أحداث السبت 18 كانون الثاني 2014
مجزرة أطفال في عرسال و«حزب الله» ينفي اتهامه بالقصف
لايشندام – ارليت خوري؛ بيروت – «الحياة»
حفل اليوم الثاني من افتتاح المحاكمات في اغتيال الرئيس رفيق الحريري و22 آخرين، أمس، بالمزيد من الوقائع المذهلة، التي أعاد فيها الادعاء العام في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، تجميع خريطة ومراحل الجريمة، بما سبقها من رصد ومراقبة للحريري ومن تنفيذ للجريمة، اضافة الى عملية التمويه على المنفذين عبر ابتداع مسؤولية الشاب أحمد أبو عدس عنها.
وقبل أن تُستأنف الجلسات صباح أمس في لايشندام في ضاحية لاهاي، التي انتهت بتقديم وكلاء المتضررين والضحايا مداخلات عن خلفية الجريمة السياسية وعن حقوق هؤلاء المتضررين، وسط أجواء مؤثرة فرضها السرد الواقعي، شهد لبنان فصلاً آخر من الفصول الدموية، بعد جريمة التفجير الانتحاري في مدينة الهرمل أول من أمس، فقتل 8 أشخاص بينهم 5 أطفال أشقاء في بلدة عرسال البقاعية جراء قصف قال وجهاء في البلدة إن مصدره الأراضي اللبنانية ومن مواقع لـ «حزب الله»، رداً على أنباء كانت أفادت بأن مصدره الأراضي السورية.
وإذ انتهى نهار أمس في لايشندام بمؤتمر صحافي لمحامي الدفاع عن المتهمين الأربعة بالتورط في اغتيال الحريري، مصطفى بدر الدين، سليم عياش، حسن عنيسي وأسد صبرا، وفق القرار الاتهامي الأول، اعتبروا فيه ان الوقائع التي قدمها الادعاء نظرية، وان التحقيقات لم تكن جدية، فإن التسلسل الزمني الذي كان عرضه وكيل الادعاء غرايم كاميرون في مداخلته الطويلة قبل الظهر، سمح برسم مسار التحضير للجريمة وتنفيذها بالاستناد الى شبكات الاتصالات التي استخدمها المتهمون الأربعة والمتهم الخامس حسن حبيب مرعي الذي صدر في حقه قرار اتهامي لاحق، والتي سمحت بتحديد مواقع المتهمين الجغرافية في كل مرة كان الحريري يتحرك فيها، منذ شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2004، وصولاً الى يوم الجريمة في 14 شباط (فبراير)، بحيث أمكن القول على لسان أحد متتبّعي المحاكمة إن الوقائع المتسلسلة باتت تشكل مادة «صندوق أسود» أودع المحكمة، إذا أضيف اليها تفاصيل جديدة عن كيفية استدراج أحمد أبو عدس «المعروف بسذاجته» والذي كشف كاميرون معطيات تُعرض للمرة الأولى عنه وعن كيفية اخفائه في 16 كانون الثاني (يناير) عام 2005، وتحضير شريط الفيديو الذي أعلن من خلاله مسؤوليته «زوراً» عن تفجير السيارة المحملة ألفي كيلوغرام من المتفجرات. وقال كاميرون إن مرتكبي الجريمة سعوا الى التمويه عليها وجعلوا أبو عدس «كبش فداء».
وعرض كاميرون لما سماه خمس مراحل في التحضير للجريمة وتنفيذها، بدءاً بعمليات الرصد التي كشفتها الاتصالات التي كانت تجري بين المتهمين الأربعة، الذي انضم اليهم الخامس مرعي، في تشرين الثاني (نوفمبر)، وصولاً الى المرحلة الرابعة المتعلقة بالتمويه على الجريمة عبر شراء السيارة (التي حُمّلت بالمتفجرات (لاحقاً) من طرابلس حيث رُصدت اتصالات كثيفة في موقع شرائها في المدينة، لمحاولة ربط الجريمة بطرابلس، خصوصاً انه عند استدراج أبو عدس أبلغ أهله بأنه ذهب الى هذه المدينة، وأفرد كاميرون قسطاً وفيراً من السرد لكيفية نجاح عنيسي وعياش وصبرا في التعاطي مع أبو عدس (المرحلة الثالثة).
وأوضح كاميرون ان الاتصالات كانت تبدأ ببدر الدين وتمر عبر مرعي بين جنوب بيروت وغربها، أثناء مراحل المراقبة الشديدة للحريري وتنقلاته. وكشف أيضاً أن عدد عناصر المراقبة من الجناة ارتفع الى 23 شخصاً، وكان المنسقُ الرئيسي بينهم يوم عملية الاغتيال، وكان بينهم المتهمون الخمسة، وأن الاتصالات عكست توزيع المسؤوليات بين المنفذين الذين كانوا يتنقلون بين محيط منزل الحريري في منطقة قريطم ومجلس النواب الذي انطلق منه، وموقع الانفجار قرب فندق سان جورج. وذكر أن عياش كان العقل المدبر وأن سيارة الفان التي فجّرت بموكب الحريري أُحضرت فجر 14 شباط من جنوب بيروت الى مكان التفجير (بعد تزويدها بالمتفجرات).
وأدلى وكلاء المتضررين بمداخلاتهم فأشارت المحامية ندى عبد الساتر الى أنه يوم عظيم، واعتبر المحامي محمد مطر أن «القتل في بلاده أصبح منظماً يغذي العصبيات ووسيلة لتغيير ميزان القوى ويجب أن يقال لهم لا». وقال المحامي بيتر هينز ان المتضررين يأملون أن تضع المحكمة حداً للقتل.
ومساءً عقد محامو الدفاع مؤتمراً صحافياً للتعليق على مداخلات الادعاء. فاجمعوا على ان المدعي العام لم يقدم شيئا جديدا.
وفي موازاة ذلك، وبينما يتوقع أن تتكثف الاتصالات في شأن تأليف الحكومة الجديدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلن زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من لاهاي في حديث مع وكالة «رويترز»، أنه متفائل بتشكيل حكومة جديدة، وقال: «نحن إيجابيون». وإذ اعتبر أن العدالة «بدأت تأخذ مجراها»، قال عن مشاركة «حزب الله» في الحكومة: «مبدأ المحاكمة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وفي نهاية المطاف هذا حزب سياسي. لا نريد أن نبقي أحداً خارجاً لأن لبنان يمر في مرحلة صعبة».
في غضون ذلك، ترك قصف بلدة عرسال وعدد آخر من القرى ردود فعل عديدة وأعلن بيان للجيش أن مصدره الجانب السوري، واعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن حماية المناطق اللبنانية أولوية حيال أي اعتداء. ودان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي القصف على عرسال وغيرها من البلدات وطلب من الجيش الاجراءات المناسبة لمنع التعدي على الأراضي اللبنانية. ووصف رئيس الحكومة المكلف تمام سلام القصف بـ «الاعتداء المشبوه الذي يستهدف الفتنة»، ورأى رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة أن القصف على عرسال يدل على أن «المطالبة بانسحاب حزب الله من سورية ونشر الجيش لم يكن من دون أسباب وجيهة».
واستنكر الحريري بشدة «المجزرة المروعة بحق الأبرياء في عرسال، والتي ذهب ضحيتها 9 شهداء، من بينهم 7 أطفال». وشدد في بيان، على «أن الصواريخ القاتلة والإرهابية، وأياً كان مصدرها، تهدف الى أمر واضح، وهو الفتنة وترهيب وترويع المواطنين الأبرياء».
ورد «حزب الله» على اتهام رئيس بلدية عرسال علي الحجيري «حزبَ الله» بأنه وراء القصف بنفي قاطع لهذه الاتهامات، معتبراً أنها خطيرة.
وفي تطورات التفجير الذي استهدف الهرمل أول من أمس، أنجزت الأجهزة الأمنية جمع الأدلة من موقع الانفجار، وتتركز التحقيقات على معرفة هوية الأشلاء التي عُثر عليها في المكان.
أميركا تلوّح للأسد بـ «تغيير المعادلة» إذا لم يقبل «انتقال» السلطة
لندن، موسكو – «الحياة»
وضعت الولايات المتحدة ثقلها أمس وراء مشاركة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في مؤتمر «جنيف 2»، إذ كررت على لسان وزير خارجيتها جون كيري أن الرئيس بشار الأسد ليس له مكان في سورية المستقبل، ما يُعطي دفعة معنوية لأعضاء «الائتلاف» المؤيدين للمشاركة في مؤتمر السلام بأنه سيُلبي هدفهم بتغيير النظام، في مقابل تشكيك أعضاء آخرين في جدوى حضورهم المؤتمر، المقرر أن يبدأ يوم الأربعاء في مدينة مونترو السويسرية.
وقال الوزير كيري الذي سيرأس وفد بلاده إلى «جنيف 2» في تصريحات في واشنطن أمس: «أعتقد أنه أصبح واضحاً، ونحن نستعد للذهاب إلى جنيف والدخول في هذه العملية، أنه لن يكون هناك حل سياسي ما لم يناقش الأسد انتقالاً (سياسياً) وإذا ظن أنه سيكون جزءاً من هذا المستقبل. هذا لن يحدث». ونقلت عنه «رويترز»: «خياراتنا لم تنفد بشأن ما يمكن أن نقوم به لزيادة الضغط وتغيير المعادلة»، مشدداً على أن العالم لن يسمح لنظام الأسد «بخداعه» خلال المؤتمر.
وفي المقابل، ألقت روسيا بدورها بثقلها وراء موقف الحكومة السورية، وشن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد محادثات مع نظيره السوري وليد المعلم في موسكو، هجوماً عنيفاً على المعارضة السورية، وتحديداً «الائتلاف الوطني»، منتقداً تأخره في حسم المشاركة في «جنيف 2» في وقت سارعت دمشق منذ البداية إلى تأكيد حضورها، كما قال. أما المعلم، فقد قال إنه سلّم روسيا «خطة أمنية» لوقف إطلاق النار في حلب، وإن حكومته مستعدة لتبادل محتمل للسجناء مع قوات المعارضة. وبدا واضحاً أن الحكومة السورية تريد أن تبدو متجاوبة مع ضغوط تمارس عليها لتخفيف «حصار الجوع» الذي تفرضه على معاقل المعارضة، وهي تريد -كما يبدو- أن تكرر في حلب سيناريو مارسته في أكثر من منطقة في محافظة دمشق وريفها ويقوم على أساس أن يقبل المعارضون رفع العلم السوري في منطقتهم وأن يسلّموا «أسلحتهم الثقيلة» في مقابل السماح بإدخال المؤن إليها مع بقاء قوات الأمن الحكومية خارجها. واتهم ناشطون أمس النظام بأنه خرق هذه الاتفاقات، بأن حاول تصوير وقف إطلاق النار المحلي مع الثوار بأنه «استسلام».
ونشرت وكالة «رويترز» تقريراً مفصلاً عن تزايد شحنات السلاح الروسي المتطور إلى قوات النظام، مشيرة إلى وصول طائرات شحن «أنتونوف» وهي تحمل عربات مصفحة ورادارات وأجهزة تجسس وطائرات بلا طيار وصواريخ موجهة جو- أرض. وكتبت أيضاً أن هناك مستشارين وخبراء استخبارات يساعدون قوات النظام في تحديد مواقع الثوار وقصفها «بدقة».
وفي إسطنبول، أوردت «رويترز» أن «الائتلاف» بقي منقسماً على مسألة المشاركة في مؤتمر جنيف. ونقلت عن أنس العبدة، وهو مسؤول كبير في «الائتلاف»، أن قيادة المعارضة قد تُقر المشاركة «بموافقة غالبية بسيطة» من الحاضرين بدل ضرورة موافقة ثلثي الأعضاء البالغ عددهم 120 عضواً.
كما نقلت الوكالة عن ديبلوماسي غربي بعد اجتماع «الائتلاف» أن «النتيجة متوازنة تماماً ولكنني أتوقع التصويت بنعم». وأضاف أن الولايات المتحدة وبريطانيا وداعمين غربيين آخرين أبلغوا «الائتلاف» بأن التصويت بلا سيكون له عواقب ليست موضع ترحاب. وقال: «لم نستخدم لغة التهديد… لكننا أوضحنا أن القرار المتعلق بجنيف مهم، وأنه سيكون من الصعب وضع استراتيجية عسكرية وسياسية إذا لم يذهبوا».
وقال جمال الورد رئيس المكتب العسكري في المجلس العسكري الأعلى لـ «رويترز»، إن الأعضاء الرافضين لمحادثات جنيف يمثلون القاعدة الأساسية للنشطاء والمقاتلين على الأرض، ومن ثم فإن أي قرار بخصوص جنيف أو حتى أي شيء سيتقرر في جنيف لن يعني شيئاً من دونهم.
وفي طهران (أ ف ب)، قال وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف، إنه يوجد «تنسيق جيد بين موسكو وطهران ودمشق من أجل حضور فعال وبنّاء في مؤتمر جنيف 2»، وفق ما أفادت الجمعة وسائل إعلام محلية. واجتمع وزراء خارجية الدول الثلاث الخميس في العاصمة الروسية قبل أقل من أسبوع من موعد المؤتمر. وحذّر ظريف الذي رفض أي «شروط» لحضور بلاده «جنيف 2»، من اتساع النزاع السوري، وقال إن «التطرف تجاوز الحدود السورية ويهدد الآن بلدان المنطقة، مثل لبنان والعراق والأردن والسعودية».
ميدانياً، انسحب عناصر «الدولة الإسلامية في العراق والشام» من مدينة سراقب، أحد أبرز معاقلهم في محافظة إدلب في شمال غربي سورية، إثر معارك مع تشكيلات أخرى من المعارضة، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس. لكنهم في المقابل سيطروا على مدينة جرابلس في إدلب أيضاً.
روسيا تدعو الدول الداعمة للمسلحين في سورية الى اقناعهم لفتح معابر إنسانية
روسيا – يو بي أي
دعت روسيا جميع الدول المؤثرة في أوساط المسلحين السوريين إلى إقناعهم بفتح معابر إنسانية والسماح بدخول المساعدات للمحتاجين.
ونقلت وسائل إعلام روسية، عن بيان للخارجية، أن “روسيا تؤيد النشاط الهادف إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين السوريين وتدعو جميع الدول ذات النفوذ في أوساط المسلحين السوريين إلى التأثير فيهم لتوفير الظروف لفتح معابر إنسانية، الأمر الذي سيشكل أجواء مناسبة لعمل مؤتمر (جنيف 2) الدولي”.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن “الدفعة الأولى من المساعدات الإنسانية تم توصيلها يوم 16 يناير/كانون الثاني إلى الغوطة الشرقية، وأنه من المتوقع أن تصل الدفعة الثانية إلى جديدة الشيباني غرب دمشق اليوم”.
ونقلت عن مدير العمليات في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، خالد عرقسوسي، أن “30 شاحنة أوصلت المواد الغذائية (من الأرز والعدس وأغذية الأطفال) التي تكفي لـ 10 آلاف شخص خلال شهر”، مؤكدة أن هذا جاء نتيجة “للجهود الحثيثة للحكومة السورية”.
روسيا تدعم قوات الأسد بعربات مصفحة وطائرات بلا طيار وقنابل «ذكية»
لندن – رويترز
قالت مصادر مطلعة إن روسيا زادت في الأسابيع الأخيرة وتيرة إمدادات المعدات العسكرية إلى سورية، بما في ذلك العربات المصفحة وطائرات التجسس (بلا طيار) والقنابل الموجّهة («ذكية»)، ما يعزز موقع الرئيس السوري بشار الأسد في وقت أضعف التقاتل الجاري بين معارضيه موقع الثوار ضد نظامه.
وتأتي إمدادات السلاح الروسي في وقت حساس عشية بدء مفاوضات السلام في مؤتمر «جنيف – 2» في سويسرا، وفي ظل تزايد القلق الغربي من دور الجهاديين الأجانب في صفوف الثوار السوريين.
وقالت مصادر مختلفة لـ «رويترز» إن قوات الأسد تلقت منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي شحنات من السلاح ومعدات عسكرية أخرى، بما في ذلك طائرات تجسس بلا طيار تم ترتيب تسليمها من خلال الروس مباشرة أو عبر جهات أخرى.
وقال مصدر أمني شرق أوسطي: «عشرات من طائرات الأنتونوف (124 طائرات شحن روسية) تولت نقل عربات مصفحة، أجهزة تجسس، رادارات، أنظمة حرب إلكترونية، قطع غيار للمروحيات وأسلحة مختلفة بما في ذلك صواريخ موجهة تُطلق من الطائرات».
وتابع المصدر الذي رفض كشف اسمه: «مستشارون روس وخبراء في التجسس أداروا عمليات استطلاع بطائرات بلا طيار على مدار الساعة لمساعدة القوات السورية (النظامية) في تتبع مواقع الثوار، وتحليل قدراتهم، والقيام بضربات مدفعية دقيقة وغارات جوية ضدهم».
وقال فياشيسلاف دافيدنكو، الناطق باسم هيئة صادرات الأسلحة الروسية «روزوبورزناكسبورت»: «إنه لا يستطيع التعليق على شحنات الأسلحة إلى سورية». وتقول روسيا إن شحنات الأسلحة التي ترسلها إلى سورية لا تخرق أي قانون دولي كما أنها لا تبيعها أسلحة هجومية. ولم يمكن الاتصال بمسؤولين سوريين للحصول على تعليق.
وأكد مصدر في صناعة تجارة الأسلحة الدولية ولديه معرفة بحركة السلاح في الشرق الأوسط إنه حصل بالفعل ارتفاع في شحنات السلاح إلى قوات الأسد، بما في ذلك الطائرات بلا طيار.
وقال: «يتم نقل تجهيزات إلى سورية، وروسيا إما أنها تجلبها مباشرة، أو أنها تُجلب من منطقة البحر الأسود كبلغاريا، رومانيا أو أوكرانيا، حيث هناك فائض» في الأسلحة. وتابع: «مزودو (الأسلحة) في تلك المنطقة لا يمكنهم عدم إرضاء الروس».
ويقول راصدون لتحركات الأسلحة إن بلغاريا، رومانيا وأوكرانيا كلها تملك مخزونات من الأسلحة الخفيفة من طراز روسي تم إنتاجها في تلك الدول خلال الحقبة السوفياتية عندما تم إنشاء المصانع (مصانع السلاح) بمساعدة من روسيا.
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية البلغارية إن الهيئة الحكومية المشرفة على صادرات السلاح لم تُصدر أي ترخيص بعقد صفقات أسلحة وجهتها سورية. كما أن وزير الخارجية السابق سولومون باسي قال: «إن من غير المحتمل إلى حد كبير» أن تكون بلغاريا بصفتها عضواً في «الناتو» والاتحاد الأوروبي متورطة في مثل هذه الشحنات إلى سورية.
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأوكرانية إن بلاده نفت أصلاً منذ العام الماضي مزاعم في خصوص شحنات أسلحة إلى سورية، لافتاً إلى أن كييف أوقفت تلقائياً وطوعاً وفي شكل كامل كل التعاون العسكري والتقني مع سورية منذ أيار (مايو) 2011. ولم يمكن الحصول على تعليق من الحكومة الرومانية.
لكن مصدراً في تجارة الأسلحة قال: «هناك أشياء (عسكرية) تُرسل بالتأكيد إلى سورية، وروسيا تعرف أن عليها أن تُبقي الأسد في السلطة إذا أرادت أن تحافظ على ما تملكه هناك»، مشيراً إلى احتياطات من النفط والغاز. ووقعت شركة «سويوزنفتيغاز» الروسية للنفط والغاز عقداً بقيمة 90 مليون دولار مع وزارة النفط السورية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي من أجل التنقيب والإنتاج في حقل مساحته 2190 كيلومتراً مربعاً في مياه المتوسط قبالة الساحل بين طرطوس وبانياس. ويقول مسؤولو نفط سوريون إنهم واثقون من أن المياه السورية تحوي كميات كبيرة من احتياطات النفط والغاز.
وقال مصدر في المعارضة السورية إن بعض شحنات السلاح وصل عبر مطار اللاذقية قبل ثلاثة أسابيع، في حين تم نقل شحنات أخرى عبر مرفأي الشحن في طرطوس واللاذقية.
تفاهم روسي- أميركي على أن أولوية «جنيف2» تشكيل هيئة الحكم الانتقالي
لندن – إبراهيم حميدي
قال مسؤول غربي رفيع المستوى لـ «الحياة»، أمس، إن هناك تفاهماً روسياً – أميركياً على أن أولوية مؤتمر «جنيف2» هي تشكيل «هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة تشرف على أجهزة الأمن والجيش»، مشيراً إلى ضرورة تمثيل القوى الإسلامية في وفد المعارضة إلى المؤتمر الدولي.
وأوضح المسؤول أن ممثلي «النواة الصلبة» التي تضم 11 دولة من «مجموعة أصدقاء سورية» نصحوا «الائتلاف الوطني السوري» المعارض خلال لقائهم بقيادته في اسطنبول، أمس، بضرورة المشاركة في «جنيف2» وان المعارضة ستحصل على «الدعم الكامل» من حلفائها و «لن تقبل بقيد أنملة» من مساعي وفد الحكومة السورية لتغيير أولويات المؤتمر الدولي وفرض موضوع «مكافحة الارهاب بدل تشكيل هيئة حكم انتقالية».
وكان «الائتلاف» بدأ أمس اجتماع هيئته العامة التي تضم 121 عضواً للتصويت على المشاركة في المؤتمر الدولي. وكان مسؤولون في «المجلس الوطني السوري» المعارض الذي رفض المشاركة في «جنيف2»، قالوا إن المشاركة في المؤتمر تتطلب غالبية ثلثين لتغيير قرار في الهيئة العامة نصّ على رفض أي حوار مع النظام السوري، لكن المكتب القانوني في «الائتلاف» قدّم تفسيراً يقوم على أن قراراً سابقاً صدر بدعم اقتراح الرئيس السابق لـ «الائتلاف» معاذ الخطيب لاجراء الحوار، ما يعني تسجيل سابقة يُمكن البناء عليها. ويعني هذا التفسير إمكان الاكتفاء بغالبية النصف زائداً واحداً.
وقال المسؤول الغربي أمس إن ممثلي «اصدقاء سورية» التقوا قيادة «الائتلاف» ونقلوا رسالة مفادها انهم يتفهمون صعوبات هذا القرار بسبب عمليات القتل والقصف وعرقلة وصول المساعدات الانسانية، لكنهم ينصحون بالمشاركة لإظهار وجود معارضة معتدلة واضعاف موقف النظام.
وعلمت «الحياة» أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أبلغ رئيس «الإئتلاف» أحمد الجربا في باريس الاسبوع الماضي، ان عدم المشاركة في المؤتمر ستترك اثراً سلبياً على العلاقة بين الطرفين، في حين أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري كان أوضح حين قال إن رفض المشاركة «سيدمّر» الدعم لـ «الائتلاف» ويوقفه. وأشار المسؤول إلى بداية ظهور تأييد من المجموعات المسلحة لمؤتمر «جنيف2» كان بينها اعلان رئيس «جبهة ثوار سورية» جمال معروف أمس موقفاً ايجابياً من المشاركة. وزاد أن «الائتلاف» أجرى أمس مناقشات مع «الجبهة الاسلامية» و «جيش المجاهدين» لدعم قرار المشاركة. وتابع أن «مجموعة أصدقاء سورية» ترى ان الكتائب الاسلامية لها حضور على الأرض، ولا بد أن تُستشار بقرار المشاركة في المؤتمر الدولي وأن تتمثل ضمن وفد المعارضة.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم بعث قبل أيام رسالة إلى الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون تضمنت الموافقة على حضور مؤتمر «جنيف2» مع وجود «تحفظات» بينها رفض تشكيل هيئة حكم انتقالية واقتراح «حكومة وحدة وطنية». كما تضمنت الرسالة اسماء أعضاء الوفد الحكومي الـ 16. وأكدت مصادر لـ «الحياة» أن الوفد يضم المعلم رئيساً والمستشارة السياسية والاعلامية في الرئاسة بثينة شعبان ووزير الاعلام عمران الزعبي نائبين لرئيس الوفد، إضافة إلى نائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومعاون الوزير لشؤون أوروبا حسام الدين آلا والمستشار أحمد عرنوس والسفير السوري في نيويورك بشّار الجعفري. كما ضم الوفد مديرة المكتب الصحافي في القصر الرئاسي لونا الشبل ومساعدها أمجد عيسى وعدداً من الخبراء الفنيين. ويرافق الوفد إعلاميون من القطاعين الحكومي والخاص.
وعلمت «الحياة» أن رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا بعث من جهته رسالة جوابية إلى بان رداً على دعوته، تضمنت تأييد نص الدعوة التي جاء فيها أن مؤتمر «جنيف2» يرمي الى تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة بما فيها السيطرة على أجهزة الامن والجيش، لافتاً إلى أن «الائتلاف» سيتعاطى بإيجابية مع موضوع المشاركة وانه سيصوت على ذلك.
وأجرى «الائتلاف» أمس اتصالات مع «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» لثنيها عن قرار مقاطعة المؤتمر الدولي واقناعها بالانضواء ضمن وفد مشترك الى «جنيف2». وقال المسؤول إن «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم لن يشارك في وفد المعارضة لأن «كل الادلة تدل على انه متحالف مع النظام».
وقال المسؤول الغربي إن مسؤولين غربيين ابلغوا رئيس «الائتلاف» أمس ان الحكومة السورية ارتكبت خطأ بـ «تحدي» تفسير الأمم المتحدة في رسالة الدعوة وان هذا أتاح فرصة للمعارضة كي تتخذ قراراً ايجابياً من حضور «جنيف2». وأشار المسؤول إلى أن هناك تفاهماً روسياً – أميركياً حول تفسير بيان جنيف الأول الصادر في حزيران (يونيو) 2012 الذي تم التعبير عنه في رسالة الدعوة، وهو أن الأولوية هي لاجراء مفاوضات لتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة تسيطر على الجيش والأمن. وقال: «لن نقبل بـ «إنش» (بوصة) من التغيير في الأولويات بحيث تُعطى الاولوية لموضوع مكافحة الارهاب (بدل هيئة الحكم الانتقالي)».
ومن المقرر ان يفتتح المؤتمر في مونترو يوم الاربعاء المقبل بخطابات من بان وكيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، على أن يخصص اليوم التالي لمغادرة الوزراء وانتقال الوفود إلى جنيف. وقال المسؤول إن وفدي الحكومة والمعارضة سيجتمعان في جنيف يوم الخميس في غرفة واحدة، بحيث يتوسط المبعوث الدولي – العربي الأخضر الابراهيمي بينهما لوضع جدول أعمال المفاوضات حول هيئة الحكم الانتقالي. وأشار إلى أنه بالتوازي مع ذلك، ستعقد جلسات عمل بين الخبراء حول مواضيع اتفاقات محلية لوقف اطلاق النار واطلاق السجناء ورفع الحصار، على أمل الوصول إلى بيان مشترك يوم الجمعة. وقال المسؤول إن الجانب الروسي أكد ضرورة اطلاق العملية التفاوضية وجمع الطرفين في غرفة واحدة لاطلاق المفاوضات.
وقال المسؤول الغربي أن أميركا وفرنسا وبريطانيا «تشعر بالإرتياح لفكرة أن إيران لن تكون حاضرة لأنها لم تعلن بوضوح التزامها بأهداف مؤتمر جنيف2 وبيان جنيف الأول». وأضاف ان «على روسيا أن تمارس ضغوطاً أكثر على النظام في ما يتعلق بفتح ممرات لإيصال المساعدات الانسانية واطلاق المعتقلين».
كيري يحذّر دمشق من “تحريف جنيف 2” المعلم سلّم لافروف اقتراحاً لهدنة في حلب
العواصم الاخرى – الوكالات
واشنطن – هشام ملحم
قبل اربعة ايام من انعقاد مؤتمر جنيف2 حول سوريا، سلم وزير الخارجية السوري وليد المعلم نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو اقتراحا لوقف النار في حلب وتبادل السجناء مع مقاتلي المعارضة ومع بدء “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” اجتماعاً مهماً في اسطنبول لاتخاذ قرار في شأن المشاركة في جنيف2 او عدمها، رفض وزير الخارجية الاميركي جون كيري “محاولات النظام السوري تحريف مؤتمر جنيف 2″، وقال ان لا حل سياسياً في سوريا اذا اعتقد الرئيس بشار الاسد انه سيكون جزءا من المستقبل.
وصرح كيري في مؤتمر صحافي في مقر وزارة الخارجية الاميركية مع نظيريه الكندي والمكسيكي بأن “هذه الجهود لن تنجح” لان الدول الثلاثين التي ستشارك في المؤتمر سوف تكون ملتزمة بيان جنيف 1، مشيرا الى ان نظيره الروسي سيرغي لافروف كان قد اكد قبل ايام في باريس ان هدف جنيف 2 هو تطبيق بيان جنيف 1، وتحديدا تشكيل هيئة انتقالية تتمتع بصلاحيات تنفيذية حقيقية.
ولاحظ ان أحداً لم يصدق ان “الاسد يمكن ان يتخلى عن سلاحه الكيميائي، لكنه فعل ذلك، والسبب ان الذين يرعونه ادركوا ان عليه ان يفعل ذلك. وانا اعتقد، مع بدء مؤتمر جنيف، انه سوف يصير من الواضح انه لا يوجد حل سياسيا على الاطلاق اذا رفض الاسد مناقشة العملية الانتقالية واذا اعتقد انه سيكون جزءاً من المستقبل. هذا لن يحصل. الناس الذين يعارضون هذا النظام لن يقبلوا ابدا ان يتوقفوا. سوف يكون هناك تمرد محدود في احسن الاحوال او حرب اهلية في اسوأ الاحوال”.
وفي اشارة ضمنية الى ان واشنطن قادرة على الضغط على الاسد من خلال اطراف آخرين قال: “ونحن ايضا تتوافر لنا الخيارات بالنسبة الى ما يمكن ان نفعله لزيادة الضغط عليه وارغامه على تغيير حساباته. وانا اعتقد اننا اوضحنا ذلك لوزير الخارجية الروسي ولغيره، كما ان شركاءنا الآخرين لديهم القدرة على التأثير”. واضاف في اشارة الى النظام وانصاره: “يمكنهم ان يهددوا ويمكنهم ان يحتجوا او ان يشوهوا الامور، ولكن في نهاية المطاف سوف نذهب الى جنيف لتطبيق جنيف 1. واذا لم يفعل الاسد ذلك، فانه سيتسبب بردود فعل مختلفة من اطراف عدة. “واشار الى انه لم يستغرب هذه الجهود الآن، لان الاسد يواصل ما يقوم به منذ اشهر ” وهو يحاول ان يطرح نفسه على انه هو الذي يحمي سوريا من التطرف بينما هو الذي كان يتولى تمويل بعض أولئك المتطرفين، وعندما تخلى عن قصد عن بعض الاراضي لهم، كي يجعلهم مشكلة اكبر، كي يدعي انه هو حامي سوريا ضدهم. لن ينخدع احد. ولن ننخدع بهذه المحاولات”.
وكان وزير الخارجية السوري قد بعث برسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان كي- مون، تضمنت موافقة الحكومة السورية على المشاركة في المؤتمر، وأرفقها بوثيقة شملت اسماء السوريين الذين سيمثلون الحكومة، وتضمنت ايضا تحفظات النظام السوري عن مرجعية مؤتمر جنيف 2. وقال المعلم في رسالته التي حصلت “النهار” على نسخة منها، ان حكومته “لا توا فق على بعض النقاط الواردة في الرسالة (رسالة الدعوة) لانها ببساطة تتعارض مع الموقف السياسي والقانوني للدولة السورية، كما انها لا تلبي المصلحة العليا للشعب السوري”. واضاف: “ان الاولوية للشعب السوري لا تزال مكافحة الارهاب الذي يقوض وجود شعبنا، ومواصلة ضرب موارد الارهاب، كما اننا نطالب الدول التي تدعم هذا الارهاب ان تتوقف وتمتنع عن تمويل وتدريب وتسليح وايواء التنظيمات الارهابية، انسجاما مع القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة”.
الى ذلك، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لدى استقباله أعضاء السلك الديبلوماسي في مناسبة بداية السنة الجديدة بقصر الاليزيه أن بلاده تؤيد بكل قوتها المفاوضات الجارية للتحضير لـ”جنيف 2” الذي يجب أن يكون له هدف واضح هو “السماح بإنتقال سياسي”.
عتاد روسي للأسد
في لندن، نقل عن مصادر مطلعة ان روسيا كثفت في الاسابيع الاخيرة إمدادات العتاد لسوريا بما في ذلك عربات مدرعة وطائرات من دون طيار وقنابل موجهة.
وقالت المصادر لـ”رويترز” إن قوات الاسد منذ كانون الاول تسلمت شحنات من الاسلحة والإمدادات العسكرية الاخرى منها طائرات من دون طيار رتبت روسيا تسليمها الى سوريا اما مباشرة واما من طريق وكلاء.
وقال مصدر أمني في الشرق الاوسط: “تنقل عشرات من طائرات انطونوف 124 مدرعات واجهزة مراقبة ورادار وانظمة حرب الكترونية وقطع غيار لطائرات الهليكوبتر واسلحة متنوعة منها قنابل موجهة”. وأضاف: “يتولى مستشارون روس وخبراء من الاستخبارات تشغيل طائرات استطلاع من طراز (يو اي في) على مدار الساعة لمساعدة القوات السورية في رصد مواقع المعارضين وتحليل قدراتهم وشن هجمات دقيقة بالمدفعية والقوات الجوية عليهم”.
لكن الناطق باسم شركة “روسوبورون اكسبورت” التي تحتكر تصدير الاسلحة الروسية فياتشيسلاف دافيدنكو قال إنه لا يستطيع التعليق على شحنات الاسلحة الى سوريا.
واكد مصدر من قطاع صناعة الاسلحة الدولي على علم بتحركات الاسلحة في الشرق الاوسط أن ثمة زيادة في الإمدادات العسكرية لقوات الاسد بما في ذلك الطائرات من طراز “يو .اي في”. وقال “العتاد يدخل سوريا وروسيا إما تمدها بذلك او تشتريه لحسابها من مناطق على البحر الاسود مثل بلغاريا ورومانيا او اوكرانيا حيث هناك فائض في المخزونات”. وأضاف: “لا يستطيع المصدرون في هذه المنطقة إغضاب الروس”.
دمشق وعدت بـ”مبادرات إنسانية” قبل “جنيف 2” والمعارضة تجتمع لبتّ مشاركتها في المؤتمر “داعش” تنسحب تحت الضغط من سراقب وتحكم سيطرتها على مدينة جرابلس
(و ص ف، رويترز، ي ب أ)
وعدت السلطات السورية بـ”مبادرات انسانية” قبل أيام من انعقاد مؤتمر “جنيف 2 للسلام” في سوريا تتضمن اقتراحا لوقف النار في حلب وتبادل السجناء، بينما تلتقي المعارضة السورية وسط انقسامات شديدة في اسطنبول لبت مشاركتها في المؤتمر وتتعرض لضغوط شديدة من داعميها العرب والغربيين.
قبل خمسة أيام من موعد مؤتمر جنيف، صرح وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسوري وليد المعلم في موسكو بأن سوريا مستعدة لاتخاذ سلسلة من الاجراءات الانسانية لتحسين الوضع في البلاد وتبادل معتقلين مع مسلحي المعارضة، الى جانب اتخاذ ترتيبات أمنية تسمح بوقف العمليات العسكرية في مدينة حلب بشمال سوريا.
وصرح وزير الخارجية الروسي بعد محادثات مع نظيره السوري: “نشير الى ان الحكومة السورية مستعدة، كما أكد الوزير اليوم، لاتخاذ سلسلة من الاجراءات ذات الطابع الانساني خصوصا ردا على دعواتنا”. وأضاف: “انها مقترحات عملية تطبق أصلا لتسليم شحنات من المواد الانسانية في الغوطة الشرقية ومناطق اخرى بما فيها ضواحي دمشق وحلب”. وانتقد المعارضة السورية لتأخرها في الموافقة على المشاركة في مؤتمر السلام، قائلا: “نشعر بالقلق الشديد من وجود لعبة ما”.
أما المعلم، فقال: “أبلغت الوزير لافروف اننا نوافق من حيث المبدأ على تبادل معتقلين في السجون السورية مقابل مخطوفين لدى الجماعات المسلحة، على ان نتبادل اللوائح لنحدد آلية تنفيذ ذلك”. كذلك “قدمت للوزير لافروف اليوم مشروع ترتيبات أمنية يتعلق بمدينة حلب… لاجراء الاتصالات اللازمة لضمان تنفيذه وتحديد الساعة الصفر التي يبدأ فيها وقف العمليات العسكرية… واذا نجحت جهوده، وآمل ان تنجح وأن يلتزم الجميع هذه الترتيبات، أعتقد أننا نستطيع ان نبدأ كنموذج في حلب ثم ننطلق الى مدن أخرى… ننتظر من الوزير لافروف ان يعلمنا في يوم كذا الساعة الصفر تكون كذا لكي نلتزم، وتكون لديه ضمانات كافية أن الطرف الآخر سوف يلتزم”.
وعن مخيم اليرموك المحاصر، قال المعلم ان السلطات السورية “جاهزة في كل لحظة لادخال مساعدات الى المخيم اذا تم ضمان عدم اطلاق الارهابيين النار على هذه القوافل… هذا يتطلب جهدا لدى الدول الداعمة لهم للضغط عليهم للامتناع عن ذلك”.
وتحقق هذه المقترحات بعض الشروط التي وضعتها المعارضة السورية في المنفى.
اجتماع اسطنبول
في غضون ذلك، عقد “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” اجتماعا في اسطنبول لاتخاذ قرار في شأن مشاركته في مؤتمر “جنيف 2” في ظل ضغوط مستمرة من الغرب على المعارضة للمشاركة.
ولا يزال الائتلاف منقسما حيال مسألة المشاركة ويصر على ان تنفذ المفاوضات اتفاقا دوليا ينص على انشاء مجلس حكم انتقالي في سوريا.
وقال انس العبدة، وهو مسؤول كبير في الائتلاف، ان هذا الائتلاف قد يوافق على المحادثات بغالبية بسيطة من الحاضرين بدل موافقة ثلثي الاعضاء البالغ عددهم 120 عضوا.
وقال ديبلوماسي غربي بعد الاجتماع: “النتيجة متوازنة تماما لكنني اتوقع التصويت بنعم”. وكشف ان الولايات المتحدة وبريطانيا وداعمين غربيين آخرين ابلغوا الائتلاف ان التصويت ستكون له عواقب ليست موضع ترحيب وافاد انه “لم نستخدم لغة التهديد… لكننا اوضحنا ان القرار المتعلق بجنيف مهم وانه سيكون من الصعب وضع استراتيجية عسكرية وسياسية اذا لم يذهبوا”.
ولفت رئيس المكتب العسكري في “المجلس العسكري الاعلى” المعارض جمال الورد الى ان الاعضاء الرافضين لمحادثات جنيف يمثلون القاعدة الاساسية للناشطين والمقاتلين على الارض ومن ثم فان اي قرار في شأن جنيف او حتى اي شيء سيتقرر في جنيف لن يعني شيئا من دونهم.
ويأتي اجتماع اسطنبول بعد قرار “هيئة التنسيق الوطنية” التي تضم شخصيات معارضة في الداخل عدم المشاركة في محادثات جنيف، متهمة القوى الاجنبية بترك المعارضة في موقف ضعيف جدا لا يتيح لها التفاوض.
مفوض اللاجئين
على صعيد آخر، دعا المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس الى”حل سياسي” للنزاع السوري الذي ادى الى تهجير الملايين. وقال خلال لقاء للدول المضيفة للاجئين السوريين في مخيم قرب بلدة شانلي اورفة بجنوب تركيا: “انا متواضع ما يكفي لأقتنع بأن لا حل انسانيا لهذه المشكلة.
الحل سياسي… لذلك من المهم جداً توجيه رسالة واضحة جداً الى المجتمع الدولي الذي سيجتمع الاسبوع المقبل في جنيف، مفادها إنه يجب قطعاً وضع حد لحمام الدم والتوصل الى حل سياسي”.
انسحاب “داعش”
ميدانياً، انسحب عناصر “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) من مدينة سراقب، أحد أبرز معاقلهم في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، اثر معارك مع تشكيلات أخرى من المعارضة.
وفي حلب، احكمت “داعش” سيطرتها على مدينة جرابلس القريبة من الحدود التركية، بينما تقدم مقاتلو المعارضة على حساب التنظيم الجهادي في ريف حلب الغربي.
وقال مدير “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له رامي عبد الرحمن: “انسحب عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام فجر اليوم (أمس) من مدينة سراقب، في اتجاه بلدة سرمين”، على مسافة نحو 15 كيلومتراً غرب سراقب. وأضاف أن أفراد هذا التنظيم “انسحبوا بعدما اصبح وضعهم صعباً في المدينة، وحاصرتهم الكتائب الاسلامية والكتائب المقاتلة في الطرفين الغربي والجنوبي لسراقب”. وذكر أن المدينة “كانت من أبرز معاقل الدولة الاسلامية في إدلب، وكان فيها أكثر من 300 مقاتل قبل بدء المعارك”، مشيراً الى أن العشرات من هؤلاء “قتلوا أو جرحوا خلال الأيام الأخيرة”.
ومن أبرز هؤلاء “أمير” الدولة في المدينة “ابو البراء البلجيكي” الذي قتل الاربعاء في إطلاق نار من مقاتلين معارضين.
وتحدث “مركز حلب الاعلامي” عن انفجارين انتحاريين في كبرى مدن شمال سوريا. وقال إن “أحد التفجيرين “نفّذه انتحاري في تجمع لجيش المجاهدين في حي الانصاري”، مشيراً الى ان الانتحاري “هتف النصر للدولة الاسلامية قبل أن يفجر نفسه”.
أما التفجير الثاني فحصل في حي الزبدية القريب، وعلى مسافة “نحو 200 متر من حاجز” لمقاتلي المعارضة، استناداً الى المركز الاعلامي.
خلافات «الائتلاف» تؤخر قراره بشأن «جنيف 2»
دمشق تقدم «هدنة حلب»: مبادرة ديبلوماسية
زياد حيدر
في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية السوري وليد المعلم يكشف عن تسليمه الجانب الروسي أفكاراً للترتيبات الأمنية في مدينة حلب، واستعداد دمشق لتبادل معتقلين وتسهيل العمل الإغاثي، كان الجيش السوري يثبّت مواقعه على مشارف منطقة الشيخ نجار الصناعية في حلب، المدخل الأساسي للدعم اللوجستي لخصومه من شمال سوريا، الذي تتعالى منه أعمدة دخان المعارك بين تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) والفصائل المسلحة الأخرى.
الى ذلك، أعلن المتحدث باسم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض لؤي الصافي، في مؤتمر صحافي في اسطنبول، أن قرار المشاركة في «جنيف 2» من عدمه سيصدر اليوم، وذلك قبل خمسة أيام من افتتاح المؤتمر في مدينة مونترو السويسرية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بيساكي إن تطبيق وقف لإطلاق النار في حلب سيكون أمراً إيجابياً.
وقال المتحدث باسم «الائتلاف» خالد صالح إن الاجتماع العام الذي كان من المفترض أن ينعقد عند الظهر في اسطنبول تأخر «بضع ساعات» بسبب خلافات بين مختلف المجموعات المكونة له حول المشاركة في «جنيف 2» وتحفظ حوالى 40 عضواً على هذا الأمر. وأضاف صالح «الائتلاف يريد أن يشارك في حل سياسي للنزاع السوري»، معتبراً أن «الهدف من أي حل سياسي هو إقامة حكومة انتقالية لن يكون (للرئيس بشار) الأسد دور فيها، على أن تتمتع بالسلطات الكاملة وأن تتولى تنظيم انتخابات شفافة».
وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المعلم في موسكو، «الائتلاف لتأخره في الموافقة على المشاركة في المؤتمر». وقال «نشعر بالقلق الشديد من وجود لعبة ما». وبعدما أشار إلى أنه لم يتم تسليم أي دعوة للمعارضة لحضور المؤتمر، كرر مطالبته بإشراك المعارضة الداخلية فيه.
ووفقاً لما ذكره المعلم، في المؤتمر الصحافي مع لافروف، فإن جوهر «مشروع الترتيبات الأمنية في حلب» يستند إلى فكرة «وقف إطلاق النار في المدينة ومحيطها».
وتعلق مصادر تحدثت إليها «السفير» في دمشق أن «وقف إطلاق النار»، وهي فكرة كانت مرفوضة في السابق، تشترط «توافر ضمانات دولية وإقليمية من الرعاة الدوليين والإقليميين للفصائل المتقاتلة بالالتزام» بها، على أن ينسق ذلك عبر «الوسيط» الروسي مع الجانب السوري.
واعتبرت المصادر ورقة «المشروع ديبلوماسية أكثر منها أمنية وعسكرية»، وذلك بسبب «اليقين المتوافر لدى الروس والسوريين على حد سواء، باستحالة تحقيق توافق بين الفصائل على هذه الخطة، ولا سيما في ظل الحرب الدائرة بين أطرافها المختلفة»، كما أن «مشروع الورقة يطالب من له تأثير على تلك الفصائل بممارسة تأثيره» وهو أمر لن تفاخر به «دول إقليمية أو دولية اتجاه كل من تنظيمي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وجبهة النصرة صاحبي التأثير الفعلي ميدانياً».
وكان المعلم قد قال شيئاً شبيهاً بهذا التقييم، وهو يبتسم إلى جانب لافروف، حين تحدث عن طلبه من مضيفه «أن يجري اتصالات على الصعيد الدولي بشأن إعلان وقف إطلاق النار في حلب»، مؤكدا أن «دمشق ستكون مستعدة لتطبيق الخطة، فور تلقيها اتصالا من لافروف يبلغ فيه دمشق بساعة الصفر». وقال، على سبيل التوثيق، إن «دمشق مستعدة لتطبيق الخطة فوراً، إذا توافرت ضمانات كافية بالتزام الجانب الآخر بها».
وسبق لمشاريع مشابهة أن طُبّقت، في مرحلة عمل لجنة المراقبين العربية ولاحقاً الدولية، وكانت سرعان ما تخرق.
لذا ألقى المعلم بالثقل السياسي على الحليف الروسي لترتيب «توافق على وقف إطلاق النار» وذلك بعد إلحاح موسكو على ضرورة أن تقدم دمشق «بوادر حسن نية» تقوّي موقفها التفاوضي في «جنيف 2»، وتترك تأثيراً إيجابياً على الصعيد الدولي، وهو «التأثير الفعلي» الذي يسعى إليه الحلفاء الثلاثة في جنيف، روسيا، إيران وسوريا.
وقال المعلم، في هذا السياق، «نتيجة ثقتنا بالموقف الروسي، ودور روسيا في وقف نزف الدم السوري، قدمت إلى لافروف اليوم (أمس) مشروع ترتيبات أمنية يتعلق بمدينة حلب، ورجوته أن يجري الاتصالات اللازمة لضمان تنفيذه وتحديد ساعة الصفر، التي يبدأ فيها وقف العمليات العسكرية».
ووفقاً للمعلم فإنه يمكن نقل التجربة، في حال نجاحها، إلى مدن أخرى لم يذكرها، ولكن بين أبرزها درعا، التي تمثل أكبر مساحة لتحرك المسلحين العابرين عبر الحدود الأردنية – السورية، والتي يعزى تمويلهم أساساً إلى السعودية. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد اقترح، قبل أيام، مبادرات «ثقة» تتضمن وقفاً لإطلاق النار، خصوصاً في حلب، وتبادل أسرى وإيصال مساعدات الى المناطق المحاصرة.
ولفهم مستوى التعقيد في هذا المشروع، واستحالته من دون ضمانات دولية، وبالتالي توثيق دول بعينها لتحالفها مع تنظيمات مسلحة، يجب الإشارة إلى السياق الميداني الحالي في حلب، إذ استولى «داعش» بالكامل على مدينة جرابلس ومعبرها الحدودي، كما تقدمت «الجبهة الإسلامية» مستولية على «الفوج 46» في الريف الغربي لحلب، وسط أخبار عن استمرار سيطرة «داعش» على مدن الباب وتادف وعدة مناطق أخرى، ومحاولات تقدمها في منبج، حاشداً آلاف المقاتلين في حربه لتمكين سيطرته في حلب. وذكر «مركز حلب الإعلامي» المعارض عن وقوع انفجارين انتحاريين استهدفا تجمعاً لـ«جيش المجاهدين» في حي الأنصاري وسط حلب، وحي الزبدية القريب، وعلى بعد «نحو 200 متر من حاجز» لمقاتلي المعارضة.
أما في الريف الشرقي الشمالي، فتقدم الجيش السوري على الجبهة الشمالية، حيث ذكرت مصادر ميدانية لـ«السفير» أنه بات على مشارف منطقة الشيخ نجار الصناعية، وأن قواته باتت تطل عليها، بالكامل.
ورغم أن شبكات إخبارية تحدثت عن عمليات انسحاب للمقاتلين من تلك المنطقة، إلا أن المصادر الميدانية أكدت لـ«السفير» أن تقدم الجيش مستمر، وصولا إلى سجن حلب المركزي، ما يتيح إغلاق طريق الإمدادات على المسلحين في المدينة. ويتقاسم النفوذ في المدينة فعلياً، كل من الجيش السوري من جهة الجنوب، وبشكل متفاوت كل من «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة» التي تدير «الهيئة الشرعية» في الشمال. وقد جرت معارك بين الطرفين في بستان باشا وفقاً لمصادر متطابقة.
وفي سياق «المطالب الدولية قبل جنيف» أشار المعلم إلى إمكانية انفراج آخر في موضوع تبادل المعتقلين مع مخطوفين لدى الفصائل المسلحة، وهو مطلب المعارضة على اختلاف هيئاتها، وإن كان يتمثل في حدها الأعلى، أي الإفراج عن جميع المعتقلين في السجون السورية.
وجاءت إشارة المعلم «الإيجابية» في هذا الخصوص أيضا، بموافقة «مبدئية» تشترط دراسة «كل حالة بشكل خاص» بسبب تعقيدات هذا الملف، حين أكد ضرورة وجود لوائح واضحة يجري تبادلها والتفاوض بشأنها، ولا سيما أن دمشق تقوم بشيء مشابه في أرياف حمص ودمشق وحماه، ولكن ضمن إطار ما يعرف بـ«المصالحة الوطنية» أو «هدنات قصيرة متنقلة أو معزولة بين منطقة وأخرى».
وأنهى المعلم إشارته إلى الخطوة الثالثة المرغوبة، دولياً، في إطار الاستعدادات لمؤتمر جنيف، والتي تتيح لموسكو القول لشريكها الأميركي، إنها «قامت بكل ما عليها من التزامات اتجاه المؤتمر»، بشكل ربما «يسمح بدعوة إيران إلى المؤتمر لاحقا»، وهو مطلب روسي، وفقاً لما ذكره، لـ«السفير»، متابعون لنشاط الوفدين السوري والإيراني في موسكو.
وجاءت الخطوة السورية الثالثة في الإعلان عن «إيصال مساعدات إنسانية إلى المحاصرين والمناطق المنكوبة»، حيث أشار المعلم ولافروف إلى تعذر إيصال المساعدات في وقت سابق إلى مخيم اليرموك بسبب اعتراض المسلحين، ولكن ليكشف المعلم أنه بتزامن مع حديثه في موسكو جرى تسليم منطقتين سوريتين (في ريف دمشق) مواد إغاثية بالتنسيق مع الأمم المتحدة. ووصلت أمس بالفعل قافلة من 32 آلية محملة بمواد غذائية وأدوية وبطانيات إلى منطقة جديدة الشيباني. واعتبر المعلم أن «نجاح هذه التجربة سيؤدي إلى تكرارها في قرى أخرى، إذا واصل المسلحون والإرهابيون التزامهم بعدم إطلاق النار على هذه القوافل».
وسيط أردني: سأتواصل مع ‘داعش’ والبغدادي للتحقق من قضية إختطاف الصحفيين الإسبانيين الثلاثة
عمان- القدس العربي- طارق الفايد: طالبت السفارة الاسبانية في العاصمة الأردنية عمان من محامي الجماعات الاسلامية وخبير شؤون القاعدة موسى العبداللات التوسط في قضية الصحفيين الاسبانيين الثلاثة المختطفين من قبل الدولة الاسلامية في العراق والشام بسوريا.
جاء ذلك خلال لقاء تم بين المستشار الأول للسفارة الاسبانية في عمان والمحامي العبداللات تم خلاله تسليمه ملف المختطفين الثلاثة، وذلك لخبرته في الجماعات الاسلامية.
وأكد العبداللات في تصريخ خاص لـ(لقدس العربي) أنه وافق على طلب السفارة بلعب دور الوساطة بين الحكومة الاسبانية والدولة الاسلامية في العراق والشام بسوريا (داعش)، لإطلاق سراح المختطفين الاعلاميين لإحترامه لحرية الصحافة ودور الاعلام في نقل الحقيقة والكشف عن جرائم النظام السوري.
وأوضح أنه سيقوم بمقابلة قادة الدولة الاسلامية في العراق والشام وزعيمهم أبو بكر البغدادي من أجل الاطلاع أولا على الحقائق المتعلقة بالصحافيين الثلاثة والموقف المتعلق بهم ولمعرفة مطالبهم ونقلها للجهات االرسمية الاسبانية والتوفيق بهدف إطلاق سراح الصحافيين المختطفين وعودتهم إلى أسرهم سالمين.
وأشار العبداللات إلى أن هذا يعطي أهمية لدور التيار االسلفي الجهادي الذي ذاع صيته على المستوى العربي والدولي للمساهمة في حل كثير من القضايا العالقة، خاصة فيما يتعلق بقضايا المختطفين والجانب الانساني.
وتم اختطاف مراسل صحيفة (إلموندو) خافيير إسبينوزا والمصور المستقل ريكاردو غارثيا فيلانوفا يوم 16 سبتمبر/ ايلول الماضي في نقطة تفتيش في منطقة تل أبيض بمحافظة الرقة وعلى مقربة من الأراضي التركية، فيما اختطف مارك مارجينيداس مراسل صحيفة (البريوديكو) الإسبانية في الرابع من شهر سبتمبر الماضي في محيط مدينة حماه.
وكان الخاطفون المنتمون للدولة الاسلامية في العراق والشام قد أكدو في وقت سابق بأنهم سيستجوبون الصحفيين الاسبانيين فقط للتحقيق من أنهم ليسوا عملاء جاسوسين.
روسيا تدعو الدول المؤثرة في أوساط المسلحين السوريين لإقناعهم بفتح معابر إنسانية
موسكو- (يو بي اي): دعت روسيا جميع الدول المؤثرة في أوساط المسلحين السوريين إلى إقناعهم بفتح معابر إنسانية والسماح بدخول المساعدات للمحتاجين.
ونقلت وسائل إعلام روسية السبت، عن بيان للخارجية، أن “روسيا تؤيد النشاط الهادف إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين السوريين وتدعو جميع الدول ذات النفوذ في أوساط المسلحين السوريين إلى التأثير فيهم لتوفير الظروف لفتح معابر إنسانية، الأمر الذي سيشكل أجواء مناسبة لعمل مؤتمر (جنيف 2) الدولي”.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن “الدفعة الأولى من المساعدات الإنسانية تم توصيلها يوم 16 يناير/ كانون الثاني إلى الغوطة الشرقية، وأنه من المتوقع أن تصل الدفعة الثانية إلى جديدة الشيباني غرب دمشق اليوم”.
ونقلت عن مدير العمليات في منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، خالد عرقسوسي، أن “30 شاحنة أوصلت المواد الغذائية (من الأرز والعدس وأغذية الأطفال) التي تكفي لـ 10 آلاف شخص خلال شهر”، مؤكدة أن هذا جاء نتيجة “للجهود الحثيثة للحكومة السورية”.
ظريف لأمين عام الأمم المتحدة: إيران ترفض أية شروط للمشاركة بجنيف 2
طهران- (يو بي اي): أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، أن بلاده ترفض أي شرط مسبق للمشاركة في مؤتمر (جنيف 2) حول سوريا.
ونقلت (قناة العالم) الإيرانية عن ظريف، قوله السبت، في مؤتمر صحافي، إنه أبلغ أمين عام الأمم المتحدة خلال اتصال هاتفي أجراه معه أمس، أن إيران “لن تقبل أبدا بأي شرط مسبق للمشاركة بالمؤتمر”.
وأضاف أنه “في حال تم توجيه دعوة إلى إيران من دون شرط مسبق فإنها ستشارك بالمؤتمر”.
وحول الإتفاق النووي بين إيران ومجموعة ( 5+1)، قال ظريف، إن ما يهم إيران هو مواصلة تطبيق اتفاق جنيف و”نحن ملتزمون بتطبيقه وسنقوم بتنفيذه اعتبارا من 20 كانون الثاني/ يناير الجاري”.
وأشار إلى أن طهران مستعدة اعتبارا من 20 يناير الجاري “لبدء مفاوضات للتوصل إلى حل شامل حول الموضوع النووي الإيراني”.
تنظيم ‘داعش’ يحكم سيطرته على مدينة جرابلس بحلب
حلب- الأناضول: ذكرت لجان التنسيق المحلية السورية، أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، أحكم سيطرته على مدينة (جرابلس) التابعة لمحافظة حلب في الشمال السوري، ويتجه إلى المعبر الحدودي للمدينة.
وقال أحمد محمد علي، المسؤول الإعلامي للجان التنسيق في حلب، في تصريح أدلى به لمراسل الأناضول، إن التنظيم المذكور، قد سيطر على مدينة (جرابلس) المتاخمة للحدود التركية بشكل كامل.
وأضاف المسؤول الإعلامي، أن هناك اشتباكات ضارية وقعت بين (داعش)، والجبهة الإسلامية عند المعبر الحدودي لجرابلس، مشيرا إلى أن عناصر التنظيم قاموا بقطع رؤوس المعارضين الذين اعتقلوهم بالمدينة، وعلقوها على جدران المركز الثقافي.
وذكر أن عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في وسط جرابلس، لاقت صعوبات بالغة بسبب الاشتباكات التي اندلعت بين الجانبين، لافتا إلى أن هذا الأمر أدى إلى ارتفاع أسعار الدقيق إلى ضعفين وثلاثة أضعاف.
ومن جانب آخر لقى ستة أشخاص حتفهم، بحسب التقديرات الأولية، جراء انفجار سيارة مفخخة شمال أعزاز، فضلا عن إصابة العشرات.
المعلم يعرض وقف النار وتبادل سجناء… وروسيا تكثف الامدادات العسكرية لدمشق
8 قتلى بينهم 5 اطفال بـ20 صاروخا على عرسال و’داعش’ تنسحب من مركزها الرئيسي في ادلب
عواصم ـ وكالات ـ بيروت ـ ‘القدس العربي’ ـ من سعد الياس: تعرّضت منطقة البقاع الشمالي الجمعة لسقوط عدد من الصواريخ استهدف بعضها بلدة عرسال السنية، ما أدى الى مقتل ثمانية أشخاص بينهم خمسة أطفال من أبناء زاهر الحجيري، وأعمارهم تتراوح بين سنتين و11 سنة، إضافة الى قتيل آخر هو حسن عز الدين.
وصدر عن قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه، البيان الآتي ‘ما بين الساعة 10,45 والساعة 12,00 من ظهر الجمعة تعرضت مناطق سهل رأس بعلبك، الكواخ والبويضة – الهرمل، ومشاريع القاع، وبلدة عرسال، إلى سقوط 20 صاروخاً وقذيفة، مصدرها الجانب السوري.
وقد أدى بعضها إلى سقوط عدد من الإصابات في صفوف المواطنين في بلدة عرسال، بالإضافة إلى حصول أضرار مادية في الممتلكات’.
وحذر الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان من ‘مغبة التمادي في التورط في تداعيات الأزمة السورية ما بات يشكل ثمناً باهظاً يدفعه اللبنانيون من عيشهم المشترك ومن أملاكهم وأرزاقهم’.
وأدان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي القصف الذي استهدف بلدة عرسال وقرى وبلدات لبنانية أخرى من داخل الأراضي السورية.
الى ذلك سلمت الحكومة السورية روسيا الجمعة اقتراحا لوقف إطلاق النار في حلب وتبادل السجناء مع استعدادها لمحادثات سلام مقررة مع المعارضة في الاسبوع القادم تشارك روسيا في رعايتها.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يزور موسكو إنه سلم روسيا خطة لوقف إطلاق النار في حلب أكبر مدن البلاد وإن حكومته مستعدة لتبادل قوائم من أجل تبادل محتمل للسجناء مع قوات المعارضة.
وقالت مصادر مطلعة إن روسيا في الاسابيع القليلة الماضية كثفت إمدادات العتاد العسكري لسوريا بما في ذلك عربات مدرعة وطائرات دون طيار وقنابل موجهة.
وقالت عدة مصادر لرويترز إن قوات الاسد منذ ديسمبر كانون الاول تسلمت شحنات من الاسلحة والإمدادات العسكرية الاخرى منها طائرات بدون طيار رتبت روسيا تسليمها لسوريا اما مباشرة او من خلال وكلاء.
وقال مصدر أمني في الشرق الاوسط ‘تنقل عشرات من طائرات انتونوف 124 (طائرات نقل روسية) مدرعات واجهزة مراقبة ورادار وانظمة حرب الكترونية وقطع غيار لطائرات الهليكوبتر واسلحة متنوعة منها قنابل موجهة.’
وأضاف المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه ‘يقوم مستشارون روس وخبراء من المخابرات بتشغيل طائرات استطلاع من طراز يو.ايه.في على مدار الساعة لمساعدة القوات السورية في رصد مواقع المعارضين وتحليل قدراتهم وشن هجمات دقيقة بالمدفعية والقوات الجوية ضدهم.’
وانسحب عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام من مدينة سراقب، احد ابرز معاقلهم في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، اثر معارك مع تشكيلات اخرى من المعارضة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الجمعة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ‘انسحب عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام فجر اليوم (الجمعة) من مدينة سراقب، في اتجاه بلدة سرمين’، على بعد نحو 15 كلم غربا.
واضاف ان عناصر هذا التنظيم الجهادي المرتبط بالقاعدة ‘انسحبوا بعدما اصبح وضعهم صعبا في المدينة، وحوصروا من قبل الكتائب الاسلامية والكتائب المقاتلة في الطرفين الغربي والجنوبي لسراقب’.
واوضح عبد الرحمن ان هذه المدينة ‘كانت من ابرز معاقل الدولة الاسلامية في ادلب، وتواجد فيها اكثر من 300 مقاتل قبل بدء المعارك’، مشيرا الى ان العشرات من هؤلاء ‘قتلوا او جرحوا خلال الايام الماضية’.
‘الائتلاف’ يتحاور مع المنسحبين… والمشاركة في جنيف 2 ستقرّ السبت
كيري: لا مكان للأسد في سوريا المستقبل
واشنطن وكالات: أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الجمعة أن الرئيس السوري بشار الاسد ليس له مكان في سوريا المستقبل ونفى ان تكون بلاده عاجزة عن ايجاد بدائل للضغط على الاسد، وتأتي تصريحات كيري في وقت تجري فيه فصائل المعارضة تصويتا بشأن المشاركة أو مقاطعة المحادثات التي تجرى برعاية الامم المتحدة.
وقال كيري في مؤتمر صحافي عقب اجتماعات مع نظيريه الكندي والمكسيكي ‘ونحن نستعد للذهاب الى جنيف والدخول في هذه العملية أعتقد انه أصبح واضحا انه لن يكون هناك حل سياسي ما لم يناقش الاسد انتقالا (سياسيا) واذا ظن انه سيكون جزءا من هذا المستقبل. هذا لن يحدث’ وأضاف ‘خياراتنا لم تنفد بشأن ما يمكن أن نقوم به لزيادة الضغط وتغيير المعادلة’.
هذا وتأخر بدء اجتماع المعارضة السورية للتباحث في امكان مشاركتها في مؤتمر جنيف 2 للسلام بسبب خلافات بين مختلف الفصائل، بحسب مصادر من الائتلاف المعارض.
وصرح خالد صالح احد المتحدثين باسم الائتلاف ان الاجتماع العام الذي كان من المفترض ان ينعقد عند الظهر لن ينطلق ‘قبل بضع ساعات’ بسبب تحفظ قرابة ثلاثين عضوا من الائتلاف.
وهدد هؤلاء المندوبون بالاستقالة خلال الاجتماع الاخير للائتلاف قبل عشرة ايام للتنديد ب’انعدام الشفافية’ في الانتخابات التي فاز فيها رئيس الائتلاف احمد الجربا مجددا.
وحدهم 75 شخصا من اصل 120 عضوا كانوا حاضرين عند المساء في الفندق بضاحية اسطنبول حيث يفترض ان تجرى المناقشات في اجتماع مغلق.
وهذه المحادثات جارية لمحاولة اقناع المترددين المجتمعين في فندق اخر بالانضمام الى الاجتماع العام، بحسب احد اعضاء الائتلاف.
وصرح فايز سارة، المستشار السياسي لرئيس ‘الائتلاف’ ان عدداً من المنسحبين عبّروا عن رغبتهم العودة عن انسحابهم ‘وقد فتحنا حواراً مع المجموعة’، ورأى سارة ان ‘الاتجاه هو أن توافق الهيئة العامة للائتلاف على المشاركة في جنيف وفق رؤية تستجيب لمصالح الشعب السوري في اقامة نظام مدني وديمقراطي’.
ومن المفترض ان يسعى مؤتمر جنيف-2 الى ايجاد حل سياسي لوضع حد للنزاع المستمر في سوريا والذي اوقع اكثر من 130 الف قتيل وملايين اللاجئين والنازحين منذ اذار/مارس 2011.
سكان مخيم اليرموك: فلتسقط هذه الإنسانية وليذهب هذا العالم التافه للجحيم
بيروت ـ من حمزة تكين: يعيش سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السورية دمشق ‘كارثة إنسانية’ مع تزايد صعوبات فك الحصار المفروض عليه من قبل النظام السوري منذ أيلول/سبتمبر الماضي وسط دعوات لإخراج المسلحين منه، فمن لم يمت من الجوع يقتات مما يتوفر تحت يديه حتى الأعشاب المضرة .
وقال سامي الحلو، أحد سكان المخيم الذي لايزال داخله، أن الأوضاع التي يعاني منها السكان ‘تفوق تصور العقول البشرية بسبب المجاعة التي تهدد حياة الكثير من الشيوخ والأطفال والنساء’.
وأضاف الحلو في حديث لمراسل الأناضول عبر الانترنت أن ما تنشره وسائل الإعلام عن الأوضاع المأساوية للمخيم ‘قليل وضئيل’ مقارنة مع الواقع المزري، مشيرا الى تعرض مناطق مختلفة من المخيم يوم أمس الخميس لقصف مدفعي ‘عنيف وهستيري’ .
وتحدث الحلو عن سقوط أكثر من 10 قتلى قضوا تحت أنقاض المباني التي سقط عليها البراميل المتفجرة خلال غارات شنها طائرات النظام السوري على المخيم .
وقال ‘هرعنا الى المباني المستهدفة وبدأنا بانتشال جثث النساء والأطفال من تحت الأنقاض’، معتبرا أن هذه الغارات ‘ليست إلا عقابا للمخيم وأهله وليس لما يسمى جماعات مسلحة كما يدعي النظام السوري ومنظمة التحرير الفلسطينية’ .
وأضاف أنه بعد الانتهاء من انتشال الجثث، سار العشرات من المحاصرين في شوارع المخيم في مسيرة لم ترفع إلا شعارات الصمود بوجه ‘هؤلاء الظلمة الذين فاقوا إسرائيل وحكامها بإجرامهم وحقدهم’ .
وقال الحلو أن ‘النظام السوري لا يكتفي بالقصف الجوي والمدفعي بل ينشر عددا من القناصة عند مداخل المخيم يستهدفون المدنيين والأبرياء بكل دم بارد’ .
ويأتي هذا القصف ليزيد من المأساة التي يعيشها ما تبقى من أهالي اليرموك منذ 5 أشهر، فهم نسوا اليوم ‘معنى كلمة كهرباء أو دواء صالح أو طعام وذلك بسبب انقطاع الكهرباء المستمر وشبه انعدام للطعام والأدوية’، بحسب الحلو .
وختم قائلا ‘فلتسقط هذه الإنسانية كلها وليذهب هذا العالم التافه للجحيم’. وكان التواصل مع الحلو عبر الانترنت صعبا جدا وتطلب محاولات حثيثة خلال يومين، بسبب انقطاع الكهرباء عن المخيم ولجوء قليل من الأهالي لاستخدام المولدات الكهربائية الصغيرة لـ’أوقات محدودة جدا وعند الضرورة القصوى’، وبسبب رداءة خدمة الانترنت في المخيم .
من جانبه، حذر سامي حمود، مدير ‘منظمة ثابت’ لحق العودة الفلسطينية، من أن الأوضاع في مخيم اليرموك يزداد سوءا بسبب الحصار الخانق الذي يفرضه النظام السوري على كافة المداخل والمخارج بحجة وجود مسلحين معارضين.
وأوضح حمود، التي تتابع منظمته أوضاع أهالي اليرموك من خلال التواصل المستمر مع عدد من النشطاء في داخله، أن الوضع في المخيم ‘يزداد سوءا يوما بعد يوم… الموت من الجوع هو الخطر الأكبر الذي يهدد حياة أكثر من 30 ألف فلسطيني متواجدين حاليا داخل المخيم’.
وأشار حمود لوكالة الأناضول الى أن 48 شخصا لقوا حتفهم في المخيم منذ شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي بسبب ‘موجة الجوع′، بينهم 21 شخصا قضوا خلال شهر كانون الثاني/يناير الجاري.
ولفت الى أن 80′ من سكان المخيم نزحوا عنه مع انعدام المواد الغذائية والطبية الأساسية ومواد التدفئة في ظل انقطاع الكهرباء بشكل دائم. وأكد حمود أن المحاصرين في المخيم يلجأون حاليا ‘لأكل الحشائش الضارة’، متوقعا مزيدا من ‘ضحايا الجوع′ بسبب المجاعة المتفاقمة واستمرار الحصار .
وناشد السماح لقوافل المساعدات الإنسانية بالدخول للمخيم في أسرع وقت ممكن وبدون أي تأخير، مشيرا الى فشل جميع محاولات المنظمات الإنسانية الدخول إليه حتى اليوم .
واستغرب حمود ‘الصمت العربي والإسلامي والدولي على الجريمة الانسانية التي يشهدها مخيم اليرموك في هذا القرن من تاريخ البشرية’ .ولفت الى أن منطقة قدسيا في ريف دمشق، تعاني أزمة تضاف الى أزمة مخيم اليرموك، حيث توجد 3750 عائلة فلسطينية نازحة تعيش حاليا في ‘ظروف صعبة جدا’.
وعن دور المنظمات والحركات الفلسطينية في هذه الأزمة، اتهم حمود ‘قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بالتقاعس عن القيام بواجباتها تجاه الأهالي المحاصرين، وتهربها من مسؤولياتها’.
وأشار الى أن ‘منظمة ثابت’ أحصت حتى اليوم سقوط 1925 قتيل فلسطيني جراء الحرب الدموية المندلعة في سوريا .
وتحاصر قوات النظام السوري مخيم اليرموك، ‘منذ أيلول/سبتمبر الماضي، بذريعة وجود مسلحين، وتُمنَع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من دخوله لإدخال المؤن والمساعدات الغذائية والأدوية، وفق مصادر حقوقية معارضة للنظام.
ويعد مخيم اليرموك بدمشق أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا حيث كان يضم قبل فرض الحصار عليه نحو 500 ألف لاجئ فلسطيني، إضافة إلى سوريين يقطنون هناك، وفق إحصاءات غير رسمية .
ونزح عدد كبير منهم باتجاه لبنان ومناطق سورية أكثر أمنا، هرباً من قصف قوات النظام المستمر عليه منذ أشهر.
من اسطنبول الى جنيف 2
عمر العبد الله
في الوقت الذي بدأ فيه النظام السوري يظهر إيجابية تجاه مبادرات دولية، ولا سيما بعد إعلان وزير الخارجية السورية، وليد المعلم، من موسكو استعداد النظام السوري لاتخاذ سلسلة من الإجراءات الإنسانية لتحسين الوضع في البلاد وتبادل معتقلين مع مسلحي المعارضة، ما تزال المعارضة السورية عالقة وسط خلافاتها الداخلية قبل أسبوع من انطلاق مؤتمر “جنيف 2”.
فبعد إعلان هيئة التنسيق الوطنية رفضها المشاركة في مؤتمر “جنيف2” بناء على المعطيات الحالية، ورفض المجلس الوطني للمشاركة قبل ذلك، تعقد الهيئة العامة للائتلاف اجتماعها الثاني هذا الشهر.
وبعد أن فشلت سابقاً في حسم قرارها تجاه “جنيف 2″، جاءت أزمة انسحاب واحد وأربعين عضواً من صفوف الائتلاف، بسبب ما قالوا إنه “ابتعاد الائتلاف عن ثوابت الثورة”.
اليوم الأول من اجتماعات الهيئة يبدو أنه سيحمل انفراجات على صعيد الخلاف القائم بين الفريقين، إذ أن الفريق المنسحب يعتبر نفسه إلى اليوم جزءاً من الائتلاف وأن الانسحاب لا يساوي الاستقالة، ما يعني أن إمكانية التراجع واردة.
وتشير الأنباء التي حصلت عليها “المدن” من الفندق الذي يجتمع فيه الائتلاف للمرة الثانية بعيداً عن وسائل الإعلام، أن عدداً من المنسحبين قرروا العودة عن قرارهم، وأن المتواجدين في الفندق ينتظرون وصولهم إليه، من أجل بدء الجلسة بنصاب قانوني، الأمر الذي أكده عضو الهيئة السياسية للائتلاف فايز سارة في حديث لـ”المدن”.
سارة قال إن مجموعة من المنسحبين قررت العودة إلى صفوف الائتلاف بعدما قالت إنه “تم التغرير بها”، مشيراً إلى أن الجلسة ستعقد لحظة وصولهم وستناقش ملف المنسحبين. وشدد على أن الهيئة العامة للائتلاف ستتخذ “الإجراءات المناسبة بحق المنسحبين”، مؤكداً أن النظام الأساسي للائتلاف لا يتضمن أي كلام عن انسحاب، بل عن استقالة.
وحول الملف الرئيسي الذي يجتمع الائتلاف بمناسبته والمتعلق بمسألة حسم المشاركة في “جنيف 2″، قال سارة إن احتمال مناقشة هذا الموضوع “أمر وارد الليلة، مع احتمال اتخاذ قرار فيه”، مشيراً إلى أن الأجواء العامة داخل الائتلاف تتجه لقبول المشاركة.
من جانبها قالت مصادر مطلعة في حديث لـ”المدن” إن عدداً من السناريوهات مطروحة أمام الائتلاف اليوم، أبرزها اتخاذ القرار بالمشاركة بمن حضر.
وأشارت المصادر إلى أن قبول المشاركة في المؤتمر يمكن أن يحصل على النصاب القانوني (النصف زائدا واحد) في حال تم مناقشة الأمر على الوضع الراهن، إلا أن هذه المصادر تحدثت عن سيناريو قد يؤدي الى نهاية الائتلاف، إذا ما رفض المشاركة في “جنيف 2″، ما قد يدفع المجتمع الدولي الى اختيار شخصيات معارضة تفاوض النظام بعيداً عن قوى المعارضة الرئيسية.
الولايات المتحدة، وعلى لسان وزير خارجيتها، جون كيري، أعطت ما يمكن القول إنه تطمينات جديدة بالتزامن مع اجتماع الائتلاف، إذ قال كيري في تصريحات صحافية إن العالم لن يسمح للأسد بخداعه خلال “جنيف 2″، مؤكداً أنه إذا ظن الأسد “أنه سيكون جزءاً من هذا المستقبل. هذا لن يحدث”، مشيراً إلى أن الهدف من المؤتمر هو “تطبيق اتفاق جنيف 1” بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا.
إلى ذلك، ووسط أجواء الاجتماعات التي تخيّم على المعارضة السورية عقد إعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي اجتماع أمانته العامة في المهجر، بحضور عدد من الشخصيات السياسية البارزة في صفوفه، كان في مقدمتها، رئيسة إعلان دمشق، فداء الحوراني، ورئيس المجلس الوطني جورج صبرا، وممثل إعلان دمشق في المجلس الوطني، سمير نشار، إضافة إلى عدد من كوادر الإعلان في المهجر.
وناقش المشاركون المصاعب التي تعترض عمل إعلان دمشق كأقدم تحالف سياسي معارض في سوريا، في الوقت الذي تتجه التوقعات إلى دعوة لإعادة هيكلة إعلان دمشق من جديد بعدما أصابه الترهل والعجز.
وكانت أنباء تحدثت عن أن اجتماع إعلان دمشق سيناقش مسائل تتعلق بسحب الثقة من عدد من أعضائه، الأمر الذي نفاه الإعلان في بيان مقتضب قال فيه ” الأنباء التي تناقلتها بعض الجهات عن سحب إعلان دمشق ثقته الأستاذ جورج صبرا والأستاذ سمير نشار، ورفض إعلان دمشق الانسحاب من الائتلاف، أخبار لا أساس لها من الصحة على الإطلاق”.
كيري: العالم لن يسمح للأسد بخداعه في موضوع الإرهاب
المعلم يعلن تجاوب حكومته ورغبة موسكو في موضوعي الهدنة وتبادل الأسرى.. والمعارك تشتد في شمال سوريا
بيروت – لندن: «الشرق الأوسط» واشنطن: هبة القدسي
حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس (الجمعة) من أن العالم لن يسمح لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ«خداعه» خلال مؤتمر «جنيف 2»، مكررا القول إن الهدف من هذا المؤتمر الذي تنطلق أعماله الأسبوع المقبل وضع أسس الانتقال السياسي في سوريا. وفي موسكو أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس أن حكومته تجاوبت مع رغبات موسكو وسلمتها خطة لوقف إطلاق النار في محافظة حلب (شمال سوريا)، مشيرا إلى استعدادها لتبادل قوائم من أجل تبادل محتمل للسجناء مع قوات المعارضة. أما بالنسبة للوضع الميداني، فقد دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من جهة، ومقاتلي الفصائل الإسلامية والكتائب المقاتلة في محيط مدينة منبج في محافظة حلب من جهة أخرى.
كلام كيري، الذي يبدو أنه موجه مباشرة إلى «الائتلاف الوطني السوري» الذي بدأ اجتماعا حاسما في مدينة إسطنبول التركية للبت في أمر مشاركته في مؤتمر «جنيف 2» أو مقاطعته له، جاء في أعقاب تصريح آخر له في واشنطن في الاتجاه نفسه شدد فيه على أن الغاية من المؤتمر سلطة انتقالية في سوريا، ومما قاله أن الرئيس السوري يضلل العالم بموضوع الإرهاب بينما هو «المسؤول عن مجيء الإرهابيين» إلى بلاده. وأمس جاء كلام وزير الخارجية الأميركي خلال مؤتمر صحافي أميركي – كندي – مكسيكي في العاصمة الأميركية. وراهنا تحاول واشنطن وموسكو التفاوض على إجراءات وصفت بأنها تهدف لبناء الثقة بين الأطراف المتحاربة والسماح بتدفق المعونات الإنسانية إلى أكثر المناطق تضررا في الحرب السورية المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات.
كيري قال أمام الصحافيين «لن يخدع أحد» من جانب النظام السوري، وأضاف أن الهدف من مؤتمر «جنيف 2» المقرر انطلاق أعماله يوم الأربعاء المقبل هو «تطبيق جنيف 1»، أي الاتفاق الموقع في يونيو (حزيران) 2012 الذي لم ينفذ أيا من بنوده التي تنص بشكل خاص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.
في هذه الأثناء، في موسكو، قال المعلم في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه يعول على نجاح خطة الهدنة في حلب مع تبادل الأسرى «إذا نفذت كل الأطراف التزاماتها»، وأضاف أنه يود أن تكون خطة حلب نموذجا لمدن أخرى. وتابع المعلم أن دمشق وضعت أيضا قائمة بالسجناء ومستعدة للمشاركة في تبادل للسجناء، غير أن عبد الباسط سيدا أحد أعضاء المعارضة القياديين انتقد تصريحات المعلم، عادا إياها «مناورة جديدة» من قبل النظام. وأبلغ سيدا وكالة الأنباء الألمانية بأن المعارضة طلبت دائما تنفيذ تلك الشروط قبل عقد المؤتمر، كما طالبت بتبادل السجناء ووقف إطلاق النار وإقامة ممرات إنسانية.
وخلال المؤتمر الصحافي نفسه سلط المعلم ولافروف الضوء على تقارب وجهات النظر بين بلديهما حول «جنيف 2»، وذلك بعد مباحثات لافروف الخميس مع المعلم ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ودعا إلى تمثيل إيران في المؤتمر، بيد أنه حرص على القول إن الاجتماع الثلاثي لم يكن جزءا من «جدول أعمال سري». وانتقد لافروف الذي كان جالسا إلى جوار المعلم، من دون أن يسمي «الائتلاف»، الفصائل المعارضة السورية التي لم تقرر بعد ما إذا كانت ستشارك في مؤتمر «جنيف 2»، قائلا: «نشعر بالقلق الشديد من وجود لعبة ما». وأضاف: «إن الشيء الأخير الذي علمنا به هو أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة وفصائل المعارضة الأخرى لم تتلق حتى الآن الدعوة الرسمية لحضور المؤتمر. وقالوا لنا إن الأمين العام للأمم المتحدة ينتظر أن يتخذ الائتلاف القرار بشأن ذهابه أو عدم ذهابه إلى جنيف 2». واستطرد أنه «لا توجد أي أسس لاستبعاد المعارضين الذين ينشطون داخل سوريا من مؤتمر جنيف 2»، معتبرا أنه من الواضح أن الائتلاف الوطني يضم، قبل كل شيء، «معارضين مغتربين». وأعرب لافروف عن قلق موسكو من «تجاهل» شركاء روسيا في الغرب للمعارضة الداخلية، فقال: «نعتقد أنه أمر مثير للقلق البالغ، إذ ركز شركاؤنا تماما على إقناع الائتلاف الوطني بحضور جنيف2 مع تجاهلهم للفصائل المعارضة الأخرى ذات التوجهات الوطنية وتبدي الاهتمام بالمشاركة في المؤتمر»، وأوضح أن الحديث يدور، قبل كل شيء، عن «هيئة التنسيق الوطنية» والمنظمات الكردية.
يذكر أن «هيئة التنسيق الوطنية»، وهي جماعة معارضة معتدلة وعلمانية التوجهات، كانت أعلنت إحجامها عن المشاركة في المؤتمر. ووفق واشنطن، تعززت الآمال بالتوصل إلى هدنة على نطاق ضيق، في ضوء تعهدات المعارضين السوريين المسلحين المدعومين من قبلها بالالتزام بوقف إطلاق النار في حالة التزام الحكومة به. ولكن المراقبين يستبعدون أن تلتزم جماعات المعارضة الإسلامية المتشددة القوية بالهدنة المقترحة، وبعضها يحارب حاليا كلا من جيش نظام دمشق وفصائل المعارضة.
على صعيد آخر، بالنسبة إلى الوضع الميداني، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وفق بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه عصر أمس، بأن مقاتلي «داعش» كانوا يحاولون اقتحام مدينة منبج، الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة حلب، من طرف المطاحن وسط استقدامهم تعزيزات عسكرية من مدينة الرقة إلى محيط منبج. وأورد المرصد أن مقاتلي «داعش» فجروا بيوتا لمقاتلين مناوئين لهم في مدينة جرابلس الواقعة قرب الحدود التركية، كما جرى إعدام خمسة مقاتلين من الكتائب المقاتلة، وأضاف أن هناك «معلومات عن مقتل 17 من مقاتلي الكتائب المقاتلة في اشتباكات مع (داعش) في جرابلس ترافق مع حركة نزوح كبيرة لأهالي المدينة باتجاه الريف المحيط بها». وأعلنت تنسيقية مدينة الباب وضواحيها في بيان لها استشهاد القائد العسكري عبد الرؤوف عثمان، واستشهاد أحمد منصور على يد «داعش»، اللذين جرى قطع رأسيهما، كما نعي الناشطان الإعلاميان حسام سعيدي ومروان منصور من مدينة الباب، اللذان قتلا أمس على يد مقاتلين من «داعش»، وبث ناشطون فيديو يظهر رتلا كبيرا للتنظيم يتقدم نحو جرابلس، حيث تسلل مقاتلون منه لداخل المدينة ورابط الرتل على مداخل المدينة مقابل انسحاب كل الفصائل الأخرى باتجاه معبر جرابلس على الحدود مع تركيا.
إلى ذلك، كان مقاتلو «داعش» قد انسحبوا من مدينة سراقب بمحافظة إدلب، وذكرت معلومات أن انسحاب مقاتلي التنظيم جاء بعد اشتباكات عنيفة مع عدة فصائل إسلامية وكتائب مقاتلة استغرقت عدة أيام، أقدم خلالها مقاتلو «داعش» المنسحبون باتجاه بلدة سرمين القريبة من سراقب، على حرق سياراتهم قبل الانسحاب، الذي جاء بعد تغطية نارية من لواء مقاتل تابع لهم، بينما قتلت الكتائب المقاتلة رجلا من مدينة سراقب اتهموه بأنه كان يعمل دليلا لمقاتلي «داعش». وأضاف المرصد أن سيارة مفخخة انفجرت قرب جامع البتول بحي الزبدية في مدينة حلب نفسها.
من جهة ثانية، ذكرت التقارير الميدانية مساء أمس أنه دارت اشتباكات عنيفة بين «داعش» من جهة، ومقاتلي الفصائل الإسلامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة من جهة أخرى في بلدة عاجل بمحافظة حلب والفوج 46 بريف حلب الغربي. وتمكنت هذه القوات من السيطرة على عاجل وأجزاء واسعة من الفوج 46 الذي كان أهم معاقل «داعش» في ريف حلب الغربي.
وفي مناطق أخرى من سوريا، جددت قوات النظام غاراتها الجوية على مدينة تلبيسة في ريف حمص، بالتوازي مع اشتباكات عنيفة في أحياء بحمص بينها باب هود، وكذلك في بلدة الغنطو. وفي مخيم جنوب دمشق خرجت مظاهرات غاضبة توجهت لمقرات «الجيش الحر» و«جبهة النصرة» داخل المخيم وطالبهم المتظاهرون بالزحف باتجاه العاصمة دمشق وكسر الحصار عن مخيم اليرموك، كما أعلنوا «رفض استخدام المساعدات الغذائية التي يجري الحديث عنها لإذلال سكان المخيم وابتزازهم»، وحملوا النظام السوري والقيادة العامة مسؤولية الدمار والقتل والحصار. ووجهوا رسالة تنبيه إلى المعارضة المسلحة إما «بتحمل مسؤوليتها وكسر الحصار أو بالانسحاب من المنطقة وتركهم يفكون الحصار بأيديهم».
وتعرضت أحياء جنوب دمشق لقصف بالمدافع ترافق مع اشتباكات عنيفة في حي القدم، وشمل القصف بالبراميل المتفجرة عدة بلدات بريف دمشق بينها الزبداني وخان الشيح، في حين قتل شخص وأصيب آخرون إثر سقوط خمسة صواريخ أرض – أرض على بلدة البلالية، وفقا للجان التنسيق المحلية.
في المقابل، أسقط «الجيش الحر» مروحية للقوات النظامية في داريا بريف دمشق عندما كانت تلقي براميل متفجرة على المدينة. وأظهرت صور بثت على الإنترنت المروحية وهي تهوي بينما تشتعل فيها النيران. وكان الطيران الحربي السوري قد كثف أخيرا غاراته على داريا المحاصرة منذ أكثر من سنة، في وقت تدور فيه اشتباكات شبه يومية بأطرافها.
وفي جنوب البلاد شهد ريف محافظة درعا قصفا من قبل قوات النظام على مدن إنخل والشيخ مسكين وبصرى الشام وتسيل بالدبابات وراجمات الصواريخ، وقتل سبعة أشخاص على الأقل وجرح العشرات بينهم مدير مشفى ميداني في قصف بالطيران الحربي على حي طريق السد بدرعا المحطة. كذلك وقعت اشتباكات عنيفة في درعا بين «الجيش الحر» وقوات النظام في محيط المستشفى الوطني وسوق درعا، وفق ما قالت شبكة شام الإخبارية.
وعلى الصعيد الإغاثي، دعا المفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريش أمس إلى «حل سياسي» للنزاع السوري الذي أدى إلى تهجير الملايين، وذلك قبل أيام من «جنيف 2»، وجاء كلام غوتيريش، وهو رئيس سابق للحكومة البرتغالية، خلال لقاء للدول المضيفة للاجئين السوريين أقيم في مخيم قرب مدينة أورفة (شانلي أورفا) في جنوب تركيا. وأضاف خلال اللقاء أنه «من المهم جدا إرسال رسالة واضحة جدا إلى المجتمع الدولي الذي سيجتمع الأسبوع المقبل في جنيف، مفادها أنه يجب بشكل قطعي وضع حد لحمام الدم والتوصل إلى حل سياسي».
وأضاف غوتيريش أن «ما يحتاج إليه السوريون هو السلام والقدرة على العودة لإعادة إعمار بلادهم» الغارقة في نزاع دام منذ منتصف مارس (آذار) 2011.
وتقدر الأمم المتحدة الموازنة المطلوبة للاهتمام باللاجئين السوريين الذين قارب عددهم ثلاثة ملايين شخص، إضافة إلى ملايين المهجرين داخل البلاد، بنحو 6.5 مليار دولار أميركي. وكانت الدول المانحة قد عقدت الأربعاء الماضي في الكويت ملتقى أعلنت فيه الالتزام بتقديمها ما مجموعه 2.4 مليار دولار لمساعدة اللاجئين والنازحين السوريين.
وحول معاناة اللاجئين والنازحين حث غوتيريش دول العالم على فتح حدودها أمام اللاجئين السوريين الهاربين من أعمال العنف، قائلا: «هذا واجب المجتمع الدولي. لهذا نحن ندعو إلى فتح كل الحدود، وليس فقط تلك العائدة إلى الدول المجاورة». وأردف: «بالنسبة إلي، من غير المقبول أن يغرق اللاجئون السوريون في البحر الأبيض المتوسط أو يرحلون إلى دول أخرى».
ترجيح اتخاذ «الائتلاف السوري» قرارا بالمشاركة في «جنيف 2»
تحت ضغط «العواقب» الغربية
بيروت: «الشرق الأوسط»
عقد «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» اجتماع هيئته العامة في مدينة إسطنبول التركية أمس، لحسم قراره بشأن إمكانية المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» المقرر عقده في 22 من الشهر الحالي.
ونقلت وكالة «رويترز» عن عضو «الائتلاف» المعارض أنس العبدة قوله، إن: «الائتلاف قد يقر في اجتماعات هيئته العامة بالمشاركة في (جنيف 2) بموافقة أغلبية بسيطة من الحاضرين بدلا من ضرورة موافقة ثلثي الأعضاء البالغ عددهم 120 عضوا». كما نقلت الوكالة عن دبلوماسي غربي ترجيحه أن يصوت الائتلاف بالموافقة على المشاركة في مفاوضات السلام لحل النزاع السوري، مشيرا إلى أن «الولايات المتحدة وبريطانيا وداعمين غربيين آخرين أبلغوا الائتلاف بأن التصويت بـلا ستكون له عواقب ليست موضع ترحاب»، موضحا أنه لم يجر استخدام لغة التهديد، لكننا أوضحنا أن القرار المتعلق بجنيف مهم وأنه سيكون من الصعب وضع استراتيجية عسكرية وسياسية إذا لم يذهبوا».
وقال عضو «الائتلاف» المعارض، فايز سارة لـ«الشرق الأوسط» إن «نصاب الجلسة الأولى كان مكتملا، لكن قسما من المنسحبين عبروا عن رغبتهم بالعودة إلى صفوف الائتلاف لأنهم يشعرون بحسب ما نقلوا إلينا بأنهم قد ضللوا». وأوضح سارة أن «لجنة من بعض أعضاء الائتلاف أوكل إليهم التفاوض مع هؤلاء». وفي حين رفض سارة تسمية الأعضاء الراغبين بالعودة إلى الائتلاف، أكد أن «أمين عام الائتلاف السابق مصطفى الصباغ ورئيس الوزراء المنشق رياض حجاب ليسا من بينهم». وكان نحو 44 عضوا قد أعلنوا انسحابهم من «الائتلاف الوطني المعارض» احتجاجا على مسألة «جنيف 2» خلال اجتماعات الهيئة العامة في 8 من الشهر الحالي.
ومن جهة ثانية، قال منذر أقبيق مستشار رئيس الائتلاف أحمد الجربا، إن «اتخاذ قرار بالمشاركة أو عدم المشاركة في هذا المؤتمر ليس سهلا». وأضاف أن «الحق والعدالة والخير والشر واضحة تماما في الملف السوري والقيام بتسويات سيكون مؤلما». ويرفض قسم من أعضاء «الائتلاف» بدءا بمكونه الرئيس المجلس الوطني السوري، الجلوس إلى الطاولة ذاتها مع ممثلي النظام السوري. واشترط المجلس في نوفمبر (تشرين الثاني) من أجل المشاركة في «جنيف 2» أن يكون التفاوض على انتقال السلطة بكل مكوناتها وأجهزتها ومؤسساتها ثم رحيل (الرئيس السوري بشار) الأسد، مطالبا في الوقت نفسه بوقف إطلاق النار. في المقابل، تعهد النظام السوري بحضور «جنيف 2» إلا أنه استنكر تركيز خطاب الدعوة على تشكيل كيان انتقالي، عادا أن «الأولوية هي الاستمرار في محاربة الإرهاب»، في إشارة إلى قتال الحكومة مع مسلحين متشددين من المعارضة. كما كرر النظام السوري أنه لن يذهب إلى جنيف «لتسليم السلطة إلى أحد.. ولن نقبل عقد صفقات مع أحد»، مؤكدا أنه لن يعود بشار الأسد ليقود المرحلة الانتقالية.
الأسد: ارتكبنا أخطاء في سوريا ولبنان
بيروت – نقلت صحيفة الراي الكويتية في عددها الصادر اليوم السبت، عن زوار الرئيس السوري بشار الأسد قولهم إن الأسد أعرب خلال استقبالهم عن غياب أمله بنجاح مؤتمر جنيف2، إلا أنه أكد حضور سوريا إذا انعقد.
وينقل زوار الأسد عنه قوله “إننا ذاهبون الى جنيف – 2، وقد أرسلنا أسماء الوفد وكل التفاصيل المتعلقة به الى الأمم المتحدة، غير أننا نعتقد ان المؤتمر – وفي حال انعقاده في موعده – لن يأتي بشيء لأحد”، عازياً السبب إلى “اننا سنجتمع مع أشخاص لا يملكون الأرض ولا أي سلطة على المسلّحين، وإذا قدمنا لهم قدرات معيّنة او شراكة ما، فلن يستطيعوا القيام بأي شيء لأنهم لا يملكون المبادرة ولا القدرة على التعاون مع السلطات الحالية القائمة”.
ورأى الأسد، “الهادئ والمستكين” بحسب مَن التقاه أخيراً، “ان الأمل ضئيل في نجاح المفاوضات في جنيف. نحن سنقدّم ما يلزم لمشاركة المعارضة الحقيقية في السلطة، على قاعدة الحوار من اجل بناء سوريا لا تدميرها، وقد تبين للشعب السوري اليوم ان المعارضة كشفت عن انتمائها للخارج وعن قوتها التدميرية التي طالت الجميع”.
ولفت إلى أن “الحاضنة الشعبية قد انتُزعت من أكثرهم (يقصد المعارضة) ووضْعنا اليوم أفضل بكثير مما مضى على المستوى الشعبي، من دون أن ننكر أن القيادة السورية ارتكبت أخطاء في سوريا وأن الأجهزة الأمنية تتحمّل ايضاً جزءاً من المسؤولية”، وموضحاً: “إننا أخطأنا ايضاً في التعامل مع لبنان ومع بعض اللبنانيين، فالعدد الكبير منهم ممن وقفت سوريا إلى جانبهم وساعدتهم طعنوها في الظهر، وها هم يدفعون ثمن خياراتهم من خلال انقلاب البيئة الشعبية ضد أكثرهم، وبعضهم يحاول العودة إلى دمشق ولكن هذا الأمر لن يحدث لأننا وببساطة رفضنا ذلك”.
وأشار الرئيس السوري إلى أن “المعركة في سوريا لم تنته ولكن مشروع المعارضة الحقيقي قد فشل بدخول التكفيريين والإرهاب والجبهات المدعومة من المحيط العربي والغربي”، وأضاف: “الاستقرار وسكوت المدافع سيأخذ وقتاً نستطيع تحمله بصمودنا وأيضاً بالتغييرات الإقليمية، فمثلاً تركيا أبدت كامل استعدادها لإقفال الحدود أمام تدفق الأسلحة والإرهاب من ناحيتها ووعدت بتغيير موقفها، وكذلك طلبت قطر بالواسطة معاودة الاتصالات، إلا اننا رفضنا ذلك لأنها أساءت إلى سوريا كثيراً، أما بالنسبة إلى الغرب فهم يتنافسون لفتح صفحة جديدة على الصعيد الأمني منذ مدة غير قصيرة وعلى المستوى الديبلوماسي ايضاً. وقد بدأت بعض الدول تبدي رغبة في إعادة فتح سفاراتها من جديد”.
وأكد الزوار أنفسهم أن “الأسد يتقبل النقد ويسأل عن وجهات النظر المختلفة ويناقش الأفكار التي لا يتفق معها وهو أقسم على نفسه أن الإصلاحات ضرورية ويعد بها في الانتخابات الرئاسية المقبلة”.
قتلى بقصف على حلب وكمين لمقاتلي “الحر” بحمص
قال ناشطون -اليوم السبت- إن 12 شخصا لقوا حتفهم وجرح ثلاثون آخرون، جراء قصف قوات النظام لحي الصاخور بـحلب، كما قتل تسعة عناصر من الجيش الحر في كمين لقوات النظام أثناء توجههم لفك الحصار عن حمص، بينما أعلن مقاتلو “الحر” سيطرتهم على بلدة ريتان بريف حلب بعد اشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.
في هذه الأثناء، تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في قرية عزيزة بريف حلب، وسط تواصل القصف على حي القابون في دمشق ومناطق أخرى بريفها.
وفي ريف دمشق أفاد المركز الإعلامي السوري بأن طائرات مروحية من سلاح الجو ألقت براميل متفجرة على مدينة الزبداني، مما ألحق أضرارا كبيرة بالأحياء السكنية.
كما طال القصف أيضا مناطق في القلمون في الجهة الغربية من ريف دمشق، في حين تجدد قصف قوات النظام على الأحياء السكنية في مناطق جنوب دمشق وحي العسالي، وشن الطيران الحربي غارات على يبرود وعدرا بريف دمشق، حسب ما أفاد به ناشطون.
من جهته، ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة أن قصفا مدفعيا من اللواء 20 استهدف أطراف مدينة جيرود بريف دمشق من الجهة الغربية.
قصف نظامي
وقد قتل أمس الجمعة ما لا يقل عن 12 شخصا في ريف دمشق عندما قصفت القوات النظامية مسجدا في بلدة مديرا بمدينة دوما لدى خروج المصلين منه. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن عشرات آخرين أصيبوا بجراح متفاوتة في هذا القصف.
من جهتها، ذكرت وكالة “مسار برس” أن الجيش الحر قتل عنصرا من قوات النظام في محيط مطار دير الزور العسكري، بينما تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في حي الجبية بدير الزور.
وفي ريف درعا قال اتحاد التنسيقيات إن الجيش الحر قصف بقذائف الهاون المساكن العسكرية في مدينة الشيخ مسكين، مقابل قصف قوات النظام الحي الشرقي لمدينة بصرى الشام، بينما أفاد ناشطون بمقتل شخص في مدينة الشيخ مسكين بريف درعا بقناصة قوات النظام.
قتال داخلي
إلى ذلك، أعلن الجيش الحر سيطرته على بلدة ريتان بريف حلب بعد اشتباكات مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام عقب تمكنه من السيطرة على الفوج 46 في منطقة الأتارب في ريف حلب الغربي.
وتمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على الفوج 46 بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي سيطر عليه في الأسابيع الماضية، وعقب هذا التقدم لمقاتلي المعارضة وقع تفجير لسيارة مفخخة بقرية جارز شرقي مدينة أعزاز بريف حلب.
وأوضح مراسل الجزيرة أن فصائل المعارضة باتت تسيطر على 95% من ريف حلب الغربي, بيد أنه أكد في المقابل استعادة تنظيم الدولة مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا من الفصائل. وأشارت تقارير إلى قيام عناصر التنظيم بإعدام عدد من المقاتلين الذين تم أسرهم في الاشتباكات الأخيرة بجرابلس.
يشار إلى أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت لمقتل 49 شخصا يوم أمس في جميع أنحاء سوريا، بينهم ثلاثة أطفال.
الائتلاف السوري يحسم مشاركته بجنيف2 اليوم
من المفترض أن يشهد اجتماع اليوم تعديلا لوثيقة الائتلاف التأسيسية التي تنص على عدم التفاوض مع النظام
يحسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوري اليوم السبت أمر مشاركته في مؤتمر السلام بشأن سوريا المعروف باسم جنيف2. وفي هذه الأثناء قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الرئيس بشار الأسد لن يكون جزءا من المستقبل السياسي في سوريا.
وقال المتحدث باسم الائتلاف لؤي صافي إنهم سيحسمون اليوم موقفهم من المشاركة في مؤتمر جنيف2 الذي يسعى لوضع حد للصراع الدائر بالبلاد -منذ انطلاق الثورة في مارس/آذار 2011- الذي أسفر عن أكثر من 130 ألف قتيل وملايين اللاجئين والنازحين.
وأضاف صافي -في مؤتمر صحفي بإسطنبول- أن أهم مطالب الائتلاف هو تشكيل هيئة حكم انتقالية وأن تكون مرجعية المفاوضات قائمة على بيان جنيف1 الموقع في يونيو/حزيران 2012 الذي لم يتم تنفيذ بنوده وأبرزها تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.
ولا تزال مكونات الائتلاف الوطني السوري المعارض منقسمة بشأن المشاركة في مؤتمر جنيف2، وانعكس هذا الانقسام على تأجيل الاجتماع الذي كان من المفترض أن يبدأ ظهر أمس الجمعة.
تعديل إجرائي
وقال رئيس المكتب الإعلامي في الائتلاف خالد الصالح إن النقاش لا يزال مستمرا بين أعضاء الائتلاف في إسطنبول بشأن تعديل محتمل لوثيقة الائتلاف التأسيسية لكي يشارك في مؤتمر جنيف2 الذي من المقرر أن يبدأ في 22 يناير/ كانون الثاني الجاري في مونترو بسويسرا.
وأوضح الصالح -في تصريح للجزيرة- أن نصاب الثلثين للقيام بهذا التعديل لم يتوفر مساء الجمعة، حيث إن 75 عضوا في الائتلاف هم الموجودون في اجتماع إسطنبول من مجموع الأعضاء البالغ 121 عضوا, في حين أن أغلبية الثلثين تقتضي تصويت أكثر من ثمانين عضوا بنعم.
وحسب ما قال عضو اللجنة القانونية بالائتلاف هشام مروة للجزيرة، فإن الوثيقة التأسيسية للائتلاف تنص على عدم الدخول في مفاوضات مع النظام. وأضاف أنه إذا تم التعديل ستطرح مسألة المشاركة في جنيف2 للتصويت.
توقع بالمشاركة
وقال دبلوماسي غربي يتابع المحادثات “النتيجة تخضع لتوازنات دقيقة لكني أتوقع تصويتا بنعم”، مضيفا أن الولايات المتحدة وبريطانيا والداعمين الغربيين الآخرين أبلغوا الائتلاف أن التصويت بالرفض ستكون له عواقب غير مرغوب فيها.
في غضون ذلك، صرح وزير الخارجية الأميركي بأن العالم لن يسمح لنظام الأسد “بخداعه” خلال المؤتمر.
وقال كيري في واشنطن إن الهدف من هذا المؤتمر الذي تنطلق أعماله الأسبوع المقبل هو وضع أسس الانتقال السياسي و”إذا ظن الأسد أنه سيكون جزءا من هذا المستقبل فهذا لن يحدث”.
خطة دمشق
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد قال أمس الجمعة إن دمشق موافقة “من حيث المبدأ” على مبادلة معتقلين في السجون السورية بـ”مختطفين” لدى المعارضة المسلحة، وقال إن ذلك يجب أن يسبقه تبادل لقوائم المعتقلين لدى السلطات السورية و”المختطفين” لدى المعارضة المسلحة.
وأضاف المعلم -في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بموسكو- أنه قدم خطة لوقف إطلاق النار في حلب (كبرى المدن السورية). واشترط أن توفر روسيا ضمانات لالتزام المعارضة بذلك، وأكد أن هذا الإجراء سيتم تعميمه على مناطق أخرى في حال نجاحه بحلب.
وطرح المعلم هذه المقترحات في إطار خطة لبناء الثقة عرضها على نظيره الروسي سيرغي لافروف وتحدث عن بدء إدخال المساعدات الإنسانية لبعض قرى ريف دمشق.
وفي تعليقه على تصريحات المعلم، قال خالد الصالح للجزيرة إن لدى الائتلاف الكثير من الشكوك إزاء اختيار النظام مدينة حلب في خطته الأمنية، مشيرا إلى أن مقترح النظام السوري يأتي وهو يواصل استخدام سياسة القتل والتجويع في مناطق أخرى.
خلاف يؤخر انطلاق مؤتمر الائتلاف السوري حول “جنيف 2“
نصف الأعضاء تغيبوا عن جلسة الجمعة بسبب إصرار مندوبين على الاستقالة
دبي – قناة العربية
صرح خالد صالح أحد المتحدثين باسم الائتلاف السوري المعارض أن الاجتماع العام الذي كان من المفترض أن ينعقد في إسطنبول عند ظهر السبت لن ينطلق “قبل بضع ساعات” بسبب تحفظ قرابة 40 عضوا من الائتلاف.
وهدد هؤلاء المندوبون بالاستقالة خلال الاجتماع الأخير للائتلاف قبل عشرة أيام للتنديد بـ”انعدام الشفافية” في الانتخابات التي فاز فيها رئيس الائتلاف أحمد الجربا مجددا.
يترقب العالم، السبت، قرار ائتلاف المعارضة السورية حول المشاركة في مؤتمر “جنيف 2” حول السلام في سوريا.
وتقرر تأجيل اجتماع، الخميس، في إسطنبول بسبب خلافات بين مختلف الفصائل.
وقال مصدر في الائتلاف المعارض إن 75 عضوا فقط من أصل 120 حضروا جلسة الائتلاف مساء الجمعة.
وتركز كواليس اجتماعات الائتلاف السوري على ما يبدو على رأب الصدع الداخلي، وذلك من خلال توجه أعضاء في الائتلاف لإقناع المنسحبين من الائتلاف للعودة عن قرارهم.
خالد الصالح رئيس المكتب الإعلامي في الائتلاف أشار الى أن الائتلاف أعلن استعداده للمشاركة، ولكن ضمن محددات من ضمنها تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات.
ويأتي هذا في وقت تجري به محادثات موازية في أنقرة مع 4 مجموعات مقاتلة في سوريا، بينها الجبهة الإسلامية، في محاولة لإقناعها بجدوى مؤتمر جنيف.
بريطانيا تعتقل شاباً انضم لمعسكر تدريب سوري
الشرطة ألقت القبض على الشاب بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في مطار غاتويك
لندن – رويترز
ألقت الشرطة البريطانية القبض على شاب يبلغ من العمر21 عاماً من برمنغهام، للاشتباه في انضمامه إلى ما صرحت به الشرطة، اليوم السبت، إنه معسكر سوري لتدريب الإرهابيين.
واعتقل الشاب بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، أمس الجمعة، بعد وصوله إلى مطار غاتويك على متن رحلة جوية قادمة من اسطنبول.
وصرحت شرطة وست ميدلاندز أنها استجوبت الشاب في مركز للشرطة قبل الإفراج عنه بكفالة مع استمرار التحريات.
كما ذكرت الشرطة في بيان لها أن القضية لا صلة لها بقضية الرجلين اللذين ألقت القبض عليهما شرطة مكافحة الإرهاب في مطار هيثرو يوم الاثنين عندما عادا إلى بريطانيا قادمين من اسطنبول.
وقالت الشرطة اليوم السبت إنهما اتهما بالسفر إلى سوريا للقيام بأعمال إرهابية.
ملاعب إيطاليا تتضامن مع سوريا بمبادرة من الفاتيكان
شعارات تدعو للسلام في 10 مباريات تقام خلال عطلة نهاية الأسبوع
الفاتيكان – فرانس برس
أطلق الفاتيكان مبادرة سماها “رياح السلام” من أجل وقف العنف في سوريا مع دعوات تبث في ملاعب كرة القدم الإيطالية خلال مباريات دوري الدرجة الأولى التي ستقام في عطلة نهاية الأسبوع، كما أعلن أحد الوزراء، بحسب تقرير إخباري، السبت.
واتخذ المجلس البابوي للأسرة وجمعية كاريتاس إيطاليا ودوري الدرجة الأولى الإيطالي، الجمعة، هذه المبادرة مع اقتراب مؤتمر “جنيف 2” حول سوريا، والمقرر عقده في سويسرا 22 يناير.
وفي ملاعب كرة القدم العشرة التي ستقام عليها مباريات السبت والأحد، سترسم على أرض الملعب عبارة “رياح السلام للأسر السورية”. كما سيُعرض فيلم وثائقي عن مخيمات اللاجئين على شاشات عملاقة.
وأوقع النزاع الدائر في سوريا أكثر من 130 ألف قتيل حتى الآن، حسب منظمة هيومن رايتس ووتش.
وأشاد المجلس البابوي للأسرة في بيان بموقف كرة القدم الإيطالية، وذكر أن “عالم الرياضة لم ينس الوضع المؤلم” الذي تعيشه سوريا.
وضاعف الفاتيكان والبابا فرنسيس، رغم هامشهما الدبلوماسي الضيق، المبادرات لإيقاظ الضمائر بشأن المأساة السورية، وساهم في إرسال مساعدات كبيرة للاجئين السوريين من جميع الطوائف في لبنان والأردن.
الأميركيون يريدون آلية سورية لاحتواء الحرب الأهلية
مسؤول أميركي: واثقون من مشاركة المعارضة السورية في مؤتمر مونترو
واشنطن – بيير غانم
قال مسؤول أميركي تحدث إلى “العربية.نت” في واشنطن “إن الولايات المتحدة واثقة من أن المعارضة السورية ستذهب إلى مؤتمر مونترو الأسبوع القادم”، وبدا المسؤول الأميركي شبه حاسم في ثقته على قاعدة أن الأميركيين يلتزمون بمشاركة المعارضة السورية فيما يجلب الروس النظام السوري.
وبدت الولايات المتحدة، وهي تعمل بجد لعقد مؤتمر “جنيف 2” مع أن التوصل إلى هدف المحادثات ضخم وصعب المنال، ويعود جزء من هذا الزخم الأميركي إلى أن وزير الخارجية جون كيري، ومنذ تسلم منصبه، يريد أن يصل إلى نتائج في الملفات التي يمسك بها، ومنها الملف السوري.
ويصف فيصل عيتاني، وهو يعمل في مجلس الأطلسي، إصرار واشنطن على عقد المؤتمر بأنه “هوس ولكن له مبرراته الأميركية”. ويقول عيتاني “إن الأميركيين باتوا على قناعة منذ حين أن الدولة السورية لن تسقط وربما يجب ألا تسقط، والمعارضة لن تنتصر ويجب ألا تسحق، وبالتالي يبقى المخرج الوحيد مؤتمر جنيف 2”.
بداية فقط
على مسافة أيام من عقد المؤتمر في سويسرا، يوضح الأميركيون موقفهم أكثر حيث يقول المسؤول الأميركي لـ”العربية.نت”: “إن مؤتمر جنيف 2 يمثل بداية لمسيرة إنهاء الحرب الأهلية في سوريا، ومطلوب من الطرفين، أي النظام السوري والمعارضة، هو التوافق في المؤتمر على هيئة حكم انتقالية، وهدف الطرفين سيكون الخروج من الأزمة”.
وكان من اللافت أن الوزير كيري خرج إلى الصحافيين يوم الخميس ليقول إن الهدف هو “إقامة آلية ضرورية لتشكيل هيئة حكم انتقالي”، وكرر قائلاً: “هيئة حكم بصلاحيات كاملة ويتم التوافق عليها بين الطرفين”.
هناك منطقة رمادية بين تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة وبين بدء “آلية” لتشكيل هيئة حكم انتقالي، والشيء الوحيد المضمون هو أن مؤتمر مونترو لن ينهي الصراع، وربما يخرج المؤتمر بتشكيل هيئة حوار بين الحكومة السورية والمعارضة ليس أكثر، لكن المعارضة ستحقق انتصاراً بمجرد الجلوس إلى الطاولة نداً للنظام السوري.
الدعم الأميركي
يفهم الأميركيون حاجة الائتلاف السوري والمجلس العسكري الموحد إلى كثير من الدعم خلال المرحلة المقبلة، ويعتبر المسؤول الأميركي “أنهما يحاربان على جبهتين، النظام من جهة، والإرهابيين من جهة أخرى”، وشرح المسؤول الأميركي لـ”العربية.نت”: “إن واشنطن تعتبر أن الائتلاف يمثل الشعب السوري، وأي مساعدات أميركية تذهب إلى المعارضة ستصل من خلال المجلس العسكري الموحد”.
وفي حين لا يمانع الأميركيون في التحدث إلى أي طرف يقول إن الائتلاف هو السلطة السياسية العليا ويؤمن بالديمقراطية ويقبل بمبادئ بيان جنيف الأول. ويعطي الأميركيون الانطباع أن لديهم الاستعداد للتحدث إلى قوى أمر واقع مثل الجبهة الإسلامية، وحاولوا الاتصال بها لكن الاجتماع بين ممثلي الخارجية الأميركية وممثلي الجبهة لم يحصل، كما أن لدى الأميركيين تحفظات كبيرة على مجموعات من المعارضة المسلحة، خصوصاً “أحرار الشام”، وبات الأميركيون يتعاطون مع هذا الفصيل بكثير من السلبية.
الخطة الأميركية
من الصعب في هذا الوقت القول إن للأميركيين استراتيجية في سوريا، لكن لديهم خطة عمل تبدأ من وضع إطار سوري للحل، وتصل إلى عزل المشكلة السورية داخل حدود الدولة والتعاون مع الأردن وتركيا والعراق على ضبط الحدود، ويبقى على الأميركيين إقناع روسيا وإيران أن عليهم وقف التخلي عن الأسد ووقف دعم آلة القتل في الحرب السورية.
أسلحة روسية جديدة إلى سوريا
أبوظبي – سكاي نيوز عربية
كثفت روسيا في الأسابيع القليلة الماضية تزويد حليفتها سوريا بمعدات عسكرية جديدة، من بينها عربات مدرعة، وطائرات دون طيار، وقنابل موجهة، وفق ما نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر وصفتها بأنها “مطلعة”.
وتأتي الإمدادات الروسية الجديدة إلى سوريا، في وقت تكثفت المشاورات بشأن عقد محادثات سلام لحل الأزمة السورية الأسبوع المقبل في سويسرا.
وقالت عدة مصادر لـ”رويترز” إن الجيش السوري تسلم منذ ديسمبر المنصرم شحنات جديدة من الأسلحة والإمدادات العسكرية، منها طائرات بدون طيار، قامت روسيا بتسليمها مباشرة أو عبر وسطاء.
ونقلت الوكالة عن مصدر أمني في الشرق الأوسط قوله: “تنقل عشرات من طائرات إنتونوف 124 (طائرات نقل روسية) مدرعات وأجهزة مراقبة ورادار وأنظمة حرب إلكترونية وقطع غيار لطائرات الهليكوبتر وأسلحة متنوعة منها قنابل موجهة”.
بدروها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها ليس لديها تأكيد من مصدر مستقل بأن روسيا زادت الإمدادات العسكرية إلى سوريا، وأضافت أن هذه التحركات ستثير قلقا إذا كانت صحيحة.
وقال مصدر بالمعارضة السورية إنه تم توصيل بعض الإمدادات إلى ميناء اللاذقية في سوريا منذ نحو ثلاثة أسابيع، وإن مزيدا من العتاد يصل عن طريق موانئ الشحن الرئيسية في طرطوس واللاذقية.
وأضاف: “خلال هذا الوقت لم يسمح لغير المصرح لهم بالدخول، وهي علامة أكيدة على وصول شحنة. يحدث هذا من وقت لآخر حين تصل الإمدادات وعادة في الليل”.
معارك
في غضون ذلك، سيطر مقاتلون من المعارضة السورية، الجمعة، على مناطق في غرب محافظة حلب شمال سوريا، الخاضعة لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، بينما أحكم التنظيم سيطرته على مناطق في شمالها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
جاء ذلك بعد ساعات من انسحاب مقاتلي “الدولة الإسلامية” من مدينة سراقب، أحد أبرز معاقلها في إدلب شمال غربي البلاد، إثر اشتباكات مع تشكيلات من المعارضة، في المعارك المتواصلة منذ مطلع يناير الجاري.
وفي مقابل تراجعها في ريف حلب الغربي، تمكنت عناصر “الدولة الإسلامية” المرتبطة بالقاعدة من “فرض سيطرتهم الكاملة على مدينة جرابلس” الواقعة أقصى الريف الشمالي لحلب على مقربة من الحدود التركية.
قصف
وتواصلت أعمال العنف في مناطق عدة. ففي ريف دمشق، ارتفع عدد القتلى إلى 12 شخصا بينهم طفل ومقاتلان معارضان، في قصف للقوات الحكومية على بلدة مديرا شمال شرق العاصمة، بحسب المرصد.
وأفاد ناشطون عن وقوع اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية والمقاتلين المعارضين على أطراف مدينة داريا جنوب غربي العاصمة، والتي يحاول الجيش السوري منذ أشهر استعادة السيطرة الكاملة عليها.
وفي درعا جنوب البلاد، قتل تسعة أشخاص “بينهم مدير مستشفى ميداني ومقاتلان معارضان”، في غارتين للطيران الحربي على حي السد في مدينة درعا، بحسب المرصد.
الائتلاف: جنيف 2 ضمن رؤية النظام محاولة لإعادة إنتاج الأسد
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — فيما يعقد “الائتلاف الوطني” السوري المعارض اجتماعاً مغلقاً في إسطنبول للبت بامكانية مشاركته في “جنيف 2 “، انتقد أحد أعضاء “الائتلاف” إصرار روسيا على حصر المؤتمر بمكافحة الإرهاب والإفراج عن المعتقلين، لافتا إلى أن عقده ضمن هذه الأطر فقط “محاولة لإنتاج الأسد من جديد.”
ولم يرشح شيئا عن الاجتماع المغلق الذي عقدته الجمعية العامة لـ”الائتلاف الوطني” في مدينة إسطنبول التركية الجمعة، والذي يأتي مع بدء العد التنازلي لـ”جنيف 2″ المزمع عقده في 22 من الشهر الجاري، والذي تعول العديد من الدول والأطراف السورية أن يكون انطلاقة لحل سياسي للأزمة السورية.
وفي الأثناء، استهجن عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني، عبد الباسط سيدا، ما وصفه بـ”عدم جدية روسيا بالتعامل مع الملف السوري والبنود الأساسية لجنيف1.”
واعتبر سيدا أن إصرار روسيا: “على حصر جنيف 2 بمكافحة الإرهاب والإفراج عن المعتقلين، دون تشكيل هيئة حكم انتقالية خالية من الأسد، يعني أنها لا تريد إنجاح الحل السياسي لأن عقد جنيف2 ضمن هذه الأطر فقط، محاولة لإنتاج الأسد من جديد وإذلال للثورة السورية، وسعي فاضح لحرفه عن مساره المتفق عليه قانونياً”، طبقا لموقع الائتلاف الوطني.
كما اعتبر أن هدف مثل هذه التصريحات والتسريبات: “و مصادرة كافة الاحتمالات التي من الممكن أن يصل المؤتمر إليها”، طبقا للمصدر.
وكان وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، قد أعلن من موسكو، الجمعة، عن خطة أمنية سُلمت إلى روسيا، منها موافقة النظام، مبدئيا، على الإفراج عن معتقلين مقابل مخطوفين لدى الجماعات المسلحة.
وحول “جنيف 2” قال المعلم، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف: “نريد من هذا المؤتمر أن يؤمن لنا الحل السياسي للأزمة في سوريا باعتباره الطريق الأسلم وأن يلبي تطلعات الشعب السوري وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب.”
سوريا تعرض وقف اطلاق النار في حلب والمعارضة تبحث مؤتمر السلام
موسكو/اسطنبول (رويترز) – سلمت الحكومة السورية روسيا يوم الجمعة اقتراحا لوقف إطلاق النار في حلب وتبادل السجناء مع استعدادها لمحادثات سلام مقررة مع المعارضة في الاسبوع القادم تشارك روسيا في رعايتها.
وقوبل هذا العرض بالرفض من قبل بعض معارضي الرئيس بشار الاسد الذين مازال حضورهم المحادثات المقرر أن تبدأ يوم الأربعاء في سويسرا محل شك وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى توجيه دعوة في اللحظات الأخيرة لهم من أجل المشاركة.
ولكن بعد حرب بدأت قبل نحو ثلاث سنوات ومقتل مايزيد عن 100 الف شخص تحقق قوات الاسد مكاسب وقد ساعدها في ذلك الاقتتال الداخلي بين قوات المعارضة بالاضافة الى الدعم الذي تتلقاه من ايران وحصولها على اسلحة وعتاد جديد من روسيا.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يزور موسكو إنه سلم روسيا خطة لوقف إطلاق النار في حلب أكبر مدن البلاد وإن حكومته مستعدة لتبادل قوائم من أجل تبادل محتمل للسجناء مع قوات المعارضة.
وتحاول واشنطن وموسكو التفاوض على بعض الإجراءات لبناء الثقة بين الأطراف المتحاربة والسماح بتدفق المعونات الانسانية الى أكثر المناطق تضررا في الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام.
ولكن لا يوجد علامة تذكر على وجود مواقف تفاوضية متماسك او تراجع العنف. وتتقاتل قوات المعارضة المسلحة فيما بينها في معارك تضم اسلاميين متشددين ادى نفوذهم الى تراجع الدعم الغربي للانتفاضة. وقالت مصادر لرويترز ان قوات الاسد التي كانت تترنح فيما مضى استعادت قوتها كما عززتها اسلحة وامدادات روسية جديدة.
وقال جمال الورد رئيس المكتب العسكري للائتلاف الوطني السوري المعارض ان وقف اطلاق النار في حلب في مصلحة المعارضة المسلحة ولكنه قال انه لا يصدق ان النظام جاد في القيام بذلك.
ورفضت أغلب قوات المعارضة المتشرذمة التي تقاتل في سوريا المفاوضات التي تعرف باسم جنيف-2 .
وبدأ الائتلاف الوطني الذي تدعمه دول غربية وعربية اجتماعا مؤجلا يوم الجمعة في تركيا لتحديد موقفه من المشاركة في جنيف-2 لكن لم يتضح متى سيتوصلون إلى قرار نهائي.
وقال دبلوماسي غربي يتابع المحادثات “النتيجة تخضع لتوازنات دقيقة لكني أتوقع تصويتا بنعم” مضيفا أن الولايات المتحدة وبريطانيا والداعمين الغربيين الآخرين أبلغوا الائتلاف بأن التصويت بالرفض ستكون له عواقب غير مرغوب فيها.
وقال “لم نستخدم لغة التهديد. لكننا أوضحنا أن القرار بشأن جنيف قرار مهم وسيكون من الصعب الوفاء باستراتيجية عسكرية وسياسية إذا لم يذهبوا.”
ورفض بعض اعضاء الائتلاف الوطني السوري علنا المشاركة في المحادثات حيث يخشى الكثيرون ان تتقوض مصداقيتهم في الداخل إذا شاركوا في عملية يرون أنه لا فرص فيها لاجبار الأسد على التنحي.
وحثت الولايات المتحدة المعارضة السورية على حضور أول مفاوضات سلام مباشرة في الصراع.
وحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الائتلاف على الحضور وأكد أن التلميحات من سوريا وروسيا إلى أن العملية يمكن أن ينتج عنها استمرار الأسد في السلطة جانبها الصواب.
وقال في واشنطن “ونحن نستعد للذهاب إلى جنيف والدخول في هذه العملية أعتقد انه أصبح واضحا انه لن يكون هناك حل سياسي ما لم يناقش الاسد انتقالا (سياسيا) واذا ظن انه سيكون جزءا من هذا المستقبل. هذا لن يحدث.”
وأضاف دون ذكر مزيد من التفاصيل “خياراتنا لم تنفد بشأن ما يمكن أن نقوم به لزيادة الضغط وتغيير الحسابات.”
وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي مع المعلم الجمعة المعارضة السورية لتأخرها في الموافقة على المشاركة في المؤتمر.
وقال “نشعر بالقلق الشديد من وجود لعبة ما”.
وقال المعلم إن مقترحات سوريا يمكن ان تخفف الصراع. وأضاف بشأن خطة وقف إطلاق النار في حلب أن حكومته تود أن يشكل هذا نموذجا يطبق في البلدات الأخرى.
وأجرى لافروف محادثات الخميس مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ودعا من جديد إلى تمثيل ايران في المؤتمر. وترفض القوى الأخرى ذلك لأن إيران لم تؤيد نتائج مؤتمر جنيف الأول في 2012 التي دعت إلى تشكيل إدارة مؤقتة في دمشق من أجل إنهاء الصراع.
وفي أحدث قتال قال نشطاء إن معارضين سوريين أخرجوا فصيلا على صلة بتنظيم القاعدة من أحد معاقله في شمال غرب البلاد يوم الجمعة فيما يمثل ضربة قوية للفصيل بعد اسبوعين من الاقتتال الذي أضعف المعارضة في مواجهة قوات الأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ألف شخص قتلوا في الاشتباكات التي ساعدت قوات الأسد على استعادة أراض حول حلب المركز التجاري في شمال البلاد.
وقال المرصد ونشطاء الجمعة إن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام انسحبت من بلدة سراقب المهمة استراتيجيا نظرا لوقوعها على الطرق السريعة الواصلة بين حلب ودمشق واللاذقية المعقل الساحلي القوي للأسد.
وقال المرصد إنهم أحرقوا سياراتهم قبل الانسحاب وخرجوا تحت غطاء من إطلاق نار لواء موال لهم.
وقاتلت فصائل منافسة تضم العديد من أعضاء الجبهة الإسلامية – وهي تحالف كبير لبعض اقوى الجماعات المعارضة – للسيطرة على البلدة على مدى ايام وحركت دبابات وشاحنات مزودة برشاشات ضد الدولة الإسلامية قبل نحو اسبوع.
وقال ناشط من سراقب إن وضع الدولة الإسلامية ضعف بانسحاب لواء متحالف معها لحماية بلدة سرمين المجاورة والتي تحاصرها الجبهة بالفعل.
وتنامى الاستياء المحلي من جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام بسبب قيامها بعمليات خطف وقتل لمعارضيها ومحاولة فرض تفسير متشدد للشريعة الإسلامية في المناطق التي تسيطر عليها.
وتستمد جماعة الدولة الإسلامية قوتها من مجموعة أساسية من المقاتلين الإسلاميين الأجانب المتمرسين وتنشط في العراق ايضا. وأغضبت الجماعة المعارضين الآخرين باستيلائها على اراض من جماعات أخرى.
لكن خسارتها لسراقب رغم أنها كبيرة من المستبعد أن تقرب الاقتتال الداخلي من نهايته. ولا تزال الجماعة تسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي.
وامتد الصراع عبر حدود سوريا حيث قالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية إن سبعة اشخاص على الاقل قتلوا يوم الجمعة في هجوم صاروخي على بلدة عرسال الحدودية في واقعة جديدة لإطلاق الصواريخ المتكرر على بلدات واقعة على حدود سوريا.
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)
الغموض ما زال يحيط بمشاركة المعارضة السورية في جنيف-2
اسطنبول (أ ف ب)
رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا (وسط) واعضاء في الائتلاف خلال اجتماع في اسطنبول في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2013
ما زال الغموض يحيط بموقف المعارضة السورية في المنفى التي لم تؤكد بعد مشاركتها في مؤتمر جنيف-2 للسلام في سوريا رغم الضغوط الشديدة من داعميها العرب والغربيين، فيما قدم النظام في دمشق الجمعة تنازلات منها وعد بوقف العمليات العسكرية في مدينة حلب (شمال).
فقبل خمسة ايام على موعد المؤتمر، اعلن النظام السوري استعداده للسماح بايصال المساعدات وبتبادل اسرى مع المقاتلين وباتخاذ ترتيبات امنية تسمح بوقف العمليات العسكرية في مدينة حلب شمال سوريا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة بعد محادثات مع نظيره السوري وليد المعلم “نشير الى ان الحكومة السورية مستعدة وكما اكد الوزير (السوري) اليوم، الى اتخاذ سلسلة من الاجراءات ذات الطابع الانساني خصوصا ردا على دعواتنا”.
من جهته، صرح المعلم ان النظام السوري مستعد لتبادل “معتقلين في السجون السورية مقابل مخطوفين لدى الجماعات المسلحة”. وقال انه قدم للوزير لافروف “مشروع ترتيبات امنية يتعلق بمدينة حلب (…) لاجراء الاتصالات اللازمة لضمان تنفيذه وتحديد الساعة الصفر التي يبدأ فيها وقف العمليات العسكرية”.
وتحقق هذه المقترحات بعض الشروط التي وضعتها المعارضة السورية في المنفى والتي يتوقع في نهاية المطاف ان يبدأ اجتماعها رسميا اليوم السبت كما علم من اعضائها.
واوضح المتحدث باسمها خالد صالح للصحافيين ان هذا التأخير في بدء الاجتماع سببه خلافات داخلية متعلقة بشروط اعادة انتخاب مكتب الائتلاف.
وتبدو المحادثات صعبة طالما ان اعضاء المعارضة المعتدلة للرئيس بشار الاسد منقسمون بشأن امكانية الجلوس الى طاولة واحدة مع ممثليه.
وكان مندوبو المعارضة المعتدلة للرئيس السوري بشار الاسد عجزوا خلال اجتماع سابق في اسطنبول قبل عشرة ايام عن اتخاذ قرار بشأن المشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا بسبب الانقسامات القائمة بينهم.
وفي تشرين الاول/نوفمبر، فرض الائتلاف شروطا صارمة لقاء مشاركته في المؤتمر الذي سيفتتح اعماله الاربعاء في مونترو بسويسرا.
وعلى الصعيد السياسي، اشترط الائتلاف خصوصا ان تتم المحادثات “على اساس انتقال تام للسلطة” وان “هيئة الحكم الانتقالية لا يمكن أن يشارك فيها بشار الأسد أو أي من المجرمين المسؤولين عن قتل الشعب السوري، كما لا يمكن لهم القيام بأي دور في مستقبل سوريا السياسي”.
وذكر المتحدث باسم الائتلاف خالد صالح الجمعة “بان الائتلاف يريد المشاركة في حل سياسي للنزاع السوري”، مضيفا “ان الهدف من اي حل سياسي هو تشكيل حكومة انتقالية لا يكون الرئيس الاسد جزءا فيها، وتتمتع بصلاحيات كاملة وتكلف تنظيم انتخابات شفافة”.
لكن النظام السوري رفض من جهته هذه الشروط وكرر انه لن يتوجه الى سويسرا “لتسليم السلطة الى احد .. ولن نقبل عقد صفقات مع احد” مؤكدا انه يعود لبشار الاسد ان يقود المرحلة الانتقالية.
وفي مواجهة التحفظات المتزايدة في صفوف المعارضة على هذا المؤتمر، ضاعفت الجهات الغربية والعربية الداعمة للمعارضة السورية التطمينات والضغوط لاقناعها بالذهاب الى سويسرا، حيث باتت مشاركتها في المؤتمر شرطا لا بد منه لتاكيد مصداقيتها.
والجمعة، حذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري النظام السوري من اي محاولة “لتحوير هدف” المؤتمر جنيف-2.
واكد كيري ان “العالم لن يسمح لسوريا بخداعه”، محذرا دمشق من “رد اقوى” في حال حاول التضليل.
وامس الجمعة جمعت تركيا وقطر المفوضتان من قبل كافة الداعمين الغربيين والعرب للمعارضة، في انقرة ايضا اربع مجموعات مقاتلين معارضين سوريين بينها الجبهة الاسلامية، في محاولة لاقناعها بفائدة مؤتمر جنيف-2 كما علم من مصدر دبلوماسي.
ومن المقرر ان يعقد اجتماع جديد لهذه المجموعات صباح اليوم السبت في العاصمة التركية.
وسيسعى المؤتمر الدولي الذي ينطلق في مونترو قبل الانتقال الى جنيف لايجاد حل سياسي يمكن ان يضع حدا للنزاع المستمر في سوريا منذ اذار/مارس 2011 والذي اسفر عن اكثر من 130 الف قتيل وملايين اللاجئين والنازحين.
اما ميدانيا فقد سجل مقاتلو تشكيلات من المعارضة السورية الجمعة نقاطا على التنظيم الجهادي “الدولة الاسلامية في العراق والشام” بطرد مقاتليه من سراقب معقلهم الاخير في محافظة ادلب (شمال غرب) وبتحقيق تقدم في محافظة حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
لكن الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بتنظيم القاعدة تمكنت من “فرض سيطرتها الكاملة على مدينة جرابلس” الواقعة في اقصى الريف الشمالي لحلب على مقربة من الحدود التركية بحسب المرصد.
الى ذلك سيمثل اليوم السبت امام القضاء في لندن بريطانيان اتهما الجمعة بانهما دخلا الى سوريا لغايات ارهابية، كما اعلنت الشرطة. كذلك تم توقيف رجل اخر يشتبه بانه شارك في معسكر تدريب ارهابي في سوريا.
اختبار “عجز التعاطف” لدى الولايات المتحدة في سوريا
في حملته الانتخابية, تحدث باراك أوباما في كثير من كلامه حول عجز التعاطف” بين الأمريكان. هذه الأيام, ربما يقضي مزيدا من الوقت في الحديث حول عجز الميزانية الفيدرالية. ولكن مع مواجهة العالم لأسوأ أزمة إنسانية خلال عقود, فإن الوقت مناسب لاتخاذ إجراءات فيما يتعلق بعجز التعاطف المزعوم.
يوم الإثنين, أطلقت الأمم المتحدة أكبر نداء عالمي لجمع المال لأزمة واحدة. تسعى الأمم المتحدة لجمع 6.5 مليار دولار أمريكي للمساعدة في تغذية وإيواء ورعاية ما يقرب من 16 مليون إنسان هربوا من بيوتهم خلال الصراع في سوريا. كمية الأموال المطلوبة لا تشكل سوى بداية لما يقول عمال الإغاثة إنه أزمة متصاعدة في الشرق الأوسط.
خلال العام القادم, يتوقع أن يتضاعف عدد اللاجئين السوريين, وفقا لتقديرات الأمم المتحدة. أكثر من ثلث السوريين بحاجة الآن إلى بعض المعونات الإنسانية, سواء داخل البلد الذي مزقته الحرب أو في تركيا والأردن والعراق ولبنان.
ما الذي يدفع باتجاه التصعيد؟ خلال العام الماضي, تضاعف عدد المواجهات المسلحة خلال الصراع الممتد منذ 33 شهرا, وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة. يوم الإثنين, على سبيل المثال, ألقى سلاح الجو السوري براميل محملة بالمتفجرات على مدينة حلب, ما أدى إلى مقتل ما يقرب من 76 شخصا نصفهم تقريبا من الأطفال والنساء. عدد المدنيين الذين قتلوا منذ عام 2011 تجاوز 120000 شخصا.
لوضع ذلك في تصور مختلف, فإن المساعدات الإنسانية للسوريين سوف تستنفد حوالي نصف مبلغ المساعدات المخصص ل 17 أزمة رئيسة حول العالم والذي يبلغ حوالي (12.9 مليار دولار) لعام 2014.
أحد الأمور الغريبة في أزمة اللاجئين هي أن جزء كبيرا منها لا يمكن رؤيته. حوالي 80% من السوريين في الدول المجاورة لا يعيشون في خيام مؤقتة قرب الحدود ولكنهم وجدوا طريقهم إلى المدن. التأثيرات يمكن الشعور بها, على سبيل المثال, من خلال النقص الحاد في المياه في الأردن وزيادة معدلات البطالة وأسعار الطعام في لبنان. الاستياء من اللاجئين يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار اقتصاديات هذه الدول.
داخل سوريا, جزء كبير من المعاناة لا زال خفيا. نظام بشار الأسد منع وصول المجموعات الإغاثية, على الرغم من تقارير حول انتشار المجاعة في بعض المناطق. تقدر الأمم المتحدة أن هناك حوالي 9.3 مليون شخص في سوريا بحاجة ماسة إلى المساعدة خصوصا مع حلول الشتاء في المنطقة.
لحد الآن, أنفقت الولايات المتحدة حوالي 700 مليون دولار لمساعدة المدنيين السوريين المحتاجين. كل من الكونغرس وإدارة أوباما يرون أن المساعدات تشكل رد فعل تعاطفي من قبل الأمريكان وتحرك استراتيجي باتجاه مصالح الولايات المتحدة. وقالت أنا ريتشارد,مساعدة وزير الخارجية الأمريكي أمام صانعي القرار الأمريكان :” مساهماتنا تظهر مرة أخرى أن الولايات المتحدة هي قائدة الإنسانية في العالم”.
في الصيف الماضي, قادت الولايات المتحدة الجهود للشروع في تخليص نظام الأسد من الأسلحة الكيماوية. ولكنها فشلت في حد كبير في تقديم الدعم غير العسكري لمقاتلي القاعدة غير المرتبطين بالجهاديين. كما أن جهودها لتنسيق المفاوضات لوضع حد للحرب الأهلية السورية متعثرة.
في الوقت الراهن, لا زال التفاعل الإنساني الأمريكي الأكثر نجاعة في هذه الأزمة. في 15 يناير, الدول التي قدمت النقود للسوريين سوف تجتمع للموافقة على مجموعة جديدة من الالتزامات. ومع طلب الأمم المتحدة للمزيد من المال ومع استمرار القتال وعدد اللاجئين بالتصاعد, فإن “عجز تعاطف” أمريكا المزعوم سوف يخضع للاختبار مرة أخرى.
كريستيان ساينس مونيتور
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي