أحداث السبت 15 نيسان 2017
اجتماع موسكو يتمسك بـ «تحقيق موضوعي» بالكيماوي ويحذر من «عدوان جديد»
موسكو – رائد جبر
سعت موسكو الى تنسيق المواقف مع حليفيها في دمشق وطهران، لمواجهة «التطورات الأخيرة حول سورية بعد الضربات الصاروخية الأميركية». وأكدت الأطراف الثلاثة تطابق مواقفها حيال «العدوان الأميركي»، ودعت الى تحقيق «موضوعي ومحايد في مسألة استخدام الأسلحة الكيماوية» وشددت على عزمها دفع مسار مفاوضات آستانة، لتثبيت وقف النار في سورية.
وعقد الوزير الروسي سيرغي لافروف امس، جولة محادثات مطولة مع نظيريه السوري وليد المعلم والإيراني محمد جواد ظريف، بعد أن التقى كلاً منهما على حدة. وفي مؤتمر صحافي ختامي مشترك للوزراء الثلاثة، قال لافروف إن الأطراف الثلاثة متفقة على أن الضربات الأميركية في سورية «عمل عدواني»، وتصر على ضرورة احترام الولايات المتحدة وحلفائها السيادة السورية.
وزاد أنه أجرى «مباحثات مهمة» مع المعلم وظريف «أتاحت لنا تنسيق المواقف إزاء التطورات الأخيرة حول التسوية السورية»، مشيراً الى أن البحث تطرق بالدرجة الأولى الى «الوضع القائم بعد الضربات الصاروخية الأميركية ومواقفنا متطابقة، في أن الحديث يدور عن عمل عدواني وانتهاك صارخ لمبادئ القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة»، وقال إن الأطراف الثلاثة تدعو الولايات المتحدة وحلفاءها إلى «الامتناع عن أي خطوات مشابهة للضربة الصاروخية، ما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة ليس فقط على أمن المنطقة بل والعالم أجمع». وأكد لافروف أن الضربات الأميركية لقاعدة الشعيرات تقوض الجهود السلمية، مضيفاً أن «العودة الى محاولات إطاحة النظام في سورية لن تنجح». وزاد: «من الواضح أن مثل هذه الأعمال العدائية تهدف إلى تقويض عملية السلام التي ينص عليها قرار مجلس الأمن الدولي الذي اتخذ بالإجماع ويقضي بأن الشعب السوري فقط يقرر مصير بلاده».
كما أشار الوزير الروسي الى تطابق كامل في الموقف، حيال المطالبة بإجراء تحقيق شامل في مسألة الأسلحة الكيماوية تحت رعاية منظمة حظر الأسلحة الكيماوية. رغم انه أعرب عن انزعاج الحاضرين بسبب «غياب رد فعل منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية على معلومات تقدمت بها موسكو ودمشق حول لجوء المعارضة السورية لاستعمال أسلحة كيماوية في حلب»، موضحاً أن موسكو ودمشق أرسلتا «قبل ثلاثة أشهر دفعة جديدة من العينات المرتبطة باستعمال الأسلحة الكيماوية في حلب. وحتى الآن، لا يوجد رد فعل من جانب أمانة المنظمة».
وأكد لافروف، أن الثلاثة ناقشوا الاستعدادات لعقد اجتماع جديد حول سورية في آستانا. وتطرق الى «الخطوات اللاحقة التي يجب القيام بها، لافتاً الى أن لموسكو ودمشق وطهران موقفاً مشتركاً في ضرورة دفع جهود مسار آستانة التي ساهمت في دفع العملية التفاوضية في جنيف وناقشنا التحضير للقاء مقبل في آستانة، من المقرر أن يعقد في بداية الشهر المقبل، وتسبقه مشاورات خبراء من روسيا وإيران وتركيا في طهران الأسبوع المقبل».
وقال المعلم إن «الحكومة السورية تعتزم مواصلة العمل على تطهير سورية من الإرهاب»، معرباً عن الامتنان لموسكو وطهران على الدعم المتواصل. وقال إن «الاجتماع الثلاثي رسالة قوية بعد العدوان الأميركي».
وشدد المعلم على عدم امتلاك دمشق أسلحة كيماوية، معتبراً «ما جرى في خان شيخون عملية مفبركة» من دون أن يوضح المقصود بـ «العملية المفبركة». في حين ان الفرضية الروسية تحدثت عن قصف النظام مواقع فيها مستودع يحوي مواد سامة. وقال المعلم: «السؤال الحقيقي لماذا تخشى الولايات المتحدة تشكيل لجنة التحقيق المقترحة»، مؤكداً في الوقت ذاته ان دمشق «لن توافق على إجراء تحقيق حول حادثة خان شيخون من الأراضي التركية». وحذر المعلم مما وصفه «أنباء تتحدث عن تحضيرات جارية لشن عدوان جديد». وقال انه بحث مع نظيريه الروسي والإيراني معطيات حول «خطة بعض الدول لفتح جبهة جديدة ضد الجيش (النظامي) السوري في جنوب البلاد»، مشدداً على أنه «لدينا إجراءات مشتركة لمواجهة أي عدوان» من دون ان يوضح طبيعة الإجراءات المشتركة مع موسكو وطهران.
وعلق لافروف على هذه الملاحظة، بالإشارة الى ان موسكو «تراقب عن كثب ما يحيط بنشر واشنطن تجهيزات عسكرية على الحدود الجنوبية لسورية وتقوم بدراسة التفسيرات التي تلقتها روسيا حتى الآن»، لافتاً الى ان الجانب الأميركي أوضح لموسكو «بشكل غير رسمي أن الغاية من نشر التجهيزات العسكرية قطع الطريق على «داعش» بين سورية والعراق». وأضاف ان موسكو «ستواصل متابعة هذه المسألة لأنه لا يمكن استخدام القوة العسكرية على الأراضي السورية إلا في مكافحة الإرهاب». وأكد ظريف استعداد الأطراف الثلاثة للتعاون مع الأطراف المختلفة لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية و «لا بد من إجراء تحقيق مستقل لمعرفة الجهة التي استخدمت السلاح الكيماوي في سورية».
وشدد الوزير الإيراني على رفض «العدوان الأميركي» الذي وصفه بأنه يدخل في اطار «التصرفات الأحادية الجانب» في سورية، معتبراً ان «هذه الأعمال هي التي أوجدت تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة». واعتبر ظريف ان «مفاوضات آستانة يجب أن تصبح أساساً لتسوية الأزمة في سورية»، معرباً عن أمل بأن تتعاون تركيا في هذا الشأن.
ولفت ديبلوماسي روسي تحدثت اليه «الحياة»، الى ان موسكو سعت من خلال اللقاء الى تنسيق المواقف مع حليفيها لتهدئة الموقف ميدانياً وعدم السماح بوقوع استفزازات يمكن ان تسفر عن تصعيد التحرك الأميركي، وأشار الى ان فشل اللقاء الروسي – الأميركي منح قناعة بأن التحركات العسكرية الأميركية يمكن ان تتكرر، في حين ترى موسكو ان مواجهة تطور من هذا النوع يجب ان تنطلق من تثبيت وقف النار وإعادة إحياء العملية التفاوضية في آستانة.
وكانت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا قالت إن «التركيز في هذا اللقاء انصبّ على الأوضاع العسكرية –السياسية في سورية، والبند الرئيس في نقاش الوزراء يتعلق بتدابير التنسيق بين الدول الثلاث من أجل منع تدهور الأوضاع وتقويض الجهود الرامية إلى التسوية السلمية للأزمة السورية في ظروف عدوان الولايات المتحدة العسكري على دمشق». وأضافت زاخاروفا أن «المسألة الرئيسة هي عودة الأوضاع إلى مسار المحاربة الجماعية للإرهاب الدولي، والعمل قدر الإمكان على حفز مفاوضات «جنيف» و «آستانا» للتسوية السلمية.
في الأثناء، أعلن الناطق باسم الكرملين أن استئناف العمل باتفاق سلامة الطيران في سورية الموقع مع واشنطن، ممكن فقط في حال تأكيد واشنطن عدم نيتها لشن ضربات جديدة ضد مواقع حكومية، وأكد ان واشنطن فشلت في تقديم أي معلومات للجانب الروسي تثبت صحة المعطيات التي أدت الى شن الضربة على مطار الشعيرات. وجدد بيسكوف تأكيد أن لدى موسكو معطيات محددة تأكدت منها عبر قنوات عسكرية ديبلوماسية حول الهجوم الكيماوي في ادلب، لكنه استدرك ان روسيا «لا تجبر أحداً على تصديق معطياتها».
وكان نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف قال إن «موسكو وواشنطن تمران في مرحلة مواجهة حادة في شأن الوضع في سورية»، معتبرا أن لهجة التصريحات الأميركية تؤكد صحة موقف روسيا حول هجوم خان شيخون.
وزاد المسؤول الروسي: «نرى الوضع في نيويورك، ونرى الوضع في لاهاي، حيث يدلي ممثلو الولايات المتحدة بتصريحات انطلاقاً من مواقف متشددة جداً في هذا الشأن. ولذلك نمر عبر مرحلة مواجهة حادة وصراع حجج».
وأكد ان لافروف وجه رسالة إلى المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية يوضح فيها استياء موسكو في شأن نهج الخبراء بالتحقيق في سورية، مشيراً إلى أن روسيا كانت تتحدث عن ذلك منذ زمن بعيد. وأضاف أن موسكو تعتبر استنتاجات بعثة تقصي الحقائق في سورية منحازة ومسيسة تتطلب المزيد من التوضيح.
في غضون ذلك، واصلت موسكو اتصالات نشطة على كل المستويات، لنقل وجهات نظرها الى الأطراف الاقليمية والدولية. وأجرى الرئيس فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً مساء الخميس مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، اتفق خلاله الطرفان على دعم إجراء تحقيق دولي محايد في حادثة خان شيخون وفق بيان أصدره الكرملين.
بينما أعلنت موسكو ان وزير الخارجية سيجري في موسكو غداً محادثات مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وقال بيان للخارجية الروسية إن «المباحثات ستركز على الوضع في سورية وما حولها وكذلك على تطور الوضع السياسي والعسكري هناك وآفاق دفع العملية السياسية بمساعدة دولية بناءة». مشيراً الى ان اللقاء بين الوزيرين سوف يسمح «بمقارنة المواقف» من القضايا الرئيسية لمنطقة الشرق الأوسط، مع التركيز على بحث خيارات لتسوية الأزمات القائمة.
على صعيد آخر، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، عن أسفه لغياب المعارضة السورية المسلحة عن الجولة السابقة من مفاوضات آستانة، وأكد أن «الباب مفتوح أمامها للمشاركة في الجولة المقبلة».
وأكد عدم وجود خطط لعقد لقاء بين العسكريين الروس وممثلي المعارضة في أنقرة، خلافاً لتأكيدات سابقة بتنظيم هذا اللقاء. وأوضح: «ستعقد مشاورات عسكرية، لكن في إطار مختلف تماماً على مستوى ممثلي روسيا وتركيا وإيران».
إرو: كلام الأسد عن الكيماوي أكاذيب ودعاية مئة في المئة
رفض وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرو تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي قال فيها إن هجوماً بالغاز في محافظة إدلب الأسبوع الماضي «مفبرك مئة في المئة». ووصف تصريحاته بأنها «أكاذيب ودعاية».
وكانت دمشق قد نفت بالفعل مسؤوليتها عن الهجوم. وقال الأسد إن مزاعم الولايات المتحدة وحلفائها ضد الجيش النظامي السوري لم تكن إلا ذريعة لتبرير الضربة الجوية الأميركية.
وقال الأسد في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية الخميس إن الجيش النظامي السوري سلم كل أسلحته الكيماوية في عام 2013 بعد اتفاق أبرم في ذلك الوقت ولم يستخدم هذا النوع من الأسلحة بأية حال.
وقال إرو خلال إفادة صحافية مشتركة مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي في بكين إنه شعر «بحزن عميق» حين علم بتصريحات الأسد. وتابع: «ما سمعته أكاذيب ودعاية مئة في المئة. إنه وحشية وسخرية مؤلمة مئة في المئة، وعلينا أن نضع نهاية لذلك. نحتاج إلى وقف إطلاق نار حقيقياً».
وأضاف إرو إن الدمار الواسع الذي حل بسورية خلال الحرب الأهلية الدائرة منذ نحو ست سنوات «ليس خيالاً» ووجه الشكر للصين، وهي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي مثل فرنسا، «لموقفها المستقل والحكيم».
وحضّت الصين مرارًا على التوصل إلى حل سلمي في سورية. كما انضمت مرات عديدة إلى جانب روسيا الحليف الرئيسي للأسد منذ 2015 لعرقلة إصدار قرارات في مجلس الأمن في شأن سورية. وأشاد مبعوث بكين الخاص إلى سورية بالدور العسكري الروسي في سورية، ووصفه بأنه فعال في محاربة الإرهاب الدولي.
وانتقد إرو هذا الأسبوع موقف روسيا في سورية ووصفه بأنه «رياء».
وقتل الهجوم على مدينة خان شيخون في الرابع من الشهر الجاري عشرات الأشخاص ودفع الولايات المتحدة إلى شن ضربة صاروخية على قاعدة جوية سورية في أول هجوم مباشر يستهدف حكومة الأسد منذ بداية الصراع.
وأكد رئيس الحكومة السورية الموقتة المعارضة جواد أبو حطب أن نتائج الفحوصات التي أجرتها المؤسسات المستقلة «أظهرت وجود مادة السارين في مكان وقوع الهجوم الكيماوي بمدينة خان شيخون»، مشدداً على «مسؤولية نظام الأسد بالوقوف وراء تلك الهجمات».
وأوضح أبو حطب، وفق بيان لـ «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، ان «الحكومة الموقتة شكلت لجنة لمتابعة شؤون المصابين يرأسها وزير الصحة محمد فراس الجندي ومدير الصحة في إدلب»، لافتاً إلى أن «طواقم الحكومة سهلت دخول المنظمات ووسائل الإعلام إلى مدينة خان شيخون للتأكد من وقوع الهجوم الكيماوي». وأضاف أبو حطب أن هناك حالات بين المصابين لا تزال تحت العناية المشددة نتيجة استنشاق كمية كبيرة من غاز السارين. وأشار رئيس الحكومة إلى أن سكان المدينة يؤكدون أن القصف جاء عبر الطيران الحربي لطيران نظام الأسد.
وكان ماثيو رايكروفت سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة قال خلال جلسة في مجلس الأمن الأربعاء إن «علماء بريطانيين حللوا عينات أخذت من موقع الهجوم في مدينة خان شيخون بريف إدلب»، موضحاً أن «الفحوصات أثبتت وجود غاز السارين أو مادة تشبه السارين». وأكدت الاستخبارات الأميركية أن المواد الكيماوية التي استخدمت في خان شيخون «نقلتها طائرات سورية تابعة للنظام من طراز «سوخوي-22» أقلعت من قاعدة الشعيرات بريف حمص».
تهجير طائفي في سورية … برعاية دولية وإقليمية
موسكو – رائد جبر لندن، بيروت – «الحياة»، رويترز
أجلت حافلات آلاف السكان من بلدتين شيعيتين تحاصرهما فصائل معارضة في ريف إدلب، بالتزامن مع خروج عناصر مسلحة وعائلاتهم من الزبداني ومضايا السنيتين وتحاصرهما القوات النظامية و «حزب الله» في ريف دمشق برعاية قطر وإيران، في وقت رعت روسيا تسليم الأكراد قرى في ريف حلب وطلبت واشنطن منهم (الأكراد) تسليم مناطق إلى فصائل «الجيش السوري الحر». وأقر وزراء خارجية روسيا وإيران وسورية خطوات لتنسيق المواقف في مواجهة تداعيات الضربة الصاروخية الأميركية على قاعدة الشعيرات. وتحدث الوزير السوري وليد المعلم عن «إجراءات مشتركة لصد أي عدوان جديد محتمل».
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن عشرات الحافلات أقلت في وقت مبكر سكاناً من بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تقطنهما غالبية شيعية وتحاصرهما المعارضة المسلحة منذ فترة طويلة في محافظة إدلب. وذكر أن الحافلات وصلت بعد ساعات إلى مشارف مدينة حلب الخاضعة لسيطرة الحكومة شمال سورية.
وأشار «المرصد» ووحدة للإعلام الحربي موالية لدمشق، إلى أن حافلات تقل مسلحين من المعارضة وعائلاتهم غادرت في الوقت ذاته بلدة مضايا التي تحاصرها قوات الحكومة وتقع قرب دمشق وعلى مقربة من الحدود اللبنانية.
لكن تأجلت في ما يبدو عملية الإجلاء في مدينة الزبداني القريبة التي تحاصرها الحكومة وحلفاؤها والتي يشملها الاتفاق. ولم تغادر أي حافلات المدينة لكن كان متوقعاً أن تبدأ عملية الإخلاء في وقت لاحق على أن تتوجه الحافلات من مضايا والزبداني إلى إدلب. وذكر «المرصد» أن حوالى 5000 شخص يتم نقلهم من الفوعة وكفريا بينما يتم إجلاء أكثر من ألفين من مضايا. وأوضح أن الحافلات تضم مئات العناصر من كلا الجانبين.
