أحداث السبت 13 آب 2016
«داعش» ينسحب نحو تركيا بعد خسارة «جيبه» في منبج
لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب –
خطف عناصر «داعش» حوالى ألفي مدني أثناء انسحابهم باتجاه حدود تركيا من آخر جيب كانوا يتحصنون فيه داخل مدينة منبج السورية، بعدما تمكنت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية بدعم من التحالف الدولي، إثر معارك استمرت أكثر من شهرين، من طردهم منها، في وقت دارت معارك عنيفة جنوب حلب نتيجة هجوم شنته فصائل معارضة وإسلامية لقطع خط إمداد القوات النظامية إلى المدينة.
وقال الناطق باسم «مجلس منبج العسكري» المنضوي في «قوات سورية الديموقراطية» شرفان درويش لوكالة «فرانس برس»: «خطف عناصر داعش حوالى ألفي مدني، بينهم نساء وأطفال من حي السرب في شمال منبج» في ريف حلب الشمالي. وأشار إلى أنهم «استخدموا المدنيين دروعاً بشرية خلال انسحابهم إلى مدينة جرابلس (على الحدود التركية)، ما منعنا من استهدافهم».
وكانت منبج تشكل إلى جانب جرابلس والباب أبرز معاقل تنظيم «داعش» في محافظة حلب على حدود تركيا. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن عملية خطف المدنيين الذين تم «نقلهم على متن نحو 500 سيارة باتجاه جرابلس».
وتمكنت «قوات سورية الديموقراطية» في السادس من الشهر الجاري من السيطرة بشكل شبه كامل على منبج، إثر هجوم بدأته في 31 أيار (مايو) بدعم جوي من التحالف الدولي لطرد الإرهابيين من المدينة الاستراتيجية الواقعة على خط إمداد رئيسي للتنظيم بين معقله في الرقة (شمال) والحدود التركية. وتحصن «داعش» في الأيام الأخيرة في منطقة المربع الأمني وسط منبج، قبل انسحابهم تدرجاً في اليومين الأخيرين إلى حي السرب على أطراف المدينة الشمالية. وأوضح درويش أن المدنيين المخطوفين هم «من سكان حي السرب، فيما خطف آخرون من المربع الأمني وأحياء أخرى».
ووثق «المرصد السوري» منذ إطلاق «قوات سورية الديموقراطية» معركة تحرير منبج، مقتل «437 مدنياً، بينهم 105 أطفال». وقتل 203 منهم جراء ضربات طائرات التحالف الدولي في المدينة وريفها، والآخرون جراء المعارك والقصف. كذلك قتل 299 عنصراً من «قوات سورية الديموقراطية» مقابل 1019 عنصراً على الأقل من «داعش».
إلى ذلك، قال «المرصد» أمس: «قصفت طائرات حربية مناطق في بلدتي حيان وحريتان ومنطقة آسيا بريف حلب الشمالي، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الجرحى، بعضهم في حالات خطرة، فيما تأكد مقتل 7 منهم على الأقل ومعلومات مؤكدة عن 3 آخرين، ومعلومات عن قتل مواطنين كثر في بلدة حيان، بينهم مواطنات وأطفال، كما سقط جرحى، وارتفع إلى 8 على الأقل عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف طائرات حربية مناطق في بلدتي أورم الكبرى ودارة عزة بريف حلب الغربي، ولا يزال عدد القتلى مرشحاً للارتفاع لوجود عشرات الجرحى والمفقودين وبعض الجرحى في حالات خطرة».
وقال موقع «كلنا شركاء» المعارض إن «كتائب الثوار قطعت مساء الخميس طريق خناصر جنوب حلب، (طريق إمداد القوات النظامية الوحيد إلى مدينة حلب)، عقب سيطرتها على مواقع حكومية في محمية الغزلان قرب طريق خناصر بريف حلب الجنوبي، وباتوا في مواقع مشرفة على الطريق وتمكنهم من شلّ حركة القوات النظامية عليه». لكن موقع «روسيا اليوم» أفاد بأن عناصر المعارضة لم يسيطروا على طريق خناصر- حلب، مؤكداً «استمرار حركة السير عليه دخولاً وخروجاً من المدينة». وأشار إلى أن الجيش النظامي استعاد «محمية الغزلان القريبة من خناصر، بعد دخول المسلحين إليها ليلاً».
إيران وتركيا تتفقان ضد الأكراد
أنقرة – يوسف الشريف { طهران – محمد صالح صدقيان
تعهدت تركيا وإيران أمس تعزيز تعاونهما السياسي وتبادلهما التجاري، وشددا على أولوية الحفاظ على «وحدة» سورية ومكافحة الإرهاب في المنطقة، وذُكر ان البلدين أتفقا على منع قيام كيانات انفصالية كردية.
أتى ذلك خلال محادثات أجراها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في أنقرة أمس، مع نظيرة التركي مولود جاويش أوغلو والرئيس رجب طيب أردوغان، تطرّقت إلى سبل تعزيز التعاون بين البلدين، خصوصاً بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، وفي ضوء نتائج زيارة أردوغان إلى روسيا الأسبوع الماضي.
وعشية توجّهه إلى أنقرة، اتصل ظريف بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، واطّلع منه على نتائج قمة سان بطرسبورغ بين أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتصوّراته في شأن الموقف التركي من الأزمة السورية.
وأفادت معلومات إيرانية بجهد بذلته طهران لترطيب الأجواء بين أنقرة وموسكو، ما أثار ارتياحاً لدى تركيا، خصوصاً أن إيران كانت من أوائل الدول التي دانت المحاولة الانقلابية ودعمت الحكومة التركية.
والتقى ظريف أردوغان نحو 3 ساعات في قصر الرئاسة، بعدما أجرى محادثات مع جاويش أوغلو. وشكر الأخير «إيران، حكومة وشعباً، على وقوفها إلى جانب تركيا» خلال المحاولة الانقلابية، مضيفاً أنه ونظيره الإيراني «لم يناما ليلة» المحاولة الفاشلة، اذ اتصل به ظريف 4-5 مرات، «ليطمئن على الأوضاع في تركيا»، كما اتصل به مرات للسبب ذاته في اليوم التالي.
واعتبر خلال مؤتمر صحافي مع ظريف، أن «أمن إيران واستقرارها من أمن تركيا واستقرارها»، مشدداً على أهمية تعاون البلدين في القضايا الأمنية، ومؤكداً أنهما يسعيان إلى رفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى نحو 30 بليون دولار سنوياً. وأعلن أن بلاده تريد شراء مزيد من الغاز الطبيعي من إيران.
وتطرّق الوزير التركي إلى الأزمة السورية، قائلاً: «هناك مسائل نتفق فيها، مثل وحدة الأراضي السورية، فيما اختلفت وجهات نظرنا حول قضايا أخرى، من دون أن نقطع قنوات الحوار وتبادل الأفكار، خصوصاً أننا أكدنا منذ البداية أهمية الدور البنّاء الذي تضطلع به إيران من أجل التوصل إلى حلّ دائم في سورية».
واعتبر أن التنظيمات الكردية في تركيا وإيران وسورية «تشكّل مصدر تهديد» بالنسبة الى أنقرة وطهران، لافتاً إلى «ضرورة إيجاد شراكة مع طهران لمكافحة تنظيمات راديكالية في المنطقة، مثل داعش وجبهة النصرة».
وهنّأ ظريف «الأمّة التركية على صمودها أمام الانقلابيين»، معتبراً أن الأتراك «باتوا يشكّلون مصدر فخر لشعوب المنطقة». وأضاف: «طلبت من صديقي جاويش أوغلو أن أتفقّد مقر البرلمان التركي الذي استهدفه الانقلابيون بالمدفعية، ما يذكّرنا باستهداف البرلمان في إيران قبل مئة سنة بالمدفعية».
وشدد على أن «أمن تركيا من أمننا القومي»، وتابع: «لدينا خلاف في وجهات النظر في بعض القضايا، لكن لدينا وجهات نظر مشتركة في شأن ضرورة التصدي لداعش وجبهة النصرة وسائر الإرهابيين. لدى إيران وتركيا أهداف مشتركة في المحاربة المشتركة للإرهاب والتطرف والتفرقة».
وذكر ظريف أن طهران وأنقرة «تريدان حماية وحدة أراضي سورية»، معتبراً أن «على الشعب السوري أن يقرر مستقبله بنفسه».
ورحّب بتقارب أنقرة وموسكو، قائلاً: «لإيران دوماً علاقات جيدة مع تركيا وروسيا. وعلى كل دول المنطقة التعاون لإحلال السلام في سورية ومحاربة التطرف». لكنه رفض الردّ على سؤال هل ستنضمّ إيران إلى آلية ثلاثية شكّلتها موسكو وأنقرة، على المستويات السياسية والعسكرية والأمنية.
وأبلغت مصادر إيرانية «الحياة» أن ظريف طرح على المسؤولين الأتراك فكرة عقد لقاء ثلاثي تركي- روسي– إيراني، من اجل مناقشة سبل تسوية الأزمة السورية، بما يحقق مصالح دول المنطقة. لكنها نفت سعي طهران إلى ضمّ أنقرة إلى حلف يضمّ موسكو والدول المقرّبة منها، وإن رحّبت بتشكيل لجنة مشتركة لدرس الأزمة السورية والخيارات المطروحة لتسويتها. ورجّحت المصادر أن يزور أردوغان طهران في غضون أسابيع.
وأشارت مصادر تركية إلى نقاط تقارب بين طهران وأنقرة في شأن سورية، أهمها ضرورة الحفاظ على وحدة أراضيها ورفض سيناريوات التقسيم والفيديرالية أو الكيان الكردي المستقل، إضافة إلى محاربة الإرهاب، ممثلاً بتنظيمَي «داعش» و «النصرة» و «حزب العمال الكردستاني».
ويؤشّر ذلك إلى أن وضع الرئيس السوري بشار الأسد في مسيرة الحلّ لم يعد أولوية بالنسبة إلى أنقرة، وإن أكد إبراهيم كالن، الناطق باسم أردوغان، أن موقف تركيا من ضرورة رحيل الأسد لم يتغيّر، مستدركاً أن «الوقت ما زال مبكراً للحديث عن حلّ انتقالي أو مرحلة انتقالية يشارك الأسد فيها».
اجتماع روسي ألماني لبحث الصراع في أوكرانيا وسورية
موسكو – رويترز
قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم (السبت) إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيلتقي نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير الإثنين المقبل لمناقشة الصراع في أوكرانيا وسورية.
وتصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا الأسبوع الماضي بعد أن اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا بأن لها مخططات تخريبية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في العام 2014.
ويأتي الاجتماع بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لروسيا الأسبوع الماضي، إذ ناقش الصراع السوري مع بوتين في الاجتماع الأول بينهما منذ خلاف ديبلوماسي أثاره إسقاط تركيا طائرة حربية روسية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وقالت وزارة الخارجية الروسية عبر موقعها الإلكتروني إن اجتماع الوزيرين سيعقد في مدينة يكاترينبورغ الروسية.
«قوات سورية الديموقراطية»: نشن آخر عملية ضد «داعش» في منبج
بيروت – رويترز
قال تحالف «قوات سورية الديموقراطية» الذي تدعمه الولايات المتحدة ويقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) قرب الحدود التركية في شمال سورية اليوم (الجمعة) إنه يشن «آخر عملية» لطرد من تبقى من عناصر التنظيم المتشدد من مدينة منبج.
وفي الأسبوع الماضي قالت «قوات سورية الديموقراطية» التي يقدم لها التحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة دعماً جوياً إنها أوشكت على السيطرة بالكامل على منبج التي يتحصن بها عدد صغير من مقاتلي «الدولة الإسلامية».
وقال الناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» شرفان درويش إن هذه «آخر عملية وآخر حملة».
وأضاف أن حوالى 100 مقاتل من «الدولة الإسلامية» متبقون في وسط المدينة وأنهم يستخدمون المدنيين كدروع بشرية. وقال إن عدداً من المدنيين قتلوا وهم يحالون الفرار.
وتمكن هجوم «قوات سورية الديموقراطية» الذي بدأ في نهاية أيار (مايو) من السيطرة سريعاً على المناطق الريفية المحيطة في منبج لكنه تباطأ بمجرد أن امتد القتال إلى داخل المدينة. وقالت «قوات سورية الديموقراطية» إنها كانت تتجنب شن هجوم واسع النطاق داخل منبج خوفاً على المدنيين.
وأكد درويش أن مقاتلين من تنظيم «الدولة الاسلامية» خطفوا اليوم حوالى الفي مدني اثناء انسحابهم من اخر جيب كانوا يتحصنون فيه داخل مدينة منبج.
وقال: «خطف مقاتلو داعش حوالى الفي مدني من حي السرب في شمال منبج»، مشيراً الى انهم «استخدموا المدنيين كدروع بشرية خلال انسحابهم الى مدينة جرابلس، ما منعنا من استهدافهم».
وقال سكان ومراقبون إن العشرات قتلوا الشهر الماضي في ضربات جوية يشتبه أنها من تنفيذ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتهدف الحملة إلى طرد «الدولة الإسلامية» من المناطق التي تسيطر عليها على الحدود مع تركيا، وهو الطريق الذي استخدمته لسنوات لنقل مقاتلين وأسلحة.
“داعش” انسحب من منبج إلى جرابلس وخطف ألفي مدني دروعاً بشرية
المصدر: (و ص ف، رويترز)
أفاد تحالف “قوات سوريا الديموقراطية” الذي تدعمه الولايات المتحدة ويقاتل تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) قرب الحدود التركية في شمال سوريا أمس، أنه يشن “آخر عملية” لطرد من تبقى من عناصر التنظيم المتشدد من مدينة منبج. وفي مدينة حلب تراجعت حدة الغارات على الاحياء الشرقية حيث شهدت الاسواق التجارية ازدحاما كبيراً، وقت استمرت المعارك في جنوب غرب المدينة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة والجهادية.
وخطف مقاتلون من “داعش” نحو الفي مدني لدى انسحابهم من آخر جيب كانوا يتحصنون فيه داخل مدينة منبج السورية بعدما تمكنت “قوات سوريا الديموقراطية” اثر معارك استمرت أكثر من شهرين من طردهم منها.
وصرح الناطق باسم “مجلس منبج العسكري” المنضوي في “قوات سوريا الديموقراطية” شرفان درويش: “خطف مقاتلو داعش نحو الفي مدني، بينهم نساء واطفال، من حي السرب في شمال منبج” في ريف حلب الشمالي. وقال إنهم “استخدموا المدنيين كدروع بشرية خلال انسحابهم الى مدينة جرابلس (على الحدود التركية)، ما منعنا من استهدافهم”.
وكانت منبج تشكل الى جانب مدينتي جرابلس والباب أبرز معاقل “داعش” في محافظة حلب في شمال سوريا.
وأكد مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له حصول عملية خطف التنظيم المدنيين الذين “نقلهم على متن نحو 500 سيارة في اتجاه جرابلس”.
وغالباً ما يلجأ “داعش” الى احتجاز المدنيين لاستخدامهم دروعاً بشرية تفادياً لاستهدافه، وهو ما اشار اليه مصدر كردي، موضحاً ان خطف الجهاديين للمدنيين هدفه “تجنب نيران قواتنا”.
وتمكنت “قوات سوريا الديموقراطية”، التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية عمودها الفقري، في السادس من الشهر الجاري من السيطرة على نحو شبه كامل على مدينة منبج، اثر هجوم بدأته في 31 ايار بدعم جوي من الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، لطرد الجهاديين من المدينة الاستراتيجية الواقعة على خط امداد رئيسي للتنظيم بين معقله في الرقة والحدود التركية.
وتحصن الجهاديون في الايام الاخيرة في منطقة المربع الامني بوسط منبج، قبل انسحابهم تدريجا في اليومين الاخيرين الى حي السرب على اطراف المدينة الشمالية، كما قال درويش.
واوضح ان المدنيين المخطوفين هم “من سكان حي السرب، فيما خطف آخرون من المربع الامني واحياء اخرى”، مشيرا الى ان “قوات سوريا الديموقراطية تمكنت من انقاذ نحو 2500 آخرين كانوا محتجزين لدى التنظيم”.
وتعمل “قوات سوريا الديموقراطية” حاليا على تمشيط حي السرب بحثاً عن آخر الجهاديين الموجودين فيه.
وعلى جبهة أخرى في محافظة حلب، قتل 20 مدنيا، بينهم خمسة أطفال، في غارات شنتها طائرات حربية يعتقد انها روسية على ثلاث بلدات خاضعة لسيطرة الفصائل المقاتلة في ريفي محافظة حلب الشمالي والغربي.
وفي مدينة حلب، تراجعت حدة الغارات على الاحياء الشرقية وشهدت الاسواق التجارية ازدحاماً كبيراً، وقت استمرت المعارك في جنوب غرب المدينة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة والجهادية.
وعلى رغم القصف، ازدحمت اسواق الاحياء الشرقية بالبضائع من خضر وفاكهة ولحوم وتبغ، كما عادت مولدات الكهرباء الى العمل بعد توافر الوقود.
تحسين شروط التفاوض
وصرحت عضو وفد الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية الرئيسية والناطقة باسم الهيئة بسمة قضماني بأن على دمشق وموسكو الاعتراف بأن التقدم الذي حققه مقاتلو المعارضة الأسبوع الماضي في حلب غيَّر الحقائق على الأرض.
وقالت في مقابلة: “قبل هذا الهجوم اعتقدوا (الروس) أن في إمكانهم جذبنا الى طاولة التفاوض وإرغامنا على تشكيل حكومة وحدة وطنية مع بقاء الأسد في السلطة …الرسالة من الميدان كانت: لن نسمح بحصول ذلك. لا تخنق مدينة بأكملها وتستخدمها لفرض وجهة نظرك في شأن ما ينبغي أن يكون الحل السياسي… أعتقد أن الأمر منح المعارضة قدرا من النفوذ”.
مقتل جندي روسي
وفي موسكو، اعلن حاكم منطقة كباردينو-بلكاريا الروسية في القوقاز الشمالي يوري كوكوف مقتل جندي روسي في سوريا، فارتفعت الحصيلة الرسمية لقتلى الجيش الروسي في سوريا الى 19.
وكتب في موقع “انستغرام” للتواصل الاجتماعي : “سقط عسكر بيجوييف بطلا في اثناء تنفيذ مهمة عسكرية في سوريا”.
تركيا تتعهد التعاون مع إيران على رغم تباعد مواقفهما حول سوريا
المصدر: (و ص ف)
تعهدت تركيا لدى استقبال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أنقرة أمس، التعاون مع ايران لايجاد حل للنزاع في سوريا، على رغم الاختلافات الجوهرية في مواقف البلدين اللذين يدعمان فريقين متعارضين في هذا البلد.
وقد التقى ظريف نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، ثم الرئيس رجب طيب اردوغان. وهذه الزيارة الأولى لمسؤول رفيع المستوى من المنطقة لتركيا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز الماضي.
وسجلت زيارة ظريف بعد أيام من زيارة اردوغان لروسيا، والذي أعاد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وضع العلاقات التركية-الروسية في مسارها الصحيح، اثر خلاف استمر نحو تسعة أشهر. ونجمت عن تلك الزيارة تكهنات عن تقارب في شأن النزاع السوري.
وصرح جاويش أوغلو بعد اللقاء بأن تركيا “ستتعاون تعاوناً وثيقاً في هذه المسائل”. واضاف :”ثمة مسائل اتفقنا عليها وخصوصا وحدة الاراضي” السورية. وأضاف: “في بعض المسائل، تتباين اراؤنا، لكننا لم نوقف الحوار قط. ومنذ البداية، شددنا على اهمية الدور البناء الذي تضطلع به ايران من أجل التوصل الى حل دائم في سوريا”.
وقال وزير الخارجية الايراني إن طهران وانقرة “تريدان حماية وحدة اراضي سوريا”، وان “على الشعب السوري ان يقرر مستقبله بنفسه”.
وعلى رغم التوترات في موضوع سوريا، كانت ايران، شأ، روسيا، من البلدان الاولى التي قدمت دعماً صريحاً للرئيس اردوغان ليلة محاولة الانقلاب. وزيارة ظريف قدرتها تركيا التي انتقدت حلفاءها الغربيين الذين لم يبدوا كثيرا من التضامن معها.
واعلن جاويش أوغلو أن ظريف كان وزير الخارجية الذي تحادث معه ليل 15-16 تموز “أربعاً أو خمس مرات”.
من جهة اخرى، كشف مولود جاويش أوغلو ان تركيا تلقت “اشارات ايجابية” من الولايات المتحدة في شأن طلبها استرداد الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه انقرة بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية. وقال :”يجري العمل على اعداد الوثائق وبدأنا نتلقى اشارات ايجابية من الولايات المتحدة”.
انسحاب إلى جرابلس بحماية مدنيين رهائن
منبج خارج قبضة «داعش».. كيف؟
عبد الله سليمان علي
خسارةٌ جديدة تُسَجّل ضد تنظيم «داعش». مدينة منبج، شرق حلب، أصبحت خارج سيطرته بعد شهرين ونصف الشهر من المعارك المتواصلة مع «قوات سوريا الديموقراطية» المدعومة بمقاتلين أميركيين وآخرين من جنسيات مختلفة. خسارةٌ تعزز التوقعات بأن امبراطورية «داعش» آخذة بالتفكك شيئاً فشيئاً على وقع الحملات العسكرية التي تشن ضده من كل جانب، سواءً في سوريا أو العراق، أو حتى ليبيا.
وقد خرجت أمس، آخر مجموعة من مسلحي تنظيم «داعش» من مدينة منبج، بعدما فتحت لها قوات «قسد» ثغرةً لتسمح لها بالانسحاب باتجاه مدينة جرابلس، التي تعتبر من آخر معاقل التنظيم على الحدود السورية ـ التركية.
ويقدر عددُ عناصر «داعش» المنسحبين من المدينة بحوالي 150 عنصراً، فيما يُقدر عدد المدنيين الذين أجبروا على مرافقة هؤلاء كدروع بشرية بحوالي ألفي مدني، بالإضافة إلى 600 مصاب من مسلحي «داعش»، كما قالت لـ «السفير» الإعلامية في «وحدات المرأة» نيروز كوباني.
وأكدت كوباني أن غالبية المنسحبين هم من «المقاتلين الأجانب» وعائلاتهم من الجنسيات التركية والشيشانية والمغربية والداغستانية، مشيرةً إلى أن المسلحين المحليين تركوا السلاح وغادروا المدينة مع النازحين.
وعكّرت مأساة المدنيين المتخذين كدروعٍ بشرية صفوَ الانتصار الذي حققته قوات «قسد»، خصوصاً أن مصير غالبيتهم بقي مجهولاً، في حين تواردت أنباء عن إطلاق التنظيم المئات منهم لدى وصول سياراته إلى دوار الهرم، وقد وصل غالبيتهم إلى معمل الزعتر. وذكر مصدر لـ «السفير» أن التنظيم أطلق سراح جميع المدنيين، لكنه احتفظ بـ 400 سجين كانوا معتقلين لديه.
وقد انسحبت عناصر التنظيم بصحبة المدنيين سالكين طريق عرب حسن غرب قرية الدادات وصولاً إلى قرية الغندورة بالقرب من جرابلس، بعدما كانت التوقعات أن يتجهوا نحو قرية الدادات، ويعتقد أن السبب هو محاولة تضليل قوات «قسد».
وبخسارة منبج، يفقد «داعش» أحد أهم معاقله على الحدود السورية ـ التركية، من دون أن يعني هذا أنه خسر جميع معاقله الحدودية، فهو لا يزال يسيطر على مدينة جرابلس ذات المعبر الحدودي مع تركيا، وكذلك على بلدة الراعي الحدودية. كما أن طريق إمداده باتجاه الرقة ما زال مفتوحاً من خلال اتباع طريق مدينة الباب نحو مسكنة ومنها إلى الطبقة فالرقة، لكن هذا الطريق أطول من طريق منبج الذي خسره، خاصة أن مدينة جرابلس تبعد عن الباب حوالي 90 كيلومتراً، وهو ما دفع الإعلامية نيروز للقول لـ «السفير» إن «الهدف التالي قد يكون جرابلس من أجل قطع خط إمداد التنظيم».
وحول الشبهات التي تثار حول عمليات «قسد» كونها مدعومة من الولايات المتحدة التي استغلت الأمر لإنشاء قواعد عسكرية فوق الأراضي السورية، أكدت نيروز ترحيبها بهذا التعاون، قائلةً «نحن نرحب بأي قوة تحارب الإرهاب المتمثل بداعش والقاعدة»، مضيفةً «الآن، التحالف لديه قواعد على الارض ويشاركوننا بفعالية عالية في القتال».
كما أن بعض أهداف العملية التي جرى التركيز عليها في بداية الهجوم لتبيان مدى أهمية السيطرة على منبج، لم تتحقق جميعها، وأهمها تفكيك غرفة العمليات الخارجية التي يستخدمها التنظيم من أجل التخطيط لاستهداف الدول الأوروبية. وقد ثبت لاحقاً من خلال اعترافات منشقٍّ عن التنظيم يحمل الجنسيةَ الألمانية، ما ذكرته «السفير» في تقرير سابق حول نقل غرفة العمليات إلى الرقة، حيث أكد هاري سارفو أن التخطيط للعمليات الخارجية يجري في الرقة بقيادة ابي سليمان الفرنسي وأبي أحمد السوري بإشراف أبي محمد العدناني.
وبطيّ صفحة «داعش»، تدخل مدينة منبج عهداً جديداً لم تتضح معالمه بعد، لا سيما في ظل توتر العلاقة بين واشنطن وأنقرة التي كانت اشترطت عدم دخول عناصر «قسد» إلى منبج للتخلي عن اعتراضها على اقتحام المدينة، في حين تؤكد أوساط «وحدات حماية الشعب» أن منبج ستكون جزءاً من الفدرالية التي أعلنت عنها مؤخراً، وهو ما من شأنه أيضاً أن يضاعف من منسوب الغضب لدى العشائر العربية التي تشكو على الدوام من انتهاكات «قسد» لحقوقها وممتلكاتها.
هكذا انسحب «داعش» من المدينة
بعد حرب طويلة نسبياً، شهدت العديد من معارك الكرّ والفرّ، وعمليات القضم البطيئة، انحصر تواجد التنظيم داخل مدينة منبج، في الأسبوعين الماضيين ضمن رقعة ضيقة للغاية، بعدما تمكنت «قوات قسد» من السيطرة على معظم أحيائها باستثناء حي السرب وجزء من حي الوادي. غير أن التنظيم لم يبق لوحده، بل أجبر المئات من المدنيين على البقاء معه لاستخدامهم كدروع بشرية. وبحسب مصدر محلي من منبج تحدث إلى «السفير»، يتراوح عدد مسلحي التنظيم بين 100 و150 عنصراً، بينما يبلغ عدد المدنيين ما يقارب ألفي شخص. وكانت «قوات قسد» قد أعلنت، الأسبوع الماضي عن مبادرة لخروج مسلحي التنظيم والمدنيين من المدينة من دون قتال، مشيرة إلى أن تواجد المدنيين يمنعها من الحسم، غير أن التنظيم لم يتجاوب مع هذه المبادرة، كما رفض سابقاً مبادرات عدة مماثلة، والسبب الرئيسي لرفضه هو اشتراط انسحاب عناصره من دون سلاح.
وقد تصاعد الموقف في المدينة، صباح أمس، عندما أعلنت «قوات قسد» أنها ستقوم باقتحام معاقل التنظيم الأخيرة في المدينة بغضّ النظر عن وجود المدنيين «لأنه لم يبق لنا أي خيار لتحرير الرهائن غير الحسم العسكري و إطلاق عملية شاملة لدحر بقايا ارهابيي داعش المتبقين في حي السرب الذي يتحصنون به، لتكون هذه عملية الحسم الأخيرة لتحرير مدينة منبج»، كما ورد في بيان صادر عن «مجلس منبج العسكري» الذي هو جزء من «قوات سوريا الديموقراطية» موكلة به مهمة تحرير منبج لتفادي الاعتراض التركي على العملية ولطمأنة العشائر العربية.
وقد تزامن هذا البيان مع تسريب معلومات من داخل منبج بأن مسلحي «داعش» جمعوا أنفسهم في مدرسة حي السرب مع مئات المدنيين وبدأوا يتحضرون للانسحاب من المدينة بغض النظر عن موافقة «قسد» من عدمها، علماً أن أول حاجز لـ «قسد» لا يبعد سوى 400 متر عن المدرسة، الأمر الذي أثار مخاوف كبيرة من المصير الذي قد ينتظر الأهالي في حال حصول اشتباكات بين الطرفين اثناء الانسحاب.
وقد ذكر المصدر السابق أن التنظيم عمد إلى تفخيخ جميع السيارات التي استخدمها في الخروج. وفي البداية، أرسل رتلاً من أربع سيارات «بيك آب» تحمل عشرات المدنيين في صناديقها الخلفية، كاختبار لرد فعل «قسد»، إلا أن الرتل تعرض لإطلاق نار من قبل عناصر الأخير، ما أدى إلى استشهاد أحد المواطنين وإصابة آخرين، لترتفع وتيرة المخاوف، خصوصاً أن ذلك تزامن مع إعلان «قسد» عن نيته اقتحام حي السرب قبل خروج «داعش» منه.
وقد أكدت الإعلامية نيروز كوباني قيام «قسد» بالهجوم على حي السرب، معقل «داعش» الأخير، من أربع محاور، لكنها اشارت إلى أن «قسد» تعمّدت ترك ثغرة لانسحاب مسلحي التنظيم منها، وهو ما حدث بالفعل بعدما احتمى عناصر التنظيم بين المدنيين الذين جرى توزيعهم على السيارات، في حين أجبر بعضهم على السير على الأقدام على جنبات الطريق. وبعد الانسحاب، قام بعض عناصر التنظيم بتفجير أنفسهم داخل المدينة في اللحظات الأخيرة من دون معرفة السبب، لتُعْلَن المدينة بعد ذلك محررة بالكامل.
أنباء عن أسر ضابط وقتل 7 جنود للقوات النظامية السورية جنوبي حلب
دمشق – د ب أ – أعلن فصيل سوري معارض يسمى “كتائب أبو عمارة” السبت، عن أسر ضابط برتبة ملازم أول وقتل سبعة عناصر للقوات النظامية على جبهة الراموسة جنوبي مدينة حلب.
وذكرت قناة “أورينت” السورية ، على موقعها الالكتروني اليوم ، أن “الثوار أحبطوا محاولة اقتحام لعناصر الأسد باتجاه نقاط السادكوب على جبهة الراموسة جنوبي حلب، وقتلوا سبعة من عناصر النظام وأسروا ضابطاً برتبة ملازم أول”.
وحسب القناة، استهدفت المعارضة أمس معاقل القوات النظامية في معمل الإسمنت بقذائف الهاون، وتمكنوا من تدمير عربة “بي إم بي” ومدفع 23، بالإضافة إلى دبابة على جبهة المعمل بعد استهدافها بصاروخ فاجوت، ودبابة “تي 72″ أخرى على جبهة حي الشيخ سعيد بمدينة حلب، وبالإضافة إلى تدمير قاعدة إطلاق صواريخ كونكورس في قرية الحويز.
وعلى جبهة أخرى في الريف الجنوبي الشرقي قرب مدينة خناصر ، دارت اشتباكات عنيفة بين المعارضة السورية والقوات النظامية على محور رسم الحص ومحمية الغزلان بعد تمكن القوات النظامية من استعادة السيطرة على المحمية.
إيران: طلبنا من الأسد عدة مرّات أن يذهب إلى «الجمهورية الإسلامية» فرفض
مصادر: طهران بعثت برسالة سرّية للرياض حول سوريا
لندن «القدس العربي» من محمد المذحجي: أعلنت مصادر عُمانية أن طهران بعثت رسالة سرّية للرياض حول الأزمة السورية، فيما أكد مستشار رئيس مجلس النواب الإيراني للشؤون الدولية ونائب وزير الخارجية السابق للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، وهو من مقربي قائد فيلق القدس، اللواء قاسم سليماني، والجناح المؤيد للتقارب مع روسيا في مراكز صُنع القرار الإيرانية، أن الجمهورية الإسلامية طلبت مرتين في أدنى تقدير من الرئيس السوري، بشار الأسد، أن يذهب هو وأسرته إلى إيران خلال السنوات الماضية.
وأفاد موقع «الدبلوماسية الإيرانية» المقرب من وزارة الخارجية في إيران نقلا عن دبلوماسي في سلطنة عمان دون الكشف عن هويته، بأن طهران بعثت رسالة سرّية للسعودية حول المعارك الدائرة في حلب.
وفي سياق متصل بالموضوع السوري، أكد حسين أمير عبد اللهيان الذي يشتهر بقرابة مواقفه الكبيرة من النظامين السوري والروسي، خلال مقابلته الخاصة مع وكالة «نادي المراسلين» للأنباء التابعة لمنظمة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الإيرانية، أن طهران طلبت من بشار الأسد وأسرته خلال السنوات الماضية أن ينتقلوا إلى إيران، مرتين في أدنى تقدير.
وأوضح أن هذا الطلب كان لتوفير الأجواء اللازمة لاسترخاء الرئيس السوري وأسرته في طهران، مضيفا أن الأسد رفض كل مرة الاقتراح الإيراني للذهاب إلى طهران.
وسبق أن كشف أمير عبد اللهيان أنه خلال لقائه مع بشار الأسد في عام 2013 طلب من الرئيس السوري وأسرته أن يذهبوا إلى إيران، ما رفضه الأسد حينها.
وبدوره، أكد وزير المخابرات والأمن الإيراني، محمود علوي، في نيسان/ أبريل الماضي أن قائد فيلق القدس، اللواء قاسم سليماني، اقترح على بشار الأسد أن يتنقل هو وأسرته إلى طهران، وأن يقود الحرب في سوريا من العاصمة الإيرانية.
وفيما يتعلق بتدهور حالة حقوق الإنسان في إيران، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي حول حرية العقيدة، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية اعتقلت ما لا يقل عن 380 شخصا بسبب عقائدهم خلال عام 2015 في أدنى تقديرات.
وأوضح التقرير الأمريكي الرسمي أن 266 من هؤلاء المعتقلين هم من أهل السنة والجماعة.
وفي السياق، أدان مجلس المشترك للجمعيات المدافعة عن حقوق الإنسان في إيران بأشد العبارات إعدام إيران لأكثر من 20 شخصا من رجال الدين السنة الأكراد.
وأضاف المجلس أن السلطات الأمنية الإيرانية انتزعت اعترافات غير واقعية بشكل جبري وتحت التعذيب الوحشي من هؤلاء، وأن محكمة الثورة في إيران أصدرت حكم الإعدام بحق هؤلاء على أساس تلفيق التهم والاعترافات الجبرية.
«الموك والموم في وادي الذئاب»… تقرير يسلط الضوء على خفايا إدارة الولايات المتحدة للصراع المسلح في سوريا
مصطفى محمد
غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: تناول مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية حول سوريا، في تقرير «مثير» صادر عنه الخميس، دور غرفة العمليات العسكرية – الأمنية (الموك/الموم) التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية من الأراضي التركية والأردنية، والتي تشرف عليها دول فاعلة عدة في الملف السوري، منذ نشأتها في النصف الثاني من عام 2013، وصولاً إلى الوقت الراهن.
وجاء في الدراسة التي أعدها رئيس المركز، المعارض والحقوقي فهد المصري بعنوان «الموك والموم في وادي الذئاب»، «المثير للاهتمام»، أن رأس النظام السوري بشار الأسد، لم يستخدم العنف ضد المتظاهرين في بداية الثورة السورية، إلا بعد حصوله على الإذن بذلك، وذلك في إشارة إلى نوايا «سلبية» من الدول الفاعلة التي منحته الإذن.
واعتبر المركز الذي يزاول عمله في العاصمة الفرنسية باريس، أن الهدف من تأسيس هذه الغرف التي تمتلك بنك معلومات ميدانية طورته بطريقة تراكمية، هو إدارة وضبط العمليات العسكرية وفقاً لبنكها المعلوماتي، ولجداول المواعيد المحددة للعمليات حسب التطورات الميدانية و السياسية، إلى جانب تأمين أنواع وكميات محددة من الدعم العسكري واللوجستي والمالي، وضبط وتدريب بعض الفصائل المقاتلة التي اصطلحت تسميتها بـ «الفصائل المعتدلة»، لتحقيق التوازن بين قوات المعارضة وقوات النظام، على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب»، في إطار إدارة «حرب استنزاف مفتوحة»، برعاية أمريكية. وتحت عنوان «أحجار على رقعة الشطرنج»، رصدت الدراسة أنه وعلى الرغم من «الفوضى» الناجمة عن تباين أهداف الدول الداعمة، فقد كان الدعم تحت رقابة وسيطرة وتنسيق مع الأجهزة الأمنية لبلدان العبور (تركيا ـ الأردن) بطريقة محكمة، كما شككت في الوقت ذاته من هدف هذه «الإدارة المحكمة»، وخصوصاً أنها كانت في كثير من الأحيان مسؤولة عن «الخلاف والتنافس والتباين» فيما بين هذه الفصائل.
القسم الأول في عمان حماية أمن إسرائيل
وبحسب الدراسة، فإن جوهر أهداف هذه الغرفة التي تدار من العاصمة الأردنية، هو حماية «أمن إسرائيل»، عبر ضبط المنطقة الجنوبية، حتى حدود العاصمة دمشق، ومنع التسلل في المنطقة الحدودية العازلة بين سوريا وإسرائيل في الجولان المحتل، والرقابة والإدارة الصارمة للفصائل ولمجريات المعارك القريبة من المنطقة، ولتحقيق ما سبق كان لا بد من ضم روسيا لهذه الغرفة (قبل نحو عام)، بقبول وتنسيق أمريكي ـ إسرائيلي، لتطوير التعاون مع الأولى، التي دخلت بقوة في الصراع العسكري.
وتفصيلاً لأسباب الجمود العسكري الحالي الذي يسيطر على جبهات الجنوب السوري، اعتبرت الدراسة أن تاريخ دخول فصائل الجنوب «المؤطرة بتنظيم محلي ضعيف»، تحت مسمى «الجبهة الجنوبية» في شباط/فبراير 2014، هو البداية الفعلية لبروز دور «الموك» في درعا واستطردت، «منذ حزيران/يونيو2015 بعد فشل عدة فصائل من السيطرة على مدينة درعا في إطار عملية «عاصفة الجنوب»، تواترت المعلومات التي تؤكد تجميد «الموك» لأي دعم لبعض من هذه الفصائل، وبرزت تحديدا منذ الشهور الستة الأخيرة حالة الجمود الشامل للأعمال العسكرية في الجنوب». وما يثير حفيظة مدير المركز، أن يأتي هذا التجميد «المتعمد» متزامناً مع سلسلة من العمليات الروسية في محافظات سوريا متعددة، ومع تحريك روسي أمريكي للأكراد في مناطق محددة، لرسم خطوط التماس «الطائفية» بهدف تفتيت سوريا إلى دويلات، واقامة منطقة عازلة تضمن حماية أمن إسرائيل وابتلاع الجولان.
«السعودية جنوباً وقطر شمالاً»
هو عنوان فرعي للدراسة، تكشف فيه الدراسة عن دور قطري رائد شمالاً (تركيا)، ودور سعودي رائد جنوباً (الأردن)، ومن ثم تتابع «إن الدعم والدور السعودي جنوباً، لم يكن بمدى دينامية وسرعة التحرك القطري شمالاً، وينطبق ذلك على دبلوماسية الدولتين حيث اتسمت الدبلوماسية السعودية بـ»الهدوء»، بينما اتسمت قرينتها القطرية بـ»الدينامية والسرعة»، لكن ومع ذلك وطيلة أغلب سنوات الحرب في سوريا كان هناك نوع من التنافس القطري ـ السعودي.
القسم الثاني في تركيا الإخوان
ترجع الدراسة دينامية الدور القطري للملف السوري شمالاً، إلى العلاقة القطرية العميقة والمتطورة مع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا، ولهذا ترى الدراسة أن ما سبق مهد لبروز «الإخوان المسلمون»، الذين كان لهم دور ـ بحسب الدراسة- في تحييد بعض المناطق لأهداف معينة طلبتها أمريكيا، وذلك في إشارة إلى البلدات الشيعية «كفريا والفوعة ونبل الزهراء».
أما عن الدور التركي، فتلاحظ الدراسة أن لتركيا «اليد العليا» في مناطق واسعة من الأراضي السورية، في كل من محافظات حمص و حماة وحلب و إدلب ومناطق الساحل. وبناء على المعطيات السابقة تختم الدراسة «إن التخطيط و الإدارة الاستراتيجية والدعم العسكري واللوجستي التركي ـ القطري، للعديد من المعارك التي ارتبطت بالعوامل والتطورات السياسية والميدانية ساهمت في الكثير من الجوانب بإلحاق الخسائر الفادحة بالنظام السوري والميليشيات الإيرانية والعراقية وحزب الله، ويمكن الإشارة إلى أن العديد من الجنرالات والقيادات العسكرية والأمنية الإيرانية ومن حزب الله تم اغتيالهم في محافظات حلب وإدلب بفضل الدعم اللوجستي والاستخباري التركي.
واشنطن: استمرار التحقيق في استخدام السلاح الكيميائي في سوريا وسط ترحيب بوقف مؤقت لإطلاق النار
تمام البرازي
واشنطن ـ «القدس العربي»: أكدت الخارجية الأمريكية أنها شاهدت التقارير حول استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في حلب وتأخذها بجدية كبيره وتدينها كما أدانتها في الماضي.
وأضافت الناطقة بإسم الخارجية الأمريكية اليزابيث ترودو ان هناك قلقاً من تزايد الاتهامات من استخدام الأسلحة الكيميائية خلال الأسابيع القليلة الماضية. واضافت «لقد عبرنا منذ زمن بعيد عن ادانتنا القوية لاستخدام السلاح الكيميائي ومن قبل اي فريق في سورية لأن ذلك يعتبر خرقاً للمعايير الدولية.
واضافت أن سوريا دولة موقعة على ميثاق معاهدة الأسلحة الكيميائية وان اي استخدام للسلاح الكيميائي من قبل نظام الاسد كما اتهم في تقارير مؤخراً من سراقب وحلب يعد خرقاً للمعاهدة وكذلك خرقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118، وان على جميع الأطراف التقيد بإلتزاماتهم في ظل وقف الأعمال العدائية بما فيها حظر استهداف المدنيين والمرافق المدنية، ومازالت الحقيقة قائمة انه لا يوجد حل عسكري للنزاع. واننا لا نقدر ان نؤكد هذا الهجوم لأننا مازلنا مستمرين في جمع المعلومات ونراقب هذه الأمور عن كثب».
وكررت الخارجية الأمريكية ترحيبها بالإعلان الروسي عن وقف اطلاق النار يومياً في حلب لمدة 3 ساعات حتى تدخل المساعدات الإنسانية اليها.
وأكدت الناطقة بإسم الخارجية الأمريكية اليزابيت ترودو انهم اطلعوا على الاقتراح. وان الخارجية ترحب بأي وقف مؤقت لإطلاق النار يسهل دخول المؤن الإنسانية ولكن يجب على كل الأطراف احترام وقف إطلاق النار.
واضافت «ان موقف الخارجية الأمريكية لم يتغير، وان هناك التزامات فرضها مجلس الأمن الدولي في قرار 2254 والعديد من القرارات الأخرى التي وافقت عليها روسيا، وان على جميع الأطراف الالتزام بهذه التعهدات بأن يسمح لكل المؤن بما فيها الغذاء والمواد الطبية التي تقررها الأمم المتحدة بأن يسمح بدخولها الآن».
وحول طلب الأمم المتحدة انها تحتاج على الأقل وقف اطلاق النار لفترة 48 ساعة على الأقل حتى تتمكن من تسليم المواد الإنسانية لأهل حلب، أجابت الناطقة «أننا ندعم طلب الأمم المتحدة لتسليم المواد الإنسانية من حيث الأمور اللوجستية، ولكن في الوقت نفسه فإن اي وقف مؤقت للعنف امر جيد بالنسبة للشعب السوري، وما زلنا مستمرين في الوقت نفسه بدعوتنا لوقف الأعمال العدائية في كل أنحاء سوريا وبشكل دائم».
ورفضت الناطقة التعليق عما إذا كان العرض الروسي حجة حتى لا تدخل المواد الإنسانية إلى حلب، وكررت الإلتزام الكامل بدخول المواد الإنسانية إلى حلب.
وحول التصريح المشترك الروسي الأمريكي الذي أعلن انه سيتم إعلانه حول سوريا في بداية الشهر الحالي، أجابت ترودو «ان التعاون الروسي الأمريكي يتطلب حداً أدنى من التجاوب الروسي. ومن ذلك مثلاً الضغط الروسي على النظام السوري لتطبيق وقف الأعمال العدائية، ولم نر اي شيء من هذا القبيل حتى الآن. ولهذا لا نريد ان نتحدث حول ما سيجري الإعلان عنه».
“ذا غارديان” حول استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية: صمتنا عار
لندن – العربي الجديد
قالت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية، إنّ مليوناً ونصف مليون مدني ما زالوا يعانون في مدينة حلب، شمالي سورية، فيما المأساة التي حلت بمدينتهم القديمة، التي كانت يوماً مدينة جميلة، حوّلتها إلى “جحيم على الأرض”.
وأشارت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم السبت، إلى أنّ حلب عانت خلال السنوات الخمس من الحرب في سورية، من إلقاء طائرات النظام البراميل المتفجرة، والقصف العشوائي، وحرب الشوارع، وتشهد الآن، بما لا يدع مجالاً للشك، استخدام نظام الرئيس بشار الأسد للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين.
وتشير الصحيفة إلى أنّه في يوم الخميس الماضي، وفي وقت كان من المفترض أن يجري تطبيق وقف لإطلاق النار لمدة ثلاث ساعات (هدنة) للسماح بتمرير المساعدات الإنسانية، وثّق أطباء في تقارير لهم حالات لضحايا يعانون مما تم تشخيصه على أنّه استنشاق غاز الكلور.
وتنقل الصحيفة تقارير عن نظيرتها “نيويورك تايمز” الأميركية بأن أربعة أشخاص قتلوا بالهجوم على منطقة الزبدية في حلب، فيما خلّف هجوم آخر عبر قنابل الغاز المليئة بمادة الكلور بعد عدة أيام، أربعة قتلى وعشرات الجرحى “الذين قاتلوا من أجل التنفس” في مدينة سراقب بمحافظة إدلب، وتحديداً في المنطقة التي شهدت سقوط المروحية الروسية، ومقتل أفراد طاقمها الخمسة.
وتذكّر الصحيفة بأنّ أدلة موجودة على استخدام الكلور في الأسلحة الكيماوية، ليس فقط بكثرة من قبل نظام الأسد، بل كذلك من قوات تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، على مدى سنتين على الأقل. ومن سخرية القدر، بحسب الصحيفة، أن غاز الكلور شائع، ويستخدم طبيعياً كمركب في الاستعمالات اليومية لتنقية المياه، وكمطهر لا سيما في المستشفيات، ولذلك لم يتم منعه.
وعلى سبيل المثال، فإنّ غاز الكلور ليس متضمناً في اتفاقية الأسلحة الكيماوية، التي وقعها النظام السوري بعيد الهجوم الكيماوي على الغوطة بريف دمشق، حيث أدى غاز السارين، وفق تقارير، إلى مقتل حوالي الألف من السكان بضواحي دمشق في آب/ أغسطس العام 2013، وكان بعد ذلك أن دمرّ نظام الأسد مخزونه من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية المحظورة.
وتلفت الصحيفة إلى أنّ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وكردٍّ على العدد المتنامي للتقارير الواردة، شكّل بعثة تحقيق مشتركة لجمع الأدلة وروايات شهود العيان عن هجمات الكلور. وبحسب الصحيفة، فإنّ أيّ دليل على استخدام الكلور، وعلى الرغم من صعوبة التحقق منه، لإلحاق الضرر العشوائي بالمدنيين، يمكن أن يكون أساساً لمحاكمة بتهمة “ارتكاب جرائم حرب”.
وتفتقر الأسلحة الكيماوية، ومن ضمنها غاز الكلور، وفق الصحيفة، إلى التأثير المباشر و”الكارثي” للانفجارات الشديدة، وتخدم هدفين، لا توفرهما الأسلحة التقليدية. فبالنسبة للضحايا، صمتهم وعدم يقينهم من مدى وطبيعة ما تعرّضوا له، يهوّل من الإرهاب الذي يسببه الهجوم. كما أنّ “الصمت المفترض” من المجتمع الدولي في وجه “الخرق الصارخ” للقانون الدولي المدعوم من الأمم المتحدة، يؤكد عجز بقية العالم، ويعزّز شعور الإفلات من العقاب لدى النظام.
وتنقل الصحيفة عن أحد الأطباء في حلب “توصيفه المرير” بأنّ استخدام العوامل الكيماوية من دون مساءلة هو “الوضع الطبيعي الجديد في سورية”. وبحسب الصحيفة، فإنّ نظام الأسد، ومنذ تجاوز “الخطوط الحمراء” التي رسمها الرئيس الأميركي باراك أوباما، عبر الهجوم بالسارين في دمشق قبل ثلاث سنوات، يبدو واثقاً على نحو متزايد، بأنّ بإمكانه تنفيذ هجمات بأسلحة كيماوية دون أدنى خوف من أي ردّ عليه.
ومع أنه من المنتظر، وفق الصحيفة، أن يقدّم المراقبون الدوليون تقريراً لهم إلى الأمم المتحدة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، فإنّ “التابو” تم تجاوزه مسبقاً، حيث من المحتمل أن يعاني مئات من الناس من تداعيات هذا “العجز الجديد” من قبل المجتمع الدولي.
قوات المعارضة السورية تفشل محاولة تقدّم للنظام بغوطة دمشق
أنس الكردي
أفشل مقاتلو المعارضة السورية، مساء أمس السبت، محاولة تقدّم جديدة لقوات النظام في منطقة المرج التابعة للغوطة الشرقية بريف دمشق، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الأخيرة.
وقال المتحدث الرسمي باسم “جيش الإسلام”، إسلام علوش، إن “مقاتلي الجيش تصدّوا لمحاولة قوات نظام بشار الأسد التقدّم على تلة فرزات، وقتلوا عددا من العناصر الذين حاولوا التقدّم في المعركة التي استمرت ساعات”.
وأضاف علوش، خلال تصريحات لـ”العربي الجديد”، أن “لواء المدفعية والصواريخ دمر كذلك أحد المواقع التي تتحصن بها قوات الأسد على الأوتوستراد الدولي دمشق حمص”.
وشهد فجر الجمعة، مواجهات عنيفة بين قوات النظام السوري والمليشيات الحليفة لها وقوات المعارضة في القطاع الجنوبي من غوطة دمشق الشرقية.
وأطلق “جيش الإسلام” الأسبوع الفائت، معركة تحت اسم “ذات الرقاع” ضد قوات النظام، بهدف استعادة مناطق خسرتها المعارضة، أخيراً، في منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية، جنوبي سورية.
في محاذير معركة “تحرير” حلب الغربية
منهل باريش
يبدو أن المعارضة السورية قد حسمت أمرها، وقررت بدء “المرحلة الرابعة” من “ملحمة حلب الكبرى”، في محاولة لالحاق أكبر هزيمة عسكرية بالنظام منذ بدء الصراع في سوريا. إلا أنه من غير المفهوم إصرار “جيش الفتح” على نقل المعركة إلى حلب الغربية، التي تضم قرابة مليون مدني، سيتحولون إلى عبء إضافي على المعارضة السورية، إغاثياً وإنسانياً، في الوقت الذي تتوافر خيارات أخرى، أكثر ضرراً بالنظام، وأكثر أهمية عسكرياً وسياسياً واستراتيجياً.
فإعادة فتح المعارضة لطريق الكاستللو الذي سيطرت عليه المليشيات وقوات النظام في تموز/يوليو، يُبعد شبح الحصار عن حلب الشرقية المحررة، ويحاصر النظام في المنطقة الغربية، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على المعارضة، بسبب الضغط الذي سيخلقه الوضع المُستجد حينها للكتلة البشرية الهائلة على النظام في حلب الغربية. بالإضافة إلى أن تطبيق هذا الأمر، سيخلق صعوبة في الإمداد العسكري لقوات النظام المتبقية في حلب الغربية، ما سيجعلها تعتمد على الإمداد الجوي بواسطة الطيران المروحي بدلاً عن الإمداد البري من الكاستللو شمالاً. وهو أمر بالغ التكلفة على النظام، ما سيشغل كل مروحياته للإمداد الحربي واللوجستي للمقاتلين، وفي الوقت ذاته، سيخفف قدرتها على القصف بالبراميل المتفجرة، على الكثير من المدن، خاصة داريا، التي تستهدف بعشرات البراميل يومياً.
ومن المؤكد أن فتح طريق الكاستللو، سيزيد من إمكانية المعارضة في السيطرة على الملاح والتقدم إلى باشكوي شمالاً وفتح طريق حلب–أعزاز. وربما يكون هذا جزءاً من تفاهم تركي–روسي، يُبعد شبح التقدم الكردي من الشرق إلى عفرين.
كذلك، يعتبر التوجه شرقاً والسيطرة على مطار حلب الدولي أكثر أهمية، لما تعنيه الرمزية السيادية والسياسية للمطار، الذي يعد ثاني أكبر مطار مدني في سوريا. ويعتبر مطار حلب البوابة الشرقية للمدينة، وستعطل السيطرة عليه طرق إمداد النظام بين السفيرة وحلب عبر طريق الكاستللو، ما سيؤخر عمليات الإمداد باتجاه حلب الغربية، إن لم يقطع طريق الكاستللو. السيطرة على المطار، ستُصعّب عمليات إمداد النظام شمالي حلب وصولاً إلى باشكوي ونبل والزهراء.
ويغيب عن “جيش الفتح” أيضاً، وجود “معامل الدفاع” القريبة في السفيرة، والتي تبعد عن الوضيحي نحو 17 كيلومتراً في أرض شبه خالية، لا توجد فيها غير بلدة عسان. ويساعد موقع “معامل الدفاع” جنوب غربي السفيرة، كون السيطرة عليه لا تشترط اقتحام السفيرة، وهي بلدة كبيرة. ومن المرجح أن السيطرة على “معامل الدفاع” (أكبر مصنع للتسليح الحربي في سوريا) هو أكثر أهمية من الدخول في حرب استنزاف طويلة جداً ستنهك فصائل “جيش الفتح” والجيش الحر، في حلب الغربية، وهو ما حدث مع فصائل الجيش الحر في بني زيد شمالي حلب.
من ناحية أخرى، تحاول “جبهة فتح الشام” تصدير ذاتها كقائد للمعركة والعمود الفقري لها، كما أن “جيش الفتح” أشار في بيان له، إلى أن فك الحصار هو من “قام به جملة وتفصيلاً”، منكراً مشاركة عشرات الفصائل الحلبية والإدلبية العاملة في غرفة عمليات “فتح حلب”، وعلى رأسها “فيلق الشام” الذي قام بأغلب عمليات تذخير الفصائل في المعركة. ومن المستهجن أيضاً قبول “فيلق الشام” بالبيان، وهو فصيل أساسي في “فتح حلب” و”جيش الفتح”.
من الملاحظ، أن محافظة حلب دخلت وضعاً مختلفاً بعد سيطرة المعارضة المسلحة على الراموسة، ما سيخلط خريطة السيطرة العسكرية في الشمال السوري، إذا لم تقع المعارضة في الفخ الذي وقع فيه قائد “لواء التوحيد” عبد القادر الصالح، في العام 2012، عندما انساق أمام الرغبة التركية لـ”تحرير” حلب، بعد وعد بسلاح “بلا حدود”. الأمر الذي أجهضته الأوامر الأميركية لاحقاً، بوقف العملية.
ومن محاذير معركة حلب الغربية، وجود أقلية أرمنية ومسيحية، يجب عدم الاستهانة باستخدامها كشماعة من قبل النظام وحلفائه. فمعركة كسب في ريف اللاذقية، أوقفت بقرار دولي حينها، وطُلب من الفصائل الإنسحاب بعد وصولهم إلى ساحل البحر المتوسط.
لذا يبدو بأن الأكثر جدوى للمعارضة هو التفكير بتقطيع أوصال قوات النظام في حلب الغربية وشمالي حلب، ونبل والزهراء، والتقدم شرقاً إلى مطار حلب الدولي. كل ذلك، أكثر أهمية من الدخول في حرب مدن، لا طائل منها، سوى استنزاف المعارضة وتدمير المدينة، وتأليب الرأي العالمي.
“داعش” ينسحب من منبج
عبيدة أحمد
انسحب من تبقى من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”، ظهر الجمعة، من مواقعهم في مدينة منبج، باتجاه مدينة جرابلس وبلدة الغندورة، من دون توافق مع “قوات سوريا الديموقراطية”، على ذلك. واتخذ مقاتلو التنظيم من آلاف المدنيين دروعاً بشرية، أثناء خروجهم، عبر رتل كبير من العربات، اتجهوا بهم إلى مدينة جرابلس إلى الشمال الشرقي من منبج.
وأبلغ مقاتلو “داعش”، صباح الجمعة، جميع المدنيين المتواجدين في مناطق سيطرتهم، في حيي طريق جرابلس والسرب، بضرورة الاجتماع أمام دوار “الدلة” بحي السرب، وذلك لإخراجهم إلى جرابلس، وفق ما أفاد به مدنيون من منبج لـ”المدن”.
وبعد تجميع “داعش” للناس في عربات مدنية، بدأوا بالتحرك باتجاه منطقة الـ”4 كيلو” شمالي منبج، وتبعد عنها مسافة 5 كيلومترات، وتبعد 10 كيلومترات عن محيط عون الدادات، وهي أقرب منطقة لسيطرة “الدولة الإسلامية” في ريف حلب الشمالي. وسار الرتل بآلاف المدنيين، يتوسطهم مقاتلو “داعش”، لمنع طيران “التحالف الدولي” من قصفهم.
وأثناء سير الرتل باتجاه مدينة جرابلس مروراً بمناطق سيطرة “قسد”، استهدف طيران “التحالف” بعض عربات “داعش”، فاستغل المدنيون حالة الفوضى للهرب من الرتل، ليقوم مقاتلو “قسد” باستهداف عربات “داعش” ورتل المدنيين، ما أدى إلى مقتل 30 شخصاً على الأقل، وأصابة العشرات، ممن لاتزال جثثهم في الطرقات. كما أن مدنيين هاربين من الرتل، وقعوا ضحية الألغام المزروعة في المنطقة.
وتمكن الرتل من الوصول إلى مدينة جرابلس الواقعة تحت سيطرة التنظيم، وبينهم عدد من مقاتلي “داعش”، وذلك بعد اجتيازه مناطق سيطرة “قسد”. كما أن جزءاً من الرتل، واصل طريقه من عون الدادات إلى الشمال الغربي، ليصل إلى بلدة الغندورة الواقعة تحت سيطرة “داعش” أيضاً.
وتزامن خروج السكان و”داعش” من منبج، مع إعلان “قسد” بدء معركة السيطرة على حيي السرب وطريق جرابلس، بعدما قالت “قسد” إنها استنفذت “كل الحلول الإنسانية لحماية المدنيين، ولم يبقَ أمامها سوى الحسم العسكري”، في بيان لها، صدر صباح الجمعة.
وعلى الرغم من تقديم “قوات سوريا الديموقراطية”، لمقاتلي التنظيم في منبج، مبادرات متعددة للخروج من المدينة كان آخرها قبل خمسة أيام، إلا ان مقاتلي التنظيم رفضوا الاستجابة لها.
وجاء في البيان، أن قوات “مجلس منبج العسكري” قدمت ثلاث مبادرات لخروج التنظيم باتجاه أقرب مكان لسيطرته، متعهدين بعدم استهدافه. وأكد البيان أن “مجلس منبج العسكري” قرر البدء بعملية شاملة للسيطرة على حي السرب، أخر المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم في المدينة، وحسم المعركة عسكرياً. وذلك قبل أن يباغت التنظيم “قسد” بعملية انسحابه المُفاجئة.
وسيطر مقاتلو “قسد” على أجزاء واسعة من حي السرب فيما لايزال مصير آلاف المدنيين داخل الحي مجهولاً. ونشر إعلاميون مرافقون لحملة “قسد”، أخباراً تتحدث عن سيطرة “قسد” الكاملة على المدينة بعد انسحاب التنظيم منها.
وكانت “قوات سوريا الديموقراطية” قد بدأت حملة السيطرة على منبج في 1 حزيران/يونيو، واستمرت المعركة 73 يوماً، قتل خلالها مئات العناصر من الطرفين، فيما لقي مئات المدنيين مصرعهم بقصف جوي من “التحالف الدولي” وحالات قنص وانفجار آلغام في المدينة وريفها.
عقدة الأكراد وراء توافق تركي إيراني على وحدة سوريا
أنقرة – عكست زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أنقرة تقاربا إيرانيا تركيا بشأن سوريا محكوما بمخاوف مشتركة من تزايد أنشطة الأكراد في كل بلد وزيادة آمالهم في تأسيس كيان جامع لأكراد المنطقة.
وجاءت زيارة الوزير الإيراني مباشرة بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى موسكو وما تبعها من حديث عن مراجعة تركية جذرية للموقف من الملف السوري.
وقال مراقبون إن إيران تسعى إلى تلقف أردوغان المصدوم من موقف واشنطن تجاه محاولة الانقلاب عليه، تماما مثل روسيا التي عملت على دفعه إلى الاصطفاف وراء رؤيتها للحل في سوريا وضمه إلى حلف طهران-موسكو.
ورغم أن الخلافات كثيرة مع أنقرة، إلا أن ظريف سعى في هذه الزيارة إلى تنسيق المواقف مع المسؤولين الأتراك تجاه القضايا التي تحوز على التوافق، وأساسا الموقف من الأكراد بعد أن فوجئت إيران بأن أكرادها يكثفون أنشطتهم في المناطق المحاذية لكردستان العراق، وأنهم جزء من الحراك الكردي لإقامة دولة جامعة.
وأشار المراقبون إلى توافق البلدين على وحدة الأراضي السورية هدفه منع أكراد سوريا من الحصول على إقليم خاص بهم مثل أكراد العراق، وهو ما سيشجع أكراد تركيا وإيران على التحرك بقوة لتحقيق أقاليم خاصة تكون نواة مستقبلية للدولة الكردية.
دانيال عبدالفتاح: التخوف من الخطر الكردي في سوريا من أولويات تركيا وإيران
وركزت تركيا وإيران مؤخرا جهودهما على نقطة أساسية في الملف السوري وهي وحدة الأراضي ومركزية الحكم في سوريا المستقبل بعد إنجاز حل سياسي، رغم أن الخلاف بينهما يشمل كل النواحي في الشأن السوري باستثناء الخطر الكردي الذي أصبح يهدد أمنهما القومي بشكل مباشر.
وقال جاويش أوغلو وزير الخارجية التركي بعد لقائه مع نظيره الإيراني “هناك قضايا نتفق فيها، من قبيل وحدة الأراضي السورية. فيما اختلفت وجهات نظرنا حول البعض من القضايا الأخرى”.
وأكد ظريف من جانبه “ينبغي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، فالشعب السوري هو الذي يمتلك حق تحديد مستقبل بلاده”.
واعتبر المحلل السياسي في الشأن التركي دانيال عبدالفتاح في تصريح لـ”العرب” أن “التخوف من الخطر الكردي في سوريا هو من الأولويات لدى الأتراك وكذلك لدى إيران وإن بدرجة ثانية”، مشيرا إلى أن “الأتراك يرون أن الأكراد هم العنصر الوحيد الذي يريد تقسيم سوريا، ويتشارك الروس معهم في القلق من تقسيم سوريا لذلك هناك تصريحات مشتركة إيرانية روسية تركية على وحدة الأراضي السورية”.
ويرى الناشط السياسي الكردي الإيراني منصور برزويي في تصريح لـ”العرب” أنه رغم كل الخلافات بين تركيا وإيران، فإن “هناك بعض المصالح الإقليمية تربط هاتين الدولتين معا. وأحد أهم هذه المصالح يتعلق بمواجهة قضية الأكراد ليس فقط في كلا الدولتين ولكن في كل المنطقة”.
والخطر الكردي الذي بدأ يتجلى بالهجوم المسلح في كردستان إيران وجعل السلطات في حالة قلق دائم هو نفسه الخطر الكردي الذي عاد إلى الكفاح المسلح في مناطق متعددة في تركيا.
منصور برزويي: رغم كل الخلافات بين تركيا وإيران، فإن هناك بعض المصالح الإقليمية تربط هاتين الدولتين معا
وارتبط الخلاف الرئيسي بين أردوغان والولايات المتحدة بالأكراد الذين مر الأميركيون إلى دعمهم عسكريا بشكل كبير دون الاستماع إلى اعتراض تركيا، وأن محاولة الانقلاب جاءت لتوسع من دائرة هذا الخلاف.
ويهدف التجاء الرئيس التركي إلى روسيا إلى منع تحول الأكراد إلى قوة إقليمية في مواجهة داعش، وهو ما نجحوا فيه إلى الآن سواء في العراق أو سوريا (عين العرب ومنبج). ولم تكن دعوة أردوغان إلى الاشتراك مع روسيا في الحرب ضد داعش سوى محاولة لمنع هذا الامتياز عن القوات الكردية التي أثبتت كفاءة عالية.
ولفت محللون إلى أن اندفاع أردوغان نحو روسيا وإيران لن يساعده على حل مشكلة الأكراد كما يريد، خاصة أن روسيا لا تخفي بدورها رغبته في الانفتاح عليهم ومنع أن يتحولوا إلى ورقة إقليمية مهمة بيد واشنطن.
وأشاروا إلى أن مواقف الرئيس التركي المتناقضة، والتي لا تقرأ حسابا للصداقات، لن تجعل العلاقة مع إيران تدوم طويلا خاصة في ظل رعاية كليهما لميليشيات وجماعات ذات أهداف سياسية وطائفية متضاربة.
وسبق أن أعلن أردوغان عن دعمه للأدوار الإقليمية لإيران، خاصة في اليمن، لكنه انقلب على ذلك وسعى لاسترضاء السعودية ودول الخليج، وأطلق تصريحات داعمة لها. وهذا التذبذب في المواقف يفسر العزلة التي يعيشها الرئيس التركي وخاصة شعوره بغياب الدعم الدولي له في التصدي لخصومه بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو الماضي.
وبانتظار اختبار النوايا في القضايا السياسية، أعلن وزير الخارجية التركي أن بلاده تريد شراء المزيد من الغاز الطبيعي من إيران وأنها بحثت المشاكل المتعلقة بالتسعير، مضيفا أن على أنقرة وطهران حل الخلاف على أسعار الغاز دون اللجوء إلى التحكيم.
في ظل نصائح أميركية للانفتاح على الجميع
معارض سوري: تحالف المعارضة أقرب إلى الخيال
بهية مارديني
اعتبر معارض سوري أن قيام تحالف وطني شامل أمر اقرب الى الخيال منه الى الواقع، لا سيما في ظل معارضة مشتتة.
إيلاف من لندن: بعد حوالي ست سنوات من نزيف الدم السوري، ما يزال الحديث يدور في الاجتماعات الخاصة بالمعارضة السورية عن مؤتمر جامع لكل أطيافها يؤدي لتحالف وطني شامل، فيما اعتبر معارض سوري أنه أمر أقرب الى الخيال منه الى الواقع في ظل معارضة مشتتة، كما أكد توجيه نصائح أميركية وجهها مايكل راتني المبعوث الأمريكي للائتلاف الوطني السوري المعارض حول ضرورة التواصل مع روسيا وحزب الاتحاد الوطني الديمقراطي الـ “بي ي ديه”.
وفي هذا الصدد قال شلال كدو سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا عضو الائتلاف الوطني السوري عن المجلس الكردي في تصريح خاص لـ”ايلاف” أنه لا شك أن أي جهد يُبذل من اجل ان تجتمع مختلف اطياف المعارضة السورية لبناء تحالف واحد موحد” أمر جيد ومطلب كل الخيّرين من السوريين واصدقائهم ايضاً، ولكن تحقيق هذا الهدف ربما يكون أقرب الى الخيال منه الى الواقع”.
واعتبر أن “المعارضة منقسمة على نفسها ومشتتة ومتناثرة هنا وهناك، ولكل طيف منها أجنداتها وقراءاتها المختلفة وكذلك ارتباطاتها الاقليمية والدولية، فضلاً عن اختلاف الرؤى السياسية لمستقبل البلاد وشكل الدولة السورية المنتظرة”.
بالاضافة الى وجود معارضة سياسية مشتتة ومتناثرة في مختلف أنحاء العالم، قال “هنالك معارضات اخرى عسكرية اكثر تشتتاً وتناثراً على طول وعرض الجغرافيتين السورية والاقليمية، وتتسم بالخلاف الحاد بينها في مختلف النواحي الايديولوجية والسياسية والفكرية والعقائدية، لدرجة تصل الى حد الاقتتال بين الكثير من هذه الفصائل التي تدفقت افراد العديد منها الى الاراضي السورية من كل صوب وحدب على مر السنوات الماضية من عمر الثورة”.
ورأى كدو أنه “من هنا فأن اي حديث عن تأسيس تحالف وطني عريض ينضوي تحت عباءتة كل فصائل واطراف المعارضة السورية ربما سابق لآوانه ان لم نقل ضرب من التمنيات”.
نصائح أميركية
من جانب آخر قال وسائل اعلام عربية إن المبعوث الامريكي الى سوريا مايكل راتني وجه نصائح للائتلاف الوطني السوري المعارض حول ضرورة التواصل مع روسيا ومع صالح مسلم القيادي في حزب الاتحاد الديمقراطي الـ بي ي دي، وحول ذلك أوضح كدو” أن نصائح راتني حول التواصل مع روسيا محقةً، وكنا قد طرحنا هذا الامر في الاجتماعات الرسمية وغير الرسمية للائتلاف، وكذلك دار حديث حولها في مختلف وسائل الاعلام مراراً وتكراراً نظراً للدور الروسي الذي يتعاظم في سوريا يوماً بعد آخر”.
وفي هذا السياق قال “أن المعطيات تشير بأن أي حل سياسي او عسكري في البلاد لن يحصل بمعزل عن الروس، ان لم نقل بأنها سوف تكون روسية بأمتياز، دون أدنى مراعاة لاجندات الدول الاقليمية، التي كان لها القول الفصل في الشأن السوري منذ بداية الثورة، حتى قبل التدخل الروسي العسكري، الذي بدأ يخلق ظروفاً جديدة، تنحو بسوريا نظاما وثورة منحىً آخر مغاير لما كان عليه في السابق”.
مصلحة السوريين
أما بالنسبة لنصيحة الأمريكان للائتلاف بالتواصل مع حزب الاتحاد الديمقراطي الـ بي ي ديه فأكد كدو أنها “هي ايضاً لمصلحة السوريين ولمصلحة الثورة السورية ايضا، نظراً لامكانات هذا الحزب الذي لا يُستهان بها، والتي من شأنها ان تغير موازين القوى داخل البلاد في حال تمكنت المعارضة من احتواء الحزب “.
وكشف كدو في هذا المجال أنه كان قد طرح على الكتلة الكردية في الائتلاف الوطني السوري هذه الفكرة بالذات أكثر من مرة” من خلال عدد من أعضائها، الذين كانوا يحاولون الدفع بالائتلاف لبذل مزيد من الجهود لكسب حزب الاتحاد الديمقراطي الى جانب المعارضة”.
وقال: “حدثت لقاءات عديدة بين قادة الائتلاف وقادة هذا الحزب في الفترات السابقة، لكنها لم تثمر عن أية نتائج تذكر، لكن رغم ذلك فأن محاولة الحوار مع الاتحاد الديمقراطي بوساطة اميركية ربما يكون أفضل بكثير من حالة القطيعة، ومن شأن هذه الخطوة ان لاقت نجاحا ان تلقي بظلالها الايجابية على العلاقات المتأزمة بين المجلس الوطني الكردي وحركة (تف دم) أيضاً”.
النظام يردّ بعشرات الغارات وروسيا تعترف بمقتل جندي في سوريا
الثوار يقطعون آخر طُرق إمداد الأسد إلى حلب
تتوالى خسائر نظام بشار الأسد في حلب على الرغم من المشاركة المباشرة لـ»حزب الله» والميليشيات العراقية والأفغانية التي تمولها إيران، وبغطاء جوي روسي وغارات متواصلة غطت أمس مختلف مناطق سوريا. فقد تمكن ثوار الجيش السوري الحر أمس من قطع آخر طرق إمداد قوات الأسد في حلب. وفيما كانت موسكو تعترف بمقتل جندي في سوريا، كان تنظيم «داعش» ينسحب من مدينة منبج في محافظة حلب مع تقدم «قوات سوريا الديمقراطية»، خاطفاً أكثر من ألفي مدني لتغطية انسحاب مقاتليه.
اذاً، قطع الثوار طريق خناصر جنوب حلب وهو طريق إمداد النظام الوحيد إلى المدينة، عقب سيطرتهم ليل الخميس ـ الجمعة على مواقع قوات النظام في محمية الغزلان بالقرب من طريق خناصر بريف حلب الجنوبي، وباتوا في مواقع مشرفة على الطريق من حيث يمكن شلّ حركة قوات النظام.
وأفاد بيان مصور نشره «جيش النصر«، أحد تشكيلات الجيش السوري الحر على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي أنه بالتعاون مع بعض الفصائل المعارضة، قطعوا إمداد النظام في حلب من طريق خناصر، وذلك عقب سيطرتهم على محمية الغزلان، والاستيلاء على بعض الأسلحة والذخائر، وقتل عدد من عناصر قوات النظام.
وقال مدير المكتب الإعلامي في جيش النصر محمد رشيد، إن «جيش النصر« وبالاشتراك مع «حركة بيان«، وبعد أن طردوا قوات النظام من محمية الغزلان بشكل كامل، بعد ساعة على بدء معركة أطلقوا عليها اسم «غزوة حمراء الأسد«، قطعوا طريق خناصر نارياً، وهو الطريق الوحيد لإمداد النظام في حلب، والذي يربط مدينتي حماة وحلب مروراً بالسلمية فإثريا ثم خناصر والسفيرة، مؤكداً استمرار الثوار في سيطرتهم على محمية الغزلان ورباطهم على النقاط الجديدة التي سيطروا عليها.
كما دمر «جيش النصر« صباح أمس تركساً لقوات النظام على جبهة قريتي الزغبة والطليسية في ريف حماة الشرقي، إثر استهدافه بصاروخ «فاغوت«.
وفي رد على سلسلة الإنجازات للثوار السوريين، تناوبت أمس أكثر من 15 طائرة حربية روسية على قصف مدن وبلدات محافظة حلب، ما أدى لسقوط عشرات الشهداء والجرحى، في الوقت الذي تمكن فيه الثوار من إلحاق خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الأسد والميليشيات الطائفية.
وقال ناشطون إن 6 أشخاص مدنيين سقطوا شهداء بعد أن استهدفت الطائرات الروسية سوقاً للخضار قرب بلدة عويجل في الريف الغربي، في حين سقط 3 شهداء في مدينة دارة عزة إثر غارات جوية مماثلة.
وفي مدينة حيان تسببت غارات روسية بسقوط 12 شهيداً، هم 9 أطفال و3 نساء.
وفي شمال حلب دمرت الطائرات الروسية مشفى الأطفال ومشفى النسائية في بلدة كفرحمرة، ما أدى لاستشهاد ممرض ومسعف، إضافة لإصابة عديد من الكادر الطبي والمرضى بجروح متفاوتة.
أما في مدينة حلب فقد أغار الطيران الروسي ونظام الأسد على أحياء الراشدين وجب القبة والصاخور وباب النصر وباب النيرب وقاضي عسكر والألمجي والسكري ومساكن هنانو مشروع 1070 شقة، ما أسفر عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.
وعلى صعيد الاشتباكات، حاولت مجموعة تابعة لقوات الأسد التقدم الى كتلة البلدية في الراموسة، حيث سقطت في كمين محكم نفذه الثوار أدى لسقوطهم بين قتيل وجريح.
واستهدف الثوار معاقل الأسد والميليشيات الطائفية في معمل الإسمنت جنوب حلب بقذائف الهاون، وتمكنوا من تدمير عربة «ب ام ب« ومدفع 23. كما تمكن الثوار من تدمير دبابة «ت 72« بمن فيها على جبهة حي الشيخ سعيد بمدينة حلب، وقاعدة إطلاق صواريخ كونكورس في قرية الحويز بالريف الجنوبي.
وفي مدينة إدلب شن الطيران الروسي صباح أمس غارات جوية عدة طالت معرة النعسان، ما أدى لسقوط شهيد وعدة جرحى، كما استهدفت الطائرات الحربية مدينة خان شيخون بغارات جوية عدة استهدفت منازل المدنيين وأسفرت عن 4 شهداء وعدد من الجرحى، إضافة لدمار كبير في البنى السكنية، وعملت فرق الدفاع المدني على نقل المصابين والشهداء للمشافي الطبية.
وإلى حمص حيث كثف الطيران الحربي أمس من غاراته على المدينة مستهدفاً مدن تلبيسة والرستن وقرية تيرمعلة بريف حمص الشمالي ما أدى لسقوط شهداء وجرحى.
وشنت قوات الأسد والميليشيات الطائفية الداعمة لها، أمس، هجوماً عنيفاً على مدينة داريا في الغوطة الغربية بريف دمشق، في محاولة جديدة لاقتحامها، ودارت معارك بين الثوار وقوات الأسد المدعومة بالميليشيات على الجبهة الجنوبية للمدينة، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من عناصر الأخيرة.
واندلعت مواجهات مماثلة على جبهة حوش نصري في الغوطة الشرقية، تمكن الثوار خلالها من تدمير دبابة «تي 72« لقوات الأسد.
وشن الطيران الحربي التابع لنظام الأسد غارات جوية عدة على مدينتي دوما وعربين وبلدتي النشابية والشيفونية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، معظمهم من الأطفال.
وفي منبج، سيطرت «قوات سوريا الديمقراطية» على كامل مدينة منبج بريف حلب الشرقي، وذلك عقب انسحاب عناصر تنظيم «داعش« منها، وخطفهم أكثر من ألفي مدني أثناء انسحابهم، وفق ما أفاد المتحدث باسم مجلس منبج العسكري المنضوي في «قوات سوريا الديمقراطية« شرفان درويش والمرصد السوري.
وفي موسكو، أعلن حاكم منطقة في القوقاز الشمالي الجمعة مقتل جندي روسي في سوريا من دون تقديم تفاصيل، ما يرفع الحصيلة الرسمية لقتلى الجيش الروسي في سوريا الى 19.
وكتب حاكم منطقة كباردينو ـ بلكاريا في القوقاز الشمالي يوري كوكوف على موقع انستغرام «سقط عسكر بيغوييف بطلاً في أثناء تنفيذ مهمة عسكرية في سوريا».
(كلنا شركاء، أورينت نت، الهيئة السورية للإعلام، أ ف ب)
ارتفاع القتلى بحلب وإدلب مع استمرار القصف الجوي
ارتفع عدد القتلى من المدنيين جراء الغارات الروسية والسورية المتواصلة على مدينتي حلب وإدلب(شمال البلاد) إلى 99 شخصا خلال 24 ساعة، أكثر من نصفهم في حلب وريفها. وأعلنت فصائل من المعارضة المسلحة أسرها ضابطا وصدها هجمات للنظام في حي الراموسة جنوبي حلب الذي تحاول قوات النظام استعادة السيطرة عليه.
وفي أحدث خسائر للمدنيين، أفاد مراسل الجزيرة بحلب أن خمسة قتلى سقطوا في قصف روسي على منطقة الشاميكو بريف حلب الغربي، و كان أربعة أشخاص قد قتلوا وآخرين جرحوا في وقت سابق اليوم بإلقاء طائرات النظام السوري براميل متفجرة على حي الشيخ خضر في حلب أيضا.
وكان إجمالي عدد القتلى قد بلغ قبل ذلك تسعين شخصا جميعهم مدنيون، وفق مراسل الجزيرة. ولفت إلى أن من بين القتلى 12 شخصا من عائلة واحدة سقطوا في قصف على منزلهم في حيان بريف حلب.
وفي مجزرة أخرى في حلب، أفاد المراسل بمقتل عشرين شخصا وإصابة العشرات في غارات روسية على سوق حي الفردوس بحلب، كما أشار إلى مقتل نحو ثلاثين في حلب وريفها الغربي والشمالي خلال موجة جديدة من الغارات شاركت فيها طائرات روسية وسورية. وبدأ القصف منذ صباح الجمعة.
وفي كفر حمرة التي تقع شمالي حلب، استهدفت غارات أخرى مستشفى للأطفال والنساء، مما أسفر عن مقتل عاملين بالمستشفى أحدهما ممرضة.
وفي غارات متزامنة، قتل ستة على الأقل في قصف جوي استهدف سوقا للخضار في بلدة أورم الكبرى الواقعة غرب مدينة حلب والتي تصلها بمحافظة إدلب. كما قتل اثنان في بلدة دار عزة.
وشمل القصف الأحياء الخاضعة للمعارضة شرقي حلب، مخلفا قتلى وجرحى في أحياء باب النصر وساحة الألمجي وجب القبة وحيي الفردوس والصالحين.
وكان يفترض أن تسري في حلب هدنة أعلنتها روسيا من جانب واحد بداية من الخميس لمدة ثلاث ساعات يوميا من العاشرة صباحا حتى الواحدة ظهرا، لكن القصف استمر على مدار الساعة.
وفي إدلب الخاضعة للمعارضة، أفاد مراسل الجزيرة هناك بمقتل 15 مدنيا وجرح عشرات بغارات روسية وسورية استهدفت قرى وبلدات سراقب وتلعاد وسرمدا ومعرة النعسان، وسقط العدد الأكبر من الضحايا في قرية تلعاد.
كما أفاد ناشطون بمقتل ثلاثة مدنيين مساء الجمعة في قصف جوي ومدفعي على مدينة دوما في ريف دمشق.
صد هجمات
في المقابل، أعلنت فصائل من المعارضة المسلحة أسرها ضابطا من قوات النظام خلال صدها محاولة لـقوات النظام السوري وحلفائه للتقدم في حي الراموسة، وفي مشروع 1070 شقة وحي الراشدين جنوب غرب حلب.
وكان جيش الفتح وفصائل أخرى أحبطوا الأيام القليلة الماضية هجمات مضادة متكررة على المواقع التي سيطروا عليها ضمن معركة فك حصار حلب، وقالوا إنهم قتلوا عشرات من جنود النظام وعناصر حزب الله ومليشيات أخرى.
مصدر: تأكيد أمريكي بأن الانتقال السياسي مدخل للقضاء على الإرهاب في سورية
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 12 أغسطس 2016
روما-أكّد مصدر في المعارضة السورية التقى المبعوث الأمريكي إلى سورية، مايكل راتني، أن الأخير أكّد على وجود تنسيق وصفه بــ”الكبير” بين الروس والأمريكان، لكنّه شدد على أن واشنطن أكّدت لموسكو أنه لا يمكن أن يتم القضاء على الإرهاب في سورية دون حصول انتقال سياسي.
وأشار المصدر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء، إلى أن “المبعوث الأمريكي أكّد لمعارضين سوريين من خارج ائتلاف قوى الثورة التقاهم الأسبوع الماضي، أن القيادة الروسية تسعى لإقناع الولايات المتحدة ومحاصرتها بأحداث هامشية، لكنها مُزعجة، لتكون مكافحة الإرهاب على رأس أولوليات أجندتها، ما يعني تلقائياً تحييد النظام السوري القائم”، وفق قوله.
كما أوضح المعارض السوري أن الولايات المتحدة اتّخذت قرارها بأن يتم الإعلان عن أي حل للأزمة السورية سيكون عبر روسيا حتى لو كان قراراً أمريكياً.
وأشار إلى أن وجهة النظر الأمريكية كانت مختلفة وفق لمبعوثها، وأن “الرؤية الأمريكية كانت غير ذلك تماماً، وأن مسؤولين سياسيين وعسكريين أمريكيين أكّدوا لنظرائهم الروس على أهمية مكافحة الإرهاب والتعاون الدولي في هذا المجال، وعلى أنه مطلوب ومهم، لكنهم شددواً أيضاً على أن الجهود لن تُجدي هذا الموضوع إن لم يتحقق الانتقال السياسي في سورية”، في إشارة إلى ضرورة تغيير النظام في دمشق.
إلى ذلك التقى راتني قياديين في الائتلاف وبحث معهم الأزمة السورية، ووضع المعارضة، والمج لهم إلى أن روسيا هي التي تستلم الجانب العملي والتنفيذي فيما يخص تطبيق أي توافقات روسية – أمريكية مشتركة.