أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 17 أيار 2014

الصواريخ و «البراميل» على ريفي دمشق ودرعا
لندن، واشنطن، نيويورك – «الحياة»، أ ف ب
صعّدت قوات النظام السوري حملة القصف على ريفَي درعا ودمشق لاستعادة المبادرة في جنوب البلاد بعد تقدم مقاتلي المعارضة في الفترة الأخيرة، في وقت وسعت فرنسا في نيويورك دائرة تحركها خارج مجلس الأمن لدعم مشروع قرارها بإحالة الجرائم في سورية على المحكمة الجنائية الدولية و «عزل» الموقف الروسي.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن الطيران الحربي شن غارات جوية على مناطق في حي جوبر شرق دمشق، في وقت قصفت طائرات مروحية بـ «البراميل المتفجرة» مدينة داريا غرب العاصمة. كما شن الطيران 10 غارات على مناطق في بلدة المليحة ومحيطها شرق العاصمة، بالتزامن مع سقوط أربعة صواريخ أرض- أرض.
وأفاد نشطاء معارضون بأن أحياء مجاورة للمسجد الأموي في دمشق ومنطقة السيدة زينت جنوب العاصمة، شهدت أمس تظاهرات شارك فيها قادة ميليشيات عراقية ولبنانية موالية للنظام. وأشاروا إلى أن المتظاهرين رفعوا أعلام «حزب الله» اللبناني و «لواء أبو الفضل العباس» العراقي اللذين يقاتلان إلى جانب النظام. وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن ايران تجنّد أفغاناً للقتال إلى جانب قوات الأسد. وقالت الصحيفة إن حملة التجنيد التي يقوم بها «الحرس الثوري الإيراني» جزء من استراتيجية تقوم على إرسال جنود فقراء إلى «الجبهة» في سورية. وأضاف المسؤول أن الهدف هو الحد من الخسائر بين صفوف «الحرس الثوري» و «حزب الله».
وبين دمشق وحدود الأردن، أفاد «المرصد» بارتفاع عدد الغارات على مدينة نوى إلى 15، وسط قصف عنيف من قبل قوات النظام على مناطق في نوى ومحيطها وسقوط خمسة صواريخ أرض – أرض، في محاولة من قوات النظام لاستعادة تل الجابية الذي تسيطر عليه المعارضة واقتحام مدينة نوى. وبث معارضون فيديو أظهر عشرات القذائف تسقط على نوى.
في نيويورك، وسعت فرنسا دائرة تحركها خارج مجلس الأمن لدعم مشروع قرارها المتعلق بإحالة الجرائم في سورية على المحكمة الجنائية الدولية، وانتقلت إلى العمل ضمن مجموعة من ٥٨ دولة كانت طالبت مجلس الأمن بتبني هذا القرار مطلع العام الماضي.
ووجهت «مجموعة الـ٥٨» التي تقودها سويسرا، رسائل إلى أعضاء الأمم المتحدة الـ ١٩٣ للانضمام إلى لائحة الدول الراعية لمشروع القرار الفرنسي، ما اقتضى إرجاء جلسة التصويت في المجلس من الإثنين إلى الخميس المقبل بـ «هدف الحصول على أكبر عدد من الدول»، وفق ديبلوماسي. وأكدت مصادر المجلس أن «التحرك ينطلق من ٥٨ دولة كحد أدنى، ويمكن أن يصل إلى ٧٠ أو ٨٠ دولة راعية لمشروع القرار، في محاولة لعزل روسيا، التي يرجح أن تستخدم حق النقض (فيتو) لمنع المجلس من تبني مشروع القرار».
ووضعت فرنسا مساء الخميس مشروع قرارها باللون الأزرق، أي المرحلة الإجرائية الأخيرة التي تسبق طرحه على التصويت بصيغته النهائية، التي نصت على أن «مجلس الأمن يقرر إحالة الوضع في سورية، اعتباراً من آذار (مارس) ٢٠١١ إلى مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية» وأن المجلس «يقرر أن الحكومة السورية ستتعاون بالكامل وتقدم أي مساعدة ضرورية إلى المحكمة الجنائية ومدعيها العام، ويطلب من المجموعات المسلحة ومن غير الدول التعاون الكامل وتقديم أي مساعدة ضرورية».
ماذا كتب مقاتلو المعارضة على جدران حمص قبل انسحابهم؟
حمص (سورية) – أ ف ب
تروي شعارات وكتابات تركها مقاتلو المعارضة خلفهم على جدران حمص القديمة، قصص المدينة التي اعتبرت “عاصمة الثورة” ضد النظام السوري، بدءاً من اول الاحتجاجات قبل ثلاثة اعوام، مروراً بالحصار الخانق لنحو عامين، ووصولاً الى خروجهم منها قبل اسبوع.
وفي هذه الأحياء التي استحالت دماراً، يمكن قراءة الشعارات التي كتبها المقاتلون في زاوية كل شارع وغالباً على جدران نخرها الرصاص والقذائف، او على ابواب المحال المتضررة والملتوية.
وتعكس الشعارات الايام الاولى للاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد التي اندلعت منتصف آذار (مارس)2011، وشكلت حمص نقطة اساسية فيها. وتحولت حركة الاحتجاج الى نزاع دام اودى بحياة اكثر من 150 الف شخص. ومثلت الحملات العنيفة التي شنتها القوات النظامية ضد بعض احياء المدينة، نقطة تحول في اتجاه عسكرة النزاع. ودخلت القوات النظامية احياء وسط حمص التي كان يسيطر عليها المعارضون، في التاسع من ايار (مايو) الحالي، اثر اتفاق اشرفت عليه الامم المتحدة. وخرج بموجبه نحو الفي شخص غالبيتهم من المقاتلين، بقوا في الاحياء رغم الحصار الذي فرض عليها منذ حزيران (يونيو) 2012. ويسير عناصر من القوات النظامية بما يشبه عدم الاكتراث، امام شعارات تركها المعارضون على الجدران منها “الاسد خائن” و”حمص حرة” و”عاشت سورية حرة من دون الاسد”. وعلى جدران أخرى، يبرز التناقض بين شعارات قديمة تحيي “القائد الخالد” حافظ الاسد، الذي حكم البلاد قرابة ثلاثين عاماً والى جانبها شعارات معارضة مثل “يسقط نظام الاسد”. وترصد الشعارات بدء تعرض احياء الحميدية وجب الجندلي وباب الدريب وبستان الديوان والصفصافة، للقصف من القوات النظامية وسقوط الضحايا. وكتبت على الجدران شعارات مثل “الحرية لا تكتمل الا بدماء الشهداء”، بينما امكن قراءة “الشهادة او النصر” في اقبية وضعت فيها فرش للنوم، كان المقاتلون والمدنيون يستخدمونها كملاجىء من القصف. وتداخلت الشعارات التي كتبها الناشطون عن “الحرية” و”الثورة”، مع شعارات مؤيدة لتنظيمات اسلامية متشددة تقاتل في سورية، ومنها “اهلا بأهل الجهاد”، او “الخلافة قادمة”، وحتى “الدولة الاسلامية في العراق والشام باقية رغم انوفهم”، في اشارة الى التنظيم الجهادي المتشدد. وبدت لهجة التحدي للقوات النظامية والمسلحين الموالين لها واضحة في العديد من الشعارات التي كتبها المقاتلون، ومنها “ستدهشون”، و”تجهزوا للمفاجآت”. كما يمكن قراءة شعار “مواعيدنا في حاراتكم يا شبيحة”، في اشارة الى المسلحين الموالين للنظام الذين يتهمهم الناشطون بممارسات مسيئة تشمل السرقة والاعتقال والتعذيب. كما طالبت بعض الشعارات بتخليص الاحياء من “المخبرين”، في اشارة الى بعض المقاتلين الذين يشتبه بانهم كانوا يعملون لصالح النظام. ومع اشتداد حصار القوات النظامية لأحياء المعارضة الذي جعل القاطنين يقتاتون من الاعشاب والفتات، اتخذت الشعارات منحى يعكس المعاناة، مثل “الشعب جوعان”.
كما ابرزت شعارات اخرى، انتقادات لقادة ميدانيين من المعارضة المسلحة، اتهمهم ناشطون بتخزين المواد الغذائية القليلة المتوافرة لديهم، ومنع سكان الاحياء المحاصرة من مغادرتها. ومن هذه الشعارات “ابو راتب وابو عزام. خلوا العائلات تطلع” (دعوا العائلات تخرج)، او “بدنا ناكل يا حراميي” (نريد ان نأكل ايها اللصوص). وفي الايام الاخيرة للحصار وقبل خروج المقاتلين، بدت الشعارات وكأنها تسعى الى تبرير قبول المقاتلين بترك الاحياء التي قتل فيها نحو 2200 شخص بسبب القصف والمعارك خلال مدة الحصار. ويقول احدها “منشان الاكل ساوينا تسوية (كرمى للطعام انجزنا تسوية)”. ولا تزال الآثار التي تركها المقاتلون ظاهرة، لا سيما من خلال خنادق حفروها في الحدائق، او الجثث المدفونة للعديد منهم. وفي فناء مسجد الكامل الذي تبدو آثار المعارك جلية عليه، دفنت ما بين 50 الى 60 جثة لمقاتلين معارضين. ويمكن رؤية اليد المتحللة لأحدهم خارج التراب، وسط رائحة مثيرة للغثيان. ووضع على المدفن شاهد قبر بسيط، كتب فيه اسم المقاتل “المنشق”، وتاريخ 29 نيسان (أبريل) 2014. ويشار الى هذا الفناء حيث الجثث المدفونة باسم “مقبرة الابطال الشهداء”. وآثر بعض المقاتلين عدم ترك الاحياء التي دافعوا عنها بشراسة خلال اكثر من عامين من المعارك والحصار، الا وقد دونوا عزمهم على العودة. وكتب احدهم “سنتان ولم تخلون (تهجروا) حمص. عائدون”.
خدعة فنية لحضّ ألمانيا على دعم أطفال سورية
برلين – علياء الأتاسي
انشغلت ألمانيا على مدى اليومين الماضيين بمناقشة مشروع دعم إنساني استثنائي لسورية نسب إلى وزارة شؤون العائلة الألمانية. وبمجرد الإعلان عن مشروع الدعم الضخم الذي أطلق بمبادرة من وزيرة شؤون الأسرة الألمانية مانويلا شفيسغ حتى تحول إلى مادة ساخنة للنقاش وإلى خبر عاجل تناقلته شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية وأوساط الجالية والمهتمين بالشأن السوري في ألمانيا.
ويقضي المشروع الذي تبنته الحكومة الاتحادية عقب مخاض عسير بتأمين حياة افضل لواحد في المئة من عدد الأطفال، ضحايا الحرب في سورية أي ما يعادل خمسة وخمسين ألف طفل عبر نقلهم للعيش في ألمانيا لفترة موقتة تنتهي مع انتهاء الحرب. ويقوم البرنامج على دمج الأطفال السوريين في عائلات من أصول عربية تقطن في ألمانيا أو عائلات ألمانية منفتحة على الثقافة العربية. وتتكفل العائلة الجديدة بشكل كامل برعاية الطفل وإعادة تأهيله وتعليمه: أي تعويضه عما حرم منه خلال السنوات الثلاث الأخيرة التي عاشها في سورية أو نازحاً على حدودها.
ويتضمن برنامج حملة «ألمانيا لإنقاذ 55 ألف طفل» بنوداً وتفاصيل كثيرة أوردتها وزارة شؤون العائلة على موقع إلكتروني خاص، تابع لها، بحيث يمكن للمهتمين أو الراغبين في المشاركة الاطلاع على كافة الشروط التي يتوجب عليهم استيفاؤها، لاستقبال طفل سوري في منزلهم.
ويعرض الموقع صوراً لأطفال سوريين التقطت لهم في حلب وهم يحملون لافتات كتب عليها شكراً لألمانيا إضافة إلى صور «راعية المشروع» الوزيرة شفيسغ، مستعرضاً إحصاءات دقيقة لعدد الأطفال الذين تيتموا بفعل الحرب أو أصيبوا أو شردوا، مع أماكن توزعهم على الخريطة السورية وفي بلدان الجوار.