إلى ذلك، قالت مصادر معارضة إن روسيا رعت اتفاقاً قضى بتسليم «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية إلى القوات النظامية في ريف حلب، بالتزامن مع مفاوضات بين «قوات سورية الديموقراطية» لتسليم مدينة تل رفعت وريفها إلى فصائل «الجيش السوري الحر» التي تدعمها أنقرة.
في موسكو، عقد الوزير الروسي سيرغي لافروف أمس جولة محادثات مطولة مع نظيريه المعلم والإيراني محمد جواد ظريف، أكد في ختامها تطابق المواقف حيال تقويم «العدوان الأميركي وضرورة احترام السيادة السورية».
وتحدث عن «تنسيق المواقف إزاء التطورات الأخيرة»، مشدداً على أن «العودة إلى محاولات إطاحة النظام في سورية لن تنجح»، فيما شدد المعلم على أن «الحكومة السورية تعتزم مواصلة العمل على تطهير سورية من الإرهاب»، معتبراً الاجتماع الثلاثي «رسالة قوية بعد العدوان الأميركي». وحذر من «عدوان جديد يتم التحضير له عبر الجبهة الجنوبية»، مشدداً على «إجراءات مشتركة لمواجهة أي عدوان».
وأعلن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف أن «موسكو وواشنطن تمران في مرحلة مواجهة حادة بشأن الوضع في سورية»، فيما واصلت موسكو جهودها لتنشيط اتصالات إقليمية ودولية. وأجرى الرئيس فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً بنظيره التركي رجب طيب أردوغان اتفق خلاله الطرفان على دعم إجراء تحقيق دولي محايد في حادثة خان شيخون، وفق بيان أصدره الكرملين. وأعلن لافروف أنه سيجري في موسكو غداً محادثات مع نظيره القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني «تركز على تطورات الوضع في سورية، بما يسمح بمقارنة المواقف لدفع خيارات التسوية».
وقال لافروف للمعلم في موسكو الخميس إن لدى روسيا والولايات المتحدة تفاهماً في شأن عدم تكرار الضربة الصاروخية الأميركية.
في العودة إلى المعارك، قال «المرصد» إنه «ارتفع إلى 15 عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية على مناطق في درعا البلد، ترافقت مع إلقاء 3 براميل متفجرة وإطلاق 21 صاروخ أرض- أرض وسط معارك بين القوات النظامية وفصائل معارضة في حي المنشية». وأشار إلى معارك عنيفة أيضاً في ريف حماة، حيث دمر معارضون آليات للقوات النظامية واستولوا على دبابة.
وقال «المرصد» إن «المعارك استمرت بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جانب آخر، على محور سن سحر وبطيش بالقرب من حلفايا بالريف الشمالي لحماة، في هجوم جديد للقوات النظامية إثر محاولة لتحقيق تقدم في المنطقة».
اشتباكات بين عسكر الشعيطات والأهالي في كفردريان في ريف إدلب و«هيئة تحرير الشام» تحل النزاع بالقوة العسكرية
محمد إقبال بلو
أنطاكيا ـ «القدس العربي»: اعتداءات متكررة صدرت عن عسكر الشعيطات، الذين وصلوا من دير الزور وأريافها إلى مختلف المناطق الشمالية من سوريا، بعد أن سيطر تنظيم «الدولة» على مناطقهم ولاحقهم، ليستقر بهم المقام في أرياف أدلب وحلب، إلا أن اعتداءات عدة صدرت عنهم منها ما كان ضد كوادر طبية في ريف حلب الشمالي، عندما اختطفوا أحد الاطباء بتهديد السلاح.
وحسب الأهالي فإن اعتداءاتهم تتكرر باستمرار، وآخرها ما حدث مؤخراً في بلدة كفردريان بريف ادلب الشمالي والقريبة من مدينة الدانا، إذ نشأ نزاع بين بعض عناصر الشعيطات وعدد من اهالي البلدة، ما لبث ان تطور الاشتباك بالأيدي إلى اشتباك بالاسلحة ليتوسع عدد المشاركين فيه وينقلب إلى معركة بالأسلحة الفردية.
وحسب الأهالي فإن الخلاف الذي أدى للاشتباك يتعلق بأسباب أخلاقية، بعد ان قام شابان من «الشعيطات» بالتحرش «اللفظي» بإحدى نساء القرية، ما أسفر عن تدخل شبان من البلدة ذاتها والاشتباك معهم، ومن ثم مشاركة عدد أكبر في الشجار واعتقال الشابين المتحرشين، وإيداعهما في سجن مخفر البلدة».
محمد.ع أحد أبناء المنطقة قال لــ«القدس العربي»، «بدأت الاشتباكات عصر يوم الثلاثاء الماضي واستمرت لأكثر من أربع ساعات، إذ تواصل شبان الشعيطات الموجودون في البلدة مع أقاربهم وأصدقائهم وأبناء عشيرتهم في البلدات المجاورة، ليصل خلال ساعة واحدة عدد كبير منهم إلى البلدة حيث موقع الاشتباك، وقاموا بالهجوم المسلح على مقر مخفر شرطة البلدة، مطالبين بتحرير السجينين».
ويضيف «تطور الشجار واستعملت الأسلحة الخفيفة على اختلاف انواعها، ما أسفر عن سقوط ثلاثة جرحى من شبان البلدة، ليتحول شجار بين شبان عديدين إلى مواجهة عسكرية دامية، قد لا تخمد بسرعة لاسيما أن الموضوع الأساسي يتعلق بالتحرش وهو خط احمر بالنسبة للأهالي لا يسكتون عنه ولو بعد حين».
حسب محمد.ع فقد «تدخلت قيادات من هيئة تحرير الشام لإيقاف المعارك إلا انهم لم ينجحوا في ذلك، ما دفع بقادة الهيئة إلى التدخل العسكري المباشر وجلب عناصر وتعزيزات لهم من مختلف المقرات التابعة لهم والمتناثرة في مختلف البلدات، ولدى وصول المؤازرات انتشر العناصر في شوارع البلدة، واوقفوا الاشتباكات وفصلوا بين المتقاتلين بالقوة العسكرية».
أبو خالد أحد مقاتلي «هيئة تحرير الشام»، وحول الإجراءات التي قامت بها الهيئة، قال لـ«القدس العربي»، «بعد إيقاف المعركة وإسعاف الجرحى، طلبت الهيئة من الأهالي اختيار شخص لتمثيلهم من أجل حل النزاع، كما طالبت الشعيطات بتقديم شخص لتمثيلهم من أجل التفاوض والمصالحة، بينما اعتبرت هيئة تحرير الشام نفسها طرفاً محايداً يسعى لحل الخلاف».
ويضيف «لم يكن لدى الاهالي سوى شرط واحد فقط، وهو إيقاف اعتداءات العناصر العسكريين على المدنيين لأية أسباب كانت، ومنع أية مظاهر مسلحة داخل البلدة، وإرغام الجميع على نزع سلاحهم والتأكيد على أن السلاح يظهر في جبهات القتال فقط، بينما وافق المنتدب من قبل الشعيطات على ذلك الشرط، وكما يبدو فإن المشكلة الأساسية قد يتم التحدث فيها وحلها بشكل غير علني باعتبارها موضوعاً حساساً بالنسبة للجميع لا يرغبون الخوض فيه علانية».
يرى أهالي البلدة أن الفصائل بمختلف مسمياتها تسبب مضايقات عدة للأهالي، لكن ما يصدر عن الشبان الذين يسمون بــ «الشعيطات» أصبح أمراً غير مقبول «فسمعتهم السيئة باتت منتشرة من ريف حلب الشمالي في اعزاز ومارع إلى أرياف ادلب، ولا يمر شهر إلا وهنالك مشاكل جديدة هم طرف فيها، منها ما يتم الحديث عنه ومنها ما يبقى خارج وسائل الإعلام».
مقتل 5 سوريين بغارة جوية روسية على محافظة إدلب وكندا تعلن فرض عقوبات على مسؤولين سوريين إضافيين
عواصم ـ وكالات ـ «القدس العربي»: قتل 5 أشخاص، بينهم 3 نساء، في غارة جوية «روسية» استهدفت قرية السكري، بريف محافظة إدلب السورية، شمال غربي البلاد. وأفادت المعلومات الواردة من المصادر، أن «سلاح الجو الروسي شن غارة جوية على قرية السكري، بمنطقة جسر الشغور، في إدلب».
وأضافت أن الغارة أسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم 3 نساء، وإصابة 8 أشخاص بجروح.
ووفقًا للمصدر ذاته، فإن الغارة أدت إلى تسوية العديد من المنازل بالأرض وأشارت إلى أن أعضاء فريق الدفاع المدني تمكنوا من انتشال الجرحى الثمانية من تحت الأنقاض، فيما قام الأهالي بنقلهم إلى مستشفيات ميدانية لتلقي العلاج.
الى ذلك أعلنت كندا فرض عقوبات جديدة على سوريا الجمعة رداً على الهجوم الكيميائي المفترض الذي وقع في مدينة خان شيخون في الرابع من نيسان/إبريل، حيث حظرت التعاملات المالية مع مسؤولين كبار في نظام الرئيس السوري بشار الاسد وجمدت أرصدتهم. وهذه أول عقوبات تفرضها كنداً على سوريا منذ 2014 عندما كانت حكومة محافظة في السلطة.
ويُستهدف الاسد وعائلته ومسؤولون في الحكومة والجيش السوري بالعقوبات منذ فترة طويلة. إلا أن حكومة رئيس الوزراء جاستن ترودو زادت العقوبات لتشمل 27 مسؤولاً بارزاً إضافياً في النظام السوري، حسب ما افادت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند.
ومن بين من استهدفتهم كندا بعقوباتها الجديدة ثلاثة ضباط برتبة لواء هم اديب سلامة وجودت مواس وطاهر حميد خليل بعد ان اتهمتهم بأنهم أمروا بهجمات تستهدف مدنيين وعذبوا معارضين للنظام.
وقالت الوزيرة أن «العقوبات الجديدة ضد مسؤولين بارزين هي جزء من جهودنا المتواصلة لزيادة الضغط على نظام الأسد لوقف العنف ضد الأطفال والنساء والرجال الأبرياء».
وأضافت أن «الهجوم بالأسلحة الكيميائية على جنوب إدلب الاسبوع الماضي هو جريمة حرب غير مقبولة. كندا تعمل مع حلفائها لإنهاء الحرب في سوريا، وتحمل المسؤولين عنها المسؤولية». ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر 2015 استقبلت حكومة ترودو 40 ألف لاجئ سوري.
جاء ذلك فيما تم صباح الجمعة إجلاء آلاف المدنيين والمقاتلين من أربع مناطق سورية محاصرة بموجب اتفاق بين الحكومة والفصائل المقاتلة برعاية إيران ابرز حلفاء دمشق وقطر الداعمة للمعارضة.
وبعد ساعات على خروج مئات المدنيين ومقاتلي الفصائل المعارضة من مضايا قرب دمشق، دخل الجيش السوري إلى البلدة التي شكلت خلال السنوات الماضية رمزاً لسياسة الحصار المتبعة في سوريا.
وينص الاتفاق الذي تم التوصل اليه الشهر الماضي على إجلاء الآلاف على مراحل من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المحاصرتين من الفصائل المقاتلة في ادلب (شمال غرب)، ومن الزبداني ومضايا المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق.
وبعد وصوله إلى جانب الآلاف إلى منطقة الراشدين الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة غرب حلب، قال ابو حسين (في الخمسينيات من العمر) من بلدة الفوعة «فور صعودي إلى الحافلة، انهرت تماماً من الحزن وسقطت ارضاً واضطروا إلى اسعافي، لم استطع الاحتمال».
وأضاف وقد تورمت عيناه من شدة البكاء «حال الناس في مضايا والزبداني مثلي تماما، أي أحد يضطر إلى ترك بيته لديه شعور الحزن ذاته». وبرغم امله في العودة، قال ابو حسين «لا احد يعرف ماذا تخبئ له الايام». ووصلت صباح الجمعة 75 حافلة و20 سيارة اسعاف تقل سكان من الفوعة وكفريا إلى منطقة الراشدين، وتنتظر حالياً اكمال طريقها إلى مدينة حلب.
وخرج بالتزامن عشرات الحافلات من مدينة مضايا وهي في طريقها إلى محافظة حماة (وسط) ومنها إلى معقل الفصائل المعارضة في ادلب.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان خروج حتى الآن «3700 مدني و1300 مقاتل موال للنظام» من الفوعة وكفريا، مقابل 2200 بينهم «ما لا يقل عن 400 مقاتل» معارض من مضايا.
واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى ان مقاتلي الفصائل في الزبداني «ولا يتجاوز عددهم 150 مقاتلًا» ينتظرون إجلاءهم في وقت لاحق.
ومن المتوقع بموجب الاتفاق إجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا الذين يقدر عددهم بـ16 الف شخص.
«صفعة على الوجه»
وبعد ساعات على بدء عملية إجلاء، افاد عبد الرحمن عن «دخول الجيش السوري إلى مضايا» التي اختار آلاف السكان البقاء فيها. وتحولت مضايا إلى رمز لمعاناة المدنيين في سوريا بعد وفاة عدد من الاشخاص بينهم اطفال جراء الجوع وسوء التغذية نتيجة حصار طال ثلاث سنوات.
وقال الطبيب محمد درويش، اثناء تواجده على متن احدى الحافلات الخارجة من مضايا، «هناك فرح كوننا تخلصنا من الازمة لكن الجو العام هو الكآبة والحزن والغضب (…) لا نعرف مصير الناس الذين تركناهم خلفنا، ولا نعرف مصيرنا».
وتابع «وكأن الناس تلقت صفعة على وجهها، الجميع في صدمة». ومن بين الذين تم اجلاؤهم، حسب درويش، حوالى «20 حالة مرضية منهم ثمانية تقلهم سيارات اسعاف». واشار إلى وجود نساء حوامل ورجل بحاجة إلى جراحة في البطن وآخر إلى بتر أحد اطرافه.
وتأجل تنفيذ الاتفاق لأسباب عديدة بينها ان سكان البلدات الاربع اعربوا عن تحفظاتهم. وبعد طول انتظار، بدأ تنفيذ المرحلة الاولى منه الاربعاء عبر تبادل الطرفين عدداً من المخطوفين.
ولا تزال الحافلات وسيارات الإسعاف من الفوعة وكفريا تنتظر في منطقة الراشدين حيث يخرج الركاب بين الحين والآخر لقضاء حاجاتهم، ويوزع متطوعو الهلال الأحمر السوري المياه عليهم. وتقل سيارات الإسعاف، حسب مصدر في الهلال الأحمر في المكان، «31 جريحا ومريضا».
واوضح أحد منسقي الاتفاق من جانب الحكومة حسن شرف لفرانس برس ان «أحد بنود الاتفاق ينص على ان التنفيذ يحدث بشكل متزامن».
وبالتالي، وفق قوله، فان الحافلات التي خرجت من الفوعة وكفريا تنتظر في الراشدين وصول قافلة مضايا والزبداني إلى قلعة المضيق في حماة، لتكمل القافلتان طريقهما إلى وجهتهما النهائية.
تهجير «قسري» او «اجباري»
والمناطق الأربع محور اتفاق سابق تم التوصل إليه بين الحكومة السورية والفصائل برعاية الأمم المتحدة في ايلول/سبتمبر 2015، ينص على وجوب ان تحصل كل عمليات الإجلاء بشكل متزامن.
وفي الأشهر الأخيرة، تمت عمليات إجلاء في مدن عدة كانت تحت سيطرة الفصائل ومحاصرة من قوات النظام، لا سيما في محيط دمشق.
وتعد ادلب وجهة لعشرات الآلاف الذين تم اجلاؤهم بموجب هذه العمليات.
وتعتبر المعارضة عمليات الإجلاء «تهجيرا قسريا» وتتهم الحكومة السورية بالسعي إلى احداث «تغيير ديموغرافي» في البلاد.
وفي مقابلة مع فرانس برس في دمشق، قال الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء ردا على سؤال حول إجلاء الفوعة وكفريا «إن التهجير الذي يحدث في ذلك السياق تهجير إجباري».
واضاف «بالطبع سيعودون إلى مدنهم بعد التحرير». وتابع «أما الحديث عن التغييرات الديموغرافية، فإن هذا لا يخدم ولا يصب في مصلحة المجتمع السوري عندما يكون ذلك دائما. لكن بما أنه مؤقت، فإنه لا يقلقنا».
وأثار الهجوم في الرابع من الشهر الحالي تنديدا واسعا بعدما تسبب بمقتل 87 مدنيا بينهم 31 طفلا. ونفت دمشق بالمطلق اي علاقة لها به.
وأبدى الأسد خلال المقابلة استعداده للقبول بتحقيق دولي شرط ان يكون «غير منحاز». وقال «بحثنا مع الروس.. في الأيام القليلة الماضية بعد الضربة (الأمريكية) أننا سنعمل معهم لإجراء تحقيق دولي. لكن ينبغي لهذا التحقيق أن يكون نزيهاً». وأكد الأسد ان الهجوم «مفبرك» تماماً.
مصادر: مفاوضات في شمال حلب برعاية أمريكية لتسليم «قسد» مناطق للمعارضة السورية
عبد الرزاق النبهان
الحسكة ـ «القدس العربي»: أفادت مصادر بأن مفاوضات جرت خلال الأيام الماضية بين قوات سوريا الديمقراطية المكونة أساساً من وحدات الحماية الكردية وفصائل من المعارضة السورية في ريف حلب الشمالي في شمالي سوريا، وذلك برعاية الولايات المتحدة الأمريكية بهدف تسليم مناطق عدة تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية ـ قسد» لفصائل المعارضة.
وقالت مصادر لـ «القدس العربي» إن «اجتماعات عدة عقدت بين فصائل المعارضة السورية ووحدات الحماية الكردية في شمالي حلب، حيث تمت مناقشة انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من مدينة تل رفعت وجميع المدن والقرى التي استولت عليها قوات سوريا الديمقراطية في شهر شباط/فبراير لعام2016، من أجل إعادة ترسيم خريطة مناطق سيطرة كلا الطرفين».
وحسب المصدر فإن الاتفاق الذي تم برعاية أمريكية ينص على «انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من مناطق عدة وتسليمها لفصائل عسكرية كانت عاملة ضمن عملية درع الفرات المدعومة تركياً، حيث يشمل الاتفاق نحو 12 بلدة وهي: تل رفعت، عين دقنة، منغ، المالكية، دير جمال، مريمين، شيخ عيسى، شواغرة مرعناز، حربل كفر ناصح، كفر كرمين».
وقال الناشط السياسي درويش خليفة في تصريح لـ«القدس العربي»، «ان المفاوضات التي تسير برعاية أمريكا الراعي لقوات سوريا الديمقراطية التي تتشكل غالبية مقاتليها من ميليشيا وحدات الحماية الكردية، فيبدو ان هناك توافقاً في السياسة الدولية على تسليم المناطق العربية لفصائل الجيش الحر المدعوم من الجهة ذاتها، حيث أصبح هناك تفاؤل بعودة المهجرين إلى القرى والبلدات الأربع عشرة، بعد انسحاب قوات سوريا الديمقراطية». وأضاف انه «حسب تصريحات المفاوضين الذين يمثلون فصائل المنطقة فقد اقتربت المفاوضات من التوصل إلى تسليم المناطق للواء المعتصم والجبهة الشامية، مما يدل على تقارب وجهات النظر التركية الأمريكية مع تجاهل غير معلن للدور الروسي والذي كان سبباً مباشراً في سقوط هذه المناطق بيد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بفضل التغطية الجوية أثناء المعارك البرية هناك».
ويرى درويش وفق وجهة نظره «أن الأمور تسير باتجاه التوافق وفق مراعاة مصالح الطرفين وتقديمها تعهدت بعدم خرق الاتفاق وبالذات من قوات صالح مسلم الأنفصالية».
يذكر ان «قوات سوريا الديمقراطية» التي تمثل «وحدات الحماية الشعبية الكردية» الثقل الرئيسي فيها وبدعم الطيران الحربي الروسي الكثيف بالقنابل والصواريخ كانت قد سيطرت في منتصف شباط/ فبراير لعام 2016 على مدينة تل رفعت التي كانت تعتبر من أهم مواقع فصائل المعارضة السورية في شمالي حلب.
“قسد” تقتحم الطبقة… والنظام يلفظ أنفاسه في درعا البلد
عدنان علي
أعلنت مليشيا “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، صباح اليوم السبت، بدء اقتحام مدينة الطبقة المحاصرة في ريف الرقة الغربي، وسيطرتها على قريتين في أطراف المدينة، وذلك في إطار المرحلة الرابعة من حملة “غضب الفرات”، في حين حققت فصائل المعارضة جنوب البلاد تقدما جديدا في سعيها للسيطرة على حي المنشية، آخر معاقل النظام في درعا البلد، وأكدت سيطرتها على معظم الحي.
وذكرت “قسد”، على حسابها على موقع “فيسبوك” أن مقاتليها دخلوا مدينة الطبقة منتصف الليلة الماضية، وسيطروا على حيي عايد الصغير غربي المدينة، والإسكندرية في جنوبها الشرقي وقتلوا 16 عنصراً من تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) مشيرة إلى أن العملية مستمرة بمساندة طيران التحالف الدولي.
وكانت المليشيا أعلنت مساء أمس سيطرتها على قرية مشيرفة الشمالية شمال الرقة، بعد معارك مع “داعش” قُتل خلالها 27 عنصراً للتنظيم، تم سحب جثث أغلبهم، وذلك بالتزامن مع اقتحام الأحياء الشرقية والغربية الأولى لمدينة الطبقة والتي تعد ضمن مدينة الطبقة القديمة.
من جهة أخرى، نقلت وكالة “سمارت” عن مصادر محلية قولها إن “لواء صقور الرقة” التابع لـ”قوات سورية الديمقراطية” سحب قواته من محيط مدينة الطبقة بعد الغارات الأميركية التي استهدفته بالخطأ قبل يومين.
وقالت المصادر إن اللواء المذكور الذي يمثل أبرز فصائل المكون العربي داخل “قسد”، سحب كامل قواته من محيط مدينة الطبقة، إلى مدينة تل أبيض شمالا للتحقيق في ملابسات الغارات، حيث ساد التوتر بين المكونين العربي والكردي.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية أوضحت في بيان لها الخميس، أن الضربة كانت بناء على تحديد “قسد” لإحداثيات الموقع المستهدف على أنه موقع لتنظيم “الدولة” ليتضح بعدها أن الموقع للواء المذكور ما أوقع عدداً من القتلى والجرحى في عناصره.
وتضم “قسد” عدداً من الفصائل الكردية والسريانية والتركمانية والعربية، بقيادة “وحدات حماية الشعب” الكردية، وهي الجناح العسكري لـ”حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي”، المصنف على لائحة الإرهاب في تركيا.
اقــرأ أيضاً
تأجيل موعد خروج الدفعة الخامسة من مهجّري حي الوعر
وفي مدينة دير الزور، قتل وأصيب تسعة مدنيين جراء قصف مدفعي لتنظيم “الدولة الإسلامية” على أحياء خاضعة لسيطرة قوات النظام. وقال ناشطون إن التنظيم قصف بقذائف “هاون” حيي الجورة والقصور في المدينة ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وجرح سبعة.
وفي جنوب البلاد، ألقت الطائرات المروحية التابعة للنظام السوري اليوم، أربعة براميل متفجرة على أحياء درعا البلد، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين بجروح. كما شنت الطائرات الروسية غارات جوية، بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية على حي المنشية في درعا البلد، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام المتمركزة على أطراف الحي.
يأتي ذلك بعد تمكن فصائل المعارضة السورية من تحقيق تقدم جديد في إطار سعيها لإنهاء وجود قوات النظام في حي المنشية، آخر معاقل النظام في درعا البلد.
وقالت “غرفة عمليات البنيان المرصوص” إنها سيطرت على مواقع جديدة لقوات النظام في الحي المذكور، وقتلت أكثر من عشرة عناصر من قوات النظام والمليشيات الموالية لها.
وأشارت الى أنها سيطرت خلال الساعات الـ24 الماضية على نقطة “المقسم” التي تعتبر غرفة تواصل لقطاعات النظام ومقر قيادة عسكرية، اضافة الى حاجزين. واوضحت الغرفة أن المعارك تدور الآن للسيطرة على حاجز الإرشادية، آخر مواقع النظام السوري في حي المنشية بدرعا البلد.
وفي مدينة حلفايا بريف حماة الشمالي، قالت فصائل المعارضة إنها استعادت السيطرة على موقع استراتيجي بعد اشتباكات مع قوات النظام والمليشيات الأجنبية. وقال “جيش العزة” إن مقاتليه سيطروا على منطقة سن سحر، جنوبي مدينة حلفايا والتي تعتبر منطقة استراتيجية كونها تطل على خط إمداد قوات المعارضة نحو الناصرية ومحيط بلدة خطاب شمالي حماة.
وقتل وجرح خلال المعارك العشرات من قوات النظام والمليشيات إضافة لى الاستحواذ على دبابتين، وعربة عسكرية وأسلحة خفيفة ومتوسطة.
من جهتها، قالت “هيئة تحرير الشام” إنها قدّمت مؤازرات لجيش العزة في هذا المحور، واستولى مقاتلوها على دبابتين أيضا.
إلى ذلك، قال الدفاع المدني، على صفحته في موقع “فيسبوك”، إن امرأة قتلت وأصيب عدة مدنيين بينهم أطفال جراء غارات جوية على مدينة حرستا في الغوطة الشرقية بريف دمشق. كما استهدفت طائرات النظام بثلاث غارات حي القابون شرقي دمشق.
حملات توعية للاجئين السوريين: حذار الانخراط بالاستفتاء التركي
إسطنبول ــ عدنان عبد الرزاق
بدأ ناشطون سوريون حملة توعية على مواقع التواصل الاجتماعي، للدعوة إلى عدم انخراط اللاجئين السوريين في تركيا، ضمن الحملات وخاصة يوم الاستفتاء الدستوري، لتجنب إثارة الضغينة تجاه السوريين في البلاد، أو محاولة استغلالهم من قبل البعض، وتصويرهم كمؤيدين للتعديلات واعتماد أصواتهم في الاستفتاء، علماً أن عددهم يقدّر بحوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون سوري.
وحذّر ناشطون من محاولة البعض دفع السوريين إلى التصويت على الاستفتاء أو مشاركة آرائهم عبر وسائل الإعلام، موضحين أن التصويت والتعديل هما من حق المواطن التركي وحده، وهو من يقرر مصلحة بلاده بالشكل الديمقراطي الذي تنتهجه الحكومة التركية المنتخبة.
وتناقلوا عبر تطبيق “واتساب” رسائل موجهة إلى السوريين، مفادها بأن “الحكومة والشعب التركيّين أكّدا في أكثر من مناسبة أن السوريين ضيوف مؤقتون على الديار التركية، حتى انتهاء الحرب الدائرة في بلادهم، إلا لمن يرغب في الاستقرار الدائم بينهم. وبالتالي، من غير اللائق التدخل في شأن الدولة المضيفة التي فتحت ذراعيها بكل مكوناتها لاستقبال اللاجئين خلال الحرب المندلعة منذ ست سنوات”.
وتداول ناشطون سوريون على موقع “فيسبوك” المنشور التالي “الأتراك المتعاطفون معنا هم أكثر بكثير من الأتراك الكارهين لتواجدنا… وعلينا أيضاً جعل الآخرين يتعاطفون معنا، لا أن نزيد من كرههم لنا، ما سينعكس أيضاً بالإيجاب على الشعب التركي الذي يتطلّع إلى التغيير… لذلك أعود للتذكير: نحن بصدد اقتراب يوم تقرير المصير للأشقاء الأتراك ولا تجعل أحدا يستغلك ويسألك عن رأيك أو يحاول إقناعك بحق التصويت أو يستدرجك إلى مكان التصويت ليظهر أنك سوري تتلاعب بالانتخاب… علينا فقط الدعاء إلى الله للعبور بتركيا إلى بر الأمان”.
وقال الإعلامي والكاتب أسامة حميد “لا أعتقد أن من حق الضيوف التدخل بالشأن الداخلي لأي بلد مضيف… وهذه قاعدة يجب جميعنا الاتفاق عليها، وبما أن معركة الاستفتاء الشعبي حول مسألة تعديل دستور والتحول إلى نظام رئاسي بتركيا، وباتت وشيكة وتبدو حامية الوطيس بين حزبين فقط وهما حزب العدالة والتنمية والحزب الجمهوري المعارض”.
وأضاف حميد “كلنا يعرف من دون تحليل أن المعارضة التركية التي يمثلها الحزب الجمهوري قد عبرت بكل صراحة أثناء الانتخابات البرلمانية عن رغبتها بطرد السوريين من تركيا فهذا يعني بكل بساطة عدم إعطاء أي فرصة للمعارضة التركية بأن تستغل انخراط السوريين في الاستفتاء والذي يعبر عنه الشارع التركي فقط ولا علاقة لنا من بعيد أو من قريب فيما يختاره الأتراك”.
وصّرح حميد من مدينة غازي عنتاب أن “كلنا يعرف أن الإعلام التركي المعارض يحاول دائماً إبراز السوريين بصورة مهزوزة ويجري تضخيمها وفق الأجندة التي يرغبون بها، حتى أنهم اتهموا السوريين بأنهم سبب زيادة البطالة وتراجع سعر صرف الليرة التركية”، في حديثه لـ “العربي الجديد”.
وتابع “علينا دائما أن نتذكر أننا مجرد ضيوف والدولة مسؤولة عن حمايتنا فقط وفق القوانين الدولية، وكما قيل في الحكمة: من يتدخل فيما لا يعنيه يرى شيئاً لا يرضيه، علماً أن الأتراك لا يقدسون أشخاصاً كما الذهنية العربية، هم فقط وببساطة يبحثون عما فيه مصالح بلادهم، وهم أدرى بها”.
في المقابل، رأى الكاتب السوري جمال مامو في حديث لـ”العربي الجديد”، أن الانقسام الحاد حول الاستحقاق الدستوري الذي تشهده تركيا بعد أسبوع، لا يطاول الأتراك وحدهم فحسب، بل يشاركهم في ذلك الانقسام 3 ملايين لاجئ سوري يتوزعون على معظم المدن التركية من الجنوب إلى الشمال.
وعلى الرغم من أن الانقسام السوري حول التعديلات الدستورية لا يتعلق بالتصويت بالموافقة على التعديلات أو رفضها، لأن معظم السوريين لا يملكون حق التصويت والمشاركة في الاستفتاء، فقد نشطت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغتين العربية والتركية تدعو السوريين إلى عدم المشاركة في الأنشطة الجماهيرية التي يعقدها كلا الفريقين أو التجمع أمام مراكز الاستفتاء، كي لا يستخدم وجود السوريين كحجة من قبل أحزاب المعارضة التركية التي يسوق بعضها في وسائل إعلامه أن الحزب الحاكم في تركيا سيسمح لبعض السوريين بالتصويت لكسب الاستفتاء، وفقاً لمامو.
وأضاف مامو “في هذا السياق، وجه أحد الناشطين من التركمان السوريين دعوة إلى جميع السوريين لتجنب حمل الأعلام التركية والتجمع أمام مراكز التصويت يوم الاستفتاء، لكنه قال في نهاية رسالته إنه لا يرى مانعاً في مشاركة السوريين للأتراك في احتفالات الفوز في حال فوز الحزب الحاكم بمعركة الاستحقاق الدستوري”.
وأشار الكاتب السوري إلى أن “الحكمة والعقلانية تقضي بتجنب الدخول في معترك السياسة الداخلية التركية واستحقاقاتها، أياً كانت الدوافع والنتائج المرتقبة لهذا التدخل، خاصة أن السوريين يمرون بمرحلة حرجة على المستوى الوطني العام، بعد تصاعد مطالب شعبية تركية بإشراك السوريين في تحرير بلادهم بدلاً من الجنود الأتراك الذين يدفعون حياتهم ثمناً لتحرير أراضي غيرهم كما تزعم بعض الجهات التركية”.
الأسد مع “فرانس برس”… تسويق ممنهج للديكتاتور
ماجدولين الشموري
منذ انطلاق الثورة السورية في عام 2011 ظهر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مع وسائل إعلام غربية عدة، لكن مقابلته مع وكالة “فرانس برس”، أمس الخميس، تُعدّ من أوقح إطلالاته الإعلامية، إذ لم يكرّر الأسد ادّعاءاته واتهاماته المعهودة وإنكاره للمجازر في سورية فقط، بل ساعد رئيسُ مكتب الوكالة في بيروت، سامي كيتز، على “أنسنته”، طارحاً عليه أسئلة من نوع “ألم تتعب؟” و”ماذا يؤرقك في الليل؟”، فاتحاً منبره لمجرم ديكتاتوري، ومشاركاً إياه الضحك.
تعدّ هذه الإطلالة الإعلامية الأولى للأسد بعد مجزرة خان شيخون (4 أبريل/نيسان الحالي) والضربة الأميركية على مطار الشعيرات العسكري (7 أبريل/نيسان الحالي)، لكن رغم الأحداث المستجدة، لم يطرأ أي تغيير على خطاب الأسد.
أنكر مجدداً ارتكاب مجازر في سورية، بل شكّك أصلاً في حصول مجزرة خان شيخون، واصفاً إياها بـ “المسرحية”، ومعتبراً الفيديوهات والصور المتناقلة عن فظائعه، تماماً كـ “أصحاب القبعات البيض”، كلها “مفبركة”، ولا يمكن التحقق منها.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحدث، إذ ابتسم الأسد متذاكياً، وسأل “هل أطفال خان شيخون أموات أصلاً؟”، ليردّ عليه الإعلامي بابتسامة، كأنهما وحدهما يعرفان “حقيقة” ما يحصل في سورية، بل بدا كيتز لوهلة مؤيداً الأسد في آرائه كلها، فالمواطنون السوريون متهمون بـ “الإرهاب” كلهم، باستثناء الأسد وعائلته ومؤيديه، وبالتالي فإن قصف المدنيين وقتلهم “حق”، حتى لو أنكر فعل ذلك.
وتبنى مجدداً رواية المحللين العسكريين الروس حول مجزرة خان شيخون، طارحاً أسئلة متذاكية أخرى، من نوع “لماذا سنضربها؟” كأن كل جرائمه السابقة مبررة، و”كيف لم يستعمل أفراد طاقم الإنقاذ قفازات؟”، وغيرها.
إن مراجعة مواقف الأسد الآن لن تغير أي شيء في حقيقة أنه ديكتاتوري يواصل قتل شعبه وتجويعه وتهجيره منذ ست سنوات، لكن السؤال حول أسلوب الإعلامي في “فرانس برس” خلال المقابلة يطرح نفسه تلقائياً.
ماذا يعني مثلاً سؤال كيتز للأسد “بعد ست سنوات، ألا تشعر بالتعب؟”، هل تحاول الوكالة تقديم الأسد كإنسان، مثله مثل أي إنسان آخر، يشعر بـ “التعب”؟ والتعب من ماذا تحديداً؟ التعب من القتل والتدمير؟
والأسد كان حاضراً للاستفادة من هذه الفرصة، مجيباً أن “لا شيء يضغط عليه، لا الوضع السياسي ولا العسكري، باستثناء الوضع الإنساني في سورية”. وكرر الإجابة نفسها، رداً على سؤال “ما يؤرقك ليلاً؟”، لكنه أوضح أن هذا “الأرق” جراء “الوضع الإنساني في سورية”، يعاوده “من وقت إلى آخر” فقط لا غير. فعلاً، الأمور محلولة كلها، ما دام الأسد ينعم بنوم هانئ فوق جثث الآلاف.
والردّ الأكثر سريالية في المقابلة هو قول الأسد “ليس هناك حكم لعائلة الأسد في أي حال من الأحوال في سورية”، معقباً ردَّه بضحكة هستيرية، لم يفوت الإعلامي فرصة مشاركتها، تعليقاً على تصريح وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون أن “حكم عائلة الأسد شارف على النهاية”.
وأكد بعدها أن خان شيخون ليست “انتكاسة” بالنسبة إليه، وهي العبارة نفسها التي استخدمها كيتز، للحديث عن مجزرة كيماوية أوقعت أكثر من 150 قتيلاً ومئات الجرحى.
شرقي دمشق:المعارضة تباغت النظام بمعركة مفاجئة..وتنسحب
شنت فصائل المعارضة الجمعة، هجوماً مفاجئاً باتجاه النقاط التي سيطرت عليها مليشيات النظام في منطقة درب الطويلة في البساتين الغربية لمدينة حرستا، وتمكنت خلال ساعات قليلة من السيطرة على نقاط استراتيجية، من جديد، وسط اشتباكات عنيفة وقصف بصواريخ أرض–أرض فضلاً عن الغارات الجوية التي استهدفت المنطقة.
مراسل “المدن” رائد الصالحاني نقل عن مصادر عسكرية في المنطقة، قولها إن فصائل المعارضة استطاعت السيطرة على “المكتب الأمني” سابقاً، والذي يعتبر نقطة مركزية في المنطقة، إضافة إلى أكثر من 25 نقطة كانت قوات النظام قد سيطرت عليها مؤخراً، فيما اغتنمت الفصائل آليات أثناء المعركة.
وقال مصدر عسكري لـ”المدن”، إن العملية كانت انغماسية، من خلال حفر نفق إلى مناطق سيطرة النظام، واستمرت حوالي 3 ساعات، قتل خلالها أكثر من 50 عنصراً من مليشيات النظام بينهم نقيب، وتم أسر 3 من عناصر “التسويات” من بلدتي قدسيا والتل. وشارك في المعركة من جهة المعارضة كل من “جيش الإسلام” و”أحرار الشام” و”اللواء الأول” و”لواء فجر الأمة” و”ألوية المجد” التابعة لـ”فيلق الرحمن”. ولاحظ المصدر العسكري أن معظم قتلى مليشيات النظام ليسوا من العلويين، على عكس المعارك السابقة، إذ استعاض النظام عنهم بمقاتلي المعارضة السابقين الذين دخلوا في اتفاقيات “المصالحة”.
وأضاف المصدر أن العملية لم تكن بهدف استرجاع ما خسرته المعارضة، فهو أمر صعب في الوقت الحالي، خاصة مع عدم وجود ثِقل حقيقي للفصائل في المنطقة، بل “إنها كانت مباغتة في وقت كان فيه العدو، مشغولاً بعمليات التحصين وتعفيش المنازل والمزراع في المناطق التي سيطر عليها، وتركيزه على محور شارع الحافظ مكننا من الهجوم من محور آخر وتكبيدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح”.
وأشار المصدر إلى أن الفصائل المشاركة اضطرت للانسحاب بعد ساعات على بدء العملية، تاركة خلفها الغنائم من آليات وغيرها، خوفاً من التفاف قد تنفذه مليشيات النظام عليها، ما يمكن ان يضعها في موضع المحاصرة. فيما أشار القيادي العسكري إلى وجود أسرى من عناصر المليشيات الموالية، الكثير منهم من عناصر “التسويات” الذين قاموا بالانضمام إلى مليشيات النظام بعد دخول مناطقهم عهد “المصالحات الوطنية” وعمليات التهجير.
ونشرت وسائل إعلام النظام صوراً لآليات مدمرة قالت إنها تعود إلى “فيلق الرحمن” في بساتين حرستا، لكن مصادر ميدانية وناشطين، أكدت أن تلك المدرعات تعود لمليشيات النظام وتم عطبها بعد استحاله اغتنامها وسحبها إلى مناطق سيطرة المعارضة.
وتمكنت مليشيات النظام خلال الأسبوع الماضي من احراز تقدم واضح في شارع الحافظ، وتحولت المعارك هناك إلى حرب شوارع حقيقية، وبثّ “جيش الإسلام” شريطاً مصوراً يظهر عناصر تابعين له على بعد أمتار من دبابات المليشيات في اشتباك مباشر داخل الشوارع الضيقة في حي تشرين. ونشر “المكتب الإعلامي” لحي برزة صوراً تظهر عمليات “التعفيش” التي تقوم بها المليشيات في البساتين. فيما اتهمت صفحة مقربة من “الفرقة الرابعة”، في مواقع التواصل الاجتماعي، عناصر “الدفاع الوطني” من قطاع “ضاحية الأسد” بتعفيش المنازل خلال انشغال عناصر “الفرقة الرابعة” والمليشيات “الرديفة” بتطهير المنطقة، بحسب وصفهم.
ولا يزال الغموض يحيط بملف حي برزة فالهدنة القديمة تعتبر معلقة، ولم يرد النظام حتى اللحظة على بنود “المصالحة” التي طرحتها الفصائل قبل شهر تقريباً، وسط حصار خانق للمنطقة وإغلاق كافة المنافذ إلى دمشق، ما أدى إلى فقدان المواد الأساسية وارتفاع سعر ربطة الخبز إلى 1000 ليرة سورية، بعدما كانت بحوالي 100 ليرة.
اتفاق “المدن الأربع” نفّذ.. والنظام يدخل مضايا
نفّذ اتفاق إخلاء آلاف المدنيين من مدينتي الزبداني ومضايا في ريف دمشق، وبلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، برعاية قطرية-إيرانية، الجمعة، في حين دخلت قوات النظام والمليشيات رسمياً إلى مضايا بعد ساعات من خروج أهلها.
وجرت عملية إخلاء السكان والمقاتلين في الاتفاق الذي عرف باسم “المدن الأربع” بالتزامن بين ريف دمشق وريف إدلب، حيث نقلت 75 حافلة و20 سيارة إسعاف ساكناً ومصابين ومقاتلين من بلدتي الفوعة وكفريا إلى حلب، في حين خرجت 65 حافلة من ريف دمشق إلى إدلب.
وقال نشطاء إن 3700 مدني، ونحو 1300 مقاتل من المليشيات المقاتلة مع النظام خرجوا من الفوعة وكفريا، في حين خرج من مضايا والزبداني والبلدات التي شملها الاتفاق نحو 3150 شخصاً، بينهم 400 مقاتل في صفوف المعارضة من مضايا، في حين من المقرر إجلاء نحو 150 مقاتلاً من الزبداني في وقت لاحق.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن طبيب من سكان مضايا، يدعى محمد درويش، التقته أثناء استعداده للمغادرة، قوله: “هناك فرح كوننا تخلصنا من الأزمة لكن الجو العام هو الكآبة والحزن والغضب (…) لا نعرف مصير الناس الذين تركناهم خلفنا، ولا نعرف مصيرنا”. وتابع “وكأن الناس تلقت صفعة على وجهها، الجميع في صدمة”.
ومن بين الذين تم اجلاؤهم، بحسب درويش، حوالى “20 حالة مرضية منهم ثمانية تقلهم سيارات أسعاف”. واشار الى وجود نساء حوامل ورجل بحاجة الى جراحة في البطن وآخر إلى بتر أحد أطرافه.
وتتهم المعارضة نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالسعي إلى عملية تغيير ديموغرافي سوريا نتيجة هذا الاتفاق.
وكان الأسد قد أقر خلال مقابلة مع “فرانس برس” الخميس، بأن اتفاق “المدن الأربع” هو تهجير إجباري. وأضاف “لم نختر ذلك.. نتمنى لو أن كل شخص يمكنه أن يبقى في قريته ومدينته.. لكن أولئك الناس كالعديد من المدنيين الآخرين في مختلف المناطق كانوا محاطين ومحاصرين من قبل الإرهابيين وكانوا يقتلون يوميا.. وبالتالي كان عليهم أن يغادروا.. لكنهم بالطبع سيعودون إلى مدنهم بعد التحرير.. وقد حدث ذلك في العديد من المناطق الأخرى التي عاد فيها الناس إلى منازلهم.. هذا أمر مؤقت.. أما الحديث عن التغييرات الديموغرافية فإن هذا لا يخدم ولا يصب في مصلحة المجتمع السوري عندما يكون ذلك دائما.. لكن بما أنه مؤقت فإنه لا يقلقنا”.
وبإنجاز هذا الاتفاق، تطوى صفحة حصار قاس فرضته قوات النظام وحزب الله على مدينة الزبداني وقراها، ومدينة مضايا بشكل خاص، حيث قضى العشرات نتيجة الجوع وتفاقم حالاتهم المرضية وإصاباتهم. كما تفقد الفصائل الإسلامية في الشمال السوري، بإخلاء بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين، ورقة ضغط كانت تستغلها لتحقيق مكاسب من النظام والمليشيات الموالية له.
هل تنسحب تركيا من عملية أستانة؟
رصدت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، الجمعة، مؤشرات على إمكان انسحاب تركيا من الاتفاق الثلاثي مع روسيا وإيران حول الهدنة في سوريا، والذي تم التوصل إليه في أنقرة وأستانة، في أعقاب محادثات بين المعارضة والنظام السوري.
وتطرقت الصحيفة إلى اجتماع وزراء خارجية روسيا وإيران وسوريا في موسكو، الجمعة، معتبرة أن وجهات نظر الدول الثلاثة متطابقة حول الضربة الأميركية على قاعدة الشعيرات الجوية في ريف حمص، في حين أن تركيا لها وجهة نظر مغايرة، ومن شأن ذلك أن يضع مستقبل التنسيق في إطار اتفاق رعاية الهدنة في سوريا بين الدول الثلاث على المحك.
ورأت الصحيفة أن الهجوم الذي تعرضت له مدينة خان شيخون في ريف إدلب، أعاد المبادرة لتركيا مجدداً من أجل المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك أظهر حجم التناقضات الروسية–التركية.
وقالت الصحيفة، إن موقف موسكو حيال هذا الموضوع واضح، وتم الحديث عنه بشكل رسمي خلال إيجاز صحافي للمتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، قالت فيه، عندما كانت تعلق على إعلان وزارة الصحة التركية أن المادة التي ألقيت في خان شيخون كانت “غاز السارين”، إن على تركيا على عتبة موسم الاصطياف، وعليها “الاهتمام بتحليل مياه البحر والتأكد من عدم وجود بكتيريا فيها، وكذلك التأكد من جودة المواد الغذائية”، وليس إجراء فحوص بشأن المأساة. كما تساءلت: كيف تستطيع أنقرة الجمع بين موقفين؟ تسوية الأزمة السورية عبر أستانة، ومساندة الهجمة الأميركية على الشعيرات؟
وتنقل “نيزافيسيمايا غازيتا” عن الخبير التركي في السياسة الأوراسية كريم هاس قوله، إن أنقرة تحاول “الجلوس على كرسيين. فهي من جانب ترغب باستمرار الحوار مع روسيا، ومن جانب آخر تأمل أن تتفهم الولايات المتحدة لاحقاً الخطوات التركية في سوريا. ولكن نهج القيادة التركية بعد استفتاء 16 ابريل/نيسان الجاري سيكون أكثر وضوحاً. فإذا حصل أردوغان على صلاحيات جديدة، فإنه قد ينتهج سياسة خاصة أوضح في سوريا. والسؤال المهم هنا: هل ستكون هناك عملية جديدة في سوريا؟ كذلك ليس معلوماً استمرار مفاوضات أستانة. لكن تركيا في جميع الأحوال إذا أرادت تنفيذ عملية عسكرية ثانية في سوريا أو تعزيز نفوذها في المنطقة فسيكون عليها الحفاظ على اتصالاتها بروسيا”.
واعتبر هاس أن تركيا قد تعوّل على علاقات أفضل مع الولايات المتحدة بعد الضربة الأميركية لقاعدة الشعيرات الجوية، لكنها في الوقت نفسه لن تستطيع تجاوز العلاقة مع موسكو، وفي أسوأ الأحوال قد تكون العلاقة بين تركيا وروسيا في مستوى أدنى.
حلب: ماذا يحصل في الراشدين؟
قتل 22 شخصاً وأصيب أكثر من 40، في حصيلة أولية، جراء انفجار استهدف تجمعاً للخارجين من بلدتي كفريا والفوعة في منطقة الراشدين، غربي حلب، وأفاد نشطاء أن الانفجار نفّذه انتحاري، في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الانتحاري كان يقود سيارة مواد غذائية.
ونددت جماعات مدنية ومهجّرون من مضايا والزبداني بالتفجير، داعين فصائل المعارضة إلى مساعدة المصابين وتدخل فوري من قبل الأمم المتحدة، التي تغيب بشكل تام عن هذا الاتفاق، فيما تتولّى منظمة الهلال الأحمر السوري تقديم العلاج للمصابين ومرافقة الحافلات. كما حذّرت المعارضة من أعمال انتقامية بحق مهجري مضايا والزبداني بعد التفجير.
وبدأ تنفيذ اتفاق “المدن الأربع” الذي يشمل الزبداني ومضايا في ريف دمشق، والفوعة وكفريا في ريف إدلب، الجمعة؛ إذ وصلت نحو 75 حافلة و20 سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر إلى منطقة الراشدين التابعة للمعارضة غربي حلب، ظهراً، آتية من بلدتي الفوعة وكفريا في ريف محافظة إدلب. في الوقت ذاته، خرجت نحو 65 حافلة تقل نحو 2350 شخصاً من بلدة مضايا في ريف دمشق متوجهة إلى حلب، ومنها إلى ريف إدلب كما هو مقرر. ووصلت القافلة في وقت متأخر من مساء الجمعة إلى منطقة الراموسة غربي حلب.
الصحافي خالد الخطيب قال لـ”المدن” إن القافلة القادمة من بلدتي كفريا والفوعة، بحماية مئات العناصر من “حركة أحرار الشام الإسلامية” و”جبهة فتح الشام” اضطرت للانتظار في منطقة الراشدين، حتى منتصف ليل الجمعة/السبت، إلى حين وصول القافلة القادمة من دمشق والتي تقل أهالي بلدة مضايا، والتي استغرقها الوصول أكثر من 15 ساعة.
قافلة مهجري مضايا تحركت أخيراً صباح السبت، بعدما ظلت متوقفة في مكانها منذ أن وصلت الراموسة في حلب مساء الجمعة. ولا يعرف حتى الآن ماهي الأسباب التي تقف وراء التأخير حتى صباح السبت. الناشط أبو عمر البقيني، قال لـ”المدن”، إن “الوضع داخل الحافلات سيء للغاية، وهناك أطفال ونساء وشيوخ على متنها ينتظرون بفارغ الصبر الإفراج عن القافلة والسماح لها بالدخول إلى المناطق المحررة”.
ومن أهم ما تتضمنه بنود الاتفاق الذي سيتم تنفيذ مراحله خلال الفترة القادمة، أن يفرج النظام عن 1500 معتقل من سجونه قسم كبير منهم من النساء، إضافة إلى وقف إطلاق النار، وإدخال معونات إلى مناطق جنوب دمشق المحاصرة، وإخراج المحاصرين من مخيم اليرموك في دمشق والتفاوض على تسليم المعارضة فيها لسلاحها الثقيل.
معركة الرقة: هل قصف “صقور الرقة” هو استبعاد للنظام؟
خليل عساف
جرت خلال الأيام القليلة الماضية أحداث متعددة تشير إلى إمكانية حدوث تغيرات هامة في سياسة “التحالف الدولي” في ما يخص معركة الرقة وتركيب القوى المقاتلة على الأرض. مؤشرات يمكن استخلاصها من جملة حوادث تبدو متفرقة، إلا أنها تسير في الاتجاه ذاته، وتُشكِّل أرضية لفهم التغيرات في المشهد حول الرقة.
بعد نجاح “قوات سوريا الديموقراطية” في تطويق مدينة الطبقة شرقي الرقة، من جهاتها الأربع، وبالتزامن مع إعلانها، الجمعة، بدء “المرحلة الرابعة لتطهير ما تبقى من الريف الشمالي ووادي الجلاب من إرهابيي داعش وإزالة آخر العقبات أمامنا للتمهيد لعملية تحرير مدينة الرقة وإتمام الطوق والحِصار وتطويق الخِناق على الارهابيين”، قصفت طائرات أميركية مقراً لـ”لواء صقور الرقة” بالقرب من قرية جعبر، ما أودى بحياة 17 مقاتلاً منه. وفي الوقت ذاته كانت “وحدات حماية الشعب” الكردية تطوّق مقاتلي “قوات النخبة” التابعة لأحمد عاصي الجربا و”قوات صناديد شمر” التابعة لحميدي دهام الجربا، عم أحمد، وهما من وجهاء عشيرة شمر المنتشرة في محافظة الحسكة السورية، ويقاتل فصيلاهما ضمن “قوات سوريا الديموقراطية”. كما تجري حالياً مفاوضات بين “وحدات حماية الشعب” والجيش السوري الحر، برغبة تركية وإملاء أميركي، بغية تسليم 11 قرية عربية في محيط تل رفعت في ريف حلب الغربي إلى الجيش الحر.
القصف الذي طال “لواء صقور الرقة”، واعترفت وزارة الدفاع الأميركية و”وحدات حماية الشعب” بوقوعه، يبدو خطأً مدروساً، فهو يُخرج الفصيل المحلي الوحيد المشارك بالقتال تحت راية “قسد”، كما ينهي الحضور الرمزي للنظام السوري الذي مثّله هذا الفصيل في معركة الرقة. وتشكّل “لواء صقور الرقة” من بعثيين وموالين للنظام إثر سيطرة “قسد” على تل أبيض في حزيران/يونيو 2015، بتمويل وتجهيز من النظام و”وحدات حماية الشعب” لسحب البساط من تحت الجيش الحر مُمثلاً بـ”لواء ثوار الرقة”.
والحال مشابه في ما يتعلق بـ”قوات صناديد شمر” و”قوات النخبة”. ففيما تبقى “قوات صناديد شمر” على ولائها للنظام، فإنها تلعب ضمن هامش مناورة واسع تُساير فيه السياسات الأميركية والكردية في محافظة الحسكة، بينما تحول الفريق السياسي لأحمد الجربا، الرئيس السابق لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة”، إلى خط سياسي جديد خلال العامين الماضيين، يتماشى مع أولوية “محاربة الإرهاب” على إسقاط النظام، تحت مظلة أميركية-مصرية-إماراتية، فكوَّن جناحاً عسكرياً له؛ “قوات النخبة” من بقايا الجيش الحر في المنطقة ودخل تحت مظلة “قسد”، ويعمل الآن في قرى ريف ديرالزور الغربي.
المستهدف بـ”الخطأ” في قصف “صقور الرقة”، ومحاصرة “صناديد شمر” و”النخبة”، وإخراجهم من المعركة ربما، هو النظام السوري، وإلى حدّ ما، المكوِّن العربي ضمن “قسد”، بحضوره الرمزي والشكلي أصلاً. وهذا ما يشكل تعقيداً إضافياً في وضع معقد إساساً، فإخراج هذه الفصائل سيوجه لطمة جديدة إلى النظام السوري، لكن النجاح في ذلك سيزيد من حدة الاستقطاب القومي في المنطقة ويجعل من مهمة “التحالف” وأدواته على الأرض أشد صعوبة وخطراً.
“وحدات حماية الشعب” يمكنها بسهولة تعويض النقص البشري جراء غياب “الصقور” و”النخبة” و”الصناديد” من خلال تشكيلاتها التي يُحتمل أن تنسحب من تل رفعت ومنغ ومحيطهما، ما سيضمن تماسكاً عسكرياً وسياسياً وأمنياً أكبر في محيط الرقة، ويرشح “الوحدات” لدور ونصيب أكبر في مسار العملية السياسية مستقبلاً. لكن هذه القراءة تسير بدورها عكس روح المراجعة الأميركية لسياستها في “محاربة الإرهاب” في سوريا، وتحديداً في ما يخص تلزيم قوات كردية محاربة “الدولة الإسلامية” بالضد من الرأي العام العربي في سوريا، والحساسية التركية تجاه نمو صورة ما من صور القوة العسكرية الكردية على حدودها الجنوبية. الاعتماد الأميركي على الأكراد، وإن اثبت نجاحاً تكتيكياً خلال السنوات الثلاث الماضية من عمر حملاتها على تنظيم “الدولة”، إلّا أنه خاسر استراتيجياً، خاصة مع الحاجة إلى دخول عملية سلام شامل توافقية، سواء قصد منها توافقات داخلية أم إقليمية.
والأرجح أن ترتيبات “ما حول الرقة” حالياً تتصل بترتيبات “ما بعد الرقة” لاحقاً، وهذه لم تأخذ شكلها النهائي بعد على ما يبدو، ليس لأن الإعلان عن معركة دخول المدينة في مطلع نيسان/إبريل بدا “كذبة”، أو سوء تقدير في أحسن الأحوال، ولا لأن نتائج إخراج مكونات عربية مرتبطة بدرجة أو بأخرى بنظام الأسد من المعركة لم تظهر بعد، بل لأن عوامل جديدة ربما ستظهر خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، قد يكون أبرزها إشراك فصائل عربية من الجيش الحر كحل وسط بين المخاوف والشكوك المتبادلة، بين الأكراد و”التحالف” من ورائهم من جهة، وبين عرب المنطقة وحلفائهم من جهة ثانية، بعد استثناء النظام ولو رمزياً من المساهمة.
إذا فاز معسكر “نعم”..هل سيبقى أردوغان قوياً؟
شناي أوزدنفضل أداة لاقرار العلاقات بين تلك الزمر تحت سيطرة أردوغان غير المتنازع عليها (أ ف ب)
ساعات تفصل تركيا عن استفتاء 16 نيسان/إبريل على تعديل دستوري سيحوّل تركيا من نظام برلماني إلى نظام رئاسي تنفيذي في حال التصويت بنعم. ولكن، لماذا تجري تركيا هذا الاستفتاء الآن؟ ولماذا يدفع الرئيس أردوغان بشكل كثيف لمثل هذا التغيير الجذري بهذه العجلة؟
منذ بداية حياة أردوغان السياسية، وعلى الرغم من أن كاريزميته الشخصية لعبت دوراً في التأييد الذي حصل عليه، فإن السبب الحقيقي خلف نجاحه السياسي المتواصل كان التحالفات الجمعية التي أسسها حزبه مع الفاعلين السياسيين الآخرين. ومع ذلك، ابتعد أردوغان بشكل ثابت عن تلك السياسات الجمعية ليؤسس دوره كـ”حكم رجل واحد” منذ مظاهرات “غازي بارك” في العام 2013 ووصل ذروته بعد محاولة انقلاب 15 تموز/يوليو الفاشلة. الانقلاب الفاشل الذي قام به أتباع فتح الله غولان، كان بالفعل نتيجة التجزئة في كتلة القوى الحاكمة التي أجبرت أردوغان لتأسيس تحالفات جديدة مع زمر “مفاتيح قوى” متعددة ضمن أجهزة الدولة. ومع ذلك، وكما أشار الصحافي والكاتب روشين شاكير، فإن هذا التحالفات هذه المرة ليست قائمة على تشارك السلطة، بل على توزيع السلطة من قبل أردوغان. بمعنى آخر، عيّن أردوغان دوراً للفاعلين السياسيين الآخرين ضمن مجال الحكم، فقط إلى الدرجة التي يراها هو مناسبة. لذا، فالاستفتاء هو أفضل أداة لاقرار العلاقات بين تلك الزمر تحت سيطرة أردوغان غير المتنازع عليها.
على الرغم من أن تجارب الإنتخابات السابقة برهنت على أنه ليس في الإمكان الثقة بنتائج استطلاعات الرأي، فإن كل الاستطلاعات حتى الآن تظهر أنه وللمرة الأولى منذ وصول “العدالة والتنمية” إلى الحكم، فإنه لن يفوز في الاستفتاء هذه المرة بسهولة، ولن يرسخ تفوقه غير المتنازع عليه، حتى في ظل جو القمع المرافق لحالة الطوارئ، وتقريبا التحكم الكامل للحكومة بوسائل الميديا الرئيسية، واستخدامها كميات خيالية من المصادر المالية لتمويل الحملة. ويبدو أردوغان كلما تحرك باتجاه حكم الرجل الواحد، كلما ابتعد عن الدوائر التي اعتادت دعمه.
من بين الدوائر التي دعمت “العدالة والتنمية” خلال السنوات الماضية هناك المحافظون من الطبقات الوسطى والشرائح العليا من الطبقات الوسطى، المُستجدون، الذين كانوا مهمشين تاريخياً تحت ظل الحكم العلماني-الفاشي/الجمهوري لعقود. هذا القطاع من المجتمع الذي اختبر الصعود إلى الأعلى في ظل حكم “العدالة والتنمية” استفاد بشدة من عولمة تركيا على الرغم من كونه محافظاً اجتماعياً. القيم العالمية للتعددية والديموقراطية هي ما مكّنهم من أن يُضمّوا إلى مركز الحياة السياسية، الإقتصادية والاجتماعية في تركيا. لذلك، فإن خطاب أردوغان القومي المتصاعد، الدافع لانطواء تركيا، وعزلها عن الغرب، هو في الوقت نفسه غير مرحب بعد لدى هذه القطاعات من المجتمع.
خسارة الدعم لأردوغان، الثانية والأكثر وضوحاً، جاءت من الليبراليين الذين كانوا مع “العدالة والتنمية” بسبب خطابه التعددي، الموجه ضد النظام القديم العسكري، والذي لاحظناه في سنواته المبكرة من الحكم. بالنسبة لهؤلاء الليبراليين، ومن بينهم كتاب مهمون وأكاديميون ونخبة ثقافية، من المستحيل دعم تغيير دستوري سيمؤسس عملياً نظاماً شعبوياً سلطوياً يتيح للرئيس متبوعاً بحزب سياسي، أن يلغي مكتب رئيس الوزراء وينقل السلطة التنفيذية إلى الرئيس.
خلال فترة حملة الاستفتاء شاهدنا أن شخصية أردوغان كانت أحد أقطاب الحملة الرئيسية، في حين كان القطب الرئيس الآخر هو القومية. ومن الواضح أن أردوغان وحزب “العدالة والتنمية” الحاكم هَجَروا التحالفات القائمة على الإسلامية لصالح تلك القائمة على القومية، على الرغم من كونها ضد-الكردية وضد الغرب. لهذا فإن المصوتين بنعم لا يشددون على التعديلات الدستورية التي ستدخل حيّز التنفيذ، لكنهم في الغالب يعلنون رغبتهم بتركيا أقوى، أكثر استقراراً، مستقلة، موحدة، كأسباب لتصويتهم بنعم. من الواضح أن الحكومة الشعبوية قد راكمت بنجاح على تزايد الإسلاموفوبيا في الغرب وعقود من الشعور بالإهانة والدونية تجاه أوروبا في الخطاب الحداثوي الذي كان سائداً أثناء حكم الكماليين، بغرض استغلال مشاعر القوميين بين العامة. ولذا، فليس من المفاجئ أن حزب “الحركة القومية”، الحزب الفاشي القومي المتطرف، هو الشريك الرئيس لـ”العدالة والتنمية” في الاستفتاء.
وبينما استفاد معسكر مؤيدي التعديل الدستوري من القومية، فإن المعارضة في “الحركة القومية” و”الشعب الجمهوري”، التي تقول إنها أحزاب ديموقراطية اجتماعية، راكمت أيضاً بدورها على الخطاب القومي. خطاب “الشعب الجمهوري” القومي في الحملة، له خاصية رئيسية؛ موقفه العدائي من اللاجئين السوريين. زعيم الحزب قليشدارأوغلو تكلم علانية أكثر من مرة ضد اللاجئين السوريين. واستهدف اللاجئين السوريين مباشرة بالقول: بينما يموت الجنود الأتراك في سوريا، الشباب السوريون هم في تركيا. لقد وجدوا أعمالاً بينما أبناؤنا غير موظفين”. ومع إعلانه هذه المواقف، قليشدارأوغلو بدا وكأنه قد نسي أن نواباً من حزبه السياسي قد صوتوا لصالح إرسال الجيش التركي إلى سوريا، كما فشل في ملاحظة مستويات الاستغلال غير المتخيلة التي يتعرض لها العمال السوريون. أكثر من ذلك، المناشير الداعمة لـ”لا” الموزّعة في غازي عينتاب، واحدة من المدن التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين، قالت: “صوّت بلا إذا كنت لا تريد للسوريين الحصول على الجنسية”. مثل هذا الموقف ضد-اللاجئين ولّد ردود أفعال قوية ضد “الشعب الجمهوري” من قبل حركات المعارضة الأكثر ديموقراطية، والتي طالبت “الشعب الجمهوري” بتأسيس حملته على دمقرطة أكبر للبلد وعلى التعددية بدلاً من المشاعر المعادية للسوريين.
التوسع لأشكال مختلفة من القومية –من معسكر “نعم” ضد الأكراد إلى انطواء أكثر لتركيا، ومن معسكر “لا” السائد ضد اللاجئين السوريين- سيكون التحدي الأساس للمعارضة الديموقراطية في تركيا ما بعد الاستفتاء، مهما كانت نتيجته. المعارضة الديموقراطية تجادل بأنه حتى لو فاز التصويت بـ”نعم”، سيكون ضمن هامش رفيع ما يعني أنه لن يكون كافياً لاستقرار نظام مطلق. كما تجادل بأنه ليس في تركيا ظروف ضرورية تُبقي هذا النظام في السلطة على المدى الطويل، مثل التحالفات الدولية القوية، والاستقرار الاقتصادي الطويل الأجل، والتوافق مع الطبقة الحاكمة. المعارضة الديموقراطية ذاتها أعلنت أنه في حال فوز التصويت بـ”لا” في الاستفتاء، فإن تصعيداً في قمع الدولة قد يكون متوقعاً كما تمّ اختبار ذلك بعد انتخابات العام 2015. ومع ذلك، هذه المرة قد لا يكون سهلاً فعل ذلك لأن “لا” تعني ضمناً أن أردوغان لم يعد يحظى بتأييد كامل من الكتلة الحاكمة. لذا فهم يجادلون بأنه، مهما كانت نتيجة الاستفتاء، فإن المعارضة الديموقراطية بحاجة إلى مواصلة التنظيم من أجل تركيا ديموقراطية استيعابية، مع العطالة التي أحرزتها خلال حملة الاستفتاء والتي عادت من خلالها إلى الشوارع على الرغم من جو القمع في ظل حالة الطوارئ.
أردوغان: الشعب التركي سيحتفل الاحد بالدستور الجديد
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الشعب التركي “سيحتفل غداً (الأحد)”، بعد أن تمتلئ صناديق الاقتراع الخاصة بالاستفتاء الشعبي، بالأصوات المؤيدة للتعديلات الدستورية.
وأمام حشد جماهيري في مدينة توزلا، السبت، اعتبر أردوغان أن التعديلات الدستورية المطروحة على الاستفتاء “هي نظام إدارة جديد ومهم بالنسبة لمستقبل الأجيال القادمة”، مضيفاً أن إعلان “منظمات إرهابية” مثل “العمال الكردستاني” وجماعة فتح الله غولن، رفضها للتعديلات الدستورية “يؤكّد أن تلك التعديلات هي خطوة في الاتجاه الصحيح”.
وأكد الرئيس التركي احترامه للمصوتين بـ”لا” بقدر احترامه للمصوتين بـ”نعم” في الاستفتاء، قائلاً “هذه هي الديموقراطية”، لكنّه أضاف أن “المعارضين لتلك التعديلات لا يقدمون حلولاً لمواجهة التحديات؛ وكل ما يقومون به هو معارضة جميع الخطوات التي تساهم بتقدم البلاد”.
ويحضر الرئيس التركي، السبت، آخر 4 مهرجانات انتخابية لكسب أصوات الناخبين المترددين قبل ساعات من بدء الاستفتاء، الذي من المرجح أن ينتهي بنتيجة متقاربة جداً وفق استطلاعات رأي عديدة.
وفي اللحظة الأخيرة، برز جدال داخل معسكر “نعم”، بين حزب “العدالة والتنمية” الحاكم وحليفه الرئيسي في معركة التعديلات الدستورية حزب “الحركة القومية”، على خلفية اقتراح قدمّه مستشار لأردوغان، حول تشكيل نظام فدرالي في تركيا في حال فازت الـ”نعم”، وهو أمر محرّم بالنسبة إلى القوميين.
ورد زعيم “الحركة القومية” دولت بهجلي بسرعة قائلاً لأردوغان، إنه قد يعزل أي مستشار له في حال قام بتعليقات مماثلة. وأجاب أردوغان “هل سمعت مني بشيء من هذا القبيل؟ لا”.
وجدّد أردوغان طمأنة حلفائه القوميين بنفيه نية إقامة نظام فدرالي في تركيا، وقال أمام تجمع انتخابي في مدينة قونية، الجمعة، إن “العدالة والتنمية” من أكبر المدافعين عن مركزية الحكم في تركيا، وأن أجندته “لا تتضمن مواضيع متعلقة بنظام الولايات أو الفدراليات أو أي شيء من هذا القبيل”.
في المقابل، دعا زعيم “حزب الشعب الجمهوري” المعارض كمال قليشدار أوغلو الأتراك إلى التصويت بـ”لا” على التعديلات، قائلاً إن هناك الكثير من “الغموض” الذي يحيط بنتائج النظام الجديد. وقال “دعونا نبتعد عن المغامرات التي ستفضي إلى القضاء على جمهوريتنا، وألا نغامر بمستقبل أبنائنا ولا يتوجب علينا التضحية بفرصنا المتكافئة والمساواة أمام القضاء وتحميل السلطة مسؤولياتها”، وأضاف “الاستفتاء قد يحرمنا من كل ذلك”.
ويتوجّه 55 مليون و19 ألف ناخب تركي إلى مراكز الاقتراع، الأحد، للتصويت على التعديلات التي ستنقل البلاد من النظام البرلماني إلى الرئاسي. ومن المقرر أن يبدأ التصويت في بعض الولايات من الساعة السابعة صباحاً إلى غاية الرابعة بعد الظهر، بينما ستجرى في ولايات أخرى اعتباراً من الثامنة صباحاً إلى غاية الخامسة مساء.
وتمنع السلطات التركية بيع المشروبات الكحولية في جميع المحلات والمطاعم داخل البلاد، خلال الفترة الممتدة من السادسة صباحاً حتى منتصف الليل، فيما ستبقى الملاهي مغلقة خلال الفترة المحددة لعملية التصويت.
وحتى الساعة السادسة مساء، يُمنع على الإعلام نشر الأخبار والتوقعات والتعليقات حول نتائج الاستفتاء الدستوري، فيما ستتمكن “اللجنة العليا للانتخابات”، حصراً، من نشر الأخبار والبيانات من السادسة حتى التاسعة مساء.
ولإقرار التعديلات الدستورية، ينبغي أن يكون عدد المصوتين في الاستفتاء الشعبي بـ”نعم” أكثر من 50 في المئة من الأصوات (50+1).
ومنذ تأسيس الجمهورية، شهدت تركيا 6 استفتاءات على تعديلات دستورية، كانت نتيجة 5 منها إيجابية (في الأعوام 1961 و1982 و1987 و2007 و2010)، بينما انتهت إحداها بنتيجة سلبية (في العام 1988).
عشرات القتلى بانفجار استهدف تجمع الخارجين من كفريا والفوعة: الاعتداء تمّ في منطقة الراشدين الخاضعة لسيطرة المعارضة
إيلاف- متابعة
بيروت: قتل 24 شخصا من اهالي الفوعة وكفريا واصيب العشرات بجروح الجمعة في تفجير انتحاري استهدف غرب حلب حافلات كانت تقل خمسة آلاف شخص تم اجلاؤهم الجمعة من هاتين البلدتين الشيعيتين المواليتين للنظام.
ويأتي التفجير غداة اجلاء اكثر من سبعة آلاف شخص من اربع بلدات سورية من دون ان تتمكن الحافلات التي تقلهم من اكمال طريقها الى وجهاتها النهائية نتيجة عراقيل تقف امام اتمام العملية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “قتل 24 شخصا على الاقل من اهالي الفوعة وكفريا واصيب العشرات بجروح في التفجير الذي نفذه انتحاري كان يقود شاحنة صغيرة تقل مواد غذائية” في منطقة الراشدين التي تسيطر عليها فصائل المعارضة غرب حلب.
واستهدف التفجير حافلات تقل خمسة آلاف شخص تم اجلاؤهم الجمعة من البلدتين الشيعيتين المواليتين للنظام والمحاصرتين من قبل الفصائل الاسلامية في محافظة ادلب (شمال غرب).
وافاد المرصد ان عدد القتلى مرشح للارتفاع نتيجة وجود اصابات خطيرة.
جثث متفحمة واطفال
وشاهد مراسل فرانس برس في المكان جثثا متفحمة واطفالا مرميين على الارض وسط بقع كبيرة من الدماء وحافلات محترقة تماما.
كما نقل مشاهدته لحالة من الهلع والخوف بين الناجين من اهالي الفوعة وكفريا.
وتنتظر 75 حافلة و20 سيارة اسعاف تقل الآلاف من اهالي الفوعة وكفريا منذ اكثر من 35 ساعة في منطقة الراشدين بانتظار السماح لها باكمال طريقها الى مدينة حلب.
وجرى الجمعة اجلاء 5000 شخص بينهم 1300 مقاتل موال للنظام من الفوعة وكفريا و2200 ضمنهم نحو 400 مقاتل معارض من بلدتي مضايا والزبداني قرب دمشق، في اطار اتفاق بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة برعاية إيران أبرز حلفاء دمشق وقطر الداعمة للمعارضة.
وكان من المفترض ان تتوجه قافلة الفوعة وكفريا الى مدينة حلب ومنها الى محافظات تسيطر عليها قوات النظام، على ان تذهب قافلة مضايا والزبداني الى محافظة ادلب، ابرز معاقل الفصائل المعارضة والجهادية.
الا ان عراقيل وقفت امام اكمال القافلتين طريقهما.
وبحسب المرصد السوري ومصدر في الفصائل فان هذا الانتظار ناتج عن خلاف حول عدد الذين تم اجلاؤهم من الفوعة وكفريا.
كما تنتظر حافلات مضايا والزبداني منذ اكثر من 15 ساعة في منطقة الراموسة التي تسيطر عليها قوات النظام غرب حلب ايضا.
ودان العالقون في الحافلات في منطقة الراموسة التفجير الذي استهدف اهالي الفوعة وكفريا.
واصدروا بيانا باسم “اهالي مدينة مضايا” العالقين في الحافلات في الراموسة ناشدوا فيه “الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، والمنظمات الدولية المعنية، بتأمين الحماية اللازمة لإيصالنا نحو وجهتنا في ادلب، بعد الإحتقان الحاصل اثر التفجير الذي استهدف منطقة الراشدين”.
ومن المفترض بموجب الاتفاق ان يتم على مرحلتين اجلاء جميع سكان الفوعة وكفريا الذين يقدر عددهم بـ16 الف شخص، مقابل خروج من يرغب من سكان مضايا والزبداني.
ودخل الجيش السوري الى مضايا الجمعة بعد خروج القافلة منها فيما لا يزال المقاتلون المعارضون في الزبداني ينتظرون اجلاءهم.
معركة الطبقة
وشهدت سوريا خلال سنوات الحرب، والتي تخللها حصار الكثير من المناطق من قبل كافة اطراف النزاع، عمليات اجلاء عدة شملت عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين وخصوصا من معاقل الفصائل المعارضة.
واسفر النزاع السوري منذ العام 2011 عن مقتل 320 الف شخص وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها.
وازداد النزاع في سوريا، الذي اندلع بعد موجة احتجاجات ضد النظام في اذار/مارس العام 2011، تعقيدا على مر السنين مع تدخل اطراف جديدة فيه سورية واقليمية ودولية فضلا عن تصاعد قوة الجهاديين.
وفي شمال سوريا، تمكنت قوات سوريا الديموقراطية السبت من الوصول الى ابواب مدينة الطبقة، التي تعد أحد معاقل تنظيم الدولة الاسلامية ومقرا سابقا لابرز قادته.
وقال رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان قوات سوريا الديموقراطية “باتت على بعد مئات الامتار من مدينة الطبقة” بعدما تقدمت ليلا وسيطرت على ضاحية الاسكندرية جنوب شرق المدينة، وضاحية عايد الصغير الى جنوب الغرب منها.
ويدعم التحالف الدولي بقيادة واشنطن بالغارات والمستشارين قوات سوريا الديموقراطية (تحالف فصائل عربية وكردية) في عملياتها العسكرية.
واكد مصدر عسكري في قوات سوريا الديموقراطية لفرانس برس ان تلك القوات “تسعى لاقتحام اولى احياء الطبقة في الجهتين الشرقية والغربية، والتضييق على مسلحي داعش في المدينة”.
وتبعد مدينة الطبقة الواقعة على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات حوالى 50 كيلومترا غرب مدينة الرقة.
وبدأت معركة الطبقة في 22 اذار/مارس بانزال بري لقوات اميركية يرافقها عناصر من قوات سوريا الديموقراطية جنوب نهر الفرات.
وتندرج السيطرة على الطبقة في اطار حملة “غضب الفرات” التي بدأتها قوات سوريا الديموقراطية، بدعم من التحالف الدولي في تشرين الثاني/نوفمبر لطرد تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة الرقة، معقله الابرز في سوريا.
ومنذ بدء العملية، تمكنت تلك القوات من إحراز تقدم نحو الرقة وقطعت كافة طرق الامداد الرئيسية للجهاديين من الجهات الشمالية والغربية والشرقية.
وفي حال سيطرت قوات سوريا الديموقراطية على الطبقة، ستتمكن من اكمال طريقها والتقدم باتجاه جنوب الرقة لتطبق بالتالي الحصار على معقل الجهاديين.
«واشنطن بوست»: هل يمكن أن تدخل واشنطن وطهران في مسار تصادمي في سوريا؟
ترجمة وتحرير أسامة محمد – الخليج الجديد
قد يثير قرار الرئيس «دونالد ترامب» بإطلاق الصواريخ إلى سوريا التوتر مع إيران، الداعمة الرئيسية للرئيس السوري «بشار الأسد» في إشارة إلى خطوط معركة ضبابية خطيرة.
وقد أدانت طهران الهجوم الصاروخي على مطار الشعيرات، وقد أثار المسؤولون احتمال وجود عواقب. ويمثل الاحتكاك تحديا لواشنطن التي طالما دعمت جماعات المعارضة التي تقاتل «الأسد» وحلفاءه الإيرانيين دون الانضمام إلى المعركة نفسها. وتعني المشاركة الأمريكية الأعمق في سوريا فرصا أكبر للصراع المباشر مع عدو إيراني لا يمكن التنبؤ به في كثير من الأحيان.
يمكن أن تكون للتدابير الإرهابية من جانب إيران آثارا مضاعفة في المنطقة، ويمكن أن تستهدف كل شيء من السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية إلى الحكومات العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة. كما يمكن أن تستخدم إيران حزب الله وغيره من الميليشيات الشيعية لضرب القوات الأمريكية التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، أو أن تهاجم العديد من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
كما أن الضربات الصاروخية الأمريكية التي شنت كعقوبة على هجوم كيميائي سوري قتل أكثر من 80 شخصا، يمكن أن تدفع إيران أيضا إلى تعزيز قوات الحرس الثوري التي تقاتل إلى جانب حكومة «الأسد».
وقبل الهجوم الذي وقع يوم الخميس، اتخذت الولايات المتحدة الإجراءات المعتادة لمنع أي هجوم غير مقصود على الجيش الروسي، وهو حليف أخر للأسد. ولكن لا يوجد اتفاق مشابه مع الجيش الإيراني مما يعني أنه لا توجد وسيلة لمنع أفراده من أن يكونوا في المكان الخطأ في الوقت الخطأ أثناء الهجوم الصاروخي.
وقال «بيل أوربان»، المتحدث باسم الأسطول الخامس في البحرية الأمريكية في البحرين أنه لا يوجد أى دليل على أن طهران ردت على القوات الأمريكية فلم تبد أي تفاعلات غير آمنة أو غير مهنية مع القوات البحرية منذ الغارة.
وقال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية «آية الله علي خامنئي» أن الضربة الأميركية على القاعدة هي «خطأ استراتيجي وجريمة».
وهدد أحد المشرعين الإيرانيين البارزين بالرد على الضربة. وقال رئيس اللجنة البرلمانية لشؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية «علاء الدين بوروجيردي» إن «روسيا وإيران لن يهدئا في مقابل هذه الأعمال التي تنتهك مصالح المنطقة».
وقد تكبدت الولايات المتحدة آلاما كبيرة في السنوات الأخيرة جراء العمل حول المقاتلين الإيرانيين في العراق وسوريا في معارك تنظيم الدولة الإسلامية. وقد عكس ذلك جزئيا الجهد الذي بذل للحفاظ على الاتفاق النووي التاريخي، وتجنب اندلاع حرب أميركية أخرى في الشرق الأوسط.
وتبقى القوات البحرية من نخبة الحرس الثوري قريبة من تحركات السفن الأمريكية في الخليج ومضيق هرمز، حيث تمر خمس تجارة النفط في العالم. وفي شباط/فبراير، اقتربت العديد من الزوارق الحربية التابعة للحرس الثوري وقاموا بتصوير حاملة طائرات أمريكية تدخل الخليج. وقد هدد حزب الله منذ فترة طويلة المصالح الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك أمن (إسرائيل).
لكن «جيورجيو كافيرو»، الرئيس التنفيذي لشركة «تحليلات دول الخليج» التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، يتوقع أن ترجح إيران الانتظار. وقال «كافيرو» حول صواريخ كروز الأمريكية أنه إذا كانت هذه عملية لمرة واحدة، فسنرى على الأرجح استجابة هادئة ومحدودة نسبيا من إيران ووكلائها الشيعة.
في العراق، تقاتل الولايات المتحدة وإيران أساسا نفس العدو، وإن كان ذلك بشكل مستقل، وعن بعد. ومنذ بدء الضربات الجوية الأمريكية وعمليات تقديم المشورة والمساعدة في العراق في عام 2014، قامت الولايات المتحدة بحذر بدعم القوات البرية العراقية والكردية مع تجنب المشاركة المباشرة مع إيران.
لا توجد مثل هذه الحالة في سوريا، فقبل فترة طويلة من اندلاع الحرب الأهلية في البلاد، كانت سوريا شريكا إيرانيا رئيسيا، وشكلت بمثابة قناة لحزب الله وساعدت طهران في بسط عضلاتها على طول الطريق إلى الحدود الشمالية لـ(إسرائيل) والبحر الأبيض المتوسط، وكان هذا هو المكان الذي لم يحمل بصمة أمريكية قوية.
منذ بداية الحرب الأهلية السورية عام 2011، حارب المقاتلون الإيرانيون وحزب الله جنبا إلى جنب مع «الأسد» وقد دعمت الولايات المتحدة الجماعات التي اصطفت على الجانب الآخر من ساحة المعركة. وبينما طالب «ترامب» بتراجع الولايات المتحدة عن الإطاحة بنظام «الأسد»، فإنه تعهد أيضا باتخاذ نهج أكثر صرامة تجاه إيران. وقد فرض عقوبات جديدة على طهران وهدد بتفكيك الاتفاق النووي، وقد كثف الدعم للقوات السعودية والإماراتية التي تقاتل المتمردين المدعومين من إيران في اليمن.
وقد قال السفير الأميركي السابق في سوريا و(إسرائيل)، إدوارد دجيريجيان، والذي يدير حاليا معهد بيكر للسياسة العامة.في جامعة رايس: «لا اعتقد أن إدارة ترامب تحاول معاقبة إيران بالضربات في سوريا لكنها سترسل بالتأكيد رسالة قوية».
ومع ذلك، قال جيريجيان، أن «ترامب» يجب أن «يولي اهتماما لما يفعله الإيرانيون في المنطقة لأن لديهم القدرة على تعطيل الأشياء بطريقتهم الخاصة».
المصدر | واشنطن بوست
عشرات القتلى والجرحى بتفجير منطقة الراشدين في حلب
قالت وسائل إعلام النظام السوري إن 39 قتيلا وعشرات الجرحى سقطوا بتفجير استهدف اليوم السبت تجمعا للمعارضة والخارجين من بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام في حي الراشدين بحلب، وسط تأكيدات بأن الانفجار تم بسيارة ملغمة.
وأظهرت الصور الأولية التي رصدتها الجزيرة أن انفجارا وقع وسط حافلات تقل الخارجين، وأن بين القتلى نساءً وأطفالا.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن هيئة تحرير الشام التي تشرف -إلى جانب حركة أحرار الشام- على عملية التبادل أكدت أن سيارة ملغمة انفجرت قرب الحافلات، وهو ما ذكرته وسائل إعلام حكومية.
وأوضح مراسل الجزيرة صهيب الخلف أن الانفجار استهدف النقطة الأخيرة من سيطرة المعارضة في حي الراشدين بحلب، ولكنه أشار إلى أن تحديد الجهة المسؤولة عن التفجير ما زال مبكرا، في ظل وجود أطراف متعددة سواء في النظام أو المعارضة ترفض هذا التبادل.
وتابع أن الرافضين للاتفاق من فصائل المعارضة تتخوف من عمليات انتقامية للنظام بعد خروج الموالين له من كفريا والفوعة، وبالتالي استهداف مناطق المعارضة بالأسلحة المختلفة.
ترجيحات
ورجحت مصادر مطلعة للجزيرة المعلومات الأولية حول انفجار إحدى السيارات المحملة بالمواد الغذائية التي كانت دخلت من مناطق سيطرة النظام، وفق ما أكده في وقت سابق التلفزيون الرسمي.
وكان التلفزيون الرسمي اتهم من وصفهم بالإرهابيين بتفجير سيارة ملغمة عن بعد كانت تحمل مساعدات غذائية للعالقين في المنطقة بسبب عرقلة إتمام تنفيذ اتفاق المدن الأربع.
وأضافت المصادر أنه لم تجر عمليات تفتيش للسيارات بوصفها تقل مساعدات غذائية من النظام السوري إلى الموالين له من أهالي ومسلحي بلدتي كفريا والفوعة.
وكانت مصادر ذكرت للجزيرة أن عراقيل تحول دون إتمام عملية تبادل الخارجين من بلدتي كفريا والفوعة المنتظرين في منطقة الراشدين بحلب منذ أمس، وسط أوضاع إنسانية متردية.
بدوره، أدان موسى المالح الرئيس السابق للمجلس المحلي لمضايا الهجوم، وحذر من كارثة إنسانية في حي الراموسة، حيث ينتظر أهالي مضايا والزبداني الخروج إلى مناطق المعارضة، ضمن اتفاق التبادل.
تعثر الاتفاق
ويأتي هذا التفجير مع تعثر عملية التبادل بين النظام والمعارضة بعد وصول آلاف المحاصرين من مضايا وبقين وكفريا والفوعة إلى منطقتي الراموسة والراشدين بحلب لإتمام عملية التبادل.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن المفاوض الإيراني ومليشياته أخلّوا بالاتفاق، وأخرجوا نصف المسلحين فقط من بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام.
ووصل الخارجون من بلدتي مضايا وبقين بريف دمشق إلى منطقة الراموسة بحلب لبدء عملية التبادل.
وقالت مصادر للجزيرة إن الأهالي المهجرين من بلدتي مضايا وبقين بريف دمشق ينتظرون في كراج الراموسة في حلب بعد أكثر من ثلاثين ساعة من مغادرة مناطقهم، وتحدثت المصادر عن عراقيل تمنع إتمام عملية التبادل مع الخارجين من بلدتي كفريا والفوعة.
كما أشارت المصادر إلى أوضاع إنسانية سيئة جراء الشح في الغذاء والماء وغياب المرافق العامة، وتنامي القلق جراء التأخير في نقلهم إلى مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في ريف إدلب بمقتضى الاتفاق.
وأظهرت صور أرسلها ناشطون موالون للمعارضة مقاتلين من المعارضة المسلحة ومدنيين ممن غادروا بلدة مضايا قرب دمشق أمس الجمعة وهم جالسون بجوار صف من الحافلات في مدينة حلب التي يسيطر عليها النظام في انتظار نقلهم إلى ريف إدلب.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
غارات على حرستا بالغوطة ومحيط دمشق
قتلت امرأة وأصيب آخرون بغارات لقوات النظام على مدينة حرستا بالغوطة الشرقية في ريف دمشق، كما استأنف الطيران السوري غاراته على أحياء بمحيط العاصمة دمشق.
وقال مراسل الجزيرة إن الغارات استهدفت حي القابون ومواقع أخرى بمحيط دمشق.
وكانت المعارضة المسلحة استعادت أمس ثلاثين موقعا عسكريا من قوات النظام، كانت خسرتها قبل وقت قريب في حرستا الغربية المتصلة بالأحياء المحاصرة شرقي العاصمة، كما بثت صورا قالت إنها لأسيرين من قوات النظام.
وكان مراسل الجزيرة في ريف دمشق أفاد بأن ثلاثة مدنيين -بينهم امرأتان- قتلوا في قصف جوي ومدفعي استهدف مدينة حمورية وبلدة حزّة في الغوطة الشرقية أمس الجمعة.
وفي ريف حماة، قالت فصائل من المعارضة المسلحة إنها قتلت عددا من أفراد قوات النظام ومليشيا حركة النجباء العراقية المساندة لها، واستولت على أسلحة وعتاد عسكري.
وأوضحت أنها صدت هجوماً على مواقعها في قرية سن سحر بريف حماة، شنته قوات النظام والمليشيا الداعمة له.
كما نقل مراسل الجزيرة في وقت سابق عن مصادر في المعارضة المسلحة أنها استعادت بهجوم معاكس في جنوب مدينة حلفايا مواقع كانت خسرتها لصالح قوات النظام، وأضافت المصادر أن قوات المعارضة غنمت آليات ثقيلة وذخائر من قوات النظام خلال الهجوم
وتشهد مناطق عدة من ريف حماة الشمالي معارك كر وفر بين المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري ومليشيات موالية لها، تحت غطاء جوي روسي.
انفجار
وفي ريف اللاذقية، ذكرت شبكة شام -نقلا عن مواقع تابعة للنظام- أن سيارة انفجرت في أحد المواقع العسكرية التابعة لقوات النظام بين بلدتي سلمى وكنسبا بجبل الأكراد، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من تلك القوات.
وإلى الجنوب، أعلنت غرفة عمليات البنيان المرصوص التابعة لفصائل المعارضة المسلحة تمكنها من التقدم والسيطرة على مناطق جديدة في حي المنشية، وذلك ضمن مرحلة “وبشر المؤمنين” وفي إطار معركة “الموت ولا المذلة”.
كما كشفت عن دفعة جديدة من عشرات الأسماء لقتلى قوات النظام في حي المنشية بمدينة درعا، جراء الاشتباكات، وسط تقدم كبير للمعارضة.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
القوات الكردية تبدأ اقتحام الطبقة بريف الرقة
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية المكون الرئيس فيها- بدء عملية اقتحام مدينة الطبقة أبرز معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في ريف الرقة الغربي، وذلك ضمن عملية “غضب الفرات” التي أطلقتها القوات مدعومة بطائرات التحالف الدولي وقوات أميركية.
وقالت القوات إنها بدأت الدخول إلى الأحياء الشرقية والغربية من المدينة، بعد سيطرتها على قرى عايد الصغير والإسكندرية، وذلك بغطاء جوي من مقاتلات التحالف الدولي.
وفي السياق ذاته، نفت مصادر محلية في حديثها للجزيرة سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على الطبقة، وذكرت أن المعارك لا تزال مستمرة في محيط المدينة.
وأفاد قائد عسكري من قوات سورية الديمقراطية لوكالة الأنباء الألمانية بسقوط سبعة قتلى وأكثر من 15 جريحا وفقدان ثلاثة من مقاتليهم خلال معارك مع عناصر تنظيم الدولة بريف الرقة الغربي.
وقال القائد إن مقاتلي غضب الفرات سيطروا اليوم السبت على قرية عايد صغير أول أحياء مدينة الطبقة من الجهة الجنوبية الغربية بعد معارك عنيفة مع مسلحي التنظيم، وأكد أن قواته كانت قادرة على التقدم أكثر والدخول إلى أحياء مدينة الطبقة، ولكن ألغاما زرعها عناصر التنظيم أجلت تقدمهم لحين نزعها.
عزل الطبقة
وكانت هذه القوات قد عزلت مدينة الطبقة عن مدينة الرقة أبرز معاقل تنظيم الدولة في سوريا قبل أكثر من أسبوع، بينما تحدثت مصادر محلية للجزيرة عن أوضاع إنسانية سيئة جراء الحصار المفروض على المدينة، وحركة نزوح للأهالي من الأحياء الطرفية إلى عمق المدينة، وسط تخوف من بدء استهداف المدينة عشوائيا من جانب مقاتلات التحالف الدولي.
من جهتها، ذكرت وكالة سمارت للأنباء نقلا عن مصادر القوات الكردية قولها إنها بدأت باقتحام الأحياء الشرقية والغربية لمدينة الطبقة.
وجاء دخول ضواحي مدينة الطبقة بعد أسابيع من انتقال المعارك من ضفة الفرات الشمالية إلى الضفة الجنوبية للنهر، بعد أن نفذت قوات أميركية بمشاركة من قوات سورية الديمقراطية في 22 مارس/آذار الماضي، عملية إنزال مظلي من الجو بمنطقة الكرين الواقعة على بعد خمسة كيلومترات غرب مدينة الطبقة، بالتزامن مع عبور قوات أخرى منهم لنهر الفرات على متن زوارق باتجاه منطقة الكرين.
في غضون ذلك، أفاد مصدر عسكري أن تنظيم الدولة شن هجوما على موقع في قرية جب شعير (40 كلم شمال غرب مدينة الرقة)، مما أسفر عن مقتل خمسة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية وجرح أربعة وأسر اثنين وفقدان آخر.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
تلغراف: الأسد يحتفظ بمئات أطنان الأسلحة الكيميائية
كشف قائد عسكري سوري منشق عن أن الرئيس بشار الأسد ما زال يحتفظ بمئات الأطنان من ترسانته الكيميائية، بعد أن خدع مفتشي الأمم المتحدة الذين أُرسلوا لتفكيكها.
وقال العميد ركن زاهر السكات -الذي عمل رئيسا للحرب الكيميائية بالفرقة العسكرية الخامسة قبل أن ينشق في 2013- في مقابلة مع صحيفة تلغراف البريطانية؛ إن نظام الأسد لم يكشف عن كميات كبيرة من مواد السارين الكيميائية الأم ومواد سامة أخرى.
وكانت سوريا سلمت ما قالت إنها كامل ترسانتها الكيميائية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة في عام 2014 بموجب اتفاق تفاوضت عليه الولايات المتحدة وروسيا عقب مصرع مئات الأشخاص في هجوم بغاز السارين على ريف دمشق.
وحالت تلك الاتفاقية دون توجيه الولايات المتحدة ضربات عسكرية إلى سوريا، وأعلنت إدارة الرئيس باراك أوباما حينها أن واحدة من أضخم ترسانات الأسلحة الكيميائية في العالم “تم استئصالها بنسبة 100%”.
ونفى الأسد مرة أخرى هذا الأسبوع أن تكون بحوزة نظامه أي أسلحة كيميائية، لكن الصحيفة البريطانية تقول إن ثمة شكوكا اكتسبت زخما بعد الهجوم الأسبوع الماضي على بلدة خان شيخون الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة وخلّف 86 قتيلا، وإن الأسد ما يزال يحتفظ ببعض أسلحته الكيميائية.
وقال العميد السكات -الذي كان أحد أكبر الشخصيات في برنامج سوريا الكيميائي- إن النظام “اعترف بـ1300 طن فقط، لكننا كنا نعرف في الواقع أن الرقم ضعف ذلك تقريبا، إذ يمتلك ما لا يقل عن ألفي طن على الأقل”.
ويعتقد السكات بأن من بين المخزونات التي لم يُكشف عنها مئات الأطنان من غاز السارين، بالإضافة إلى بعض المركبات الكيميائية الأم، وقنابل جوية يمكن حشوها بمواد كيميائية ورؤوس حربية تثبت في صواريخ سكود.
وأضاف الضابط السوري البالغ من العمر 53 عاما، والذي احتفظ بصلات مع مسؤولين داخل سوريا بعد انشقاقه في مارس/آذار 2013، أنه قبل وصول مفتشي الأمم المتحدة إلى البلاد بأسابيع وشهور كان النظام منهمكا في نقل مخزوناته من تلك الأسلحة.
وأوضح أن أطنانا من المواد الكيميائية نُقلت إلى مناطق جبلية حصينة خارج مدينة حمص (غربي سوريا) ومدينة جبلة القريبة من طرطوس، حيث أكبر قاعدة عسكرية سورية وروسية.
جميع حقوق النشر محفوظة، الجزيرة
2017
ما هو دور الحرس الثوري الإيراني بمجزرة خان شيخون؟
العربية.نت – صالح حميد
كشفت منظمة #مجاهدي_خلق الإيرانية المعارضة، عن دور قوات الحرس الثوري الإيراني المتواجدة على الأرض في #سوريا بمجزرة خان شيخون، بمحافظة #إدلب، التي راح ضحيتها العشرات بينهم أطفال ونساء، وقالت إن #الهجوم_الكيمياوي الذي نفذته طائرات #نظام_الأسد ضد المدنيين جاء لإسناد قوات الحرس الثوري.
وبحسب تقرير المنظمة، الذي تلقت “العربية.نت”، نسخة منه، فإن قوات “الحرس الثوري الإيراني التي تتولى العمليات البرية الهجومية في #سوريا، قد دخلت محافظة #حماة للحؤول دون تقدم سريع للمعارضة فيها، ولهذا السبب يضطر #قاسم_سليماني لأن يزور الجبهة شخصياً لرفع معنويات الحرس ومرتزقته”.
ضربة الكيمياوي لإسناد الحرس الثوري
وأضاف التقرير: “إنهم وبسبب ضعف القوة البرية للحرس الثوري والجيش الأسدي لقلب المعادلة العسكرية كانوا بحاجة إلى ضربة ثقيلة على قوات #المعارضة ولذلك طلبوا من القوة الجوية إسنادهم، لذلك قامت القوة الجوية للجيش الأسدي، وبالتنسيق مع القوة البرية للحرس الثوري في 4 أبريل/نيسان 2017 بالقصف #الكيمياوي خلف جبهة القوات المعارضة في #خان_شيخون، بغية خلق الرعب والخوف بين عناصر المعارضة، بهدف تغيير المشهد العسكري لصالح القوة البرية للحرس والجيش الأسدي”.
وبحسب التقرير، كانت قوات #الحرس_الثوري قد تمركزت منذ ثلاثة أسابيع في شمال محافظة حماة، بينما كانت #المعارضة_السورية قد بدأت التقدم في منطقة شمال حماة منذ تاريخ 21 مارس/آذار ووصلت بسرعة إلى نقطة لا تبعد سوى 3 كيلومترات عن حماة.
ولهذا السبب اضطرت قوات الحرس الثوري إلى إرسال عناصرها بسرعة إلى محافظة حماة. كما تم إرسال أحد القادة الكبار للحرس الذي كان يتولى قيادة قوات الحرس في #دمشق، إلى محافظة حماة لهذا الغرض. وتم إرساله مع قواته التي كانت تتمركز في دمشق وريف دمشق. وفي الوقت الحاضر هذه القوات متواجدة في شمال وغرب مدينة حماة وأطراف بلدة #سورن، حسب “مجاهدي خلق”. وهذه القوات هي أفواج من #فرقة_19_فجر_شيراز، وأفواج فرقة #نبي_أكرم من #كرمانشاه ووحدات خاصة لـ #صابرين من محافظة #طهران وقوات #لواء_نينوى من محافظة #غولستان.
وبحسب منظمة “مجاهدي خلق”، فإن الوحدات أعلاه لها عناصر ثابتة في #سوريا. وللفرقة 19 فجر تحديداً نحو لواءين في سوريا، حيث تترابط في ثكنة #الشيباني في #ريف_دمشق بشكل ثابت وهي بمثابة قوة احتياط لحماية قصر #بشار_الأسد.
قتلى للحرس الثوري قبيل المجزرة
ويؤكد التقرير على أنه في أقل من أسبوعين وحتى لحظة القصف #الكيمياوي على خان شيخون، قُتل عشرات من عناصر الحرس الثوري الإيراني وميليشياته في المنطقة بينهم عدد من القادة والضباط منهم العميد #عبدالله_خشنود، من الفرقة 19 فجر، وهو من رؤساء الاستخبارات والعمليات، الذي قتل في 28 مارس/آذار 2017 في ريف حماة.
أما #حسين_معز_غلامي، الذي وصفه النظام بأنه قائد قاعدة البسيج المسماة #قمر_بني_هاشم في القاطع 113 بطهران، فقتل في شمال حماة يوم 24 مارس/آذار.
وأكد تقرير منظمة “مجاهدي خلق” أن تقارير #النظام_الإيراني تفيد أن خسائر النظام تشمل، إضافةً إلى منتسبي الحرس الرسميين من الإيرانيين، عناصر أفغانية من #لواء_فاطميون وعناصر باكستانية من #لواء_زينبيون وعملاء عراقيين للنظام من #حركة_النجباء، ممن تم إرسالهم إلى منطقة حماة لمساعدة #الأسد.
تفقد قاسم سليماني لقواته في حماة
وبحسب التقرير، أفادت المواقع التابعة للنظام الإيراني وتقارير داخلية للحرس الثوري أن قاسم سليماني قائد #فيلق_القدس بالحرس الثوري قد تفقد يوم الجمعة 31 مارس/آذار، أي قبل #الهجوم_الكيمياوي على خان شيخون بـ4 أيام، قوات الحرس في شمال حماة بهدف رفع معنوياتهم. ونشرت مواقع النظام صور سليماني.
كما أفاد تقرير داخلي للنظام أن قوات الحرس ومرتزقتها، وبسبب الخسائر والضربات التي تلقتها في هذه المنطقة، فقدت معنوياتها. وأكدت التقارير أن أفراد الحرس شكوا إلى قادتهم من الضغط الذين يعانون منه.
الهجوم الكيمياوي
ويؤكد تقرير منظمة “مجاهدي خلق” الإيرانية المعارضة، أن القوة الجوية لـ #قوات_الأسد قامت بالقصف الكيمياوي على مدينة خان شيخون بهدف تغيير التوازن في الحرب في المنطقة لصالح الحرس الثوري، بغية خلق الرعب والخوف خلف جبهة #المعارضة_السورية لإرغامها على الانسحاب من المنطقة.
واستنتج التقرير أن عملية القصف الكيمياوي على خان شيخون، نفذت “بالتنسيق ولإسناد القوة البرية لقوات الحرس الثوري” في الاشتباكات شمال محافظة حماة.
وقالت منظمة “مجاهدي خلق” إن “هذه الجريمة أثبتت مرة أخرى أن سبب استمرار الحرب والقتل في سوريا يعود إلى التدخل المباشر للحرس الثوري في هذه الحرب.
وشددت على أن “الحرس الثوري هو الآلة بيد خامنئي للتدخل في شؤون سوريا وسائر دول المنطقة”.
تعرف على “المشروع الأميركي الشامل” في سوريا
واشنطن – بيير غانم
تبدي الإدارة الأميركية اندفاعاً واضحاً لإيجاد حل للأزمة السورية، وأكدت مصادر للمعارضة السورية في #واشنطن لـ”العربية.نت” أن هذه الاندفاعة بدأت قبل مجزرة #خان_شيخون ، وتقوم على أسس وضعها مساعدو الرئيس الأميركي دونالد #ترمب ، وكانوا وصلوا إلى قناعة بضرورة خروج بشار #الأسد من السلطة في نهاية المطاف. وجاء قصف خان شيخون ليثبّت في قناعة الرئيس الأميركي أن لا سلام في سوريا مع بشار الأسد.
ووصف مسؤول في وزارة #الخارجية_الأميركية في حديث لـ”العربية.نت”، موقف الإدارة الأميركية منذ خان شيخون بالمتطور، مؤكداً أن الإدارة ستتابع العمل مع الوقت، وهدفها العمل على #انتقال_سياسي في #سوريا.
دحر الإرهاب أولاً
تجمع مصادر المعارضة ومصادر الإدارة الأميركية على إعطاء الانطباع أن إدارة ترمب وضعت خطة شاملة للوصول إلى حل في سوريا، وتريد بشكل خاص أن تصل إلى تعاون لصيق مع روسيا للوصول إلى حل شامل.
ويقوم الجزء الأول من الخطة الأميركية على دحر تنظيم #داعش و #التنظيمات_الإرهابية ، وتثبيت مناطق هدوء تسيطر عليها المعارضة وتكون آمنة من هجمات #النظام وتستطيع استيعاب أعداد كبيرة من اللاجئين الذين تركوا ديارهم خلال المواجهة مع النظام، أو خلال سيطرة “داعش” على مناطق واسعة من سوريا.
ولدى الحديث مع “العربية.نت”، أشار مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية إلى مثال مدينة #منبج حيث يقوم مجلس محلّي بإدارة أمور المدينة، واعتبره مثالاً، لكنه لم يؤكد أن الأميركيين سيطبقون هذا المثال بالذات على كل المناطق، نظراً لخصوصية المناطق السورية، وشدد على أن الأميركيين سيعملون على المساعدة لتأمين الحاجات الحياتية الضرورية.
ويهدف الأميركيون من ذلك لتخفيف المعاناة الهائلة التي يعيشها اللاجئون، وأيضاً تخفيف الضغط عن الدول المحيطة بسوريا مثل #لبنان و #الأردن و #تركيا.
مناطق التهدئة
تبدو منطقة #الرقة بعد تحريرها من “داعش” المرشحة الثانية بعد منبج لاستيعاب أهلها وإنشاء منطقة للمعارضة السورية تكون خالية من تنظيمات إرهابية أخرى مثل #النصرة، كما يجري الحديث عن إقامة منطقة مماثلة في جنوب سوريا، خصوصاً أن الاستخبارات الأردنية تسيطر بشكل كبير على الفصائل المعارضة في منطقة #درعا و #الجولان.
كما أن المنطقة التي تسيطر عليها الفصائل الموالية لتركيا وتنتشر في منطقة الحدود السورية التركية بين عين العرب و #اعزاز نزولاً إلى مدينة #الباب تبدو أيضاً منطقة مهيأة لهذه المهمة، لكن منطقة #إدلب تشكل تحديا كبيرا، خصوصاً أن هناك أعداداً كبيرة من التنظيمات المتطرفة فيها، ولا تفاهم بعد على كيفية تصفية هذه الفصائل وجعل المنطقة آمنة من النظام وتعيش تحت سيطرة معارضة معتدلة.
دعم وتنظيم المعارضة
من الخيارات المفتوحة تعزيز دعم وزارة الدفاع الأميركية ووكالة الاستخبارات الأميركية لبعض الفصائل في هذه المنطقة كما كان مخططاً لها أيام الرئيس السابق باراك #أوباما، لكن المشروع فشل في حينه ووقعت كميات كبيرة من الأسلحة بيد النصرة في أول محاولة لإرسال قوات دربتها #القوات_الأميركية بالتعاون مع تركيا إلى داخل الأراضي السورية.
كذلك يقوم الجزء الثاني على المساعدة السياسية وربما توحيد المعارضة تحت لواء واحد أو شخصية واحدة، وهذا ما افتقدته المعارضة السورية منذ انطلاقتها.
ولم تحسم الإدارة موقفها من هذه الشخصية أو المجلس الذي يمكن أن يرعى المعارضة السورية، مع أن رئيس لجنة المفاوضات رئيس الحكومة السورية السابق #رياض_حجاب ، كان في العاصمة الأميركية والتقى مسؤولين في #البيت_الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع، إضافة إلى أعضاء في #الكونغرس الأميركي ، وقد أبدى الكثير من الرسميين الأميركيين حماسهم للتوصل إلى حلول، وسمع حجاب الكثير من النوايا الحسنة لدعم #المعارضة_السورية.
التفاهم مع موسكو
تجدر الإشارة إلى أن الإدارة الأميركية بعد هجوم خان شيخون في وضع أكثر صعوبة للتفاهم مع موسكو على كل التفاصيل، لكن واشنطن توصلت إلى تفاهم غير مكتوب مع موسكو على منع بشار الأسد من استعمال #الأسلحة_الكيمياوية مرة أخرى.
كذلك تريد واشنطن تنسيق ما يحدث في الأشهر المقبلة مع روسيا، وترى أن #روسيا شريك ضروري يستطيع السيطرة على تصرفات النظام و #الميليشيات_الإيرانية والعناصر الموالية لها، كما أن إدارة ترمب لا ترى أن سقوط النظام السوري أمر ضروري، بل ترى أن منطقة سيطرة النظام ضرورية من وجهة النظر العملية لضرب طوق كامل على “داعش” والتنظيمات الإرهابية، لكن واشنطن لا تريد من النظام أن يستغل دوره هذا في قهر السوريين المدنيين والأبرياء.
عودة إلى جنيف
كما أن إدارة ترمب ترى أكثر من أي وقت مضى أن ضرورة النظام لا تعني أن الأسد سيبقى على رأس هذا النظام، بل إنها تريد مواجهته وإزاحته في نهاية المطاف من رئاسة النظام عن طريق اتهامه بـ #جرائم_حرب ، مثلما حدث مع رئيس #صربيا سلوبودان ميلوزوفيتش.
وتبدي الإدارة الأميركية رغبة في العودة إلى مسار #جنيف بالتعاون مع موسكو، لكن توقيت العودة سيكون مرتبطاً بحضور معارضة قوية، تستطيع الجلوس إلى الطاولة وتتفاوض مع نظام الأسد من باب القوة، وربما لن يحدث هذا قبل سيطرة المعارضة على #الرقة وظهور قوة سياسية معارضة تسيطر على أكثر من منطقة في سوريا.
ما تريد معرفته عن الذين يحققون بمجزرة خان شيخون
دبي – العربية.نت
انتقدت روسيا، الجمعة، المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيمياوية لأنها لم ترسل خبراء إلى موقع #مجزرة_إدلب في سوريا، واعتبرت أن تحليل الوقائع والعينات “غير مقبول عن بعد”.
لكن المنظمة في موقف صعب، إذ يضطلع علماؤها وخبراؤها بمهمة خطرة في منطقة نزاع مستمر.
في ما يلي لمحة عن عمل المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيمياوية:
ما هي المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيمياوية؟
تأسست المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيمياوية ومقرها #لاهاي في 1997 للإشراف على تطبيق اتفاقية الأسلحة الكيمياوية التي تهدف إلى تخليص العالم من الأسلحة السامة وتفادي إنتاج المزيد منها.
استخدم السلاح الكيمياوي مثل غاز الخردل لأول مرة في الحرب العالمية الأولى، وبعدها عام 1988 في حلبجة في #العراق خلال حكم صدام حسين. ومن بين الحالات الأخرى استخدم غاز #السارين خلال هجوم في طوكيو عام 1995 من قبل طائفة “أوم”.
وبعد نحو عشرين عاماً من المفاوضات، بدأ سريان الاتفاقية في 29 نيسان/أبريل 1997. وينتمي اليوم إلى منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية 192 عضوا.
وخلال العقدين الماضيين، أشرفت المنظمة على إتلاف نحو 94% من مخزونات العالم المعلنة من الأسلحة الكيمياوية، وهي تعد لإحياء الذكرى العشرين لذلك في 26 نيسان/أبريل.
وحققت #روسيا والولايات المتحدة أهدافهما لتدمير مخزوناتهما من الأسلحة الكيمياوية خلال السنوات السبع المقبلة.
وهناك أربع دول لم توقع على المعاهدة هي مصر وإسرائيل وكوريا الشمالية وجنوب السودان.
ما هي مهمة المنظمة في سوريا؟
بعد سنوات من الإنكار، رضخ #النظام_السوري للضغوط الدولية في أيلول/سبتمبر 2013 ووافق بموجب اتفاق أميركي روسي على تسليم مخزونه من الأسلحة الكيمياوية إلى المنظمة الدولية، لإتلافه بعد تهديد أميركي بتنفيذ ضربات جوية ضده.
جاء ذلك بعد هجوم في آب/أغسطس 2013 على الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها فصائل مقاتلة بالقرب من دمشق. وحمل الغرب والمعارضة السورية النظام مسؤولية الهجوم الذي قتل فيه نحو ألف شخص.
وقالت المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيمياوية إن سوريا سلمت 100% من مخزونها المعلن من الأسلحة الكيمياوية، وبلغت 1300 طن، وتم إتلافها كلها في كانون الثاني/يناير 2016.
ولكن مع استمرار الهجمات في سوريا، هناك مخاوف من أن سوريا لم تعلن عن كل شيء. وأشار الأمين العام للمنظمة أحمد أوزومجو إلى “فجوات وعدم تناسق” في إعلان سوريا سنة 2013.
ويعد الكلور الذي يمكن أن يصنع منه غاز الكلور المسبب للاختناق مادة كيمياوية عادية تستخدم في الأسمدة وتنقية المياه ولا تحتاج للإعلان عنها كسلاح كيمياوي.
كيف تعمل المنظمة في سوريا؟
لأول مرة في تاريخها، تقوم المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيمياوية بتقصي استخدام السلاح الكيمياوي في بلد يشهد حرباً أهلية.
في 2014، شكلت لجنة لتقصي الحقائق من علماء وخبراء للتحقيق بشأن هجمات كيمياوية. وتقول المنظمة إن اللجنة نشرت خبراء “عدة” مرات في سوريا وتستخدم “منهجيات للتحقيق لتحديد إن كان تم استخدام سلاح كيمياوي”.
بعد انفجار قنبلة مزروعة بجانب الطريق لدى مرور فريق المنظمة في سوريا في بداية 2014، لم يعد خبراؤها يغادرون #دمشق حرصاً على سلامتهم.
بدلا من ذلك يجرون “مقابلات مع الشهود ويحصلون على عينات بيئية وطبية حيوية وأدلة مادية لتحليلها” في مختبرات تحددها المنظمة.
وترسل تقارير لجنة تقصي الحقائق إلى فريق مشترك بين #الأمم_المتحدة والمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيمياوية شكله #مجلس_الأمن الدولي في 2015 لتحديد من يقف وراء الهجمات “إلى أقصى حد متاح”.
وألقى الفريق حتى الآن باللوم على جيش النظام السوري في ثلاث هجمات كيمياوية على الأقل على قرى في 2014 و2015. وقال الفريق إن تنظيم #داعش مسؤول عن هجوم بغاز الخردل في 2015.
شاهد أيضاً: فيديو صادم عن أطفال قضوا بمجزرة الكيمياوي في إدلب
ماذا عن مجزرة خان شيخون؟
تقوم المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيمياوية بالتحقيق في هجوم 4 نيسان/أبريل على مدينة خان شيخون التي تسيطر عليها الفصائل #المعارضة في محافظة إدلب وقتل فيه أكثر من 100 شخص ثلثهم من الأطفال.
وخلال اجتماع خاص في لاهاي، الخميس، قال أوزومجو إن خبراء فنيين حللوا “معلومات متاحة”، وأن تقديرهم الأولي هو أن الأنباء عن حصول هجوم كيمياوي “ذات صدقية”.
وقال ممثل #بريطانيا خلال الاجتماع إن علماء بريطانيين حللوا عينات، وإن النتيجة كانت “إيجابية” بشأن وجود غاز السارين الذي يتلف الأعصاب أو مادة شبيهة بالسارين في العينات التي حللوها.
لكن رئيس النظام السوري بشار #الأسد قال في مقابلة مع فرانس برس، إن هذه التقارير “مفبركة مئة بالمئة” لاستخدامها “ذريعة” لتوجيه ضربة أميركية ضد مطار #الشعيرات في وسط سوريا.
وتأمل لجنة تقصي الحقائق في استكمال عملها خلال الأسبوعين أو الثلاثة القادمة.
وقال أوزمجو إن “خبراءنا على علم تام بأهمية المهمة التي ينتظر منهم إنجازها، وأنا واثق أنهم سيؤدونها بطريقة مهنية ونزيهة باستخدام كل الوسائل التقنية المتاحة”.
مقتل وإصابة العشرات في انفجار استهدف حافلات خارج حلب
من جون ديفيسون
بيروت (رويترز) – انفجرت قنبلة في قافلة حافلات كانت تنتظر الدخول إلى مدينة حلب السورية يوم السبت مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الأشخاص بعد تعثر اتفاق بين الأطراف المتحاربة لإجلاء آلاف الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل عند نقطتي عبور على مشارف المدينة.
وقالت وسائل إعلام موالية للحكومة السورية إن مهاجما انتحاريا فجر سيارة ملغومة وقتل ما لا يقل عن 22 شخصا. وأظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام جثثا مسجاة على الأرض بجانب الحافلات المحترقة التي تحطمت نوافذها فيما تصاعد الدخان الأسود الكثيف من عربات تحترق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الانفجار أدى إلى مقتل 24 شخصا وإصابة العشرات.
وقع الانفجار في منطقة الراشدين الواقعة على مشارف حلب واستهدف حافلات كانت تنتظر للعبور من منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة إلى المدينة نفسها التي تسيطر عليها الحكومة. وكانت الحافلات تحمل أشخاصا تم إجلاؤهم من قريتين شيعيتين يوم الجمعة.
وكان السكان والمئات من المقاتلين الموالين للحكومة غادروا القريتين اللتين كانت تحاصرهما قوات المعارضة في شمال غرب محافظة ادلب وذلك بموجب اتفاق يتم بموجبه أيضا خروج المئات من المقاتلين السنة وعائلاتهم من منطقة تحاصرها الحكومة قرب دمشق.
لكن تنفيذ الاتفاق تأجل مما جعل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم عالقين عند نقطتي عبور على مشارف حلب منذ وقت متأخر يوم الجمعة.
وكان سكان قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين ينتظرون في منطقة الراشدين بينما كان مقاتلو المعارضة وسكان مضايا القريبة من دمشق ينتظرون عند موقف حافلات الراموسة الواقع على بعد بضعة أميال. وكان من المقرر نقلهم إلى محافظة ادلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
والاتفاق من بين عدة اتفاقات تم التوصل إليها في الشهور الأخيرة واستعادت بمقتضاها حكومة الرئيس بشار الأسد السيطرة على مناطق حاصرتها لفترة طويلة قواتها وحلفاؤها.
وقال المرصد إن تأخير تنفيذ الاتفاق يرجع إلى عدم السماح بعد بالخروج الآمن لمقاتلي المعارضة في بلدة الزبداني التي يشملها الاتفاق وتقع قرب دمشق.
وقال نشط موال للمعارضة إن مقاتلي المعارضة أرجعوا التأخير لأسباب منها أن عدد المقاتلين الموالين للحكومة الذين غادروا القريتين أقل من المتفق عليه.
وفي منطقة الانتظار خارج حلب حيث تقف الحافلات من الفوعة وكفريا قال أحد السكان إنه ليس متأكدا بعد من المكان الذي ينتقل للعيش فيه.
وأضاف مهدي طحان “بعد حلب سأرى ما ستفعله باقي المجموعة إن كانت هناك أي استعدادات. منزلي وأرضي وممتلكاتي كلها في الفوعة.”
* “لم يكن هناك خيار”
قال أحد سكان مضايا الذي كان يتحدث من مرأب الحافلات في حلب إن الناس ينتظرون هناك منذ وقت متأخر من مساء الجمعة ولم يسمح لهم بالمغادرة.
وقال أحمد البالغ من العمر 24 عاما “لا توجد مياه شرب أو طعام. مرأب الحافلات صغير ومن ثم ليست هناك مساحة كافية للحركة.
“نشعر بالحزن والغضب مما حدث… كثيرون يشعرون أنهم أرغموا على الرحيل.”
وتابع “في نهاية الأمر لم يكن هناك خيار- كنا محاصرين داخل منطقة صغيرة في مضايا.”
وتقول المعارضة السورية إن اتفاقات الإجلاء، التي تشمل مناطق في حلب ومنطقة في مدينة حمص بغرب البلاد، بمثابة نزوح إجباري لمعارضي الأسد من مراكز حضرية رئيسية في غرب سوريا.
وتقول إن الاتفاقات تسبب تغييرا سكانيا لأن من ينزحون أغلبهم من السنة.
وأغلب سكان سوريا من السنة فيما ينتمي الأسد للأقلية العلوية الشيعية.
وتساند روسيا الأسد عسكريا كما يسانده مقاتلون شيعة من إيران ومن جماعة حزب الله اللبنانية في الصراع السوري الدائر منذ ست سنوات.
وللأسد الغلبة العسكرية على مقاتلي المعارضة في الغرب بفضل التدخل الروسي في 2015 على الرغم من أن مسلحي المعارضة ما زالوا يشنون هجمات ويحققون مكاسب في بعض المناطق.
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)