أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 12 نيسان 2014

المعارضة تقطع خطي إمداد للنظام في حلب

 لندن، بيروت، نيويورك – «الحياة»، أ ف ب –

قطع مقاتلو المعارضة السورية طريقي إمداد لقوات النظام السوري في حلب شمالاً، في وقت تبادل مقاتلو «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) السيطرة على مواقع شرق البلاد قرب حدود العراق، في معارك أدت إلى مقتل نحو 90 عنصراً من الطرفين.

واتهمت المعارضة النظام بقصف مدينة حرستا شرق دمشق بغازات سامة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، في حين أكد الناطق باسم القوة البحرية المكلفة نقل الأسلحة الكيماوية السورية سايمون رودي، أن عمليات إخراج هذه الأسلحة «استؤنفت بعد فترة توقف». وأضاف أن الوضع الأمني في اللاذقية غرب البلاد «اعتبر جيداً بدرجة كافية» لاستئناف الشحن، مشيراً إلى أن 14 حاوية تم تحميلها منذ الرابع من نيسان (أبريل) على السفينة الدنماركية «آرك فوتورا» في مرفأ اللاذقية، موضحاً أنه ما زال من الممكن احترام البرنامج الزمني المحدد لإزالة هذه الترسانة قبل 30 حزيران (يونيو) المقبل.

وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ونشطاء أفادوا أن مقاتلي المعارضة «حرروا حاجزي المجبل والشيخ هلال الواقعين على طريق السلمية – أثريا في ريف حماة الشرقي، وقتلوا 13 من عناصر كانوا في الحاجزين واستولوا على دبابتين وأسلحة». وأوضح نشطاء أن ذلك أدى إلى «قطع الثوار طريق إمداد النظام إلى حلب ومعامل مؤسسة وزارة الدفاع في السفيرة» شرق حلب، تزامناً مع «قيام ثوار حلب بقطع أوتوستراد الراموسة، الذي يعتبر طريق إمداد» قوات النظام.

وردّت قوات النظام والطيران بقصف مناطق في بلدة كفرزيتا المجاورة، بعدما انفجرت عبوة ناسفة ليل أول من أمس في «سيارة تابعة لقوات الدفاع الوطني (الموالية للنظام) في منطقة السطحيات في ريف مدينة سلمية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر من قوات الدفاع الوطني»، وفق «المرصد».

وفي إدلب المجاورة في شمال غربي البلاد، سيطرت الكتائب المقاتلة على حاجز مفرق بلدة حيش عقب اشتباكات مع القوات النظامية منذ صباح أمس، «ما أدى إلى مقتل وجرح عدة عناصر من القوات النظامية وسط قصف الطيران الحربي المنطقة». كما استهدف مقاتلو المعارضة بقذائف الهاون حاجز المجرشة شمال بلدة حيش، بالتزامن مع تعرض خان شيخون المجاورة للقصف.

ويسيطر مقاتلو المعارضة منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2012 على مدينة معرة النعمان المجاورة لحيش في إدلب، ما أدى إلى قطع طريق إمداد رئيسي للنظام بين دمشق وحماة وحلب. وتمكن النظام قبل أشهر من فتح طريق إمداد بديل من حماة باتجاه السلمية، وصولاً إلى جنوب مدينة حلب. لكن المعارضة تقدمت في الأيام الأخيرة في مناطق بين حماة وريف إدلب.

وأفاد «المرصد» بمقتل 12 مقاتلاً معارضاً، وتسعة عناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين في هجوم شنه مقاتلون معارضون في منطقة الراموسة في جنوب مدينة حلب، حيث تدور مواجهات قرب مبنى الاستخبارات الجوية مركز القوات النظامية.

وفي شمال شرقي البلاد، صدت «جبهة النصرة» والكتائب الإسلامية المقاتلة هجوم «داعش»على مدينة البوكمال في دير الزور الذي بدأ فجر الخميس. وأوضح «المرصد» أن «النصرة والكتائب الإسلامية استعادت السيطرة على كامل المدينة»، وانسحب عناصر «داعش» إلى «محطة تي تو النفطية» الواقعة في البادية (الصحراء)، على مسافة نحو 60 كلم إلى الجنوب الغربي، مشيراً إلى أن معارك أمس أدت إلى مقتل 86 مقاتلاً على الأقل.

وفقد نظام الأسد السيطرة على البوكمال منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2012. وانسحب مقاتلو «داعش» في 10 شباط (فبراير) الماضي من كامل دير الزور بعد معارك مع مقاتلين إسلاميين بينهم عناصر «جبهة النصرة « المرتبطة بـ «القاعدة». وطردت «النصرة» والكتائب الإسلامية من البوكمال اللواء الإسلامي المقاتل المبايع لـ «الدولة الإسلامية» الذي كان يسيطر على المدينة. وأتت الاشتباكات ضمن المعارك التي تدور منذ مطلع كانون الثاني (يناير) بين التنظيم الجهادي وتشكيلات من المعارضة المسلحة.

في المقابل، أسفرت «اشتباكات عنيفة» بين «داعش» وفصيل مقاتل موال لـ «وحدات حماية الشعب الكردي» من جهة ثانية، عن السيطرة على قرية المردود في الرقة المجاورة لدير الزور، مع استمرار المواجهات في بلدتي اللوبيدة بريف تل أبيض (كري سبي) الغربي.

وفي نيويورك، تواجه الحكومة السورية، مدعومة بديبلوماسية روسية، تركيز الدول الغربية على الملف الإنساني في سورية بتصعيد مطالبة مجلس الأمن بتحرك ضد «المجموعات الإرهابية المتطرفة». وصعدت الحكومة السورية مستوى نشاطها الديبلوماسي من خلال ما وصفه أحد الديبلوماسيين بأنه «إغراق» الأمانة العامة ومجلس الأمن برسائل رسمية تنتقد «تحيز» مسؤولي هيئات الإغاثة في الأمم المتحدة.

وكثف السفير السوري بشار الجعفري مطالباته للأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بإدانة «استهداف المجموعات الإرهابية المدنيين السوريين واستخدامهم دروعاً بشرية»، استباقاً لطرح فرنسا مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو الى إحالة الجرائم المرتكبة في سورية الى المحكمة الجنائية الدولية.

وواكبت روسيا التصعيد الحكومي السوري بطرح مشروع بيان في مجلس الأمن يدين المجموعات المعارضة ويتهمها بالتطرف ويحملها مسؤولية عرقلة عملية تدمير الأسلحة الكيماوية. ونص مشروع البيان على أن مجلس الأمن «يعرب عن القلق من القصف المركز أخيراً من مجموعات المعارضة السورية على مدينة اللاذقية وضواحيها بما فيها الطرق المستخدمة لمرور قوافل نقل المواد الكيماوية الى المرفأ». واعتبر إن «هذه الأعمال تقوض الظروف الأمنية وتوجد عوائق أمام مواصلة نزع الأسلحة الكيماوية السورية بشكل سلس ومتواصل وسريع». لكن من الكستبعد جدا تبني هكذا مشروع قرار.

ويعقد مجلس الأمن الثلثاء بدعوة من فرنسا اجتماعاً غير رسمي «سيخصص لمناقشة تقرير التعذيب والاعدام في سجون النظام السوري» الذي كان نوقش في مجلس حقوق الإنسان. وقال ديبلوماسي معني إن «مشروع القرار الفرنسي المتعلق بإحالة سورية على المحكمة الجنائية الدولية نوقش بين الدول الغربية الدائمة العضوية، فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا، وسيوزع على باقي أعضاء مجلس الأمن بعد جلسة الثلثاء».

وقال ديبلوماسيون إن مشروع القرار الفرنسي «يشدد على ضرورة إجراء المحاسبة على كل الانتهاكات التي قد ترقى الى مستوى الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سورية، وإحالتها الى المحكمة الجنائية الدولية».

وينتظر مجلس الأمن خلال أسبوعين تسلم تقرير مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس عن تطبيق القرار 2139 المعني بإيصال المساعدات الإنسانية الى سورية عبر الحدود مع الدول المجاورة. وذكّرت آموس في بيان مساء أمس الأول أن «الاعتداءات على المدنيين هي جرائم حرب وقد ترقى الى جرائم ضد الإنسانية». واوضحت ان «استخدام السيارات المفخخة والبراميل المتفجرة والقصف الجوي والمدفعي على المناطق المدنية من دون تمييز بين الأهداف العسكرية والمدنيين هي انتهاكات للقانون الدولي الإنساني». وشددت على ان «استخدام الحصار سلاح حرب، وتجنيد الأطفال للقتال، واستخدام العنف الجنسي ضد النساء والفتيات، هي أعمال مقيتة ويجب أن تتوقف فوراً».

لبنان: توقيف “نسر عرسال” المتورط في تفخيخ سيارات

 بيروت ـ “الحياة”

أوقف الجيش اللبناني، اليوم السبت، أحمد الأطرش المُلقّب بـ”نسر عرسال”، والمتورّط في تفخيخ سيارات، وهو شقيق المطلوب الخطير سامي الأطرش، المُشتبه بانتمائه إلى “كتائب عبدالله عزام”، والذي تُوفّي الشهر الماضي.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن مخابرات الجيش أوقفت على حاجز وادي حميد، في عرسال، أحمد الأطرش، المُلقّب بـ”نسر عرسال”، والمُتهم بأنه أحد المتورّطين الخطيرين بتفخيخ السيارات.

وأضافت الوكالة أن المطلوب هو شقيق المطلوب الخطير سامي الأطرش، الملقّب بـ”الداروخ”، والذي قضى نتيجة إصابته في تبادل لإطلاق النار، خلال مداهمة الجيش لأحد المنازل في عرسال، في 27 آذار (مارس) الماضي. واعتُبر الإمساك بالأطرش صيداً ثميناً.

ويُشتبه بانتماء سامي الأطرش إلى “كتائب عبدالله عزام”، وهو “مطلوب بجرم تجهيز سيارات مفخخة، وإطلاق صواريخ وقذائف هاون على قرى وبلدات لبنانية، واحتجاز مواطنين، والمشاركة بقتل أربعة مدنيين في وادي رافق – عرسال، وقتل عسكريين في وادي حميد – عرسال، والتخطيط لاستهداف أحد الضباط بعبوة ناسفة”، بحسب بيان للجيش اللبناني.

والمتهمان قريبان للشيخ عمر الأطرش، الموقوف منذ أكثر من شهرين، بتهمة ضلوعه بانفجاري حارة حريك، ونقل انتحاريين.

المغرب يعلن تفكيك “خلية إرهابية” تجند مقاتلين إلى سورية

الرباط ـ أ ف ب

أعلنت السلطات المغربية أنها فككت “خلية ارهابية” جديدة، تقوم بتجنيد جهاديين، ثم ترسلهم للقتال في سورية.

وأفاد بيان نشرته الإدارة العامة للأمن الوطني، اليوم السبت، أن هذه الخلية كانت تُرسل المقاتلين “بالتنسيق مع ممثلي تنظيمات إرهابية موالية للقاعدة”.

وأوضحت الإدارة أن الخلية كانت تدرّب مقاتلين في المغرب، قبل أن تُرسلهم للقتال في سورية، لافتةً إلى أنها كانت تموّل سفر هؤلاء المتطوّعين “عبر جمع تبرعات”.

وسبق أن أعلنت الرباط، مراراً، تفكيك “خلايا إرهابية”، علماً بأنها تعرّضت لتهديد مباشر من “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، في شريط مُصوّر بُثّ العام الفائت.

ولا تُخفي السلطات المغربية قلقها حيال تجنيد جهاديين شبان، وإرسالهم إلى سوريا، وجبهات أخرى، قبل أن يعودوا إلى المملكة.

وأسفرت هجمات نُسبت إلى تنظيم القاعدة، في الدار البيضاء، في 16 أيار (مايو) 2003 عن 33 قتيلاً.

الائتلاف السوري يطالب بتحقيق دولي عاجل في استخدام الغازات السامة

 دمشق – الاناضول

طالب الائتلاف السوري المُعارض، اليوم السبت، الأمم المتحدة بإجراء تحقيق عاجل في استخدام قوات النظام للغازات السامة ضدّ المدنيين في سورية.

وقال الائتلاف، في بيان أصدره اليوم، إنه “يُجدّد دعوته الأمم المتحدة من أجل إجراء تحقيق سريع في المُستجدات المُتعلّقة باستخدام قوات النظام للغازات السامة ضدّ المدنيين، كما يدعو مجلس الأمن إلى وضع حدّ للتجاوزات التي يمارسها النظام والخروقات الرهيبة للاتفاقيات الدولية”.

وقال مسؤول العلاقات الخارجية في مكتب توثيق الملف الكيماوي في سورية نضال شيخاني، في مقابلة مع وكالة الأناضول إن “4 قتلى بينهم طفل، وعشرات المصابين بحالات اختناق بين المدنيين، سقطوا في هجوم نفذته قوات النظام بالغازات السامة على بلدة كفرزيتا، بريف حماة الشمالي  ومدينة حرستا بريف دمشق الشمالي”.

وأضاف بيان الائتلاف أن استهداف “حرستا” و”كفر زيتا” بالغازات السامة يُعدّ “تحدياً جديداً للعالم بأسره وعهوده وتفاهماته”.

ورأى أن “النظام السوري حصل على “الضوء الأخضر” بفضل الصمت الدولي على جرائمه المُتكررة”، مُحذراً من أن “النظام لن يتوقف عن استخدام الأسلحة الكيميائية، إلا تحت التهديد الجاد”.

يُشار الى أن المُعارضة السورية تتهم النظام باستخدام الاسلحة الكيماوية والغازات السامة، وخاصة في ريف دمشق في آب (أغسطس) الماضي، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة الى التهديد بالتدخل العسكري في سورية.

“النصرة” طردت “داعش” من البوكمال / معاودة نقل الأسلحة الكيميائية

(و ص ف، رويترز، أ ش أ)

تمكنت “جبهة النصرة” وكتائب اسلامية من التصدي لهجوم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) على مدينة البوكمال في شرق سوريا على الحدود مع العراق، اثر معارك سقط فيها 86 قتيلاً من الطرفين. وتدور معارك عنيفة في شمال البلاد ووسطها بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة الذين يحاولون قطع خطوط امداد للنظام نحو مدينة حلب.

وأعلنت “داعش” مقتل أمير التنظيم في البادية السورية أبو زيد التدمري من غير ان توضح أين قتل، والجهة المسؤولة عن مقتله، لكنها نشرت صورة التدمري مقتولا. وتمتد البادية السورية من شرق حمص بوسط البلاد إلى الحدود العراقية والأردنية.

من جهة اخرى، صرح الناطق باسم القوة البحرية المكلفة نقل الاسلحة الكيميائية السورية سايمن رودي معاودة عمليات نقل هذه الاسلحة، مشيراً الى انه لا يزال ممكناً احترام البرنامج الزمني المحدد لازالة هذه الترسانة في 30 حزيران.

ويعقد مجلس وزراء الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي الاثنين اجتماعا في لوكسمبور برئاسة الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين أشتون.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال إنه، الى الوضع في أوكرانيا، سيناقش الوزراء أيضا العملية السياسية في سوريا بعد فشل الجولة الثانية من المفاوضات في جنيف وإمكان إجراء جولة ثالثة. وأضاف أن الاجتماع سيتركز كذلك على نزع الاسلحة الكيميائية السورية فضلا عن القضايا الانسانية في البلاد. وأكد أن تنفيذ عملية انتقال سياسي يعد السبيل الوحيد لانهاء الازمة السورية.

«جهاديو سوريا» يهددون بإشعال صراع العشائر

واشنطن تطلب من إسرائيل حماية المسلحين في الجولان

عزز هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على مدينة البوكمال في دير الزور خلال اليومين الماضيين، لانتزاع السيطرة عليها من «جبهة النصرة»، من حدة الانقسام بين عشائر المنطقة، ما ينذر باندلاع حرب ضروس، قد تفاقم حريق الأزمة السورية، وتمتد إلى العراق نتيجة التداخل بين عشائر البلدين، بالإضافة إلى تواجد «داعش» على طرفي الحدود، فيما تواصلت الاشتباكات العنيفة بين القوات السورية والمسلحين في حلب، واستمر سقوط قذائف الهاون على دمشق.

وكان بارزاً، أمس، ما كشفته صحيفة «وورلد تريبيون» الأميركية من أن واشنطن طلبت من إسرائيل استهداف القوات السورية في الجولان، لحماية مسلحين دربهتم الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» في الأردن، لكن تل أبيب، بحسب الصحيفة، رفضت ذلك خوفاً من نشوب حرب إقليمية يريدها «حزب الله» وإيران.

ونقلت الصحيفة عن مصادر ديبلوماسية غربية قولها إن إدارة الرئيس باراك أوباما حثت إسرائيل على وقف تقدم الجيش السوري في اتجاه مسلحين أشرفت على تدريبهم في الأردن وكالة الاستخبارات الأميركية ووصلوا في آذار الماضي إلى مقربة من الجولان المحتل.

وأوضحت المصادر أنّ هذا الطلب الأميركي الأول من الجيش الإسرائيلي للتدخل في سوريا، مضيفة أن أوباما ومساعديه كرروا تحذير اسرائيل من رفض ضرب سوريا، التي ترسل صواريخ بعيدة المدى وأنظمة دفاع جوي الى «حزب الله» في لبنان. وقال مصدر آخر للصحيفة إن «ضربة (إسرائيلية) ستقود إلى حرب إقليمية، من النوع الذي ترغب فيه إيران وحزب الله في الوقت الراهن».

وأعلن مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين أن «الأزمة في أوكرانيا لم تؤثر في قرار موسكو وواشنطن التعاون في ما يتعلق بالأزمة السورية». وقال «كان لدي قبل فترة لقاء مع المندوب الأميركي الجديد حول سوريا ديفيد روبنشتاين، وتحدثنا حول الموضوع، كما خلصنا إلى رأي مفاده أن من الضروري استئناف عملية المفاوضات السورية». وأضاف «لم يكن لدي أي انطباع وكأن الأزمة الأوكرانية أثرت على القرار الأميركي في التعاون مع روسيا في ما يتعلق بمسألة تسوية الأوضاع في سوريا».

وهدأت حدة المواجهات في المنطقة الشرقية بين مسلحي «داعش» و«جبهة النصرة»، ومن معهما من الكتائب والعشائر، بعد أن سقط عشرات القتلى والجرحى، ودخلت تغييرات على خريطة دير الزور من حيث الفصائل المسيطرة على كل منطقة.

ففي البوكمال، التي وصف النشطاء ما جرى فيها بأنه أضخم مجزرة تتعرض لها المدينة منذ بدء الأزمة السورية، قال مصدر، لـ «السفير»، إن لمسات القائد العسكري لـ«داعش» عمر الشيشاني كانت واضحة في الهجوم، موضحاً أن «داعش» لم يكن يهدف من «الهجوم البَرْقي» فرض سيطرته على المدينة، وإنما توجيه رسالة إلى كل من يعنيه الأمر «أننا نستطيع غزوكم وتأديبكم أينما كنتم».

وذكر مصدر محلي، لـ«السفير»، أن غالبية القتلى هم من «جبهة النصرة» ولواءي «القادسية» و«عمر المختار». وبعد انسحابهم تمركز عناصر «داعش» في المنطقة الصناعية التي تبعد 3 كيلومترات عن مركز مدينة البوكمال المهددة بحرب عشائرية خطيرة، بسبب انقسام ولاء العشائر فيها بين «النصرة» و«»داعش» و«الجيش الحر»، وتراكم موجبات الثأر والانتقام بين بعضهم البعض بعد استفحال أعمال العنف والسرقة.

وثمة معلومات أن قرية القورية لن تكون لـ «داعش»، لا سيما على خلفية الانقسام العشائري، حيث أن غالبية الأهالي من عشيرة القرعان المتعاقدين مع عشيرة العقيدات المعروفة بتحالف معظمهما مع «جبهة النصرة». يؤكد ذلك ما ذكره مصدر محلي من القورية، لـ«السفير»، أن العديد من وجهاء المدينة يرفضون خطوة «لواء القعقاع» بمبايعة «داعش»، ومنهم من وجه إنذاراً إلى قائد «اللواء» بوجوب مغادرة المدينة مع أصدقائه «الداعشيين» خلال 24 ساعة، الأمر الذي يشير إلى أن المدينة قد تكون مقبلة على جولة جديدة من العنف، وربما تغرق مثل مدينة البوكمال في بحر الخلافات العشائرية. (تفاصيل صفحة…)

في هذا الوقت، تشير معطيات إلى إمكانية حصول تسوية في مدينة حمص، وتحديداً الأحياء القديمة المحاصرة، قد تجنب المنطقة عملية عسكرية للقضاء على آخر مواقع المسلحين. ويقول نشطاء إن عدداً من المقاتلين غادروا إلى مناطق تحت سيطرة المعارضة، لكن الحصار عليها أقل شدة من أحياء الخالدية وباب هود وجورة الشياح والوعر، أو حتى الريف الشمالي كالرستن وتلبيسة.

وفي دمشق، سقطت قذائف هاون في أحياء القصاع والبرامكة ومدخل حديقة تشرين في ساحة الأمويين، وذلك بعد يوم من سقوط أكثر من 70 قذيفة على العاصمة، في اكبر تصعيد ميداني تشهده منذ أشهر.

وتواصلت الاشتباكات على محاور الراشدين والليرمون والعامرية في حلب. وأكدت مصادر المعارضة أن المقاتلين ما زالوا على مشارف مقر الاستخبارات الجوية في حي جمعية الزهراء، وأنهم «سيطروا على مبنى للهلال الأحمر ودوار المالية». وأعلنت «غرفة عمليات أهل الشام» قطع الطريق الواصل من خناصر إلى الراموسة، وهو طريق الإمداد الذي يصل الريف الجنوبي بالمدينة، فيما نفت مصادر موالية الخبر مؤكدة أن الجيش يسيطر بشكل كلي على المنطقة.

(«السفير»، «روسيا اليوم»، ا ف ب)

فريدريك هوف لـ«السفير»: لا أرى حلاً سياسياً في سوريا

متفائل بالاتفاق مع إيران.. وجهود كيري للتسوية ستنجح

علي شقير

خلال أعوام ثلاثة مضت، تغيرت خريطة الصراعات في منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص، وفي العالم عامة. وفي حين ما زالت المراوحة تحكم الأزمة السورية، سياسياً على الأقل، فإن ما طرأ على صعيد التقدم في الملف النووي الإيراني في تشرين الثاني الماضي، والإيجابية المتوقعة في أيار المقبل للوصول إلى اتفاق شامل ودائم، بالإضافة إلى مفاوضات التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي ما زالت حتى اليوم تقع في خانة «التشاؤل». هذه الملفات جميعاً تؤثر بشكل أو بآخر على الاستراتيجية الدولية في النظر إلى التوازنات والحلول أيضاً، وخصوصاً مع دخول الأزمة الأوكرانية على خط المناوشات الأميركي الروسي.

هل ما زال احتمال الحل السياسي قائماً في سوريا؟ وهل هناك طرف يمكنه الاتجاه إلى الحسم العسكري؟ ماذا عن الدور التركي في كسب؟ والتقارب مع إيران؟ وجهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري في التسوية؟

«لست متفائلاً جداً بالحل الديبلوماسي للأزمة السورية»، يقول المبعوث الأميركي السابق للمرحلة الانتقالية في سوريا فريدريك هوف في حديث إلى «السفير»، على هامش المؤتمر الإقليمي الرابع الذي يعقده «مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية» للجيش اللبناني، والذي يختتم أعماله اليوم في فندق «مونرو» في بيروت.

عندما سألته «السفير» عن مدى الاعتقاد الأميركي بأن الحل السوري سيكون سياسياً، قال هوف «في الوقت الحالي، أنا لست متفائلاً، ذلك لأن النظام السوري كان واضحاً في جولتي المفاوضات في جنيف، وكان أكثر وضوحاً في إعلان الانتخابات، فهو غير مهتم بالعمل بحسب صيغة جنيف 1».

وأضاف أنه «في جميع الأحوال، تلك هي الصيغة المتفق عليها من قبل الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن. هم حالياً، يعتبرون أن هذا هو النموذج الوحيد للمفاوضات والحل، وأنا لست متفائلاً أبداً بأن النظام مهتم في المشاركة في صيغة كهذه».

تطرق المبعوث السابق في حديثه إلى الانتخابات الرئاسية السورية المقبلة، وترشح الرئيس السوري بشار الأسد لولاية ثالثة. حين سألت «السفير» عن احتمال إعادة انتخاب الأسد وما إذا كانت هذه المرحلة مفصلية في سير الأزمة، أجاب هوف ممازحاً: «حين أنظر إلى كرتي البلورية يمكنني أن أتنبأ بأن بشار الأسد سيربح الانتخابات الرئاسية. أعتقد أن السؤال التحليلي الذي أفكر فيه هو هل سينجح بنسبة 93 في المئة أم 97 في المئة؟».

يغفل المسؤول الأميركي عن ذكر تشتت المعارضة السورية سياسياً، والاقتتال الداخلي بين الأطراف المسلحة التي تقاتل النظام، ويحاول عدم ذكر الأطراف الإقليمية العربية والدولية التي ترسل السلاح والمسلحين إلى سوريا، مؤكداً أيضاً ضرورة أن تدعم الولايات المتحدة هذه الأطراف بالسلاح ولكن «بحذر».

ويسترسل في الشرح قائلاً إن «إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لديها الآن التحدي نفسه الذي واجهته حين أصبح جون كيري وزيراً للخارجية. عندها قال كيري إن التحدي في هذه المرحلة هو إعادة التوجيه وتغيير حسابات ومعادلات النظام السوري في عملية المفاوضات.

ويضيف هوف «ما يمكنني قوله الآن، إن الوضع الميداني وموازين القوى على الأرض هي الشيء الوحيد الذي يستند اليه النظام للقيام بحساباته، فهو يتلقى دعماً هائلاً من إيران من خلال إرسال المسلحين، ومن الروس أيضاً. فإذا كان لا بد من توقع طريقة تستطيع الإدارة الأميركية من خلالها تغيير المعادلة، فسيكون عن طريق زيادة المساعدة زيادة ملحوظة للمعارضة السورية»، مشيراً إلى أنه «بالنسبة إلى الولايات المتحدة، يجب أن تعرف بعمق من هي المعارضة الوطنية الحقيقية، وعلى ماذا يجب أن تحصل، وهذا مهم جداً، ألا يذهب الدعم إلى الأشخاص الخطأ».

وفي محاولة لاستطلاع الواقع على الأرض، حاولت «السفير» سؤال هوف عن دور النظام التركي في معركة حلب المشتعلة حالياً، فأجاب أنه «من الصعب عليّ تعريف هذا الدور شخصياً. أرى الكثير من التقارير المتضاربة عن الحالة على أرض الواقع وكذلك عن الدوافع التركية. لا يمكنني الحديث عن هذا الموضوع بثقة».

وفي حين أن الأميركيين كانوا يشددون دائماً على «حماية الأقليات» في سوريا، فإن الوجود الأرمني في كسب مهدد الآن، خصوصاً مع اقتراب الذكرى المئوية الأولى للإبادة التركية للأمن.

يشير الديبلوماسي الأميركي إلى أن بلاده تعير الاهتمام لهم. يقول إن «الأميركيين عموماً، مهتمون اهتماماً كبيراً وعميقاً بالوضع السوري وكذلك بأحدث القتل الجماعية في مختلف المناطق. بالنسبة إلى الولايات المتحدة، لدينا ميل للقول إن الأمر فظيع فعلاً، ولكن هل هو فعلاً من شأننا؟ أم شأن غيرنا؟».

ويضيف أن «الطريقة الوحيدة لتخطي هذا النوع من السلوك، وهو ليس جيداً بالضرورة ولكن يمكن تفهمه، يكون عن طريق قيادة رئاسية. هذا ما كانت الحال عليه في القرن العشرين عندما كانت الولايات المتحدة تواجه صعوبات مماثلة. وعندها قررت الولايات المتحدة أنه لا بد من نوع من التدخل (العسكري) واستطاع شرح ذلك للشعب في الكونغرس».

إيران والـ«5+1»

يبدي هوف تفاؤلاً تاماً في الموضوع الإيراني، ويؤكد أن التوصل إلى اتفاق دولي أمر وارد جداً خلال المدة المحددة التي تنتهي في تموز المقبل.

«ما يمكنني قوله بالتأكيد، وبصفتي الديبلوماسية الأميركية وبما أننا جزء من مجموعة الدول الست، سيكون هناك جهد كبير من أجل الوصول إلى اتفاق نهائي»، يقول هوف.

ويضيف «هناك عراقيل ووجهات نظر مختلفة داخل إيران. وأعتقد أن القرار في نهاية المطاف سيكون للمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية (السيد علي خامنئي). فإذاً، العراقيل محتملة، ولكن يمكنني القول، بالرغم من كوني بعيداً عن العمل الحكومي لسنة ونصف، ولكن لدي العديد من الزملاء المشاركين في المفاوضات النووية، إن العمل والجهد الدؤوبين سيؤديان إلى اتفاق جيد ومتين».

مفاوضات التسوية

يجزم فريدريك هوف أن المفوضات ستودي إلى نتيجة في نهاية المطاف، ولكن من دون أن يتمكن من تحديد هذه النتيجة.

يقول «لا يمكنني أن أصدق أن جون كيري شارك في شيء ما بقلبه وعقله أن ينتهي، يقوم بجهد مخيف للوصول إلى اتفاق»، مضيفاً أن «كيري سيبقى يحاول بإصرار ليس فقط لإبقاء المفاوضات سائرة، ولكنه سيتمكن من صياغة اتفاق، أنا متأكّد».

علي شقير

مصير حمص بين التسوية أو الحسم

طارق العبد

حالة من الترقب تسود مدينة حمص، وتحديداً الأحياء القديمة المحاصرة منذ أكثر من سنة ونصف السنة، حيث تشير المعطيات إلى إمكانية تسوية وشيكة في الأيام القليلة المقبلة قد تجنب المنطقة عملية عسكرية للقضاء على آخر مواقع المسلحين، في مدينة تم التعويل عليها كثيراً كرمز للعمل المسلح .

لا يوجد حتى الآن كلام رسمي عن اتفاق بين الحكومة والمسلحين في حمص القديمة، لكن عشرات الدلائل تشير إلى تسوية قد تنجز في الفترة المقبلة، وذلك رغم كل التصعيد الميداني من الطرفين، بداية بمقتل قياديين من المجموعات المسلحة، ثم تفجير سيارتين في حي كرم اللوز وصولاً لقتل 14 شخصاً برصاص مجهولين، واغتيال الأب اليسوعي فرانس فندرلخت في قلب الأحياء المحاصرة التي تتعرض للقصف بشكل متواصل.

وتؤكد مصادر ميدانية أن أعدادا كبيرة من المقاتلين في المنطقة قد سلموا أنفسهم، وهذا ما تؤكده أيضا وكالة الأنباء السورية (سانا)، كان آخرهم 54 شخصا تمت تسوية أوضاعهم أمس الأول.

ويقول نشطاء إن عدداً من المقاتلين غادروا إلى مناطق تحت سيطرة المعارضة، لكن الحصار عليها اقل شدة من أحياء الخالدية وباب هود وجورة الشياح والوعر، أو حتى الريف الشمالي كالرستن وتلبيسة.

وكان لافتاً ما أعلنه قبل أيام الداعية السلفي إياد قنيبي عن نداء استغاثة وصله من المسلحين في حمص، حيث تشير المصادر من داخل الأحياء المحاصرة إلى أن الوضع الإنساني بلغ حداً لم يعد بالإمكان احتماله، الأمر الذي دفع الكثيرين للخروج وتسليم أنفسهم ما قلل أعداد المقاتلين في المنطقة، غير أن آخرين رفضوا المغادرة وأعلنوا إصرارهم على القتال حتى النهاية.

في المقابل، تكشف مصادر عسكرية أن احتمال المواجهة ما زال قائماً، لكن المعركة لن تدوم طويلاً مع حسم معظم الجبهات التي من الممكن أن تشكل خط إسناد للمقاتلين، بداية من المدينة نفسها، حيث بابا عمرو وباب السباع، إلى الريف الغربي، حيث الحصن وتلكلخ، والجنوبي في القصير. ليبقى الريف الشمالي، حيث تتمركز فصائل عدة تتبع إلى “الجيش الحر” أو “الجبهة الإسلامية”، والتي أخفقت في فتح أي خط إمداد إلى المدينة القديمة. ويتهمها الكثير من ناشطي المنطقة بالتخاذل وتسليم الجبهة، كما حصل في معركة “قادمون”، التي انطلقت منذ سنة بقصد فك الحصار عن المناطق المحاصرة، من دون أن تحقق أي انجاز يذكر .

وفي دمشق، سقطت قذائف هاون في أحياء القصاع والبرامكة ومدخل حديقة تشرين في ساحة الأمويين، وذلك بعد يوم من سقوط أكثر من 70 قذيفة على العاصمة، في اكبر تصعيد ميداني تشهده منذ أشهر.

وأظهر شريط مصور بث على الانترنت عناصر تابعين الى “فيلق الرحمن” يقومون بإطلاق الهاون على دمشق. وذكر “المركز السوري للتوثيق” أن قصفاً واشتباكات قد اندلعت في مخيم خان دنون في الكسوة جنوب دمشق، فيما أشار ناشطون إلى أن المعارك قد وقعت اثر سيطرة فصيل تابع لـ”جبهة ثوار سوريا” على المخيم اثر معارك عند الحواجز العسكرية ثم اقتحامه، بينما استمر الوضع الميداني على حاله في الغوطة الشرقية، وتحديداً في المليحة.

وفي حلب، تواصلت الاشتباكات على محاور الراشدين والليرمون والعامرية. واكدت مصادر المعارضة أن المقاتلين ما زالوا على مشارف مقر الاستخبارات الجوية في حي جمعية الزهراء، وانهم “سيطروا على مبنى للهلال الأحمر ودوار المالية”. وأعلنت “غرفة عمليات أهل الشام” قطع الطريق الواصل من خناصر إلى الراموسة، وهو طريق الإمداد الذي يصل الريف الجنوبي بالمدينة، فيما نفت مصادر موالية الخبر مؤكدة أن الجيش يسيطر بشكل كلي على المنطقة .

أما في ادلب، فقد أعلنت الفصائل المشاركة في معركة “صدى الأنفال” سيطرتها على بلدة حيش التي تقع على الطريق الدولي، حيث تتواصل المعارك بين القوات السورية والمسلحين في مورك وخان شيخون.

مكتب لتوثيق الكيماوي السوري: 41 هجوماً شنته قوات النظام خلال ثلاث سنوات

علاء وليد- الأناضول: أعلن مكتب لتوثيق الملف الكيماوي السوري السبت، أن عدد الهجمات التي استخدمت فيها قوات النظام السوري الأسلحة الكيميائية والغازات السامة خلال ثلاث سنوات من الصراع بلغ 41 هجوماً، كان آخرها الجمعة.

وفي تصريح لوكالة (الأناضول) عبر الهاتف، قال نضال شيخان  مسؤول العلاقات الخارجية في “مكتب توثيق الملف الكيمياوي في سوريا”، الذي يضم عسكريون منشقون عن جيش النظام ويصف نفسه بأنه “مستقل”، إن المكتب تمكن من توثيق 41 هجوماً استخدمت فيها قوات النظام الأسلحة الكيميائية والغازات السامة، لافتاً إلى وجود بعض الهجمات التي لم يتمكن من توثيقها بسبب “صعوبة التواصل والتنقل داخل الأراضي السورية”.

وأضاف شيخاني أن آخر مرة استخدمت فيها قوات النظام الغازات السامة كانت، أمس الجمعة، حيث سقط أربعة قتلى بينهم طفل، وعشرات المصابين بحالات اختناق بين المدنيين في قصف نفذته تلك القوات، على بلدة “كفر زيتا” بريف حماة الشمالي (وسط) ومدينة “حرستا” بريف دمشق الشمالي (جنوب).

ورجّح المسؤول وقوع وفيات جديدة بين المصابين وذلك لكثرة عددهم، لم يبيّنه بالتحديد، والنقص الحاد في الكوادر الطبية والمواد الإسعافية في المنطقتين المستهدفتين.

وأشار إلى أن استهداف حرستا بالغازات السامة الجمعة، يأتي للمرة الثانية خلال أقل من عشرة أيام حيث سبق واستهدفت قوات النظام المدينة التي تسيطر عليها قوات المعارضة في 4 أبريل/ نيسان الجاري، بغازات سامة ما أدى لوقوع قتيلين وعشرات المصابين بحالات اختناق بين المدنيين.

وتم تأسيس مكتب “توثيق الملف الكيمياوي في سوريا”، في أكتوبر/ تشرين الأول 2012، بهدف توثيق انتهاكات النظام واستخدامه للأسلحة الكيميائية في المناطق السورية، وجمع الدلائل والشهادات بخصوص ذلك.

وعمل المكتب الذي يتخذ من بروكسل مقراً له، على متابعة عملية نقل المخزون الكيمياوي لدى النظام بعد قرار الأخير تسليمه نهاية العام الماضي، من خلال ناشطين سوريين على الأرض والمنظمات الدولية المختصة.

ولم يتسنّ حتى الساعة (16 تغ)، التحقق مما ذكره مسؤول العلاقات الخارجية في المكتب من مصدر مستقل، كما لا يتسنّ عادة الحصول على تعليق رسمي من النظام السوري على ما ينسب له بسبب القيود التي يفرضها على الإعلام.

وفيما لم يؤكد المسؤول الدلائل التي استند إليها في توثيقه للهجمات الكيماوية التي أحصاها أو نوع الأسلحة المستخدمة، قال خبير سوري في الفيزياء النووية إن التحقق بشكل “جازم” من استخدام الأسلحة الكيميائية أو الغازات السامة، وتحديد نوعها يحتاج إلى اختبار الحمض النووي أو الـ(DNA) للمصابين، وذلك من قبل خبراء مختصين في هذا المجال، بحسب ما ذكر في تصريحات سابقة لـ(الأناضول).

وأضاف الخبير، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، إن الطبيب الذي يستقبل الحالة الإسعافية يستطيع أن يحدد “بشكل أولي” تعرض المصاب لغاز سام أو سلاح كيميائي، لكن تأكيد ذلك بحاجة لـ”تحليلات واختبارات أكثر تعقيداً”، حسب وصفه.

وبعد تهديد الولايات المتحدة بشن هجوم عسكري ضد النظام السوري على خلفية اتهامه بارتكاب الهجوم الكيميائي “الأكبر” على ريف دمشق أغسطس/ آب الماضي وأودى بحياة 1400 قتيل، وافق النظام على مقترح حليفته روسيا بتسليم ما بحوزته من أسلحة كيميائية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتدميرها.

وبدأت عمليات نقل تلك الأسلحة، التي تقدر بنحو 1300 طن بحسب ما أعلنته دمشق العام الماضي امتلاكها، عبر ميناء اللاذقية على البحر المتوسط مطلع العام الجاري، إلا أن تسليم بعض الدفعات من الأسلحة تأخر عن البرنامج الزمني المحدد.

موقع سوري معارض ينتهي من نشر صور مفترضة لـ”ألف قتيل” من حزب الله

علاء وليد- الأناضول: عرض موقع إخباري سوري معارض لنظام بشار الأسد، الحلقة العاشرة والأخيرة من سلسلة قال إنها تحوي ألف صورة موثقة بالاسم لعناصر من حزب الله اللبناني قتلوا في سوريا خلال المعارك مع قوات المعارضة.

وقال موقع (كلنا شركاء) أحد أشهر المواقع الالكترونية الإخبارية التابعة للمعارضة السورية، مساء الجمعة، إن الصور التي بدأ بعرضها “حصرياً” منذ خمسة أشهر، لا تشمل عشرات المقاتلين الذين سقطوا، مؤخراً، لافتاً إلى أنه ربما يفرد لهؤلاء حلقة خاصة يعرض صورهم فيها لاحقاً، لم يحدد موعداً.

وكان الموقع نفسه، أعلن في ديسمبر/ كانون الأول الماضي أنه تمكن “حصرياً” من توثيق صور واسم لحوالي ألف قتيل من حزب الله كانوا يقاتلون إلى جانب قوات النظام السوري وسقطوا في مناطق متفرقة من البلاد.

ولفت الموقع وقتها، إلى أن من بين القتلى العشرات من القادة الميدانيين الفاعلين في الحزب، على حد قوله، ووعد أنه سيقوم بنشر الصور التي يملكها على 10 حلقات، الأولى كانت في 11 ديسمبر/ كانون الثاني والأخيرة كانت أمس الجمعة، 11 أبريل/ نيسان.

إلا أنه لم يبيّن في أي من الحلقات التي عرضها مصدر الصور وكيفية توثيقه لها.

ولم يتسنّ التأكد من صحة الصور التي عرضها الموقع السوري المعارض من مصدر مستقل، كما لا يتسنّ عادة الحصول على تعليق رسمي من حزب الله حول قتلاه في المعارك.

ويقاتل حزب الله بشكل علني الى جانب قوات النظام السوري، ضد قوات المعارضة منذ مطلع العام الماضي، بعد أن كان يبرر تواجد محدود لقواته في سوريا لحماية مرقد السيدة زينب (حفيدة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم) التي لها مكانة كبيرة لدى الشيعة، المذهب الديني الذي يتّبعه الحزب.

وبرز دور حزب الله في المعارك التي خاضها النظام السوري ضد قوات المعارضة في القصير بريف حمص الغربي (وسط)، العام الماضي، ومنطقة القلمون بريف دمشق (جنوب) المحاذية للحدود اللبنانية، مؤخراً، وكان للحزب دور كبير في تمكين النظام السوري من استعادة السيطرة على المنطقتين التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة.

وبحسب مصادر في المعارضة السورية، فإن حزب الله خسر العشرات من مقاتليه خلال معارك السيطرة على بلدات ومدن القلمون التي بدأت مطلع العام الجاري، وهو التاريخ الذي يلي إعلان الموقع السوري عن نشره للصور.

قوات البيشمركة: لسنا طرفاً في حفر خندق على الحدود مع سوريا

بغداد- الأناضول: قال مسؤول بقوات حرس حدود إقليم شمال العراق (البيشمركة) السبت، إن “البيشمركة ليست طرفا في حفر خندق أمني على الحدود السورية العراقية من جهة مدينة الموصل”.

وأوضح الفريق (جبار ياور) أمين عام وزارة البيشمركة لوكالة الأناضول، أن “حماية حدود العراق من اختصاص قيادة قوات حرس الحدود التابعة لوزارة الداخلية الاتحادية، والمنطقة التي يجرى فيها حفر الخندق الأمني في نينوي (شمال)، تخضع لحماية فوج من قوات وزارة الداخلية العراقية ومقره في الموصل (عاصمة محافظة نينوي)”.

وأضاف ياور “قوات البيشمركة ليست طرفا في حفر الخندق، وحماية المنطقة من اختصاص الحكومة الاتحادية من الناحية الامنية”.

ووفقا للدستور العراقي، فإن حماية حدود العراق من الاختصاصات الحصرية للحكومة الاتحادية، ممثلة في وزارتي الدفاع والداخلية.

واستبدلت القيادة العامة للجيش العراقي، قوات حرس الحدود المرابطة على الحدود العراقية-السورية من جهة محافظة الانبار (غرب) العام الماضي، بقوات مدرعة تابعة لوزارة الدفاع، لامتلاك الأخيرة تسليحا يفوق تسليح قوات وزارة الداخلية، بعد تكرار الاشتباكات مع عناصر تنظيم “داعش”.

وكانت سلطات إقليم شمال العراق، شرعت الجمعة بحفر خندق على الحدود مع سوريا، بهدف منع تسلل المهربين والجماعات الإرهابية القادمين من الأراضي السورية.

وعممت القيادات الأمنية في العراق فكرة حفر الخنادق حول محيط المدن، ومنها كركوك وقضاء طوزخورماتو (شمال)، ونقاط واقعة على الحدود العراقية-السورية، منعا لعبور المسلحين ونقل الاسلحة.

معارك عنيفة قرب مركز المخابرات الجوية في مدينة حلب

بيروت- (أ ف ب): تدور منذ سبع ساعات معارك عنيفة جدا على مسافة قريبة من مركز المخابرات الجوية في غرب مدينة حلب، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان السبت.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “انها المعارك الاعنف منذ بدء اعمال العنف في حلب (في شباط/ فبراير 2012) والاكثر قربا من مركز المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء”.

واشار إلى أن الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة “مستمرة منذ سبع ساعات، ويتخللها قصف عنيف”.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني ان “الطيران الحربي يقصف بالرشاشات الثقيلة حي الليرمون (في شمال رغب المدينة) ومحيط فرع المخابرات الجوية”.

واشار المرصد إلى “حركة نزوح كبيرة لاهالي الحي إلى مناطق اخرى” من حلب، والى “خسائر بشرية في صفوف الطرفين”.

وقصف الطيران الحربي طيلة يوم امس ومنذ فجر اليوم احياء عدة في حلب. وقتل اربعة مقاتلين معارضين في احدى الغارات الليلية على حي الراشدين في شرق المدينة.

في المقابل، افاد المرصد عن مقتل عشرة مواطنين “بينهم خمسة اطفال اثر سقوط قذائف اطلقتها كتائب اسلامية مقاتلة امس على مناطق في احياء خاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب”.

في محافظة حماه (وسط)، نقل المرصد السوري عن مصادر طبية في بلدة كفرزيتا ان “حالات اختناق وتسمم وصلت الجمعة الى مشافي البلدة”، وقد اصيب اصحابها في “قصف جوي على البلدة نجم عنه انتشار دخان كثيف”.

ولم يكن في الامكان معرفة تفاصيل اكثر عن هذه الاصابات.

جبهة النصرة تصدّ هجوم ‘الدولة الاسلامية’ على البوكمال… وتعلن مصرع اثنين من قيادييها

مصرع 90 مسلحا باشتباكات قرب الحدود العراقية

داعش تعلن مقتل أمير التنظيم في منطقة البادية

عواصم ـ وكالات ـ البوكمال ‘القدس العربي’ من عمر الهويدي: صدت جبهة النصرة وكتائب اسلامية هجوم مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) على مدينة البوكمال في شرقي سوريا على الحدود مع العراق، اثر معارك أدت إلى مقتل نحو 90 عنصرا من الطرفين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.

تدور معارك عنيفة في شمالي البلاد ووسطها بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة الذين يحاولون قطع خطوط امداد للنظام نحو مدينة حلب (شمال).

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ‘صدت جبهة النصرة والكتائب الاسلامية المقاتلة هجوم الدولة الاسلامية في العراق والشام على مدينة البوكمال في دير الزور’ الذي بدأ فجر الخميس، وتمكن خلاله التنظيم الجهادي من التقدم داخل المدينة.

واوضح أن النصرة والكتائب الاسلامية ‘استعادت السيطرة على كامل المدينة’، وانسحب عناصر الدولة الاسلامية إلى محطة (تي تو) النفطية، الواقعة في البادية (الصحراء)، على مسافة نحو 60 كلم الى الجنوب الغربي.

واشار إلى أن مقاتلي الدولة الاسلامية (داعش) سيطروا الخميس على هذه المحطة الواقعة على احد انابيب النفط بين العراق وسوريا. واوضح عبد الرحمن ان جبهة النصرة ‘استقدمت تعزيزات الى البوكمال من مناطق اخرى في دير الزور’، ما مكنها من صد الهجوم.

وقال المرصد في حصيلة جديدة بعد ظهر الجمعة، ان المعارك الخميس أدت إلى مقتل 86 مقاتلا على الاقل، بينهم 60 عنصرا من جبهة النصرة والكتائب الاسلامية قتلوا خلال الاشتباكات، وسبعة اعدمتهم الدولة الاسلامية اثر سيطرتها على محطة ‘تي تو’ النفطية. كما قتل 19 عنصرا من الدولة الاسلامية، بحسب المرصد.

في هذه الاثناء أعلن تنظيم جبهة النصرة عن مقتل إثنين من قيادييه العسكريين في مدينة البوكمال.

وأشارت الجبهة إلى ‘استشهاد علي محمد عطيوي قائد، كتيبة لا غالب إلا الله، ومحمد فتيح السهو القيادي في لواء ابن القيم’. وقالت إن القياديين’قتلا على يد ‘داعش’.

وكان التنظيم أعلن عن مقتل أحد عناصره وهو طفل يبلغ من العمر 14 عاما، كما كشف عن مقتل القائد العسكري للتنظيم المكلف بفك الحصار عن مدينة حمص بوسط سوريا، ومقتل رئيس ‘الهيئة الشرعية’ للجبهة في مدينة البوكمال.

من جهته أعلن تنظيم ‘الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ عن مقتل أمير التنظيم في البادية السورية أبو زيد التدمري.

وأشار إلى مقتل ‘أبو زيد التدمري أمير معسكر البادية (السورية)’.

ولم يعط التنظيم المزيد من التفاصيل أين قتل، ومن الجهة المسؤولة عن مقتله، لكنه نشر صورة التدمري مقتولاً.

وتمتد البادية السورية من شرق حمص وسط البلاد إلى الحدود العراقية والأردنية .

وكانت العناصر الجهادية اقتحمت فجر الخميس البوكمال وسيطرت على أجزاء منها، محاولين التقدم للسيطرة على المعبر الحدودي الذي يربط سوريا بمحافظة الانبار في غرب العراق، والتي تعد معقلا بارزا للدولة الاسلامية.

وفقد نظام الرئيس بشار الاسد السيطرة على البوكمال منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2012. وفي السياق، قال ناطق باسم الجيش السوري الحر، الجمعة، إن هجوم ‘داعش المباغت على مدينة البوكمال الحدودية ومحاولة السيطرة عليها، الخميس، دليل على ‘اختناق التنظيم’ في سوريا بعد قطع معابر إمداده مع العراق منذ نحو شهرين.

وانسحب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ‘داعش’ من مدينة البوكمال بشكل كامل بعد محاولتهم السيطرة عليها.

وفي حديث لـ’القدس العربي’ عن تفاصيل المعركة أوضح الناشط الميداني عزيز عبد الرحمن من داخل مدينة البوكمال (وهو اسم حركي لإخفاء هويته) أوضح أن التنظيم قام باقتحام مباغت للمدينة شرق ‘دير الزور’ والتي تبعد عن الحدود العراقية 3 كيلومترات فقط، حيث تم استهداف مقرات تابعة للجيش الحر وجبهة النصرة وكذلك الهيئة الشرعية من عدة محاور من قبل ‘داعش’ بقيادة أمير مدينة البوكمال المدعو ‘صدام الرخيتة’ الملقب ‘صدام الجمل’ ابن مدينة البوكمال الذي التحق بصفوف التنظيم مؤخرا بعد أن كان أحد قادة تجمع ‘ألوية أحفاد الرسول في مدينة دير الزور’ .

وأوضح ناشطون سوريون أن من بين قتلى (داعش) نادر الرخيتة شقيق أمير التنظيم في البوكمال صدام الرخيتة، وقتل هؤلاء خلال تصدي مقاتلي جبهة النصرة والجيش الحر اللذين يسيطران على المدينة، لاقتحام التنظيم المباغت للبوكمال فجر الخميس، قبل دحرهم خارجها بعد ساعات قليلة. وأشار أبو ليلى إلى أن هجوم داعش على البوكمال يهدف أيضاً إلى ‘مشاغلة’ الثوار أيضاً الذين بدأوا قبل يومين عملية لاقتحام مطار دير الزور العسكري أحد المواقع الاستراتيجية التي ما زال النظام يسيطر عليها في المحافظة.

ولفت الناطق إلى أن هجوم داعش جاء في ظل تصعيد غير مسبوق من قبل قوات النظام على معظم جبهات القتال مع قوات المعارضة في المحافظة، إضافة إلى قصف جوي نفذه طيرانه الحربي على المدن والبلدات التي هب أبناؤها لنصرة مقاتلي المعارضة في البوكمال، في إشارة إلى تعاون النظام مع داعش.

 ‘داعش’ تعتقل مراسل فضائية ‘الجزيرة’ شمالي سوريا

دير الزور ـ الاناضول: قال ناشطون إعلاميون سوريون الجمعة، إن تنظيم ‘داعش’ اعتقلت مراسل فضائية ‘الجزيرة’ القطرية بدير الزور (شرق) في معقل التنظيم الرئيسي في محافظة الرقة شمالي البلاد.

وذكر الناشطون، أن عمار الحاج مراسل ‘الجزيرة’ الفضائية في دير الزور اعتقل، مساء الخميس، من قبل عناصر التنظيم على حاجز ‘سد تشرين’ بالرقة أثناء توجهه براً إلى تركيا.

وحول سبب اعتقال التنظيم للمراسل، قال الناشطون إن ‘داعش’ يعتبر كل من يعمل أو يتعامل مع الإعلام ‘مرتداً’، دون أن يوضح الناشطون سبب ذلك الاعتبار.

وناشد الناشطون تنظيم ‘الدولة الإسلامية’ بالإفراج عن الحاج كونه، على حد وصفهم، ‘كان على مسافة واحدة من جميع فصائل المعارضة ولم يسىء لأحد خلال عمله’.

يشار إلى أن الحاج هو من أبناء محافظة دير الزور وعمل كمراسل محلي مع قناة ‘الجزيرة’ قبل نحو عامين، وأصيب العام الماضي بشظايا قذائف هاون سقطت على مكتب القناة في مدينة دير الزور.

ولم يتسنّ التأكد مما ذكره الناشطون الإعلاميون من مصدر مستقل،

كما لم تعلن الجزيرة عن اعتقال مراسلها في دير الزور.

اعتقال عسكري تركي لعرقلته شاحنات مساعدات إلى سوريا

أضنة- أنصار أوزدمير: أصدرت محكمة تركية أمرا باعتقال نائب الضابط ‘ غ.م’، في إطار التحقيق بقضية تجسس على خلفية إيقاف شاحنات مساعدات انسانية إلى سوريا من قبل الدرك، بينما كانت ترافقها عناصر من المخابرات لتأمين وصولها.

هذا وكانت السلطات أوقفت ‘غ.م’ حيث يعمل في أنقرة، وجرى نقله إلى نيابة ولاية أضنة، ومن ثم أحيل إلى المحكمة المناوبة، التي أمرت باعتقاله.

وكانت قوات الأمن التركية، اعتقلت أمس ضابطاً برتبة نقيب، بناءً على قرار من المحكمة المناوبة، في مدينة أضنة، بعد توقيفه أول أمس في إطار القضية ذاتها.

يشار إلى أن قوات من الدرك التركي، ووفق تعليمات النيابة العامة في أضنة، أوقفت في 9 كانون الثاني/ يناير الماضي، 3 شاحنات إثر الاشتباه بحمولتها، على الطريق الواصل بين ولايتي ‘أضنة’، و’غازي عنتاب’، جنوبي البلاد، حيث تبين لاحقاً أن الشاحنات تحمل مواد إغاثية متجهة إلى سوريا، برفقة عناصر من الاستخبارات التركية كانت مكلفة بتأمين وصولها بسلام.

وتؤكد أوساط الحكومة أن إيقاف الشاحنات هي واحدة من عمليات جرت ضد الحكومة في الآونة الأخيرة، بتعليمات من قبل ‘الكيان الموازي’ المتهم بالتغلغل داخل أجهزة الدولة في مقدمتها القضاء والأمن، في محاولة لخلق أزمة للحكومة. (الأناضول)

حرب سوريا الدائمة

صحف عبرية

بعد نحو 160 ألف قتيل ونحو 3 مليون لاجيء، تبدو الحرب في سوريا كحرب دائمة بلا مخرج. واذا كان ثمة مع ذلك احتمال لانهائها، فان هذا لا يوجد في أيدي القوى العظمى، بل بالذات في مكاتب الخصمين المريرين السعودية وايران

بُشر جنود الجيش السوري الاسبوع الماضي بان حكومتهم ستعوضهم عن الاضرار التي لحقت بأملاكهم بسبب الحرب في الدولة. ومع أن هذا لن يكون تعويضا كاملا، في أقصى الاحوال نحو 1.700 دولار على بيت هدم. الا ان الحكومة تعد بأن هذا هو مجرد مبلغ جزئي ومؤقت الى أن يتم التخمين النهائي. وهذا على ما يبدو لن يتم، اذا ما تم أصلا، الا بعد انتهاء الحرب. غير أن ‘انتهاء الحرب’ هو الاخر تعبير مرن، ولا سيما في ضوء التقديرات الاستخبارية الامريكية بانه بدون انعطافة دراماتيكية، فان الحرب التي تواصلت حتى الان ثلاث سنوات قد تجرجر نفسها عشر سنوات اخرى على الاقل، فيما لا يكون لاي من القوى العظمى أو الاطراف المتقاتلة اي استراتيجية او فكرة لكيفية انهائيا.

الخطوات الدبلوماسية لعقد مؤتمر جنيف الثالث، بعد فشل مؤتمر جنيف الثاني في شباط مجمدة. ما بدا في حينه كاستعداد روسي للتعاون مع الولايات المتحدة للوصول على الاقل الى وقف طويل للنار، انهار تحت ضجيج الازمة العنيفة في اوكرانيا وتبدو الان القطيعة السياسية بين القوتين العظميين أعمق مما كانت في أي وقت مضى.

اذا كانت توجد استراتيجية ما فهي توجد بالذات في السياسة الروسية الثابتة التي تحرص على دعم الاسد، تمويل نشاطه العسكري والمدني والحرص على أن يواصل كونه رئيسا لسوريا. ليس لهذه الاستراتيجية رد امريكي. فالادارة في واشنطن تتمزق منذ اشهر عديدة بين موقف وزارة الخارجية وبين موقف البنتاغون. فبينما يدفع وزير الخارجية جون كيري نحو التدخل العسكري، يحذر وزير الدفاع تشاك غيل من مغبة التدخل الذي من شأنه على حد قوله ان يحدث حربا اقليمية أو على الاقل أن يحبس الولايات المتحدة في حرب طويلة، بالذات على خلفية الخروج من مستنقعات القتال في العراق وفي افغانستان (في نهاية العام الحالي).

كيري، الذي يستند الى توصيات من كان قائد القوات في العراق وفي افغانستان (وللحظة رئيس السي.أي.ايه ايضا) الجنرال ديفيد بطراوس، يحاول أن يدفع الى الامام على الاقل خطة لتسليح متطور للثوار السوريين، الى جانب توسيع تدريباتهم. كما تطلع كيري الى أن تعلن الولايات المتحدة في سوريا عن مناطق محظورة الطيران، مثل تلك التي تقررت في حرب العراق. غير أن وزير الخارجية اصطدم بسور من المعارضة العسكرية: رئيس الاركان الجنرال مارتين دامبسي قدر بان صيانة هذه المناطق ستكلف الادارة نحو 50 مليون دولار في اليوم ‘دون موعد انتهاء’.

بين الموقفين موقف كيري وموقف هيغل يبدو الرئيس اوباما كمفكر لديه وقت. وعندما يصمت البيت الابيض، لا يبقى سوى التقدير بانه يؤيد خطة انتقالية تتضمن تزويد الثوار بسلاح نوعي أكثر، بما في ذلك السلاح المتطور ضد الدبابات، وتوسيع خطة التدريب التي تتم منذ أشهر عديدة في الاردن، ولكن دون مناطق محظورة الطيران.

نشرت هذا الاسبوع على الانترنت افلام ظهر فيها ثوار يحملون صواريخ متطورة مضادة للدبابات. وحسب بعض الناطقين بلسان الثوار، نقلت الصواريخ من الولايات المتحدة، ولكن واشنطن لم تؤكد ذلك رسميا. واذا كانت هذه بالفعل صواريخ امريكية، وليست صواريخ تم تهريبها بقنوات غير مباشرة، فان هذا كفيل بان يكون الدليل الاول على تغيير سياسة واشنطن، التي اكتفت حتى اليوم بالمساعدة اللوجستية. وتؤهل خطة التدريب الان نحو 100 مقاتل من الثوار كل شهر، وتوسيعها كفيل بان يزيد عددهم الى نحو 500 حتى 600 في الشهر فيما يجري بعض هذه التدريبات في قطر وفي السعودية، اضافة الى المعسكر في الاردن.

الاقتراح بتزويد السلاح المتطور والذكي يثير قلقا في البنتاغون. فلمن بالضبط سيعطى هذا السلاح؟ أليس هناك خطر في أن ينتقل الى القاعدة وفروعها؟ اخترعت واشنطن صنفا جديدا من الثوار الذين يحملون لقب ‘الاسلاميين المعتدلين’. ويذكر التعريف برجال ‘طالبان المعتدلين’ في افغانستان، ممن حاولت الولايات المتحدة اجراء حوار سياسي معهم على مستقبل الدولة.

المشكلة هي أن المقياس الامريكي للاعتدال الديني لا يعني جدا عشرات منظمات الثوار في سوريا. فمثلا أعلن هذا الاسبوع قائد منظمة ‘جبهة ثوار سوريا’، جمال معروف، أنه يتعاون مع جبهة النصرة ومع الدولة الاسلامية في العراق والشام المنظمتين المتماثلتين مع القاعدة (رغم أن هذا ايضا ليس دقيقا تماما: زعيم القاعدة أيمن الظواهري تنكر للدولة الاسلامية وتبنى النصرة). وتعمل جبهة ثوار سوريا بالتعاون مع مقاتلي الجبهة الاسلامية حليفة الجيش السوري الحر. من بين كل هذه المنظمات سيحصل على صواريخ كتف؟ من ستدربهم القوات الخاصة الامريكية؟

سؤال مقلق أكثر عن المساعدة الامريكية يتعلق بنجاعتها. فهل هذه المساعدة المترددة ستكفي لاحداث انعطافة استراتيجية في مناطق القتال فيما يواصل الجيش السوري احتلال المناطق التي يسيطر عليها الثوار؟

فالجيش السوري مثلا يوشك على انهاء احتلال جبال قلمون بعد أن سيطر على مدينة يبرود، وهكذا كفيل بان يضمن سيطرته على جنوب غرب سوريا. ومع أن المسافة عن السيطرة على الدولة كلها لا تزال بعيدة، والتقدير هو أن النظام يسيطر فقط على 40 حتى 50 في المئة من الارض، ولكن اهم من حجم الارض هو السيطرة على المحاور الاساسية التي يحصل عبرها الثوار على مساعداتهم اللوجستية من لبنان.

في المدن الكبرى مثل حمص وحلب التي يسيطر في العديد من احيائها الجيش السوري الحر او المنظمات الاسلامية، يحدث الحصار الشديد والتفجيرات بالبراميل المتفجرة أزمة انسانية رهيبة. فمئات الاف المواطنين لا يتمكنون من الحصول على المؤن الغذائية بانتظام؛ وعدد الاطباء في حلب مثلا انخفض الى أقل من 20 (في المناطق التي تحت سيطرة الثوار)؛ والعمليات الجراحية في المستشفيات تجرى على ضوء الفوانيس أو الشموع؛ ومخزون الادوية ووحدات الدم ينفد والصيدليات فارغة.

ومع ذلك، فانه في المناطق التي تحت سيطرة الجيش السوري ايضا الحياة ليست جنة عدن. فقد أفادت منظمة الغذاء العالمية بأنها ستحتاج الى وجبات غذائية لاكثر من 6 مليون مواطن في سوريا، مقابل نحو 4.5 مليون في السنة الماضية. والسبب هو الجفاف الشديد الذي ألم هذه السنة بسوريا، وسيقلص بشكل دراماتيكي المحاصيل في شمال غرب الدولة التي يوفر نحو نصف الانتاج من القمح. ومع أن الحكومة السورية أعلنت بانها تعتزم تشغيل مخابز متنقلة واستيراد نحو 100 الف طن آخر من القمح، بتمويل تغطيه ضمانات ايرانية الا ان المصاعب في تنفيذ توزيع الغذاء تطرح الشكوك في قدرة النظام على تقديم المساعدة الى نحو 4.5 مليون مواطن نازح داخل الدولة.

وفضلا عن الغذاء، فان التوفير الجاري لمياه الشرب أو الكهرباء يضع امام النظام تحديا هائلا ليس فقط في المحيط بل وفي العاصمة دمشق ايضا. ورغم أن سوريا وقعت مع الهند وايران على اتفاقات لبناء محطة توليد للطاقة تعمل على الغاز، ولكن الى أن تبدأ بالعمل ستواصل دمشق المعاناة من ساعات طويلة من الظلام. والى جانب ذلك أعلنت الحكومة بان النقص في الكلور يمنع تطهير مياه الشرب وحذرت من خطر استخدام المياه غير المطهرة.

وفي نفس الوقت تنشر وسائل الاعلام السورية تقارير عن الصراع الذي تقوده الحكومة ضد الفساد وعن ان 12 من مدراء الوزارات الحكومية والشركات الحكومية اقيلوا هذا الشهر وسيقدمون الى المحاكمة. كما علم أن البنوك تلقت تعليمات بالفحص المتمعن لكل ايداع استثنائي خشية أن يدل على محاولة تبييض للاموال أو تمويل ‘للارهابيين’. وتعمل مسرحية الدولة التي تؤدي مهامها بانتظام، والاسد نفسه ايضا يواصل الادعاء بالاعمال كالمعتاد، عندما أعلن بان الانتخابات للرئاسة التي يعتزم التنافس فيها ستتم كما كان مخططا.

بعد نحو 160 ألف قتيل ونحو 3 مليون لاجيء، تبدو الحرب في سوريا كحرب دائمة بلا مخرج. واذا كان ثمة مع ذلك احتمال لانهائها، فان هذا لا يوجد في أيدي القوى العظمى، بل بالذات في مكاتب الخصمين المريرين السعودية وايران.

في الاسبوع الماضي نشرت تقارير عن محاولات للمصالحة بين السعودية وايران، فيما على جدول الاعمال دعوة الرئيس الايراني حسن روحاني الى السعودية. وعندما زار جون كيري السعودية في بداية الشهر، أوضح له مضيفوه جديا خيبة أملهم من سياسة واشنطن المترددة في سوريا. وتقدر الرياض، وعن حق، بانه من غير المتوقع أي تدخل عسكري قريب في سوريا. اما ايران، من جهتها، فلا ترى منفعة سياسية في استمرار الحرب، التي تكلفها فقط مليارات الدولارات. وللخصمين مصلحة في استقرار سوريا، ولكن أيضا في الحفاظ على نفوذهما فيها في المستقبل. والسؤال هو هي سينجح هذان الخصمان في ايجاد الصيغة الذهبية التي تحافظ على مكانتهما ونفوذهما حتى دون الاسد وهكذا فينجحان بذلك في تحرير السوريين، وعلى الطريق ايضا الولايات المتحدة وباقي الدول الغربية، من هذا الكابوس.

تسفي برئيل

هآرتس 11/4/2014

المخابرات الجوية عقل النظام الأمني في حلب تحت نيران المعارضة

ياسين رائد الحلبي

ريف حلب- ‘القدس العربي’ تمكنت فصائل المعارضة المسلحة من السيطرة على أجزاء من حي جمعية الزهراء ومبنى الخدمات الفنية الإستراتيجي ومبنى الهلال الأحمر واللذين يقعان جانب الجهاز الأمني الشهير بسطوته في حلب فرع المخابرات الجوية.

المعركة التي أطلق عليها ‘ بتر الكافرين ‘ تعد من أكبر المعارك لمقاتلي المعارضة ضد قوات النظام في مدينة حلب .

ويعتبر الدخول الى جمعية الزهراء هو تشتت للتواجد العسكري والأمني للنظام في المدينة، واستطاعت الكتائب المقاتلة أسر وقتل العديد من عناصر النظام أثناء العملية التي قامت بها في تلك المنطقة، ونجحت بالسيطرة على حي النعناعي أو ما يسمى جمعية المالية بالإضافة الى مبانٍ استراتيجية لطالما تحصن النظام وتشدق بها في إعلامه الرسمي.

ويعتبر فرع المخابرات الجوية الدماغ الأمني والعسكري لقوات النظام في حلب ، وقد أصبح تحت ضربات المعارضة المسلحة بشكل مباشر وذلك بعد معارك عنيفة دامت لأكثر من أسبوعين على محيطه .والهجوم يتضمن أيضاً كتيبة المدفعية في جمعية الزهراء والتي عانى منها الريف الشمالي كثيراً ، فقد بدأت المعارضة المسلحة عملية على أطرافها وسط تعتيم إعلامي كبير حيث تعتبر كتيبة المدفعية من الثكنات التي تحمي خاصرة النظام من الشمال الغربي لمدينة حلب .

يقول الناشط عبد الله غنام لـ’القدس العربي’ : الثوار استطاعوا أن يرصدوا دوار المالية والقريب من حاجز قرطبة الشهير الذي يقع في حي جمعية الزهراء، وهو يعتبر من الأحياء التي تتواجد بها الشبيحة وقوات النظام بكثافة وبالتحديد من يعملون داخل فرع المخابرات الجوية .

يتابع عبد الله: إن الدخول و السيطرة على فرع المخابرات الجوية إن تم سيتبعها سيناريوهان في مدينة حلب ، إما أن يتخلى النظام عن أحياء كبيرة ويتمركز في خطوط دفاعية خلفية وهذا يعني السيطرة على أكثر من ثلاثة أحياء تعتبر من أكثر الأحياء الأمنية والعسكرية في المدينة او سوف تستمر حرب الشوارع وهذا يعني دخول مدينة حلب بالكامل تحت غطاء العمليات العسكرية .

وقد أعلنت غرفة عمليات أهل الشام عن المرحلة الثانية من ‘معركة بتر الكافرين’ والتي تستهدف الفرع بالتحديد حيث كانت كل العمليات السابقة هادفة للسيطرة على المباني المحيطة أو القريبة من فرع المخابرات الجوية .

يقول نبهان عبد السلام أحد قادة كتائب حركة أحرار الشام الإسلامية المشاركة بالعملية العسكرية في الليرمون : ‘المخابرات الجوية هي عصب النظام ولطالما دخل إليها أشخاص في ريعان الشباب وخرجوا جثثا هامدة من آثار التعذيب … تاريخهم أسود من الظلم … ارتكبو إعدامات ميدانية بحق المئات من شبان حلب واغتصبوا الحرائر داخل أقبيتهم والشعب الحلبي له ثأر مع هذا الفرع الذي عُرف من قبل الثورة بالبطش والظلم وأدواته التعذيبية الإجرامية الطائفية ‘

الكتائب المشاركة في المعركة هي الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة وجيش المهاجرين والأنصار وكتائب أخرى كلها وضعت قوتها وفق خطة محكمة للدخول الى الفرع دون الخروج منه حسب ما يقول نبهان .

وفي السياق ذاته ذكرت مصادر حدوث خلافات كبيرة بين عناصر حزب الله اللبناني المتواجد في جمعية الزهراء وبين قوات النظام , وذلك على أثر الإنسحابات المتوالية لقوات النظام من محيط المخابرات الجوية وهذا بعد حدوث اشتباك في حي الحمدانية بعد انسحاب عناصر حزب الله من منطقة عقرب وسوق الجبس اللذين يقعان جنوب غرب مدينة حلب .

وكتيبة المدفعية في جمعية الزهراء والتي عانى منها الريف الشمالي كثيراً لم تكن بعيدة عن الحدث فقد بدأ الثوار عملية على أطرافها وسط تعتيم إعلامي كبير حيث تعتبر كتيبة المدفعية من الثكنات التي تحمي خاصرة النظام من الشمال الغربي لمدينة حلب .

وكان الإعلام الرسمي السوري خرج من جمعية الزهراء ببث مباشر بالقرب من دوار المالية، يؤكد على سيطرته على الوضع العسكري في تلك المنطقة وما لبثت مواقع المعارضة إلا ان بثت صوراً لمراسل الفضائية السورية التابعة للنظام السوري ، وتوضح الصور لقطات من فيديو مسجل تم تصويره قبل البث المباشر بخمس ساعات مؤكدين أن دوار المالية أصبح تحت مرمى مجموعات الثوار، وهذا ما دفع مراسل إعلام النظام الى الإبتعاد عنه كثيراً بخلاف ما حصل حين بث تقريراً منذ أسبوعين على الدوار تماماً يقابل فيه المواطنين في تلك المنطقة .

ومن جهة أخرى حاولت عناصر من حزب الله اللبناني التسلل نحو بلدة بيانون وذلك من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، لكن كتائب الثوار استطاعت التصدي لمحاولة التسلل وقتل أكثر من خمسة عناصر وجرح العشرات ما أدى الى انسحابهم تحت ضربات الثوار.

يذكر أن الريف الشمالي تعرض لأكثر من خمسين غارة جوية خلال يومين وبالتزامن مع الإشتباكات في جمعية الزهراء والليرمون، بالإضافة الى ذلك قامت قوات النظام بقصف برميل متفجر داخل جمعية الزهراء وعلى منطقة عسكرية تابعة له عن طريق الخطأ وهذا يدل حسب كثير من الناشطين عن خروج المنطقة عن القبضة العسكرية للنظام السوري .

الإحباط والعزلة وراء حالات التوتر بمخيم الزعتري

دوتشيه فيليه ـ توفي لاجئ سوري في الأردن متأثرا بجراحه نتيجة اندلاع مواجهة في مخيم الزعتري، جرح خلالها لاجئون ورجال أمن أردنيون عقب تعرض طفل سوري لحادث بسيارة لمواطن أردني. غير أن المواجهات الأخيرة تعبر عن حالة يأس وإحباط في الزعتري.

لجأت الشرطة الأردنية مؤخراً إلى الغاز المسيل للدموع لتفرقة اللاجئين السوريين المتظاهرين في مخيم الزعتري، بينما رد اللاجئون بالحجارة. وبحسب تقديرات السلطات الأردنية فقد جُرح 29 موظفاً أردنيا أثناء المواجهة، وقُتِل لاجئ سوري يبلغ من العمر 25 عاماً، بعد تعرضه لطلقة نارية. ولا تزال ظروف إطلاقها وملابسات ذلك غير واضحة. فبعد أن كانت الأوضاع في المخيم هادئة في الشهر الماضي، تغير الوضع وتجدد التوتر يوم السبت (05 أبريل/ نيسان 2014). ويعود السبب إلى محاولة عائلة لاجئة سورية مغادرة المخيم من دون ترخيص رسمي.

الزعتري أكبر مخيم للاجئين في العالم

ويبعد مخيم الزعتري بضعة كيلومترات من الحدود السورية وبدأ منذ ثلاث سنوات أي منذ بداية الحرب السورية في استقبال اللاجئين، ووصل عدد اللاجئين في الأردن إلى نصف مليون لاجئ، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وفي مخيم الزعتري لوحده يصل عدد اللاجئين فيه أكثر من مئة ألف شخص.

وقبل عامين احتج بعض اللاجئين بسبب عدم رضاهم عن الأوضاع في المخيم. ويتذكر كيليان كلاينشميت، مدير فرع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قائلاً: “الزعتري كان أصعب مخيم لللاجئين في العالم”. وتعرض رجال الشرطة والعاملون لدى المنظمات الدولية في المكان للجرح جراء المظاهرات. ولم تتحسن الأمور إلا بعد إشراك ممثلين عن اللاجئين في تسيير المخيم، على حد قول كيليان كلاينشميت في حوار مع DW. من جانبها تؤكد آنيا شاربونو، المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة، أن المنظمة بحثت عن قنوات الحوار مع اللاجئين، بهدف تفادي النزاعات. وقد تم تكوين ممثلين عن كل مجموعة من بينهم أئمة، يكونون بمثابة شريك ثقة تنسق مع المنظمة. ومن بين مسؤولياتهم إخبار المنظمة بالمشاكل مبكراً قبل أن تخرج الأمور على السيطرة.

التذمر والإحباط سبب احتجاجات اللاجئين

ووصفت آنيا شاربونو الأوضاع قبل اندلاع الاحتجاجات الأخيرة، بالجيدة. وتوضح ذلك بالقول: “في الأشهر الستة الماضية كان الهدوء سائداً، كما أن الأمور كانت تمشي على ما يرام”. غير أن الأوضاع بقيت في عين الكثير من اللاجئين صعبة رغم التحسن الحاصل في الخدمات، تضيف آنيا شاربونو، التي تشرح شعور المعنيين قائلة: “جاؤوا إلى الزعتري وسط الصحراء، الذي لا توجد فيها أية أشجار، ولا يوجد فيها سوى الرمل والحصى والأحجار”.

وإضافة إلى الأوضاع داخل المخيم فإن التصورات المستقبلية تكون مصدر قلق وحيرة للاجئين رجالا ونساء وأطفالا. ففي البداية كان الكثيرون يعتقدون أنهم سيتركون بلدهم لبضعة أسابيع بعد أن تنتهي النزاعات المسلحة، وهو ما لم يحدث. وحاليا يسعى جزء منهم إلى ترك المخيم بأسرع وقت ممكن، لكن المسألة ليست سهلة. فعندما يريد لاجئ سوري ترك المخيم، يكون في حاجة إلى كفيل أردني يضمنه، وهو الشرط الوحيد للحصول على ترخيص للخروج.

“الاحتجاجات الأخيرة حالة خاصة” ؟!

هذا الترخيص الضروري لمغادرة المخيم، لم يكن متوفرا لدى العائلة التي كانت مختبئة داخل سيارة وحاولت مغادرة الزعتري السبت الماضي. وتدخل رجال الشرطة الأردنية لوقف العائلة على حد قول كيليان كلاينشميت. وبعد توقيف أعضاء العائلة لحق لاجئون سوريون آخرون بهم، وبعد بدئهم برمي الشرطة بالحجارة، لجأ رجال الأمن إلى الغاز المسيل للدموع لتفرقتهم. يستبعد كيليان كلاينشميت عدم رضى جميع اللاجئين في المخيم، حيث يرى أن أكثر من 90 في المئة منهم ضد التصعيد وحالات التوتر. وينظر كيليان كلاينشميت إلى الحادث الأخير كحالة خاصة.

النظام يتراجع في حلب وأنباء عن استخدامه الغازات السامة

 تشهد الأحياء الغربية من مدينة حلب معارك، هي الأعنف، منذ دخول قوّات المعارضة السوريّة المسلحة إلى المدينة، في فبراير/شباط 2012، في وقت جدد فيه “الائتلاف الوطني” المعارض، دعوته المجتمع الدولي إلى التحقيق في إمكانية استخدام النظام للغازات السامة، اليوم، في مناطق من محافظتي حماة وريف دمشق.

واندلعت معارك عنيفة، صباح اليوم، بالقرب من مركز الاستخبارات الجوية غربي حلب، وذلك بعد أن حققت المعارضة تقدّماً نوعيّاً في حي جمعية الزهراء، حيث يقع مبنى الجوية.

وكان ناشطون قد بثوا فيديو لمقاتلين يسيطرون على مبان كانت خاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الداعمة لها، في محيط فرع الاستخبارات الجوية بحلب.

من جهته، أشار “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، اليوم السبت، إلى “حركة نزوح كبيرة لأهالي حي جمعية الزهراء إلى مناطق أخرى”، وإلى وقوع “خسائر بشرية في صفوف الطرفين”.

وقصف الطيران الحربي، طيلة ليل الجمعة ـ السبت، أحياء عدة في حلب، وقتل 4 مقاتلين معارضين، في إحدى الغارات الليلية على حي الراشدين، شرقي المدينة.

في المقابل، أشار مركز “صدى” الإعلامي المعارض، إلى أن “أكثر من 25 عنصراً من القوات النظامية و”حزب الله”، قتلوا خلال معارك خاضتها كتائب المعارضة للسيطرة على كتلة كاملة من المباني السكنية، في جمعية الزهراء على أطراف حي الليرمون”.

وفي محافظة حماه، نقل “المرصد السوري” عن مصادر طبية في بلدة كفرزيتا، أن “حالات اختناق وتسمم وصلت الجمعة إلى مشافي البلدة”، وقد أصيب أصحابها في “قصف جوي على البلدة، نجم عنه انتشار دخان كثيف”.

واتهم الاعلام السوري الرسمي، اليوم، أعضاء من جماعة “جبهة النصرة”،  بـ”استخدام غاز الكلور في قرية كفرزيتا، ما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة أكثر من مائة آخرين”.

وأشار الى “أن جبهة النصرة تستعد لهجوم كيماوي آخر، في منطقة وادي ضيف في محافظة إدلب شمال البلاد، إضافة إلى منطقة أخرى بحماة”. ولم يوضح كيفية اطّلاعه على تلك الخطط.

وفي السياق، جدّد “الائتلاف الوطني” السوري المعارض، دعوته إلى الأمم المتحدة من أجل إجراء تحقيق سريع، في المستجدات المتعلقة باستخدام الغازات السامة ضد المدنيين في سوريا، وذلك في أعقاب المعلومات، التي تداولها ناشطون معارضون، عن استخدام النظام لغازات سامة في كفرزيتا بريف حماة، وحرستا في ريف دمشق.

ودعا “الائتلاف” في بيان، اليوم، مجلس الأمن إلى وضع حد للتجاوزات التي يمارسها النظام والخروقات الرهيبة للاتفاقيات الدولية، وأضاف “جدد نظام الأسد استهداف المدنيين بالغازات السامة. لم تمض سوى ساعات قليلة على جريمته الأولى التي استهدفت المدنيين في مدينة حرستا بريف دمشق، حتى كرر جريمته باستهداف بلدة كفرزيتا مخلفاً عشرات المصابين بحالات اختناق وتسمم بينهم أطفال، في تحد جديد للعالم بأسره ولعهوده وتفاهماته”.

إلى ذلك، أفاد ناشطون ميدانيون بمقتل عدد من عناصر الجيش النظامي، خلال معارك خاضتها ضد كتائب من “الجيش الحر”، للسيطرة على حاجز الصياد في مدينة خان شيخون بريف محافظة إدلب.

وفي ريف دمشق، استمرت حملة النظام على بلدة المليحة لليوم الـ11 على التوالي، وأفاد ناشطون معارضون بتواصل القصف الجوي على البلدة، إذ شنت طائرات حربية غارتين على البلدة، اليوم، في حين استمرت الاشتباكات بشكل متقطع على جميع محاور الجبهة منذ مساء امس حتى ساعات الصباح الأولى.

كيماوي الأسد على ريف دمشق وحماة

 مرة أخرى يعود النظام السوري إلى استخدام سلاحه المفضل؛ الكيمياوي ضد المدنيين، كما يصفه الناشطون السوريون، أمام سمع وبصر العالم. مقاطع مصورة، بثها نشطاء على موقع “يوتيوب”، وثّقت عوارض تسمم، وحوادث اختناق لمدنيين من بينهم أطفال، في ريفي حماة ودمشق. واتهمت قوى المعارضة، النظام باستخدام الأسلحة المحرمة، وطالبت بإجراء تحقيق دولي.

ناشطون سوريون، قالوا إن طفلاً قتل، وأصيب عشرات آخرون، جراء قصف قوات النظام، بلدة كفر زيتا في ريف حماة، بقنابل تحوي غازات سامة. وذكرت وكالة “مسار برس” أن قوات النظام استخدمت غاز الكلور شديد السمية، في قصفها على مدينة كفرزيتا، في ريف حماة، مساء الجمعة. ويتسبب غاز الكلور في تلف المجاري الهوائية في الجسم، كما يؤدي إلى تهتك أغشية الشعب الهوائية ويملأ الرئتين بكمية من السوائل تؤدي إلى انسداد قنوات التنفس.

 الأمر نفسه، تكرر في مدينة حرستا، في الغوطة الشرقية، حيث استهدفها الطيران الحربي مساء الجمعة، بقنابل تحوي الغازات السامة. أسفر ذلك عن سقوط عدد من المدنيين ومقاتلي المعارضة المسلحة، فيما تعرض العشرات لحالات اختناق بعضها خطر. وذكرت وكالة “مسار” أن المسعفين لم يتمكنوا من سحب كافة الجثث بسبب كثافة الغاز السام.

 من جهتها، أكدت “لجان التنسيق المحلية”، أن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب عشرات المدنيين وعدد من المسلحين في الهجوم على مدينة حرستا. وبث ناشطون مواداً مصورة تظهر حالات إعياء وإغماء تعرض لها مصابون أثناء القصف.

 وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قد أدان الهجوم، وطالب المجتمع الدولي بـ”إجراء تحقيق شامل حول هذه الجريمة ومحاسبة النظام الذي لم يكتف بخرق مواعيد تسليم أسلحته الكيميائية، بل نراه يكرر استخدام الغازات السامة تحت سمع وبصر العالم”.

بدوره، طالب اتحاد الديموقراطيين السوريين “الشرعية الدولية بالتصدي لبؤرة الخطر الداهم، المتمثلة في النظام ذاته، الذي يستخدم السلاح المحرم دوليا، ويعتبر بالتالي مصدر الخطر الذي لا بد من التخلص منه، ومرتكب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي  لم يعرف التاريخ مثيلا لهمجيتها”. مؤكداً في بيانه الصادر عن مكتب رئاسته، السبت، توارد أنباء ذات مصداقية، حول اعتزام النظام “استخدام السلاح الكيماوي في منطقة الساحل السوري، حيث يمتلك مخزونا كبيراً منه، ومن أسلحة بيولوجية فتاكة، أخفاها في قواعد عسكرية؛ كقاعدة زاما الصاروخية قرب مدينة جبلة، ومعسكر الشبيبة قرب مصياف”، محذراً من “جريمة ستفوق أبعادها أي شيء عرفناه إلى اليوم”.

جبهات حلب تشتعل.. معركة ‘الجوية’ لم تنته

محمد الخطيب

لم يستطع أهالي حلب الغربية النوم طوال اليومين الماضيين. ليس لأن الاشتباكات بين قوات المعارضة والنظام كانت تبلغ ذروتها في أوقات المساء، بل لأن أعينهم كانت تترقب نتائج المعارك غرب حلب، وتحديداً عند فرع المخابرات الجوية، حيث أعلنت كتائب المعارضة عن دخول المرحلة الثانية من معركة السيطرة على “الجوّية”.

 غرفة عمليات “أهل الشام”، التي تدير معارك المعارضة في حلب، أعلنت صباح الخميس عن انطلاق معركة “بتر الكافرين”، المرحلة الثانية لمعركة “الجوية”، بعد نجاح المرحلة الأولى بسيطرة المعارضة على منطقة “الصالات” والليرمون، القريبة من فرع لمخابرات الجوية من جهة الشمال.

 المرحلة الأولى سبقتها أيضاً معركة خلال الشهر الماضي، دونها لم تتمكن قوات المعارضة من الوصول إلى حي الزهراء، حيث تمكنت قوات المعارضة خلالها من دخول مدينة حلب من الجهة الشمالية الغربية، والسيطرة على جبل الشويحنة الاستراتيجي، الذي يعد خط الدفاع لقوات النظام في “مدفعية الزهراء” وحي الليرمون، ويطل على مناطق وطرق رئيسية توصل الريف الشمالي بمدينة حلب.

 المرحلة الثانية، بدأت مع أولى ساعات صباح الخميس بالتمهيد بالهاون والدبابات، ما دفع قوات النظام والميليشيات المساندة له الى الانسحاب من محيط “الجوية”، فتسلل المقاتلون مساءً واستطاعوا السيطرة على مبنيي “الخدمات الفنية” و”الهلال الأحمر” الملاصقين لمبنى المخابرات الجوية، كما سيطروا على جمعية الماليين المجاورة.

 الجهة الشمالية ومعظم الجهة الغربية من “الجوية” باتت تحت سيطرة قوات المعارضة، غير أن وسائل إعلام مؤيدة للنظام قالت إن المخابرات الجوية خالية الآن من عناصر النظام “إلا أنها تحت السيطرة النارية، ما يمنع المسلحين من الدخول إليها”، في حين تسعى كتائب المعارضة الى السيطرة على كامل محيط “الجوية” من مبنى “القصر العدلي” وجمعية المالية بالكامل، من ثم الدخول إلى الفرع، الذي ترصده نيران النظام من الجهة الشرقية.

 لم تكن جبهة المخابرات الجوية الوحيدة المشتعلة في حلب، وليست الأشد عنفاً، إلا أن أهمية الفرع وما ذاقه أهالي حلب من تعذيب على أيدي عناصره، جعل كل الأنظار تتجه إليه. في هذا الوقت كانت العديد من الجبهات تشهد اشتباكات عنيفة، في استراتيجية جديدة اتبعتها قوات المعارضة، بالهجوم على أكثر من جبهة من أجل تشتيت قوات النظام.

المعركة الأقوى والأشد كانت في حي العامرية، وتحديداً عند أوتوستراد الراموسة، طريق الإمداد الوحيد للنظام الذي يوصل إلى مواقعه العسكرية والأحياء التي يسيطر عليها غربي مدينة حلب، إذ لم تستطع المعارضة حتى الآن السيطرة على الأوتوستراد، لكنها تمكنت من السيطرة النارية عليه، كما استطاعت الوصول إلى “كراج الراموسة” في خاصرة الأوتوستراد.

 وليس ببعيد عن الراموسة وحي العامرية، تدور معارك عنيفة من جهة حي الراشدين، تسعى خلالها المعارضة الى السيطرة على تلال تحيط بطريق (حلب – دمشق) من أجل إحكام الحصار على “أكاديمية الأسد”، أعتى حصون النظام في حلب. وبالفعل سيطر المقاتلون على نقطة “عقرب”، على مشارف حي الحمدانية، وغدت المعارك عند تلتي مؤتة والشرفة، اللتين تطلان على كلية المدفعية من جهة، والراموسة من جهة ثانية.

 غرفة عمليات “أهل الشام” التي شُكلت في 25 شباط/فبراير الماضي، من “الجبهة الإسلامية” و”جبهة النصرة” و”جيش المجاهدين”، كان لها الدور البارز في تكتيك المعارضة والانتقال من الدفاع للهجوم، حيث باتت تختفي أسماء الألوية والكتائب من أخبار انتصارات المعارضة، التي دوماً ما كانت تترافق بقائمة طويلة بأسماء الفصائل المشاركة بها، فحلّ مكانها فقط الإشارة إلى غرفة العلميات.

وفاة الفنان السوري عبد الرحمن آل رشي

توفي أحد عمالقة الفن السوري الفنان عبد الرحمن آل رشي، عن عمر ناهز 83 عاماً.

وآل رشي ولد في العاصمة السورية دمشق في 7 ايلول سبتمبر عام 1934، وهو من أصل كردي. وكان قد بدأ عمله الفني في العام 1957.

وقدم الفنان، الذي توفي في منزله في دمشق، الكثير من الأعمال الفنية الرائدة في السينما والتلفزيون، وهو عضو مؤسس في نقابة الفنانين السوريين. ومن آخر أعمال آل رشي مسلسل “الغربال” الذي يندرج في خانة مسلسلات البيئة الشامية إضافة إلى مسلسل ” قمر شام”.

 ومن أهم أعماله التلفزيونية: “الحوت” و”مذكرات حرامي” و”راس غليص” و”نهاية رجل شجاع” و”العبابيد” و”تاج من شوك” و”زمان الوصل”و”ملوك الطوائف” و”الظاهر بيبرس” و”الطير” و”أهل الراية” و”بيت جدي” و”الخوالي” و”باب الحارة” وغيرها.

كما قدم آل رشي أكثر من ثمانين عملاً تلفزيونياً وسينمائياً، ومن أهم أعماله السينمائية “المخدوعون” و”كفر قاسم” و”المطلوب رجل واحد” و”فيلم العار” و”السيد التقدمي”.

«داعش» ينسحب من البوكمال: «النصرة» تتهم «أركان الحر» بمعاونة عدوها

الجمعة من مدينة البوكمال، على الحدود السورية ـ العراقية، بعدما «حققت الغزوة أهدافها» وفقاً لمصدر شيشاني. فيما قال مصدر من «جبهة النصرة» إن «هيئة أركان الجيش الحر أصدرت اوامر لكتائبها في المنطقة بالا تطلق طلقة في وجه داعش»

صهيب عنجريني

فتحت أحداث «البوكمال» باباً جديداً من أبواب «الحرب الأهلية الجهادية»، التي باتت تُنذر باتساع رقعتها، لا جغرافياً فحسب، بل وعلى صعيد المجموعات المنخرطة فيها. وتشير كواليس المجموعات المسلحة إلى دخول وشيك على خطها، من قبل مجموعات كانت حتى الأمس القريب تُعلن الحياد في الحرب الدائرة بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» من جهة، و«جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» من جهة أخرى.

وبالعودة إلى التطورات الميدانية، فقد أكدت مصادر «الأخبار» أن هجوم «داعش» على مدينة البوكمال الحدودية (أقصى شرق سوريا، على الحدود مع العراق) كانَ مباغتاً، ومخططاً له على نحو مُحكم، حيث انقسم المهاجمون إلى قسمين. تولى أولهما إغلاق مداخل ومخارج المدينة سريعاً، وهاجم الثاني أهدافاً يبدو أنها مقررة مسبقاً، وعلى رأسها مقر «الهيئة الشرعية». وقُدر عدد المهاجمين بـ 400 مسلح، انضم إليهم حوالى 200 من داخل المدينة.

وأمس أعلن «داعش» انسحابه من المدينة الحدودية، بعدما أوقع خسائر كبيرة في صفوف «النصرة». وتضاربت روايتا الطرفين حول أسباب الانسحاب، كما حول أسباب الهجوم في حد ذاته.

رواية «داعش»

نفى مصدر من «داعش» صحة كلّ ما قيل حول أسباب الهجوم، وعلى وجه الخصوص إنه «محاولة لربط مناطق نفوذ داعش في سوريا بنظيرتها في العراق». وقال المصدر الشيشاني لـ «الأخبار» إن «غزوة البوكمال الميمونة قد حققت أهدافها، وقام مجاهدونا بعدها بالانسحاب كما يفعل أي جيش محترف». وأوضح المصدر أن «الغزوة جرت استجابةً لنداء أهلنا في البوكمال لتحرير أبنائهم الأسرى عند الهيئة الشركية (المقصود الشرعية)، ومن بينهم جنودٌ للدولة»، الذين كانت «الهيئة تعتزم إعدامهم بعد صلاة الجمعة». وأكد المصدر أن «الغزوة جرى التخطيط لها بدقة.

نعت «جبهة النصرة»

عدداً من قادتها العسكريين

في المدينة

انطلق المجاهدون نحو المدينة من مكامنهم في البادية. ومكّنهم الله من السيطرة عليها بالكامل في وقت قياسي. وقُتل وأسر 80 من جبهة الجولاني، وحلفائهم. واغتُنم سلاحهم الثقيل، كما نُفّذ حكم الله في حق المدعو أبو الليث (محمد الراوي، رئيس الهيئة الشرعية في البوكمال)، الذي كان قد حكم بإعدام إخوتنا، فأذاقه الله بأسنا». وأضاف: «استشهد في الغزوة عشرة من أسود الدولة، وأصيب عدد قليل بجروح».

رواية «النصرة»

بدوره، قال مصدر من «النصرة» لـ «الأخبار» إن «مزاعم دولة البغدادي عارية من الصحة. وهجومهم كان فصلاً جديداً من فصول الغدر بالسكان الآمنين». وأكد المصدر أن «هدفهم الأول إشعال الفتنة العشائرية في كامل المنطقة الممتدة بين الرقة ودير الزور، لكنّ مسعاهم سيخيب، كما خابت محاولاتهم للاستيلاء على البوكمال».0 ووفقاً للمصدر فإن «مجرمي البغدادي كانوا يعتزمون المكوث في المدينة، لكن أبناءها الشرفاء حملوا السلاح في وجههم، ودافعوا عن جبهتهم، جبهة النصرة». وتضمن كلام المصدر تكراراً لما جاء في بيان صدر عن «النصرة» بخصوص ما شهدته البوكمال. وكان البيان قد أكّد أن «مخططهم في جر المنطقة إلى حرب عشائرية لم يفلح. ولم يقف معهم إلا أراذل الناس الذين لا سبق لهم، ولا جهاد، ولا التزام ولا خلق. وقِلةٌ من المخلصين المُغرر بهم».

وبدا لافتاً اتهام المصدر القيادي في «النصرة» للمجموعات التابعة لـ «هيئة أركان الجيش الحر» بالتواطؤ مع «داعش». وقال المصدر لـ«الأخبار» إن «سبعة ألوية وكتائب تابعة لهيئة الأركان قد تقاعست عن رد بغي جماعة البغدادي». وأضاف: «معلوماتنا تؤكد أن كتائب الأركان قد تلقت أوامر بألا تطلق طلقة واحدة ضد داعش».

وفي السياق نفسه، نعت «النصرة» عدداً من قادتها العسكريين في المدينة، ومن بينهم محمد عطيوي «قائد كتيبة لا غالب إلا الله»، ومحمد فتيح السهو «أحد قادة لواء ابن القيم».

… وفي درعا

وفي ريف درعا الغربي، شهدت قرية عابدين، معركة بين «حركة المثنى الإسلامية» المتحالفة مع جبهة «النصرة»، و«كتيبة لؤي البصيري»، التابعة لهيئة أركان الجيش الحر. وهاجمت الأولى مقراً تابعاً للثانية، وأدت المعركة التي وقعت أول من أمس الخميس إلى مقتل عشرة مسلحين على الأقل، وإصابة ضعفهم. وقالت «حركة المثنى» في بيان لها إن الهجوم جاء «بعدما ثبت فساد المدعو جميل أبو الزين (قائد الكتيبة) وعناصرِه، وطغيانُهم في الأرض». فقامت «بضربهم بيد من حديد انتصاراً لدين الله عز وجل، وحفظاً لحرمات ودماء وأعراض المسلمين، ودفعاً لاعتداء المجرمين، وحماية للمدنيين المستضعفين».

بدوره، قال ناشط ميداني في المنطقة لـ«الأخبار» إن «مشكلة حدثت بين كتيبة البصيري، وكتيبة الشهيد أحمد الجندي. دارت اشتباكات، رجحت فيها كفة البصيري، لتتدخل حركة المثنى وتطلب من أبو الزين تسليم نفسه، فرفض الخضوع إلا لمحكمة عامة». ووفقاً للمصدر، فقد «قامت حركة المثنى بالهجوم على نحو مفاجئ على مقر لكتيبة الشهيد لؤي البصيري في بلدة عابدين. استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة، وراح ضحية الهجوم على مقر الكتيبة ستة قتلى، وأُسر بقية العناصر في المقر».

«مشايخ الجهاد» يوجهون رسالة إلى «حكيم الأمة»

بدا أمس أنّ الضربة الموجعة التي وجهها «داعش» إلى «جبهة النصرة» وحلفائها في مدينة «البوكمال»، قد استدعت استنفاراً حقيقياً في صفوف «مشايخ الجهاد» الموالين لـ«النصرة». وفي خطوة تصعيدية جديدة، وجّه عدد من «المشايخ» رسالة إلى زعيم تنظيم «القاعدة»، حملت عنوان «رسالة من الأمة إلى حكيم الأمة»، يطالبونه عبرها باتخاذ موقف واضح في شأن «داعش».

وبرغم أن كلمة الظواهري الأخيرة حملت في طياتها تهديداً بتقويض «داعش»، لكنه كان تهديداً مبطناً («الأخبار»، العدد 2264).

الرسالة التي نُشرت في وقت متأخر من ليل أمس، طلبت من الظواهري «أن يفصّل في البيان والتوجيه بما يجلي الأمر ويكشفه». وجاء في الرسالة أن «الجهاد طاف كثيراً من البلدان إلى أن وصل أرض الشام، فهاجر إليها كثير من أبناء الإسلام. (…) فحقق الله لهم من النصر والفتوحات، حتى أصبح الجهاد في الشام جهاد أمة لا جهاد فئة ونخبة». واستفاضت الرسالة في مدح «الفتوحات»، ثم تطرقت إلى «الفتنة» التي نجمت عن «ظهور الأفكار المنحرفة، كفكر أهل الغلو». ليخلص «المشايخ» إلى الطلب من الظواهري أن «يتكلم بما فيه خير للجهاد والمجاهدين حول الوضع الراهن».

وتعليقاً على الرسالة، قال مصدر من «داعش» لـ«الأخبار»: «من خوّل هؤلاء ليتحدثوا باسم الأمة؟ ومن قال إن الظواهري حكيم الأمة؟». وأضاف: «ما قول هؤلاء في تحالف جبهتهم مع العلمانيين الكفرة؟».

الجربا يطالب كيري برد مناسب على النظام السوري

بهية مارديني

طالب أحمد الجربا جون كيري برد مناسب على النظام السوري يرقى إلى حجم الجرائم الجماعية التي يرتكبها ضد الإنسانية. وطمأن خلال رسالة له إلى رئيس أرمينيا وبطريركها إلى أن ما يشاع عن إبادات بحق أقليات أرمنية في كسب محض شائعات.

بهية مارديني: أكد الجربا التزام الجيش الحر بحماية المدنيين، لافتًا في رسالة وجّهها إلى كيري، تلقت إيلاف نسخة منها، إلى آلة النظام التضليلية، عبر الإدعاء بأن مجموعات مسلحة تستهدف المواطنين المسيحيين والأماكن المقدسة، وخاصة في منطقة كسب.

في غضون ذلك، أكد الجربا لسيرج سركيسيان رئيس جمهورية أرمينيا ولصاحب القداسة بطريرك كيليكيا آرام الأول كشيشيان أن “الائتلاف الوطني يحاول جاهدًا أن يبقي على النسيج المجتمعي السوري موحدًا، وأن الأرمن هم جزء مهم وفاعل وأساسي من نسيجنا الوطني”.

وناشد رئيس الائتلاف عدم التأثر بالإعلام المضلل، كما طمأن الجميع إلى أنه قام بزيارة إلى المنطقة، وإطلع “بشكل مفصل على الوضع هناك، وأعطى تعليمات واضحة لمقاتلي الجيش الحر بأن عليهم حماية المدنيين كافة في المناطق التي يحررونها، مهما كان انتماؤهم العقائدي أو الثقافي، وأن الكنائس والأديرة وحرية الدين والمعتقد وحتى الاختلاف السياسي لن يكون إلا محترمًا”. وشدد الجربا على “أنّ هذا حق لا نؤمن به فقط، بل نقاتل من أجله”.

براميل وتشويه ونزوح

كما أكد رئيس الائتلاف الوطني في رسالته التي وجّهها إلى وزير الخارجية الأميركي أن نظام الأسد شنّ في الأسابيع الأخيرة حملة قصف مركزة على مدينة حلب، وبشكل متزايد أيضًا على العاصمة دمشق، مستخدمًا البراميل المتفجرة، ليقتل ويشوّه عشرات المدنيين، بمن فيهم الأطفال، ويدمّر أحياء بكاملها، ويسبب عملية نزوح جماعي للمدنيين، الذين يحاولون الهرب حفاظًا على أرواحهم.

وقال الجربا “نحن ما زلنا ننتظر ردًا مناسبًا يرقى إلى حجم الجرائم الجماعية التي ترتكب ضد الإنسانية في سوريا”، كما حث قادة المجتمع الدولي، وخاصة إدارة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، على اتخاذ موقف من الإبادة الجماعية، التي يتعرّض لها الشعب السوري، والتدمير الممنهج لواحدة من أقدم المدن في العالم.

حماية الأقليات

بالتزامن مع هذا، أضاف الجربا: “تجري معركة رئيسة في منطقة الساحل، في محافظة اللاذقية، وكالمعتاد فقد لجأ نظام الأسد إلى الدعاية الرخيصة، ليصرف الانتباه عن الجرائم البشعة التي يقوم بها، وكي ينسب إلى المقاومة الثورية زورًا ارتكاب خروقات في حقوق الإنسان، وخاصة في ما يتعلق بالأقليات الدينية، إذ يدّعي المدافعون عن النظام أن مجموعات مسلحة تستهدف المواطنين المسيحيين، وتخرب الأماكن المسيحية المقدسة، وخاصة في مدينة كسب والتي يقطنها الأرمن”.

وأشار الجربا إلى أن بعض مؤيدي النظام ذهبوا “إلى حد استخدام صور بشعة مأخوذة من فيلم رعب من الدرجة الثالثة على أنها صور لمسيحيين قتلوا باستخدام الصلبان المسيحية، ويمكن لأي شخص أن يجد تلك الصور على الإنترنت. لكن هذه المحاولات الضعيفة لخداع الرأي العام العالمي قد نجحت للأسف في إقناع بعض الشخصيات المعروفة، والتي تداولتها من دون التحقق منها”.

وشدد الجربا على “أن كل هذه الاتهامات عارية من الصحة، وقد تم دحضها من قبل أهالي كسب، من خلال وسائل الإعلام عامة، كما إن محافظ كسب فازغن شاباريان، الأرميني الأصل، نفى بشكل قاطع في مقابلة مع قناة تلفزيونية أرمينية مقتل أي شخص”.

أوضح رئيس الائتلاف أن أهالي كسب “تركوا مدينتهم بشكل مؤقت، كما فعل السوريون في مناطق أخرى، عندما تقترب منهم المعارك أو يخشون قصف قوات النظام الجوي والمدفعي، وقد طمأنهم الثوار إلى أنه لن يلحق بهم أي أذى، ولم تحدث أية حالة لخرق لحقوق الإنسان في كسب وفي أي مكان آخر في تلك المنطقة من جانبنا”.

ضد مافيا الأسد

وجدد “التزام الائتلاف الوطني السوري والجيش السوري الحر بحماية كل المدنيين السوريين، وصون أرواحهم وممتلكاتهم وحقوقهم، بما فيهم الأقليات في سوريا، وكما قلت للمقاتلين في كسب خلال زيارة لي إلى الجبهة في الأسبوع الفائت، فإن معركتنا هي ضد مافيا الأسد الحاكمة وأي شخص يحمل السلاح دفاعًا عن هذا النظام، وحربنا ليست ضد العلويين أو الأرمن أو المسيحيين أو أي طائفة أخرى. وقد قام بالالتزام بهذه المبادئ في الكثير من المناسبات كل من هيئة أركان الجيش السوري الحر ووزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة وجميع أعضاء الائتلاف، الذي يضم المسيحيين والسنة والعلويين والتركمان والأكراد وكل الأعراق والأديان في سوريا”.

وشدد الجربا على أن الائتلاف الوطني السوري والجيش السوري الحر سيستمران في “الانخراط بشكل فاعل في القتال ضد نظام الأسد وجميع القوات الجهادية المتطرفة التي تقاتل في سوريا تحت راية طائفية، بما في ذلك القاعدة وحزب الله. وسيكون ممثلنا في واشنطن العاصمة على استعداد دائم لتزويد مسؤولي الخارجية بكل التفاصيل اللازمة عن الخطوات الملموسة التي اتخذناها لحماية المدنيين من الأطياف كافة، ورفض الطائفية بكل أشكالها”.

رسالة إلى رئيس أرمينيا وبطريرك كيليكيا

وفي رسالة إلى كل من سيرج سركيسيان رئيس جمهورية أرمينيا، وإلى صاحب القداسة بطريرك كيليكيا آرام الأول كشيشيان، قال رئيس الائتلاف الوطني “إن الائتلاف يحاول جاهدًا أن يبقي على النسيج المجتمعي السوري موحدًا، وأن الأرمن هم جزء مهم وفاعل وأساسي من نسيجنا الوطني”.

أضاف أن “الائتلاف الوطني يناضل من أجل حرية الشعب السوري، ومن يقدّر الحرية ويقاتل من أجلها، يتحلى بأسمى القيم الإنسانية. لقد ملأت أخبار كسب الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وما ينقل فيه الكثير من الإجحاف والتزوير والكذب”، مناشدًا “ألا تتأثروا بالإعلام المضلل”، كما تمنى “أن تطلبوا من أخوتنا الأرمن السوريين أن يقفوا إلى جانب الحق، وإلى جانب أهلهم المطالبين بالحرية والكرامة على أرض سوريا العزيزة”.

وطمأن الجربا الجميع إلى أنه “في الأسبوع الفائت قام بزيارة إلى المنطقة، وإطلع بشكل مفصل على الوضع هناك، وأعطى تعليمات واضحة إلى “مقاتلينا بأن عليهم حماية كل المدنيين في المناطق التي يحررونها، مهما كان انتماؤهم العقائدي أو الثقافي، وأن الكنائس والأديرة وحرية الدين والمعتقد وحتى الاختلاف السياسي لن يكون إلا محترمًا، وهذا حق لانؤمن به فقط، بل نقاتل من أجله”.

وشدد الجربا على أن” الطائفة الأرمنية الكريمة عاشت على مدى مئة عام في سوريا، وكانوا في كل العهود مع إخوانهم السوريين معززين مكرمين، وسيبقون كذلك”.

وعبّر عن ترحيبه “بتصريحات نائب المجلس الوطني الأرمني تيفان بوغيوسيان، الذي زار المنطقة، لقلقه على مصير الأرمن في ظل العمليات العسكرية، حيث قال إنه لا توجد ضحايا من الأرمن في كسب، كما أفتخر أنني أنتمي شخصيًا إلى قبيلة ساعدت إخواننا الأرمن أيام محنتهم الأولى عام 1915”. كما رحّب الجربا “بأية زيارة تريدون القيام بها أو موفد من قبلكم إلى منطقة كسب”.

سياسي لبناني لـ”إيلاف”: المعارضة السورية تستعد لهجمات شاملة

طارق عبد الهادي

 رجح سياسي لبناني أن تشنّ المعارضة السورية هجمات شمالا وجنوبا للتأثير على الوضع السياسي في سوريا وتعطيل إجراء الانتخابات ومنع بشار الأسد من الترشح لولاية جديدة، في وقت بدأ فيه النظام حربًا نفسية إلى جانب القتال العسكري ضد مقاتلي المعارضة.

بيروت: قال مرجع سياسي لبناني لـ”إيلاف” ان الوضع في الميدان السوري يتجه الى مزيد من التصعيد في الايام والاسابيع الفاصلة عن موعد انتخابات رئاسة الجمهورية السورية التي تستحق هذا الصيف مع انتهاء ولاية الرئيس بشار الاسد الذي سيترشح لولاية جديدة متوقعا الفوز بها بلا منازع.

 ويقول هذا المرجع المواكب للأزمة السورية ان هجمات المعارضة ستتصاعد في قابل الايام ضد النظام وقواته بدعم من الدول الاقليمية الراعية للمعارضة، وذلك في محاولة لتحقيق اختراقات كبيرة في جبهة الأسد واضعافها بما يؤدي الى سقوطه، او على الاقل الى تغيير موازين القوى الداخلية بما يمنع انتخاب الاسد مجدداً، او الذهاب الى مؤتمر “جنيف – 3” وفي يد المعارضة اوراق قوة تجبر النظام على تقديم تنازلات ابرزها القبول بحكومة انتقالية لا يكون للاسد اي دور فيها، تتولى إدارة الاوضاع السورية الى حين الاتفاق على حل سياسي ينتج  نظاماً جديداً.

 ويضيف هذا المرجع السياسي اللبناني ان التصعيد ضد النظام سيتركز على جبهات الجنوب والشمال والجولان وتشترك فيه تركيا والاردن، بحيث ان قوى المعارضة السورية المسلحة ستشن هجمات انطلاقا من هذه المناطق على قوى النظام بغية تحقيق انتصارات عسكرية في الميدان من شأنها ان تهدد اركان النظام وتزعزع قوته وتمنعه من إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية التي سيترشح الاسد لها مجددا لولاية رئاسية جديدة.

 مهاجمة النظام في الخاصرة

ويشير المرجع نفسه الى ان المعركة التي تخوضها المعارضة في الريف الشمالي للاذقية تندرج في اطار هذه الهجمات التي اعدتها وأرادت منها مواجهة النظام  في خاصرته العلوية، وذلك اعتقادا منها ان السيطرة على اللاذقية التي تشكل الملجأ الاخير للنظام في حالة الشدة من شأنها ان تؤدي الى سقوطه شيئا فشيئا في مناطق اخرى.

 ولكن هذا المرجع لاحظ في الوقت نفسه ان النظام قد تيقظ لخطة المعارضة هذه، فاستعجل اكمال سيطرته على منطقة القلمون والريف الغربي لحمص وهو يستعد الآن لاكمال سيطرته على الغوطة الشرقية لدمشق ليجعل منها سدا منيعا امام هجوم المعارضة على العاصمة السورية من الجبهة الجنوبية- الشرقية، وفي الوقت نفسه، فانه يستعد لخوض معركة لاستعادة سيطرته الكاملة على مدينة حلب اعتقادا منه انه اذا نجح في الامساك بالعاصمة التجارية والصناعية لسوريا  الى جانب امساكه بدمشق سيؤدي الى تقهقر قوى المعارضة امام قواته في بقية المناطق والجبهات السورية.

 حرب النظام النفسية

وفي اطار الاستعداد للمعركة علمت “إيلاف” ان النظام بدأ يخوض حربا نفسية – عسكرية ضد قوى المعارضة، وقد اوكل الى الجانب الايراني وجهات أخرى ايصال رسائل الى مسلحي المعارضة من مختلف الجنسيات تحذرهم فيها من ان من ارسلهم الى سوريا يريد لهم القتل على يد النظام عاجلا ام آجلا لأن هذا النظام لن يسقط، وان امامهم فرصة للنجاة من القتل بالتوقف عن قتال النظام وان ايران وغيرها مستعدة لتقديم كل الضمانات التي تؤمن سلامتهم.

 الدولة اللبنانية تحصّن نفسها

ويؤكد المرجع نفسه ان السلطة اللبنانية حسنا فعلت في تنفيذ خطط امنية في منطقتي البقاع وطرابس والشمال لأن من شأن ذلك أن يمنع اي تداعيات أو انعكاسات جديدة للأزمة السورية على لبنان، خصوصا في ضوء الهجمات التي تستعد المعارضة لشنها على النظام. واشار المرجع الى ان الساحة اللبنانية لم تعد عنصرا مساعدا للذين يدعمون المعارضة السورية بعد سيطرة النظام على القلمون وعلى الشريط الحدودي مع لبنان من البقاع امتدادا الى عكار.

الطقس والتزام النظام.. أبرز مخاوف فريق تدمير الكيماوي السوري

خبراء سفينة «كيب راي» يؤكدون جاهزيتهم للعمل

لندن: «الشرق الأوسط»

من على سفينة شحن جرى تحويلها إلى مدمرة للأسلحة الكيماوية السورية في عملية تكلفت ملايين الدولارات، قال خبراء إنهم جاهزون لبدء العمل في تدمير مخزون سوريا من تلك الأسلحة في عرض البحر المتوسط بحلول أوائل مايو (أيار) المقبل.

والآن أصبح كل ما يأمل فيه الخبراء هو استمرار تحسن الطقس وأن تسلم دمشق مخزونها في الموعد. وقال مسؤولون إنه جرى تزويد سفينة الحاويات السابقة «كيب راي» الراسية الآن أمام شاطئ بجنوب إسبانيا بمعدات قيمتها عشرة ملايين دولار على الأقل بما يسمح لها باستيعاب نحو 560 طنا من المواد الكيماوية الأكثر خطورة في سوريا والإبحار بها إلى عرض البحر.

ووافقت حكومة دمشق – التي تخوض منذ ثلاثة أعوام حربا مع معارضة مسلحة – على تسليم مخزونها الذي يشمل مركبات تستخدم في مواد كيماوية مميتة مثل غاز الأعصاب وغاز الخردل وغاز السارين بموجب اتفاق دولي أيدته واشنطن وموسكو. وسيقوم الطاقم المتخصص على متن السفينة «كيب راي» بتحويل قدر كبير من هذه المواد إلى محلول من المواد الكيماوية أقل سمية معد للتخلص منه على الأرض.

ويقول مسؤولون على متن السفينة الرمادية العملاقة المكونة من خمسة طوابق لوكالة رويترز إن «العملية بسيطة إلى حد ما. فالمياه الساخنة هي العامل الرئيسي لإبطال مفعول المواد السامة. لكن الأمور قد تصبح أكثر صعوبة إذا ارتفعت أمواج البحر».

وقال المتحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيماوية مايكل لوهان إن «كل شيء يتوقف على مدى استقرار السفينة.. وقد اختبروا ذلك بالفعل». وتشرف المنظمة مع الأمم المتحدة على عملية التخلص من أسلحة سوريا الكيماوية. وأضاف لوهان «أجروا بعض التجارب على كيب راي قبل أن تستعد للإبحار، وهم واثقون من قدرتهم على مواصلة العملية في بحر هادئ نسبيا».

وقال الأميرال بوب بيرك، مدير العمليات البحرية الأميركية في أوروبا وآسيا، إنه إذا كان البحر هادئا فإن السفينة كيب راي، التي ترافقها قوة أمنية من عشر دول، ستتوجه إلى مكان ما في المياه الدولية وتستغرق نحو 60 يوما من العمل المتواصل لإبطال مفعول المواد الكيماوية. وأضاف أن العملية قد تمتد إلى 90 يوما إذا كان البحر مضطربا، رغم أن البحر في مثل هذا الموعد من العام يكون معتدلا عادة. وأصر المسؤولان على أن العملية لا تنطوي على أي مخاطر بالنسبة لمياه البحر المتوسط. وقال لوهان «سيجري تخزين كل قطرة من السائل المتدفق من عملية التفكيك في السفينة. ولن تتسرب أي قطرة إلى مياه البحر».

ومن مصادر الغموض الأخرى التي تكتنف العملية مسألة ما إذا كانت الحكومة السورية ستسلم مخزونها في الموعد المقرر. وأمام سوريا الآن مهلة حتى 30 يونيو (حزيران) للتخلص من برنامجها للأسلحة الكيماوية. وقال مسؤولون في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الخميس الماضي إن دمشق سلمت بالفعل أكثر من نصف مخزونها الذي جرى تحميله على سفينة شحن نرويجية وأخرى دنماركية في ميناء اللاذقية. وأضافوا أنه جرى تجميع معظم المواد المتبقية في عدد قليل من المواقع قرب مدينة حمص.

لكن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لم تف بعدة مواعيد نهائية. وقال بيرك للصحافيين الذين كانوا يتفقدون السفينة في قاعدة روتا البحرية الممولة من الولايات المتحدة «السوريون يتحكمون في الجدول الزمني. هم ملتزمون بتسليم المواد قبل يوم 27 أبريل (نيسان)، وإذا أوفوا بهذا الموعد سنبدأ العملية بعد أيام».

وأشار الأسد إلى الاضطرابات المحيطة باللاذقية كأحدث سبب للتأخير في تسليم المواد الكيماوية التي لا تزال موجودة في سوريا. وقال المسؤولون إنه حالما تصل مواد تصنيع غاز الخردل والسارين، التي تعد من المواد التي يحظى تدميرها بأولوية قصوى، إلى ميناء اللاذقية سيجري تحميلها على السفينة الدنمركية «أرك فوتورا» لنقلها من سوريا إلى ميناء جويا تاورو الإيطالي، وستنقل من هناك إلى السفينة «كيب راي».

ويعود تاريخ السفينة «كيب راي» إلى السبعينات، واستخدمتها الحكومة الأميركية في مهام خاصة. وجرى تزويدها بأحدث أنظمة لضغط الهواء ومرشحات ومعدات أمان ومنصة لطائرة إنقاذ هليكوبتر ووحدتي معالجة. وسيستخدم الخبراء على السفينة عملية التحليل المائي، حيث يضاف الماء الساخن إلى المكونات، لتتحول مع التفاعل إلى سائل منخفض السمية. وقال بيرك إن النتيجة ستكون آلاف الأطنان من مخلفات السوائل السامة، التي سيجري تخزينها على السفينة، ثم سيجري تسليمها لألمانيا وفنلندا لتدميرها كيماويا بحرقها على الأرجح.

وقال لوهان إن عملية التدمير لا مثيل لها من قبل من حيث التمويل وعدد الدول المشاركة في التأمين والمعدات والتكنولوجيا، ومحاولة تدمير ترسانة كاملة من الأسلحة الكيماوية لحكومة تخوض حربا أهلية. والكمية الباقية من الأسلحة الكيماوية السورية التي لن تعالج على السفينة «كيب راي» لا تحتاج إلى إبطال مفعولها من خلال هذه العملية، وستنقل مباشرة من ميناء اللاذقية إلى منشآت تدمير تجارية في بلدان مختلفة.

كتائب المعارضة السورية تسعى للسيطرة على أقوى فرع أمني في حلب

عرف بقسوته في تعذيب المعتقلين.. ويتولى حمايته لواء «القدس» الفلسطيني

بيروت: «الشرق الأوسط»

تسعى كتائب المعارضة في حلب للسيطرة على فرع المخابرات الجوية، الذي كان يعد من أقسى الفروع الأمنية في تعامله مع المعتقلين في مرحلة المظاهرات، ليتحول حاليا إلى مقر للواء «القدس» الفلسطيني الموالي للنظام، حسبما يؤكد ناشطون معارضون. وتشهد المنطقة المحيطة بالفرع معارك عنيفة في الفترة الأخيرة.

وأعلنت «الغرفة المشتركة لأهل الشام»، التي تضم «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة» و«جيش المجاهدين»، قبل يومين، عن إطلاق معركة جديدة سميت «بتر الكافرين»، تهدف للسيطرة على فرع المخابرات الجوية الواقع في حي جمعية الزهراء. وبعد ساعات من إعلان المعركة، أحرزت كتائب المعارضة تقدما ملحوظا نحو مبان محيطة بفرع المخابرات، واستطاعت السيطرة على عدد منها، ومن أبرزها مبنيا الهلال الأحمر والخدمات الفنية الملاصقان للفرع.

ويؤكد الناشط الميداني في حلب منذر صلال لـ«الشرق الأوسط» أن «سيطرة المعارضة على الفرع ستضمن فرض حصار على القوات النظامية التي تتحصن في أكاديمية الأسد»، مشيرا إلى أن هذه المعركة تجري بالتزامن مع ثلاثة محاور، الأكاديمية العسكرية والراموسة والشيخ نجار. ويوضح صلال أن «فرع المخابرات الجوية لعب دورا كبيرا خلال فترة المظاهرات بقمع الناشطين، وجرى قتل الكثير منهم تحت التعذيب في السجون»، واصفا الفرع بأنه «الأشد قسوة وعنفا من بين الفروع الأمنية»، مؤكدا أن الشخص الذي يعتقل فيه إما أن يخرج جثة هامدة، أو مصابا بإعاقة جسدية نتيجة التعذيب الشديد الذي يمارس عليه. وأضاف: «لقد أشرف هذا الفرع على تأسيس شبكات من الشبيحة في مدينة حلب هدفها قمع المظاهرات التي انطلقت في بداية الثورة».

ومع انتقال الحراك الشعبي إلى العسكرة وتشكيل كتائب معارضة مسلحة في حلب «تحول الفرع إلى ثكنة عسكرية»، بحسب ما يؤكد صلال، مشيرا إلى أنه «نتيجة الخسائر التي تكبدتها القوات النظامية في معارك حلب استعان النظام بلواء القدس الفلسطيني خلال الفترة الماضية لتأمين حماية الفرع، حتى بات هذا اللواء يسيطر بشكل كامل عليه».

ويضم لواء القدس عناصر فلسطينية موالية للنظام السوري جرى تجنيدها من مخيم «النيرب» للاجئين الفلسطينيين في مدينة حلب، وبحسب مصادر المعارضة فإن «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة» بقيادة أحمد جبريل هي التي تشرف على هذا اللواء وتقوم بتمويله.

ويبلغ عدد موظفي الفرع نحو 200 موظف يتوزعون بين ضابط وصف ضابط. ويترأس الفرع اللواء محمد أديب، وبحسب مصادر المعارضة فإن الأخير «مسؤول عن توجيه الطائرات المروحية لقصف الأحياء الخارجة عن سيطرة النظام في حلب». وتوضح المصادر ذاتها أنه «يعمل بطريقة أمنية محكمة على اختراق كتائب المعارضة، لا سيما الإسلامية منها، وتجنيد عملاء في صفوفها لرصد تحركاتها الميدانية وكشفها لسلاح الطيران».

ورغم الانشقاقات الكبيرة في صفوف أجهزة النظام العسكرية والأمنية، فإن أربعة عناصر فقط انشقوا من فرع المخابرات الجوية. وفي حين جرى تصفية أحد هؤلاء العناصر في قرية «عندان» بريف حلب من قبل القوات النظامية، اعتقل عنصر ثان في دمشق. وإذا ما نجحت كتائب المعارضة في اقتحام هذا الفرع، فإن ذلك يعني تلقي القوات النظامية أكبر ضربة في حلب المدينة، بسبب أهمية الفرع ودقة المهام التي يمارسها.

«حرب استنزاف» في القلمون.. والمعارضة السورية تتوعد بمعركة طويلة

طرد «داعش» من البوكمال غداة السيطرة عليها

بيروت: نذير رضا

قالت مصادر المعارضة السورية في القلمون بريف دمشق الشمالي لـ«الشرق الأوسط»، إن قواتها أدخلت القوات الحكومية السورية في حرب استنزاف، «بهدف تكبيدها خسائر كبيرة»، وذلك بعد استعادة قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على مدن مهمة في القلمون، أبرزها يبرود ورنكوس، في حين تتواصل الاشتباكات في بلدات صغيرة محاذية لها.

بموازاة ذلك، تمكنت قوات المعارضة أمس من استعادة السيطرة على مدينة البوكمال الحدودية مع العراق شرق سوريا، بعد طرد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش» منها، في حين اشتدت الاشتباكات في حلب، وسط معلومات عن اتجاه المعارضة لضرب خطوط الإمداد إلى داخل مدينة حلب، بعد إحراز تقدم فيها.

وبعد سيطرة القوات الحكومية على رنكوس التي كان يعتبرها المعارضون بحكم «الساقطة عسكريا»، تحاول التقدم باتجاه مرصد صيدنايا لتتكشف أمامها جميع نقاط تحرك المعارضة في سهل رنكوس. والمرصد المذكور، هو أعلى تلة استراتيجية مشرفة على مناطق واسعة في المنطقة الوسط بين يبرود ورنكوس. ويرى المعارضون أن «استعجال القوات النظامية بالسيطرة على رنكوس، الهدف منه إطباق (فكي كماشتها) على المعارضة في السهل من جهتي يبرود ورنكوس».

وأكد مدير المكتب الإعلامي في القلمون عامر القلموني لـ«الشرق الأوسط» أن جبهتي ريف رنكوس وبخعة الواقعة غرب يبرود «تعدان الأعنف في القلمون»، مشيرا إلى تحقيق قوات المعارضة «انتصارات على القوات النظامية خلال اليومين الماضيين، أهمها تدمير أربع دبابات وناقلة جند نظامية، وإصابة طائرتي ميغ»، من غير أن يؤكد إسقاطهما.

وأوضح القلموني أن استراتيجية القتال في القلمون «تتحول إلى حرب عصابات وكمائن، وتحديدا في بخعة (وهي بلدة صغيرة تقع غرب يبرود)، حيث يعمد المعارضون إلى استنزاف القوات النظامية بشريا». ولفت إلى أن 40 مقاتلا من قوات الدفاع الوطني «قتلوا خلال هذا الأسبوع في كمائن في بخعة، نظرا لعدم خبرتهم في حرب العصابات».

وأخلى مقاتلو حزب الله مواقعهم في يبرود والمناطق المحيطة فيها، كما تقول مصادر المعارضة، بعد استعادة السيطرة عليها، مشيرة إلى أن مقاتلي الحزب «يقتصر دورهم على قيادة بعض الجبهات، وذلك بعد السيطرة على رنكوس»، ولفتت إلى مشاركة عدد قليل من حزب الله في معارك مرصد صيدنايا، وسط معلومات عن «تحركات في الجهة السورية المحاذية للحدود اللبنانية القريبة من جرود بريتال اللبنانية».

ويقول القلموني لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي المعارضة في المنطقة الممتدة من سهل رنكوس إلى بخعة ومعلولا «عددهم كبير، كون المنطقة باتت تجمعا لهم بعد انسحابهم من رنكوس وقبلها معلولا وفليطا»، مشيرا إلى أن وجودهم في سهل رنكوس «سيسهل عملهم، بعدما اتخذوا قرارا بانتهاج أسلوب حرب العصابات». وأضاف: «النظام سيتعب كثيرا في القلمون نتيجة حرب استنزاف طويلة خطط لها مقاتلو المعارضة، ولعل المعركة في بخعة كانت أبرز نموذج»، مؤكدا أن «الأعداد الكبيرة من الثوار يتجهون إلى تحويل المعركة إلى حرب عصابات بعد إخلاء مواقعهم في رنكوس».

وكانت القوات النظامية مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني استعادت السيطرة على رنكوس الحدودية مع لبنان، الأربعاء الماضي، وتتجه إلى استكمال السيطرة على بلدات صغيرة حدودية تقع بين رنكوس ويبرود، أهمها عسال الورد التي تتهم بأنها موقع لإطلاق الصواريخ باتجاه مناطق نفوذ حزب الله في بعلبك (شرق لبنان).

بموازاة ذلك، تواصل القصف على الزبداني، لليوم العاشر على التوالي، حيث استهدفت القوات الحكومية أحياء المدينة بالقذائف المدفعية والغارات الجوية. وأفاد ناشطون بسقوط براميل متفجرة في أحياء المدينة، فضلا عن استهداف أحياء المحطة والشلاح وطريق سرغايا وسط الزبداني بالرشاشات المدفعية والقذائف. وتكثفت الحملة على الزبداني بعد أنباء عن لجوء مقاتلين معارضين إليها فروا من جبهة رنكوس باتجاه المدينة.

إلى ذلك، أكدت مصادر المعارضة في دير الزور لـ«الشرق الأوسط» أن مقاتلي جبهة النصرة والجيش السوري الحر استعادوا السيطرة على مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، مشيرة إلى «طرد مقاتلي داعش من المنطقة وتمشيطها». وأشارت المصادر إلى إلقاء القبض على 6 عناصر من «داعش» كانوا موجودين في أحياء البوكمال.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بصد جبهة النصرة وكتائب إسلامية هجوم جهاديي الدولة الإسلامية على مدينة البوكمال، إثر معارك أدت إلى مقتل نحو 90 عنصرا من الطرفين. وانسحب عناصر «داعش» إلى «محطة (تي تو) النفطية» الواقعة في البادية (الصحراء)، على مسافة نحو 60 كيلومترا إلى الجنوب الغربي، بعدما استقدمت جبهة النصرة «تعزيزات إلى البوكمال من مناطق أخرى في دير الزور»، ما مكنها من صد الهجوم.

وقالت مصادر المعارضة في دير الزور لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي الحر «اكتشفوا مقبرة جماعية في حقل الجفرة النفطي الذي كانت داعش تسيطر عليه قبل طردها منه قبل عشرة أيام»، فيما تواصل القتال على محاور أخرى، وأهمها منطقة مركدة الحدودية مع محافظة الحسكة.

كما اشتبك مقاتلو الحر مع القوات النظامية التي حاولت التقدم بشكل مفاجئ في القطاع الجنوبي لمطار دير الزور حيث تتواصل المعارك منذ شهرين.

وفي حلب، أكدت مصادر المعارضة لـ«الشرق الأوسط» أن طريق الإمداد الوحيد للنظام الواصل لقطعه العسكرية غرب حلب، «قطعه المقاتلون المعارضون بعدما شنوا هجوما مفاجئا على مواقع القوات النظامية فيه، بهدف قطع خطوط الإمداد عن النظام إلى الجبهات في الداخل، وأهمها جبهة مبنى الأمن العسكري». وأفاد المرصد بمقتل 12 مقاتلا معارضا، وتسعة عناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، في هجوم شنه مقاتلون معارضون في منطقة الراموسة في جنوب المدينة.

في المقابل، أكدت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) استهداف القوات الحكومية «تجمعات الإرهابيين في المنطقة الصناعية ومحيط السجن المركزي وكفر حمرة وحريتان ودارة عزة والأتارب وبني زيد والليرمون وأفريكانو ومعارة الأرتيق والمنصورة وعزان وكفر داعل ومحيط كويرس والجديدة بحلب وريفها»، مشيرة إلى قصف مواقع تجمع المعارضة في خان العسل وجمعية الصحافيين وحي الراشدين.

وفي سياق متصل، عبرت قافلة من الشاحنات التي أرسلتها ثلاثون منظمة إسلامية الحدود التركية السورية حاملة أكثر من أربعة أطنان من المساعدات الإنسانية للمدنيين الذين يعانون من الحرب في سوريا وفق ما أعلنت المؤسسة التركية لحقوق الإنسان.

الشقاق يتسع بين النظام السوري وقنوات البث «الصديقة»

بثينة شعبان: إذا تباينت المصالح مع حلفائنا فسنمضي في طريقنا

لندن: «الشرق الأوسط»

بعد تفاعل مسألة قرار النظام السوري منع قناتي (المنار) و(الميادين) اللبنانيتين الحليفتين للنظام من البث المباشر من سوريا إلا بإذن رسمي، كشفت مستشارة الرئاسة السورية للشؤون الإعلامية بثينة شعبان أن وزارة الإعلام السورية «اتخذت بعض الإجراءات» في حق وسائل إعلام وصفتها بالـ«صديقة»، والتي بثت مقابلات وتقارير تشير إلى دور رئيس لدول وأحزاب في «صمود» النظام السوري.

وجاء هذا الإعلان بشكل غير رسمي، في وقت كثر فيه الحديث عن استياء في الأوساط الإعلامية الرسمية السورية من تغطيات قناتي «الميادين» و«المنار» التابعتين لحزب الله. وكتبت شعبان على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تقول إن «بعض المحطات الصديقة أقدمت في الآونة الأخيرة على بث مقابلات وتقارير توحي نوعا ما بأن سوريا ودولتها لم تكن لتصمد لولا دعم فلان وفلان من الدول والأحزاب، وهذا أمر مرفوض. سوريا صمدت بشعبها الذي قدم إلى الآن أكثر من ربع مليون شهيد».

وأضافت شعبان أن «وزارة الإعلام في الدولة السورية اتخذت بعض الإجراءات المبنية على توجهات الدولة التي أسست العلاقات بين سوريا وغيرها على أساس الاحترام المتبادل». وأكدت أن موقف الدولة السورية «كان ولا يزال ثابتا، لن نركع لأي ضغوط وسنمضي في طريق القضاء على الإرهاب. وإذا علمنا أن في تحالفنا مع أي دولة وأي حزب مصلحة لسوريا فسنفعل. علاقتنا مع حزب الله متجذرة وعلاقتنا مع إيران كذلك وعلاقتنا مع روسيا علاقة صداقة ومصالح مشتركة. لكن عندما تتباين المصالح سنمضي في طريق مصلحة شعبنا ولن نكون تابعين لأي أحد».

وكانت وسائل إعلام سورية وصفحات موالية للنظام انتقدت سماح السلطات السورية لقناتي «المنار» و«الميادين» بالانفراد بسبق نقل أخبار الأحداث الجارية في سوريا، وقبل وسائل الإعلام الرسمية، المفترض أن تكون مصدرا للأخبار السورية الرسمية.

ويشار إلى أن تنظيم الرحلات الإعلامية إلى مواقع المعارك والمناطق الساخنة لم يعد من ضمن صلاحيات وزارة الإعلام، ولكنه منذ اندلاع الأحداث الدامية في يد الجيش والقوات المسلحة، حيث تتولى إدارة التوجيه المعنوي مهمة دعوة الإعلاميين ونقلهم إلى موقع الحدث. مما أدى في بعض الأحيان إلى تضارب الصلاحيات بين ثلاث جهات مسؤولة عن حركة الإعلاميين في البلاد، وزارة الإعلام ومكتب رئاسة الجمهورية والتوجيه المعنوي، بالإضافة لتدخل الأجهزة الأمنية. وهو ما كان على الدوام يربك العملية الإعلامية في سوريا، ومما دفع صحيفة «الأخبار» اللبنانية، المقربة من حزب الله إلى نشر افتتاحية مطلع الشهر الحالي وجهت فيها انتقادا لاذعا للمسؤولين عن الإعلام في سوريا.

وقالت الصحيفة: «ما يكسر الظهر، هو ما حصل قبل أيام، عندما قرر أحد ما، معلوم الاسم والإقامة والموقع، أن الإدارة الإعلامية للمعركة في وجه العصابات المسلحة، لا تكون إلا كما يرى هو. وأن كل محاولة لتظهير المعركة بغير ما يطابق صورة الإعلام الرسمي، سيجري التعامل معها على أساس أنها اعتداء على السيادة في سوريا. وما لبث القرار أن ترجم إقصاء لوسائل إعلامية من بينها «الميادين» و«المنار» تقود من مواقع متواضعة ماديا وتقنيا، أقسى معركة مع طواحين إمبراطوريات الإعلام المعادي لسوريا، ونجحت في تحطيم كذبة إعلام القتلة ومموليهم. لكن يبدو أن في دمشق، وفي موقع القرار، من لديه رأي آخر. وهو طبعا حر في رأيه».

وتداولت مواقع إلكترونية أنباء عن قرار قناة «الميادين»، والتي كانت أول من روج قصص جهاد النكاح في سوريا، بتقليص تغطيتها الإخبارية في سوريا بعد قرار وزارة الإعلام السوري وقف البث المباشر للقناة من مناطق المعارك إلا بإذن رسمي. وأضافت أن القرار شمل أيضا قناة «المنار»، التي استضافت الأسبوع الماضي وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، الذي قال إن «المسألة تنظيمية بحتة»، بعد تعبيره عن الاحترام لقناة «المنار»: «لأنها قناة مقاومة، وكذلك قناة (الميادين) لأنها قناة قومية».

تحقيقات غربية حول قيام الأسد بهجمات كيماوية «حديثة» على ضواحي دمشق

المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي لـ «الشرق الأوسط»: نأخذ التقارير بجدية ولا نملك تأكيدات

واشنطن: هبة القدسي

قالت برناديت ميهان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن الولايات المتحدة على علم بالتقارير التي تشير إلى قيام النظام السوري «حديثا» بتنفيذ سلسلة من الهجمات باستخدام أسلحة كيماوية ضد مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في ضواحي دمشق، لكنها أشارت إلى أن واشنطن لا تملك تأكيدات للمعلومات حول تلك الهجمات المزعومة.

وقالت ميهان في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «نحن على علم بتلك التقارير حول استخدام محتمل للأسلحة الكيماوية، لكننا لا نملك تأكيد المعلومات حول تلك الادعاءات في الوقت الحالي، وننظر في تلك التقارير بجدية». وأضافت: «نأخذ تلك التقارير بجدية، ولهذا نعمل بشكل عاجل مع وكالة حظر الأسلحة الكيماوية ومع منظمة الأمم المتحدة لإزالة وتدمير الأسلحة الكيماوية السورية».

كانت عدة تقارير بريطانية وأميركية أشارت إلى تحقيقات تجريها كل من بريطانيا والولايات المتحدة حول قيام النظام السوري بتنفيذ سلسلة حديثة من الهجمات باستخدام أسلحة كيماوية ضد مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في ضواحي دمشق. وتأتي تلك الهجمات بعد أقل من عام من تراجع واشنطن عن القيام بضربة عسكرية ضد النظام السوري بعد إقدامه على الهجوم بالأسلحة الكيماوية على منطقة الغوطة الشرقية في الثاني والعشرين من أغسطس (آب) 2013، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص معظمهم من الأطفال. وكانت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلنت عما سمته «خطا أحمر» إذا أقدم النظام السوري على شن هجوم كيماوي. ولوحت الولايات المتحدة بعمل عسكري واسع النطاق، لكنها تراجعت بعد قبول النظام السوري التخلي عن كامل ترسانته الكيماوية وتدميرها.وقال مسؤولون بريطانيون أمس إنهم يحققون في تقارير تشير إلى قيام النظام السوري بعدة هجمات كيماوية تهدف إلى ترويع السكان وإثارة الرعب والخوف في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في أنحاء العاصمة. وأشار المسؤولون إلى أن النظام السوري يستخدم المواد الصناعية السامة، بدلا من المواد الكيماوية، في تصنيع الأسلحة ويقوم بتلك الهجمات على نطاق ضيق. وأوضح البريطانيون أنهم يبحثون عن مزيد من المعلومات حول أربع هجمات نفذها النظام السوري في المناطق حول دمشق في الفترة من يناير (كانون الثاني) الماضي إلى أبريل (نيسان) الحالي، وأن النظام استخدم الكلور والمبيدات الحشرية ضد المعارضة.

ونقلت التقارير عن مسؤول عسكري إسرائيلي أن نظام الأسد استخدم الأسلحة الكيماوية في هجومين يوم 27 مارس (آذار) الماضي في حي حرستا بدمشق، وأن آثار المواد الكيماوية استمرت لعدة ساعات وأدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص. وأشار المسؤول إلى أن المركبات الكيماوية التي استخدمها في الهجوم لم تكن مدرجة بين المواد الكيماوية التي وقع النظام السوري على التخلي عنها ضمن الاتفاق، الذي رعته روسيا للتخلص من الأسلحة الكيماوية السورية.

وأوردت عدد من وكالات الأنباء تقارير عن المعارضة السورية، تشير إلى تعرض منطقة حرستا لهجوم باستخدام غاز الأعصاب المميت، وأشارت إلى أن ضحايا الهجوم بلغ ثلاثة قتلي، لقوا حتفهم بسبب الاختناق، إضافة إلى عشرات من المصابين بأعراض تسمم.

وقالت صحيفة «التايمز» البريطانية أمس إن هجمات أخرى شنها النظام السوري في مناطق داريا وعدرا وجوبر، حيث تجري التحقيقات على عينات من التربة في تلك المواقع الثلاثة، ويجري التحقق من تلك العينات في كل من الأردن وتركيا. وأشارت الصحيفة إلى شريط فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي بثته جماعات المعارضة، يظهر رجلا يعاني من ضيق التنفس وسرعة نبضات القلب واختناق وأعراض أخرى بعد هجمة بالسلاح الكيماوي على منطقة جوبر.

وبمشاهدة الفيديو، رجح خبراء وأطباء ومسؤولون دوليون أن الأشخاص الذين يظهرون فيه يعانون حالات تسمم ناجمة عن استنشاق مواد كيماوية غالبا، إذا ثبتت صحة التسجيلات. لكن مصادر دولية لم تنف إمكانية أن تكون المعارضة السورية «ربما تمتلك بعض العناصر الكيماوية»، إلا أنها استبعدت مسؤوليتها الشاملة عن تلك الهجمات، قائلة إن النظام فقط هو الذي يملك التقنيات اللازمة لصناعة «سلاح كيماوي».

وقد أشار المسؤولون في وكالة حظر الأسلحة الكيماوية إلى قدرة النظام السوري على الوفاء بالتزاماته وإزالة كافة المخزونات من المواد والمعدات الكيماوية بحلول 30 يونيو (حزيران) وفقا للجدول الزمني. وأوضح المسؤولون أن الوقت ينفد أمام دمشق للوفاء بالتزاماتها. وكانت المنظمة الدولية قد أعلنت تدمير المواد الأكثر سمية وخطورة لدى سوريا، وأشارت إلى تدمير أكثر من نصف المخزون السوري من الأسلحة الكيماوية الذي يصل إلى 1300 طن متري.

قتلى بالبراميل واشتداد المعارك بحلب  

أوقعت غارات جوية على حلب وريفها السبت قتلى وجرحى، بينما اشتدت المعارك في محيط مبنى المخابرات الجوية بالمدينة الذي تسعى المعارضة للسيطرة عليه, في حين تبادلت المعارضة والنظام الاتهامات بشأن قصف بغازات سامة بريف حماة.

وقال مراسل الجزيرة عمرو حلبي إن عشرة على الأقل قتلوا وأصيب عشرات إثر إلقاء مروحيات براميل متفجرة على بلدة حريتان بريف حلب الغربي، وأضاف أن عددا من الضحايا دفنوا على الأرجح تحت أنقاض المباني التي دمرها القصف.

وشمل القصف الجوي بلدات أخرى بريف حلب بينها عندان, بينما تعرضت أحياء السكري ومساكن هنانو والميسّر وبني زيد داخل المدينة لعدة غارات أوقعت قتلى وجرحى، وفقا لناشطين.

من جهته, قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قتلى وجرحى سقطوا إثر سقوط قذائف على أحياء الحمدانية والجميلية والميدان الخاضعة للنظام، دون أن يؤكد ما إذا كان أطلقها معارضون أم لا.

معركة محتدمة

وفي حلب أيضا, تصاعدت وتيرة القتال في محيط المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء, كما تدور اشتباكات على محاور أخرى.

وقالت شبكة شام إن فصائل المعارضة -التي تخوض المعركة ضمن ما سمي “غرفة عمليات أهل الشام”- استولت على 15 بناء في حي جمعية الزهراء, وتحدثت عن مقتل عناصر مسلحة أجنبية موالية للنظام, وإعطاب دبابة في الاشتباكات.

وفي المقابل, نفى مصدر عسكري سوري أن تكون المعارضة سيطرت على المقر, وتحدث عن توجيه ضربات لمقاتلي المعارضة هناك. كما أشارت شبكة شام إلى اشتباكات عنيفة قرب منطقة الكراجات في حي الراموسة الذي دخله مقاتلو المعارضة قبل يومين، مما سمح لهم بقطع طريق إمداد مهم باتجاه مطار النيرب العسكري.

وفي السياق نفسه, قال المرصد السوري إن فصائل المعارضة قصفت بالصواريخ الكلية العسكرية بحي الحمدانية, مشيرا إلى أنباء عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية.

وفي مقابل تأكيد المعارضة إحراز تقدم مهم بمعاقل للنظام, قال مصدر عسكري سوري إن القوات النظامية أوقعت خسائر بشرية كبيرة في صفوف من سماهم “إرهابيين” في أحياء الليرمون وبني زيد الحيدرية والراشدين, وفي محيط السجن المركزي بحلب, وفي بلدات حريتان وخان طومان وقبتان الجبل وكفر حمرا بريف المحافظة.

وأضاف أن تلك القوات أحبطت كذلك محاولة للتسلل من حي العامرية بحلب.

وفي جبهات أخرى, قصف مقاتلو المعارضة مجددا مطار دير الزور العسكري، مما تسبب في مقتل وجرح جنود نظاميين, بينما قتل معارضان في اشتباكات بمحيط المطار، وفقا للمرصد السوري وناشطين.

وتجدد القتال كذلك على عدة محاور في الغوطة الشرقية والقلمون بريف دمشق, خاصة في محيط بلدات المليحة ورنكوس وصيدنايا.

وبينما تحدثت مصادر المعارضة عن تدمير ثلاث دبابات في مزارع رنكوس وفي محيط صيدنايا وقرية بخعة, نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر عسكري أن القوات النظامية سيطرت على تلة محمية الطيور المطلة على رنكوس قرب الحدود اللبنانية.

وفي دمشق, سجلت اشتباكات في حي القابون, بينما سقطت قذائف هاون على مناطق بالمدينة بينها حي التجارة الذي قتلت فيه امرأة، حسب ناشطين.

وفي جنوب سوريا, وقعت اشتباكات عنيفة في حي السد بدرعا, وفي محيط بلدتي بصرى الشام والنعيمة وسط قصف بالبراميل المتفجرة، وشمل القصف أيضا أحياء حمص المحاصرة وبلدة الرستن، التي سقط فيها جرحى بينهم أطفال، حسب ناشطين.

اتهامات متبادلة

في هذه الأثناء, قال ناشطون إن القوات النظامية قصفت لليوم الثاني بلدة كفرزيتا بريف حماة بقذائف تحتوي على غازات, ورجحوا أن الأمر يتعلق بغاز الكلور.

وكان ناشطون قالوا إن طفلا توفي الجمعة في البلدة جراء الغازات التي أكدوا أنها تسبب أعراضا بينها صعوبة في التنفس, كما تحدثوا عن وفاة خمسة أشخاص في مدينة حرستا بريف دمشق نتيجة غازات مشابهة.

لكن التلفزيون السوري اتهم “جبهة النصرة” بضرب كفرزيتا بالكلور السام، وقال إن الهجوم أدى إلى وفاة اثنين وإصابة أكثر من مائة من أهالي البلدة بحالات اختناق.

جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة

                      2014

مدفع “جهنم” في جبهات حلب

العربية.نت

أعلنت الغرفة المشتركة لأهل الشام (التي تتكون من 3 تشكيلات كبرى) من جبهات حلب، أنها تمكنت من قتل 40 عنصراً من قوات النظام في منطقة الراموسة بحلب، عبر استهدافهم بقذائف من المدفع الضخم، المسمى “مدفع جهنم”. وأرفقت خبرها بعدة صور تظهر ضرب قذيفة المدفع، واللهب الهائل الذي أحدثته عقب سقوطها.

ومنذ تشكيلها مؤخراً، استطاعت “الغرفة المشتركة” أن تقلب الموازين على العديد من جبهات حلب، وانتقلت بالثوار من الدفاع ضد هجوم النظام الذي كان يخطط لإسقاط حلب، إلى مرحلة الهجوم التي تمثلت بإطلاق معارك متتالية، كان آخرها “الاعتصام بالله” و”بتر الكافرين”، حيث حقق الثوار تقدماً ملموساً على جبهات حيوية مثل جبهة المخابرات الجوية والراموسة.

أنباء عن هجمات بالغازات السامة على ريفي دمشق وحماة

دبي – قناة العربية

قالت مصادر المعارضة السورية إن 5 أشخاص على الأقل قتلوا في هجوم بالغازات السامة على مدينة حرستا في ريف دمشق، فيما أصيب العشرات.

فيما أكد مركز حماة الإعلامي أن طفلاً قتل، وأصيب أكثر من 100 في هجوم مشابه بالغازات السامة على مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي.

من جانبه، قال جي كارني، المتحدث باسم البيت الأبيض، في تصريح خاص لقناة “العربية” إن الإدارة الأميركية تراقب التقارير التي تحدثت عن استخدام نظام الأسد لغاز سام في ريف دمشق. وقال كارني إن الولايات المتحدة تعمل مع منظمة حظر الأسلحة النووية للتأكد من احترام سوريا لتعهداتها.

هذا وأعلنت القوة البحرية المشتركة المكلفة بنقل الترسانة الكيمياوية السورية عن استئناف عمليات النقل، وأكدت أنها نقلت حتى الآن قرابة 50% من ترسانة الأسد الكيمياوية.

من جانبها، قالت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية إنه لايزال أمام نظام الأسد وقت لتنفيذ الاتفاق الروسي الأميركي القاضي بنقل ترسانة نظام الأسد الكيمياوية كاملة إلى خارج سوريا، مشددة على عدم إضاعة الفرص مجدداً، والالتزام بالموعد النهائي في نهاية يونيو المقبل.

معارك عنيفة قرب مركز المخابرات الجوية في حلب

تدور منذ سبع ساعات معارك عنيفة جداً على مسافة قريبة من مركز المخابرات الجوية في غرب مدينة حلب، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: “إنها المعارك الأعنف منذ بدء أعمال العنف في حلب في فبراير 2012، والأكثر قرباً من مركز المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء”.

وأشار عبد الرحمن إلى أن الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة اندلعت بعد منتصف الليلة الماضية.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد إلكتروني أن: “الطيران الحربي يقصف بالرشاشات الثقيلة حي الليرمون، شمال غرب المدينة، ومحيط فرع المخابرات الجوية”.

وأشار المرصد إلى وجود حركة نزوح كبيرة لأهالي الحي إلى مناطق أخرى من حلب، وإلى خسائر بشرية في صفوف الطرفين.

وقصف الطيران الحربي طيلة يوم أمس ومنذ فجر اليوم أحياء عدة في حلب، وقتل 4 مقاتلين معارضين في إحدى الغارات الليلية على حي الراشدين في شرق المدينة.

وفي المقابل، أفاد المرصد عن مقتل 10 مواطنين بينهم 5 أطفال إثر سقوط قذائف أطلقتها كتائب إسلامية مقاتلة أمس على مناطق في أحياء خاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب.

فرنسا.. تحقيق مع شركة سلمت نظام الأسد وسائل مراقبة

باريس- فرانس برس

كلف قضاة فرنسيون بالتحقيق في قضية “كوزموس”، وفق ما أعلنت منظمتان تتهمان هذه الشركة الفرنسية بتزويد النظام السوري بأدوات مراقبة.

وفي حين نفت الشركة تلك الاتهامات، معتبرة أنها تهدف إلى تشويه سمعتها، أكدت أنها ستواصل تعاونها مع القضاء.

ويأتي هذا التحقيق القضائي الذي فتح الأسبوع الفائت بعد تحقيق أولي بدأ في باريس في يوليو 2012 إثر شكوى من الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ورابطة حقوق الإنسان. وقال الاتحاد والرابطة في بيان إنه تم تعيين ثلاثة قضاة متخصصين في “الجرائم ضد الإنسانية” في باريس لإجراء هذا التحقيق.

وتتهم المنظمتان الشركة الفرنسية بالمساهمة في تزويد النظام السوري بأدوات مراقبة تتيح لأجهزة الاستخبارات “تطوير وسائل قمعها للأصوات المعارضة، وخصوصاً عبر اعتراض اتصالات إلكترونية في موعد حصولها بمساعدة كلمات مفاتيح”.

من جانبه، قال المحامي باتريك بودوان الرئيس الفخري للاتحاد الدولي لحقوق الإنسان في البيان “لا بد من أن يكشف القضاء الفرنسي الضلوع المحتمل لشركة كوزموس في تزويد النظام السوري بأدوات مراقبة هدفها التجسس على الشعب السوري ومن أن يسفر هذا التحقيق عن النتائج القضائية” المتوخاة.

إلى ذلك، قال ميشال توبيانا الرئيس الفخري لرابطة حقوق الإنسان “نأمل في أن يجري هذا التحقيق بمنأى عن أي تدخل سياسي”.

والجمعة، كررت كوزموس في بيان لها أن أيا من معداتها أو برامجها لم يتم تشغيله في سوريا. وتقدمت في سبتمبر 2012 بشكوى ضد الاتحاد والرابطة.

وتقر الشركة بأنها بحثت إمكان العمل مع شركة ألمانية هي أحد فروع شركة إيطالية تنشط في سوريا. لكنها أكدت صرف النظر عن هذا المشروع في أكتوبر 2011.

يذكر أن الاتحاد الأوروبي حظر في يناير 2012 تصدير أي معدات مراقبة معلوماتية إلى سوريا يمكن أن تستخدم في قمع المعارضة المناهضة لنظام بشار الأسد.

سوريا.. قصف كفرزيتا بالغازات السامة مجددا

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال ناشطون في المعارضة السورية إن الطيران الحربي قصف السبت بلدة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي بالغازات السامة لليوم الثاني على التوالي.

وأشاروا إلى وقوع حالات تسمم واختناق بين المدنيين بلغت نحو 100 حالة، بينها 15 حالة خطيرة، وفقاً لمركز حماة الإعلامي.

وبث الناشطون تسجيلاً مصورا قالوا إنه للقصف الجوي بالغازات السامة الذي تعرضت له كفرزيتا، غير أنه لم تتمكن سكاي نيوز عربية من التحقق من التسجيل من مصدر مستقل.

وكانت سكان البلدة تعرضوا الجمعة لحالات من التسمم والاختناق إثر قصف جوي من الطيران السوري.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقراً له، إن سكان في بلدة كفرزيتا تعرضوا لحالات من التسمم والاختناق إثر إلقاء الطيران السوري “براميل متفجرة” على البلدة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

غير أن عبد الرحمن أكد أن طائرات مقاتلة حكومية “قصفت كفرزيتا ببراميل متفجرة تسببت بدخان كثيف وبروائح أدت إلى حالات تسمم واختناق، نقل أصحابها على الأثر إلى المشافي”، مشيراً إلى أن القصف وقع الجمعة.

وفي صفحة “تنسيقية الثورة السورية في مدينة حماة- كفرزيتا” على “فيسبوك”، كتب ناشطون أن النظام قصف البلدة “بالمواد السامة ’غاز الكلور‘، ولدينا أكثر من 100 حالة اختناق وأصبحنا نعاني من نقص كبير بالمواد الطبية”.

وبث ناشطون أشرطة فيديو على موقع “يوتيوب” تظهر أطفالاً وشباناً بدا عليهم الإعياء، ويعانون من السعال والاختناق.

واظهر أحد التسجيلات 3 شبان مستلقين على أسرة في مشفى ميداني، وقد وضعت على وجوههم أنابيب أكسجين، وقال شخص بدا أنه طبيب في الغرفة إن القصف بالبراميل ترك “مواد تميل إلى اللون الأصفر”، وأن رائحة تشبه غاز الكلور انتشرت، و”نتج عنها أكثر من 100 مصاب بينهم أطفال وامرأة”، مشيراً إلى أن هذا الغاز “يسبب تهيجاً في القصبات والطرق التنفسية العلوية والسفلية”.

من جهته، اتهم التلفزيون الرسمي السوري “تنظيم جبهة النصرة الإرهابي بضرب سائل الكلور السام على بلدة كفرزيتا”، قائلاً إن الهجوم أدى إلى “استشهاد اثنين وإصابة أكثر من 100 من أهالي البلدة بحالات اختناق”.

معارك عنيفة قرب “الجوية” بحلب

وكان السبت صباحاً شهد اندلاع معارك عنيفة على مسافة قريبة من مركز المخابرات الجوية غربي مدينة حلب، فيما استمرت الحملة العسكرية على بلدة المليحة بريف دمشق لليوم الحادي عشر على التوالي.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن السبت في اتصال هاتفي مع وكالة “انها المعارك الاعنف منذ بدء اعمال العنف في حلب (في فبراير 2012) والأكثر قربا من مركز المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء”.

وأشار عبد الرحمن إلى أن الاشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة اندلعت بعد منتصف الليلة الماضية، وفقاً لفرانس برس.

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني ان “الطيران الحربي يقصف بالرشاشات الثقيلة حي الليرمون شمال غربي المدينة ومحيط فرع المخابرات الجوية”.

وبث الناشطون لقطات فيديو لمقاتلين يسيطرون على مبان كانت خاضعة لسيطرة القوات الحكومية في محيط فرع المخابرات الجوية بحلب، غير أنه لم يتسن لسكاي نيوز عربية التأكد من صحتها.

وأشار المرصد إلى “حركة نزوح كبيرة لأهالي الحي إلى مناطق أخرى” من حلب، وإلى وقوع “خسائر بشرية في صفوف الطرفين”.

وقصف الطيران الحربي طيلة الجمعة فجر السبت أحياء عدة في حلب، وقتل 4 مقاتلين معارضين في إحدى الغارات الليلية على حي الراشدين شرقي المدينة.

وفي وقت لاحق، تعرض حي السكري لحملة قصف بالبراميل والصواريخ الفراغية، بينما تعرض حي الليرمون لقصف بالرشاشات الثقيلة من الطيران وفقاً للناشطين.

وقال مركز صدى الإعلامي المعارض إن أكثر من 25 عنصراً من القوات الحكومية وحزب الله قتلوا خلال معركة “تحرير كتلة كاملة من المباني السكنية (15 بناية) في جمعية الزهراء على أطراف حي الليرمون بالقرب من مدفعية الزهراء.

وبث ناشطون معارضون شريط فيديو لقتلى من القوات الحكومية إثر اشتباكات مع مقاتلي المعارضة في حي الراموسة غربي حلب، غير أنه لم يتسن لسكاي نيوز عربية التأكد من مصداقية هذا الشريط من مصادر مستقلة.

وذكر ناشطون أن عدداً من أفراد القوات الحكومية قتلوا أثناء معركة مع الجيش الحر لتحرير حاجز الصياد في مدينة خان شيخون بريف إدلب.

وقال ناشطون معارضون إن حملة القصف الجوي على بلدة المليحة استمرت لليوم 11 على التوالي، حيث شنت طائرات مقاتلة غارتين جويتين على البلدة صباح السبت، فيما استمرت الاشتباكات بشكل متقطع على جميع محاور الجبهة منذ مساء السبت حتى ساعات الصباح الأولى.

مصدر أوروبي: يجب الدفع باتجاه جنيف3 لحل الأزمة السورية

بروكسل (11 نيسان/أبريل) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أقر مصدر مطلع في الإتحاد الأوروبي بأن الوضع السوري يعاني حالياً من مأزق كبير وإنسداد الأفق.

وأشار المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن الإتحاد الأوروبي بالرغم من معرفته بحقيقة الوضع يستمر في التواصل مع كافة الأطراف من أجل الدفع بالعملية السياسية للتوصل إلى حل.

وأضاف قائلاً “نحن لا زلنا نعتقد بأن هناك إمكانية للتحرك نحو تنظيم مؤتمر جنيف3 بعد فشل جنيف2، فالوضع الحالي ليس مبرراً للتوقف عن المحاولة”، على حد تعبيره

وأوضح أن الإتحاد الأوروبي يركز جهوده في مسارين أولهما المساعدات الإنسانية، ثم مواصلة الجهود الدبلوماسية والإتصالات مع كافة الأطراف، خاصة المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي من أجل البحث عن حل سياسي سلمي.

وأشار إلى أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي سيعودون لمناقشة الملف السوري خلال اجتماعهم الدوري الإثنين القادم في لوكسمبورغ، وقال “مع الأسف ليس هناك جديد يمكن قوله، سوى تصميمنا على عدم التخلي عن مساعدة السوريين”، وفق كلامه.

وكانت وزيرة الخارجية الايطالية فيديريكا موغيريني نوهت في وقت سابق بأن “الوضع السوري لا يتميّز بغاية التعقيد وحسب، بل وصل إلى ركود مقلق للغاية”، محذرة من أن “الإحباط الحالي على الصعيد الدبلوماسي من شأنه إضعاف مساع الحلول السياسية” للأزمة هناك

ورأت أنه “في الوقت الراهن لا يبدو أن هناك أي تأثير مباشر للتوترات مع روسيا على جبهة الصراع في سورية”، لكن “من الواضح أن هذا الموضوع، إلى جانب المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني والوضع في أفغانستان وعدد من الملفات الأخرى، يمكن أن يزيد وبسهولة من تعقيد الوضع المتوتر أصلا، والذي نأمل بالتمكن من حله في أقصر وقت ممكن”، على حد تعبيرها

عشرات حالات الاختناق والتسمم في حماة ومعارك في حلب

تبادل النظام السوري والمعارضة الاتهامات بالمسؤولية عن إصابة العشرات بالاختناق والتسمم في إحدى مناطق حماة شمال البلاد.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره في بريطانيا إن عشرات المدنيين نقلوا لتلقي العلاج في بعض مستشفيات حما نتيجة إصابتهم بالاختناق والتسمم بعدما قصفت المرحيات السورية المنطقة بالبراميل المتفجرة.

ونقل المرصد عن عدد من الناشطين أن البراميل المتفجرة التى استخدمتها قوات النظام السوري في قصف كفر زيتا نتج عنها دخان كثيف وروائح غريبة ما ادى إلى إصابة عدد من المدنيين بحالات الاختناق والتسمم.

من جانبها نفت التلفزة الحكومية السورية مسؤولية قوات النظام عن حالات التسمم والاختناق في كفر زيتا واتهمت جماعات المعارضة بالمسؤولية عنها.

وقالت التلفزة السورية إن لديها معلومات بأن “إرهابيين تابعين لجبهة النصرة استخدمت غاز الكلورين في معارك بالمنطقة ما ادى لمقتل إثنين وإصابة أكثر من 100 أخرين بالاختناق والتسمم”.

وكان النظام السوري قد تلقى لوما دوليا واسعا بعد اتهامات باستخدامه أسلحة كيمياوية ضد المدنيين في غوطة دمشق العام المنصرم ما أدى لمقتل نحو 1400 شخص.

ورغم ان النظام السوري نفى ذلك إلا أنه وافق تحت ضغوط دولية على تسليم مخزونه من الاسلحة الكيمياوية للتخلص منها في الخارج.

معارك شرسة

وفي حلب قال المرصد إن القوات السورية خاضت قتالا شرسا مع مسلحي المعارضة في المدينة الشمالية فيما وصفه “بأعنف معارك تشهدها المدينة منذ اواسط عام 2012.”

وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد إن القتال الذي درات رحاه مساء الجمعة “كان الاعنف منذ اندلعت المعارك في حلب والاقرب لمقر المخابرات الجوية السورية في حي الزهراء.”

من جانبها، قالت “اللجنة العامة للثورة السورية”، وهي عبارة عن شبكة للناشطين، في رسالة الكترونية السبت إن الطيران الحربي السوري “ضرب بالمدافع الرشاشة حي الليرمون والمناطق المجاورة لمقر المخابرات الجوية.”

وقال المرصد إن القتال اوقع خسائر في صفوف الجانبين.

واضاف المرصد ان المسلحين المعارضين الاسلاميين قصفوا عددا من الاحياء التي تسيطر عليها القوات السورية، مما اسفر عن مقتل 10 اشخاص بينهم 5 اطفال.

وكان مسلحو المعارضة قد سيطروا على مناطق كبيرة من حلب في هجوم كبير شنوه اواسط عام 2012، ولكن خطوط القتال ظلت ثابتة منذ ذلك الحين.

BBC © 2014

ناشطون سوريون: “داعش” تدحر النصرة في البو كمال

قال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض إن مسلحي الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) حققوا تقدما ضد مسلحي جبهة النصرة والجبهة الاسلامية في مدينة البو كمال القريبة من الحدود العراقية، وذلك بعد معارك عنيفة اسفرت عن مقتل 51 شخصا.

وقال المرصد إن مسلحي (داعش) شنوا هجوما على ثلاثة محاور على مواقع جبهة النصرة المحسوبة على “تنظيم القاعدة” وحلفائها.

وكانت جبهة النصرة قد اعلنت في وقت سابق مسؤوليتها عن التفجيرين اللذين وقعا امس الاربعاء في مدينة حمص واللذين اسفرا عن مقتل 25 شخصا واصابة اكثر من مئة بجروح.

وقالت الجبهة في بيان إن التفجيرين اللذين وقعا في حي كرم اللوز استهدفا الميليشيات الموالية لحكومة الرئيس السوري بشار الاسد والتي يطلق عليها اسم “الشبيحة.”

وكان مسلحو (داعش) قد اضطروا للانسحاب من البو كمال في وقت سابق من العام الحالي بعد قتال عنيف.

وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد ومقره بريطانيا “تشهد البو كمال ومنذ فجر اليوم قتالا عنيفا، حققت فيه (داعش) بعض التقدم وتمكنت من السيطرة على عدة احياء التي كانت خاضعة

مسلحو المعارضة في حمص

لجبهة النصرة وتنظيمات اسلامية اخرى.”

من جانبه، قال قائد احدى التشكيلات المعارضة الموالية للجيش السوري الحر إن الاخير ما زال يسيطر على معبر القائم الحدودي مع العراق.

وقال مراسل وكالة الانباء الفرنسية أن الجنود العراقيين بدأوا في تعزيز مواقعهم عبر الحدود المشتركة مع سوريا في معبر القائم وتلقوا تعزيزات إضافية من الحكومة.

وقال المراسل إن الجنود عززوا مواقعهم على الجانب العراقي من المعبر بأكياس الرمال والحواجز الخرسانية.

وكانت البو كمال قد سقطت بأيدي المعارضة السورية المسلحة في نوفمبر / تشرين الثاني 2012.

على صعيد آخر، قال المرصد إن مسلحي المعارضة – بمن فيهم مسلحو جبهة النصرة – استولوا الخميس على مبنى يقع بالقرب من مقر الاستخبارات العسكرية في حي الزهراء بمدينة حلب الشمالية.

وفي حمص، قتل مسلحون مجهولون 14 شخصا بينهم اطفال في حي كرم الزيتون بالمدينة.

وقال المرصد إن ميليشيا موالية للحكومة هي المسؤولة عن الهجوم، ولكن وكالة انباء سانا السورية الرسمية حملت “مجموعة ارهابية مسلحة” المسؤولية.

BBC © 2014

تفجيران في حمص يسفران عن مقتل 25 شخصا وأكثر من 100 جريح

أفادت وسائل الإعلام الرسمية في سوريا بأن 25 شخصا قتلوا وأصيب 107 آخرون في تفجيرين بسيارتين مفخختين في مدينة حمص.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن نساء وأطفالا كانوا بين القتلى في التفجيرين اللذين وقعا بحي كرم اللوز.

وقالت الوكالة إن “إرهابيين” نفذا التفجيرين، وهو المصطلح الذي تستخدمه السلطات للإشارة إلى مسلحي المعارضة المناوئة لنظام حكم الرئيس بشار الأسد.

ووقع الانفجار الأول إثر تفجير سيارة مركونة في شارع الخضر المزدحم من قبل المواطنين وبعد حوالي نصف ساعة انفجرت السيارة الثانية في الحي ذاته، بحسب الوكالة التي أكدت إصابة أحد مصوريها في التفجيرين.

ونقلت وكالة اسوشييتد برس عن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، قوله إن المنطقة التي وقع فيها التفجيران يقطنها غالبية من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.

وتشهد حمص، ثالث كبريات المدن السورية، معارك شرسة بين مسلحي المعارضة وقوات الحكومة التي تحاصر المدينة.

وجاء التفجيران بعد ساعات من ورود تقارير عن تحقيق القوات الحكومية انتصارا على مسلحي المعارضة وسيطرتها على على بلدة رنكوس الواقعة بمنطقة القلمون الحدودية الاستراتيجية.

وكان المرصد السوري قال في وقت سابق إن “قوات الجيش النظامي دخلت المنطقة واشتبكت في معارك مع مسلحي المعارضة”.

وأضاف المرصد أن اقتحام الجيش لرنكوس جاء عقب قصف عنيف للبلدة.

BBC © 2014

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى