد بتمرير مخططاته بتغيير ديموغرافي في المناطق التي يتم إخلاؤها، ومن ثم تركيز جهوده وعملياته في محافظة إدلب، حسب البيان.

وبيّن المجلس المدني في ادلب أن الوضع الاقتصادي المتدهور في عموم المحافظة، مع النقص الشديد في تأمين الخدمات الصحية للمدنيين، وارتفاع وتيرة القصف التي تستنزف ما تبقى من بنية تحتية، يزيد معاناة السكان، فضلاً عن إغلاق الحدود التركية أما النازحون وحصرهم في بقعة جغرافية دون وجود إمكانية لاستيعاب المزيد من الأعداد، جميعها عملت على إضعاف الإمكانات في تحمل أعباء المزيد من النازحين أو المهجرين إلى المنطقة.

وانتهى البيان بأن «مجلس محافظة إدلب يعتذر عن عدم استقبال المزيد من المهجرين قسراً حتى إشعار آخر، إلى حين الانتهاء من استيعاب الأعداد الحالية من المهجرين والنازحين من مختلف المناطق، وتنظيم عمليات الاستيعاب المستقبلية».

الخبر لاقى اختلافاً في وجهات نظر الناشطين السوريين، فوصف الناشط الإعلامي عبد اللطيف سراقبي لـ «القدس العربي» في تعقيبه على قرار إغلاق باب محافظة إدلب أمام رافضي مصالحة النظام بـ «المتأخر جداً والمستهلك»، معللاً ذلك إلى أن غالبية المناطق الحيوية في ريف دمشق تم إفراغها بشكل كامل كداريا والمعضمية والتل، وباتت تحت سيطرة النظام.

وأضاف السراقبي «لو أن قرار محافظة إدلب جاء قبل ثلاثة أشهر، لتغيرت الكثير من المعطيات على الأرض، وأقل نتائجها أن بطأت حركة التهجير، وتفريغ المدن من المقاتلين والعائلات، وأخذت المعارضة السورية فترة أطول في ذلك، وكان بإمكانها وضع أساسيات أمام الأمم المتحدة كـ «تكفلهم ببناء الوحدات السكنية للمهجرين، وتعويضات مالية، وتقديم خدمات دولية أعلى من مستوى المنظمات المحلية العاملة في الشمال السوري» على حد وصفه.

أما الناشط وائل زين الدين فقال لـ «القدس العربي»، «قد يضطر عدد كبير من مقاتلي المعارضة السوري إلى تسوية أوضاعهم مع بشار الأسد في حال طبقت محافظة إدلب هذا القرار، فالمحاصرون في ريف دمشق يعانون أوضاعاً بالغة السوء من الجوانب كافة وخاصة الإغاثية منها، مما قد يدفع قسماً لا بأس منهم بقبول عرض النظام».

كما نوه إلى أن الأمم المتحدة تتحمل تبعات ما جرى ويجري بريف دمشق، أما مجلس محافظة إدلب فهو أمام ضغوط كبيرة من الجوانب كافة، وأن ما يجري في الشمال السوري لا يستطيع بكل الأحوال أي مجلس محلي تحمل أعباءه في ظل حرب دولية يواجهها السوريون وحدهم دون أي رحمة أو إنسانية.

 

منظمة إغاثية توزع الحطب على لاجئي مخيم اليرموك في سوريا

غزة ـ «القدس العربي»: أعلنت مؤسسة «الوفاء الإغاثية» عن قيامها بتوزيع كميات من الحطب على سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، القريب من العاصمة السورية دمشق، والذي يتعرض لحصار مشدد، بهدف مساعدة السكان هناك على التغلب على درجات البرد القارس في فصل الشتاء.

وذكرت المؤسسة، في بيان، أنه تحت عنوان «معا لشتاء دافئ»، وسعياً للتخفيف من البرد القارس في ظل الحصار وظروف المعيشة الصعبة، وزعت كميات من الأخشاب للتدفئة، على أهالي مخيم اليرموك والنازحين منه إلى البلدات المجاورة.

وبينت أن أهالي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق يعيشون معاناة مضاعفة» مع الحصار المفروض على المخيم للعام الرابع على التوالي، بالإضافة إلى نزوحهم في أبريل من العام الماضي إلى البلدات المجاورة. وحسب المؤسسة، فإن مشروع «معا لشتاء دافئ» يهدف إلى مساعدة أهالي المخيم على التغلب على ظروف الشتاء الباردة، نظراً لعدم توفر الإمكانيات المادية للاجئين لشراء الحطب اللازم للتدفئة والطهي في ذات الوقت، في ظل ارتفاع أسعارها مقارنة بانعدام سبل كسب العيش لدى الأهالي.

وقالت «الوفاء الإغاثية» أنها نفذت العديد من المشاريع الإغاثية في مخيم اليرموك منها كسوة العيد للأطفال داخل المخيم المحاصر، وتوزيع السلات الغذائية على الأهالي المنكوبين، وإقامة مطبخ لتوزيع وجبات الطعام على الأهالي.

ويعاني اللاجئون الفلسطينيون في سوريا كباقي السكان هناك من آثار القتال الدائر منذ سنوات بين قوات النظام والمعارضة، وقضى الكثير من اللاجئين الفلسطينيين في تلك الهجمات، ما اضطر الكثير منهم إلى مغادرة المخيمات واللجوء إلى دول الجوار في الأردن ولبنان وتركيا.

كذلك، يعاني مخيم اليرموك المحاصر من فقدان الكثير من سبل الحياة، وفي مقدمتها نقص الطعام والتيار الكهربائي، ما أدى إلى تردي أوضاع اللاجئين بشكل كبير.

وكثيرا ما كانت جهات إغاثية تفشل بسبب الاشتباكات والحصار في الدخول إلى المخيم لتقديم المساعدة للاجئين، ما أحدث في وقت سابق السكان مجاعة كبيرة داخل المخيم.

وكان الرئيس محمود عباس، استقبل في مقر الرئاسة في مدينة رام الله مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي.

ونقل السفير عبد الهادي المقيم في سوريا لعباس، «تحيات أبناء شعبنا الفلسطيني هناك، على موقفه الحكيم من الأزمة السورية والتي حمت شعبنا من التورط بهذه الأزمة».

واطّلع عباس على «أوضاع أبناء الشعب الفلسطيني في سوريا ومعاناتهم في ظل الأزمة السورية، وأكد على تمسك الفلسطينيين بسياسة عدم التدخل بالشؤون الداخلية السورية». وأعطى الرئيس الفلسطيني توجيهاته للسفير عبد الهادي للاستمرار بمتابعة شؤون أبناء الشعب الفلسطيني هناك، وبذل كل الجهود للتخفيف من معاناته على كل المستويات والاهتمام بشكل خاص بالمخيمات والطلبة منهم.

 

معركة “إبادة حلب”… عشرات القتلى والجرحى بتجدد قصف النظام

جلال بكور

سقط عشرات القتلى والجرحى بينهم عائلة بأكملها، اليوم السبت، جراء تجدد القصف الجوي للنظام السوري بالبراميل المتفجرة على الأحياء الشرقية لمدينة حلب، بالتزامن مع معارك في عدد من هذه الأحياء، خسر فيها النظام السوري نحو خمسة وعشرين عنصراً.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني السوري في حلب ابراهيم أبو الليث لـ”العربي الجديد” “إن عشرات المدنيين وقعوا بين قتيل وجريح، خلال قصف جوي ببراميل متفجرة، بالتزامن مع قصف بمدفعية النظام على منطقة قلعة شريف ومنطقة باب قنسرين في حلب القديمة وحي الفردوس، في شرق حلب المحاصر”.

 

وذكر أبو الليث “أن هناك عائلة بأكملها تحت الأنقاض يعمل الدفاع المدني على انتشالها في منطقة قلعة الشريف، إضافة لعالقين أيضاً في حي الفردوس”.

 

في المقابل، قال “مركز حلب الإعلامي” “إنّ قوات المعارضة السورية قتلت أكثر من خمسة وعشرين عنصراً لقوات النظام السوري والمليشيات التابعة لها إثر محاولتها التقدم في جبهة حي المرجة في شرق مدينة حلب المحاصر”.

وقالت مصادر محليّة إنّ قوات المعارضة قصفت بصواريخ غراد مواقع للنظام في بلدتي “كفريا والفوعة” بريف إدلب الشمالي.

وفي ريف دمشق، أفاد الناطق باسم الدفاع المدني محمود آدم لـ”العربي الجديد” “بوقوع عدد من الجرحى بين المدنيين، بقصف جوي من قوات النظام السوري على الأحياء السكنية في مدينة دوما بالغوطة الشرقية”.

وأضاف آدم أنه “بينما كان الدفاع المدني يعمل على إسعاف المصابين نتيجة القصف الجوي، استهدفت قوات النظام مدينة دوما بالمدفعية الثقيلة، ما أسفر عن إصابة عنصر من فرق الإنقاذ وعدد من المدنيين”.

إلى ذلك، أفاد “مركز حمص الإعلامي” بـ”أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) سيطر ظهر اليوم السبت، على ثلاثة حواجز تابعة لقوات النظام السوري والمليشيات التابعة لها في محيط منطقة الصوامع شمال شرق مدينة تدمر”.

 

العبدة: 66 مليشيا طائفية تقاتل المعارضة في حلب

محمد أمين

قال رئيس الائتلاف الوطني السوري، أنس العبدة، إنّ مقاتلي المعارضة صامدون في حلب، ويقومون بـ “أعمال بطولية” في مواجهة 66 مليشيا طائفية من 49 دولة.

 

وأشار في مؤتمر صحافي في مدينة إسطنبول التركية اليوم السبت، إلى أنّ “قوات النظام والمليشيات الطائفية المساندة لها، تقوم بعمليات تهجير وتطهير عرقي، وإعدامات ميدانية

في الأحياء التي سيطرت عليها مؤخراً في شرقي حلب، مبيّناً أن هناك تقارير توثق ذلك”.

 

كذلك أعلن العبدة دعم الائتلاف الوطني لمبادرة إنسانية تقدّمت بها الفصائل المقاتلة في حلب الأربعاء، تدعو الى إنقاذ المدنيين، وتقضي “بإخلاء الحالات الطبية الحرجة التي تحتاج لعناية مستعجلة والمقدر عددها بـ 500 حالة، تحت رعاية الأمم المتحدة. وإخلاء المدنيين الراغبين في ترك حلب الشرقية المحاصرة إلى ريف حلب الشمالي، لأن محافظة إدلب لم تعد منطقة آمنة بسبب قصف الروس والنظام للمدن والقرى فيها. كما لم تعد قادرة على احتواء المزيد من النازحين داخليًا”، وفق ما جاء في المبادرة.

 

ودعا إلى اتباع “سياسة المدن المفتوحة الخالية من أي وجود عسكري”، لحماية المدنيين، مشيراً إلى نية المعارضة تشكيل “جيش وطني موحد”، وخطوات من شأنها توحيد قوى الثورة السياسية والعسكرية.

 

الاستخبارات الإسرائيلية: نظام جديد بسورية بموجب صفقة لترامب وبوتين

صالح النعامي

توقعت الاستخبارات الإسرائيلية أن يتوصل كل من الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، والرئيس الروسي، فلادمير بوتين، في غضون أشهر لصفقة تنهي الصراع الدائر في سورية وتفضي إلى “إحلال نظام جديد” في سورية.

 

وكشفت صحيفة “هأرتس” في عددها الصادر اليوم النقاب عن أن الصفقة تتضمن الاتفاق على بقاء نظام بشار الأسد “لكن بعد قص أجنحته بحيث يكون أكثر ارتباطاً ببوتين”.

 

وحسب التقدير الاستخباري الإسرائيلي، فإن المعارضة السورية ستحصل على حصة في الصفقة الجديدة؛ تتمثل إما في مشاركتها في الحكم وحصولها على صلاحيات على حساب الأسد، أو من خلال التسليم بسيطرتها على مناطق داخل سورية. وتتوقع الاستخبارات أن تشمل الصفقة اتفاقاً على ضرورة توحيد الجهود والإمكانيات الأميركية والروسية لإلحاق هزيمة كبيرة بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في سورية.

 

ووفق التقديرات الإسرائيلية، فإن الروس سيكرسون سيطرتهم على الحزام الساحلي السوري لضمان احتفاظ الأسطول الروسي بحرية عمل في البحر الأبيض المتوسط، مشيرة إلى أن إسرائيل لا تنظر بأي قدر من الحساسية لتواجد حاملة الطائرات الروسية “كوزنتسوف” بالقرب من الساحل السوري.

 

وأعربت الاستخبارات الإسرائيلية عن قلقها من إمكانية أن تفضي صفقة ترامب وبوتين إلى إضفاء شرعية على بقاء “تنظيمات متطرفة معادية” في منطقة الجولان وجنوب سورية.

 

وفي سياق متصل، توقع كبير المعلقين في صحيفة “يديعوت أحرنوت”، ناحوم برنيع، أن تنشب قريباً مواجهة بين الأسد وبوتين بفعل رغبة الأخير في التوصل لاتفاق ينهي الحرب الدائرة في سورية.

 

وفي تقرير نشرته الصحيفة اليوم، نقل برنيع عن محافل أمنية إسرائيلية قولها إن بوتين يرى في التوصل لاتفاق ينهي الحرب الدائرة في سورية تطوراً بالغ الأهمية لأنه سيظهره على أنه “اللاعب الأكثر أهمية في المنطقة ويسمح له في الوقت ذاته بسحب قواته من سورية بشكل سريع مع الشعور بالانتصار”.

 

وبحسب برنيع، فإن الأسد في المقابل يعي أن حل الأزمة السورية من خلال اتفاق يعني اقتطاع أجزاء كبيرة من سورية لصالح المعارضة وهو ما يعارضه وتعارضه إيران بقوة.

 

وفي سياق متصل، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بغدونوف، إن العلاقات الروسية الإسرائيلية لم تكن في يوم من الأيام أفضل مما هي عليه الآن، مشيراً إلى أن بوتين يحرص بشكل خاص على الحفاظ على تواصل مستمر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 

ونقل موقع “وللا” عن بوغدونوف قوله: “لا أبالغ إن قلت إن العلاقات الإسرائيلية الروسية تطورت بشكل غير مسبوق، فالقيادة الروسية تولي أهمية قصوى لتعزيز وتقوية التبادل التجاري والاستثمارات والتعاون بكل أشكاله مع إسرائيل”. وأشار بوغدونوف إلى أن إسرائيل تعد الشريك الاقتصادي الأقوى لروسيا في المنطقة.

 

وفي سياق آخر، ذكرت صحيفة “ميكور ريشون” اليمينية الإسرائيلية أن العلاقات الروسية الإسرائيلية تسببت في تفجير حملة انتقادات داخل البرلمان الروسي ضد بوتين. وأشارت الصحيفة في تقرير نشرته الخميس الماضي إلى أن نواباً في المعارضة الروسية انتقدوا الاتفاق الذي توصل إليه بوتين ونتنياهو خلال آخر زيارة قام بها الأخير لموسكو والذي سيتم بموجبه منح اليهود الروس الذين هاجروا إلى إسرائيل مطلع سبعينيات القرن الماضي مستحقات تقاعد.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن البرلمان الروسي قد أقر في النهاية الاتفاق بين بوتين ونتنياهو، إلا أن نوابا من المعارضة حذروا من ردة فعل المتقاعدين الروس عليه. ونقلت الصحيفة عن النائب أليغن يلوف من حزب “روسيا العادلة” مطالبته بألا يتم تنفيذ الاتفاق إلا بعد أن تقوم إسرائيل بتسليم مجرمين يهود روس تورطوا في قضايا اختلاس ووجدوا في إسرائيل ملجأ لهم.

 

وبحسب الاتفاق ستمنح روسيا 106 آلاف يهودي هاجروا من روسيا إلى إسرائيل في الفترة الفاصلة بين عامي 1971 و1991 مبلغ تقاعد شهري يبلغ 4000 روبل (حوالي 100 دولار)، وهو ما يعني أن الحكومة الروسية ستدفع سنويا 5 مليارات روبل (حوالي 80 مليون دولار) سنوياً لصالحهم.

 

أيرولت أمام مؤتمر باريس: المعارضة السورية مستعدة لاستئناف المفاوضات

باريس ــ العربي الجديد

أعلن وزير الخارجية الفرنسي، جون مارك أيرولت، اليوم السبت، أن المعارضة السورية مستعدة لاستئناف المفاوضات دون شروط، مشدداً على أن قصف حلب هدفه تصفية المعارضين لنظام بشار الأسد وليس مكافحة الإرهاب.

 

وأوضح أيرولت في ختام اجتماع أصدقاء سورية، اليوم السبت، في باريس، أن ما يجري في حلب يشبه التصفية الطائفية، وهذا سيغذي التوترات مستقبلا. وأضاف أن الحاجة الملحة في حلب وبقية سورية هي إنهاء القصف وتوفير مساعدات إنسانية للمدنيين.

 

كما شدد الوزير الفرنسي على أن بلاده ترفض أي تدخل دولي هدفه إنقاذ النظام، في إشارة إلى الدعم الذي تقدمه روسيا للنظام السوري.

 

ويعول على اجتماع مجموعة أصدقاء سورية الذي شهد مشاركة وزراء خارجية قطر وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة أن يحقق خرقاً لجهة إيجاد سبل إيقاف القتل في مدينة حلب السورية.

 

إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير إلى إيجاد الوسائل للعودة لطاولة المفاوضات بشكل عاجل، وشدد على ضرورة فتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من حلب.

 

كما أوضح في أعقاب اللقاء أن كل المحاولات لإدخال المساعدات إلى حلب باءت بالفشل، واستدرك قائلا: “لدينا التزام أخلاقي يتعلق بتخفيف معاناة السكان في سورية وتقديم المساعدات الإنسانية”.

ولفت شتاينماير إلى أن “وجود عناصر النصرة في حلب لا يبرر تدمير المدينة تدميراً كاملاً”، مشدداً على أن سقوط حلب لن يعني نهاية القتال لأنه سيستمر في مناطق أخرى في سورية.

 

كما أكد وزير الخارجية الألماني أن داعمي المعارضة السورية لم يتخلوا عن حلب وأنهم سيفعلون كل ما في وسعهم للتوصل إلى حل سياسي.

 

من جهته، أكد وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على ضرورة أن يكون هناك وقف لإطلاق النار في سورية والعودة للمفاوضات.

 

وجدد آل ثاني التزام قطر بمحاربة الإرهاب في سورية وأهمية الحل السياسي هناك، ولفت في المقابل إلى استمرار النظام السوري في ممارسة سياسة الحصار والتجويع والإصرار على الحل العسكري.

 

 

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن “القصف العشوائي” الذي يقوم به النظام السوري في حلب يرقى الى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، داعياً روسيا الى محاولة “بذل قصارى جهدها لانهاء ذلك”.

ولفت إلى أنه تتم ملاحقة مقاتلي المعارضة في حلب بطريقة تتنافى والقانون الدولي.

كما شدد وزير الخارجية الأميركي على أن التوجه للمفاوضات ضروري بعد انتهاء أزمة حلب، مشيراً إلى أنّ الحل السياسي هو الوحيد لإنهاء الحرب في سورية.

وذكر أيضاً أن الطرفين الروسي والأميركي سيجتمعان اليوم في جنيف لإيجاد حل لإنقاذ الأرواح في حلب، معتبرأً أن الخيار اليوم في سورية هو الموت في حلب أو الموت في إدلب.

 

كيري يخاطب الروس: أنتم المهيمنون فأظهروا حسن نية!

عقد وزراء خارجية مجموعة “أصدقاء الشعب السوري” اجتماعاً في باريس، السبت، لمناقشة الأزمة السورية والتطورات في حلب وآفاق استئناف مفاوضات الحل السياسي.

 

وعقب الاجتماع، دعا وزير الخارجية الأميركية جون كيري روسيا إلى إظهار “القليل من حسن النوايا” خلال الاجتماع المتوقع أن تشهده جنيف، في وقت لاحق السبت، بين خبراء روس وأميركيين في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول خروج المدنيين والمقاتلين من الأحياء الشرقية من مدينة حلب.

 

وقال كيري للصحافيين في باريس “المقاتلون لا يثقون في إنهم إذا وافقوا على الرحيل لمحاولة إنقاذ حلب، فإن هذا سينقذ حلب ولن يمسهم سوء وستكون لديهم حرية حركة حيث لن تتم مهاجمتهم فوراً”. وأضاف “على روسيا والأسد اللذين أصبحا في موقف المهيمن أن يظهرا القليل من حسن النوايا”.

 

من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسية جان مارك إيرولت، أن المعارضة السورية أكدت استعدادها لاستئناف المفاوضات “من دون شروط مسبقة”، وقال إن “باريس لن تقبل بأي حل يؤدي لإنقاذ الحكومة السورية”. وشدد إيرولت على ضرورة أن يتم التعامل مع الحكومة السورية “بحزم”، لكنّه أكّد أن “الأولويات الأساسية هي وقف القتال في سوريا وإيصال المساعدات الإنسانية”.

 

وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير، قال إن المشاركين في اجتماع باريس “لم يتوافقوا حول كل المسائل، لكن الجميع اتفق على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية وجعلها أولوية”، فيما اعتبر وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو، أن مقاتلي المعارضة السورية يخاطرون بتعرضهم للقتل في مناطق أخرى من سوريا إذا غادروا مدينة حلب. وأوضح “ماذا سيحدث لقوات المعارضة إذا غادرت حلب. ألن يقتلوا في أماكن أخرى؟ لن يأتي أحد بحلول ملموسة” في إشارة إلى اجتماع باريس.

 

وحضر الاجتماع وزراء خارجية كل من فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وتركيا، إلى جانب وزراء خارجية بريطانيا بوريس جونسون، وقطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وممثلون عن السعودية والإمارات وإيطاليا والأردن، بالإضافة إلى الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني. كما حضر الاجتماع منسق الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية رياض حجاب، ورئيس المجلس المحلي المعارض لمدينة حلب بريتا حاجي حسن.

 

وقبيل انتهاء اجتماع باريس، أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إنه بصدد طرح استراتيجية جديدة في مواجهة النظام السوري. وقال رئيس الائتلاف أنس العبدة، خلال مؤتمر صحافي من تركيا، إن الإستراتيجية الجديدة ستكون على “المستويين السياسي والعسكري”.

ودعا العبدة المجتمع الدولي، إلى التوصل لمبادرة دولية تمنع تهجير المدنيين من مناطقهم، وشدد على أنه بات من اللازم أن تخلى المدن من “جميع الفصائل المسلحة” وتصبح “مدناً مفتوحة تحكمها المجالس المدنية”، وذلك لتجنيب المدنيين انتقام النظام وهجماته العشوائية.

 

حلب: المعارضة توقف زحف المليشيات

خالد الخطيب

على الرغم من إعلان روسيا وقف مليشيات النظام العمليات العسكرية في حلب، إلا أن المعارك ومحاولات التقدم ما تزال مستمرة في أكثر محور داخل الأحياء المتبقية للمعارضة جنوب شرقي المدينة، وفي محيط القلعة التاريخية. وتحاول المليشيات تضييق الخناق على المعارضة عبر قضم المزيد من المناطق في جبهات أحياء المعادي وجب الجلبي والإذاعة وبستان القصر والشيخ سعيد والجامع الأموي. وشهدت هذه الجبهات أعنف المعارك بين الطرفين، الجمعة والسبت.

 

وتقول المعارضة إن تثبيت خريطة السيطرة داخل الأحياء المتبقية في قبضتها جنوب شرقي المدينة، خلال الساعات الـ72 الماضية، كان بفضل مقاومتها وتصديها للهجمات البرية المستمرة. ولم توفر المليشيات جهداً لإحراز تقدم جديد، مستهدفة بشكل متواصل الأحياء المُحررة بالمدفعية والصواريخ، وغارات الطيران. وكان مروحي البراميل قد ارتكب مجزرة مروعة، الجمعة، في حي الجلوم في حلب القديمة، راح ضحيتها أكثر من 20 مدنياً.

وقصف الطيران المروحي حي بستان القصر ببراميل متفجرة محتوية غاز الكلور السام، ما تسبب في وقوع حالات اختناق في صفوف المدنيين. وتجدد القصف الجوي والمدفعي والصاروخي، السبت، مستهدفاً أحياء المعادي والسكري وكرم الدعدع والصالحين والفردوس ومحيط الجامع الأموي في حلب القديمة.

 

من جانبها، ردت المعارضة المسلحة بقصف مدفعي، وبالهاون، على مناطق سيطرة المليشيات في القسم الغربي من المدينة، واستهدفت أحياء الفرقان والمشارقة ومحيط القصر البلدي وسيف الدولة وصلاح الدين وباب الفرج. وقد تسبب القصف في مقتل وجرح عدد من المدنيين بينهم أطفال ونساء.

 

وتجددت المعارك العنيفة، السبت، بين المعارضة والمليشيات في معظم الجبهات المحيطة بالأحياء المحاصرة؛ الشيخ سعيد والإذاعة وصلاح الدين وسيف الدولة والمعادي ومحيط المرجة والصالحين وكرم الدعدع وجب الجلبي وحارات حلب القديمة جنوبي القلعة، وسط قصف جوي ومدفعي وصاروخي من قبل المليشيات خلّف مزيداً من القتلى في صفوف المدنيين.

 

المتحدث الرسمي باسم “حركة نور الدين الزنكي” النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، أكد لـ”المدن” أن المعارضة تمكنت من قتل 70 عنصراً على الأقل، وأسرت أربعة آخرين من المليشيات، بعدما حاولت التقدم في جبهات الشيخ سعيد والإذاعة والمعادي وجب الجلبي. ودمرت المعارضة أربع مدرعات، كان آخرها في جبهة الإذاعة، وهي من طراز “T-92” المتطورة، بالإضافة إلى عدد من السيارات رباعية الدفع المحملة برشاشات ثقيلة، تم اعطاب معظمها في جبهة حي المعادي الذي كان المحور الرئيس للمعارك المشتعلة بين الطرفين منذ الخميس، وحتى الآن.

 

وأوضح النقيب عبدالسلام أن المليشيات لم تستطع التقدم نهائياً في الأحياء المتبقية للمعارضة شرقي المدينة، رغم العمليات العسكرية المستمرة، والدعم الناري الكبير. ويعود ذلك في جانب كبير منه إلى أن القيادة والسيطرة والتنسيق بين الفصائل في حلب أصبحت افضل، وخطوط الدفاع باتت متماسكة، لذلك كانت خسائر المليشيات كبيرة خلال الساعات الـ48 الماضية.

وأشار النقيب عبدالسلام إلى أن التصريحات الروسية عن وقف هجوم المليشيات في حلب مجرد مخادعة، وليست واقعية، وهي تهدف بالدرجة الأولى إلى كسب المزيد من الوقت، والتضييق على المعارضة أكثر، وإفشال أي مساعٍ إنسانية بشأن آلاف المدنيين الذين تجمعوا في بقعة جغرافية صغيرة داخل الأحياء المُحررة المحاصرة. والمعارضة لا تمانع إخراج المدنيين وضمان سلامتهم، بل على العكس، ينصب جهد المعارضة الآن في ايجاد مخرج آمن لهم. لكن هذه الجهود تصطدم بالمماطلة والخداع الروسي، بالإضافة للتخاذل الدولي إزاء مأساة حلب.

 

وكانت المعارضة في وقت سابق من الأسبوع الماضي قد انسحبت من معظم مواقعها في حي باب النيرب لتسيطر عليها المليشيات وتصبح على تماس مباشر مع حي المعادي، وحققت المليشيات تقدماً موازياً في الشيخ لطفي وكرم حومد ومدرسة الصناعة والمرجة. وبذلك أصبحت المليشيات تشرف على حيي كرم الدعدع والشيخ سعيد من جهتي الشرق والجنوب الشرقي، وهي جبهات مفتوحة تشهد معارك متواصلة بين الطرفين وسط قصف مدفعي وصاروخي متبادل.

 

الأداء الجيد للمعارضة المسلحة في اليومين الماضيين في وجه المليشيات يعود إلى إعادة انتشار مقاتليها في جبهات أضيق، ومحاور أقل من قبل، وتجمع العتاد والعناصر في عدد قليل من الأحياء المتبقية تحت سيطرتها، وهي الإذاعة وصلاح الدين والفردوس والشيخ سعيد والصالحين وبستان القصر والكلاسة والمغاير والجلوم والمعادي والأصلية وكرم النزهة وكرم الدعدع والمشهد والأنصاري والسكري وتل الزرازير والزبدية وأجزاء من أحياء العامرية وسيف الدولة وصلاح الدين.

 

ومن جانب آخر، اختارت المعارضة “أبو العبد أشداء” قائداً جديداً لـ”جيش حلب” خلفاً لـ”أبو عبدالرحمن نور” الذي أصيب في المعارك مؤخراً. وأبو العبد أشداء هو قائد “لواء أشداء” ويلقى تأييداً من كافة الفصائل العاملة في الأحياء المحاصرة. وكان قد خرج الجمعة في تسجيل مصور، يحث مقاتلي المعارضة على الثبات ومواصلة القتال حتى الرمق الأخير، وتوعد المليشيات بهجمات معاكسة.

 

وتؤكد المعارضة المسلحة أنها مستعدة لمواجهة طويلة مع المليشيات في ما تبقى لها من أحياء داخل حلب، والتي لا تتجاوز نسبتها 30 في المئة من إجمالي المساحة التي كانت تسيطر عليها شرقي المدينة. وما يؤرق المعارضة ويعيق أعمالها العسكرية، هو وجود أكثر من 100 ألف مدني تجمعوا في عدد قليل من الأحياء التي تسيطر عليها، ولا يمكن للمدنيين أن يسكنوا الأحياء الطرفية التي تعتبر خطوط مواجهة مستمرة، لذلك يقصدون قلب المنطقة المتبقية بيد المعارضة، التي أصبحت تضم كثافة سكانية عالية، وأي استهداف مباشر من قبل المليشيات لهذه المنطقة قد يتسبب بوقوع مجازر مروعة.

 

وتخلي المعارضة المسلحة مسؤوليتها عن مصير آلاف المدنيين الخارجين من مناطق سيطرتها نحو مناطق المليشيات. ولا تمانع المعارضة خروج الناس نحو مناطق  النظام، وهو الخيار الوحيد المتوفر لهم بطبيعة الحال. وتتخوف من المصير المجهول لآلاف العائلات التي فرت نحو مناطق النظام في الفترة الماضية، وعمليات الاعتقال المستمرة في صفوفهم، وبالتحديد من الشباب الذين تم زجّ بعضهم للقتال إلى جانب المليشيات. وثبت ذلك في معارك الشيخ سعيد، حين قتل أحد العناصر المجندين حديثاً مع قوات النظام، بعدما كان قد فر في وقت سابق من نوفمبر/تشرين الثاني من حي مساكن هنانو.

 

وإذا حدث اتفاق على خروج المدنيين من الأحياء القليلة التي تسيطر عليها المعارضة، فمن المحتمل أن تشهد الفترة المقبلة معركة حاسمة بين المعارضة والمليشيات. ويبقى احتمال آخر، وهو خروج مقاتلي المعارضة من حلب الشرقية، وفق اتفاق ملحق بالاتفاق الأول. وتسعى المعارضة لجعل ذلك الاتفاق، إن تمّ، مشرفاً، عبر تحسين وضعها الميداني الحالي على الأرض لفرض شروط تفاوضية أفضل، كأن تخرج ومعها أسلحتها وتتوجه إلى المكان الذي تريده، أي ريف حلب الشمالي لا إدلب.

 

“داعش” يقترب من تدمر..والنظام يمنع النزوح منها

تمكن تنظيم “الدولة الإسلامية” من السيطرة على كامل منطقة حويسيس، وعلى حقل جحار وقرية حجار وحقل جزل، ونقاط في محيط حقل المهر شمال غربي مدينة تدمر، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام والميلشيات الموالية لها. وشّن التنظيم هجوماً مباغتاً على نقاط تمركز مليشيات النظام، منذ صباح الخميس، ممهداً لتقدمه، بقصف مكثف على مواقع النظام بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون والدبابات، ما أجبر المليشيات على الانسحاب من تلك المواقع.

 

مدير “مركز الدراسات والتوثيق في مدينة تدمر” ناصر عبدالعزيز، قال لـ”المدن”، إن الاشتباكات مستمرة بين الطرفين في محيط حقلي جحار وجزل شمالي المدينة وصوامع الحبوب والقصر القطري جنوبيها، وجبل هيال غربها. وأضاف أن عدد القتلى والجرحى والمفقودين في صفوف ميلشيات النظام بلغ ما يقارب 190 شخصاً، فيما خسر التنظيم عدداً كبيراً من مقاتليه في الهجوم المستمر منذ ثلاثة أيام. واستولى مقاتلو التنظيم على 5 دبابات وعربة “BMB” وثلاث منصات إطلاق صواريخ مضادة للدروع، وأربعة مدافع ثقيلة من عيار “130 ميللمتر” وأسلحة رشاشة وكميات من الذخائر.

 

قوات النظام التي لا زالت تسيطر على كامل مدينة تدمر ومحيطها إضافة إلى حقل شاعر ومقر شركة حجار وجبل هيال، قامت باستقدام تعزيزات عسكرية كبيرة من مدينة حمص إلى مطار “تي-4” على طريق حمص-تدمر، لصد هجوم “داعش” ومحاولة استرجاع النقاط التي خسرتها لحساب التنظيم، مدعومة بغطاء جوي من الطيران الروسي، وطيران النظام الحربي والمروحي، اللذين شنّا عشرات الغارات على نقاط الاشتباك والنقاط التي سيطر عليها التنظيم مؤخراً.

 

وتشهد المدينة حالات نزوح كبيرة للمدنيين منذ بداية الهجوم، خوفاً من سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”. وبحسب مصادر محلية بلغ عدد النازحين أكثر من ألف شخص، توجهوا إلى مدينة حمص وريفها، فيما منعت قوات النظام عائلات الموظفين الحكوميين من مغادرة المدينة، بحجة أن الأوضاع مستقرة ولايزال كل شيء تحت سيطرتها.

 

“درع الفرات” تباشر الهجوم على الباب

عدنان الحسين

أعلنت فصائل الجيش الحر المنضوية في تحالف غرفة عمليات “درع الفرات” بدء معركة السيطرة على مدينة الباب في ريف حلب الشرقي، بعد توقف دام اسبوعين. استئناف العمليات العسكرية جاء بدعم بري وجوي تركي، على مستوى رفيع، بهدف تسريع عملية السيطرة على المدينة، وخفض الكلفة العسكرية والبشرية من استمرار المعارك في محيطها.

 

وسبق تقدم الجيش الحر والجيش التركي باتجاه المدينة، قصف جوي ومدفعي تركي مكثف، شمل ما يقارب 100 هدف في المدينة، بعد الحصول على بنك أهداف للتنظيم فيها. وتتضمن الأهداف مراكز تصنيع العربات المفخخة، ومراكز تواجد التنظيم ومستودعات أسلحته. فيما تحدث تنظيم “الدولة الإسلامية” عن سقوط ضحايا مدنيين بسبب القصف.

 

وشنّ الجيش الحر هجوماً على المدينة من محورين، الأول من الشمال والشمال الغربي وتمكن من استعادة السيطرة على قريتي براتا والدانا شمالي المدينة، والتقدم غربي المدينة والوصول تقريباً إلى الطريق الدولي ومعمل الإسمنت. وبذلك أصبحت الباب مُحاصرة من الجهة الغربية بشكل شبه كامل. وفي المحور الثاني انطلقت قوات الجيش الحر من محيط بلدة قباسين، جنوباً، وسيطرت على تل الزرزور، واستكملت قطع الطريق الدولي الباب–منبج، الرابط بين حلب والحسكة.

 

 

 

وتُظهر خريطة سيطرة الجيش الحر في المواقع الجديدة، نيته حصار المدينة من جميع الجهات بشكل كامل عدا المحور الجنوبي، ربما لدفع التنظيم إلى الانسحاب من المدينة تحت ضربات الطيران والمدفعية التركية، وقوات الاقتحام من الجيش الحر والقوات الخاصة التركية.

 

في المقابل، رد التنظيم بهجمات متفرقة على مواقع الجيش الحر والجيش التركي، مستخدماً صواريخ حرارية وعربات مفخخة، لصد الهجمات على المدينة. وتمكنت الفصائل من تدمير سيارتين مفخختين بعد استهدافهما بالأسلحة الثقيلة بينما قتل وأصيب نحو سبعة مقاتلين من الجيش الحر بعد استهداف عربتهم بصاروخ مضاد للدروع.

 

رئيس المكتب السياسي في “لواء المعتصم” مصطفى سيجري، قال لـ”المدن”، إن قوات الجيش الحر بدعم تركي بدأت بشكل فعلي مراحل السيطرة على مدينة الباب، وتمكنت من السيطرة على نقاط مهمة في أطراف المدينة ومحيطها. وأكد سيجري أن التنظيم منع المدنيين من مغادرة الباب، واستهدف في وقت سابق عوائل حاولت الخروج، ما تسبب في مقتل وإصابة مدنيين. والهدف من منع الخروج هو اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية، وجعلهم ورقة ضغط على مقاتلي الجيش الحر، والذين هم أصلاً من أبناء المدينة.

 

الجيش التركي كان قد دفع كتيبة كاملة من القوات الخاصة، بتعداد يقارب 400 عنصر من المدربين على حرب العصابات والاقتحامات، ممن خاضوا معارك عديدة في جنوب تركيا، وذلك بغية مواجهة التنظيم داخل أحياء المدينة، الذي يُجيد قتال الشوارع. كم دأب الجيش التركي خلال الأسبوعين الماضيين على تدريب قوات جديدة من الجيش الحر، بعد إقامته قاعدة عسكرية قرب بلدة الغندورة، وذلك للدفع بالمزيد من القوات باتجاه الباب.

 

وكانت العمليات حول الباب قد توقفت الفترة الماضية وسط إشاعات عن عدم الوصول إلى اتفاقات دولية حول المدينة، لكن الواضح حالياً أن الجيش التركي طمح خلال تلك المدة لزيادة القوات المدربة والمجهزة القادرة على خوض المعارك داخل المدينة ذات الثقل العسكري للتنظيم.

 

القيادي في “فيلق الشام” عبدالإله طلاس، قال لـ”المدن”، إن قوات “درع الفرات” كسرت الخطوط الدفاعية لـ”داعش” في محيط مدينة الباب، وتمكنت من تطويق المدينة من ثلاث جهات، وكذلك من تطويق بلدة قباسين المجاورة لها، وباتت مواقع التنظيم داخل المدينة تحت متناول مقاتلي الجيش الحر. وأوضح طلاس، أن التنظيم بات يستخدم العربات المفخخة والصواريخ الموجهة، بعيداً عن المواجهة المباشرة على مداخل المدينة، في محاولة يائسة لإبعاد القوات المهاجمة عن المركز، ومحاولاً تنفيذ عمليات كر وفر. لكن ذلك أصبح غير ممكن، فخطوط الجبهة، الملتفة حول المدينة، طويلة، ويصعب على “داعش” توقع محاور الهجمات الجديدة لقوات الجيش الحر.

 

اندفاع “درع الفرات” وخلفها الجيش التركي نحو مدينة الباب، بهذا الشكل السريع، يقوّض التكهنات عن إمكانية صمود التنظيم داخل المدينة لوقت طويل، خصوصاً مع وضع تركيا إمكانيات عسكرية ضخمة في هذه المعركة، إذ نشرت بطاريات مضادة للطيران، وصواريخ محمولة على الكتف، لمواجهة هجمات محتملة على قواتها من أي “طيران مجهول” كإجراء احترازي.

 

ويبقى العائق الأكبر أمام سيطرة المعارضة على المدينة، هو وجود المدنيين المقدر عددهم ما بين 50 إلى 100 ألف، وستحاول “درع الفرات” بحسب مصادر عسكرية، العمل على عدم تعرضهم للأذى وتكثيف الجهد الإستخباراتي لاستهداف مواقع التنظيم في المدينة بدقة.

 

حلب: النظام لا يستجيب لقرار دولي بوقف النار

أيدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، مشروع قرار تقدمت به كندا، يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وإعادة تفعيل اتفاق وقف “الأعمال العدائية” والسماح بإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في سوريا.

 

وأثار القرار غضب روسيا وسوريا وإيران، لأنه يشير إليهم كأطراف مسؤولة عن معاناة المدنيين، وارتكاب ما يرقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، حيث عبر المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، عن أسف بلاده لمصادقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار الكندي.

 

ونال مشروع القرار، الذي أصبح نافذاً ووثيقة رسمية صادرة عن الأمم المتحدة، تأييد 122 دولة، في حين صوتت ضده 13 دولة، من بينها روسيا والصين وإيران، وامتنعت 36 دولة من بينها لبنان والسودان والجزائر والعراق عن التصويت. وهذا القرار لن يكون ملزماً، ولن يغير من الوقائع على الأرض، إلا أن البعض يعتبره انتصاراً معنوياً وتنبيهاً لمجلس الأمن عن مدى اعتراض المجتمع الدولي على ما يفعله الرئيس السوري بشار الأسد، وروسيا وإيران في سوريا، خصوصاً وأن التوقعات بتمرير هذا القرار لم تكن ترى إمكان أن ينال هذا العدد من الدول المؤيدة.

 

وفي الميدان، واصل النظام السوري حملته العسكرية على حلب، موقعاً نحو 48 قتيلاً وأكثر من 220 جريحاً، في قصف استهدف معظم المناطق المتبقية تحت سيطرة المعارضة في الجزء الشرقي من مدينة حلب، بالإضافة إلى مناطق متفرقة في الريف. وقال الدفاع المدني إن 25 نازحاً، من بينهم أطفال ونساء، قتلوا بقصف لقوات النظام على حي الجلوم، قلب القلعة الأثرية.

 

وفي محاولة لمجاراة تقدم النظام في حلب، أعلنت فصائل الجيش الحر في إطار عملية “درع الفرات” المدعومة من تركيا، بدء معركة السييطرة على مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”. ومهّد الطيران الحربي ومدفعية الجيش التركي لهذه المعركة، باستهداف مواقع التنظيم في قريتي الدانا وبراتا على أطراف الباب، وتمكّنت المعارضة من دخولهما لاحقاً.

 

ويرى مراقبون أنه مع ترجيح سيطرة النظام على مدينة حلب وإخراج المعارضة من كل الأحياء الشرقية، فإنه قد يلجأ إلى إكمال طريقه نحو مدينة الباب، وبذلك يكون قد أنهى خطة “درع الفرات” في السيطرة على المدينة. ويأخذ مراقبون من التصريحات التركية الصادرة عن رئيس الوزراء بن علي يلدريم ووزير الخارجية مولود جاوش أوغلو حول أن تركيا لا تتدخل في معركة حلب وكل ما فعلته كان العمل كوسيط بين روسيا وفصائل المعارضة من أجل محاولة التوصل إلى هدنة وأن عملية “درع الفرات” تستهدف تنظيم “داعش”، قرائن على أن أنقرة تخاطب دمشق وترسل تطمينات لها بأن تركيا لن تقوم بدعم قوات المعارضة في الجزء الشرقي من حلب، وذلك في محاولة لتجنب أي احتكاك محتمل مع تقدم الفصائل التي تدعمها في عملية “درع الفرات” إلى الباب.

 

إنسانياً، قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن مئات الرجال من شرق حلب اختفوا بعد أن تركوا المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، ودخلوا إلى مناطق سيطرة النظام، وأن جبهة “فتح الشام”، و”كتائب أبوعمارة” قتلوا مدنيين في المدينة طالبوا بخروج قوات المعارضة من أحيائهم لتجنب تصعيد النظام.

 

وقال المتحدث باسم المكتب روبرت كولفيل، في إفادة صحافية من جنيف، الجمعة، إنه “مع تقدم القوات الموالية للحكومة من الشمال إلى شرق حلب وردت مزاعم عن أعمال انتقامية ضد المدنيين الذين نُظر إليهم على أنهم دعموا جماعات المعارضة المسلحة فضلا عن تقارير عن فصل الرجال عن النساء والأطفال”. وأضاف “تلقينا مزاعم مقلقة للغاية عن اختفاء مئات الرجال بعد عبورهم إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة”.

 

وتابع كولفيل “نظراً للسجل المروع من الاحتجاز التعسفي والتعذيب وحالات الاختفاء القسري فإننا بالطبع نشعر بقلق بالغ على مصير هؤلاء الأفراد (..) قد يعني هذا أن البعض قتلوا.. وقد يعني أنهم اعتقلوا بشكل تعسفي ونقلوا إلى مكان ما.. نحن لا نعرف”.

 

الثوار يعلنون مواصلة القتال والسياسيون يبحثون في جنيف غدا تفاصيل الانسحاب

«ذي إيكونوميست»: سقوط حلب وشيك والغرب والعالم السني عاجزان أمام الدعم الروسي للدكتاتور

خالد المطيري

عندما صعدت قوات المعارضة في مدينة حلب، ثم في سوريا ككل، في صيف العام 2012، كانت تأمل في إنشاء مقر بديل للسلطة تنافس به الحكومة في العاصمة دمشق. لكن تلك الآمال سرعان ما تلاشت مع الجمود الذي شهدته عملية السيطرة على المدينة، حسب تقرير لمجلة «ذي إيكونوميست» البريطانية ترجمه «الخليج الجديد».

 

إذ تمكن الثوار فقط من السيطرة على نصف حلب، لتنقسم المدينة إلى نصفين. (نصف مع الثوار والآخر بحوزة قوات الأسد وحلفائه).

 

وتبع ذلك المأزق المميت.

 

والآن، باتت آمال الثوار منعدمة في كسر هذا الجمود أكثر من أي وقت مضى.

 

ففي يوليو/تموز الماضي، تمكنت القوات الموالية لـ«الأسد» من قطع آخر طريق يربط أحياء حلب الشرقية (الخاضعة للثوار) بالعالم الخارجي (طريق طريق الكاستيلو)، فارضة حصارا آخذ بالتدريج يخنق مقومات الحياة هناك.  بينما تشن المقاتلات الروسية والسورية، منذ ذلك الحين، قصفا بلا هوادة طال المستشفيات والمدارس والأسواق؛ ما أحدث شللاً في البنية التحتية للمدينة. وبالتزامن مع محاولة إركاع الشرق الحلبي، بدأت القوات الموالية لـ«الأسد»، في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، هجوما بريا كاسحاً لطرد الثوار من المدينة.

 

ومنذ ذلك الحين، فقد الثوار نحو ثلاثة أرباع الأراضي التي كانت بحوزتهم في حلب، آخر أكبر معاقلهم الحضرية في سوريا.  وانهارت دفاعاتهم بأسرع مما توقع الكثيرون. وحتى المدينة القديمة شرقي مدينة حلب، التي تتميز بأزقتها المتعرجة التي تعزز من فرص الدفاع عنها، لم يمنعها هذا من السقوط بسرعة هذا الأسبوع؛ عندما اشتبكت القوات الموالية لـ«الأسد»، بما في ذلك الميليشيات الشيعية من إيران والعراق ولبنان، مع الثوار في 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

 

ومع الحصار الذي تشنه القوات الموالية لـ«الأسد»، باتت الهزيمة أمرا حتمياً.

 

وبعد 4 سنوات من الاشتباكات الطاحنة، والتي أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين ودمرت أجزاء كبيرة من المدينة، يواجه الثوار الآن خيارا قاسيا: إما القتال حتى الموت أو الاستسلام والانسحاب على أمل مواصلة القتال في مكان آخر.

 

الثوار والسياسيون.. في العلن وخلف الكواليس

وفي العلن، تعهد الثوار والسياسيون المعارضون بمواصلة القتال حتى آخر رجل بدلا من الاستسلام لحكومة يحتقرونها.

 

ودعوا إلى وقف لإطلاق النار لمدة خمسة أيام من أجل إجلاء المدنيين ومئات الجرحى قبل مناقشة مستقبل المدينة، لكن القتال لا يزال مستمرا.

 

وبعيدا عن عدسات الإعلام، عقد مسؤولو المعارضة لقاءات مع دبلوماسيين روس في تركيا لمناقشة الانسحاب الكامل من حلب. وبوساطة أنقرة، جرى عرض خيارين على الثوار: إما الانسحاب جنوباً إلى مدينة إدلب، التي تسيطر عليها المعارضة، على أن يخرجوا فقط بأسلحتهم الخفيفة، أو الانسحاب شمالاً بأسلحتهم الثقيلة للانضمام إلى قوات المعارضة التي تقاتل إلى جانب القوات التركية قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» والقوات الكردية.

 

وشهدت الأشهر الأخيرة صفقات من هذا النوع؛ حيث انسحب الثوار من مناطق أخرى كانت في قبضتهم.

 

وقال وزير الخارجية الروسي، «سيرغي لافروف»، إن دبلوماسيين وخبراء عسكريين من الولايات المتحدة وروسيا سيجتمعون في جنيف، غدا السبت، للاتفاق على تفاصيل انسحاب الثوار من حلب.

 

ودون التوصل إلى اتفاق، سيتسارع سقوط القتلى من المدنيين؛ حيث انحشر السكان في مساحة أصغر من أي وقت مضى. وقالت روسيا وحكومة «الأسد» مرارا وتكرارا إنها سيواصلان قصف حلب حتى انسحاب الثوار منها.

 

ويبقى لدى الثوار شكوك عميقة إزاء نظام لم يتورع عن تعذيب وإعدام أولئك الذين اتهمهم بمساعدة «الارهابيين»، بما في ذلك أطباء ومعلمون. وتقول الأمم المتحدة إن المئات من الرجال باتوا بالفعل في عداد المفقودين بعد أن فروا إلى داخل الأراضي التي تسيطر عليها قوات «الأسد» مع عشرات الآلاف من اليائسين الذين هربوا من القتال.

 

وقال المتحدث باسم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان اليوم الجمعة: «بالنظر إلى السجل المرعب من الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري، نحن بالطبع نشعر بقلق بالغ بشأن مصير هؤلاء الأفراد».

 

ولا يزال المئات من الناشطين وعمال الإغاثة وأعضاء المجالس المحلية وعمال الإنقاذ والأطباء الذين تلقوا الدعم من الغرب محاصرين بين 100 ألف من المدنيين أو أكثر في الأحياء الشرقية من حلب.

 

«القبعات البيضاء» تستسلم

حتى «القبعات البيضاء» أو «الخوذ البيضاء»، وهي منظمة تضم متطوعين مكلفين بمهام الإنقاذ واستخراج القتلى والجرحى من تحت الأنقاض بعد الغارات الجوية، استسلمت وطلبت الإخلاء الفوري لمنسوبيها.

 

وقالت في بيان:«إذا لم يتم إجلاءنا، سيواجه متطوعينا التعذيب والإعدام في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام».

 

وأضافت: «لدينا سبب وجيه للخوف على حياتنا».

 

وفي علامة على اقتراب انهيار الثوار في آخر ما تبقى لهم في حلب، بدأ أصحاب «الخوذات البيضاء» في تدمير معدات الانقاذ التي بحوزتهم للحيلولة دون سقوطها في أيدي النظام.

 

وبينما تستمر المحادثات بشأن مصير المدينة، تتدهور الأوضاع بسرعة داخل مناطق الثوار.

 

ويقول الأطباء إنهم باتوا قادرين فقط على إجراء الإسعافات الأولية.

 

ووجد عمال الإغاثة من الصليب الأحمر العاملين في المناطق الشرقية لمدينة حلب التي استعادتها القوات الموالية لـ«الأسد»، مؤخرا، جثامين تحت الانقاض، وأيتام لم يتذوقوا طعاماً لمدة يومين.

 

وبينما تنهار قوات الثوار في حلب، تتضاءل الآمال بشكل أكبر من أي وقت مضى في أن يسعى «الأسد» للتفاوض على نهاية للصراع. وتعهد «الأسد» مرارا وتكرارا باستعادة السيطرة على كل أنحاء البلاد.

 

وفي حين لا تزال أجزاء كبيرة من سوريا خارج سلطته، فإن سقوط حلب يمنح «الأسد» السيطرة على كل التجمعات السكانية الكبرى في البلاد، ويقربه من تحقيق هدفه.

 

إذ قال هذا الأسبوع: «صحيح أن معركة حلب ستكون ربحاً، لكن لكي نكون واقعيين لا تعني نهاية الحرب في سوريا»، معتبراً أن الحرب لا تنتهي «إلا بعد القضاء على الإرهاب تماماً»، وفق وصفه.

 

الغرب والعالم السني عاجزان

وفي ظل هذه التطورات، يبقى الغرب والعالم الإسلامي السني عاجزا، وغير قاد أو غير راغب في مساعدة المدنيين أو الثوار.

 

إذ استخدمت روسيا والصين، هذا الأسبوع، مرة أخرى حق النقض (الفيتو) لعرقلة مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو لوقف إطلاق النار.

 

وفي ظل توجهات باراك أوباما، الذي يوشك على مغادرة منصبه، إلى عدم التدخل، فإن خسارة الثوار لحلب باتت وشيكة.

المصدر | الخليج الجديد + ترجمة عن مجلة «ذي إيكونوميست»

 

اجتماع باريس ينتهي بدعوات دون وسائل تنفيذ  

جدد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري -الذي عقد في باريس اليوم- الدعوة إلى إيجاد حل سياسي للصراع في سوريا، وضرورة تقديم المساعدات للمحاصرين وتوفير ممرات آمنة، دون أن يخرج باتفاق محدد على تنفيذ ذلك.

 

وشارك في الاجتماع -الذي يهدف إلى بحث سبل وقف المجازر ومحاولة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية- كل من فرنسا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والسعودية وقطر والإمارات والأردن وتركيا، إلى جانب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية رياض حجاب، ورئيس المجلس المحلي المعارض لمدينة حلب بريتا حجي حسن.

وقال وزير خارجية فرنسا جان مارك أيرولت -في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع- إن الموقف في حلب مأساوي للغاية ويجب وقف القتال والقصف الجوي.

 

وأضاف أن العمليات الروسية في سوريا تنطوي على دعم حاكم مستبد أكثر منها لمحاربة الإرهاب.

 

وكشف الوزير الفرنسي أن ممثل المعارضة السورية رياض حجاب أبلغ المجتمعين استعداد المعارضة لاستئناف المفاوضات من دون شروط، ونبّه إلى أن هذا العرض للسلام يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار.

 

أما وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني فقال إن ما يحدث في حلب يعدّ جريمة حرب.

 

وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي، شدد الوزير على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.

 

من جانبه أشار وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير إلى أن اجتماع باريس قيَّم احتمالات الهدنة في شرق حلب وإدخال مساعدات للمدنيين، دون التوصل إلى اتفاق في هذا الصدد.

 

وشدد الوزير الألماني على أن داعمي المعارضة السورية لم يتخلوا عن حلب، وسيستخدمون شتى الوسائل المتاحة للتوصل إلى حل سياسي.

جرائم حرب

أما وزير الخارجية الأميركي جون كيري فاتهم النظام السوري بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” و”جرائم حرب”.

 

ودعا الوزير الأميركي -خلال المؤتمر الصحفي- روسيا إلى إظهار “شيء من الرحمة” عندما يجتمع الخبراء الأميركيون بنظرائهم الروس في جنيف اليوم للتوصل إلى اتفاق يمكّن المدنيين والمقاتلين من مغادرة مدينة حلب المحاصرة.

 

وقال كيري إن “المقاتلين لا يثقون في أن موافقتهم على الرحيل عن حلب ستنقذ المدينة، أو أنهم لن يمسهم سوء وستكون لهم حرية حركة ولن تتم مهاجمتهم فورا”.

 

ولخص مراسل الجزيرة نور الدين بوزيان ما جرى في باريس اليوم بأنه مجرد دعوات فقط لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات، في ظل غياب رسالة محددة وواضحة توجه للنظام السوري أو روسيا.

 

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو استبق الاجتماع بالتشكيك في أن تسفر المحادثات فيه عن نتائج ملموسة.

 

وقال أوغلو في تصريحات إعلامية في باريس إن مقاتلي المعارضة يخاطرون بتعرضهم للقتل في مناطق أخرى من سوريا إذا غادروا حلب.

 

ويأتي اجتماع باريس بينما أعلنت روسيا أن جيش النظام السوري يسيطر عمليا على 93% من مدينة حلب، مما دفع عشرات آلاف المدنيين للفرار منها.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

روسيا: النظام السوري يسيطر على 93% من حلب  

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن النظام السوري بات يسيطر الآن على 93% من مدينة حلب، في حين واصل طيران النظام قصفه لما تبقى من أحياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وسط احتدام المعارك بين الجانبين.

 

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنيكوف قوله إن سكان حلب “يغادرون عبر ممرات إنسانية في تدفق مستمر إلى الجزء الواقع تحت سيطرة الحكومة السورية في المدينة، وبعد الانتهاء من إجلاء المدنيين ستواصل قوات الحكومة السورية تحرير شرق حلب”.

 

وأشارت الوكالة نقلا عن وزارة الدفاع الروسية إلى أن أكثر من عشرين ألف مدني غادروا شرق حلب اليوم السبت كما تخلى 1200 من مقاتلي المعارضة عن أسلحتهم وفق المصدر نفسه.

 

يأتي ذلك بينما تتواصل موجات النزوح من الأجزاء الشرقية لحلب بحثا عن مناطق آمنة من القصف الجوي والمدفعي الذي يستهدف المدينة منذ أسابيع.

 

وتشير تقديرات إلى نزوح نحو أربعة آلاف شخص من مناطق حي بستان القصر وحي الصالحين، خرجوا عبر الممرات الإنسانية التي حددتها قوات نظام بشار الأسد والقوات الروسية للمدنيين، في حين تفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن نحو مئة ألف مدني لا يزالون محاصرين داخل الأحياء الشرقية لحلب.

 

براميل متفجرة

في غضون ذلك، أفاد مراسل الجزيرة بأن اشتباكات تدور بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام التي تحاول لليوم الثاني على التوالي التقدم نحو مواقع المعارضة في أحياء جب الجلبي والإذاعة وسيف الدولة في الشطر الشرقي من حلب.

 

ونقل المراسل عن مصادر طبية أن مدنيين بينهم أطفال أصيبوا بحالات اختناق بسبب إلقاء قوات النظام السوري براميل متفجرة  بها غاز الكلور على حي الكلاسة الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة شرقي حلب.

 

كما ذكر ناشطون أن الطيران الحربي للنظام استهدف بالصواريخ حي الفردوس في حلب، كما جرت اشتباكات بين المعارضة وقوات النظام على جبهة الإذاعة في محاولة الأخير للتقدم، حيث تحدث ناشطون عن نجاح المعارضة في تدمير دبابة تابعة للنظام.

 

من جهة أخرى، شنت قوات النظام المتمركزة في جبل عزان قصفا مدفعيا على بلدتي معراته وخان طومان في ريف حلب الجنوبي.

 

وبعيدا عن حلب، قالت لجان التنسيق المحلية إن طائرات النظام استهدفت قرية لحايا في ريف حماة الشمالي بالقنابل العنقودية، في حين قتل مدنيان وأصيب آخرون في قصف جوي شنته طائرات النظام على قرية كفر عين بريف إدلب الجنوبي.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

2016

 

اجتماع باريس يجدد دعمه للمعارضة السورية

كيري: القصف العشوائي من قبل النظام ينتهك القوانين ويعتبر جرائم ضد الإنسانية

جدد اجتماع أصدقاء سوريا الذي التأم في العاصمة باريس، دعمه للمعارضة السورية في شتى الوسائل للتوصل إلى حل سياسي للأزمة القائمة.

وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اتهم النظام السوري بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مطالبا روسيا في ختام الاجتماع بمحاولة وقف القصف في حلب، وإظهار القليل من النوايا الحسنة عبر السماح للمقاتلين والمدنيين بالخروج من شرق حلب المحاصر والذي يتعرض لأعنف حملة عسكرية منذ أشهر.

وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، اليوم السبت، إن “القصف العشوائي” الذي يقوم به النظام السوري في حلب يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، داعيا روسيا إلى محاولة وقف ذلك.

وأضاف في ختام اجتماع للقوى الداعمة للمعارضة السورية في باريس أن “القصف العشوائي من قبل النظام ينتهك القوانين أو في كثير من الحالات (يعتبر) جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب”، ودعا روسيا إلى “بذل قصارى جهدها لإنهاء ذلك”.

من جانبه، شدد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني شدد على ضرورة إيجاد حل سياسي في سوريا بدلا من الحل العسكري، مؤكدا أن ما يجري في حلب هو إبادة جماعية تخالف القوانين الدولية والأعراف، مطالبا المجتمع الدولي بمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.

فيما قال وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، السبت، إن الحاجة الملحة في حلب وبقية سوريا هي إنهاء القصف وتوفير مساعدات إنسانية للمدنيين.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماعات “أصدقاء سوريا” في باريس أن ما يجري في حلب يشبه التصفية الطائفية، وهذا سيغذي التوترات مستقبلاً.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، إن سكان شرق حلب يعيشون تحت تهديد يومي بالموت ولا يرون أي مستقبل.

وأضاف أن اجتماع باريس قيم احتمالات الهدنة في شرق حلب وإدخال مساعدات للمدنيين دون التوصل لاتفاق.

وكانت عشر دول غربية وعربية تدعم المعارضة السورية، قد اجتمعت في باريس، السبت، للبحث في الوضع الإنساني الملح في حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، والتي يوشك أن يستعيدها النظام وحلفاؤه بالكامل.

وبحث المشاركون – ممثلو 5 دول غربية هي أميركا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا و4 دول عربية هي السعودية والإمارات وقطر والأردن، كما يشارك في الاحتماع كل من تركيا والاتحاد الأوروبي – الأوضاع في حلب وبشكل أوسع في سوريا وإمكانيات التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع.

وحضر الاجتماع ممثل المعارضة السورية رياض حجاب، وكذلك رئيس المجلس المحلي المعارض لمدينة حلب بريتا حجي حسن.

لقاء روسي أميركي

وفي موازاة هذا الاجتماع المرتقب في العاصمة الفرنسية، يلتقي خبراء روس وأميركيون في جنيف لبحث محاولة “إنقاذ حلب من دمار تام”، كما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وذلك عبر وقف لإطلاق النار وإخلاء المدنيين والمعارضين المسلحين، وإدخال مساعدة إنسانية.

وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، حضر اجتماعاً مغلقاً لمجلس الأمن الخميس قبل المحادثات المرتقبة في جنيف السبت بين الولايات المتحدة وروسيا حيال اتفاق محتمل من شأنه أن يسمح بخروج المدنيين ومقاتلي المعارضة من حلب.

وقال كيري، أثناء حفل استقبال في السفارة الأميركية بباريس مساء الجمعة: “عملت اليوم وسأواصل العمل حول كيفية إنقاذ حلب من دمار تام (..) وغداً سيكون هناك فريق قادم من أميركا تحت إدارة الرئيس (باراك) أوباما، في جنيف مع خبراء روس، وسنتوصل كما آمل إلى نوع من الاتفاق لكيفية حماية المدنيين وما يمكن أن يتم مع المعارضة”.

 

من حلب

وأضاف الوزير الأميركي، الذي من المقرر أن يغادر باريس مساء السبت للعودة إلى الولايات المتحدة، بعد اجتماع صباح السبت حول سوريا: “نعمل بجهد مع أناس لدينا خلافات معهم، لنرى ما إذا كان بإمكاننا التوصل إلى وسيلة، باسم الإنسانية، لحماية هذه الأرواح، ومحاولة فصل المقاتلين ودفع العملية قدماً. نحن قريبون من ذلك لكننا لم ننجح بعد”.

وتابع قائلاً إن “ما يجري في حلب هو أسوأ كارثة، ما يجري في سوريا هو أسوا كارثة منذ الحرب العالمية الثانية. هذا أمر غير مقبول. هذا فظيع”.

كما أشار: “أعلم بأن الناس سئموا من هذه الاجتماعات وأنا أيضاً سئمت منها”.

ولفت كيري إلى أن “هدفي من كل هذا ليس التوصل إلى شيء مؤقت، بل جمع الطرفين وكل الأطراف على طاولة المفاوضات في جنيف”.

ميدانياً، استهدف طيران النظام مناطق في حي الكلاسة بمدينة حلب وقرية المنطار بريف حلب الجنوبي، فيما ردت فصائل المعارضة بقصف مناطق تخضع لسيطرة النظام في أحياء الأعظمية وحلب الجديدة وجمعية الزهراء بقذائف المدفعية.

ولا تزال المواجهات مستمرة بين قوات الأسد والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل المقاتلة من طرف آخر، في محاور عدة بالقسم الشرقي من المدينة.

 

عقوبات أوروبية جديدة على مقربين من نظام الأسد

أعلن الاتحاد الأوروبي، الجمعة، أنه سيفرض المزيد من العقوبات على شخصيات ومنظمات تدعم النظام السوري بشأن الهجوم على حلب التي تحاول قوات الأسد، بدعم من روسيا وإيران، طرد مقاتلي المعارضة منها.

 

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد، فيدريكا موغيريني، في بيان: “سيتصرف الاتحاد الأوروبي سريعاً… بهدف فرض المزيد من الإجراءات والقيود ضد شخصيات تدعم النظام طالما أن القمع مستمر”.

ويتعين على دول الاتحاد الأوروبي الـ28 الموافقة على هذا القرار وتحديد الشخصيات والمنظمات التي ستستهدفها العقوبات.

 

وواصل جيش النظام هجومه على حلب الجمعة بمعارك برية وضربات جوية في عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على كامل المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة من المدينة.

 

كيري لروسيا ونظام الأسد: سقوط حلب لن يعني انتهاء الحرب

أصوات المآذن قبل موعد صلاة الجمعة، تشوش عليها الانفجارات وأصوات الرصاص، مع مواصلة قوات الأسد قصف مقاتلي المعارضة.

 

باريس، فرنسا (CNN)– دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، السبت، روسيا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى أخذ خطوات تجاه التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، مطالبا بوقف إطلاق النار ومؤكدا أن سقوط حلب لن يعني انتهاء الحرب.

 

وقال كيري، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وقطر، بعد اجتماع في باريس، إن “على روسيا والنظام السوري تقديم ضمانات لمقاتلي المعارضة في حلب بأنهم لن يسيروا نحو مذبحة إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار”، متهما النظام السوري بارتكاب جرائم حرب في شرق حلب.

 

وأضاف كيري: “المقاتلون لا يثقون في أنهم إذا وافقوا على الرحيل لمحاولة إنقاذ حلب فإن هذا سينقذ حلب ولن يمسهم سوء”، وتابع: “الخيار بالنسبة للكثير منهم كما يفكرون فيه اليوم هو إما الموت في حلب أو الموت في إدلب لكنه موت”.

 

ودعا كيري روسيا إلى إظهار “القليل من حسن النوايا” في اجتماع المسؤولين الأمريكيين والروس في جنيف لمحاولة التوصل لاتفاق يمكن المدنيين والمقاتلين من مغادرة الجزء المحاصر من مدينة حلب.

 

المرصد السوري: سقوط طائرة للنظام في ريف حمص

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، بسقوط طائرة حربية تابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في ريف حمص الشرقي.

 

وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري، لـCNN، إن الطائرة سقطت في محيط منطقة حقل جزل بريف حمص، مضيفا أن تنظيم “داعش” ينتشر في المناطق المحيطة بها.

 

وأشار المرصد السوري إلى أنه لم يتضح بعد مصير طاقم الطائرة الحربية أو إذا كان سقوطها ناجم عن خلل فني أو تم استهدافها من قبل عناصر “داعش”.

 

سوريا وروسيا تقصفان الجزء الخاضع للمعارضة في حلب

من ليلى بسام وجون دافيسون

 

حلب (سوريا)/بيروت (رويترز) – قصف الجيش السوري وطائرات حربية روسية المناطق الخاضعة للمعارضة في حلب يوم السبت بينما قال حلفاء دمشق إن النصر قريب لكن مقاتلي المعارضة شنوا هجوما مضادا وتوقف تقدم الجيش بعد مكاسب سريعة خلال الأيام الماضية.

 

وقالت الولايات المتحدة إنها ستجتمع مع فريق روسي في جنيف لإيجاد سبيل لإنقاذ الأرواح لكن التوصل لاتفاق يبدو صعب المنال حيث أن الدولتين- اللتين تدعم كل واحدة منهما طرفا مغايرا في الصراع- فشلتا مرارا في إبرام اتفاق يسمح بعمليات إجلاء وإدخال للمساعدات.

 

وقالت روسيا التي ساهم تدخلها العسكري في تحويل دفة الحرب لصالح الرئيس السوري بشار الأسد إن الحكومة السورية تسيطر الآن على 93 في المئة من حلب لكن لم يتسن لرويترز التحقق من الرقم. وسيمثل استعادة الحكومة للمدينة ضربة قوية للمعارضة التي تقاتل منذ نحو ستة أعوام للإطاحة بالأسد.

 

ويتحصن مقاتلو المعارضة في عدد قليل من المناطق معظمها جنوبي حلب القديمة بعد أن خسروا في الأسبوعين الماضيين نحو ثلاثة أرباع المساحة التي ظلت خاضعة لسيطرتهم لسنوات.

 

وقالت جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية حليفة الأسد في وقت متأخر الجمعة إن “نصرا موعودا” في حلب بات وشيكا وإنه سيغير مسار الحرب.

 

وتبدو الحكومة السورية حاليا أقرب إلى النصر من أي وقت مضى خلال السنوات الخمس الماضية منذ بداية الاحتجاجات ضد الأسد ثم تطورها إلى معارضة مسلحة. وقتلت الحرب في سوريا أكثر من 300 ألف شخص وشردت أكثر من نصف سكان سوريا.

 

ويبدو النصر قريبا للأسد في حلب لكن القتال لا يزال مستعرا يوم السبت.

 

وقال مراسل لرويترز في حلب إن الطائرات الحربية الروسية والمدفعية السورية قصفت المناطق الخاضعة للمعارضة وإن المعارضين ردوا بقصف مناطق خاضعة للحكومة.

 

وقالت روسيا وسوريا يوم الجمعة إنهما قللا العمليات العسكرية للسماح للمدنيين بالمغادرة لكني مقاتلي المعارضة قالوا إن الهجمات المضادة هي التي أوقفت تقدم الحكومة.

 

وقال زكريا ملاحفجي رئيس المكتب السياسي لجماعة فاستقم إن القوات الحكومية لم تحرز تقدما مشيرا إلى نجاح المعارضين في صدهم أكثر من مرة.

 

وأضاف أن قوات الحكومة شنت هجوما قرب حلب القديمة صباح السبت لكن المعارضين تصدوا لها ودمروا دبابة عسكرية.

 

* دمار واسع النطاق

 

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتال أودى بحياة المئات في الأسابيع الأخيرة ودمر مناطق كبيرة من حلب.

 

وقال مراسل لرويترز إن أجزاء من حلب القديمة المدرجة في قائمة التراث العالمي بمنظمة يونسكو واستعادتها الحكومة مؤخرا دمرت تماما.

 

وقال أحد السكان ويدعى شيخو لدى عودته إلى منطقته “وجدت منزلي مدمرا تماما.”

 

وتابع قائلا “لم استطع حتى تحديد مكانه بسبب الدمار.”

 

وانتاب محمد شعبان الذي كان يقف أمام كنيسة مدمرة الذهول من هول الدمار.

 

وقال “منذ عام ونصف في آخر زيارة لي لم يكن يوجد هذا المستوى من الدمار. إنني أِشعر بصدمة وحزن. لقد دمروا الحضارة والإنسانية.”

 

وقال المرصد إن العديد من الناس قتلوا في قصف للمعارضة يوم السبت مضيفا أن المئات قتلوا في الأسابيع الأخيرة أغلبهم نتيجة قصف من قبل الحكومة.

 

وترك الآلاف من الناس مناطق المعارضة. وفر البعض إلى مناطق خاضعة للحكومة لكن آخرين ذهبوا إلى مناطق تحت سيطرة المعارضة خشية تعرضهم للاعتقال والانتقام من القوات الحكومية.

 

دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري روسيا إلى إظهار “القليل من حسن النوايا” حين يجتمع المسؤولون الأمريكيون والروس في جنيف في وقت لاحق يوم السبت لمحاولة التوصل لاتفاق يمكن المدنيين والمقاتلين من مغادرة الجزء المحاصر من مدينة حلب.

 

وقال كيري للصحفيين في باريس عقب اجتماع لدول تعارض الأسد “المقاتلون… لا يثقون في أنهم إذا وافقوا على الرحيل لمحاولة إنقاذ حلب فإن هذا سينقذ حلب ولن يمسهم سوء.”

 

وأضاف “الخيار بالنسبة للكثير منهم (مقاتلي المعارضة) إما …الموت في حلب أو الموت في إدلب (المجاورة) لكنه موت”.

 

وقالت ألمانيا إن داعمي المعارضة السورية يسعون إلى حل سياسي لكن لم يحصل اتفاق في باريس بشأن التوصل لهدنة.

 

هل ينهك الهجوم الجيش ؟

 

قالت وزارة الدفاع الروسية إن أكثر من 20 ألف مدني غادروا شرق حلب يوم السبت وإن أكثر من 1200 من مقاتلي المعارضة السورية ألقوا أسلحتهم. وقالت المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المئات من المدنيين تركوا مناطقهم لكن المقاتلين لم يستسلموا.

 

وتعهد مسؤولوون بالمعارضة بعدم المغادرة.

 

وقال مصدر عسكري سوري في وقت لاحق إن الجيش قلل إلى حد ما من أنشطته للسماح للمدنيين بعبور آمن خارج شرق حلب في خطوة ستسمح أيضا للجيش بالقيام بمناورات أوسع نطاقا ضد مقاتلي المعارضة.

 

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه بعد مغادرة المدنيين ستواصل الحكومة “تحرير” شرق حلب.

 

وحتى إذا سيطرت الحكومة السورية على حلب فإن الحرب السورية متعددة الأطراف ستتواصل.

 

وقال الجيش السوري إنه أرسل تعزيزات إلى مدينة تدمر التي تبعد أكثر من 200 كيلومتر وذلك لصد هجوم عنيف للدولة الإسلامية التي تقدم مقاتلوها إلى مشارف المدينة. وكان التنظيم فقد سيطرته على المدينة التاريخية في وقت سابق هذا العام.

 

وقال قائد لمقاتلي المعارضة من جماعة جيش المجاهدين المتمركزة في ريف حلب إن هجوم تنظيم الدولة الإسلامية أرغم الحكومة السورية على إرسال قوات كان من المقرر أن تذهب إلى حلب حيث يوشك الجيش السوري وحلفاؤه على تحقيق انتصار كبير على مقاتلي المعارضة.

 

وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر يوم السبت إن الولايات المتحدة سترسل 200 جندي إضافي إلى سوريا للمساعدة في الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية وممارسة ضغط عنيف على التنظيم لإخراجه من الرقة معقله.

 

والقتال ضد الدولة الإسلامية الذي يخوضه العديد من أعداء التنظيم في سوريا ومنهم موسكو ودمشق والتحالف الأمريكي وبعض المعارضين المدعوين من تركيا مؤشر آخر على أن الصراع السوري المعقد لن ينتهي بهزيمة المعارضة المسلحة في حلب.

 

(إعداد وتحرير حسن عمار)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى