أحداث السبت 14 كانون الأول 2013
واشنطن لا تستبعد دعم «إئتلاف أكبر للثوار» يضم إسلاميين
واشنطن – جويس كرم، لندن، نيويورك – «الحياة»
في ضوء تراجع نفوذ «الجيش الحر» وقيادة اللواء سليم إدريس في سورية، أعلنت إدارة الرئيس باراك أوباما أمس «الاستعداد لإمكان دعم مشاركة ائتلاف أكبر للثوار يشمل المجموعات الإسلامية»، في اشارة الى «الجبهة الاسلامية»، في وقت أكد مسؤول أميركي لـ «الحياة» أن واشنطن «تميّز بين الجبهة الإسلامية ومجموعات أخرى (تعتبرها ارهابية) مثل جبهة النصرة والقاعدة في بلاد الشام (الدولة الإسلامية)».
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أميركيين استعداد واشنطن «لامكان دعم ائتلاف موسع للثوار يشمل مجموعات اسلامية طالماً أن هذه المجموعات لا ترتبط بتنظيم القاعدة وتوافق على دعم المحادثات في مؤتمر جنيف». وتحدثت الصحيفة عن احتمال لقاء السفير الأميركي لدى سورية روبرت فورد ممثلين عن «الجبهة الإسلامية» في لندن، من دون أن يتضح ما إذا كان مثل هذا الاجتماع قد عُقد بالفعل.
واستضافت لندن أمس اجتماعاً على مستوى كبار المسؤولين لمجموعة الدول الـ 11 التي تشكّل نواة مجموعة أصدقاء سورية، واجتماعاً بينهم وبين مسؤولين كبار في «الإئتلاف». وأقر الاجتماع بياناً يؤكد الحاجة العاجلة لتحقيق تقدم في مجال الممرات الإنسانية قبل مؤتمر «جنيف 2» ويعبّر عن الشكر للدول المجاورة التي تستضيف عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين.
وأعاد بيان رئاسة الاجتماع، أمس، التمسك بما قرره اجتماع مجموعة الـ 11 لـ «أصدقاء سورية» والذي استضافته لندن أيضاً في 22 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، وجدد «تأكيد أن هدف جنيف 2 هو تطبيق حل تفاوضي يقوم على أساس بيان جنيف الأول من خلال تأسيس جسم انتقالي حاكم له كل الصلاحيات التنفيذية ومن خلال اتفاق مشترك» (بين طرفي الأزمة السورية). وتابع: «هذا هو الطريق الوحيد لإنهاء الصراع. الأسد لن يكون له دور في سورية، ونظامه هو المصدر الأساسي للإرهاب والتطرف في سوية». واكد «ان التزام الإئتلاف بسورية ديموقراطية وتعددية في المستقبل، وبالحفاظ على وحدتها الترابية ورفض التطرف هو الطريق الوحيد (للتقدم) إلى الأمام».
وتابع البيان: «إننا نرفض زعم الأسد أنه هو وحده من يستطيع هزيمة المتشددين»، وزاد: «إننا قلقون لتنامي الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكل الجماعات التي ترفض القيم الديموقراطية للثورة.. ان أفضل حماية من التشدد هو دعمنا لأولئك – تحديداً الإئتلاف الوطني والمجلس العسكري الأعلى – الذين يدعمون الرؤية التي تم رسمها في اسطنبول: ديموقراطية، تعددية، ورفض للتطرف…. والطريق الوحيد لتحقيق أهدافنا هي في أن تحترم جماعات المعارضة العسكرية القيم الديموقراطية والتعددية، وأن تعمل تحت السلطة السياسية للإئتلاف الوطني. وما دام هذا هو الوضع فإن أطراف مجموعة الدول الـ 11 توافق على تعزيز الدعم السياسي والعملاني للإئتلاف الوطني والمجلس العسكري الأعلى قبل وخلال عملية جنيف 2». وقال إن «الاستيلاء على المساعدات المادية للمعارضة والشعب السوري يجب أن يتوقف. فهو يعمل ما يريده النظام».
ميدانياً، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن القوات النظامية شنّت حملة عسكرية لطرد مقاتلي المعارضة من منطقة عدرا العمالية شمال شرقي دمشق والتي دخلها مقاتلون معارضون قبل يومين وقتلوا عشرات من مؤيدي النظام بينهم العديد من المدنيين. وأقر مصدر في المعارضة لوكالة «أسوشييتد برس» بأن مقاتلين إسلاميين ارتكبوا عمليات قتل بحق علويين ودروز ومسيحيين، علماً أن عدرا تضم خليطاً من الطوائف والمذاهب.
في غضون ذلك، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «الدولة الإسلامية في العراق والشام» خطفت ما لا يقل عن 120 مواطناً كردياً بينهم 6 سيدات على الأقل في قرية احرص القريبة من أعزاز في شمال سورية. وأضاف أن «الدولة الإسلامية» طردت خلال الأيام القليلة الماضية 15 عائلة كردية من منازلها في مدينة تل أبيض بمحافظة الرقة.
وفي نيويورك، أكدت الأمم المتحدة استعدادها لنشر قوة دولية في سورية «لحفظ الاستقرار في حال توصل مجلس الأمن الى قرار بذلك» حسب مساعد الأمين العام للمنظمة الدولية لعمليات حفظ السلام إيرفيه لادسوس الذي قال في مؤتمر صحافي :»إننا نعمل ما في وسعنا لنكون مستعدين لمثل هذا الخيار ومستعدون للمشاركة في حفظ الاستقرار في سورية في ضوء نتائج العملية السياسية في حال قرر مجلس الأمن ذلك».
وأبلغت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس الجمعية العامة للأمم المتحدة أن «الشتاء القاسي جعل اللاجئين السوريين في لبنان في وضع يائس في ملاجئهم».
وقالت آموس عبر الفيديو من بيروت، امام المؤتمر الدولي المخصص لدعم صندوق الأمم المتحدة للاستجابة الطارئة في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، إن مشكلة «الملاجىء هي واحدة من أكبر المشكلات بالنسبة الى اللاجئين خصوصاً في بيروت». وأضافت أن سورية والدول المجاورة كانت الأكثر تلقياً لمساعدات صندوق الاستجابة الطارئة العام الماضي بميزانية تجاوزت ٨٢ مليون دولار، ٢١ مليوناً منها صرفت في لبنان. وحضت الدول على دعم الصندوق لتمويل أنشطته للعام المقبل.
بان كي مون يدعو لمعاقبة مرتكبي الهجمات الكيماوية في سورية
نيويورك ـ يو بي أي
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى محاسبة المسؤولين عن استخدام أسلحة كيماوية في هجمات داخل سورية، مشدداً على أن هذه الهجمات تمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي.
وقال بان، أثناء عرضه التقرير النهائي لمفتشي الأسلحة الكيماوية في سورية، على الجمعية العامة للأمم المتحدة “على المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية وسياسية لمحاسبة المسؤولين، والحؤول دون وقوع حوادث في المستقبل، وضمان عدم عودة ظهور الأسلحة الكيماوية كأداة للحرب”.
ودعا إلى القيام “بما في وسعنا لتحقيق الالتزام العاملي بمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية”، وحثّ الدول كافة التي لم تقم بذلك بعد، على توقيع على هذه المعاهدة ، والمصادقة عليها بدون إبطاء”.
وكانت بعثة الأمم المتحدة المكلفة بالتحقيق في مزاعم استخدام أسلحة كيماوية بسورية، خلصت الى أن هذه الأسلحة استخدمت أقله في 5 مواقع، مستهدفة مدنيين وجنوداً في “الغوطة” في 21 آب/أغسطس من العام 2013، و”خان العسل” في 19 آذار/مارس، و”جوبر” في 24 آب/أغسطس، و”سراقب” في 229 نيسان/أبريل و”أشرفية صحنايا” في 25 آب/أغسطس 2013.
غير أن التقرير لم يحدد الجهة التي استخدمتها.
المعارضة السورية تطلب مزيداً من الدعم الخارجي وتحذر من الفوضى
لندن – رويترز
دعا زعماء المعارضة السورية حلفاءهم الغربيين والعرب لتمويلهم لإعادة تنظيم قواتهم بعد أن استولى مقاتلون إسلاميون على بعض أسلحتهم.
وقال المسؤول الكبير في الائتلاف الوطني السوري المعارض منذر أقبيق إن الهجوم الذي شنه الإسلاميون على مخازن ومقار المجلس العسكري الأعلى التابع للمعارضة قرب الحدود التركية يسلط الضوء على ضرورة إعادة هيكلة القوات التي تحارب الرئيس بشار الأسد.
وأوقفت الولايات المتحدة وبريطانيا المساعدات غير المميتة لشمال سورية بعد الهجوم الذي أشعل مخاوف من وصول الإمدادات في النهاية إلى جماعات غير مرغوب فيها.
ودعت المعارضة السورية إلى إمدادها بالمال لدعم قواتها خلال اجتماع في لندن للمجموعة الرئيسية في تجمع أصدقاء سورية وهو تحالف يضم 11 دولة معارضة للأسد بينها الولايات المتحدة وبريطانيا.
وقال أقبيق للصحفيين بعد الاجتماع “نعرف أن لدينا مشكلة ونعرف أنه ليست لدينا المؤسسات العسكرية المنظمة التي نريدها. ونعرف تحديات التنظيم الفضفاض للجيش السوري الحر.”
وتابع قائلا “نحتاج إلى الدعم سواء أكان ماليا أم في شكل عتاد. هذه هي الوسيلة الوحيدة لوضع نهاية للتشرذم الجاري على الأرض.”
وردا على سؤال عما سيحدث إذا لم تعد المعارضة تنظيم قواتها قال أقبيق “فوضى كاملة. هناك أعداد كبيرة من الجماعات التي تقاتل النظام وتتقاتل مع بعضها بعضا وتقاتل القاعدة. إنها فوضى كاملة على الأرض.”
وأضاف أنه بموجب الاقتراح ستنشئ المعارضة المدعومة من الغرب وزارة للدفاع وهيكلا للقيادة ذا طابع رسمي بدرجة أكبر في محاولة لتنظيم مقاتلي المعارضة المتفرقين.
وقال إن الحصول على أموال لتوفير زي مناسب وأجور وطعام بشكل منتظم سيساعد في توحيد الجماعات التي تحارب الأسد.
وأضاف “لا يزال الأمريكيون والبريطانيون مترددين.. لا يأتون بسرعة كافية لدعم المشروع الجديد.
“سنعتمد على مصادر أخرى من الدول العربية وربما من فرنسا ولكن ليس من الأمريكيين والبريطانيين.”
وقالت إليزابيث جيجو رئيسة لجنة الشؤون الخارجية الفرنسية إن قرار الولايات المتحدة وبريطانيا وقف المساعدات غير المميتة لشمال سورية كان “مفاجئا” لكن لا خطط لدى باريس حتى الآن لوقف إرسال المساعدات.
وقالت في مؤتمر للزعماء السياسيين في موناكو “لدينا مصلحة كبيرة في مواصلة دعم الائتلاف. السياسة الدبلوماسية الفرنسية كانت صائبة في دعمها للمعارضة منذ البداية.”
وتساءلت تقول “إذا لم ينجحوا.. ماذا سيبقى معنا؟ نظام يستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه أو الجهاديون. لا نريد لا الأول ولا الثاني.”
ونددت مجموعة أصدقاء سورية في بيان صدر بعد اجتماعها في لندن اليوم الجمعة بهجوم المتشددين على مخازن الأسلحة.
ودعا البيان إلى وقف الاستيلاء على المساعدات المادية للمعارضة والشعب السوري.
وجدد البيان التأكيد أيضا على أنه لا يمكن أن يكون للأسد أي دور في سورية بعد توقف القتال.
تلفزيون دمشق يحتفل بـ «أليكسا» والسوريون يضرسون
لندن – «الحياة»
على أنغام الأغنية الفيروزية «ثلج ثلج»، يحتفي التلفزيون السوري بالعاصفة الثلجية «أليكسا»، حيث مع مشاهد الثلوج التي تتساقط في أنحاء البلاد ولقطات لأطفال يتقاذفون الثلج ويلهون في ما بينهم، يأتي صوت المذيعة لتتحدث عن «ثلوج الخير والبركة» وعن «الأفراح التي تعم البلاد» و «البهجة التي يعيشها السوريون جراء سقوط الثلوج»، فيما على الطرف المقابل وعلى أرض الواقع يرزح السوريون في الداخل والخارج تحت وقع البرد والصقيع وفي غياب وسائل التدفئة وانقطاع التيار الكهربائي المتواصل، فيموت السوريون برداً في محافظات سورية عدة وفي مخيمات اللجوء في لبنان وتركيا والأردن ومعظمهم من الأطفال. حدث «أليكسا» لم يغير شيئاً من طريقة تعاطي التلفزيون الرسمي السوري مع المواطن المحلي «في الداخل والخارج».
وحول هذا يعلّق مراقبون: «إذا كانت أنغام القذائف والصواريخ والكيماوي والقتلى الذين خلفتهم الحرب لم تلقى متابعة، فكيف بهذه المؤسسة أن تغير سياستها تجاه حادث عرضي يتمثل في مقتل عشرات السوريين نتيجة منخفض جوي سيمر بعد أيام؟!».
وفي حين يستمر التلفزيون السوري محتفلاً بالثلوج وبالمنخفض «أليكسا»، نجد التلفزيونات العربية والغربية الإخبارية منها والمنوعة، إضافة إلى تلفزيونات المعارضة السورية، تبث أخبار اللاجئين السوريين في مخيمات الجوار، وتترصد حالات الموت المتتالية للأطفال والنساء السوريين بشكل متواصل ولحظي، والمعاناة الإنسانية التي يواجهها هؤلاء في خيام النزوح.
وكالعادة في استمرار التلفزيون السوري متجاهلاً الأحداث الداخلية في البلاد، وهذه المرة يتجاهل عواقب العاصفة الثلجية، يعرض تصريحات لوزراء في حكومة دمشق يتحدثون عن الاستعداد التــام للعاصفة، متفاخرين بتوفير كل السبل لخدمة المواطن، في حين يهمل انقطاع التيار الكهربائي المتواصل، والأعطال الضخمة التي طاولت الشبــكة، وأدت إلى غياب الكهرباء عن مناطق سورية عدة، بما فيها مناطق في العاصمة السورية دمــشق وريفــها، كما لا يتحدث عن غياب وقود التــدفئة وأسعاره في السوق السوداء حيث يــصل سعر الليتر إلى خمسة أضعاف سعره الحكومي.
ومع الأخبار التي تتحدث عن مقتل 3 سجناء في سجن حلب المركزي جراء البرد، وعن تجمد طفل في إدلب نتيجة الصقيع، وأخبار أخرى تتحدث عن مقتل سوريين نتيجة «أليكسا» في الداخل والخارج، يتحول التلفزيون السوري إلى برامجه المعتادة «في الآونة الأخيرة»، فيتحدث عن «المؤامرة الكونية» التي تحاك ضد «محور الممانعة»، ويشتم الأطراف العربية والغربية التي تستمر في دعمها للإرهابيين والتكفيريين «وفق تعبيره»، ومن ثم ينتقل إلى مسلسل السهرة، ويواصل مناقشة مشاكل العنوسة وتبعات العولمة والاحتباس الحراري، ويختتم ببرنامج «سواعد السنديان» المختص بالزراعة!
واشنطن: تعليق المساعدات لا يعني وقف دعم المعارضة وننتظر مفاوضات «الجبهة الإسلامية» و «الجيش الحر»
واشنطن – جويس كرم
في ضوء قلق أميركي متزايد من انقسامات المعارضة العسكرية في سورية وتقدم «الجبهة الإسلامية» في الشمال، استعرض مسؤولون أميركيون التطورات الأخيرة التي أدت إلى «تعليق المساعدات» إلى الشمال مشيرين إلى أن الأمر سيكون «موقتاً، ولاعتبارات أمنية». وأشار المسؤولون إلى أن المفاوضات جارية بين «الجيش الحر» و «الجبهة الإسلامية» لـ «إعادة معدات» (بما في ذلك عربات عسكرية) يُقدّر ثمنها بمليون دولار اختفت من مستودعات تابعة لـ «الحر» تعرضت لهجوم على الحدود مع تركيا. وقال المسؤولون إن من المبكر توقع ما سيعنيه هذا الأمر على مؤتمر جنيف.
وقال مسؤولون أميركيون في إيجاز مع عدد قليل من الصحافيين، إن قرار «تعليق المساعدات جاء لأسباب أمنية وليس لوقف الدعم للمعارضة السورية». وأكد المسؤولون المعنيون مباشرة بهذا الملف أن الولايات المتحدة تتابع الوضع عن كثب وتعيد باستمرار مراجعة القرار «طبقاً للواقع على الأرض».
واستعرض المسؤولون ما حدث بعد سيطرة «الجبهة الإسلامية» على مراكز تابعة لـ «الجيش الحر» على الحدود مع تركيا يوم الجمعة الفائت ومصادرتها معدات تابعة لـ «الحر» قدّرتها واشنطن بمليون دولار. وقالوا إن هذا الأمر أثار قلق الإدارة من احتمال وقوع هذه المعدات بيد المتطرفين و «قمنا في اليوم التالي (السبت) بتجميد جميع الشحنات، ونحن نعيد تقويم الوضع على الأرض المستمر بالتحول».
وحرص المسؤولون على التمييز بين «الجبهة الإسلامية» ومجموعات أكثر تطرفاً مثل «جبهة النصرة» و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» التابعتين لتنظيم «القاعدة» واللتين تعتبرهما أميركا من المنظمات الإرهابية. وقال مسؤول لـ «الحياة» إن «الجبهة الإسلامية مرتبطة بالمجلس العسكري الأعلى وليس بالنصرة أو القاعدة». وأضاف أن واشنطن «لم تنخرط معها منذ بدء الأزمة» وإنما تتابع المفاوضات الجارية بينها وبين «الجيش الحر» لـ «إعادة المعدات والعربات» التي تم الاستيلاء عليها من مخازن «الحر» على الحدود مع تركيا.
وأكد المسؤولون أنه من المبكر القول ما تعنيه هذه الأزمة على مؤتمر «جنيف ٢»، مقرّين في الوقت نفسه بـ «تعقيدات الوضع داخل المعارضة». وقال المسؤولون: «موقفنا لم يتغير حول جنيف ٢ وقناعتنا بأن ليس هناك من حل عسكري للأزمة السورية». وأكدوا أيضاً تمسك واشنطن بما توصل إليه مؤتمر جنيف الأول و «عدم وجود مكان لبشار الأسد لرئاسة أي حكومة انتقالية، خصوصاً أن مثل هذا الأمر لا يمكن أن تقبله المعارضة». ورداً على سؤال لـ «الحياة» حول موقف الولايات المتحدة من إيران ودورها في سورية بعد الاتفاق المرحلي حول الملف النووي، قال المسؤولون إن «إيران أرادت ومنذ فترة الحديث معنا حول قضايا إقليمية بينها سورية والبحرين على هامش المحادثات النووية، ونحنا رفضنا هذا الأمر بالكامل وأكدنا لهم أن مثل هذه القضايا يعني دول الجوار ولا يمكن أن يتم بحثها من دون عملية سياسية تشمل دول المنطقة».
«انتصار الأسد» أفضل الأسوأ
في غضون ذلك (أ ف ب)، قال مايكل هايدن، الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الأميركي، والذي ترأس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) حتى العام 2009، إن انتصار المسلحين ليس من بين النتائج المحتملة التي يتوقعها للنزاع في سورية. وقال في كلمة أمام المؤتمر السنوي السابع لخبراء مكافحة الارهاب الذي نظمه معهد «جيمس تاون» إن «الخيار الثالث هو انتصار الأسد». وأوضح «يجب ان اقول لكم انه في الوقت الحاضر، ورغم البشاعة التي سيبدو عليها ما سأقوله، فإنني أميل الى الخيار الثالث على اعتبار انه افضل الخيارات الثلاثة المحتملة والبشعة جداً جداً للنزاع».
الائتلاف السوري يُحذّر من “فوضى كاملة” وواشنطن تُجري جردة لمستودعات باب الهوى
(و ص ف، رويترز، أ ب)
تجري الولايات المتحدة اتصالات مع قائد المجلس العسكري الاعلى التابع لـ”الجيش السوري الحر” اللواء سليم ادريس لوضع جردة بمحتويات المخازن التي استولى عليها مقاتلو “الجبهة الاسلامية” بالقرب من معبر باب الهوى بين سوريا وتركيا مطلع الاسبوع، وقت بدأ الجيش السوري النظامي عملية عسكرية واسعة لاستعادة بلدة عدرا العمالية شمال شرق دمشق من مقاتلي “جبهة النصرة” الذين استولوا عليها قبل أيام وارتكبوا فيها جرائم قتل في حق مدنيين من الطائفتين العلوية والدرزية وخطفوا آخرين. وجاء في التقرير النهائي لخبراء الامم المتحدة ان الاسلحة الكيميائية استخدمت في خمسة مواقع في سوريا من غير أن يتمكن هؤلاء من التأكد مما اذا كانت قد استخدمت في موقعين آخرين.
وصرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري في ختام زيارة لاسرائيل والاراضي الفلسطينية، بأن مسؤولين أميركيين على اتصال بادريس لوضع جردة بتجهيزات موجودة في المستودعات التي سيطرت عليها “الجبهة الاسلامية” عند معبر باب الهوى. وقال: “اننا نجري نقاشا مع اصدقائنا ونتشاور مع المعارضة في ما يتعلق بخطوات دعمنا المقبل للشعب السوري”.
ويذكر ان واشنطن ولندن علقتا المساعدات “غير الفتاكة” التي كانتا تقدمانها الى المعارضة السورية بعد استيلاء “الجبهة الاسلامية” على المستودعات التي كانت تحت اشراف “الجيش السوري الحر”.
ونسبت “وكالة الصحافة الفرنسية” الى مسؤول أميركي طلب عدم ذكر اسمه ان “الجبهة الاسلامية” التي تشكلت في تشرين الثاني من سبعة فصائل اسلامية بارزة، استولت على “مجمع مبان لـ”الجيش السوري الحر” بالقرب من الحدود التركية، وان هذا الامر كان له “أثر انتقالي” الى مراكز أخرى.
وأقر المسؤول في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” منذر أبقيق بالحاجة الملحة الى اعادة هيكلة “الجيش السوري الحر” محذرا من ان ثمة مخاطرة بحصول “فوضى كاملة” اذا لم تحصل اعادة الهيكلة.
وقال بعد اجتماع للمجموعة الاساسية لـ”أصدقاء الشعب السوري” التي تضم 11 دولة في لندن: “نعرف أن لدينا مشكلة ونعرف انه ليست لدينا المؤسسات العسكرية المنظمة التي نريدها، ونعرف تحديات التنظيم الفضفاض للجيش السوري الحر”. وأضاف: “نحن نحتاج الى الدعم سواء أكان ماليا أم في شكل عتاد. هذه هي الوسيلة الوحيدة لوضع نهاية للتشرذم الجاري على الارض”.
وأشار الى أنه لم تتضح بعد تماما الطريقة التي سيطرت فيها “الجبهة الاسلامية” على مستودعات “الجيش السوري الحر” عند معبر باب الهوى، قائلا إن “الحقيقة الان هي سيطرة الجبهة الاسلامية على المستودعات في الوقت الحاضر… ويجب أن تعيدها”. وأعلن ان إدريس موجود في جنوب تركيا حيث يعقد اجتماعات مع أعضاء في “الجبهة الاسلامية” لمطالبتهم باعادة المستودعات.
لكن الناطق باسم “الجبهة الاسلامية” إسلام علوش قال انه ليست لديه أي معلومات عن مثل هذه الاجتماعات، متسائلا: “ماذا هناك حتى يجري الحديث عنه؟”.
وهناك تقارير متضاربة عن الطريقة التي سيطرت فيها “الجبهة الاسلامية” على المستودعات. وتنفي الجبهة أن تكون سيطرت عليها بالقوة، قائلة إنها كانت تستجيب طلبا للمساعدة من “الجيش السوري الحر” لصد هجوم على المستودعات من مسلحين مجهولين.
وفي مجال آخر، قال أقبيق ان الائتلاف السوري “يتوق الى تأليف وفد موسع قدر الامكان” للذهاب الى مؤتمر جنيف 2، لايجاد حل سياسي للأزمة. ورحب بأن ترسل “الجبهة الاسلامية” ممثلا لها الى المحادثات جزءا من وفد المعارضة.
خبراء روس سينقلون الكيميائي إلى اللاذقية / الأمم المتحدة: الأسلحة استخدمت في 5 مواقع
العواصم – الوكالات
نيويورك – علي بردى
أكدت مهمة الأمم المتحدة للتحقيق في الإدعاءات ذات الصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا في تقريرها النهائي أن هذه الاسلحة المحرمة دولياً، وخصوصاً غاز الأعصاب السارين، استخدمت ما لا يقل عن خمس مرات في الحرب الأهلية الدائرة في البلاد منذ أكثر من سنتين ونصف سنة.
وقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون عصر أمس بتوقيت نيويورك احاطة عن التقرير في جلسة مغلقة الى الجمعية العمومية للمنظمة الدولية. وكان مقرراً أن تشارك الممثلة العليا لنزع الأسلحة أنجيلا كاين ورئيس مهمة التحقيق آكي سالستروم ورئيس فريق الخبراء التابعين لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سكوت كيرنز والخبير في منظمة الصحة العالمية موريتزيو في مؤتمر صحافي في هذا الموضوع. ويقدم الأمين العام للأمم المتحدة احاطة الى أعضاء مجلس الأمن الاثنين المقبل.
وقال بان إن أحداثا كثيرة قد حدثت في سوريا منذ الإدعاءات الأولى عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. وأضاف أن الحكومة السورية “أقرت بأنها تمتلك أسلحة كيميائية، وانضمت لاحقاً الى معاهدة الأسلحة الكيميائية. وأنشئت مهمة مشتركة من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة، وتواصل الإشراف على القضاء على برنامج الأسلحة الكيميائية لسوريا، في الوقت المناسب، بأكثر الطرق الممكنة أماناً”. وأكد أن استخدام الأسلحة الكيميائية “يعد انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وإهانة للإنسانية”، مشدداً على “الحاجة الى اليقظة لضمان القضاء على هذه الأسلحة المروعة، ليس فقط في سوريا، ولكن في كل مكان”.
وجاء في خلاصة التقرير النهائي الذي سلمه سالستروم الى بان ليل أول من أمس بتوقيت نيويورك (فجر أمس بتوقيت بيروت) أن البعثة “خلصت الى أن الأسلحة الكيميائية تستخدم في الحرب الدائرة بين الأطراف في سوريا”، ملاحظاً أنه في عدد كبير من الحالات كان الضحايا من الجنود الحكوميين ومن المدنيين. بيد أنه لم يتمكن من تحديد ما إذا كانت ثمة علاقة مباشرة بين الهجمات والضحايا والأماكن المستهدفة. وأكد أن المفتشين “جمعوا أدلة واضحة ومقنعة على أن الأسلحة الكيميائية استخدمت أيضاً ضد المدنيين، بما في ذلك الأطفال، على نطاق واسع نسبياً في منطقة الغوطة” قرب دمشق في 21 آب 2013، موضحاً أن “صواريخ أرض – أرض المستخدمة كانت قادرة على نقل حمولة كيميائية تتضمن غاز السارين”.
وأضاف أن المهمة “جمعت معلومات موثوقا بها تعزز الإدعاءات أن الأسلحة الكيميائية استخدمت في خان العسل” قرب حلب في 19 آذار 2013 “ضد جنود ومدنيين”، مع العلم أن اطلاق الأسلحة الكيميائية في ذلك المكان “لم يجر التحقق منه بصورة مستقلة في غياب المعلومات الأولية عن أنظمة الإطلاق وعن العينات البيئية والبيولوجية والطبية”. كذلك فان المهمة “جمعت أدلة تتسق مع استخدام محتمل للأسلحة الكيميائية في جوبر” في 24 آب 2013 “على نطاق نسبياً ضد الجنود”. وحصلت على أدلَة “تفيد أن الأسلحة الكيميائية استخدمت في سراقب في 24 آب 2013 على نطاق ضيق، أيضاً ضد المدنيين”، الى أدلة تفيد أن هذه الاسلحة استخدمت في أشرفية صحنايا في 25 آب “على نطاق ضيق ضد الجنود”.
ولم تتمكن اللجنة من الحصول على دلائل كافية على الإدعاءات عن استخدام أسلحة كيميائية في البحارية والشيخ مقصود.
ولم تكن المهمة تتضمن تحديد الجهة التي استخدمت الأسلحة الكيميائية. بيد أن الأمم المتحدة أفادت في أكثر من مناسبة أن الثوار سيطروا على الكثير من مخازن الأسلحة التابعة للقوات الحكومية، لكنهم لم يصلوا الى مستودعات الأسلحة الكيميائية، وفقاً لما تعلنه السلطات السورية والمعلومات المتوافرة لدى الدول الغربية. وحققت البعثة في 16 حادثة تتضمن ادعاءات عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. ووردت هذه الإدعاءات في مراسلات وجهتها الحكومة السورية والمعارضة، الى السلطات البريطانية والفرنسية والأميركية.
موسكو
وتعليقاً على التقرير، صرح المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين بأن تقرير الخبراء الأمميين في شأن استخدام الاسلحة الكيميائية في الغوطة يؤكد أن هذه الأسلحة استخدمها مقاتلو المعارضة السورية. وقال: “ما جاء في التقرير الحالي لا يغير اقتناعنا، بل يعززه بأن من يقف وراء استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا هم المقاتلون وليس الحكومة السورية”.
من جهة أخرى، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان الخبراء الروس سيتولون نقل المواد الكيميائية السورية الى اللاذقية، وأن روسيا ستقدم وسائل النقل لذلك. وقال: “بالاضافة الى تقديم الأموال التي يحتاج اليها المجتمع الدولي الى حد كبير، نحن نعرض ايضاً مساعدات مادية وفنية محددة للمساهمة في عملية إتلاف الأسلحة الكيميائية السورية، وخصوصاً وسائل النقل وغير ذلك من المعدات اللازمة التي سترد الى سوريا قريباً”.
تساؤلات حول أهداف صفقة صواريخ سعودية ضخمة
القوات السورية تطلق عملية عدرا
أطلقت القوات السورية، أمس، عملية عسكرية ضخمة لطرد مسلحي «جبهة النصرة» من مدينة عدرا، بعد يومين من دخول المسلحين إليها وارتكابهم مجزرة فيها، فيما خطف تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) 120 كردياً في منطقة اعزاز في الشمال السوري.
في هذا الوقت، برز كلام لرئيس الاستخبارات المركزية الأميركية السابق مايكل هايدن، أمام المؤتمر السنوي السابع لخبراء مكافحة الإرهاب الذي نظمه معهد «جيمس تاون» في واشنطن، اعتبر فيه أن النزاع في سوريا يشكل تهديداً كبيراً لأمن المنطقة لدرجة أن انتصار نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد يكون أفضل نتيجة يمكن أن نأمل أن يسفر عنها النزاع.
واعتبر هايدن أن انتصار المسلحين ليس من بين النتائج المحتملة التي يتوقعها للنزاع في سوريا. وأعلن أن «الخيار المحتمل الأول هو استمرار النزاع بين السنّة والشيعة. أما الخيار الثاني فهو تفتت سوريا» وانتهاء الدولة السورية الواحدة بشكلها الذي حدده اتفاق سايكس ــ بيكو. ورأى أن تفكك سوريا قد يؤدي إلى نشر الفوضى في لبنان والأردن والعراق.
وبعد سيطرة عناصر «الجبهة الإسلامية» على مخازن السلاح ومقار تابعة لـ«المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر» على معبر باب الهوى، وما كشف عن أنها كانت تحتوي على صواريخ مضادة للطائرات والدبابات، نشرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية تقريراً حول صفقة تسليح تنوي السعودية استكمالها مع شركة أميركية، تستحوذ بموجبها على نحو 15 ألف صاروخ مضاد للدبابات، بقيمة توازي مليار دولار. إلا أنّ الإشكالية الأساسية التي يطرحها التقرير تكمن في وجهة هذه الأسلحة، المستخدمة أساساً في المعارك البرية.
ويعتبر التقرير أنه لا أحد يتوقع أن تشهد السعودية في أي وقت قريب هجوماً بالدبابات، إلا أنّ «المملكة قدمت مؤخراً طلباً ضخماً لشراء صواريخ أميركية مضادة للدبابات (من طراز «تاو» صنع شركة «ريثيون») … الأمر الذي استغربه مراقبون ودفعهم إلى التساؤل حول ما إذا كان للصفقة علاقة بالدعم السعودي للمسلحين السوريين». (تفاصيل صفحة 11)
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء السورية (سانا) إنه «بعد استطلاع دقيق وضربات نارية مركزة، بدأت وحدات من قواتنا المسلحة صباح اليوم (أمس) بتنفيذ عملية شاملة وساحقة على اتجاه عدرا في ريف دمشق، بعدما أحكمت الطوق على المنطقة، وبدأت باقتحام الأوكار والأماكن التي يتحصن فيها الإرهابيون».
وأكد المصدر أن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة مصممة على بتر يد الإرهاب الآثمة التي امتدت إلى السكان العزل في منازلهم في مدينة عدرا العمالية السكنية». وأضاف «هؤلاء التكفيريون القتلة ومشغلوهم سيدفعون ثمناً غالياً جراء ما يرتكبونه من جرائم بحق أبناء شعبنا العربي السوري».
من جهته، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيانات، إلى «اشتباكات عنيفة بين القوات السورية وقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى، في محيط مدينة عدرا العمالية»، تزامناً مع قصف القوات السورية «المناطق القريبة من المخفر والمقسم» في عدرا. وأشار إلى أن «رجلا وأفراد عائلته قتلوا بعدما رمى قنبلة على مقاتلين اقتحموا منزله في عدرا، كما قُتل مقاتلان».
وذكر «المرصد» أن «داعش خطف 120 كردياً، بينهم ست سيدات على الأقل من قرية احرص في ريف مدينة اعزاز» في محافظة حلب. وأشار إلى أن عناصر التنظيم «اقتحموا القرية، وصادروا عدداً من الأسلحة الفردية، واقتادوا المخطوفين إلى جهة مجهولة».
وأوضح أن «الجهاديين يفرضون حصاراً منذ مطلع كانون الأول على بلدتي عين العرب (كوباني) وعفرين ذات الغالبية الكردية في ريف حلب، فيما تدور اشتباكات يومية بين الطرفين في ريف مدينة تل أبيض في محافظة الرقة». وكان عناصر «داعش» قد خطفوا 50 كردياً مطلع كانون الأول الحالي في ريف حلب، فيما خُطف أكثر من 200 كردي من المحافظة ذاتها في تموز الماضي.
في هذا الوقت، حاول «الائتلاف الوطني السوري» الاستفادة من عملية سيطرة «الجبهة الإسلامية» على مستودعات الذخيرة والمقارّ التابعة لـ«رئاسة أركان الجيش الحر» على معبر باب الهوى مع تركيا. وذكرت قناة «الميادين» أن تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) اختطف أمين سر «هيئة أركان الجيش السوري الحر» عمار الواوي مع 3 من مرافقيه خلال دخولهم من تركيا إلى سوريا عبر معبر باب الهوى.
ودعا مدير مكتب رئيس «الائتلاف» منذر اقبيق، خلال اجتماع في لندن لمسؤولين في مجموعة «أصدقاء سوريا»، الدول العربية والغربية إلى تقديم دعم مالي لـ«الائتلاف» من أجل «إعادة هيكلة الجيش الحر». وأشار إلى أن مقاتلي «الجبهة الإسلامية» استولوا على ذخائر، معظمها رصاص كلاشنيكوف، بالإضافة إلى أسلحة ثقيلة. وأشار إلى أن «الائتلاف يأمل ضم الجبهة الإسلامية إلى وفده إلى جنيف 2».
وذكرت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، أن المجتمعين كرروا أنه «لا دور لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد في المرحلة المقبلة»، معتبرين أن «نظامه هو مصدر الإرهاب والتطرف في سوريا». وأكدوا أن «الهدف من اجتماع جنيف 2 هو تنفيذ حل تم التفاوض بشأنه على أساس إعلان جنيف 1 من خلال إقامة حكومة انتقالية تتمتع بكامل السلطات التنفيذية على أساس التوافق المتبادل».
(«السفير»، «سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
النظام السوري يسيطر على 90% من “النبك” بريف دمشق
دمشق- الأناضول: سيطرت قوات النظام السوري على نحو 90% من مدينة النبك، إحدى أكبر مدن منطقة القلمون، بريف دمشق، والتي تقع تحت سيطرة الجيش السوري الحر منذ 14 يوما، حيث لوحظ مغادرة عدد من الأهالي للمدينة.
وبدا واضحا في المدينة الآثار التي خلفتها المعارك، لاسيما على الأبنية السكنية، التي آثر سكان من بقي سليما منها عدم مغادرتها، وامتنعوا عن التحدث لوسائل الإعلام، خشية إلحاق الأذى بهم.
وأفاد المتحدث باسم المجلس العسكري في القلمون، مصعب أبو قتادة، في تصريح لمراسل الأناضول، أن قوات النظام هاجمت المدينة بالأسلحة الثقيلة، مدعومة بعناصر حزب الله اللبناني، وأن الهجوم أسفر عن مقتل 270 شخصا خلال 14 يوما، مشيرا أن قوات النظام ارتكبت مجزرتين في المدينة، معظم ضحاياها من الأطفال والنساء.
وأضاف “أبو قتادة” أن الجيش الحر سيعمل قريبا على بسط سيطرته الكاملة على النبك، وأن معركة القلمون بالنسبة لهم لم تبدأ بعد، مشيرا إلى أن أشهر الشتاء فرصة للجيش الحر للقيام بمزيد من العمليات، وهم مستعدون للعمل في هذه الظروف، ولفت أن “معركة تحرير القلمون بالكامل فد تستغرق أشهرا”.
المعارضة السورية تطلب مزيدا من الدعم من الخارج وتحذر من الفوضى
لندن- (رويترز): دعا زعماء المعارضة السورية الجمعة حلفاءهم الغربيين والعرب لتمويلهم لإعادة تنظيم قواتهم بعد أن استولى مقاتلون إسلاميون على بعض أسلحتهم.
وقال منذر أقبيق المسؤول الكبير في الائتلاف الوطني السوري المعارض إن الهجوم الذي شنه الإسلاميون على مخازن ومقار المجلس العسكري الأعلى التابع للمعارضة قرب الحدود التركية يسلط الضوء على ضرورة إعادة هيكلة القوات التي تحارب الرئيس بشار الأسد.
وأوقفت الولايات المتحدة وبريطانيا المساعدات غير المميتة لشمال سوريا بعد الهجوم الذي أشعل مخاوف من وصول الإمدادات في النهاية إلى جماعات غير مرغوب فيها.
ودعت المعارضة السورية إلى إمدادها بالمال لدعم قواتها خلال اجتماع في لندن للمجموعة الرئيسية في تجمع أصدقاء سوريا وهو تحالف يضم 11 دولة معارضة للأسد بينها الولايات المتحدة وبريطانيا.
وقال?? ??أقبيق للصحفيين بعد الاجتماع “نعرف أن لدينا مشكلة ونعرف أنه ليست لدينا المؤسسات العسكرية المنظمة التي نريدها. ونعرف تحديات التنظيم الفضفاض للجيش السوري الحر”.
وتابع قائلا “نحتاج إلى الدعم سواء أكان ماليا أم في شكل عتاد. هذه هي الوسيلة الوحيدة لوضع نهاية للتشرذم الجاري على الأرض”.
وردا على سؤال عما سيحدث إذا لم تعد المعارضة تنظيم قواتها قال أقبيق “فوضى كاملة. هناك أعداد كبيرة من الجماعات التي تقاتل النظام وتتقاتل مع بعضها بعضا وتقاتل القاعدة. إنها فوضى كاملة على الأرض”.
وأضاف أنه بموجب الاقتراح ستنشئ المعارضة المدعومة من الغرب وزارة للدفاع وهيكلا للقيادة ذا طابع رسمي بدرجة أكبر في محاولة لتنظيم مقاتلي المعارضة المتفرقين.
وقال إن الحصول على أموال لتوفير زي مناسب وأجور وطعام بشكل منتظم سيساعد في توحيد الجماعات التي تحارب الأسد.
وأضاف “لا يزال الأمريكيون والبريطانيون مترددين.. لا يأتون بسرعة كافية لدعم المشروع الجديد.
“سنعتمد على مصادر أخرى من الدول العربية وربما من فرنسا ولكن ليس من الأمريكيين والبريطانيين”.
وقالت إليزابيث جيجو رئيسة لجنة الشؤون الخارجية الفرنسية إن قرار الولايات المتحدة وبريطانيا وقف المساعدات غير المميتة لشمال سوريا كان “مفاجئا” لكن لا خطط لدى باريس حتى الآن لوقف إرسال المساعدات.
وقالت في مؤتمر للزعماء السياسيين في موناكو “لدينا مصلحة كبيرة في مواصلة دعم الائتلاف. السياسة الدبلوماسية الفرنسية كانت صائبة في دعمها للمعارضة منذ البداية”.
وتساءلت تقول “إذا لم ينجحوا.. ماذا سيبقى معنا؟ نظام يستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه أو الجهاديون. لا نريد لا الأول ولا الثاني”.
ونددت مجموعة أصدقاء سوريا في بيان صدر بعد اجتماعها في لندن الجمعة بهجوم المتشددين على مخازن الأسلحة.
ودعا البيان إلى وقف الاستيلاء على المساعدات المادية للمعارضة والشعب السوري.
وجدد البيان التأكيد أيضا على أنه لا يمكن أن يكون للأسد أي دور في سوريا بعد توقف القتال.
الأمم المتحدة: الكيميائي استخدم في 5 مواقع.. منظمة: اوروبا مغلقة للاجئين
مسؤول امريكي: بقاء الأسد هو السيناريو الأفضل
دمشق ـ وكالات: اعلنت الامم المتحدة انه تم استخدام الاسلحة الكيميائية في خمسة مواقع في سوريا، في وقت حذرت الولايات المتحدة من ان تراجع المقاتلين المعتدلين على الارض في مواجهة الجهاديين يطرح ‘مشكلة كبرى’.
واورد التقرير النهائي لمفتشي الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية في سوريا ‘أدلة’ او ‘معلومات جديرة بالثقة’ ترجح استخدامها في خمس مناطق هي الغوطة الشرقية وأشرفية صحنايا في ريف دمشق، وحي جوبر في شرق العاصمة، وخان العسل في ريف حلب (شمال)، ومنطقة سراقب في محافظة إدلب (شمال غرب).
ورأى التقرير ان القرائن غير كافية لتأكيد استخدام السلاح الكيميائي في منطقة البحارية قرب دمشق، وحي الشيخ مقصود في حلب.
ويوضح التقرير الذي من المقرر ان يدرسه مجلس الامن الدولي الاثنين، ان ‘اسلحة كيميائية استعملت في النزاع الدائر بين الاطراف في سوريا’، من دون ان تكون مهمته تحديد من استخدمها.
واكد التقرير ان بعثة المفتشين جمعت ‘ادلة دامغة ومقنعة حول استعمال اسلحة كيميائية ضد مدنيين، من بينهم اطفال، على نطاق تقريبا واسع في غوطة دمشق بتاريخ 21 اب/اغسطس′، وهو ما نص عليه التقرير الاولي للمفتشين في 16 ايلول/سبتمبر الماضي.
واتهمت المعارضة والدول الغربية نظام الرئيس بشار الاسد بالوقوف خلف هذا الهجوم الذي اودى بحياة المئات. ولوحت واشنطن في حينه بشن ضربة عسكرية ضد النظام ردا على هذا الهجوم، قبل التوصل مع موسكو الى اتفاق وافقت عليه دمشق، بتدمير الترسانة الكيميائية السورية.
وكان مقاتلو المعارضة يراهنون على هذه الضربة التي كان يرجح ان تضعف النظام عسكريا، ما يتيح لهم تحقيق مكاسب ميدانية على الارض.
ومنذ ذلك الحين يواجه مقاتلو المعارضة بعض التراجع مع استعادة النظام معاقل بقيت تحت سيطرتهم أشهرا طويلة، في حين تواجه صفوفهم انقسامات وتصاعدا في نفوذ المجموعات المتشددة التي تشتبك في بعض المناطق مع مقاتلي الجيش السوري الحر.
وكان آخر المعارك سيطرة مقاتلي ‘الجبهة الاسلامية’ الجمعة على معبر حدودي مع تركيا ومستودعات اسلحة تابعة لهيئة اركان الجيش الحر، ما دفع واشنطن ولندن الى تعليق مساعداتهما غير القاتلة لشمال سوريا.
والخميس، اقر وزير الدفاع الامريكي تشاك هاغل ان هذه النكسات تطرح ‘مشكلة كبرى’. وقال في مؤتمر صحافي في سنغافورة ‘اعتقد ان ما حدث في الايام الاخيرة هو انعكاس لمدى تعقد وخطورة الوضع الذي لا يمكن التنبؤ به’.
واضاف ان ‘ما حدث يطرح مشكلة كبرى وسيكون علينا معرفة كيفية معالجتها مع (رئيس هيئة اركان الجيش الحر) الجنرال سليم ادريس والمعارضة المعتدلة’، مؤكدا انه عندما ‘تتعرض المعارضة المعدلة لنكسات فهذا امر سيىء لكن هذا هو ما نواجهه’.
من جانبه قال مسؤول امريكي لفرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه ان الجبهة الاسلامية، التي تشكلت في تشرين الثاني/نوفمبر من سبع مجموعات اسلامية بارزة، استولت على ‘مجمع′ مبان للجيش السوري الحر بالقرب من الحدود التركية، وان هذا الحدث كان له ‘اثر انتقالي’ الى مراكز اخرى.
وفي سياق متصل، اعتبر المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي ايه) مايكل هايدن ان انتصار الرئيس الاسد في النزاع المستمر منذ 33 شهرا قد يكون ‘لافضل بين ثلاث سيناريوهات مرعبة’.
وقال ان احد الاحتمالات هو ان ‘ينتصر الاسد’ وقال ‘يجب ان اقول لكم انه في حال تحقق هذا الامر وهو امر مخيف اكثر مما يظهر، اميل الى الاعتقاد بان هذا الخيار سيكون الافضل بين هذه السيناريوهات المرعبة جدا جدا لنهاية الصراع. الوضع يتحول كل دقيقة الى اكثر فظاعة’.
ويستمر النزاع منذ منتصف آذار/مارس 2011 دون افق لحل، على رغم قرب انعقاد مؤتمر سلام في سويسرا في 22 كانون الثاني/يناير المقبل. الا ان مواقف النظام والمعارضة تجاه المؤتمر لا تزال شديدة التباين.
وادى النزاع الى مقتل اكثر من 126 ألف شخص وتهجير قرابة ثلاثة ملايين الى الدول المجاورة، حيث يقيمون في مخيمات تفتقر الى مقومات الحياة الكريمة، ويختبرون خلال هذه الفترة ظروفا مناخية شتوية قاسية.
واتهمت منظمة العفو الدولية الدول الاوروبية بتحصين نفسها حيال اللاجئين السوريين الذين لم تستقبل منهم ‘الا اعدادا قليلة جدا’.
واعتبر الامين العام للمنظمة سليل شطي في بيان ان ‘الاتحاد الاوروبي فشل فشلا ذريعا في القيام بدوره لاستقبال اللاجئين الذين فقدوا كل شيء ما عدا حياتهم. ان عدد اللاجئين الذين ستستقبلهم الدول الاوروبية قليل جدا’. واضاف ‘بشكل عام، يجب ان يحني القادة الاوروبيون رؤوسهم خجلا’.
من جهة اخرى، افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان السلطات قررت لاسباب ‘انسانية’، الافراج عن 366 سجينا من سجن حلب المركزي الذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ اشهر.
واوضح المرصد السوري لحقوق الانسان انه تم الخميس الافراج عن دفعة اولى عبر الهلال الاحمر، وان الذين سيفرج عنهم موقوفون لاسباب جنائية. (تفاصيل ص 4 و5)
الجربا يقيم غرفة عمليات طوارئ عسكرية بتركيا
اسطنبول ـ د ب أ: كشف مصدر سياسي في الائتلاف السوري المعارض الجمعة أن رئيس الائتلاف أحمد الجربا وقادة عسكريين وسياسيين ‘أقاموا غرفة عمليات عسكرية على الحدود السورية ـ التركية نظرا لصعوبة التطورات الميدانية في الداخل بعد أن استولى مقاتلون إسلاميون متشددون على مقر قيادة الأركان العسكرية التابعة للجيش الحر’.
وقال المصدر إنه’إلى جانب اجتماعات القيادات العسكرية في الجيش الحر مع بعضهم البعض، شارك عدد من السياسيين أيضا في جانب من تلك الاجتماعات وان الجربا تابع تلك الاجتماعات المتواصلة أولا بأول’.
وأضاف المصدر أن ‘الجربا يتابع، ويشارك في اجتماعات سورية سياسية في القاهرة بين شخصيات من كل الأطياف لأن الائتلاف هو الذي سيشكل وفد المعارضة المشارك في جنيف 2′.
ووصف المصدر ‘الاجتماعات في كل من تركيا ومصر بالماراثونية’ ، مضيفا أنه ‘يعتقد أن بين السياسيين المشاركين في اجتماعات القاهرة شخصيات من هيئة التنسيق وتيارات سياسية أخرى’.
وكان الجربا أعلن في الكويت قبل أيام أن ‘هناك جهودا لتوحيد المعارضة المسلحة على الأرض خلال الشهر الجاري بما فيها الجبهة الإسلامية’.
روسيا تتكفل بنقل الأسلحة الكيميائية السورية من المخازن الى ميناء اللاذقية
موسكو- يو بي اي: أعلنت وزارة الخارجية الروسية الجمعة أن الخبراء الروس سيتكفلون بنقل الأسلحة الكيميائية السورية من المخازن إلى ميناء اللاذقية.
ونقلت وسائل إعلام روسية، عن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف قوله الجمعة، ان الخبراء الروس سيقومون بنقل المواد الكيميائية السورية إلى نقطة التخزين في اللاذقية، وان روسيا ستقدم وسائل النقل لذلك، مضيفاً أن بعد ذلك ‘يجب أن تنقل على متن سفن إلى مكان الإتلاف’.
وأعلن أن مشاركة روسيا في عملية إتلاف الكيميائي السوري ‘ستقتصر على الدعم اللوجستي فقط’، مشيرا إلى أن روسيا لن ترسل أية قوة حفظ سلام لتأمين نقل المواد الكيميائية.
وأضاف انه يوجد هناك توزيع للوظائف بين أعضاء المجتمع الدولي، ‘فيقدم البعض الدعم اللوجستي، واخرون سفنا للنقل، وآخرون يقومون بإتلاف الترسانة الكيميائية’، معتبراًً ذلك ‘تعاونا دوليا ايجابيا’.
وأشار غاتيلوف إلى أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بحاجة إلى 150 مليون دولار لتدمير الكيميائي السوري، مضيفاً أن روسيا مستعدة لتقديم مساعدات مادية وفنية محددة للمساهمة في عملية إتلاف الأسلحة، وخاصة وسائل النقل وغير ذلك من المعدات اللازمة التي ستصل إلى سوريا قريبا.
وأكد أن كافة الخطوات الرامية إلى إتلاف الأسلحة الكيميائية يجري تنسيقها مع الحكومة السورية، مشيراً إلى أن ‘هناك قناة دائمة للاتصال بين المسؤولين السوريين وإدارة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية’.
الى ذلك قال غاتيلوف ‘هناك قضية أخرى قائمة اليوم، ألا وهي تنامي نشاط المجموعات الإرهابية التي تقاتل الحكومة في أراضي سوريا’، مشيراً إلى أن هناك ‘نحو ألف شخص من بلدان أوروبا الغربية انضموا إلى صفوف ‘القاعدة’ وغيرها من المجموعات الراديكالية’.
السوريون يعيشون بين تطرفين.. قمع النظام وسطوة الجهاديين..و’اليكسا’ جلبت لهم شدة جديدة
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’ يعيش السوريون اليوم بين تطرف من ثلاثة وجوه، الديكتاتورية، والجهادية والجو القارص. فصحيفة التايمز ركزت على الأول والثاني ـ اما صحيفة ‘غارديان’ فاختارت عنوانا ‘عصر الشدة’ في إشارة للحالة التي يواجهها السوريون في ‘مخيمات’ اللجوء في لبنان والأردن، حيث يعيش اللاجئون في ظل أجواء جوية قاسية بدون بطانيات ويسير الاطفال بدون أحذية تقيهم الصقيع والثلج.
وخصصت صحيفة ‘تايمز′ افتتاحيتها لنقد السياسة الغربية تجاه ما يجري في سوريا، في الوقت الذي انتقدت منظمة ‘أمنستي انترناشونال’ سياسة بريطانيا مع اللاجئين السوريين حيث قالت أن على بريطانيا أن تطأطئ رأسها خجلا من عدم فتح حدودها للاجئين السوريين الذين هم بحاجة ماسة للمساعدة.
وجاء في مقال ‘تايمز′ أن الهجوم الذي شنه الرئيس السوري بشار الأسد على شعبه قبل ثلاث سنوات أدى لخلق كارثة إنسانية لا يمكن لأحد تخيلها.
وقالت إن فشل الغرب في منع الأسد ووقف نزعاته الإجرامية تشير إلى أن امريكا قد تنازلت عن قيادتها. وكانت النتيجة متوقعة وأكدت أن أقوى المعارضين لنظامه الذين برزوا كانوا الإسلاميين. فقد ضيعت الإدارة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون فرصة العمل وتقوية الجماعات العلمانية المعتدلة المعارضة لنظام الأسد، وتلاشت اليوم هذه الفرصة وأصبحت بعيدة المنال. وأضافت أن ‘على الدبلوماسية الغربية التركيز على ما يمكن تحقيقه، فالخيار الأقل والأسوأ هو تمزيق معسكر الأسد البعثي من أجل عزله وخلق مساحة سياسية بين ضعفه والجماعات الجهادية المتمترسة في سورية’. وأشارت إلى التحالف الجديد وهو الجبهة الإسلامية التي يقاتل تحت رايتها أكثر من 5 آلاف مقاتل وأعلن عنها الشهر الماضي.
و’رحب الجميع بها ومن بينهم كان اللواء سليم إدريس، رئيس قيادة أركان الجيش الحر’.
وقالت الصحيفة إن إدريس شخصية معتدلة، انشق عن النظام العام الماضي ولكن موقعه ضعيف مقارنة مع التحالفات المعارضة الأخرى التي تحمل رؤية مختلفة حول سورية ما بعد الأسد.
وتقول ‘تايمز′ إن ‘الجبهة الإسلامية تدعو إلى دولة إسلامية، وهي لا تمثل القاعدة وليست مرتبطة بها، ومع ذلك تظل رؤيتها غير متوافقة فكرة التعددية وفصل الدين عن الدولة. وخلف هذه المجموعة التي تظل معتدلة هناك تقارير تتحدث عن انتهاكات ومذابح تمارسها جماعات أخرى’.
وفي المقابل تقول إن الأسد أظهر استعدادا لاستخدام أي شيء للحفاظ على نظامه القمعي، وحافظ على تماسك نظامه، فقد كان آخر انشقاق مهم من صفوفه قبل عام تقريبا.
شق النظام
وبدلا من مواجهة النظام وضربه قامت إدارة باراك أوباما التي زاوجت بين ضعف القيادة وسوء التقدير بالموافقة على تفكيك ترسانة النظام الكيميائية بدلا من معاقبته. واعتبرت أن نظام الأسد يمثل تهديدا مباشرا على الشعب السوري والمنطقة جمعاء. فالأسد ليس بحاجة لسلاح كيميائي لممارسة الإرهاب فهو يقوم به بطرق أخرى وقتل أكثر من 120 ألف سوري.
وتخلص الصحيفة إلى فشل صناع القرار في العواصم الغربية في تخفيف معاناة الشعب السوري. و ‘عليهم والحالة هذه مراجعة استراتيجيتهم والعمل على قسم النظام وشق صفوفه وحرمانه من رعاته’. ‘فلن يكون هناك أي تفاوض مع الأسد، مجرم الحرب، وقد يظهر أعضاء الحلقة المقربة منه ميلا نحو قبول الحوافز خاصة أنهم سيصبحون منبوذين حالة ظلوا متمسكين بالأسد’.
وتدعو إلى تقديم عروض لأعضاء النخبة المقربة تشمل حماية من العقوبات إن قدموا معلومات عن النظام ومن المحاكمة إن انشقوا عنه.
وقد ‘يؤدي هذا إلى دق إسفين بين النظام وداعميه من الداخل’. وتعترف الصحيفة أن هذه السياسة قد لا تنجح، خاصة أن دعم وتسليح المعارضة كان الخيار الأفضل. وبعيدا عن هذا فما يحتاجه السوريون أكثر هو التعجيل برحيل الأسد والسماح بنشوء ‘مركز′ يعبر عن نفسه.
والبديل عن هذا هو استمرار نظام منبوذ في الحكم حتى ينهار ويترك وراءه دولة فاشلة وفراغا في السلطة، وهذا سيناريو مخيف للمنطقة ويبدو أنه يقترب كما تقول.
وجاء تعليق الصحيفة في ظل تراجع التيار المعتدل المسلح وسيطرة الجبهة الإسلامية على مقار تابعة للجيش الحر ومجلسه العسكري في شمال سورية، وهو ما دعا كل من الولايات المتحدة وبريطانيا الى وقف دعم المعارضة بالمعدات غير الفتاكة، ذلك أن بعض المخازن التي نهبت وسيطر عليها المقاتلون من الجبهة تحتوي على معدات أرسلتها واشنطن ولندن.
فقد التأثير
وفي الوقت الذي نفى فيه الجيش الأخبار التي تواردت عن ‘هرب’ إدريس مؤكدة أنه موجود في تركيا ويتفاوض مع الجبهة، كما نفت أن تكون الأخيرة طردتها من مقارها ومن معبر باب الهوى، بل جاءت لنجدتها، وأيا كان الحال تقول صحيفة ‘تايمز′ في تقرير لها إن الحرب في سورية إنحدرت نحو قتال رباعي الأطراف.
مشيرة إلى تراجع تأثير الغرب على الساحة القتالية السورية، ذلك أن المشهد العسكري في سورية أصبح متداخلا ويحتوي على ولاءات متعددة ولم يعد فقط حربا بين نظام ومعارضة تريد الإطاحة به. فمن جهة تقاتل الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة النظام في محاولة لتعزيز وجودهما ورسم حدود مناطق سيطرة. وتقاتل في الوقت نفسه الجيش الحر.
وفي طرف آخر تختلف ‘الجبهة الإسلامية’ مع كل من القاعدة والجيش الحر. ويقول محللون أن التطورات وصعود كل من الدولة والجبهة الإسلامية هي ‘اخبار سيئة للجيش الحر’ حسب مايكل ستفينز من المعهد الملكي للخدمات المتحدة في قطر والذي أضاف ‘هذا الوضع يدعم فكرة ظهور الجبهة الإسلامية كجيش المعارضة القادرة على حماية خطوط الإمدادات والذي سيقوم بمواجهة الدولة الإسلامية’.
ويقول إن إدريس وإن ظل على رأس القيادة لكنه يعترف بعدم سيطرته على مناطق رئيسية، مما يظهر الحقائق على الأرض’. ويشير إلى أن الطريق إلى جنيف2 ليس واضحا حيث يحاول كل طرف ‘تحقيق إنجازات على الأرض للحصول على تنازلات سياسية من الطرف الآخر’، و’في الوقت الحالي هناك حلقة مفرغة بدون نهاية’.
يذكر أن إدريس أكد في تصريحات لشبكة ‘سي أن أن’ أنه عاد لتركيا وهو بين جنوده، فيما جددت الخارجية معلوماتها وقالت إن إدريس ذهب لقطر ثم عاد لتركيا حيث يملك منزلا لا يبعد كثيرا عن الحدود مع بلاده.
وتقول صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ إن حقيقة ما جرى في أطمة بدأت تتضح ولكنها تظهر في الوقت نفسه الطريقة التي تكافح فيها إدارة أوباما التعامل مع وضع متغير على الجبهة السورية حيث تواجه قيادة إدريس نفسها تحد من جماعات أخرى.
قصة أميرة
مظهر الشدة الثالث الذي يعاني منه السوريون هي تداعيات البرد وما جلبه إعصار ‘أليكسا’ على من يقيمون في لبنان تحديدا، وكتب في هذا السياق مايكل شين الممثل البريطاني في صحيفة ‘إندبندنت’مقالا عن الموضوع وجاء فيه ‘في هذا البلد الصغير، طفلة صغيرة تكافح، فقبل أربعة أشهر ولدت أميرة في ‘مخيم’ للاجئين في منطقة البقاع،على مساحة من القفر الآخذة بالتوسع والمحفوفة بالمخاطر، والمليئة بالأكواخ المصنوعة باليد والتي يعيش فيها السوريون الذي هم في أمس الحاجة، وأمها هي واحدة من بين أكثر من 800 ألف سوري يعيشون في داخل حدود جارة سورية الصغيرة، وهربت من القتال الكريه المشتعل هناك، حاملة معها ما تستطيع، حقيبة، كتاب’، والآن ‘يقترب البرد القارس، وبدأت العاصفة تهب على الخيمة الهشة التي تنام فيها أميرة، والمرض يحوم حولها. فقد عانت أميرة ولأسابيع من إسهال حاد، وقال الطبيب إنها تعاني من سوء تغذية. وعندما زرت لبنان قبل أسابيع، كانت مياه المجاري تسير بين الخيم الفقيرة المبللة بماء المطر والتي تفتقر للتدفئة، وبدا وزن أميرة نصف حجمها الطبيعي’. ويضيف شين ‘هناك العديد من السوريين الذين يعيشون مثل أميرة في البرد، وعددهم يصل إلى 6 ملايين في سورية والمنطقة هم بحاجة ماسة للمساعدة. وتبدو الصورة داخل سورية أكثر كآبة، فقد علق مئات الآلاف من الاطفال في المناطق التي تشهد قتالا، مقطوعة عنهم المساعدات.
وفي بلدان مثل الأردن والعراق ولبنان يعيش أكثر من مليون طفل في أوضاع ‘اشهد أنهم يعيشون في أوضاع تحطم القلب، فقد وصل الكثيرون منهم في الصيف، هربوا بملابسهم التي كانت عليهم، وفي الشتاء الماضي، تجمدت الصحراء وهبطت الحرارة فيها لست درجات تحت الصفر’.
الصدمة
وبعيدا عن الظروف التي يعيشونها، فالصدمة التي ستتركها الحرب عليهم طويلة الأمد، فقد شاهدوا العنف الرهيب، وتحدثت لبنات وأولاد شاهدوا عائلاتهم واصدقاءهم يقتلون أمامهم. فيما لم يذهب الأطفال للمدارس منذ ثلاثة سنوات ومستقبلهم أصبح في مهب الريح، والأطفال الذين خسروا كل شيء يبدو أنهم سيخسرون أكثر’.
وفي الوقت الذي تحاول فيه المنظمات الإنسانية بمن فيها منظمة الطفولة العالمية ‘يونيسيف’ المساعدة وتوفير الأغطية والملابس الشتوية والأحذية وتوفير التعليم والدعم النفسي إلا ان العدد المتزايد من اللاجئين يفاقم من أعباء هذه المؤسسات ‘وعندما كنت في لبنان تدفق أكثر من 20 ألف لاجئ في مدى أيام، وهناك 20 ألفا آخرين بحاجة ماسة للمأوى والطعام والملابس والأدوية’.
وفي الوقت الذي يدعو فيه الجميع لحل للأزمة والتأكيد على أهمية جمع كل الأطراف المتنازعة والتوصل لحل سياسي لكن ما يحتاجه السوريون الآن ‘هو حماية الأطفال وإخراجهم من البرد.. فأطفال مثل أميرة بحاجة للمساعدات وتوفير الدفء لهم وإنقاذهم من الأمراض، إنه لا يمكنهم الإنتظار’.
وعن حالة اللاجئين في البقاع نقلت صحيفة ‘غارديان’ عن عامل ميداني مع منظمة ‘انقذوا الأطفال’ ان الريح قد مزقت خيام اللاجئين، وأصبحت تنز ماء على من يحتمون داخلها. وقال إن ‘الكثير من الأطفال لا يلبسون الأحذية المناسبة، ويلبسون الشباشب، ومعظمهم في ملابس الصيف، وبعض العائلات لديها مواقد لكنها لا تستطيع الحصول على الخشب ولهذا تحرق الأكياس البلاستيكية، وهذا خطير، ولكنهم قالوا لي أمامنا خياران: التجمد حتى الموت او الإختناق بالدخان’.
عدرا السورية..الحقيقة ضائعة
تتضارب المعلومات عما يحصل في مدينة عدرا العمالية منذ يومين، والتي قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” إن “مجموعات إرهابية مسلحة تابعة لـ جبهة النصرة تسللت إليها (الأربعاء)”، مشيرةً إلى أن المجموعات “قامت بالاعتداء على السكان المدنيين العزل في منازلهم”. وهو ما دفع الجيش السوري لبدء الجمعة، حملة عسكرية لطرد مقاتلي المعارضة من المنطقة.
وقالت الوكالة، نقلاً عن مصدر عسكري، الجمعة، إنه “بعد استطلاع دقيق وضربات نارية مركزة بدأت وحدات من قواتنا المسلحة صباح اليوم (الجمعة) بتنفيذ عملية شاملة وساحقة على اتجاه عدرا بريف دمشق بعد أن أحكمت الطوق على المنطقة وبدأت باقتحام الأوكار والأماكن التي يتحصن فيها الإرهابيون”.
وأضاف المصدر “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تؤكد لأبناء شعبنا الأبي أنها مصممة على بتر يد الإرهاب الآثمة التي امتدت إلى السكان العزل الآمنين في منازلهم بمدينة عدرا العمالية السكنية”.
من جانب آخر، تناقضت روايات الناشطين حول ما حصل، إذ يقول البعض، إنه بالفعل هناك عمليات قتل ارتكبها “مقاتلون من الجبهة الإسلامية” بحق عائلات تسكن في المنطقة. وأشار الناشطون إلى أن العائلات من الأقليتين الدرزية والعلوية، فيما ينفي ناشطون آخرون صحة هذه المعلومات مستعينين بمنشورات على صفحات مؤيدة للنظام السوري على “الفايسبوك”، إحداها قالت إن عائلة علوية مكونة من أب وأم وطفلين قضت بعد أن فجّر الأب قنبلة يدوية في المنزل خشية دخول المسلحين وأخذهم أسرى.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قال في وقت سابق، الخميس، إن 15 مدنياً معظمهم من العلويين قتلوا أثناء الهجوم على المدنية، مشيراً إلى أن خمسة منهم قتلوا أثناء هجوم المسلحين على مخبز يعملون فيه وسط اشتباكات بينهم وبين قوات “الدفاع الوطني” التي تؤازر النظام لحماية المدينة، مشيراً إلى أن اشتباكات عنيفة تدور هناك بين قوات النظام والمسلحين وسط قصف يشنه النظام على المدينة.
يأتي هذا في الوقت الذي صدر التقرير النهائي لمفتشي الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيميائية في سوريا، وكشف عن أدلة أو ما وصفه بـ”معلومات جديرة بالثقة” ترجح استخدام السلاح الكيميائي في 5 مواقع، هي الغوطة الشرقية وأشرفية صحنايا في ريف دمشق، وفي حيي جوبر في دمشق وخان العسل في حلب، والموقع الأخير كان في سراقب في ريف إدلب في حين أن قرائن على استخدام السلاح الكيميائي في منطقة البحارية قرب دمشق وخي الشيخ مقصود في حلب لم تكن كافية.
ومن المفترض، أن يقوم مجلس الأمني الدولي، بدراسة التقرير الذي يقول إن بعثة المفتشين جمعت “أدلة دامغة ومقنعة حول استعمال اسلحة كيميائية ضد مدنيين، من بينهم اطفال، على نطاق تقريبا واسع في غوطة دمشق بتاريخ 21 اب/اغسطس”.
وبالتزامن، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، أن “الخبراء الروس سيقومون بنقل المواد الكيماوية السورية الى اللاذقية”.
إلى جانب ذلك، عرض غاتيلوف تقديم بلاده مساعدات مادية وفنية محددة للمساهمة في عملية إتلاف الأسلحة الكيماوية السورية، لافتاً إلى أن “منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بحاجة إلى 150 مليون دولار لتدمير الكيماوي السوري”.
واشنطن تعد ملفات لجرائم الحرب في سوريا
نصر المجالي
ايلاف
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها تعمل مع ناشطين سوريين لتجهيز ملف شامل عن انتهاكات حقوق الانسان وجرائم الحرب لتقديمها للمحاكم خلال المرحلة الانتقالية.
ودانت وزارة الخارجية الأميركية في بيانها المذابح الأخيرة التي تعرّض لها مدنيون سوريون في منطقة القلمون ومناطق أخرى.
وقالت انه “سقط عشرات المدنيين، وفي عدادهم أطفال كثر، ضحايا للعنف الوحشي، لقد أثارت غضبنا التقارير المفزعة، من بينها تقارير عن مداهمة واقتحام المنازل، والخطف، وعمليات القتل بعيدًا عن أحكام القضاء. كما ننبه ونشجب أحدث تقرير عن قتل مدنيين في منطقة عدرا”
واضافت الخارجية الاميركية: “وإذ ندين بشدة هذه الفظائع ضد المدنيين فإننا نكرر تأكيد تضامننا مع الشعب السوري. وهذا العنف هو تذكير قوي بأن المدنيين هم الذين يتحملون أكبر التضحيات في كفاحهم من أجل سوريا الحرة. فالهجمات المباشرة على المدنيين ممن لا يتورطون في أعمال حربية إنما تخالف أهم المبادئ الأساسية للكرامة والحرية من القمع الذي اتسم به نضال الشعب السوري”.
وأعادت الى الاذهان ما كانت أكدته في أوقات سابقة من أن أولئك المسؤولين عن ارتكاب الفظائع في سوريا- لا سيما أحدث أعمال العنف الآثم ضد المدنيين الأبرياء- يجب أن يُحاسبوا على أفعالهم.
آلايات قضائية
وقالت: ومن أجل تحقيق هذا الهدف فإننا نواصل العمل مع الناشطين السوريين والمجتمع المدني لتطوير فهم شامل لمختلف آليات القضاء الانتقالي، ومناقشة عمليات قضائية مستقبلية في مرحلة انتقالية، مثل محاكم العدل.
وأكدت الخارجية الاميركية انها تدعم جهود التوثيق السورية والدولية، ومن ضمنها الجهود الرامية لتدريب محققين سوريين.
ونبهت الى ان هذه الجهود مهمة من أجل بناء قاعدة معلومات وأدلة يمكن أن تسهم في ضمان العدالة والمحاسبة اللتين يستحقهما الشعب السوري، لا سيما الضحايا من أفراده.
واكدت واشنطن العزم وسنظل ملتزمين بالمساعدة لضمان أن المسؤولين عن هذه الفظائع سيخضعون للمحاسبة.
وقالت الخارجية الاميركية ان “ما يزعجنا بشكل خاص هو أن هذه الفظائع ارتُكبت في مناطق عديدة حيث منع نظام الحكم وصول المساعدات الإنسانية للسوريين الذين يعانون من هذا العنف”.
وختمت قائلة: “فالعاصفة الشتوية القاسية وأحوال الطقس البارد إنما تضيف للمصاعب التي يواجهها المحتاجون. وإننا نكرر دعواتنا للحكومة السورية والأطراف الأخرى في الصراع أن تيسّر وصول المساعدات الإنسانية لجميع من هم بحاجة إليها، وللعمل من أجل وضع حد لمعاناة الشعب السوري التي لا مبرر لها”.
الولايات المتحدة تدرس القبول بإسلاميين في القيادة العسكرية للمعارضة
بوادر صدام بين الجبهة الإسلامية وتنظيم داعش.. وواشنطن تريد استعادة معدات الأركان
واشنطن: هبة القدسي بيروت: نذير رضا
برز توتر ينذر باندلاع صراع بين الجبهة والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وسط «الانقسامات الكثيرة بين الكتائب المسلحة»، التي تفجرت أخيرا بسيطرة مقاتلي «الجبهة الإسلامية في سوريا» على مستودعات هيئة الأركان في الجيش السوري الحر.
وقال ناشطون لـ«الشرق الأوسط» إن «الجبهة الإسلامية» أمهلت تنظيم داعش حتى ظهر أمس الجمعة للإفراج عن جميع الأسرى المحتجزين لديه، ومن بينهم القائدان العام والعسكري لحركة أحرار الشام في مدينة مسكنة بريف حلب، مشيرة إلى أنه في حال الإبقاء على الأسرى والمقرات تحت سيطرة «داعش» بعد انتهاء المهلة «فسيكون ذلك دليلا على عدم الرغبة في الصلح ورفض المبادرة».
وتأتي هذه المبادرة من ضمن مبادرة أكبر، وقعها رئيس الهيئة السياسية للجبهة الإسلامية وقائد حركة أحرار الشام حسان عبود، ونشرها موقع «أخبار الآن» السوري المعارض، تقضي بإيقاف القتال مع سحب القوات العسكرية من مواقع الصدام من الطرفين، والإفراج عن الأسرى من الطرفين، وتسليم المقرات والأموال والأسلحة المغتصبة إلى أصحابها من الطرفين، والتنفيذ الفوري والإعلان عنه للبنود الثلاثة الأولى من الطرفين، والتزام القادة من الطرفين بإيجاد آلية واضحة وسريعة للتواصل بينهما عند الحاجة.
وأعلن بيان الجبهة الإسلامية أن أسرى «داعش» أطلق سراحهم بالكامل، كما حدد يوم الأحد آخر موعد للاتفاق على محكمة مستقلة في حال تم تنفيذ بنود الاتفاق من قبل «داعش».
من جانب آخر، أشار وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل إلى أن تعليق واشنطن للمساعدات غير الفتاكة للمعارضة السورية يرجع إلى سيطرة الإسلاميين المتطرفين على مخازن الأسلحة في شمال سوريا، مما يشكل عائقا أمام فرص التوصل لحل سياسي في سوريا. وقال هيغل في مؤتمر صحافي في سنغافورة «هناك فعلا عناصر خطيرة في صفوف المعارضة، وهذا ما يعقد تقديمنا الدعم لهم، ولذا قررنا وقف أي مساعدات إضافية خاصة في ما يتعلق بالأسلحة غير الفتاكة حتى نتمكن من التوصل إلى تقييم واضح بشأن ما حدث لمستودعات الأسلحة». وأضاف «إننا تقوم الآن بتقييم الأوضاع وتقييم ما حدث حتى الآن وأين نحن منه»، موضحا أنه يجب مواصلة العمل مع المعارضة المعتدلة ودفع الجهود لعقد مؤتمر جنيف في يناير (كانون الثاني) المقبل.
وفي الإطار نفسه، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي كبير أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم تحالف موسع للمعارضة السورية، والذي من الممكن أن يضم إسلاميين بشرط ألا يكونوا متحالفين مع «القاعدة»، وأن يوافقوا على دعم محادثات السلام القادمة المقرر عقدها في جنيف. وأضاف المسؤول أن الأميركيين يرغبون في أن تقوم المجموعات المنضوية تحت لواء الجبهة الإسلامية بإعادة المركبات الأميركية وأجهزة الاتصالات والمعدات غير القتالية الأخرى التي استولوا عليها نهاية الأسبوع الماضي من مخازن السلاح على الحدود السورية – التركية.
وقد دفع الاستيلاء على تلك المعدات، التي جرى توفيرها للمجلس العسكري الأعلى لمقاتلي المعارضة السورية الذي تدعمه الولايات المتحدة، الإدارة الأميركية إلى تعليق شحنات مساعدات كان من المفترض تسليمها هذا الأسبوع عبر تركيا. وقد خسر المجلس الأعلى العسكري، الذي ينضوي تحت لوائه الجيش السوري الحر وهو التنظيم العسكري الوحيد في سوريا الذي تدعمه الولايات المتحدة، الكثير من قوته وتأثيره لصالح المجموعات الإسلامية المناوئة للأسد. ومن بين تلك المجموعات الإسلامية يأتي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، الذي يتبع تنظيم القاعدة، وجبهة النصرة، وقد وضعت واشنطن كلا من التنظيمين على قائمة الجماعات الإرهابية.
ولا تنتمي الجبهة الإسلامية، التي تزداد قوة يوما بعد يوم وتضم الكثير من السلفيين الذين يسعون لإقامة دولة إسلامية في سوريا، إلى تنظيم القاعدة. ويضيف المسؤول الأميركي الكبير، الذي تحدث عن التطورات الحالية شرط عدم الكشف عن هويته، أن المحادثات التي جرت في تركيا الشهر الماضي بين المبعوث الأميركي لسوريا روبرت فورد وشخصيات بارزة في الجبهة الإسلامية «كانت غير حاسمة». ويقول قادة المعارضة إن الجبهة الإسلامية تواصل الضغط من أجل انضمامها للمجلس الأعلى العسكري، كما تريد أن تكون ممثلة في محادثات جنيف.
ويشير المسؤول الأميركي إلى أن المبعوث الأميركي لسوريا روبرت فورد سيسافر إلى تركيا بغية إجراء محادثات مع ائتلاف المعارضة السورية، وهو القيادة السياسية للمعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة، وربما يلتقي هناك بممثلين للجبهة الإسلامية. ويضيف المسؤول الأميركي «ليست لدينا مشكلة مع الجبهة الإسلامية»، لكن «ما زال العمل جاريا» بشأن أي خطوة باتجاه ضم الجبهة إلى الائتلاف المعارض المدعوم من الولايات.
وبالإضافة إلى عدم وجود أي روابط بتنظيم القاعدة، تسعى الإدارة الأميركية للحصول على تطمينات من الجبهة الإسلامية أنها ستدعم قيادة ائتلاف المعارضة السورية في مؤتمر جنيف المقرر عقده في الثاني والعشرين من يناير المقبل.
غير أن المسؤول الأميركي شدد على أنه «أيا كان ما سيحدث في ما يتعلق بالاعتراف» بالمعارضة المسلحة «فإننا نريد استعادة معداتنا. وتشمل تلك المعدات مركبات وأجهزة اتصالات ومعدات طبية، حيث إنها جزء من برنامج مساعدات تديره وزارة الخارجية الأميركية، يقضي بإرسال إمدادات أميركية غير قتالية إلى المجلس العسكري الأعلى. كما تدير وكالة الاستخبارات الأميركية (CIA) برنامجا آخر لتوزيع الأسلحة الصغيرة والذخيرة على مقاتلي المعارضة.
إعادة فرز للتشكيلات المقاتلة في سوريا بين المتشددين والمعتدلين والعلمانيين
«داعش» أكثر تنظيما وتماسكا
بيروت: «الشرق الأوسط»
يتخوف المعارضون في شمال سوريا من تفكيك هيئة الأركان في الجيش السوري الحر، حيث تقود مؤشرات الانقسام إلى إعادة تجميع الكتائب المقاتلة في ثلاث كتل رئيسة، أولاها وأكبرها كتلة الجبهات الإسلامية المعتدلة، وثانيتها كتلة المتشددين، والثالثة هي كتلة الجيش الحر التي تضم علمانيين يقاتلون ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
تعد الجبهة الإسلامية التي تشكلت قبل عشرين يوما أكبر تجمع للقوى الإسلامية المسلحة في سوريا. وقد أعلنت الجبهة في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) انسحابها من هيئة الأركان بسبب ما سمته «تبعية هيئة الأركان للائتلاف الوطني وعدم تمثيليتها».
وينظر قياديون في المعارضة المسلحة شمال سوريا إلى تزايد التقسيمات في الكتائب المقاتلة إلى الأرض، بريبة. ويقول ضابط في الجيش الحر إن المشهد الآن «بات على شاكلة فسيفساء مناطقية تشبه ما كان في لبنان أيام الحرب الأهلية، إذ بات بعض القياديين في المناطق أمراء حرب، لا شيء يجمعهم»، مستغربا في حديث لـ«الشرق الأوسط» ظاهرة «تصفية الحسابات والقتال بهدف السيطرة على المناطق، وهو ما لم يكن قائما قبل شهرين».
ويقول الضابط الذي رفض الكشف عن اسمه لحساسية الوضع في الشمال، إن التقسيم والتوحد «يؤشر إلى إعادة فرز جديدة للتشكيلات المقاتلة وفق ثلاثة مستويات هي كتائب إسلامية معتدلة، وأخرى متشددة، وأخرى علمانية تابعة للجيش السوري الحر الذي بات أقل تمثيلا في ظل سيطرة المتشددين المنظمين على المناطق». ويوضح أن الجهة الإسلامية المعتدلة «تضم ألوية صقور الشام، جيش الإسلام، لواء التوحيد، وكتائب ولواء الحق». أما الكتائب المتشددة فتضم «الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وبعض الكتائب التي تضم مقاتلين مهاجرين»، فيما تبقى الكتائب المعتدلة التي «تضم مقاتلي وفضائل الجيش الحر، وبعض الكتائب التي استحدثت عند توحيد الفصائل ضمن هيئة الأركان العام الماضي، مثل كتائب شهداء سوريا في إدلب وغيرها».
وتعد كتاب «أحرار الشام» من أبرز الفصائل الموجودة على الأرض، والمنتشرة على نطاق واسع، بحسب الضابط الذي أكد أن مركز قوتها «بات في إدلب وحلب».
على الجانب الآخر، وبعد توحدها لتضم أكبر الفصائل الموجودة، يقول الضابط إن «الجبهة الإسلامية» باتت «أكثر الفصائل انتشارا وحيثية في الميدان»، مشيرا إلى تنازع «داعش» في بسط النفوذ في المدن التي تسيطر عليها المعارضة. وتسيطر الفصائل المنضوية تحت شعار الجبهة على معبر «باب الهوى» الحدودي مع تركيا، بعدما كانت تسيطر عليها «كتائب الفاروق» بالاشتراك مع لواء «رجال الله الشمال».
وينظر المعارضون إلى «داعش» على أنها الأكثر تنظيما وتماسكا، وتعمل في إطار عمل جماعي، واستولت على مختلف نطاق نفوذ الجيش السوري الحر، باستثناء المعابر الحدودية من تركيا، كي لا يؤدي ذلك إلى إغلاقها. ويشير ناشطون في الشمال إلى أن عناصر «داعش» يوجدون «في كل أنحاء سوريا، ولهم نفوذ في غالبية المناطق في الشمال، أبرزها حلب، قبل أن تتقدموا باتجاه إدلب وريف اللاذقية». ويقول مصدر بارز في المعارضة المسلحة في اللاذقية لـ«الشرق الأوسط» إن مقاتلي داعش «تقدموا باتجاه جبل الزاوية في إدلب أخيرا، كما أقاموا نقطة لهم كبيرة في منطقة الناجية في جبل التركمان، وأنشأوا فيها محكمة شرعية».
وقبل أيام، أعلن عن تشكيل جديد أطلق عليه «جبهة ثوار سوريا» ضم مجموعة من الكتائب الصغيرة، ليزيد انشقاقا على انقسامات لم تعد تحصى وتتغير باستمرار. ويقر قائد لواء الشام سليم الحجازي بتراجع موقف هيئة الأركان، علما بأن لواءه الذي يقاتل خصوصا في منطقة دمشق لا يزال منضويا تحت لواء الجيش الحر.
وتضم جبهة ثوار سوريا «كتائب شهداء سوريا»، و«المجلس العسكري في إدلب» و«المجلس العسكري في المعرة»، فضلا عن لواء معارض كبير من حلب، انشق عن لواء «أحفاد الرسول». ويعد الناطق باسم المجلس العسكري الأعلى في الجيش الحر قاسم سعد الدين، من أبرز قياديي الجبهة.
سجن حلب المركزي.. «غرف انتظار الطعام والموت»
150 غراما من الطحين لكل نزيل في المبنى المحاصر بعد توقف وجبات الطعام
بيروت: كارولين عاكوم
لا تختلف حياة الموقوفين في سجن حلب المركزي عن حياة السوريين النازحين الذين يعيشون في الخيم أو العراء في مهب عاصفة «أليكسا» وبردها القارس.
في «غرف انتظار الطعام أو الموت» هذه، حيث يصل معدل الوفاة إلى حالتين كل ثلاثة أيام بسبب المرض والأوضاع الصحية، كما يقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، لـ«الشرق الأوسط»، جاء البرد ليضاعف المعاناة ولا سيما في ظل غياب وسائل التدفئة والغذاء الكافي لنحو 4500 سجين.
وبعد المعلومات وصرخات الاستغاثة التي أطلقت في اليومين الأخيرين إثر الإعلان عن وفاة 13 سجينا، بسبب البرد، وفق مصادر معارضة، أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) أمس، أن «الجهات المختصة أخلت سبيل 366 سجينا من نزلاء سجن حلب المركزي تنفيذا لقرار اللجنتين القضائيتين الخاصتين المشكلتين بناء على توجيهات وزير العدل بإعادة دراسة أوضاع نزلاء السجن من الناحية الإنسانية نتيجة حصار الإرهابيين له»، بينما نفى رامي عبد الرحمن تنفيذ هذا القرار، مؤكدا أن عدد المفرج عنهم لم يتخط حتى مساء أمس عشرة أشخاص، وهم في معظمهم من المسجونين لأسباب جنائية وليس سياسية، وهذا ما أكده ياسر النجار، عضو المجلس الأعلى لقيادة الثورة في حلب.
وفي حين دحض عبد الرحمن المعلومات التي أشارت إلى وفاة 13 سجينا نتيجة البرد، في اليومين الماضيين، أكدت الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، في بيان لها، أمس، أن ستة سجناء في سجن حلب المركزي قد قضوا نتيجة البرد الشديد خلال اليومين الماضيين ليرتفع عدد القتلى إلى 13 سجينا خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط بعدما قامت سلطات السجن بإطلاق النار منذ يومين على السجناء في الجناح السياسي فقتل سبعة منهم على الفور وجرح عشرة آخرون حالة معظمهم خطيرة.
من جهته، أكد النجار تسجيل 13 حالة وفاة في سجن حلب الأيام القليلة الماضية، مشيرا إلى أن نزلاء سجن حلب يعانون «من قلة المؤن»، بسبب غياب الغذاء ووسائل التدفئة. وأوضح في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن سجن حلب محاصر من الجهاديين والمقاتلين ولا سيما جبهة «أحرار الشام»، منذ أكثر من سنة، كغيره من المقرات العسكرية الموجودة ضمن نطاق المناطق التي سيطرت المعارضة عليها، مشيرا إلى أن إيصال الطعام إلى السجناء يجري عبر وساطة الهلال الأحمر، لكن منذ أربعة أشهر اعتمدت اتفاقات أطلق عليها تسمية «صفقات غذائية» يجري خلالها السماح بإدخال الطعام إلى السجناء مقابل الإفراج عن عدد منهم، لا يتجاوز في كل مرة أصابع اليد الواحدة.
ولفتت «الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان» إلى أنه، نتيجة لصعوبة وصول الإمدادات الغذائية إلى السجن بسبب العمليات العسكرية في محيطه، تفاقم سوء الأوضاع الإنسانية للسجناء بشكل كبير منذ إعلان الجيش الحر في بداية شهر أبريل (نيسان) الماضي بدء معركة تحرير السجن، وقد قامت القوات الحكومية في 22 مايو (أيار) الماضي بقصف مركز للسجن وأدى ذلك لمقتل 60 سجينا وجرح أكثر من 100 آخرين قضى معظمهم لاحقا نتيجة لانعدام الرعاية الطبية بشكل كامل وقامت سلطات السجن بدفن الجثث في مقبرة جماعية في باحة السجن.
وعبرت «الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان» عن قلقها الشديد إزاء ما يتهدد مصير الآلاف من السجناء داخل السجن المركزي في حلب، محملة النظام السوري بأركانه الأمنية والعسكرية المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة هؤلاء المعتقلين، وناشدت المنظمات الدولية الإنسانية وبشكل خاص اللجنة الدولية للصليب الأحمر التدخل العاجل لإنقاذ حياة الآلاف من المعتقلين الذين يواجهون خطر الموت بشكل يومي.
ويقع سجن حلب المركزي على أطراف مدينة حلب، وهو سجن مدني يتبع رسميا لوزارة الداخلية، ويضم ما يقارب 4500 سجين، بينهم سجناء سياسيون ومنشقون عسكريون، لكن تقريرا أصدره الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، منذ شهرين تقريبا، أطلق عليه تسمية «غرف انتظار الموت»، قال إن السجن تحول إلى معقل للجيش والشبيحة، ثم تحول معتقلا للسجناء السياسيين منذ أن بدأت معارك تحرير حلب، وقتل فيه وأعدم ما يقارب 150 سجينا بالرصاص أو بالتعذيب، كما مات فيه عشرات المرضى لقلة الدواء والغذاء.
ويضم السجن المركزي في حلب الذي يتبع إداريا لوزارة الداخلية أكثر من 4500 سجين يعيشون ظروفا صعبة في ظل ما قالت الرابطة السورية لحقوق الإنسان إنه «السياسة التي تنتهجها إدارة السجن في معاملة السجناء، من قتل عشوائي وإعدامات ميدانية وتعذيب وتجويع ممنهج وإهمال طبي متعمد أدى لوفاة العشرات منهم». وأشارت الرابطة إلى أن معظم السجناء باتوا يقبعون شبه عراة وذلك بعد اضطرارهم لحرق ملابسهم وبطانياتهم للقيام بخبز مخصصاتهم من الطحين الذي يوزع عليهم بمعدل 150 غراما للفرد يوميا عوضا عن الطعام، الأمر الذي ترك السجناء فريسة للبرد الشديد والأمراض المزمنة حيث وصل عدد الإصابات بمرض السل إلى 400 حالة تنتظر الموت ببطء نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من إدارة السجن.
وكان الائتلاف الوطني أشار في تقريره إلى تراجع وصول المعونات الغذائية إلى السجن وتخفيض الطعام من وجبتين لوجبة واحدة، في الأشهر الأخيرة إضافة إلى توقيف أدوية الأمراض المزمنة وعرض الموقوفين على المحاكم وعدم إخراج من أنهى مدة سجنه من السجن، لافتا إلى أنه مع بداية الشهر الرابع من 2013، وإعلان معركة تحرير السجن التي جاءت ردا على جرائم الجيش الموجود في السجن بحق القرى والمناطق المجاورة من قصف وقنص، بدأت مرحلة جديدة حيث توقفت إدارة السجن عن توزيع مادة الخبز واكتفي بكأس من الأرز المسلوق. ومع مرور الأيام حرم السجناء من الطعام، ومنحوا بدلا من ذلك حفنة طحين يومية.
سفراء «أصدقاء سوريا» يؤكدون أنه لا مكان للأسد في العملية الانتقالية
أكدوا أن نظامه «المصدر الرئيس للإرهاب والتطرف» في البلاد
لندن: «الشرق الأوسط»
أيدت نواة «مجموعة أصدقاء سوريا»، إثر اجتماع لها أمس في لندن، قرار «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة» و«المجلس العسكري الأعلى» المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، بهدف إنشاء «هيئة حكومية انتقالية تتمتع بكل السلطات التنفيذية»، من دون أن يكون للرئيس السوري بشار الأسد «أي دور» لأن «نظامه هو المصدر الرئيس للإرهاب والتطرف» في البلاد. وإثر اجتماع استضافته العاصمة البريطانية لمسؤولين رفيعي المستوى مما بات يسمى «مجموعة لندن 11»، وهي نواة «مجموعة أصدقاء سوريا»، مع عدد من زعماء «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية»، وفي ختام اللقاء أصدر المجتمعون بيانا أشاد بالدول الإقليمية التي تستضيف عددا كبيرا من اللاجئين و«تتحمل عبئا هائلا». وأكد أن «الغاية من مؤتمر (جنيف 2) هي تنفيذ حل تفاوضي على أساس بيان جنيف» الذي أصدر في 30 يونيو (حزيران) 2012، من خلال إنشاء «هيئة حكومية انتقالية تتمتع بكل السلطات التنفيذية يجري التوافق عليها» بين الأطراف. واعتبر أن «هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء النزاع»، مؤكدا أن الرئيس السوري بشار الأسد «لن يكون له دور في سوريا، لأن نظامه هو المصدر الرئيس للإرهاب والتطرف» في البلاد.
وإذ رحب بإعلان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عقد مؤتمر «جنيف 2» في 22 يناير (كانون الثاني) 2014، أكد أنه «يصادق كليا على قرار الائتلاف الوطني والمجلس العسكري الأعلى المشاركة في عملية جنيف 2»، مضيفا أن «الطريقة الوحيدة للمضي إلى الأمام» تتمثل في «التزام الائتلاف الوطني مستقبلا تعدديا وديمقراطيا لسوريا، والمحافظة على سلامة أراضيها ورفض التطرف». وشدد على «الدعم القوي لقيادة الائتلاف الوطني» التي ستشكل «القلب والقيادة للمعارضة في وفدها إلى (جنيف 2)»، داعيا الائتلاف والمجلس العسكري إلى «ضمان أن تكون تشكيلة الوفد إلى جنيف تمثيلية وتضم نساء». ورفض «ادعاء الأسد أن خياره الوحيد هو هزيمة المتطرفين» ذلك أن «تصميمه على التمسك بالسلطة، ووحشية النظام، يقويان التطرف».
ونبه إلى أن «صعود التطرف يشكل خطرا علينا جميعا»، معبرا عن «القلق من تنامي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة وكل الجماعات التي ترفض القيم الديمقراطية للثورة». وأضاف أن هذه الجماعات «تقوض عملية (جنيف 2) وتهدد وحدة أراضي سوريا وكذلك الأمن الإقليمي والدولي». وطالب إيران وحزب الله وكل المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية بـ«الانسحاب» من سوريا. ورأى أن «أفضل حماية من التطرف تتمثل في دعم أولئك الذين يدعمون الرؤية التي وضعت في اسطنبول: الديمقراطية، التعددية ورفض التطرف»، معتبرا أن الائتلاف الوطني والمجلس العسكري في مقدمة هؤلاء.
مجزرة جديدة في النبك والمعارضة تحذّر من فوضى كاملة
9 أطفال سوريين يموتون برداً
(ا ف ب، رويترز، يو بي أي، العربية، الجزيرة، “المستقبل”)
قضى في المناطق المحاصرة من سوريا تسعة أطفال أمس بسبب الصقيع والثلوج، مع اكتشاف 20 جثة متفحمة في النبك، فيما حذرت المعارضة السورية حلفاءها في اجتماع عُقد في لندن، من “فوضى كاملة” في حال لم تتلق ما يساعدها لإعادة تنظيم قواتها.
فقد تسبب الصقيع والثلوج في المناطق المحاصرة في سوريا بمقتل تسعة أطفال في مناطق تسيطر عليها المعارضة، فيما تفتقر مناطق ريف دمشق وريف حمص لأبسط المقومات لمقاومة البرد من تدفئة إلى طعام وصولاً إلى الأدوية.
وفي ظل استمرار موجة البرد والصقيع، وجه ائتلاف المعارضة نداء عاجلاً للمنظمات الدولية لإنقاذ النازحين واللاجئين السوريين من العاصفة الثلجية القاسية التي تجتاح المنطقة.
ودفعت الظروف المناخية الصعبة إلى تأجيل بدء رحلات الجسر الجوي لمساعدات الأمم المتحدة المخصصة للاجئين في شمال سوريا انطلاقاً من العراق، لليوم الثاني على التوالي.
يأتي ذلك في وقت اتهم ناشطون النظام السوري بالاستهتار بالأزمة الإنسانية، كما اتهمت منظمة العفو الدولية دول الاتحاد الأوروبي بتحصين نفسها حيال اللاجئين، محذرة من تدهور سريع بأوضاعهم، لا سيما في الدول المجاورة لسوريا، خصوصاً في فصل الشتاء.
ووثقت لجان التنسيق المحلية حتى الآن مقتل تسعة أطفال قضوا بسبب البرد، منهم أربعة حديثو الولادة قضوا في جرابلس في ريف حلب، وطفل في حي الميسر إثر العاصفة الثلجية التي تضرب معظم الأراضي السورية.
وفي محافظة حمص، كانت العاصفة الثلجية سبباً في مقتل ثلاثة أطفال، اثنان في الحولة في ريف حمص وطفلة في حي الوعر.
فصل جديد من فصول معاناة السوريين دفع الناشطين إلى اتهام النظام السوري مجدداً بالاستهتار بالأزمة الإنسانية واستخدامها للضغط عليهم، في وقت لا يزال المجتمع الدولي عاجزاً عن فرض ممرات إنسانية آمنة للمدنيين، وعاجزاً أمام تدفق اللاجئين، لا سيما إلى الدول المجاورة التي تشهد الحال نفسها.
أزمة دعت منظمة العفو الدولية للإشارة إلى أكثر من مليوني لاجئ سوري مقيمين في دول مجاورة يعانون تدهوراً سريعاً في ظروفهم المعيشية مع قدوم فصل الشتاء، كما اتهمت المنظمة الدول الأوروبية بتحصين نفسها حيال اللاجئين السوريين مع عرضها استقبال 12 ألف لاجئ فقط حتى نهاية العام القادم.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأنه عُثر على نحو 20 جثة محروقة ومتفحمة في قبو سكني في مدينة النبك التابعة لمنطقة القلمون في ريف دمشق.
وفي بيان أصدرته قالت الهيئة إن مراسلها في النبك أكد العثور على نحو 20 جثة محروقة ومتفحمة في أحد الأقبية في شارع الأمين في المدينة التي سيطر جيش النظام السوري عليها قبل أيام بعد خروج مقاتلي المعارضة منها.
وأشارت الهيئة إلى أن الجثث التي عُثر عليها “منها ما جرى توثيقه بالاسم، فيما لم يُوثق بعضها بسبب تفحّم الجثث”. وأوردت أسماء 14 شخصاً من القتلى، معظمهم من النساء والأطفال.
ودعا زعماء المعارضة السورية أمس حلفاءهم الغربيين والعرب لتمويلهم لإعادة تنظيم قواتهم بعد أن استولى مقاتلون إسلاميون على بعض أسلحتهم. وقال منذر أقبيق المسؤول الكبير في الائتلاف الوطني السوري المعارض إن الهجوم الذي شنه الإسلاميون على مخازن ومقار المجلس العسكري الأعلى التابع للمعارضة قرب الحدود التركية يسلط الضوء على ضرورة إعادة هيكلة القوات التي تحارب بشار الأسد. وأوقفت الولايات المتحدة وبريطانيا المساعدات غير المميتة لشمال سوريا بعد الهجوم الذي أشعل مخاوف من وصول الإمدادات في النهاية إلى جماعات غير مرغوب فيها.
ودعت المعارضة السورية إلى إمدادها بالمال لدعم قواتها خلال اجتماع في لندن للمجموعة الرئيسية في تجمع أصدقاء سوريا وهو تحالف يضم 11 دولة معارضة للأسد بينها الولايات المتحدة وبريطانيا. وقال أقبيق للصحافيين بعد الاجتماع “نعرف أن لدينا مشكلة ونعرف أنه ليست لدينا المؤسسات العسكرية المنظمة التي نريدها. ونعرف تحديات التنظيم الفضفاض للجيش السوري الحر”. وتابع قائلاً “نحتاج إلى الدعم سواء أكان مالياً أم في شكل عتاد، هذه هي الوسيلة الوحيدة لوضع نهاية للتشرذم الجاري على الأرض”.
ورداً على سؤال عما سيحدث إذا لم تعد المعارضة تنظيم قواتها قال أقبيق “فوضى كاملة. هناك أعداد كبيرة من الجماعات التي تقاتل النظام وتتقاتل مع بعضها بعضاً وتقاتل القاعدة. إنها فوضى كاملة على الأرض”. وأضاف أنه بموجب الاقتراح ستنشئ المعارضة المدعومة من الغرب وزارة للدفاع وهيكلاً للقيادة ذا طابع رسمي بدرجة أكبر في محاولة لتنظيم مقاتلي المعارضة المتفرقين.
وقال إن الحصول على أموال لتوفير زي مناسب وأجور وطعام بشكل منتظم سيساعد في توحيد الجماعات التي تحارب الأسد. وأضاف “لا يزال الأميركيون والبريطانيون مترددين.. لا يأتون بسرعة كافية لدعم المشروع الجديد، سنعتمد على مصادر أخرى من الدول العربية وربما من فرنسا ولكن ليس من الأميركيين والبريطانيين”.
وقالت إليزابيث جيجو رئيسة لجنة الشؤون الخارجية الفرنسية إن قرار الولايات المتحدة وبريطانيا وقف المساعدات غير المميتة لشمال سوريا كان “مفاجئاً” لكن لا خطط لدى باريس حتى الآن لوقف إرسال المساعدات.
وقالت في مؤتمر للزعماء السياسيين في موناكو “لدينا مصلحة كبيرة في مواصلة دعم الائتلاف. السياسة الديبلوماسية الفرنسية كانت صائبة في دعمها للمعارضة منذ البداية”.
وتساءلت تقول “إذا لم ينجحوا.. ماذا سيبقى معنا؟ نظام يستخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه أو الجهاديون. لا نريد لا الأول ولا الثاني”. ونددت مجموعة أصدقاء سوريا في بيان صدر بعد اجتماعها في لندن أمس بهجوم المتشددين على مخازن الأسلحة.
وتعهد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل بمواصلة بلاده دعمَ الجيش السوري الحر والمعارضة السورية المعتدلة، وذلك عقب يوم من تعليق واشنطن ولندن مساعداتهما غير المميتة لشمال سوريا.
وقال هيغل في مؤتمر صحافي بوزارة الدفاع الأميركية إن ما حدث في اليومين الماضيين يعكس بوضوح مدى تعقد هذا الوضع وخطورته وصعوبة التنبؤ به، مشيرا إلى أن واشنطن “ما زالت تدعم (قائد الجيش السوري الحر) سليم إدريس وستواصل تقديم المساعدات الإنسانية”.
وقال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس، إن التقرير الدولي يؤكد استخدام أسلحة كيميائية بسوريا، وتابع أن الجهود الدولية ادت لتدمير المواقع الكيميائية في سوريا وعلى الأسرة الدولية محاسبة الاطراف المسؤولة عن استخدام الكيميائي. اهيب بكافة الاطراف لوقف القتال والذهاب للحل السلمي في سوريا.
وقال التقرير النهائي لتحقيق للأمم المتحدة الذي نشر الخميس إن خبراء وجدوا أدلة على أنه تم على الأرجح استعمال أسلحة كيميائية في خمس من سبع هجمات قام خبراء للمنظمة الدولية بالتحقيق فيها في سوريا.
وقال محققو الأمم المتحدة ان غاز الأعصاب المميت السارين استخدم على الأرجح في اربعة حوادث وفي أحدها على نطاق واسع.
ولاحظ التقرير أنه في حالات عدة كان بين الضحايا جنود ومدنيون ولكن لم يكن ممكنا دائما إثبات أي صلات مباشرة على وجه اليقين بين الهجمات والضحايا والمواقع المزعومة للحوادث.
وقال التقرير الختامي لكبير محققي الأمم المتحدة آكي سيلستروم “خلصت بعثة الأمم المتحدة إلى أن أسلحة كيميائية استخدمت في الصراع الدائر بين الأطراف في الجمهورية العربية السورية”.
البرد يقتل 11 طفلا سوريا بالداخل والجوار
لقي أكثر من عشرين سورياً، غالبيتهم أطفال، مصرعهم جراء العاصفة الثلجية في سوريا ودول الجوار، وبينما دعت منظمة التعاون الإسلامي المنظمات الإغاثية إلى سرعة التحرك لمواجهة موجة البرد في المخيمات السورية، اتهمت منظمة العفو الدولية الدول الأوروبية بتحصين نفسها تجنبا لتدفق اللاجئين السوريين الذين لن تستقبل منهم “إلا أعدادا قليلة جدا”.
وزادت موجة الثلوج والصقيع من معاناة نحو 2.3 مليون لاجئ سوري بدول الجوار خاصة الأردن ولبنان وتركيا، وفاقم البرد القارس من أزمة 6.5 ملايين نازح داخل الأراضي السورية، تشردوا جراء القصف والمعارك بمناطقهم، وفق أرقام المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
أطفال
وارتفعت حصيلة الوفيات بين السوريين النازحين في بلادهم واللاجئين ببلدان مجاورة بسبب العاصفة الثلجية التي تضرب المنطقة إلى أكثر من عشرين.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ستة أطفال حديثي الولادة وسيدة مسنة توفوا في مخيمات النزوح واللجوء بسوريا وتركيا، منهم أربعة أطفال توفوا بمخيم للنازحين في بلدة جرابلس قرب مدينة منبج بمحافظة حلب قرب الحدود مع تركيا.
وتوفي طفلان آخران بمخيم “أورفة1” في تركيا جراء البرد واستمرار انقطاع الكهرباء، كما توفيت سيدة مسنة في مخيم الجولان في إدلب إثر انهيار خيام تحت الثلج.
وأعلن الائتلاف الوطني السوري وفاة طفل رضيع بحلب بسبب البرد، إلى جانب وفاة طفلة في الرستن بحمص، وذكرت تقارير أن لاجئيْن سوريين اثنين توفيا في لبنان بسبب البرد أيضا.
ويواجه النازحون من ريف حلب واحدة من أقسى العواصف الثلجية، ودفعت هذه الظروف اللاجئين والنازحين إلى توجيه نداء استغاثة عاجلة لإنقاذهم وإنقاذ أطفالهم.
وفي لبنان، قال مراسل الجزيرة إن طفلاً لقي مصرعه في بلدة أكروم، بشمالي لبنان، في حين يعاني اللاجئون في مخيمات عشوائية بمناطق البقاع أوضاعاً إنسانية صعبة في ظل شح بالمساعدات وعجز حكومي.
سرعة التحرك
في هذه الأثناء، دعت منظمة التعاون الإسلامي المنظمات الإغاثية إلى سرعة التحرك لمواجهة موجة البرد في المخيمات السورية.
وقال لطفي السيد -من هيئة الإغاثة الإسلامية في بريطانيا، ومدير ورشة عقدت في إسطنبول الجمعة على هامش مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي الخامس للمنظمات الإنسانية- إن المنظمات المشاركة مطالبة بسرعة الاستجابة لاحتواء سوء الأوضاع الجوية التي يتعرض لها اللاجئون السوريون جراء موجة الصقيع التي تضرب المنطقة.
من جانبه، قال عطاء المنان بخيت -الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي- إن الأزمة السورية تزداد تعقيدا، لافتا إلى أن الجهود الدولية المبذولة لاحتواء الأزمة الإنسانية في داخل سوريا وخارجها بدأت تتقلص عما كانت عليه في السابق في ظل تزايد عدد اللاجئين.
وقد اتهمت منظمة العفو الدولية الجمعة الدول الأوروبية بتحصين نفسها تجنبا لتدفق لاجئي سوريا، الذين لن تستقبل منهم “إلا أعدادا قليلة جدا”، واعتبر الأمين العام للمنظمة سليل شتي في بيان أن “الاتحاد الأوروبي فشل فشلا ذريعا في القيام بدوره في استقبال اللاجئين السوريين الذين فقدوا كل شيء”.
وقالت المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان إن أعضاء الاتحاد الأوروبي اقترحوا فتح أبوابهم لحوالي 12 ألف لاجئ سوري، من بين الأكثر فقرا الذين فروا من سوريا، أي 0.5% فقط من أصل 2.3 مليون لاجئ فروا من بلادهم.
وأوضحت أيضا أنه مع اقتراب الشتاء فإن شروط الحياة لحوالي 2.2 مليون لاجئ مقيمين بالدول المجاورة لسوريا “تتدهور سريعا” مشيرة إلى أن التخاذل الأوروبي يدفع بعض اللاجئين للسفر على نفقته الخاصة عن طريق البحر.
معارك عنيفة والنظام يبدأ حملة لاستعادة عدرا
استمرت الاشتباكات بين قوات النظام السوري وكتائب المعارضة في أنحاء متفرقة من سوريا، أعنفها في عدرا العمالية شمال شرق العاصمة دمشق والتي بدأت قوات النظام حملة عسكرية لاستعادتها، في حين بث ناشطون صور المزيد من الجثث المتفحمة في النبك بريف دمشق.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية مدعومة بما يسمى قوات جيش الدفاع الوطني من جهة, ومقاتلين من كتائب المعارضة المسلحة من جهة أخرى في محيط عدرا.
يأتي ذلك مع قصف قوات النظام المناطق القريبة من المخفر والمقسم في عدرا ضمن حملة لاستعادة المدينة والتي استولت عليها قوات المعارضة قبل يومين.
وتسببت الغارات الجوية المكثفة إلى مقتل وإصابة العشرات بالمدينة، كما أدت إلى نزوح عشرات السكان منها.
ونفى ناشطون سوريون مقتل مدنيين على أيدي كتائب المعارضة في عدرا العمالية, وقالوا إن القتلى من عناصر اللجان الشعبية التي تقاتل إلى جانب قوات النظام، وإنهم قتلوا في اشتباكات.
وكان المرصد السوري قال إن مقاتلين إسلاميين أعدموا 15 مدنيا من أبناء الطائفتين العلوية والدروز في المدينة.
وتقع عدرا على بعد نحو عشرين كيلومترا شمال شرقي دمشق، ويقطنها نحو مائة ألف شخص هم خليط من السنة والعلويين والدروز والمسيحيين.
وكان مقاتلون من كتائب المعارضة دخلوا المدينة الأربعاء حيث هاجموا مراكز عسكرية، في معارك أدت لمقتل 18 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، وفق المرصد السوري.
وتأتي هذه المعارك في وقت حقق فيه النظام خلال الأشهر الماضية في ريف دمشق تقدما، مع استعادته السيطرة على عدد من معاقل مقاتلي المعارضة بهذه المناطق, لا سيما جنوب العاصمة وفي منطقة القلمون الإستراتيجية الحدودية مع لبنان على الطريق الدولي بين دمشق وحمص.
قصف واشتباكات
من جهة أخرى وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط خمسة قتلى نتيجة قصف القوات النظامية مناطق في بلدة سحم الجولان في ريف القنيطرة بينهم مقاتل وطفلان، كما أفاد بسقوط عدة قذائف على مناطق في محيط ساحة الأمويين في وسط دمشق.
وشهدت دير الزور اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية بالريف الغربي للمدينة، وفق المرصد الذي أكد مصرع ما لا يقل عن ثمانية مقاتلين من “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
وأوضح المرصد أن مقاتليْن فجرا نفسهما بسيارتين مفخختين على حاجزين للقوات النظامية بالمنطقة أمس الخميس، مما أدى لمقتل وجرح نحو ثلاثين عنصرا من القوات النظامية.
وكان مقاتلو المعارضة قد هاجموا الأيام القليلة الماضية عددا من الحواجز العسكرية بريف حماة، وسيطروا على بعضها.
وفي درعا، هاجم مقاتلو المعارضة الحاجز الرباعي بمنطقة الجيدور ودمروا دبابتيْن بصواريخ “كونكورز” وفق شبكة شام، بينما أشار المرصد إلى خسائر بصفوف القوة المتمركزة بالحاجز. كما دمر الجيش الحر دبابة بمحيط بلدة إنخل.
مظاهرات
وقد خرجت مظاهرات أمس الجمعة في عدة مناطق بسوريا دعت إلى ضرورة تجاوز الكتائب المقاتلة لخلافاتها، والتركيز على جبهات القتال ضد النظام.
وخرج المتظاهرون في كل من بنش بريف إدلب ودرعا البلد بدرعا وبلدتي سقبا وعربين بريف دمشق وحيي المشهد وصلاح الدين بحلب. وطالب المتظاهرون بإسقاط النظام، وفك الحصار عن جميع المناطق التي تعاني من شح في المواد الغذائية والطبية.
وفي حلب، قال نشطاء إن المعتقلين في سجن حلب المركزي يتعرضون لمعاملة سيئة من قبل قوات النظام المشرفة عليه، حيث يعاني السجناء من سوء في التغذية بسبب قلة الطعام، كما أن موجة البرد والصقيع الحالية ضاعفت من محنتهم وأصابت معظم السجناء بالأمراض، مما أدى إلى وفاة أكثر من 13 سجينا في الأيام القليلة الماضية، دفنوا جميعا في باحة السجن.
كيري يطمئن المعارضة السورية بشأن المساعدات
نفى وزير الخارجية الأميركي, جون كيري أن يكون الهجوم الذي استهدف مخزن معدات غير قتالية تابع لـالجيش الحر قد أثر على دعم واشنطن للمعارضة السورية، في حين طلب قادة في المعارضة السورية من حلفائهم الغربيين والعرب تمويلهم لإعادة تنظيم قواتهم.
وذكر جون كيري أن الولايات المتحدة علقت تقديم مساعدات أخرى إلى شمالي سوريا لتقييم الوضع على الأرض، مضيفا أن واشنطن على اتصال بالجنرال سليم إدريس رئيس أركان الجيش السوري الحر.
وقال رئيس الدبلوماسية الأميركية إنه يَعتقد أن إدريس في تركيا حالياً لتفقد مخزن المعدات الذي أغارت عليه الجبهة الإسلامية.
وفي وقت سابق، تعهد وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل بمواصلة بلاده دعمَ الجيش السوري الحر والمعارضة السورية المعتدلة، وذلك عقب يوم من تعليق واشنطن ولندن مساعداتهما غير القتالية لشمالي سوريا.
وذكر هيغل أن ما حدث مؤخرا في شمالي سوريا يعكس بوضوح مدى تعقد الوضع وخطورته وصعوبة التنبؤ به، وفق تعبيره.
إعادة هيكلة
وفي سياق ذي صلة، قال منذر أقبيق -المسؤول الكبير في الائتلاف الوطني السوري المعارض- إن الهجوم الذي شنه الإسلاميون على مخازن ومقرات المجلس العسكري الأعلى التابع للمعارضة قرب الحدود التركية يسلط الضوء على ضرورة إعادة هيكلة القوات التي تحارب الرئيس بشار الأسد.
وأكد أقبيق الحاجة للدعم ماليا وفي شكل عتاد، معتبرا ذلك الوسيلة الوحيدة لوضع نهاية لما وصفه بـ”التشرذم” الجاري على الأرض.
وتحدث القيادي في المعارضة السورية عن حالة من الفوضى تسود بين جماعات تقاتل النظام وتتقاتل في ما بينها وتقاتل القاعدة، مشيرا إلى أن الحصول على أموال لتوفير زي مناسب وأجور وطعام بشكل منتظم سيساعد في توحيد الجماعات التي تحارب الأسد.
وتابع منذر أقبيق القول “يوجد اقتراح بإنشاء وزارة للدفاع وهيكل للقيادة ذي طابع رسمي بدرجة أكبر في محاولة لتنظيم مقاتلي المعارضة المتفرقين”.
وأوقفت الولايات المتحدة وبريطانيا المساعدات غير المميتة لشمالي سوريا بعد الهجوم الذي غذى مخاوف من وصول الإمدادات في نهاية المطاف إلى جماعات غير مرغوب فيها.
اكتشاف مجزرة خامسة في أحد الأقبية بمدينة النبك
معارك بين الثوار وقوات النظام في دير الزور قرب ثالث أكبر مستودع للسلاح
دبي – العربية
تدور معارك عنيفة في محيط بلدة عدرا بريف دمشق، بعد أن بدأت قوات النظام عملية عسكرية لاستعادة البلدة التي سيطر عليها الثوار قبل يومين. كما تشهد الجبهة الشرقية بريف درعا معارك عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في محور اللواء الخامس عشر قرب انخل.
وتواصل مدفعية النظام قصفها لمناطق دمشق وريفها، خاصة دوما وعربين والقابون والقدم، كما تنفذ عملية عسكرية لاستعادة بلدة “عدراء” التي سيطر عليها الثوار قبل يومين.
وفي غضون ذلك، أكدت الهيئة العامة للثورة اكتشاف مجزرة خامسة من قبل قوات النظام في مدينة النبك في منطقة القلمون في أحد الأقبية في شارع الأمين.
وتحت القصف، خرج أهالي سقبا بريف دمشق بمظاهرات نددت بحصار النظام على المدن السورية وطالبوا بفك الحصار عن الغوطة.
ورغم البرد الشديد خرج المتظاهرون في درعا مؤكدين الإصرار على مواصلة مسيرة الثورة.
وفي السياق ذاته، أعلن وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني وائل أبو فاعور خلال جولة له على مخيمات النازحين السوريين في البقاع، عن “فتح مراكز الوزارة في مختلف المناطق اللبنانية على مدار الساعة أمام جميع اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين، وذلك للمساهمة في التخفيف من تداعيات العاصفة.
معارك جنوبي دمشق و”إعدامات” في عدرا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
تجددت المعارك في مخيم اليرموك بدمشق، السبت، في وقت قالت شبكات معارضة إن القوات الحكومية مدعومة بحزب الله أعدمت عدة أشخاص في بلدة عدرا بريف دمشق.
وقال “المركز الإعلامي السوري” المعارض إن اشتباكات عنيفة دارت فجر السبت في مخيم اليرموك جنوبي العاصمة دمشق، بالتزامن مع قصف صاروخي استهدف الحي الذي يسعى سكانه للوصول إلى وقف لإطلاق النار.
من جهة أخرى قال “اتحاد تنسيقيات الثورة” إن قوات النظام وميلشيات حزب الله أعدمت 10 أشخاص في “مدينة عدرا العمالية” بريف دمشق والتي تحاول القوات الحكومية استعادة السيطرة عليها.
وكان الجيش السوري بدأ حملة عسكرية لطرد مقاتلي المعارضة من منطقة عدرا العمالية في ريف دمشق، التي دخلها المقاتلون قبل يومين.
وأكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي مساء الجمعة، أن العملية العسكرية في عدرا “مستمرة حتى القضاء الكامل على فلول الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة”.
وتشهد المنطقة الواقعة على إحدى الطرق الرئيسية المؤيدة إلى دمشق، اشتباكات عنيفة وقصفا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتحدث المرصد عن “اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية، ومقاتلي الكتائب الإسلامية، في محيط مدينة عدرا العمالية”، تزامنا مع قصف القوات النظامية “المناطق القريبة من المخفر والمقسم” في عدرا.
وكان مقاتلون دخلوا المدينة الأربعاء وهاجموا مراكز عسكرية، في معارك أدت إلى مقتل 18 من القوات الحكومية، بحسب المرصد السوري.
وأفاد المرصد الخميس عن مقتل 15 مدنيا على الأقل في هجوم المعارضة المسلحة على المدينة الأربعاء والخميس، بينهم 5 قتلوا في هجوم على مخبز يعملون فيه.
وقال سكان لوكالة “فرانس برس” إن المدنيين العشرة الآخرين قتلوا لأنهم اعتبروا من المتعاونين مع النظام.
ومن جهة أخرى، أفاد المرصد عن قيام مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة، بخطف 120 كرديا على الأقل في شمال سوريا.
وقال المرصد إن “الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) قامت بخطف ما لا يقل عن 120 كرديا بينهم 6 سيدات على الأقل” من قرية أحرص في ريف مدينة أعزاز الواقعة في محافظة حلب.
وتعرض 50 كرديا على الأقل للخطف على أيدي مسلحين مطلع هذا الشهر في ريف حلب، في حين خطف أكثر من مائتي كردي من المحافظة نفسها في يوليو الماضي على أيدي مقاتلي “الدولة الإسلامية”، بحسب المرصد.
يونسكو: تنقيب غير قانوني عن آثار سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أبدت رئيسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) قلقها إزاء عمليات التنقيب غير القانونية عن الآثار في سوريا، قائلة إن المنظمة حذرت صالات المزادات والمتاحف من هذه المشكلة.
وقالت إيرينا بوكوفا للصحفيين إن “أكبر مشكلة هناك بصرف النظر عن الدمار الذي رأيناه لمواقع التراث العالمي، هي عمليات التنقيب غير القانونية عن الآثار.”
وفي فبراير قال مأمون عبد الكريم رئيس هيئة الآثار والمتاحف السورية إن عمليات التنقيب غير القانونية عن الآثار تهدد المقابر في مدينة تدمر الصحراوية ومنطقة إيبلا التي تعود للعصر البرونزي.
وقالت بوكوفا إن هذه المشكلة تزايدت. وأضافت أن اليونسكو أثارت مشكلة التنقيب غير القانوني مع الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة للسلام في سوريا ومع نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية.
ولم تقل بوكوفا ما إذا كان المتورطون في عمليات التنقيب تلك لهم أي صلة بالرئيس السوري بشار الأسد أو المعارضين المسلحين الذين يسعون لإسقاطه.
ونشرت اليونسكو في سبتمبر “قائمة حمراء” لأنواع التحف لإخطار المتاحف وهواة جمع التحف وصالات المزادات بالآثار التي يتعين عليها ترقبها من سوريا.
وقالت بوكوفا إن تحفا سوريا غير قانونية ظهرت في الأردن المجاور.
السفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد: سنواصل دعم المعارضة ولم نغير موقفنا من الصراع
قال السفير الأمريكي لدى سوريا روبرت فورد في مقابلة مع بي بي سي إن موقف بلاده من الصراع في سوريا لم يتغير.
وأضاف فورد أن قرار تعليق المساعدات غير الفتاكة للمعارضة شمالي البلاد يعود لظروف أمنية مشيرا إلى أن واشنطن ستواصل دعمها للمعارضة.
وقال فورد إن تصريحات مدير المخابرات الامريكية الأسبق عن احتمالات حل الصراع في سوريا هي رأي شخصي لا يمثل رأي الادارة الأمريكية.
وفيما يتعلق بمؤتمر جنيف 2 وتمثيل المعارضة السورية، قال فورد إن المحادثات مستمرة مع أعضاء الائتلاف الوطني المعارض بهذا الخصوص مشيرا إلى أن المعارضة غير جاهزة بعد لتسمية ممثليها في مؤتمر السلام.
كما جدد فورد تأكيد واشنطن رفض مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2، موضحا أن الملف السوري منفصل تماما عن الملف النووي الإيراني.
مفاوضات
في هذه الأثناء قال ناشطان حقوقيان إن السلطات في دمشق تتفاوض مع مقاتلين من فصائل المعارضة لإطلاق سراح مجموعة من الراهبات.
وقال المتحدث باسم كتائب “الحبيب المصطفى” إن المعارضة طالبت الحكومة السورية بإطلاق سراح مئات الناشطات المعتقلات في سجونها مقابل إطلاق سراح 12 راهبة رهن الاحتجاز لدى مقاتلي المعارضة.
وقال أبو نضال إنه ليس ضمن أطراف المفاوضات لكنه تلقى معلومات عنها من بعض أطرافها بين فصائل المعارضة.
وأضافت مصادر أخرى أن المفاوضات لتحرير الراهبات المنتميات لطائفة اليونان الإرثوذكس بدأت فور احتجازهن في السادس من هذا الشهر.
BBC © 2013