يتيح الموقع أيضاً البدء بأول خطوة فعلية على طريق «انتشال» الطفل من بؤر الصراع، من خلال تعبئة استمارة بالبيانات الشخصية والإجابة على أسئلة أولية وتوقيعها وإرسالها من جديد للوزارة، لتقوم الأخيرة «بغربلة» الطلبات والشروع في الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة لإحضار الطفل إلى ألمانيا.
وفي فيلم مصور أنتج خصيصاً للترويج للمشروع تشرح وزيرة شؤون العائلة مانويلا شفيسغ أنها استوحت الفكرة من مبادرة كانت بريطانيا قد أطلقتها إبان الحرب العالمية الثانية حين سهلت إجراءات استقبال وإيواء أحد عشر ألف طفل يهودي من الذين تيتموا أو هجروا من ألمانيا على يد النازية.
وتقديراً لهذا الموقف نظمت مجموعة من الناشطين تظاهرة تأييد للوزيرة شفيسغ أمام مكتبها وسط برلين حيث ارتصفوا الشارع بباقات من الورد ودمى للأطفال وحلوى في التفاتة من قبلهم للتأكيد على أهمية «تحرك» ألمانيا – أخيراً- في تقديم دعم إنساني يليق بمستواها كدولة ذات إمكانات اقتصادية ضخمة وباعتبارها فاعلاً سياسياً هاماً.
واستدعى تجمع المتظاهرين وحضور وسائل إعلام عالمية خروج الوزيرة إليهم لتؤكد أمامهم بأن ألمانيا تتحمل مسؤولية أخلاقية في دعم السوريين وأن جهودها مستمرة في هذا الإطار. حبذا لو كان ذلك صحيحاً. فباستثناء الحضور الإعلامي الضخم، كل ما تقدم هو نقد فني ساخر من الموقف الألماني وحملة محكمة التنظيم للضغط على حكومة ميركل واستفزازها. وحتى الوزيرة التي خرجت على المتظاهرين لم تكن سوى ممثلة تقمصت شخصية شفيسيغ.
تقول سيموني كانتالا، من مركز الجمال السياسي صاحب العمل الفني والتي تقمصت دور الناطقة الصحافية الرسمية للوزيرة: «صحيح أن كثيرين استهجنوا نقدنا السياسي الساخر باعتباره يولد شعوراً من الإحباط لدى السوريين في الداخل لكننا نرد بالقول بأنه لن يرقى أبداً إلى الإحباط الذي شعر به السوريون على مدى السنوات الثلاث من خذلان ألمانيا وأوروبا لهم».
وتختم سيموني «بأن السخرية السياسية بتوظيف مشروع وهمي، ليست هدف مبادرتنا إنما قصدنا بها استفزاز أصحاب القرار في ألمانيا لتحفيزهم ربما على تمويل مشاريع واقعية كدور الأيتام والمدارس حيثما وجد أطفال سوريون شردتهم الحرب».
النظام السوري يهاجم تلال درعا / الائتلاف متفائل بأسلحة نوعية
المصدر: (و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)
بدأت القوات النظامية السورية أمس هجوماً واسعاً في ريف درعا بجنوب البلاد سعياً الى استعادة تلال سيطر عليها مقاتلو المعارضة في الاسابيع الاخيرة، تتيح لهم ربط مناطق سيطرتهم بين درعا والقنيطرة على الحدود مع الاردن وهضبة الجولان السورية المحتلة. وتواصلت أعمال العنف، فقتل 13 شخصاً في سقوط قذائف اطلقها مقاتلون معارضون على حي يسيطر عليه النظام في مدينة حلب.
وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على تلال عدة أبرزها تل الجابية وتل جموع في ريف نوى، بعد أيام من سيطرتهم على تل الاحمر الغربي وتل الاحمر الشرقي في ريف القنيطرة، قرب الحدود مع الجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان.
ومع استمرار القتال على مختلف الجبهات، أفاد مسؤول الشؤون الرئاسية في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” منذر أقبيق الذي شارك في اجتماع الدول الـ 11 الاساسية في مجموعة “أصدقاء الشعب السوري” في لندن الخميس، أن هناك تفهماً من هذه المجموعة لمطالب تزويد “الجيش السوري الحر” أسلحة نوعية، متوقعاً إقدام دول أخرى على محاكاة القرار الأميركي والبريطاني رفع تمثيل الإئتلاف إلى مستوى بعثة دولية.
وقال: “إن الإجتماع كان ايجابياً والأول من نوعه منذ انتهاء جولات مفاوضات جنيف في شباط الماضي، وشهد تأكيداً لاستمرار الدعم لطموحات الشعب السوري في التغيير الديموقراطي، والرفض المطلق لمهزلة الانتخابات الرئاسية، وزيادة المساعدات الانسانية، ودعم المعارضة المعتدلة بما فيها الائتلاف وذراعه العسكرية الجيش الحر”. وأضاف أن الكل “متفق الآن على ضرورة احداث تغيير في ميزان القوى على الأرض في سوريا، من أجل تكثيف الضغوط على النظام للقبول بانتقال السلطة بحسب ما نص عليه اتفاق جنيف”.
موسكو
وفي موسكو، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن استياء روسيا من نتائج اجتماع “أصدقاء الشعب السوري”. وقالت الوزارة في بيان أن المشاركين في مجموعة “لندن-11” أعلنوا نيتهم تشديد الضغوط على الحكومة السورية التي يتهمونها بنشر “الإرهاب في المنطقة”، لكنهم صمتوا تماماً عن وقائع نشاطات “فصائل حسنة التسليح والإعداد من الإرهابيين الدوليين والجهاديين الذين يقاتلون الحكومة السورية مستهدفين اطاحتها”، ومنها “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) و”جبهة النصرة”، و”الجبهة الإسلامية”.
وشددت على أن موسكو لا تشاطر رأي بعض شركائها الغربيين من أعضاء مجموعة “لندن-11″ الذين يرون أن عملية جنيف السلمية الخاصة بالتسوية في سوريا قد باءت بالفشل، ملاحظاً أنه لم يعلن أي طرف من الأطراف السوريين رفضه لإمكان معاودة مفاوضات جنيف ومواصلتها. وخلصت الى أن موسكو مستعدة لدعم هذه العملية بقوة لأن منطق جنيف هو منطق التسوية السياسية، ولا بديل منه سوى منطق الحرب.
محاولة فاشلة لـ”الائتلاف” السوري للتواصل مع “داعش”
انتكاسة للمسلحين على جبهة درعا – القنيطرة
محمد بلوط
استعاد الجيش السوري، أمس، تل الجابية الإستراتيجية في محيط بلدة نوى، غرب حوران.
وتمثل استعادة التل عودة إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل أسبوع، عندما دخلت ألوية المعارضة المسلحة التل الذي يصل غربي درعا بالقنيطرة الوسطى والجنوبية، كما تمثل انهياراً لجهود المعارضة المسلحة، للتوسع انطلاقاً من منطقة فصل القوات في الجولان المحتل، للاستيلاء على قلب خط الدفاع السوري الأول عن الجولان، في مواجهة الرفيد وتل الفرس المحتل، والتقدم نحو القنيطرة المدمرة.
وكانت المعارك قد اندلعت حول نوى، التي تحيط بها تلال الجابية والجموع والسين حوران، بين تجمع يضم ألوية “امية”، و”شهداء اليرموك”، و”أحرار نوى” الذين يقودهم العقيد المنشق عبدالله القراعزة، و”اسود السنة”، وبين اللواء 112 السوري المدرع، ومفرزة الأمن العسكري، التي كانت لا تزال تتمركز على أطراف نوى، باتجاه الشيخ مسكين، رغم سقوط الجابية.
وكان الجيش السوري قد أرسل تعزيزات إلى المنطقة، للدفاع عن تل الجموع، الذي يشكل استكمالا لتحصيناته في خط الدفاع الأول، وهو تل يضم أسلحة استطلاع، وكتائب الإشارة في هذا الجزء من خط الدفاع السوري.
ومن المفترض أن يحاول الجيش السوري استعادة سلسلة التلال الحمر الغربية والشرقية، على بعد خمسة كيلومترات من نوى، وهي تلال مشرفة على منطقة خط الفصل مع الجزء المحتل من الجولان السوري، استولت عليها وحدات من “أحرار الشام”، و”جبهة ثوار سوريا”، و”جبهة النصرة” في الأسابيع الماضية، ورفعت “النصرة” أعلامها عليها، بعد ثمانية أشهر من محاصرة التلال.
وتشكل هذه المناطق، قلب بؤرة تستند إلى ظهير الاحتلال الإسرائيلي، يمكن للمعارضة أن تتحرك فيها بسهولة لو نجحت بتوسيعها. ويقول مصدر سوري معارض في المنطقة إن الجيش السوري، قد يحاول دخول نوى نفسها في الساعات المقبلة، بعد أن قصفها براجمات الصواريخ، لمنع تحرك المسلحين فيها، فيما كانت وحداته الأخرى تتقدم نحو تل الجابية، مضيفاً أن القصف أوقع 20 قتيلا وجريحاً في نوى.
“الائتلاف” و”داعش”
إلى ذلك، جرت قبل ثلاثة أشهر، بحسب مصدر في “الجيش الحر”، محاولة للتواصل بين “الائتلاف الوطني” المعارض و”داعش”، عندما عقد “وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة” اسعد مصطفى لقاءً في غازي عينتاب التركية، بحضور ضابط الاستخبارات التركية في المنطقة حكمت يوزو. المحاولة التي جرت لوأد فأس الحرب بين “الحر” و”داعش”، انتهت من دون نتائج، بسبب استمرار المعارك بين “الدولة الإسلامية” والجماعات المنخرطة تحت “قيادة هيئة الأركان”، خصوصاً “الجبهة الإسلامية”.
ويواجه “الائتلاف” عقبات كثيرة لاستعادة المبادرة في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة، إذ بدأت الدول الداعمة له بالتخلي تدريجياً عن تمويله مباشرة، أو تمويل بعض مشاريعه، التي تسمح له ببسط نفوذه بين السكان. وباتت عمليات الإغاثة، التي كانت احد مصادر مشروعيته، عملا لا يختص به وحده، بسبب تحول المساعدات الغربية مباشرة، إلى المجالس المحلية، وتعدد الهيئات التي تشرف على عمليات الإغاثة أو مشاريع الإعمار المحدودة التي يحاول إنجازها.
وتتفاقم الأزمة مع ازدياد التنافس داخل “الائتلاف” بين جناحه القطري، ممثلا بمصطفى الصباغ، والجناح السعودي المهيمن الذي يقوده احمد الجربا. ويبدو أن القطريين قد طووا نهائياً صفحة “المجلس الوطني”، الذي يقوده جورج صبرا، ولهذا اضطر المجلس إلى تأجيل اجتماع هيئته العامة أربع مرات متتالية منذ بداية العام الحالي، بسب عدم توفر أكثر من مليون ونصف المليون دولار في صناديقه، وعدم كفايتها لدفع تكاليف السفر والإقامة لما تبقى من أعضائه الـ320، وذهب رئيسه جورج صبرا، إلى قطر في نيسان الماضي، للحصول من أميرها تميم بن حمد على مساعدات مالية لإعادة تفعيل المجلس، من دون نتيجة.
وكانت انتخابات “المجالس المحلية” قد أفضت إلى خلاف حول “قيادة المجلس الأعلى للمجالس المحلية”، الذي تدّعي “وزارة الإدارة المحلية” وقوعه تحت سلطتها، فيما تحاول كتلة الصباغ في “الائتلاف”، عبر جمعياتها في غازي عينتاب واسطنبول، وتوزيع الأموال القطرية المنشأ انتزاع قيادته بحجة تبعيته سياسياً لكتلتها. ويعكس ذلك استمرار الصراع القطري – السعودي على مستويات داخلية، بالتنافس مباشرة على الهيمنة على شبكة السلطات التقليدية والمحلية.
وعلى مستوى “الائتلاف” لا يبدو أن القطريين قد تخلوا كلياً عن فكرة إعادة السيطرة على “الائتلاف”، الذي انتزعه منهم تحالف العلمانيين من مجموعة ميشال كيلو، مع رجل السعودية الأول في “الائتلاف” احمد الجربا.
ويتجه الجربا إلى محاولة البقاء على رأس “الائتلاف”، من خلال إيصال بدر جاموس في انتخابات حزيران المقبل إلى منصب الرئيس، فينتظر ستة أشهر، هي مدة ولايته، كي يعود مرة ثانية إلى المنصب. ويمنع النظام الداخلي الرئيس “الائتلافي” من البقاء رئيساً أكثر من ولايتين متتاليتين.
ويقول باحث اجتماعي في المنطقة، رافق عمليات انتخاب “المجالس المحلية”، إن التجمعات السكانية التي تتجاوز الثلاثين ألف نسمة، مارست وحدها حق الانتخاب، فيما عين أعضاء المجالس في بلدات يقل سكانها عن ذلك العدد، بالتوافق بين العائلات الكبرى والأعيان ورجال الدين. وقال الباحث الاجتماعي، لـ”السفير”، إن عملية التوافق جنبت المعارضة في تلك البلدات، مواجهة مرشحين من الموالين للنظام السوري، واحتمال حصولهم على نسب من التأييد، يصل بعضها إلى 30 في المئة.
ويواجه “الائتلاف” في ميدان الإغاثة، وتثبيت سلطته المحلية، منافسة مباشرة من بعض الدول، التي فضلت التواصل مباشرة مع المجالس، من دون المرور عبره ما يفضي إلى قضم المزيد مما تبقى له من مصداقية في الداخل السوري. ويقوم صندوق الائتمان الألماني لإعادة اعمار سوريا، بتوزيع بعض المعونات، وتمويل المشاريع الصغيرة في المنطقة، بتمويل إماراتي وأميركي وألماني. ومنذ أسبوعين بدأت الأموال بالوصول إلى سراقب لإصلاح تمديدات الماء والكهرباء. وخطفت “أحرار الشام” رئيس المجلس المحلي، وفرض احد مقاتليها على رأس المجلس بديلا عن المخطوف، وفرضت استخدام مقاتليها لحماية عمليات إعادة الإعمار، كشرط لتنفيذها.
وأخفقت وحدة الدعم والتنسيق التي يقودها أسامة القاضي، بوضع هيكلية مستدامة لتوزيع الإغاثة بشكل متكافئ. وتعاني الوحدة الأكبر في “الائتلاف”، من صراع مستمر بين رئيسته سهير الأتاسي والمدير التنفيذي أسامة القاضي، الذي عين قبل عام تقريباً، بعد اتهامها بسوء الإدارة.
وأنشأت الجماعات “الجهادية” هيئة مستقلة للإغاثة لاستتباع المجالس المحلية، الإطار الوحيد المنتخب في الداخل السوري، وكف يد “الائتلاف” عن أي نشاط أو صلة بالسكان. ونجحت “جبهة النصرة”، و”أحرار الشام”، و”لواء التوحيد”، و”لواء الحق”، في إقامة الهيئة الإسلامية لإدارة المناطق المحررة، كمنافس آخر في ميدان الإغاثة.
ويقول باحث اجتماعي في المنطقة إن المجالس المحلية نفسها بدأت بإقامة “علاقات دولية” مباشرة، للاستغناء عن الوسطاء من “ائتلاف” وغيره، والحصول على تمويل مباشر من بعض الدول. ونجحت مجالس تلبيسة والرستن بفتح قنوات تمويل مباشر مع كندا وفرنسا، من دون المرور بوحدة الإغاثة والدعم، أو “الائتلاف”. ويشير إلى أن وصول الأموال إلى المنطقة يؤشر إلى احتمال التسبب بصراعات في المنطقة بين الجماعات “الجهادية” على أولوية استقبال الأموال، وطرق صرفها.
ويعتبر أن المنافس الحقيقي للإدارات المحلية، هو النظام السوري، الذي لا يزال ينفق ما يقارب الثلاثة مليارات دولار سنوياً، على رواتب الموظفين، وهو ما تعجز عنه الإدارات المحلية، فضلا عن موازنات التنمية. ويدفع النظام رواتب الموظفين في كل المناطق، من دون استثناء، وحتى تلك التي خرجت عن سيطرته، وهو ما يعني أن كثيراً من الموظفين وعائلاتهم لا يزالون يدينون بشكل أو بآخر، بالتبعية للحكومة المركزية.
الجيش السوري يطلق عملية عسكرية في ريف درعا
مسلحون يفتحون جبهة جديدة ضد «داعش»
أطلقت مجموعات مسلحة في سوريا، امس، معركة في ريف حلب الشرقي للتخفيف من ضغط تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) على دير الزور، فيما بدأ الجيش السوري عملية ضخمة في ريف درعا تهدف الى استعادة تلال سيطر عليها المسلحون في الاسابيع الماضية.
ورغم أن التطورات الميدانية تجري حتى الآن لمصلحة «داعش»، الذي أحرز تقدماً سريعاً تمكن خلاله من محاصرة مدينة دير الزور لأكثر من أسبوع، إلا أن خصومه، ولاسيما «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية»، يبدون استماتة كبيرة في مواجهته ومنعه من دخول المدينة.
وأعلنت مجموعة ألوية وفصائل عسكرية بدء معركة «زلزال الشمال» للسيطرة على ريف حلب الشرقي، الذي يسيطر عليه «داعش»، وذلك بهدف تخفيف الضغط عن جبهة دير الزور، ومنع «داعش» من السيطرة على المدينة عبر إشغاله في ريف حلب، لاسيما وأن غالبية تعزيزاته البشرية تأتي من مدينة الباب وجرابلس.
وتشير المعطيات إلى أن بعض الدول الإقليمية بدأت بالتدخل جدياً في الحرب الدائرة بين الفصائل «الجهادية» في المنطقة الشرقية من سوريا، وعلى رأس هذه الدول يبرز اسم تركيا التي ستكون من أكبر المتضررين في حال سيطرة «داعش» على دير الزور، لأن ذلك سيوقف تجارة النفط التي تدر على التجار الأتراك ملايين الدولارات يومياً، ناهيك عن عدم رغبة أنقرة في رؤية «داعش» يسيطر على المناطق الحدودية المحاذية لها.
وكانت حدّة الاشتباكات تصاعدت على جبهة دير الزور أمس، على وقع هجوم مضاد قامت به «جبهة النصرة» مع حلفائها بغية محاولة إحداث ثغرة في الطوق المحكم الذي يحاصر به «الدولة الإسلامية» مدينة دير الزور. وقد شمل الهجوم عدة محاور في الريف الشرقي، أهمها جديد عكيدات وجديد بكارة وطابية وخشام. وتضاربت الأنباء حول نتيجة الهجوم، لاسيما أن الاشتباكات ما تزال تتصاعد، خصوصاً في قرية طابية ومحيط حقل الجفرة للنفط، إلا أن «النصرة» لم تستطع إثبات تحقيقها أي تقدم ملموس رغم أن الصفحات المقربة منها حفلت بمثل هذه الأخبار.
ويبدو أن العرض الذي قدمه «داعش» خلال الأيام الماضية بدأ يلاقي قبولاً من بعض الكتائب ذات الوزن في ساحات دير الزور، حيث أعلنت في بيان مشترك كل من «جماعة الأنصار» و«الطليعة المقاتلة» و«جيش القادسية» و«لواء جند العزيز» و«حركة أبناء الإسلام» و«لواء العباس» اعتزالها قتال «الدولة الإسلامية» وتفرغها لقتال النظام «النصيري» كما أسمته. وكان «داعش» عرض على الكتائب الانسحاب من مدينة دير الزور، أو اعتزال القتال والتفرغ لقتال النظام السوري، مقابل دعمها بالسلاح والذخيرة.
في غضون ذلك، تأكد نبأ مبايعة الشيخ أسعد، نجل المعارض السوري نواف البشير، لتنظيم «داعش». وقد أصدرت مجموعة أسمت نفسها «ثوار البكارة» بياناً مصوراً استنكرت فيه هذه «البيعة» وحذرت من التعامل مع أسعد، متهمةً والده بأنه «لص يسرق أموال الإغاثة». إلا أن مصدري البيان كانوا ملثمين، الأمر الذي لم يسمح بالتأكد من صحة انتمائهم إلى نفس العشيرة، لاسيما وأن عددهم لا يتجاوز أصابع اليدين، ولم يذكروا اسم أي وجيه من وجهاء العشيرة يؤيد موقفهم.
إلى ذلك، شهدت بلدة الهري على الحدود العراقية اشتباكات مسلحة بين «جبهة النصرة» من جهة وأبناء عشيرة الجغايفة من جهة أخرى.
درعا
من جهة ثانية، بدأ الجيش السوري عملية عسكرية ضخمة في محيط مدينة نوى بريف درعا، حيث شن الطيران الحربي غارات مكثفة، بالاضافة الى استهداف مدفعي، على المنطقة بالتزامن مع تقدم بري من جهة «اللواء 15» إلى بلدة خربة فادي. وقال مصدر عسكري لوكالة الأنباء السورية (سانا) أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة نفذت عملية واسعة في مدينة نوى، مستهدفة تجمعات المجموعات الإرهابية في المدينة والتلال المحيطة»، مشيرا إلى أن «العملية لا تزال مستمرة».
وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن «اطلقت القوات السورية حملة عسكرية في مدينة نوى ومحيطها في محافظة درعا، لاستعادة السيطرة على تلال سيطر عليها مقاتلون معارضون في الاسابيع الماضية»، موضحا ان «الهجوم المعاكس يهدف الى منع التواصل الجغرافي بين المناطق التي سيطر المسلحون عليها في ريف درعا الغربي، وريف القنيطرة الجنوبي والاوسط».
وفي حلب، قال مصدر طبي، لـ«السفير»، إن 15 مواطناً قتلوا، وأصيب نحو 20، جراء سقوط قذائف متفجرة في حي الأشرفية السكني. وكشف مصدر معارض أن مسلحين متشددين قاموا بنصب عدة مدافع من نوع «جحيم»، وتعتبر نسخة مطورة عن مدفع «جهنم» وتقوم بقذف متفجرات يبلغ وزنها نحو 200 كيلوغرام، في منطقة بني زيد، حيث يجري استهداف حي الأشرفية القريب، الأمر الذي يفسر اتساع حجم الدمار، وعدد الضحايا الكبير لهذا القصف.
اللاذقية بدورها لم تنج من القذائف التي تطالها باستمرار، وبشكل متفاوت، حيث شهدت منطقة وادي قنديل السياحية الشهيرة سقوط ثلاثة صواريخ «غراد»، تسببت بإصابة 5 مواطنين، في حين تستمر القذائف بالتساقط في منطقة رأس البسيط، والتي تعتبر أحد أهم المراكز التي نزح إليها فارون من المناطق الساخنة.
محررون ارمن في لبنان
إلى ذلك، أفادت مصادر أرمنية عن وصول 18 شخصاً من الأرمن المحتجزين من قرية كسب في ريف اللاذقية الشمالي، إلى لبنان، عند الثالثة من فجر أمس، عبر مطار بيروت الدولي.
وأكد مصدر في حزب «الطاشناق» في لبنان، الذي تولّى المفاوضات مع البطريركية الأرمنية للروم الأرثوذكس في اسطنبول، أن المحررين وصلوا إلى بيروت وهم يجرون متابعات صحية نظراً لأن غالبيتهم هم فوق سن الثمانين.
وأفاد المصدر لـ «السفير»، بأن «المسلحين، الذين هاجموا كسب في 21 آذار الماضي، نقلوا 25 شخصاً من الأهالي إلى منطقة الوقف التركية بعد أن أوهموهم بأنهم سيعملون على نقلهم إلى اللاذقية» حيث نزح غالبية أهالي كسب. ونفى أن يكون الإفراج عنهم مرتبطا بأي تسوية في سوريا، مؤكداً أن «الحزب – بالتعاون مع الأمن العام في لبنان والوزارات المعنية وخاصة الخارجية التي راسلت السلطات التركية ـ عمل على تأمين أوراق ثبوتية للمحررين نظراً لأنهم أخرجوا من كسب بثيابهم فقط». وتابع «يجري العمل على إنهاء الترتيبات اللازمة لعودة المحتجزين الآخرين».
قتيلان و19 جريحاً جراء سقوط قذائف هاون على حلب
علاء وليد- الأناضول: قتل سوريان وأصيب 19 آخرون بجروح جراء سقوط قذائف هاون على حي يسيطر عليه النظام في مدينة حلب، شمالي سوريا، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
ونقلت (سانا)، عن مصدر حكومي في محافظة حلب، لم تحدد اسمه أو منصبه، إن قذائف هاون أطلقها “إرهابيون” سقطت، في وقت متأخر من مساء الجمعة، على حي باب الفرج بالمدينة وأدت إلى مقتل مواطنين اثنين وإصابة 19 آخرين.
وعادة ما يطلق مسؤولي النظام السوري مصطلح “إرهابيين” على قوات المعارضة المسلحة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق قذائف هاون على الحي المذكور حتى الساعة (12) تغ من ظهر السبت.
ويأتي سقوط قذائف الهاون، بعد ساعات من مقتل 13 سورياً وإصابة 17 آخرون بجروح جراء سقوط قذائف صاروخية على حي الأشرفية بمدينة حلب، أمس الجمعة، بحسب (سانا).
وكانت سيارة مفخخة انفجرت، الخميس الماضي، قرب معبر السلامة الحدودي مع تركيا بريف حلب الشمالي، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى.
وتسيطر قوات المعارضة على معظم المدن والبلدات الواقعة في ريف حلب الشمالي منذ أكثر من عام ونصف العام، في حين تتقاسم السيطرة على أحياء مدينة حلب مع قوات النظام.
دبلوماسي سوري معارض: تمديد رئاسة الجربا قد تكون نهاية الائتلاف
علاء وليد- الأناضول: قال دبلوماسي سوري معارض السبت، إن التمديد لرئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا بعد نهاية فترة ولايته الثانية مطلع يونيو/ حزيران المقبل، قد تكون نهاية للائتلاف.
وفي تصريح لوكالة الأناضول، أوضح نزار الحراكي، سفير الائتلاف في الدوحة، أن التمديد لرئيس الائتلاف بعد نهاية فترة ولايته الثانية، يعد مخالفة للنظام الداخلي الذي يمنع دخوله للانتخابات بعد فترتين رئاسيتين.
وتنتهي ولاية الجربا الثانية مطلع يونيو/ حزيران المقبل، وبحسب النظام الداخلي للائتلاف لا يحق له الترشيح لولاية ثالثة، كونه أنهى فترتين في المنصب نفسه (مدة الفترة الواحدة 6 أشهر).
وقال قيادي في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في تصريحات سابقة لـ(الأناضول)، الأربعاء الماضي، إن هناك دعوات داخل الائتلاف لتمديد ولاية رئيسه، أحمد الجربا، لعدة أشهر “بشكل استثنائي”؛ بسبب “الظروف العصيبة” التي تمر بها الأزمة السورية.
وذكّر الحراكي بأن الانتخابات الماضية التي أعيد فيها انتخاب الجربا، مطلع العام الجاري، والقرار بالذهاب إلى مفاوضات “جنيف2″ مع النظام أدت إلى انقسام كبير في الائتلاف نتج عنه انسحاب ثلث أعضائه، البالغ عددهم 120، قبل أن يعودوا تحت بند “رأب الصدع وتوحيد الصف”.
وأشار إلى أن “طرح التمديد للجربا أو إعادة انتخابه غير مقبول، وقد تكون نهاية الائتلاف هذه المرة لا سمح الله”.
وأعلن أكثر من 40 عضواً، أي نحو ثلث أعضاء الائتلاف البالغ عددهم 120 عضواً، تعليق عضويتهم، في 6 يناير/ كانون الثاني، على خلفية إعادة انتخاب الجربا للمرة الثانية ونية الائتلاف – وقتها – المشاركة في جنيف2، الذي عقدت منه جولتين مؤخراً وأعلن عن فشله.
وأضاف الحراكي بأنه يجب التصرف بـ”عقلانية وترجيح المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، لأن المرحلة التي تمر بها الثورة والمعارضة حساسة ولا تحتمل المغامرات”، حسب تعبيره.
وحول الدعوات التي تحدثت عنها مصادر في الائتلاف للتمديد للجربا، رأى السفير أن تلك الدعوات هي لـ”جس نبض أعضاء الائتلاف والثوار في الداخل ومعرفة ردة فعلهم فيما إذا تم طرح الموضوع بشكل فعلي”.
وأعادت الهيئة العامة للائتلاف انتخاب الجربا لولاية ثانية، على حساب رئيس الوزراء المنشق عن النظام، رياض حجاب، حيث حصل الجربا على 65 مقابل 52 صوتا لحجاب في انتخابات مطلع العام الجاري.
وخلال الشهرين الماضيين، دعا نشطاء سوريون، على شبكات التواصل الاجتماعي، إلى الخروج في مظاهرات للمطالبة بإسقاط الجربا، وذلك على خلفية سقوط بلدة “يبرود” في ريف دمشق في أيدي قوات نظام بشار الأسد وحزب الله اللبناني، في فبراير/ شباط الماضي.
واتهم النشطاء الائتلاف بالتقصير والتأخر في تقديم الدعم اللازم لمقاتلي المعارضة خلال معركة “يبرد”، بجانب التقصير في إدارة دفة الائتلاف، على حد تقديرهم.
وتأسس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” في العاصمة القطرية الدوحة، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012?، ليكون المظلة الأكبر للمعارضة السورية، وممثلها الأساسي في المؤتمرات والمناسبات الدولية، وحظى باعتراف الكثير من العواصم العربية “ممثلا شرعيا للشعب السوري”.
داعش يذبح “قناص الدبابات” في فصيل إسلامي يقاتل الأسد
علاء وليد- الأناضول: قال مصدر في “الجبهة الإسلامية”، أكبر تحالف للفصائل الإسلامية المعارضة في سوريا السبت، إن مقاتلين من تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو (داعش) أعدموا قيادياً في أحد الفصائل التابعة للجبهة، والملقب بـ(قناص الدبابات).
وفي تصريح لوكالة (الأناضول)، أوضح المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن مقاتلي “داعش” أعدموا ذبحاً بالسكين “أبو المقدام” القيادي في حركة “أحرار الشام الإسلامية” التابعة لـ”الجبهة الإسلامية”، والملقب بـ”قناص الدبابات”.
و”الجبهة الإسلامية” هي أكبر تحالف للفصائل الإسلامية المعارضة في سوريا، تأسست في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وتشكلت من انضمام 7 فصائل إسلامية كبرى تقاتل قوات النظام من بينها حركة أحرار الشام، ويقدّر مراقبون أن عدد قوات الجبهة المتحالفة مع الجيش الحر يصل إلى نحو 50 ألف مقاتل ينتشرون في كافة المحافظات السورية.
وأشار المصدر إلى أن “أبو المقدام” كان أفضل رامي لصواريخ “كورنيت” المضادة للدروع في منطقة القلمون بريف دمشق، وقد نجح في تدمير 15 دبابة ومدرعة لقوات النظام، قبل أن يقوم مقاتلو “داعش” بأسره في ريف حماة وسط البلاد وذبحه، أمس الجمعة.
ولفت المصدر إلى أن مواقع تابعة لـ”داعش” على شبكة الانترنت نشرت صوراً لعملية الإعدام وبررت إعدام “أبو المقدام” بأنه “كافر”.
واستدرك بالقول بأن حتى الصورة التي بثّها موالون لـ(داعش)، اطّلع عليها مراسل (الأناضول)، تظهر “أبو المقدام” وهو يرفع سبابته للنطق بالشهادتين قبل أن يهم مقاتل من (داعش) يحمل سكيناً لذبحه وقطع رأسه ووضعه على ظهره وهو ملقي على الأرض.
ولم يتسنّ الحصول على تعليق من (داعش) حول اتهامه بذبح المقاتل ومبررات ذلك، بسبب القيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل الإعلام.
ومنذ نهاية العام الماضي، شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة أبرزها “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية”، وانضم إليهم، مؤخراً، مسلحون من “عشائر المنطقة”، حملة عسكرية، ما تزال مستمرة، ضد معاقل (داعش) في مناطق بشمال وشرق سوريا، كونهم يتهمون التنظيم بـ”تشويه صورة الثوار والتعامل مع النظام”.
وأدى ذلك لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين وطرد مقاتلي التنظيم من مناطق في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب ودير الزور، في حين أن التنظيم ما يزال يحكم قبضته على الرقة (شرق) ويتخذ منها معقلاً أساسياً لقواته بعد طرد مقاتلي المعارضة منها مؤخراً.
مثقفون ونشطاء سوريون يدعون واشطن إلى توجيه ضربات عسكرية ضد داعش
علاء وليد- الأناضول: فوّض مثقفون ونشطاء سوريون السبت، الائتلاف السوري المعارض بتقديم طلب للإدارة الأمريكية لتوجيه ضربات عسكرية تستهدف معاقل تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) في سوريا.
وفي بيان وقّع عليه أكثر من 30 مثقفاً وناشطاً سورياً، ووصل مراسل (الأناضول) نسخة منه، قال الموقعون: “نفوّض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بناء على مطالب وإرادة شعبية بتقديم طلب رسمي للولايات المتحدة الصديقة لدعوتها للبدء بجهودها العسكرية وتحريك طائراتها بدون طيار لضرب معاقل تنظيم داعش الإرهابي”.
وأشار إلى أن هذا الطلب يأتي “ضمن الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، واستكمالاً لما تقوم به واشنطن على هذا الصعيد حالياً في ضرب التنظيم في العراق”.
واعتبر المثقفون والنشطاء السوريون أن (داعش) “تنظيم إرهابي يستهدف شعوب المنطقة، وكافة الشعوب الحرة في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وأن المصلحة المشتركة تقتضي بتحرّك واشنطن مباشرة استباقاً لخطر تحول هذا التنظيم إلى منبع للإرهابيين الجوالين حول العالم”.
وتساءل الصحفي السوري المعارض إياد شربجي أحد الموقعين على البيان، “ألم يحن الوقت لطلب توجيه ضربات عسكرية ضد معاقل داعش في سوريا؟”.
وكتب شربجي المقيم في الولايات المتحدة، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إنه سيتم العمل على الحشد الشعبي لدعم البيان ليتحول إلى “إرادة وطنية تطالب باستهداف تنظيم داعش”.
وإلى جانب شربجي يعد الصحفيين السوريين المنشقين عن النظام السوري عدنان عبد الرزاق وفرحان مطر، من أبرز الموقعين على البيان.
ولم يتسنّ حتى الساعة (7:00 تغ) الحصول على تعليق رسمي من الائتلاف على التفويض الموجه له، إلا أن الأخير يتهم “داعش” بالتعاون مع النظام، كما اتهم التنظيم، في بيان أصدره، بـ”احتلال” محافظة الرقة المعقل الرئيس للتنظيم في سوريا والتي سيطر عليها بعد طرد مقاتلي المعارضة منها قبل أشهر.
ومنذ نهاية العام الماضي، شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة أبرزها “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية”، وانضم إليهم، مؤخراً، مسلحون من “عشائر المنطقة”، حملة عسكرية، ما تزال مستمرة، ضد معاقل “داعش” في مناطق بشمال وشرق سوريا، كونهم يتهمون التنظيم بـ”تشويه صورة الثوار والتعامل مع النظام”.
وأدى ذلك لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين وطرد مقاتلي التنظيم من مناطق في محافظات اللاذقية وإدلب وحلب ودير الزور، في حين أن التنظيم ما يزال يحكم قبضته على الرقة ويتخذ منها معقلاً أساسياً لقواته بعد طرد مقاتلي المعارضة منها مؤخراً.
سوريا أخطر منطقة في العالم على حياة الصحافيين… تحولوا لورقة مساومة ومصدراً للتربح
إبراهيم درويش
لندن ـ ‘القدس العربي’: في آخر الحوادث التي تعرض لها الصحافيون الذين يغطون الأزمة السورية تعرض مراسل ومصور في صحيفة ‘التايمز′ البريطانية لمحاولة اختطاف حيث أصيب أنتوني لويد برجله والمصور جاك هيل قبل تمكنهما من الفرار من خاطفيهم.
وكان لويد مع المرشد السوري متجهان صوب الحدود التركية من شمال سوريا عندما أوقفهم مسلحون ووضعوهم في سيارة وحاولوا نقلهم إلى قرية تل رفع.
وفي الطريق شاهدا فتحة في صندوق السيارة الخلفي، وكانت فرصة لهم للهرب، حيث استطاع الدليل السوري الهرب والإختباء في بيت آمن أما لويد وهيل فالقي القبض عليهما وضربا حيث اصيب لويد برصاصتين في رجله لمنعه من الهرب ونقلا إلى مخزن اعتقلا فيه.
ولم يتم الإفراج عنهما إلا بعد سماع ‘الجبهة الإسلامية’ الخبر حيث ارسلت مقاتلين لمواجهة العصابة وتم تحرير الصحافيين. وهرب الثلاثة في النهاية لتركيا حيث نقل لويد للمستشفى. ويضاف حادث اختطاف صحافيي ‘التايمز′ لسلسلة من الإعتداءات التي تعرض لها المراسلون الأجانب في سوريا، حيث يتحول الصحافي نفسه لموضوع للخبر بدلا من أن يعد الخبر. وبحسب لجنة حماية الصحافيين فقد أصبحت سوريا أخطر بقعة على الصحافيين في العالم وقتل فيها منذ بداية الازمة عام 2011 أكثر من 65 صحافيا وهناك عددا منهم لا يزال مفقودا او مختطفا.
واللافت في القصة السورية أن المقاتلين رحبوا بالصحافة الأجنبية التي تبنت روايتهم عن الحرب، لكن دخول العناصر المتطرفة وعصابات النهب والجريمة جعلت من الصحافيين هدفا إما للشك بكونهم عملاء أو لأنهم أصبحوا هدفا ثمينا فمن خلال اختطافهم تحصل الجماعات المسلحة على فدية ثمينة من ورائهم ويعتقد ان عددا من الدول التي اختطف صحافيون من أبنائها رضخت لمطالب الخاطفين وبادلتهم بملايين في بعض الأحيان.
عيونهم معصوبة وأيديهم مقيدة
وتناولت الصحافية جانين دي جيوفاني موضوع الصحافيين ومخاطر وقوعهم تحديدا في يد الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) حيث بدأت مقالها الذي نشرته مجلة ‘نيوزويك’ الأمريكية بالإشارة إلى حالة الصحافيين الفرنسيين الأربعة الذين اعتقلوا في سجون داعش مدة 10 أشهر ثم تمت مبادلتهم بفدية يعتقد أنها كبيرة ورموا في منطقة خالية قرب الحدود التركية حيث عثر عليهم في 19 نيسان/ إبريل معصوبة عيونهم ومقيدة أيديهم. وهؤلاء الأربعة هم نيكولا هينين وبيير توري وإداورد بيير وديدي فرانسوا.
وكانت داعش قد افرجت في 31 آذار/مارس عن مراسل صحيفة ‘الموندو’ الإسبانية خافيير اسبنوزا والمصور ريكاردو غارسيا فيلانوفا. وتقول جيوفاني إن هناك حوالي 30 صحافيا مختطفا في سوريا، بعضهم تتوفر معلومات عنه أما الآخرون فقد اختفوا من على وجه الأرض.
وتنقل عن صديقة صحافية سورية اختفت في شباط/ فبراير الماضي قولها ‘جاءوا إلى بيتها وأخذوها’، والصحافية هي أم لأطفال صغار كانت تقوم بتحقيق صحافي حول ارتكاب جرائم حرب من قبل الطرفين ‘ولم نسمع أي أخبار عنها منذ اختطافها’.
ولا تستهدف داعش وحدها الصحافيين بل الجماعات المتشددة الأخرى وكذلك الحكومة السورية. ويظل العدد الحقيقي للصحافيين المعتقلين غير واضح لخشية المنظمات الصحافية تقديم معلومات عنهم قد تؤثر على فرص الإفراج عنهم.
وتشير الصحافية الى صعوبة الظروف التي بات الصحافيون يعملون فيها في سوريا مقارنة مع حروب أخرى، وتقول إن الصحافي الفرنسي ديديه فرانسوا الذي يراسل ‘راديو اوروبا’ غطى حروبا ونزاعات بما فيها البوسنة التي أنقذ فيها زميلا صحافيا بريطانيا وهو توم ستودارت بل، وبعد ذلك غطى فرانسوا حرب كوسوفو وأفغانستان وفي أفريقيا وعمل في الشيشان التي كان فيها أمراء الحرب يقطعون رؤوس من يقبضون عليهم ويعلقونها على العصي، إلا أن فرانسو نجا، وفقط في سوريا اختطف.
ورغم عدم تعرض فرانسوا ومن معه للتعذيب كما حدث مع مختطفين آخرين إلا أنهم قيدوا معا وتركوا بدون طعام وشراب وقضوا العشرة أشهر وأكثر في غرفة أرضية مظلمة. وقال فرانسوا ‘اشعر بالبهجة والإرتياح بالحرية، تحت السماء التي لم نرها منذ مدة طويلة، وأن تكون قادرا على تنشق الهواء النقي’.
مهمة خطيرة
ويظل فرانسوا وزملائه محظوظين فلم يسمع عن الصحافي الأمريكي جيمس فولي والذي اختفى منذ عيد الشكر العام الماضي. والأمريكي الآخر أوستين تايس والذي اختفى منذ آب/ أغسطس 2012.
وتعلق الصحافية بالقول إن سوريا تعتبر من أخطر بقاع الأرض وأصبحت أرضا خصبة للجماعات الإرهابية التي تقوم باختطاف الصحافيين وعمال الإغاثة وأي شخص يتجرأ على اجتياز الحدود. ويقول جويل ستين من لجنة حماية الصحافيين إن ‘ظهور الجماعات الإسلامية المتطرفة جعل من تغطية الأحداث في سوريا أمرا خطيرا على الإعلام’. ويضيف ان جماعات المعارضة المعتدلة رحبت بالصحافيين وسهلت من مهامهم لدورهم في تشكيل الرأي العام حول سوريا إلا أن الجماعات المتطرفة التي لا تهتم بالرأي العام لا ترى في الصحافيين إلا ورقة مساومة.
وبحسب البرفسور جون أوين، المحاضر في الإعلام في جامعة سيتي البريطانية ورئيس نادي ‘فرنت لاين’ وهي جمعية لمراسلي الحرب إن اختطاف الصحافيين وإن بدا ‘بربريا’ لكن الخطر الأكبر هو منع الصحافيين من الدخول لسوريا يحجب الحقيقة عن الرأي العام ولا يستطيعون الدخول والكتابة عن الكارثة الإنسانية التي تحدث هناك.
وتقول منظمة صحافيون بلا حدود أن 87 صحافيا اختطفوا حول العالم معظهم في المكسيك اختطفتهم عصابات المخدرات، عذبتهم وقتلتهم.
وفي نزاعات أخرى بخلاف الحرب الأهلية اللبنانية التي اختطف فيها صحافيون فقد كان من النادر استهداف الصحافيين ولكن في الحرب السورية وصل اختطاف الصحافيين مستويات عالية. وفي العادة ما يستطيع بعض الصحافيين الهروب أو يواجهون خاطفيهم.
ففي عام 2012 استطاع مراسل ‘بي بي سي’ بول وود والفريق المرافق له الهروب من خاطفيهم وكذا فعل مراسل شبكة أن بي سي ريتشارد إينغل وفريقه.
وهناك صحافيون لم تتخل عنهم حكومات بلادهم حيث تفاوضت مع الخاطفين مع أن الحكومة الفرنسية نفت ان تكون دفعت فدية للإفراج عنهم مع أنها دفعت في الماضي فدية لإطلاق سراح صحافي عند أبو سياف.
لا تفاوض
وتشير الصحافية إلى أن الحكومتين البريطانية والأمريكية كررتا القول أن لا تفاوض مع الخاطفين ولن تدفعا فدية. وأثناء عملها في الشيسشان في التسعينات قال لها محررو الصحيفة التي تعمل فيها أنه في حالة تعرضها لاختطاف فلن تفاوض الحكومة لإطلاق سراحها، كما لم يشتمل التأمين على حياتها الإختطاف، لان هذا يعني تحول الصحافي أوالصحافية إلى ماكينة صرف آلي.
وتشير دراسة للمحلل النفسي الكندي أنتوني فينشتاين والتي رصد فيها الآثار النفسية على المراسلين الحربيين فخمس الصحافيين العاملين في سوريا يعملون بدون أن يكون هناك تأمين على حياتهم. وأمام هذا الموقف تحاول عائلات المختطفين الحفاظ على قصتهم حية، فعائلة فولي بدأت مدونة على الإنترنت ترصد فيها واقع حياته.
وعن إمكانية منع استهداف الصحافيين في الحروب وسوريا بالتحديد، يرى دارن وايت من شركة الخدمات الأمنية ‘دراغون فلاي’ أن الإختطاف له دوافع مالية وسياسية. ويرى أن عملية الإختطاف هي إجراءات تخضع للإختيار والتحضير، وهناك إشارات اولية قد توحي بأن الصحافي المعني هو الهدف مما يجب عليه أن يفتح عينيه ‘فأي شخص اختطف إما تجاهل أو لم يلتفت للتحذيرات الأولية’ كما يقول وايت.
ولهذا يتم تدريب الصحافيين على طريقة التصرف في ‘ظل المناخ المعادي’ ويلقنون دروسا حول كيفية تجنب مواقف تعرض حياتهم للخطر، ويطلب منهم التأكد من أن أحدا بانتظارهم في المطار إن كانوا مسافرين لمكان جديد عليهم، وأن يعرفوا طريقهم ويبحثوا في المهمة الذين هم بصدد تغطيتها.
ويدرس الصحافيون في ورشات العمل التي تقدم لهم قبل السفر لمناطق النزاع كيف يتصرفون حالة اختطافهم.
وبعد كل هذا هناك ثمن يدفعه المراسل حالة تعرضه للإختطاف، فأحد الذين اختطفوا في أثناء الحرب الأهلية في لبنان وظل رهينة لمدة عام قال إنه لا يزال يعاني من كوابيس ‘دائما ما كرهت تلك الأفلام عن الخاطفين والرهائن والتي تصور كيف تحولوا لأصدقاء، هذه كذبة، لقد كرهت خاطفي وجعلني أكرهه’.
كل شيء هاديء
بعيدا عن الإختطاف تقدم مراسلة مجلة ‘تايم’ارين بيكر’ صورة عن التحضيرات للإنتخابات السورية الشهر المقبل، ففي طريقها لدمشق شاهدت العمارات السكنية التي توقف البناء فيها، ومراكز التسوق وحدائق الأطفال الفارغة، وكل ما شاهدته هو صور الأسد التي تحتل اللوحات الإعلانية التي عادة ما تستخدم للترويج للمنتجات، أصبحت مليئة بصور الأسد بالزي العسكري، وبالسترة وهو يلوح للجماهير، ولكن أسد الملصقات غيره الأسد الذي يظهر في التلفزيون فهو شاحب الوجه وخسر الكثير من وزنه، فقد تركت ثلاث سنوات من الحرب أثرها الكبير عليه وانعكست في حملة الأسد الإنتخابية القادمة.
فالملصقات الإعلانية تركز على ‘سوا’، و’معا نوفر الأمن لسوريا’، و’معا نجعل من سوريا قوية’ و ‘معا نعيش’ وكل لوحة إعلانية تحمل توقيع الأسد، ولهذا السبب سيربح الأسد الإنتخابات بدون شك وبنسبة عالية وفي غياب مشاركة المعارضة.
وتقول بيكر أن علامات الحرب وإن كانت ظاهرة على الطريق الذي يربط دمشق بلبنان إلا ان مركز دمشق لا يحمل ايا من علامات الحرب، فالمتسوقون يتجولون في المحلات ويجربون آخر الموديلات من الهواتف الذكية، ويأكلون المعجنات والحلويات المحشوة بالمكسرات والشوكولاتة، فيما تخرج نساء سافرات من مراكز اللياقة يحملن معهن حقائب ‘يوغا’ وأخريات بحجاب ملون ينتظرن السيارات. فيما تحذر علامات صفراء على جانبي الشارع السائقين من الردار الذي يراقب السرعة.
وتقوم شرطة المرور بإرشاد السيارات خارج الزحام الذي سببته نقاط وحواجز الجيش. وفي المناطق الهادئة من دمشق يبدو الجنود في حالة من الملل وليس الحذر وهم مشغولون بهواتفهم النقالة.
وتقول الصحافية إن الأسد يعيش وعائلته في حي من أحياء دمشق الغنية، حيث قرر العيش في بيت والده لإعطاء صورة عن رجل الشعب.
وتقول الرواية الرسمية أنه يركب سيارته يوميا من بيته للقصر الجمهوري في قاسيون لكن أحدا من السكان لا يصدق هذا الكلام. فلماذا يعرض الأسد حياته للخطر؟! فيما يقول أخرون إنه يعمل من البيت ولكن قلة تعرف الحقيقة.
الحرب ليست بعيدة
ومع أن الحرب نفسيا بعيدة عن سكان وسط دمشق لكنها تشن ليس بعيدا عنهم في الأحياء القريبة من العاصمة، حيث تئز الطائرات الحربية فوق بيوت دمشق، وصوت الإنفجارات الذي تحدثه يحس الدمشقيون بقوته، ولان صوت الإنفجارات أصبح عاديا فلم يعد يهم أو يضايق أحدا. فهم منشغلون كما الصحافية بشراء شراب ‘أبو عبدو’ المعروف واختراعاته الجديدة من كوكتيل الفراولة.
وتلتقي مع طلاب يدرسون الإنكليزية وجدوا فرصة للتدرب على استخدامها خاصة أن السياح لم يعودوا يقبلون على العاصمة بسبب الحرب.
ويؤكد الشبان لها أن الحياة طبيعية في دمشق، ويشتكون من محاولة الإعلام تصوير سوريا بأنها في حالة حرب. لكن الحرب ليست بعيدة عن دمشق، ففي حي البرزة حيث البنايات قديمة لا تظهر إلا جزءا من الدمار، وكلما توغلت السيارة في أحيائها كشفت عن حجم الدمار حيث تم محو الشعارات المعارضة للأسد ولم يكتب بعد الشعارات المؤيدة له، وبين الأنقاض تظهر الأسلاك الكهربائية المعوجة.
هناك حياة عادت وتظهر من خلال الغسيل المنشور على الحبال، اما البنايات التي دمرت فلن تعود الحياة إليها ابدا. البرزة تعيش هدوءا وسلاما الآن ولكنها أنقاض. وفي الطريق من البرزة لأحد الأحياء الذي ظل بيد الأسد يظهر على ملصق ويعلن ‘معكم، سنبنهيا ونحميها’.
‘القدس العربي’ في جبهة المليحة: الجواسيس يخترقون الجيش الحر والنظام يستعين بخبراء من كوريا
نوران النائب
ريف دمشق ـ’القدس العربي’ لا تشبه جبهة المليحة بريف دمشق غيرها من باقي جبهات الغوطة الشرقية، وقد تكون الجبهة الأكثر عنفاً ودموية ولعل استمرار المعركة لليوم الثالث والاربعين بلا انقطاع يؤكد مدى اهمية هذه الجبهة.
وتأتي أهمية منطقة المليحة كونها خاصرة دمشق من ناحية قربها من مطار دمشق الدولي ومنطقة جرمانا التي يسعى النظام جاهداً لتأمينها بشتى السبل.
من ناحية أخرى تعتبر نقطة ربح أو خسارة بالموازاة مع فترة الانتخابات الحالية التي يستعد لها، في ظل تقدم غير متوقع من قبل كتائب المعارضة المسلحة، لا سيما بعد فشل مخطط النظام في دخول المنطقة ضمن إطار’المهادنات’الأخيرة، بعد ان مارس عليها حصارا فاقم الفقر والجوع.
في رقعة من المساحات المفتوحة المطلة على الفوج’81′، وهو الفوج المحـيط بمنطقة جرمانا في العاصمة دمشق، يحتشد عدد من عناصر كتائب المعارضة في جو من الهدوء لا تسمع فيه أكثر من طلقات رصاص متراشقة في ساعات الصباح الأولى، ومن بين العناصر:’ياسين المعتصم بالله’أحد المرابطين على الجبهة ليلاً، والذي يعتبر أن الضغوط التي أتت دفعة واحدة في هذه المعركة لم تكن صدفة فقد خسر الحر مئات من عناصره ما بين قتيل وجريح.
ويستهجن’المعتصم’استخدام النظام السوري لصواريخ ما تسمى بـ’زئير الأسد’وهي صواريخ قريبة المدى وكثيرة الدمار لا تخطيئ هدفها متى أطلقته، وهي واحدة من بين العديد من الأسلحة التي ذكرها’المعتصم’، منها ما يعرف اسمه ومنها ما يجهله.
صواريخ كثيرة ومتنوعة إذاً تطلق باتجاه جنود الجيش السوري الحر و تستهدف في غالب الأحيان مقر إمدادهم الرئيسي بالأسلحة والذخائر أثناء خوضهم معارك غير متكافئة مع خصمهم ، ما يصعب دخول مؤازرات وأسلحة في حال تمت محاصرتهم، ولذلك لا يجد الحر مخرجاً من القذائف والصواريخ أكثر من الخنادق المحفورة على مستوى منخفض من مكان الاستهداف المباشر، ويذكر المعتصم بأن ما يسمى مضاد الطيران’23′هو أثقل سلاح يمتلكه الجيش الحر لإكمال معركته الحالية المستنزفة لكل طاقاته ، في ظروف الحصار القاسية ينوه’المعتصم’، (نحن نأخذ بالأسباب لكننا دائماً نسلم دائماً لقدرة رب العالمين ، فأسبابنا أياً كانت لا تكفي لصد حملات شرسة كهذه).
وعن طريقة الاقتحام التي تتبعها القوات النظامية للجيش السوري، فهي غالباً ما تكون عن طريق عربات’الشيلكا’عبر طريقة معينة يسميها جنود الجيش الحر فيما بينهم’تمشيط’إذ تبدأ’العربات’باكتساح كل نقطة يتم تحديد موقعها عبر خبراء تابعين لقوات النظام ،على أنها الهدف يضيف المعتصم ‘في هذه اللحظات تحديداً لا يستخدم السلاح الخفيف أبداً’.
لا يستطيع′المعتصم’ورفاقه أن يغمضوا أعينهم خلال فترة تواجدهم على نقاط الرصد، لأن وقت تبديل نوبات حراستهم هو الوقت الأنسب الذي يروق فيه لعناصر الأمن السوري تمشيط المنطقة بسبب انشغالهم في مثل هذه الأوقات بالتبادل، على أن وجود ما يسمى بـ’الجواسيس′على حد تعبير’المعتصم’، ضمن صفوفهم، هو ما يسهل على القوات النظامية أي عملية اقتحام.
يصرح عن احد المواقف قائلاً أنه تم اكتشاف 6 شبان من أحد الفصائل بدون تحديد أسماء، يقومون بفك الألغام التي قاموا بوضعها لحماية انفسهم ونقاطهم، ما يثير انتباه’المعتصم’فعلاً أنهم في أشد اوقات رباطهم وترصدهم، يتم اقتحام بعض عناصر من الامن على مناطقهم هكذا فجأة، وقد تأكدنا من خلال أسر احدهم أنهم قد تعاطوا حبوب تجعلهم في حالة انتحارية وانتقامية.
وللناشط علاء الذي يقيم في مدينة جرمانا مشاهدة يرويها، إضافة لكونه على علاقات عديدة مع ضباط في الجيش السوري، يقول أنه رأى ست سيارات بداخلها خبراء من أصل’كوري’بأجهزتهم ومعداتهم الغريبة، يسيرون باتجاه نقاط الجبهة إلى جانبهم ناقلات جند القوات النظامية، تشرف على حمايتهم، وإيصالهم إلى مناطق الجبهة الحدودية مع الحر، ما يعني أن النظام السوري يريد ان ينهي المعركة وكسب المليحة إلى صفه في وقت سريع.
ولا يريد المقاتل’ع. ز′أن يتحدث عن المعركة بمثالية كما لا يريد أن يصرح عن اسمه، لأنها أمور لا يتوجب على الحر أن يرويها في العادة يقول أنهم خلال أيام قليلة خسروا أكثر من 8 نقاط، وسيطرت قوات الأمن على مبنى البلدية وغيرها من المناطق القريبة والبعيدة وصالت وجالت فيها، في الوقت الذي تم فيه الإخفاء والتكتم عما يجري من قبل الجيش الحر خوفاً من أحاديث معاصرة عن بيع وتسليم جبهات يقول مضيفاً ‘سيناريو سقوط الجبهات يومياً قاب قوسين أو ادنى’، ويقول أنه لا يوجد إلى الآن انتصارات أو تقدمات حقيقية ، كل ما في الأمر هو كر وفر مجهول المصير، وهي معركة مصيرية جداً، تهدد سكان الغوطة الشرقية القاطنين تحت ذمة الثوار على حد تعبير’ع. ز′وينوه أن الغوطة الشرقية لم يبق غيرها تحت مسمى’المحرر’من مناطق دمشق وريفها، في الوقت الذي يرى فيه’ع. ز′أن الحر لم يوليها اهتماماً كبيراً كما يترتب على كونها منطقة الخط الاحمر والفاصل ما بين أمن المدنيين في الغوطة الشرقية وأمانهم، والذي يتوجب على الحر أن ينفق المال والعتاد والأرواح لتوفير الأمان بين صفوف المدنيين الذين هتفوا في مظاهراتهم’الجيش الحر يحميني’.
مارتن ديمبسي يتوقع اندلاع نزاعات في حال سقوط النظام
واشنطن ترسم صورة قاتمة لمستقبل سوريا بعد الأسد
عبد الاله مجيد
بعد استقالة المبعوث الأممي ـ العربي الى سوريا الأخضر الابراهيمي أسهم رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيوش الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي في زيادة التشاؤم المتعاظم بمستقبل البلاد محذرا من ان نزاعات صغرى متعاقبة ستندلع في سوريا حتى إذا نجحت المعارضة في إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
قال الجنرال مارتن ديمبسي في مؤتمر عقدته مؤسسة اتلانتيك كاونسل للأبحاث والسياسة العامة في واشنطن ان سوريا ، حتى إذا تمكنت المعارضة السورية التي تواجه وضعا صعبا الآن من اسقاط بشار الأسد ، ستبقى أسيرة الارهاب والفوضى والجوع. وتساءل القائد العسكري الاميركي قائلا “إذا أخذ الأسد عائلته وكل أزلامه وغادر سوريا اليوم ، كيف سيدبر هذا البلد اوضاعه؟”
وذهب ديمبسي الى ان المعارضة السورية ليست لديها هيئة حاكمة توفر البضائع والخدمات ولا قوة قادرة على الاحتفاظ بالأرض لإدارة توزيع المساعدات وشنّ هجمات ضد قوات النظام ، ولا قدرة على مكافحة الارهاب لاستئصال الجماعات التي ترتبط بالقاعدة في سوريا ثم اضاف قائلا “ونحن حاليا لسنا في طريقنا الى توفير هذه القدرات”.
وتأتي الصورة القاتمة التي رسمها ديمبسي لآفاق تطور الوضع في سوريا مؤكدة النظرة المتشائمة التي قدمها الابراهيمي عندما اعلن استقالته قائلا في مؤتمر صحافي “من المحزن جدا ان اترك هذا المنصب واترك سوريا في مثل هذه الحال السيئة”.
واعترف الجنرال ديمبسي بأن المعارضة محقة في القول إنها تحتاج الى اسلحة نوعية وخاصة الى صواريخ مضادة للطائرات كي تتمكن من الاحتفاظ بالأرض وشن هجمات مضادة وبذلك بناء القدرات التي قال انها لا تملكها في الوقت الحاضر. ولكنه ذهب الى ان مثل هذه الوسائل لن تقدم إلا حلولا قصيرة الأمد واصفا مستقبل سوريا بأنه “مسلسل من النزاعات”.
وقال ديمبسي في كلمته “لدينا نزاع قائم حاليا وسيكون هناك نزاع ثان هو نوع من النزاع الداخلي ثم سيكون هناك نزاع ثالث ضد المنظمات الارهابية”. وأكد ديمبسي”ان هذه القضية ليست سوريا فقط بل هي بيروت الى دمشق الى بغداد”.
وكان الابراهيمي اشار عقب اعلان استقالته الى مجلس الأمن الدولي المنقسم والقوى الدولية والاقليمية التي تدعم هذا الطرف أو ذاك من اطراف النزاع. وقال ان على كل من يتحمل مسؤولية ولديه تأثير في الوضع ان يتذكر ان السؤال هو “كم سيُقتلون بعد ، وكم سيحدث من الدمار قبل ان تصبح سوريا مرة اخرى سوريا التي كنا نعرفها؟”
واسفر النزاع حتى الآن عن مقتل اكثر من 150 الف شخص وتشريد 9 ملايين آخرين. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري “ان السيد الابراهيمي لم يفشل” بل ان الأسد الذي “لا يريد التفاوض” هو المسؤول عن دخول مساعيه طريقا مسدودا.
وطالبت دول خليجية تدعم المعارضة السورية بأن تقدم الولايات المتحدة لفصائلها المقاتلة ضد قوات النظام السوري اسلحة أشد فاعلية بينها صواريخ تُطلق من الكتف قادرة على اسقاط طائرات الأسد ومروحياته. وكانت ادارة اوباما ترفض تقديم هذه الأسلحة خشية وقوعها بأيدي جماعات اسلامية متطرفة. ولكن بعد الانتكاسات التي مُنيت بها قوات المعارضة مؤخرا وخاصة في مدينة حمص القديمة يبحث البيت الأبيض الآن عن وسائل تتيح مد المعارضة بهذه الصواريخ منها ماسحات ضوئية لبصمات الأصابع ومنظومات ملاحة جوية تُركَّب على اجهزة اطلاق الصواريخ بحيث إذا آلت الى أيدي متطرفين لن يتمكنوا من استخدامها ضد طائرات مدنية ، كما افادت مجلة فورين بولسي. وبدأت الادارة الاميركية خلال الأسابيع الأخيرة “برنامجا تجريبيا” لتزويد مقاتلي المعارضة بصواريخ من طراز تاو قادرة على تدمير تحصينات النظام ودباباته.
سوريا: «داعش» يفرض أئمة على مساجد الرقة وريف حلب للتحريض على «الحر»
وضع مشايخ المناطق التي يسيطر التنظيم عليها بين خياري الخضوع أو الرحيل
بيروت: «الشرق الأوسط»
يعمد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) إلى توظيف منابر المساجد لجذب مناصرين له والتحريض ضد «الجيش الحر» في المناطق التي يسيطر عليها شمال شرقي سوريا، وذلك بوضع المشايخ السوريين بين خياري الخضوع له وتبني أفكاره أو مغادرة مناطقهم نحو تركيا وتعويضهم بمهاجرين أجانب موالين له. ومن ناحية ثانية، أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أن إيران تجند حاليا آلاف اللاجئين الأفغان للقتال إلى جانب القوات النظامية في سوريا، مقابل حصول الفرد على 500 دولار شهريا وتوفير إقامة له في إيران.
حول موضوع المشايخ، وصل إلى مدينة غازي عنتاب التركية المحاذية للحدود السورية قرب مدينة حلب خلال الفترة الماضية، عدد من المشايخ الذي فروا من مدينة منبج، الواقعة في ريف حلب الشرقي، بعد سيطرة التنظيم عليها وإقدامه قبل أشهر على اغتيال إمام الجامع الكبير محمد الديبو بعد رفضه التعاون مع التنظيم المعروف بتبنيه أفكارا دينية متشددة. ويقول أبو أحمد الحريتاني، القيادي في المعارضة السورية بريف حلب، لـ«الشرق الأوسط»: «حادثة اغتيال الشيخ ديبو زرعت الرعب في نفوس الأئمة ودفعت بعضهم للخضوع إلى التنظيم، فيما قرر آخرون الفرار خارج المدينة هربا من بطش «داعش». ويظهر عدد من أشرطة الفيديو التي بثّت على مواقع المعارضة مشايخ من ريف حلب وهم يبايعون التنظيم، لكن الحريتاني يؤكد أن «هذه المبايعات جرت بالقوة والسلاح»، موضحا أن «المشايخ الذين أجبروا على الخضوع للتنظيم يطلب منهم التحريض ضد الجيش الحر في خطب يوم الجمعة واتهام المعارضة بأنها عميلة للغرب وكافرة».
وإلى جانب ترهيب المشايخ المحليين، قام التنظيم بتعيين عدد كبير من المشايخ المهاجرين الذين يتحدرون من أصول مصرية ويمنية وتونسية بحسب ما يشير الحريتاني، موضحا أن «هؤلاء المهاجرين لا يملكون شهادات تخوّلهم القيام بهذه المهام وغالبا ما تتركز خطبهم على شتم الجيش الحر واتهامه بالعمالة للغرب وبالكفر».
ولا يختلف المشهد كثيرا في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة «داعش» منذ مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. إذ يفرض التنظيم مشايخ موالين له لتولي مهام الخطابة في مساجد المدينة. وبحسب ما يقول عضو المجلس المحلي السابق في مدينة الرقة إبراهيم مسلم لـ«الشرق الأوسط فإن «أئمّة الرقة غالبا ما يسكنون في بيوت قريبة من المساجد، ما دفع تنظيم داعش إلى ابتزازهم ووضعهم أمام خيارين، إما الخروج من منازلهم أو الخضوع له وإلقاء خطب تناسب توجهاته المتطرفة». وأوضح المسلم أن «بعض المشايخ اضطروا للخضوع لتنظيم داعش وتورّطوا في تبني أفكاره، في حين فضل البعض الآخر مغادرة الرقة بعد اصطدامه مع التنظيم»، مشيرا إلى أن أحد المشايخ رفض أن يحرّض على الأكراد كما طلب منه «داعش» فما كان من التنظيم إلا أن طرده من الرقة.
وفي حين يتولّى القيادي في «داعش» أبو علي الأنباري إدارة ملف تعيين أئمّة المساجد في الرقة، يشرف المتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني على تعيينهم في بعض مناطق ريف حلب (منبج – جرابلس – الباب)، وفق ما يؤكد مدير مفتي سوريا المنشق، عبد الجليل سعيد لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن التنظيم يعتمد بشكل كبير على منابر المساجد لجذب الشبان الذين كانوا يقاتلون في كتائب المعارضة الإسلامية مثل «أحرار الشام» و«النصرة» ولم يقتنعوا بأفكارها»، لافتا إلى أن «الفكر المتطرّف غالبا ما يجذب الناس لأنه يعد بنتائج سريعة على النقيض من الخطاب المتدرج الذي تستخدمه الفصائل الإسلامية المعارضة». ويذكر أن وزارة الأوقاف التابعة للحكومة السورية هي التي كانت تتولّى تعيين أئمة المساجد في سوريا، لكن بعد اندلاع الأحداث وخروج بعض المناطق عن سيطرة القوات النظامية باتوا يعيّنون عبر هيئات شرعية شكّلت في هذه المناطق.
في المقابل، ذكرت الـ«وول ستريت جورنال» في تقرير لها أمس الجمعة: إن الحرس الثوري الإيراني يجنّد مسلحين شيعة أفغانا ويدرّبهم للقتال في سوريا، وأنه جرى نشر تفاصيل حول جهود التجنيد هذا الأسبوع على «مدوّنة» تركز على اللاجئين الأفغان في إيران، في حين أكد مكتب رجل الدين الإيراني محقق كابولي هذه المعلومات، فضلا عن تأكيد أحد أعضاء الحرس الثوري الإيراني لها.
ونقل عن مسؤول في المكتب قوله: «وجد الحرس الثوري الإيراني طريقا للتواصل مع مجتمع اللاجئين، ويعملون على إقناع شبابنا بالذهاب للحرب في سوريا، وفروا لهم كل شيء بداية من الراتب وصولا إلى الإقامة». ولفتت الصحيفة الأميركية، إلى أن طهران توفر للاجئين إمكانية تسجيل أطفالهم في المدارس هناك، وتقدم لهم بطاقات خيرية، إضافة إلى دفع راتب شهري بقيمة 500 دولار، وتوفير سكن لعائلاتهم. وأوضح المسؤول وفقا للصحيفة، أن عددا من الشباب الأفغاني كتب إلى كابولي، متسائلين عما إذا كان القتال في سوريا يعد واجبا دينيا، وجاء رده بأنه يكون دينيا فقط إذا كانوا يدافعون عن الأضرحة الشيعية.
وفي المقابل، نفى حامد بابائي المتحدث باسم البعثة الأممية في إيران، مزاعم إرسال إيران اللاجئين الأفغان إلى سوريا كمقاتلين، واصفا ذلك بأنه أمر «لا أساس له من الصحة»، وادعى أن «الوجود الإيراني في سوريا ذو طبيعة استشارية فقط، بغية المساعدة على مواجهة التطرف، ومنع الجماعات التابعة للقاعدة هناك من ارتكاب مزيد من المذابح وسفك الدماء».
المعارضة السورية استعادت المبادرة الميدانية في الشمال وتسعى لربط حماه بإدلب
«الائتلاف»: تقدمنا في 15 نقطة عسكرية.. و«المرصد» يؤكد وصول أسلحة
بيروت: نذير رضا
باتت «معركة الشمال» السوري هي الوجهة الرئيسة «لطرد قوات النظام بعد اتفاق الهدنة في حمص الأسبوع الماضي، وإحراز قوات المعارضة 12 تقدما في محافظتي إدلب وحماه، بشمال سوريا، منذ مطلع الشهر الحالي»، وفق ما تقول مصادر المعارضة في الشمال لـ«الشرق الأوسط». وقد عزز المقاتلون من قدراتهم بعد «وصول أسلحة إليهم»، بحسب رامي عبد الرحمن، مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إلى جانب «اتباع تكتيكات جديدة، وخطط عسكرية لنسف المواقع الكبيرة التي تتمركز فيها القوات الحكومية، وربط محافظة إدلب بشمال محافظة حماه».
وسجل الأسبوعان الأخيران عمليات نوعية لمقاتلي المعارضة، تبنت «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة بعضها، فيما تبنت «الجبهة الإسلامية»، وهي كبرى تشكيلات العسكرية المعارضة السورية، البعض الآخر. وجاءت تلك العمليات المتمثلة بتفجير الأنفاق في إدلب وحلب، واستهداف الحواجز ونقاط التجمع النظامية بعبوات ناسفة في حماه، استكمالا لهجمات شنها مقاتلة «حركة حزم» المعارضة، بعد امتلاكها صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدروع.
وأكد «الائتلاف الوطني السوري»، في بيان أصدره أمس، أن المعارضة استطاعت التقدم في ست نقاط بمحافظة إدلب، وست نقاط عسكرية أخرى في محافظة حماه، خلال 15 يوما بدءا من مطلع الشهر الحالي. كما سيطرت على أربع نقاط عسكرية في ريف اللاذقية، وثلاث نقاط عسكرية في حلب التي تشهد اشتباكات واسعة، وتتعرض لقصف عنيف من القوات الحكومية.
وصعدت قوات المعارضة السورية، منذ يومين، من هجماتها النوعية، تمثلت بتفجير معسكر وادي الضيف، وتفجير حاجز في منطقة خان شيخون، في ريف إدلب، غداة تحقيق المعارضة تقدما بريف حماه الشمالي، وجنوب إدلب. وحسب عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التصعيد «يهدف إلى السيطرة على مواقع النظام في إدلب وريفها، وتحديدا في محيط مدينة معرة النعمان، لتصل مواقع نفوذها في شمال حماه»، مؤكدا أن هذه المساحة الواسعة التي يحتفظ بها النظام بسيطرة ميدانية «تشهد عمليات عسكرية وسط تراجع للنظام الذي يعاني حاجة للعديد والقوة البشرية».
ووفقا لعبد الرحمن فإن قوات النظام «تفقد السيطرة الميدانية من ريف حماه الشمالي وصولا إلى حلب شرقا، وريف اللاذقية غربا حيث لم يتمكن من استعادة سيطرته على مدينة كسب ومعبرها والتلال المحيطة بها»، وأرجع هذا التقدم إلى «وصول الأسلحة إلى المعارضة في الشمال»، من غير تحديد ما إذا كان مصدرها داخليا أم خارجيا، كما إلى «التوحد في القتال والخطط العسكرية النوعية في المنطقة».
وتحكم القوات الحكومية سيطرتها على معرة النعمان والمناطق الواقعة بين جنوب إدلب وشمال حماه، عبر ثلاثة مواقع عسكرية كبيرة، كان معسكر وادي الضيف أحدها، وقد تعرض أول من أمس لهجوم ضخم بتفجير نفق أسفله، أدى إلى إزالته من موقعه، وذلك بعد أسبوع من هجوم تعرض له مركز للقوات الحكومية قرب المعسكر، أسفر عن مقتل 30 جنديا، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
ويعد المعسكر واحدا من ثلاثة مواقع عسكرية مرتفعة تسيطر عليها القوات الحكومية، في المنطقة الواقعة بين محافظتي إدلب وحماه، بينها قاعدة الحميدية التي تتعرض لهجمات من المعارضة، وتشرف على الطريق الذي يصل اللاذقية بإدلب ومنها إلى حلب. وتتمركز في معسكر وادي الضيف، بحسب مصادر المعارضة بإدلب، «مرابض مدفعية وراجمات صواريخ يصل مداها إلى 30 كيلومترا، قصفت في السابق مدينة معرة النعمان في إدلب، ولاحقت المعارضين في ريف حماه الشمالي، كما وفرت حماية وتغطية نارية للحواجز المنتشرة في إدلب وحماه».
ومن شأن نسف المعسكر أن يساعد مقاتلي المعارضة على اقتحام القاعدة التي تستخدم لشن هجمات على المناطق المحيطة في محافظة إدلب، بحسب قائد ميداني تابع لـ«الجبهة الإسلامية»، موضحا أنه «لو حدث هجوم آخر كهذا، فلن نكون في حاجة إلى التحرك للسيطرة على القاعدة». وفور سيطرة مقاتلي المعارضة على القاعدة، «سيحكمون سيطرتهم على كل جنوب إدلب الواقعة في شمال غربي سوريا قرب الحدود التركية»، كما قال القائد الميداني.
وتكمن الأهمية الاستراتيجية للمعسكر في كونه آخر نقطة اتصال عسكري شمال منطقة حماه على حدود محافظة إدلب. ويقول ناشطون معارضون إن حماه تعد أحد أهم المراكز العسكرية للنظام ونقطة الإمداد العسكري لمختلف المناطق السورية. ويؤكد هؤلاء أن وادي الضيف هي نقطة الحماية من الخلف لوجود القوات النظامية في حماه، وقادرة على صد هجمات المعارضة إذا حاولت التقدم من الشمال إلى المناطق الوسطى. وقد حققت المعارضة تقدما في حماه، في المناطق المحيطة بمدينة مورك. ويوفر وصل المناطق في إدلب وحماه ببضعها، طريق إمداد مهم بالنسبة للمعارضة السورية، ويساعد على قطع إمدادات القوات الحكومية بين حلب والساحل، ما يمكن المعارضة من إحراز تقدم في حلب.
تنظيم داعش يهدد معاقل المعارضة السورية في ريف حمص
دبي – قناة العربية
يتعرض الجيش الحر إلى هجمات تصفها المعارضة بالمنسقة بين تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وقوات النظام السوري. فقد أعلن التنظيم مناطق تلبيسة والرستن أهدافا مشروعة لعناصره، فيما قامت قوات الأسد بحملة عسكرية على نوى بريف درعا لاستعادة تلال استراتيجية سيطر عليها الحر قبل أسابيع. كما واصلت قوات النظام قصفها لبلدة المليحة بريف دمشق بالمدفعية والطائرات، بحسب تقرير لقناة “العربية”، اليوم السبت.
ويرى مراقبون في سلوك تنظيم داعش عونا للنظام السوري في معاركه ضد قوات المعارضة السورية. فقد أصدر هذا التنظيم بيانا اعتبر فيه مناطق تلبيسة والرستن والزعفرانة في ريف حمص الشمالي أهدافا مشروعة لعناصر التنظيم، وأشار إلى ضرورة إخلائها.
وبحسب المعارضة، فإن ريف حمص الشمالي هو آخر منطقة يتمركز فيها مقاتلو الجيش الحر وذلك في أعقاب إخلاء الأحياء التي يحاصرها النظام داخل مدينة حمص.
معركة الجيش الحر ضد تنظيم داعش شهدت تطورا لصالح الحر في جبهة درعا، حيت تمكن الجيش الحر من السيطرة على قرية الخلفتلي والحاجز الذي تسيطر عليه داعش اثر معارك عنيفة ضد التنظيم، وهو أول حاجز لداعش يسيطر عليه الحر.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأسد شنت هجمات معاكسة ضمن حملة عسكرية لمحاولة استعادة تلال سيطر عليها الجيش الحر قبل أسابيع في مدينة نوى ومحيطها في ريف درعا الغربي، منها تل الجابية وتل الجموع، وذلك بعد أيام من سيطرتهم على تل الأحمر الشرقي والغربي، إذ تسعى قوات النظام إلى الفصل الجغرافي بين ريف درعا الغربي وريف القنيطرة الجنوبي والأوسط المشرفة على جزء من الحدود مع الجولان المحتل.
أما بلدة المليحة في ريف دمشق فلم تتوقف معاناتها من غارات وقصف قوات النظام، التي نفذت طائراتها ما لا يقل عن عشر غارات على البلدة التي تحاول قوات بشار الأسد وميليشيا حزب الله السيطرة عليها منذ مطلع شهر أبريل الماضي.
هيكلة جديدة لمجلس دمشق العسكري وانتقال سلسل للقيادة
العربية.نت
قام رئيس ومؤسس المجلس العسكري لدمشق وريفها بمبادرة تحسب للجيش السوري الحر عموما ولمجلس دمشق العسكري خصوصا، عندما أقر الهيكلة الجديدة التي أقصته عن رئاسة المجلس لصالح العقيد الركن الطيار عمار النمر.
وكدليل على صدق المبادرة، قام مؤسس المجلس العقيد الركن خالد الحبوس بنفسه بتلاوة تنازله عن منصب الرئاسة في مقطع مصور بث منذ ساعات على الإنترنت، اليوم السبت.
وجاء في بيان العقيد الحبوس المؤرخ في 15 مايو: “اجتمعت قيادة المجلس العسكري في دمشق وريفها بجميع مكاتبه. وطبقا للنظام الداخلي، تقرر توسعة المجلس وإعادة هيكلته؛ للقيام بما يمليه علينا الواجب والإخلاص تجاه ثورتنا المباركة، وانتصارا لشعبنا حاضرا ومستقبلا”.
وتابع الحبوس: “أتقدم بكل نفس طيبة وغاية صادقة إلى أخي العقيد الركن الطيار عمار النمر وأسلمه راية المجلس العسكري في دمشق وريفها، الذي سعيت من خلاله إلى رص الصفوف وتوحيد الكلمة وحشد الطاقات، وإنني اليوم أضع في عنقه هذه المهمة، آملا أن يوفقه الله فيها”.
بعد ذلك تلا الحبوس أسماء القيادات الجديدة للمجلس بجميع مكاتبه العسكرية والقانونية والطبية والإعلامية، وغيرها، منوها إلى أن باب المجلس سيبقى مفتوحاً لكل قوى الحراك الثوري والعسكري في دمشق وريفها.
داعش يذبح “قناص الدبابات” في حركة أحرار الشام
العربية.نت
قُتل أبو المقدام، قائد لواء المدفعيّة والصواريخ في حركة أحرار الشام الإسلامية، التابعة للجبهة الإسلامية، أمس الجمعة، ذبحاً على يد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
وذكر الناشطون أنّ أبو المقدام الملقّب بقنّاص الدبّابات، كان في طريق عودته من القلمون الشرقيّ إلى ريف إدلب، واعترضته مجموعة من داعش قرب عقيربات بريف حماة الجنوبيّ، وأسروه، ثم قام عنصر من داعش بذبحه.
وكان أبو المقدام قد شارك في معركة مستودعات 559، وتمكّن خلال المعركة المذكورة من تدمير أربع دبابات، ورشاش 23.
ويعدّ أبو المقدام من أبرز مقاتلي حركة أحرار الشام الإسلاميّة، وشارك في معارك القلمون الغربيّ، والساحل، ودمّر خلالها العديد من دبّابات قوّات الأسد.
وسُجلت سابقاً حالات عدة لقيام داعش بذبح أو إطلاق النار بشكل مباشر على عناصر من الجبهة الإسلامية التي تنضوي تحتها حركة أحرار الشام.
وتتهم المعارضة السورية تنظيم داعش بالتعاون مع النظام السوري والعمل على تنفيذ مخططات في صالح الأخير.
حملة عسكرية في درعا وقذائف على حلب
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
أطلقت القوات الحكومية السورية حملة عسكرية في ريف درعا جنوب البلاد، تهدف إلى استعادة تلال سيطر عليها مقاتلو المعارضة في الأسابيع الماضية، وتتيح لهم ربط مناطق سيطرتهم بين درعا على الحدود مع الأردن، والقنيطرة في هضبة الجولان.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الطيران الحربي شن 15 غارة على الأقل على بلدة نوى ومحيطها.
وأكد نشطاء المعارضة، أن عشرات الصواريخ سقطت على نوى صباحا، الأمر ذاته أكدته وكالة “سانا” الرسمية التي قالت إن عمليات الجيش مستمرة في البلدة بهدف القضاء على من وصفتهم بالإرهابيين.
من جهة أخرى، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 16 شخصا قتلوا، وأصيب 60 آخرون بجروح، في سقوط قذائف أطلقها مقاتلون معارضون على حي الأشرفية في حلب والخاضع لسيطرة الجيش السوري.
وتشهد مدينة حلب التي تنقسم السيطرة عليها بين الحكومة والمعارضة، معارك يومية وقصفا مكثفا من سلاح الجو، أسفر أخرها على حي حريتان عن سقوط 5 قتلى بحسب المرصد.
بان يندد
من جانيه، ندد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بقطع إمدادات المياه عن مدينة حلب شمالي سوريا، مشيرا إلى أن ذلك يحرم 2.5 مليون نسمة على الأقل من الوصول إلى المياه الصالحة للشرب.
وقال بان إن منع المواطنين من الحصول على مياه آمنة يحرمهم من “حق أساسي”.
وأضاف في بيان أصدره مكتبه في وقت متأخر، الجمعة، إن حرمان المدنيين من إمدادات المياه الأساسية يعد انتهاكا للقانون الدولي.
وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، بأن مقاتلين تابعين لجبهة النصرة، المرتبطة بالقاعدة، قطعوا إمدادات المياه عن المدينة منذ نحو أسبوعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى