أحداث وتقارير اخبارية

أحداث الأربعاء 18 كانون الأول 2013

واشنطن تحاول استمالة «الجبهة الإسلامية» وبارزاني يجمع قطبي الأكراد قبل «جنيف 2»

لندن، جنيف، لاهاي، مانيلا، أربيل، دمشق – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

لم يستبعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري فتح حوار مع «الجبهة الإسلامية» التي تضم أكبر التنظيمات المسلحة في سورية بهدف تليين موقفها من مؤتمر «جنيف 2»، في وقت نجح رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في جمع «مجلس غرب كردستان» و «المجلس الوطني الكردي» المتنافسين في سورية لتوحيد موقفهما قبل انعقاد المؤتمر. وفيما واصل الطيران السوري قصف أحياء في حلب في شمال البلاد بـ «البراميل المتفجرة»، اتهم «الائتلاف الوطني السوري» المعارض نظام الرئيس بشار الأسد بالعمل على إفشال الحل السياسي.

وأعلنت خولة مطر الناطقة باسم الموفد الدولي – العربي الأخضر الإبراهيمي، أن المؤتمر «سيعقد في مونترو لأسباب لوجستية»، ذلك بسبب إشغال الفنادق في جنيف خلال فترة عقد المؤتمر المحدد في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل. وأضافت أن أعمال المؤتمر ستتوقف لبعض الوقت بعد ذلك «على أن تستأنف في 24 كانون الثاني في قصر الأمم (مقر الأمم المتحدة) في جنيف»، حيث سيعقد وفدا النظام والمعارضة لقاء ثنائياً لبدء مفاوضات السلام في حضور الإبراهيمي.

وفي مانيلا، قال كيري في مؤتمر صحفي: «لم يجتمع ممثلو الولايات المتحدة حتى الآن مع الجبهة الإسلامية، لكن من الممكن أن يحدث هذا. تبذل جهود حالياً من قبل كل الدول الداعمة للمعارضة السورية التي تريد توسيع قاعدة المعارضة المعتدلة وقاعدة تمثيل الشعب السوري في مفاوضات جنيف 2». وأوضح مسؤولون في الخارجية الأميركية أن المحادثات مع «الجبهة الإسلامية» قد تضم مسؤولين أميركيين وبريطانيين وفرنسيين من مستوى أقل. وكشفت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة»، أن مسؤولين من قطر وتركيا فاجأوا ممثلي «مجموعة لندن» التي تضم 11 من «مجموعة أصدقاء سورية» لدى اجتماعهم قبل أسبوعين في إسطنبول بإدخال قادة في «الجبهة الاسلامية» الى قاعة الاجتماع. وأشارت المصادر إلى أن «انطباعات دول غربية عن القادة الإسلاميين كانت إيجابية».

في غضون ذلك، نجح بارزاني في جمع ممثلي «المجلس الوطني الكردي» و»مجلس الشعب لغرب كردستان» لحل الخلافات بينهما بعدما وصلت إلى حد القطعية بعد إعلان «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم، الذي يمثل التيار الرئيسي في «مجلس الشعب لغرب كردستان» تأسيس إدارة محلية في شكل منفرد في شمال سورية وشمالها الشرقي. كما أدت هذه الخلافات إلى إغلاق المعبر الحدودي المسمى سيمالكا بين إقليم كردستان العراق والمناطق ذات الغالبية الكردية في سورية. وأشارت المصادر إلى أن بارزاني حضهم على «توحيد الخطاب» قبل المؤتمر الدولي والى احتمال انضمام «المجلس الوطني الكردي» إلى مشروع الإدارة المحلية.

وفي موسكو، قال السفير الإيراني الجديد لدى روسيا مهدي سنائي، إن «إيران تقول منذ فترة إنها مستعدة للقيام بدور نشط وبنّاء في إنهاء الحرب في سورية، لكنها غير مستعدة لقبول أي شروط لتتمكن من المشاركة في مؤتمر جنيف 2».

ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن 20 شخصاً على الأقل قتلوا في قصف بالطيران على أحياء في حلب في اليوم الثالث من حملة قصف جوي مركز ودام تتعرض لها حلب، بما في ذلك حي المعادي والشعار يوم امس. وأفاد «المرصد» عن سقوط قتيلين أحدهما في الـ18 من عمره، «جراء قصف بالبراميل المتفجرة من الطائرات في حي طريق الباب» في حلب، ما رفع حصيلة القصف الجوي على المدينة امس الى عشرين.

من جهته، اعلن «الائتلاف»: «تكشف هذه الغارات الممنهجة عن حقيقة الموقف الذي يتبناه النظام من جنيف 2 ومن أي حل سياسي، فبعد فشل حملته الأخيرة على حلب وعجزه عن احتلال أي جزء من المناطق المحررة، يشن النظام حملة عشوائية تهدف إلى نشر الفوضى والدماء وتفريغ المناطق التي فشل في دخولها».

واتهمت لندن السلطات السورية بأنها «اغتالت عملياً» الطبيب البريطاني عباس خان -الذي كان يعمل كمتطوع في مستشفيات ميدانية في سورية – في السجن بعد أكثر من عام على اعتقاله من قبل نظام الرئيس بشار الأسد، حسب ما أعلنت عائلته ونائب بريطاني.

وفي لاهاي، بدأت منظمة حظر السلاح الكيماوي امس اجتماعاً لوضع اللمسات الأخيرة على خطة تدمير الترسانة السورية على رغم ازدياد احتمالات حصول «تأخر طفيف» في تطبيق خطة التدمير. وأكد مدير المنظمة أحمد أوزومجو خلال اجتماع الشهر الماضي أن الطريق بين دمشق وحمص في وسط البلاد مقفل وهذا ما يطرح مشكلة لإيصال المكونات الكيماوية إلى اللاذقية و»لأنشطة التحقق المستقبلية». وأفادت مصادر المعارضة أمس أن مواجهات اندلعت قرب مدينة النبك في القلمون على الطريق الدولية.

135 قتيلاً في ثلاثة أيام من الغارات على إحياء المعارضة في حلب

بيروت ـ أ ف ب

أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أن 135 شخصاً على الأقل بينهم عشرات الأطفال قتلوا في الغارات التي يشنتها منذ الأحد طيران النظام السوري على أحياء المعارضة في مدينة حلب (شمال).

وأشار المرصد الأربعاء إلى أن القصف الجوي الدامي والمركز يتواصل مستهدفاً أحياء في شرق المدينة وشمالها.

وقال المرصد اليوم إن حصيلة القصف الجوي على احياء طريق الباب والشعار والمعادي في شرق حلب الثلاثاء، ارتفعت الى 39 شخصاً، هم 20 شخصاً بينهم خمسة أطفال وثلاث سيدات في حي المعادي، و17 شخصاً بينهم ثلاثة أطفال وسيدة في قصف “بالبراميل المتفجرة” في الشعار، اضافة الى فتيين قضيا في قصف على حي طريق الباب.

وتقع هذه الأحياء في الجهة الشرقية من حلب كبرى مدن الشمال السوري.

وكان 20 شخصاً بينهم أربعة اطفال قتلوا الاثنين في قصف جوي على حيي الانذارات والانصاري، بحسب المرصد.

كما قتل الاحد 76 شخصاً بينهم 28 طفلا في قصف “بالبراميل المتفجرة” استهدف ستة أحياء على الأقل تسيطر عليها المعارضة في حلب، بحسب المرصد الذي أشار إلى أن هذه الحصيلة هي من الأكثر دموية جراء قصف جوي منذ بدأ نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام سلاح الطيران في المعارك ضد معارضيه قبل 18 شهراً.

وكانت منظمة “اطباء بلا حدود” أشارت أمس الثلاثاء إلى سقوط مئة قتيل خلال الأيام الماضية في حملة القصف على حلب، مشيرة إلى اكتظاظ في المستشفيات التي تفتقر إلى تجهيزات وادوية.

واعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أن “الغارات الممنهجة” على حلب تكشف “عن حقيقة الموقف الذي يتبناه النظام من جنيف2 ومن أي حل سياسي”، في إشارة الى مؤتمر السلام المقرر عقده في سويسرا في 22 كانون الثاني/يناير المقبل، سعياً للتوصل الى حل للازمة.

والأربعاء، أفاد المرصد في بريد الكتروني أن الطيران المروحي “قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في حي مساكن هنانو (شرق) وفي محيط دوار الحاووظ قرب حي قاضي عسكر (جنوب شرق)”، بينما قصف الطيران الحربي “منطقة السكن الشبابي في حي الاشرفية (شمال)”.

وأشار إلى أن هذه الغارات ادت الى سقوط عدد من الجرحى، من دون أن يحدد عددهم.

وتشهد حلب معارك يومية منذ صيف العام 2012. ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على أحياء المدينة، وتمتد مناطق سيطرة المقاتلين بمعظمها في شرق حلب، بينما يسيطر النظام على الأحياء الغربية.

لبنان: تفجير قرب مركز لـ«حزب الله» وصواريخ من سورية على الهرمل

بيروت – «الحياة»

أخذ مسلسل التفجيرات والاهتزازات الأمنية يتوالد بوتيرة أسرع خلال الأيام الماضية، بانفجار سيارة مفخخة في منطقة جردية قريبة من بلدة اللبوة في البقاع الشمالي فجر أمس، بعد أقل من 24 ساعة على استهداف انتحاريين من فلول أنصار الشيخ أحمد الأسير حاجزين للجيش اللبناني في مدينة صيدا ليل الأحد – الاثنين، ما أدى الى استشهاد رقيب في الجيش ومقتل 4 من المهاجمين، فيما ساد الهدوء جبهة الجنوب بعد اشتباك ليل أول من أمس بين الجيش اللبناني ودورية إسرائيلية، في منطقة رأس الناقورة اعتبره الجانب اللبناني تصرفاً فردياً من أحد جنود جيشه، وبعدما نجحت جهود قوات الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) في الجنوب في جعل «الحادث معزولاً»، كما قال قائدها اللواء باولو سيّرا.

وسقطت مساء أمس قذائف صاروخية عدة مصدرها الأراضي السورية في بلدة الهرمل البقاعية ومحيطها بعضها قرب سرايا المدينة، وأفادت الأنباء الواردة من البقاع بأن أحد هذه الصواريخ سقط في باحة ثكنة للجيش في الهرمل، ما تسبب بإصابة جنديين ومدنيين بجروح طفيفة عولجوا منها في المستشفى.

وكالعادة نقلت مواقع تواصل إلكترونية تبني منظمات قصف الهرمل، حيث قال بيان باسم «سرايا مروان حديد»: «إن جبهة النصرة في لبنان، وسرايا مروان حديد (في بيان واحد) استهدفت «معاقل حزب إيران بعشرة صواريخ غراد في منطقة الهرمل اللبنانية رداً على دخول الحزب الإيراني الى سورية واستمرار قتل واعتقال الشباب السني في لبنان». وأشار البيان الى أن «العمليات ستستمر ضد إيران وحزبها في سورية ولبنان».

وأفاد بيان للجيش ليلاً بأن «عدد الصواريخ ستة، سقطت بدءاً من الرابعة والنصف بعد الظهر «مصدرها الجانب السوري في الهرمل، وأن أحدها سقط في ثكنة الجيش في حي الدورة وباشرت قوى الجيش الكشف على أمكنة سقوط الصواريخ لتحديد مصدرها ونوعها بدقة واتخذت الإجراءات الميدانية المناسبة».

وكرر رئيس الجمهورية ميشال سليمان دعوته اللبنانيين الى «وجوب رفع نسبة اليقظة والوعي في وجه المحاولات المتكررة لنقل أعمال العنف والإرهاب الى لبنان وآخرها ما حصل اليوم (أمس) في بعلبك والهرمل والاستمرار في محاربة الإرهاب ومواجهته بكل قوة، والالتفاف حول القوى العسكرية والأمنية، وعلى رأسها الجيش، لتمكينه من رصد وملاحقة القائمين بهذه الأعمال وإفشال مخططاتهم».

وأجرى سليمان قبيل عودته من باريس حيث أجرى فحوصات طبية لعينه، الى بيروت، اتصالاً هاتفياً بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تناول العلاقات الثنائية والوضع في لبنان والمنطقة «والمشاورات الجارية في شأن عقد مؤتمر جنيف – 2 الخاص بالأزمة السورية». وأفاد بيان مكتبه الإعلامي بأن الرئيس هولاند «أكد دعم فرنسا للبنان في كل المجالات وعلى مختلف المستويات، وبنوع خاص مضمون خلاصات مؤتمر المجموعة الدولية لدعم لبنان الذي عُقد في نيويورك في 25 ايلول (سبتمبر) الماضي، وتبناها مجلس الأمن رسمياً في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) المنصرم وما يجري التحضير له من مؤتمرات تحت سقف هذه الخلاصات».

وفي وقت لم يصدر أي بيان عن أي جهة يتبنى انفجار منطقة صبوبا القريبة من بلدتي اللبوة ومقنة، لف الغموض حادث الانفجار الذي أوقع إصابات بعدما ضرب أمن «حزب الله» طوقاً أمنياً حول المنطقة، ولم يعرف عدد هذه الإصابات ومدى خطورتها. وتعددت الروايات حول السيارة المفخخة التي انفجرت، على مدى ساعات قبل ظهر أمس، الى أن أصدر الجيش اللبناني بياناً أكد أنها من نوع «غراند شيروكي» رباعية الدفع وتضرر سيارات أخرى نتيجة انفجارها الساعة الثانية والدقيقة الخمسين فجراً. وتمكن الصحافيون من دخول المنطقة بعد دخول الجيش صباحاً حيث بدأت الشرطة العسكرية التحقيق بالحادث. وقالت وسائل إعلامية إن الانفجار استهدف مركز تبديل لقوات «حزب الله» المقاتلة في سورية. ولم يصدر حتى مساء أمس بيان عن الحزب عن الحادث، فيما قالت إحدى الروايات إن سيارتين شاهدهما عناصر في الحزب ولاحقوهما وجرى إطلاق نار فانفجرت الأولى ثم الثانية أي الشيروكي قبل 500 متر من مركز الحزب.

إلا أن النائب عن المنطقة وعضو كتلة نواب «حزب الله» كامل الرفاعي قال: «إن عناصر الحزب أخذوا احتياطاتهم من سيارة مركونة جنب الطريق تستهدف موكباً للحزب كان سيخرج من مركز صبوبا فاستطاع المخربون تفجيرها عن بعد». وبينما تحدث الرفاعي «عن ساحة مفتوحة وعمل تكفيري منظم تديره مؤسسات خارجية استخباراتية أجنبية وعربية»، عاد وقال: «إن جهازاً استخباراتياً إسرائيلياً يقف وراء هذه العمليات بالتعاون مع خلايا نائمة في لبنان»، وقال وزير التنمية الإدارية ممثل «حزب الله» في الحكومة محمد فنيش: «إن هناك مخططاً تنفذه جماعات تكفيرية هدفه التخريب وتقديم خدمة مجانية الى العدو الإسرائيلي». ورأى أن «هناك قوى إقليمية تحاول توظيف هذه الجماعات».

على الصعيد السياسي، تحولت مناسبة تكريم الزميلين الراحلين، الرسام بيار صادق والصحافي نصير الأسعد في مقر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أمس الى مهرجان سياسي ضد سياسة «حزب الله» وتدخله في سورية. وقال جعجع إن «قوى 8 آذار حاربت الاعتدال المسيحي والسني والشيعي وأخرجته من السلطة وها هي اليوم تتباكى على خطر التكفيريين». محملاً مسؤولية ظهور هؤلاء لـ «حزب الله» وقوى 8 آذار. ووجه عضو كتلة «المستقبل» النائب نهاد المشنوق في كلمته ممثلاً رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، كلامه الى الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله قائلاً إن «الفتوى الإيرانية في أذنيه أقوى وأنقى كما يعتقد». وأضاف: «الحرف الأول من اسم السعودية هو وحدة المسلمين وليس تشتيتهم… ولا نقبل بالشراكة إلا وفق قاعدتين، انسحابكم العسكري من سورية والتزام إعلان بعبدا».

وتوالت حملة الاستنكار للهجومين الانتحاريين على حاجزي الجيش في صيدا ليل الأحد – الاثنين الماضي. وأعلنت كتلة «المستقبل» النيابية بعد اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة أن من قام بالاعتداء على الجيش «مجرم ومدان». وهاجمت الكتلة قيادات «حزب الله» وحملة إعلامه «لتصوير صيدا ومناطق أخرى كأنها تنتج الإرهابيين». وأردفت: «الخطيئة الكبرى لحزب الله هي اشتراكه في المعارك الدائرة في سورية الذي شكل الباب الذي فتحه الحزب بالتعاون مع إيران لدخول رياح الانتقام والإرهاب بكل أنواعه».

وقال السفير السعودي علي عسيري لـ «الحياة» رداً على سؤال عن إمكان خفض التمثيل الديبلوماسي في لبنان بعد اتهامات «حزب الله» للسعودية «إن حزب الله لا يمثل الحكومة اللبنانية». وقال: «إننا ننسق مع الحكومة لحماية أمن مقر السفارة لأن المسؤولية تقع على عاتق الحكومة المضيفة، واتخذنا بدورنا الإجراءات التي تحفظ الأمن».

خطة تدمير الترسانة الكيماوية السورية

لاهاي ـ أ ف ب

أعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيماوية، المكلفة الإشراف على الخطة الدولية لتدمير ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية، أن العناصر الكيماوية السورية ستنقل خارج البلاد عبر شاحنات مصفحة روسية وسط مراقبة كاميرات صينية وأنظمة أميركية لتحديد المواقع (جي بي اس).

وعرض، تفاصيل خطة التدمير، الأولى من نوعها، المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أمام اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة، ونشرت اليوم.

وسبق أن نشرت عدة دول اقتراحاتها لكيفية المساعدة، لا سيما الولايات المتحدة التي قبلت التكفل بقسم من تدمير هذه الأسلحة الكيماوية السورية المعروفة “بالفئة 1″، وبينها عناصر كيماوية تستخدم في إنتاج السارين وغاز الخردل.

وتدمير العناصر الكيماوية سيجري في المياه الدولية على متن سفينة تابعة للبحرية الأميركية “أم في كيب راي”.

وتتمركز سفن دنماركية ونروجية في قبرص، في انتظار مواكبة سفينتي الشحن اللتين ستحملان العناصر الكيماوية من ميناء اللاذقية على الساحل السوري.

تفاصيل الخطة

وتنص الخطة على نقل العناصر الكيماوية الأخطر من الأراضي السورية في 31 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، ولكن مصادر مقربة من الملف أعلنت أن هذه الأهداف لن تحترم على الأرجح، علماً أن العناصر الكيماوية لا تزال موزعة في 12 موقعاً في الأراضي السورية.

وفي التفاصيل أيضاً أن سفينتي الشحن ستقومان بعد ذلك بنقل العناصر الكيماوية إلى مرفأ ايطالي حيث ستحمل على متن السفينة الأميركية، قبل أن تعودا إلى اللاذقية لنقل آخر العناصر الكيماوية الأقل خطورة والتي يفترض أن تدمرها شركات.

وستقدم فنلندا خبراء في عملية إزالة التلوث، فيما تقدم روسيا سفناً لضمان أمن العمليات البحرية في اللاذقية وفي المياه الاقليمية السورية.

وستقدم الولايات المتحدة أيضاً ثلاثة آلاف حاوية لنقل أكثر من ألف طن من العناصر الكيماوية، بحسب المدير التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزمجو.

بالإضافة إلى كاميرات المراقبة اللازمة للتحقق من نقل العناصر الذي هو مسؤولية النظام السوري، ستقدم الصين عشر سيارات إسعاف.

والأموال التي رصدت لدعم هذه الخطة الطموحة بلغت حالياً 9.8 مليون يورو، فيما وعدت اليابان بتقديم 15 مليون دولار اضافية.

وتباطأت وتيرة تنفيذ برنامج تدمير الترسانة السورية في الأونة الاخيرة، لا سيما بسبب الأحوال الجوية أو الظروف الأمنية كما أقر أوزومجو، لكن المنظمة لم تقر بعد تغيير المواعيد المحددة على رغم انه “لا يمكن استبعاد احتمال حصول تأخير”.

وتنص الخطة على أن كل ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية يجب أن تكون دمرت بحلول 30 حزيران (يونيو) المقبل.

الأمم المتحدة تعترف بتقديم الحد الأدنى من المساعدة إلى الدولة وتنبّه إلى تجاوزات لحقوق النازحين في ظل عددهم الهائل

بيروت – أمندا برادعي

بين سطور أزمة النزوح السوري انتهاكات لحقوق الإنسان تزيد المشكلة استفحالاً. ليست معاناة النازحين السوريين إلى لبنان سراً أو اكتشافاً، بل واقع فرضته عليهم الحرب الدائرة في سورية. ويكاد المرء يعجز عن وصف حال هؤلاء في مخيمات تفتقر إلى أدنى متطلبات العيش: بؤس، حرمان، إهمال، جوع، أصوات ترتفع وصرخات لا تتوقف، أنين دائم وأوجاع، وأخيراً موت من البرد القارس. والسؤال الذي يراود الكثيرين: «على من تقع المسؤولية؟».

هذه هي حال النازحين السوريين في مخيمات منصوبة من أخشاب وأكياس الخيش والنايلون وملصقات الإعلانات. ويكاد المرء يعجز عن وصف حال هؤلاء، فأن يصبح الحصول على الدواء والطعام والتعليم من الكماليات.. هو المأساة بحد ذاتها. وأن تتحول النظافة والقدرة على الاستحمام ولو بالماء البارد ترفاً هو معاناة لا قدرة لأي إنسان على تحملها.

بعد 20 عاماً على إنشاء ولاية مفوضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان التي تتزامن مع إحياء الذكرى الخامسة والستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واحتفل بالمناسبتين في فندق فينيسيا أمس، لا يزال القوي يأكل الضعيف والظلم يغالب الحق والقهر يسود المجتمعات، ولا تزال بعض الدول المصادقة على معاهدة حقوق الإنسان بحاجة إلى الالتزام بالقيم الإنسانية في التعامل مع البشر في ظل الحروب والاضطهاد والظلم.

لم ينف مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت بهاء القوصي في حديث لـ «الحياة» أن «هناك تجاوزات تحصل في لبنان بالنسبة لحقوق النازحين السوريين ولكنه لا يلوم الدولة اللبنانية في ظل عددهم الهائل». وقال: «حتى أن الفساد تغلغل في منظمة الأمم المتحدة، فهي أيضاً لديها مشاكلها ولا أحد معصوم عن الخطأ».

ويضيف أن «الأمم المتحدة تواجه تحديات ولكن لديها أيضاً إنجازاتها. وهي انعكاس للدول الأعضاء فيها ورغباتهم، وهي ليست عصا سحرية»، مطالباً اللبنانيين بـ «الضغط على البرلمانيين وصنّاع القرار من أجل وضع حد للانتهاكات». ويلفت إلى أن «الدولة تستضيف اللاجئين الفلسطينيين وزاد العبء عليها بعد استضافة السوريين على أراضيها وتخاف من بقائهم فيها وذلك خارج سياق التعامل الدولي مع النازحين لأن هناك خصوصية لبنانية». ويقول: «الوضع صعب جداً في ظل العدد الهائل للنازحين والأمم المتحدة قدمت الحد الأدنى من المساعدة للدولة من أجل حماية النازحين على رغم الظروف القاسية التي تمر على لبنان».

ويعلن أن «موارد الأمم المتحدة البشرية والمادية محدودة مقارنة بحجم الأزمة والصرعات، فنزوح الآلاف إلى دول مجاورة يحصل فجأة وبناء القدرة المادية يأخذ وقتاً والدول نفسها لم تكن مستعدة».

ويرى الممثل الإقليمي لمفوّضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عبد السلام سيد أحمد في حديث لـ «الحياة»، أن «الدولة اللبنانية استقبلت النازحين بشكل جيّد»، لافتاً إلى أن «التقصير وارد بوجود صعوبات بالنسبة للمساحة الجغرافية للبنان وحجم التدفق الكبير للنازحين».

ولم يخف قلقه «من موضوع الحماية»، قائلاً: «نحاول درس الموضوع مع المفوضية، فهناك إشكالية في الحماية». وسأل: «هل هناك رفض مجتمعي للنازحين؟ وهل هناك انتهاكات لحقوق الإنسان تحصل للنازحين»، معلناً عن «استلامهم تقارير عدة لانتهاكات حقوق الإنسان بالنسبة للسوريين في لبنان ولكن حتى اليوم لم نتأكد منها، فهناك بعض الاعتقالات التي تتم على خلفية انتهاء مدة الإقامة ومسألة الأوضاع الإنسانية في المخيمات»، متمنيا «الوصول إلى صورة واضحة خلال الأسابيع أو الأشهر القادمة». وأكد أن «هذه الانتهاكات تحصل من أكثر من جهة. وإذا وجدنا انتهاكات سنتوجه مباشرة إلى السلطات المعنية من أجل النظر في الموضوع، لأنها المسؤولة».

وقال: «هناك جانب يتعلق بإمكانات الدولة، ووصلتنا شكاوى أن لبنان لا يتلقى المساعدات الكافية من قبل الدول لإيواء النازحين. والأمم المتحدة وجّهت نداءات هذا العام، فوكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة شؤون الإغاثة في حالات الطوارئ فاليري آموس، التقت المسؤولين ووجهت نداء للدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة للمساعدة وستوجه نداء آخر مطلع العام المقبل بالنسبة للوضع السوري بصورة عامة وانعكاساته على بلدان الجوار ومنها لبنان».

وجدد التأكيد «على تقصير الدول الأعضاء في تقديم المساعدات الكافية وهذا لا يعفي الجانب اللبناني من مسؤوليته باعتبار أنه دولة مصادقة على اتفاقية حقوق الإنسان ومشكلة اللاجئين هي مشكلة إنسانية في المقام الأول، وخصوصاً للارتباط التاريخي بين سورية ولبنان ولكن تحت أي ذريعة ليس هناك مبرر لأي انتهاكات تحدث عن قصد أو غير قصد بالنسبة للنازحين».

روسيا ترسل مساعدات إنسانية إلى اللاجئين السوريين في لبنان

موسكو ـ يو بي أي

أرسلت روسيا طائرة محملة بـ40 طناً من المساعدات الإنسانية إلى اللاجئين السوريين في لبنان.

وأعلنت الدائرة الإعلامية لوزارة الطوارئ الروسية أن “طائرة من طراز “ايل ـ 76″ توجهت إلى بيروت صباح اليوم، وعلى متنها قرابة 40 طناً من المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية”.

وأضافت الدائرة أن المساعدات تتضمن “خيماً وأغطية، إضافة إلى السكر والمعلبات”.

وكانت وزارة الطوارئ الروسية أرسلت طائرتين إلى مدينة اللاذقية السورية وعلى متنهما 44 طناً من المساعدات الإنسانية في 10 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، بينها بعض الأثاث والخيم وأسرّة وبطانيات وأواني ومعلبات وأدوية.

وأكدت وزارة الخارجية الروسية في 23 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أن موسكو ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية إلى سكان سورية المتضررين من الصراع الدائر في البلاد.

المعارضة السورية: الأسد قد يبقى في منصبه

عمان – رويترز

قالت مصادر في المعارضة السورية إن الدول الغربية نقلت الى المعارضة رسالة مفادها ان محادثات السلام التي ستجرى الشهر المقبل قد لا تؤدي إلى خروج الرئيس بشار الأسد من السلطة، وأن الاقلية العلوية التي ينتمي اليها ستظل طرفاً اساسياً في اي حكومة انتقالية.

وأبلغت المصادر وكالة “رويترز” أن الرسالة نقلت إلى اعضاء قياديين في الائتلاف الوطني السوري اثناء اجتماع لمجموعة اصدقاء سورية الاسبوع الماضي في لندن. وأضافت أن سببها هو اتساع نفوذ “القاعدة” وغيرها من الجماعات المتشددة واستيلائها على معبر حدودي ومستودعات أسلحة تابعة لـ”الجيش السوري الحر” المعتدل قرب حدود تركيا.

وقال عضو كبير في الائتلاف: “اوضح اصدقاؤنا الغربيون في لندن أنه لا يمكن السماح بإبعاد الأسد الآن لاعتقادهم بأن ذلك سيؤدي إلى حدوث فوضى وسيطرة الإسلاميين المتشددين على البلاد”.

وأشار إلى احتمال أن يجري الأسد انتخابات رئاسية عندما تنتهي ولايته رسمياً العام المقبل. وقال: “البعض بحسب ما يبدو لا يمانعون حتى في أن يرشح نفسه مجدداً العام المقبل، متناسين انه استخدم الغاز السام ضد شعبه”.

وقال ديبلوماسيون وأعضاء كبار في الائتلاف إن التحول في اولويات الغرب، وخصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا، من إبعاد الأسد إلى محاربة الإسلاميين المتشددين يسبب انقسامات بين القوى الدولية الداعمة للانتفاضة السورية.

ومن شأن مثل هذه التسوية الديبلوماسية حول المرحلة الانتقالية ان تضيق خلافات الغرب مع روسيا التي حالت دون قيام الأمم المتحدة بأي تحرك ضد الأسد، مثلما حدث عندما رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما توجيه ضربات جوية لسورية في ايلول (سبتمبر) الماضي بعد اتهامه قوات الأسد باستخدام الغاز السام. لكنها قد توسع اختلاف الرؤى مع حلفاء المعارضة في الشرق الأوسط في ما يخص طريقة التصدي للأزمة.

وخلافاً لما حدث في ليبيا عام 2011، استبعد الغرب اي تدخل عسكري في سورية، ما أفسح المجال لبروز دور الاسلاميين المتشددين، بما في ذلك المرتبطون بـ”القاعدة”، ليصبحوا أقوى فصيل بين قوى المعارضة، الأمر الذي أثار قلق واشنطن وحلفائها من تحول سورية مركزاً للجهاد العالمي.

ومن المقرر ان تبدأ محادثات السلام في سويسرا في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل. ووافق الائتلاف على المشاركة في المحادثات، لكنه تمسك بمطلب ابتعاد الأسد عن الساحة فوراً. وقال ديبلوماسي من الشرق الأوسط ان زعماء المعارضة يجب ان يتبنوا أفكاراً “خلاقة”، خصوصاً في ما يتعلق بقبول المشاركة في ترتيبات خاصة بمرحلة انتقالية يبقى فيها العلويون من أنصار الأسد في مواقع حيوية.

وقال الديبلوماسي: “حتى يتسنى التوصل الى اتفاق في جنيف يجد قبولاً لدى الولايات المتحدة وروسيا، سيتعين على المعارضة الموافقة على المشاركة في ادارة انتقالية فيها وجود قوي للعلويين… الأسد قد يبقى رئيساً أو لا يبقى، لكن سلطاته ستتقلص على الأقل”.

وتابع: “اذا رفضت المعارضة مثل هذا الاتفاق فستفقد دعم معظم الدول الغربية ولن يبقى في صفها سوى السعودية وتركيا وليبيا”.

وقال شخص ثان من المعارضة السورية على صلة بالمسؤولين الاميركيين ان واشنطن وروسيا تعملان على ما يبدو لوضع إطار انتقالي يحتفظ فيه العلويون بدورهم المهيمن في الجيش وأجهزة الأمن لضمان عدم إنزال العقاب بطائفتهم ولتشكيل جبهة موحدة لمقاومة تنظيم “القاعدة” مع ألوية المعارضة المعتدلة التي ستوجه إليها الدعوة إلى الانضمام الى جيش تعاد هيكلته.

وانتقد المعارض السوري المسؤولين الاميركيين والأوروبيين لمواصلتهم الحديث عن عدم وجود دور للأسد في مستقبل سورية، من دون ان يوضحوا كيف سينتهي دوره. وقال: “حتى اذا هُمِّش الأسد وترأس سني سلطة انتقالية، فلن يكون له سلطان لأن لا واشنطن ولا موسكو ترغبان في إنهاء هيمنة العلويين على الجيش وأجهزة الأمن”.

وقال مسؤول غربي رفيع ان روسيا والولايات المتحدة تناقشتا حول المسؤولين الحكوميين الذين يمكن الابقاء عليهم في المرحلة الانتقالية، لكنهما لم تتفقا على أي برنامج عمل ثابت.

وأصدرت 11 دولة معارضة للأسد من الغرب والشرق الأوسط الأسبوع الماضي بياناً يحمل عمليته العسكرية مسؤولية صعود المتشددين الاسلاميين، وإن كان يطالب المعارضة بالتمسك بقيم الديموقراطية.

وقالت مجموعة أصدقاء سورية في بيان ان الاسلاميين “يقوضون عملية جنيف… ويهددون وحدة الأراضي السورية، بالاضافة الى الأمن الدولي والاقليمي”.

وقال آفاق احمد، وهو مسؤول سابق في الاستخبارات السورية تحول إلى صفوف المعارضة قبل عامين وعلى اتصال بمسؤولين أميركيين وروس، ان موسكو ترغب في ان يقود علوي الجيش في أي عملية انتقالية.

وأضاف ان روسيا ليست متمسكة بالأسد، لكن الابقاء على الجيش السوري خط أحمر بالنسبة إليها لأنها تدرك أن العلويين بما لديهم من خبرة في الجيش والأمن على مدى خمسة عقود هم أفضل من يقاوم المتشددين الاسلاميين.

وأضاف ان الحل السياسي يجب ان يكون تدريجاً ويتضمن قيادة جماعية. وأوضح انه اذا تأكد العلويون من ان لا تهديد لحياتهم وممتلكاتهم، فإنهم سيقبلون برحيل الأسد والصف الأول من قادته العسكريين.

كيري لا يستبعد لقاء ممثلين لـ”الجبهة الإسلامية” / ارتفاع قتلى الغارات الجوية على أحياء حلب إلى مئة

(و ص ف، رويترز، ي ب أ، أ ش أ)

لليوم الثالث واصل النظام السوري غاراته بالبراميل المتفجرة على احياء في حلب تسيطر عليها المعارضة مما اسفر عن مقتل 20 شخصاً ليرتفع الى مئة عدد القتلى في هذه الاحياء.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي يتخذ لندن مقراً له، إن مقاتلين من المعارضة أطلقوا صواريخ على بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين المحاصرتين قرب مدينة حلب بعدما حذروا الاثنين من انهم سيستهدفون البلدتين اذا استمر قصف حلب.

سياسياً، صرّح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن حكومته لم تلتق ممثلين لـ”الجبهة ولكن من الممكن عقد مثل هذا اللقاء لتعزيز تمثيل جماعات المعارضة المعتدلة في مؤتمر جنيف-2 لوقف الحرب السورية. وقال: “لم تجتمع الولايات المتحدة حتى الان مع الجبهة الاسلامية لكن من الممكن ان يحصل هذا… تبذل جهود حالياً من كل الدول الداعمة للمعارضة السورية والتي تريد توسيع قاعدة المعارضة المعتدلة وقاعدة تمثيل الشعب السوري في مفاوضات جنيف – 2”.

وأفاد مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية أن المحادثات مع “الجبهة الاسلامية” قد تضم مسؤولين أميركيين وبريطانيين وفرنسيين ذوي مستوى أدنى.

وتفوقت “الجبهة الاسلامية” التي تضم ستة فصائل رئيسية لمقاتلي المعارضة على ألوية “الجيش السوري الحر” الذي يقوده المجلس العسكري الأعلى وتدعمه قوى غربية وعربية.

وترفض الجبهة سلطة المجلس العسكري الأعلى وهو الجناح العسكري الرئيسي للمعارضة السورية. وقد سيطرت قبل أسبوع على مستودعات أسلحة المجلس في شمال سوريا، ولكن لم تتضح أسباب ذلك.

وحدد الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي الاسبوع الماضي مهلة تنتهي في 27 كانون الأول الجاري لتعلن المعارضة والحكومة السورية أسماء المشاركين في وفديهما في المحادثات، لكن مصادر في المعارضة قالت إنه من غير المزمع اتخاذ قرار نهائي قبل هذا الموعد.

أنقرة

ونفى وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ المعلومات التي تحدثت عن تسليم بلاده المعارضة السورية أسلحة قتالية، مؤكداً ان المعدات المشار اليها هي في الاساس “بنادق صيد”.

وقال خلال جلسة لمجلس النواب التركي لمناقشة موازنة 2014: “لم تسلم اية اسلحة عسكرية من تركيا الى سوريا سنة 2013”.

اتهام بريطاني لسوريا

واتهم وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية هيو روبرتسون السلطات السورية بانها “عمليا” اغتالت طبيباً بريطانياً كان محتجزاً في سوريا بعدما قبض عليه فيما كان يعالج طوعاً جرحى مدنيين سوريين، مؤكدا بذلك رسميا مقتل الطبيب عباس خان المتخصص في جراحة العظام.

وأعلن النائب جورج غالاواي انه “تلقى الخبر الرهيب” فيما كان يستعد للتوجه الى سوريا لاستعادة خان، قائلاً إنه ينتظر “ايضاحات للظروف المحددة” التي ادت الى وفاة الطبيب.

موسكو

 في موسكو، صرّح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش بأن بلاده ترى أن الهجمات الإرهابية الأخيرة التي نفذت في العراق وسوريا تهدف إلى تأجيج الخلافات الطائفية.

وقال: “نحن مقتنعون في موسكو بأن مثل هذه الأعمال الإجرامية تستحق الإدانة العالمية ولا بد من وضع حد لها. وينبغي أن يكون تصدي المجتمع الدولي لمنفذي هذه الجرائم ولمموليها فعالاً وذا طابع صارم”. وأضاف: “إن الأعمال الإرهابية تنفذ من أجل تأجيج خلافات طائفية، من الواضح أنها تشعل الصراع بين السنة والشيعة وانطلاقا من هنا اثارة توتر إضافي ليس فقط في العراق إنما أيضا في سوريا ولبنان، وتستخدم الأساليب الإرهابية والاستفزازية عينها لاستهداف المدنيين”.

من جهة أخرى، أبدى السفير الإيراني لدى روسيا مهدي سنائي استعداد بلاده للمشاركة في مؤتمر جنيف – 2 لتسوية الأزمة السورية من دون شروط مسبقة.

وقال: “في ما يتعلق بعقد مؤتمر جنيف – 2 إيران أعربت منذ فترة عن استعدادها للعب دور فعّال لإنهاء الحرب في سوريا، ومن هنا طهران مستعدة للمشاركة في المؤتمر”، مشيراً إلى أن الأطراف المعنيين بتسوية الأزمة السورية “يدركون تماما أن إيران تلعب دورا بناء في الشأن السوري ومن دونها من الصعب معالجة الأزمة”.

وأضاف أن إيران غير مستعدة للقبول بأي شروط كانت حول مشاركتها في جنيف – 2، معربا عن اعتقاده أن إيران هي من عليها فرض الشروط لأنها ترى نتائج التحركات والاجراءات التي يتخذها معظم الدول الغربية لمعالجة الأزمة السورية، واصفا إياها بأنها “غير مؤاتية”.

“القاعدة” استعادت السيطرة على الأنبار ساعية إلى وصلها بـ”الإمارة السورية”

بغداد – فاضل النشمي

طلب زعيم ميليشيا شيعية، خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ( استمعت الى نصها)، ان يأمر قائد شرطة الانبار هادي رزيج بسحب قواته من محيط ساحة الاعتصام في الرمادي، ليتسنى تجريفها وازالة مخيمها الذي نصب قبل سنة احتجاجا على سياسات “الظلم التهميش” التي يتعرض لها المكون السني في العراق على حد قول قادتها. فرد عليه المالكي: “أخشى ان تسيل دماء كثيرة وتحدث مشكلة”.

وألح زعيم الميليشيا بالطلب، لكن المالكي طلب منه التريث بغية الاتصال بالجهات الامنية واستطلاع الامر. ويبدو ان خشية المالكي ناجمة عن مخاوفه من تكرار سيناريو ساحة اعتصام الحويجة في كركوك، حين اقتحمتها القوى الأمنية في نيسان الماضي وأوقعت اكثر من 50 قتيلا فيها.

وأجريت المكالمة في الثامن من الشهر الجاري على خلفية اغتيال نجل الشيخ العشائري ليث محمد الهايس في الانبار. والهايس الاب زعيم مجلس أبناء العراق مقرب من المالكي ومناهض لحركة الاحتجاج في الانبار ويتهمها بإيواء المجرمين وعناصر تنظيم “القاعدة”، واتهم بعض أفراد ساحات الاعتصام بأنهم وراء اغتيال نجله.

أما طريقة الاتصال والاحداث المرتبطة بها، فقصة معقدة بمجملها وتكشف الى حد بعيد واقع الامن في العراق وطريقة ادارته والعناصر الفاعلة فيه، كما تكشف حجم التعقيد الذي بلغته اوضاع محافظة الانبار، حيث يغلب الظن على نطاق واسع في المحافظة وخارجها، ان “تنظيم القاعدة”، استعاد مواقعه السابقة التي انتزعها منه قائد القوات الاميركية السابق في العراق الجنرال ديفيد بترايوس عام 2007، حين اعتمد استراتيجية التقرب من الزعماء القبليين وانشاء قوات الصحوات.

والمفارقة ان السياسات التي انتهجتها حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي خلال السنوات الاخيرة “نفّرت” جماعة الصحوات، وجعلتها في احيان كثيرة أقرب الى تنظيم “القاعدة” منها الى الدولة او الحكومة.

فقد أبلغ صحافي مطلع من الانبار “النهار” ان الزعماء القبليين، أمثال احمد ابو ريشة الذي اغتالت “القاعدة” شقيقه ومؤسس الصحوات ستار ابو ريشة عام 2007 ، قد اخذ بغض الطرف عن جماعات “القاعدة” وخصوصاً الذين هم في ساحات الاعتصام. وكذلك الامر مع الشيخ علي السليمان النائب الابرز في حركة الاحتجاج احمد العلواني.

وقال الصحافي: “أوضاع الانبار غاية في الخطورة، وجماعات القاعدة تصول وتجول في ساحات الاعتصام، فضلا عن سيطرتها الكاملة على صحراء الانبار”.

ويعزز ما ذهب اليه الصحافي، التصريحات الاخيرة التي اطلقها محافظ الانبار محمد خلف الدليمي بأنه سيلاحق جماعات “القاعدة” والارهاب” حتى لو تعلقوا بأستار الكعبة” في اشارة الى وجودهم في ساحات الاعتصام. ومعروف ان المحافظ كان احد الناشطين البارزين في الساحات قبل تسلّمه منصب المحافظ في نهاية تموز الماضي.

وتسعى الحكومة المركزية وحلفاؤها في الانبار الى الضغط على ساحات الاعتصام بحجة ايوائها عناصر “القاعدة”، وهي حجة لها ما يبررها في نظر البعض، الا ان الامر الاكثر خطورة في الانبار هو التنامي المتواصل لجماعات “القاعدة”، حتى ان احد زعماء العشائر المحليين، اعلن قبل نحو شهر ان التنظيم الاصولي “يسيطر على 40 في المئة من المحافظة”.

وثمة أكثر من اشارة، الى تعرّض الأنبار لموجة هجرة معاكسة من مقاتلين في سوريا إلى العراق، بغية دمج “الامارة العراقية” بالسورية والسيطرة على منطقة جغرافية واسعة. وتعمل عناصر من التنظيم علناً على تفجير الكثير من الجسور للحؤول دون وصول القوات الحكومية الى مقارها في الصحراء، استنادا الى شهود عيان في المحافظة.

 البقاع الشمالي بعد صيدا وبيروت والضاحية وطرابلس

«الحرب السورية» تستبيح كل لبنان

غداة الاعتداء المزدوج على الجيش اللبناني في صيدا، ضرب الإرهاب المتنقل في البقاع هذه المرة، في رسالة واضحة بأن شظايا الأزمة السورية بدأت تصيب كل الجغرافيا اللبنانية، لا سيما أن ما حصل في البقاع الشمالي سبقته مجموعة اعتداءات شملت الضاحية الجنوبية وطرابلس والسفارة الإيرانية في بيروت والهرمل وصيدا حتى يكاد البلد من أقصاه الى أقصاه يتحول الى «ساحة جهاد»، لا تميز في أهدافها بين المدنيين والجيش اللبناني و«حزب الله».

ويؤشر تلاحق العمليات الإرهابية وتوزعها الجغرافي خلال الأيام القليلة الماضية الى أن المجموعات التكفيرية والمتطرفة، بمسمّياتها المتعددة، آخذة في تصعيد اعتداءاتها وتنويع أساليبها التي تتوزع بين السيارات المفخخة والعمليات الانتحارية والقصف الصاروخي، ما يستدعي تفعيل التدابير الاحترازية وتنشيط الأمن الوقائي من قبل الجيش والأجهزة الأمنية لمواجهة هذه الموجة من العنف، أو أقله للحد من امتداداتها وتداعياتها.

ولا يمكن بطبيعة الحال تجاهل أثر الانكشاف السياسي على الواقع الأمني الذي يزداد اهتراءً وتحللاً، بفعل الصراع الداخلي المحتدم والفراغ المؤسساتي المتمادي، ما يشكل بيئة مثالية لكل أنواع الفوضى.

ولعل «التكفير السياسي» المتبادل بين الأطراف الداخلية هو أسوأ رد على التهديدات الأمنية الناتجة من نشاط القوى التكفيرية التي تستفيد من مناخ التحريض السياسي والاحتقان المذهبي للتمدد في العمق اللبناني واستقطاب المزيد من المتعاطفين ــ الضحايا.

وفي جديد الإرهاب الجوال، تفجير سيارة مفخخة في محيط اللبوة في البقاع الشمالي استهدف نقطة تبديل لعناصر من «حزب الله»، وقصف الهرمل بستة صواريخ أصاب أحدها ثكنة للجيش اللبناني.

ووفق المعلومات، رُكنت ليل أمس الأول سيارة مفخخة بكمية من المتفجرات تزن ما بين 60 و80 كيلوغراماً، على مقربة من نقطة تبديل لمقاتلي حزب الله تقع في منطقة خالية من السكان، على الطريق المؤدية الى بلدة صبوبا.

وعند الثالثة فجر الاثنين – الثلاثاء ولدى اقتراب ثماني سيارات تابعة للحزب من المكان، اشتبه العناصر الذين يستقلون السيارات الأمامية بوجود سيارة مشبوهة متوقفة الى جانب الطريق الترابية، على مسافة نحو ثلاثة كيلومترات من مركز التبديل، فطلبوا من رفاقهم في الموكب التمهل وعدم استكمال المسير، وفي هذه اللحظة جرى تفجير السيارة المفخخة عن بُعد ما أدى الى إصابة عدد من عناصر الحزب بجروح، أحدهم بحالة الخطر.

وتبيّن أن السيارة المفخخة هي من نوع «كيا» رباعية الدفع كانت قد سُرقت من منطقة برج حمود سابقاً، وتم الإبلاغ عنها.

ولاحقا، تبنّت مجموعة تحمل اسم «أبناء كتائب جيش التوحيد» الاعتداء.

وقالت مصادر أمنية واسعة الاطلاع لـ«السفير» إن النقطة المستهدفة لا تتضمن أي مواقع حراسة أو انتشار عسكري للحزب، بل هي مجرد بقعة جغرافية يتم فيها التبديل بين العناصر، وبعد إتمام المهمة يصبح المكان خالياً من أي وجود للحزب.

ورجحت المصادر أن يكون التحكم بالتفجير قد تم من مشارف بلدة عرسال القريبة، مشيرة الى أن المنطقة التي شهدت الحادث جردية ومكشوفة.

وأفادت المصادر أن هناك فرضيتين لآلية تفجير السيارة المفخخة، الأولى، استخدام جهاز التفجير عن بُعد، والثانية الاتصال بخط خلوي مثبت بالعبوة الناسفة.

واعتبرت المصادر أن «الخرق» الذي يمكن أن يكون قد حصل، يتمثل في تمكن المخططين للاعتداء من اكتشاف نقطة التبديل العائدة للحزب ومراقبتها، لافتة الانتباه الى أن ما جرى يعكس تطوراً في الصراع الأمني، يستدعي المزيد من الإجراءات المضادة.

وأكدت المصادر أن المجموعات التكفيرية السورية هي المسؤولة عن هجوم اللبوة، سواء استعانت بأدوات لبنانية أم لا.

وفي سياق متصل، استأنفت مجموعات المعارضة السورية المتمركزة في جرود السلسلة الشرقية استهداف منطقة الهرمل التي سقطت عليها 6 صواريخ من طراز «غراد»، بعد توقف دام حوالي الشهرين.

وقد سقط الصاروخ الأول داخل سور ثكنة الجيش اللبناني في شارع الدورة، ما أدى إلى إصابة عسكريين بجروح طفيفة. أما الصاروخ الثاني، فسقط في ساحة سرايا الهرمل الحكومية بالقرب من أحد المقاهي وأسفر عن إصابة مواطن بجروح طفيفة، إضافة الى بعض الأضرار المادية. فيما سقطت الصواريخ الأربعة الاخرى في خراج المدينة قرب منطقة رأس المال.

وأعلنت «سرايا مروان حديد» و«جبهة النصرة في لبنان» عن استهداف «معاقل حزب إيران في منطقة الهرمل بعشرة صواريخ غراد، ردا على دخول الحزب الإيراني الى سوريا واستمرار قتل واعتقال الشباب السنّي في لبنان».

أما على صعيد آخر المستجدات المتعلقة بالهجوم المزدوج على الجيش في صيدا، فقد قال مصدر أمني رفيع المستوى لـ«السفير» إن الإرهابيين كانوا يخططون لتنفيذ عمل إجرامي في المنطقة، وفق المعلومات التي توافرت للجيش والتي تقاطعت مع معطيات أخرى كانت بحوزته منذ مدة، وتفيد أن الجهات التكفيرية تعد للقيام بأعمال إرهابية في منطقة صيدا، تستهدف بالدرجة الاولى الجيش.

ورجح المصدر أن يكون الشخص المسلح الذي قُتل عند حاجز الأولي غير لبناني، وقد عُثر معه على دولارات وعملة سورية، ما يؤشر الى احتمال ان يكون قد أتى تهريباً من سوريا الى لبنان.

وأفادت بعض المعلومات ان الشخص الرابع المجهول الهوية الذي قُتل على حاجز الجيش يدعى أبو أيوب البغدادي، وينتمي الى تنظيم القاعدة.

وعلى مقربة من صيدا، يثير الوضع في مخيم عين الحلوة قلقاً متفاقماً، في ظل اتساع الخلايا الأصولية المسلحة، علماً أن مراجع أمنية مطلعة حذرت عبر «السفير» من أن هناك جهات فلسطينية، خارجة عن سيطرة سلطة محمود عباس، عمدت مؤخراً الى توزيع مبالغ ضخمة داخل المخيم، في إطار السعي الى إيجاد بؤر للفوضى.

وقال الرئيس نبيه بري لـ«السفير» إن الخطير في هذه المرحلة هو الانكشاف الأمني والأخطر هو الاستهداف المنهجي للجيش، وكأن هناك من يحاول ضرب خط الدفاع الأخير عن الاستقرار، حتى يسهل تعميم الفوضى، مشيراً الى أن الوضع السياسي يبدو مقفلاً، بعد رفض العودة الى طاولة الحوار وتشكيل حكومة توافقية على أساس 9-9-6.

وأبلغ وزير الداخلية مروان شربل «السفير» أن الساحة اللبنانية باتت مكشوفة، ونحن نمر في مرحلة صعبة، متوقعا أن تكون الأشهر الثلاثة المقبلة شديدة الحساسية والصعوبة، بفعل المعطيات المتحركة في سوريا والمنطقة.

ولفت الانتباه الى أن الأمور لا تزال تحت السيطرة حتى الآن، ونحن ننجح لغاية اليوم في احتواء الحوادث التي تحصل، لكن ليس في كل مرة تسلم الجرة، وإذا لم يحصل وفاق سياسي فإن المتربصين بنا شراً سيجدون ما يكفي من الفجوات للتسلل الى الداخل اللبناني والعبث به.

وشدد شربل على وجوب المسارعة الى تحصين الوضع الأمني بمعالجات سياسية، عبر تشكيل الحكومة وانتحاب رئيس الجمهورية بالتوافق، لان لبنان محكوم بالتوافق، وأي خلل في هذه المعادلة ينعكس سلباً على الاستقرار الداخلي.

 كيري يبحث ضم «الجبهة الإسلامية» إلى «جنيف 2»

دول غربية لـ«الائتلاف»: الأسد باقٍ الآن

تلقى «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ما يمكن أن يمثل صفعة سياسية خلال اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا» في لندن الأسبوع الماضي، حيث تبلغ أن مؤتمر «جنيف 2» قد لا يؤدي إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وأنه يجب أن يكون للعلويين دور رئيسي في أي عملية سياسية انتقالية، وخصوصا في الجيش والقوى الأمنية، لمحاربة تنظيم «القاعدة».

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الاجتماع الأميركي المرتقب مع قياديين في «الجبهة الإسلامية» يهدف إلى «تعزيز تمثيل جماعات المعارضة المعتدلة» في المؤتمر الدولي، الذي كشفت الأمم المتحدة، أمس، أنه سيبدأ في 22 كانون الثاني المقبل في بلدة مونترو السويسرية وليس في جنيف بسبب عدم وجود فنادق شاغرة.

في هذا الوقت، تشهد مدينة دير الزور تصعيداً ميدانياً، بعد أيام من إطلاق تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) عملية «غزوة الخير في ولاية الخير»، وذلك لتعزيز سيطرته على المنطقة الغنية بالنفط. وفجّر انتحاري سيارة عند مدخل المدينة، ما أدى إلى وقوع إصابات في القوات السورية التي تخوض قتالاً عنيفاً مع المسلحين. واستهدف المسلحون بالصواريخ بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب، فيما أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى «مقتل 20 شخصاً في غارة جوية على حي الشعار في حلب»، ما يرفع إلى حوالي 100 عدد قتلى الغارات في حلب. (تفاصيل صفحة 15)

وقالت مصادر في المعارضة السورية، لوكالة «رويترز»، إن «الائتلاف» تبلغ هذه الرسالة خلال اجتماع قيادات منه مع مسؤولين في مجموعة «أصدقاء سوريا»، مشيرين إلى أن الدول الغربية تتخوف من تصاعد نفوذ تنظيم «القاعدة» والمجموعات المسلحة الأخرى في سوريا، وذلك بعد سيطرة «الجبهة الإسلامية» على مخازن أسلحة ومقارّ تابعة لـ«هيئة أركان الجيش الحر» على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.

وقال مسؤول رفيع المستوى في «الائتلاف»، مقرب من السعودية، «لقد أبلغنا أصدقاؤنا الغربيون بوضوح في لندن أنه لا يمكن السماح للأسد بالرحيل الآن لأنهم يعتقدون أن المسلحين الإسلاميين والفوضى ستسيطران» على سوريا.

وعما إذا كان الأسد سيترشح مجدداً العام المقبل، قال المسؤول «يبدو أن البعض لا يمانع أن يترشح مجدداً العام المقبل، متناسين أنه استخدم الغاز ضد شعبه».

وقال مسؤولون في «الائتلاف» وديبلوماسيون إن تغيّر أولويات الدول الغربية، خصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا من إطاحة الأسد إلى محاربة المسلحين الإسلاميين، أدى إلى انقسام القوى الكبرى الداعمة للمعارضة السورية.

ويطالب «الائتلاف» بتنحي الأسد، لكن ديبلوماسياً في الشرق الأوسط أعلن أن على قادته أن يكونوا «خلاقين أكثر» في تكتيكاتهم، عبر الموافقة على المشاركة في ترتيبات انتقالية تسمح لعلويين بتسلم مواقع رئيسية في الحكم. وقال «من أجل التوصل في جنيف إلى اتفاق مقبول من روسيا والولايات المتحدة، فإنه يجب على المعارضة القبول بالمشاركة في إدارة انتقالية مع وجود علوي قوي فيها». وأضاف «الأسد قد يبقى رئيساً وقد لا يبقى لكن على الأقل سيتم تحجيم سلطته. إذا رفضت المعارضة مثل هذه الصفقة فإنها ستخسر غالبية الغرب، ولن يبقى إلى جانبها سوى السعودية وتركيا وليبيا».

وقال مسؤول آخر في «الائتلاف»، مقرّب من المسؤولين الأميركيين، إنه يبدو أن واشنطن وموسكو تعملان على صيغة حكم انتقالي يكون فيها للعلويين السيطرة الأساسية على الجيش والقوى الأمنية من أجل ضمان عدم تعرّضهم للانتقام وتوحيد المعركة مع الفصائل «المعتدلة» ضد «القاعدة».

وقال مسؤول غربي رفيع المستوى إن روسيا والولايات المتحدة بحثتا مع مسؤولين حكوميين سوريين الدور الذي سيقومون به في المرحلة الانتقالية، لكنهما لم تتفقا على الخطة النهائية.

كيري و«جنيف 2»

وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في مانيلا، أنه لم يعقد لقاء بين أميركيين وممثلين عن «الجبهة الإسلامية» في سوريا، لكن من الممكن عقد مثل هذا الاجتماع لتعزيز تمثيل جماعات المعارضة «المعتدلة» في «جنيف 2».

وقال كيري «لم تجتمع الولايات المتحدة حتى الآن مع الجبهة الإسلامية لكن من الممكن أن يحدث هذا». وأضاف «تُبذل جهود حاليا من قبل كل الدول الداعمة للمعارضة السورية، والتي تريد توسيع قاعدة المعارضة المعتدلة وقاعدة تمثيل الشعب السوري في مفاوضات جنيف 2».

وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية إن المحادثات مع «الجبهة الإسلامية» قد تضم مسؤولين أميركيين وبريطانيين وفرنسيين من مستوى أقل. وكان عناصر من الجبهة قد سيطروا على مخازن أسلحة ومقارّ تابعة لـ«هيئة أركان الجيش الحر» على معبر باب الهوى مع تركيا، وهي لا تعترف بسلطة «المجلس الأعلى للحر».

وفي جنيف، قالت المتحدثة باسم المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، خولة مطر إن «المؤتمر الدولي حول سوريا سيعقد في مونترو لأسباب لوجستية».

وسيعقد المؤتمر الذي أطلق عليه تسمية «جنيف 2» في 22 كانون الثاني في فندق مونترو، الذي يقع على ضفاف بحيرة ليمان والذي يبعد نحو ساعة بالسيارة من جنيف، وسيترأسه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بحضور الدول المدعوة.

وأضافت مطر أن «أعمال المؤتمر ستتوقف لبعض الوقت في 23 كانون الثاني على أن تستأنف في 24 كانون الثاني في مقر الأمم المتحدة في جنيف» حيث سيعقد وفدا النظام السوري والمعارضة لقاء، بحضور الإبراهيمي.

وتابعت أن «الإبراهيمي يحبذ أن تبقى الدول المعنية بحل الأزمة السورية موجودة لكن ألا تشارك مباشرة في المفاوضات»، موضحة أن «مدة المفاوضات سيحددها وفدا النظام السوري والمعارضة مع الإبراهيمي».

وأشارت إلى أن الإبراهيمي سيجتمع في جنيف الجمعة المقبل مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان ومساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان ونائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاديلوف، قبل أن يتوسع الاجتماع عبر انضمام مندوبين عن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والدول المجاورة لسوريا.

(ا ف ب، ا ب، رويترز)

السفير الأمريكي في سوريا: الجبهة الاسلامية رفضت الاجتماع مع الجانب الأمريكي

دبي- (أ ف ب): اكد السفير الأمريكي في سوريا روبرت فورد في مقابلة مع قناة العربية الاربعاء ان الجبهة الاسلامية التي تشكلت مؤخرا في سوريا رفضت الاجتماع مع مسؤولين امريكيين.

وقال فورد غداة إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ان اللقاء مع الجبهة الاسلامية “ممكن”، ان “الجبهة الإسلامية رفضت الجلوس معنا من دون ذكر الأسباب لذلك”.

واضاف “نحن مستعدون للجلوس معهم لأننا نتحدث مع جميع الأطراف والمجموعات السياسية في سوريا”.

وكانت عدة مجموعات اسلامية غير مرتبطة بالقاعدة اتحدت لتشكيل “الجبهة الاسلامية” التي باتت اكبر فصيل معارض للنظام في سوريا مع عشرات الالاف من المقاتلين.

واعلنت الولايات المتحدة الاثنين انها لا ترفض إجراء لقاءات مع “الجبهة الاسلامية”.

واقرت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف بوجود “شائعات” عن اجتماع قد يعقد في تركيا بين دبلوماسيين امريكيين وممثلين للجبهة الاسلامية.

ومن دون ان تؤكد اي شيء في هذا الصدد، اقرت هارف بان حكومتها “لن تستبعد احتمال (حصول) لقاء مع الجبهة الاسلامية”.

وفي 22 تشرين الثاني/ نوفمبر، اعلنت سبعة تنظيمات اسلامية تقاتل النظام السوري وغير مرتبطة بالقاعدة انضواءها في تحالف “الجبهة الاسلامية” في اكبر تحالف لمقاتلي المعارضة منذ اندلاع النزاع السوري في اذار/ مارس 2011.

والاسبوع الماضي، اعلنت واشنطن ولندن تعليق مساعداتهما بالتجهيزات غير القاتلة للجيش السوري الحر في شمال سوريا بعد استيلاء الجبهة الاسلامية على منشآت لهذا الجيش عند الحدود التركية السورية.

لكن وزير الخارجية الامريكي جون كيري أعلن الاحد ان المساعدة الامريكية بالمعدات غير القاتلة للجيش السوري الحر في شمال سوريا قد تستأنف “سريعا جدا”.

سكاي نيوز: جهاديون بريطانيون يُقاتلون بسوريا في إطار لواء المملكة المتحدة

لندن- (يو بي اي): كشفت شبكة (سكاي نيوز) الأربعاء أن جهاديين بريطانيين يُقاتلون القوات الحكومية في سوريا في اطار لواء جديد لم يكن معروفاً من قبل.

وقالت الشبكة إنها حصلت على لقطات تثبت أن أجهزة الأمن البريطانية قللت تقدير عدد الجهاديين البريطانيين في سوريا، وهناك الكثير منهم الآن يُقاتلون في اطار (لواء المملكة المتحدة)، والذي لم يتم الكشف عن وجوده هناك من قبل.

وأضافت أن الجهاديين البريطانيين، الذين أجرت سلسلة من المقابلات الصريحة معهم، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لحماية أسرهم في المملكة المتحدة، وكشفوا عن أن المئات من الشبان البريطانيين يشاركون في القتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وأن أربعة منهم على الأقل يُقتلون كل شهر.

وأشارت إلى أن الجهاديين البريطانيين أكدوا أيضاً أن المملكة المتحدة لا تزال أكبر مصدر لجمع التبرعات لصالح الجهاديين في سوريا وتتقدم في هذا المجال على دول مثل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، كما أصرّوا على أنهم “ليسوا جزءاً من تنظيم القاعدة، ولا يعتزمون مهاجمة أهداف في المملكة المتحدة أو شن الجهاد على أراضيها”.

ونقلت عن واحد منهم يُدعى مصطفى قوله “أنا لست جزءاً من تنظيم القاعدة ولم أكن أبداً جزءاً منه، ولست ارهابياً بأي شكل من الأشكال، وأتمنى لو أن الناس ترى مقدار الخير في قلوبنا والرحمة للناس وأننا مدفوعون بالرحمة لمساعدة الناس لما كانوا اعتقدوا بأننا ارهابيون، لكن هناك أناس يستفيدون من ترويج مثل هذا السرد عنا، ولهذا السبب نحمي هوياتنا”.

وقالت (سكاي نيوز) أن البريطانيين في (لواء المملكة المتحدة) يُقاتلون على قمة جبل في شمال شرق سوريا ويبدون وكأنهم جهاديون متشددون ولا يتحدثون اللغة العربية ويعتمدون على واحد منهم لإعطاء الأوامر في ساحة المعركة، ويناقشون شراء أفضل المعدات لأغراض الجهاد.

وأضافت أن الجهاديين البريطانيين أكدوا بأن أعدادهم تتزايد يومياً وتساهم مواقع الشبكات الاجتماعية في تنظيم تدفقهم إلى سوريا، وهم يعرفون أن العودة إلى أسرهم في المملكة المتحدة ستكون مسألة في غاية الصعوبة من الآن فصاعداً لأن فترة العمر المتوقع للجهاديين في سوريا قصيرة جداً حين يبدأ القتال الحقيقي.

ونسبت الشبكة إلى أحد قادة (لواء المملكة المتحدة) قوله “عندما ترى الفظائع تُرتكب في سوريا على غرار ما يراه الناس في الصور، تشعر كإنسان بأن لديك التزاماً اخلاقياً للدفاع عن الناس الأبرياء لمجرد كونك جزء من الجنس البشري، كما أننا ديننا يملي علينا مساعدة أخواننا غير القادرين على الدفاع عن أنفسهم”.

وأبلغ متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية (سكاي نيوز) إن سوريا “أصبحت الوجهة رقم واحد للجهاديين في أي مكان في العالم، وهناك الآلاف من المقاتلين الأجانب في سوريا، بما في ذلك أعداد كبيرة من الأوروبيين، لاكتساب خبرة قتالية وإقامة اتصالات مع الجماعات المتطرفة”.

وقال المتحدث “إن بعض الناس الذين يسافرون من المملكة المتحدة إلى سوريا سيشكلون تهديداً أمنياً عند عودتهم، ونحن قلقون من أن جماعات تابعة لتنظيم القاعدة، مثل الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، صارت الآن قادرة على العمل في مناطق واسعة من المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة وأحدثها النزاع المسلح، وندرك أن ما لا يقل عن 200 بريطاني سافروا إلى سوريا، ولكن من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير”.

وأضاف أن وزارة الخارجية البريطانية “اتخذت اجراءات من بينها الطلب من الشرطة وأجهزة الأمن التعرف على التهديدات المحتملة وعرقلتها، واحتجاز الأفراد عند الإشتباه بتورطهم في نشاطات ارهابية في الخارج، وسحب جوازات السفر من المواطنين البريطانيين الراغبين في السفر إلى سوريا للمشاركة في القتال”.

الائتلاف السوري يشارك في محادثات تحضيرية بين الروس والامريكان لمؤتمر جنيف 2

إسطنبول- (د ب أ): يشارك الائتلاف السوري المعارض في اجتماعات تمهيدية تعقد الخميس في جنيف بين الروس والامريكيين كما يجتمع مع كل طرف على حدة، وأيضا اجتماعات رسمية مشتركة الجمعة للبحث في تحضيرات جنيف 2.

و قال مصدر سياسي في الائتلاف لوكالة الانباء الالمانية الاربعاء إن “احمد الجربا رئيس الائتلاف السوري المعارض يترأس الوفد السوري في اجتماع، و محادثات تحضيرية لمؤتمر جنيف 2 ثم الاجتماع التحضيري الثلاثي بمشاركة الروس والأمريكيين”.

وأضاف المصدر أن الجربا سيجتمع كذلك مع المبعوث الأممي للازمة السورية الأخضر الإبراهيمي وكذلك مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان إضافة إلى مساعدة وزير الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان ومساعدي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف وجينادي جاديلوف على أن يلتحق فيما بعد ممثلو الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والدول المجاورة لسورية إضافة إلى ممثلي دول الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.

ووافق الائتلاف السوري المعارض على المشاركة في “جنيف2″ وسط مطالبته المستمرة بتنفيذ بنود جنيف واحد التي لم يلتزم بها نظام بشار الاسد في دمشق كما هو معروف حيث لم يطلق سراح المعتقلين و لم يوقف إطلاق النار.

وكانت الأمم المتحدة ذكرت لدى إعلانها موعد مؤتمر “جنيف 2″ أن هدف الاجتماع هو تطبيق الخطة التي اعتمدت في 30 حزيران/ حزيران 2012 من قبل القوى الكبرى والدول المجاورة لسورية أثناء أول مؤتمر هو “جنيف 1″ .

وفي مؤتمر (جنيف 1) اعتمد وزراء الدول الكبرى والإقليمية المعنية بالوضع السوري خطة لتسوية الأزمة تقضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية تتمتع بكامل الصلاحيات وتكلف بالتحضير للانتخابات وتعديل الدستور.

الائتلاف يسعى لكسب دعم دولي لإنشاء قوة جديدة لفقدها الثقة باللواء إدريس

كيري: الاجتماع بالجبهة الإسلامية السورية ممكن

عواصم ـ وكالات: قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري امس الثلاثاء إن بلاده لم تلتق بممثلين عن الجبهة الاسلامية في سوريا، لكن من الممكن عقد مثل هذا الاجتماع لتعزيز تمثيل جماعات المعارضة المعتدلة في محادثات مقبلة ترمي إلى وقف الحرب السورية.

وحددت الأمم المتحدة يوم 22 كانون الثاني/يناير لعقد مؤتمر للسلام بشأن سوريا في جنيف لمناقشة سبل حدوث انتقال سياسي يخرج البلاد من حالة الحرب. ولم تحسم بعد أمور مهمة مثل المشاركين في المؤتمر.

وقال كيري في مؤتمر صحافي بمانيلا ‘لم تجتمع الولايات المتحدة حتى الان مع الجبهة الاسلامية لكن من الممكن ان يحدث هذا’.

وأضاف ‘تبذل جهود حاليا من قبل كل الدول الداعمة للمعارضة السورية والتي تريد توسيع قاعدة المعارضة المعتدلة وقاعدة تمثيل الشعب السوري في مفاوضات جنيف 2′.

وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية إن المحادثات مع الجبهة الاسلامية قد تضم مسؤولين أمريكيين وبريطانيين وفرنسيين من مستوى أقل.

وتفوقت الجبهة الاسلامية التي تضم ست جماعات رئيسية لمقاتلي المعارضة على ألوية الجيش السوري الحر الذي يقوده المجلس العسكري الأعلى وتدعمه قوى غربية وعربية.

وترفض الجبهة سلطة المجلس العسكري الأعلى وهو الجناح العسكري الرئيسي للمعارضة السورية. وسيطرت الجبهة قبل أسبوع على مستودعات أسلحة المجلس في شمالي سوريا لكن لم تتضح أسباب ذلك.

وحدد الأخضر الابراهيمي مبعوث الأمم المتحدة في سوريا الاسبوع الماضي مهلة تنتهي يوم 27 كانون الأول/ديسمبر لتعلن المعارضة والحكومة السورية أسماء المشاركين في وفديهما في المحادثات، لكن مصادر في المعارضة قالت إنه من غير المزمع اتخاذ قرار نهائي قبل هذا الموعد.

الى ذلك ذكرت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ امس الثلاثاء أن ‘الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية’ يسعى لكسب الدعم من الجهات الدولية لإنشاء قوة مسلحة جديدة، بعد أن فقد الثقة باللواء سليم ادريس رئيس جناحه العسكري، المجلس العسكري الأعلى، ورئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر.

ونسبت الصحيفة إلى مسؤول الشؤون الرئاسية في الائتلاف السوري المعارض، منذر آقبيق، قوله إن الائتلاف المعارض ‘يأمل في اجراء اصلاحات جذرية بعد الانتكاسات الأخيرة التي لحقت بالفصائل الموالية للواء إدريس في جبهات المعركة الرئيسية على أيدي المقاتلين الأصوليين الإسلاميين’.

وأضاف آقبيق ان الائتلاف السوري المعارض ‘سعى لتأمين مئات الملايين من الدولارات لتمويل خطة لإنشاء وزارة للدفاع من أجل دمج جميع المقاتلين المناهضين لنظام الرئيس بشار الأسد في قوة واحدة’.

وأشار إلى أن وزارة الدفاع المقترحة ‘يجب أن تكون المستفيد الوحيد من المساعدات العسكرية من جميع الجهات الأجنبية المانحة’.

وقال آقبيق ‘إن تحويل البنية الفضفاضة للجيش السوري الحر إلى جيش تقليدي ستكون وسيلة أكثر استدامة لمحاربة النظام، لأن الثورة بُنيت على رمال متحركة ونحن لا نريد أن تكون سوريا دولة فاشلة أو ملاذاً آمناً لتنظيم القاعدة، والطريقة الوحيدة لمنع ذلك هي إنشاء جيش معتدل’.

وأضاف ‘أن أسعد مصطفى، وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة للائتلاف السوري المعارض، سيتخذ في نهاية المطاف قراراً بشأن اللواء إدريس جراء عدم تمكنه من توفير القيادة للمئات من الكتائب المقاتلة التي انتفضت ضد نظام الرئيس الأسد وفشله في تحويلها إلى مؤسسة، ولا اعتقد أن كل شيء يمكن أن يستمر بالطريقة نفسها’.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا أعلنتا الأسبوع الماضي تعليق ارسال المساعدات غير الفتاكة إلى شمال سوريا بعد قيام الجبهة الاسلامية بالاستيلاء على مقر ومخازن الأسلحة التابعة للجيش السوري الحر.’

وقال آقبيق ‘إن الائتلاف السوري المعارض ينظر إلى إنشاء جناح مسلح كمفتاح لمصداقيته مع استعداده للمشاركة في مؤتمر (جنيف 2) الشهر المقبل.. لأن هناك دائماً احتمالاً بأن الدبلوماسية ستنجح في حال كان هناك تهديد حقيقي للنظام’.

بي بي سي’: وفاة جراح بريطاني في السجون السورية

لندن ـ يو بي اي: أفادت هيئة الإذاعة البريطانية ‘بي بي سي’ امس الثلاثاء ان عائلة جرّاح بريطاني سُجن في سوريا منذ أكثر من عام قالت انه توفي مؤخراً في الاعتقال عن عمر ناهز 32 عاماً.

وقالت ‘بي بي سي’ ان جراح العظام البريطاني، عباس خان، من منطقة ستراذم جنوب لندن، سافر إلى مدينة حلب السورية في العام الماضي لمساعدة المدنيين.

واضافت أن أفروز، شقيق الجراح البريطاني، أكد أن أجهزة الأمن السورية وعدت بالإفراج عنه هذا الأسبوع لكنه توفي الاثنين الماضي، فيما اعربت وزارة الخارجية البريطانية عن قلقها العميق من التقارير عن وفاته.

ونسبت ‘بي بي سي’ إلى أفروز (34 عاماً) قوله إن شقيقه ‘كان على وشك أن يُطلق سراحه بنهاية الأسبوع بعد حصول عائلته على تأكيدات من قبل الحكومة السورية، وكان على علم بها واستعد للعودة إلى بريطانيا، وكان سعيداً وتطلع بشغف لاخلاء سبيله’.

واضاف أفروز ‘صعقنا وأصبنا بالذهول ونحن غاضبون جداً من وزارة الخارجية (البريطانية) بسبب تقصيرها في التعامل مع قضية عباس على مدى 13 شهراً’.

ونقلت ‘بي بي سي’ عن متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية قوله ‘نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير عن وفاة مواطن بريطاني رهن الاعتقال في سوريا، ونسعى للحصول على توضيح عاجل من السلطات السورية’.

السفير السعودي في لندن: سندعم الجيش الحر بالمال والسلاح إن اقتضت الضرورة

إبراهيم درويش

لندن ‘القدس العربي’: لدى بعض المسؤولين السعوديين هذه الأيام رغبة بتوجيه النقد للولايات المتحدة، فمدير الإستخبارات السعودي السابق، الأمير تركي الفيصل اختار قبل يومين في مؤتمر دولي بموناكو لغة تهكمية لوصف خطوط الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحمر التي توعد فيها النظام السوري إن تجرأ واستخدم أسلحته الكيماوية، قبل أن يتخلى عن وعوده ويوافق على تدمير أسلحة سورية الكيماوية، مما أغضب السعوديين الذين بدأوا حملة لدعم المعارضة السعودية وتوحيد صفوفها، وإنشاء جيش للمقاتلين.

السفير وأزمة علاقات

وفي مقال لمحمد بن نواف بن عبدالعزيز، السفير السعودي في لندن قال فيه أكد فيه على استمرار السعودية دعم المعارضة السورية بالمال والسلاح إن دعت الحاجة. واتهم الدول الغربية باستخدام بعبع القاعدة كمبرر لعدم التدخل في سورية. وأكد أن بروز القاعدة كانت نتيجة لبطء الرد العالمي على ما يحدث هناك. ووصف السفير التقارب الغربي مع إيران كخطر يهدد السلام في المنطقة. وأكد أن السعودية تتحمل مسؤوليات تاريخية تجاه العالم العربي والقضايا الدولية السياسية والإقتصادية ولهذا لا تستطيع التخلي عن واجباتها. واعترف بأن العلاقة مع الدول الغربية في حالة امتحان بسبب سورية وإيران مع أن ‘السعودية تقيم علاقات مع شركائها الغربيين منذ عقود طويلة’ وتعود علاقته مع بريطانيا لأكثر من قرن و’هذه هي تحالفات استراتيجية تفيدنا، وفي الآونة الأخيرة تعرضت هذه العلاقات لامتحان وتحديدا بسبب خلافاتنا حول سورية وإيران’.

واعتبر السفير مواقف وسياسات الدول الغربية نحو هذين البلدين بأنها ‘تؤثر على أمن واستقرار الشرق الأوسط’ واصفا إياها بـ ‘المقامرة الخطيرة التي لا يمكن السكوت عليها والوقوف ساكنين عليها’. وذكر السفير قراءه الأمريكيين بأن الازمة في سورية لا تزال مستمرة بدون توقف، وأدت لمقتل أكثر من 100 ألف مدني . مشيرا إلى التقرير الذي اعدته مجموعة أوكسفورد للأبحات الذي تحدث وهذا ما يثير الصدمة عن 11 ألفا من الضحايا هم تحت سن السابعة عشرة، وأن نسبة 70 بالمئة قتلوا بسبب الهجمات الجوية والقصف المدفعي الذي استهدف عمدا مناطق المدنيين.

النظام هو دمار شامل

وعن نزع أسلحة النظام قال السفير إن النظام هو نفسه هو الخطر وعلى الغرب ‘ معرفة أن النظام نفسه يظل سلاح الدمار الشامل، فالأسلحة الكيماوية ما هي إلا واحدة من الوسائل في آلة القتل التي يستخدمها النظام’.

واتهم النظام الذي يتظاهر بدعم مبادرات المجتمع الدولي لإنهاء الأزمة بـ ‘ عمل كل ما باستطاعته إفشال أي حل جدي ‘ للأزمة. وأشار السفير إلى الدور الإيراني في سورية ودعمها للنظام بالجنود الذين قال إنهم جاءوا لتعزيز قوة النظام وليس′لحماية البلاد من قوى احتلال خارجية’. ودور إيران في سورية لا يختلف عن دورها التدميري في تسليح وتمويل الجماعات الشيعية المسلحة في العراق، وحزب الله في لبنان والجماعات المسلحة في اليمن والبحرين. وبدلا من مواجهة الحكومتين السورية والإيرانية يقول الكاتب إن عددا من شركاء رفض عدد من شركاء السعودية الغربيون ‘اتخاذ الاجراءات الضرورية ضدهما، فقد سمحوا الغرب للنظام بالنجاة، وسمحوا للآخر بمواصلة برنامجه النووي بكل ما يحمله المشروع من آثار لانتشار التسلح’. وقال الدبلوماسي السعودي إن مفاوضات هذا العام مع إيران قد تؤدي إلى تثبيط عزم الغرب للتعامل مع الحكومتين متسائلا ‘ ما هو ثمن سلام يعقد مع هذين النظامين؟’.

ويعتقد الدبلوماسي أن القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية التي تتخذها بعض العواصم الغربية تؤثر على استقرار وسلام المنطقة والعالم العربي بشكل عام وتعرض أمنهه للخطر مما يعني أن خيار أمام السعودية إلا الإضطلاع بمسؤولياتها والتعبير عن ‘موقف أكثر ثابت في القضايا الدولية، وتصر على لتحقيق الإستقرار الحقيقي الذي تحتاجه منطقتنا’.

واجبات ضخمة

ويقول السفير إن السعودية عليها واجبات ضخمة تجاه المنطقة، فهي من جهة مهد الإسلام، وواحدة من أهم الدول العربية ذات الأهمية السياسية من جهة أخرى. وعلى السعودية واجبات إقتصادية وسياسية تجاه المجتمع الدولي، فهي مركز العالم الفعلي للطاقة، وفي إتجاه آخر تتحمل السعودية مسؤوليات إنسانية تجاه السوريين وعليها واجب التخفيف عن معاناتهم قدر استطاعتها حسب قول السفير. وبناء على هذه التحديات والمسؤوليات أكد السفير على أن بلاده ستقوم بالإضطلاع بهذه المسؤوليات ‘سواء دعمنا الغرب أم لم يدعمنا، ولا يمكن استبعاد أي احتمال في محاولاتنا لتحقيق السلام والإستقرار للمنطقة’. وفي هذا السياق تحدث الدبلوماسي عن قدرة بلاده على اتخاذ المسار الصحيح والتعبير عن قيادة واضحة كما أظهر الملك عبدالله عندما كان وليا للعهد قيادة عام 2002 وتقدم بمبادرة سلام لحل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. ولم ينس السفير التذكير بموقف السعودية الأخير من مقعد مجلس الامن حيث قال إن السعوديين ‘أظهروا استعدادا للعمل بشكل مستقل، ورفضنا مقعدا في مجلس الأمن، فأي معنى للعمل في ‘سوق كلام دولي’ في الوقت الذي يقتل الكثيرون وفي الوقت الذي تضيع فيه فرص سلام وأمن لعجز الأمم المتحدة على اتخاذ قرارات’.

وكانت السعودية قد رفضت مقعد في مجلس الأمن الذي انتخب الأردن بدلا عنها وبدعم من السعودية، وجاء الرفض غضبا من الموقف الأمريكي من سوريا، ولأن مجلس الأمن فشل في تقديم حل عادل للقضية الفلسطينية ودعم السوريين. وهنا أكد السفير على أن بلاده ماضية في مسارها المستقل ودعم الجيش الحر والمعارضة السورية.

وفي هذا السياق يرفض السفير الرفض بين دعم الجيش الحر ومخاوف الغرب من صعود القاعدة وإمكانية حصولها على بعض أسلحة الدعم الغربية ويقول هنا ‘من السهل على البعض في الغرب استخدام عمليات القاعدة الإرهابية في سورية كمبرر للتردد وعدم التحرك. فنشاطات القاعدة ما هي إلا نتيجة لعدم دعم المجتمع الدولي وفشله في التدخل’، مؤكدا على أن لا تكون القاعدة مبررا لعدم التحرك فـ ‘الطريقة لمنع صعود المتطرفين في سورية وفي أماكن أخرى تكون في دعم والوقوف ورراء تيار الإعتدال: بالمال والسلاح نعم عسكريا إن اقتضى الأمر’، والعجز عن هذا هو التخلي عنهم في الوقت الذي تتفاقم فيه الكارثة الإنسانية وتتزايد فيه الفشل الإستراتيجي.

الخطوط الحمر

ويقول السفير إن بلاده ستواصل السير في هذا الطريق طالما تطلبت الضرورة ذلك و ‘نتوقع أن نقف جنبا إلى جنب مع أصدقائنا وشركائنا الذين تحدثوا في السابق كثيرا عن أهمية القيم والأخلاق في السياسة الدولية، ولكن في هذا العام فرغم كل الحديث عن ‘الخطوط الحمر’ عندما عولنا عليهم، بدا شركاؤنا أكثر استعدادا للتنازل عن سلامتنا وتعريض استقرار المنطقة للخطر’. يقول السفير. وفي هذا السياق هناك دعوات لدعم المعارضة وتطوير جيش تقليدي للجيش الحر.

جيش للمعارضة

ففي ضوء التطورات الأخيرة على الساحة القتالية، وأحداث بلدة أطمة التي سيطر فيها مقاتلون للجبهة الإسلامية يتلقون دعما من السعودية على مخازن للمعدات التي تلقاها الجيش الحر من الولايات المتحدة وبريطانيا. وقد أدت هذه التطورات لأزمة داخل المعارضة المسلحة. ونقلت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ عن مسؤول كبير في الإئتلاف السوري المعارض قوله إن الجماعة تأمل باتخاذ إجراءات جذرية وإصلاحات لمواجهة النكساتة الأخيرة.

ونقلت عن منذر اقبيق، المسؤول البارز في الإئتلاف قوله أنه حالة تم تحويل البنية الواسعة للجيش الحر إلى جيش تقليدي فسيكون من السهل مواجهة النظام السوري. ولأن الثورة بنيت على ما أسماه الرمال المتحركة، فإنشاء جيش معتدل يمنع من بروز القاعدة وتحول سوريا ما بعد الأسد إلى دولة فاشلة. وكان أقبيق قد شارك في مؤتمر للمعارضة الإسبوع الماضي حيث تم اقتراح إنشاء وزارة للدفاع تكون الهيئة التي تتلقى السلاح والدعم من الدول الخارجية. ولا يعرف إن كانت هذه الوزارة ستحل محل قيادة الأركان التي يترأسها اللواء سليم إدريس، لكن أسعد مصطفى، مسؤول الدفاع في المجلس الوطني السوري قال إن إدريس لم يكن قادرا على تقديم القيادة لألاف من المقاتلين في الكتائب التي برزت لمواجهة نظام بشار الأسد. وقال مصطفى إن ‘سليم إدريس قد فشل في بناء مؤسسة ‘ للدفاع، ولا ‘أعتقد أن كل شيء سيسير كما كان’ حسب مصطفى. وأشارت الصحيفة إلى إمكانية لقاء السفير الأمريكي في دمشق روبرت فورد ممثلين عن الجبهة الإسلامية التي وضعت قيادة إدريس في مأزق، مع أن بعض قياداتها نفت التقارير عن لقاءات ستعقد هذا الإسبوع. وقال المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين بساكي ‘قد يلتقي مسؤولون في الخارجية بممثلين عن الجبهة الإسلامية هذا الإسبوع′. وتقول صحيفة ‘تايمز′ أن فرنسا دعمت من حيث المبدأ فكرة إنشاء وزراة للدفاع وجيش تقليدي، والتي طرحت في اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا الأخير في لندن. وكان فورد قد استبعد الفكرة.

ويرى مسؤولون في المجلس الوطني السوري إن الفكرة بدأت تنال دعما من فرنسا والسعودية. ويعتقد المعارضة أن إنشاء جيش تابع لها هو جزء من بناء مصداقيتها، في ظل التحضيرات لمؤتمر جنيف -2 ‘هناك دائما إمكانية لنجاح الدبلوماسية لو وجد التهديد الحقيقي للنظام’.

عانوا بما فيه الكفاية

وخصصت صحيفة ‘ديلي تلغراف’ افتتاحيتها لوصف معاناة السوريين الذين عانوا من القصف والنار والتدمير والتهجير وها هم يعانون من البرد القارص. ودعت الصحيفة لممارسة الضغط على النظام السوري لفتح معابر إنسانية، خاصة أن الليدي إيموس، مفوضة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تحدثت عن أكبر كارثة إنسانية تواجهها الأمم المتحدة في تاريخها. وأعلنت المؤسسة الأممية عن حملة لجمع ستة مليارات دولار لإنقاذ 22 مليون سوري من الجوع وخطر الموت. وأشارت إلى تردد الدول الغربية في التدخل العسكري، وتردده في دعم المعارضة السورية خشية من وقوع الأسلحة في يد المقاتلين الإسلاميين المتشددين، وقالت إن خيار الخبز او البندقية ليس خيارا. ودعت الصحيفة الحكومة البريطانية والدول العربية الثرية لإظهار الكرم والتبرع لانقاذ السوريين، والأهم من كل هذا هو الضغط على النظام السوري. ودعت في الوقت نفسه روسيا التي منعت قرارا في مجلس الأمن لفتح معابر إنسانية أن تراجع سياستها وتضغط على الأسد وإلا تقف ورئيسها فلاديير بوتين متهمون بالسماح للنظام تجويع المدنيين الأبرياء واستخدامهم كسلاح في الحرب.

تيار معارض يتهم المشاركين في جنيف 2 بـ’خيانة الثورة’ ما لم يلتزموا بمصالح الشعب وأحزاب كردية تجتمع في أربيل لبحث توحيد خطابها

الأمم المتحدة: مؤتمر السلام الدولي حول سوريا سيعقد في مونترو وليس جنيف

عواصم ـ وكالات: اتهم تيار ‘التغيير الوطني’ السوري المعارض الذي يقوده الحقوقي عمار قربي كل من يشارك في مؤتمر ‘جنيف 2′ ولا يلتزم بـ’مصالح الشعب ومطالب الثورة السورية’ بـ’الخائن’.

وذكر التيار، في بيان له امس الثلاثاء:’يرى التيار أن على من يتصدّى لمهمة تمثيل الثورة في هذا المحفل الدولي، أن يكون متيقنا تمام اليقين أنه ذاهب لانتزاع مطالب الثورة كاملة دون انتقاص وبضمانات دولية مؤكّدة وإلا فإن كل من يدّعي تمثيل الثورة في جنيف 2 ويعود بأي اتفاق دون سقف مطالب الثوّار الأصلية أو باتفاق مع النظام على اقتسام السلطة سيعتبر شريكاً للنظام وعدواً للشعب وخائناً للثورة’.

وقال البيان إن ‘إطالة أمد الثورة المفتعل والمقصود، أدى لبروز فصائل متطرفة منها الوطني السوري، ومنها الغريب الذي أتى سعياً وراء تطبيق برامجه بالقوّة، مستغلا تردد الدول المحسوبة على أصدقاء الشعب السوري في دعم الفصائل الأكثر اعتدالاً، فظهرت شعارات تنادي بأهداف أغلبها بعيدا عن أهداف الثورة ومقاصدها’.

ونقل البيان عن قربي قوله إن ‘تيار التغيير يناضل في سبيل بناء دولة القانون والمؤسسات، التي تضمن العدل والعدالة والحرية والكرامة على أساس المواطنة، ومع أي نظام يرضى عنه الشعب طالما كان وصوله عن طريق الانتخابات النزيهة وليس بالسلاح والإكراه والاستبداد والقهر’.

وأضاف قربي أن ‘تيار التغيير يقّيم علاقاته بالدول بناء على تعاطي تلك الدول مع الشعب السوري والاهتمام بمصالحه وحقه في تقرير مصيره وبناء مستقبله دون فرض أي أجندة عليه ومن هذا المنطق يعتبر التيار أن دعم أية دولة لهذا الفصيل او ذاك من المعارضة السورية لا يعني بالضرورة دعما للشعب السوري، لذلك يرى تيار التغيير الوطني عجز كل التشكيلات السياسية الناشئة، عن الوصول إلى مستوى تضحيات الشعب السوري البطل، إن كان بدعم الثورة أو بتمثيلها لأهدافها وإيصال مطالبها للرأي العام العالمي، الأمر الذي أدى إلى فشلها وتحوّلها إلى عبء ثقيل على الثورة وساهم إلى حد كبير في تأخير الظفر بالحرية والتخلص من النظام (نظام بشار الأسد) المجرم’.

جاء ذلك فيما اعلنت الامم المتحدة الثلاثاء ان مؤتمر السلام الدولي حول سوريا المعروف باسم ‘جنيف 2′ سيعقد في بلدة مونترو السويسرية بسبب عدم وجود فنادق شاغرة في جنيف.

وقالت خولة مطر الناطقة باسم موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا الاخضر الابراهيمي ‘المؤتمر الدولي حول سوريا سيعقد في مونترو لاسباب لوجستية’.

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حدد الشهر الماضي موعد المؤتمر الذي تاجل عدة مرات منذ حزيران/يونيو، في 22 كانون الثاني/يناير.

وتشهد مدينة اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق اجتماعات للاطراف الكردية السورية تبحث مسالة توحيد الخطاب خلال مؤتمر جنيف-2، وذلك باشراف رئيس الاقليم مسعود بارزاني.

ووقعت مؤخرا خلافات بين المجلس الوطني الكردي السوري ومجلس الشعب لغربي كردستان، وصلت الى حد القطعية بعد اعلان حزب الاتحاد الديموقراطي، الذي يمثل التيار الرئيسي في مجلس الشعب لغربي كردستان، تاسيس ادارة محلية بشكل منفرد في شمال سوريا.

كما ادت هذه الخلافات الى اغلاق المعبر الحدودي المسمى سيمالكا بين اقليم كردستان العراق والمناطق ذات الاغلبية الكردية في سوريا.

ويدعم اقليم كردستان العراق الاحزاب الكردية السورية المنضوية تحت لواء المجلس الوطني الكردي السوري، في حين يعتبر حزب الاتحاد الديموقراطي الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني.

وقال بهجت بشير عضو المجلس الوطني الكردي السوري في تصريح لوكالة فرانس برس ان ‘اجتماعات الاحزاب الكردية بدأت امس الثلاثاء باربيل، وذلك عقب اجتماع عقد امس باشراف بارزاني’.

واضاف ان ‘هذه الاجتماعات هي من اجل توحيد البيت الكردي وخطابه السياسي في كردستان الغربية والاستعداد لمؤتمر جنيف بحيث تكون المشاركة الكردية قوية في هذا المؤتمر’.

كما اشار الى ان الاجتماعات تبحث ايضا معالجة الخلافات العالقة بين المجلسين الكردي وغرب كردستان. ويشارك في هذه الاجتماعات النائب الكردية في البرلمان التركي ليلى زانا، ورئيس بلدية ديار بكر التركية عثمان بايدر، المتواجدان في اقليم كردستان العراق منذ اكثر من اربعة ايام، وذلك بهدف تقريب وجهات النظر بين المجلسين.

وكان بيان لرئاسة اقليم كردستان العراق ذكر مساء الاثنين ان بارزاني استقبل وفدا من حزب الاتحاد الديموقراطي وجرى خلال اللقاء ‘التأكيد على المساعي المشتركة بهدف توحيد الخطاب الكردي ليتمكن الكرد من المشاركة في مؤتمر جنيف2 بخطاب قومي موحد’.

واشار البيان الى ان بارزاني اجتمع الأحد الماضي مع المجلس الوطني الكردي في سوريا ‘بهدف توحيد الخطاب الكردي’ قبيل مؤتمر جنيف-2 المتوقع عقده في 22 كانون الثاني/يناير.

إنفجار اللبوة: الأجوبة لدى حزب الله

لوسي بارسخيان

ما هي حقيقة الانفجار الذي وقع  في محلة صبوبا في خراج بلدة اللبوة في منطقة رأس بعلبك عند الثالثة من فجر الثلاثاء وما صحة المعلومات التي نفت وقوع اي ضحايا جرائه؟ اسئلة لن تجد جوابها الا عند حزب الله المسيطر أمنياً على المنطقة، وكل ما يقال بعده لا يتعدى كونه معلومات تقنية يمكن ان يقدمها الجيش اللبناني حول زنة المتفجرات والسيارة التي كانت تقلها، وتحليلات اعلامية يمكن الاسترسال بها بناء على المشهد في موقع الانفجار، ولكن من بعد مسحه من قبل خبراء حزب الله أولاً ونقلهم لضحاياه.

الشرطة العسكرية ومخابرات الجيش اللبناني لم تتسلم ساحة “زبود” كما عرف عنها احد رعاة المنطقة، إلا بعد مرور اربع ساعات من وقوع الانفجار. قبلها اقفل عناصر حزب الله المنطقة حتى امام الاجهزة الامنية ووسائل الاعلام، وشوهدوا في المنطقة مع سيارات الاسعاف التابعة للهيئة الصحية، والتي ذكر الراعي نفسه ان عددها كان سبعة. الامر الذي اكده لاحقا ايضا رئيس بلدية اللبوة رامز أمهز، مشيراً الى ان الصليب الاحمر اللبناني توجه ايضا الى موقع الانفجار لكنه منع من التقدم باتجاه السيارات المنفجرة فما لبث ان غادر المكان.

حتى شروق الشمس، كان الثابت الوحيد بين الاخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ان انفجارا وقع في المنطقة، لم يكن قد تبين بعد حجم الضرر الذي الحقه بحافلة فان لنقل الركاب وأربع سيارات، تفحم ثلاث منها كليا الى جانب الفان، وبقيت معالم سيارة واحدة ظاهرة وهي من نوع هوندا قديمة الطراز، فيما راحت الاجهزة الامنية تجمع اشلاء السيارات الاخرى التي تطايرت على مسافات متفاوتة وهي من انواع كيا، غراند شيروكي و  بي أم ، من دون ان تتوضح هوية السيارة المشتبه بتفجيرها، الا بناء لبيان صادر عن مديرية التوجيه في الجيش اللبناني والذي اشار الى ان السيارة المنفجرة هي الشيروكي، مناقضاً المعلومات الميدانية التي كانت تشير الى امكانية وجود المواد المنفجرة في سيارة الكيا.

 قيادة الجيش لم تحدد في بيانها كيفية وقوع الانفجار، وهل صحيح انه جاء عقب مطاردة لسيارة مشتبه بها من منطقة الفاكهة في شمال البقاع حتى صبوبا، وماذا عن المعلومات التي تحدثت عن تفجير عن بعد او عن انتحاريين كانا موجودين بداخلها؟

 وذكر بيان قيادة الجيش ايضا تضرر اربع سيارات موجودة في المكان، من دون ان يوضح طبيعة وجود هذه السيارات في منطقة يمكن ان يطلق عليها صفة  no man’s land. فهي تبعد نحو 7 كيلومترات عن مدينة اللبوة، في منطقة نائية لا يوجد فيها سوى غرفة باطون واحدة، ذكر انها مركز تبديل لعناصر حزب الله الذي يملك معسكراً في المكان، والطريق المؤدي الى المنطقة لا يسلكه نهاراً سوى قاصدي مقام النبي موسى على بعد اقل من كيلومتر في سفح الجبل، فيما يتجنب حتى اهل المنطقة سلوك طريقه ليلا تداركا لاي شبهة امنية. ما دفع الى التساؤل مجددا عن ما قاد السيارة المفخخة لسلوك هذه المنطقة التي يشكل تعريفها “الحزبي” بالمنطقة العسكرية سبباً كافيا لتجنب نقل المتفجرات عبرها.

 هذا الابهام الكبير الذي خلفه الانفجار، وشحّ المعلومات حوله، شأن معظم الحوادث الامنية التي تقع في المناطق الواقعة تحت سيطرة حزب الله، كان من الطبيعي أن يؤدي الى استرسال في التحليلات، والروايات المتداولة والتي بقيت تنتظر التأكيدات من الجهات المعنية سواء الامنية اللبنانية او الحزبية. ومنها امكانية ان تكون السيارة المفخخة والتي قال بيان الجيش اللبنانية انها من نوع شيروكي، قد دخلت الى الاراضي اللبنانية عبر عرسال واتجهت الى منطقة الفاكهة عبر الطرق الجبلية، قبل ان تصل الى اللبوة ويتم تعقبها من قبل عناصر الحزب. الا ان رئيس بلدية اللبوة رفض ان يتبنى هذه الرواية، مشيرا الى ان التحقيقات في انواع السيارات التي كانت موجودة في موقع الانفجار، والتعرف اليها من خلال رقم “الشيسي” يمكن ان يبين مصدر السيارة التي انفجرت، وهذا الامر مرتبط ايضا بنوعية المتفجرات وكمياتها”.

على صعيد آخر، وعلى عكس الاستهدافات السابقة للمناطق الواقعة تحت نفوذ حزب الله، غابت أجواء التوتر في المنطقة، وبدت مسترخية بعد استيقاظها باكرا على صوت انفجار كبير سمع صوته في القرى البعيدة. واختفت المظاهر الحزبية فور انتهاء المسح الميداني لموقع الانفجار، وسلم الامر الى الشرطة العسكرية ومخابرات الجيش التي كلفها مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر استكمال التحقيقات لمعرفة نوع السيارة وكمية المتفجرات.

 في بلدتي اللبوة وعرسال ايضا لم يرغب الكثيرون بالتحدث حول الانفجار، والكلام الوحيد لرئيس بلدية اللبوة دعا الى الحفاظ على السلم الاهلي آملا ان لا تكون السيارة المفخخة قد ارسلت من عند الجيران. واعرب عن اطمئنانه لاجراءات الامن الذاتي المتخذة على الصعيد الحزبي والشعبي والتي قال انها جنبت المنطقة كارثة، داعيا الى انتظار نتائج التحقيقات وعدم استباقها بالقاء الاتهامات. فأي تحقيق قصده رئيس البلدية، هل ذلك المطلوب من الدولة اللبنانية واجهزتها الامنية، ام ذلك الذي قبض عليه حزب الله، من خلال احاطته تفاصيل ما جرى بكتمان شديد.

وبينما كان الغموض يلفّ انفجار اللبوة، وكان الوزير محمد فنيش يتهم “التكفيريين” بالوقوف وراء الإعتداء، سقط صاروخان على مدينة الهرمل مصدرهما سوريا، أصاب احدهما موقعا عسكريا للجيش اللبناني ما ادى الى سقوط عدد من الجرحى اصابتهم طفيفة، كما سقط الصاروخ الآخر وسط البلدة ما ادى الى اصابة مواطن بجروح طفيفة، وأضرار في المحال التجارية.

براميل الأسد المتفجرة تحول حلب أشلاء

لوانا خوري

ايلاف

يستمر الطيران المروحي التابع للنظام السوري بقصف مدينة حلب عشوائيًا بالبراميل المتفجرة، ما أودى بحياة نحو 135 شخصًا حتى الآن.

لليوم الرابع على التوالي، تتساقط براميل النظام السوري المتفجرة على حلب، مودية بحياة العشرات ومتسببة بسقوط مئات الجرحى. وفي آخر تعداد للضحايا، قتلت هذه البراميل نحو 135 شخصًا حتى الآن.

مكتظة بالقتلى

قال الناشط أبو الحسن مارع فى حلب والمرصد السورى لحقوق الإنسان إن الطائرات الحربية استهدفت بعض الطرق والقطاع الشرقي من حلب بأسلحة آلية ثقيلة صباح اليوم الأربعاء، وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من مائة شخص حتى الآن. وقال نشطاء المعارضة السورية في حلب إن الهجوم المستمر هو الأسوأ  حتى الآن، وإن النظام يحاول سحق المعارضة فى هذه المدينة قبيل مؤتمر جنيف-2.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن المستشفيات في حلب مكتظة بالقتلى والمصابين، بعد موجة مستمرة من القصف الجوي العنيف والمتواصل، ما أدى إلى مقتل ما يزيد على 100 مدني، محذرةً من أن قصف الطيران السوري المستمر والعشوائي للمدينة يتسبب بأضرار لا حصر لها في المناطق المأهولة بالسكان.

وأشارت المنظمة إلى أن عددًا كبيرًا من جثث القتلى وضع أمام باب المستشفيات، ليتسنى لأقربائهم أخذها ودفنها، خصوصًا أن غالبية مستشفيات حلب أصيبت بأضرار وتعمل فوق طاقتها وتكتظ بالقتلى والمصابين.

وأفاد المرصد السوري عن مقتل 135 شخصًا على الاقل بينهم عشرات الاطفال في الغارات التي يشنها منذ الاحد طيران النظام السوري على احياء المعارضة في مدينة حلب. وأشار المرصد الاربعاء الى أن القصف الجوي الدامي والمركز يتواصل مستهدفًا أحياء في شرق المدينة وشمالها.

قصف عشوائي بالمروحيات

ونقلت تقارير عن ايتور زبالغوجيزغوا، منسق أطباء بلا حدود في سوريا، قوله أمس الثلاثاء: “استهدفت طائرات هليكوبتر على مدى الايام الثلاثة الماضية مناطق مختلفة في حلب، منها مدرسة وملتقى طرق الحيدرية حيث ينتظر الناس حافلات النقل العام،  فسقط العديد من القتلى والمصابين خلال هذا القصف، ووضعت جثث القتلى على أبواب المستشفيات لعدم وجود مكان لهم داخلها، وليتمكن أهاليهم من أخذهم ودفنهم”.

اضاف: “كثيرًا ما تؤدي الهجمات المتكررة إلى الفوضى، وتزيد صعوبة علاج الجرحى، ومن ثم تزيد اعداد الوفيات، كما تواجه الطواقم الطبية قرارات صعبة، عندما يتلقون عددًا كبيرًا من المصابين في نفس الوقت”. ودعا زبالغوجيزغوا الأطراف المتنازعة إلى تحييد المدنيين والبنية التحتية، وتجنب استخدام الأسلحة بصورة عشوائية في المناطق المأهولة بالسكان.

قصف على حماه

وكما في حلب، تتعرض حماه للقصف العشوائي، إذ نقلت تقارير صحفية أنباء عن وقوع انفجارات ضخمة في حماه، خلفت عشرات الجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال، غصت بهم المستشفيات. وقد نتجت هذه الاصابات عن قصف مدفعي عشوائي من قوات النظام السوري، فاجأ الحمويين في ساعات الصباح الأولى، وخصوصًا في عقرب بريف حماه الجنوبي.

كما أفيد عن قوع قتلى وجرحى في قصف براجمات الصواريخ على قسطون في سهل الغاب بريف حماه، فيما تزايدت أعداد القتلى والجرحى بسبب غارات جوية عنيفة على العقيربات ومسعود بريف حماه الشرقي، ما أدى إلى دمار هائل في المنازل. وافيد أيضًا عن عودة القصف على قلعة المضيق والحويقة بالريف الغربي.

وقالت شبكة سوريا مباشر إن جيش النظام يستهدف منذ صباح اليوم الأربعاء بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون المباني السكنية في حي الوعر، من مواقعه في الكلية الحربية، وإن الحرائق تشتعل في مدينة المعارض في الحي.

الجيش السوري الحر يشكو التهميش لصالح المجموعات المتشددة

واشنطن مستعدة لمحاورة «الجبهة الإسلامية» وباريس متمسكة بـ«هيئة الأركان»

باريس: ميشال أبو نجم بيروت: نذير رضا

شكا مصدر رفيع في أركان الجيش السوري الحر من أن قطع الإمداد عن الأركان سوف يجعلها بلا حول ولا قوة أمام تعاظم نفوذ الحركات المتشددة. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن عمليات الدعم العسكري توقفت بشكل شبه كامل منذ أشهر. وحمل المصدر بعض الحلفاء، من دون أن يسميهم، مسؤولية التخاذل في دعم «الحر»، مقابل دعم حلفاء آخرين لتنظيمات مناوئة.

ويلقي تقرير أعدته «الشرق الأوسط» الضوء على حجم الاستهداف للحر، بدءا باغتيال قادته، وصولا إلى تهميش الرعيل الأول من هذه القيادات التي غابت جميعها عن الساحة بعد نحو 3 سنوات من بدء الأزمة، حيث فضل بعضهم الهجرة نحو أوروبا خشية الدخول في الاقتتال الداخلي.

من جهة أخرى, خطت باريس في اتجاه مناقض لواشنطن التي تتجه نحو الحوار مع «الجبهة الإسلامية» السورية المعارضة، وذلك بالتأكيد على استمرارها في دعم «الجيش السوري الحر» الذي يتعرض لضغوط داخلية وخارجية، وسط مخاوف قادته من وجود «قرار كبير» بتصفية الجيش الذي يتناقص نفوذه لصالح حركات راديكالية إسلامية.

                      وأكدت الخارجية الفرنسية أنها «مستمرة» في إيصال المعدات «غير القاتلة»، ولن تحذو حذو واشنطن.

أما في موضوع الحوار مع «الجبهة الإسلامية»، فقد أكد رومان نادال، الناطق باسم الخارجية أمس أن بلاده تعد الائتلاف الوطني السوري المحاور الشرعي.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن حماس تفرض ضريبة على جميع السلع. وأضافت: «كانت تتقاضى نحو نصف دولار من أصل 80 سنتا هي سعر لتر البنزين عن كل لتر، و8 سنتات عن كل علبة سجائر، و15 دولارا عن كل طن حديد، و10 عن كل طن إسمنت»، «وتفرض ضريبة تصل إلى 25% و2000 دولار عن كل سيارة بدل إذن دخول». كما تقتطع ضريبة من دخول العمال في الأنفاق.

«الجيش الحر» يخشى قرارا بتصفيته بعد تضاؤل الدعم وتنامي نفوذ الإسلاميين

الأميركيون يسعون إلى حوار مع «الجبهة الإسلامية».. والائتلاف يتواصل معها

لندن: ثائر عباس بيروت: «الشرق الأوسط»

كررت الولايات المتحدة استعدادها للقاء ممثلين عن «الجبهة الإسلامية» التي باتت تسيطر على الواقع الميداني في الشمال السوري، في حين شكا مصدر رفيع في أركان الجيش السوري الحر من أن قطع الإمداد عن الأركان سوف يجعلها بلا حول ولا قوة أمام تعاظم نفوذ الحركات المتشددة التي تسعى إلى السيطرة على الأرض والقرار في المناطق الشمالية.

وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»، إن عمليات الدعم العسكري توقفت بشكل شبه كامل منذ أشهر حتى باتت الأركان مضطرة لـ«الشراء من السوق المحلية»، موضحا أن موفدين كانوا يحاولون شراء الذخائر والأسلحة من الداخل السوري بعد أن قطعت عنهم الإمدادات من الخارج بشكل شبه كامل. وحمل المصدر بعض الحلفاء، من دون أن يسميهم، مسؤولية التخاذل في دعم «الحر»، مقابل دعم حلفاء آخرين لتنظيمات مناوئة.

وحذر المصدر من أن تراخي كتائب الحر أمام تنامي نفوذ «الجبهة الإسلامية» والتنظيمات المتشددة الأخرى سببه شعور كبير بالإحباط، متسائلا عما إذا كان هناك قرار كبير بإنهاء الجيش الحر الذي يتحمل وزر هجمات النظام وحلفائه في إيران وحزب الله وغيرهم، ليجد نفسه تحت رحمة من يفترض بهم أن يكونوا حلفاء له يشاركونه الهدف نفسه.

وفي حين أكدت مصادر سوريا معارضة لـ«الشرق الأوسط» أن مساعي أميركية حثيثة تبذل من أجل تأمين لقاء على مستوى عال بين السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد ومسؤول ملف سوريا في الخارجية البريطانية في إسطنبول، قالت هذه المصادر إن اتصالات غير مباشرة تجري بشكل حثيث وقد تفضي إلى نتائج. وأشارت إلى أن ما يؤجل اللقاء حتى الساعة هو حذر الجبهة وخشيتها من اتهامات معارضين متشددين لها بسبب «التعاون مع الغرب». وأعلن أمس وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بلاده لم تلتق بممثلين عن الجبهة الإسلامية في سوريا، لكن من الممكن عقد مثل هذا الاجتماع لتعزيز تمثيل جماعات المعارضة المعتدلة في محادثات مقبلة ترمي إلى وقف الحرب السورية. وقال كيري في مؤتمر صحافي بمانيلا: «لم تجتمع الولايات المتحدة حتى الآن مع الجبهة الإسلامية لكن من الممكن أن يحدث هذا».وأضاف: «تبذل جهود حاليا من قبل كل الدول الداعمة للمعارضة السورية والتي تريد توسيع قاعدة المعارضة المعتدلة وقاعدة تمثيل الشعب السوري في مفاوضات جنيف 2».

وفي المقابل، لم يدفع توتر الأوضاع الميدانية بين الجيش السوري الحر و«الجبهة الإسلامية» المعارضة السياسية إلى قطع علاقتها مع فصائل «الجبهة». ويؤكد عضو المجلس الوطني المعارض، عبد الرحمن الحاج لـ«الشرق الأوسط» أن «جميع قوى المعارضة من ائتلاف ومجلس وطني تنظر إلى الجبهة باعتبارها جزءا من القوى الثورية الساعية إلى إسقاط النظام السوري».

ويوضح الحاج أن «الاتصالات لا تزال مستمرة بين المعارضة والجبهة، لا سيما أن الكثير من مكوناتها كانت جزءا من الجيش الحر»، ملخصا نقاط الخلاف بينها وبين الحر بقوله إن الجبهة «أبدت اعتراضها على آلية توزيع السلاح على خلفية قيام هيئة الأركان بمنح كميات كبيرة من الأسلحة إلى الفصائل المحسوبة على أطراف دولية».

وأشار الحاج إلى «حصول مفاوضات من أجل إعادة هيكلة هيئة الأركان، لكن سقف مطالب الجبهة كان مرتفعا، ما أدى إلى عدم التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين». ونفى أن يكون للجبهة «اعتراض على شخص رئيس هيئة الأركان في الجيش الحر اللواء سليم إدريس»، لكنه قال إن اعتراضها هو على الشخصيات القيادية التي تضطلع بمهام التنسيق بين قيادة الأركان والفصائل العسكرية، إضافة إلى اعتراضها على آلية اتخاذ القرار، والتي غالبا ما تهمشها، رغم ثقلها الميداني».أكثر من ذلك، تنظر «الجبهة الإسلامية»، وفق الحاج، إلى «آلية عمل هيئة الأركان بوصفها غير فاعلة وبطيئة وغير متوازنة، عدا عن وجود فساد ومحسوبيات داخلها».

وكانت الجبهة الإسلامية قد أصدرت بيانا في الفترة الأخيرة أعلنت بموجبه انسحابها من هيئة الأركان لأنها «معطلة عن العمل أو التمثيل منذ فترة». كما أشارت إلى أن «انتسابها إلى الهيئة جاء في وقت كانت فيها مؤسسة تنسيقية مشتركة ضد النظام الأسدي من دون أن يكون لها تبعية لأي جهة أخرى سياسية كانت أو غير ذلك، بخلاف ما جرى الإعلان عنه أخيرا من تبعية الأركان للائتلاف».

وبعد انتخاب هيئة الأركان في الجيش السوري الحالية، في الشهر الأخير من عام 2012، أعيد تشكيل هيكلية الجيش المعارض، وانضم قياديو «الحر» السابقون إلى تشكيلات جديدة، حمل معظمها أسماء الجبهات أو المجالس العسكرية. ويقول ضابط منشق رفع الكشف عن اسمه: «أكثر ما يحزنني في هذا الوقت، منح الإنجازات إلى الكتائب المقاتلة، من غير أدنى إشارة إلى الجيش السوري الحر الذي كان يمثل كل السوريين، وتضم هيئة أركانه مختلف الفصائل المقاتلة، باستثناء الإسلامية المتشددة». هذه التسمية، برأيه «اعتراف مباشر بأن دور الجيش السوري الحر بات هامشيا»، عادا أن ذلك «يسهم في تفتيت الكيان العسكري المعارض، الذي وجد ليكون مقابلا للجيش السوري النظامي». ويأسف لـ«فتح هذا التفتت الباب أمام صعود المتشددين وبسط نفوذهم، تمهيدا لإدانة المعارضة في وقت لاحق ووسمها بالإرهاب والتطرف، ما يعود بفائدة أمام النظام ويسهل له التسوية على المعارضة في المحافل الدولية».

ولا يتردد ضباط سابقون في الكشف عن أن السيطرة الآن في الشمال، تعود إلى مقاتلي «الأمر الواقع»، في إشارة إلى المتشددين، رغم أن آخرين يعدون ذلك «مبالغة بحجم الإسلاميين وسيطرتهم». يقول العقيد أحمد حجازي، رئيس أركان الجيش السوري الحر السابق، الذي انضم إلى الإسلاميين، إن واقع هؤلاء «يصور على غير حقيقته»، مشيرا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الإسلاميين «ليسوا الغول الذي سيأكل الجميع، رغم وجود الاستثناءات، كونهم من فئات الشعب السوري»، متهما بعض قيادات الجيش السوري الحر التي تولت القيادة «بمسؤوليتها عن تلاشي دور الجيش الحر»، مضيفا: «هذا ما حذرنا منه في البداية.. وتحقق».

ويرجع حجازي اختفاء الجيل الأول من القادة الميدانيين، إلى انتخابات هيئة الأركان في أنطاليا، التي أثمرت انتخاب اللواء سليم إدريس رئيسا لها. يقول: «كان موقفنا واضحا بأن الجيوش لا تبنى بالانتخابات مثل البرلمان، كونها لا تلحظ الرتب العسكرية»، عادا أن ذلك «كان انقلابا علينا، بهدف إبعادنا، ويشبه إلى حد كبير انقلاب حزب البعث في عام 1963». وكان قائد «الحر» في تلك الفترة العقيد رياض الأسعد، عد أن تشكيل هيئة الأركان انقلابا على القيادة العسكرية للمعارضة في ذلك الوقت.

ووقعت ست من الجماعات السبع التي تضم «الجبهة الإسلامية» بيانا مشتركا مع فصائل أخرى في أواخر شهر أكتوبر (تشرين الأول) أعلنت فيه أن «جنيف 2» هي مؤامرة وحذرت فيه بأن المشاركين من الثوار سيحاكمون بتهمة الخيانة أمام محاكم ثورية.

لكن الحاج يؤكد أن «الجبهة الإسلامية موافقة على المشاركة في المؤتمر المزمع عقده نهاية الشهر المقبل، بهدف التوصل إلى حل سياسي لأزمة سوريا، لكنها تعترض على الظروف الحالية للوضع السوري الراهن وغير المشجعة على عقد المؤتمر».

ويعرب الحاج، وهو خبير في الحركات الإسلامية، عن اعتقاده أن «الولايات المتحدة الأميركية تبدي مرونة في التنسيق مع الجبهة والتحاور معها، كما توافق على مشاركتها في مؤتمر جنيف 2»، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الائتلاف لا يمانع مشاركتها أيضا «بعدها في الصف ذاته مع الائتلاف». وكانت الجبهة قد أبدت في ميثاقها استعدادها لـ«للتعامل مع الفاعلين الدوليين طالما أنهم لا «يظهرون أي عداوة أو خصومة تجاهها».

في موازاة ذلك، ينفي الحاج أي علاقة للجبهة بتنظيم القاعدة رغم «استخدامها بعض التكتيكات والخبرات العسكرية المعروف عن (القاعدة) استعمالها»، لكنه يؤكد أنها «آيديولوجيا وعقائديا بعيدة عنه تماما»، مشيرا إلى أن تصريحات رئيسها حول عدم قتاله لـ«القاعدة» هو «تصريح تكتيكي»، إذ إن فتح معركة مع تنظيمات متشددة مرتبطة بـ«القاعدة» على غرار «داعش» و«النصرة» ستفتح الباب على مشكلات غير محسوبة.

ولا ينكر الحاج «وجود سلفيين في صفوف الجبهة ذات التوجه الإسلامي الواضح والتي أعلنت بموجب ميثاق تأسيسها توجهها لإقامة دولة إسلامية»، لكنه يعرب عن اعتقاده أن وجهة نظرها هذه لن تفرضها على باقي المكونات لأنها تقاتل من أجل إسقاط النظام بخلاف «داعش» و«النصرة» اللتين تقاتلان لبناء نموذج دولة إسلامية، مرجحا اندلاع مواجهات بين «الجبهة» وكل من «داعش» و«النصرة» في وقت قريب.

مقاتلون في الجيش الحر «يعتكفون» عن الميدان لتجنب «التصفيات» و«قتال الإخوة»

ضباط الرعيل الأول يشعرون بالإحباط والتهميش

بيروت: نذير رضا

آثر المقدم المظلي المنشق خالد الحمود الابتعاد عن المشهد الثوري في سوريا، و«الاعتكاف» عن العمل العسكري، بعدما «اختلط الحابل بالنابل» في البلاد. فالضابط الذي تولى لمدة عام تقريبا موقع الناطق باسم الجيش السوري الحر، هالته الانقسامات الداخلية التي عمت المعارضة، وسط اتساع نفوذ الإسلاميين في شمال سوريا، وتعرض قيادات معتدلة للاغتيال أو التهميش.. ففضل الابتعاد «ريثما يتضح المشهد»، انطلاقا من قناعة عنده بأنه خرج «لقتال النظام السوري فقط»، قائلا: «لست بصدد رفع السلاح بوجه أي سوري آخر».

وحال الحمود تشبه حال كثيرين ممن انشقوا في بدايات الثورة السورية عن الجيش، بعد أسابيع قليلة على انطلاق الحراك ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 15 مارس (آذار) 2011. ورغم إصرارهم على الاحتفاظ بموقعهم المعارض، فإن الاقتتال الذي تشهده البلاد، وانفجر أخيرا بسيطرة فصيل معارض على مستودعات قيادة الأركان في الجيش السوري الحر شمال سوريا، دفعهم لاتخاذ موقع الحياد، رغبة في عدم الانخراط في اقتتال داخلي «لن يؤدي إلا لشرذمة الثورة، وإضعافها أكثر» كما يقول الحمود. وفيما ابتعد بعض الضباط والقياديين عن العمل الثوري، تعرض آخرون للاغتيال، بينما هاجر آخرون إلى بلاد أوروبية.

ويقول الحمود لـ«الشرق الأوسط» إنه اختار الاعتكاف «لأنني قررت منذ البداية الثورة على النظام فقط». يحزنه الآن انقسام الفصائل، واقتتالها. يقول إن البعض «يضخم ممارسات الإسلاميين»، في حين «يسجل لبعض المعتدلين أيضا انقسامهم، وعملهم، من غير قصد، على إضعاف الثورة وتحييدها عن مسارها الصحيح الهادف إلى إسقاط النظام». يختصر الواقع بالقول: «الفساد والرغبة بالسلطة ليس مقتصرا على طرف دون الآخر. في كل فصيل (سوسة).. ويساهم هؤلاء في زيادة شرذمة المعارضة».

وسط هذه الفسيفساء لم يجد حمود حلا أبلغ من الاعتكاف. يقول: «لست بصدد رفع سلاح بوجه أي سوري في ظل الانقسامات، ولن أنحاز لطرف دون الآخر، أو أغطي على ممارسات بعض المنتهكين لمبادئ الثورة. كما أنني فضلت الابتعاد في ظل التصفيات على حسابات دينية أو سياسية». وهو ما بات رائجا في شمال سوريا، حيث يعتقل قياديون، ويقتل آخرون، وتمارس ضغوط على ناشطين ميدانيين وقادة ميدانيين قاتلوا في صفوف الجيش السوري الحر. وسجلت خلال الفترة الماضية هجرة قادة كثيرين إلى خارج سوريا. كان العميد الركن مصطفى الشيخ من أبرز الذين هاجروا إلى السويد، وكان الشيخ أرفع رتبة عسكرية بين المنشقين حتى عام 2012. ومعروف بأنه رجل عسكري علماني، واختار الهجرة بعد «بدء الإلغاء والاقتتال على خلفيات طائفية في البلاد».

وغاب قادة كثيرون برزوا في بدايات الثورة عن المشهد العسكري الحالي. ينفي اللواء الطيار محمد الفارس الذي كان من أوائل المنشقين، أنه معتكف، رغم ابتعاده عن العمل العسكري وإقامته في إسطنبول. يقول لـ«الشرق الأوسط» إن كثيرين «مارسوا ضغوطا كبيرة علينا بهدف إبعادنا». ويشرح: «الضغط ليس مباشرا، لكنه أسلوب لطيف لتهميشنا، بحيث لم يتجاوب أحد معنا، وأقصينا ماديا ومعنويا، فضلا عن الدعم بالسلاح، ما اضطرنا للابتعاد». ولا ينفي الفارس أن شخصيات عسكرية نافذة ميدانيا «حاربتنا بشكل كبير».

ويقول أحد زملائه المنشقين لـ«الشرق الأوسط» إن الفارس المقيم في إسطنبول، يعاني أزمة مالية خانقة، بعدما صرف ما كان بحوزته في بداية انشقاقه والمشاركة في الأعمال العسكرية ضد النظام.

العقيد أحمد حجازي، رئيس أركان الجيش السوري الحر السابق يبتعد عن العمل العسكري، مشيرا إلى «استثنائه من المهام العسكرية بعد تشكيل القيادة». ورغم «المشهد السوداوي الذي يطغى في البلاد، نتيجة الانقسامات وصراع الإخوة على مكاسب ونفوذ، وإلغاء بعضهم البعض»، فإن حجازي لا يشجع على الهجرة. يقول: «البلد بلدنا، وعزنا وقيمتنا في هذا البلد.. لن نتحول إلى غرباء ولاجئين، في حين لا يزال يؤمن الشعب السوري بضرورة إسقاط النظام، ونيله حريته».

«الحروب» المستمرة تستنزف قادة الجيش الحر الميدانيين

بعضهم قضوا في غارات جوية.. وآخرون اغتيلوا في المناطق

بيروت: «الشرق الأوسط»

استنزفت الحرب الدائرة في سوريا قادة الجيش الحر، حيث أسفرت المعارك عن مقتل عدد كبير من المقاتلين الميدانيين، واغتيال بعض القادة على يد قوات النظام حينا، وفصائل معارضة أخرى في المناطق الشمالية في ريفي حلب وإدلب.

ويعد الجيش السوري الحر الذي تشكل كإطار عسكري للمعارضة، أكثر الفصائل التي دفعت أثمانا نتيجة تحركها الميداني ضد النظام السوري؛ فقد اختطف مؤسس «الضباط الأحرار» المقدم حسين هرموش في العام الأول للأزمة من تركيا، حيث يقال إنه تعرض لتعذيب كبير أدى إلى كسر عموده الفقري، وتعرض مؤسس «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الأسعد لمحاولة اغتيال، نفذتها فصائل معارضة، نجا منها، وأسفرت عن بتر قدمه.

ويعد قائد «لواء التوحيد» في حلب عبد القادر الصالح، الملقب بـ«حجي مارع»، من أبرز القيادات العسكرية التي فقدها الجيش السوري الحر 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وذلك بعد أيام على إصابته البالغة جراء استهداف مبنى كان موجودا فيه بحلب، تردد أن تنظيم «الدولة الإسلامية في الشام والعراق» (داعش) مسؤولة عنه. وتعرض الصالح لأكثر من محاولة اغتيال، ووضع النظام السوري مكافأة مالية قدرها 200 ألف دولار لمن يعتقله أو يقتله.

كما أعلن ناشطون مقتل القيادي بلواء التوحيد في الجيش الحر يوسف العباس في العملية نفسها التي استهدفت اجتماعا لقادة اللواء في مدرسة المشاة في حلب. وفي 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلن الجيش الحر في درعا مقتل المقدم ياسر العبود، أحد أبرز القادة الميدانيين في المنطقة الجنوبية، خلال اشتباكات مع القوات النظامية. وأفاد المكتب الإعلامي للمجلس العسكري بسوريا، بأن العبود، قائد لواء الفلوجة – حوران، والمعروف بـ«أبو عمار»: «قتل في معركة ضد قوات النظام، وهو رئيس غرفة العمليات في محافظة درعا». ويعد العبود من أوائل الضباط المنشقين عن نظام الرئيس بشار الأسد. كذلك أعلنت مصادر تابعة للكتائب المقاتلة مقتل الضابط المنشق هيثم درويش خلال اشتباكات في معرة الارتيق غرب حلب.وفي ريف دمشق، أفيد بمقتل قائد لواء عباد الرحمن بالنبك عبد الكريم شريدة والقيادي في الجيش الحر أحمد طيارة في معارك مع حزب الله اللبناني، كما أفيد بمقتل قائد عمليات «الجيش الحر» في قارا العقيد المنشق سليم بركات في معارك مع الجيش السوري. كما أكدت مصادر عسكرية مقتل العقيد المنشق فواز محمد عز الدين، وهو قائد ميداني في «الجيش الحر» ببلدة النبك في القلمون.

وكان القيادي في كتائب الفاروق في شمال سوريا ثائر وقاص، من أشهر الذين تعرضوا للاغتيال على يد مجموعات معارضة أخرى. وقالت مصادر المعارضة آنذاك إن وقاص قتل بالرصاص في منطقة تسيطر عليها المعارضة في بلدة سرمين على بعد بضعة كيلومترات من الحدود مع تركيا.

وفي حلب، نعى المجلس العسكري للجيش الحر في المدينة مشعل أبو عبد الله أحد قياديي الجيش الحر وعضو المجلس العسكري في محافظة حلب على يد مجموعة مسلحة ببلدة خان العسل. وكان «أبو عبد الله» جزءا من غرفة عمليات خان العسل بحلب، واليد اليمنى للعقيد عبد الجبار العكيدي قبل استقالة الأخير من رئاسة «المجلس العسكري» في حلب.

وفي الحادي عشر من شهر يوليو (تموز) الماضي، قتل عناصر في «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» عضو المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر كمال حمامي، الملقب بـ«أبو باسل اللاذقاني»، في ريف اللاذقية، علما بأنه كان يعد واحدا من أبرز قادة الجيش الحر في اللاذقية.

النظام يواصل قصف حلب بالبراميل المتفجرة.. وتفجير انتحاري بدير الزور

وفاة طبيب بريطاني في سجونه بعد اعتقاله بتهمة مساعدة جرحى مدنيين

بيروت: «الشرق الأوسط»

أدت غارات جوية نظامية استهدفت مدينة حلب في شمال سوريا، إلى مقتل 18 شخصا على الأقل، في تصعيد متواصل لليوم الثالث على التوالي ضد الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، في حين فجر مقاتل معارض نفسه بسيارة مفخخة على حاجز «البانوراما» بالمدخل الجنوبي لمدينة دير الزور شرق سوريا. وأدى التفجير وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى «وقوع قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية». وأفاد المرصد بوقوع «اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في حي الجورة بدير الزور»، مشيرا إلى «أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين».

وفي حلب، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 18 شخصا بينهم طفلان وفتى وسيدة في قصف بالطيران الحربي النظامي على مناطق في حي الشعار في شرق حلب. وأشار المرصد إلى أن «القصف استهدف أحياء المعادي والقاطرجي وضهرة عواد، وتقع هذه الأحياء في الجهة الشرقية من مدينة حلب».

من جهتها، أوضحت شبكة «حلب نيوز» أن «القصف تركز قرب مبنى المواصلات والمنطقة المحيطة بمبنى السجن المركزي ومشفى الكندي ببرميلين متفجرات». كما أفادت الشبكة باستهداف مدينة «الباب» بريف حلب الشرقي ببرميلي متفجرات، إضافة إلى قصف حي «المعادي» في حلب القديمة قرب سوق «الخضار»، التي تكتظ عادة بالسكان المدنيين. وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب تصعيدا واضحا من قبل القوات النظامية هدفه «خلق الذعر بين السكان في هذه المناطق»، وفق ما أشار إليه المرصد السوري لحقوق الإنسان، موضحا أنه «عادة ما يكون القصف المتكرر ناتجا عن نية النظام التقدم»، لا سيما أن غالبية الأحياء المستهدفة تقع «على تماس» مع مناطق يوجد فيها النظام. وقتل عشرون شخصا أول من أمس في قصف «بالبراميل المتفجرة» ألقتها طائرات على حيين آخرين في المدينة، بحسب المرصد، وهم 12 بينهم أربعة أطفال في حي الإنذارات، وثمانية رجال في حي الأنصاري. ويقع الحيان في شرق المدينة. وتقع غالبية مناطق سيطرة المعارضين في شرق حلب، في حين يسيطر النظام إجمالا على الأحياء الغربية. وتتقاسم القوات النظامية ومقاتلو المعارضة السيطرة على أحياء حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا، إلا أنها تشهد منذ صيف 2012 معارك شبه يومية. وحققت القوات النظامية في الأشهر الماضية تقدما في ريف حلب، لا سيما باستعادته مدينة السفيرة الاستراتيجية جنوب شرقي حلب أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، إضافة إلى سيطرته على المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي (جنوب شرق) الذي لا يزال متوقفا عن العمل منذ نحو سنة بسبب المعارك.

وتزامن القصف الجوي مع وفاة الطبيب البريطاني عباس خان الذي كان يعمل متطوعا في مستشفيات ميدانية في سوريا في السجن بعد أكثر من عام على اعتقاله من قبل نظام الرئيس بشار الأسد، حسبما أعلنت عائلته أمس لإذاعة «بي بي سي». وأكد افروز خان، شقيق عباس أن «السلطات السورية كانت قد وعدت بإطلاق سراحه هذا الأسبوع قبل أن تعلن وفاته لوالدته الموجودة في سوريا منذ أربعة أشهر للمطالبة بإطلاق سراحه». وأشار إلى أن «شقيقه كان على استعداد للعودة للمنزل، وكان سعيدا وينتظر إطلاق سراحه بفارغ الصبر»، مشيرا إلى أنه «لم يتلق أي تفاصيل حول ظروف وفاة شقيقه». وأضاف: «نحن منهارون ومتأثرون جدا ونشعر بالغضب حيال وزارة الخارجية التي أبطأت خطواتها لنحو 13 شهرا». واعتقل عباس خان الذي يبلغ من العمر 32 سنة وهو جراح عظام في لندن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 في حلب من قبل القوات النظامية عندما كان متوجها لإسعاف جرحى مدنيين.

ولم تؤكد وزارة الخارجية البريطانية خبر وفاة الطبيب البريطاني، لكن الوزارة أعربت عن «قلقها الشديد من إعلان وفاة خان أثناء اعتقاله في سوريا».

حرج أوروبي من خطة واشنطن لفتح حوار مع «الجبهة الإسلامية» في سوريا

باريس مستمرة في تقديم المعدات غير القاتلة لـ«الحر».. وما زالت تعد الائتلاف ممثلا للمعارضة

باريس: ميشال أبو نجم

مرة جديدة تفاجئ الولايات المتحدة الأميركية شركاءها الأوروبيين المهتمين بشؤون الشرق الأوسط: المرة الأولى عندما تفاوضت سرا في مسقط مع رسميين إيرانيين بشأن ملف طهران النووي من وراء الخمسة الآخرين في مجموعة الست (الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى ألمانيا). والمرة الثانية عندما أعلنت استعدادها لفتح حوار مع ممثلين عن «الجبهة الإسلامية» بعد أن استبقت ذلك بالإعلان «مع بريطانيا» عن وقف تقديم المعدات العسكرية غير المميتة لقيادة أركان الجيش السوري الحر بحجة وقوع هذه المعدات تحت سيطرة «الجبهة الإسلامية».

وتبدو باريس الأكثر إحراجا اليوم، كما كانت الأكثر إحراجا عندما تراجع الرئيس الأميركي في الساعات الأخيرة عن توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري عقابا له على تخطيه «الخطوط الحمراء» واستخدامه السلاح الكيماوي على نطاق واسع في 21 أغسطس (آب) في ضاحيتين من ضواحي دمشق. ففي موضوع تقديم المساعدات غير القاتلة، قالت الخارجية الفرنسية إن باريس «مستمرة» في إيصال هذا النوع من المعدات ولن تحذو حذو واشنطن. أما في موضوع الحوار مع «الجبهة الإسلامية»، فقد أكد رومان نادال، الناطق باسم الخارجية أمس، أن بلاده تعد الائتلاف الوطني السوري المحاور الشرعي وتريد أن يكون لولب الوفد الذي سيمثل المعارضة في مؤتمر «جنيف 2» وفي مواجهة ممثلي النظام.

تقول المصادر الفرنسية إن الخطوة الأميركية «أملتها الواقعية السياسية»، وإن واشنطن «لا تجد حرجا في فتح حوار مع (الجبهة الإسلامية)، كما أنها لم تجد حرجا في التفاوض مع طالبان في أفغانستان» حتى على حساب الرئيس الأفغاني حميد كرزاي.

بيد أن باريس تنظر بكثير من التحفظ إلى المبادرة الأميركية، لأنها تعد نتيجتها الأولى إضعاف المعارضة المعتدلة التي تسعى مجموعة «أصدقاء الشعب السوري» لشد عضدها وتوفير الدعم لها. وتذهب باريس لحد القول إنه «لو توافرت لهذه المعارضة الدعم الكافي ولو حصلت قيادة أركان الجيش السوري الحر على السلاح الذي تحتاجه – لما كانت وصلت إلى هذا الوضع». وتضيف مصادر فرنسية أخرى، تحدثت إليها «الشرق الأوسط»، أن واشنطن «لم تنخرط أبدا وكفاية في الملف السوري» إلا عندما استعر الجدل بشأن استخدام السلاح الكيماوي. وقد تلقفت واشنطن المبادرة الدبلوماسية الروسية للهروب من الضربة العسكرية. لكن تخليها عن إبراز عضلاتها وتفضيلها الخيار الدبلوماسي شكلا، برأي باريس، «تحولا استراتيجيا» في مسار الحرب في سوريا، وهو ما نرى آثاره الميدانية اليوم. وينظر فرنسيا إلى هذه الخطوات على أنها تعبير عن «تخبط» وغياب رؤية واضحة للأزمة السورية ولما يمكن أن ينتج عنها. وبحسب مصدر أوروبي في باريس، فإن الجانبين الروسي والأميركي «يبحثان عن شخصية علوية مقبولة يمكن أن تكون الواجهة للمرحلة الانتقالية».

رغم ما تقدم، ترى جهات غير رسمية في باريس أن فرنسا «لن تستطيع البقاء جانبا وبعيدة عن الاتصالات في حال سارت فيها واشنطن حتى النهاية وتحولت جزءا من المعطى السياسي الجديد». وتعتقد هذه الجهات أنه سيكون مطلوبا من الجبهة «توفير ضمانات» لجهة برنامجها السياسي وقبول السير في «جنيف 2» ولجهة تصورها لسوريا المستقبل واحترام القيم الأساسية التي تؤمن بها القوى الغربية والتي تبناها الائتلاف في وثائق رسمية.

وحتى الآن، تبدو باريس متشائمة للغاية مما قد يخرج به المؤتمر المذكور بسبب ضعف المعارضة سياسيا وانقساماتها عسكريا وعدم قدرتها حتى الآن على لملمة الصفوف وافتقارها إلى الدعم المالي والعسكري الكافي وعدم حصولها على ما تطالب به منذ أشهر وهو الحصول على أسلحة نوعية تمكنها من مجابهة طيران النظام الحربي ودباباته. وبحسب باريس، فإن ميزان القوى في الوقت الحاضر لا يلزم الرئيس السوري قبول التخلي عن صلاحياته الرئاسية لمصلحة سلطة انتقالية تتولى الصلاحيات الحكومية والرئاسية والإشراف على الأجهزة طالما يتمتع بالدعم الروسي والإيراني غير المشروطين.

تركيا تنفي توريدها أطنانا من السلاح إلى المعارضة السورية

أنقرة: «الشرق الأوسط»

نفى وزير الدفاع التركي عصمت يلماظ أمس تقريرا نشرته صحيفة «حرييت» عن قيام بلاده بتسليم المعارضة السورية أسلحة قتالية، مؤكدا أن المعدات المذكورة هي بالأساس «بنادق صيد». وهو كان يتحدث خلال جلسة لمجلس النواب التركي مخصصة لمناقشة ميزانية عام 2014، إذ قال: «لم تسلم أي أسلحة عسكرية من تركيا لسوريا في عام 2013». واستندت «حرييت» في تقريرها إلى وثائق رسمية تركية ودولية تفيد أن تركيا سلمت مقاتلي المعارضة السورية منذ يونيو (حزيران) 47 طنا من الأسلحة والذخيرة. وأضافت أن مجموعات المعارضة السورية تسلمت في سبتمبر (أيلول) وحده 29 طنا من المعدات العسكرية مستندة في ذلك إلى بيانات إحصائية للأمم المتحدة عن تجارة البضائع وإلى المركز التركي للإحصاءات. لكن يلماظ الذي أفاد بأن كل التصاريح المتعلقة بتصدير الأسلحة هي من اختصاص وزارته، أكد أن أي وثيقة من هذا النوع لم تصدر خلال عام 2013. لكنه اعترف بتصدير «بنادق صيد» و«بنادق هواء» خلال الفترة ذاتها إلى سوريا، مشيرا إلى أن ذلك لا يتعارض مع القانون الدولي.

ونفت الحكومة التركية على الدوام تسليم أي شحنات أسلحة إلى المقاتلين المعارضين للرئيس بشار الأسد على رغم نشر معلومات في هذا الصدد في الصحف الدولية.

ورفض دبلوماسي تركي التعليق على ما نشرته «حرييت» مكتفيا بأن «تركيا لا تقدم أسلحة لأي مجموعة معارضة في سوريا».

الغرب يلمح للمعارضة السورية أن الأسد قد يبقى بمنصبه

عمان – أعلنت مصادر في المعارضة السورية أن الدول الغربية نقلت رسالة مفادها أن محادثات السلام التي ستجرى الشهر المقبل، قد لا تؤدي إلى خروج الرئيس بشار الأسد من السلطة، وأن الأقلية العلوية التي ينتمي اليها، ستظل طرفاً أساسياً في أي حكومة انتقالية.

ونقلت وكالة رويترز عن هذه المصادر قولها إن الرسالة نُقلت إلى قياديين في الائتلاف الوطني السوري أثناء اجتماع لمجموعة أصدقاء سوريا الأسبوع الماضي في لندن. وأضافت أن سببها هو اتساع نفوذ القاعدة وغيرها من الجماعات المتشددة واستيلائها على معبر حدودي ومستودعات أسلحة تابعة للجيش السوري الحر، قرب الحدود التركية.

وقال عضو كبير في الائتلاف، على صلة وثيقة بمسؤولين من السعودية، إن “أصدقائنا الغربيين في لندن أوضحوا أنه لا يمكن السماح بإبعاد الأسد الآن، لاعتقادهم بأن ذلك سيؤدي إلى حدوث فوضى وسيطرة الإسلاميين المتشددين على البلاد”.

وأشار إلى احتمال أن يجري الأسد انتخابات رئاسية عندما تنتهي مدته رسمياً العام المقبل، مضيفاً: “البعض كما يبدو، لا يمانعون حتى في أن يرشح نفسه مجدداً العام المقبل، متناسين أنه استخدم الغاز السام ضد شعبه”.

وقال دبلوماسيون وأعضاء في الإئتلاف إن التحول في أولويات الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا، من إبعاد الأسد إلى محاربة الإسلاميين المتشددين، يسبب انقسامات بين القوى الدولية الداعمة للانتفاضة السورية.

ومن شأن مثل هذه التسوية الدبلوماسية بخصوص المرحلة الانتقالية، أن تضيق خلافات الغرب مع روسيا التي حالت من دون قيام الأمم المتحدة بأي تحرك ضد الأسد، مثلما حدث عندما رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما توجيه ضربات جوية لسوريا في أيلول/سبتمبر الماضي، بعد اتهام قوات الأسد باستخدام الغاز السام. لكنها قد توسع اختلاف الرؤى مع حلفاء المعارضة في الشرق الأوسط في ما يخص طريقة التصدي للأزمة.

وفي علامة أخرى على الخلاف مع واشنطن، قال ناشطون في المعارضة السورية إن تركيا سمحت بعبور شحنة أسلحة إلى الجبهة الإسلامية في سوريا، وهي المجموعة التي استولت الاسبوع الماضي على معبر باب الهوى مع تركيا، وعلى أسلحة وعتاد أرسلها الغرب للمقاتلين غير الإسلاميين.

ووافق الإئتلاف على المشاركة في المحادثات، لكنه تمسك بمطلب ابتعاد الأسد عن الساحة فوراً. وقال دبلوماسي من الشرق الأوسط إن زعماء المعارضة يجب أن يتبنوا أفكاراً “خلاقة” لاسيما في ما يتعلق بقبول المشاركة في ترتيبات خاصة بمرحلة انتقالية يبقى فيها العلويون من أنصار الأسد في مواقع حيوية.

وقال الدبلوماسي “حتى يتسنى التوصل إلى اتفاق في جنيف يجد قبولاً لدى الولايات المتحدة وروسيا، سيتعين على المعارضة الموافقة على المشاركة في إدارة انتقالية، فيها وجود قوي للعلويين… الأسد قد يبقى رئيساً أو لا يبقى، لكن سلطاته ستتقلص على الأقل”.

وتابع “إذا رفضت المعارضة مثل هذا الاتفاق، فستفقد معظم الدول الغربية، ولن يبقى في صفها سوى السعودية وتركيا وليبيا”.

وقال شخص ثان من المعارضة السورية على صلة بالمسؤولين الاميركيين، إن واشنطن وروسيا تعملان على ما يبدو، على وضع إطار انتقالي، يحتفظ فيه العلويون بدورهم المهيمن في الجيش وأجهزة الأمن، لضمان عدم إنزال العقاب بطائفتهم، ولتشكيل جبهة موحدة لمقاومة تنظيم القاعدة مع ألوية المعارضة المعتدلة التي ستوجه لها الدعوة للانضمام إلى جيش تُعاد هيكلته.

وانتقد المعارض السوري المسؤولين الاميركيين والأوروبيين لمواصلتهم الحديث عن عدم وجود دور للأسد في مستقبل سوريا من دون أن يوضحوا كيف سينتهي دوره. وقال: “حتى إذا تم تهميش الأسد ورأس سني سلطة انتقالية، فلن يكون له سلطان، لأنه لا واشنطن ولا موسكو، ترغب في إنهاء هيمنة العلويين على الجيش وأجهزة الأمن”.

وقال مسؤول غربي رفيع إن روسيا والولايات المتحدة تناقشتا حول المسؤولين الحكوميين الذين يمكن الإبقاء عليهم في المرحلة الانتقالية، لكنهما لم تتفقا على أي برنامج عمل ثابت.

وأصدرت 11 دولة معارضة للأسد من الغرب والشرق الأوسط الأسبوع الماضي بياناً يحمل عمليته العسكرية مسؤولية صعود المتشددين الإسلاميين وإن كان يطالب المعارضة بالتمسك بقيم الديموقراطية.

وقالت مجموعة أصدقاء سوريا في بيان إن الاسلاميين “يقوضون عملية جنيف … ويهددون وحدة الأراضي السورية، بالإضافة إلى الأمن الدولي والإقليمي”.

وقال آفاق احمد، وهو مسؤول سابق في الاستخبارات السورية، تحول إلى صفوف المعارضة قبل عامين، وعلى اتصال بمسؤولين أميركيين وروس، إن موسكو ترغب أن يقود علوي الجيش في أي عملية انتقالية. وأضاف أن روسيا ليست متمسكة بالأسد، لكن الإبقاء على الجيش السوري خط أحمر بالنسبة لها، لأنها تدرك أن العلويين بما لديهم من خبرة في الجيش والأمن على مدى خمسة عقود، هم أفضل من يقاوم المتشددين الاسلاميين.

وختم بالقول “إن الحل السياسي يجب أن يكون تدريجيا ويتضمن قيادة جماعية”، موضحاً أنه إذا تأكد العلويون من أنه لا تهديد لحياتهم وممتلكاتهم، فإنهم سيقبلون برحيل الأسد، والصف الأول من قادته العسكريين”.

2013… عام أسود للصحافيين في العالم

نيويورك ـ مع النزاع السوري، والعدد القياسي للمراسلين المسجونين في تركيا، يقفل العام 2013 على حصيلة سوداء بالنسبة للصحافيين في العالم، بحسب لجنة حماية الصحافيين التي تشير مع ذلك إلى بعض التحسن قياساً إلى 2012.

وتلفت هذه المنظمة غير الحكومية التي تتخذ مقراً لها في نيويورك، إلى مقتل 52 صحافياً في 2013 أثناء ممارستهم مهنتهم، مقابل 73 العام الماضي.

ومع الحرب المستمرة التي أسفرت عن سقوط نحو 126 الف شخص منذ آذار/مارس 2011، تعتبر سوريا أخطر بلد بالنسبة للصحافيين للسنة الثانية على التوالي. وبحسب لجنة حماية الصحافيين، فقد قتل 21 مراسلاً صحافياً خلال هذا العام الذي أشرف على نهايته.

وقتل ستة صحافيين في مصر، وخمسة في باكستان، وأربعة في الصومال، وثلاثة في العراق، وثلاثة في البرازيل، واثنان في مالي وفي روسيا. وسجل سقوط قتيل هذا العام في كل من تركيا وبنغلادش وكولومبيا والفيليبين والهند وليبيا.

وللسنة الثانية على التوالي، تعد تركيا البلد الذي يُسجن فيه أكبر عدد من الصحافيين تليه مباشرة إيران والصين. فهذه البلدان الثلاثة تضم أكثر من نصف المراسلين الـ211 المعتقلين في العالم في العام 2013.

وقال مدير لجنة حماية الصحافيين جويل سايمون “إن وضع صحافيين في السجن، هو دليل على مجتمع غير متسامح وقمعي”.

ففي فيتنام ارتفع عدد الصحافيين المسجونين من 14 في 2012 إلى 18 حاليا، في خضم حملة قمع تستهدف المدونين، تبحسب المنظمة.

وأضاف سايمون “أن ارتفاع عدد الصحافيين المعتقلين في فيتنام ومصر أمر يدعو إلى القلق .. لكنه من المثير للصدمة فعلاً أن تكون تركيا البلد الذي يسجن أكبر عدد من الصحافيين للعام الثاني على التوالي”.

أما في سوريا، فإن عدد الصحافيين المعتقلين تراجع من 15 العام الماضي إلى 13 هذه السنة، لكن تم اختطاف نحو 30 مراسلاً أجنبياً في سوريا منذ بدء النزاع المسلح بينهم الاميركيان اوستن تايس وجيمس فولي، والفرنسيون ديديه فرنسوا وادوار الياس ونيكولا هينين وبيار توريس.

الجبهة الإسلامية ترفض لقاء وفد أميركي

سفير أميركي: نرفض مشاركة إيران بجنيف 2

قال السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد إن بلاده ترفض مشاركة إيران بمؤتمر جنيف 2 بشأن سوريا، وأكد أن موقف بلاده من الرئيس بشار الأسد لم يتغير. من جهة أخرى رفضت الجبهة الإسلامية السورية لقاء الجانب الأميركي بشأن التحضير لجنيف 2.

وأكد السفير الأميركي -في لقاء مع إعلاميين عرب في إسطنبول اليوم الأربعاء- أن دور إيران في الملف السوري كان سلبيا دائما، كما قال إن موقف بلاده من الرئيس السوري بشار الأسد لم يتغير وأن عليه التنحي.

من جهة أخرى، قال السفير الأميركي إن الجبهة الإسلامية السورية رفضت لقاء الجانب الأميركي في إسطنبول، في حين يستعد الائتلاف السوري المعارض للمشاركة في اجتماعات ثلاثية بجنيف تمهيدا لمؤتمر جنيف 2 الذي أكد الغرب أنه قد لا يفضي إلى خروج الرئيس السوري من السلطة.

وأعرب فورد -في تصريحات للصحفيين- عن تفاؤله بشأن مفاوضات مؤتمر السلام الدولي بشأن سوريا المعروف باسم “جنيف 2” والمقرر عقده في 22 يناير/كانون الثاني المقبل في بلدة مونترو السويسرية، بسبب عدم وجود فنادق شاغرة في جنيف.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قد أكد أمس أنه لم يُعقد أي لقاء مع ممثلين للجبهة الإسلامية التي تشكلت الشهر الماضي من عدة فصائل مقاتلة ضد النظام في سوريا.

وأضاف كيري -في مؤتمر صحفي في مانيلا مع نظيره الفلبيني ألبرت ديل روزاريو- أن عقد لقاء من هذا القبيل أمر وارد.

اجتماعات جنيف

وعلى صعيد التحضير لمؤتمر جنيف 2، يشارك الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في اجتماعات تمهيدية غدا الخميس بين الروس والأميركيين، وأخرى رسمية يوم الجمعة.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصدر سياسي في الائتلاف قوله إن رئيس الائتلاف أحمد الجربا يترأس الوفد في اجتماع المحادثات التحضيرية للمؤتمر بحضور مسؤولين من أميركا وروسيا.

وأضاف المصدر أن الجربا سيجتمع كذلك مع المبعوث الأممي للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي وكذلك مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، إضافة إلى ويندي شيرمان مساعدة وزير الخارجية الأميركية، وميخائيل بوغدانوف وغينادي غاديلوف مساعدي وزير الخارجية الروسي، على أن يلتحق فيما بعد ممثلو الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والدول المجاورة لسوريا إضافة إلى ممثلي دول الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.

وفي وقت سابق، أفادت مصادر مطلعة لوكالة رويترز بأن الدول الغربية نقلت لها رسالة مفادها أن مؤتمر جنيف 2 قد لا يؤدي إلى خروج الأسد من السلطة، وأن الأقلية العلوية التي ينتمي إليها ستظل طرفا أساسيا في أي حكومة انتقالية.

وتعزو المصادر نفسها ما جاء في الرسالة إلى اتساع نفوذ تنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات “المتشددة”، واستيلائها على معبر حدودي ومستودعات أسلحة تابعة للجيش السوري الحر “المعتدل” قرب حدود تركيا.

وقال عضو كبير بالائتلاف على صلة وثيقة بمسؤولين من السعودية “أوضح أصدقاؤنا الغربيون في لندن أنه لا يمكن السماح بإبعاد الأسد الآن، لاعتقادهم بأن ذلك سيؤدي إلى حدوث فوضى وسيطرة الإسلاميين المتشددين على البلاد”.

ولكن دبلوماسيين وأعضاء كبارا في الائتلاف السوري حذروا من أن التحول في أولويات الغرب وخصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا من إبعاد الأسد إلى محاربة الإسلاميين “المتشددين” يسبب انقسامات بين القوى الدولية الداعمة للثورة السورية.

وكانت دمشق قد أعلنت رسميا مشاركتها بمؤتمر جنيف 2 مؤكدة أنها لا تفعل ذلك من أجل تسليم السلطة، في موقف متناقض تماما مع مطلب المعارضة من المؤتمر وهو استبعاد الرئيس الأسد من العملية الانتقالية.

وكانت الأمم المتحدة ذكرت لدى إعلانها موعد مؤتمر “جنيف 2” أن هدف الاجتماع هو تطبيق الخطة التي اعتمدت في 30 يونيو/حزيران 2012 من قبل القوى الكبرى والدول المجاورة لسوريا أثناء أول مؤتمر، وهو “جنيف1″، الذي يقضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية بكامل الصلاحية.

تحذير سعودي

أما السعودية -التي لم تخف استياءها من السياسة الغربية تجاه سوريا- فقد حذرت من أن تلك السياسات التي تشمل إيران أيضا تنطوي على “مجازفة خطيرة”.

وجاء ذلك في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية للسفير السعودي لدى بريطانيا محمد بن نواف بن عبد العزيز آل سعود الذي قال “إننا نعتقد أن الكثير من سياسات الغرب حيال إيران وسوريا تجازف باستقرار الشرق الأوسط وأمنه”.

وتابع “هذه مجازفة خطيرة لا يمكننا لزوم الصمت حيالها ولن نقف مكتوفي الأيدي”، مؤكدا استعداد بلاده للتحرك بمفردها ومواصلة تقديم الدعم القوي على الصعيدين المالي والعسكري للمعارضة في سوريا في ظل عدم التحرك الغربي.

قتلى بقصف حماة بعد يوم دام بحلب

سقط قتلى وجرحى جراء قصف قوات النظام السوري قرى وبلدات في ريف حماة بعدما قتل نحو سبعين شخصا جراء قصف جديد لأحياء عدة في مدينة حلب. يأتي ذلك في ظل أوضاع إنسانية صعبة للسكان بسبب الظروف الجوية التي تمر بها البلاد.

وبحسب مركز حماة الإعلامي فإن الطائرات الحربية شنت غارات على قريتي مسعود وعقيربات في ريف حماة الشرقي، بينما قصفت المدفعية الثقيلة بلدة قسطون في الريف الغربي. وفي عقرب بالريف الجنوبي سقط جرحى من عائلة واحدة جراء سقوط قذيفة مدفعية على منزلهم.

من جهة أخرى قال مراسل الجزيرة إن نحو سبعين شخصا قُتلوا أمس الثلاثاء اليوم الثالث من القصف المستمر لقوات النظام السوري على أحياء في مدينة حلب، كما ذكر ناشطون أن طائرات مروحية استهدفت أحياء الصاخور والشعار والقاطرجي والحيدرية ببراميل متفجرة.

وأوضح المراسل أن مروحيات جيش النظام أمطرت أكثر من عشرة أحياء حلبية ببراميل متفجرة، وكانت حصيلة الموت والدمار الأكبر من نصيب حي الشعار -أكثر الأحياء اكتظاظا بالسكان شرقي حلب- حيث دمر مبنى سكني بالكامل على من فيه, وشمِل الدمار عشرات من المتاجر.

وأضاف أن معاناة أهل المنطقة لا تتوقف عند انتهاءِ الغارةِ الجوية حيث إن إزالة الأنقاض وانتشال الجثثِ من تحتها شكلت معاناةٌ أخرى لأهل المنطقة في ظل نقص شديد في الآليات اللازمة للعمل.

ويقول رجال الدفاعِ المدني الذين تولوا هذه المهام إن الخطورةَ الأكبر تكمن في احتمال قصف المكان مجددا أثناء العمل والبحث عن مفقودين تحت الأنقاض.

كارثة إنسانية

وحذر ناشطون في المدينة من وقوع كارثة إنسانية نتيجة كم الدمار الذي أحدثه القصف، وتوقعوا ارتفاعا كبيرا في عدد القتلى والجرحى بين المدنيين والأطفال، مؤكدين أن القصف أحدث هلعا بين السكان.

كما تواجه المشافي والنقاط الطبية مصاعب أخرى حيث أن أعداد القتلى والجرحى تعد بالعشرات، نتيجةَ القصفِ على الحي في ظل ضعف الإمكانات وقلة الكوادر والتجهيزات الطبية اللازمة والذي يؤدي إلى أن يتحول مصيرُ أصحابِ الحالاتِ الخطيرةِ إلى الموت.

من جهتها قالت منظمة أطباء بلا حدود -التي تقدم مساعدات طبية في المدينة- إن مستشفيات حلب أصيب كثير منها بأضرار وتعمل فوق طاقتها وتكتظ بالقتلى والمصابين.

كما أشارت من جهتها إلى مقتل ما يزيد عن مائة شخص وإصابة آخرين جراء “قنابل برميلية” أسقطتها طائرات مروحية للجيش النظامي السوري على حلب في هجمات استمرت يوم الثلاثاء لليوم الثالث على التوالي.

وقتل الأحد الماضي 125 شخصا بينهم عدد كبير من الأطفال في قصف بالبراميل المتفجرة نفذته قوات النظام على ستة أحياء في حلب على الأقل.

تطورات أخرى

وفي دير الزور أفاد مراسل الجزيرة اليوم بأن مقاتلي جبهة النصرة وفصائل إسلامية أخرى سيطروا على نقاط أمنية حساسة داخل المدينة هي حاجزا برج سيريتل وبرج بنك بيمو وكذلك برج آخر في حي الرشدية المطل على ما يعرف بالمربع الأمني لقوات النظام في المدينة.

وتظهر الصور الدمار الكبير الناجم عن الاشتباكات في المنطقة. من جانبها ردت قوات النظام بقصف أحياء مدينة الزور الخاضعة لقوات المعارضة.

وفي تطورات ميدانية أخرى أفادت شبكة شام الإخبارية بأن قوات النظام نفذت فجر اليوم قصفا مدفعيا على حي الوعر وأحياء أخرى في حمص القديمة، كما تحدثت عن قصف مدفعي مماثل استهدف بلدة سرمين بريف إدلب.

أما مجلس قيادة الثورة في دمشق فأفاد بأن قوات النظام استهدفت بالقصف مجمع القدم الصناعي جنوبي المدينة، كما تحدث عن اشتباكات على أطراف المنطقة بين الجيش السوري الحر وقوات النظام مدعومة بمقاتلين من حزب الله اللبناني.

ويأتي هذا القصف والأوضاع الصعبة في ظل عاصفة ثلجية تتعرض لها المنطقة منذ أيام، وأدت إلى تفشي الأمراض بين سكان مخيم أطمة السوري قرب الحدود السورية التركية، ودفعت إلى تغير أولويات النازحين، حيث تحولت من طلب معونات غذائية إلى طلب وسائل تدفئة وأدوية ورعاية طبية.

لاجئ سوري يروي قصة معاناته في روسيا

أشرف رشيد-موسكو

ترك سوريا بعد عام من بدء الثورة، كانت روسيا واحدة من خيارات قليلة متاحة، وصلها ليواجه فيها معاناة من نوع آخر، إنها الغربة، وقلة الحيلة، والسعي لتحصيل لقمة العيش.

عرّف نفسه باسم فتوح من مواليد حماة عام 1971 متزوج وأب لثلاثة أطفال، بدأ يروي قصته قائلا “قبل اندلاع الثورة كان لدي ثلاثة مطاعم في مسقط رأسي، وكنت ميسور الحال”.

غير أنه يضيف أنه لم يتحمل استمرار الأساليب القمعية التي استخدمتها السلطة لإخماد الثورة، من حواجز واعتقالات ومداهمات وما صاحب تلك الإجراءات من عنف وتنكيل بالمتظاهرين السلميين.

لكن قراره الحاسم بالمغادرة جاء بعد مظاهرة جرت في ساحة العاصي بحماة تحت شعار “جمعة أطفال الحرية”.

قرار الهجرة

قال فتوح وهو يحاول أن يستذكر ما حدث “مازال يحضرني المشهد، رأيت بأم عيني كيف فتح عناصر النظام والشبيحة النار باتجاه المظاهرة التي كانت سلمية مائة بالمائة” مضيفا “في ذلك اليوم ارتكبت قوات النظام مجزرة بشعة سقط على إثرها عشرات القتلى، حينها أدركت أنني لن أبقى في سوريا طالما أن هذا النظام على رأس السلطة”.

ساعده بعض الأصدقاء على السفر إلى روسيا، وتبين له هناك أن إيجاد عمل بالنسبة لأمثاله ممن لا يجيدون اللغة صعب جدا، لذا قرر بما يملك من مدخرات أن يفتتح مخبزا، وبدأت الأمور تسير بشكل مقبول، فأرسل في طلب زوجته وأطفاله للحاق به وبالفعل جاؤوا والتأم الشمل.

ويكمل فتوح “عشنا سويا في ظروف قاسية، كنا خمسة في غرفة صغيرة متواضعة، أرسلت أولادي للتعليم في المدرسة العربية الوحيدة في موسكو، وكانت نفقات التعليم تستنفد كل ما أجنيه تقريبا” غير أن الأمور ازدادت سوءا عندما تسلم إخطارا بإخلاء المخبز لعدم الترخيص.

ويوضح أنه حاول تدبر أمره لإيجاد حلول، فعمل طباخا بأحد المطاعم، ولكن تحت ضغط النفقات قرر بالنهاية إرسال أسرته إلى مصر بصفتها واحدة من دول قليلة كانت تستقبل اللاجئين السوريين بالرغم من ظروفها الاقتصادية الصعبة.

المأساة مستمرة

كان ذلك في عهد الرئيس مرسي، ثم وقع الانقلاب وتغير تعامل السلطات الجديدة مع السوريين، ويشرح ما جرى بعدها بقوله “تقدمت مرارا بطلبات للحصول على تأشيرة للحاق بأسرتي خاصة وأن زوجتي تعاني من مرض فقر الدم لكن دون جدوى، حينها بدأت أشعر بأنني أعيش في سجن كبير”.

وبالرغم من هذه الظروف، قال فتوح ممازحا “توجهت ذات مرة بطلب للحصول على تأشيرة، وقلت للموظف المسؤول بتودد (السيسي هو رئيسي) لعله يعطيني التأشيرة، لكن ذلك لم يسعفني، وطلبي قوبل بالرفض مجددا”.

وتابع -وهو يحاول أن يصف مشاعره- أن ما يعمق إحساسه بالغربة والوحشة أن كل شيء في روسيا صعب، فالحياة قاسية والأسعار خيالية والجو بارد “حتى الشمس التي اعتدنا على رؤيتها على مدار العام لا نراها هنا لشهور طويلة”.

وبكلمات حزينة، تحدث فتوح عما هو قادم بقوله “لست أعرف ما يخبئ لنا المستقبل، كنا نحلم بحل قريب، لكن مشاهدة الأخبار تجعلنا ندرك أن الأمور تزداد تعقيدا، والطريق ما يزال طويلا”.

رائحة الموت لا تغيب عن أهالي الحولة بسوريا

                                            يزن شهداوي-ريف حمص

يأتي الثلج ليغطي آثار المجازر والقصف على بلدة الحولة بريف حمص والتي لم تغب عنها رائحة الموت حتى في حال توقف سقوط القذائف عليها، حيث كان البرد كفيلا بقتل شابين أثناء محاولة دخولها.

ويقول الناشط أبو النور إن “العاصفة كانت عنوانا للموت ولا تختلف عن القذائف، حيث إنها أتلفت الحياة وحصدت ما زرعناه وزادت معاناتنا، ولم تكن بيدنا حيلة لنقي أنفسنا شرها”.

وأضاف أبو النور أن أهالي الحولة والنازحين إليها قبل بداية العاصفة وجهوا مئات النداءات الإنسانية للهيئات والمنظمات العاملة، ولكن لم يكترث أحد لحالهم.

ويقول إن العاصفة تحولت لكارثة حقيقية “تجسد معاناة إنسان في وطن جريح”.

حرق الأبواب

ويوضح الناشط بسام الحمصي أن الأخشاب -التي يعتمد عليها الأهالي في التدفئة- لم تعد موجودة، مما اضطرهم إلى فتح أربع مدارس ابتدائية -ينعدم الدوام فيها- وكسر أبوابها وإخراج المقاعد من داخلها ليستخدموا أخشاب الأبواب والمقاعد الدراسية كحطب للمدافئ لعله يقي أطفالهم ساعة من البرد.

ويسرد بسام قصة عن صديقه قائلا “صديقي تزوج منذ عام تقريبا، قام بحرق أبواب غرفة نومه الجديدة وأثاثها والأدوات الخشبية، وعند سؤالي له عن سبب قيامه بهذا قال إن الغرفة لا لزوم لها إذا مات هو وزوجته من البرد, وإن ساعة من الدفء تستحق حرق البيت كله”.

وتحدث بسام عن حرق الأهالي الفقراء والمعدمين ثيابهم للتدفؤ عليها, فعائلة أبو سامر التي تقيم في إحدى مدارس الحولة بسبب تهدم بيتها جراء قصف النظام حرقت ثياب أفرادها القديمة والصيفية لهذا الغرض.

وأضاف أن هذه العائلة تقوم حاليا بجمع الصناديق الكرتونية لاستخدامها في إشعال مدافئها البسيطة علّها تقي أجساد أفرادها من البرد الذي يفتك بهم.

نقص الطعام

وأفاد أبو خالد، وهو أحد سكان الحولة، بوجود نقص حاد في الطعام والشراب لدى الأهالي، وتحدث عن قيام المساجد هناك بالمناداة عبر المآذن لمن يملك زيادة في الطعام بأن يساعد العوائل الجائعة.

وكان أحد المساجد -منذ يومين- أبلغ عن وجود عائلة لم يأكل أطفالها شيئا منذ يومين.

ويضيف أبو خالد أن الأهالي عمدوا لاستخدام مآذن المساجد لهذا الغرض، بسبب عدم خروج الناس من منازلهم بسبب العاصفة الثلجية والبرد الشديد.

ويصف سماكة الثلج بأنها وصلت في الحولة إلى 15 سنتيمترا فوق الأرض، مما أدى لتقطع أغلب الطرقات في البلدة.

وقال إن سعر ليتر المازوت -الذي يندر وجوده- بلغ مائتي ليرة سورية

(1,5 دولار)

وكان المغتربون من أبناء البلدة أرسلوا مبالغ بسيطة لشراء المازوت لبعض الأهالي، ولكنه لم يكفِ عددا يذكر، بحسب أبو خالد.

وتزامنت العاصفة الثلجية مع قطع النظام للتيار الكهربائي عن البلدة. وبهذا الإجراء يضيق النظام حلقة الحصار والمعاناة على أهالي البلدة، ويمنعهم من التدفؤعلى المدافئ الكهربائية في ظل قصف مدفعي من قبل الجنود المتواجدين عند الحواجز.

ويناشد أهالي الحولة المنظمات الإنسانية والحقوقية الاهتمام بهذه الكارثة التي حلت بهم، وتوفير اللباس المناسب ومادة المازوت ودعم مادة الطحين، حيث وصل سعر ربطة الخبز في ظل العاصفة الثلجية إلى 250 ليرة سورية (دولاران).

فورد: لم ألتق الجبهة الإسلامية ولا دور للأسد بالمستقبل

شدد على ضرورة التنسيق بين كافة القوى المعارضة لحل الأزمة السورية

العربية.نت

نفى السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد لـ”العربية” الاجتماع بالجبهة الإسلامية، وقال: “الجبهة الإسلامية رفضت الجلوس معنا من دون ذكر الأسباب لذلك، ونحن مستعدون للجلوس معهم لأننا نتحدث مع جميع الأطراف والمجموعات السياسية في سوريا”.

وتعليقاً على القول إن مؤتمر “جنيف2” قد لا يؤدي إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد قال روبرت فورد “موقفنا ثابت منذ بداية الثورة، بشار الأسد فقد الشرعية بشكل كامل” مؤكداً أنه لا دور للأسد في المرحلة الانتقالية.

وقال فورد إن الائتلاف السوري المعارض هو الممثل الشرعي للشعب، مشدداً على ضرورة التنسيق بين كافة القوى المعارضة لحل الأزمة السورية.

ورداً على سؤال حول حرص أميركا على الاجتماع مع الجبهة في محاولة لاسترداد الأسلحة التي يقال إنهم استولوا عليها من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في محافظة إدلب قال “يوجد غموض حول الأهداف من الحصول على مستودعات الأسلحة في “باب الهوى” ولكننا لا نريد اتهام أي جهة حتى الآن”، مؤكدا وجود اتصالات مستمرة بهذا الشأن.

وأوضح أن الأنباء التي يتم تداولها عن صيغة حكم انتقالي في سوريا غير دقيق قائلاً “كيف يمكن الحديث عن تفاصيل الحكم في سوريا قبل انعقاد مؤتمر جنيف2 بحيث تكون هناك مناقشات بوجود وفد من النظام ووفد من المعارضة” مؤكداً عدم وجود أي تفاصيل تم الاتفاق عليها قبل عقد المؤتمر.

ونفى السفير الأميركي في سوريا عقد أي اجتماعات مع النظام السوري بحضور روسيا، وأضاف “هناك سلسلة من الاجتماعات مع روسيا للتحضير لمؤتمر جنيف2”.

قرار حاسم في “جنيف2”

وقال إن اجتماع “جنيف2” يوم الجمعة 22 يناير سيتم بحضور الدول الخمس الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن، والدول المجاورة لسوريا، والسعودية وإيران، وكذلك المانيا وإيطاليا وغيرها وشدد على أنه سيتم أخذ قرار حاسم.

وكانت مصادر أميركية رفيعةُ المستوى قالت في وقت سابق لقناة “العربية” إن السفير الأميركي لدى سوريا، روبرت فورد، سيجتمع للمرة الأولى مع ممثلين عن “الجبهة الإسلامية” السورية، في أنقرة بحضور ممثلين من بريطانيا وفرنسا وتركيا.

نقل المؤتمر إلى مدينة مونترو السويسرية

وأعلنت مصادر دبلوماسية أمس أن مؤتمر “جنيف2” بشأن سوريا سينقل إلى مدينة مونترو المجاورة بسبب حجوزات الفنادق في جنيف، مشيرةً إلى مشاركة 32 دولة حتى الآن، في حين أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أنه سيتخذ قراراً بشأن تحديد موعد زيارة موسكو، بعد اللقاء الثلاثي في جنيف، الذي سيجمع في 20 ديسمبر ممثلي روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة لبحث التحضيرات لعقد مؤتمر “جنيف2”.

وأفاد دبلوماسيون يشاركون في التحضيرات أمس أنه كان مقررا أن يعقد المؤتمر في مدينة جنيف السويسرية، لكنه سيعقد في النهاية في مدينة مونترو على بحيرة ليمان في سويسرا.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حدد الشهر الماضي يوم 22 يناير/كانون الثاني المقبل موعدا للمؤتمر الذي تأجل عدة مرات منذ يونيو/حزيران الماضي.

براميل النظام السوري المتفجرة تقتل 100 في حلب وحدها

مقتل قائد أحد أهم الألوية المسؤولة في جيش النظام عن قصف المدن السورية

دبي – قناة العربية

يقصف نظام الأسد لليوم الرابع على التوالي حلب بالبراميل المتفجرة موقعا العشرات من القتلى والجرحى، وما زالت حلب تعاني منذ ثلاثة أيام متتالية من القصف الذي أودى بحياة أكثر من 100 شخص وجرح مئات آخرين، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.

المنظمة التي تقدم إمدادات طبية للمدينة أضافت في بيان أن مستشفيات حلب أصيب كثير منها بأضرار وتعمل بالفعل فوق طاقتها وتكتظ بالقتلى والمصابين.

وقال منسق أطباء بلا حدود في سوريا إن طائرات الهليكوبتر استهدفت على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة مناطق مختلفة، منها مدرسة وملتقى طرق الحيدرية حيث ينتظر الناس حافلات النقل العام، وأضاف في بيان أنه كثيرا ما تؤدي الهجمات المتكررة إلى الفوضى وتزيد صعوبة علاج الجرحى ومن ثم تزيد أعداد الوفيات.

انفجارات ضخمة في حماة

وتستمر آلة قتل النظام في نشر الموت والدمار، حيث أفاد مركز حماه الإعلامي عن وقوع انفجارات ضخمة وعشرات الجرحى أغلبهم من النساء والأطفال غصت بهم المستشفيات في قصف مدفعي من قوات النظام في ساعات الصباح الأولى على عقرب بريف حماه الجنوبي، فيما أفاد المركز ايضا عن وقوع قتلى وجرحى في قصف براجمات الصواريخ على قسطون في سهل الغاب بريف حماه، فيما سقط قتلى وجرحى جراء غارات جوية للطيران الحربي على العقيربات ومسعود بالريف الشرقي مما أدى إلى دمار هائل في المنازل، في حين تجدد القصف على قلعة المضيق والحويقة بالريف الغربي.

وفي حمص أفادت شبكة سوريا مباشر أن جيش النظام المتمركز في الكلية الحربية يستهدف منذ الصباح بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون المباني السكنية في حي الوعر شمال غربي المدينة فيما تشتعل الحرائق في مدينة المعارض جراء القصف على حي الوعر.

مقتل قائد اللواء 156 صواريخ في ريف دمشق

فيما نقلت دائرة الإعلام في الحكومة السورية المؤقتة عن مصادر ميدانية في الجيش الحر مقتل العميد الركن محسن الموسى قائد اللواء مئة وستة وخمسين صواريخ في منطقة الضمير بريف دمشق، وهو ما اكدته صفحات مؤيدة للنظام السوري التي نعته بحسب الدائرة، ويعد اللواء 156 صواريخ احد اهم الألوية المسؤولة في جيش النظام عن قصف المدن السورية بصواريخ أرض أرض ويتمركز في منطقة الضمير شمال شرق مدينة دمشق.

قصف على ريف دمشق وغارة جديدة بحلب

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

تعرضت بلدات عدة في ريف دمشق إلى قصف مدفعي، الأربعاء، في الوقت الذي استمرت الغارات الجوية على أحياء تسيطر عليها المعارضة في حلب.

وقال “مجلس قيادة الثورة” إن مدينة الزبداني “تعرضت لقصف مدفعي عنيف استهدف الأماكن السكنية من الحواجز العسكرية في المدينة”.

في حين قصفت القوات الحكومية من مقرات الفرقة الرابعة معضمية الشام وداريا والمناطق المحيطة بها.

وقال المجلس “إن عشرات المنازل قصفت وسويت بالأرض أحياء كاملة مع سقوط نحو 30 قتيلا خلال الأيام الماضية”.

من جهة أخرى قال “اتحاد تنسيقيات الثورة” إن غارة جوية استهدفت بلدة عندان بريف حلب وإن الطيران يقصف مداخل المدينة بالرشاشات الثقيلة.

وقال “مركز حماة الإعلامي” إن انفجارات ضخمة أسفرت عن عشرات الجرحى أغلبهم من النساء والأطفال في بلدة قسطون بريف حماة.

من جهة أخرى استهدف الجيش الحر بعشرات قذائف الهاون معاقل القوات الحكومية داخل الفرقة 17 شمال مدنية الرقة.

فورد: مستعدون للقاء إسلاميين سوريين

أبوظبي – سكاي نيوز عربية

قال السفير الأميركي في سوريا روبرت فورد إنه مستعد للقاء كافة فصائل المعارضة السورية بما فيها الجبهة الإسلامية التي أكد أنه لم يلتق أحد من قياداتها حتى اللحظة.

وقالت قيادات داخل الجبهة لسكاى نيوز عربية في وقت سابق إن أيا من أعضائها لم يلتق بالسفير الأميركي “لا في اسطنبول ولا خارجها”.

وتضم الجبهة الإسلامية سبعة جماعات رئيسية لمقاتلي المعارضة ولا تعترف بسلطة المجلس العسكري الأعلى للجيش الحر بقيادة اللواء سليم إدريس.

وسيطرت الجبهة قبل أسبوع على مستودعات أسلحة للمجلس في شمال سوريا، مما دفع واشنطن ولندن لتعليق مساعداتهما العسكرية “غير الفتاكة” للمعارضة السورية.

من جانبه، نفى فورد للصحفيين في اسطنبول، ما تردد عن لقاء جمعه بالجبهة الإسلامية، لكنه أكد على استعداد بلاده للحوار مع كافة الأطراف في سوريا.

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد صرح الثلاثاء بأن بلاده مستعد لعقد اجتماع مع الجبهة لتعزيز تمثيل جماعات المعارضة المعتدلة في محادثات جنيف 2.

وتشكلت الجبهة الإسلامية في 22 أكتوبر الماضي وتضم “حركة أحرار الشام الاسلامية، وجيش الإسلام، وألوية صقور الشام، ولواء التوحيد، ولواء الحق، كتائب أنصار الشام، الجبهة الإسلامية الكردية”.

وتهدف الجبهة لإقامة “دولة إسلامية” في سوريا عقب إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

مسؤول فاتيكاني: نأمل من جنيف2 ضمان سلامة الاراضي السورية في بلد يتسع للجميع

الفاتيكان (10 كانون الأول/ديسمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

أعلن مسؤول فاتيكاني الثلاثاء عن الامل بأن يخرج مؤتمر جنيف2 الخاص بالأزمة السورية بضمانات حيال سلامة ووحدة الاراضي السورية في بلد يتسع للجميع، بمن فيهم الاقليات المسيحية

وقال رئيس المجلس الحبري، الكاردينال روبرت سارا لصحيفة أوسيرفاتوري رومانو، لسان حال الفاتيكان إن الكنيسة تأمل من المؤتمر الدولي، الذي سيلتئم في جنيف في الثاني والعشرين من كانون الثاني/يناير المقبل “ضمان سلامة الاراضي السورية مع اليقين على وجود متسع للجميع في سورية الغد، خاصة بالنسبة للاقليات بما في ذلك طوائفنا المسيحية”، على حد وصفه

وأشار الكاردينال سارا، العائد من زيارة إلى لبنان، إلى أنه “تلمس هناك مختلف الأوضاع بشأن تطورات مأساة الشعب السوري”. وذكر أن “الكنيسة والأب المقدس يتابعون ومنذ البداية تطورات الأزمة السورية ويعملون على تقديم المساعدات الانسانية ومن أجل إحلال السلام” هناك

وأبدى رئيس المجلس الحبري “الامل بأن تسمح جميع أطراف النزاع، إبتغاء للمصلحة العامة وفي أسرع وقت ممكن، بإنهاء جميع أعمال العنف لصالح سلام دائم ومتوافق عليه

135 قتيلا في ثلاثة ايام من الغارات الجوية على احياء المعارضة في حلب

بيروت (أ ف ب)

قتل 135 شخصا على الاقل بينهم عشرات الاطفال في الغارات التي يشنها منذ الاحد طيران النظام السوري على احياء المعارضة في مدينة حلب (شمال)، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

واشار المرصد الاربعاء الى ان القصف الجوي الدامي والمركز يتواصل مستهدفا أحياء في شرق المدينة وشمالها.

وقال المرصد اليوم ان حصيلة القصف الجوي على احياء طريق الباب والشعار والمعادي في شرق حلب الثلاثاء، ارتفعت الى 39 شخصا، هم 20 شخصا بينهم خمسة اطفال وثلاث سيدات في حي المعادي، و17 شخصا بينهم ثلاثة اطفال وسيدة في قصف “بالبراميل المتفجرة” في الشعار، اضافة الى فتيين قضيا في قصف على حي طريق الباب.

وتقع هذه الاحياء في الجهة الشرقية من حلب كبرى مدن الشمال السوري.

وكان 20 شخصا بينهم اربعة اطفال قتلوا الاثنين في قصف جوي على حيي الانذارات والانصاري، بحسب المرصد.

كما قتل الاحد 76 شخصا بينهم 28 طفلا في قصف “بالبراميل المتفجرة” استهدف ستة احياء على الاقل تسيطر عليها المعارضة في حلب، بحسب المرصد الذي اشار الى ان هذه الحصيلة هي من الاكثر دموية جراء قصف جوي منذ بدأ نظام الرئيس بشار الاسد باستخدام سلاح الطيران في المعارك ضد معارضيه قبل 18 شهرا.

وكانت منظمة “اطباء بلا حدود” اشارت امس الثلاثاء الى سقوط مئة قتيل خلال الايام الماضية في حملة القصف على حلب، مشيرة الى اكتظاظ في المستشفيات التي تفتقر الى تجهيزات وادوية.

واعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ان “الغارات الممنهجة” على حلب تكشف “عن حقيقة الموقف الذي يتبناه النظام من جنيف2 ومن أي حل سياسي”، في اشارة الى مؤتمر السلام المقرر عقده في سويسرا في 22 كانون الثاني/يناير المقبل، سعيا للتوصل الى حل للازمة.

والاربعاء، افاد المرصد في بريد الكتروني ان الطيران المروحي “قصف بالبراميل المتفجرة مناطق في حي مساكن هنانو (شرق) وفي محيط دوار الحاووظ قرب حي قاضي عسكر (جنوب شرق)”، بينما قصف الطيران الحربي “منطقة السكن الشبابي في حي الاشرفية (شمال)”.

واشار الى ان هذه الغارات ادت الى سقوط عدد من الجرحى، من دون ان يحدد عددهم.

وتشهد حلب معارك يومية منذ صيف العام 2012. ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على أحياء المدينة، وتمتد مناطق سيطرة المقاتلين بمعظمها في شرق حلب، بينما يسيطر النظام على الاحياء الغربية.

قطار السلام ينطلق من مونترو الى «جنيف2»: إعلان مبادئ ومفاوضات بين النظام والمعارضة

لندن – إبراهيم حميدي

قالت مصادر ديبلوماسية متطابقة لـ «الحياة» ان جهوداً تبذل للوصول الى «إعلان مبادئ» لتنفيذ بيان جنيف الاول، بتوقيع الجانبين الاميركي والروسي والامم المتحدة وممثلي الحكومة السورية والمعارضة بعد افتتاح مؤتمر السلام في مونترو قرب العاصمة السويسرية في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل، قبل انطلاق المفاوضات المباشرة في جنيف، مشيرة الى وجود مقترح لعقد لقاءات أمنية بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة ودول غربية قبل انطلاق المؤتمر.

ومن المقرر ان تستضيف جنيف لقاء لمجموعة العمل الخاصة بتطبيق البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الامن المتعلق بتسهيل مرور المساعدات الانسانية والبحث في تطبيق خطة العمل التي أقرتها الدول الكبرى ضمن مساعي تحقيق «اجراءات بناء ثقة» قبل انطلاق المؤتمر، بالتزامن مع بدء المبعوث الدولي – العربي الاخضر الابراهيمي لقاءاته مع اطراف المعارضة السورية قبل اللقاء التشاوري الاميركي – الروسي والابراهيمي يوم غد. واوضحت مصادر ديبلوماسية غربية ان اللقاء الثلاثي سيبحث الصيغة النهائية للدعوة التي ستوجه الى الطرفين السوريين والدول المعنية والقائمة النهائية حيث جرى الحديث عن 30 دولة مع استمرار الخلاف «حول حضور إيران وصيغة الحضور في قاعة المؤتمر أو أروقته». وتابعت المصادر انه في حال عدم حل الخلافات في هذا الاجتماع الثلاثي، سيعقد لقاء آخر قبل مؤتمر المؤتمر الدولي.

واوضحت المصادر ان الترتيبات الاولية تتضمن افتتاح المؤتمر في مونترو في 22 الشهر المقبل بكلمات لكل من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف وأميركا جون كيري وممثل الحكومة السورية وزير الخارجية وليد المعلم وممثل المعارضة رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا، في حال جرى الاتفاق على تمديد ولايته في الاجتماع المقبل للهيئة العامة لـ «الائتلاف» بعد 7 الشهر المقبل.

وتابعت المصادر انه بعد الكلمات، ستجرى جلسات ثلاثية اميركية – روسية – دولية ومحادثات مكثفة في الاروقة مع الدول الاقليمية الفاعلة ولقاءات بين الابراهيمي ووفدي الحكومة السورية والمعارضة، على أمل الوصول الى «اعلان مبادئ» لتنفيذ بيان جنيف وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة يوقع عليه لافروف وكيري وبان أو الابراهيمي وممثلا الحكومة والمعارضة، على ان تنتقل الوفود بعد ظهر 23 الشهر المقبل الى جنيف لعقد مفاوضات مباشرة في قصر الامم التابع للامم المتحدة بحيث يلعب الابراهيمي ومساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان دور الوسيط. واوضحت المصادر: «هناك احتمالان: إما أن تكون المفاوضات الثنائية بين الوفدين السوريين من دون موعد نهائي أو يدخل الوفدان الى غرفة مغلقة الى حين التوصل الى حل، بالتزامن مع اتصالات في الاروقة بين روسيا واميركا ودول اقليمية لها نفوذ على الجانبين السوريين».

وقالت مصادر ان وفد الحكومة السورية سيكون برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم وعضوية نائبه فيصل المقداد والمستشارة السياسية والاعلامية في الرئاسة بثينة شعبان تحت «مرجعية» الرئيس بشار الاسد، مضيفة ان «الائتلاف» يدرس تشكيل وفد من «خبراء وفنيين» على ان تكون مرجعيتهم الهيئة السياسية لـ «الائتلاف» اسوة بتشكيلة الوفد الحكومي. وأفاد «الائتلاف» في بيان بعد اجتماع هيئته السياسية بحضور السفير الاميركي روبرت فورد في اسطنبول أمس: «كيف يمكن الذهاب إلى مؤتمر جنيف2 من دون تطبيق مقررات جنيف1».

واوضحت مصادر أخرى ان جهوداً أخرى تبذل لتحقيق «اجراءات بناء الثقة» تتعلق بتسهيل مرور المساعدات الانسانية واطلاق معتقلين و»وقف محلي لإطلاق النار» في مناطق مختلفة قبل انطلاق المؤتمر، مشيرة الى ان «ما يحصل على الارض هو العكس، اذ ان النظام والمعارضة يسعيان الى تحقيق نتائج عسكرية على الارض للدخول بموقف تفاوضي احسن الى المؤتمر الدولي».

ومن المقرر ان تعقد مجموعة لندن التي تضم 11 دولة من «مجموعة اصدقاء سورية» لقاء على مستوى وزراء الخارجية في لندن في 8 الشهر المقبل لتنسيق مواقفها قبل «جنيف2»، اضافة الى استضافة الكويت في منتصف الشهر مؤتمراً للدول المانحة لتقديم المساعدات للدول التي تستضيف لاجئين سوريين. وقالت مصادر دولية ان الامم المتحدة دعت سيدات سوريات من المجتمع المدني الى مؤتمر في جنيف يومي 12 و13 الشهر المقبل لـ «دعم مشاركة المرأة في العملية السياسية والعملية الانتقالية وتشجيع إشراكهن في العمليات السياسية واعادة الاعمار والتعرف على حاجات بناء القدرات وادارة الصراعات واجراءات بناء الثقة التي يمكن أن تدعمها الأمم المتحدة واللاعبون الدوليون لدعم مساهمات النساء في جهود صنع السلام المحلية».

الى ذلك، قال رئيس «المنبر الديموقراطي» سمير عيطة لـ «الحياة» ان وفداً يضم «طيفاً واسعاً من السوريين يؤمنون بوحدة الوطن وشعبه وبالمواطنة المتساوية وضرورة الوقف الفوري للحرب القائمة واستقلاليّة قرار السوريين عن أي قوى خارجيّة» سيلتقي الابراهيمي ومسؤولي الاتحاد الروسي والولايات المتحدة قبل لقائهم الثلاثي غداً. ويضم الوفد السوري كلاً من عضو «المجلس الوطني الكردي» أحمد سليمان والفنان جمال سليمان ورلى الركبي من «شبكة المرأة السورية» والديبلوماسي داني بعاج وعضو «المنبر» عارف دليلة والرئيس السابق لـ «المجلس العسكري» في حلب العقيد عبدالجبار العكيدي والعقيد يعرب الشرع وآخرين.

كما شكّل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض وفداً من خمسة اشخاص بينهم الامين العام بدر جاموس ومسؤول «اعلان دمشق» عبدالاحد سطيفو وأنس عبدة لعقد لقاء مع الجانبين الاميركي والروسي والابراهيمي. وقالت مصادر ان «الائتلاف» يريد تسلم النسخة النهائية من الدعوة الى «جنيف2» والعدد النهائي لاعضاء الوفد بعدما جرى الحديث عن 15 شخصاً في كل وفد، باعتبار ان الابراهيمي طلب تسلم القائمة النهائية لوفدي الحكومة والمعارضة في 27 الجاري، بعدما يوجه غداً الدعوة الرسمية للمؤتمر.

الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى