أحداث وتقارير اخبارية

أحداث السبت 20 شباط 2016

 

 

 

قصف تركي على ريف حلب … والأكراد يتقدمون ضد «داعش» في الحسكة

لندن، بيروت – «الحياة»، أ ف ب

شهد ريفا حلب الشمالي والشمالي الغربي قصفاً هو الأعنف منذ أيام قامت به المدفعية التركية على مواقع تابعة لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تصفها أنقرة بأنها «إرهابية»، وسط توقعات باندلاع اشتباكات عنيفة بين الأكراد وبين فصائل سورية معارضة تريد استرداد مناطق فقدتها في الأيام الماضية في ريف حلب الشمالي قرب الحدود التركية. وفي المقابل، حققت «قوات سورية الديموقراطية» التي تهيمن عليها «وحدات الحماية» الكردية، تقدماً في ريف محافظة الحسكة بشمال شرقي سورية، واقتربت أكثر من مدينة الشدادي، معقل تنظيم «داعش» الذي أفيد أنه بدأ في إخلاء عائلات عناصره منها ونقلهم إلى مدينة الرقة، «عاصمته» المفترضة في سورية.

وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير أمس، أن «ريفي حلب الشمالي والشمال الغربي شهدا (ليلة الخميس – الجمعة) القصف الأعنف من قبل القوات التركية، والذي استمر قرابة 7 ساعات، واستهدف مناطق بريف مدينة أعزاز … ومنطقة منغ ومطارها العسكري وبلدة تل رفعت وقرى العلقمية ومرعناز المالكية الخاضعة جميعها لسيطرة قوات سورية الديموقراطية بريف حلب الشمالي، وأماكن أخرى في منطقتي جنديرس وأماكن بريف عفرين ومناطق أخرى بعفرين (ريف حلب الشمالي الغربي». وكانت «قوات سورية الديموقراطية» استغلت في الأسبوعين الماضيين هجوماً ضخماً قام به النظام وحلفاؤه في ريف حلب وسيطرت على العديد من البلدات والقرى التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة. وسمحت تركيا في الأيام الماضية لمئات من عناصر المعارضة بالانتقال من محافظة إدلب إلى ريف حلب الشمالي عبر المرور داخل حدودها وذلك بهدف شن هجوم مضاد لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها «سورية الديموقراطية» التي يهيمن عليها الأكراد.

في غضون ذلك، تجددت الاشتباكات بين «وحدات حماية الشعب» الكردية من طرف، وبين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر، في محاور بني زيد وبستان باشا والشيخ مقصود في مدينة حلب، وترافقت مع استهدافات متبادلة بين الطرفين، بحسب ما أورد المرصد الذي أشار أيضاً إلى اشتباكات عنيفة في منطقة «الفاميلي هاوس» غرب مدينة حلب بين قوات النظام وقوات الدفاع الوطني ولواء القدس الفلسطيني ومسلحين موالين للنظام من طرف، وفصائل إسلامية ومقاتلة من طرف آخر، في أعقاب هجوم كبير تنفذه المعارضة في المنطقة.

في غضون ذلك، أكد المرصد مقتل ما لا يقل عن 18 عنصراً من تنظيم «داعش» في اشتباكات مع «قوات سورية الديموقراطية» في محيط سد تشرين بريف حلب الشمالي الشرقي، إثر هجوم لعناصر التنظيم على المنطقة. وتحدث أيضاً عن خسائر في صفوف «القوات الديموقراطية». وفي ريف حلب الشرقي، أفيد أن «داعش» فجّر عربة مفخخة في منطقة جب غبشه التي استولت عليها قوات النظام في إطار توسيع سيطرتها حول مطار كويرس العسكري.

وفي شمال شرقي البلاد، حققت «قوات سورية الديموقراطية»، بغطاء جوي للتحالف الدولي، تقدماً ملحوظاً على الأرض على حساب تنظيم «داعش» في محافظة الحسكة وأصبحت على بعد خمسة كيلومترات فقط شمال مدينة الشدادي، معقل «داعش»، في المحافظة. وأفاد المرصد أن «قوات سورية الديموقراطية» قطعت طريقين رئيسيين يستخدمهما «داعش» لنقل الإمدادات، الأولى تصل بين الشدادي ومدينة الموصل في العراق، والثانية تربطها بالرقة، معقل التنظيم في سورية. وتمكنت أيضاً من السيطرة على حقل كبيبة النفطي شمال شرقي الشدادي اثر اشتباكات وغارات جوية نفذتها طائرات التحالف الدولي.

وبدأت «قوات سورية الديموقراطية» عملية عسكرية في ريف الحسكة الجنوبي فجر الثلثاء على ثلاثة محاور. وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن إن «هذا التقدم السريع يعود إلى الغارات الكثيفة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن».

ومنذ تأسيسها في 12 تشرين الأول (أكتوبر)، أثبتت «قوات سورية الديموقراطية»، وأبرز مكوناتها وحدات حماية الشعب الكردية، فعالية في قتال تنظيم «داعش» ونجحت في طرده من مناطق عدة.

وأورد المرصد، في هذا الإطار، أن قيادياً مهماً في «داعش» قُتل مع 3 آخرين كانوا برفقته في سيارة استهدفتها طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي، عند منتصف ليلة الخميس – الجمعة، في شارع النور بمدينة الرقة. وأوضح أن القيادي يُعتقد أنه من الجنسية العراقية، وهو من القيادات المهمة في «جيش الخلافة»، وصل إلى مدينة الرقة قبل يومين مع عائلته إثر فرارهم من مدينة الشدادي. كذلك سجّل المرصد وصول عشرات العائلات النازحة من الشدادي إلى الرقة فراراً من ضربات التحالف وهجوم «قوات سورية الديموقراطية».

أما في محافظة دير الزور، فدارت اشتباكات عنيفة بين النظام و «داعش» في منطقة البغيلية عند الأطراف الشمالية الغربية لمدينة دير الزور، في حين ألقت طائرات مزيداً من المساعدات للأحياء التي يحاصرها «داعش» في المدينة.

وفي محافظة اللاذقية الساحلية، دارت اشتباكات عنيفة على محور كبانة ومحاور أخرى بجبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية الشمالي، وذلك بعد يوم واحد من سيطرة النظام على بلدة كنسبا معقل المعارضة السابق في جبل الأكراد.

وفي دمشق، شن النظام هجوماً جديداً على حي جوبر، في حين أعلن «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» العامل في غوطة دمشق الشرقية، «اندماجه التام» مع قيادة «فيلق الرحمن».

وفي جنوب سورية، ذكر المرصد أن 3 أشخاص بينهم «قائد كتيبة مقاتلة» قُتلوا جراء قصف عنيف من قوات النظام على بلدة الحارة وتلتها بريف درعا الشمالي الغربي، مشيراً إلى أن النظام قصف أيضاً اللواء 52 قرب بلدة الحراك وبلدة كفرشمس بالريف الشمالي الغربي للمحافظة، في حين ألقت مروحياته ما لا يقل عن 10 براميل على بلدة كفرناسج.

 

موافقة «مشروطة» للمعارضة السورية على هدنة موقتة

جنيف – رويترز

ذكر مصدر مقرب من محادثات السلام السورية التي تجرى في جنيف اليوم (السبت)، أن المعارضة السورية وافقت على هدنة لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع إذا أوقفت روسيا حملة الضربات الجوية على سورية.

وقال المصدر إن “الهدنة ستكون قابلة للتجديد وتدعمها كل الأطراف باستثناء تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)”.

وبدأت الضربات الجوية الروسية في أيلول (سبتمبر) لإنقاذ قوات الحكومة السورية بعدما ظلت المعارضة المسلحة تحقق مكاسباً لأشهر عدة.

وأدت الضربات إلى تحويل دفة الحرب لصالح الرئيس السوري بشار الأسد.

 

مستشارة روسية: التقارب السعودي – التركي يشكل قلقاً لموسكو

الرياض – ياسر الشاذلي

< أوضحت المستشارة في معهد موسكو للدراسات الدبلوماسية، التابع للكرملين في موسكو، آنا غلازوفا أن اتصال «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخادم الحرميـــن الشـــــريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس (الجمعة)، يعكس قلقاً روسياً وخوفاً من توتر العلاقات مع المملكة». وقالت غلازوفا في اتصال مع «الحياة» أمس: «إن توتر العلاقات الروسية – التركية، والتقارب السعودي – التركي تسببا في قلق كبير لموسكو، وخصوصاً بعد إعلان كل من الرياض وأنقرة نيتهما المشاركة في إرسال قوات برية إلى سورية»، مضيفة إن «روسيا قلقة من إمكان تدخل بري سعودي – تركي في سورية، وروسيا تريد أن تتعاون مع المملكة على المستوى الدبلوماسي لإيجاد حل لهذه الأزمة، وهناك تفهم من الجانب السعودي للتخوف الروسي».

وعن إمكان تغير موقف روسيا من الأزمة السورية مستقبلاً، استبعدت غلازوفا ذلك، قائلة: «لا أتوقع ذلك، فالعمليات الروسية في سورية ستستمر، ولكن هذا الاتصال يثبت أن روسيا تريد أن تحافظ على علاقاتها مع المملكة، فإضافة إلى سعيها لإيجاد حل للملف السوري، فإن روسيا تطمح إلى مزيد من التعاون الاقتصادي».

ولفتت المستشارة في معهد موسكو للدراسات الدبلوماسية التابع للكرملين في موسكو، إلى أن «الرئيس بوتين جدد دعوته الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة روسيا في أي وقت يراه مناسباً، ما يعكس أهمية القرار السعودي على المستوى الإقليمي والدولي، وخصوصاً أن العلاقات الروسية – التركية الآن علاقات سيئة جداً، وروسيا تريد أن تكون علاقاتها مع المملكة على عكس ذلك تماماً».

وأكدت غلازوفا، حرص بلادها على أن «تتطور هذه العلاقات مع المملكة، وخصوصاً أن روسيا ترى أن من الممكن لكل من موسكو والرياض أن تتعاونا لإيجاد حل في سورية من دون التصعيد العسكري».

 

موسكو تشتكي تركيا إلى مجلس الأمن

نيويورك، موسكو، جنيف، أنقرة، لندن – «الحياة»، رويترز، أ ف ب

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أنها ستدعو إلى اجتماع لمجلس الأمن تمهيداً لطرح مشروع قرار دولي يضع حداً لـ «خرق السيادة السورية»، بعدما طرحت تركيا احتمال قيامها بعملية عسكرية برية في سورية، في وقت ترأس مسؤولون أميركيون وروس اجتماعاً لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» لبحث «وقف العمليات العدائية»، ونقلت مجلة «دير شبيغل» الألمانية عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قوله إن المعارضة السورية المعتدلة يجب أن تحصل على صواريخ أرض-جو للدفاع عن نفسها ضد الضربات الجوية، معتبراً أن هذه الصواريخ ستمكّنها «من تحييد طائرات النظام وطائرات الهليكوبتر التابعة له».

وفي موسكو، قالت الخارجية الروسية إنها تنوي دعوة مجلس الأمن إلى اجتماع لتقديم مشروع قرار «يدعو إلى وضع حد لكل الأعمال التي تخرق سيادة الأراضي السورية وتهدد وحدتها». وكان مسؤول تركي قال الثلثاء: «نريد عملية برية مع حلفائنا الدوليين»، موضحاً «أن تركيا لن تقوم بعملية عسكرية من جانب واحد». وواصلت المدفعية التركية، في غضون ذلك، قصف مناطق يسيطر عليها الأكراد في ريفي حلب الشمالي والشمالي الغربي، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس عن احتمال التدخل التركي في سورية «عندها، سيكون هناك خطر نشوب حرب».

وفي نيويورك، دعا السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين المجلس إلى جلسة طارئة للبحث في «التصعيد على الحدود التركية السورية وإعلان تركيا خططاً لإرسال جنود إلى سورية». وقال تشوركين في رسالة إلى المجلس، قبل بدء جلسة المشاورات مساء الجمعة، إن لدى روسيا «تقارير عن أن ممثلين لتنظيم داعش أنشأوا بمساعدة الاستخبارات التركية شبكة واسعة في أنطاليا لتجنيد الأفراد الذين يأتون إلى تركيا من دول الاتحاد السوفياتي السابق للمشاركة في النزاع في سورية، مع إمكان نقلهم (مجدداً) إلى روسيا». وأعطى تشوركين أسماء أعضاء «فريق التجنيد» وبينهم «القرغيزي عبدالله، والتتاري إلنار والروسي إلياس»، مشيراً إلى أن قائد هذا الفريق هو «رسلان راستياموفتيش خيبولوف، الروسي الجنسية، الذي يقيم في أنطاليا في تركيا بموجب تصريح إقامة دائمة مع أسرته». وأضاف أن فريق التجنيد ينشط بين «السجناء الأجانب في تركيا، ويدعوهم إلى اعتناق الإسلام مقابل الإفراج عنهم ودعمهم مالياً».

وقال أيضاً إن لدى روسيا معلومات عن انتقال ألف عنصر في تنظيم «داعش» من تركيا إلى سورية عبر معبر غازي عنتاب، كما اتهم «السيد هـ فيدان، رئيس منظمة الاستخبارات الوطنية التركية، بتنسيق نقل وحدة كبيرة من تنظيم داعش من ليبيا إلى سورية عبر معبر برساي» في آذار (مارس) ٢٠١٤.

كما اتهم السفير الروسي الاستخبارات التركية «اعتباراً من أواخر العام ٢٠١٥، بفتح ممر جوي لنقل مقاتلي داعش من سورية عبر تركيا إلى اليمن باستخدام النقل الجوي العسكري التركي، أو بحراً عبر ميناء عدن». وشمل الاتهام الروسي منظمات إنسانية متمركزة في تركيا بأنها تساهم في نقل الأسلحة «إلى الجماعات الإرهابية في سورية» ومن بين هذه التنظيمات – وفق الرسالة الروسية – «هيئة حقوق الإنسان والحريات والإغاثة الإنسانية، ومؤسسة إمكان دار، ومؤسسة الإغاثة الإنسانية الدولية». وأضاف أن الأسلحة تصل إلى تركيا «عبر ميناء اسكندرون وتنقل عبر معبر أونجو بينار إلى حلب وإدلب».

وقبل اجتماع مجلس الأمن أجرى مسؤولون روس وأميركيون مشاورات في جنيف تناولت وقف إطلاق النار في سورية، بحسب ما قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية. وكان مقرراً أن ينضم الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا إلى اجتماع ممثلي «المجموعة الدولية لدعم سورية»، وهو قال في مقابلة مع صحيفة «سفينسكا داغبلاديت» السويدية: «لا يمكنني واقعياً الدعوة إلى محادثات جديدة (بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة) في جنيف في 25 شباط (فبراير)، لكننا ننوي القيام بذلك قريباً».

وفيما نقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قوله أن «مشاورات مكثفة» تجري بين الروس والأميركيين منذ الخميس لبحث «وقف إطلاق النار» و «محاربة عدونا المشترك أي الإرهابيين في جبهة النصرة وتنظيم داعش»، ونقل موقع «روسيا اليوم» عن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إشارته إلى «تأكيد الرئيس فلاديمير بوتين أن لا بديل عن التسوية السياسية لحل هذه القضية» وضرورة «إلحاق الهزيمة بالإرهاب».

وفي تطور ميداني لافت، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «قوات سورية الديموقراطية» التي يهيمن عليها الأكراد سيطرت على مدينة الشدادي معقل تنظيم «داعش» في الريف الجنوبي لمدينة الحسكة، بعد هجوم عنيف بدأ فجر 17 شباط (فبراير) الجاري تحت غطاء جوي وفرته طائرات التحالف الدولي.

 

أنقرة تهدد بإغلاق قاعدة «إنجيرلك»

أنقرة – يوسـف الشـريف

في مؤشر إلى وجود انقسامات عميقة بين أعضاء الحلف الأطلسي حول سورية، صعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقاداته للأميركيين والغرب. وحذر في اتصال هاتفي الرئيس الأميركي باراك أوباما من أي دعم جديد لحزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري، الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب الكردية في سورية الذي تتهمه أنقرة بالوقوف خلف تفجير أنقرة الذي حصد 28 قتيلاً ليل الأربعاء. كما هدد بإغلاق قاعدة «إنجيرلك» التي يستخدمها سلاح جو الجيش الأميركي نقطة انطلاق لقصف مواقع المتشددين في سورية.

وفي ظل إصرار حزب الاتحاد الديموقراطي على نفي تورطه بالتفجير الذي قال أن «أنقرة تستغله لتصعيد القتال في شمال سورية»، بعدما أثار تقدم الوحدات في شمال سورية أخيراً مخاوفها من إذكاء نزعة الانفصال لدى الأقلية الكردية التركية، أعلنت جماعة «صقور حرية كردستان» القريبة من حزب العمال الكردستاني مسؤوليتها عن العملية متعهدة مواصلة الهجمات. وهي كانت تبنت في كانون الأول (ديسمبر) الماضي هجوماً بقذائف الهاون على مطار في إسطنبول.

وأورد بيان نشرته الجماعة على موقعها: «ليل 17 شباط (فبراير) نفذ انتحاري هجوماً استهدف قافلة لجنود الجمهورية التركية الفاشية في أنقرة».

وترافق ذلك مع ضبط الشرطة في دياربكر (جنوب شرق) سيارة قالت أنها مفخخة بكمية 500 كيلوغرام من المتفجرات. وأعلنت اعتقال مشبوهَين اثنين في دياربكر، ما أثار تكهنات بمحاولة تدبير هجمات جديدة، خصوصاً بعدما كشفت أجهزة الأمن أن المتفجرات التي استخدمت في هجوم أنقرة نقِلت من دياربكر على متن سيارة مسروقة عبرت مناطق أمنية عدة في المدينة.

وواصل الجيش التركي قصف مواقع لوحدات حماية الشعب في سورية، «رداً على إطلاق نار عبر الحدود».

وردّ أردوغان على إعلان الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي أن واشنطن لا تعتبر وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية، ولا تستطيع تأكيد أو نفي اتهام تركيا للوحدات بالوقوف وراء تفجير أنقرة، قائلاً: «لا أخاطب كيربي، وسأبحث الموضوع مباشرة مع أوباما الذي أبلغته قبل شهور أن نصف عتاد عسكري أرسلته الولايات المتحدة على متن ثلاث طائرات انتهى في أيدي داعش، والنصف الآخر في أيدي حزب الاتحاد الديموقراطي». وكان كيربي دعا تركيا أيضاً إلى وقف قصفها لوحدات حماية الشعب.

وخلال زيارته العاصمة الجورجية تبليسي، طالب وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو بقطع واشنطن روابطها مع المقاتلين الأكراد في سورية. واتهم الولايات المتحدة بالإدلاء بتصريحات متضاربة حول وحدات حماية الشعب الكردية، وقال: «أبلغني وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأنه لا يمكن الوثوق بالمقاتلين الأكراد، لكن الموقف الرسمي لواشنطن مختلف».

وتابع: «من الضعف لجوء الحلف الأطلسي والمنظمات الدولية وأقوى الدول في العالم إلى جماعات إرهابية مماثلة من أجل محاربة داعش. هذا خطأ كبير يجب أن يتعاون الجميع لتصحيحه، خصوصاً حليفتنا الولايات المتحدة».

وكان لافتاً عودة الرئيس السابق عبدالله غل إلى الواجهة مجدداً، في ظل اتهام مقربين من أردوغان إياه «برعاية تيار المعارضة داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم ودعمه». وقال: «تواجه تركيا أخطاراً كبيرة تحتم عدم اتخاذ أي خطوة متسرعة، بل بعد تفكير وتأنٍ، مع فتح باب النصح والمشورة مع الآخرين من أجل اتخاذ القرارات المناسبة».

 

الكرملين يعبر عن قلقه إزاء القصف التركي لأراض سورية

موسكو – رويترز

عبّر الكرملين اليوم (السبت) عن قلقه إزاء القصف التركي لأراض سورية، مؤكداً ان مثل هذه التصرفات تؤجج المزيد من التوتر على الحدود بين البلدين.

وقال المتحدث بإسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف، في مؤتمر مع الصحافيين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة أن «الكرملين قلق إزاء تصاعد التوتر على الحدود السورية – التركية».

وأضاف «ترى روسيا أن مثل هذا القصف المدفعي التركي لأراض سورية عبر الحدود غير مقبول».

وأعربت روسيا عن «أسفها» لرفض مجلس الأمن الدولي مشروع قرار قدّمته بهدف وقف العمليات العسكرية لتركيا في سورية.

وصرح بيسكوف «لا يسعنا سوى التعبير عن الأسف لرفض مشروع القرار»، مضيفاً ان روسيا «ستواصل سياسة» من أجل «ضمان استقرار ووحدة أراضي» سورية.

 

واشنطن وموسكو تفضّلان البدء بوقف نار تدريجي في سوريا

جنيف – موسى عاصي

بعد نجاح المرحلة الاولى من خطة ايصال المساعدات الانسانية الى خمس مناطق محاصرة في سوريا، وضع المسؤولون الروس والاميركيون البند الثاني لبيان مؤتمر ميونيخ المتعلق بوقف الاعمال العدائية على نار حامية. ولهذه الغاية تواصلت اللقاءات منذ مساء الخميس في جنيف بين خبراء عسكريين من الطرفين، شارك فيها، استناداً إلى أوساط أميركية، عسكريون من وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” ومجلس الامن القومي الاميركي، فيما لم يكشف النقاب عن الشخصيات التي شاركت عن الجانب الروسي.

وعلمت “النهار” ان النقاش بين الطرفين استهدف مباشرة الخريطة الميدانية الأولية التي وضعتها الأمم المتحدة لتوزيع المناطق والهيمنات في الميدان السوري، وما هي المناطق التي يمكن ان يشملها اتفاق متوقع لوقف الاعمال العدائية وما هي المناطق التي ستبقى خارج هذا الاتفاق والخاضعة لسيطرة المجموعات الارهابية، وتالياً طريقة التعامل معها.

وفي حين أكدت أوساط أميركية لـ”النهار” ان اللقاءات الثنائية أحرزت بعض التقدم، قالت أوساط مشاركة في لقاءات المجموعة الدولية المنبثقة من لقاء ميونيخ ان الأمور لم تصل بعد الى مرحلة متقدمة كما هي الحال بالنسبة الى الملف الانساني “الذي يسير بشكل منتظم منذ بضعة أيام”.

ويستفاد ممّا رشح عن اللقاءات الثنائية، أإن الطرفين الروسي والاميركي وكذلك الامم المتحدة، لا يرون ان اعلان وقف شامل للاعمال العدائية قابل للتحقيق بل على العكس تماماً، أي الانطلاق من مناطق اشتباك صغيرة بين القوات السورية النظامية ومجموعات مسلحة جاهزة للدخول في وقف الاعمال العسكرية، ومن ثم توسيع الرقعة لتشمل مناطق أوسع وأهم، وصولا، في حال نجاح هذه الخطوات، الى اعلان وقف شامل للنار.

وتنطلق وجهة نظر الروس والاميركيين من أن الاعلان العام لوقف النار في ظل الظروف الحالية سيصطدم بعقبات كبيرة كعدم وجود لائحة موحدة بالمنظمات الارهابية والخلاف الكبير بين روسيا والدول الاخرى ولا سيما منها تركيا والسعودية على الأعمال العسكرية في حلب وريفها، الى تداخل الهيمنة من المجموعات المسلحة التي تعتبر “معتدلة” والمجموعات الارهابية وتحديداً في الشمال السوري.

وصرح وزير الخارجية الاميركي جون كيري لدى توقفه في لندن في طريقه الى عمان: “ان العمل على اجراءات وقف النار في وضع مثل الوضع القائم في سوريا عملية معقدة جداً وتفاصيلها كثيرة. لذلك فإن فرقنا منكبة على العمل”. وأضاف ان “المحادثات كانت جدية وحتى الآن بناءة إلاّ ان مشاكل عدة صعبة لا تزال في حاجة الى الحل”.

 

دو ميستورا

ومع تأخر وضوح الرؤية بالنسبة الى ملف “وقف الاعمال العدائية”، وهو البند الثاني بموجب مقررات مؤتمر ميونيخ الى جانب ادخال المساعدات الانسانية، الذي على أساسه سيتحدد موعد جلسة الحوار السوري – السوري المقبلة، قرر المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دو ميستورا تأجيل مؤتمر صحافي كان مقرراً عقده الاثنين المقبل الى موعد يحدد لاحقاً. وهذا التأجيل الثالث للمؤتمر، إذ حدد بداية الثلثاء الماضي ثم تأجل الى الجمعة ولاحقاً الى الاثنين المقبل قبل تأجيله الى أجل غير مسمى.

واعتبر دو ميستورا الخميس ان تحديد تاريخ 25 شباط لمعاودة مفاوضات جنيف غير واقعي. واتهم تركيا بانها تقوم “بتعقيد كل شيء” على الارض بعدما بدأت قبل ايام بقصف مواقع مقاتلي “وحدات حماية الشعب” الكردية في سوريا.

 

الميدان يتصاعد

وتلاحقت (الوكالات) التطورات الميدانية في سوريا، إذ أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ لندن مقراً له، أن مقاتلين يدعمهم تحالف “قوات سوريا الديموقراطية” الذي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية عموده الفقري، استولوا على مدينة الشدادي الرئيسية من أيدي تنظيم “الدولة الإسلامية” في محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا.

 

الاطلسي لا يريد التورط

وحذر حلف شمال الاطلسي تركيا من الاعتماد عليه للحصول على دعم إذا حصلت مواجهة بينها وبين روسيا على خلفية النزاع السوري.

وقال وزير الخارجية اللوكسمبورجي جان ايسلبورن متحدثا باسم الحلف: “الحلف لن يسمح بجرّه الى تصعيد عسكري مع روسيا بسبب التوترات الاخيرة”.

 

مجلس الأمن

وفي نيويورك (علي بردى)، رفضت الولايات المتحدة وفرنسا مشروع قرار قدمته روسيا في مجلس الأمن يدعو إلى “الإحترام التام” لسيادة سوريا و”الوقف الفوري” لأي خطط للتدخل البري على أراضيها، في إشارة الى تركيا من غير ذكرها بالإسم.

وعقد مجلس الأمن جلسة مشاورات طارئة مغلقة بطلب من موسكو للنظر في الوضع السائد على الحدود بين سوريا وتركيا. ووزعت البعثة الروسية مشروع قرار “يطالب بقوة بالإحترام التام لسيادة سوريا والوقف الفوري لأي أعمال قصف وتوغلات عبر الحدود، فضلاً عن التخلي عن كل المحاولات والخطط للتدخل البري الأجنبي في الأراضي السورية”. ويطالب كذلك بـ”الإمتناع عن الخطاب الإستفزازية والتصريحات النارية التي تحرض على العنف والتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا”.

وأعلنت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة سامانتا باور ونظيرها الفرنسي فرنسوا دولاتر أن “لا مستقبل” لمشروع القرار الروسي.

 

السعودية

ونقلت مجلة “در شبيغل” الألمانية الأسبوعية عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن المعارضة السورية المعتدلة يجب أن تحصل على صواريخ أرض – جو للدفاع عن نفسها ضد الغارات الجوية.

وقال إن هذه الصواريخ سوف “تمكن المعارضة المعتدلة من تحييد طائرات النظام (السوري) وطائرات الهليكوبتر التابعة له”.

وجدد دعوته الرئيس السوري بشار الأسد الى التنحي كي يفسح في المجال لإيجاد حل سياسي للحرب المستمرة منذ خمسة أعوام.

وقال: “الخيار الآخر هو أن تستمر الحرب والأسد يتعرض للهزيمة حالياً”.

 

أكراد الداخل لا سوريا وراء هجوم أنقرة وأردوغان مصرّ على اتهام “وحدات الحماية

أسقط بيان التبني الرسمي لجماعة “صقور حرية كردستان” لهجوم أنقرة، من يد النظام التركي فرصة اتهام الأكراد في سوريا بتنفيذ عمليات في الداخل التركي. غير أن ذلك لم يوقف القصف التركي لمواقع تابعة لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية في سوريا. وإذ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن “الوحدات” تستهدف مدنيين بأسلحة أميركية، ردت واشنطن بنفي الأمر.

 

بعد يومين من التفجير الأربعاء، قالت “صقور حرية كردستان” التي كانت على صلة بـ”حزب العمال الكردستاني” المحظور إنها استهدفت “قافلة لجنود الجمهورية التركية الفاشية”، رداً على سياسات أردوغان ومسؤوليته عن “المجازر المرتكبة بحق مدنيين سلميين وعاجزين”. وتعهدت مواصلة الهجمات، محذرة السياح من مخاطر زيارة تركيا.

وكان أردوغان بعد صلاة الجمعة عاود اتهام “وحدات حماية الشعب” بأنها وراء انفجار أنقرة.

وكشف أنه سيثير مع الرئيس الأميركي باراك أوباما استخدام “الوحدات” أسلحة أميركية، و”سأقول له… انظر كيف وأين تستخدم الأسلحة التي تقدمونها. قبل أشهر، أثناء اجتماعي معه، أبلغته أن الولايات المتحدة تقدم أسلحة… وصلت ثلاث طائرات محملة انتهى المطاف بنصفها في أيدي داعش ونصفها الآخر في أيدي حزب الاتحاد الديموقراطي… ضد من استخدمت هذه الأسلحة؟ استخدمت ضد مدنيين هناك وتسببت بمقتلهم”.

لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر أكد عدم تقديم “أي أسلحة من أي نوع لوحدات حماية الشعب، ولم نرصد أي دليل يعضد الزعم أن وحدات حماية الشعب تهرب أسلحة أميركية بشكل من الأشكال إلى حزب العمال الكردستاني”.

وكان أوباما اتصل بأردوغان معزياً، وتطرقت محادثاتهما إلى الأزمة في سوريا.

 

هولاند يحذر من حرب بين تركيا وروسيا

أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، يوم الجمعة، عن “قلقه من نشوب حرب بين تركيا وروسيا بسبب سوريا”، داعياً إلى “الإسراع باستئناف المفاوضات من أجل تيسير عملية الانتقال السياسي”.

واعتبر هولاند خلال تصريح لإذاعة “فرانس انتر”، أنّ “الحرب لن تكون مباشرة”، مرجّحاً أن “تقصف الطائرات نفس المواقع  شمال سوريا”، قائلاً: “يجب أن نبذل قصارى جهدنا لتجنب هذا التصعيد.”

وفي هذا الإطار، قالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن هولاند، وبعدما استقبل عددا من الشخصيات الفرنسية الموقِّعة لنداء يتعلق بحصار حلب،  “رحب بمبادرتهم وعبَّر عن قلقه على الوضع الانساني في سوريا وخصوصاً في مدينة حلب حيث مئات الآلاف من المدنيين مهددون بالحصار من قبل نظام يدعمه الطيران الروسي”.

وأكد هولاند “تحرك فرنسا في إطار الأمم المتحدة ومع شركائها لتلبية الحاجات الانسانية الملحة وخلق ظروف لاستقرار دائم في سوريا عبر انتقال سياسي تفاوضي”.

(أ ف ب، رويترز)

 

الغوطة الشرقية: «جيش الإسلام» يسحق «أجناد الشام»

طارق العبد

مشهد غير مسبوق في الغوطة الشرقية، مع خروج «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» من خريطة الفصائل المسلحة في المنطقة، وعلى يد أقرب حلفائه هذه المرة، وهو «جيش الإسلام»، الذي يصمم على أن يكون صاحب الراية الوحيدة من دون أي منافس.

وبرغم بيان مصور نشر على صفحات «جيش الإسلام» يشير إلى اندماج عدد من عناصر «الأجناد» وانشقاق «المكتب الأمني»، إلا أن تغريدة قائد الفصيل المستهدف أبو محمد الفاتح جاءت بمثابة المفاجأة غير المتوقعة، مع حديثه عن حصار واستهداف «جيش الإسلام» لهم، فيما رد ناشطون في الغوطة ان الفصائل الأخرى تنتهج سياسة النأي بالنفس والابتعاد عن أي خطوة تصعيدية أو لوقف القتال بين اكبر فصيلين في المنطقة.

وكان السائد تكتم الكثير من «إعلاميي» الغوطة عن ذكر ما يجري، بسبب خوفهم من ملاحقات «جيش الإسلام» وعناصر «سجن التوبة»، وهو ما انتهجه أيضا كل من «القضاء الموحد» و «شرعيي» الفصائل الأخرى.

وبحسب إعلاميين مقربين من زعيم «جيش الإسلام» أبو همام البويضاني فإن عناصر «الأجناد» انسحبوا وطلبوا الانضمام إلى «جيش الإسلام»، الذي قبل على الفور، وقام بتصوير بيانات لهم يعلنون بها مواقفهم الجديدة، وهو ما رد عليه البعض بأن ذلك تم تحت تهديد السلاح، وكان من الأولى أن يرد طلباتهم ويعيدهم إلى قيادتهم، غير أن خطوته قد جاءت بمثابة انتهاز الفرصة للقضاء على احد اكبر منافسيه، بدليل هجومه على المقرات واستهدافها ومصادرة الأسلحة .

على أن رواية أخرى تشير إلى انقطاع الدعم في الأشهر الأخيرة عن «الأجناد»، ما دفعهم لبدء ترتيبات للاندماج بينهم وبين «فيلق الرحمن»، قبل أن تتجمد المساعي مع دفعة من التمويل تلقوها قبل شهرين، ليتوقف الدعم مجدداً، وهو ما ظهر جلياً ضمن الغوطة في الفترة الماضية، ما أعطى «جيش الإسلام» إشارة البدء للهجوم على الفصيل وإنهاء وجوده، جرياً على ما قام به مع كتائب أخرى، مثل «ألوية تحرير الشام» أو «جيش الأمة» و «لواء فجر الأمة»، في مسعاه لتوسيع سطوته. وتضيف تفاصيل الرواية إنه لا مصلحة لباقي المجموعات بمواجهة «جيش الإسلام»، فـ «فيلق الرحمن» يتمتع بدعم وتمويل قوي وشعبية واسعة في بيئته الحاضنة، كما انه قد ابتعد عن خلافات الفصائل، مفضلاً القتال في جبهات المرج وجوبر، وهو لا يستطيع فتح أي مواجهة ضد «جبهة النصرة» خشية إنهاء تواجده في الشمال، حيث النفوذ الأكبر للتنظيم «القاعدي»، والمشهد عينه ينطبق على ما تبقى من «حركة أحرار الشام».

في المقابل، تؤكد مصادر من داخل الغوطة أن «مسألة الاندماج كانت ستتم بمطلق الأحوال، وهي خطوة لن تروق لجيش الاسلام الذي سيضعف نفوذه، فعمد إلى بعث رسائل تحذيرية، بداية من تسليم مقار الأجناد في زملكا قبل أيام، تلاها الهجوم على مواقع أخرى مع رفض كل الوساطات من النصرة ومؤسسات مجتمع مدني، بحيث حسم قراره بإطاحة مقار الأجناد في دوما ولاحقاً باقي المواقع في الغوطة الشرقية».

ولعل اللافت في العملية الأخيرة لـ«جيش الإسلام» أنها جاءت بعد مقتل قائده زهران علوش، ما يعني أن قرار إنهاء تواجد الفصائل الأخرى، عبر دمجها أو القضاء عليها، لم يكن وليد فكر علوش وحده. وهناك من يشير إلى دور خفي يلعبه «المسؤول الشرعي» الشيخ عبد الرحمن كعكة، بداية من تشكيل «جيش الإسلام» ثم «القيادة الموحدة» وحرب الفصائل مع استبعاد أن يكون للداعم السعودي أي تأثير عليه، على اعتبار أن الدعم يكون موجها للمعارك أكثر مما هو ضد الفصائل في ما بينها.

 

السعودية تطالب بصواريخ مضادة للطيران للمعارضة «المعتدلة» وفرنسا تحمل موسكو مسؤولية «التدهور الخطير» في سوريا

كيري يعتبر المحادثات بين واشنطن وموسكو لوقف إطلاق النار في سوريا «بنّاءة»

عواصم ـ وكالات: التقى مسؤولون أمريكيون وروس مساء الجمعة في جنيف، للبحث في إمكانات وقف إطلاق النار في سوريا الذي كان من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع، في حين انعقد مجلس الأمن بناء على طلب روسي للبحث في احتمالات التدخل التركي البري في سوريا.

وانعقد مجلس الامن الساعة 16,00 (20,00 تغ) في جلسة مغلقة لإجراء مشاورات حول النزاع في سوريا بناء على طلب روسيا التي دعت لعقد جلسة طارئة، معبرة عن القلق من «طرح تركيا احتمال قيامها بعملية عسكرية برية في سوريا».

ورفضت فرنسا الجمعة مشروع القرار الروسي حول سوريا وحملت موسكو مسؤولية «التدهور الخطير» في سوريا، وذلك قبيل إجراء مشاورات في مجلس الأمن.

وردا على سؤال صحافي حول ما اذا كان مشروع القرار الروسي – الذي يندد بالنشاطات العسكرية لتركيا – يمكن ان يعتمد، قال السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة فرنسوا ديلاتر «بشكل واضح لا».

وتعليقا على محادثات جرت بين مسؤولين أمريكيين وروس في جنيف للبحث في وقف إطلاق النار في سوريا قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مساء الجمعة إنه «لا يزال يتعين القيام بالكثير» للتوصل الى وقف لإطلاق النار في سوريا.

وقال كيري من لندن «إن العمل على إجراءات وقف إطلاق النار في وضع مماثل لذلك الموجود في سوريا عملية معقدة جدا وتفاصيلها كثيرة، لذلك فإن فرقنا منكبة على العمل».

وأضاف أن «المحادثات كانت جدية وحتى الآن بناءة إلا أن مشاكل عدة صعبة لا تزال بحاجة للحل».

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا أعلنت في وقت سابق لفرانس برس أن «روسيا والولايات المتحدة تجريان مشاورات على مستوى الخبراء حول قضايا سترفع إلى مجموعة الدعم الدولية للموافقة عليها».

ورأى الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أمس أن «هناك خطرا بنشوب حرب» بين تركيا وروسيا في حال تدخل أنقرة في سوريا.

وقال لإذاعة فرانس انتر إن «تركيا طرف في سوريا (…) وهنا ثمة خطر نشوب حرب (مع روسيا) ولهذا السبب يجتمع الآن مجلس الأمن الدولي».

وأكد أن «روسيا لن تنجح بدعم بشار الأسد من جانب واحد»، داعيا إلى ممارسة «ضغوط» على موسكو لفتح مفاوضات حول سوريا.

ودعا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لإتاحة صواريخ أرض – جو لمجموعات معارضة معتدلة في سوريا.

وقال في تصريحات لمجلة «دير شبيغل» الألمانية الصادرة اليوم السبت إن تلك الصواريخ ستمكن المعارضة المعتدلة من ردع مروحيات وطائرات النظام السوري، موضحا أن امتلاك المعارضة لصواريخ أرض ـ جو من الممكن يغير موازين القوى في سوريا مثلما حدث في أفغانستان من قبل.

وعن الوضع في سوريا قال الجبير إن التدخل الروسي لن ينقذ نظام الرئيس السوري بشار الأسد على المدى الطويل، مضيفا أنه يتعين على الأسد التنحي حتى يمكن تحقيق عملية سياسية في سورية، وقال «الخيار الآخر هو استمرار الحرب والانتصار على الأسد».

ونفى الجبير وجود تقارب أيديولوجي بين تنظيم «الدولة» والوهابية، مشبها إسلامية تنظيم «الدولة» بمسيحية تنظيم «كلوكس كلان» العنصري المتطرف في الولايات المتحدة.

جاء ذلك فيما صرح مبعوث الأمم المتحدة الخاص في سوريا ستيفان دي ميستورا بأن محادثات السلام حول سوريا لن يتم استئنافها في 25 شباط/فبراير الجاري، بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك البرية ما زالت مستمرة رغم تعهد القوى الدولية بـ»وقف القتال» بحلول أمس الجمعة.

وقال دي ميستورا لصحيفة «سفينسكا داجبلات»، «لا يمكن أن أطالب بشكل واقعي بمحادثات جنيف جديدة في 25 شباط/فبراير. نحتاج عشرة أيام للاستعداد وتوجيه الدعوات. لكن نسعى للقيام بذلك قريبا».

وكان دي ميستورا قد جمد أوائل هذا الشهر محادثات جنيف للسلام حتى 25 شباط/فبراير قائلا إن التحركات العسكرية تشكل عقبة أمام المفاوضات.

الى ذلك نقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله أمس الجمعة إن روسيا ينبغي ألا توقف ضرباتها الجوية في سوريا، وإن الرئيس السوري بشار الأسد وأطرافا أخرى في الصراع يجب أن يستمعوا لنصيحة موسكو.

 

هل ستزود السعودية المقاتلين بصواريخ أرض ـ جو؟ ولماذا تريد القيام بحملة جنوب سوريا

كلما طال أمد الحرب زادت دمويتها… وعندما تتخلى أمريكا عن دورها يحل محلها الجهاديون والميليشيات الشيعية وروسيا

إبراهيم درويش

لندن ـ «القدس العربي»: هل دخلت الحرب في سوريا مرحلتها الحرجة؟ وهل فات القطار على الولايات المتحدة فلم تعد قادرة على عمل شيء يمكن أن يغير منعرجات الحرب التي تحولت إلى خليط من القوى المتنافسة للحصول على قطعة من سوريا المدمرة؟ وماذا يمكن للسعودية وتركيا عمله لدعم المعارضة السورية وهل تستطيعان التدخل بدون موافقة أمريكية؟ وماذا عن بوتين، هل يمكن للغرب وقفه وجعله يدفع ثمنا باهظا؟

اسئلة تطرح اليوم في سياق التطورات الجارية في حلب وعلى الحدود التركية مع سوريا. وبالتأكيد يتحمل الرئيس الأمريكي باراك أوباما والدول الغربية النصيب الأكبر من اللوم. فالقرارات الخاطئة والمترددة حيال ما يجري في هذا البلد فتحت المجال أمام قوى مثل روسيا لتسأسد فيه وتفرض رؤيتها على الواقع الميداني والسياسي.

وتبدو روسيا مع إيران عرابي نظام بشار الأسد المستفيد الأول إن لم تكونا الرابحتين من التطورات الأخيرة.

اللوم لا يكفي

لكن المعلق الأمريكي ديفيد إغناطيوس يرى أن اللوم لا يشكل سياسة واضحة وأن نجاح أو فشل اتفاق وقف إطلاق النار لا يتعلق بتفاؤل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ولا بثقته المبالغ فيها بالروس بل بما يفرضه الواقع الميداني على الأرض.

وكتب إغناطيوس في «واشنطن بوست» أن رفض القوى السورية المعارضة لنظام الأسد والضعيفة للهدنة وإن كان مفهوماً إلا أنها مخطئة فهي تضيع فرصة من فرص وقف العنف والنقاش السياسي. ويعتقد الكاتب أن اللعبة الدبلوماسية هي المتوفر لدى أمريكا اليوم.

وينقل عن سفير دولة الإمارات العربية في واشنطن يوسف العتيبة قوله «إنها اللعبة الوحيدة المتوفرة في المدينة» و«لا أرى استراتيجية غيرها». ويعترف إغناطيوس بأن النزاع وصل نقطة حرجة. ولأنه كذلك ولأن سوريا تحولت إلى «اعقد حرب يشهدها العالم منذ عقود» فيجب على الإدارة الأمريكية والدول المتحالفة معها التفكير ملياً قبل اتخاذ أي خطوة تتعلق بالنزاع. وفي هذا السياق فأي خطوة مهما كانت صغيرة تعتبر إنجازاً.

فاتفاق ميونيخ وإن اعتمد على حسن النوايا الروسية إلا أنه فرصة لحماية الشعب السوري ووقف معاناته، كما أنه سمح حتى الآن بوصول الإغاثة الإنسانية إلى خمس مناطق محاصرة حول دمشق.

ويرى إغناطيوس أن معاقبة روسيا على تخريب وقف إطلاق النار يجب أن تتركز على تأليب المجتمع الدولي ضدها. فحقيقة توقيع الروس على اتفاق وقف إطلاق النار يجعلهم مسؤولين عن فشله.

وما لم يقله إغناطيوس هو أن روسيا وافقت على قرار مجلس الامن الرقم 2254 ولكنها واصلت قصفها للمعارضة وغاراتها الجوية. وأيا كان الحال يعتقد الكاتب أنه من المستحيل وقف «الأعمال العدائية» لأن المعارضة بحاجة لتنظيم نفسها ولأنها ستصوت معتمدة على منجزات المعركة حتى لو تحالفت مع «جبهة النصرة» أو «تنظيم الدولة».

ولهذا السبب هناك حاجة لأن تقوم السعودية بممارسة الضغط على المعتدلين وإقناعهم بقبول وقف إطلاق النار.

ويرى أهمية تحميل روسيا مسؤولية الفشل في وقف إطلاق النار في حالة رفضها تخفيف العنف. ورغم كل هذا فلدى الولايات أوراق نفوذ عسكري على روسيا والتقدم للأمام و»هذا قادم خاصة بعد عرض كل من السعودية والإمارات العربية إرسال قوات خاصة إلى سوريا تحت قيادة أمريكية كاملة». وهناك مناقشة جارية للإتفاق على التفاصيل، ولكن، لدى الإمارات استعداد لتدريب المقاتلين السوريين في المعارضة لنظام بشار الأسد، وهو ما يغطي ثغرة في الإستراتيجية الأمريكية. وقد تكون هذه القوات جزءا من الهجوم على تنظيم الدولة في الرقة».

مع أن الولايات المتحدة تواصل جهودها ضد تنظيم «الدولة» من خلال الإعتماد على الميليشيات الكردية التي منحتها اسما جديدا وهو «قوات سوريا الديمقراطية» التي يبلغ عدد من تقول إنهم عرب 7.000 مقاتل من بين 40.000 مقاتل كردي.

لكن تركيا ترى في التحالف الأمريكي مع الأكراد خطرا على مصالحها الأمنية. لكل هذا دخلت الأزمة السورية مرحلة حاسمة يقود فيها أي خطأ إلى مواجهة كارثية، بين تركيا وروسيا بالتحديد.

ولم يفت الوقت رغم كل هذا على الولايات المتحدة كي تقوم بتشكيل المستقبل السياسي والعسكري لسوريا «الجديدة» حسب إغناطيوس.

ضغوط

وربط الكاتب ملامح النفوذ الأمريكي بما اقترحته السعودية والإمارات بتجاهل حقيقة الضغوط التي تمارسها واشنطن على أنقرة والرياض لمنع تدخلهما العسكري حالة فشل وقف إطلاق النار. ورغم الإحباط الكبير الذي يسود دول المنطقة بسبب مواقف واشنطن المذعنة تجاه الأزمة السورية إلا أن إدارة أوباما والدول الغربية تشعر بقلق من تصعيد الأزمة العسكرية ومخاطر مواجهة خطيرة مع روسيا حسبما أوردت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية. ونقلت عن دبلوماسي في حلف الناتو قوله «هل سننشر قوات هناك؟ لا إن كان بيدنا الأمر». ورغم الغضب البارز من السعودية وتركيا إلا انهما ربطتا التدخل العسكري بموافقة أمريكية وهو ما عبر عنه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير. وتحدث دبلوماسيان غربيان عن رغبة تركية في إقامة منطقة آمنة داخل سوريا، تتيح مساحة لتحرك قوات المعارضة التي تواجه حملة عسكرية شديدة من قوات النظام والميليشيات الشيعية وبدعم روسي.

وأشارت الصحيفة إلى اجتماعات عقدها قادة المعارضة المعتدلة في الأيام الأخيرة مع العسكريين الأتراك في أنقرة و اسطنبول. ويعتقد البعض أن هناك محاولات تقوم بها الجماعات المعارضة لتشكيل «تحالف إسلامي» سينشر في شمال سوريا.

وتشعر الدول الغربية بالقلق من مشاركة دولة عضو في الناتو في سوريا وضد روسيا. وبحسب تشارلز ليستر، من معهد الشرق الأوسط «خرجت سوريا عن السيطرة» ويعتقد أن «الوضع في الشمال يمنح إمكانية تحويل مسار الأزمة السورية بالكامل». وسمحت تركيا في الأيام القليلة الماضية لعدد من المقاتلين بالدخول إلى سوريا. واجتازت في ليلة الخميس مئات من المقاتلين الحدود قرب المناطق التي يسيطر عليها الأكراد. وتقول الصحيفة إن السعودية ترغب بالحفاظ على تأثيرها الدبلوماسي والعسكري.

ويقول دبلوماسي إن الرياض تتعامل مع نشر قوات في سوريا كشرط للحفاظ على تأثيرها ليس في سوريا فقط ولكن في واشنطن.

ويقول مسؤولون إن السعوديين يفكرون بشن عملية في جنوب – شرق البلاد قرب الحدود مع الأردن وبمشاركة قوات أردنية بدلاً من الشمال. وبحسب مسؤولين سعوديين بارزين فقد اقترح الأردن نشر قوات خاصة قرب معبر التنف العام الماضي. وقال زعماء العشائر إن السعودية قامت بعمليات استطلاعية بالمنطقة.

وشهدت الساحة السورية زيادة في التعزيزات العسكرية. فقد قال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن البيت الأبيض أقر زيادة «ملحوظة» في عدد القوات الأمريكية الخاصة.

وهناك حديث عن تدفق السلاح الجديد للمعارضة السورية المعتدلة. ولاحظ مراقبون زيادة في الصواريخ المضادة للدبابات وصلت للمعارضة في الأسابيع التي تلت التدخل الروسي نهاية إيلول/سبتمبر.

وينتظر المقاتلون أسلحة جديدة تشمل قذائف هاون وصواريخ متقدمة. وتحدث مسؤول غربي عن «ثمن باهظ يجب أن تدفعه روسيا» ولكن لا أحد يعرف الكيفية التي سيتم عقابها.

مخاطر الحرب في سوريا

والسؤال من سيعاقب روسيا؟ ففي ظل الضعف الأمريكي تقول مجلة «إيكونوميست» إن «جرأة» روسيا و»ضعف» أمريكا غيرا من مسار الحرب. وأضافت أنه في حرب قبيحة مثل سوريا يمكننا استخلاص عدد من الدروس القاتمة أولها: كلما طال أمدها زادت دمويتها. وثانيها: كلما زاد تورط دول في دوامتها قلت الشهية لوقفها أو على الأقل احتواء القتال.

ولكن الدرس الأكبر والأخطر وهو ان الفراغ الذي تتركه الولايات المتحدة يملأه الجهاديون والميليشيات الشيعية والآن روسيا الجريئة. وتصف المجلة سوريا بأنها مجموعة حروب قبيحة داخل حرب. فهي حرب طائفية بين السنة والشيعة وكفاح بين العرب السنة أنفسهم ومحاولة كردية لإنشاء وطن وحرب إقليمية بين السعودية وتركيا من جهة وإيران من جهة أخرى ومنافسة جيوسياسية بين أمريكا جبانة وروسيا صاعدة.

وتشير إلى قرار الرئيس فلاديمير بوتين الدخول إلى جانب المحور الإيراني- النظام السوري والذي غير موازين المعركة لصالح قوات الأسد خاصة مدينة حلب المهددة بالحصار. وفي قلب الرقصة الدبلوماسية حول وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية والتسوية السياسية أصبحت روسيا تفرض الشروط بالطريقة نفسها التي فعلتها أمريكا أثناء الأزمة البوسنية في التسعينات من القرن الماضي.

وتعلق أن سياسة أوباما الراغبة برحيل الأسد بدون تقديم الوسائل للإطاحة به كانت بائسة «وسيبقى الأسد على ما يبدو بعد رحيل السيد أوباما إلا أن الحرب لن تنتهي بل أخذت منعرجاً سيئاً».

ويرسم تقرير المجلة التطورات الأخيرة حول تورط تركيا أكثر في الغضب السوري وقصفها للأكراد الذين تعتبرهم جماعة إرهابية. وهم حلفاء أمريكا في الحرب ضد تنظيم «الدولة» ومالوا في الفترة الأخيرة تجاه النظام وروسيا.

وهناك السعودية التي أرسلت مقاتلات حربية وأعلنت عن مناورات عسكرية شاركت فيها السودان وماليزيا وباكستان ومصر والمغرب. وعرضت الرياض إرسال قوات خاصة إلى سوريا والعودة للخيار الأفغاني في الثمانينات من القرن الماضي. وتساءلت هل ستقدم السعودية صواريخ مضادة للطائرات لاستهداف الطيران الروسي؟ إلا أن الأزمة في سوريا تحمل مخاطر مواجهة عسكرية بين تركيا وروسيا. لكل هذا فقد أصبحت سوريا تمثل تهديداً على الغرب، فوصول صواريخ مضادة للطائرات للمعارضة يحمل مخاطر من وقوعها في يد الجهاديين. وستتداعى دول مثل الأردن ولبنان كما سيؤدي تدفق اللاجئين السوريين لزعزعة استقرار أوروبا وربما انجر الناتو لحرب مع روسيا. ومن هنا تدعو المجلة الغرب لممارسة الضغط على تركيا والسعودية لأن مخاطر المواجهة مع روسيا ووصول تأثير الجهاديين إلى أوروبا عالية.

ويجب على واشنطن إقناع أصدقائها الأتراك والأكراد على التعايش بدلاً من المواجهة. وهذا يعني ضرورة ممارسة أمريكا دوراً أكبر في سوريا «فلو نجح الأسد والروس في تحويل الحرب في سوريا لخيار بين النظام والجهاديين فسيكون هذا بمثابة الكارثة، خاصة أن غالبية السوريين هم من السنة ولن يتصالحوا أبدا مع الأسد.

ولو سحقت المعارضة الرئيسية فستدفع إما للرحيل إلى أوروبا أو إلى أحضان الجهاديين». وترى أن التراجيديا التي خلقها ضعف أوباما جعلت من خيار المنطقة الآمنة حلاً محفوفاً بمخاطر المواجهة مع روسيا.

ولكنها لا تستبعد إمكانية إقامة محاور إنسانية غير رسمية. ولعل الحل المهم الآن بالنسبة لأوباما هو التعامل مع سياسته بطريقة جدية من خلال تشكيل قوة عسكرية لهزيمة «الخلافة» في شرق سوريا مما يعني العمل مع الدول السنية.

وستتمكن المعارضة من إنشاء منطقة تتلقى الحماية من الغطاء الأمريكيين وسيكشف هذا عن خداع الروس وزعمهم أنهم يريدون قتال الجهاديين. وعلى الغرب الضغط على الروس من خلال تجديد العقوبات التي فرضها الإتحاد الأوروبي صيف العام الماضي. ويجب ان لا يقتصر رد الغرب على بوتين في سوريا.

لماذا يتوقف؟

منذ التدخل الروسي العام الماضي تغيرت المعادلة على الأرض وأصبح النظام الذي كان على حافة الإنهيار واثقاً من بقائه وقدرته على النجاة.

وعليه فيجب أن لا نفاجأ إن واصلت روسيا عمليات القصف على الجماعات التي وصفها لافروف بـ»الإرهابية»، وهو مصطلح مائع يضم أي جماعة ترى روسيا أنها تشكل خطرا على النظام. وعليه «تشعر روسيا أن لديها المبرر لقصف أي جماعة معارضة تختارها». والسؤال ما الداعي لوقف بوتين حملته العسكرية؟ والجواب واضح من الجهد الذي اعتقد جون كيري تحقيقه مع لافروف وهو الكشف عن مواقف روسيا المثيرة للسخرية.

وكما قال جون ماكين، رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس معلقاً على اتفاق ميونيخ «هذه دبلوماسية في خدمة العدوان العسكري وهي تنجح لأننا نسمح لها بذلك».

توسع الحرب

وتشير المجلة إلى أن الحرب توسعت وزادت حدتها في الأيام التي تبعت اتفاق ميونيخ. ففي 15 شباط/فبراير قتل 50 مدنيا نتيجة صواريخ ضربت مناطق المعارضة، وقتل 14 مدنيا على الأقل في بلدة أعزاز، وضربت صواريخ معرة النعمان في إدلب ودمرت 5 مستشفيات. وتضيف المجلة لصور الكثافة في القتال التقدم الذي حققته وحدات حماية الشعب الكردية والتي سيطرت على تل رفعت التي كانت من أوائل البلدات التي تعلن الثورة ضد الأسد. ودمرت قوات سوريا الديمقراطية ممر الكاستيلو المهم للمعارضة وأدى هذا لتضييق الخناق على «جيب أعزاز» القريب من الحدود التركية.

وترى المجلة أن الأكراد على ما يبدو في عجلة من أمرهم لرسم حدود كيان مستقل ومتواصل يطلقون عليه اسم «روجوفا».

وتضيف الممارسات التي يقوم بها النظام والقصف الجوي العشوائي للمدنيين والبنى التحتية تهدف لتحقيق هدفين الأول، دفع المدنيين للخروج من التجمعات السكنية بحيث يجد النظام حرية باستهداف المقاتلين بأقسى أنواع الوحشية.

أما الهدف الثاني فهو رفع ثمن المقاومة بحيث تضغط المجتمعات السكانية في المستقبل على المقاتلين تجنب المواجهة مع الحكومة والقبول بشروط وقف إطلاق النار التي تفرضها مهما كانت مجحفة للمقاتلين كما حدث في حمص.

أهداف بوتين

وفي الوقت نفسه يتهم الدبلوماسيون الغربيون روسيا بتحويل اللاجئين لسلاح في الحرب. ولهذا السبب حاولت تركيا مواجهة كل الضغوط عليها وعدم السماح لموجات اللاجئين بالعبور إلى أراضيها. وأقامت بدلاً من ذلك معسكرات مؤقتة لهم. ولا يعرف إن كانت مستعدة للدفاع عنها. ويرى قادة في المعارضة أن تركيا تريد خلق أزمة إنسانية من أجل دفع الغرب للتحرك. مع أن منظوراً كهذا بعيد عن الحدوث.

وتقول إن المحادثات الدبلوماسية اليائسة تشير إلى أن الرئيس أوباما الذي لم يتبق له سوى أشهر في السلطة لن يدفع لتبني موقف متشدد من سوريا إلا أذا أجبرته الأحداث.

وفي غياب تدخل غربي مباشر يشكك محللون في إمكانية فعل شيء لوقف هزائم المعارضة رغم أن السعودية تفكر بتزويدها بصواريخ مانبادس المضادة للطائرات إلا أن الولايات المتحدة ترفض خطوة كهذه.

وكل هذا لا يعني سقوط حلب بشكل سريع فهناك حوالي 40.000 مقاتل متمرس يمثلون 50 فصيلاً في المدينة. وكما يرى تحليل قدمه معهد دراسات الحرب في واشنطن فهؤلاء من المقاتلين المصممين على الدفاع عن المدينة حتى آخر رجل. ولكن المعهد حذر من إمكانية ضغط «جبهة النصرة» و»أحرار الشام» على المقاتلين للتعاون معهما لمواجهة الحصار. وتطور كهذا سيخدم النظام الذي سيقول إنه يخوض حرباً ضد «الإرهابيين». وبدون دعم جوي روسي فالقوى التي تقاتل المعارضة من جانب النظام تظل أقل قوة وبحسب التقديرات الغربية فعددها 15.000 وتضم مقاتلين من باكستان وأفغانستان والحرس الثوري الإيراني وخمسة آلاف مقاتل من حزب الله.

وهناك عدد من مقاتلين القوات الخاصة الروسية يساعدون في العملية. وبحسب قيادي في المعارضة قوله «نستطيع هزيمتهم في المعركة، ورجالنا يقاتلون منذ خمس سنوات وهذه منطقتهم، ولكن القصف الروسي هو الذي يترك الأثر».

وتعتقد المجلة أن الغرب الذي يتألم للمصير الذي وصلت إليه الأمور فشل في تغيير المعادلة في وقت نجحت فيه استراتيجية بوتين في كل مستوى من المستويات.

وهدفه الحالي هو استعادة حلب ووضعها في يد النظام والسماح للأكراد بناء منطقة مستقلة ويريد استخدام محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة من أجل تقوية الإنجازات.

وما يقف خلف تفكير بوتين هو افتراض ان الأوروبيين يرغبون بإنهاء الحرب من أجل وقف أزمة اللاجئين وتخلي أوباما عن خططه الإطاحة بنظام الأسد. وتقول إن الجزرة التي يحملها بوتين هي محاربة تنظيم «الدولة» من أجل تقوية تحالف الولايات المتحدة.

وربما قبل بتسوية تشمل تسليم الأسد طالما حل محله شخص ترضى عنه موسكو. وعلى العموم يبدو بوتين والأسد في موقع الرابح، لكن في سوريا فالربح والنصر يظلان مصطلحين لا معنى لهما.

 

انضمامات فصائلية مهمة في الغوطة الشرقية لدمشق و«جيش الإسلام» يحاول السيطرة على دوما منفرداً

حازم صلاح

ريف دمشق ـ «القدس العربي»: أعلن الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام في الغوطة الشرقية في بيان رسمي له اندماجه التام في صفوف فيلق الرحمن بقيادة النقيب ناصر شمير وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من الانضمامات المهمة لصفوف الفيلق التي شهدتها الغوطة الشرقية حيث سبق ان تم الاتحاد بين ألوية الحبيب المصطفى وجند العاصمة إضافة لكتائب الشام.

في تصريح خاص لـ «القدس العربي» قال وائل علوان المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الإسلامي لاجناد الشام عن أسباب انضمام الاتحاد لفيلق الرحمن «الثورة السورية وصلت لمرحلة هامة وحساسة بعد أن تخلى الجميع عن الشعب السوري وثورته فهذا الحال جعل الخناق شديداً جداً على الشعب السوري ويجب على الفصائل ان تحمل مسؤوليتها، نحن نؤمن بأن الأمور لا تحل بالعصا السحرية واندماج الفصائل بشكل مباشر صعب جداً ولكن يجب تجميع الفصائل المتشابهة والمتماثلة في صف واحد، حيث كنا نشجع دائماً على زيادة مستوى التنسيق والتقارب بغرف العمليات كتمهيد لبناء الثقة وصولاً إلى الاندماج حيث اننا نؤمن بان المخلص الوحيد للشعب السوري هو اجتماع الثوار تحت راية علم الثورة فالنظام يحاربهم على أنهم هدف واحد».

وأضاف علوان «التنسيق والتواصل مع فيلق الرحمن مستمر منذ أشهر وذلك بعد مرحلة طويلة من بناء الثقة على الجبهات وفي غرف العمليات، وجدنا بعد ذلك أن المسؤولية ملقاة على عاتقنا في ان نضرب المثل في التنازل لإخواننا وان يكون هذه التنازل مفتاحاً للتنازل في منطقة محاصرة ومغلقة فمصلحة الثورة مقدمة على الأسماء حيث تنازلنا عن اسم الاتحاد كليا لنندمج تحت راية الفيلق بشكل كلي وهذا ما فعلته منذ عامين مجموعة من الفصائل عندما تم تشكيل الاتحاد».

ومن الجدير بالذكر ان المكتب الأمني لجيش الإسلام قام باقتحام بعض مقار الاتحاد في دوما وذلك في ظل اعلان اندماج الاتحاد ورافق ذلك اعلان الجيش عن انضمام مجموعات من الاتحاد لصفوفه وهذا ما نفاه الاتحاد حيث علق وائل علوان على الحادثة فقال «بالنسبة للمشكلة التي حصلت بيننا وبين جيش الإسلام فطالما تلظينا بالرعونات المتكررة التي يمارسها الجهاز الأمني للجيش وتحدثنا كثيراً مع قيادة الجيش والحكماء فيه حيث يتوجب عليهم تغيير طريقة التعامل الفظة وخاصة إخوانهم في باقي الفصائل، لم نكن نتوقع أن اندماج الاتحاد مع الفيلق يسبب ازعاج لجيش الإسلام حيث أن علاقة الجيش مع الفيلق طيبة جداً وبينهم غرفة عمليات مشهورة».

وبين أن «القوات المقتحمة لمقار الاتحاد في دوما من جيش الإسلام خيرت عناصر الاتحاد المتواجدة في المقرات بأن ينضموا للجيش أو يطردوا من دوما وفي حال انضمامهم لفيلق الرحمن فليس لهم بقاء في دوما ابداً فدوما لجيش الإسلام»، حسب زعمهم.

وأكد علوان أن الاتحاد بكامله انضم للفيلق ولم ينضم أي مجموعة منه لجيش الإسلام وبالنسبة لمقطع الفيديو الذي تم نشره عن الانضمام لجيش الإسلام فهو مقطع مفبرك وذلك واضح لكل من يشاهده، حسب قوله.

ومن الجدير بالذكر أن الاتحاد الإسلامي لم يندمج كلياً في فيلق الرحمن واقتصر ذلك على قطاع الغوطة الشرقية حيث أن الاتحاد له وجود في درعا، وحماة، وغوطة دمشق الغربية في داريا والمعضمية وخان الشيح، وجبل الشيخ إضافة لحي القدم الدمشقي في جنوب دمشق وهذه القطاعات ما زالت تعمل باسم الاتحاد ولم تندمج تحت أي مسمى آخر حتى الآن وهذا ما اعلـنه الإتحـاد في بيانـه الرسـمي.

 

اللجان الشعبية التابعة للنظام السوري تسرق المساعدات الإغاثية وتفتتح أسواقاً خاصة لبيعها

إيلاف قداح

درعا ـ «القدس العربي»: بعيداً عن آلة النظام العسكرية ومعاركه المشتعلة ضد قوات المعارضة في مختلف مناطق سوريا، انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة سرقة المواد الإغاثية المقدمة من الأمم المتحدة من قبل اللجان المختصة بالتوزيع والتي تتبع مباشرة للحكومة السورية.

وجاء في تصريحات لبعض المسؤولين نشرتها وسائل إعلام موالية للنظام أن عمليات تلاعب وسرقة وعدم انضباط تشوب مراحل إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى مستحقيها في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري وقوات الأمن. وأشارت صحيفة الثورة التابعة للنظام في خبرها حول هذه القضية إلى المطالب الشعبية الملحة لتغيير لجان التوزيع وإيقاف عمليات السرقة والمتاجرة بالمواد الإغاثية مع ضرورة إعادة النظر بآليات توزيع المساعدات حتى تشمل جميع الأسر المحتاجة بحسب الصحيفة.

إلى ذلك قال ناشطون محليون داخل مدينة دمشق لـ «القدس العربي» إن عناصر من الأمن والشبيحة واللجان الشعبية يقومون بسرقة المساعدات الإغاثية بعد الترتيب المسبق مع اللجان المسؤولة، ليتم بعدها بيعها في الأسواق المحلية بأسعار أرخص من المحال التجارية .

وأوضح الناشطون الذين رفضوا الإفصاح عن أسمائهم لأسباب أمنية انتشار أسواق شعبية خاصة ببيع المساعدات الإغاثية في بعض أحياء دمشق القديمة وركن الدين، ومنطقة البرامكة، لافتين إلى الإقبال الكبير من قبل المواطنين على هذه الأسواق للبحث عن أسعار محتملة في ظل الانخفاض الجنوني لقيمة الليرة السورية أمام الدولار وما رافقه من ارتفاع غير مسبوق لأسعار المواد الغذائية .

ويشار إلى وصول تقارير سابقة للأمم المتحدة والجهات الداعمة الأخرى تؤكد قيام موظفي النظام بسرقة المواد الإغاثية أو السطو عليها من قبل الجيش السوري وقوات الأمن والميليشيات الأخرى، بدون توجيه إنذار لهم أو إصدار أي بيان يدين تلك الأفعال التي تحد من وصول الغذاء والدواء للمدنيين المتضررين جراء استمرار الحرب السورية.

 

سوريا: غير بعيدٍ عن الرقة… «القدس العربي» ترصد مواجهات الثأر بين الجيش السوري وتنظيم «الدولة»

كامل صقر

إثريا (طريق الرقة) ـ «القدس العربي»: في جبهة اثريا تبدو موسكو متحررة من الضغوط السياسية التي قد تلمح لها واشنطن وحلفاؤها، فالمعارك التي يخوضها الجيش السوري مدعوما بقوات الدفاع الوطني وبغارات القاذفات الروسية تجري بالمطلق ضد تنظيم «الدولة» الذي لا خلاف عليه دولياً لجهة تصنيفه على انه تنظيم ارهابي، جبهة مترامية الاطراف تراها العين المجردة لمسافات بعيدة صحارى خالية من كل المؤثرات الطبيعية ما خلا غزارة الكثبان الرملية.

القاذفات وراجمات الصواريخ ومدفعيات روسية حديثة تأخذ مواقعها لاستهداف نقاط وارتال تنظيم الدولة، هي حرب الصحراء بين مقاتلي تنظيم «الدولة ـ داعش» وجنود الجيش السوري والدفاع الوطني، يجد الطرفان المتحاربان صعوبة في توفير الملاذات الامنة، صعوبات التدشيم وتأمين الحماية للقوات المتقدمة، يبرع تنظيم «داعش» في انشاء الحفر الترابية كافضل خيار لحماية عناصره من رميات المدفعية الثقيلة وغارات الطيران الروسي ويبرع جنود الجيش السوري في تحديد مواقع هذه الحفر واستهدافها برميات دقيقة من سلاح متطور مصدره الحليف الروسي.

من العاصمة دمشق كنا قد توجهنا صباحا نحو مدينة حمص ومنها الى مدينة السلمية في ريف حماه مروراً ببلدة الصبورة على يميننا بلدتا صلبا والعقيربات اللتان يسيطر عليهما تنظيم الدولة وعلى يسارنا بلدتا أم حريزة والحمرا اللتان يسيطر عليهما تنظيم جبهة النصرة، من الصبورة حتى اثريا يصبح هذا الطريق ليلاً شبه متعطل حواجز الجيش السوري توقف العمل بهذا الطريق خوفاً من تسلل سيارات مفخخة يرسلها تنظيم «الدولة» ليلاً كما حصل منذ فترة غير بعيدة على حاجز في بلدة السعن بريف حماه جرى إيقاف سيارة مفخخة يقودها انتحاري من تنظيم «داعش» قبل وصوله الى هدفه.

من وسط بلدة اثريا توجهنا شرقا ضمن خط سير المعارك الجارية هناك، القوات الحكومية استطاعت تحقيق خرق ميداني في اقل من عشرة ايام بعمق عشرة كيلو مترات وعرض اربعة كيلو مترات ضمن مناطق كان يسيطر عليها تنظيم «الدولة» الذي استشعر خطرا ميدانيا قد يطال مدينة الطبقة في حال استمر هذا التقدم فأرسل التنظيم المزيد من مقاتليه مسندا قيادة المهمة لشخصية تونسية.

اضافة الى تعزيزات الجيش السوري النظامي أرسل الدفاع الوطني تعزيزات اخرى من دمشق وحمص اضافة الى ما يعرف بفوج الجولان الذي ارسلت اجزاء من كتائبه نحو مدينة اثريا، تسمح المساحات المكشوفة للكثير من فرص المناورة العسكرية، الاليات والعناصر المتحركة هدف سهل لمن يتعقبه، وبسبب المساحات المكشوفة فالاشتباك قريب شبه معدوم، يعتمد الجيش السوري بالدرجة الأولى على الاسلحة الثقيلة البعيدة والمتوسطة المدى، كان بإمكاني مشاهدة دبابة تابعة لتنظيم داعش لا تبعد أكثر من كيلو متر واحد تحاول المناورة خلف ساتر ترابي فيما رامي «الآربي جي» لدى الجيش السوري يترصدها بانتظار لحظة التسديد.

وجود الخبراء الروس في تلك الجبهة يبدو ملحوظاً بدون عناء البحث عنهم لكن تصويرهم او التحدث اليهم من قبل الصحافيين هو امر عصي على التحقق او لا يمكن تحقيقه.

مقاتلون من عشائر دير الزور والرقة انضموا ايضا لصفوف الجيش السوري بما يعرف بقوات الدفاع الوطني يجد هؤلاء في تلك المعركة مساحة للثأر من مقاتلي تنظيم «داعش» الذين أعدموا المئات من أبناء العشائر السورية خلال العامين الماضيين، ونظراً لقرب المعارك من المجال الجغرافي لمطار الطبقة العسكري فإن جنود الجيش السوري يجدون في هذه المعركة فرصة للثأر لرفاقهم من عناصر حامية مطار الطبقة الذي سقط بيد تنظيم «داعش» وسقط معه العشرات من حاميته على يدي تنظيم داعش ذبحاً ورمياً بالرصاص.

 

مستشارة الأسد تعترف بتعاون النظام السوري مع تنظيم “ب ي د

إسطنبول- الأناضول: اعترفت مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، بثينة شعبان، بوجود تعاون بين منظمة (ب ي د)، وجيش النظام السوري في العمليات العسكرية التي تجري في البلاد، معتبرة أن النظام السوري “ليس لدية مشكلة في التقدم الذي يحرزه مسلحو التنظيم”.

واعتبرت شعبان، في لقاء مع قناة (روسيا اليوم)، بث ليلة الجمعة، أن أعضاء تنظيم (ب ي د)، “سوريون يحررون الأراضي، بالتعاون مع الجيش السوري، والطيران الروسي، وقوات الدفاع الشعبي”.

وأشارت أنه “لا توجد مشكلة لديهم في ذلك، على اعتبار أن المهم هو وحدة تراب سوريا ووحدة شعبها”، على حد تعبيرها.

وأضافت شعبان “الذين يحاربون ليسوا أكراداً فقط، هم أكراد، وعرب، وسريان، وقبائل، وجيش سوري، وقوات دفاع شعبية، وكل أطياف الشعب السوري، تشارك في الحرب على الإرهاب” بحسب قولها.

وكانت تنظيم (ب ي د) بدأ قبل أسبوعين، عملية عسكرية بريف حلب الشمالي، ضد فصائل المعارضة السورية، مستغلة انشغال الأخيرة بالتصدي لقوات النظام والميليشيات الموالية لها، بغطاء جوي روسي، في القسم الجنوبي للمنطقة.

وتمكن مقاتلو التنظيم خلال هجومهم من السيطرة على عدد من القرى جنوب، وجنوب غرب مدينة اعزاز، أبرزها قرية منغ، والمطار العسكري المجاور لها والذي يحمل نفس الاسم، إلى جانب أجزاء واسعة من مدينة تل رفعت.

كما قام التنظيم مؤخرًا بشن هجمات على فصائل معارضة في مدينة حلب، التي ترزح تحت الحصار، نتيجة تقدم قوات النظام، التي تسعى لإغلاق طريق الإمداد الوحيد للمعارضة شمال المدينة.

 

المعارضة السورية توافق على “هدنة محدودة بضمانات دولية

2016-02-20 | أحمد حمزة

وافقت فصائل المعارضة السورية، بعد اجتماعٍ موسعٍ مع الهيئة العليا للتفاوض، عُقد في مدينة إسطنبول التركية، مساء أمس، على هدنةٍ مبدئية ومحدودة المدة، على أن تكون هناك “ضمانات دولية واضحة، وإيجاد آليات مراقبة، وعدم قصف روسيا لمناطق المعارضة بحجة الإرهاب”.

وقال وائل علوان، من فيلق الرحمن (أحد أهم فصائل المعارضة بريف دمشق)، في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، إن “الفصائل العسكرية جميعها مع الحلول السياسية، إن كانت تفضي إلى رفع المعاناة عن الشعب السوري، وذلك يكون برحيل بشار الأسد”، مضيفاً أن “الفصائل وافقت على هدنة مبدئياً، على أن تكون محدودة الفترة”.

وشدد علوان، الذي حضر اجتماع مندوبي الفصائل العسكرية مع منسق الهيئة العليا للتفاوض، رياض حجاب، واستمر عدة ساعات مساء أمس، على أن “موقف المعارضة السورية كان واضحاً، وهو أن التوصل إلى وقف إطلاق النار غير مقبول مع بقاء بشار الأسد في السلطة، وكان هناك طرحٌ خلال الاجتماع هو أن يتم التوصل لهدنة مبدئياً ولفترة محدودة”، وهو ما “تم التوافق عليه بعد نقاشات ومشاورات طويلة بين المجتمعين”.

وقال المسؤول في المعارضة السورية إن “نقطتين أساسيتين تمت مناقشتهما بعد ذلك، الأولى أن تكون الضمانات واضحة من الدول الراعية، وخاصة من مجموعة الدعم الدولي لسورية، في حال وجود خروقات وإيجاد آليات مراقبة، والثانية تتمثل في منع تذرع روسيا وحلفائها، بحجة الإرهاب، لضرب مناطق المعارضة”، وضرورة “تحديد المناطق التي ستكون خارج الهدنة، وهي مناطق انتشار داعش المعروفة”.

كما خلص المجتمعون إلى ضرورة “عدم ربط الملف الإنساني بالسياسي، والبدء فوراً بتطبيق البنود الإنسانية” المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن 2254، وخاصة تأمين وصول المساعدات للمناطق المحاصرة، وإطلاق سراح المعتقلين.

 

“العفو الدولية” تدعو تركيا لاستقبال السوريين الهاربين من حلب

لبنى سالم

أعلنت منظمة العفو الدولية أن النازحين السوريين من الفارين من ريف حلب الشمالي لا يزالون محاصرين بين القصف الجوي المكثف وحاجاتهم الإنسانية والطبية.

 

وقالت تيرانا حسن، مديرة الاستجابة للأزمات في المنظمة: “لا يزال النازحون، حتى اليوم، محاصرين بين الضربات الجوية اليومية، والظروف الإنسانية الملحة”، مضيفة أن “السلطات التركية تسمح للمصابين بجروح بالغة بالدخول لتلقي العلاج الطبي، وتقيد وصول السوريين المرضى والمصابين الآخرين”، آملة أن تتقيد تركيا بالتزاماتها الدولية لتوفير الحماية لكل الهاربين من العنف.

 

وذكر أحد الأطباء السوريين من مدينة أعزاز للمنظمة أن “العديد من المستشفيات لم تعد موجودة، ليس لدينا ما يكفي من الجراحين أو المعدات. لذا نرسل المصابين، في سيارات الإسعاف المحلية، إلى المستشفى على الحدود السورية للعبور من باب السلامة، على أمل أن يدخلوا إلى تركيا لتلقي العلاج، لكن معظمهم يتم إعادتهم ولا يسمح لهم بالعبور”.

 

أوضح طبيب آخر “عندما يصل المصابون والجرحى إلى المستشفى الحدودي في معبر باب السلام، يختار المسعفون الأتراك الحالات، على أن يتم تحويلها للعلاج في المستشفيات التركية، ويُعاد الآخرون إذا لم تعتبر إصاباتهم تهدد الحياة”.

 

وأفاد شهود عيان للمنظمة أن السلطات التركية لا تسمح لأسر ذوي الإصابات المهددة بالموت بالدخول معها، وأنه في بعض الحالات يسمح للمريض ومقدم الرعاية فقط. هناك حالتان تم فصل الآباء المصابين عن الأطفال عند الحدود.

 

ونفت المنظمة سماح السلطات التركية بدخول الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل السرطان، وأولئك الذين يحتاجون إلى غسيل الكلى، بالرغم من أن المنشآت الطبية في سورية لم تعد تؤمن الدواء أو معدات لعلاج مثل هذه الحالات.

 

وأشارت المنظمة إلى أنها لم تجد دليلاً يؤكد تصريح السلطات التركية بأنها سمحت لنحو 10 آلاف لاجئ سوري بالعبور من البوابة الحدودية “باب السلامة”.

 

ارتفاع خسائر الحرب السورية إلى 254 مليار دولار

إسطنبول – عدنان عبد الرزاق

قدّر “المركزي السوري لبحوث السياسات” الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها سورية خلال الأعوام الخمسة الماضية، جراء الحرب التي شنها نظام الرئيس بشار الأسد ضد الثورة، بنحو 254.7 مليار دولار تعادل 468% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد في عام 2010.

وتتضمن هذه الخسائر خسارة الناتج المحلي الإجمالي لنحو 64.1% من قيمته التي كان عليها قبل الثورة المندلعة منذ مارس/آذار 2011.

وقال المركز في تقرير حديث تحت عنوان “مواجهة التشظي”، وصلت “العربي الجديد” نسخة منه أمس، إنه في الوقت الذي ركزت الحكومة السورية في سياستها الاقتصادية على الإنفاق العسكري، قلصت من الإنفاق الاستثماري والجاري، ورفعت تكاليف الإنتاج، ما أدى إلى تراجع مستوى الاستهلاك 33.1% العام الماضي مقارنة مع العام 2014، فضلا عن ارتفاع أسعار المواد والسلع المدعومة لعدة مرات، منها الخبز الذي ارتفع سعره ثلاث مرات والمازوت أربع مرات والكهرباء خمس مرات.

وهذا، بحسب التقرير، ينسجم مع تراجع متوسط إنفاق الأسرة إلى مستوى غير مسبوق، عاكساً المعاناة الشديدة للأسر السورية في جميع أنحاء البلاد، فقد انكمش الاستهلاك الخاص خلال العام الماضي بنسبة 10.8% عن مستواه في العام السابق.

وتوافق تراجع استهلاك المواطنين مع تراجع عجز الموازنة من 41.2% في العام 2014 إلى 28.1% العام الماضي، ما يعكس استراتيجية الحكومة في زيادة الإيرادات العامة من خلال تطبيق سياسة ترشيد الدعم التي خفضت الدعم بشكل كبير، وفق التقرير.

وشملت نتائج تقرير المركز الذي قال إنها انطلقت من الواقع بالاعتماد على باحثين سوريين، قطاع الصادرات الذي انخفض العام الماضي بنسبة 20% عن 2014.

كما انكمشت الواردات بنسبة 29%، بفعل تراجع الطلب إلى جانب الانخفاض الكبير في قيمة العملة المحلية. ومع ذلك، بقي العجز التجاري ضخما في عام 2015، حيث بلغ 27.6% من النّاتج المحلي الإجمالي.

ويشير تقرير المركز إلى ارتفاع معدل البطالة من 14.9% في 2011 إلى 52.9% نهاية العام الماضي، فبلغ عدد العاطلين عن العمل نحو 2.91 مليون شخص، منهم 2.7 مليون فقدوا عملهم خلال الأزمة، ما يعني فقدان مصدر رئيسي للدخل والتأثير في معيشة 13.8 مليون شخص.

ويذهب التقرير إلى أن بعض فرص العمل نتجت من التوسّع في اقتصاديات العنف، التي يُقدر أنها وظفت حوالى 17% من السكان الناشطين اقتصاديا.

وفي تعليقه على أرقام التقرير، يقول رئيس مجموعة عمل اقتصاد سورية، أسامة قاضي: “كانت الأرقام بمجملها متحفظة عموما حيث أن الخسائر الاقتصادية وخاصة بعد دخول القوات الروسية واتباع سياسة الأرض المحروقة ليست 254 مليار دولار، ولا يمكن أن تكون أقل من 300 مليار دولار”.

وذكر قاضي، في تصريح لـ “العربي الجديد” أن مدينة حلب، على سبيل المثال، التي كانت تساهم بأكثر من ثلث ناتج الدخل القومي السوري يتم تدميرها بطريقة ممنهجة، حيث يتم إفراغها من السكان والقوى العاملة التي كانت تدفع عجلة التنمية الاقتصادية المحلية بالحد الأدنى، فيما تدمر روسيا ما تبقى من بنى تحتية في الشمال وفي مناطق أخرى.

ويعتقد قاضي، أن نسبة البطالة تفوق 70%، وأن الأرقام الرسمية التي يستند إليها التقرير ربما أغفلت الإحصاءات الخاصة بالمناطق والمحافظات الواقعة خارج سيطرة النظام، “إذ كيف يقدر المكتب المركزي للإحصاء، نسب البطالة في الرقة ودير الزور وإدلب وريف حلب وريف حماة وتدمر وغيرها، والتي كانت على مدى أكثر من ثلاث سنوات إما مع تنظيم داعش أو مع القوى العسكرية الأخرى”، وفق تعبيره.

 

ورغم اعتراف قاضي بالجهد المبذول من قبل “المركز السوري لبحوث السياسات”، بيد أنه لفت إلى أن مشكلة التقرير تكمن في إشارته لسبب الانهيار الاقتصادي والتشظي إلى قوى “التسلط”؛ وهي كل القوى سوى النظام السوري ويحملها مسؤولية التشظي! دون الإشارة إلى دور النظام السوري في جر سورية إلى هذه الأزمة وتدويلها منذ اللحظة الأولى بالاستعانة بالسلاح الروسي والجيش الإيراني وحلفائه.

ويتفق رئيس مجموعة اقتصاد سورية، مع التقرير، بشأن الوضع المتشظي للاقتصاد السوري، “فقد انفرط عقد مسبحة الاقتصاد السوري بطريقة مخيفة، وأنه لم يعد هناك شيء اسمه “الاقتصاد السوري” بالمعنى الإداري المركزي، إنما تحول آخر ثلاث سنوات إلى اقتصاد المناطق والنواحي السورية”.

وذكر قاضي، أن الكثير من النواحي والمناطق في سورية لم تعد لها أية علاقة عضوية بحكومة النظام السوري في دمشق، “وإلا فما هي مهمة وزير النفط الآن وأكثر من 95% من النفط هي في أيدي تنظيم داعش والمليشيات الكردية، وكذلك فإن معظم صوامع الحبوب والقطن لا علاقة لها مع وزير الزراعة، ولا علاقة لأكثر من 95% من المعابر السورية مع العالم مع وزيري النقل والمالية وجباية الرسوم الجمركية منها.

ويرى الاقتصادي الأكاديمي عماد الدين المصبح، أن الخطر الأكبر خلال التقرير، هو ما أصاب حامل التنمية، أي الكادر البشري، إذ أظهر التقرير أن معدل الوفيات يصل إلى حوالى 10 أشخاص في كل ألف، وعدد الجرحى إلى نحو 1.88 مليون نسمة، أي أن ما يقرب من 11.5% من السوريين، إما قد فقدوا حياتهم أو أنهم جرحى ومصابون، وهو الأخطر على واقع سورية ومستقبلها، في رأيه.

وأضاف المصبح في تصريح لـ “العربي الجديد”، أن الملفت خلال التقرير، إشارته إلى مصطلحين جديدين وجديرين بالاهتمام، وهما الاستثمار شبه العام والاستهلاك شبه العام، وهو ما يشير إلى وجود نوايا تقسيمية على شكل مناطق نفوذ ما بين نظام متهالك ومناطق نفوذ للكيانات المناهضة له تحاول أن تبني اقتصادها الذاتي، ولا سيما في المناطق المكتظة سكانيا في إدلب وريف حماة والمنطقة الشمالية الشرقية وحوران.

لكن المصبح يرى أن التقرير أغفل التطرق للتضخم وما آل إليه سعر صرف الليرة وآليات البنك المركزي في تأمين تمويل حرب النظام ضد سورية، وما جره ذلك من آثار كارثية على مختلف المؤشرات الاقتصادية، ولا سيما التضخم الجامح الذي أرهق السوريين مثلما فعلت آلة الحرب ذاتها.

ويعتقد الاقتصادي المصبح أنه أمام هذه الكارثة غير المسبوقة، فإن سورية تحتاج إلى عقود طويلة من أجل إعادة الإعمار، فضلا عن التكلفة الباهظة، وبحاجة إلى إعادة تأسيس التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية ومحاولة خلق نموذج تنموي شفاف يقوده أشخاص مهرة، غير أن توفير هذا الكادر بحد ذاته يحتاج إلى وقت، في رأي المصبح.

 

مشروع القرار الروسي حول سوريا بمجلس الأمن

قدّمت روسيا مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي، الليلة الماضية، في محاولة لإدانة ووقف قصف تركيا لمواقع المقاتلين الأكراد من حزب “الاتحاد الديموقراطي” داخل سوريا، بعد التقدم الأخير الذي حققوه في ريف حلب الشمالي ضد مقاتلي المعارضة السورية.

 

ولاقى مشروع القرار رفضاً واسعاً، فضلاً عن إدانة أميركية له من قبل السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامنثا باور، التي وصفته بأنه محاولة لإلهاء المجتمع الدولي عما تقوم به روسيا في الشمال.

 

——

مجلس الأمن، إذ يشير إلى قراراته 2170 (2014)، 2178 (2014)، 2199 (2015)، 2249 (2015) و 2254 (2015)، وإذ يعيد تأكيد التزامه القوي بالسيادة والاستقلال، والوحدة والسلامة لأراضي الجمهورية العربية السورية، ومقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة في هذا السياق، ويدين بشدة استمرار قصف أراضي الجمهورية العربية السورية عبر الحدود، فضلاً عن تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب بشكل متواصل، وتوغل الأفراد العسكريين، والنقل غير المشروع للأسلحة والأعتدة ذات الصلة، بما يخالف قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومع التواطؤ أو المشاركة المباشرة لبعض الدول، بما في ذلك البلدان المجاورة لسوريا.

 

يعرب مجلس الأمن الدولي عن جزعه الشديد إزاء التقارير المتعلقة بالحشد العسكري والأنشطة التحضيرية الرامية إلى بدء التدخل الأجنبي داخل أراضي الجمهورية العربية السورية، وإذ يؤكد من جديد أن الحل الوحيد للأزمة الحالية في سوريا يأتي من خلال عملية سياسية شاملة، بقيادة السورية مثل المنصوص عليها في القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن، والبيان المشترك بشأن نتائج المحادثات المتعددة الأطراف بشأن سوريا في فيينا من 30 أكتوبر (تشرين الأول) 2015 والبيانات الصادرة عن المجموعة الدولية لدعم سوريا في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 و 12 فبراير (شباط) 2016.

 

إن مجلس الأمن الدولي:

 

1- يطالب بقوة، بالاحترام الكامل لسيادة الجمهورية العربية السورية، والوقف الفوري لأي عمليات قصف، وغارات، عبر الحدود، فضلاً عن التخلي عن جميع محاولات، أو خطط التدخل الأجنبي في الأراضي السورية.

 

2- يطالب مجلس الأمن بالامتناع عن التصريحات والبيانات المحرضة على مزيد من العنف، والتدخل في الشؤون الداخلية للجمهورية العربية السورية.

 

3- يؤكد من جديد، أن على جميع الدول منع وقمع تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب، والنقل غير المشروع للأسلحة والأعتدة ذات الصلة، إلى أراضي الجمهورية العربية السورية.

 

4- يطالب القرار جميع الدول بالالتزام وتنفيذ أحكام قرار مجلس الأمن 2254 (2015) من دون قيد أو شرط من أجل تيسير الجهود الرامية إلى وضع حد للنزاع السوري.

 

5- يقرر أن تبقى هذه المسألة قيد النظر الفعلي.

المدن

 

اختبار تجميد القتال بمناطق صغيرة..وروسيا تتحدى مجلس الامن

دينا أبي صعب

اجتماعات مكثفة بدأها الراعيان الدوليان، الروسي والاميركي، في جنيف الخميس، واستمرت طيلة يوم الجمعة، بمشاركة خبراء عسكريين من الطرفين، وسفراء عدد من الدول المعنية بالملف السوري، بحثوا فيها البند الثاني من مقررات مؤتمر ميونيخ الخاص بوقف “الاعمال العدائية” في سوريا، بعد الاعلان عن بدء تنفيذ البند الاول الخاص بإدخال المساعدات الانسانية الى المناطق المحاصرة قبل أيام.

 

مشاركون من وزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي الاميركي كانوا بين الحاضرين في اجتماعات جنيف، في حين لم تعرف تشكيلة الجانب الروسي ونوعية التمثيل. وأكدت مصادر دبلوماسية متابعة، لـ”المدن”، أن الاجتماعات، التي حرص الجانبان على ابقائها ضمن خانة السرية، ناقشت خريطة ميدانية موسعة ومفصلة، وضعتها الأمم المتحدة لسوريا، تحدد سيطرة الاطراف، وتوزيع الهيمنة على المدن والمناطق، وانسجم الطرحان الروسي والاميركي، حول مسألة البدء بوقف “الاعمال العدائية” في المناطق التي لا خلاف عليها، وهي مناطق صغيرة، يتم اختبار تجميد القتال فيها، على أن يستمر العمل على توسيع هذه الرقع لتطال مساحات اوسع، تمهيدا لوقف العنف نهائياً في مراحل لاحقة.

 

وأضافت مصادر “المدن”، أن “غياب لائحة واضحة ومحددة للارهاب (الجماعات المصنفة إرهابية) أعاق تحقيق التقدم المطلوب، لأن المناطق خاضعة لتنظيمات مختلفة غير متفق على تصنيفها. ففي حين تعتبر الامم المتحدة تنظيم داعش وجبهة النصرة إرهابيين، ترى روسيا أن عدداً كبيراً من الفصائل ينطبق عليها هذا الصنيف، وهذا الأمر أخر تقدم هذا الملف”.

 

الاجتماع الروسي-الاميركي عقد خارج مقر الامم المتحدة من دون أن يتم تحديده، وفي داخل المقر كان من المقرر عقد اجتماع موسع للمجموعة الدولية المنبثقة عن مؤتمر ميونيخ، لكن “عدم التوافق لدى الراعيين الأساسيين اجل الاجتماع”، وبالتالي، استعيض عنه بدعوة عدد من السفراء المؤثرين مباشرة بالملف السوري، من بينهم البريطاني والفرنسي وسواهم، للانضمام الى الاجتماع الثنائي، وفي حين اكدت اوساط أميركية أن اللقاءات الثنائية أحرزت بعض التقدم، قالت اوساط مشاركة في لقاءات المجموعة الدولية إن الامور لم تصل بعد الى مرحلة متقدمة، كما هي الحال بالنسبة للملف الانساني “الذي يسير بشكل منتظم منذ ايام”. وتنتظر المجموعة الدولية نضوج الخطوط العريضة للتفاهم بين القطبين الروسي والاميركي لعقد اجتماع موسع لم يحدد توقيته بعد.

 

وبينما كانت جنيف تغرق في صمت المجتمعين خارج وداخل الامم المتحدة، وسط احتمال تأجيل استكمال مؤتمر “جنيف-٣”، أو نقله الى مدينة أخرى في سويسرا،  ضج مجلس الامن الدولي في نيويورك بمشروع قرار تقدمت به روسيا في جلسة مغلقة، وطارئة، بشأن التطورات في سوريا.

 

وأعاد مشروع القرار، الذي يتألف من ديباجة وخمسة بنود، التذكير بالقرارات الدولية التي تؤكد على سيادة واستقلال ووحدة سوريا، وأدان تركيا من دون تسميتها بشكل مباشر، بحجة استمرار القصف “عبر الحدود، وتدفق المقاتلين الاجانب المتواصل، والنقل غير المشروع للأسلحة مع تواطؤ او مشاركة بعض الدول المجاورة”. وأشار إلى “الانزعاج البالغ ازاء تقارير الحشد العسكري والانشطة والتحضيرات التي تهدف لتدخل بري في سوريا”.

 

وجدد مشروع القرار الروسي التأكيد على أن الحل المستدام الوحيد للازمة السورية هو من خلال “عملية سياسية شاملة وبقيادة سورية على النحو الوارد في القرار 2254، ومحادثات فيينا وبيان مجموعة الدعم الدولي لسوريا”.

 

وفي البنود طالبت مسودة القرار باحترام كامل السيادة السورية، ووقف القصف والتوغل عبر الحدود، والامتناع عن التصريحات والبيانات المحرضة على مزيد من العنف، وضرورة قمع تدفق المقاتلين الاجانب والنقل غير المشروع للاسلحة، وإن على الدول احترام القرار الدولي 2254 والجهود الرامية لانهاء الصراع.

 

مشروع القرار الذي قوبل برفض تام، تبعته عاصفة من التصريحات على مستوى عال من التشنج. وقال المندوب التركي خالد جفيك، إن “من حق بلاده الدفاع عن أمنها القومي، وستتخذ الاجراءات اللازمة لمواجهة التهديدات والمخاطر الآتية عبر الحدود”، وأكد أن لا عملية عسكرية ضمن الاراضي السورية إلا ضمن “جهد دولي جماعي”، واستغرب تغاضي مشروع القرار الروسي عن الاوضاع الانسانية في سوريا، في حين اعتبرت المندوبة الاميركية في مجلس الامن سامانثا باور أن روسيا حاولت من خلال مشروع القرار صرف أنظار الحاضرين في الجلسة عن تطبيق القرار 2254 الخاص بسوريا.

 

وعكست التصريحات الفرنسية مدى جدية المرحلة، إذ قال المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر “إننا نواجه تصعيداً عسكرياً خطيراً بإمكانه ان يخرج عن السيطرة ويؤدي الى محو المنطقة تماماً عن الخريطة. هذا التصعيد هو نتيجة مباشرة للهجوم الوحشي الذي يشنه النظام السوري وحلفاؤه في الشمال السوري، وعلى روسيا ان تعي ان دعمها غير المشروط لبشار الاسد هو طريق مسدود ويمكن ان يكون خطيراً للغاية”. وأضاف أن “هذه الظروف ملحة اكثر من أي وقت مضى لتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات، وهذا يعني منع التصعيد العسكري من الخروج عن السيطرة والتحول لمواجهة إقليمية كاملة، ووقف الأعمال العدائية على الأرض فوراً، ووفقاً للالتزامات التي اتخذناها معا، وضمان الوصول غير المقيد والمستمر للمساعدات الإنسانية. وهذا هو المحك في الاجتماعات التي ستعقد حول سوريا”.

 

المعارضة السورية تشترط وقف الغارات لبدء الهدنة  

أبدت فصائل المعارضة السورية موافقة أولية على التوصل إلى هدنة مؤقتة، بشرط أن يتم ذلك وفق وساطة دولية، وتوفير ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والمليشيات التابعة لها على وقف القتال، بحسب ما أعلنه رئيس الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة رياض حجاب.

 

وقالت مصادر داخل فصائل المعارضة إنه لن يتم تنفيذ الهدنة إلا إذا تم وقف القتال بصورة متزامنة بين مختلف الأطراف، وفك الحصار عن مختلف المناطق، وتأمين وصول المساعدات للمحاصرين، وإطلاق سراح المعتقلين.

جاءت تصريحات حجاب بعد اجتماع مع ممثلي فصائل المعارضة السورية المسلحة لبحث التوصل لاتفاق مؤقت يمكن من خلاله حمل القوى المتحالفة مع النظام على وقف الأعمال العدائية التي تشن ضد الشعب السوري.

 

من جانبه، ربط المتحدث باسم وفد المعارضة السورية في جنيف أسعد الزعبي موافقة المعارضة السورية على هدنة مع النظام السوري بوجود ضمانات دولية.

 

وقال الزعبي -في مقابلة مع الجزيرة- إن هذه الضمانات هي وقف التدخل الروسي والإيراني والغارات التي تشن على المدنيين والقرى السورية. وأضاف أن تنظيم الدولة لا يهاجم قوات الأسد، وأن أجهزة مخابرات دولية أوجدته للعمل على تقسيم سوريا وتزويد النظام السوري بالنفط.

 

من جهتها، نقلت وكالة “سبوتنيك” عن مصدر في وفد المعارضة السورية إلى جنيف قوله إن المحادثات الأميركية الروسية التي عُقدت أمس خرجت بنص مشترك لوقف الأعمال العدائية في سوريا.

 

وأضاف المصدر أنه تم إعداد وثيقة الاتفاق، ولم يبقَ سوى إقرارها من قبل القيادتين الروسية والأميركية، على أن تدخل حيز التنفيذ بعد أسبوع من إعلانه، لكنه أشار إلى أن نص الاتفاق يستثني تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.

 

موافقة أولية

وكانت فصائل معارضة خلال اجتماع تشاوري في إسطنبول أبدت موافقة أولية على هدنة مؤقتة، تؤدي إلى ما يوصف بوقف الأعمال العدائية التي تشنها القوى الحليفة للنظام على الشعب السوري.

 

واشترطت الفصائل أن يتم الاتفاق على الهدنة وفق وساطة دولية وضمانات أممية، وأن يسفر عن فك الحصار عن مختلف المناطق والمدن وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إليها، وإطلاق سراح المعتقلين، خاصة من النساء والأطفال.

 

وقال بيان صادر عن الاجتماع إن موافقة الفصائل على هذه المبادرة تأتي “ضمن رغبتها الأكيدة في الاستجابة للجهود الدولية المخلصة لوقف نزيف الدم السوري، ووضع حد لعمليات القصف الجوي التي ترتكب ضد المدنيين”.

 

وأضاف البيان أنه “لن يتم تنفيذ الهدنة إلا إذا تم وقف القتال بصورة متزامنة بين مختلف الأطراف في آن واحد، وفك الحصار عن مختلف المناطق والمدن وتأمين وصول المساعدات الإنسانية لمن هم في حاجة إليها وإطلاق سراح المعتقلين -خاصة من النساء والأطفال- وفق التزام الأمم المتحدة ومجموعة العمل الدولية لدعم سوريا بذلك”.

 

ومن المنتظر أن يعقد حجاب اجتماعاً طارئاً للهيئة العليا للمفاوضات في الرياض الاثنين المقبل لعرض ما تم التوصل إليه على أعضاء الهيئة.

 

اجتماع جنيف

في سياق متصل، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية تأجيل لقاء المجموعة الدولية لدعم سوريا الذي كان مقرراً في جنيف اليوم لمناقشة وقف ما يوصف بالأعمال العدائية.

 

وقالت ماريا زاخاروفا “تم إرجاء الاجتماع المقرر اليوم في جنيف لمجموعة الدعم الدولية حول سوريا، وسيتم الإعلان عن الموعد الجديد في وقت لاحق؛ الدول الأعضاء في المجموعة تواصل مشاوراتها”.

 

من جهته، قال مارك تونر نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن لقاء مجموعة العمل من أجل وقف إطلاق النار والأعمال العدائية في سوريا خطوة أولى نحو تحقيق هذا الهدف.

 

وأضاف تونر إن الطرفين الأميركي والروسي يجريان نقاشات في جنيف تتمحور حول سبل دعوة المجموعة كاملة إلى الاجتماع بشكل موسع.

 

وألقى تونر باللائمة على النظام السوري لعدم التمكن من عقد الاجتماع، لكنه في الوقت نفسه طالب المعارضة السورية بتوحيد موقفها في هذا الشأن.

 

الصراع السوري وصل مرحلة حرجة  

أشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى الحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات، وقالت إن الصراع وصل مرحلة حرجة، وإن أي سوء تقدير من جانب روسيا أو تركيا قد يكون كارثيا، في ظل احتمالات نشوب حرب برية.

فقد نشرت الصحيفة مقالا للكاتب ديفد إغنيشاس قال فيه إن الحرب الأهلية في سوريا لم يشهد لها العالم مثيلا منذ عقود، وإنه ينبغي أن تكون التحركات القادمة من جانب أميركا وحلفائها حذرة ومدروسة جيدا.

 

وأضاف أن على الولايات المتحدة المضي قدما في اتفاق وقف إطلاق النار، وأشار إلى أنه بالرغم من اعتماده على حسن النية الروسية، فإنه يشكل فرصة للتخفيف من معاناة الشعب السوري وإنقاذ حياة الناس، وأنه يجب أن يستمر فترة أطول، لأن القادم سيكون أسوأ بكثير للجميع.

 

وإذا خرقت روسيا الاتفاق من خلال الاستمرار في قصفها المدنيين السوريين، فإن على أميركا وحلفائها أن يركزوا السخط الدولي على موسكو، وأن يحاسبوها حال فشل الاتفاق.

 

كابوس سوري

وقال إنه في هذا الكابوس السوري تعد أصغر الخطوات ذات أهمية، وإن المساعدات الإنسانية التي أُرسلت لخمس مدن سورية محاصرة تعد علامة تهدئة أولية وهشة، ولكنها إيجابية.

 

وأضاف أنه كان من المفترض أن يدخل اتفاق “وقف الأعمال العدائية” حيز التنفيذ البارحة، لكن ذلك لم يحدث، ويرجع السبب جزئيا إلى استمرار روسيا في اعتداءاتها على مناطق واقعة تحت سيطرة المعارضة، ولأن المعارضة لم تبد بشكل واضح استعدادها لتنفيذه.

 

وبالنظر إلى ضعف المعارضة، فإن التردد في قبول هذه الهدنة مفهوم ولكنه يعدّ خطأ، إذ يجب اغتنام أي فرصة للحد من العنف ولخلق مساحة للنقاش السياسي.

 

وأشار إلى أن أميركا بحاجة لنفوذ عسكري يتناسب مع روسيا في قادم الأيام، وهنا يتمثل دور الإعلان السعودي بإرسال قوات برية خاصة لسوريا تحت القيادة الأميركية، وذلك حيث يمكن لهذه القوة أن تكون جزءا من هجوم محتمل ضد الرقة، عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية في شرقي سوريا.

 

وأشار إلى أن الصراع السوري وصل إلى مرحلة حرجة وحساسة، وأنه يمكن لسوء التقدير من جانب روسيا أو تركيا أن يكون كارثيا، لكنه أضاف أنه لم يفت الأوان بعد بالنسبة للولايات المتحدة كي تفعل الشيء الصحيح، وهو الذي يتمثل في بناء الإطارين السياسي والعسكري لسوريا الجديدة.

 

روسيا تحذر الأسد من السعي لنصر كامل  

انتقد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة الرئيس السوري بشار الأسد لقوله إنه سيستعيد كل أراضي سوريا، وحذّره من محاولة استغلال وقف إطلاق النار ومحادثات السلام لكسب الوقت، وطلب منه اتباع قيادة موسكو.

 

وأوردت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن تيفالي شوركين قال في مقابلة له مع صحيفة كومرسانت الروسية إن بلاده استثمرت بجدية في هذه الأزمة سياسيا ودبلوماسيا، والآن في الجانب العسكري أيضا، وإن الأسد إذا أصر على الاستمرار في الحرب “حتى النصر”، فإن الصراع السوري سيستمر طويلا، “وهذا أمر مرعب”.

 

وأضاف شوركين أن على الأسد أن يتبع الآن القيادة الروسية في سعيها لحل الأزمة، وأن هذه القيادة ستفعل ذلك بشكل “محترم”.

 

وعلقت الصحيفة بأن شوركين هو الوجه العلني للمساندة الروسية للأسد منذ بداية الأزمة السورية، وكذلك تصريحاته، مضيفة أن هذه التصريحات تُعدّ مهمة إذا كانت تعبر عن حقيقة الموقف الروسي.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد قال الأسبوع الماضي إنه مصمم على استعادة سيطرته على كل سوريا، قائلة إن هذا التطلع صعب المنال، لكنه ليس صعبا تماما نظرا إلى أن الحملة الجوية الروسية قد أجبرت المعارضة “المعتدلة” على التراجع من مناطق واسعة شمالي البلاد.

 

وقالت ديلي تلغراف إن روسيا ظلت تكرر أنها لا تقف مع فكرة بقاء الأسد في السلطة، بل تقف مع الحفاظ على الدولة السورية، وإن ذلك أدى إلى بقاء الآمال في أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منفتح تجاه صفقة يُستبدل بموجبها الأسد وتحافظ على مصالح بلاده في سوريا بما في ذلك القاعدة البحرية على البحر المتوسط.

 

ريف حلب الشمالي.. متغيرات تضغط على المعارضة  

عمر يوسف-حلب

 

ما تزال معارك ريف حلب الشمالي محط أنظار المتابعين للتطورات العسكرية المتلاحقة في سوريا، خصوصا بعد التقدم السريع والمفاجئ لقوات النظام والمليشيات الموالية له، وما رافقه من تقدم مماثل لقوات سوريا الديمقراطية -التي تضم قوى أبرزها وحدات حماية الشعب الكردية وفصيل جيش الثوار- في بلدات ومدن بالريف الشمالي، وهو الأكثر قربا من الحدود السورية التركية.

وأثار سقوط معاقل مهمة للمعارضة في ريف حلب الشمالي أسئلة لدى القائمين على الشأن العسكري والميداني، بعد أن كانت تمثل قلاعا حصينة طيلة السنوات الأربع الماضية من عمر الثورة، إذ لم يتجرأ جيش النظام على الاقتراب منها إلا في فرص قليلة، وكانت محاولاته دائما تمنى بالفشل وتكبده الخسائر.

 

وقد سجلت قوات سوريا الديمقراطية حضورا عسكريا كبيرا بعدما تمكنت مؤخرا من إحكام قبضتها على معقل رئيس للمعارضة السورية المسلحة بمحافظة حلب، وهو مدينة تل رفعت، قبل أن تتمكن في وقت سابق من السيطرة على بلدات دير جمال ومنغ وكفرنايا، إذ تقوم الآن بمحاولات للتقدم إلى مدينة إعزاز ذات الأهمية الإستراتيجية الكبيرة عسكريا واقتصاديا.

 

وفي القسم الجنوبي من ريف حلب الشمالي، يتقدم الجيش السوري النظامي ببطء معتمدا على المليشيات الأجنبية والتغطية النارية الكبيرة من الطيران الحربي الروسي، والذي أحال مدناً مثل حريتان وعندان وكفر حمرة إلى مدن مهجورة ومدن أشباح جراء سياسة الأرض المحروقة.

خارطة جديدة

يقول القيادي في فرقة “السلطان مراد” محمود الباز إن “اشتعال كافة الجبهات بعمل عسكري كبير ضد المعارضة في الريف الشمالي، والقصف العنيف والمركز والدقيق للمراكز العسكرية وخطوط الجبهة، كانت من أبرز أسباب هذا التراجع والانسحابات الأخيرة”، في إشارة إلى المعارضة المسلحة.

 

ويضيف الباز في حديثه للجزيرة نت أن ما تقوم به المعارضة حاليا هو إعادة رص صفوف الفصائل وتحصين مناطقها وتجميع فصائلها في كيان واحد، وأوضح إلى أن قيام المعارضة بعمل عسكري كبير ينطوي على خسارة في الوقت الحالي، مشددا على أن الهدف المرحلي هو إلحاق أكبر الخسائر في صفوف قوات النظام وحلفائها.

 

ويرى المتحدث نفسه أن هناك مؤامرة دولية تحاك في الغرف المغلقة لتغيير خارطة ريف حلب الشمالي، والقضاء على الثورة السورية في شمال سوريا، مستبعدا أن يحدث اصطدام عسكري بين جيش النظام وقوات سوريا الديمقراطية.

 

ويؤكد القيادي في فيلق الشام الرائد أبو اصطيف أن روسيا والنظام يتعمدان تهجير المدنيين من القرى والمدن في ريف حلب الشمالي باستخدام القنابل العنقودية وقنابل لم ترَ من قبل، معتبرا أن نزوح المدنيين بهذه الطريقة شكل ضغطا كبيرا على مقاتلي المعارضة في الصفوف الأمامية للجبهات.

عوامل ضعف

وأضاف أبو اصطيف للجزيرة نت أن ثمة عوامل تساهم في ضعف المعارضة، منها عدم وجود فصيل واحد يضم القوى الثورية، فهم يجتمعون في الرأي لكن لا يتفقون في قرار واحد، على حد وصفه. وأشار إلى وجود من وصفهم بالعملاء الذين ينشرون الإشاعات وأخبار سقوط القرى، وهو يترك أثرا نفسيا كبيرا على معنويات المقاتلين.

 

وحول الدعم الروسي لقوات سوريا الديمقراطية، قال الرائد أبو اصطيف إن موسكو تقدم العون لها لأنها تحت وصاية حكومة النظام.

 

من جهته، يعتبر القيادي في فصيل “فرسان الفرات” أبو حسين أن روسيا رديفة النظام السوري وحليفته الأقوى، فهي “تساند كل من يقاتل الثوار، ولا يهمها من هو البديل سواء أكان تنظيم الدولة الإسلامية أو العصابات المسلحة، فهدفها الأول والأخير هو القضاء على الثورة”.

 

واستبعد أبو حسين أن تسلم قوات سوريا الديمقراطية في الوقت الحالي المناطق التي سيطرت عليها للنظام، فهي بطبيعة الأحوال تنفذ أجندته في الأراضي التي تسيطر عليها بريف حلب الشمالي.

 

جسور دير الزور.. هدف لجميع الأطراف  

مصعب العمر-دير الزور

 

“مدينة الجسور” أحد الألقاب التي اشتهرت بها دير الزور لكثرة جسورها، حتى إن أشهرها وهو “الجسر المعلق” عدّ رمزاً للمحافظة، لكن الحرب الدائرة في البلاد منذ سنوات أفقدت المدينة هذه الصفة، بعدما أصبحت جسورها من أول الأهداف لجميع الأطراف.

 

مسؤول سابق في مديرية الطرق والجسور بدير الزور -طلب عدم كشف اسمه- قال للجزيرة نت إن المحافظة تضم 26 جسراً، 14 منها على نهر الفرات، و12 جسراً على الوديان.

 

وأوضح المسؤول السابق أن هذه الجسور ارتبطت تاريخيا بالذاكرة السكانية وبالتراث الشعبي، ومثال ذلك الجسر المعلق الذي بني في عشرينيات القرن الماضي، ويعد من أوائل الجسور المعلقة على مستوى المنطقة.

 

وأشار إلى أن “للجسر المعلق أهمية تراثية وسياحية كبيرة، وترك هدمه حسرة وحرقة كبيرتين في قلوب أبناء المدينة الذين لا يوجد منزل من منازلهم إلا ويحتوي على صورة للجسر”، مبيناً أن الأضرار التي لحقت به، تجعل من المستحيل ترميمه وإصلاحه.

 

وقال إن من أكثر الجسور التي تضررت كذلك جسر السياسة، وجسر الباغوز في ريف البوكمال 130 شرق دير الزور، والذي خرج عن الخدمة نهائياً.

 

بدوره، قال الصحفي أحمد يساوي إن أهمية الجسور في دير الزور ليست في قيمتها الحيوية فحسب؛ بل في كونها جزءا هاما في الذاكرة الشعبية، حتى أن الكثير من الأغاني والأهازيج الشعبية لا يمر الكثير منها دون التطرق إلى جسور المدينة.

 

وأشار يساوي في تصريح للجزيرة نت إلى أنه من الناحية التاريخية، الجسور كلها قديمة باستثناء الجسر الجديد الذي يصل حي الحويقة بوسط المدينة.

 

أما من الناحية الحيوية، فيقول أحمد يساوي إن المدينة يخترقها فرع نهر الفرات الصغير من وسطها، أما الفرع الكبير فيمر من طرف المدينة الشمالي ويفصلها عن محافظة الحسكة، مما جعل الجسور حاجة أساسية للعبور من وإلى المدينة، ومن جهة أخرى تفصل بين أحياء المدينة المختلفة؛ فهي الشريان المغذي لحركة النقل، وكذلك الحال بالنسبة لقرى وبلدات المحافظة المتمركزة على جانبي النهر.

 

وأشار إلى أن السكان وفي ظل استهداف الجسور، لجؤوا إلى السفن الصغيرة التي تعرض عددا منها لأخطار القصف. وقال إن المدينة عرفت مجازر عدة، أشهرها مجزرة معبر دير الزور النهري في سبتمبر/أيلول 2014، وراح ضحيتها أكثر من أربعين مدنياً، جراء استهداف سفنهم من قبل مدفعية النظام.

 

وزاد استهداف الجسور من الأعباء المادية للسكان، إذ استغل أصحاب السفن حاجتهم للعبور ورفعوا الأسعار، خاصة لمن يحمل معه متاعه الشخصي أو مواد تموينية وغذائية.

من جانب آخر, أقر القائد الميداني السابق في المعارضة عبد الرحمن أبو الحارث بأن المعارضة كان لها دور في “حرب الجسور”، مذكراً بتفجير المعارضة جسر “كنامات” الفاصل بين حي الحويقة الخاضع للنظام في بداية الحرب، وبين أحياء دير الزور الأخرى التي سيطرت عليها قوات المعارضة.

وأكد أن إخراج هذا الجسر من الخدمة كان العامل الأهم في قطع إمدادات النظام عن حاجز السيوف وجبهات الصناعة وخسارات وكنامات.

 

وقال أبو الحارث -في حديث للجزيرة نت- إن استهداف الجسور لم تكن غاياته عسكرية فقط، بل إن هناك ما هو اقتصادي يتعلق بالحصار، وتمثل ذلك خاصة في استهداف جسر السياسة الذي كان لفترات طويلة المنفذ البري الوحيد وما زال لعشرات الآلاف من السكان، واستهدفته طائرات النظام بأكثر من 150 غارة على مدار السنوات الأربع الماضية.

 

وأشار إلى أن تفجير الجسر المعلق لم يكن متعمداً، مكذباً الروايات السابقة التي تحدثت عن تفجيره بعبوات ناسفة، ومبيناً أنه في 2 مايو/أيار 2013 كانت هناك اشتباكات عنيفة وقصف متبادل بالدبابات بين قوات النظام في حي الحويقة، وقوات المعارضة المتواجدة على الطرف الآخر من النهر وبينهما الجسر المعلق، ليصاب الجسر بأكثر من قذيفة أدت إلى سقوط أرضيته بشكل كامل، إضافة إلى أحد أعمدته الأربعة، وتضرر الأعمدة الأخرى بشكل كبير.

 

وفي ريف دير الزور، وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الجزيرة نت من سكان محليين وناشطين، فإن أغلب الجسور تعرضت للقصف الجوي، لكنها لم تخرج عن الخدمة بشكل كامل ما عدا جسر الباغ في ريف البوكمال الذي تعرض لغارات منذ نحو شهرين أدت إلى تضرره بشكل كبير، وجسر السويعية قرب الحدود العراقية الذي تعرض للعديد من الغارات، مما أخرجه من الخدمة نهائياً.

 

المعارضة السورية توافق على هدنة شرط وقف روسيا غاراتها

اشترطت كذلك فك الحصار وإطلاق سراح السجناء وإدخال المساعدات

العربية.نت – فرانس برس

قال مصدر مقرب من محادثات السلام السورية التي تجرى في جنيف اليوم السبت، إن المعارضة السورية وافقت على هدنة لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع إذا أوقفت روسيا حملة الضربات الجوية على سوريا.

وأفاد المصدر أن هذه الهدنة ستكون قابلة للتجديد وتدعمها كل الأطراف باستثناء تنظيم داعش.

كما قال المصدر إن الهدنة السورية تشترط أيضا فك الحصار وإطلاق سراح السجناء وإدخال المساعدات وكذلك مشروطة بعدم استهداف جبهة النصرة.

وبدأت الضربات الجوية الروسية في سبتمبر لإنقاذ قوات الحكومة السورية بعدما ظلت المعارضة المسلحة تحقق المكاسب لأشهر. وأدت الضربات إلى تحويل دفة الحرب لصالح رئيس النظام السوري بشار الأسد.

وفشلت عدة محاولات للاتفاق على هدنة في الشهور الأخيرة.

وقال المصدر إن الرسالة الواضحة هي أن المعارضة مستعدة لدخول هدنة لأسبوعين أو ثلاثة وإن هذا قابل للتجديد إذا كانت الظروف مواتية وكان الجانبان على استعداد لتجديدها.

وترأس روسيا والولايات المتحدة بشكل مشترك اجتماعاً للأمم المتحدة في جنيف يهدف إلى محاولة تأمين وقف للأعمال القتالية في سوريا.

وقال دبلوماسيون الجمعة إن مسؤولين عسكريين أميركيين وروساً اجتمعوا قبل الاجتماع الموسع.

 

رابط مختصر  روسيا: إرجاء اجتماع مجموعة الدعم الدولية حول سوريا

موسكو – فرانس برس

أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إرجاء اجتماع مجموعة الدعم الدولية حول سوريا الذي كان مقررا اليوم السبت في جنيف.

وقالت المتحدثة ماريا زاخاروفا: “تم إرجاء الاجتماع المقرر اليوم في جنيف لمجموعة الدعم الدولية حول سوريا وسيتم الإعلان عن الموعد الجديد في وقت لاحق”.

وتابعت زاخاروفا: “الدول الأعضاء في المجموعة تواصل مشاوراتها”. وكانت زاخاروفا أعلنت الجمعة أن مسؤولين روس وأميركيين يقومون بمشاورات في جنيف من أجل التوصل الى وقف لإطلاق النار في سوريا.

وكان الاجتماع بين دبلوماسيين ومسؤولين عسكريين يهدف إلى الإعداد لقمة أوسع لمجموعة الدعم الدولية حول سوريا.

 

فايننشال تايمز: روسيا تتجسس على معارضين ونشطاء سوريين

الاختراق الإلكتروني يمكن موسكو من الحصول على المعلومات من دون ترك أثر

دبي – قناة الحدث

حذر مسؤولون استخباراتيون تحدثوا لصحيفة “فايننشال تايمز” من عمليات تجسس واسعة النطاق تقوم بها روسيا، تستهدف المعارضة السورية ومنظمات إغاثية، تهدف للتلاعب بالمعلومات حول عملياتها العسكرية في سوريا.

وفيما تواصل الغارات الروسية دك مواقع المعارضة السورية المناهضة للأسد ولا تستثني حتى المنازل والمرافق المدنية، تعمل موسكو بالتوازي على تكثيف حربها على نطاق آخر، وهو المجال الاستخباراتي والتجسس الإلكتروني، بحسب الصحيفة.

وتعمل موسكو على تضييق الخناق على المعارضة والنشطاء المدنيين على الأرض عبر استقدام وتسخير أحدث ما في ترسانتها من وسائل ومعدات متطورة.

وتشمل قائمة الأهداف الروسية معارضين سوريين والمنظمات الإغاثية والحقوقية التي توثق مجريات الحرب على الأرض، كالمرصد السوري لحقوق الإنسان الذي تخضع تحركاته لمراقبة دقيقة ومستمرة، وفق ما كشفت الصحيفة، مضيفةً أن روسيا تعتمد في حربها الإلكترونية على ما طبقته سابقا في التجسس على الحكومة الأوكرانية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر استخباري لم تكشف عن هويته أن الحملة الروسية التجسسية بدأت بعد تنسيق مسبق مع إحدى الدول الغربية ودولة أخرى من الجوار السوري، وهي تدار من قبل جهاز الأمن الاتحادي الروسي “اف. اس. بي” FSB.

وبالرغم من أنه ليس واضحا بعد من هي الجهات المخترقة حتى الآن عبر عمليات التجسس الإلكتروني الروسي، إلا أن معلومات تفيد أن التقنيات الروسية للاختراق بإمكانها أن تحصل على ما تريده من معلومات وبيانات من الجهة المخترقة من دون ترك أي أثر.

هذا الأمر يثير مخاوف الغرب من أن روسيا، بما تمتلكه من معلومات، قد تكون قادرة على استغلالها وتحريفها وحتى استخدامها كسلاح استراتيجي يقلب المعطيات، ما يعيد للأذهان أزمة اللاجئين على سبيل المثال والاتهامات لموسكو باستغلالها في فرض مزيد من الضغوط على الغرب لتمكين حليفها بشار الأسد.

 

الائتلاف لمجلس الأمن: الغارات الروسية “متعمدة ومبيتة

العربية.نت

دان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة الهجمات الروسية الأخيرة على حلب، والاستهداف المعتمد لمستشفيات سورية ومنشآت طبية ومدارس؛ وطالب بالانسحاب الفوري للقوات الروسية من الأراضي السورية.

وفي رسالة وجهها خوجة إلى مجلس الأمن، أمس 19 فبراير، أكد خوجة أن الهجمات الروسية على مشاف سورية ومدارس “متعمدة ومبيتة”، مشيراً إلى أن مواقع كافة المستشفيات معروفة وموثقة، وكانت طبيعتها المدنية جلية تماماً للسلطات الروسية.

وأضاف خوجة أن قرار استهداف المنشآت الطبية في سوريا رغم الأهمية البالغة للخدمات التي تقدمها أو بصورة أدق بسبب أهمية تلك الخدمات يعبر عن الاستراتيجية المتعمدة التي تنتهجها روسيا للقضاء على الحياة المدنية في مناطق سيطرة المعارضة، وتحويلها إلى مناطق غير صالحة للمعيشة، معتبراً أنه من شبه المؤكد أن هذه الهجمات تشكل “جرائم حرب خطيرة”.

ودعا رئيس الائتلاف الوطني في رسالته الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق في هجمات يوم الاثنين الماضي على منشآت طبية ومدارس شمال حلب، وضمان أن التحقيق يسند المسؤولية إلى أحد الأطراف، مطالباً بالخروج الفوري للقوات الروسية من الأراضي السورية.

كما دعا إلى حماية المدنيين من غارات عشوائية مستقبلية من قبل قوات روسيا أو نظام الأسد، بما في ذلك من خلال فرض منطقة خالية من القصف في أنحاء سوريا، وضمان المساءلة عن كافة جرائم الحرب المرتكبة من خلال إحالة الملف السوري إلى محكمة الجنائية الدولية، وإطلاق دعوى بموجب سلطات قضائية دولية، أو اتخاذ تدابير لتشكيل محكمة جنائية دولية خاصة بسوريا.

 

روسيا تخفق في استصدار قرار أممي ضد القصف التركي في سوريا

رفض مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، مشروع قرار تقدمت به روسيا لوقف القصف التركي في سوريا.

وكان مجلس الأمن عقد اجتماعا طارئا لمناقشة المشروع الروسي، بينما حذرت فرنسا من تصاعد خطير في النزاع السوري المسلح.

وتطالب روسيا، في مشروع القرار، “بوقف فوري للقصف العابر للحدود، ولمخطط، تدعمه تركيا، يقضي بتدخل قوات أجنبية برية في سوريا”.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بعد لقاء المسؤولين الروس في جنيف، إن تحقيق وقف إطلاق النار في سوريا، لا يزال “يتطلب عملا كبيرا”.

وكان ينتظر أن تبدأ الهدنة الجمعة في سوريا، ولكنها فشلت بعدما شنت قوات كردية، تدعمها المقاتلات الأمريكية، هجمات على بلدات قربة من الحدود التركية وسيطرت عليها.

وطالبت روسيا، التي تشن غارات جوية دعما لقوات حكومة الرئيس بشار الأسد، الأمم المتحدة بالضغط على تركيا لوقف قصف القوات الكردية، شمالي البلاد.

ولكن القرار لم يجمع عددا كافيا من الأصوات واعترضت عليه دول رئيسية، منها فرنسا والولايات المتحدة، حسب دبلوماسيين.

واتهمت سفيرة الولايات المتحدة، سامونتا باور، روسيا بمحاولة “صرف نظر العالم” عن غاراتها الجوية الداعمة للنظام السوري، وحضتها على الالتزام بقرارات الأمم المتحدة بخصوص مسار السلام.

وقال السفير الفرنسي، فرانسوا دولاتر، إنه “على تركيا أن تفهم أن دعمها اللامشروط لبشار الأسد، يؤدي إلى طريق مسدود، غاية في الخطورة”.

وتدعو تركيا إلى تدخل عسكري مشترك لحلفائها الدوليين في سوريا، وتؤكد على أن ذلك هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب.

وتخشى أنقرة من أن تقدم القوات الكردية في محافظة حلب هدفه ربط المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمالي وشمال شرقي سوريا، وإنشاء منطقة كردية على حدودها الجنوبية.

 

المعارضة السورية تبدي استعدادها لقبول هدنة إذا أوقفت روسيا القصف

 

بيروت (رويترز) – قالت المعارضة السورية يوم السبت إنها توافق على “إمكانية” عقد هدنة مؤقتة بشرط توفر ضمانات على أن حلفاء دمشق بمن فيهم روسيا سيوقفون إطلاق النار إضافة إلى رفع الحصار والسماح بدخول المساعدات إلى كل أنحاء البلاد.

 

وبدأت الضربات الجوية الروسية في سبتمبر أيلول وقلبت موازين الصراع الدائر في سوريا منذ خمس سنوات لصالح قوات الرئيس بشار الأسد في تحول أثار استياء الولايات المتحدة وحلفائها الذين يساندون فصائل معارضة تسعى للإطاحة بالأسد.

 

وفشلت عدة محاولات للاتفاق على هدنة في الشهور الأخيرة. وتتقاسم روسيا والولايات المتحدة رئاسة أحدث جولات المحادثات في مقر الأمم المتحدة بجنيف.

 

وقال بيان صادر عن الهيئة العليا للمفاوضات يوم السبت إن الفصائل “أبدت موافقة مبدئية على إمكانية التوصل إلى اتفاق هدنة مؤقتة على أن يتم ذلك وفق وساطة دولية وتوفير ضمانات أممية بحمل روسيا وإيران والميليشيات الطائفية.. على وقف القتال.”

 

وأضاف بيان الهيئة التي تضم العديد من الجماعات المسلحة والفصائل السياسية السورية في المنفى “لا يمكن إبرام اتفاق من هذا النوع مع النظام الذي يرتكز على الدعم الجوي الروسي والتقدم البري للمجموعات الإرهابية التابعة لإيران دون أن تكون له أية قوة حقيقية أو سلطة على الأرض.”

 

لكن لا يبدو مرجحا أن يتوقف القصف الروسي على الفور.

 

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “روسيا متمسكة بسياستها الثابتة التي تقوم على تقديم المساعدة للقوات المسلحة السورية في عملياتها الهجومية ضد الإرهابيين وضد المجموعات الإرهابية.”

 

وقال دبلوماسيون يوم الجمعة إن مسؤولين عسكريين من الولايات المتحدة وروسيا اجتمعوا قبل اجتماع جنيف الموسع.

 

وفي وقت سابق قال مصدر مقرب من محادثات السلام لرويترز إن المعارضة السورية وافقت على هدنة تستمر ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.

 

وأضاف المصدر أن هذه الهدنة ستكون قابلة للتجديد وتدعمها كل الأطراف باستثناء تنظيم الدولة الإسلامية. كما ستكون مشروطة بالتوقف عن استهداف جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة على الأقل كبداية.

 

ويصنف مجلس الأمن الدولي جبهة النصرة منظمة إرهابية.

 

وعندما سئل إن كان إصرار المعارضة على عدم استهداف جبهة النصرة هو العقبة الأساسية أمام التوصل لاتفاق قال المصدر إن هذا الشرط مشكلة كبيرة.

 

وقال المصدر إنه يتعين التعامل مع الوضع بحرص شديد خشية اندلاع حرب أهلية في إدلب.

 

وتقاتل جبهة النصرة إلى جانب جماعات أخرى في بعض المناطق بينها إدلب.

 

وأصبح إنهاء حصار المدنيين أيضا نقطة شائكة أخرى في المحادثات لإنهاء الصراع.

 

وتقدر الأمم المتحدة أن هناك نحو 486700 شخص في نحو 15 منطقة محاصرة في سوريا بينما يوجد 4.6 مليون سوري في مناطق يصعب الوصول إليها. وفي بعض هذه المناطق وردت أنباء عن حالات وفيات بسبب الجوع وسوء التغذية الشديد.

 

(إعداد سامح البرديسي للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

 

البيت الأبيض: أوباما وإردوغان يبحثان الصراع السوري خلال اتصال هاتفي

واشنطن (رويترز) – بحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الوضع في سوريا خلال اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الجمعة.

 

وأبدى أوباما قلقه بشأن التقدم الذي حققته الحكومة السورية في شمال غرب البلاد في الآونة الأخيرة ودعا إلى وقف الأعمال التي تزيد من التوترات مع تركيا ومع قوات المعارضة المعتدلة في شمال سوريا.

 

وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما شدد لإردوغان على ضرورة

 

عدم محاولة وحدات حماية الشعب الكردية استغلال الأوضاع في سوريا للسيطرة على مزيد من الأراضي.

 

ودعا أيضا تركيا إلى “إظهار ضبط نفس متبادل” من خلال وقف الهجمات المدفعية في المنطقة.

 

(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)

 

اللاجئون السوريون يعانون الابتزاز والترهيب من قبل المهربين مع استمرار إغلاق الحدود التركية

مع استمرار إغلاق الحدود التركية مع سوريا يزداد نشاط المهربين الذين يرفعون كل يوم قيمة المبالغ التي يتقاضونها لقاء تهريب اللاجئين الهاربين من القصف من ثغرة في السياج الحدودي إلى تركيا.

ومثل عصابات المافيا التي تجمع مبالغ طائلة عبر دفع آلاف المهاجرين لاجتياز البحر المتوسط إلى أوروبا، يقوم المهربون على الحدود وهم غالبا من سكان القرى القريبة من السياج الحدودي بابتزاز وترهيب واستغلال اللاجئين الذين لا يريدون البقاء في المخيمات المكتظة بانتظار أن تفتح تركيا المعبر.

 

تقول فاطمة الأحمد البالغة من العمر 27 عاما إنها عبرت قبل أسبوع وهي تحمل ابنها البالغ من العمر سنتين بين ذراعيها من فتحة في السياج الذي تم قصه بين أشجار الزيتون.

 

وتروي فاطمة وهي تجلس في مقهى مفتوح في كيليس أنها هربت من حي الصخور في شرق حلب بعد مقتل زوجها قبل أسبوع في القصف عندما خرج لإحضار طعام.

 

وتقول بصوت هادىء “كنا ثمانية، مع بعض الجيران. ساعدوني في جمع المبلغ. لم يكن معي ما يكفي من المال. في السابق كان يتم تنظيم الأمر في حلب عبر الاتصال بمهربين موثوقين. أما اليوم ومنذ بدء الغارات الروسية، كثرت أعداد الناس. ركبنا الحافلة الصغيرة واتجهنا إلى الحدود دون تخطيط”.

 

وبدلا من 90 دقيقة في الأحوال العادية، استغرقت الرحلة المخيفة 15 ساعة بين إطلاق النار والانفجارات حتى وصلت الحافلة الصغيرة إلى قرية يعروبية.

 

وتتابع فاطمة “كان المهربون في كل مكان يصيحون ـ بالعامية السورية ـ تركيا عتركيا، مين رايح عتركيا؟” وتضيف “ناس بلا رحمة، يتعاملون بخشونة.. لا يفكرون إلا بالمال. دفعونا مثل الغنم… ضربوا النساء اللواتي تأخرن في المسير، حتى اللواتي كن يحملن أطفالا. شيء رهيب، لا ضمير، ولا رحمة”.

 

وحيدة في مواجهة مصيرها

 

تتقاطع رواية فاطمة مع ما يرويه غيرها من اللاجئين الذين عبروا إلى كيليس بأن المهربين السوريين هم على تواصل مستمر عبر اللاسلكي أو الهاتف مع المهربين الأكراد الذين يستلمون اللاجئين بعد عبور السياج.

 

تقول فاطمة “طلبوا منا الانتظار تحت الشجر حتى يحين الوقت. حتى يحين موعد مناوبة الجنود الذين يرشونهم حتى يشيحوا ببصرهم عندما نعبر”.

 

وتقول فاطمة أن عبورها السياج كلها 300 يورو، أي كل ما كان معها وما استدانته.لكن عائلة أحمد الفتى الكسيح البالغ من العمر 14 عاما لم يكن لديها المال. كانت عائلته المعدمة الأخيرة التي بقيت في حي المرجة في حلب. وعندما قتل اثنان من

أخوته وهما يرعيان الغنم في أرض خلاء وأصيب أبوه جراء سقوط برميل متفجر ألقته مروحية للنظام السوري، حزمت العائلة كل ما أمكنها حمله وهربت.

 

يقول الفتى وهو يبتسم ابتسامة ماكرة “لم يكن لدينا المال لدفع أجرة التهريب، فاختبأنا ثم زحفنا حتى السياج وتسللنا من تحته”. ثم يضيف الفتى الذي لم يذهب يوما إلى المدرسة “كنا محظوظين. عثر علينا رجال الشرطة الأتراك ولكنهم لم يعيدونا لأن معنا عددا كبيرا من الأطفال. حتى أنهم طلبوا حافلة لنقلنا”.

 

ويتراجع عدد اللاجئين الذين يعبرون سرا إلى كيليس يوما بعد يوم مع تشديد الإجراءات التركية على الحدود وتطبيق التعليمات لمنع التهريب على ما يبدو.

 

وهذا بدوره يدفع المهربين إلى طلب المزيد من المال إذ يتحدث اللاجئون عن دفع 500 وحتى ألف دولار للشخص الواحد.

 

في مطعمه الصغير الذي افتتحه قبل سنتين ينتظر يزن أحمد البالغ من العمر 35 عاما منذ ثلاثة أسابيع وصول عائلته التي هربت من قرية تل رفعت التي سيطر عليها المقاتلون الأكراد.

 

ويقول “إنهم في أحد المخيمات، في الجانب الآخر. مساء أمس دفع أخي المال للمهربين. حاولوا تهريبهم لكنهم فشلوا. أطلق الحراس الأتراك النار فوق رؤوسهم”.

 

وعدا عن هؤلاء وأولئك، هناك الأكثر فقرا بين الفقراء، أولئك الذين لا يملكون أي شيء والمرغمون على مواجهة ويلات الحرب.

 

تقول فاطمة بحسرة “جارتي بقيت وحدها مع خمسة أطفال في حلب، بيتها في الطابق الأخير. اتصلت بها أمس. كانت تبكي. ليس لديها أحد تلجأ إليه”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى